حج وثج

النسخ

1 بسم اهلل الرحمن الرحيم م ع اي ي ر ج و د ة إ ع د اد الخ ط ط الد ر اس ي ة ف ي الد ر اس ات الش ر ع ي ة م ؤ س ف ي م ن ال عا يل الت عل ي م سات الم ن ظ ور اإلس الم ي Quality standards for the preparation of study plans in Shari'a studies in Institutions of higher education from an Islamic perspective ورقة علمي ة م ح ك م ة م قد مة إل ى الم ؤ ت م ر الد و ل ي ال خط ط إلع داد )الج و دة ال د راسي ة التي ت عت م د ل دى مؤ س الت عل ي م سات ال عال ي في ال د را سا ت ال شرعي ة( جامعة اليرموك/إربد الثالثاء األربعاء الموافق: /أيلول/ 3102 م أ. د. محمد عبد الفتاح شاهين أستاذ المناهج وطرق التدريس جامعة القدس المفتوحة/فلسطين بريد إلكتروني: إع داد أ. د. إسماعيل محمد شندي )عمايرة( أستاذ الفقه المقارن جامعة القدس المفتوحة/فلسطين بريد إلكتروني: 0221 ه م

2 الملخص هدفت الدراسة احلالية إىل حتديد مفهوم جودة التعليم من املنظور اإلسالمي مع توضيح ألهم األسس اليت ينبغي أن تبىن عليها واستنباط املعايري اإلسالمية إلعداد اخلطط الدراسية يف الدراسات الشرعية مبؤسسات التعليم العايل وقد اعتمد الباحثان املنهجني: والوصفي التارخيي ضبط على يقوم الذي التحليلي الصحابة وآثار املفكرين املسلمني حىت هناية القرن الثامن اهلجري. وأقوال الشريفة النبوية واألحاديث القرآنية النصوص وحتليل وقد خلصت الدراسة إىل مجلة من النتائج أبرزها أن مفهوم اجلودة يف اإلسالم قد أخذ عدة مفاهيم مرتادفة وهي اإلتقان واإلحسان واإلحكام وهي ذات دالالت نوعية وكمية أعلى وأرقى من مفهوم اجلودة املتداول يف الفكر الرتبوي املعاصر وقد سبق اإلسالم الفكر الرتبوي املعاصر مبائات السنني يف التأكيد على هذه القيم كما تتميز معايري اخلطط الدراسية يف أبعادها ومضامينها اإلسالمية بأهنا ربانية وشاملة ومتكاملة ومثالية وواقعية ألن مقاصدها أوال وأخريا حتقيق رضا اهلل عز وجل ورضا املستفيدين وهي مل ترتك أي بعد من أبعاد ومضامني اخلطط الدراسية إال وأتت عليه وعمل متقن. وعلى ضوء نتائج وعاجلته بفكر قومي وعلم سديد الدراسة يوصي الباحثان بضرورة اعتماد معايري إتقان وإحسان اخلطط الدراسية يف العلوم الشرعية من منظور إسالمي كوهنا األو ىىل واألكثر ارتباطا بعقيدة الفرد وممارساته وجتنب إعداد خطط دراسية يف العلوم الشر عية من وجهة نظر غربية حبتة و ضرورة العمل على االستفادة من جتارب اجلامعات املتميزة مع ضرورة توظيف الفكر اإلبداعي يف إعداد اخلطط الدراسية باإلضافة إىل ضرورة توجه كليات الشريعة وأقسام الدراسات الشرعية يف اجلامعات العربية واإلسالمية إىل االستفادة من التطور املعريف والتكنولوجي لنقل رسالة اإلسالم عرب كافة الوسائط وبكل اللغات إىل مجيع األمم مبا يرسخ قيم العمل يف اإلسالم Abstract يف مجيع جماالت التعليم من أجل متثلها والعمل هبا. The present study aimed to define the concept of education quality from an Islamic perspective, explain the most important foundations that it should be built upon, and induce Islamic standards for quality necessary for the preparation of study plans in shari'a studies in the institutions of higher education. The two researchers adopted the historical, and the analytical descriptive approaches, based on the control and the analysis of the koranic texts, the Hadith, the sayings of the prophet and the previous works of Muslim intellectuals until the end of the eighth Islamic century )Hijri) The study concluded with a set of results. The most important of these results are: The concept of quality in Islam has taken several synonymous concepts, a mastery, perfection and precision, which have quality and quantity indications, highest and most prestigious of the concept of quality rolling in contemporary educational thought. Islam has emphasized these values hundreds of years before the contemporary educational thought. Finally, standards of study plans are also characterized as divine, comprehensive, integrated, ideal and realistic in all their dimensions and implications, because their purposes are first and foremost to achieve satisfaction and obedience of Allah the Almighty, and the satisfaction of the beneficiaries. These standards did not leave any dimension or any of the implications of the study plans without reviewing it and deeply dealing with it with proper thought, suitable scientific manner and a well done job. In light of the results of the study, the researchers recommended that the need of adopting mastery and perfection standards in the study plans in Shari'a sciences from an Islamic perspective, being the first and most closely associated with the doctrine and practices of the 1

3 individual and avoiding preparing study plans in Shari'a sciences from a purely western perspective. The study also recommended benefiting from the experiences of distinguished universities, with the need to employ creative thought in the preparation of the study plan. Finally,it is necessity for directing the attention of all Shari'ah colleges and departments of Shari'a Studies in the Arab and Islamic universities to benefit from the development of knowledge and technology to convey the message of Islam across all media and all languages to all nations so as to consolidate the values of work in Islam in all areas of education in order to embody them and work in accordance. المقدمة يشكل التعليم مسار العملية االستثمارية اليت توظفهاكافة اجملتمعات من أجل تربية أبنائها وتنشائتهم يف سببيل إعبدادهم ملواجهة حتديات احلياة ومتطلباهتا حبيث يتمكنوا من النهوض بواجباهتم جتباه أنفسبهم وجتباه اجملتمعبات البيت ينتمبون إليهبا وهبذا ما يندرج يف بناء املواطن الصاحل وليس هذا فحسب فقد اعتربت الرتبية قدميا وحديثا أداةى بناء القوة االقتصادية اليت تسبهم يف تقدم اجملتمع ورفاهيته لذلك فإن دور التعليم يف خمتلبف املراحبل وال سبيما يف مرحلبة التعلبيم العبايل أصببح يتعباظم يومبا بعبد يبوم وأصبح ميثل أولوية يف اهتمامات الدول املتقدمة والناميبة علبى حبد سبواء وهبو اليبوم يشبكل مسبؤولية مشبرتكة ببنيكافبة قطاعبات اجملتمع االقتصادية واالجتماعية والثقافية والدينية والسياسية )احليايل 2002(. ونظرا لتعاظم أمهية التعليم فإن علماء االجتماع يف عاملنا املعاصر يبرون أن بقباء األمبم واسبتمرار حضبارهتا ال يسبتند إىل عنصر القبوة فحسبب وإ با يعتمبدكبذلك علبى مبد قبدرة تلبك األمبم علبى االسبتجابة للتغيبري حسبب املقتضبيات البيت يفرضبها الواقبببببببع واسفببببببباذ املسبببببببتقبلية لبببببببذا فبببببببإن قيبببببببادة التغيبببببببري يف أي جمتمبببببببع مرتبطبببببببة بقبببببببدرة مؤسسببببببباته التعليميبببببببة يف كافبببببببة املراحبببببببل على مواجهة التحديات اليت تواجهه باعتبار أن التعليم هو الوسيلة الوحيدة لبناء األفراد وإعبدادهم للمسبتقبل ملواجهبة حتبديات الفقببر واجلهببل والتكلببف يفكافببة اجملبباالت ولتفبببادي اسثببار املفاجائببة الببيت قببد تبببؤدي إىل تراجببع األمببم واهنيبباركياناهتببا )احلليببب.)2006 وحنن يف العامل العريب واإلسالمي أحوج من غرينا إىل تعزيز فرص التعليم ورفع مستواه وخباصبة أننبا نعبي يف مرحلبة مبن أصبعب وأدذ مراحبل حياتنبا ولبيس أدل علبى ذلبك مبن حالبة الرتاجبع والبرتدي والصبراعات الفكريبة واملذهبيبة البيت نعيشبها والبيت أصبحت تستنزف طاقاتنا البشرية واالقتصادية بل وهتدد وجودنا اإلنساين على هذه األرض. وبالرغم منكل ما حييط بنا وما نعيشه يف عاملنا العريب إال أن منظومة التعليم العايل يفكثبري مبن امليبادين تشبهد تراجعبا غري مسبوذ ورمبا يعود ذلبك إىل مجلبة التحبديات السياسبية واالقتصبادية واالجتماعيبة البيت تواجبه شبعوب األمبة مضبافا إليهبا حتدي العوملة وبروز ظاهرة االستقطاب إضافة إىل حتدي االنفجار املعريف وتعاظم تطور تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت ممبا اقتضببى مببع هنايببة القببرن املاضببي ومطلببع األلفيببة الثالثببة إجببراء حتببوالت جذريببة يف نظببم التعلببيم العببايل ولببذلك باشببرت مؤسسببات التعلببيم العببايل يف الببوطن العببريب بإعببادة صببياغة رسببالتها وأهببدافها وبراجمهببا مببن جديببد اسببتعدادا منهببا ملواجهببة التحببديات اسنفببة الببذكر آخببذة بعببني االعتبببار املشببكالت الببيت تواجببه حاضببر األمببة ومسببتقبلها ومجيببع األطببراف املسببتفيدة مببن التعلببيم العببايل وهببم الطالب والعاملون واجملتمع واألمة )النعيمي 2002(. وببالرغم مبن إقبدام دول العبامل علبى اعتمباد مببدأ اجلبودة الشباملة يف التعلبيم العبايل كنتيجبة ملبا جبر وجيبري علبى السباحة العامليبة مبن تغبريات متثلبت يف صبراعات حضبارية وتنبافس اقتصبادي وعلمبي وكنتيجبة ملبا حققبه العبامل مبن إيفبازات يف جمباالت املعرفببة والصببناعة والتكنولوجيببا )براجببل 2002( إال أننببا يف عاملنببا العببريب ال زلنببا نتعثبببر بببني التوسببع الكمببي والتجويببد النببوعي والتجديبد اجلبذري يف احلقبل الرتببوي ومل نسبتطع تكبوين أداة فعالبة مبن أدوات التنميبة الشباملة كمبا أننبا مل نبتمكن مبن اإلسبهام 2

