برنامج كمبيوتر مقترح فى تعلم التطريز اليدوى للمبتدئات

النسخ

1 اآلياخ يف انقرآ انكريى دراسح يوضوعيح د/ عجمية السيد حممد براية مدرس الدراسات اإلسالمية كلية اآلداب جامعة حلوان 44

2 ادلهص يقو البحث عمى التفسير الموضوعي إذ يعرض ألحد موضوعات القرآف الكري و ىو اآليات في القرآف الكري. يقو البحث عمى مقدمة و تمييد و أربعة مباحث و خاتمة. أما المقدمة فاشتممت عمى تعريؼ موجز بالتفسير الموضوعي و أىمية الموضوع الذي اخترناه و أسباب االتجاه ليذه الد ارسة و المنيج الذي سار البحث وفقو. أما التمييد فعرض لدالالت اآليات في المغة و االصطبلح توطئة لتفسيرىا في القرآف الكري. و في المبحث األوؿ عرضت الباحثة ألوؿ دالالت اآليات في القرآف و التي تشير إلى آيات القرآف الكري نفسو و غيره مف الوحي السماوي الذي نزؿ عمى الرسؿ السابقيف عميي السبل مف خبلؿ اآليات القرآنية التي أشارت إلى ذلؾ أو بينتو. و خبلؿ البحث عرضنا لما ارتبط بآيات القرآف الكري مف نسخ و فقو و تشريع مما يؤكد عمى معنى التبييف و التفقو فييا األمر الذي أىميا لتحمؿ معنى اآلية الذي بيناه في التمييد. و في المبحث الثاني عرضت الباحثة لمداللة الثانية لآليات في القرآف الكري و ىي معج ازت الرسؿ التي أيدى اهلل بيا بناء عمى طمبي عميي السبل أو بدونو و تبيف مف خبلؿ ذلؾ كيؼ كانت ىذه اآلية جماعة مستقمة بذاتيا في الداللة عمى إعجاز اهلل ألقوا الرسؿ كؿ في وقتو و كيؼ تنضوي مع سابقتيا في التأكيد عمى اآليات التي أمد اهلل بيا الخمؽ لتيسير الوصوؿ إلى معرفة اهلل. و في المبحث الثالث الوسيمة الثالثة لمعرفة اهلل و ىي آيات قدرتو في الخمؽ في الكوف واإلنساف و بينا كيؼ كانت اآليات في ىذا المبحث مع كثي ارت غيرىا في القرآف الكري البذرة األولى التي غرست في قمب المسم فأنبتت فيو حب العم و البحث العممي و أثمرت في المجتمع كمو تقدم ا عممي ا شيد بو األعداء قبؿ غيرى كما كانت الوسيمة لموصوؿ إلى نوع مف اإلعجاز في القرآف و ىو اإلعجاز العممي يضاؼ إلى ما عرض لو العمماء قديم ا مف أنواع اإلعجاز في القرآف الكري. و إذا كانت المباحث الثبلثة األولى تتحدث عف اآليات التي تعرؼ الخمؽ بخالقي فإف المبحث ال اربع يعرض آليات تترتب عمى موقؼ البشر مف األنواع الثبلثة السابقة فمف آمف بيا أنجاه اهلل وجعؿ نجاتو آية و مف كفر بيا وجحدىا أىمكو اهلل و استأصمو و جعؿ ذلؾ آية لمبشر و عبرة أيض ا. و في الخاتمة ختمنا الحديث بأى النتائج التي توصمت إلييا الباحثة. و الحمد هلل الذي بنعمتو تت الصالحات. الكممات المفتاحية. آيات القرآف الكري والكتب السماوية السابقة اآليات معج ازت الرسؿ التي أج ارىا اهلل عمى أيديي اآليات دالئؿ القدرة في خمؽ اآلفاؽ واألنفس اآليات عاقبة المؤمنيف والكافريف بالرسؿ 44

3 Abstract It presents. The research is based on an introduction, a preface, four questions, and a conclusion. The introduction included a brief definition of the objective interpretation, the importance of the topic that we chose, the reasons for the direction of this study, and the approach to the research and its jurisprudence. As for the preamble, it presents the signs of the verses in the language and terminology in order to explain them in the Holy Quran. In the first section, the researcher presented the first signs of the verses in the Qur'an, which refer to the verses of the Holy Quran itself and other divine revelation that descended on the former messengers peace be upon them through the Quranic verses that referred to it or indicated it. During the research, we presented what was associated with the verses of the Holy Quran from copies, jurisprudence and legislation, which confirms the meaning of the meaning and the understanding in it, which enabled them to take the meaning of the verse that they showed in the preamble. In the second part, the researcher presented the second indication of the verses in the Holy Quran, and they are the miracles of the apostles, which God supported them at their request peace be upon them or without it, and it shows how this verse was an independent group in itself indicative of the miracle of God To the apostles, all in its time, and how to combine with its predecessor in emphasizing the verses that God provided creation; to facilitate access to the knowledge of God.And in the third section, the third means to know God, which is the verses of his ability in creation in the universe and human, and showed how the verses in this study with many others in the Koran seed first planted in the heart of Muslim, Vntbt where love science and scientific research, And resulted in the entire society scientific progress witnessed by the enemies before others, and was the means to reach a kind of miracles in the Koran, which is scientific miracle, in addition to what scientists have presented to the ancient types of miracles in the Koran.And if the first three mabahith speaks about the verses that define creation by their Creator, the fourth section presents the signs of the position of human beings from the three previous types. Whoever believes in Allah's intention and makes His salvation a sign, and whoever disbelieves in it and destroys it, Allah will destroy him and remove him. This is a sign of mankind and a lesson too.in conclusion, we concluded the conversation with the most important findings of the researcher. Thank God that His grace is righteous. 44

4 بس اهلل الرحمف الرحي القرآف الكري كتاب ىداية مف رب البشر إليي يدلي فيو عمى خيرى أولى و آخرة و يحذرى مف ضده. وكاف ذلؾ عف طريؽ حديث الحؽ و الناظر في كتاب اهلل في القرآف عف العديد مف الموضوعات. يروعو ىذا النظا القرآني في سرد الموضوعات فعمى الرغ مف أف األلفاظ المشتقة مف أصؿ لغوي واحد موزعة عمى سور القرآف كميا فإننا نتبيف تربط بيف ىذه األلفاظ بحيث يمكف أف يتشكؿ منيا قضية و إذا تخيمنا أف كؿ مجموعة ألفاظ بعد إنعا النظر مف أصؿ لغوي واحد الموضوعات التي عرض ليا القرآف في سياؽ حديثو فإننا بجمعيا أف ثمة روابط قائم ة بذاتيا قد تحدث عنيا القرآف الكري. في القرآف يمكف أف يتبمور منيا أحد نكوف بصدد معج كبير لموضوعات القرآف الكري يمكف عمى أثره أف نضع تفسير ا موضوعي ا شامبل لموضوعات القرآف الكري تتجدد معو نظرة المفسر المسم في ىدايات القرآف الكري. و قد اجتيد المفسروف في العصر الحديث لتحقيؽ المرجو مف ىذا التفسير الذي يتناسب مع التقد العممي و انفتاح البشر ذوي الحضا ارت المختمفة عمى بعضي البعض. و قد تعددت التعريفات التي وضعيا العمماء لمتفسير الموضوعي مف أفضميا ما ذكره د عبد الستار فتح اهلل إذ أرى أنو تفسير " يبحث في قضايا القرآف الكري التي تتفؽ معنى أو غاية عف طريؽ جمع آياتيا المتفرقة والنظر فييا عمى ىيئة مخصوصة لبياف معناىا واستخ ارج عناصرىا و ربطيا برباط جامع ". أشار بذلؾ د عبد الستار إلى نوعيف مف التفسير الموضوعي مطمع ) ( قمب. األوؿ التفسير الموضوعي العا وىو الذي بيف أط ارؼ موضوعو وحدة في الغاية فقط و ليس في أصؿ المعنى. و عد منو العمماء الوحدة الموضوعية في القرآف كمو أو في سورة منو. و مف أبرز أصحابو د محمد عبد اهلل د ارز في النبأ العظي الذي فسر فيو سورة البقرة و كذا د محمد توفيؽ في العزؼ عمى أنوار الذكر الذي تحدث فيو عف اشتماؿ السور القرآنية عمى معاف كمية مت اربطة و عف تقسي السور إلى معاقد " حاوؿ فيو رس خاتمة " و منو الشيخ الغ ازلي في كتابو نحو تفسير موضوعي لسور القرآف الكري " صورة شمسية ليا تتناوؿ أوليا و آخرىا وتتعرؼ أوليا تمييدا آلخرىا وآخرىا تصديقا ألوليا ". الذي عمى الروابط الخفية التي تشدىا وتجعؿ كما أشرؼ الدكتور مصطفى مسم عمى التفسير الموضوعي لسور القرآف الكري الذي قا بو نخبة مف عمماء التفسير و عمماء القرآف. و غيرى كثير. )(. المدخل لمتفسير الموضوعي عبد الستار فتح اهلل سعيد دار التوزيع و النشر اإلسالمية القاىرة ط ثانية ى 66 م ص. المرجع السابق ص. استغرق ذلك عدة فصول من كتابو. )(. نحو تفسير موضوعي ص 44

