جملة علمية حمك مة ي صدرها املركز الوطني للوثائق والبحوث ال سنة الثالثة العدد ال ساد س دي سمرب 2011 ISSN

النسخ

1 جملة علمية حمك مة ي صدرها املركز الوطني للوثائق والبحوث ال سنة الثالثة العدد ال ساد س دي سمرب 2011 ISSN

2 جملة علمية حمك مة ي صدرها املركز الوطني للوثائق والبحوث رئي س التحرير د. عبد اهلل الري س املدير العام للمركز الوطني للوثائق والبحوث مديرة التحرير د. عائ شة باخلري هيئة التحرير د. ي رسا صوفان د. جوينتي مايرتا علي دروي ش عمران سكرترية التحرير رشيفة الفهيم الت صميم واالإخراج حممد عادل الهيئة اال ست شارية سعادة زكي أانور ن سيبة م ست شار وزارة سوؤون الرئا سة ونائب رئي س هيئة اأبوظبي للثقافة والرتاث وع ضو جمل س إادارة املركز الوطني للوثائق والبحوث اأ. د. م صطفى عقيل اخلطيب اأ ستاذ التاريخ احلديث - جامعة قطر د. جون بيرت سون موؤرخ وحملل سيا سي د. حممد سعد املقدم اأ ستاذ التاريخ احلديث امل ساعد - جامعة ال سلطان قابو س د. سعد عبداهلل الكبي سي اأ ستاذ الأنرثوبولوجيا امل ساعد - جامعة الإمارات العربية املتحدة املركز الوطني للوثائق والبحوث 2011 اأبوظبي الإمارات العربية املتحدة ترحب هيئة حترير جملة ليوا )ISSN ( بالبحوث العلمية الأ صيلة غري املن شورة باللغتني العربية والإجنليزية يف مو ضوعات تخت ص بالتاريخ والرتاث والآثار للإمارات العربية املتحدة ومنطقة اخلليج العربي. تر سل البحوث وجميع املرا سلت املتعلقة مبجلة ليوا اإىل العنوان الإلكرتوين liwa@ncdr.ae الكتب التي ت صل اإىل املجلة ملراجعتها ل ت رد اإىل اأ صحابها. ملزيد من املعلومات ولل شرتاك يف املجلة يرجى دخول موقع ما ورد يف هذا العدد يعرب عن اآراء الك ت اب ول يعك س بال رضورة آاراء هيئة التحرير أاو املركز الوطني للوثائق والبحوث. طبعت يف مطابع املركز الوطني للوثائق والبحوث

3 جملة علمية حمك مة ي صدرها املركز الوطني للوثائق والبحوث ال سنة الثالثة العدد ال ساد س دي سمرب

4 املحتويات موانئ ماجان واملالحة يف اخلليج العربي يف الن سف الثاين من الألف الثالث ق.م 3 ( ق.م ) اأ. د. اأ سمهان سعيد اجلرو كلية االآداب والعلوم االجتماعية- ق سم التاريخ جامعة ال سلطان قابو س- سلطنة عمان اخلطوط اجلوية الإمرباطورية واملطار بال سارقة ) ( 21 د. نيقوال س ستانلي- براي س م ست سار يف سوؤون حفظ الرتاث الثقايف ت سييق الفجوة: العالقات الأجنلو الأمريكية والنفط العربي ) ( 35 ال سيد مايكل كويننت مورتون كاتب وباحث م ستقل 51 ذاكرة الإمارات من خالل ال رسد ال سفاهي ال سيخ سلطان بن علي بن سيف اخلاطري اإعداد عبري حممد با رشاحيل باحثة يف التاريخ ال سفاهي باإ رشاف د. عائ سة باخلري مديرة اإدارة البحوث واخلدمات املعرفية 62 مراجعة كتاب عبقرية زايد يف الزراعة والبيئة تاأليف: د. هالل حميد بن ساعد الكعبي عر س: عبدالباقي اأحمد املركز الوطني للوثائق والبحوث. 2

5 موانئ ماجان واملالحة يف اخلليج العربي يف الن سف الثاين من الألف الثالث ق.م -2300( 2000 ق.م( اأ سمهان سعيد اجلرو مقدمة ت عد منطقة ال رشق االأدنى القدمي مهد احل سارات االإن سانية االأوىل ففي هذه املنطقة بداأ االإن سان نقلته العظيمة من جامع للقوت اإىل منتج له ويقف دار س التاريخ اإجالال وتقديرا ملا خلفه اإن سان هذه املنطقة للب رشية من تركة سخمة من االإبداع تعك س الطريق الطويل وال ساق الذي قطعه حتى و سل اإىل حياة اال ستقرار على امل ستوى املادي»املعي سي«اأو على امل ستوى الفكري. لقد كان للخليج العربي ف سل كبري يف هذا الت أالق احل ساري فهو وخليج ع مان ي سك الن امتدادا طبيعيا للمحيط الهندي يوازي ذراعه االآخر-البحر االأحمر- ويتاألف جغرافيا من ثالث مناطق بنيوية متميزة تابعة للر سيف العربي هي: حو س اخلليج العربي ال سمايل الذي ي عد امتدادا ملنخف س بالد الرافدين واملنب سط الداخلي الذي ي سمل معظم منطقة سبه جزيرة العرب ال رشقية احلالية والبحرين وقطر واجلزء الثالث ي سمل اخلليج اجلنوبي الذي تقع فيه مغا سات اللوؤلوؤ الكربى ويف أارجائه عدد كبري من اجلزر اأي سا تتفاوت يف حجمها وكان لها دور فعال يف سياغة تاريخ وح سارة ال رشق االأدنى القدمي منذ ع سور ما قبل التاريخ لقربها من ال ساحل. تهياأت رشوط التجارة املالحية القدمية على ال سواحل الغربية ملنطقة اخلليج ل سحالة املياه وكرثة التعرجات واجلزر التي اأتاحت سبل التموين وال سي ما املياه العذبة وكان لهذا اجلزء من اخلليج املرافئ واخللجان الطبيعية اأي سا اإ سافة اإىل حركة الرياح املالئمة التي ت عد رشطا اأ سا سيا أامام حركة املالحة القدمية وهذه املزايا الطبيعية خلقت من اخلليج العربي م رشحا للن ساط التجاري الدويل منذ فرتات تاريخية مبكرة. اإن اأقدم دليل مادي عرث عليه يف منطقة اخلليج العربي يوؤكد وجود سالت جتارية بني منطقة اخلليج العربي وبالد الرافدين يعود تاريخه اإىل فرتة»العبيد«) ق.م( ]غواليف 50[ 1989 اإذ مت العثور على اآثار لفخار العبيد على طول ال ساحل الغربي للخليج العربي. والتحليالت الكيمائية التي اأجريت على فخار العبيد املكت سف يف دولة االإمارات العربية املتحدة اأكدت اأنه س نع من نف س طينة املواقع املعا رشة لها يف جنوب العراق وبخا سة مواقع: اأور واأريدو والعبيد.وع رث يف دولة االإمارات العربية املتحدة و سلطنة ع مان على آاثار تعود لثقافة»جمدة ن رش«) ق.م( 2 اأي سا. وتقد م لنا تلك املعطيات االأث رية موؤ رشا ماديا على وجود سالت مالحية اإقليمية بني منطقة اخلليج العربي وبالد الرافدين اأخذت طريقها منذ حوايل االألف اخلام س ق.م ورمبا اأبعد من ذلك التاريخ et.a1:1977[ ]Oates 3

6 اأ سمهان سعيد اجلرو و سجعت مراكز احل سارات الكربى املطلة علىاخلليج العربي اال ستفاد ة منه ا ستفادة كبرية مثلما سجعت مقوماته الطبيعة سكانه علىالتعامل مع البحر. ومن اأبرز املراكز احل سارية ذات ال سلة املبا رشة باخلليج العربي هي: بالد الرافدين ودملون التي كانت ت سم جزر البحرين وفيلكة وتاروت واجلزر الواقعة بالقرب من ال ساحل ال رشقي ل سبه اجلزيرة العربية اإ سافة اإىل ال ساحل نف سه ] رشاي: 27 26[ 2000 وماجان»دولة االإمارات العربية املتحدة و سلطنة ع مان«]1960,.]Leemans اأطلق ملوك بالد الرافدين على اخلليج العربي وخليج ع مان عددا من االأ سماء منذ فجر التاريخ منها:»بحر ال سم س امل رشقة«و»مكان العبور«و»بحر ماجان»Sea of Magan ]بوت س 253[ اأما اال سم ال سائع منذ االألف الثالث ق. م فكان»البحر االأدنى«للتمييز بينه وبني البحر االأعلى»البحر املتو سط«. سنبحث يف هذه الدرا سة موانئ ماجان ود ورها املالحي يف ) ق.م( وي ق سد ب»ماجان«يف هذه احلقبة كما يف امل سادر امل سمارية: «اإقليم جغرايف وح ساري يقع جنوب رشق سبه اجلزيرة العربية«وي سمل حاليا سلطنة ع مان ودولة االإمارات العربية املتحدة. سنحاول - لتحقيق هذه الغاية - معرفة القوى ال سيا سية امل هيمنة على مياه اخلليج واأثرها يف طبيعة الن ساط املالحي فيه ثم نتطرق اإىل ال س الت التجارية بني ماجان وبالد الرافدين من جهة وبني ماجان وبالد ال سند من جهة أاخرى ونتناول الدور احل ساري ملوانئ ماجان وطبيعة سفن ماجان لعل نا نحقق هدفنا من هذه الدرا سة الذي يكمن يف معرفة امل ساهمة الرائدة ملاجان وموانئها يف الن ساط املالحي للخليج العربي يف هذه احلقبة. اأما سبب اختيارنا لهذه الفرتة الزمنية بالذات فيعود اإىل اأهمية هذه املرحلة لتاريخ ماجان فهي ت عد - بحق - مرحلة فجر التاريخ وقد اأطلق Pottsعلى هذه املرحلة ا سم Period«سمن»The History A ت سنيفاته للت سل سل التاريخي آالثار اخلليج ]179 ]Potts:,1994 ففي بداية هذا التاريخ يذكر ا سم»ماجان«يف الكتابات امل سمارية اأول مرة و سه دت هذه احلقبة تطورا الفتا لتجارة نحا س ماجان وتطور املالحة يف اخلليج العربي بعامة. 1- اأقدم الإ سارات امل دو نة عن حماولة هيمنة ملوك بالد الرافدين على اخلليج العربي وماجان حظي اخلليج العربي وخليج ع مان باأهمية فريدة لدى ملوك بالد الرافدين ف سرير وا رحالتهم البحرية وحمالتهم الع سكرية الحتكار املالحة فيه فمنذ االألف الثالث ق.م حتد ثت الكتابات ال سومرية واالأكادية عن املحاوالت احلثيثة مللوك بالد الرافدين للهيمنة على ذلك ال رشيان العاملي الذي يربط بني اأعظم الكيانات احل سارية ال سائدة يف العامل القدمي. جاءت تلك املحاوالت يف الفرتة التي كانت فيه بالد الرافدين تعي س حالة من االزدهار واال ستقرار ال سيا سي نتيجة سيا سة التوحيد التي قام بها رشجون االأكادي ) ق.م( موؤ س س االإمرباطورية االأكادية الذي اتخذ من»اأكاد«عا سمة له. ويف هذه الظروف عملت االإمرباطورية االأكادية على تو سيع نفوذها لت أامني سالمتها و س بل جتارتها اخلارجية و سمان تزويدها مبا ينق سها من املواد االأولية فتعز زت سالتها مع املراكز التجارية العاملية: مع الوكاالت واملحطات التجارية القائمة على طول ال رشيط ال ساحلي للخليج العربي وخليج ع مان لت ساهم يف احلركة املالحية من ناحية ويف تقدمي املاء واملوؤن من ناحية اأخرى. حدثنا رشجون ا أالكادي يف وثيقته ال سهرية عن تو سعاته الع سكرية وذكر حرفي ا «اإن االإله اأنليل اأعطاه 4

7 موانئ ماجان واملالحة يف اخلليج العربي يف الن سف الثاين من االألف الثالث ق.م ) ق.م( البحرين: االأعلى واالأ سفل«]32.]Kramer:,1970 وجاء يف ن س اآخر له:»جعل سفن دملون وجمان وملوخا تر سو يف ميناء اأكاد«]بوت س: 240[ اأما امللك االأكادي من ستو سوManishtusu ) ق.م( فقد حتد ث يف اأحد نقو سه عن حملة ع سكرية بحرية عربت اخلليج اإىل ال ساحل الغربي منه وهناك جتم عت سد ه قوة من 32 مدينة فحاربها وانت رش عليها -ح سب قوله- ثم ا ستوىل على اجلبال جنوب»البحر االأ سفل«و أاخذ ما وجد فيها من أاحجار وحملها يف سفن ر س ت يف أاكاد و سنع منها متثاال لنف سه واآخر قد مه هدية لالإله اأنليل Enlil.]Kramer: 1970, 324[ يبدو اأن طموح ملوك أاكاد بالهيمنة على اخلليج العربي وعلى مراكزه احل سارية مل يتحقق فقد حتدثت الكتابات امل سمارية عن ثورات وا سعة واجهت امللك ا أالكادي نارام سني ابن من ستو سو حوايل ) ق.م( قام هذا امللك على اأثرها بهجوم على ماجان واألقى القب س على ملكها مانيوم اأو «منو دنو«]324 ]Kramer:,1970 بعد تلك االنت سارات التي حققها هذا امللك جنده يفخر بكل ما غنمه من تلك املعارك فيقول:«نارام سني ملك أاركان العامل ا أالربعة جلب ا أالحجار من ماجان«وقد ع رث فعال على متثال لهذا امللك كتب عليه»غنائم ماجان«]Jartiz:1968,21[ وعرث على عدد من الن سو س النق سية ت طابق موا سيع ها هذا احلدث وتعود لنف س امللك. ]بوت س: 241[ 2003 كل تلك الدالئل توؤكد املحاوالت املتكررة التي قام بها ملوك أاكاد للهيمنة على املالحة يف اخلليج العربي»البحر ا أال سفل«من جانب وال سيطرة على ثروات ماجان من جانب اآخ ر. 2- بواكري املالحة املنتظمة يف اخلليج العربي بني بالد الرافدين وماجان ) ق.م( يف الوقت الذي تك سف فيه النقو س امل لكية مللوك اأكاد حمالتهم سد ماجان تقدم لنا الن سو س االقت سادية املعا رشة لها منظورا مغايرا متاما عن ال سالت املالحية بني البلدين فقد و سل نحا س ماجان اإىل بالد الرافدين ونقو س جوديا ) Gudea ق.م( اأحد ملوك جل س Lagash تقدم لنا تاأكيدات وا سحة عن ال س الت التجارية الوا سعة التي اأقامها مع الدول املجاورة ومن بينها ماجان التي كانت جتلب له اخل سب ب سفنها وحجارة الديوريت ]اجلرو: 87-77[ ظلت اأ ور 3 عا سمة ساللة اأورالثالثة يف عهد موؤ س سها اأورمنو ) ق. م( وم ن جاء بعد ه من امللوك - حتتل مركز ال سدارة يف جتارة»ماجان«فقد جاء يف رشيعته التي ت عد اأقدم رشيعة عرفت ها الب رشية: اأنه سمح ل سفن»ماجان«بالر سو يف ميناء اأور بعد اأن انت رش على ملك جل س ال سومري واأتاح احلرية للتجارة البحرية يف بالد أاكاد ونظم دولته و أاتاح لها العدالة ]فوزي 26[ أاما امللك سوجلي Shulgi ) ق.م( في سري يف اأحد نقو سه اإىل و سول ذهب من ملك ماجان -452 Peake:, [ [ كما اأكد امللك اآمار سني ) ق.م( تعامله التجاري مع ملكها وتوزيعه للخبز على جماعة من بن ائي سفنها ]بوت س 252[ 2003 وي سجل ن س للملك أابي سني ( 2027 ق.م( ا سترياده لنحا س ماجان وقد اأطلق هذا امللك - أاول مرة - على»البحر االأ سفل«اأي اخلليج العربي ا سم»بحر ماجان«]بوت س: 253[ لقد بي نت ال س الت التجارية بني»ماجان«وبالد الرافدين سالت فكرية اأدبية ودينية ج سر دتها االأ ساطري 5

8 اأ سمهان سعيد اجلرو الدينية فاأ سطورة»اأنكي وننحر ساج«4 تتحدث عن حاكم اإلهي يحكم ماجان ي دع ى ننتوال. ]البدر: [ وبذلك تدخل»ماجان«- اأول مرة - سمن نطاق االآلهة ال سومرية التي ت سبغ اخلريوالربكة على بالد ماجان وبالد الرافدين. ويف اأ سطورة»جلجام س واأر س االأحياء«جاء ذكر ل سفن»ماجان«وو سفت امللحمة طبيعة اأر س»ماجان«املعروفة لدى االأديب ال سومري باأنها اأر س بحرية عرفتها بالد الرافدين من قواربها ال سخمة التي كانت جتوب املوانئ ال سومرية املختلفة. ]البدر: 79 78[ وال سوؤال الذي يربز هو: ما طبيعة املالحة القائمة اآنذاك - بني ماجان وم دن سومر واأكاد يف هذه الفرتة ال سك اأن ال س الت املالحية بينهما بد أات منذ ع سور ما قبل التاريخ -كما اأ رشنا سابقا - ب سبب القرب اجلغرايف و سهولة االنتقال البحري وم ساعدة هبوب الرياح املو سمية على ت سيريالرحالت التجارية املنتظمة بينها وحاجة كل من تلك املراكز احل سارية اإىل سلع بع سها لبع س. تناول عدد من الدرا سات مو سوع الن ساط البحري يف منطقة اخلليج العربي واملحيط الهندي اإبان االألف الثالث ق.م نذكر منها: ]Edens: و] 1992 ]Caspers During: و] 1971 ]Potts. D. T: و] 1993 ]Cleuziou: 1992[ و] 2001 ]Ratnagar: و] 1986 ]Rao: و] date.]mery: no قد ي ساأل املرء: كيف كان املالحون ي سرت سدون بالطريق عندما يختفي ال ساحل يف غياب البو سلة كانت النجوم والرياح - دون سك- امل ر س د االأول ملالحي ال سفن يف ع رش ماجان كما اأن بع س االإ سارات ت سري اإىل ا سرت ساد مالحي ال سفن بالطيور التي ال يغيب عن اأب سارها ال ساحل كما جاء يف الن سو س القدمية كملحمة جلجام س واالإجنيل ور سوم الطيور املنقو سة على منت املراكب اأي سا ]فو سمر: [ امل سالك البحرية ارتبطت ع مان»جمان«مع بالد الرافدين و»دملون«البحرين ووادي ال سند»ملوخا«- منذ االألف الثالث ق.م - بعالقات جتارية وثيقة حدثتنا عنها امل سادر امل سمارية مللوك بالد الرافدين.وازدهرت ال س الت البحرية بني جمان وتلك االأقاليم ب سبب احلاجة اإىل ال سلع التجارية والق رب اجلغرايف و سهولة االنتقال البحري بينهما وقد ساعدت هبوب الرياح املو سمية يف ت سيري الرحالت التجارية املنتظمة بينهما. ال سك يف أان عمليات التبادل التجاري الوا سعة بني تلك املراكز احل سارة القدمية كانت تتطلب خربة مالحية ومعرفة دقيقة بفرتة هبوب الرياح املو سمية ووجود أا سواق وحمطات جتارية وموانئ جيدة الإمداد ال سفن التجارية باملوؤن يف رحالتها بني ال سمال واجلنوب. وقد تاأكد اليوم - بعد م سي اأكرث من ن سف قرن على أاعمال التنقيب واال ستك ساف يف سلطنة عمان ومناطق اخلليج العربي- اأن الرحالت البحرية قدميا كانت تتخذ من املراكز التجارية البحرية العربية يف اخلليج موانئ واأ سواقا جتارية وكان املالحون ي بح رون مبحاذاة ال ساحل م ستعينني بهبوب الرياح فالرحلة القادمة من بالد الرافدين كانت متر اأوال اإىل جزيرة فيلكا ثم جزيرة تاروت ثم جزيرة دملون. تتوقف الرحلة عند جزيرة اأ م النار قبل خروجها من مياه اخلليج العربي لتفرغ بع س سحناتها ثم ت نقل برا اإىل امل ستوطنات الع مانية وت ستمر ال سفن يف سريها بعد خروجها من مياه اخلليج العربي مبحاذاة خط ال ساحل الع ماين فتتوقف عند ميناء البدية يف سمال ع مان ثم ميناء»راأ س احلد» يف و سط ع مان ثم موانئ ع مان 6

9 موانئ ماجان واملالحة يف اخلليج العربي يف الن سف الثاين من االألف الثالث ق.م ) ق.م( اجلنوبية يف ظ فار وهي بذلك ت سلك م سلكا راأ سيا من ال سمال اإىل اجلنوب مرورا ب سواحل جنوب اجلزيرة العربية وتعود يف الطريق نف سه ]انظرخريطة 1[. خريطة 1 وقد تتجه ال سفن من املوانئ الع مانية اإىل ال سند مبا رش ة بعد أان ت ستبدل سحناتها من ال سلع وتتزور د باملاء وتنال ق سطا من الراحة ومنذ نهاية االألف ا أالول ق. م جند خطر سري ال سفن الع مانية من موانئ ع مان اجلنوبية» سمهرم«وهي تنقل سلعة»اللبان«اإىل ميناء»قنا«احل رشمي ثم تتلقف القوافل الرب ية تلك ال سلع وتنقلها عرب عوا سم املمالك العربية اجلنوبية اإىل سواطئ البحر املتو سط وم رش. وتاأكيدا لل س الت التجارية التي كانت القائمة بني جمان والعامل القدمي ك سفت التنقيبات االأثرية يف مناطق متفرقة من ع مان عن ق ط ع اأث رية متنو عة ترجع اإىل ح سارات العامل القدمي لبالد الرافدين والهند واليمن القدمي وفار س واليونان وروما وتوؤكد - مبا ال يد ع جماال لل سك - وجود نوع من االت سال احل ساري بني ع مان و سعوب العامل القدمي. 7

10 اأ سمهان سعيد اجلرو وي ساء ح س ن الطال ع اأن تتوافر لنا جملة من ال سواهد االأث رية امل كت س فة يف اأر س ماجان ت بني لنا الكيفية التي اندجمت بها ماجان يف نظم التبادل التجاري الد ويل فلم تكن ممرا جتاريا اأو م ع ربا مالحيا فح سب بل كانت مركزا من أاهم مراكز جتارة املرور يف العامل القدمي اأو ما ي عر ف حاليا بتجارة»الرتانزيت«البحري فكانت موانئ ها مراكز جتارية تعج باحلركة واحليوية. لقد تعاظم انتعا س املالحة يف موانئ جمان ب سكل كبري يف الن سف الثاين من االألف الثالث ق.م لعدة اأ سباب منها: انتفاع أاهل ماجان من مزايا موقعهم اجلغرايف وامل سطحات املائية ومن اجلزر املنت رشة على طول سواحل ماجان ال سمالية واجلنوبية وا ستغاللهم مل ا تزخر بها اأر سهم من ثروات طبيعية كالنحا س واحلجارة وكان ل سعوبة التنقل الرب ي دافع للتوجه اإىل البحر ووجود مرافئ طبيعية اأتاحت امللجاأ االآمن لل سفن من اأخطار العوا سف. اإىل جانب تلك االمتيازات الطبيعية عزر ز سكان ماجان مالحتهم بن ساطات فريدة منها: سناعة ال سفن وتطويرها وح س ن اختيار مواقع املرافئ وت سخري معارفهم اجلغرافية والفلكية ومعرفتهم باأ رشار الرياح املو سمية اجلنوبية وال سمالية وتزامن ذلك مع وجود فئة من املالحيني والربابني املتميزين الذين سقلت الرحالت التجارية مواهبهم وخلقت منهم مالحني م ه رة بف سل مراقبتهم للكواكب والنجوم والطيور وتتبعهم مل سارها. وبف سل تلك املقو مات الطبيعية والب رشية تاألق أاهل ماجان يف جمال املالحة البحرية فاكت سبوا م هارات حققت لهم ال سيادة يف ميداين املالحة والتجارة البحرية فبعد و سولهم اإىل سواحل الهند اأ سبحوا سادة التجارة ال رشقية. لقد كانت مراكب ماجان م سنوعة من الق سب»البو س«فعند املالحة بها يف اخلليج العربي ي ف س ل البح ارة البقاء بالقرب من ال ساحل والتنقل من جزيرة اإىل اأخرى ب يد أان م ساراتها تغيب بها عن روؤية الرب اأحيانا ب سبب العوا سف والرياح ال سائدة والتيارات ما يجعل الدراية باأ سول وقواعد االإبحار اأمرا الزما. اأما الرحلة من موانئ ماجان على البحر العربي اإىل سبه جزيرة الهند فم ن الي سري قطع ها يف طريق مالحي ي عرب املحيط مب ساعدة الرياح املو سمية ]فو سمر: 153 [ 2003 لذا ميكننا اأن ن س نف امل سالك البحرية اإىل: م سالك بحرية ق سرية تربط موانئ اخلليج العربي بع سها ببع س وم سالك بحرية طويلة تربط بني موانئ ماجان وموانئ اخلليج العربي وبالد الرافدين من جانب وموانئ بالد ال سند والهند من جانب اآخ ر Speece:[.]1984, املالحة يف اخلليج العربي واأثرها يف موانئ ماجان توافرت ملوانئ ماجان على اخلليج العربي وخليج ع مان يف هذه املرحلة عوامل حيوية ساعدت على ن ساطها املالحي منها: موقعها االإ سرتاتيجي املتميز ووفرة منتجاتها البحرية من الالآلئ واالأ سماك واالأ سداف ففي الوقت الذي كانت تقوم فيه بت سدير ال سلع املحلية كانت مراكز جتارية لتجميع ال سلع من دول املحيط الهندي الإعادة توزيعها وت سويقها يف االأ سواق االإقليمية اأواالأ سواق البعيدة التي ت سيق اأوتت سع وفق جهود البحارة وات سمت هذه املوانئ بوفرة املياه التي جتري يف االأودية التي تغذ يها االأمطار التي ت سقط على مرتفعات ع مان وت سب مياهها يف خليج ع مان ثم امتداد سهل الباطنة ما ي هي ى قيام ن ساط زراعي يتيح اال ستقرار للمجموعات الب رشية القاطنة يف تلك اجلهة ال ساحلية. ]اأبو العال: 10[ لقد كانت جتارة النحا س القادم من املرتفعات - يف هذه املرحلة - الركيزة االأ سا سية لن سوء وتطو ر موانئ ماجان ويتطلب عمل كهذا -دون سك- تنظيما واأ س سا اجتماعية لت سيري هذه التجارة. وقد ك سفت التنقيبات االأثرية يف تلك املوانئ عن اآثار ملجتمعات ح سارية فريدة وم تقد مة يف جمال الفن والعمارة 8