4 الفعال يف رفعة مسرية األمة من أجل اللحاذ بركب العامل احلديث ومل نستطع أن نولد مشروعا حضاريا عربيا نابعا من جبذورنا وعامل بناء حلضارة عربية إسالمية ذاتيبة طبورت ذاهتبا ى اإلسالمية اليتكانت وما زالت وستبقى عامل قوة وجتديد للفرد واجملتمع باستمرار وأسهمت إسهاما فعاال يف تطوير غريها من احلضارات )عبد الدامي 2000(. وهلببذا فببإن التعلببيم الببذي نتطلببع إليببه اليببوم يف مؤسسببات التعلببيم العببايل هببو الببذي جيمببع بببني العلببم والتكنولوجيببا وحببرارة اإلميان واالستعداد حلمل وتبليغ رسبالة اإلسبالم البيت تنبادي بالعبدل واحلريبة واملسباواة والفضبيلة وإنسبانية اإلنسبان وهبذا مبا ينبغبي أن تتضبمنه وتؤكبد عليبه اجلبودة الشباملة يف رسبالة التعلبيم حبيبث يكبون مبن ضبمن أهبدافها األصبيلة يف التعلبيم )الببيالوي.)2000 وإذا عدنا إىل التاريخ اإلسالمي يفد أن املسلمني قد مارسوا اإلدارة على مر العصور اليت سادت فيها حضارهتم وكانت تلك املمارسات مستمدة من أصول الشبريعة اإلسبالمية فكانبت النتبائج مفكبرة لألمبة عبرب التباريخ يف الوقبت البذي مل يكبن فيبه موضوع اجلودة مبحثا يتعلمونه وال فلسفة ي درسوهنا لكنهاكانبت قيمبا راسبكة يف قلبوهبم وعقبوهلم ومتبار يف مجيبع أنشبطتهم ألن تعاليم اإلسالم السمحة هي اليت كانت تقودهم إىل اجلودة واإلتقان يف كافة جوانب حياهتم وبالتايل فإن اجلودة يف اإلسالم متثببل جببزءا مببن النظببرة الكليببة جلببودة احليبباة يف اجملتمببع بأسببره )العجلببوين 2002(. فالتأكيببد علببى اجلببودة وإتقببان العمببل وحسببن إدارته مبدأ إسالمي بنصوص الكتاب والسنة والعمل به يعد واجبا دينيا ووطنيا تقتضيه مسات العصر الذي نعي فيه كما أنه يتضمن يف ثناياه كافة عناصر العملية التعليمية )ند 2002(. ويشري )العجلوين 2002( إىل أن اإلسالم ميتلك مفهوما خاصا للجودة يتميبز عن املفهوم املعاصر هلا ويتفوذ عليه كمبا أن املسبلمني اسبتندوا إىل اجلبودة يف مجيبع أنشبطتهم وأعمباهلم وهبي يف مفهومهبا اإلسبالمي ال تتنباقض مبع األنظمبة الغربيببة املعاصرة وإ ا تتفوذ عليها يف جوانبكثرية أبرزها: الربانية والشمول. وانطالقببا ممببا تقببدم يببر الباحثببان أن املشببكالت الببيت تعصببف اليببوم مبجتمعاتنببا العربيببة واإلسببالمية مببن تفش ببي الفسبباد وشيوع التكتل واالنقياد والنزوع حنو الصراعات الداخلية كل هذا وغريه مبن املظباهر أد وتبداعت علينببا األمببم فأصبببحنا أمببة غثائيببة كمببا أخربنببا رسببول اهلل إىل حتقيبق أهبداف أعبداء هبذه األم بة :" ي وش ببك األ ى مببم أىن تىببىدا ى عى ى علىببي ك م ىك ى مببا تىببىدا ى عى األ ى ىكلىببة إ ىىل قىص ى عت ى ها فىبىقاىل قىائل : ى وم ن قلة ىحن ن يب ى و ى مائذ قىاىل: ب ى ل أىنب ت م يب ى و ى مائذ ىكث ري ى ولىكنك م غ ثىاء ىكغ ثىاء الس ي ل" )أبو داود د ط حديث رقم 2222(. كمبا انفلبت النبا مبن عقبال ديننبا احلنيبف رغبم أن النب حبذرنا بقولبه:" ى خل ف بت فبيك م ىشبي ائىبني لىبن تىضبلوا بب ى ع ب ىدمه ى ا: كتىاب الل ه ى وس نيت" )الدارقطين 2002 حديث رقم 2606(. وبقوله أيضا :"فىب ى علىي ك م ب سنيت ى وس نة اخل لىىفاء الراشدي ى ن ال ى مه بدي ى ني" )أمحد د ط حديث رقم 12172(. ولذلك فإننا اليوم يفين مثار ختلينا عن مبادئ ديننا احلنيف وضعف عقيدتنا وهو ما يتحمل مسؤوليته اجلميع يف هبذه األمببة غببري أن املسببؤولية األكببرب تقببع علببى عبباتق مؤسسببات التعلببيم وعلمبباء األمببة وهببذا يقتضببي أن نسببعى إىل إعببداد جيببل مببن العلمباء والبدعاة يقومبون ببأدوارهم ويتمتعبون باملعرفبة واالطبالع وحيملبون األمانبة ببإخالص بعيبدا عبن الغلبو والتطبرف مصبداقا ى وىكبببىذل ىك ى ج ى عل نىببباك م أم بببة ى و ى سبببط ا ل تىك ونبببوا ش ببب ى هىداء ى ى علىبببى النبببا ى وي ى ك بببوىن الر س بببول ى علىبببي ك م ىشبببه يد ا" ]البقبببرة: 123[. لقبببول اهلل تعببباىل:" واالرتكاز على علماء هذه األمة حاضرا ومستقبال يتطلب منا إعادة النظر يف برامج إعدادهم وتأهيلهم مستنريين برؤية إسبالمية خالصة يف ختطيطنا وتنفيذنا. وملاكانتكليات الشريعة وأقسام العلوم اإلسالمية املكتلفة هي إحبد أهبم املؤسسبات والبدوائر البيت تقبوم علبى إعبداد الببببدعاة واخلطببببباء واألئمببببة فإننببببا مطببببالبون ببببباحلرص علببببى جتويببببد بببببرامج إعببببدادهم مسببببتجيبني هلل ولرسببببوله مصببببداقا لقببببول اهلل تعاىل:"ي ى اأىيب ى ها الذي ى ن آ ى منوا اس تىج يب وا لله ى وللر س ول إ ذىا ى د ى عاك م ل ى ما حي ييك م " ]األنفال: 22[ آخذين بعني االعتببار أن اإلسبالم قبدم 3

5 العلببم علببى العمببل مصببداقا لقببول اهلل تعبباىل:"فىبباع لىم أىنببه ىال إ لىببه ى إال اللببه" ]حممببد: 12[ وقولببه تعبباىل:"فىبباع لى م وا أىن اللببه ى ى مببو ىالك م " ]األنفال: 20[ وقوله:"اع لى م وا أىن الله ى حي ي األ ىر ى ض بب ىع ىد ى مو هتىا قىد بب ى يبنا لىكم اس ي ى ات لى ى علك م تىبع قل وىن" ]احلديد: 12[. لببذلك ارتببأ الباحثببان أن يسببهما - مببن خببالل هببذه الدراسببة- يف التببذكري مصببداقا لقببول اهلل تعبباىل:"فىببىذك ر إ ن نبىىف ى عببت ك ر تىبنب ى فببع ال م ببؤ م ن ى ني " ]الببذاريات: 22[. فاألمببة اليببوم أحببوج مببا تكببون إىل ى ك ر " ]األعلببى: 2[ وقولببه تعبباىل:" ى وذىك ببر فىببإن الببذ ى الببذ مشبروع حضباري جديبد قبادر علبى مواجهبة مشباريع التقسبيم والشبرذمة وتلبيبة طموحبات التنميبة والتقبدم واالزدهبار يف العبباملني العريب واإلسالمي وهذا بدوره يتطلب مشروعا تعليميا حضاريا يستجيب لتطلعات األمة وأهدافها ورفعتها وسؤددها. مشكلة الدراسة: نظبرا حلاجبة األمبة امللحبة يف هبذا العصبر إىل الفكبر املسبتنري البذي يوجبه أنشبطتها ويعباق قضباياها البيت أصببحت شببه مستعصية ال سيما يف إعداد وتنمية أبنائها وتطلعها إىل بناء مشروع حضاري نابع مبن مببادئ ديننبا احلنيبف البذي ميثبل سبياج هذه األمة ومصدر عزهتا وفكرها فإننا مطالبون ببناء برامج تعليميبة يفكافبة املراحبل تسبتجيب ملببادئ ديننبا احلنيبف وتنطلبق منه ضمانا لنجاحهبا واسبتمرارها ودعمبا لقبدرهتا علبى مواجهبة التحبديات البيت تعصبف باألمبة وهتبددكياهنبا. ولبذلك فبإن جبودة برامج التعليم العايل يف الدراسات الشرعية هي يف غاية األمهية وعلى القائمني عليها االلتزام هبا والوفاء مبتطلباهتا يف سبيل جتويد براجمهببا ولببذلك فقببد سببعت هببذه الدراسببة إىل اإلجابببة عببن السببؤال الببرئيس التببايل: مببا معببايري جببودة إعببداد اخلطببط الدراسببية يف الدراسات الشرعية يف مؤسسات التعليم العايل من وجهة النظر اإلسالمية -1-3 ولإلجابة عن هذا السؤال ينبغي اإلجابة عن األسائلة الفرعية التالية: ما مفهوم جودة التعليم من املنظور اإلسالمي ما األسس اإلسالمية لتطبيق نظام اجلودة يف الدراسات الشرعية يف مؤسسات التعليم العايل ما املعايري اإلسالمية إلعداد اخلطط الدراسية يف الدراسات الشرعية يف مؤسسات التعليم العايل أهمية الدراسة: تكتسب هذه الدراسة أمهيتها من أمهية املوضبوع البذي تتناولبه وهبو اجلبودة اسبتنادا إىل أصبوهلا اإلسبالمية والبذي ببدوره يشبكل إسبهاما يف تأصبيلكافبة جوانبب العمليبة التعليمية ب ويفكافبة مراحبل التعلبيم إضبافة إىل كوهنبا تعبد إضبافة جديبدة للمكتببة العربية واإلسالمية تفتح اسفاذ أمام الباحثني واملهتمني من أجل تناول املزيد من اجملاالت الرتبوية األخر. أهداف الدراسة: -1-3 هتدف هذه الدراسة إىل ما يلي: حتديد مفهوم جودة التعليم من وجهة النظر اإلسالمية. توضيح األسس اإلسالمية اليت يبىن عليها تطبيق اجلودة الشاملة يف الدراسات الشرعية يف مؤسسات التعليم العايل. اسبببتنباط املعبببايري املتعلقبببة بببودة اخلطبببط الدراسبببية يف الدراسبببات الشبببرعية مبببن القبببرآن الكبببرمي والسبببنة النبويبببة وأقبببوال الصبببحابة واجتهادات علماء الرتبية اإلسالمية حىت القرن الثامن اهلجري. منهج الدراسة: اعتمبببدت هبببذه الدراسبببة املنهجبببني: التبببارخيي والوصبببفي التحليلبببي البببذي يقبببوم علبببى ضببببط وحتليبببل النصبببوص القرآنيبببة واألحاديث النبوية الشريفة وأقوال الصحابة وآثار املفكبرين وعلمباء الرتبيبة املسبلمني السبتكالص املعبايري املتعلقبة مبكتلبف جوانبب اجلودة وإسنادها باألدلة. حدود الدراسة: 2