5 الثاني التفسير الموضوعي الخاص و ىو الذي يقو عمى وحدة المعنى و الغاية بيف أط ارفو وأف ارده فتكوف ال اربطة بينيا خاصة و قريبة. و قد ظير ليذا االتجاه مف التفسير إرىاصات في عصور مختمفة منيا تفسير السمؼ لمقرآف بالقرآف و إف ل يشمؿ تفسيرى كؿ آيات الموضوع الواحد. و منيا تفسير المتشابو مف آيات القرآف الكري كما في بصائر ذوي التمييز لمفيروز آبادي و في البرىاف لمكرماني و في كشؼ المعاني في متشابو المثاني البف جماعة. ومنو أيضا المؤلفات التي اىتمت بموضوعات معينة في القرآف منيا التبياف في أقسا القرآف واألمثاؿ في القرآف و ىما لئلما ابف القي.و مف التفاسير التي اىتمت بيذا االتجاه أضواء البياف لمشنقيطي إذ كاف يعرض عند تفسير اآلية كؿ ما يرتبط بيا مف آيات مماثمة أو متشابية في سور أخرى حتى إذا جاء آف تفسير ىذه اآليات أحاؿ القارئ إلى موضعيا مع اآلية األولى. و منيا التفسير القرآني لمقرآف لعبد الكري الخطيب. و النوع الثاني مف التفسير الموضوعي ىو ما تقو عميو ىذه الد ارسة و خطواتيا الموضوعية تقو عمى تحديد الموضوع القرآني الم ارد بحثو تحديدا دقيقا و جمع اآليات القرآنية التي تتناولو باعتبارىا المادة العممية األصمية لمموضوع ث ترتيبيا موضوعي ا بتقسيميا إلى عناصر لمموضوع مت اربطة منتزعة مف اآليات ذاتيا. و التفسير الموضوعي مف أمتع أنواع تفسير كتاب اهلل ألنو يمتع نظرؾ في الكتاب الكري كمو مف أولو إلى آخره فيمنحؾ نظرة كمية و شاممة عمى الموضوع القرآني كؿ حسب اجتياده. واآليات التي ورد فييا لفظ " اآليات " بالجمع و اإلف ارد تمفت االنتباه لكثرتيا مف جية و تنوعيا و تكامميا مف جية أخرى و ىذا ما دفعني إلنشاء ىذا البحث و أسمط فيو الضوء عمى " اآليات " كيؼ تناوليا القرآف الكري وجعمت البحث بعنواف " اآليات في القرآف الكري. د ارسة موضوعية " أىدؼ منو إلى وضع لبنة في بناء التفسير الموضوعي لقضايا القرآف الكري عف طريؽ د ارسة آيات الموضوع د ارسة متكاممة مع االستعانة بعمو القرآف و السنة و كذا تفاسير القرآف الكري القديمة والحديثة بما يساعد عمى "تنس ىداياتيا و تممس مقاصدىا و استخ ارج مكنوناتيا ". و يقو منيج البحث عمى مقدمة و خمسة مباحث و خاتمة أفصؿ بيا الفكرة التي يقو البحث عمييا. و في الختا أسأؿ اهلل أف يتقبؿ بحثي بقبوؿ حسف و ينبتو نبات ا حسن ا نافع ا خالص ا لوجيو الكري و لخدمة القرآف العظي. و آخر دعوانا أف الحمد هلل رب العالميف. د ارسات في التفسير الموضوعي األلمعي ص. 44

6 أوال في المغة. تمييد اآليات لغة و اصطبلح ا أصؿ اآلية مف الفعؿ " أ ي ى " كما قاؿ ابف فارس " ال ي م ز ة و ال ي اء و ال ي اء أ ص ؿ و اح د و ى و الن ظ ر. ي ق اؿ ت أ ي ا ي ت أ ي ا ت أ ي ي ا أ ي ت م ك ث. و اب ف األ ع ر اب ي ت أ ي ي ت ]األ م ر ] ان ت ظ ر ت إ م ك ان و ". و تأي ا بالمكاف يتأيا تأيي ا " إذا أقا بو " لمنظر والتأمؿ و التؤدة فييما. و و منو أورد أبو بكر األنباري فييا قوالف قيؿ عف اآلية العبلمة ربما ألنيا تحتاج األوؿ قوؿ أبي عبيدة اآلية العبلمة ومنو سميت اآلية في القرآف ألنيا " عبلمة النقطاع الكبل الذي قبميا والذي بعدىا " قريب منيا اآلي ة بمعنى " األمار ة. ق ال وا اف ع م و بآي ة ك ذ ا ك م ا تقوؿ بأمار ة ك ذ ا ".. و الثاني أف تكوف سميت آية ألنيا " جماعة حروؼ مف القرآف وطائفة منو " عمرو خرج القو بآيتي أي خرجوا بجماعتي ". و في اآلية قوؿ ثالث ىو أنيا سميت. قاؿ أبو آية " ألنيا عجب عمى م باينتيا كبل المخموقيف ويعم أف العال يعجزوف عف التكم بمثميا ". ذلؾ أف قارئيا يستدؿ إذا ق أرىا و أورد الزبيدي في ذلؾ أف " آيات الم و ع جائ ب و ". و قوؿ الزبيدي يشير إلى أف اآليات تشمؿ اآليات القرآنية و غيرىا مما ينطبؽ عميو المعنى ذاتو لذا كاف مف دالالت اآلية " العبرة ". قاؿ الفر اء اآلي ة م ف اآليا ت والع ب ر. و قد جمع المعج الوسيط المعاني السابقة و غيرىا فبيف أف " اآل ي ة ال ع بلم ة واألمارة و ال عب ر ة. ق ا ؿ ت ع ال ى }ف ال ي و ن ن ج يؾ ب ب د ن ؾ ل ت ك وف ل م ف خ م ف ؾ آي ة { والمعجزة ق ا ؿ ت ع ال ى }و ج ع م ن ا م ر ي و أ م و آي ة } ثاني ا في االصطبلح. ال تبتعد اآلية في االصطبلح عنيا في المغة يعرفيا العكبري بقولو الظ اى ر ة واشتقاقيا مف أ ي أل ن ي ا تبيف أي ا ع ف أ ي وتستعمؿ ف ي المحسوسات يت ف او ت ب و ال معرف ة ب ح سب التفكر والتأمؿ ف يو وبحسب من از ؿ الن اس ف ي المحسوسات والمعقوالت " يشير إلى أف منيا آيات حسية و " اآل ي ة ف ي األ ص ؿ ال ع بلم ة والمعقوالت. ي ق اؿ لكؿ م ا ال عم آي ة ". و بقولو " أخرى عقمية. فالحسية كإحياء ال م و ت ى مقاييس المغة البن فارس ج ص. 4 جميرة المغة البن دريد ج ص. ال ازىر في معاني كممات الناس ألبي بكر األنباري ج ص المرجع السابق الصفحة نفسيا. تاج العروس لمزبيدي ج 4 ص. مقاييس المغة البن فارس ج ص 6 4 مقاييس المغة البن فارس ج ص ال ازىر في معاني كممات الناس ألبي بكر األنباري ج ص تاج العروس لمزبيدي ج 4 ص 4. سورة يونس اآلية رقم. 6 سورة المؤمنون اآلية رقم. الكميات لمعكبري ص 44