11 موانئ ماجان واملالحة يف اخلليج العربي يف الن سف الثاين من االألف الثالث ق.م ) ق.م( واملعتقدات الدينية. ومن اأبرز موانئ جمان يف هذه املرحلة: ميناء اأ م النار: ت عد جزيرة اأ م النار - 4 يف مدخل اإمارة أابو ظبي- من أاكرث جزر ماجان اأهمي ة يف ا أاللف الثالث ق.م اإذ كانت م ساحتها حوايل 4.5 كم 2 وتتمتع مبوقع فريد ي سك ل النهاية البحرية للطرق الداخلية التي جتمع بني الواحات الهامة يف كل من الربميي وهيلي وعربي وعملي وبهال و سمد ومناجم املعادن فكان معدن النحا س ي نقل على ظهور اجلمال واحلمري عرب اجلبال وال سحراء اإىل سواطئ اخلليج حيث تتيح جزيرة اأم النار موقعا منا سبا لر سو القوارب وحتميلها وت نقل عرب هذا امليناء االأحجار الهام ة كالديوريت وال سوان وغريها من املنتجات التي كان يتم التبادل التجاري بها. ]57.]Frifelt: 1975, يتفق علماء االآثار من املعطيات االأث رية املكت سفة- على اأن ميناء اأم النار ا ستوط ن يف الفرتة املمتدة ) ق.م( وت سري النماذج التحليلية العامة مل ستويات البحر اإىل اأن م ستوى البحر يف هذه الفرتة كان اأعلى قليال عم ا هو عليه يف الوقت احلا رشما يعني سمنا اأن هذه امل ستوطنة كانت يف جزيرة يف منت سف بحر سحل مفتوح ومن هنا كان على املرء اأن ي سافر عرب البحر وامل سطحات الطينية ثم حوايل 130 كيلومرتا من ال سحراء القاحلة التي تتخللها بع س الكثبان الرملية قبل اأن ي سل اإىل واحة هيلي التي كانت ترتبط بها ب سكل وثيق ]كلوزيو: 137[ 2003 وهي النقطة التي ي سل اإليها حيث توجد مناجم النحا س يف وادي جزي و سفوح جبال ع مان وقد وا سل ال سكان قطع هذه الرحلة على ظهور اجلمال واجلياد واحل مري. اأ طل ق على»اأ م النار«ا سم»املحطة التجارية«وهي اأول موقع من الع رش الربونزي يف سمال ع مان ع رث فيه على م ستوطنة متكاملة مب ساكنها وم ستودعاتها وقبورها الغنية باملقتنيات اجلنائزية وع رث يف امل ستوطنة على ك م من ا آالثار املتنوعة املحلية وامل ستوردة: فخ ارية وح ج رية وبرونزية وع رث على ختم اأ سطواين سوري على ج ر ة واأوزان حجرية رمبا كانت مرتبطة مبعايري ح سارة اإبال يف بالد ال سام ]كلوزيو: 136[ وقد رجح البع س أانها كانت حمطة لنقل الب سائع. تلك املعطيات جعلت بع س العلماء يرون يف اأم النار ميناء جتاريا سمن»النظام العاملي لوادي الرافدين«ا ستغل سيطرته على ال سلع الواردة اإىل املنطقة قبل اأن ت سل اإىل اجلماعات القاطنة يف منطقة الداخل البعيدة ]168.]Edens: 1992, لقد كان ميناء اأم النار حلقة و سل بني اأعظم قو تني يف العامل : ح سارة بالد الرافدين وح سارة هاربان 5 يف اإقليم وادي ال سند. ال سوؤال امل حري الذي طرحه بع س الباحثني هو: اإذا كانت جتارة النحا س قد بداأت بحلول نهاية االألف الرابع ق.م فاأين كان موقع الر سو على خط التجارة بني العني واأبوظبي قبل ا ستيطان اأم النار وهل هناك ميناء سابق الأم النار تعرر س لالندثار واأين كان امليناء البديل الأم النار بعد اأن ه ج ر امليناء اإذا سلمنا باأن املدى الزمني ال ستيطان اأم النار تقر ر ب سكل رئي س على اأ سا س الطبوغرافيا املحلية -فيما يتعلق بالتباين يف م ستوى البحر- فقد يتعني علينا اأن نبحث عن موقع الر سو البديل يف مكان اآخ ر من املنطقة نف سها وهي مهمة على درجة كبرية من ال سعوبة يف ظل التطورات التي سهدتها الن ساطات االأثرية يف اخلم سني ال سنة االأخرية. وعلينا اأن نت ساءل اأي سا : اأين كان موقع الر سو خلط التجارة بني اأم القيوين والذيد/ امل دام قبل ا ستيطان تل اأبرق ]كلوزيو: 140[ لقد ب سطت اإحدى امل ستوطنات الرئي سة - يف»بات«على ب عد 30 كم رشق مدينة عربي يف منطقة 9

12 اأ سمهان سعيد اجلرو الظاهرة عند م لتقى طرق التجارة القدمية - ه يمنت ها على إاحدى الط ر ق الرب ية الرئي سة لت سدير النحا س ] ]Frifelt: 1968 بف سل م وقع ها القريب من املرتفعات الغني ة بالنحا س فكان معظم هذا املعدن الثمني ي نقل على ظهور اجلمال واحلمري عرب اجلبال وال سحراء اإىل سواطئ اخلليج حيث يتيح جزيرة اأم النار م وق عا منا سبا لر سو القوارب وحتميلها. قد مت لنا امل كت س فات االأثرية يف ميناء اأم النار سورة حي ة للحياة االجتماعية املعي سة ومل ستوى الرثاء الذي ن ع م به ذلك املجتمع. لقد كان جمتمع اأم النار منوذجا للمجتمع املتطور يف ح سارة ماجان فاأطلق علماء االآثار على احلقبة املمتدة ) ق.م( ا سم»ع رش اأم النار«. كانت جتارة ماجان تتم مع موانئ بالد الرافدين يف هذه احلقبة مبا رشة فرمبا كان بع س التجار يرحلون من اأم النار اإىل م دن العراق القدمي لعقد ال سفقات التجارية. وكان»لو- اإنليال«وكيل معبد»نانا«يف اأثناء حكم امل لك»اإيبي سني«اآخ ر ملوك اأ رشة أاور الثالثة ) ق.م( من بني أابرز جتار البحر امل غامرين فقد نقل سلعا جتارية تعادل 1.7 طن من ال سوف و 300 كيلوجرام من النباتات ال ساحلة لالأكل ومنتجاتها و 600 كيلوجرام من االأ سماك ال سغرية و 70 ثوبا و 1515 لرتا من زيت ال سم سم املمتاز و 180 جلد حيوان من»اأور- سلبا«من معبد نانا ومن رجال ا أالعمال املحليني لي سرتي بها النحا س من موانئ ماجان ]فاين:.] لقد اأ سارت ن سو س اأخرى اإىل طبيعة ال سادرات والواردات واأقدم سهادة عن تلك ال س الت جاءت على ل سان ملوك بالد الرافدين اأنف س هم فقد اأظهرت كتاباتهم امل سمارية تلك احلقيقة من حديثهم املتكرر عن سفن ماجان التي كانت ت س ل من ماجان اإىل م دن سومر واأكاد حم مر لة بكميات كبرية من الب سائع املختلفة القادمة من بالد ال سند»ملوخا«وفيها: الذه ب والف سة والعاج اإ سافة اإىل سلع ما جان اأي اإن موانئ ماجان اإىل جانب ت سديرها لل سلع املحلية كانت مراكز جتارية لتجميع ال سلع ال رشقية القادمة من بالد ال سند لتقوم باإعادة توزيعها وت سويقها يف ا أال سواق االإقليمية وا أال سواق البعيدة التي ت سيق أاو تت سع و فق جهود بح ارة ماجان. ن ق س اآخ ر يعود اإىل ال سنة الرابعة من حكم اآمار سني ) ق.م( يتعلق مببعوث حاكم ماجان ي دع ى»ويدوم«الذي قد م اإىل بالط ملك أاور يحمل ب سائع مبنا سبة مهرجان أاكيتو يف سهر البذار ]بوت س 256[ 252 هذه الوثيقة ت سمح لنا با ستنتاج اأن احلاكم املحلير الإحدى م دن ماجان كان له من ال سلطة ال سيا سية امل ستقلة ما ي سمح مببعوثه بامل ساركة يف الطقو س الدينية ملدينة اأور يف االألف الثالث ق.م. اأ سارت الن سو س امل سمارية اأي سا اإىل مواد اال سترياد والت سدير فمقابل الفخار واالأثواب وال سوف واالأوزان وعقود اخلرز واالأختام والذه ب والف سة والعاج واالآنية العاجية واالأخ ساب واحلبوب واجللود ] ]Hansman,,1973 يح سل العراقيون من ماجان على سبائك النحا س والذه ب وحجر الديوريت واالأحجار الكرمية واأ سناف من الق سب واألواح اخل سب والتمور واللوؤلوؤ»عيون ال سمك«والتمور والب سل والزيوت امل عط رة ]1954,159.]Oppenheim: - ا سمحالل ميناء اأم النار والتغريات ال سيا سية يف منطقة اخلليج العربي واكب بزوغ االألف الثاين قبل امليالد تغري ات سيا سية بارزة يف منطقة اخلليج كان لها انعكا سات خطرية 10

13 موانئ ماجان واملالحة يف اخلليج العربي يف الن سف الثاين من االألف الثالث ق.م ) ق.م( على موانئ ماجان فقد تاألقت دملون مركزا جتاريا هاما عندما اأ سبحت الو سيط التجارير بني موانئ ع مان واملراكز التجارية يف بالد الرافدين ومل ي ع د جت ار ع مان- يف هذه املرحلة- يت سلون مب دن بالد الرافدين مبا رشة كما كانوا يقومون بذلك يف ال سابق بل ا سطروا اإىل التوا سل مع دول بالد الرافدين عرب و سيط جتاري جديد هو»دملون«. ويرى بع س الباحثني اأن ازدهار»دملون«جاء على ح ساب موانئ ماجان اإذ قلر ت اإمكانية حتكم جتار ماجان فيما ي جنونه من املنافع واملكا سب وبذلك اأ سبحت دملون اأهمر رشكاء ماجان التجاريني وتركزت التبادالت الثقافية بني هذين البلد ين بدرجة اأكرب مما كانت عليه بني ماجان و سومر يف املا سي. ويبدو اأن امليزات اجلغرافية لدملون من ناحية املوقع القريب من بالد الرافدين اأو مدى مالء مة موانئها لل سفن التي ت بح ر جنوبا و سماال - كانت من االأ سباب الطبيعية اأما ا أال سباب ال سيا سية فتكمن يف اال سطرابات التي سهدت ها مدينة اأور لعزل امللك»اإيبي سني«ويبدو اأن تلك االأحداث ال سيا سية تركت فراغا اإداريا موؤقتا اأث ر يف ال سيطرة على مالحة اخلليج رشعان ما مالأته دملون ووجد جتار النحا س يف اأور- يف ال سنوات االأخرية - اأن من االأف سل لهم اإقامة حمطة جتارية هناك وحانت فر ستهم للتعاون مع اأهل دملون من اأجل ال سيطرة على التجارة وا ستمرر ا ستخراج النحا س يف ماجان وت سديره اإىل بالد الرافدين عرب دملون على الرغم من تلك امل ستجد ات ]فاين: 28[ س ج لت اأحداث هذه الفرتة على لوحات واكت سفت يف بالد الرافدين وهي توؤكد نقل ال سلع امل نتج ة من ماجان عرب دملون اإىل اأور يف الفرتة ) ق.م( اأي يف ع رش ملوك دولة الر سا ومل ي ع د جت ار ماجان يقطعون الطريق كلها اإىل موانئ م دن جنوب بالد الرافدين لعقد ال سفقات بل اأ سبحوا يكتفون بالقيام بزيارات متكر رة اإىل موانئ ال سفن يف دملون ]فاين: 37[ تاأكيداأ لتلك امل عطيات النق سية ع رث على آاثار حمطات جتار دملون بني دملون وماجان وهذه املحطات اأكدت بالدليل املادي وجود طريق مالحي مبا رش سلكته سفن دملون اأواخر االألف الثاين قبل امليالد. لقد جرى امل سح االأثري على جزر اأبو ظبي و ساحلها بني غاغة وبلغيلم ومت م سح معظم اجلزر الكربى ب سورة مكثفة وم سح ال رشيط ال ساحلي بني بلدت ي مرفاأ املقابلة جلزيرة مروح واحلمرة التي على ب ع د حوايل 30 كم رشق راأ س جبل الظنة املقابل ل سري بني يا س والوا سح اأن تلك املواقع متتد على سكل سل سلة بني ق ط ر وتل اأبرق اأغلب ها م وزر ع توزيعا منتظما على امتداد اأقرب اجلزر اإىل ال ساطئ وحتتوي جميعها -ماعدا غنا سة- على خزفي ات من حقبة دملون املبكرة. واحتوت تلك املواقع على عدد من املواقد التي رمبا ا ستخدمها املالحون للطهي ومتتاز تلك اجلزر باأنها حم مي ة واآم نة وميكن اإ سافة عامل اآخ ر هو وجود املاء واالأخ ساب فيها ]كارتر:.] إان اختيار مواقع هذه املحطات مل يكن ج زافا فهناك تف سريات ت رج ح اأن تلك املواقع ما هي اإال حمطات للنقل البحري يف الع رش الربونزي بني دملون وموقع تل اأبرق الرئي س ورمبا كان املالحون يتوقفون فيها وه م يف طريقهم اإىل مواقع يف سبه القارة الهندية للتزو د باملاء واملوؤن اأوالتوقف فيها حني تكون االأحوال اجلوية سيئة اأو الرياح غري منا س بة لالإبحار ]كارتر: [. ي ع د ظهور هذه املواقع م تزامنا مع بزوغ دملون قوة م الحية جتارية ع ظم ى نهاية االألف الثالث قبل امليالد. واأ سارت الن سو س املكتوبة التي تعود اإىل فرتة حكم امللك رمي سني ) ق.م( اإىل كميات النحا س ال سخمة التي كان ا سترياد معظم ها يتم عن طريق أاحد كبار التجار واملالحني يف مدينة اأور وا سم ه 11

14 اأ سمهان سعيد اجلرو «أايا نا رش«كان يعمل وكيال لل سلطات املحلية وامل ستثمرين ا أالهليني ال سترياد النحا س من دملون ]كارتر: [ ويبدو اأن النحا س ياأتي من ماجان اإىل دملون وقد حتد ثت تلك امل سادرعن كميات كبرية من سادرات النحا س ي سل مقدارها 1300 مينا من النحا س يف سكل سبائك. - هل حل تل اأبرق حمح ل ميناء اأم النار املوقع االأثري»تل أابرق«على ب عد 80 كم من تر سبات الديوريت يف املنطقة الداخلية باإمارة الفجرية املعا رشة وكان تل اأبرق- على خالف اأم النار- موقعا على الياب سة الرئي سة ا ستغل بيئات متنوعة فيها اأ سجار القرم ال ساحلية وبع س االأرا سي الزراعية اأي: كان يف موقع بيئي منا سب اأكرث من اأم النار ومن الوا سح اأن تل أابرق كان ي زاو ل التجارة الد ولية وبخا سة مع بالد الرافدين. وميكن افرتا س اأن املوقع كان قائما عند نقطة ت ف سي اإليها امل سارات امل تاخمة ل سفوح اجلبال بعد رحلة ق سرية عرب ال سحراء اأو امل سارات التي تتبع الوديان ال سهلة قليال التي تعربهذه اجلبال اإىل املحيط الهندي عند خط العر س نف سه ]كلوزيو:.] اأ سهر االآثار يف تل اأبرق م ستوطنة وقبور من منط اأم النار ويبدومن امل عطيات االأثرية اأن تل اأبرق ا ستوط ن حوايل )2300 ق.م( وبعد ذلك بقليل اأي قبل انهياراأم النار بفرتة وجيزة ويبدو اأن اأم النار وتل اأبرق ارتبطا بالداخل بنمط احلياة االجتماعية واالقت سادية نف س ها التي ربط ت بني راأ س احلد و راأ س اجلنز. ورمبا كان هناك بع س االختالفات فال يبدو اأن اأم النار وتل اأبرق - بخالف املواقع ال ساحلية جل ع الن- كانتا ت ست وطنان على اأ سا س مو سمي ف سيد االأ سماك واملالحة يف اخلليج كانا مم كن ني يف جميع اأوقات العام مع افرتا س اأن بع س الف سول هو االأف سل. 3- موانئ ماجان على بحر العرب يف الوقت الذي تنتع س وتخبو موانئ ماجان على اخلليج العربي- جند موانئها على بحر العرب تعي س ازدهارا جتاريا كبريا ومتوا سال فقد ظلت تلك املوانئ على عالقة وثيقة مع اإقليم وادي ال سند»ملوخا«الذي كان اإقليما زراعيا يف سبه القارة الهندية با إال سافة اإىل غرب اإيران وبلوخ ستان كما تطو رت الزراعة يف اجلنوب يف اإقليم دك ا Decca واإقليم املنطقة الو سطى سمال دكا واإقليم الكنج Allchin:[,1968[ 266 منذ ا أاللف الثالث ق.م. وهناك دالئل اأثرية ع رث عليها يف مقابر تعود إاىل تلك البقاع توؤكد أان سكان ماجان ظلوا عهودا طويلة على سالت ال تنقطع مع جتارة ذلك االإقليم ]1982.]Tosi: لقد ازدهرت تلك ال سالت البحرية ب سبب القرب اجلغرايف بني تلك املراكز احل سارية و سهولة االنتقال البحري وم ساعدة هبوب الرياح املو سمية على ت سيري الرحالت التجارية املنتظمة بينها وحاجة كل من بالد الرافدين وال سند وع مان اإىل سلع بع سها لبع س.]Casper:1965[ - ميناء راأ س احلد: ي سكل راأ س احلد مبنطقة جعالن ميناء رئي سا يف الن سف الثاين من االألف الثالث ق.م منخرطا بالكامل يف التجارة اخلارجية. لقد اأ تيحت لهذا امليناء جملة من املقو مات الطبيعية منها: وقوعه حول بحرية خور احلجر ومتتعه بحماية جيدة ما ي سمح للمراكب بالر سو ب سالم وبانتظار التيارات الغربية والرياح املو سمية يف سهر اإبريل حني ت بح ر فيه ال سفن وتعود يف أاكتوبر وهذا الوقت منا سب لالإبحار اإىل اجلنوب نحو ظفار وجنوب 12

15 موانئ ماجان واملالحة يف اخلليج العربي يف الن سف الثاين من االألف الثالث ق.م ) ق.م( اجلزيرة العربية ]كلوزيو: 138[ يبدو أان هذا امليناء قد ازدهر بف سل سبكة املالحة البحرية فانت رشت ال سفن التي ا ستغلت بنقل النا س والتجارة. وقد قدمت لنا املعطيات االأث رية املكت س فة يف م ستوطنة راأ س احلد معلومات قي مة عن اال ستيطان املبكر فاملوقع ا ستغلته بالكامل جماعات الع رش الربونزي املبكر )3000 ق.م( اأي قبل بداية التجارة مع ح سارة وادي ال سند بفرتة طويلة. ك سفت التنقيبات عن آاثار مل ستوطنة ت سغل م ساحة وا سعة لها ارتباط مبا رش بن ساطات امليناء فقد عرث يف املوقع ذاته على عدد جملة من املقتنيات االأثرية منها املحلي ومنها امل ستور د ومن جملة تلك االآثار كمية كبرية من ق ط ع الفخار ومقتنيات اأثرية معدنية متنوعة ك سفت طبيعة احلياة االجتماعية واالأن سطة االقت سادية التي مار سها سكان راأ س احلد منها ما هو مرتبط بالبحر كالتجارة واملالحة البحرية و سيد االأ سماك وا أالعمال احلرفية والزراعة الب سيطة التي مار سها ال سكان يف الواحات الكبرية القريبة بوادي البطحاء على ب عد كم جنوب امل ستوطنة بجانب ممار ستهم حرفة سيد االأ سماك. تلك ال سورة احلي ة للن ساط التجاري وللحياة االجتماعية اأظه رت ما و سل اإليه امليناء من رخاء كبري ولت سهيل ربط امليناء بالظهري وجدت طرق بر ية سالكة. - م ستوطنة راأ س اجلنز وعالقتها مبيناء راأ س احلد: م ستوطنة راأ س اجلنز االأثرية على ب عد 170 كم جنوب م سقط وعلى ب عد 10 كم جنوب راأ س احلد. وحتظى مبوقع متميز فهو ي طل من اجلانب ال رشقي على بحر العرب يف املنطقة الفا سلة بينه وبني خليج ع مان وعلى الرغم من وفرة االآثار االأجنبية يف هذا املوقع اإال اأن االتفاق بني علماء االآثار اأن هذا املوقع مل يكن ميناء بقد ر ما كان م ستوطنة مهمة ل سيد االأ سماك ]كلوزيو: 138[ وع رث يف راأ س اجلنز على آاثار م ستوطنة وا سعة حتتوي على وحدات سكنية ومقابر ذات منط هند سي فريد ي ظه ر ذلك البناء سورة املجتمع يف ر أا س اجلنز واحتوت املنازل على مقتنيات اأثرية متنوعة منها: أالواح خ سبية من القار يعود تاريخها اإىل ) ق.م( واأثبتت التحاليل الكيميائية اأن مادة القار كانت ت ستخدم لطالء القوارب التي كانت ت سنع من ح ز م الق سب أاو سد الفراغات فيها وعرث يف تلك الغرف على قطع من جرار فخارية كبرية عليها بقايا مادة القار وثبت اأن القار كان يخزن مبعدل 60 لرتا تقريبا يف كل جر ة. وثبت بالتحليل البرتوغرايف والكيميائي للمادة الفخارية اأن هذه اجلرار ا ستوردت من بالد الرافدين ]747 Tosi:1994, ]Cleuzi and وع رث اأي سا على عدد من الق طع االأثرية حتمل تاأثري بالد ال سند منها: ثالثة اأختام نحا سية مرب عة ال سكل يعود تاريخها اإىل منت سف االألف الثالث قبل امليالد ]ال سفدي: [ وجمموعة من االأوزان ووحدات القيا س الهندية وم سط من العاج. تلك املعطيات توؤكد اأن سكان راأ س اجلنز ساهموا م ساهمة فع الة يف سبكة التبادل التجاري الدويل ونعموا برثاء كبري وع رث على مبان كبرية واآثار ور سة بناء و سيانة مراكب ماجان وعدد من االأختام اإىل جانب ك م كبري من ا آالثار امل ستور دة فاإذا اأيدنا الراأي القائل اإن ر أا س اجلنز لي س سوى م ستوطنة لل سيادين فكيف ن رب ر الرثاء الذي نعمت به امل ستوطنة فاإن مل يتمر االت سال الد ويل عرب املوقع ذاته فقد متر حتما عرب ميناء راأ س احلد. توافرت االأدلة التي جت س د ال س الت التجارية املبا رشة بني سكان ماجان ومراكز احل سارة يف بالد الرافدين 13

16 اأ سمهان سعيد اجلرو وال سند - باكت ساف م ستوطنة راأ س اجلنز وموقع راأ س احلد وال سويح يف املنطقة ال رشقية من سلطنة ع مان وتلك احلقائق املادية تتوافق مع ما جاء يف الن سو س االأكادية ومرحلة اأ رشة اأور الثالثة من بالد ما بني النهرين التي تذكر بناء قوارب جمان واأ سفارها وربطت القوارب البحرية ع مان ب سبه اجلزيرة الهندية و رشق اجلزيرة العربية وبالد سومر يف مراحل فجر االأ رش ات )2500 ق.م( لت سمل الع رش الربونزي القدمي كله ]زارن س: 77[ وبدا جليا اأن جتار ماجان ارتادوا البحار وخمروا ع باب املحيطات يف تنقلهم بني مراكز احل سارة العاملية يف فرتة االألف الثالث قبل امليالد ]1982.]Toosi: 4- سفن ماجان والدلئل النق سية والأثرية ال ميكن احلديث عن االزدهار الكبري للمالحة البحرية يف اخلليج العربي واملحيط الهندي يف الن سف الثاين من االألف الثالث ق.م دون التطرق اإىل و سيلة النقل البحري. لقد حتد ثت الكتابات امل سمارية باإعجاب عن سفن ماجان فما املق سود ب» سفينة ماجان«تردد ذ ك ر سفن ماجان امل سنوعة من الق سب اأو»البو س«التي كانت تربط ماجان ب سبه اجلزيرة الهندية ودملون وبالد سومر واأك اد يف الن سف الثاين من االألف الثالث ق.م وال سلع التي كانت تنقلها ذهابا واإيابا.]Cleuziou and Tosi:2000[ وامل ثري أان تلك الن سو س ت سمنت اأي سا اإ سارة وا سحة وجديرة بالت أامل والدرا سة عن ب ن ائي سفن ماجان جاءت يف نق س للملك اآمار سني اأحد ملوك اأور ) ق.م( فاإىل جانب حديثه عن التجارة مع ملك جمان جنده يذكر توزيعه للخبز على جماعة من بن ائي سفن ماجان ]بوت س: 252[ 2003 مما ال سك فيه اأن سناعة ال سفن من اأعقد الب ن ى الهند سية التي ينتجها اأي جمتمع فاأي نوع من مراكب الق سب القدمية كان ي ستطيع سقر عباب البحر بعيدا عن ال سواحل لقد قد مت لنا الدالئل االأثرية املكت س فة يف سلطنة ع مان ودولة االإمارات العربية املتحدة اإجابة لهذا اال ستف سار فعندما قامت البعثات االأثرية ب أاعمال التنقيب االأثري يف ر أا س اجلنز عرثت على دالئل مادية توؤكد حقيقة قيام سكان ماجان ب سناعة قوارب البو س فقد احتوت غرف عدد من البيوت الطينية على أالواح قارب من مراكب الق سب وكتل من القار كانت ت ستخدم لطالء القوارب التي كانت ت سنع من ح ز م الق سب و س د الفراغات فيها وظهرت على بع س قطع القار آاثار طبعات حزم الق سب والق س واحل سري واحلبال والعوالق البحرية ]747 Tosi:1994, ]Cleuziou and ويبدو من تلك املعطيات االأثرية اأن العمانيني القدماء اأقاموا يف موقع راأ س اجلنز ور سة ل سناعة سفن جمان ويف اأم النار عرث على ق طع من احل سري امل غطى بالقار بع سها حتمل طبعات خ سب عرث عليها يف بيت للب ساعة ] ]Frifelt:,1995 ات سح بعد الدرا سة اأن املواد ال رشورية ل سناعة ال سفن يف ع رش جمان كانت تتاألف من موارد طبيعية متوافرة يف البيئة ذاتها كالق سب وجلود احليوانات واخل سب والقار وزيوت االأ سماك أاو الثدييات البحرية و سوف الغنم و س ع ر املعز وقواقع البحر وال سعاب املرجانية فعند حتزمي الق س ب مي ك ن ا ستخدامه على سكل األواح اأو اأ ط ر جل سم املركب وب سحقه اإىل أالياف ت ستخدم حباال وبتقطيعه اإىل رشائط ت ن سج ح سائر ك ساء جل سم املركب وحماية للبح ارة والب سائع ول سنع االأ رشعة اأي سا ورمبا ا ستخد مت احلقائب امل سنوعة من الق س ب املن سوج اأوعية لنقل الب سائع 756[ Tosi:1994,.]Cleuziou and 14

17 موانئ ماجان واملالحة يف اخلليج العربي يف الن سف الثاين من االألف الثالث ق.م ) ق.م( ت سري االكت سافات اجلديدة اإىل اأن س ن اع املراكب القدماء يف ماجان كانوا اأبرع مما نعتقد فت سميم املركب امل سنوع من الق سب وبناوؤه يدالن على دراية وا سعة ودقيقة بالهند سة واإلهاما يف حل امل سكالت املختلفة. وتتطلب هذه املواد الب سيطة فهما وا سعا وبراعة يف اال ستخدام فا ستعمال احل سرية املن سوجة واملربوطة يقو ي ن سيج بهيكل املركب مع تغطيتها بالقار كانت فكرة ملهمة فالقار لي س مادة عازلة للماء فقط ولكنه احل سرية اأي سا م نتج ا مادة بال ستيكية مقواة با أاللياف وقد قل لت اإ سافة احل سري اإىل ال سطح اخلارجي جل سم املركب مرونة هذا اجل سم وثب تت تقوية احل سرية - باإ سافة القار- الهيكل وقللت االلتواء واالنثناء فيه. تلك املعطيات كلها سج عت علماء الهند سة البحرية على اإعادة ت سكيل سورة سحيحة ل سفينة ماجان امل ستخدمة يف االألف الثالث قبل امليالد وقد عك ست اأختام دملون منوذج مركب البو س الذي يبدو هيكله مقو سا حادر املقد مة واملوؤخ رة و ساريه طويل وعلى راأ س املوؤخ رة متثال يبدو اأنه لطائر وعلى راأ س املقدمة متثال اآخ ر مل ا ي سبه احليوان وي حتم ل اأن يكونا سعارين اأو عالمتني ي عر ف بهما املركب ومالكه اأو طرازه ] سهاب:.] سناعة ال سفن من اأعقد الب ن ى الهند سية التي اأنتجتها العقلية الع مانية منذ االألف الثالث ق.م وال سوؤال الذي يربزهو: اأي نوع من مراكب الق سب القدمية كان ي ستطيع اأن ي سق عباب البحر بعيدا عن ال سواحل اأ سارت كتابات ملوك بالد الرافدين اإىل بن ائي سفن جمان واأكدت لنا املعطيات االأثرية املكت سفة يف راأ س اجلنز باملنطقة ال رشقية من عمان اأن س ن اع املراكب - سفن جمان- القدماء كانوا اأبرع مما نعتقد فت سميم املركب امل سنوع من الق سب وبناوؤه يدل على دراية وا سعة ودقيقة بالهند سة واإلهاما يف حل امل سكالت املختلفة. ال سكل 2: تو سيح بناء افرتا سي لهيكل مركب» سفينة ماجان«من الق سب ]توم فو سمر 155[