6 مت القيام هبذه الدراسة يف نطاذ احلدود التالية: القرآن الكرمي والسنة النبوية الشريفة وأقوال الصحابة وآراء املفكرين وعلماء الرتبية املسلمني حىت القرن الثامن اهلجري. اقتصرت الدراسة على مفهوم اجلودة وأسسها ومعايريها املتعلقة باخلطط الدراسية من وجهة النظر اإلسالمية البحتة. -1 الدراسات السابقة: أجر )شاهني وشندي 2002( دراسة هدفت إىل حتديد مفهوم اجلودة ومعايريها املتعلقة باألهداف واحملتو وعملييت التعليم والتعلم والتقومي وقد خلصت الدراسة إىل نتائج مفادها أن اإلسالم سبق الرتبية الغربية يف الدعوة إىل حتقيق اجلودة يف ضوء معايري واضحة وحمددة تسبتند يف مجلتهبا إىل القبرآن الكبرمي والسبنة النبويبة وآراء علمباء الرتبيبة املسبلمني البذين أثبروا احلقبل الرتببوي بأفكارهم اليت اشتملت على مبادئ وإجراءات ومعايري يتم االستناد عليها يف اجملال الرتبوي. كما أجر )أبو دف والوصبيفي 2002( دراسبة هبدفت إىل تأصبيل مفهبوم اجلبودة يف التعلبيم مبن خبالل االسبتناد إىل القرآن الكرمي واألحاديث النبوية الشريفة وأقوال علماء الرتبية املسلمني ذات العالقة وقد استكدم الباحثان أسلوب حتليل احملتو وأظهرت نتائج الدراسة سب ى ق اإلسالم إىل التأكيد على جودة التعليم حتت مسميات عديبدة وهبي: اإلحسبان واإلتقبان والسبداد كما أوضحت الدراسة أن هناك العديد من احملف زات القوية الدافعة إىل حتسني التعليم وجتويده بصورة مستمرة كما عرضت آليات عديدة لضمان جودة التعليم وأوصت بضرورة وجود مبادرة ذاتية إلصالح العملية التعليمية وحتسينها. وقبام )باشبيوة 2002( ببإجراء دراسبة يف جمبال جبودة التعلبيم مبن منظبور إسبالمي وقبد أوضبحت الدراسبة أن اإلسبالم ذهب إىل ما هو أبعد من اجلودة إىل مفهوم اإلتقان واإلحسان املستمر مد احلياة خاصة وأن الفكر اإلسالمي يتضمن نظريات تربوية متكاملة وشاملة تتضبمن قواعبد وأسبس ومببادئ و باذج ومواقبف تصبلح لكبل زمبان ومكبان وأوصبى الباحبث بضبرورة رببط العملية التعليمية بثقافة اجلودة النابعة من تعاليم اإلسالم. وجباءت دراسبة )نببد 2002( لبربط موضبوع اجلببودة واإلتقبان بالشبريعة اإلسببالمية مبع توضبيح ملعببايري جبودة التعلببيم املتعلقة مبجاالت املفهوم ومعايري الطالب واملعلم وقد أوصى الباحث بضبرورة تبوخي اجلبودة يف منباهج التعلبيم انطالقبا مبن املببادئ اإلسالمية مع ضرورة ربط كافة اجلوانب املتعلقة باجلودة بالفكر اإلسالمي متهيدا لبناء نظرية تربوية إسالمية شاملة. منحى جانبيا يف موضوع اجلودة حيث تناول يف دراسته إدارة اجلبودة يف اإلسبالم هادفبا مبن وحنا )العجلوين 2002( خالهلا املقارنة بني املفهوم العريب اإلسالمي واملفهوم الغريب إضافة إىل توضيح بعض تطبيقات اجلودة يف التاريخ اإلسالمي مث قدم وذجا مقرتحا إلدارة اجلبودة يسبتند إىل املبنهج اإلداري اإلسبالمي وقبد أوصبى الباحبث بضبرورة تعمبيم املبنهج اإلسبالمي يف إدارة اجلودة مع ضرورة سعي بعض املنظمات لتطبيق النظام اإلسالمي املقرتح يف إدارة اجلودة. كببذلك أجببر )امليمببان 2002( دراسببة هببدفت إىل توضببيح مفهببوم اجلببودة يف التعلببيم ومبادئهببا ومتطلباهتببا مببن منظببور إسالمي وقد أوضحت الدراسة أن مفهوم اجلودة يف التعليم من منظور إسالمي مبين على اإلحسان وإتقان العمل والدقبة كمبا أوضحت الدراسة أن مبادئ اجلودة الشباملة هبي مببادئ أساسبية يف العمبل بصبورة عامبة ويف العمبل التعليمبي بصبورة خاصبة وأن متطلبات حتقيق التصور اإلسالمي للجودة تشكل مطلبا لتحقيق النجاح وعامل قوة أمر اهلل تعاىل- بإعدادها. كمببا أجببر )احلببريب 2002( دراسببة هببدفت إىل التعريببف مبفهببوم اجلببودة الشبباملة وبيببان فوائببد تطبيقهببا ومتطلباهتببا وأسسها من وجهة نظر إسالمية يف جمال إعداد املعلم وتدريبه وقد توصلت الدراسة إىل أن اجلودة الشاملة هي منهج إداري ميكن تطبيقه يف اجملال التعليمي كما بينبت أن الرتبيبة اإلسبالمية حتتضبن يف ثناياهبا مفباهيم اجلبودة مدعمبة باألدلبة الشبرعية مبن القبرآن 2

7 الكرمي والسنة النبوية وقد أوصى الباحث بضرورة العمل على تعميم ثقافة اجلودة وتوجيه اهتمام مؤسسات إعداد جودة التعليم يف براجمها ومناهجها. املعلم بتطبيق ويف دراسة )شريفي 2007( استعرضت الباحثة مفهوم اجلودة الشاملة وثقافة اجلودة يف ضوء مبادئ الدين اإلسالمي احلنيف وقد أوضحت الدراسة أن أبرز ضمانات حتقيق اجلبودة البيت اخبتا هببا املبنهج اإلسبالمي هبو اإلحسبان وبدونبه ال تبؤدي العبادات مقاصدها يف تزكية النفس وتربيتها. يتبني من خالل استعراض الدراسات السابقة يف جمال اجلبودة يف اإلسبالم أن هنباك توجهبا مبن قببل البباحثني حنبو تأصبيل خمتلبببف جمببباالت الرتبيبببة وميادينهبببا ومنهبببا موضبببوع اجلبببودة ولبببذلك فقبببد ذهببببت الدراسبببات السبببابقة إىل توضبببيح مفهبببوم اجلبببودة يف اإلسببالم والببيت تعببين: اإلتقبببان واإلحسببان واإلحكببام كمببا تببببني أن مفهببوم اجلببودة وأبعادهببا ومتطلباهتبببا هببي مببن صببلب الرتبيبببة اإلسالمية وتطبيقاهتا قوال وعمال كما أهنا تنسحب على كافبة أنشبطة الفبرد واجلماعبة واألمبة يف كافبة جمباالت احليباة ومنهبا علبى وجه اخلصوص اجملال الرتبوي كذلك أظهرت الدراسات تباينا بني مفهوم اجلودة يف اإلسالم ومفهومها الغريب مؤكبدة أن اجلبودة يف اإلسالم أقو وأكثر دقة ومشوال. اإلجابة عن أسئلة الدراسة ومناقشتها: إجابة سؤال الدراسة األول: ما مفهوم جودة التعليم من المنظور اإلسالمي الجودة في اللغة: اجلودة يف اللغة هي اإلتيان باجليد من القول أو العمل وأجاد الشيء: صريه جيدا. واجليد: نقيض الرديء )ابن منظببور 211/ املعجببم الوسببيط د ط 122/1(. والتجويببد يعببين التحسببني يقببال: جببودت الشببيء ى إذا حسببنته وجتويد الشيء إحكامه وإتقانه يقال : فالن جو ى د الشيء: أي حسنه. وأجاده إذا أحكم صنعه وأتقن وضبعه وبلبغ منبه الغايبة يف اإلحسان والكمال ويقال: أجاد الشيء وجوده إذا أحسن فيما فعل وأجاد )الزخمشري 122/1( ويف املعاجم اإليفليزية يكثر التعدد والتداخل يف تعريف اجلودة فقد أشار البعض إىل أهنا تعين االمتياز وأحيانا تعبين بعض العالمات أو املؤشرات اليت ميكن بناء عليها حتديد الشيء أو فهم بنيته )مصطفى ( الجودة في االصطالح : تعددت أشكال معىن اجلودة يف االصبطالح وال يبزال هبذا املعبىن يكتنفبه الغمبوض يقبول ألبيس Ellis يف مقدمة كتابه "ضمان اجلودة يف التعليم العايل" اجلودة حبد ذاهتا تعبري غامض إىل حد ما ألهنا تتضمن دالالت تشري إىل املعايري والتميز على حد سواء )جفري دوهريت 2( كبذلك فإننبا نشبهد تباينبا يف وجهبات نظبر البباحثني واملهتمبني يف تعبريفهم للجبببودة يف اجملببباالت املكتلفبببة ويف هبببذا الصبببدد يقبببول رئبببيس اهليائبببة االستشبببارية القوميبببة الربيطانيبببة رغبببم أنبببه مبببن املنجبببذبني هلبببذا املصطلح:"لكي حتاول تعريف اجلودة فإن ذلك يعد واحدا من املغامرات األكثر صعوبة اليت ميكن أن تشرع فيها )مصطفى مصدر سابق 10(. كببذلك حببدد هبباريف وجببرين 1223 عببدة تعريفببات ملفهببوم اجلببودة وضببح األول منهببا أن اجلببودة تعببين:"حتقيببق الدقببة واإلتقان من خالل التحسني املستمر باستكدام أداة اجلودة الشاملة من أجل تكوين فلسفة عن العمل والنا والعالقات اإلنسانية يف إطببار قاسببم مشببرتك مببن القببيم وهببذا يعتببرب مثاليببا " )البهواشببي والربيعببي 2( أمببا املفهببوم الثبباين فيعتببرب اجلببودة علبببى أهنا:"األداء الفريد الذي يتحقق فقط يف وجود ظروف حمددة ويف نوعية خاصة من الطالب". وهبذا املفهبوم يتعلبق أساسبا وبشبكل كبري بالتعليم اجلامعي والعايل. وأما املفهوم الثالث فري أن اجلودة تعين:"القدرة على إحداث التغيري املستمر يف الطالب" )املصدر السابق 2(. 6