7 الذي آتاه اهلل عيسى األ ص اب ع مف الم اء ونبع بالمغيبات. و منيا أيض ا اآليات " الذوقية الحدسية كالقرآف " والمبلحظ أف اآليات الذي آتاه اهلل نبينا محمد ا ىنا و قد بي ف العكبري أنو ظاىري ا "األولى ث واب ا أقؿ األولى ب س ب ب و اإل يم اف والعقمية ك ال عم ألنيا ألصحاب القموب الحية. ت اردؼ المعج ازت التي تخرؽ العادة ويعجز البشر عف اإلتياف بمثميا. و ت ركو أقوى أ شد الث ان ي ة ث ث عق ابا الث ال ث ة ث ث الث ان ي ة و ف ي الث ال ث ة ال ب اط ف ف ي و والشرؼ ث واب ا أ كثر ال ع ك س عمى أقؿ و ت ركو عق ابا ". و ىذا قريب مما قصده أبو عمر ال ازىد في تفسير قولو تعالى { و م ا ن ر س ؿ ب اآلي ات إ ال ت خ و يف ا{حيث قاؿ " ي ع ن ي ب اآل ي ا ت ى اى ن ا اآل ي ات الشرطيات ال ت ي يش ت رط م عي ا ل و ك ذب ت بي ا ىمكت و ا ن م ا ت ركي ا ر ح م ة ألمة م ح م د " فاآليات الشرطيات المعج ازت الحسية التي أج ارىا اهلل عمى يد أنبيائو كناقة صالح فأنزؿ اهلل عميي العقاب لظيور اإلعجاز بيا. التي ذكرت في اآلية الكريمة و قتميا الرىط المفسدوف مف قومو ادلثحث األول اآلياخ يف سياق حديث انقرآ ع انقرآ و انكتة انس اويح انساتقح ورد في القرآف الكري حديث عف القرآف نفسو في نحو مائة آية تناولت الكثير مف األمور التي تتعمؽ بو مثؿ توصيؼ القرآف و بياف حقيقتو. في سورة البقرة يقوؿ الحؽ }و ل ق د أ نز ل ن آ إ ل ي ؾ آي ات ب ي ن ات و م ا ي ك ف ر ب ي ا إ ال ال ف اس ق وف{ يقوؿ الطبري " أ ن ز ل ن ا إ ل ي ؾ ي ا م ح م د ع بل م ا ت و اض ح ا ت د اال ت ى ي م ا ح و اه ك ت ا ب الم و ال ذ ي أ ن ز ل و إ ل ى م ح م د ". و استعرض ال ارزي د اال ت ع م ى ن ب و ت ؾ. و ت م ؾ اآل ي ا ت األقواؿ في اآلية ث قاؿ " األ ظ ي ر أ ف ال م ر ا د م ف اآليات البينات ال ق ر آ ف ال ذ ي ال ي أ ت ي ب م ث م و ال ج ف ض ظ ي ير ا ". ال ج ف و اإل ن س و ل و ك ا ف ب ع ض ي ل ب ع و في توجيو إطبلؽ اآليات عمى القرآف الكري عرض المفسروف لعدة أمور أشار الطبري إلى ك ت ب ي ال ت ي ل ي ك ف ي ع م م ي ا ما فيو مف " خ ف اي ا ع م و ال ي ي و د و م ك ن و ف س ر ائ ر أ خ ب ار ى و الن ب أ ع م ا ت ض م ن ت و إ ال أ ح ب ار ى و ع م م اؤ ى و م ا ح ر ف و أ و ائ م ي و أ و اخ ر ى و ب د ل وه م ف أ ح ك ام ي ف أ ط م ع ي ا الم و ف ي ك ت اب و ال ذ ي أ ن ز ل و ع م ى ن ب ي و م ح م د ص م ى اهلل ع م ي و و س م ". و ىذا يناسب سياؽ اآليات التي وردت فييا اآلية السابقة إذ تتحدث عف الييود و فعالي مع رسوؿ اهلل. ازد السمرقندي في بياف معناىا فقاؿ "مبينات لمحبلؿ والح ار " و ذكر ال ارزي فييا عدة ى ي الد ال ة. و ا ذ ا ك ان ت أ ب ع ا ض ال ق ر آ ف د ال ة ب ف صاح ت ي ا ع م ى ص د ؽ ال م د ع ي وجوه "أ ح د ى ا أ ف اآل ي ة المرجع السابؽ الصفحة نفسيا. المرجع السابق الصفحة نفسيا. سورة اإلس ارء اآلية رقم. 6 ياقوتة الص ارط في تفسير غريب القرآن ألبي عمر ال ازىد ص. 6 5 سورة البقرة اآلية رقم. 66 جامع البيان لمطبري ج ص. تفسير ال ارزي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير )/ ( جامع البيان لمطبري ج ص. تفسير السمرقندي = بحر العموم )/ 4( 44

8 ف ي ي د ال ة ع م ى ت م ؾ ال غ ي وب و ث ال ث ي ا ك ان ت آي ات و ث ان يي ا أ ف م ن ي ا م ا ي د ؿ ع م ى اإل خ ب ا ر ع ف ال غ ي و ب ف ي ي آي ا ت م ف ى ذ ه ال ج ي ة ". أ ن ي ا د ال ة ع م ى د ال ئ ؿ الت و ح ي د و الن ب و ة و الش ر ائ ع جاء ىذا التوصيؼ في مواضع عدة بالمفظ نفسو أو بمفظ آخر. في سورة األنعا يقوؿ }و ك ذ ل ؾ ن ص ر ؼ اآلي ات و ل ي ق ول وا د ر س ت و ل ن ب ي ن و ل ق و ي ع م م وف{ تمتاز سورة األنعا بكثرة آياتيا التي تحدثت عف القرآف الكري كما تمتاز بكثرة ما فييا مف "التقري ارت والتمقينات الستنقاذ العقؿ العربي مما تردى فيو " فكاف مف ىذه التقري ارت مصير الظالميف مف البشر الذيف أبوا دعوة الرسؿ ورفضوىا. و كاف منيا الحديث عف عجائب صنع اهلل في الكوف لذا س ب قت بقولو }ق د ج اءك ب ص آئ ر م ف ر ب ك ف م ف أ ب ص ر ف م ن ف س و و م ف ع م ي ف ع م ي ي ا{ اآلية موضع التفسير و البصائر ىي تمؾ الحجج التي بينيا الحؽ في سياؽ اآليات الكريمة في تنويع وتمويف بديعيف. ذكر الماوردي في تصريفيا ثبلثة أوجو معاف في تنصرؼ متغايرة " أحدىا أف يتمو بعضيا بعضا فبل ينقطع التنزيؿ. والثاني أف اآلية تنصرؼ في مبالغة اإل عجاز والثالث البشر. لكبل ومباينة مف الوعد والوعيد واألمر والنيي ليكوف أبمغ في الزجر وأدعى إلى اإل جابة أنو " تضمنيا ما اختبلؼ و في سورة فصمت يقوؿ الحؽ }ك ت اب ف ص م ت آي ات و ق ر آن ا ع ر ب ي ا } ؼ ذ ا ت يقوؿ ال ارزي " ال م ر اد أ ن و ف ر ق ت آي ات و و ج ع م ت ت ف اص يؿ ف ي م ع ا ف م خ ت م ف ة ف ب ع ض ي ا ف ي و ص الم و ت ع ال ى... و ع ج ائ ب أ ح و ا ؿ خمقو السموات و األ ر ض و ال ك و اك ب و ت ع اق ب الم ي ؿ و الن ي ا ر و ب ع ض ي ا ف ي أ ح و اؿ الت ك ال ي ؼ و ب ع ض ي ا ف ي الوعد والوعيد و ب ع ض ي ا ف ي ال م و اع ظ و ب ع ض ي ا ف ي ت ي ذ ي ب األ خ بل ؽ ع م أ ن و ل ي س ف ي ي د ال خ م ؽ ك ت ا ب اج ت م ع ف ي و م ف ص األ و ل يف و ب ال ج م م ة ف م ف أ ن ص ؼ و ب ع ض ي ا ف ي ق ص ال ع م و ال م خ ت م ف ة و ال م ب اح ث ال م ت ب اي ن ة م ث ؿ م ا ف ي ال ق ر آف ". نخرج مما سبؽ إلى أف المفسريف وجيوا " التصريؼ و التفصيؿ " في اآليات إلى معاف متقاربة إذ بينوا أف اهلل يصرؼ اآليات ىذا التصريؼ البديع ليكشؼ عف معاف و حقائؽ في مجاالت عدة. ىذا التصريؼ و التفصيؿ مف الحؽ أف يقابمو تفكر و تأمؿ مف العبد ألف اهلل البد صرؼ اآليات وفصميا لتكوف مرتع ا لمتدبر. يقوؿ الحؽ و ل ي ت ذ ك ر أ و ل وا األ ل ب اب{ يبيف الحؽ فالمعنى }ك ت اب أ نز ل ن اه إ ل ي ؾ م ب ار ؾ ل ي د ب ر وا آي ات و الحكمة مف إن ازؿ القرآف الكري و ىي التدبر و التفكر " ىذا الكتاب الذي أنزلناه عميؾ يا محمد أنزلناه إليؾ ليتدبروا آياتو و يتفكروا بما فييا تفسير ال ارزي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير )/ ( سورة األنعا اآلية رق. نحو تفسير موضوعي لسور القرآن الكريم لمشيخ محمد الغ ازلي ص. 6 سورة األنعام اآلية رقم. تفسير الماوردي = النكت والعيون )/ ( سورة فصمت اآلية رقم. تفسير ال ارزي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير )4/ 5( سورة ص اآلية رقم. 6 التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم د مصطفى مسمم ج ص. 44