18 اأ سمهان سعيد اجلرو ال سكل 3: ر سم تو سيحي ملركب» سفينة جمان«من الق سب ي بنى يف و سع مقلوب ]توم فو سمر 155[ يبدو- من تلك املعطيات االأثرية و النق سية- اأن املالحة يف ماجان يف االألف الثالث ق.م رافقها تقدم وا سع يف سناعة ال سفن التي مل ت سن ع لتفي بحاجة سعب ماجان فقط بل غد ت يف القرن االأول امليالدي سلعة ت سدر ر اإىل عدد من املراكز احل سارية. وتاأكيدا ملا جاء يف الكتابات امل سمارية جند موؤلف تقرير»الطواف حول البحر االإرتريي«الذي يعود تاأريخه اإىل القرن ا أالول امليالدي يتحدث عن ع مان التي ت سنع نوعا من ال سفن ت سمى»املدرر عة«و أانها كانت ت ستورد دعائم و أالواح ال سفن من بريجازا يف الهند وقد سدر رت ع مان ال سفن املحلية امل خيطة اإىل اليمن القدمي يف تلك الفرتة ]36 ch,.]the Periplus, ال سكل 4: ختم اكت سف يف موقع تل اأبرق نحت عليه منوذج ل سفينة رشاعية تعود لع رش ماجان [ 82: ]Potts

19 موانئ ماجان واملالحة يف اخلليج العربي يف الن سف الثاين من االألف الثالث ق.م ) ق.م( خامتة: اأظهرت الدرا سة اأن هناك ارتباطا قويا بني البيئة اجلغرافية واالقت سادية املميزة للخليج العربي ون سوء وتطو ر املراكز احل سارية املرتبطة به منذ فجر التاريخ واأن تلك البيئة ساهمت ب سكل فعال يف اإيجاد سالت جتارية وح سارية بني بالد الرافدين ودملون وماجان وبالد ال سند وكان لها د ور فع ال يف التجارة الدولية. اإن املقو مات والرثوات الطبيعية التي حظي بها اخلليج العربي بعام ة وماجان بخا س ة جعلت ملوك سومر واأكاد يبذلون كل ما يف و سعهم لفر س الهيمنة الع سكرية عليه وعلى مراكزه احل سارية فعندما يرون يف أانف سهم القوة واجلربوت ي ع د ون الع دة ل سن الهجوم تلو االآخ ر الإخ ساع ماجان ل سلطتهم و سطوتهم وعلى الرغم من تلك التحديات الع سكرية جند ماجان ت سق طريق ها وتن سئ ا ستقالال اقت ساديا لنف سها فال يتمك ن امل عتدي من جتريدها منها حتى يف اأحلك الظروف. لقد ا ستجاب سكان ماجان ملقت سيات جغرافية بالدهم ففتحت اخلربة العالية التي اكت سبوها يف سوؤون املالحة وبناء ال سفن الباب وا سعا اأمامهم لل سيادة على التجارة ال رشقية والو سول اإىل م سادرها يف ال رشق ا أالق سى وكانت هذه اخلربة باملالحة هي املفتاح الذي هي اأ لهم االنطالق الوا سع يف كل اأرجاء املحيط الهندي ك سفا عن املجهول دون اأن ي سعروا بالرهبة اأو الوج ل بعد اأن تغلبوا على ال سعاب بجدارة وا ستحقاق ف سجلوا منذ االألف الثالث ق.م اأروع سفحاتهم يف ميدان ال سيادة البحرية واخلربة العالية يف سوؤون البحار. لقد مر ت موانئ ماجان يف هذه احلقبة الزمنية- مبراحل منو وازدهار حينا وتدهور وا سمحالل حينا اآخر تبعا لالأو ساع ال سيا سية التي تعي سها املنطقة ففي فرتة الهدوء وال سالم يعظ م د ورها فاإىل جانب ت سديرها لل سلع املحلية كانت ت ستقبل ال سلع ال رشقية من بالد ال سند لتقوم باإعادة توزيعها وت سويقها يف االأ سواق االإقليمية اأو االأ سواق البعيدة التي ت سيق اأو تت سع و ف ق جهود البح ارة. اإن امل عطيات االأث رية امل كت س فة يف موانئ ماجان ت سري بو سوح اإىل الرثاء الذي نعمت به بف سل انخراطها يف التجارة الد ولية فغ د ت واج هة اأمامية تظهر تطو ر الدولة وازدهارها وبف سلها حظي ت ماجان ب س هرة عاملية م نقط عة النظري. الهوام س:. 1 العبيد: موقع اأثري يبعد 10 كم غرب مدينة اأور يف حمافظة ذي قار وتعود خملفاته االأثرية اإىل حوايل االألف الرابع ق.م.. 2 جمدة ن رش: ن سبة اإىل موقع أاثري يقال له: تل ن رش يبعد 25 كم سمال رشقي مدينة كي س ع رف هذا املوقع بتطور املقو مات والعنا رش احل سارية لالأدوارال سابقة يف بالد الرافدين. ]باقر: 1973 م [.. 3 اأور: ت سم ى االآن "مغري": تقع على ال سفة الغربية للفرات يف الع سور القدمية كانت اأور مدينة كبرية ومركزا لتجميع الب سائع وال س ل ع االأجنبية يف اأ سواقها وكانت تربطها مباجان عالقة جتارية وا سعة. ت عر ف هذه االأ سطورة اأي سا با سم اأ سطورة الفردو س وقد ن رش ها العامل : Langdon, S., Sumerian Epics of Paradise, the Flood and the Fall of Nan, ] PBS. 10, PI. 1, 1915[.. 4 حتت سن جزيرة اأم النار حاليا مقر موؤ س سة تكرير النفط الرئي سة يف دولة االإمارات العربية املتحدة.. 5 هاربان: Harappan ح سارة قامت يف وادي ال سند يف الفرتة املمتدة من ( ق.م ( وقد دل ت التنقيبات االأثرية فيها اإىل وجود اآثار لتبادل جتاري بينها وبني منطقة اخلليج العربي. 17

20 امل سادر واملراجع: اأبو العال حممود )1985(»موانئ سلطنة عمان والتنمية قدميا وحديثا «الندوة العلمية للموانئ والتنمية يف دول اخلليج العربية املنعقدة يف الفرتة ( /1985/4( درا سات اجلزيرة واخلليج الكويت. البدر سليمان سعدون )1976(»منطقة اخلليج العربي خالل االألفني الثاين واالأول قبل امليالد«درا سات يف تاريخ ال رشق االأدنى القدمي مطبعة حكومة الكويت. توم فو سمر وبيرت فرميانتل )2003(»بناء مراكب الق سب يف الع رش الربونزي املبكر يف بحر العرب«اآثار االإمارات العربية املتحدة بحوث املوؤمتر الدويل االأول آالثار االإمارات العربية املتحدة حترير: دانيال بوت س وح سن النابودة وبيرت هيلري نادي تراث االإمارات وترايد نت بري س س: اجلرو اأ سمهان سعيد م سادر تاريخ عمان القدمي درا سة حتليلية وزارة الرتاث والثقافة - م سقط )2006(. راي س مايكل»االآثار يف اخلليج العربي ق.م«ترجمة: سالح حممد علي و سامي ال ساهد مراجعة اأحمد ال سقاف ونا رش العبودي املجمع الثقايف- اأبوظبي )2002(. زارن س يور س «اأر س اللبان«درا سة ميدانية أاثرية يف حمافظة ظفار ب سلطنة ع مان»م رشوع اللجنة الوطنية لالإ رشاف على م سح االآثار يف ال سلطنة وزارة االإعالم«) ( حتريروترجمة: معاوية اإبراهيم وعلي التيجاين املاحي من سورات جامعة ال سلطان قابو س سل سلة علوم االآثار والرتاث الثقايف املجلد االأول - سلطنة ع مان )2001(. سهاب ح سن سالح «من تاريخ بحرية عمان التقليدية«ط 1 وزارة الرتاث القومي والثقافة - سلطنة ع مان )2001(. ال سفدي ه سام )1979(»درا سة مقارنة الأختام اخلليج العربي«املنهل املجلد 40- اململكة العربية ال سعودية )1979(. غواليف»املدن االأوىل«دار التقدم مو سكو )1989(. فاين بيرت «تراث عمان«دار امييل للن رش- لندن )1990(. فوزي ر سيد»ال رشائع العراقية«- بغداد )1987(. فو سمر توم و فرميانتل بريث»بناء مراكب الق سب يف الع رش الربونزي املبكر يف بحر العرب اآثار االإمارات العربية املتحدة«بحوث املوؤمتر الدويل االأول آالثار االإمارات العربية املتحدة حترير: دانيال بوت س وح سن النابودة وبيرت هيلري )2003( نادي تراث االإمارات - االإمارات العربية املتحدة س: كارتر روبرت )2003(»تتبع جتارة الع رش الربونزي يف اخلليج العربي: دالئل على حمطات جتارة دملون بني البحرين واالإمارات ال سمالية«بحوث املوؤمتر الدويل االأول آالثار االإمارات العربية املتحدة )2003( نادي تراث االإمارات - االإمارات العربية املتحدة ترايد نت بر س س: كلوزيو سريج»جتارة الع رش الربونزي املبكر يف اخلليج وبحر العرب: املجتمع وراء املراكب آاثار االإمارات العربية املتحدة«بحوث املوؤمتر الدويل االأول الآثار االإمارات العربية املتحدة حترير: دانيال بوت س وح سن النابودة وبيرت هيلري )2003( نادي تراث االإمارات - االإمارات العربية املتحدة س: مراجع باللغة الإجنليزية: اأ سمهان سعيد اجلرو 1- Caspres, E. P. (1972), Harappan Trade in the Arabian Gulf in the Third Millennium B.C, Proceedings of the 6 th Seminar for Arabian Studies, London. 2- Cleuziou, S. (1992), Oman Peninsula and the Indus Civilization: A reassessment.man and Environment17/2:pp Cleuziou, S. and Tosi (1994), Black Boats of Magan: Some Thoughts on Bronze Age Water Transport in Oman and Beyond from the Impressed Bitumen Slabs of Ra s al- Junayz, in: A. Parpola and P. Koskikallio eds. South Asian Archaeology vol. II. Helsinki: Suomalainen Tiedeakatemia, pp Cleuziou, S. and Tosi, M. (2000) Ra s al-jinz and the Prehistoric Coastal Cultures of the 18

21 موانئ ماجان واملالحة يف اخلليج العربي يف الن سف الثاين من االألف الثالث ق.م ) ق.م( Ja alan Journal of Oman Studies, Vol. 11, PP During, Caspers. E.C.L. (1971), New archaeological Evidence for Maritime trade in the Persian Gulf during the late Protoliterate Period. E.W 21: pp Edens, C. (1992), Dynamics of trade in the ancient Mesopotamian World System, American Anthropologist 94: pp Frifelt, K.,( 1975), A possible link between the Jemdat Naser and the Umm An-Nar Graves of Oman, The Journal of Oman Studies, vol. 1, pp Frifelt, K., (1968), Archaeological Investigations in the Oman Peninsula, Kuml, pp Frifelt, K., (1995), The Island of Umm A-Nar, The Third Millennium Settlement. Arhus: Jysk Arkaeologisk Selskab. 10- Jartiz, K., (1970), Tilmun - Makan Meluhha, JNES, 27, 1968, p Hansman, J., (1973), A Periplus of Magan and Meluhha, BSOAS, 36, (1973), pp Kramer, (1970), The Sumerian, Lodon. 13- Leemans, W.F., (1960) Foreign Trade in Old Babylonian Period, Leiden, Brill. 14- Mery, S. (no date), Ceramics and patterns of exchanges across the Arabian sea and the Persian gulf in the early bronze age Colloquium, pp Oates, J; Davidson, T.; Kamilli, D. and Mckerrel, H. (1977), Seafaring Merchants of Ur, Antiquity 203, pp Oppenheim, L., Seafaring Merchant of Ur, JOAS, 74, 1954, p Peake, H., (1928) The copper mountain of Magan, Antiquity, vol, 2, no. 8, pp Potts, D. (1978), Towards an Integrated history of culture change in the Arabian Gulf Area: notes on Dilmun, Makkan and the economy of ancient Sumer Journal of Oman Studies, Vol. 4. pp Potts, D. (1990), The Arabian Gulf in Antiquity, vol. 1, Oxford, Clarendon Press. 20- Potts, D. (1993), Rethinking some aspects of trade in the Arabians Gulf, World Archaeology 24: pp Potts, D. (1994), Contributions to the Agrarian History of Eastern Arabia. 1. Implement and Cultivation Techniques, Arabian Archaeology and Epigraphy 5: pp Potts. T. F. (1994), Mesopotamia and the East, Oxford: Oxford University Committee on Archaeology Monograph Ratnagar, S. (2001), The Bronze Age, unique instance of a pre-industrial world system, Current Anthropology 42: pp Rao, S. R. (1986), Trade and culture contacts between Bahrain and India in the third and second millennium B.C. (in) Al-Khalifa Haya and Michael Rice. Bahrain through 19

22 اأ سمهان سعيد اجلرو the Ages, pp Speece, M. (1984), The role of Eastern Arabia in the Arabian Gulf trade of the third and second millennium. P.I.A. vol. II, King Saud University, Riyadh, pp The Periplus of the Erythraean Sea by an unknown author, With some Extracts from Agatharkhides On the Erythaean Sea Translated and edited by Huntingford, G.W. B, London, Tosi, M. (1982), A possible Harappan seaport in eastern Arabia Ras Al-Junayz in the sultanate of Oman, paper delivered at the first International Conference on Pakistan Archaeology, Peshawar, March 1-4,

23 اخلطوط اجلوية الإمرباطورية واملطار بال سارقة ) ( نيقول س ستانلي- براي س قررت احلكومة الربيطانية عام )1931( حتويل طريق اخلطوط اجلوية االإمرباطورية املتجهة اإىل الهند من ال ساحل ال رشقي اإىل ال ساحل الغربي للخليج ب سبب عالقاتها املتوترة مع اإيران. واأقيم مطار وا سرتاحة جماورة له خارج مدينة ال سارقة خلدمة رحالت اخلطوط اجلوية االإمرباطورية والقوات اجلوية امللكية وفق اتفاقية اإيجار مت التو سل اإليها مع حاكم ال سارقة بعد مفاو سات مطولة. كان ت سميم ا سرتاحة ال سارقة على غرار قلعة آابار رطبة يف العراق فهي قلعة ي سهل الدفاع عنها اإذا تعر ست للهجوم. وثمة سجالت ر سمية توثق عملية ت سييد اال سرتاحة وتعززها ن رشة اخلطوط اجلوية االإمرباطورية و سور التقطها املهند س الذي اأ رشف على تنفيذ امل رشوع وهو النقيب كينيث ماكاي من سالح الهند سة امللكي. وبداأ امل سافرون ي ستخدمون اال سرتاحة منذ اإبريل )1933(. لقد كان للتوقف ليلة بال سارقة لرحالت اخلطوط اجلوية االإمرباطورية املتجهة اإىل الهند اآثار حملية واإقليمية من حيث ت سهيل ال سفر ونقل الب سائع ومنها اللوؤلوؤ والربيد حول اخلليج واإىل الهند. وكان بدء ا ستخدام االت سال الال سلكي عالمة هامة اأخرى. اأدى العقد الذي وقعته اخلطوط اجلوية االإمرباطورية وفق م رشوع الربيد اجلوي لالإمرباطورية اإىل ا ستخدام الطائرات الربمائية»الزوارق الطائرة«لنقل الربيد وامل سافرين الذين يهبطون على خور دبي )1937(. وترتب على ذلك التغيري يف ال سيا سة ح سول دبي على ن سيب اأكرب يف جمال النقل اجلوي الدويل سنوات قليلة اإ سافة اإىل تفوقها على ال سارقة كميناء ال ستقبال ال سحنات وامل سافرين بحرا. وجتدر د د ور مطار ال سارقة يف احلرب العاملية الثانية بف سل موقعه االإ سرتاتيجي يف سبه اجلزيرة العربية فلم يكن جمرد من ساأة زائدة على احلاجة على الرغم من تلك االجتاهات غري املواتية بالن سبة لل سارقة والتقدم الفني املتوا سل يف الطريان يف اأواخر حقبة ثالثينيات القرن املا سي. س ي د املطار عام )1932( خارج مدينة ال سارقة لتوتر العالقات بني احلكومتني االإيرانية والربيطانية وهي عالقات ذات اأهمية خا سة ب سبب املوقع االإ سرتاتيجي الإيران يف االت ساالت الربية والبحرية واجلوية بني بريطانيا وم ستعمراتها يف الهند. هكذا كان مطار ال سارقة و سيلة لتجنب اعتماد بريطانيا على اإيران للح سول على امتيازات وحقوق الطريان بني لندن وكرات سي. داأبت القوات اجلوية امللكية»راف«منذ ) 1921 (على ت سيري رحلة كل اأ سبوعيني لنقل الربيد جوا بني القاهرة وبغداد وقد عرفت تلك اخلدمة با سم»الربيد اجلوي ال سحراوي«ويف دي سمرب )1926( آالت تلك اخلدمة 21

24 نيقوال س ستانلي- براي س اإىل اخلطوط اجلوية االإمرباطورية التي اأ س س ت قبل ذلك بعامني لتكون»ا أالداة املختارة للحكومة الربيطانية«على اأن تندمج اخلدمة يف الرحلة االأ سبوعية اجلديدة بني لندن وبغداد. كان من املفهوم أان بو سع اخلطوط اجلوية االإمرباطورية ا ستخدام املطارات واملهابط احلالية اخلا سة بالقوات اجلوية امللكية يف ال رشق ا أالو سط ثم مد اخلدمة اإىل الهند. ومل تتمكن اخلطوط اجلوية االإمرباطورية من ا ستخدام املجال اجلوي االإيراين اإال عام )1929( ل سعوبة التفاو س مع احلكومة االإيرانية ون س االتفاق الذي كانت مدته ثالث سنوات على حق ال رشكة يف ت سغيل رحالت اأ سبوعية يف كال االجتاهني بطول ال ساحل االإيراين على اأن يكون الطريق كالتايل: بغداد الب رشة بو سهر- لنجه جا سك- جوادر- كرات سي»ال سكل 1«ويف الوقت نف سه تقوم اإيران باإن ساء ممر جوي داخلي عرب اأرا سيها ت ستخدمه اخلطوط اجلوية االإمرباطورية لدى انق ساء مدة االتفاقية احلالية. ويف عام )1931( اأ علن الطريق اجلوي الداخلي املقرتح وكان كالتايل: بغداد عمارة أا سفهان- يزد- بام- جوادر. وكما اكت سف امل سر اح الذي بعثته اخلطوط اجلوية االإمرباطورية اإىل هناك فاإن ذلك يعني اجتياز جبال تغطيها الثلوج طوال ال سنة وحتيط بها اأرا س سحراوية بال طرق وت سعب اإقامة مهابط و سيطة فيها اأو للطوارئ وهي لي ست مهير اأة لال ستخدام يف كافة اأحوال الطق س وث مة م سكلة تكتنف ا ستخدام االت ساالت الال سلكية يف اجلبال 1 لذلك كله قررت اخلطوط اجلوية االإمرباطورية ا ستئناف البحث عن طريق بديل بطول ال ساحل الغربي»العربي«للخليج وكانت قد اأوقفت البحث قبل ذلك ب سنوات قليلة. ك ل ف ت القوات اجلوية امللكية بتحديد املواقع املالئمة على طول ال سواطئ الغربية التي ميكن اأن تخدم غر سني معا : توفري مر سى اآمن للزوارق الطائرة واإمكانية اإن ساء مدرج جماور لهبوط الطائرات على االأر س. وكانت الطائرات املدنية بحاجة اإىل املزيد من التوقف الإعادة التزود بالوقود وملواق ع للهبوط اال سطراري ب سبب امل سافة بني الب رشة وكرات سي. وكانت بحاجة اإىل نقطة و سيطة للتوقف يف مكان ما م ن سبه اجلزيرة العربية لال سرتاحة يق سي فيه امل سافرون الليل الأن سيا سة ال رشكة ال ت سمح بالطريان ليال. 2 أاتاحت البحريات ال ساحلية يف سبه اجلزيرة مرا سي للزوارق الطائرة وكان لغالبية تلك البحريات م سطحات برية سا سعة جماورة ت ستطيع الطائرات ا ستخدامها. ويف نوفمرب )1931( وافقت احلكومة الربيطانية على حتويل م سار الطريان اإىل ال ساحل العربي ب سبب توتر العالقات مع احلكومة االإيرانية على الرغم من اأنه مل حت در د منطقة للتوقف الليلي حتى تلك اللحظة وبعد ف سل املفاو سات مع حكام ر أا س اخليمة ودبي - وهي اإمارات ت تيح لها ميزة مزدوجة تتمثل باخلريان اجلذابة واالإمكانيات االأر سية - ت نفر س الربيطانيون ال س ع داء - واإن موؤقتا - بعد موافقة اإيران على م د العمل باالتفاقية لفرتة ثالثة سهور اأي حتى يونيو )1932(. ولده س اجلميع واإذعانا لل سغوط حل سم امل ساألة يف اأ رشع وقت ممكن اأعلنت اخلطوط اجلوية االإمرباطورية يف مار س اأنها ب سدد ا ستخدام طائرات عادية الأ سباب اقت سادية وفنية ولي س الزوارق الطائرة التي مت االتفاق ب ساأنها قبل ذلك بعام وتقرر أان يكون موقع توقف رحالت اخلطوط اجلوية االإمرباطورية يف االإمارات املت ساحلة يف ال سارقة لقدرتها على اإتاحة االإمكانيات لهبوط واإقالع الطائرات - واإن افتقرت اإىل اإمكانية تهيئة مر سى جيد للزوارق الطائرة - ل سحالة خورها املمتلئ بالطمي. ووق ع ال سيخ سلطان بن سقر حاكم ال سارقة على اتفاقية مع اخلطوط اجلوية االإمرباطورية لذلك الغر س 3 بعد مفاو سات مطو لة وع سرية. 22

25 اتفاقية )1932( رسوطها واأحكامها اخلطوط اجلوية االإمرباطورية واملطار بال سارقة ) ( ع ق دت اتفاقية يف 1932/7/22 ل غر س حمدد هو:»اإقامة حمطة جوية يف ال سارقة«4 ومت فيها حتديد ما يلي: )اأ( ما يقدمه احلاكم. )ب( املبلغ الذي ت سدده احلكومة الربيطانية يف املقابل. )ج( ال رشوط التي ق ب لت ها احلكومة الربيطانية مقابل وجود طويل االأجل بال سارقة. وحتددت مدة االتفاقية باأحد ع رش عاما قابلة للتجديد على اأن يتم ال سداد مادامت املن ساآت قيد اال ستخدام. )اأ( وافق احلاكم على تقدمي ما يلي: - 1 اأر س للهبوط حمددة حتديدا وا سحا ت ستطيع الطائرات الهبوط عليها. - 2 ا سرتاحة للم سافرين واأطقم اخلطوط اجلوية االإمرباطورية والعاملني فيها. - 3 اال سترياد احلر للوقود وقطع الغيار دون دفع جمارك واالإمدادات لكل من امل سافرين والعاملني وكل ما يحتاجون اإليه. - 4 حماية العاملني وامل سافرين والطائرات ويت سمن ذلك تقدمي 35 حار سا واثنني من روؤ ساء احلر س. )ب( وافقت احلكومة الربيطانية على سداد ما يلي: 20 روبية سهريا لكل حار س و 40 روبية سهريا لكل رئي س للحر س روبية سهريا اإيجارا للمحطة اجلوية روبية سهريا اإيجارا لال سرتاحة روبية سهريا مكافاأة سهرية للحاكم مقابل امل سوؤولية التي حتملها. - 4 خم س روبيات ر سم هبوط كل طائرة جتارية باملحطة وا ستثنيت طائرات القوات اجلوية - 5 امللكية. تكلفة االأبواب والنوافذ واملفا سل ال سلب واحلديد باال سرتاحة. - 6 )ج( ق ب ل ت احلكومة الربيطانية ال رشوط التالية: - 1 اال سرتاحة وما فيها من اأغرا س ثابتة ملك للحاكم. - 2 تقام اال سرتاحة يف موقع تختاره احلكومة الربيطانية وت س ير د وفق خمططات ت عد باإ رشاف اأحد مهند سيها. - 3 يحق للعاملني باخلطوط اجلوية االإمرباطورية االإقامة يف اال سرتاحة وال يجوز لهم وال للم سافرين دخول مدينة ال سارقة دون اإذن احلاكم. - 4 مي نح احلاكم قرو سا وفق ما يراه املهند س امل رشف على ت سييد اال سرتاحة معقوال وال يدفع اأي اإيجار اإال بعد سداد كافة القرو س. - 5 عدم تعامل اخلطوط اجلوية االإمرباطورية وموظفيها مع احلاكم مبا رشة بل بو ساطة املعتمد اأو املقيم ال سيا سي. سملت االتفاقية النقاط االأ سا سية التي ت سمح بانطالق بناء املطار واال سرتاحة وف سر لت املورد الذي يح سل عليه احلاكم مقابل امل سوؤولية التي ق ب ل حتملها وهي بالتحديد: ال سماح بتنفيذ ذلك امل رشوع املثري للجدل والذي واجه معار سة قوية. وجنح املقيم ال سيا سي ال سري هيو ب سكو - يف حترك سيا سي يت سم بالدهاء - يف م سعاه الهادف اإىل اإقناع احلاكم بت سييد املطار واال سرتاحة على اأن يظال ملكا له وي ستاأجرها الربيطانيون 23