8 أما كروس Crosby فقد عرف اجلودة بأهنا:"عببارة عبن املنهجيبة املنظمبة لضبمان سبري النشباطات البيت يبتم التكطبيط هلا مسبقا حيث إهنا األسلوب األمثل الذي يساعد على منبع وجتنبب حبدوث املشبكالت مبن خبالل العمبل علبى حتفيبز وتشبجيع السلوك اإلداري والتنظيمي األمثل يف األداء واستكدام املوارد البشرية بكفاءة وفاعلية )محود 12( وأما اجلودة يف احلقل الرتبوي فتشري إىل:"جمموعة من املعايري واإلجراءات يهدف تنفيذها إىل التحسبني املسبتمر يف املنبتج التعليمبي كمبا تشبري إىل املواصبفات واخلصبائا املتوقعبة يف املنبتج التعليمبي ويف العمليبات واألنشبطة البيت تتحقبق مبن خالهلبا تلبك املواصفات" )جويلي 22( وير عشيبة )1222( أن اجلودة الشاملة يف الرتبية "هبي جمموعبة اخلصبائا أو السبمات اليت تعرب بدقة ومشولية عن جوهر الرتبية وحاالهتا مبا يف ذلبككبل أبعادهبا مبدخالت وعمليبات وخمرجبات قريببة وبعيبدة وتغذيبة راجعببة وكببذلك التفبباعالت املتواصببلة الببيت تببؤدي إىل حتقيببق األهببداف املنشببودة واملناسبببة جملتمببع معببني وعلببى قببدر سببالمة اجلببوهر تتفاوت مستويات اجلودة" )مصطفى مصدر سابق 12(. وقد حرص اإلسالم على اجلودة يف التعليم مبن خبالل حبث الفبرد علبى حتبري الدقبة واإلتقبان يف مجيبع أعمالبه مبن أجبل الفوز يف الدارين حتقيقا لرضا اهلل عز وجل وحتقيقا لرضا نفسه ورضا املستفيدين من عمله ورغبم أنبه مل يبرد نبا قبرآين يتضبمن مصطلح اجلودة إال أن القرآن الكرمي والسنة النبوية املشرفة قد تضمنا مفاهيم عدة ذات داللة على اجلودة وهذه املفاهيم هي: أ- اإلتقان: فقد ورد يف القرآن الكرمي قول اهلل تعاىل:"ص بن ى ع اللبه البذي أىتب ىقب ى نكبل ىشبي ء إنبه ى خب بري مب بىا تىبف ى علبوى ن" ]النمبل: 77[ ففبي اسية الكرمية إشارة إىل أن اإلتقان مطلب شرعي يفكل أعمال املؤمن ألنه داللبة علبىكمبال العمبل وقبال رسبول اهلل :"إن الل به ى ى ل أى ى حدك م ى ع ى مال أىن يب ت ق نىه" )الطرباين يف املعجم األوسط د ط حديث رقم 722(. فاإلتقان يتضمن إحكام الشيء حيب إ ذىا ى عم وحتسبببينه نقبببول: أتقبببن الشبببيء: أحكمبببه )الفريوزآببببادي 1222( وجببباء يفكتببباب هتبببذيب األمسببباء واللغبببات للنبببووي 32/3 قولبه:"قبال أهبل اللغببة: إتقبان األمبر إحكامبه". أمببا املنباوي فقبد عببرف اإلتقبان بأنبه:"معرفبة األدلببة وضببط القواعبد الكليببة زئياهتا" )املناوي 32( أما )القرط /13( فيشري إىل أن اإلتقان يعين: اإلحسان واإلحكام للشيء. واسببتنادا إىل مببا تقببدم يتضببح أن اإلتقببان هببو إحسببان الشببيء وإحكامببه وهببو يسببتدعي مببن الفببرد أن يببؤدي عملببه علببى أكمل وجه وصوال إىل مرحلة الكمال اإلنساين دون تقصري أو غ أو خداع. ب- اإلحسان: ويقصد به الوفاء ملتطلبات العمل على أكمل وجه )الشبيخ 1221 هبب 22(. وقبد وردت اإلشبارة إىل اإلحسبان والدعوة له يف القرآن الكرمي والسنة النبوية املشرفة فمن القرآن قول اهلل تعاىل:"الذي أىح ى س ى ن كل ىشي ء ى خلىىقه"]السجدة: 2[ وقوله تعببباىل:"إنبببا ى ج ى عل نىبببا ى مبببا ى علىبببى األ ىر ض ز ينىبببة ىهلب ى ببا ل نىبب ل ببب ى وه م أىيب ه بببم أىح ى سبببن ى ع ى مبببال " ]الكهبببف: 2[ وقولبببه تعببباىل:"إن البببذي ى ن آ ى من بببوا ى و ى عم لبببوا ى بوك م أىيك بم أىح ى سبن ى ع ى مب ال" ]امللبك: 2[ وقولبه الصباحل ى ات إنبا ىال نضبيع أىج ب ى ر ى مبن أىح ى سب ى ن ى ع ى مبال " ]الكهبف: 30[ وقولبه تعباىل:"لي ى بب ل ى وك م أىي ك بم أىح ى سبن ى ع ى مبال " ]هبود: 2[ وقولبه تعباىل:"بب ى لىبى ى مبن أىس بلى ى م ى وج ى هبه لل به ى وه ب ى و حم س بن فىبلىبه أىج بره ع ن بىد ى رببه ى وىال ى خبو ف تعاىل:"لي ى بب لب ى علىببي ه م ى وى ال ه ببم ىحي ى زنببوىن" ]البقببرة: 112[. ومببن السببنة قببول النبب :"إن اهلل ى ىكتىبب ى ب اإل ح ى سببا ىن ى علىببى كببل ىشببي ء فىببإ ذىا قىبتىبل ببت م فىأىح س ببنوا ى ل أىن حي س ب ى ن" ال ق تب لىةى ى وإ ذىا ذىىحب ت م فىأىح سنوا الذ ب ى ح" )مسلم د ت حديث رقم 1222(. وقوله أيضبا :"حيبب اهلل ل ل ى عامبل إ ذىا ى عمب )الطرباين يف املعجم الكبري 1273 حديث رقم 227(. واإلحسبان هببو التجويبد وإحسببان الشبيء: ى سببنا. واحل ى ى سن:بب الشببيء ى : أجببا ى د صببنعه. وحس بب ى ن الشببيء ى : جعلببه ى ح /3. املعجم الوسيط مصدر سابق 122/1(. ىجتويببده وحسبنت الشببيء حتسببينا : زينتبه. وأحسبب ى ن: ضببد القبببح. واألح ى سن:بب ى سببن وأحسبب ى ن فعبل مببا هبو ى ح ى األفضببل. )ابببن منظببور مصببدر سببابق يتضح مما سبق تأكيد القرآن الكرمي والسنة النبوية املشرفة على مفهوم إحسان العمل باعتباره مؤشرا إلتقان العمبل وإحكامبه ومتام فعله وهو هبذا املعىن مرادف ملفهوم اإلتقان. 2