9 مف األس ارر العجيبة والحك الجميمة و ليتعظ بيذا القرآف أصحاب العقوؿ السميمة ". و المبلحظ أف الكتب السماوية تشارؾ القرآف الكري في ىذا الوصؼ لذا تعددت اآليات التي وصفت الكتب السابقة باآليات حتى جعميا الحؽ عامة في وحيو يفي ذلؾ مف قولو }ي اب ن ي آد إ م ا ي أ ت ي ن ك ر س ؿ م نك ي ق ص وف ع م ي ك آي ات ي ف م ف ات ق ى و أ ص م ح ف بل خ و ؼ ع م ي ي و ال ى ي ح ز ن وف{اآلية الكريمة وردت عقب قصة آد الرسؿ رسمي الرسؿ واغواء الشيطاف لو و ألف إغواءه يمتد إلى ذرية آد كاف مف حكمتو الذيف إلى بني آد في كؿ عصر و عميو فالم ارد مف بني األحكا لك يبينوف إليك أرسمتي إرساؿ يجئ ك آد " جميع األم والمعنى إف و ىي إشارة إلى ميمة التبميغ مف والش ارئع... " فاآليات المذكورة في اآلية تشير إلى ما ينزؿ عمى الرسؿ األخبار و التكاليؼ الشرعية و "اآليات المعج ازت عمى تدؿ التي الباىرة اهلل قدرة عمى الدالة الكونية تعالى مف وحي يتضمف القصص و وحدانيتو وعمى الرسالة ". عدة في سورة آؿ عم ارف و سورة األنعا. وتشمؿ و قد تكرر الوصؼ السابؽ لمكتب السماوية في آيات و استق ارء اآليات القرآنية يشير إلى تشابو آخر بيف القرآف و ما سبقو مف كتب سماوية يتمثؿ في موقؼ الناس مف الوحي السماوي بيف كافر و مؤمف و ىو ما يعرض في موضع الحؽ مف البحث. و لكف تدبر اآليات القرآنية بوجو خاص أثمر ثمار ا يانعة نبلحظيا في إنتاج العمماء مف تدبرى فييا األمر الذي ورد في القرآف نفسو إذ كثير ا ما ربط القرآف الكري بيف تصريؼ اآليات و بياف العديد مف الحقائؽ الكونية واألحكا الشرعية. أوال تثيني اآلياخ و األحكاو انشرعيح. تناوؿ العديد مف آيات ىذا المبحث الحديث عف بعض األحكا الشرعية المتعمقة بالعبادات والمعامبلت واطرد فييا خت اآليات بالحديث عف تبيينيا. في سورة البقرة يقوؿ سبحانو }أ ح ؿ ل ك ل ي م ة الص ي ا الر ف ث إ ل ى ن س آئ ك ى ف ل ب اس ل ك و أ نت ل ب اس ل ي ف ع م الم و أ ن ك ك نت ت خ تان وف أ نف س ك ف ت اب ع م ي ك و ع ف ا ع نك ف اآلف ب اش ر وى ف... و ال ت ب اش ر وى ف و أ نت ع اك ف وف ف ي ال م س اج د ت م ؾ ح د ود الم و ف بل ت ق ر ب وى ا ك ذ ل ؾ ي ب ي ف الم و آي ات و ل من اس ل ع م ي ي ت ق وف{ اآلية السابقة إحدى اآليات التي اختتمت بتقرير الحؽ تبييف اآليات القرآنية. و ىي تتضمف بياف ر م ض ا ف ك ان وا ال ي ق ر ب و ف بعض أ ح ك ا الص ي ا جاء في حديث الب ارء بف عازب "ل م ا ن ز ؿ ص و 4 سورة األع ارف اآلية رقم. صفوة التفاسير )/ ( زىرة التفاسير )/ 54( اآليتان رقم و رقم عمى الترتيب. يأتي التفصيل في حديث القرآن عنيا في موضع الحق. سورة البقرة اآلية رقم. 54 صحيح البخاري )/ ( 44

10 الن س اء ر م ض ا ف ك م و و ك ا ف رج ا ؿ ي خ ون و ف أ ن ف س ي ف أ ن ز ؿ الم و أ ح ؿ ل ك ل ي م ة الص ي ا الر ف ث إ ل ى ن س آئ ك و لذا جاء في تفسير اآلية الكريمة " أح ؿ اهلل لك ليمة الصو إتياف نسائك الختبلطك بيف واختبلطيف بك في النيار والمبيت فبل تتحرجوا مف مباشرتيف... ". الستخ ارج أحكا مسألة عجب وال اجتيد الصيا في ىذه المسائؿ حتى عرض أصحاب المذاىب الفقيية في تدبر القرطبي فاآلية الكريمة مف اآليات الطويمة وسر ألحكا الصيا واالعتكاؼ لذا اختتمت بالتأكيد عمى معنى بياف األحكا اآلية الكريمة في تفسيرىا لما يزيد عمى ثبلثيف طوليا ما فييا مف توضيح و بياف يقوؿ الطاىر بف عاشور "أ ي ك م ا ب يف اهلل أ ح ك ا الص ي ا ي ب ي ف آي ات و ل من اس أ ي ج م يع آياتو ل ج م يع الن اس و ال م ق ص د أ ف ى ذ ا ش أ ف الم و ف ي إ يض اح أ ح ك ام و ل ئ بل ي م ت ب س ش ي ء م ن ي ا ع م ى الن اس إ ر اد ة ال ت ق ائ ي ال و ق وع ف ي ال م خ ال ف ة أل ن و ل و ل ي ب ي ف ل ي األ ح ك ا ل م ا اى ت د و ا ل ط ر يؽ اال م ت ث اؿ ". اآلية الثانية مف سورة المائدة يقوؿ الحؽ }ال ي ؤ اخ ذ ك الم و ب الم غ و ف ي أ ي م ان ك و ل ػك ف ي ؤ اخ ذ ك ب م ا ع ق دت األ ي م اف ف ك ف ار ت و إ ط ع ا ع ش ر ة م س اك يف... ذ ل ؾ ك ف ار ة أ ي م ان ك إ ذ ا ح م ف ت و اح ف ظ وا أ ي م ان ك ك ذ ل ؾ ي ب ي ف الم و ل ك آي ات و ل ع م ك ت ش ك ر وف{اآلية الكريمة تتحدث عف كفارة يميف المغو. جاء في الدر المنثور " ع ف اب ف ع ب اس ق اؿ لما نزلت ف ي ال ق و ال ذيف ك ان وا حر موا الن س اء و الم ح عمى أنفسي ق ال وا ي ا ر س وؿ اهلل ك يؼ نص ن ع بأيماننا ال ت ي حمفنا ع م ي ي ا ف أن زؿ اهلل ال ي ؤ اخ ذ ك الم و ب الم غ و ف ي أ ي م ان ك " يقوؿ ذ ك القرطبي " ال م ع ن ى إ ذ ا أ ت ي ت ال ي م يف ث أ ل غ ي ت م وى ا أ ي أ س ق ط ت ح ك م ي ا ب الت ك ف ير و ك ف ر ت ف بل ي ؤ اخ ي ؤ اخ ذ ك الم و ب ذ ل ؾ ". و اآلية الكريمة عمدة في الفقو اعتمد عمييا الفقياء في بياف فقو اليميف و أقسامو وحك كؿ قس منيا و اآلية بينت حك يميف المغو إذ خ ي ر الحالؼ إذا حنث بيف أمور ثبلثة يقوؿ " فإف حنثت فيما حمفت عميو فعميك أف تفعموا ما يغفر ذنوبك بنقض اليميف بأف تطعموا تطعموا عشرة فق ارء يوما مف غير س ر ؼ وال تقتير. أو بأف تكسوا عشرة مف الفق ارء كسوة معتادة أو بأف تحرروا إنسانا مف الرؽ. فإذا ل يتمكف الحالؼ مف أحد ىذه األمور فعميو أف يصو ثبلثة أيا ". و المبلحظ أف آيتي البقرة و المائدة اقترف تقرير التبييف في فاصمة كؿ منيما بعمة التبييف وىو تحقيؽ تقوى اهلل في قمب العبد في األولى و تحقيؽ شكر اهلل في التيسير في الثانية الزمخشري يقوؿ 4 5 المنتخب في تفسير القرآن الكريم )ص ( تفسير القرطبي ج ص ص 4. التحرير والتنوير )/ 5( سورة المائدة اآلية رقم. 56 الدر المنثور في التفسير بالمأثور )/ ) 6 تفسير القرطبي )/ ( المنتخب في تفسير القرآن الكريم ص. تفسير الزمخشري = الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل )/ 4( 44