26 نيقوال س ستانلي- براي س فح سب وبذلك ميكن تبديد خوف احلاكم من فقدان اال ستقالل اإن سمح بوجود الربيطانيني يف اأرا سيه. ومن ناحية اأخرى كان من ال سعب على اأي اأجنبي ترتيب جلب مواد البناء ونقلها لذا كان من االأف سل ترك ذلك االأمر للحاكم. 6 كانت فرتة التمديد الثانية - ثالثة اأ سهر- لالتفاقية مع اإيران تو سك اأن تنتهي نهاية سبتمرب )1932( فقد كان على الربيطانيني جتهيز املطار البديل ل سمان انتظام احلركة اجلوية واأمانها وتهيئة املرافق الالزمة ملبيت امل سافرين واأطقم الطائرات. موقع وت سميم املطار وا سرتاحته ما اإن اختريت ال سارقة بات االأمن الهاج س االأعظم عند حتديد موقع املطار وت سميم اال سرتاحة التي ستلحق به. واأثبتت املفاو سات امل طور لة والع سرية على مدى ال سنوات القليلة ال سابقة مدى عداء ال سكان املحليني لفكرة وجود أاجنبي يف االإمارات املت ساحلة لذا تعنير اإتاحة احلماية الكافية للمطار واال سرتاحة سد هوؤالء اأو هكذا كان الفكر ال سائد يف لندن. لقد تاأكدت تلك املخاوف لدى هبوط اأول طائرة يف ال سارقة فبعد اأ سبوعني من اال ستطالع اجلوي الذي مت يف 1932/5/4 لتحديد املهبط املنا سب واملنطقة التي تقام فيها اال سرتاحة- هبطت يف ال سارقة طائرتان من طراز»وابيتي«تابعتان لل رشب رقم 84 قاذفات قنابل- وكان ال رشب مرابطا يف ال سعيبة - وهي القاعدة التابعة ل سالح اجلو امللكي يف العراق - لتحديد االأر س التي تهبط عليها الطائرات م ستقبال وبعد مغادرة هاتني الطائرتني هد د ال سيخ حممد سقر القا سمي سقيقه سلطان اإن ساء امل سير يف تنفيذ االتفاقية اخلا سة باإن ساء املطار ودفع رجاله مرتني لتحطيم الدائرة التي ر سمت باجلري لتحديد موقع هبوط الطائرات. 7 ب غ س النظر عما كانوا يرونه يف لندن فقد اختلفت آاراء امل سوؤولني الربيطانيني يف اخلليج ب ساأن واقعية التهديد من سيوخ العائالت احلاكمة اأو من البدو ففي مايو اأو سى ب سكو باأن حت اط اال سرتاحة املزمع اإقامتها بجدار على أان يكون موقعها هي واملطار ب عيدين عن املدينة وداخل املرمى املوؤثر ملدافع البحرية واأو سى باأال يكون املوقع يف متناول البدو املتذمرين الذين قد يطلقون النار على املنطقة القريبة من اال سرتاحة لزعزعة موقف ال سيخ سلطان ما قد ي سبب ذ ع را للم سافرين تنبغي احليلولة دون حدوثه مهما كان الثمن. ومن ناحية اأخرى اأكد ه. ر. ب. ديك سون املعتمد ال سيا سي يف الكويت - الذي وقر ع االتفاقية يف ال سارقة ب سفته ممثال عن ب سكو بعد وفاته املفاجئة- أان بدو املناطق الداخلية - خلف ال ساحل- ال ي سكلون أاي تهديد خطر للمطار رغم اأنهم - ك سعب - مل يرتكوا لديه انطباعات جيدة. وعرب عن راأيه ب أان ال سبب احلقيقي خلوف احلاكم و سكوكه ب س أان املطار يكمن يف حقيقة اأن الوجود الربيطاين القريب على ذلك النحو قد يك سف ا ستمرار وجود جتارة الرقيق. 8 لقد كان منا سبا لكل من احلاكم والربيطانيني اأن يقام املطار واال سرتاحة بعيدا عن مدينة ال سارقة ويف اأي مكان منا سب للهبوط ب غ س النظر عن اإمكانية اإثبات سحة ذلك الزعم. ومن ناحية اأخرى كان سمان سالمة امل سافرين البارزين على اخلطوط اجلوية االإمرباطورية على قدر مت ساو من االأهمية اإن كان لل رشكة اأن حتتفظ بالنجاح الذي حققه اخلط الذي ينتهي بالهند لذا كان رشوريا اإقامة اال سرتاحة يف حرم املطار ذاته واأن تتوقف الطائرات القادمة عند أاقرب نقطة ممكنة من ذلك املبنى وكان املوقع الذي ا ختري يبعد كيلومرتين فقط عن قلعة احلاكم»ال سكل 2«. 24

27 اخلطوط اجلوية االإمرباطورية واملطار بال سارقة ) ( ال سكل )1( ات خذ قرار بت سييد اال سرتاحة يف ال سحراء بعيدا عن مدينة ال سارقة لالعتبارات االأمنية وبناء عليه بداأ االإعداد لتنفيذ امل رشوع. وكان لدى م سوؤويل احلكومة الربيطانية واخلطوط اجلوية االإمرباطورية القليل من اخلربات ال سابقة التي ميكن اال سرت ساد بها يف عملية الت سميم. وكان للخطوط اجلوية االإمرباطورية ا سرتاحة ملبيت الركاب على»اخلط الفار سي«يف مدينة جا سك. وكانت القوات اجلوية امللكية يف م سقط قد ا ستاأجرت منزال كان مقرا للقن سلية االأمريكية وا ستخدمته القوات اجلوية امللكية كمحطة لالت ساالت الال سلكية والربقية. وا ستئجرت حمطة احلجر»ال سابقة«من احلاكمفي البحرين رشا اأما القرار اخلا س بت سييد مطار ال سارقة بعيدا متاما عن املدينة فكان يعني أان ت سييد كافة املن ساآت املطلوبة البدر أان يكون و ف ق الغر س املحدد متاما ومع ذلك هناك سابقة ميكن اال سرت ساد بها: بئر الرطبة يف العراق فعندما اآل خط القاهرة بغداد اإىل اخلطوط اجلوية االإمرباطورية من القوات اجلوية الربيطانية يف دي سمرب) 1926 ( واجهت ال رشكة م سكلة احلاجة اإىل توقف و سيط الإعادة تزويد الطائرات بالوقود وا سرتاحة للم سافرين ولتحقيق ذلك ا ستغلوا قلعة بئر الرطبة الراب سة على ه سبة على ارتفاع 600 مرت فوق سطح البحر يف منت سف الطريق بني دم سق وبغداد وهي م سهورة باآبارها العميقة ومياهها العذبة اجليدة وكانت قلعة الرطبة تلك قد س يدت لتكون مقرا لل رشطة وحمطة لال سلكي وا سرتاحة وهي م ربر عة ال سكل ولها برج للمراقبة عند كل ركن منها. وكان ذلك املبنى ماألوفا للكثري من امل سوؤولني الذين كانوا ي سافرون اإىل مواقع اأعمالهم يف العراق اأو اخلليج وهو الذي اأوحى بت سميم اال سرتاحة التي ستقام يف ال سارقة وت عني اأال تكون هي االأخرى جمرد ا سرتاحة عادية بل»ميكن و سفها باأنها قلعة كبرية ذات اأبراج للمراقبة و رشفات وحواجز ومزاغل الإطالق النار وثغرات. اأ عد ت املخططات اخلا سة باال سرتاحة نهاية مايو )1932( 9 وكانت وجهة نظر بي سكو فيها اأن االعتبارات االأمنية تقدمت على االعتبارات امل ناخية اإذ كان اجلو سديد احلرارة سيفا واأ ساف اأنه ينبغي بناء بع س 25

28 نيقوال س ستانلي- براي س ال سكل )2( الغرف أاعلى املبنى. وذكرت وزارة اجلو اأن ا أالمن والب ساطة و رشعة الت سييد وتر سيد االإنفاق كانت االعتبارات االأ سا سية واأن مبنى من طابق واحد هو املنا سب في تلك املعايري. وكان امل سافرون الذين ي س لون يف امل ساء هم الذين يبيتون يف اال سرتاحة ويتناولون الطعام ثم يغادرونها فجرا عدا العاملني لدى اخلطوط اجلوية االإمرباطورية الذين كان تغيريهم كل ب سعة سهور. وزعمت الوزارة اأن ت سييد مبنى من طابقني اأمر غري جم د لعدم معرفة مواد بناء حملية. 10 لقد ك سف ر أاي وزارة اجلو عن جهل وا سح با أالحوال املحلية فالنوم على االأ سطح املك سوفة قد يكون سعبا لبع س امل سافرين على منت طائرات اخلطوط اجلوية االإمرباطورية خا سة يف سهور منت سف ال ستاء حني ي ستد الربد ويف سهور ال سيف حني ترتفع الرطوبة وت ستد الرياح التي تهب يف ال ساعات االأوىل من النهار واالأ سد غرابة تاأكيد الوزارة ملواد البناء املحلية واحتمال عدم التمكن من ت سييد مبان من طابقني فذلك يبدو م سحكا الأي سخ س ساهد الكثري من املباين ذات الطابقني يف مدينة ال سارقة اأو قريبا من موقع املبنى املزمع اإقامته والقالع الكبرية مثل احل سن يف ال سارقة ذاتها وغريها يف امل سيخات املجاورة.»ال سكل 2«ت سييد ال سرتاحة اأعدر ت اخلطوط اجلوية االإمرباطورية الع د ة للتحول اإىل خط ال ساحل العربي اجلديد منذ 1932/10/1 بعد توقيع اتفاقية ال سارقة يف 1932/7/22 واقرتاب موعد انتهاء االتفاقية االإيرانية يف 1932/9/30 على 26

29 اخلطوط اجلوية االإمرباطورية واملطار بال سارقة ) ( أان ي ستخدم مطار ال سارقة ابتداء من ذلك اليوم خلطوط الهند املنتظمة ويبيت امل سافرون ليلتهم يف خميم موؤقت م ستاأجر الأن ت سييد اال سرتاحة القلعة سي ستغرق عاما كامال على اأقل تقدير. تقرر ر اأن ي رش ف سابط من سالح الهند سة امللكي على اأعمال الت سييد ومعه م رش ف هندي من اإدارة االأ سغال التابعة للقوات اجلوية امللكية على اأن يقيم االأخري ب سفة دائمة يف ال سارقة لكن االأمر كان بحاجة اإىل وقت الأن ا أاليدي العاملة املحلية كانت تت سم بالبطء وكان غالبيتهم يرتكون أاعمالهم يف مو سم الغو س على اللوؤلوؤ مقابل منحة مالية كان سدادها مقدما ووافق احلاكم على بدء العمل يف جمع مواد البناء. 11 كان املهند س امل رش ف الذي جاء من بغداد هو النقيب كينيث ماكاي اأما م رش ف الت سييد فكان ناثا»نات«سينغ من طائفة ال سيخ»جات«ويعمل يف اإدارة االأ سغال واملباين. و سل الكابنت ماكاي اإىل ال سارقة مرافقا لل سيد ه. ر. ب. ديك سون وقت توقيع االتفاقية يف 1932/7/22 وقام بزيارة ملوقع املهبط واال سرتاحة يف اليوم ال سابق ودارت مناق سات بني االثنني وعي سى بن عبداللطيف مندوب املعتمدية و رشعان ما تك سفت بع س ال سعوبات التي يواجهها امل رشوع وكثري منها الأ سباب سخ سية تدل على حر س املندوب نف سه وميله اإىل م ساحله 12 فاإن جمرد وجود بريطاين م ستمر يف ال سارقة يقيد سلطاته ب سدة ومن ذلك فقدانه ملزايا وجود املقيم ال سيا سي الربيطاين بعيدا يف بو سهر عندما يتم ات سال ال سلكي باملطار. كان روؤ ساء ذلك املندوب الربيطانيون يتحملون ت رشفاته حتى تلك النقطة ال ستفادتهم من الدور املفيد الذي كان يقوم به على ال ساحل اإذ كان ينقل اإليهم ما يحدث ويعمل ك سابط ات سال بامل سوؤولني الزائرين. وبحلول سهر اأغ سط س بات وا سحا مدى سعيه لتقوي س اتفاقية املطار فخالل زيارة قام بها ماكاي يف 11 اأغ سط س اأعدر مذكرة مطور لة اأ سار فيها اإىل بطء تقدم العمل يف ت سييد اال سرتاحة وذكر اأن اأحد اأ سباب ذلك هو اأن املبلغ الذي قدر مه الربيطانيون مقدما للحاكم وقدره روبية ل رشاء مواد كان بني يدي عي سى موؤمتنا عليه دون حق الت رشف فيه. وثمة سبب اآخر وهو اأن املركبة الوحيدة التي اأتيحت لنقل االأحجار اإىل موقع الت سييد - حافلة من طراز فورد مت حتويلها اإىل ساحنة عائدة ل رشكة عي سى نف سه ومل يتمكن ماكاي من خف س نفقات االأيدي العاملة. وانتابت ماكاي سكوك يف اأن عي سى يتعمد تاأخري العمل حتى نهاية مو سم الغو س على اللوؤلوؤ حتى ياأتي بغوا سيه عماال يف غري اأوقات املو سم. وبادر ت. سي. دبليو فاول الذي اأ سبح الحقا ال سري ترن سهارد فاول وخلف بي سكو مقيما يف بو سهر- بادر اإىل التوجه اإىل ال سارقة لدى تلقيه تلك املذكرة 13 و سلحت اأحواله بعد ذلك. اأما ا سترياد مواد البناء يف ال سارقة واإنزالها فقد تو سل ال سيخ سلطان اإىل اتفاقية يتم بها ر سو اإحدى سفن رشكة الهند الربيطانية للمالحة يف ال سارقة مثلما تر سو يف دبي واإن كانت اإمكانيات ال سحن والتفريغ يف ال سارقة رديئة جدا. حدث يف سبتمرب اأن سيخ دبي رف س تقدمي امل ساعدة باإر سال زوارق وعمال اإىل ال سارقة لتفريغ حمولة من ال سفينة. 14 وكانت ال سحنات اخلا سة مب رشوع املطار تفرغ عادة يف دبي ل سوء البنية التحتية يف ميناء ال سارقة ثم تنقل برا اإىل ال سارقة. واإن كان تفريغ الب سائع يف ال سارقة فاإن نقلها من ال ساطئ اإىل موقع املطار اأمر حمفوف بامل ساكل فثمة عجز يف دواب احلمل واملركبات قليلة يف االإمارات املت ساحلة فلم يكن هناك يف ال سارقة سوى ساحنة واحدة كانت ح كرا لل رشكة لذلك طلب ماكاي ا سترياد ساحنتني من الب رشة وبداأت ساحنتان من طراز فورد ومعهما قطيع من احلمري بنقل الرمال واملياه اإىل موقع البناء نهاية العام. 27

30 نيقوال س ستانلي- براي س كان التقدم يف بناء اال سرتاحة بطيئا ب سبب تلك ال سعوبات االأولية يف النقل واإن مت ت اإقامة من ساآت املطار وفق اخلطة وبذلك بات ممكنا ا ستقبال رحالت اخلطوط اجلوية االإمرباطورية املنتظمة يف االأول من اأكتوبر عند انتهاء االتفاقية مع اإيران. كان اإيواء امل سافرين يف خميم ن سب غرب موقع مبنى اال سرتاحة كاإجراء موؤقت. وقد اأ سادت اخلطوط اجلوية االإمرباطورية يف تقرير لها عن اأول رحلة متجهة غربا عرب مطار ال سارقة بجودة خميم امل سافرين مقارنة بال سعوبات التي واجهت امل رشوع فقد ن سبت اخليام جيدا وكان الطعام طيبا والرتتيبات ال سحية ممتازة. وث مة ممرات حتف ها اأر سفة حجرية م سبوغة باللون االأبي س توؤدي اإىل اخليام وو س ع ت عالمات اإر سادية واأعرب العاملون يف اخلطوط اجلوية االإمرباطورية عن ر ساهم التام مبا حتقق. 15 وبف سل املثابرة متكن ماكاي وفريقه من جتهيز مطار ال سارقة للعمل يف ثالثة سهور ومع ذلك سكا ال سيخ سلطان من اأن العمل كان ي سري ببطء سديد»ال سكل 3«. كان البناوؤون قد اأمتوا بع س املباين املوؤقتة - اأو سبه املوؤقتة- ومل يكونوا قد بداأوا ببناء اال سرتاحة ذاتها. وحفروا االأ سا سات و سب وا االأ سمنت فيها وبنوا االأ سوار بال سلك ال سائك الإحاطة املطار واال سرتاحة واإن كان س ح االأ سمنت يعطلهم. كان ماكاي ي ستخدم رجال من ا أاليدي العاملة يف اليوم واأحيانا ي ستخدم أاكرث من ع رشين فاالأمر يعتمد على ما يدور من مفاو سات. كان تقديره يف اأكتوبر اأنه بحاجة اإىل ستة سهور اأخرى لت سييد اال سرتاحة. واأ سبح وا سحا اأن العمل يزداد بطئا يف غيابه ومل يكن يف و سعه اأن مي سي الوقت كله يف ال سارقة. 16 وافق فول - ب سفته املقيم ال سيا سي - على أان يقوم لو س املعتمد ال سيا سي الذي ع ني موؤخرا يف البحرين وكان يجيد احلديث باللغة العربية على عك س ماكاي - بزيارة ال سارقة ب سكل منتظم مل ساعدة ماكاي. وقررا معا اأنه ينبغي متركز سابط من القوات اجلوية امللكية يتحدث العربية واختري املالزم طيار فين س مل ساعدة املهند س موؤقتا على أان تقت رش مهامه على ت سييد اال سرتاحة. فاإذا تقدم اأي من العمال املحليني له ب سكوى فعليه اأن يحيلها اإىل فول اأو لو س 17 وكان ذلك متفقا متاما مع ما ن ست عليه اتفاقية ال سارقة من عدم جواز التعامل املبا رش مع احلاكم. ح رش فين س اإىل املوقع ابتداء من دي سمرب فتوا سل العمل باط راد»ال سكالن 5 4«. ويف 1933/4/26 ق سى امل سافرون على منت اخلطوط اجلوية االإمرباطورية الليل - اأول مرة يف املبنى اجلديد. كان التيار الكهربائي بداية متقطعا وم سدره مولدات واإن انتظمت اإمدادات املاء العذب لل رشب والغ سل والطهي النتظام قوافل احلمري التي كانت جتلب املاء يف سفائح كل سفيحة سعة اأربعة جالونات من االآبار واالأفالج التي تبعد حوايل ثالثة كيلومرتات. س يدت اال سرتاحة من طابق واحد على هيئة قلعة م ستطيلة ال سكل حول ف ناء مركزي مفتوح»ال سكل 6«وت أالفت من سل سلة من احلجرات ذات رشفات داخل اجلدران ا أالربعة. وكان املدخل الرئي س يف منت سف اجلدار اجلنوبي - وكان يف الواقع موجها غرب سمال غرب / رشق / جنوب رشق واجلدار على ميني»ال سكل 6«وكان تعزيز الركنني الغربي وال رشقي - وهما يف الواقع يف اجلنوب الغربي وال سمال ال رشقي - باأبراج مراقبة م ربر عة ال سكل تربز من خط اجلدران وت ستطيع اأن تغطي كافة اجلدران االأربعة بالنريان اإن لزم االأمر. وتوؤدي سالمل من الف ناء و سالمل اأ خرى اإىل مم سى احلرا س عند الركن ال سمايل ف ب دا البناء قلعة حم سنر ة : 18 جدران حجرية بثخن مرتين ونوافذ سغرية عالية ومدخل وحيد من اأبواب من ال سلب ومتاري س ومم سى 28

31 اخلطوط اجلوية االإمرباطورية واملطار بال سارقة ) ( للحرا س لكن القدرات الدفاعية لال سرتاحة مل تخ سع لالختبار اإال نادرا فقد انطوت على خطاأ مفاجئ يف الت سميم. 19 وقد مكر ن برجا املراقبة البارزان مع الركنني الغربي وال رشقي املدافعني من اإتاحة غطاء من النريان من مزاغل يف اجتاهني. وكانت تلك املزاغل عند منت سف الكوات التي متيل عادة جتاه الواجهة من اخلارج اأكرث من مالحمها من الداخل»ال سكل 7«ما يحول املقذوفات املرتدة جتاه املنافذ واملدافعني. وجتد الت سميم ذاته يف املركز الدفاعي وهو قلعة سغرية ث مانية االأ سالع مبنية من احلجر س ي دت يف اأغ سط س )1932( للدفاع عن تلك املنطقة من املطار التي تقوم فيها الطائرات باملناورة والذي يثبت اأن ذلك كان خطاأ يف ت سميم ال سكل الذي ظهر فيه الربج ال رشقي لال سرتاحة واأ زيل واأعيد بناوؤه لدى م ساعفة م ساحة اال سرتاحة وحجمها عام) 1939 ( 20 فرتى الربج املعاد بناوؤه وفيه املزاغل - وت ساه د اإىل اليوم- سيقة يف اجلدار والوجه اخلارجي لكل منها حم مي بلوح حديدي م رش رش 21»ال سكل 8«. وهكذا روعي عند اإعادة بناء الربج ت سحيح اخلطاأ واإن مل ينطبق ذلك على الربج الغربي الذي يحتفظ مبزاغله االأ سلية. اأثر املطار يف الت سالت داخل منطقة اخلليج كان الإن ساء املطار اآثار مبا رشة وفورية يف االت ساالت داخل منطقة اخلليج ومن اأهم تلك االآثار: اإقامة من ساآت الال سلكي والربيد هنالك وتقليل ال سفر من ال سارقة اإىل البلدان املجاورة ملحوظ ابتداء من عام )1932( كان لدى مطار ال سارقة اإمكانيات الال سلكي والربق مماثلة مل ا قامت القوات اجلوية امللكية برتكيبه يف عدد من مهابط الطائرات يف طول سواحل اخلليج ال رشقية والغربية. لقد حتققت الرغبة القدمية للحكومة الربيطانية يف اإقامة ات سال ال سلكي يف ال ساحل املت سالح ولكن املثري حقا اأن تلك الرغبة حتققت بالتحويل الذي اأحدثت ه اخلطوط اجلوية االإمرباطورية يف خطوطها ولي س بتقدمي طلب حمدد لل سيوخ. وهكذا متكر نت احلكومة الربيطانية من اإحكام سيطرتها على ال ساحل املت سالح فكان لدبلوما سييها االت سال بع سهم ببع س ممكنا ب سكل مبا رش و رشيع لذا سدرت التعليمات ملمثلهم يف االإمارات املت ساحلة عي سى بن عبداللطيف باالت سال باملعتمد ال سيا سي يف البحرين العقيد لو س ولي س باملقيم ال سيا سي يف بو سهر الرائد ت. س. و. فول 22 واأ سبح اإجراء االت ساالت العاجلة ال سلكيا ممكنا. واعرت س ال سيخ سلطان سيخ ال سارقة على ذلك التطور الأن اأحدا مل ي ست رشه يف هذا ال ساأن. باتت خدمة الال سلكي متاحة للجمهور الإر سال الربقيات وا ستقبالها 23 مبقت سى اتفاقية مت التو سل اإليها يف دي سمرب) 1932 ( بني اخلطوط اجلوية االإمرباطورية و رشكة االت ساالت الد ولية - رشكة الربق والال سلكي املحد دة بعد ذلك - وذاع النباأ يف االأو ساط التجارية يف دبي وال سارقة ومل يكن للحاكم اأي اعرتا س من حيث املبداأ بعدما تبير نت مزايا ذلك النوع من االت سال فقد كان م ستعدا للتو سل اإىل اتفاقية مع اخلطوط اجلوية ب ساأن اإتاحة تلك اخلدمة ور سوم ا ستغاللها ولكن االأمور ت ع ق دت عندما تبنير اأنه يتعنير ت سجيل اأي خدمة برقية لدى االحتاد الدويل للربق يف ب ر ن ب سوي رشا رغم توا سل تقدميها. ومن ناحية اأخرى ال ت ستطيع ال سارقة أان تطلب مثل ذلك الت سجيل اللتزامها التعاهدي القدمي لربيطانيا بعدم الدخول يف أاي اتفاق مع قوى اأجنبية واأن حكومة الهند الربيطانية مل ترغب يف حتمل م سوؤولية حمطة الال سلكي يف ال سارقة.وح س مت امل ساألة نهائيا عام )1937( اأي بعد سنوات من ت سغيل املحطة بنجاح. ت لقي تلك الواقعة ال سوء على سعوبة الو سع ال سيا سي يف ال ساحل املت سالح وهو يزيد من م ساركته يف االت ساالت الدولية. و رشعان ما برزت م سائل مماثلة عندما رغبت ال سارقة يف اإقامة اخلدمات الربيدية ]انظر 29

32 نيقوال س ستانلي- براي س اأدناه[. اأما االأثر الثاين الإن ساء مطار ال سارقة فكان ت سهيل ال سفر ونقل الب سائع داخل املنطقة وبينها وبني الهند فها هي اخلطوط اجلوية االإمرباطورية - حمتكرة اخلدمة- ت س ري رحلتها ا أال سبوعية يف كال االجتاهني ومنذ يناير )1935( اأ سبحت ت سري رحلتني اأ سبوعيا. وفتحت زيادة الرحالت اآفاقا جديدة اأمام رجال االأعمال وامل سوؤولني فقد كان املطلوب كله هو احل سول على ت رشيح»بزيارة طائرة«اإىل ال سارقة اأو منها وكان امل سافرون يف رحالت طويلة ال سوق الرئي سة التي ا ستهدفت ها اخلطوط اجلوية االإمرباطورية ودعايتها واإن اأد ت رحالتها املنتظمة اإىل سوق اإقليمية وحملية ازدادت منوا يف اخلليج وات ساال بالهند وبف سل ج د و لة رحالتها متكن املعتمد ال سيا سي يف البحرين عام )1934( اأن يطري اإىل ال سارقة واأن يعود اإىل البحرين يف اليوم التايل بعد أان مي سي ليلة واحدة يف اال سرتاحة. أاما الدبلوما سيون املقيمون - واإن كانوا قد رحر بوا بخدمة بريد لندن ا أالكرث رشعة - فاإنهم ما كانوا قادرين على ت سفري اأ رش هم جوا الرتفاع الر سوم التي تاأخذها اخلطوط اجلوية االإمرباطورية. 24 تزايد اإيقاع نقل الب سائع جوا عرب منطقة اخلليج فاأ سبح جلب الفاكهة الطازجة والكاجو من كرات سي اإىل البحرين ممكنا على حني تذهب الالآلئ يف االجتاه املعاك س. وتراجعت سناعة اللوؤلوؤ فاأدرك جتاره اليائ سون مزايا اخلدمة اجلوية اجلديدة وكان املر سال يحمل ال آاللئ من ال سارقة اإىل كرات سي على حني اعتاد اآخرون ال سفر من البحرين اإىل الكويت فاإر سال الالآلئ بوا سطة املر سال اأو الطرود جوا اإىل اأ سواق الهند كان اأ رشع واأكرث اأمانا من ا ستخدام الباخرة اأو اأي و سيلة اأخرى. زعمت اخلطوط اجلوية االإمرباطورية أان الرحلة يف الدرجة الثانية يف بواخر رشكة الهند الربيطانية للمالحة تكلف حوايل 120 روبية وت ستغرق خم سة أايام على حني الرحلة ذاتها على منت طائراتها تكلف 145 روبية وت ستغرق ت سع ساعات فقط. 25 وهكذا كان القيام برحالت عمل اإىل بغداد أاو كرات سي جمديا ب سعة اأيام فح سب بعد اأن اأ سبح للخطوط اجلوية االإمرباطورية رحلتان اأ سبوعيا لكنها مع ذلك مل تكن رحلة رخي سة فقد كان ثمن التذكرة من بغداد اإىل ال سارقة 23 جنيها اإ سرتلينيا اأي 300 روبية عام )1933( وكان يف ثمن التذكرة للرحلة املتجهة اإىل الوطن تخفي س مقداره %20 اإذا حجزت تذكرة العودة م قر دما. وظلت تلك االأ سعار ثابتة عند 23 جنيها اإ سرتلينيا واإن انخف س سعر التذكرة بني لندن وكرات سي من 95 اإىل 85 جنيها اإ سرتلينيا 26 عام )1935(. اقرتنت مزايا ال سفر ال رشيع حول منطقة اخلليج ببع س االأخطار كت سارع انت سار االأمرا س. وداأب ت اخلطوط اجلوية االإمرباطورية يف وقت مبكر اأثناء املفاو سات مع ال سيوخ ب ساأن الهبوط يف ال سارقة وغريه من احلقوق واالمتيازات على دعوة هوؤالء ال سيوخ اإىل ال سفر على منت طائراتها. وما اإن أا سبحت هناك خطوط منتظمة حتى ا ستفاد ال سيوخ من تلك الو سيلة لل سفر ال رشيع بني بالدهم والبلدان املجاورة فقد طار حاكم ال سارقة و سقيقه را سد اإىل البحرين يف نوفمرب )1935( يف طريقهما اإىل االأح ساء يف اململكة العربية ال سعودية لتقدمي العزاء يف وفاة اأمريها والتقيا امللك عبدالعزيز بن سعود. ويف وقت سابق من ذلك العام - يف سهر اإبريل على وجه التحديد - عاد ال سيخ حممد بن سقر - سقيق اآخ ر حلاكم ال سارقة - جوا بعد اأن أادى فري سة احلج متوقفا يف البحرين ولدى و سوله بدت عليه أاعرا س مر س اجلدري وفق بع س التقارير و سفي بعد ثالثة اأيام من العزل 27 لكنر م سافرين اآخ رين كانوا اأقل ح ظر ا وكان اجلدري قد تف سى يف ال سارقة ودبي بانتهاء 30