9 ج- اإلحكام: ويقصد ببه الضببط واإلتقبان واإلجبادة واإلصبالح واملنبع مبن الفسباد. آي ى اته مث فص لىت م ن لىد ن ى حكيم ى خبري" ]هود: 1[. وقبد ورد يف قولبه تعباىل:"ك تىباب أ ح ك ى مبت وورد يف تفسري الطربي قول:"أحكمت معناه أحكم اهلل آياته من الدخل واخللل م الشيء ى والباطل... وذلك أن إحكام الشيء إصالحه وإتقانه" )الطربي 222/12 (.كما 2000 ورد يف لسان العرب:" ى ح ىك وأح ىك ى مهبب كالمهببا منىب ى عهبب مببن الفسبباد" )ابببن منظببور مصببدر سببابق 222/3(. ويف تفسببري القببرط قببال قتببادة يف معببىن أحكمببت آياته:"أي جعلت حمكمة كلها ال خلل فيها وال باطل")القرط مصدر سابق 2/2(. واستنادا إىل ما تقدم فإن اإلحكام هو من صفات القرآن الكرمي ودليل علبى عظمبة صبنع اهلل والبذي بلغبت فيبه قدرتبه أعلى درجات اإلتقان ولذلك حري بناكمسلمني أن نتحر اإلحكام يف أقوالنا وأعمالنا على حد سواء. وأيا كانت املفاهيم املستكدمة يف اجلودة من وجهة النظر اإلسالمية فإهنا تتطلبب إتقبان التكطبيط والتنفيبذ للعمبل وفقبا للرؤيبة اإلسالمية فإن املطلوب شرعا من الفرد عند قيامه بأي عمل أن يلتزم باملعايري استية: - أن يكون العمل مشروعا يف نظر اإلسالم. - أن النية الصادقة هي أسا أي عمل يقوم به الفرد. - االلتزام باإلتقان يف األداء وبذل اجلهد وفقا ملا هو مستطاع. - أن يراعي يف العمل حدود اهلل فال يقصر أو يظلم أو يغ. - أن ال يصرف عمل الفرد عن التزاماته الدينية )ريان 2002(. وقد بني )اخلطيب 3( 2002 مفهوم جودة التعليم يف اإلسالم بأهنا:"ترمجة احتياجات وتوقعات املستفيد من العملية التعليمية إىل جمموعة خصائا حمددة تكون أساسا يف تصميم اخلدمات التعليمية وطريقة أداء العمل من أجبل تلبيبة احتياجبات وتوقعات املستفيدين وحتقيق رضا اهلل عز وجل". كما عرفها )أببو دف والوصبيفي 11( 2002 بأهنبا:"عمليبة تسبتهدف حتقيبق منببتج تعليمببي عببايل اجلببودة مببن خببالل تببوفري املببدخالت الالزمببة والعمببل علببى حتسببينها مبببا حيقببق األهببداف املنشببودة وفببق معببايري حمببددة ويكفببل تلبيببة حاجببات سببوذ العمببل ويكببون الببدافع األساسببي لببذلككلببه احلببرص علببى إرضبباء اهلل عببز وجببل". ويعرفهببا الباحثان بأهنا: جمموعة من املعايري املستمدة من الدين واليت ينبغي على العاملني يف احلقل الرتبوي الوفاء هبا حتقيقبا لرضبا اهلل ورضبا املستفيدين. ويف ضوء ما تقدم يتضح ما يلي: 1- إن اإلتقان والتحسني واإلجبادة هيب مظباهر اجلبودة يف البدين اإلسبالمي وهبي أقبو وأبعبد مبن مفهبوم اجلبودة املعاصبر والبذي ميتاز بالنسبية فاإلتقان هو أعلى مراتب اإليفاز ويقتضي وفق الرتبية املعاصرة إتقان %22 من األهداف أما يف إطار اجلودة فال يوجد معيار هنائي قاطع ملستو األداء. 2- إن اإلتقان واإلحسان واإلجادة هي قيم إنسانية يتمثلها اإلنسبان املسبلم قبوال وعمبال يف مجيبع أفعالبه غبري أهنبا تكتسبب أمهيبة 3 كرب يف جمال التعليم ألنه من اجملاالت املهمة يف حياة الفرد واجملتمع واألمة. إ- ن اإلسالم قد سبق الغرب يف التأكيد على موضوع اجلودة من خالل تأكيده على اإلتقان واإلحسان واإلجادة يف العمل أيا كان نوعه أو حجمه. 2- إن اإلتقان واإلحسان واإلجادة يف العمل تشمل كافة عناصر العملية التعليمية وإجراءاهتا. 2- إن حتقيق اإلحسبان واإلتقبان واإلجبادة يف العمبل وفقبا ملببادئ الشبريعة اإلسبالمية يتطلبب النيبة اخلالصبة هلل تعباىل واإلحسبا باملسؤولية واألمانة وااللتزام الذايت والرقابة الذاتية واملسائلة واحملاسبة وتعميم روح العمل اجلماعي. إجابة سؤال الدراسة الثاني: ما األسس اإلسالمية لتطبيق نظام الجودة في الدراسات الشرعية بمؤسسات التعليم العالي 7

10 مث" إ" يسببتند العمببل يف اإلسببالم علببى أسببس شببرعية ينبغببي متثلهببا والعمببل هبببا مببن أجببل حتقيببق العمببل لألهببداف املرجببوة منببه وحتاشيا للوقوع يف الفساد مصداقا لقوله تعاىل:"إن الله ى ىال حي ب ال م ف سد ي ى ن"]القصا: 22[. وقوله أيضا :" ى وىال تب ف سدوا يف األ ىر ض بب ى ع ببببىد إ ص بببببىالح ى ها" ]األعبببببراف: 26[. لببببذا يتوجبببببب علبببببى املسببببلم أن يتوجبببببه إىل اهلل تعببببباىل- يف أقوالببببه وأفعالبببببه خصوصبببببا وأنبببببه سبحانه- مطلبع علبى مجيبع أعمالبه وحماسببه عليهبا أيبا كبان علمبه أو موقعبه أمبام اهلل سببحانه وتعباىل مصبداقا لقولبه تعباىل: ى رد وىن إ ىىل ى عببامل ال غىي ببب ى والشبب ى ها ى دة فى بيب نىبببائك م مب بىباك ن ببت م تىبع ى مل ببوىن" ]التوبببة: 22[ وقولببه تعبباىل:" ى وىال تىبع ى مل ببوىن م ببن ى ع ى مببل إال كنببا ى علىببي ك م تببب ى ر إال يفك تىباب ش به ود ا إ ذ تفيض بوىن فيبه ى و ى مبا يب ى ع بز ب ى عبن ى ربب ىك م بن م ثب ىقبال ذىر ة يف األ ىر ض ى و ىال يف السب ى ماء ى وىال أىص بغى ى ر م بن ذىلب ىك ى وىال أىك ب ى بب م ب ني" ]يونس: 61[ وقوله تعاىل:"فىى من يب ىع ى مبل م ثب ىقباىل ذىر ة ى خيب بر ا يب ى ب ى ره ى و ى مبن يب ىع ى مبل م ثب ىقباىل ذىرة ىشبه را يب ى ب ى ره" ]الزلزلبة: 7[. 2 ومبن هبذه األسس ما يلي: )أبو دف والوصيفي 2002( و)احلريب 2002( )شاهني وشندي 2002(. 1- النية الصادقة وإخالص العمل: إن إخالص النية هي أوىل موجبات أداء العمل ترافق العامل قبل وأثنباء وبعبد العمبل ويتبأتى ذلك استجابة لقول رسول اهلل :"إ ىا األىع ى مال بالنبيات ى وإ ىا لكل ام رئ ى ما نبى ى و " )البكاري 1222 هب حديث رقم 1(. ويرافق النيبة الصبادقة التوكببل علبى اهلل ألنببه خبري موجببه لعمبل الفببرد ومثبرة مبن مثببرات اإلميبان املكلببا الصبادذ وذلببك اسبتجابة لقببول اهلل ى وك ل ى علىى اللبه فى بهب ى و ى حس بب ه" ى وك ل ى علىى الله إن الله ى حي ب ال م تى ب ى وكل ى ني" ]آل عمران: 122[. وقوله أيضا :" ى و ى من يب ى تىب تعاىل:"فىإ ذىا ى ع ى زم ى ت فىبتىب ]الطالذ: 3[. والعمبل الرتبببوي أيببا كبان نوعببه هببو أكثبر مببا ينبغببي أن حيببرص الفبرد علببى رده إىل تعبباليم البدين اإلسببالمي احلنيببف كونببه يببرتبط مبسببتقبل الفببرد واجملتمببع واألمببة يف الببدنيا ومفتبباح النجبباة يف اسخببرة. كمببا يتوجببب علببىكببل تربببوي أمببني أن ال يقببدم مببن األعمببال إال مببا يسببتجيب هلل ورسببوله وبأمانببة وصببدذ وإخببالص وذلببك اسببتجابة لقولببه تعبباىل:"ي ى اأىيب ى هببا الببذي ى ن آ ى منببوا اس ببتىج يب وا للببه ى وللر س ول إ ذىا ى د ى عاك م ل ى ما حي ييك م " ]األنفال: 22[". كما أن رسول اهلل قال:"إن الله ى ىال يب ى ق ب ى ل م ى ن ال ى ع ى مل إال ى ما ىكبا ىن لىبه ى خال ص با ى ي ب ه ى وج ه ه" )النسائي 1276 حديث رقم 3120(. ى وابب تغ وملباكبان البتعلم والعمبل جبزءا مبن عقيبدة الفبرد فقبد دعانبا اهلل إىل اإلخبالص يفكبل أعمالنبا مصبداقا لقولبه تعباىل:" ى و ى مبا أم روا إال ل ي ى بع ب دوا الله ى خم لص ى ني لى ه الدي ى ن " ]البينة: 2[ وقوله:"فىاد ع وا الله ى خم لص ى ني لى ه الدي ى ن" ]غافر: 12[ وقوله:"فىاع ب د الله ى خم ل ص ا لى به البدي ى ن" ]الزمبر: 2[ وقولبه:"قبل اللبه ى أىع ب بد خم ل ص با لىبه ديبين" ]الزمبر: 12[. ويشبري )النبووي 26( 1223 إىل أن عببد اهلل ببن عبا -رضي اهلل عنهما- قال: ىا يب عطىى الرجل ى على قى در نيته" )البدارمي 2000 رقبم 372 (.كمبا قبال أببو حممبد سبهل ببن عبد اهلل التسرتي رمحه اهلل:"نىظى ى ر األ ىك ي ى ا يف تىبف سري اإل خ ىالص فىبلىم ىجيدوا ى غيب ى ر ى هىذا أىن تىكوى ن ى ح ى رىكات ه ى وس كونه يف سر ه ى و ى عىالن ي ى ته لله ى وح ىده ىال ىشري ىك لىه ىال ميىاز ج ه ىشي ء ىال نبىف س ى وىال ى هو ى وى ال د نب ي ى ا". )البيهقي يف السنن الصغري 1272 برقم 7(. كذلك قبال أبببو القاسببم القشببريي -رمحببه اهلل- يف رسببالته املشببهورة "اإلخببالص إفببراد احلببق يف الطاعببة بالقصببد":"كمببا أن هنبباك مببن يببر أن اإلخالص تصفية العقل عن مالحظة اخللق" )النووي مصدر سابق 27(. فاملكلا ال خيبالط عملبه الريباء وال اإلعجباب. وقبال القشبريي أيضبا :"الصبدذ عمباد األمبر وببه متامبه وفيبه نظامبه" )النبووي مصبدر سبابق 22(. وهبذه اخلصبلة جيبب أن يتحلبى هببا الفرد املسلم وخباصة أولائك العاملون يف احلقل الرتبوي فهي مفتاح صالح العمل وجودته وإحسانه وإحكامه. 2- األمانبة والوفباء بااللتزامبات والعقبود: فممارسبة العمبل يف احلقبل الرتببوي تقتضبي مبن الفبرد أن يكبون أمينبا وملتزمبا بأدائبه علبى أكمل وجه ومبجرد مباشرته له فهو يف عقد مع اهلل -سبحانه وتعاىل- قبل أن يكون عقده مع املؤسسة اليت يعمل فيها خصوصا وأن العمل الذي يقدم عليه الرتبويبون يعبد مبن أشبرف املهبن وأخطرهبا لبذلك دعاب اهلل -سببحانه وتعباىل- إىل محبل األمانبة وأدائهبا علبى أكمبل وجبه مصببداقا لقولبه تعباىل:"إن اللببه ى يب ى أ م رك م أىن تبب ى ؤدوا األ ى ى مانبىبات إ ىىل أىه ل ى هبا" ]النسباء: 27[ وقولببه أيضبا :" ى والبذ ي ى ن ه ببم ألى ى مانىاهت م ى و ى عه ده م ى راع وىن " ]املؤمنون: 7[ وقول رسول اهلل :"أد األمانىةى إىل ى من ائتى ى منى ىك وال ىخت ن ى من ى خانىك" )أبو داود مصدر 2