11 " ك ذل ؾ مثؿ ذلؾ البياف ي ب ي ف الم و ل ك آيات و أعبل شريعتو وأحكامو ل ع م ك ت ش ك ر وف نعمتو فيما ال ح م يعممك ويسيؿ عميك المخرج منو ". و في سورة النور يقوؿ }و ا ذ ا ب م غ األ ط ف اؿ م نك ف م ي س ت أ ذ ن وا ك م ا اس ت أ ذ ف ال ذ يف م ف ق ب م ي ك ذ ل ؾ ي ب ي ف الم و ل ك آي ات و و الم و ع م ي ح ك ي{ و تتكرر في آية أخرى يقوؿ ال م ر يض ح ر ج و ال ع م ى أ نف س ك أ ف }ل ي س ع م ى األ ع م ى ح ر ج و ال ع م ى األ ع ر ج ح ر ج و ال ع م ى ت أ ك م وا م ف ب ي وت ك... ك ذ ل ؾ ي ب ي ف الم و ل ك اآلي ات ل ع م ك ت ع ق م وف{ تيت سورة النور ببياف اآلداب االجتماعية السيما ما بداخؿ البيوت و قد أشار الحؽ إلى أىميتيا مف بداية السورة حيف بدأىا بقولو }س ور ة أ نز ل ن اى ا و ف ر ض ن اى ا و أ نز ل ن ا ف يي ا آي ات ب ي ن ات ل ع م ك ت ذ ك ر وف{و ت التأكيد عمى معنى "اآليات البينات " حيف تكرر ىذا الوصؼ أكثر مف مرة في السورة و كاف ىذا عقب الحديث عف بعض أحكا المعاشرة و المخالطة في المجتمع اإلسبلمي فعقب عرض السورة ألحكا الحجاب و النكاح جاء قولو }و ل ق د أ نز ل ن ا إ ل ي ك آي ات م ب ي ن ات و م ث بل م ف ال ذ يف خ م و ا م ف ق ب م ك و م و ع ظ ة ل م م ت ق يف{ ث تكررت اإلشارة إلى معنى التبييف في اآلية موضع التفسير عقب الحديث عف أحكا االستئذاف مف ممؾ اليميف واألطفاؿ و كأف اآليات الكريمة نور عمى نور " عرض ممتد متنو ع يستوفى المعاشرة أدب والمعايشة بيف والناس" الناس و لذا جاء في الجمي يبيف اهلل لك ختا اآلية التأكيد عمى معنى التبييف مف قبمو والمعنى " مثؿ ىذا البياف اآليات ويجئ بيا محكمة ال تحتاج إلى تأويؿ حتى تستقيموا عمييا و الم و ع م ي بما يصمح حياتك ح ك ي في وصؼ الدواء " ثا ي ا تفصيم اآلياخ و ضرب األيثال نه اس. ورد في القرآف الكري مف األمثمة الصريحة " واحد و أربعوف مثبل " إلى جانب األمثمة الكامنة التي ل يصرح فييا بمفظ المثؿ مما يعني أف ضرب األمثاؿ منيج في القرآف الكري فضرب األمثاؿ "أسموب مف أساليب القرآف لمبياف والتوضيح وتقريب المسائؿ إلى األفيا ". في تدبر أمثاؿ القرآف الكري فأخرجوا لنا كنوز المعاني. و قد اجتيد العمماء في سورة النور اآلية رقم. 6 سورة النور اآلية رقم. سورة النور اآلية رقم. سورة النور اآلية رقم. التفسير القرآني لمقرآن عبد الكريم الخطيب بتصرف بسيط )6/ 6( المرجع السابق ص. موقع طريق اإلسالم أبو حفص عماد الدين فضمون. تفسير الشع اروي )5/ 6( منيا األمثال في القرآن البن القيم و األمثال من الكتاب و السنة لمترمذي و غيرىما. 4

12 يقوؿ }ض ر ب ل ك م ث بل م ف أ نف س ك ى ؿ ل ك م ف م ا م م ك ت أ ي م ان ك م ف ش ر ك اء ف ي م ا ر ز ق ن اك ف أ نت ف يو س و اء ت خ اف ون ي ك خ يف ت ك أ نف س ك ك ذ ل ؾ ن ف ص ؿ اآلي ات ل ق و ي ع ق م وف{اآلية تتضمف " دليبل عقمي ا عمى بطبلف الشرؾ بقياس األولى. وخبلصة ىذا الدليؿ إف مف المقرر لدى المخاطبيف ك ارىية السيد الغني مشاركة عبده لو فإذا تقررت ىذه القاعدة فيجب أف يحك لو بيا. بؿ ىو أولى بيذا الحك لكماؿ سؤدده وغناه فيعتقد ك ارىتو ألف يكوف أحد مف عبيده شريك ا لو في العبادة فيبطؿ بذلؾ الشرؾ مف أساسو " البياف ولكونو ليس لو كف ؤ. و لذا ختمت اآلية بتقرير تفصيؿ اآليات ألولي األلباب يوضح " الب ارىيف والحجج ألصحاب العقوؿ السميمة الذيف ينتفعوف بيا ". فيذا فضرب المثؿ نوع مف تفصيؿ اآليات القرآنية كبياف األحكا الشرعية و ما يعقمو وينتفع بو إال عال كما جاء في قولو }و ت م ؾ األ م ث اؿ ن ض ر ب ي ا ل من اس و م ا ي ع ق م ي ا إ ال ال ع ال م وف{ ثانث ا قضيح ان سخ يف آياخ انقرآ انكريى. يقوؿ أشار الحؽ إلى النسخ المتعمؽ بالقرآف الكري بالمفظ الصريح في موضعيف. في سورة البقرة }م ا ن نس خ م ف آي ة أ و ن نس ي ا ن أ ت ب خ ي ر م ن ي ا أ و م ث م ي ا أ ل ت ع م أ ف الم و ع م ى ك ؿ ش ي ء ق د ير{ و في سورة النحؿ موضع ثالث }و ا ذ ا ب د ل ن ا آي ة م ك اف آي ة و الم و أ ع م ب م ا ي ن ز ؿ {. والم ارد مف كممة ( آية ) "اآلية القرآنية ". أورد الطبري قوؿ ىذا إلى جانب ذكره باإلشارة في " ما قتادة مف ننسخ مف آية أو ننسيا نأت بخير منيا أو مثميا كاف ينسخ اآلية باآلية بعدىا ". و قولو " )و ا ذ ا ب د ل ن ا ب د ل ن ا آي ة م ك ا ف آي ة( ىو كقولو )م ا ن ن س خ م ف آي ة أ و ن ن س ي ا( ". ويقوؿ ابف الجوزي في سبب نزوؿ اآلية إف " يسخر إ ال تعالى اهلل مف أصحابو ينز ؿ كاف يأمرى اآلية في عم ؿ اليو بيا بأمر ويأتيي مدة ث غدا ينسخيا ىو بما فقاؿ أىوف كفار عميي قريش. " و المقصود بالنسخ في اآليات القرآنية ىو األحكا المتضمنة فييا محمد ما واهلل منو فنزلت ىذه اآلية إذ عرفو العمماء بأنو " رفع حك شرعي بدليؿ شرعي متأخر ". و قد أشار لذلؾ أكثر مف مفسر فالطبري يبيف أف المقصود في آية سورة البقرة " ما ننقؿ مف حك آية إلى غيره فنبدلو ونغيره ". و قاؿ الشوكاني " و ذ ل ؾ سورة الروم اآلية رقم. 5 األمثال القرآنية القياسية المضروبة لإليمان باهلل الجامعة اإلسالمية بالمدينة المنورة. )/ 6( التفسير الميسر )/ 4( سورة العنكبوت اآلية رقم. سورة البقرة اآلية رقم. سورة النحل اآلية رقم. كما في سورة الرعد اآلية رقم. 6 تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر )/ 4( تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر )4/ 64( ازد المسير في عمم التفسير )/ 5( النسخ في القرآن الكريم د مصطفى زيد ص. تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر )/ 4( 4