33 اخلطوط اجلوية االإمرباطورية واملطار بال سارقة ) ( ذلك العام ون ظمت حملة لتطعيم سكان ال سارقة والعاملني يف ا سرتاحة املطار ما اأدر ى اإىل ال سيطرة على املر س واإن علر قت ال رشكة التوقف في مطار ال سارقة وحت ولت الرحالت اإىل راأ س اخليمة. خدمة الربيد اجلوي والدح ور املتغري للمطار حدث تغيري يف الد ور الذي يوؤديه مطار ال سارقة يف عمليات اخلطوط اجلوية االإمرباطورية يف ال سنوات االأخرية من ثالثينيات القرن املا سي ل سببني: اأولهما الزيادة يف مدى الطائرات اأي امل سافات التي ميكنها قطعها دون احلاجة اإىل اإعادة التزود بالوقود وانت سار الطريان الليلي فلم ي ع د رشوريا التوقف يف ال ساحل املت سالح لق ساء الليل وال سبب الثاين فوز اخلطوط اجلوية االإمرباطورية بعقد حكومي لنقل الربيد الد ويل وفق م رشوع الربيد اجلوي يف االإمرباطورية»EAMS«وهو امل رشوع الذي سمح بنقل الربيد اجلوي بكميات سخمة حول االإمرباطورية الربيطانية دون دفع اأي ر سوم اإ سافية 28 واأدر ى اإىل زيادة كبرية يف حجم الربيد الذي و سل ذروته يف ال سهور ال سابقة على عيد امليالد. ترتب على اإن ساء مطار ال سارقة توافر طوابع الربيد يف االإمارات املت ساحلة وكانت خدمة اأ رشع كثريا مما و جد يف دبي من رشكة بواخر الهند الربيطانية وكان يف املطار مكتب للربيد يف منت سف )1933( ومل مي س وقت طويل حتى طالب احلاكم باإن ساء مكتب للربيد يف املدينة وخ س س ه مببنى على ال ساطئ دون مقابل. ويف النهاية - بعد مفاو سات دامت اأكرث من عامني - كان راأي املقيم ال سيا سي اأن لي س بو سع احلاكم سمان االأمن الكايف ملبنى مكتب الربيد يف املدينة وميكن االكتفاء مبكتب الربيد يف املطار 29 وهكذا مل يكن للربيد مكتب يف مدينة ال سارقة حتى عام )1963(. كان املطلوب أان يوؤدي م رشوع الربيد اجلوي يف االإمرباطورية اإىل زيادة ملحوظة يف ن سيب ال سارقة من حجم الربيد العابر الأنها اإحدى املحطات على خط لندن كرات سي وامتد اإىل اأ سرتاليا ولكن اخلطوط اجلوية االإمرباطورية قررت ا ستخدام الزوارق الطائرة لت رشيف اجلزء االأكرث من الربيد»»EAMS وترتب على ذلك القرار ا ستبعاد ال سارقة كنقطة عابرة اإذ تعذر ر ا ستخدام الزوارق الطائرة لرتاكم الطمي يف بحرية ال سارقة وخورها. ويف املقابل كان خور دبي يف حالة جيدة فاآل اإليه ذلك الد ور وكان ذلك يف م سلحة جتار دبي على ح ساب اأقرانهم يف ال سارقة. كان دخول الزوارق الطائرة - التابعة للخطوط اجلوية االإمرباطورية اإىل دبي عام )1937( - رشبة جديدة ملطار ال سارقة واأهميته كمحطة للتوقف على طريق الهند. وقام بع س العاملني يف اخلطوط اجلوية االإمرباطورية املقيمني يف مطار ال سارقة باإدارة عمليات الزوارق الطائرة يف دبي على حني وا س ل الباقون اإدارة العمليات االأخرى للطائرات العادية التي تقل ست قليال. وكان امل سافرون على الزوارق الطائرة الذين يهبطون يف دبي يقيمون يف ا سرتاحة مطار ال سارقة اإذا تطلر ب برنامج رحالتهم املبيت ليال لكن غالبيتهم كان يتخذ من دبي نقطة عبور موجز. وظل مطار ال سارقة يقوم بخدمة الطائرات التابعة للخطوط اجلوية االإمرباطورية عدة سنوات دون أان تكون بكامل حمولتها من الركاب فقد بد أا ع رش الطائرات ذات املدى ا أالبعد التي ت ستغني عن التوقف يف حمطات و سيطة كمطار ال سارقة ف سال عن الربيد اجلوي الذي كان من الناحية االقت سادية اأكرث اأهمية من نقل الركاب وقد اآل اإىل الزوارق الطائرة التي مل يكن هبوطها يف ال سارقة ممكنا. جتمعت تلك العوامل امل سوؤومة معا لتكون نذيرا حلدوث مزيد من ال سوء اأدر ى اإىل زوال اخلطوط اجلوية 31

34 نيقوال س ستانلي- براي س االإمرباطورية ذاتها فقد خ سعت عملياتها واأمورها املالية لتحقيقات مكثفة فيما ع ر ف ب»تقرير كادمان«)مار س 1937( الذي انتقد ب سدة حالة الطريان املدين الربيطاين وبخا سة اإدارة اخلطوط اجلوية االإمرباطورية. ويف نوفمرب أاو ست احلكومة باإقامة موؤ س سة عامة بدمج رشكتني: اخلطوط اجلوية االإمرباطورية واخلطوط اجلوية الربيطانية وكانت االأخرية رشكة سغرية تعمل داخل اململكة املتحدة واأوروبا فقط. واأدى الدمج اإىل ن سوء رشكة جديدة با سم»املوؤ س سة الربيطانية للخطوط اجلوية عرب البحار»BOAC«على اأن يبداأ ن ساطها يف /4/1 كانت احلرب العاملية الثانية قد ن سبت قبل مولد ال رشكة اجلديدة واأدى مطار ال سارقة دورا هاما يف عمليات احللفاء بدال من اأن توؤدي تلك احلرب اإىل و سع حد للخدمات التي كان املطار يقدمها واإن مل يحظ بالدعاية امل ستحقة. وكان موقعه اإ سرتاتيجيا من حيث نقل اجلنود والعتاد اإىل الهند وم سارح العمليات يف ال رشق االأق سىعلى الرغم من اأنه كان بعيدا متاما عن جبهات القتال. وقامت ال رشكة اجلديدة - باعتبارها اأداة حكومية - بنقل امل سوؤولني والزعماء ال سيا سيني عرب ال سارقة ليتمتعوا باالإقامة يف اال سرتاحة. ون ساأ حول ذلك املبنى تدريجيا خميم متوا سع للقوات اجلوية امللكية يق سده أافراد من بريطانيا ودول الكومنولث وغريها من الدول احلليفة.وان سم اإليهم اأع ساء من وحدة لقيادة النقل اجلوي تابعة للقوات اجلوية يف اجلي س االأمريكي يف ثمانية ع رش سهرا تقريبا ) ( و سغلوا جزءا من املخيم كان اأرقى كثريا من باقي االأجزاء. 31 عاد مطار ال سارقة بعد احلرب اإىل د وره يف الطريان املدين واحلربي ثم أا سبح باإدارة حكومة ال سارقة منذ عام )1968( واأ سبح ا سمه»مطار ال سارقة الدويل«وحل املطار احلايل حمله يف سبعينيات القرن املا سي. سكر وتقدير أادين بال سكر ملركز ساحب ال سمو ال سيخ الدكتور سلطان بن حممد القا سمي للدرا سات اخلليجية يف ال سارقة الأنه أاتاح يل االطالع على ال سجالت الر سمية واأدين للمركز الوطني للوثائق والبحوث يف اأبوظبي اأي سا ولت سارلز ماكاي الأنه سمح يل با ستخدام سور يف جمموعته. 32

35 الهوام س 1. Bentley, G.W., Development of the air route in the Persian Gulf, Journal of the Royal Central Asian Society 20 (1933), pp ; Burchall, H., The political aspect of commercial air routes, Journal of the Royal Central Asian Society 20:1 (1933), pp.70-90; Said Zahlan, R. The origins of the United Arab Emirates. A political and social history of the Trucial States, Macmillan, London (1978); Morsy Abdullah, M., The United Arab Emirates: a modern history, Croom Helm, London (1978). 2. Stanley-Price, N., Imperial outpost in the Gulf: the airfield at Sharjah (UAE), , Book Guild (in press, 2012) which provides sources for statements not referenced here.. 3 بالن سبة للمفاو سات املطولة ) ( وكانت اأ سا سا بني الربيطانيني وحكام راأ س اخليمة ودبي وال سارقة انظر مر سي عبداهلل : "االإمارات العربية املتحدة" و سعيد زحالن " أا سول االإمارات العربية املتحدة" والقا سمي "حمطة ال سارقة اجلوية بني ال رشق والغرب" ال سارقة رمبا كان ن س االتفاقية الذي اأورده تو سون يف " سجالت االإمارات" الوثائق االأولية ) ( املجلد الثامن ) ( س هو الذي ا ستخدم عند جتديدها عام )1943( فجعل رشكة اخلطوط اجلوية الربيطانية هي ال رشيك ومل يكن لها وجود عام 1932!! ولي س اخلطوط اجلوية االإمربيالية. ويكاد ال يكون ثمة تغيري يف الكلمات باملقارنة باتفاقية )1932(.. 5 سعر ال رشف ثابت عند روبية للجنيه الواحد منذ )1927(. 6. IOR/L/P&S/12/1966, PZ3859/32, Political Resident to Governor of India, 21 June 1932 in Burdett, A.L.P. (ed.), The GCC States: National Development Records: Civil Aviation , Volume 3, Trucial States, Saudi Arabia, , Archive Editions (1994), p القا سمي : "حمطة ال سارقة اجلوية بني ال رشق والغرب" س IOR/L/P&S/12/1966, PZ3859/32, Political Resident to Governor of India, 21 June 1932 in Burdett, The GCC States, p IOR/L/P&S12/1966, memo dated 27 May 1932 refers to plans being attached. I have not been able to locate them. 10. IOR/L/P&S12/1966, Air Ministry to India Office, 11 June IOR/L/P&S/12/1966, PZ3859/32, Political Resident to Governor of India, 21 June 1932 in Burdett, The GCC States, p Said Zahlan, Origins, pp IOR/L/P&S/12/1965, PZ6975/32, Memorandum from Captain K. Mackay (Royal Engineers), 18 October 1932, ff ; Said Zahlan, Origins, p القا سمي: "حمطة ال سارقة اجلوية بني ال رشق والغرب" س IOR/L/P&S12/1966, f. 92, Air Ministry to India Office, 28 October 1932 citing Imperial Airways own report on the first westbound flight. 16. IOR/L/P&S/12/1965, PZ6975/32, Memorandum from Captain K. Mackay (Royal Engineers), 18 October IOR/R/15/2/269/7/3, Scope and functions of F/Lt Finch at Sharjah. 18. الفيلم الوثائقي " املحطة اجلوية" - Outpost Air من اإنتاج رشكة سرتاند )1937( م سدر قي م ملنظر اال سرتاحة والتعامل مع رحالت رشكة اخلطوط اجلوية االإمربيالية منذ نوفمرب )1936(. والفيلم متوافر حاليا على اليوتيوب. See N. Stanley-Price, Paul Rotha and the making of Strand Films Air Outpost (1937), Historical 33

36 Journal of Film, Radio and Television 32,1 (2012), in press. تعر ست اال سرتاحة لهجوم مل ي د م طويال عام )1945(. 20. Stanley-Price, Imperial Outpost, Ch. 5; on the Defence Post, ibid., Chapter Walker, J., Tyro on the Trucial Coast, The Memoir Club, Durham (1999), p.4, refers to embrasures shielded by iron plates on the towers (sic) during his posting to Sharjah in مر سي عبداهلل: Emirates" س. 45."The United Arab.للمزيد من التفا سيل pp Tuson, Records, Vol. 9, p.43. See Al-Qasimi, Mahattat, 24. Tuson, Records, Vol. 7, p.299; Dickson, V., Forty years in Kuwait, Allen & Unwin, London (1971), p Imperial Airways Staff News no. 102 (29 November 1932), p Imperial Airways England Egypt Iraq India Malaya Australia, time-table in force from April 1935, on (accessed ). 27. IOR/R/15/2/1865, 24 November 1935 and 17 April Edmonds, L., Australia, Britain and the Empire Air Mail scheme, , Journal of Transport History 20 (1999), pp القا سمي: "حمطة ال سارقة اجلوية بني ال رشق والغرب" س Lyth, Peter J., The Empire s airway: British civil aviation from 1919 to 1939, Revue Belge de Philologie et d Histoire 78, 3 (2000), pp Stanley-Price, Imperial Outpost

37 ت سييق الفجوة: العالقات الأجنلو الأمريكية والنفط العربي ) ( مايكل كويننت مورتون اجتذب اأثر اكت ساف النفط يف سبه اجلزيرة العربية واخلليج العربي اهتمام املوؤرخني باعتباره من اأحد امل سائل التي اأدت اإىل توتر بني بريطانيا العظمى والواليات املتحدة االأمريكية يف ال رشق االأو سط يف القرن الع رشين. بحث تورتنجفولد م ساألة النفط يف اإطار سعي االإدارة االأمريكية يف عهد الرئي س اآيزنهاور لكي حتل حمل بريطانيا القوة امل سيطرة يف اخلليج وجاء ذلك البحث يف سياق مقال ن رشه تنجفولد يف جملة:" "International History Review ]املجلد 14 العدد 1 فرباير 1992 س -71 ]91 بعنوان:»التناف س االأجنلو االأمريكي يف ال رشق االأو سط: ال رشاع حول واحة الربميي «1 وقد وردت م ن قر حة الحقا يف كتابه بعنوان»ال رشق ا أالو سط بني القوى العظمى: ال رشاع والتعاون االأجنلو اأمريكي» )1992( وكتب ناثان سيتينو موؤلف كتاب:»من القومية العربية اإىل اأوبك: اآيزنهاور وامللك سعود و سياغة العالقات االأمريكية ال سعودية«)2003( وفيه يطرح وجهة نظر خمالفة فيذهب اإىل اأن الواليات املتحدة االأمريكية كانت ترغب يف احلفاظ على الوجود الربيطاين يف اخلليج ل سمان تدفق اإمدادات النفط اإىل اأوروبا الغربية. واألر ف دانيال سي. وليم سون كتابه:»اأجندات منف سلة: ت رش سل واآيزنهاور والعالقات االأجنلو االأمريكية )2007( وفيه ينظر اإىل م س أالة النفط من منظور اإ رشار بريطانيا على الدفاع عن م ساحلها يف اخلليج. اأما سيمون ديفز فيربز يف كتابه:»مناطق متنازع عليها: العالقات االأجنلو االأمريكية يف اخلليج 1947«1939- )2008( رشاعا بني التوجه الدويل االأمريكي اجلديد والتنمية الربيطانية املوجر هة وهو ال رشاع الذي اأفرز عالقة غير سحية وعالقة لي ست خا سة بني البلدين. 2 وذهب و. تايلور فني موؤلف كتاب»ال سعود ا أالمريكي والرتاجع الربيطاين يف منطقة اخلليج«)2008( اإىل أانه لي س ثمة كثري مما يوحي باأن حكومة الواليات املتحدة االأمريكية سعت بخ ب ث لتقوي س النفوذ الربيطاين يف احلرب الباردة لكن بني البلدين احتكاكات جعلت العالقة اخلا سة بينهما ه س ة. ومن ذلك العر س التاريخي املوج ز ميكن مالحظة اأن هناك تف سريات متباينة للعالقات االأجنلو االأمريكية يف منت سف القرن الع رشين. وتبحث هذه املقالة يف العالقات بني البلدين يف سوء اكت ساف نفط سبه اجلزيرة العربية وا ستغالله بني ) (. 35

38 مايكل كويننت مورتون كان التوتر قد ن ساأ اأ سال ب سبب النفط العراقي حني سعى االأمريكان ب سيا سة الباب املفتوح اإىل تاأكيد مبادئ ال سوق احلرة على حني كان الربيطانيون ي حب ذون ممار سات ال سيطرة على ال سوق. وقد اأ سفرت اأ وىل حماوالت ح سم ذلك التوتر عن التو سل اإىل اتفاقية اخلط االأحمر عام )1928( اإال اأنه ترتب على ف سل تلك االتفاقية وما تالها من حماوالت لتن سيق ال سيا سة النفطية ب سبه اجلزيرة العربية - اآثار خطرة للعالقات االأجنلو ا أالمريكية على امل ستويني الدبلوما سي والتجاري ثم كونت تلك ا آالثار مواقف كل من الدولتني وظلت لدى اجلانبني رغبة قوية يف االتفاق ملواجهة التحديات التي ت هد د م ساحل هما امل سرتكة يف سبه اجلزيرة العربية واخلليج على الرغم من ذلك التوتر يف العالقات. اتفاقية اخلط الأحمر اأثمر ال سغط ا أالمريكي - ل سمان احل سول على نفط ال رشق االأو سط - توقيع اتفاقية اخلط االأحمر يف 1928/7/31 م وبها اندمج عدد من كربيات رشكات النفط االأمريكية وا أالوروبية يف رشكة النفط الرتكية»تي. بي. سي«للتنقيب عن النفط وا ستخراجه يف املنطقة. 3 وحتدر دت منطقة اهتمامهم بخط اأحمر ر س م على خريطة وميتد من حدود االإمرباطورية العثمانية البائدة مع ا ستبعاد الكويت ومل ي سمح بالعمل الأي من تلك ال رشكات يف املنطقة دون موافقة ال رشكات االأخرى وع رف هذا ب»بند اإنكار الذات«. 4 وعقدت ا آالمال على تلك االتفاقية لو سع حد لل رشاع املتوا سل على موارد النفط يف املنطقة و سمان تدفق اإمداداته على العامل الغربي. كان ا سم رشكة النفط الرتكية قد تغير ر عام )1929( لي سبح» رشكة نفط العراق اآي. بي. سي«5 وكان ي نظ ر اإليها باعتبارها رشكة بريطانية 6 رغم اأنها كانت متعددة اجلن سيات اإذ كانت تابعة ل رشكة النفط االإجنليزية الفار سية»اأجنلو بر سيان«وهي رشكة بريطانية كان اجلزء االأعظم من أا سهمها للحكومة الربيطانية ومقر ها الرئي س يف لندن. اأدر ت اتفاقية اخلط االأحمر تلك اإىل وقف التناف س موؤقتا بني امل سالح الربيطانية واالأمريكية يف العراق وطفت امل ساكل على ال سطح يف اأماكن اأخرى مع توايل االكت سافات النفطية فبينما اعتبر وزير التجارة االأمريكي هربرت هوفر االتفاقية ن رشا ل سيا سة»الباب املفتوح«اإىل موارد النفط يف ال رشق االأو سط كان االأمر عك س ذلك متاما. ومل يكن»الباب املفتوح حم ك م االإغالق مبثل ما كان عليه اآنذاك«7 كما الحظ عمالق النفط كالو ست جلبنكيان. البحرين والكويت رشعان ما ات سح عدم قدرة اتفاقية اخلط االأحمر على كبح جماح الطموح االأمريكي ب ساأن نفط البحرين فلم تتمكن رشكة نفط اخلليج - من املوقعني على اتفاقية اخلط االأحمر - من اال ستفادة مما ح سلت عليه من امتيازات الأن رشكاء ها يف رشكة نفط العراق مل يوافقوا على قيامها باأي أاعمال يف اجلزيرة ويرجع ال سبب الرئي س يف عدم املوافقة تلك اإىل ما انتاب ال رشكاء يف رشكة نفط العراق - وال سيما سل واأجنلو بر سيان - من سكوك ب ساأن وجود النفط بكميات جتارية يف اجلزيرة. 8 ومع ذلك ترتب على قرارها ال سماح ل رشكة ستاندرد اأويل كاليفورنيا» سوكال«بالدخول من الباب. ومل تكن سوكال من املوق عني على اتفاقية اخلط االأحمر فقد كان لها من احلرية ما ميكنها من العمل منفردة. 36

39 ت سييق الفجوة: العالقات االأجنلو االأمريكية والنفط العربي ) ( ح سلت رشكة نفط البحرين»بابكو«- وهي اإحدى توابع رشكة سوكال - عام )1930( - على امتياز التنقيب عن النفط يف البحرين لقاء دوالر وقد وقر ع حكام الكويت والبحرين وقطر وع مان واالإمارات املت ساحلة تعهدات بعدم منح أاي امتيازات نفطية اإال لل رشكات التي توافق عليها احلكومة الربيطانية بني ) (. وكان الربيطانيون قد عد وا تلك التعهدات اأمرا رشوريا ل سمان حماية احل ك ام من اأي عدوان خارجي. هكذا تعرر ست م سالح سوكال يف البحرين ملعار سة سديدة من وزارة امل ستعمرات الربيطانية ومكتب الهند ومع ذلك كانت وزارة اخلارجية الربيطانية حري سة على جتنب امل ساكل التي عرقلت مفاو سات االمتيازات النفطية يف العراق ثم راأت أان من م سلحة بريطانيا اتباع سيا سة امل ساحلة مع الواليات املتحدة االأمريكية. 9 فكان ال سماح ل سوكال بالعمل يف البحرين عام )1929( من خالل رشكة تابعة لها هي رشكة نفط البحرين واإن كان ذلك وفق قيود معينة. 10 جتلى التناف س التجاري االأجنلو االأمريكي يف الكويت التي كانت خارج نطاق اتفاقية اخلط االأحمر فقد اأبدت رشكة اأجنلو بر سيان اعرتا سا سديدا على حماوالت رشكة نفط اخلليج احل سول على امتيازات نفطية من حاكم الكويت ال سيخ اأحمد اجلابر ال سباح وبداأت املفاو سات فم ثر ل فرانك هوملز رشكة نفط اخلليج وم ثر ل اآر سيبولد سي سومل رشكة اأجنلو بر سيان وتوا سلت حتى عام )1932( عندما اأدركت اأجنلو بر سيان اأنه ي سعب هزمية هوملز لذا ان سمت اإىل رشكة نفط اخلليج وكور نتا معا رشكة نفط الكويت التي ظفرت بامتياز نفطي عام )1934( 11. اململكة العربية ال سعودية من بني تبعات اتفاقية اخلط االأحمر ربط رشكات أامريكية بعينها ب رشكة نفط العراق التي تديرها بريطانيا فقد ترتب على تلك االتفاقية تق سيم امل سالح النفطية االأمريكية مع سكرين: جمموعة رشكة نفط العراق طرفا والباقي طرفا اآخ ر فكان اخلط الفا سل بني امل سالح الربيطانية وامل سالح االأمريكية وا سحا متاما. ما اإن جنحت سوكال يف ا ستخراج نفط البحرين يف مايو )1932( حتى بد أات تتطلع اإىل اإقليم االأح ساء عام )1933( وبداأت املفاو سات يف مار س )1933( فم ثر ل لويد هاملتون وكيث توتي سيل» سوكال«وم ثر ل ستيفن لوجنريج و سليمان م د ر س» رشكة نفط العراق«وكان الثمن املطلوب هو جنية اإ سرتليني يف هيئة ذهب. 12 نا سل رشكاء رشكة نفط العراق - رشكات بريطانية واأمريكية وفرن سية وهولندية - للح سول على امتيازات لكنر»ت سكيل ال رشكة على ذلك النحو جعل من ال سعب عليها اتخاذ قرارات رشيعة«كما رشر ح به مديرها العام جون سكيلرو س للوجنيج. 13 أاما م سوؤولو رشكة سل فلم يعتقدوا وجود اأي نفط يف سبه اجلزيرة العربية 14 فلم يهتموا بتقدمي أاي عرو س. و أاما ال رشيك الفرن سي- وهو رشكة النفط الفرن سية - فقد اأو سحت أانها سوف تتقدم بعر س اإذا ما فعل ال رشكاء االآخرون االأمر نف س ه. واأما ال رشكاء االأمريكيون فقد اأعربوا عن اهتمامهم بتقدمي عر س م سرتك مع رشكة اأجنلو بر سيان لكنهم مل يتمكنوا من االتفاق على املبلغ الذي ع ر س فكان عر سا هزيال ترتب عليه الق ساء فعال على اأي مناف سة حقيقية بني املجموعتني على الرغم من اجلهود التي بذلها هاري فيلبي م ست سار ابن سعود حل ث االأطراف على التغيري مواقفها ولذا فقد ظفرت 37

40 مايكل كويننت مورتون سوكال باالمتياز النفطي يف االأح ساء واأ س ست رشكة لتنفيذه وهي» رشكة اأرابيان ستاندرد كاليفورنيا»كا سوك«فرتتب على امتياز االأح ساء هذا و سول االأمريكيني للعمل يف حقول النفط ما تطلب وجودا دبلوما سيا اأمريكيا يف اململكة. 15 ومل يكن لنفوذ اأمريكي اأثر يف املنطقة حتى ذلك الوقت اأو كاد فقد كان الراأي ال سائد يف وا سنطن اأن سبه اجلزيرة العربية واخلليج يف نطاق النفوذ الربيطاين. كتب اأحد ممثلي سوكال - وهو فرن سي س لومي س - اإىل وزارة اخلارجية االأمريكية يف اإبريل )1939( طالبا وجودا دبلوما سيا دائما يف البالد ال سعودية 16 فوافقت وزارة اخلارجية على طلبه ويف 1942/5/1 قام اأول متثيل دبلوما سي اأمريكي يف جدة وكان مقر ه مبنى قدميا داخل سور املدينة ومل يكن فيه كهرباء فاعتمد اأفراد البعثة على املول د الذي مدر رشكة النفط املجاورة بالطاقة. 17 اأبدى موظفو سوكال تخوفهم عام )1941( من ا ستخدام بريطانيا لنظام تقدمي دفعات مالية على سبيل القر س البن سعود بغر س ا ستمالته ثم انتزاع امتياز االأح ساء منهم. 18 ومل ي بد الرئي س االأمريكي روزفلت اأير اهتمام يف البداية وقال:»اأخبروا الربيطانيني اأنني اأود لو قاموا برعاية ملك العربية ال سعودية فاإن تلك البالد بعيدة عنا«19 لكن احلرب العاملية الثانية غير رت كل سيء! فاإن ال سبعة باليني برميل نفط التي ا ستهلكها احللفاء جاء منها ستة باليني برميل من موارد الواليات املتحدة. 20 وبازدياد اخلوف من س ح اإمدادات الوقود اأعادت وا سنطن تقييم سيا ستها لالأهمية االإ سرتاتيجية للمملكة العربية ال سعودية ك مو ر د للنفط 21 فبداأ الرتكيز على زيادة النفوذ االأمريكي هناك على ح ساب النفوذ الربيطاين عن طريق عرو س املدفوعات واالإمدادات بال مقابل. 22 ومل تعد اململكة العربية ال سعودية سمن نطاق النفوذ الربيطاين منفردا بنهاية احلرب وباتت من كبار حلفاء الواليات املتحدة وظلت امل سكلة الكبرى قائمة وهي: كيف يت سنى للواليات املتحدة الدخول اإىل منطقة اخلليج العربي 23. مل تكن اتفاقية اخلط االأحمر مالئمة يف اأماكن اأخرى ل رشكتني اأمريكيتني ففي فترة ما بعد احلرب غ سر العامل بالنفط فتمر تعليق االإنتاج يف احلقول العراقية ما جعل سناعة النفط ال سعودية النا سئة تتفوق على مثيلتها يف العراق واأ سبحت اأ سخم منها ب ست مرات عام )1948( 24 لذا مل يكن غريبا اأن اجتذب النفط ال سعودي رشكات ستاندرد نيوجر سي و سكوين فاكوم فان سحبتا من اتفاقية اخلط االأحمر لتتمكنا من احل سول على امتيازات سعودية بات النفط ال سعودي باإدارة ال رشكة التي خلفت»كا سوك«ا سميا وهي رشكة النفط العربية االأمريكية «أارامكو«. وكانت تلك خطوة ناجحة متاما أالنه كان لدى سكوين ونيوجر سي سبكات توزيع جيدة يف أاوروبا - وهو ما افتقرت اإليه أارامكو - واإن عانت نق سا يف اإمدادات النفط اخلام وهو ما وجد بكرثة لدى اأرامكو. اإن تقدمي اأرامكو النفط الأوروبا الغربية وحتويل اإمدادات النفط املتجهة اأ سال اإىل اأمريكا الالتينية نحو تغطية حاجات الواليات املتحدة - جعال حتقيق هدف وا سنطن ممكنا بخف س ا ستنزاف موارد النفط االأمريكي. قطر والإمارات املت ساحلة وع مان دفع اكت ساف النفط يف البحرين رشكة اأجنلو - بر سيان اإىل ت أامني بقية االمتيازات النفطية يف سبه اجلزيرة العربية نيابة عن رشكة نفط العراق ففي قطر حر ست اأجنلو - بر سيان على امل سي ق د ما حتى اإن مديريها مل ي ساوروا ال رشكاء يف رشكة نفط العراق وكان ذلك اأحد متطلبات اتفاقية اخلط االأحمر لذا حر ست على جتنب املفاو سات املطور لة ومنع ت رشيب املعلومات عن طريق ال رشكاء االأمريكيني يف رشكة نفط العراق اإىل رشكات 38