11 سابق حديث رقم 3232 (كذلك أمر رسبول اهلل بالتناصبح يف العلبم لقولبه:"تب نى ا ى صبح وا يف ال ع ل بم فىبإن خي ى انبىةى أى ى حبدك م يف ى علمبه أى ىشد م ن خيانىته يف ى ماله ى وإن اهلل ى ى عز ى و ى جل ى سبائلك م يب ى بو ى م ال قي ى ا ى مبة" )الطبرباين يف املعجبم الكببري 1273 حبديث رقبم 11201( وقال:" ى و ى من أى ىشا ى ر ى علىى أىخيه ب أىم ر يب ى ع لىم أىن الر ش ىد يف ىغري ه فىبىقد ى خانىه" )أبو داود مصبدر سبابق حبديث رقبم 3622 (.كمبا اعتبرب الن خيانة األمانة من صفات املنافقني فقد قال :"آي ى ة املنىافق ثىالىث: إ ذىا ى حبد ىث ىكبىذ ى ب ى وإ ذى ا ى و ى عبىد أىخ لىب ى ف ى وإ ذىا اؤ متب ى ن ى خبا ىن" )البكاري مصدر سابق حديث رقبم 33(. لبذلك جيبب أن يكبون الرتببوي ملتزمبا و أمينبا يف عملبه وأن يببذل أقصبى مبا يسبتطيع مببن جهببد لتحقيببق هببذا العمببل وإيفببازه يف ضببوء املعببايري واملواصببفات الببيت يرضبباها اهلل ورسببوله واملؤمنببون. وهببو بببدوره يتطلببب مببن العاملني يف احلقل الرتبوي الوفاء بااللتزامات واملعايري املطلوبة شرعا وذلك استجابة لقول اهلل تعاىل:" ى و ى من أىو ى ف مبىا ى عا ى هبىد ى علىي به الل به ى فى ى سيب ؤ تيه أىج ر ا ى عظ يم ا " ]الفتح: 10[ وقوله:"ي ى اأىيب ى ها الذي ى ن آ ى منوا أىو فوا ب ال ع قود" ]املائدة: 1[. فكل يف موقعه مطالب باحلفاظ علبى ى وكلك ببم ى مس ببائول ى عببن األمانببة ومحلهببا مبسببؤولية وااللتببزام مبببا هببو مطلببوب منببه وهبببذا الصببدد أشببار رسببول اهلل قببائال :"كلك ببم ى راع ى رعيته" )البكاري مصدر سابق حديث رقم 723(. 3- متثل ثقافة اإلتقان علما وعمال : يعد تعميم ثقافة اجلبودة واإلتقبان لبد العباملني أحبد أهبم املببادئ البيت ينبغبي أن تؤخبذ بعبني االعتبار عند املباشرة يف تطبيق نظام اجلودة الشاملة وقد قدم اإلسالم العلم على العمل مصداقا لقول اهلل تعاىل:"فىاع لىم أىنه ىال إ لى ه ى إال الله" ]حممد: 12[. وهذه داللة على أن العلم مقدم على العمل فال سبيل إلصالح العمل أيا كان بدون العلم. ويؤكد اهلل ى م أىنبه احل ى بق م بن ى ربب ىك" ]احلببج: 22[. سببحانه- للمبؤمنني علبى أمهيبة العلبم مسببقا بقولبه سببحانه وتعبباىل:" ى ولبي ى بع لى ى م البذي ى ن أ وتبوا ال ع ل ب واستجابة هلذا املطلب فقد بوب اإلمام البكاري -رمحه اهلل- يف صحيحه بقوله:"باب العلم قبل القول والعمل" مستشهدا بآيات من القرآن الكرمي ( البكاري مصدر سابق 22/1(. فاإلحاطة مبفهوم اجلودة والوقوف على معايريها ومتطلبات حتقيقها يعصم القائم على العمل من الزيغ واحلبرية وهبذا مبا ينبغبي أن يكبون أساسبا لكبل العباملني يف قطاعبات التعلبيم بشبكل خباص خصوصبا وأن من جهل مبوضوع ما ال يطالب بتنفيذه مصداقا لقول اهلل تعاىل:" ى وىال تىبق ف ى ما لىي ى س لى ىك به ع ل م إن الس م ى ع ى وال ب ى ى ص ى ر ى وال ف ى ؤا ى دكل أ ولىائ ىك ىكا ىن ى عن ه ى مس ائ وال " ]اإلسراء: 36[. 2- تأكيد روح العمل اجلماعي: ال ميكن تطبيق نظبام إدارة اجلبودة الشباملة يف التعلبيم العبايل دون العمبل ببروح الفريبق سبواءكبان ذلبك ضبمن إطبار الفريبق الواحبد أو الفبرذ األخبر وقبد حبض اإلسبالم علبى العمبل ببروح الفريبق وهبذا مبا تقتضبيهكافبة جوانبب العمليبة التعليميبة مصبداقا لقولبه تعبباىل:" ى وتىب ى عبا ى ونوا ى علىبى ال برب ى والتب ق ب ى و ى وىال تىب ى عببا ى ونوا ى علىبى اإل مث ى وال ع بد ى وان" ]املائبدة: 2 [.كبذلك حببض رسول اهلل على ممارسة وتطبيق روح اجلماعة بقوله:"ي ى د الله ى م ى ع اجل ىى ما ى عة" )الرتمذي 1222 حديث رقم 2166(. وحذرنا اهلل - عبز وجبل- مبن النبزاع وصبراع اسراء واألفكبار قبائال :" ى وىال تىبنىباى زع وا فىبتىبف ىشبلوا ى وتىبذ ى ه ى ب ر حي ك بم " ]األنفبال: 26[. وقبد شبدد اإلسبالم على روح العمل اجلماعي باعتبارها تشد من أزر الفبرد وتسبكر طاقبات اسخبرين معبه وحتفب زه إىل حتقيبق اهلبدف فقبد قبال رسبول اهلل :"إن املؤ م ى ن ل ل م بؤ من ى كال بب بن ي ى بان ي ى شبد بب ى ع ضبه بب ى ع ض با ى و ىشبب ىك أى ى صباب ى عه" ا) لبكباري مصبدر سبابق حبديث رقبم 271(. ويف ضبوء ذلك يطلب من العاملني يف مؤسسات التعليم العايل من إداريني وأكادمييني وقادة العمل معا بروح الفريق استجابة هلل ورسوله. 2- التحسني املستمر ومعاجلة األخطاء أوال بأول يف كل مرحلة من مراحل أداء العمل, فعملية التحسني املستمر هتدف إىل النظر يف مببواطن الضببعف سببعيا لعالجهببا وتصببويب مسببارها حنببو األفضببل أوال بببأول مصببداقا لقولببه تعبباىل:"إ ن أ ريببد إال اإل ص ببىال ى ح ى مببا ى وك ل ببت ى وإ لىي ببه أنيببب" ]هببود: 77[ وقولببه:"إنببا ىال نض ببيع أىج بب ى ر ى مببن أىح ى سبب ى ن ى ع ى مبب ال" ]الكهببف: اس ببتىطىع ت ى و ى مببا تىبببو فيقي إال باللببه ى علىي ببه تىب ى ل م ن ك م س وء ا ىى هالىة مث تىا ى ب م ن بب ى ع ده ى وأىص لى ى ح فىأىنه ىغفور ى رحيم" ]األنعام: 30[ وقوله:" ىكتى ى ب ى ربك م ى علىى نبىف سه الر مح ى ةى أىنه ى من ى عم ى ل ى صاحل ا مث اه تىىد " ]طه: 72[. وحتسني العمل ال يكون إال من خبالل التأمبل يف 22[ وقوله:" ى وإين لىغىفار ل ى من تى ا ى ب ى وآ ى م ى ن ى و ى عم كببل خطببوة مببن خطواتببه, بغيببة إخراجهببا يف أحسببن صببورة, كببذلك فببإن مفهببوم التحسببني قببد ورد ضببمن النصببوص الشببرعية, حتتبب 10