13 و ذ ل ؾ أ ف ن ح و ؿ ال ح بل ؿ ح ر ام ا و ال ح ر ا ح بل ال و ال ي ك وف ذ ل ؾ إ ال ف ي األ م ر و الن ي ي و ال ح ظ ر و اإل ط بل ؽ و ال م ن ع و اإل ب اح ة ف أ م ا األ خ ب ار ف بل ي ك وف ف يي ا ن اس خ و ال م ن س وخ ". والمنسوخ ف ي كتاب اهلل عمى ث بل ث ة أض رب ف م ن و م ا نسخ خطو و حكمو. و م ن و م ا نسخ خطو و ب ق ي حكمو و م ن و م ا نسخ حكمو و ب ق ي خطو ". و القس الثالث ىو أى الثبلثة ألنو األكثر شيوع ا في القرآف الكري لذا اىت بو عمماء السمؼ والخمؼ في مجاؿ عمو القرآف و عم الفقو و أصولو عمى السواء.ففي عمو القرآف صار عم الناسخ و المنسوخ باب ا قائم ا بذاتو عمدة العمو فاعتبره عمماء القرآف " ألنو ال يمكف تفسير القرآف إال بعد معرفة عم الناسخ والمنسوخ الذي يبيف م ارحؿ نزوؿ التشريع وتدرجو... و حكمتو في خطاب المكمفيف ". وفي ىذا أورد القاس بف سبل ما روي مف أف عمي ا " م ر ب ق اص ي ق ص ف ق اؿ ى ؿ ع م م ت الن اس خ و ال م ن س وخ ق اؿ ال ق اؿ ى م ك ت و أ ى م ك ت ". و في عم أصوؿ الفقو صار ىذا العم عمدة في استنباط األحكا الشرعية و بياف منيج التشريع في إق اررىا فوضعت فيو الكتب السورة تارة وبحسب أبواب الفقو تارة السيما و قد ورد في "ث بل ث و س ت يف س ور ة " التي تبينو بحسب وشمؿ أبواب ا كثيرة مف أبواب الفقو كالصبلة والزكاة و الصيا و النكاح و الطبلؽ و أمواؿ اليتامى و المواريث والحدود... الخ و بيذا يظير معنى جديد لمتبييف في اآليات القرآنية فكما بينت اآليات في سياقات سابقة بعض األحكا الشرعية فيي في ىذا السياؽ تبيف األوامر و النواىي التي تناسب عصر ا دوف آخ أرووقت ا دوف آخر. وبمعنى آخر يوضح العمماء الناسخ و المنسوخ مف األحكا الشرعية. و بذلؾ فتحت آيتا البقرة و النحؿ باب ا كبير ا مف أبواب العم ىو " الناسخ والمنسوخ " لتزيد الداللة عمى معنى التبييف و التفصيؿ والتصريؼ في آيات اهلل السيما و " ليس لغير الشارع أف ينسخ حكم ا شرعي ا فإنما يعبد اهلل بالمحك مف األحكا ال بالمنسوخ و لو االختيار المطمؽ فيما يعبد بو " راتع ا اآلياخ و ظاهرج احلروف ادلقطعح. القرآف و يطمؽ عمييا الحروؼ النو ارنية. و قد وردت الحروؼ المقطعة في تسع و عشريف سورة مف تسعة منيا تبل ذكر الحروؼ المقطعة فييا اإلشارة إلى آيات القرآف الكري. ومعروؼ أف المفسريف تعددت آ ارؤى حوؿ الحروؼ المقطعة حتى بمغت عند القاضي أبي بكر بف العربي ما يزيد 4 فتح القدير لمشوكاني ج ص 4. المدخل إلى عموم القرآن د محمد فاروق النبيان ص. الناسخ والمنسوخ لمقاسم بن سالم ص. مثل الناسخ و المنسوخ لقتادة و الناسخ و المنسوخ لمنحاس و الناسخ و المنسوخ لممقري. مثل الناسخ و المنسوخ لمقاسم بن سالم. الناسخ والمنسوخ لممقري )ص ( النسخ في القرآن الكريم د مصطفى زيد ص 6. 4

14 عمى العشريف أ و ائ ؿ الس و ر. و قد جمع الزركشي أصؿ ىذه الوجوه بقولو " اخ ت م ؼ ع م ى قوليف ال ح ر و ؼ ف ي الن اس ال م ق ط ع ة م ع م و ". ع م م س ت و ر وس ر م ح ج و ب اس ت أ ث ر الم و ب و. ال ق و ؿ الث ان ي أ ف ال م ر ا د م ن ي ا أ ح د ى م ا أ ف ى ذ ا القوؿ السابؽ يشير إلى تطور في النظرة اإلسبلمية إلى الحروؼ المقطعة و التدرج في الم ازوجة بيف الرواية و الد ارية أو بيف المأثور و االجتياد. يورد الزركشي قوؿ أبي بكر الص د ي ؽ ك ت اب س ر و س ر ه ف ي ال ق ر آ ف أ و ائ ؿ رضي اهلل عني أني " الس و ر ". و أورد السمرقندي عف " عمر وابف وعثماف ك ؿ ف ي مسعود قالوا الحروؼ المقطعة مف المكتو الذي ال يفسر". و ذكر الشوكاني عف أ بي ح ات " ل ن ج د ال ح ر وؼ ف ي ال ق ر آ ف إ ال ف ي أ و ائ ؿ الس و ر و ال ن د ر ي م ا أ ر ا د الم و ع ز و ج ؿ ". أما أصحاب القوؿ الثاني فكثير إذ أ ن ك ر ال م ت ك م م و ف " أ ف ي ر د ف ي ك ت ا ب الم و م ا ال ي ف ي م و ال خ م ؽ أل ف الم و ت ع ال ى أ م ر ب ت د ب ر ه و اال س ت ن ب ا ط م ن و و ذ ل ؾ ال ي م ك ف إ ال م ع اإل ح اط ة ب م ع ن اه ". كما نقؿ الشوكاني و ال م ع ان ي س ال ف و ائ د ال ت ي ت ح ت ي ا الشوكاني عف ج م ع م ف ال ع م م ا ء ك ث ير قولي عنيا " ب ؿ ن ح ب أ ف ن م ت م ال ت ي ت ت خ ر ج ع م ي ي ا و اخ ت م ف وا ف ي ذ ل ؾ ع م ى أ ق و ا ؿ ع د يد ة ". بمثؿ ىذا انفتح باب االجتياد حوؿ الحروؼ المقطعة و مف أجمؿ ما ورد فييا قوؿ ابف العربي "إ ن و ل و ال أ ف ال ع ر ب ك ان وا ي ع ر ف و ف أ ف ل ي ا م د ل و ال م ت د او ال ب ي ن ي ل ك ان وا أ و ؿ م ف أ ن ك ر ذ ل ؾ ع م ى الن ب ي بؿ تمى ع م ي ي " ح " ف ص م ت و " ص " و غ ي ر ى م ا ف م ي ن ك ر وا ذ ل ؾ ب ؿ ص ر ح وا ب الت س م ي ل و ف ي ال ب بل غ ة و ال ف ص اح ة م ع ت ش و ف ي إ ل ى ع ث ر ة ف د ؿ ع م ى أ ن و ك ا ف أ م ر ا م ع ر وف ا ب ي ن ي ال إ ن ك ا ر ف يو ". كاف العرب أىؿ كبل يعرفوف شعره و نثره و ىما نوعاف أدبياف ليما خصائص تميزىما عف باقي الكبل لذا عندما جاء القرآف أرى العرب ىذا النظ الجديد فجذبتي تمؾ الجدة في نظمو و عبروا عف ذلؾ بطرؽ شتى. فالوليد بف المغيرة ذىب لرسوؿ اهلل يجادلو فمما عاد لمقو و سألوه وصؼ القرآف أحسف ما يكوف الوصؼ فقاؿ " و الم و إ ف ل ق و ل و ال ذ ي ي ق و ؿ ح بل و ة و ا ف ع م ي و م ا ت ح ت و ". و ليذا عدىا ل ط بل و ة و ا ن و ل م ث م ر أ ع بل ه م غ د ؽ أ س ف م و و ا ن و ل ي ع م و و م ا ي ع م ى و ا ن و ل ي ح ط البعض مف التحدي قاؿ قطرب إنيا " إ ش ار ة إ ل ى ح ر و ؼ ال م ع ج ك أ ن و ي ق و ؿ ل م ع ر ب إ ن م ا ت ح د ي ت ك اإلتقان في عموم القرآن )/ ( البرىان في عموم القرآن /(. 4 4 المرجع السابق ج ص 4. تفسير السمرقندي = بحر العموم )/ ( فتح القدير لمشوكاني )/ ( اإلتقان في عموم القرآن ج ص. فتح القدير لمشوكاني )/ ( المرجع السابق ج ص. المستدرك عمى الصحيحين لمحاكم )/ ( و قال ىذا حديث صحيح اإلسناد عمى شرط البخاري و لم يخرجاه. 49