41 ت سييق الفجوة: العالقات االأجنلو االأمريكية والنفط العربي ) ( اأمريكية اأخرى. وكتب اأحد هوؤالء املديرين قائال :»ال نريد اأن يكون هناك ت رشب من نيويورك حتى سان فران سي سكو«. 25 و سل ممثل اأجنلو - بر سيان ت سارلز ميلي س يف اأغ سط س )1932( اإىل قطر لبدء املفاو سات يف امتياز نفطي مع ال سيخ عبداهلل بن ثاين القا سم. رشعان ما انت رشت اأنباء ال رشوط املالية ل سفقة جدة )1933( و رش ت اإىل سيوخ اخلليج وعندما عاد ميلي س اإىل قطر يف يوليو )1934( كانت اإ ساعات حول ات ساالت أامريكية عديدة بال سيخ قد سبقته. و رشعان ما ات سح مليلي س اأن ال رشوط التي مت االتفاق عليها يف جدة زادت موقف ال سيخ سالبة ما اأدى اإىل امتداد املفاو سات حتى مار س )1935( عندئذ ظفرت اأجنلو - بر سيان بامتياز نفطي مدته سنة.وبادرت 75 اأجنلو - بر سيان اإىل حتويل االمتياز اإىل رشكة تابعة ل رشكة نفط العراق اللتزاماتها جتاه جمموعة ال رشكة وهي رشكة تنمية النفط»قطر«املحدودة وكانت قد تاأ س ست حديثا 26. تكررت الق سة على طول ال ساحل فقد و سل جيولوجي من اأجنلو - بر سيان وهو بيرت كوك س اإىل اأبوظبي عام )1935( واكت سف اأن حاكمها ال سيخ سخبوط بن سلطان اآل نهيان قد علم مبفاو سات االأح ساء وكان مهتما مبفاحتة االأمريكيني ب ساأن امتياز نفطي. 27 ولكن ال سيخ سخبوطا تراجع عن ذلك عام )1939( ومنح رشكة تنمية النفط باالإمارات املت ساحلة»املحدودة«امتيازا مدته سنة. 75 واأحيا التهديد القادم من ال رشكات االأمريكية االهتمام يف ع مان يف الوقت نف سه واأدر ى اإىل ح سول ال رشكة على امتياز نفطي من ال سلطان سعيد بن تيمور عام )1937(. وبن سوب احلرب العاملية الثانية كانت رشكة نفط العراق قد اأ مر ن ت من خالل ال رشكات التابعة لها غالبية االمتيازات النفطية يف املنطقة. واإذا كانت امل سالح الربيطانية قد ظلت سائدة يف اخلليج فقد ظفر االأمريكيون ب %23 75 من اإجمايل االمتيازات النفطية على طول حميط سبه اجلزيرة العربية. حماولت تن سيق ال سيا سات النفطية الأجنلو الأمريكية وا سلت احلرب العاملية الثانية ا ستعالها فظهرت بوادر االتهامات املتبادلة بني بريطانيا والواليات املتحدة االأمريكية ب ساأن اتفاقية اخلط االأحمر وزاد االهتمام االأمريكي باململكة العربية ال سعودية وال سيطرة الربيطانية على نفط اإيران. وبحلول )1943( بات وا سحا اأن اتفاقية اخلط االأحمر ال تفي باملطالب االأمريكية بن سيب من نفط ال رشق االأو سط اإذ كان %81 منه حتت سيطرة الربيطانيني و %14 حتت ال سيطرة االأمريكية وانطبق عدم التوازن ذاته على اإمكانات تكرير النفط. واأدركت وزارة احلرب االأمريكية اأن النق س يف م سايف النفط االأمريكية يوؤثر سلبا يف العالقات مع الدول امل سيفة اإذ مل يكن بو سع الواليات املتحدة اإنتاج نفط يكفي سد حاجاتها واإذا مل تقم م ساف جديدة ف سوف توؤدي الزيادة يف اإنتاج النفط - بب ساطة - اإىل زيادة قدرة م سايف النفط الربيطانية يف املنطقة. 28 ح د ا ذلك االإدارة االأمريكية - بقيادة روزفلت - اإىل تاأمني اإمدادات النفط االأمريكية بالتفاو س حول احل سول على الن سيب االأكرب من أا سهم امتياز النفط ال سعودي. وقادت تلك املبادرة موؤ س سة حاجات النفط برئا سة هارولد اآي سك س الذي تبنر ى مدخال موؤ س سيا خمتلفا عما تبنته االإدارات ال سابقة ولكن ذلك املدخل مل ي سمد أامام قوة اللوبي»التجمع«النفطي ا أالمريكي وبهزميته ا قت ر ح اإقامة خط أانابيب من رشق سبه اجلزيرة العربية حتى البحر املتو سط لكن ذلك االقتراح حتطم على سخرة اعرتا س اللوبي ذاته فقد راأى زعماوؤه فيه 39

42 مايكل كويننت مورتون حماولة موؤ س سية جديدة لل سيطرة على املوارد النفطية وهكذا تطلع وزير اخلارجية االأمريكي كورديل ه ل اإىل البحرين بحثا عن اتفاقية نفطية وذلك اقتراح قاومه الربيطانيون يف البداية ميثلهم الف سكونت هاليفاك س واإن اأ عيد طرحه يف اإطار االتفاقية البرتولية االأجنلو االأمريكية التي وقعت يف /8/8 واأكدت تلك االتفاقية مبادئ ال سوق احلرة واأعرب اآي سك س عن اأمله اأال تعني»املزيد من القيود على االأمريكيني عن طريق اأدوات على ساكلة اتفاقية اخلط االأحمر«30 ومن اأهم مالمح االتفاقية ت سكيل جلنة نفطية دولية القرتاح ال سيا سات النفطية وهذا سيء يناق س االأمل االأمريكي الذي عرب عنه آاي سك س ولكن االتفاقية حتطمت يف جمل س ال سيوخ االأمريكي العترا س سخ سيات نافذة يف سناعة النفط املحلية الذين خ سوا من اأن توؤدي االتفاقية اإىل اتخام ال سوق بالنفط وهكذا طويت سفحة االتفاقية. رمبا كانت تلك االأحداث م عب رة عن اأمل وا سنطن ولندن يف ح سم اخلالفات يف النفط بزيادة امل ساركة احلكومية لكن االأثر ا أال سا س كان يكمن يف قدرة ال سيطرة على االإنتاج وال سحن والتوزيع التي عهد بها اإىل ال رشكات الدولية. 31 اأما للربيطانيني فقد كانت تعني جتدد التهديدات التجارية مل ساحلهم يف اخلليج العربي فاأدت االأحداث اإىل بروز خالفات تكتيكية بني وزارة اخلارجية االأمريكية وامل سالح التجارية وهو ما حدث بالفعل يف عالقة الطرفني ب رشكة اأرامكو يف فرتة ما بعد احلرب العاملية الثانية. ومع ذلك ظلت اأ سا س العالقات النفطية بني احلكومتني على الرغم من حقيقة اأن تلك االتفاقية مل يتم الت سديق عليها وهو ما تب ني عام )1946( عندما اأذعنت احلكومة الربيطانية للم ساعي التي بذلتها رشكتا سكوين فاكوم و ستاندرد نيوجر سي للخلع من اتفاقية اخلط االأحمر. 32 ويف اأغ سط س من العام ذاته وافق الربيطانيون على تقييد اإنتاجهم من حقول النفط االإيرانية وكان ذلك تعبريا عن روح التعاون. 33 اأ ساب الوهن االقت ساد الربيطاين - يف فرتة ما بعد احلرب العاملية الثانية - اأحد العوامل التي اأدر ت اإىل تغري يف العالقات بني بريطانيا والواليات املتحدة االأمريكية فقد اأنهك املجهود احلربي االقت ساد الربيطاين وزاد الطني ب ل ة ما أاعقب احلرب من اأزمات للجنية االإ سرتليني وتداعيات تلك االأزمات ففي مار س )1947( سعى وزير اخلارجية الربيطاين اإرن ست بيفن للح سول على معونات من وا سنطن ملجل س اإعمار العراق وهو طلب قوبل ب سمت ذي مغزى! فاإذا كان االأمريكيون قد اأقر وا بالهيمنة الع سكرية الربيطانية يف اخلليج العربي فاإن ذلك االإقرار مل ميتد اإىل التعاون االقت سادي وعلى ذلك االأ سا س ع قدت املحادثات يف وا سنطن يف اأكتوبر )1947(. وعلى الرغم من ز ع م بريطاين الحق ب أان تلك املحادثات»قد متخ ست عن م ساندة اأمريكية ملوقفنا فقد كانت غير ملزمة وتفي س باملداهنة ب ساأن سالمة اأرا سي الدول وا ستقاللها وافتقرت اإىل اأي اتفاق حول سيا سات التعاون«. 34 ال سبكة املعقدة للم سالح الأمريكية ا سرتت رشكة كا سوك عام )1935( رشكة تك سا س للنفط واأ سبحت اأرامكو يف عام )1944(. وكما راأينا امتدت أارامكو لت سمل ستاندرد نيوجر سي و سكوين فاكوم عام )1948( ويف سنوات ما بعد احلرب العاملية الثانية كان ي نظ ر بعني ال سك اإىل اأرامكو الأنها تقف وراء حملة ت ستهدف اإعالء امل سالح االأمريكية وطرد النفوذ الربيطاين من اخلليج العربي. وزاد من تلك ال سكوك قيام سعبة البحوث العربية يف ال رشكة ببحث يف النزاعات واملزاعم احلدودية. 35 وكان عدم الثقة على درجة من القوة فاأث ر يف سنع القرارات عند اأعلى م ستويات احلكومة ففي اأواخر )1955( ت أاخرت بريطانيا يف اإطالع وا سنطن مبكرا على اخلطط الع سكرية 40

43 ت سييق الفجوة: العالقات االأجنلو االأمريكية والنفط العربي ) ( لالإطاحة باإمام ع مان من نزوى ويف دقيقة واحدة اأو سح اإيدن ال سبب يف ذلك القرار قائال :»اأوافق ب ساأن اإبالغهم م سبقا ولكن أامل يكن حتميا أان تخرب وزارة اخلارجية االأمريكية اأرامكو با أالمر كان يل اأن اأتوقع ذلك لذا فقد كان االإبالغ قبل اأقل وقت ممكن هو االأف سل«. 36 الوا سح اأنه كان من م سلحة اأرامكو اأن ت عز ز موقفها يف اململكة العربية ال سعودية 37 لكن سيا سة وا سنطن كانت اأكثر توازنا فم ساركة ال رشكات االأمريكية يف رشكة نفط العراق واالمتيازات التي ح سلت عليها ال رشكات التابعة لها يف اخلليج وع مان وامل ساركة االأجنلو االأمريكية يف رشكة نفط الكويت - اأمور كانت تعني اأن امل سالح الدبلوما سية االأمريكية ال تت ساوى مع م سالح اململكة العربية ال سعودية. وكتب القائم باالأعمال االأمريكي يف لندن قائال :»تنطوي سيا ستنا على احلياد التام يف تلك امل سائل فامل سالح االأمريكية يف البحرين واململكة العربية ال سعودية وامل سيخات املت ساحلة - سوف تتاأثر سلبا اإذا تدخلنا«. 38 وظلت االإدارات االأمريكية املتعاقبة م ساندة الأرامكو يف ا أالمور االقت سادية وهو ما يت سح من قرار ال سماح لل رشكة بح سم عوائدها على اأ سا س املنا سفة من قائمة ال رشائب االأمريكية. 39 زاد بع س الق سايا العاملية - مثل الرغبة يف احلفاظ على النفوذ الربيطاين باخلليج يف فرتة ما بعد احلرب العاملية الثانية كدرع واقية سد ال سيوعية - 40 يف ال سغوط على سن اع القرار يف الواليات املتحدة لتوخي احلذر يف تعاملهم مع النزاعات احلدودية يف سبه اجلزيرة العربية فقد اأزعج احلياد ا أالمريكي الربيطانيني الذين سعروا باأنه كان على االأمريكيني اأن يفعلوا أاكرث مما فعلوا مل ساندتهم. وكما قال م سوؤول باخلارجية الربيطانية:»اإننا نتوقع من وزارة اخلارجية االأمريكية سيئا اأكرب من جمرد الو ساطة وامل سورة املحايدة«. 41 واقعة ستوبارت حدثت مواجهة يف ال سحراء بني ح ر ا س سعوديني يتولون حماية فريق م س ح ي تابع ل رشكة اأرامكو وجماعة تابعة لل سيخ سخبوط يف اإبريل )1949( وهي الواقعة التي ا ستهرت با سم»واقعة ستوبارت«ن سبة اإىل املعتمد ال سيا سي الربيطاين الذي حاول ح سم امل سكلة. 42 لقد ع ب ر نورفال بيكر كبير اجليولوجيني ب رشكة نفط العراق - عن راأيه يف تلك الواقعة يف تقرير رفعه اإىل اإدارة رشكته والغريب يف االأمر أان بيكر هذا كان مواطنا اأمريكيا ق د م اإىل رشكة نفط العراق عام )1935( من اإحدى ال رشكات امل ساركة فيها وهي رشكة ستاندرد اأويل نيوجر سي التي ا سرتت جزءا من اأ سهم اأرامكو عام )1948( وجاء يف تقرير بيكر:»وخال سة القول: لي س ثمة دواعي جيولوجية جتعلنا نتخلى عن املنطقة فهي ت ب رش باخلري الوفري ب رشط أان يتوىل حمايتها جي س فقيمة تلك املنطقة ت رب ر تكوين ذلك اجلي س ولو لفرتة 43 من الزمن على االأقل ت سمح بالقيام بالبحوث ال رشورية«. الغريب يف االأمر اأن ذلك االأمريكي هو الذي اأ سار باال ستخدام املحتمل للقوة سد مواطنني اأمريكيني! ومع ذلك مل يتحور ل خطر ال رشاع امل سلح بني بريطانيا والواليات املتحدة االأمريكية اإىل واقع وكانت اآخر جتليات ذلك اخلطر قد بدت يف يونيو )1954( عندما دخل فريق م سحي تابع ل رشكة اأرامكو منطقت ي جم ان وعقل اللتني كانت اأبوظبي تطالب بهما لكن ون ستون ت رش سل رئي س الوزراء الربيطاين وقف ب سدة سد ا ستخدام القوة يف تلك امل ساألة

44 مايكل كويننت مورتون ال سيا سة الأمريكية يف اخلليج راأينا ال سيا سة االأمريكية يف ال رشق االأو سط قد نبعت من النق س يف الوقود الذي حدث يف احلرب العاملية الثانية ومن التقدير الكايف للمملكة العربية ال سعودية كحليف اإ سرتاتيجي اأي سا. وقد انزعج الربيطانيون ب سدة من اتفاقية النفط بني أارامكو واحلكومة ال سعودية على أا سا س تقا سم العوائد منا سفة وازداد انزعاجهم بعدما سعى ال سعوديون للتفاو س يف رشوطها بعد ذلك ب سنتني وهكذا سادت امل سالح التجارية االأمريكية مرة اأخرى. سعت احلكومة الربيطانية عام )1953( مرة اأ خرى اإىل التو سل اإىل اتفاق مع وا سنطن ب ساأن ال سيا سة النفطية وخلر س اقت سادي أامريكي - كان يعمل باإدارة ال رشق ا أالدنى بوزارة اخلارجية ا أالمريكية وهو ريت سارد فنكهاوزر الراأي االأمريكي ال سائد آانذاك فكتب يف مذكرة يقول:»على ال سناعة ولي س احلكومة االإم ساك بالدفة يف هذا ال سدد«. 45 كانت ال رشكات االأمريكية عندئذ قد سيطرت على %66 من اإنتاج ال رشق االأو سط من النفط ملا بذلته من جهود ذاتية فقد ت ساءلت حاجة وا سنطن اإىل التدخل أاو التواطوؤ مع بريطانيا للهيمنة على اإنتاج النفط. 46 وا ستعان امل سوؤولون االأمريكيون بالقانون اخلا س باملناف سة لتربير عدم ا ستعداد رشكات النفط االأمريكية للعمل بالتعاون مع نظرياتها الربيطانية على الرغم من اأن املحادثات قد متت بالفعل. 47 سارت ال سيا سات التو سعية االأمريكية والربيطانية ك ل يف اجتاه يف اأماكن أاخرى فلم يكن بني»برنامج النقطة الرابعة«الذي اأطلقه الرئي س ترومان لتقدمي امل ساعدات الفنية للمناطق االأقل تقدما 48 وبرامج امل ساعدات الربيطانية التي كانت ت طرح من خالل املكتب الربيطاين يف ال رشق االأو سط - سلة 49 ما ساعد على التباعد بني الواليات املتحدة االأمريكية وبريطانيا وتلك امل سائل احلدودية يف جنوب رشقي سبه اجلزيرة العربية اإذ اأو سحت الواليات املتحدة موقف ها يف الر سالة التي وجر هها الرئي س ترومان واعدا بحماية اململكة العربية ال سعودية من اأي عدوان خارجي لكن تطبيق حمتوى ذلك اخلطاب على النزاعات احلدودية يف سبه اجلزيرة العربية أافرغه من م سمونه اإذ متركزت الدبلوما سية االأمريكية حول سيا سة ت سجيع التحكيم يف النزاعات ومقاومة طلبات التو سط بني ا أالطراف املعنية فما اإن توافق تلك ا أالطراف على التحكيم حتى يبدو الباب مفتوحا للتو سل اإىل حل م ر س! اإال اأن اإجراءات التحكيم توقفت يف سبتمرب )1955( يف جنيف و سط مزاعم ومزاعم م سادة ووا سلت وا سنطن حثر ها على عودتهما اإىل التحكيم على الرغم من املرارة الظاهرة لدى الطرفني. 50 م ساألة النفط مل يكن ثمة ما ي ثبت زعم اأن واحة الربميي»طافية على بحرية من النفط«51 ففي عام )1953( اأخبر نائب رئي س رشكة اأرامكو تريي دو س مم ث ل سناعة النفط الربيطانية يف وا سنطن اأن لي س ثمة دالئل على وجود تر سبات نفطية يف منطقة الربميي. 52 واأفاد جيولوجيو رشكة نفط العراق باأن»من غري املحتمل وجود النفط يف املنحدرات الغربية لالأرا سي املرتفعة الغربية من الربميي«. 53 اأما املنطقة الهام ة نفطيا فقد كانت غرب سحراء اأبوظبي التي كانت جزءا من املنطقة املتنازع فيها اأي سا ففي 1954/1/7 اقترح رئي س الوزراء الربيطاين اأنطوين اإيدن - بوحي من املقرتحات الداعية للعمل االأجنلو 42

45 ت سييق الفجوة: العالقات االأجنلو االأمريكية والنفط العربي ) ( االأمريكي امل سرتك يف اإيران - اأن مت ن ح جمموعة رشكات امتياز العمل يف املنطقة املتنازع فيها. 54 وكان م سوؤولو رشكة نفط العراق قد اأبدوا اهتماما باحل سول على امتياز نفطي يف املناطق املحتمل سمها اإىل امللكة العربية ال سعودية»باالتفاق مع أارامكو«لكنها مل تتحم س لفكرة»جمموعة رشكات«. 55 وكانت وزارة اخلارجية الربيطانية ت سعى لت أامني التزام رشيح من اململكة العربية ال سعودية مبنح ال رشكات الربيطانية امتيازات يف اأي مناطق تكون من ن سيب اململكة العربية ال سعودية دون اأي متييز. 56 لكن أارامكو عندما علمت باالقرتاح الذي تقدمت به وزارة اخلارجية الربيطانية احتجر ت ب سدة زاعمة أان الربيطانيني يحاولون اغت ساب حقوقها امل رشوعة. 57 ال سيا سة الربيطانية يف اخلليج مل ي ساور اأع ساء احلكومة الربيطانية س ك يف رشورة الدفاع عن امل سالح الربيطانية يف جنوب رشقي سبه اجلزيرة العربية وذلك العتبار ي ن هام ني : الهيبة والنفط 58 ففي 1955/10/18 م بحث الوزراء مذكرة رفعتها اإليهم جلنة نفط ال رشق االأو سط تفيد باأن م سالح بريطانيا النفطية باتت توؤدي د ورا م تنامي االأهمية يف سيا ستها اخلا سة بال رشق االأو سط اإذ كان لل رشكات الربيطانية ا ستثمارات يف ال رشق االأو سط بقيمة 600 مليون جنية اإ سرتليني - حوايل 11.7 بليون باأ سعار اليوم - وكان االقت ساد الربيطاين معتمدا على واردات النفط من ال رشق االأو سط ومن املرجر ح اأن يزداد ذلك االعتماد. وانتهت املذكرة اإىل اأن»نفط ال رشق االأو سط حيوي القت سادنا وال تنطوي امل ساألة على اأولويات للتمييز بني منطقة واأخرى من العامل يف ظل احلرب الباردة بل هي حاجة م ل حر ة ونحن مك سوفون يف تلك املنطقة التي تكاد تفلت من أايدينا بتاأثري القوى القومية املحلية والأن اأعداءنا يبذلون من اجلهد اأكرث مما نبذل«. الربميي وال سوي س ومبداأ اآيزنهاور جتلت ال سيا سة الربيطانية يف االإعالن الذي اأ سدرته احلكومة الربيطانية من جانب واحد يف اأغ سط س )1955( ب ساأن حدود اأبوظبي ما اأعقبه اإعادة احتالل حما سة يف واحة الربميي يف أاكتوبر من العام ذاته. وكان لقرار عدم اإبالغ االأمريكيني م سبقا اآثار سيئة يف العالقات االأمريكية الربيطانية واإن مل ت سل اإىل درجة كبيرة من اخلطر 59 فقد أاعرب وزير اخلارجية ا أالمريكي جون فو سرت داال س عن غ سب وا سنطن من ذلك وردر هارولد ماكميالن وزير اخلارجية الربيطاين ب أانه:»حر س على عدم اتهام االأمريكيني بالتواطوؤ«وتقبر ل داال س ذلك بهدوء سديد ومل ي لح يف هذا ال ساأن اإذ مل ير ذلك اأكرث من م ساألة سكلية«. 60 كان داال س اأكرث تعاطفا مع املوقف الربيطاين من نائبه هربرت هوفر»جونيور«وكان من العاملني سابقا يف جمال النفط ولذا مال اإىل حماية امل سالح النفطية االأمريكية و رشكة اأرامكو. وعند نقطة ما سعر داال س ب أان هوفر قد ين سى اأو يتنا سى أان بريطانيا حليفة للواليات املتحدة على امل رشح العاملي ا أالو سع لذا فقد ذكر ره بح در ة اأن بريطانيا هي االأ خرى من امل سالح االأمريكية 61 وهكذا ميكن قول: اأيا كانت اخلالفات بني بريطانيا والواليات املتحدة ا أالمريكية فقد كانت قاعدة العالقات بينهما سليمة وثمة دليل على ذلك جتل ى يف العام التايل عندما ن سبت اأزمة ال سوي س اإذ سارعت االإدارة االأمريكية بقيادة الرئي س اآيزنهاور اإىل راأب ال سدع الذي اأ ساب العالقات االأمريكية الربيطانية فاأمر با ستئناف اإمدادات النفط الأوروبا الغربية. 62 ففي موؤمتر برمودا يف اإبريل )1957( بدا الطرفان وقد ت ساحلا واتفقا على تن سيق سيا ساتهما العاملية. 63 ويالحظ اأي سا 43

46 مايكل كويننت مورتون اأن مبداأ آايزنهاور مل يت سمن عمدا عدن وع مان وم سقط وم سيخات اخلليج ما ي سري اإىل اعرتاف وا سنطن بالد ور الربيطاين يف تلك املناطق. 64 وعلى الرغم من اختالف االآراء ب ساأن اأ سد التهديدات خطرا للم سالح االأجنلو االأمريكية يف ال رشق االأو سط فقد اأح سر الربيطانيون اأن سيا سة الواليات املتحدة تركز يف اخلطر ال سيوعي على ركزت ال سيا سة الربيطانية يف تهديد القومية الراديكالية وتاأمني اإمدادات النفط. 65 لقد كانت العالقات بني البلدين ترتكز على اأ س س سليمة فعندما ه د دت امل سالح النفطية ا أالمريكية يف الكويت حني هدر د اجلنرال عبدالكرمي قا سم بغزوها عام )1961( نزلت قوات بريطانية - ولي س اأمريكية - اإىل الكويت حلمايتها. 66 واقعة سبايك كامب ا ستخدم فريق للتنقيب عن النفط التفجري حتت االأر س - وكان تابعا ل رشكة اأرامكو مبقت سى عقد بني الطرفني - واأقام خم ير ما يف 1962/4/28 عند موقع اعتقد اأنه يبعد 27 كيلومرتا جنوب خط احلدود الذي ر س م عام )1955( بني اململكة العربية ال سعودية واأبوظبي اإال اأن طلعتني جويتني فوق املوقع اأكدتا اأن املخيم اأقيم داخل اأرا سي أابوظبي على بعد ع رشة كيلو مرتات من اخلط احلدودي. وكانت الطلعة االأوىل بطائرة ت ق ل فريقا م سحيا تابعا ل رشكة تنمية النفط بال ساحل املت سالح والثانية بطائرة تابعة للقوات اجلوية امللكية وكانت مهمتها التحقق من سحة ما جاء يف تقرير الطلعة االأوىل. ويف الثاين من مايو تقدمت وزارة اخلارجية الربيطانية ب سكوى لوزارة اخلارجية االأمريكية يف ذلك التجاوز واأفادت: اأن املقيم ال سيا سي يف الربميي ال سري وليم لو س ب سدد الدفع بفريق اأر سي للتحقيق. وعندما راجعت اأرامكو و رشكة نفط العراق خرائطهما وجدا اأن خطاأ مل ي رتك ب! ووفق ما ذكرته أارامكو فاإن فريق التنقيب اأقام خم يم ه داخل االأرا سي ال سعودية بينما أا رشت رشكة نفط العراق على أانه قد جتاوز احلدود و أاقام املخيم داخل اأرا سي أابوظبي. ومت جمع اخلرائط وفح سها ومناق ستها وبدا املوقف فرتة وكاأن االأحداث سوف تخرج عن ال سيطرة اإال اأن لو س قد اأقرر يف 19 مايو باأن الربيطانيني ارتكبوا خطاأ واأ ساف اأن الطائرتني حدر دتا موقع املخيم با ستخدام نظام د كر ا Decca الذي اأ سا سه موقع جزيرة ال سافات يف اخلليج التي مل تكن مو سحة ب سكل سحيح على اخلريطة التي كانت القوات اجلوية امللكية ت ستخدمها. واعرتفت القوات اجلوية امللكية بخطئها ثم اعتذرت ل رشكة اأرامكو واأ غل ق ذلك امللف. ومل يتماد اأحد يف املقارنة على الرغم من الت سابه بني تلك الواقعة وواقعة ستوبارت قبلها بثالثة ع رش عاما وبات وا سحا اأنه مل ي ع د هناك سهية للمواجهة ب ساأن امل سائل احلدودية. ب د ت االإدارات االأمريكية املتعاقبة - يف الواقع - مرتاحة متاما للوجود الربيطاين يف اخلليج ففي ستينيات القرن الع رشين - عندما ك سف الربيطانيون عن خططهم لالن سحاب من اخلليج - اأعرب الرئي س لندون جون سون عن ده سه ال سديد لذلك! وحذر ر رئي س الوزراء الربيطاين هارولد ول سون من اأن»هيكل حفظ ال سالم سوف يهتز من قواعده واأن قواتنا واإرادتنا ال سيا سية قد ت سعفان ب سكل خطر اإذا كنا وحدنا سنزود احل سون بالرجال«68 لكن نداءه هذا ذهب أادراج الرياح وكانت بالفعل رشخة اآتية من بعيد يف زمن كانت ال رشكات االأمريكية تكافح من اأجل مواطئ الأقدامها يف اخلليج. على ما يبدو مت - ب سكل ودي - ح سم النزاع الذي ن سب حول حقل للنفط يف سيبه/ زرر اره وع ك ر سفو احلدود ال سعودية االإماراتية وذلك يف اتفاقية جدة )1974( 69 واجلهود التي سبقتها والتي بذلها حاكما البلدين دون تدخل مبا رش من الواليات املتحدة ا أالمريكية وبريطانيا التي كانت قد سحبت قواتها الع سكرية من اخلليج حينئذ. 44