12 اإلصالح, فقد قال اهلل تعاىل:" ى وأىص ل ح ى و ىال تىبتب ع ى سب ي ى ل ال م ف سدي ى ن" ]األعراف: 122[. كما هنانا اهلل -سبحانه وتعاىل- عن جتاهل األخطبباء وأمرنببا بإصببالحها مؤكببدا علببى حببافز اإلصببالح والتحسببني بقولببه:"إنببا ىال نض ببيع أىج بب ى ر ال م ص ببل ح ى ني" ]األعببراف: 120[. كذلك أشار رسول اهلل هلذا األمر بقوله:"ى و ى خيب ر اخل ىطائ ى ني التبو اب وىن" ى رأى م ن ك م م ن ىكبر ا فى بل يب غىيب بر ه " )مسبلم مصبدر سبابق حبديث رقبم 27(. ولعبل هبذاكلبه يؤ العمل, فكيف عندما يكون هذا العمل )الدارمي مصدر سابق حديث رقم 2262(. وبقوله:" ى من كبد علبى أمهيبة ودور التحسبني املسبتمر يف مرتبطا بتعليم شرع اهلل, يف هذه احلالة يكون التحسني مطلبا شرعيا يف هذا اجملال رمبا أكثر من غريه من اجملاالت. والتحسني هنا يتطلب مشول اخلطط الدراسية, والكتب املقررة, وعملييت التعليم والتعلم بكل تأكيد. 6- الرقابة واملسائلة الذاتية والربانية: وهي تشكل أساسا ألداء العمل على أكمل وجه ومبا تتيحه قدرات الفرد مصداقا لقول اهلل تعاىل:"ى ال ي ىكلف الله نبىف س ا إ ال و س ى ع ى ها" ]البقرة: 276[. غري أن اإلنسان املؤمن يستشعر بداخله درجة الرضا عما يصنع, وقال - تعاىل- يف حمكم التنزيل:" ى وإ ن تب ب دوا ى ما يف أىنب فسك م أىو خت فوه حي ى اس ب ك م به الله" ]البقبرة: 272[ وقبال أيضبا :" ىكىفبى ب نىبف س ب ى ك ال ي ى ببو ى م ى علىي ىك ى حس يب ا" ]اإلسراء: 12[. وهذا يدلل على أمهية الرقابة الذاتية من قبل الفرد على نفسه ألهنا مؤشر على حسن إميانه وهي تؤدي دورا وقائيا من الوقوع يف األخطاء. وقال تعاىل:" ول تىبن ظ ر نبىف س ى ما قىد ى مت ل غىبد" ]احلشبر: 17[. وأمبا خبصبوص الرقاببة الربانيبة فإن اهلل -سبحانه وتعاىل- مطلبع علبى مجيبع أعمالنبا ومراقبب لنبا مصبداقا لقولبه تعباىل:"إن اللبه ى ىكبا ىن ى علىبي ك م ى رق يب با" ]النسباء: 1[ ى وكل إ ن ى سان أىل ى زم نىاه طى بائ ى ره يف ع نقبه وقوله أيضا :"إن الله ى ىكا ىن ى علىىكل ىشي ء ىشه يد ا" ]األحزاب: 22[ وقوله وهو أصدذ القائلني:" ى و ن رج لىه يب ى و ى م ال قي ى ا ى مةك تىاب ا يب ى ل ىقباه ى من ش بور ا " ]اإلسبراء: 13[. ولبذلك فبإن العباملني يف حقبل التعلبيم أحبوج إىل استشبعار تلبك املعباين ومتثلها, ألهنا مؤشرات على حسن إميان العامل ومتسكه بعقيدته قوال وعمال. وأما خبصوص أمهية احملاسبة الذاتية ف نإ حماسبة الفرد لنفسه تعرفه ما عليه من احلق. ويف التذكري باملسائلة واحملاسبة الربانية قال اهلل تعاىل:" ى ول تىبن ظ ر نبىف س ى ما قىد ى مت ل غىد ى واتبقوا الله ى إن الل ه ى ى سبب ىت ى وه بم ى ال ي ظ لى م بوىن" ى خب بري مب بىا تىبع ى مل بوىن " ]احلشبر: 17[ وقبال تعباىل:" ى واتبقبوا يب ى و م با تب ر ى جع بوىن فيبه إ ىىل اللبه مث تبب ى و فكبل نبىف بس ى مبا ىك ]البقرة: 271[ وقال :"ىال تى بز ول قىىد ى ما ى عب د يب ى و ى م ال قي ى ا ى مة ى حىت ي س أىى ل ى عن عم ره في ى ما أىفب نى اه ى و ى عن ع ل مه ى ما فى ب ى ع ى ل به ى و ى عبن ى مالبه م ب ن أىي ى ن اك تى ى سبب ى ه ى وفي ى مبا أىنب ىفى قبه ى و ى عبن ج س بمه في ى مبا أىب بىاله" )البدرامي مصبدر سبابق حبديث رقبم 222(. وقبد جعبل اإلسبالم التسبليم باحملاسبة واملسائلة الربانية ضياء داخل قلب املؤمن يوجهبه ويسبلم وجهبه هلل رب العباملني ليبدفع ببالفرد إىل أداء عملبه بدقبة إميانبا ىى را ىك" )البكاري مصدر سابق ى راه فىإنه يب ى راه فىإ ن ىمل تىك ن تىب وتسليما بأن اهلل يراه مصداقا لقول رسول اهلل :"أىن تىبع ب ىد الله ى ى كأىن ىك تىب حبببديث رقبببم 2222(. فببباملوظف يف أي موقبببع تعليمبببي أو أيبببة مؤسسبببة تعليميبببة جيبببب أن يسبببلم بأنبببه حماسبببب علبببى عملبببه قبببال تعبباىل:" ى وقف ببوه م إ نبه ببم ى مس ببائول وىن" ]الصببافات: 22[ وقببال أيضببا :"فىب ى و ى رببب ىك لىنىس ببأىلى نبه م أىمج ى عبب ى ني ى عمببا ىكببان وا يب ىع ى مل ببوىن" ]احلجببر: 22 23[" وقبببال أيضبببا :" ى ولىت س بببأىلن ى عمببباك ن بببت م تىبع ى مل بببوىن" ]النحبببل: 23[. وحبببىت يبببؤدي العببباملون يف مؤسسبببات التعلبببيم أدوارهبببم بأمانبببة وإخالص فإن عليهم االستشعار بأهنم يوم القيامة سوف يسبألون ونأ إمياهنم. إتقباهنم لعملهبم هبو جبزء ال يتجبزأ مبن عقيبدهتم وببه يكتمبل 2- اعتمبباد مبببدأ الشبببور بببني العببباملني: فقببد أمببر اهلل - سببببحانه وتعبباىل- املسبببلمني باعتمبباد مبببدأ الشبببور يف شببؤون حيببباهتم واعتبارها مظهرا من مظاهر السلوك اجلمباعي ألبنباء األمبة مصبداقا لقولبه تعباىل:" ى و ىشباور ه م يف األ ىم بر" ]آل عمبران: 122[ وقولبه تعباىل :" ى وأىم بره م ش بو ى ر بب ى يب بنى به م " ]الشبور : 37[. وكبان يستشبري فيمبا مل يبرد ببه نبا فعبن أيب هريبرة رضبي اهلل عنبه- قبال:" ى مبا ى ر ى مشبو ى رة أل ىص ب ى حابه م بن ى رس بول اللبه " )الرتمبذي مصبدر سبابق حبديث رقبم 1212(. واعتبرب املستشبار مؤمتنبا ى رأىي ت أى ى حد ا أىك ثىبب علبببى مبببا استشبببري فيبببه فقبببال :"ال م س تى ى شبببار م بببؤ ىمتى ن" )أببببو داود مصبببدر سبببابق حبببديث رقبببم 2127(. والشبببور يف مفهومهبببا اإلسالمي هي تقليب اسراء املكتلفة ووجهات النظر املطروحة يف قضية من القضايا واختبارهبا مبن أصبحاب العقبول واألفهبام حبىت يتوصبل إىل الصببواب منهببا أو إىل أصببوهبا وأحسبنها ليعمببل بببه لكببي تتحقببق أحسبن النتببائج )أبببو فببار (. أو هببي: 11

13 االحتكام إىل وجهات نظبر عديبدة وصبوال لقبرارات سبليمة وسبديدة يفكافبة شبؤون األمبة, ويف اجملبال التعليمبي فبإن املشبورة مهمبة, فال ميكن ألي تربوي أن يدعي معرفةكل شيء أو القدرة على أداءكل شيء, مما يتوجب عليه مشاورة اسخرين ممن يعملون معه أو اخلرباء أو املكتصني عمال بقوله تعاىل:"فىاس أىل وا أىه ى ل الذ ك ر إ ن ك ن ت م ىال تىبع لى م وىن" ]النحل: 23[. ولعل اهلدف من هذا كله يف جمال التعليم هو الوصول إىل أنسب القرارات وأفضل اإلجراءات لتحقيق األهداف وتلبية املعايري املأمولة يف العمل الرتبوي, ويزداد هببذا إحلاحببا علببى العبباملني يف مؤسسببات التعلببيم العببايل وكليببات الشببريعة وأقسببام الدراسببات الشببرعية مببن ببباب احلببرص والصببدذ واألمانة واإلجادة واإلحسان. 7- بناء مناخ إنساين داخل املؤسسة: تعترب العالقات اإلنسانية واملعاملة احلسنة بني العاملني أحد أهم مبادئ حتقيق جودة العمل وإتقانبببه خصوصبببا وأهنبببا تبببرتبط باملنببباخ النفسبببي االجتمببباعي داخبببل املؤسسبببة حبيبببث تنتفبببي الصبببراعات داخبببل العمبببل وهبببذا يبببأيت انسجاما مع قول اهلل تعاىل:"إ ى ا ال م ؤ من وىن إ خ ى وة" ]احلجرات: 10[ وقوله تعباىل:" ى وىال تىبنىباى زع وا فىبتىبف ىشبلوا ى وتىبذ ى ه ى ب ر حي ك بم " ]األنفبال: 26[ وقولببه أيضببا :" ى ولىببو ك ن بب ى ت فىظهببا ىغلببي ىل ال ىقل ببب ىالنب ىفض ببوا م ببن ى حو لبب ىك" ]آل عمببران: 122[. وقببد أكببد رسببول اهلل علببى مبببدأ املعاملببة اإلنسببانية والسببهولة فيهببا بقولببه:"أىال أ خ ببربك م مب بىبن حي ى ببرم ى علىببى النببار ى ومب بىبن حت ى ببرم النببار ى علىي ببه: ى علىببى كببل ى هببني لىببني قىريببب ى سببه ل" )البغببوي 1273 حببديث رقببم 3202(. كببذلك بببني أن حسببن اخللببق يف التعامببل مببع اسخببرين حيقببق مبببدأ األخببوة اإلسببالمية ى ربك م مببين ىجم ل س با يب ى ببو ى م القي ى ا ى مببة أى ىحاس بنى ك م أىخ ىالق ببا" )الرتمببذي مصببدر ويقبرب الفببرد مببن رببه أكثببر فقببال :"إن م بن أى ى حبببك م إ ىيل ى وأىقب بب سابق حديث رقم 2017(. 2- حتقيببق رضببا املسببتفيدين: إن جببودة التعلببيم تبببىن أساسببا علببى حتقيببق رضببا املسببتفيدين وهببم بطبيعببة احلببال املتعلمببون وأوليبباء أمورهم واجملتمع واألمة وبالتبايل تقبا جبودة التعلبيم العبايل مبقبدار تلبيتهبا حلاجبات املسبتفيدين وهبذا مبا حبرص عليبه اإلسبالم ى رد وىن إ ىىل ى عببامل ال غىي ببب ى والشبب ى ها ى دة فى بيب نىبببائك م مب بىباك ن ببت م بر الل ببه ى ع ى ملى ك ببم ى و ى رس ببوله ى وال م ؤ من ببوىن ى و ى سببتب فقببد قببال اهلل تعبباىل:" ى وقببل اع ى ملببوا فى ى سببي ى ى تىبع ى مل وىن" ]التوبة: 102[. كما أكد رسول اهلل على ضرورة االهتمام بأبناء األمة فقال :"إن اهلل ى ى سائل كل ى راع عما اس تىبر ى عاه ى يل أىم ببر ا م ببن أىم ببر النببا مث أىغ لى بب ى ق ب ى ابب ى به د وىن ال م س ببكني ى حفبب ىل أم ىضببي ى ع" )اهليثمببي 1222 حببديث رقببم 1262(. وقببال:" ى مببن ى و ى وال ى مظ لوم أىو ذي احل ى ا ى جة أىغ لى ى ق الله تىبب ى ا ى رىك ى وتىب ى عاى ىل د ونى ه أىبب ى وا ى ب ى رمح ى تبه ع ن بىد ى حا ى جتبه" )أمحبد مصبدر سبابق حبديث رقبم 12672(. كذلك فإن مسؤولية القطاع الرتببوي تقتضبي االنطبالذ مبن حاجبات األفبراد واجملتمبع واألمبة يف سبعيها حنبو جتويبد التعلبيم واالرتقباء به فمنفعة األمة مقدمة على منفعة الفرد ومصلحته مصداقا لقوله تعاىل:" ى ويب ؤ ث روىن ى علىى أىنب فسه م ى ولىو ىكا ىن هب م ى خ ى صا ى صة" ]احلشر: 2[" وقول الن :" ى و ى خيب ر النا أىنب ى فعه م للنبا " )الطبرباين يف املعجبم األوسبط مصبدر سبابق حبديث رقبم 2272( وقولبه:"الى يب ؤ من أى ى حدك م ى حبىت حيبب ألىخيبه ى مبا حيبب ل نىبف س به" )البكباري مصبدر سبابق حبديث رقبم 13(. وهبذا يؤكبد أمهيبة رضبا املنتفعبني أهدافبة باعتبارها أسا بناء الربنامج التعليمي ونبواة وهبذه هبي أخبالذ اإلسبالم وقيمبه البيت تعبزز يفباح املتعلمبني وحتقبق رضباهم ورضا أولياء أمورهم وتشعرهم بالراحة والطمأنينة. -10 اعتمبباد مبببدأ مكافببأة العبباملني وحتفيببزهم: تعببد احلببوافز واملكافببآت أحببد أهببم العوامببل الببيت تسببهم يف حتقيببق رضببا العبباملني وشعورهم باهتمام اإلدارات العليا هبم مما يؤدي إىل زيادة دافعية العاملني حنو العمل واإليفاز وقد أكد اإلسالم على مبدأ املكافأة والتحفيز مصداقا لقول اهلل تعاىل:"إنا ىال ن ضيع أىج ى ر ى من أىح ى س ى ن ى ع ى مال" ]الكهف: 30[ وقول الن ": ى و ى من ى صبنى ى ع إ لىبي ك م ى مع روف با ى رو ا أىنك ببم قىببد ىكافىببأ متوه " )أبببو داود مصببدر سببابق حببديث رقببم 1622( فى ىكببافائ وه فىببإ ن ىمل ىجتببدوا ى مببا ت ىكافائ ونبىبه فىبباد ع وا لىببه ى حببىت تىببب وقوله:" ى من ىال ي ى ش كر النا ى ىال ي ى ش كر الل ه ى " )الرتمذي مصدر سابق حديث رقم 1222(. -11 تكريس قيم العدالة واإلنصاف من قبل أرباب العمل: يتطلب حتقيبق اجلبودة يف مؤسسبات التعلبيم العبايل أن يظهبر الشبعور لد املوظفني مبكتلف مراتبهم باملساواة والعدالبة واإلنصباف انطالقبا مبن كبوهنم شبركاء يف املسبؤولية وأن عمبل اجلميبع يف النهايبة 12