15 ب ن ظ م ف ى ذ ه ال ح ر و ؼ ال ت ي ع ر ف ت ف ق و ل و أل ب م ن ز ل ة أب ت ث ل ي د ؿ ب ي ا ع م ى الت س ع ة و ع ش ر ي ف ح ر ف ا. " و ق اؿ ق و إنيا لمتنبيو فالمشركوف " ل م ا أ ع ر ض وا ع ف ل ي ا أ س م اع ي ف ي س ت م ع و ف ال ق ر آ ف ب ع د ى ا ف ت ج ب ع م ي ي ال ح ج ة " جاءت ىذه األقواؿ و غيرىا مسرودة في تفاسير كتاب اهلل م ف قاؿ الشوكاني إف " ف ق د غ م ط أ ق ب ح ال غ م ط و ر ك ب ت ك م ف ي ب ي ا ف م ع ان ي ى ذ ه ال ح ر و ؼ ف ي ف ي م و و د ع و اه و اجتياد العمماء حوليا ل يتوقؼ عند حدود الحديث فأشير إلى " أف القرآف الكري يتميز ىي وجو أ ع ظ الش ط ط ". س م ا ع ال ق ر آ ف ب م ك ة ن ز ل ت ل ي س ت غ ر ب وى ا ف ي ف ت ح و ف دوف أف يترجح قوؿ منيا عمى آخر حتى ج از م ا ب أ ف ذ ل ؾ ى و م ا أ ر اد ه الم و ع ز و ج ؿ ما سبؽ بؿ ظيرت اجتيادات حوليا في العصر بخاصية ىامة ال نجدىا في أي كتاب آخر الحروؼ الغامضة أو الحروؼ النو ارنية المعروفة باس فواتح السور فييا فربطيا باإلعجاز العددي في فمف. " " ىذه الخاصية وقد توسع البعض القرآف الكري فدرس الحروؼ النو ارنية د ارسة مستفيضة في عددىا و داللة ىذه األعداد و مؤداىا أف الحروؼ النو ارنية كالشفرة التي تحفظ القرآف مف التحريؼ الذي يمكف أف تتوفر لديو القدرة عمى معرفة توزيع الحروؼ األبجدية في القرآف الكري وحده ىو الذي عم ويعم توزيع الحروؼ األبجدية في رسالتو وىو... اهلل الذي وضع ىذه الحروؼ في أوائؿ بعض السور كرموز ليذه المعرفة التي ال يستطيعيا أي مخموؽ... وىو سبحانو الذي حفظ أس ارر ىذه الحروؼ لمدة أربعة عشر قرنا كمظير مف مظاىر استم اررية المعجزة القرآنية وخمودىا... إذ يشاء الخالؽ عز وجؿ أف يكوف جيمنا ىو الجيؿ الذي يطمع عمى أس ارر ىذه الحروؼ. " و الذي ال م ارء فيو أف جميعيا اجتيادات مشكورة مف عمماء األمة قديم ا و حديث ا وىي تضع أيدينا عمى أمريف األوؿ أف الحروؼ النو ارنية فتحت باب االجتياد أما عمماء األمة إذ لفتت أنظارى إلى ما في اآليات القرآنية مف سبيؿ لمتأمؿ و التدبر ليتبيف لي مف أس ارر القرآف الكري و أعاجيبو ما يجود بو اهلل عميي وبذا تتحقؽ الوظيفة األولى لمقرآف الكري و ىي التبييف و التفصيؿ و التصريؼ. الثاني أف الحروؼ النو ارنية تشير إلى إعجاز القرآف الكري بمعنى أنو ل يصؿ أحد إلى ما يدؿ عمى صدؽ قولو فييا مف عدمو المي إال الق ارئف التي يستأنس بيا المجتيد و يستنير بيا الباحث و يستدؿ بيا العمماء عمى جديد عطاء القرآف مع كؿ عصر جديد. البحر المحيط في التفسير ألبي حيان األندلسي )/ 6(. المرجع السابق الصفحة نفسيا. فتح القدير لمشوكاني )/ ( بحوث ىيئة كبار العمماء المجمد السابع سنة ى م تمييد ص. المرجع السابق مجمد 4 ص 6. 44

16 ادلثحث انثا ي اآلياخ يف سياق حديث انقرآ ع يعجزاخ انرسم ي م ا م ث م و آم ف ع م ي و الب ش ر و ا ن م ا ك ا ف ال ذ ي يقوؿ الرسوؿ " م ا م ف األ ن ب ي ا ء ن ب ي إ ال أ ع ط الق ي ام ة ". أ وت يت و ح ي ا أ و ح اه الم و إ ل ي ف أ ر ج و أ ف أ ك و ف أ ك ث ر ى ت اب ع ا ي و يقوؿ ابف حجر " ى ذ ا د ا ؿ ع م ى أ ف الن ب ي ال ب د ل و م ف م ع ج ز ة ت ق ت ض ي إ يم ا ف م ف ش اى د ى ا ب ص د ق و ي آي ة أ و أ ك ث ر م ف ش أ ف م ف ي ش اى دى ا م ف و ال ي ض ر ه م ف أ ص ر ع م ى ال م ع ان د ة... و ال م ع ن ى أ ف ك ؿ ن ب ي أ ع ط ال ب ش ر أ ف ي ؤ م ف ب و أل ج م ي ا... ي ؤ م ف ب ذ ل ؾ م غ م وب ا ع م ي و ب ح ي ث ال ي س ت ط يع د ف ع و... ل ك ف ق د ي ج ح د ف ي ع ان د" لخصت ىذه العبارة حديث القرآف عف معج ازت الرسؿ القرآف الكري وصؼ معج ازت الرسؿ وك ارمات بعضي أمر خارؽ لمعادة التي باآليات لما فييا مف بينات و دالئؿ تدفع إلى اإليماف دفع ا. مقروف بدعوى النبوة قصد بو إظيار صدؽ مف ادعى أنو و إذا كانت المعجزة " رسوؿ مف اهلل " فإف ىذا المعنى توفر في آيات الرسؿ عمى اختبلفيا و قد عرض القرآف لمعديد مف معج ازت الرسؿ تنوعت بيف ما يطمبو أقوا الرسؿ و ما يطمبو الرسؿ أنفسي و ما يكرمي اهلل بو إك ارم ا مف عنده. و فيما يمي عرض ىذه و تمؾ. أ أوال اآليات التي طمبيا أقوا الرسؿ عميي السبل معجزة صالح ناقة اهلل إلى صالح. مف أقد معج ازت الرسؿ الرسؿ الذيف ذكر لي معج ازت في القرآف الكري القرآف الكري عمى لساف نبيي ما برعوا فيو وتتميز المذكورة في القرآف لسبقو ألف ثمود و زمني ا معجزة صال ح }و ت ن ح ت وف م ف ال ج ب اؿ ب ي وت ا ف ار ى يف{ أنيا جاءت إجابة لطمب ثمود مف نبيي عمى باقي األنبياء و مف الميارة في النحت بما تحدث عنو فقد كانت معجزتي مف جنس ع ر ض طمبي ىذا في قوؿ اهلل }م ا أ نت إ ال ب ش ر م ث م ن ا ف أ ت ب آي ة إ ف ك نت م ف الص اد ق يف{ و قد أجابي صالح إلى طمبي بناء عمى وحي اهلل وكما ورد في آيات أخرى يقوؿ اهلل }و ي ا ق و ى ػذ ه ن اق ة الم و ل ك آي ة آي ة ف ذ ر وى ا ت أ ك ؿ ف ي أ ر ض الم و و ال ت م س وى ا ب س وء { أف فروي الصخرة تمؾ مف الناقة خروج تعييف جاء في تفسير ابف عطية تمخض الجبؿ ناقة بفصيميا وروي أنيا خرجت عش ارء ووضعت بعد خروجيا... " وروي كالحامؿ وانصدع أني الحجر وخرجت اقترحوا منو 4 صحيح البخاري ج ص 5. فتح الباري البن حجر )6/ ( التعريفات لمجرجاني )ص 6( سورة الشع ارء اآلية رقم. 6 سورة الشع ارء اآلية رقم. سورة ىود اآلية رقم. المحرر الوجيز البن عطية ج ص 5. 44