47 ت سييق الفجوة: العالقات االأجنلو االأمريكية والنفط العربي ) ( اخلال سة حتدثنا عن العالقات النفطية بني الواليات املتحدة ا أالمريكية وبريطانيا يف عهد اكت ساف النفط يف منطقة اخلليج واأ رشنا اإىل أان بني فل سفة ال سوق املفتوحة التي انتهجتها الواليات املتحدة و سيا سة ال سوق املن سبطة التي سارت عليها بريطانيا اختالفا جوهريا وقد اأثر ر ذلك االختالف يف دبلوما سية كل منهما وات سح ذلك من اجلدل الذي اأ ثري حول اتفاقية اخلط االأحمر التي فر ست قيودا على عدد كبري من رشكات النفط االأمريكية. وملا بات وا سحا اأن تلك االتفاقية ال تفي باملطالب االأمريكية ون سيبها من نفط سبه اجلزيرة العربية حاولت االتفاقية االأجنلو االأمريكية املوقر عة عام )1944( تعديل ا أالو ساع لكنها ف سلت هي ا أالخرى يف حتقيق ق د ر من التن سيق يف ال سيا سات النفطية للبلدين. وبازدياد التوتر باتت الق سية االأ سا سية هي: اإىل اأي مدى كانت وا سنطن م ستعدة لتعزيز م ساحلها التجارية يف سبه اجلزيرة العربية على ح ساب الوجود الربيطاين يف اخلليج العربي. متيزت املرحلة االأوىل من التناف س االأجنلو االأمريكي يف سبه اجلزيرة العربية واخلليج بالتناف س التجاري املبا رش يف التفاو س للظفر بامتيازات نفطية. وانطلقت املرحلة الثانية على م ستوى سيا سي واآخر دبلوما سي وكنتيجة ال ستنزاف موارد النفط يف سنوات احلرب العاملية الثانية أادركت وا سنطن االأهمية االإ سرتاتيجية للمملكة العربية ال سعودية ومواردها النفطية ثم اأقامت عالقات وثيقة معها. ظلت وا سنطن بني ف كر ي الرر حا طوال حقبة خم سينيات القرن الع رشين اإذ كانت م ساحلها النفطية يف اململكة العربية ال سعودية يف كفر ة ودخول ال رشكات ا أالمريكية يف رشكة نفط العراق وغريها من املوؤ س سات التجارية يف اخلليج يف كفر ة اأ خرى. ونظرت وا سطن اإىل الوجود الربيطاين يف ال رشق االأو سط على اأنه رشوري يف مواجهة املد ال سيوعي على الرغم من اأنها كانت تنظر اإىل ال رشق االأو سط باعتباره م وردا جاهزا للنفط اإىل أاوروبا الغربية وميكنها االحتفاظ مبواردها الذاتية أال سواقها املحلية وقد وقفت كل تلك العوامل يف سف احلياد االأمريكي. رمبا اأزعجت سيا سة وا سنطن وزارة اخلارجية الربيطانية لكنها منحت احلكومة الربيطانية ق د را معينا من احلرية يف التعامل مع النزاعات احلدودية يف سبه اجلزيرة العربية وامل سكلة الع مانية ولكن متثر ل اجلانب ال سلبي يف عدم التن سيق بني سيا ست ي البلدين يف النفط ما ترك امل سائل النفطية تتطور ب سكل غري مهيكل وينطوي على خطر وهو ما جتلى يف واقعة ستوبارت يف اإبريل )1949( وحملة جمان يف يونيو )1954( وبينما سمحت وزارة اخلارجية االأمريكية لل رشكات اخلا سة بت سلم الزمام كان ثمة رغبة قوية لدى االإدارات ا أالمريكية املتعاقبة يف خف س التوترات وح سم الق سايا مع بريطانيا وهو ما جتلر ى فيما اتخذته وا سنطن من اإجراءات الإعادة العالقات اإىل طبيعتها يف اأعقاب اأزمة ال سوي س عام )1956( واعرتافها بالد ور الربيطاين يف اخلليج العربي وموافقتها ال سمنية على الدفع بقوات بريطانية اإىل الكويت عام )1961(. لقد فو س ا سمحالل االقت ساد الربيطاين واجهة بريطانيا اال ستعمارية واأخ سعها الحقا للنفوذ االأمريكي املت ساعد يف املنطقة. وعلى الرغم من اأن مبداأ اآيزنهاور وفق اأحد املوؤرخني كان جمرد فرقعة 70 اإال اأنه كان عالمة على مرحلة جديدة يف العالقات االأجنلو االأمريكية. فاملبداأ اإذ اعرتف باملكانة اخلا سة لربيطانيا يف املنطقة فقد سمح بطرح سيا سة نفطية أاكرث مرونة بعيدا عن االتفاقيات التي تفر س قيودا. واإذا كانت امل سائل احلدودية يف سبه اجلزيرة العربية قد ا ستمرت م سدرا للم ساكل ل رشكات النفط - وهو ما جتل ى يف واقعة 45

48 مايكل كويننت مورتون املخيم يف )1962( - اإال اأنها مل ت سكل اأي خطر حقيقي للت سعيد الذي ال ميكن التحكم فيه. لقد اعتمد الب ل دان على نفط اخلليج بريطانيا ب سكل مبا رش والواليات املتحدة ب سكل غري مبا رش وم ن ث مر بنى كل منهما اإ سرتاتيجيته على ذلك ا أال سا س وكان الدفاع عن حقول النفط يف اخلليج العربي حجر الزاوية يف سيا ستهما يف املنطقة ومع ذلك سحبت بريطانيا قواتها من اخلليج عام )1971( ومل يتحقق التهديد املتوقر ع ملوارد النفط وقد ي غري ذلك البع س بقول: اإن الرتكيز يف تلك التهديدات كان خطاأ ج سيما ارتكبت ه ال سيا سات االأمريكية والربيطانية 71 ولكن ا أالحداث الالحقة يف اليمن وظ فار والكويت قد اأثبتت اأن تلك التهديدات مل تكن بعيدة اأبدا. 46

49 الهوام س ت سييق الفجوة: العالقات االأجنلو االأمريكية والنفط العربي ) ( 1. The International History Review. Vol. 14, No. 1 (Feb., 1992), pp Davis, Simon, Contested Space: Anglo-American Relations in the Persian Gulf, (2008), p ق س مر ت أا سهم ال رشكة بالن سب التالية: %23 75 لكل من أاجنلو - بر سيان للنفط التي حتور لت عام )1935( اإىل رشكة النفط الربيطانية»بي. بي«و سل الهولندية امللكية و رشكة النفط الفرن سية التي حتور لت عام )1991( اإىل»توتال«وموؤ س سة تنمية ال رشق ا أالدنى وهي جمموعة من خم س رشكات نفط أامريكية كربى من بينها ستاندرد أاويل نيوجر سي و سكوين فاكوم وذهبت اخلم سة باملائة املتبقية اإىل رشكة كالو ست جلنبكيان. اأما اأ سهم موؤ س سة تنمية ال رشق االأدنى فقد توزعت على النحو التايل: %25 لكل من ستاندرد أاويل نيوجر سي ستاندرد أاويل نيويورك» سكوين فاكوم«%16 66 لكل من اأتالنتيك لتكرير النفط وموؤ س سة اخلليج للنفط وبان اأمريكان للنفط مع رشكة للنقل.. 4 ا ستب قي ذلك الو سع الذي ساد باتفاقية لوزارة اخلارجية عام )1914( انظر تقرير املوظفني اخلا س باملجموعة النفطية الدولية املرفوع اإىل اللجنة الفرعية املنبثقة عن جلنة االختيار الفرعية للم ساريع ال سغرية جمل س ال سيوخ االأمريكي 1952/8/22 وا سنطن دي. سي مكتب املطبوعات احلكومية )1952(.. 5 تقرير عن»املوؤ س سات النفطية متعددة اجلن سيات والواليات املتحدة«مع وجهات النظر اخلا سة اإىل جلنة العالقات الدولية يف بيت ال سيوخ االأمريكي وا سنطن 1975/1/2. 6. Leatherdale, Clive, Britain and Saudi Arabia, : the Imperial Oasis (1983), pp جل سة ا ستماع عقدتها اللجنة الفرعية حول املوؤ س سات متعددة اجلن سيات وهي جلنة منبثقة عن جلنة العالقات اخلارجية مبجل س ال سيوخ االأمريكي. وعنوان التقرير:» رشكات النفط متعددة اجلن سيات وال سيا سة اخلارجية للواليات املتحدة االأمريكية«اجلزء 7 س Ward, Thomas E., Negotiations for Oil Concessions in Bahrain, El Hasa (Saudi Arabia), the Neutral Zone, Qatar and Kuwait), p انظر - مثال - مذكرة ر.ل كريجي بتاريخ 24CAB/ /11/12 رندل يف مايو )1929( وزارة اخلارجية.13730/ كان املطلوب من سوكال اإن ساء رشكة فرعية بريطانية هي رشكة نفط البحرين»بابكو«وت سجيلها يف كندا و سمان اأن يكون اأحد مديريها اخلم سة على الدوام من رعايا بريطانيا و سمان اأعلى ن سبة للموظفني البحرانيني والربيطانيني. 11. Chisholm, Archibald, The First Kuwait Oil Concession Agreement (1975). 12. كتب االآتي ذكرهم تقارير حول املفاو سات: Philby, Harry St.J. B., Arabian Oil Ventures (1964); Twitchell, Karl, Saudi Arabia (1947); Longrigg, S. H., Oil in the Middle East: Its Discovery and Development 2nd ed. (Oxford, 1961). 13. Skliros to S.H. Longrigg, 28 April and 19 May 1933, PC/10A, BP Archive. 14. Ward: Negotiations for Oil Concessions; p.108; Longrigg to Skliros, 9 May 1933, PC/10A, BP Archive. 15. F. Loomis to G. Messersmith, 25 th April 1939, DS 124/90.f/8. For the exchange of correspondence, see John A. DeNovo, American Interests and Policies in the Middle East, pp Ibid. 17. Hart, Parker T., oral history transcript, Foreign Affairs Oral History Collection, Association for Diplomatic Studies and Training. 18. Shwadran, Benjamin, The Middle East, Oil and the Great Powers, (1955), p

50 مايكل كويننت مورتون 19. Roosevelt to Jones, 18th July 1941, Foreign Relations of the United States 1941 (FRUS), Vol. 3, p Yergin, Daniel, The Prize, the Epic Quest for Oil, Money and Power (1991), p De Golyer, Preliminary Report of the Technical Oil Mission to the Middle East 1944, Southern Methodist University, Texas Collection, box: 19, folder: Shwadran: The Middle East, pp ; and Yergin: The Prize, pp لو سف االأحوال يف اململكة العربية ال سعودية انظر: Lacey, Robert, The Kingdom (1981), pp Blair, John M., The Control of Oil (1977), pp من هرين اإىل كاندمان 1933/8/8 أار سيف رشكة النفط الربيطانية»بي. بي«. كانت نيويورك مقرا ل رشكة سكوين من رشكاء رشكة نفط العراق بينما كانت كاليفورنيا مقرا ل سوكال املناف سة ل رشكة اأجنلو بر سيان. 26. Mylles, Charles C., Diary of a Visit to Qatar, BP Archive, reference Cox to Superintendent, APOC, Masjid-i-Sulaiman, BP Archive, reference Multinational Oil Corporations and U.S. Foreign Policy - report of the Subcommittee on Multinational Corporations; (Washington, 2 January, 1975) جدول اإنتاج وملكية النفط اخلام يف ال رشق االأو سط بالربميل عام )1943(: Ownership Country and company Production Iraq: Iraq Petroleum 25,270,000 Bahrein: Bahrein Petroleum 6, 561, 000 Arabia: California Arabian Standard 4, 866, 000 Egypt: Anglo-Egyptian 8, 953, 000 Iran: Anglo-Iranian 75,323,000 Total (barrels) 120,973,000 Percent 100 American 6, 002, 000 6, 561, 000 4, 866, , 429, British 13, 267, , 953, ,323,000 97,543, Other 6, 001, , 001, بالن سبة للمرا سالت بني حكومتي الواليات املتحدة واململكة املتحدة حول االتفاقية النفطية انظر: 1944, FRUS, vol. 3, pp Ibid. 31. Stoff M, M.B., Oil, War and Security: The Search for a National Policy on Foreign Oil, (1980), pp Ashton, Nigel, Anglo-American Relations in the Persian Gulf, , unpublished thesis, 1994, p Snodgrass to Rayner, 19th August 1944, US National Archives and Records Administration, RG59, Office of International Trade Policy. Petroleum Division, Subject File Box Davis: Contested Space, pp See Derek Riches, «Note on Aramco, 11 October 1956, FO 371/ Eden, minute of 1 December 1955, FO 371/ Memorandum of a conversation, 25 April 1950, FRUS, The Near East, South Asia, and Africa, 1950, vol. 5, pp Jackson to Labouisse, 10 January 1950, 29 April, 1950, FRUS, 1950, vol. 5, pp. 11, Davis: Contested Space, p Louis. W. Roger, and Robinson, Ronald, The Imperialism of Decolonization, Journal of 48

51 ت سييق الفجوة: العالقات االأجنلو االأمريكية والنفط العربي ) ( Imperial and Commonwealth History, 22/3, Ross, 26th April 1952, FO 371/ A Report on a Visit by Road to the Western Area of the Abu Dhabi Sheikhdom, undated, C.7 (AD) BP Archive. 43. N.E. Baker to S.H. Longrigg, letter dated 5th July 1949, BP Archive IPC 27 part Shuckburgh, Evelyn, Descent to Suez: Diaries, (1987), p. 217 ولالطالع على املنظور االأمريكي للواقعة انظر ر سالة سفري الواليات املتحدة باململكة العربية ال سعودية اإىل وزارة اخلارجية االأمريكية بتاريخ 1954/6/2 FRUS, , vol. 9, part 2, pp ; and Mulligan to Cypher, 7 July 1954, Box 2, Folder 42, Mulligan Papers, Georgetown University, Washington DC. 45. Funkhouser to Hart, 3 July 1953, FRUS, , Vol. 9, pp Ibid. 47. Citino: From Arab Nationalism to OPEC, pp Department of State Bulletin, 30 January 1949, p Davis: Contested Space, p Wilkinson, John C., Arabia s Frontiers: the Story of Britain s Boundary Drawing in the Desert (1991), p Trucial»على Oman: Blood, Sand and Oil, Time magazine, 5 October سبيل املثال: Brook, Saudi Arabia, 24 June 1954, FO 371/ Minute of a conversation, Bird and Belgrave, 24 April 1954, FO 371/ Eden to the Cabinet, 7 January 1954, PREM 11/ Kirkpatrick to Burrows, 29 January 1954, FO 371/109828; Petersen: Anglo-American Rivalry in the Middle East: The Struggle for the Buraimi Oasis, The International History Review Vol. 14, No. 1 (Feb., 1992), pp Fry to Beeley, 14 April 1954, FO 371/ Davies memorandum of 12 April 1954, FO 371/ Cabinet Conclusions, 4 October 1955, CAB 128/29 PRO. 59. Makins to the Foreign Office, 27 October 1955, FO 371/ MacMillan to the Foreign Office, 28 October 1955, FO 371/ Shuckburgh, 20 January 1956, Descent to Suez, p Ashton, Nigel, review of Lloyd C. Gardner, Three Kings: The Rise of an American Empire in the Middle East after World War II (2009), in H-Diplo Roundtable Reviews, Vol. XII, No. 14 (2011) < Al-Baho, Amer I.J., The Greatest Difference: Britain, the United States and the Buraimi Oasis Dispute, , PHD diss., London School of Economics and Political Science, December 1996, p Citino: From Arab Nationalism to OPEC, pp ; انظر اأي سا ر سالة الأيزنهاور اخلا سة بال رشق االأو سط اإىل الكوجنري س بتاريخ 5 يناير 1957 < 65. Paper by the British Future Policy Study Group, The Future of Anglo-American Relations, 49

52 مايكل كويننت مورتون CAB 134/1935 no.15(28). 66. Ashton, Nigel, Britain and the Kuwait Crisis, 1961, Diplomacy and Statecraft, 9, no.1 (1998), pp Seismo-3 Spike Camp Incident, R.L. Headley, 12 June 1962, Box 3 Folder 13, Mulligan Papers, Georgetown University. 68. Message from Johnson to Wilson, 11 January 1968, FRUS, , Vol. XII, document 289, cited in Ashton: H-Diplo Roundtable Reviews, Vol. XII, No. 14 (2011). 69. UN treaty no < 70. Ashton: H-Diplo Roundtable Reviews, Vol. XII, No. 14 (2011). 71. Fain, Taylor W., Ascendance and British Retreat in the Persian Gulf Region, p

53 ذاكرة الإمارات من خالل ال رسد ال سفاهي ال سيخ سلطان بن علي بن سيف اخلاطري عبري حممد با رساحيل عا س حياة البادية مبفهومها احلقيقي وتفا سيلها الدقيقة ويروي لنا عن طفولته وكيف حت سب سنة امليالد فيقول: اإن احلياة يف املا سي مل تعتمد على سهادات امليالد التي مل تكن من متطلبات احلياة اأو جزءا من هوية الفرد ومل يوث ق االأهايل يف االإمارات سجالت حتفظ تواريخ ميالد االأفراد ولكن ر سدهم لتواريخ امليالد كان يعتمد على اأيام االأ سبوع اأو املوا سم اأو االأحداث التاريخية املختلفة فاأذكر مثال - أانني ولدت يف اأول»الب رشة«)يف اأول ا ستب سارهم بالر ط ب يف ف سل ال سيف( ثم ولد ابن اأختي ال سيخ عبد العزيز بن ال سيخ سقر بن حممد القا سمي -رحمه اهلل- وبجانبه ال سيخ سلطان اخلاطري را سد النعيمي يف»غز رة القيظ«)منت سفه( وبيني وبني ال سيخ عبد العزيز ما يقارب ثالثة اأ سهر اأما ال سيخ في سل بن سلطان بن سامل القا سمي ف و ل د بعد ال سيخ عبدالعزيز بثالثة اأ سهر يف مو سم»الربعة«)الربيع(. 51

54 عبري حممد با رشاحيل لدي من االأوالد اأربعة ع رش ابنا وابنة اأكربهم حممد من زوجتي االأوىل - بنت ال سيخ علي بن عبداهلل بن هويدن - التي توفيت - رحمها اهلل- عندما كان حممد سغريا. وبعد ع رش سنوات من وفاتها تزور جت باأ خرى -بنت عناد بن عبيد بن مفتاح اخلاطري- اأجنبت يل ثالث بنات وع رشة اأبناء. واأم ج د ي سيف بن علي اخلاطري من اخلواطر بينما ج د تي الأبي حب سي ة اأما والدتي فكتبي ة. تزور ج ج د ي عفراء بنت علي بن را سد النعيمي فاأجنبت له مرمي وعائ سة اخلاطري وتزوج ال سيخ را سد بن حميد النعيمي اأ ختي موزة. ولنا ن س ب وم ساهرة مع القوا سم اأي سا فقد تزوج ال سيخ سلطان بن سامل القا سمي اأ ختي كليثم فاأجنبت له ال سيخ في سل بن سلطان بن سامل القا سمي واأختني. وتزور ج ال سيخ سقر بن حممد القا سمي اأ ختي عائ سة ف أاجنبت له ال سيخ طالبا وال سيخ حممدا. وتزور ج ال سيخ سقر بن سلطان القا سمي اأ ختي فاطمة فاأجنبت له ال سيخ جماال وال سيخة ح سة. ولنا ن س ب مع سيوخ اآل معال واحلل ة الربميي- وبذلك يكون لنا ن س ب مع اأغلب سيوخ االإمارات. و ل دت وترعرعت يف ال ساعدي ويذكر لنا املعمر رون أان ال ساعدي سميت بهذا اال سم الأن اأع سابا كثيفة ت سمى» سعدان سوك«تنبت مع ت ساقط االأمطار الغزيرة عليها واأ سبحت املنطقة ت عر ف ب»ال ساعدي«. وبالقرب من هنا م ورد ماء ي سمى»الياهلي«1 الأن القدماء عندما وجدوه كان جمهول اال سم ف سمي بت سمية ح سن اجلاهلي يف مدينة العني. بالقرب من منطقة ال ساعدي جمموعة من الكثبان الرملية»العراقيب«ومنها: عرقوب املهر امل ي د ر روي س امل رخ اأم حمد العاجر م ن ح س خميمده نقا الغرقاه هريان العوامر احلقف الع قبه هور اخلزانه هزع الغزال اخل سيم اليتامي الزويكي ال سويحات الغدر. قبيلة النعيم: يعود اأ سل قبيلة اآل نعيم اإىل قبيلة اخلزرج وهي قبيلة عربية عريقة يف سبه اجلزيرة العربية. ولها فروع منها: اخلواطر وال سوام س. ومن امل تعار ف عليه اأن قبائل النعيم - وفيهم اأفخاذ ال سوام س واخلواطر- أاينما كانوا يف منطقة اخلليج: يف االإمارات وقطر والبحرين والكويت وحتى االأردن يجمعهم و س م واحد هو»امل سعاب«وهو ر سم على سكل رقم ثمانية»8«يو سع على اجلمل خلف الفك واأعلى الرقبة اأي عند التقاء الراأ س بالرقبة. جاءين القن سل الربيطاين يف ر أا س اخليمة و ساألني: امل سعا ب ما ع ل م كم فقلت له: لي س للخواطر وحدهم ع ل م ولكن آالل بونعيم علم تنطوي حتته جميع الفخايذ 2 وع ل م نا يحمله كل م سلم وغري امل سلمني. قال: كيف ذلك فقلت له: م در يل راحة يدك وعندما نظر اإىل يده وجد فيها خطوطا تعرب عن الرقم 8 فقال: سحيح! سحيح! ولكن ملاذا هذا علمكم فقلنا له: اإذا اأردت معرفة ذلك فعليك بالبحث عنه!. 52

55 ذاكرة االإمارات من خالل ال رشد ال سفاهي.. ال سيخ سلطان بن علي بن سيف اخلاطري وكنا يف مو سم»حل س ار ه «اأي يف ال سيف نرتدد اإىل الواحات واملزارع يف منطقة الذيد واأذن وما حولهما فنجني الر ط ب ثم ن خ ز نه عندما ي سبح مترا ومنه نقتات يف اأ سفارنا ويف ف سل ال ستاء. وعن»احل ساره «قال م سن: يتناد ن لي ع اليم ي سكي احلا رش ندامي رو س مزرات القي س لي ما معه التقوي س كان التقوي س 3 ا أال سا س االقت سادي للحياة يف ال سابق فم ن يق سد حل س ار ه - أاي مو سم جني التمور- عليه اأن يوفر لنف سه ولعائلته ما يقتاتون به يف ال سيف فيذهب فرد من اأفراد القبيلة للحطب من خ سب سجرة ال سمر وياأخذه اإىل ال سوق فيبيعه اأو يتقاي س مع تاجر ما فيجلب الأهله ما مي ري هم من امللب س واملاأكل مثل االأرز والقهوة والطحني لت سيري اأمورهم يف مو سم»حل سارة«. قد ياأتي اأحدهم اإىل والدي فيطلب منه االإذن يف قطع جزء من سجر ال سمر فالعام ة ال ي ستطيعون اأخ ذ حطب ال سمر بدون اأمر من سيخ القبيلة ف سجر ال سمر»حم سوم«اأي له تقدير واحرتام منذ ال قد م حتى اإن الدماء قد ت سفك ب سبب قطع سجرة. وكذلك كان االأمر عند املغفور له ال سيخ زايد بن سلطان طيب اهلل ثراه وعند والدي فه ما ال يقبالن ق طع االأ سجار لعلو ساأنها ومكانتها عندهما. يف طفولتنا كانوا ي سنعون»ح سريه «نقيم فيها ال سالة وتكون ال سالة جماعة ويف ال سباح الباكر ن رشح عند طلوع الفجر برفقة الرجال لرعاية اجل مال اأو للرتدد اإىل موارد املياه اأو»نفزع«)نهب ) مل ساعدة املحتاج ون سارك القبيلة يف اأعمالها يف احل ل والرتحال فكنا ننتقل من املكان امل جدب اإىل مكان الع سب واملاء وكان هذا حالنا: التنقل من مكان اإىل اآخر على مدى ف سل الربيع واأطراف ال ستاء. كان من عاداتنا القدمية: تبادل املنفعة والعمل بروح الفريق فاإذا كان فرد من اأفراد القبيلة فقريا و لديه م طير ة واحدة»ناقة«ياأتي اإىل جاره سائال اإياه اأن ي عري ه ناقة من نوقه حلمل اأغرا سه اأو جللب ما ميري به عياله. لقد كانت احلياة يف املا سي سظفا و سنكا و سحيحة ولقد ساهدت اأنا سا لبا سهم»اليواين«)اجلوت( فلننظر اإىل النعمة التي نعي سها االآن يف عز ة وكرامة: عي س رغيد وخري من مال وم سكن وملب س وماأكل وم رشب 4 وهذا كله بف سل من رب العباد ثم بف سل زايد اخلري- طيب اهلل ثراه - ثم بف سل اأبنائه و بف سل اأم االإمارات اأطال اهلل عمرهم. يعي س اجلميع ب ع ر ف القبيلة ومفاهيمها التي ال يحيدون عنها ف سيخ القبيلة له مكانته و كلمته م سموعة من اجلميع والعاقل الذي يفهم قد يعي كيف ا ستنبط ال سيخ زايد بن سلطان - طيب اهلل ثراه من س ي م البدو وحياتهم التي ي سودها االحرتام والتقدير مبادئ اأ سر س عليها دولة االإمارات العربية املتحدة. لقد األ ف بني القبائل ب سيوخها و اأفرادها وع سائرها وجعلهم يدا واحدة و ر س خ مفهوم اله وي ة الوطنية عندما حثر على املحافظة على الرتاث وممار ساته يف الرب و البحر و أاو سى ون سح م رارا با ستدامة ما تتناقله االأجيال وال سري على نهجها فهي خمزون ال ين س ب فت سابه العادات والتقاليد تطبع س م ة اله وي ة وعلى االأجيال االأخذ مبا هو مفيد من التطور العلمي. يقول امل ث ل: «الفهاما لو تعد لها أامثال والبهاما لو تدق لها طبول«ويق سد بذلك اأن اللبيب باالإ سارة يفهم. 53