14 يفضي إىل حتقيق األهداف وينبغي على املسائول أال حيتقر عمل أي موظف وال يقلل مبن دوره قبال تعباىل:" ى وىال تىبب ى كسبوا النبا ى أىش بي ى اء ى ه م " ]األعببراف: 72[ ويف مؤسسبات التعلببيم العبايل تتكامببل األدوار ابتبداء مببن العباملني األكببادمييني واإلداريبني ومببوظفي اخلدمات من أجل تنفيذ العمل وحتقيقبه ألهدافبه. وقبد أكبد اإلسبالم علبى تبوخي العدالبة واإلنصباف ببني العباملني يف شبىت شبؤون احلياة ولعل هذه اخلصال مطلوبة أكثر يف اجملال الرتبوي ومما يؤكد حرص اإلسالم على العدالة واإلنصاف قول اهلل تعاىل:"اع دلوا ى رب للتب ق ب ى و " ]املائبدة: 7[. وقولبه تعباىل:"إن اللبه ى يب ى أ م ر ب ال ى عبد ل ى واإل ح ى سبان" ]النحبل: 20[". وقبال اببن تيميبة:"وأمبور النبا ه ب ى و أىقب ب تستقيم يف الدنيا مع العدل الذي فيه االشرتاك يف أنواع اإلمث أكثر مما تستقيم مع الظلم يف احلقوذ" )ابن تيمية 1217 هب 22(. ى ي ى عببد ل ىشببامل يب ى بد ع و إىىل األ ل ىفببة ى ويب ى بب ى عببث ى علىببى الطا ى عببة وقبال املبباوردي عنببد ذكببره لقواعببد صببالح الببدنيا:" ى وأىمببا ال ىقاع ببىدة الثال ثىبة: فىهبب ى وتىبتىب ى عمر به ال بى الد ى وتىبن م و به األ ىم ى وال" )املباوردي 132( ولكبي يبنجح العباملون جيبب أن يشبعروا باملسباواة واإلنصباف كما ينبغي يف إطار العمل الرتبوي أن تكون هذه القيم متأصلة قوال وعمبال يفكبل شبؤون التعلبيم بكبل مسبتوياته بغبض النظبر عبن تنوع اجملاالت واملسارات. 12- احملافظة على املال العام وعدم إهداره: حيث تسعى اجلودة إىل حتقيق األهداف بأقبل وقبت ممكبن وبأقبل التكباليف ولبذلك فبإن اعتقباد الببعض ببأن تطبيبق اجلبودة الشباملة يف التعلبيم العبايل يضباعف أو يزيبد مبن التكباليف غبري سبليم وحبىت إن سبلمنا هببذا القول فرمبا يكون ذلبك يف الببدايات وجيبب أن يبنعكس إجياببا فيمبا بعبد علبى املؤسسبة والعباملني واملسبتفيد أضبعافا مضباعفة. وقبد أمرنا اهلل تعاىل- بعدم إهدار املال يفكافة شؤون حياتنا بقولبه:" ى وىال ت س برفوا إنبه ىال حي بب ال م س بر ف ى ني" ]األعبراف: 31[ وقولبه:"إن ال م ب ى ذري ى ن ىكانوا إ خ ى وا ىن الشي ى اط ني" إلا] سراء: 22[ وعن ابن مسعود وقد سأله رجل ى عن الت ب ذير فىبىقاىل:"إ نب ىفاذ ال ى مال يف ىغري حله" )الطرباين يف املعجم الكبري مصدر سابق حديث رقم 2006(. وقال ابن حزم يف هبذا املعبىن:"وأمبا اخليانبة يف األمبوال وإن قلبت أوكثرت فال تكون إال من رذل بعيد عن الفضل" )ابن حزم 71( يتضببح ممببا تقببدم أن أسببس ومبببادئ تطبيببق اجلببودة الشبباملة يف التعلببيم العببايل أكثببر مشببوال وتأكيببدا علببى األبعبباد الروحيببة واإلنسانية واالجتماعية وهي قبلكل شيء متثل قيما يتمثلها املسائول واملوظف وينطق هبا قلب املبؤمن باعتبارهبا أحبد مكونبات املنظومة اإلميانية اليت ينبغي التسليم هبا من قبل الفرد قوال وعمال ألهنا ربانية وواقعية وإجيابية وتوازن بني مصاحل الفرد واملؤسسة. إجابة سؤال الدراسة الثالث: ما المعايير اإلسالمية إلعداد الخطط الدراسية في الدراسات الشرعية في مؤسسات التعليم العالي يعبببد التكطبببيط أحبببد أهبببم مسبببات العصبببر احلبببديث وأحبببد األدوات البببيت تبببتمكن مبببن خالهلبببا مجيبببع املؤسسبببات ومنهبببا مؤسسات التعليم العايل من وضع اخلطط ورسم السياسبات وحتديبد االسبرتاتيجيات املناسببة لتحقيبق اجلبودة الشباملة ولتبتمكن اجلامعبببات مبببن إيفببباز مرحلبببة تفبببوذ عملياهتبببا. ولبببذلك فبببإن الوصبببول إىل املكرجبببات املتوقعبببة ال يتحقبببق االسرتاتيجي الفعال )النعيمي 2002(. إال مبببن خبببالل التكطبببيط وقد اعترب اإلسالم التكطيط أهم األسس والقواعد املهمة يف منظومة اإلدارة اإلسالمية ولذلك اعترب بأنبه فبن املسبتقبل لتحقيبق وإيفبباز اسمبالكمببا جيببب أن تكبون ولببيسكمببا ميكبن أن تكببون وقبد قببال اهلل تعبباىل:" ى وأىعبدوا ىهلببم ى مببا اس بتىطىع ت م م ببن قب ببوة" ]األنفال: 60[ وقال :" ى والذي نبىف سي بي ى ده الى ي ى س أىل وين خ ط ة يب ى عظ م وىن ف ي ى ها ح ر ى مات الله إال أىع طىي تب ه م إيا ى ها" )البكاري مصدر سبابق حبديث رقبم 2231(. وتببزداد أمهيبة التكطبيط عنبدما يكببون األمبر متعلقبا بالدراسبات الشببرعية ومنطلقاهتبا مصبداقا لقولببه ى م ى واللبه ى س بب نب ي ى انىه ى علىى ىشى فا ج رف ى هار فىانب ى ها ى ر به يف نىار ى ج ى هبن ى س بب نب ي ى انىه ى علىى تىبق ى و م ى ن الله ى ور ض ى وان ى خيب ر أىم ى من أىس تعاىل:"أىفى ى من أىس ىال يب ى ه ببدي ال ىقببو ى م الظببال م ى ني" ]التوبببة: 102[ )الربعببي ومرسببي 1222(. لببذلك فببإن التكطببيط إلعببداد اخلطببط الدراسببية يف جمببال الدراسات الشرعية يستدعي من القائمني على شؤون التعليم العايل اعتماد مبدأ التكطيط السليم الذي يأخذ بعني االعتبباركافبة 13