56 عبري حممد با رشاحيل لقد ترك لنا ال سيخ زايد -طيب اهلل ثراه- لغزا ال يفهمه اأبناء هذا اجليل ويفهمه العاقل ففي فكره - طيب اهلل ثراه - عندما تنتهي هذه النعمة»البرتول«ال بد لنا من خمزون ثري من حياة اآبائنا واأجدادنا حتى نتكيف و نعي س احلياة يف بيئة مثل بيئتنا. كنت يف جمل سه يف غياثي ذات مرة وجاءه اأحدهم قائال :«يا طويل العمر لقد اأكر م ت نا واحلمد هلل ولدينا من اخلري الكثري ومن ح ت نا البيوت و خريا كثريا وهذا احلالل»املا سية واجل مال«نريد التخل س منه وال رغبة لنا فيه فطلب منه - رحمه اهلل - اأن ي سرتيح و عندما اكتظ املجل س باحلا رشين ساأل -رحمه اهلل- اأين ذلك الرجل الذي حتدث معي سابقا فاأجابوه: اإنه موجود فطلب اأن يح رشوه و قال:»ا سمعوا اأيها الرجال اأو سيكم باأال تعتمدوا على البرتول واأو سيكم مبا سيتكم واأ ساليب حياتكم املا سية فالبرتول قد ينتهي وقد تاأتيه كارثة اأو بالء فياأخذه منا مت سر كوا بحاللكم»املوا سي واجل مال«الذي عا س و ن ساأ عليه اآباوؤنا واأجدادنا و سنقوم مب ساندتكم ماديا و سنعزز د ور ذلك احلالل ليكون احتياطا لزمن ال سدة. احلياة يف املا سي: كان النا س يف املا سي ي ح رش ون مياه ال رشب من االآبار»الط ويان«بالدلو وكان احلطب م سدر رزق لهم وي سكنون يف بيوت ال س عر من وبر املوا سي واأ خرى من سعف النخيل. لقد ن ساأنا على مبداأ»ر بى و ن ب ا«وي ق سد بذلك اأن الربى»الرتبية«احل سنة جتلب االأنباء ال سارة. ومن عادات البدو عند زيارتهم لقبيلة ما ويف غياب سيخ قبيلتهم يبحثون عن كبري بينهم يتقدر مهم عند دخول املجل س فيبداأ بال سالم وي س ب فنجان القهوة وي ق د م له اأوال وهو الذي ميد يده للطعام قبل اجلميع وله االأولوية يف االحرتام والتقدير. يف املا سي كان ال ساب ي د رب على االلتزام باأعراف القبيلة وعاداتها وتقاليدها فال ي ستطيع احلديث اأو ال سحك يف املجال س يف ح رشة م ن هم اأكرب منه سنا فنجل س باأدب واحرتام متاأهبني ملطالبهم وال نتحدث بل نكون م ن ستني ملا يقال وعندما ياأتي الطعام ال مند ي دنا اإال بعد اأن يوؤذن لنا وناأكل باأطراف اأ سابعنا وننظر: هل يراقبنا اأحد. اأما االآن فاإن ال سباب ال س ذ ج مي سكون بقنينة امل رشوبات الغازية بيد وال سطرية باليد االأخرى ويجرتون كما يجرت البعري! وهذا ال سلوك ال مي ت لنا ب سلة ولي س لنا ويل قناعة باأنه ناجم عن ب عد االأم عن اأبنائها وعن التفكك االأ رشي وال ي رشب االأطفال حليب اأمهاتهم ولكنهم ي سقون احلليب امل سنع واملجفر ف واملعلر ب الذي ال نعرف م سدره! لقد اأ سبح ال سباب غري مبالني وفاقدين للذاكرة الرتاثية التي كانت تراكمية يف فرتة ما قبل االحتاد وهم االآن ال يهتمون بالتعليمات اأو التوجيه و اإذا ن ه ر ت ه ينظر اإليك بتحد وبال رهبة فهو جم رد من ق ي م ه االأ سا سية وحتى اإذا وجد ساحب ه م سابا يف حادث سيارة نظر اإليه ساحكا! فنحن كاملركبة التي ت سريها حركة املقود فاإذا اأ ساأنا ا ستخدام املقود خرجت املركبة عن م سارها وا سطدمت مبا اأمامها لذا علينا اأن نت ح د يف ال سف والكلمة و املوق ف لنكون يدا واحدة وهذا ما سعى له و الأجله ال سيخ زايد طيب اهلل ثراه. 54

57 ذاكرة االإمارات من خالل ال رشد ال سفاهي.. ال سيخ سلطان بن علي بن سيف اخلاطري هكذا كنا يف كنف قبائلنا يف ال سابق اإذ كان لكل قبيلة ع ر فها وخ سو سيتها الداخلية وعندما اأ سبح ال سيخ زايد - طيب اهلل ثراه - رئي سا للدولة ع زر ز ق ي م نا العربية ومت سر ك بعاداتنا وتقاليدنا البدوية التي ع ر ف العامل بها فعلى سبيل املثال ال احل رش: قام -رحمه اهلل- سخ سيا بعر س وتو سيح اأ ساليب الري وحفر االآبار منذ تول يه احلكم يف واحة العني واهتم بريا سة ركوب اجل مال و سباقات الهجن واأقام مهرجانات مزاينة االإبل فع رر ف القريب والبعيد من العامل باأ ساليب حياة البدو و س ي مهم العريقة. ع رف امل ساحلة بني القبائل: عندما تن سب احلرب بني القبائل وتنتهي بقتل سخ س ما يقيمون» سالفة«التي عادة ما ت سد ر قرارا باأن تكون بني االأطراف املتنازعة ه د نة مدتها اأربعون يوما وبعد انق ساء املدة يذهب نخبة من الرجال االأ سداء امل سهودين بح ك متهم اإىل القبيلة امل طال بة بالث أار ويقولون:»لقد جئناكم حتى يكون هذا الدم مدفونا وهذه هي دية املقتول«وعادة ما ترح ب بهم القبيلة االأ خرى وتقبل جميئهم و سعيهم لل سالم قائلة:»وما تاأمرون به سيتم«فيتعاهدون على عهد اهلل وميثاقه الذي ياأم ن به اخلائف فتنتهي بذلك الكراهية وال سغينة ويعودون اإىل ديارهم ب سالم. حكمة الأولني: يف ف سل ال ستاء ومو سم تكاثر االإبل عندما يرون اإبلهم»يبطنن«)ي ساب احل وار اأو الناقة باإ سهال من نوع الع سب الكثري االخ رشار( يقولون لنا: اذهبوا بهن اإىل عرقوب م ي د ر الأن ع سبه وحليبه خمتلف ينا سب البو س لذلك يكون يف حليب الناقة التي تاأكل من ع سب كثبان م ي د ر» سالل«خفيف وفيه رغوة فال يبطنن»عيال البو س«وت سبح بطونهن كبرية. كذلك احلال بالن سبة للعرقوب الذي ما بني م ي د ر وروي س املرخ فعندما تاأكل الناقة من ع سبه يكون حليبها كثري الرغوة وخفيفا واأي سا عرقوب اأم حمد ع سبه يدر احلليب. كان العرب يف املا سي والبدو الر حر ل عندما يرحتلون من بقعة اإىل اأخرى ويق سدون منطقة مل ي سبق لهم اأن سكنوها ح ط وا رحالهم وقاموا باإ سعال النار يف الليل فاإن اأ سبحوا ثقاال وكان نومهم ثقيال وغري مريح ووجدوا نريانهم قد اأ سبحت رمادا فهذه ا أالر س غري منا سبة أالن ي سكنوها وت سمى»وخيمة«واإذا اأتوا اأر سا اأ خرى واأ سعلوا نريانهم وباتوا من ليلتهم واأ سبحوا ونريانهم مازالت م ستعلة و كاأنهم مل يناموا وبهم من الن ساط والراحة ما يجعلهم يحطون رحالهم- اتخذوها اأر سا ل س كناهم و ت سبح دارهم وي سمون هذه االأر س»خفيفة«. كان والدي اأم ي ا ال يعرف القراءة أاو الكتابة ولكنه كان وجهة للكثري من املر سى فكان ي عاينهم باملالحظة فريكز يف عيونهم ومنها ي سخ س العليل فيقول:»هذا كبيد كبده طايحة من اخللف اأو االأمام«فاإذا كان املري س تزوره احل مر ى من الع رش اإىل الليل فيقول: هذا كبده طايحه من اخللف ويقوم بت سخي س العلة و حتديد مو سعها ومعاجلتها. عالج البو س: كان الوالد - رحمه اهلل - طبيبا للبو س اأي سا فاإذا»اأ سلعت«5 اجلمال يف يدها اأو رجلها اأو كانت مري سة فيطلب من ساحب اجلمل العليل اأن ي د ع ه مي سي اأمامه ويراقب س ري ه وحتركاته ثم يقوم بالت سخي س عن 55

58 عبري حممد با رشاحيل طريقها فقد تكون م سابة ب»ع سية بد» اأو ع سبة»نك ب«اأو»ع س اد«فهو خبري يحدد مو سع العلة ث م يقوم ب ك ي ها يف املكان املحدد فت سفى. اأذكر ذات يوم اأن ناقة ولدت»بقرنها«6 فجاء اأحدهم م ستغيثا بوالدي فطلب منهم اأن يح رشوا له» ساحة«7 ثم طلب منهم ورق ال س د ر وغ سل رحم الناقة بها ثم قام بتنظيفها و» سكمها«8 واأعادها اىل مو سعها فتعافت. وهذه املعرفة حرير ت االأطباء اإىل يومنا هذا. واأذكر أان والدتي عندما غلب عليها املر س اجتمع بي االأطباء وعر سوا اأن ي سعوا لها اأنبوبة للتغذية فقلت لهم: لقد تلقيتم العلوم وذهبتم اإىل كليات الطب ونحن بدو مل نتلق الدرا سة يف مدار س نظامية ولكني ساأ ساألكم: لنفر س أان لدي ناقة مات وليدها يف بطنها وهي ترف س من ا أالمل منذ يومني فماذا كنتم ستفعلون بها هو ميت يف بطنها واأريد منكم حال! قالوا: سنجري لها عملية جراحية ون سق بطنها الإخراج الوليد. فقلت لهم: وما قولكم مبن سي ق ط ع جنينها يف بطنها ويخرجه!. قالوا: هذا عجيب!. فقلت لهم: كان الأحدهم ناقة يحبها حبا سديدا فهو ي عد ها كاأحد اأبنائه فجاء للوالد - رحمه اهلل- وقال له: لدي ناقة غالية علي وقد مات جنينها يف بطنها منذ يومني فهبر والدي لنجدته. ذهب والدي - رحمه اهلل - وعاين الناقة فوجد رقبة اجلنني امليت يف بطنها سديدة االنحناء وقد عاقت هذه الو سعية حركة الناقة فقال له والدي : ساأفعل ما بو سعي ولكن جناح حماولتي يعتمد على احلظ وحده فقال له ساحب الناقة: افعل ما تراه منا سبا فطلب الوالد منهم سفرة حالقة وو سعها بني اأ سبع ال سبابة والو سطى وقام بتقطيع اجلنني امليت يف بطن اأمه واإخراجه قطعة بعد ا أالخرى ثم قام بغ سل بطن الناقة بال سدر و سكم ها وعندما القت حولها»ع رش ت» )حبلت(. وقلت لهم: والدي مل يدر س لكنه كان من العقول التي ت ست سقي املعرفة من بيئتها وت ق د ر خربة العارفني االأطباء واملعاجلني. سجاعة البدو: يتعلم االبن من والده لب س حزام الر سا س واخلنجر»امل ح ز م«وي عل م ه كيفية ا ستخدام البندقية والرر مي بها وتعك س ت رشفاته ق ي م قبيلته التي يكون بينه وبينها فخر متبادل فهو كرمي و لديه من االحرتام والعزة وال سهامة ما يجعله سجاعا. ويف سبابنا كان الرجل ال سجاع ينام الب سا حم ز مه و بندقيت ه حتت راأ سه ويكون متيقظا وح ذ را. كان ال سالح يف تلك االأيام ي جل ب من اخلارج وكانت اأ سعار البندقيات كال سوزن وامليزر وال سمعة بني ثالثني واأربعني روبية. ال سعر يف حياة البدو: كانت هناك حاالت»الع ي ب«اأي العجب واالإعجاب والوقوع يف احلب والغرام يف مراحل ال سباب االأوىل فمثال كان ال ساعر حممد بن حلي س الكتبي يقطن اخل رر ان و جاء اإىل والدي واألقى اأبياتا من ال س عر لقريبه املرحوم ال ساعر علي بن خليفة املحرمي الكتبي فحفظت ها جميع ها ب رشعة. لقد تغري ال س عر بني االأم س 56

59 ذاكرة االإمارات من خالل ال رشد ال سفاهي.. ال سيخ سلطان بن علي بن سيف اخلاطري واليوم ف أاوزان ال سعر تغريت وكذلك اأ ساليب ن ظ مه و اأدائه ويتجل ى ذلك يف س عر ال سيخ زايد بن سلطان اآل نهيان- طيب اهلل ثراه فقد كان له ميزان وقابلية للتاأقلم مع االأحلان واأمناط الغناء وفنون االأداء املختلفة الأنه ق يل وك ت ب مبعنى وله ميزان راجح. اأما ال س عر ا آالن فهو كقرع الطبول: ي سوده االإزعاج ويخلو من االإبداع واأغلب سعراء هذا الزمن جترفهم سيول عواطفهم فيكتبون من ال س عر ما يقلل من ساأن ال سعراء ومكانتهم وهم يقفزون ويقعون يف الغرام الذي ي سفونه من موقع ال سعف فال يعك س قدرات ال ساعر واإبداعه. سفات الوالد: مل ميلك والدي رشكات جتارية اأو م ساريع ا ستثمارية ولكنه كان ينتمي اإىل نظام ق ب لي متما سك م ب ني على االحرتام وامل ساركة الأنه سيخ قبيلة و كان يح سل على دخله بالهبات وامل ن ح التي كانت ت سله من سيوخ االإمارات وعلى راأ سهم ال سيخ زايد طيب اهلل ثراه- الذي خ س س له راتبا سهريا»اإكرامية«و م ن ح سيوخ اأبوظبي اأكرب و اأكرث منذ بداية عهدنا بهم. كنت اأرافق والدي دائما وبعد اأن تويف رافقت ال سيخ سقر بن حممد القا سمي رحمه اهلل- فخ س س يل راتبا وكنت معه يف م ساوراته وتعامالته مع اأبناء ال سعب والقبائل فكنت عندما يق سدين اأ سحاب احلاجة اأقوم بتو سيل حاجاتهم اإىل ال سيخ سقر رحمه اهلل- فكان ن ع م العون للمري س واملحتاج و امل سجون. كان ال سيخ سقر بن حممد القا سمي رحمه اهلل- م ستمعا وملبيا لطلباتهم وكان مهتما مبعرفة حاجات اأفراد املجتمع فيزور اأبناء االإمارة يف بيوتهم و هو بذلك كال سيخ زايد ورا سد رحمهما اهلل وهم قادة من النخب االأول. و أابناء ال سيخ زايد قادة بالفطرة ولديهم ق بول ال يو سف و أا سعر يف ح رشتهم بالتقدير والراحة واالأمان فه م على خ لق ي حتذى به و درجة عالية من االحرتام فه م ال ي أاخذون فنجان القهوة قبل م ن يكربهم سنا وهذا تقدير اأعتز به و هذا النوع من التوا سع والتقدير يندر اأن جتده يف اأي مكان اآخر. الحتاد نعمة من اهلل: ت ع لمت قيادة ال سيارة عام 1959 واأذكر اأننا كنا يف عهد ال سيخ سلطان بن سامل القا سمي حاكم راأ س اخليمة ) ( الذي كانت لديه سيارة من طراز دودج اأمريكية وكنا اأطفاال سغارا و كانت ال سيارة سيئا غريبا فاإذا راأيناها أامامنا رك سنا لالختباء ونقول أالنف سنا: ما هذا البالء! ونحب س اأنفا سنا حتى تتجاوزنا ظن ا من ا اأن ما ينبعث من عادمها هو كالريح التي تخرج من ج سم االإن سان!. اأما الطائرة فلها ق سة اأ خرى واأذكر يف طفولتي احلرب العاملية الثانية اإذ كنت سغري ال س ن واأذكر س رب الطائرات التي كانت متوجهة رشقا وكانت يف جمموعات من خم س اأو ست طائرات واأحيانا ت سل اإىل خم س ع رشة طائرة حتلق معا ولها دوي مميز. واأذكر جيدا أاننا عندما كن ا ن سمعها نرك س ونختبئ حتت»االأ ر ط ى» 9. وكان بع سنا ينادي ببع س حمذرين:»هاهن اآتيات«ونختبئ فتمر الطائرات ونراقبها حتى يختفي اأثرها من ال سماء ومل نكن نعرف عنها سيئا. واأنا نف سي ركبت الطائرة فقط منذ اأن حكم املغفور له ال سيخ زايد طيب اهلل ثراه. 57

60 عبري حممد با رشاحيل املوا سالت اإىل اأبوظبي: الرحلة من ال ساعدي اإىل أابوظبي كانت على ظهور اجل مال وت ستغرق ثالثة اأو اأربعة اأيام اإن مل نتوقف كثريا و اإذا كنا يف سري متوا سل فقد تكون يف يومني. اأ سماء املناطق: يقول لنا االأجداد: اإن ت سمية راأ س اخليمة جاءت من البحارة ومالحي البحر فقد كان على مدخلها راأ س ياب سة ن س بت عليه خيمة يتدىل منها م سباح ت ستدل به القوارب وال سفن الداخلة اإىل املنطقة ف سمي املكان الذي يقع عليه ال ساخ س اأي العلم ب»راأ س اخليمة«. وكان مقر ت سل م احلاكم رشيبة دخول امليناء ت سمى»الفر سة«. اأما ند الزب اء فيقولون: اإنها منطقة حكمتها امراأة وكانوا ي سكنون يف»ب سطه«وهي بقعة من االأر س بها برج من الطني ي سمى»ند الب سطي«يف منطقة احليل بجانب منطقة»خت«غرب»مويلحة«وكانت هناك اأي سا»العار سة«و»ق ب خوي سة«و«مقورة«و»احلرامل«التي هي االآن منطقة املطار و هناك مناطق كثرية ومتداخلة. املوا سالت اإىل راأ س اخليمة: كانت رحلة م ن يق سد راأ س اخليمة لبيع احلطب ت ستغرق يوما كامال فمن يخرج من ال ساعدي يف ال سباح قد ي أاخذ ا سرتاحة يف منطقة»االح رام«قرب مطار ر أا س اخليمة الدويل حاليا ثم ي كم ل سريه بعد الظهر في سل اإىل منطقة»عود الن س«- بالقرب من بيت ال سيخ سعود بن سقر القا سمي حاليا - و يبيت تلك الليلة هناك وعند الفجر ي كم ل سريه لي سل ر أا س اخليمة يف ساعات ال سباح الباكر من اليوم التايل فيدخل ال سوق ويبيع احلطب وي سرتي بثمنه ما حتتاج اإليه اأ رشته ويحزم م سرتياته ويف امل ساء يتاأهب للعودة فيتناول الع ساء ويبيت يف مكان ما ثم ي كم ل سريه طوال اليوم التايل ويبيت يف منطقة قريبة ويف سباح اليوم الثاين ي سل اإىل دياره. ت عد منطقتنا من املناطق القريبة على حني ت ستغرق رحلة قبيلة الدروع من ديارهم اإىل دبي سهرا كامال : خم سة ع رش يوما يف طريق ذهابهم ومثلها للعودة اأي منذ اأن ي هلر هالل سهر اإىل اأن يهل هالل ال سهر الذي يليه وهذا م س ن. امليرة: قد ياأخذ ال سخ س يف الرحلة اإىل راأ س اخليمة معه حمولة جمل من احلطب و»كراز«)قارورة( سمن فيبيع احلمولة بخم سة رياالت ويبلغ سعر ال سمن ريالني اإىل ثالثة رياالت ون سف وال يزيد ما يح سل عليه من بيع احلطب وال سمن على ت سعة رياالت اأو خم سة ع رش رياال على اأكرث تقدير وي سرتي القهوة بربع ريال وكوارة متر 10 بريالني ون سف واأربعة اأمنان 11 من ا أالرز بريالني ون سف وقد ي سرتي م ن ني اأو ثالثة اأمنان من الطحني بريالني ون سف وي سرتي اأغرا سا اأ خرى»على احل ساب«اإذا مل تكن لديه فلو س كافية على اأن يدفع قيمة ما ا سرتاه يف الرحلة القادمة. 58

61 ذاكرة االإمارات من خالل ال رشد ال سفاهي.. ال سيخ سلطان بن علي بن سيف اخلاطري كان والدي سخ سا ي هابه التجار و وجهاء البالد واأعيانها فكان عندما يدخل ال سوق يتبعه ثمانية اأو ت سعة اأ سخا س فيدخل دكانا للمواد الغذائية ويقول ل ساحب املحل: ه ب لفالن م ن ني من الطحني وكوارة متر. ويذهب اإىل متجر املالب س وي أامر ساحبه ب أان يعطي سخ سا آاخر كندورة وغرتة و»وزارا «)اإزارا ( واأما ك سوة الن ساء في سرتي ق ط عا من القما س واأغطية للراأ س و رشاويل وغريها ثم ياأمر بتوزيعها على املحتاجني من ال سيدات واجلريان واملعارف ويرهن عند ساحب املحل س ك ينه اأو ع ساه حتى ي سدد د ينه! وعندما يفرغ من تلبية طلبات الذين كانوا مي سون وراءه يف ال سوق يذهب اإىل ال سيوخ فيقول لهم: هيا ادفعوا يل تعوي سا مم ا ما دفعت وكانت كلمته م سموعة وطلبه ي لبى في ح ر ر كاتب ال سيخ كتابا موجر ها الأ سحاب الدكاكني التي رهن ع ساه و سكينه عندها و اإذا منحوه ماال فعل ال سيء ذاته فهو يفك به الرهن ويفي الد ين. هواياتي: كل ما يتعلق باجل مال وال س عر والرماية. التعليم: يقول مثلنا»الذي ي ب دع لي س كالذي يتبع«فالذي يتبع بقلمه ال ميلك اإمكانيات االإبداع فقد اأبدع املغفور له ال سيخ زايد - رحمه اهلل- الأنه مل يتبع. علر متنا ظروفنا ولدينا فطرة فالذي ي ستخدم عقله وجتربته جاء مبا يقوي حجته ويزيد منطقه اأما التابعون فهم م ل قر نون وتتناثر كلماتهم فيبدو طرحهم بال منطق. كان ال سيخ زايد طيب اهلل ثراه- عندما يتحدث ي ستخدم كلمة واحدة عن األف كلمة الأن ف كر ه وراأيه سائب يف قيادته فهو كالقنا س الدقيق يف اإ سابة الهدف فال تذهب الكلمات رشقا وغربا. مدر سة زايد طيب اهلل ثراه: كان ال سيخ زايد - طيب اهلل ثراه- راجح العقل حكيما و عنده فرا سة و روؤية بعيدة لوطنه و سعبه ما قدر مه خلدمة املواطن واالإن سانية عز ز ر سالته ال سامية وم ساندته ملنكوبي الكوارث و ت سامنه وموا ساته لدول العامل كان دليال قاطعا على م ساعيه الرامية لن رش ال سلم واحرتام الب رش. وت عد مبادراته هذه درعا يقي دولة االإمارات العربية املتحدة ويهب لنجدتها القا سي والداين. وال سيخ زايد طيب اهلل ثراه- قائد س ن ة و سالفة 12 وكان والدي و ال سيخ سامل بن حم العامري وكثريون غري هم ممن حتتكم اإليهم القبائل اأما االآن فقد تغريت االأمور وت رك ذلك للق ساء واملحاكم. لقد لم ال سيخ زايد طير ب اهلل ثراه - سم ل القبائل و وفر ر لها امل سكن والعي س الكرمي فلم ت ع د ترحتل وراء املاء والع سب واأ سر س املدار س واجلامعات وفتح املجال للراغبني يف االنخراط يف العمل ال رشطي اأو الع سكري و وفر ر اخل دمات ال سحية يف امل ست سفيات التي أا سهمت يف عالج املر سى حمليا اأو اأر سلوا اإىل اخلارج. وخ س س اإعانات اجتماعية للم سنني واملطلقات واالأرامل وو سع الت رشيعات والقوانني للدولة ف س م ن لهم ما سان كرامتهم. 59

62 عبري حممد با رشاحيل ن سيحتي: اأن سح االآباء و أافراد املجتمع بعدم االتكال على احلكومة بل عليهم اأن مي سكوا بزمام اأمور اأبنائهم والتاأ سي س ال سحيح لهم امل ستمد من عاداتنا وتقاليدنا كاإكرام ال سيف والقيام بواجب اجلار واملحافظة على االألفة واملحبة. ومن اأب سط ما اأدعو اإليه املحافظة على اللهجة املحلية. االآن يلقي ال سباب التحية ويبادرون ب سوؤالك: «سو م سوي «ماذا تفعل ما اأخبارك هل ي عد هذا حديثا اأو كالما! واأذكر عندما كنت األتقي ال سيخ زايد بن سلطان اآل نهيان رحمه اهلل- كان ي ساأل عني وعن اجلماعة واالأهل ففي العادات العريقة ي س ل م ال سخ س وي ساأل الزائر عن حاله وحال اأهله وقومه وم ن يتبعه ويدعوه للتف سل باجللو س ويقرب منه وت س ب له القهوة ثم ي ساأله عن العلوم و االأخبار و لي س من الوهلة االأوىل لروؤيته. لقد اأكرمنا اهلل بالدين وما ورثناه من اأجدادنا وهذه نعمة علينا اأن نحر س عليها حتى ال تزول. اأو سي اأبناء الوطن واالآباء حتديدا بالرتبية ال سحيحة اإذ مل ي ع د الت أاثري ال سلبي للممار سات الغريبة مق سورا على سكان ال ساحل بل امتد لي سل اإىل بع س البدو اأي سا فقد راأيت بع س م ن ي د خ ل ابنه املجل س قبله وت رش ف كهذا يف املا سي قد ي نه ر ساحبه اأو ي رش ب لذلك اأمتنى اأن تظهر حياة االآباء وا أالجداد يف مناهج الرتبية والتعليم وعليهم جمع املادة من سهود الع رش وو سع حمتواها كمنهج لتعليم ال سلوك والعادات والتقاليد واالأعراف ال سائدة. سمو ال سيخ حممد بن زايد اآل نهيان يف زيارة ال سيخ سلطان اخلاطري 60

63 ذاكرة االإمارات من خالل ال رشد ال سفاهي.. ال سيخ سلطان بن علي بن سيف اخلاطري الهوام س "اجلاهلي" اجليم ت قل ب ياء يف اللهجة املحلية. الفخايذ: اأفخاذ القبيلة وفروعها. التقوي س: املقاي سة و املبادلة بني اأعيان االأ سياء. ال سيخة فاطمة بنت مبارك الرئي س االأعلى ملوؤ س سة التنمية االأ رشية ورئي سة االحتاد الن سائي العام. عر جت ل سد ع سلي. عندما تفي س رحم الناقة بعد والدتها. مفر س من ال سوف اأو ن سيج ال سعر ي فر س على االأر س وي لت ح ف به اأي سا عند النوم "معجم االألفاظ العامية". ال سكم: سم ال سيء وح رشه يف حيز معني. االأرط ى: سجر ينبت على الكثبان الرملية. وعاء حلفظ التمور ي سنع من سعف النخيل. امل ن : وحدة وزن مبقدار اأربعة كيلوجرامات وجمعها اأمنان. ال سنة: احلكيم امل س ن للقوانني وال سالفة: امل ل م بالعادات وا أالعراف فهو القا سي اأو احل ك م الذي يرجع اإليه املخت سمون فيحل خالفاتهم. 61

64 عر س كتاب تاأليف: د. هالل حميد بن ساعد الكعبي ن رسر ح برعاية ديوان سمو ويل عهد اأبوظبي عر س: عبدالباقي اأحمد الكتاب درا سة علمية تاريخية لعبقرية زايد يف الزراعة والبيئة تاأليف الدكتور هالل حميد بن ساعد الكعبي و سدر برعاية ديوان سمو ويل عهد اأبو ظبي وقد م له الفريق اأول سمو ال سيخ حممد بن زايد اآل نهيان ويل عهد اأبوظبي نائب القائد االأعلى للقوات امل سلحة فقال سمو ه:»اإن كل م ن عرف املغفور له الوالد ال سيخ زايد بن سلطان اآل نهيان عن قرب يدرك اأن اهتمام سمو ه بالزراعة والبيئة مل يكن اأمرا عاديا بل كان اهتماما اأثريا لديه فقد اآمن باأن رعاية البيئة واالهتمام بكل مكو ناتها يجب اأن يكون اإحدى االأولويات يف سيا سة اأي دولة«وقال سمو ه:»كان يتابع املو سوع ب سورة سخ سية وبداأب ال كالل فيه ومتابعة ال تفرت يريد اأن يرى ال سحراء وقد اكت ست باللون ا أالخ رش وكان يف ذلك يرى سورة يف خياله تتحقق. اإن عبقرية املغفور له ال سيخ زايد يف جمال الزراعة تكمن يف حتدي امل ستحيل وهذا ما يدفعنا اإىل متث ل خطاه ون سعى اإىل حتقيق كل اأحالمنا من اأجل م ستقبل اأف سل واأن نرى امل ستقبل بعقولنا وب سريتنا ونتخيله على ال سورة التي نريد.«62