17 و اآلية ىنا بمعنى " حجة وعبلمة وداللة عمى حقيقة ما أدعوك إليو ". ب معج ازت موسى إلى فرعوف و ممئو. مف األنبياء الذيف تعددت آياتي إلى قومي موسى فيو مف األنبياء الذيف ك ث ر حديث القرآف عف معج ازتي وىذا ارجع إلى كثرة اآليات نفسيا التي أيده اهلل بيا في مواجية فرعوف مصر والى طبيعة بني إس ارئيؿ الذيف أجيدوا موسى اهلل في طمب اآليات و الدالئؿ. و قد ورد النص عمى ىذه اآليات في إحدى وثبلثيف آية مف القرآف يقوؿ الحؽ في بيانيا }و أ د خ ؿ ي د ؾ ف ي ج ي ب ؾ ت خ ر ج ب ي ض اء م ف غ ي ر س وء ف ي ت س ع آي ات إ ل ى ف ر ع و ف و ق و م و إ ن ي ك ان وا ق و م ا ف اس ق يف{تبيف اآلية الكريمة أمر لموسى أف " أدخؿ فى يدؾ بيضاء تخرج ثوبؾ فتحة تسع جممة في برص غير مف معج ازت مرسبل إلى فرعوف وقومو " و قاؿ الشوكاني في اليد " ك ان ت ع م ى م وس ى م د ر ع ة م ف ى ي ت ب ر ؽ ك ال ب ر ؽ " و إذا كاف العمماء ص وؼ ال ك ل ي ا و ال إ ز ار ف أ د خ ؿ ي د ه ف ي ج ي ب و و أ خ ر ج ي ا ف إ ذ ا يذكروف أف بعض األنبياء كاف لي معج ازت وكتاب منيج فمثبل معجزة موسى العصا ومنيجو التو ارة ومعجزة عيسى الطب ومنيجو اإلنجيؿ فكأف اآليات الخوارؽ " المعج ازت " جاءت تصديق ا لمرسوؿ فيما يبمغ مف آيات الوحي النازؿ عميو مف السماء " المنيج " و اآلية الكريمة تشير إلى آيات أخرى أوتييا موسى. فب ع د ما أ ر اه اهلل " آي ة ان ق بل ب ال ع ص ا ث ع ب ان ا أ ر اه آي ة ى ي ال ع ص ا و ال ي د و الط وف اف و ال ج ر اد و ال ق م ؿ أ خ ر ى ل ي ط م ئ ف ق م ب و ب الت أ ي يد ف ي ت س ع آيا ت و اآل ي ات ع م ي ي و الض ف اد ع و الد و ال ق ح ط و ان ف بل ؽ ال ب ح ر و ى و أ ع ظ م ي ا " يقوؿ الحؽ فييا }ف أ ر س م ن ا الط وف اف و ال ج ر اد و ال ق م ؿ و الض ف اد ع و الد آي ات م ف ص بل ت } و تأتي اآلية في سياؽ حديث القرآف الكري عف موسى و موقؼ فرعوف و ممئو منو و كيؼ أصروا عمى العناد واعتبروا المعج ازت التي أج ارىا اهلل عمى يديو مف قبيؿ السحر. يقوؿ }و ق ال وا م ي م ا ت أ ت ن ا ب و م ف آي ة ل ت س ح ر ن ا ب ي ا ف م ا ن ح ف ل ؾ ب م ؤ م ن يف{ و لذا كاف أف عدد اهلل عميي عجائب قدرتو التي بينت كذب ادعائي ذلؾ و كيؼ استجاروا بموسى مف تمؾ اآليات و كذا تبيف صدؽ موسى في أف ما يفعمو إنما ىو بقدرة اهلل. و قد بيف العمماء في ذلؾ أف اآليات ىنا بمعنى األدلة و بعضي ذكر أنيا بمعنى المصائب... الخ. مف ص بلت أي أدلة وبينات عمى أني كانوا كاذبيف ظالميف وعمى أف ما يقوؿ السعدي " آي ات جاء بو موسى حؽ وصدؽ ". وفي تفسير المنار " ف أ ن ز ل ن ا ع م ي ي ى ذ ه ال م ص ائ ب و الن ك ب ات ح اؿ ك و ن ي ا 4 5 تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر )/ 4( سورة النمل اآلية رقم. المنتخب في تفسير القرآن الكريم )ص ( فتح القدير لمشوكاني )/ 4( التحرير والتنوير /6( ) سورة األع ارف اآلية رقم. سورة األع ارف اآلية رقم. تفسير السعدي = تيسير الكريم الرحمن )ص ( 44

18 آي ات ب ي ن ات ع م ى ص د ؽ ر س ال ة م وس ى ل ت ك وف د ال ل ت ي ا ع م ى ص د ق و و اض ح ة ال ت ح ت م ؿ الت أ و يؿ ". و قد توسع المفسروف في بياف كؿ آية منيا عمى حدة حتى عرض بعضي لما جاء عنيا في العيد القدي وأفسد زرعي و لكف الكثرة مف المفسريف عمى أف " اهلل تعالى اختبرى أوال بالطوفاف الذي خرب ديارى وأفسد ودعا لي موسى ووعدوه بأف يؤمنوا إذا كشؼ عني الضر فكشؼ فم يؤمنوا فأصيبوا بالج ارد فطمبوا أف يدعوا لي فإذا كشؼ عني آمنوا فكشؼ فم يؤمنوا ث اختبرى بالضفادع كذلؾ وبالد كذلؾ ول يؤمنوا ". و في ىذا التتابع و التوالي في إرساؿ ىذه اآليات يكمف سبب تسميتيا باآليات. يقوؿ الطاىر بف عاشور " و س م ى الم و ى ات و آيات أل ن ي ا د ال ئ ؿ ع م ى ص د ؽ م وس ى ال ق ت ر ان ي ا ال ق ت ر ان ي ا ب الت ح د ي و أل ن ي ا د ال ئ ؿ ع م ى غ ض ب الم و ع م ي ي ل ت ظ اف ر ى ا ع م ي ي ح يف ص م م وا ال ك فر و ال ع ن اد ". و كما كثرت اآليات التي أيد اهلل أشار القرآف الكري إلى ذلؾ في قولو يخاطب الرسوؿ معج ازت باى ارت بيا موسى في وجو فرعوف كثرت آياتو إلى بني إس ارئيؿ. و قد }س ؿ ب ن ي إ س ر ائ يؿ ك آت ي ن اى م ف آي ة ب ي ن ة } الحؽ و " سؿ يا محمد بني إس ارئيؿ توبيخا لي وتقريعا وحجج قاطعات تدؿ عمى صدقو ومع ذلؾ كفروا ول يؤمنوا " كاف بنو إس ارئيؿ عالة عمى موسى اسقنا لو واذا أمرى بأمر ك شاىدوا مع موسى مف. في كؿ شئ إذا جاعوا قالوا لو كدخوؿ األرض المقدسة أطعمنا و إذا عطشوا قالوا قالوا لو افعمو عنا حتى عندما ق ت ؿ أحدى طمبوا منو أف يعرؼ لي القاتؿ. و قد سجؿ القرآف ىذا في آيات سورة البقرة التي سميت باس البقرة التي أمرى موسى بمف قتمو يقوؿ بذبحيا ليعرفوا القاتؿ. و قصة البقرة ترتبط بمعجزة إحياء المقتوؿ ليخبرى في ختا و ي ر يك آي ات و ل ع م ك ت ع ق م وف{ آيات قصة كغيرىا المجاج و العناد عند بني إس ارئيؿ البقرة }ف ق م ن ا اض ر ب وه ب ب ع ض ي ا ك ذ ل ؾ ي ح ي ي الم و ال م و ت ى و اآلية موضع البحث سابعة سبع آيات تتحدث عف تمؾ القصة التي تبيف مع أكر الخمؽ رسؿ اهلل تصبير ا لمنبي لما القى مف الييود في المدينة بعد اليجرة وتتمخص القصة في أف بني إس ارئيؿ وجدوا فيي قتيبل " فاختمفوا في القاتؿ فسألوا موسى فقاؿ لي إف اهلل يأمرك أف تذبحوا بقرة... الخ ما قص القرآف عمينا ". توسع بعض المفسريف في سرد أحداث القصة مما ال يعنينا و أخذ العبرة لئبل نكوف مثمي فبنو إس ارئيؿ ل تجد معي حتى بالسخرية مني تمكئوا المقصود تعرؼ موقؼ بني إس ارئيؿ و الخوارؽ فبعد اتيامي موسى في ذبح البقرة بحجة تبيف صفاتيا و شكميا وظموا في م ارجعة مع موسى 4 5 تفسير المنار محمد رشيد رضا )6/ 45( المرجع السابق ص 46 ص 5. زىرة التفاسير محمد أبو زىرة )/ 6( التحرير و التنوير لمطاىر بن عاشور ج 6 ص 4. سورة البقرة اآلية رقم. صفوة التفاسير محمد عمي الصابوني )/ ( سورة البقرة اآلية رقم. 4 قصص القرآن الكريم د فضل عباس ص 5 دار النفائس األردن ط سنة م. 44

19 حتى قاؿ القرآف عني عند ذبحيا أسئمتي وطوؿ لكثرة ذلؾ لجاجي " { ف ذ ب ح وى ا و م ا ك اد وا ي ف ع م وف{ و المعنى " قاربوا و أري الجميور عمى أف اآليات السبع المشار إلييا أال يفعموا آنف ا تتحدث عف قصة واحدة اختتمت بمعجزة إذ أمرى اهلل عمى لساف موسى }ف ق م ن ا اض ر ب وه ب ب ع ض ي ا{أي " اضربوا القتيؿ بجزء مف ىذه البقرة فأحيا اهلل القتيؿ وذكر اس قاتمو ث سقط ميتا عمى قادر اهلل اهلل ألف مف معجزة وكانت دالئؿ قدرتو لعمك تعقمونيا وتعتبروف بيا ". تمعج ازت عيسى إلى قومو. كؿ القيامة ويريك يو الموتى يحيى ىذه وبقدرتو شئ يقوؿ اهلل عمى لساف عيسى }و ر س وال إ ل ى ب ن ي إ س ر ائ يؿ أ ن ي ق د ج ئ ت ك ب آي ة م ف ر ب ك أ ن ي أ خ م ؽ ل ك م ف الط يف ك ي ي ئ ة الط ي ر ف أ نف خ ف يو ف ي ك وف ط ي ر ا ب إ ذ ف الم و...{جاءت اآليتاف في سياؽ الحديث عف قصة مري البتوؿ و ميبلد ابنيا المعجز بشارة ليا بنبوة ابنيا عندما تعجبت مما يحصؿ ليا مف اإلنجاب مع اإلحصاف و التعفؼ عف الحبلؿ و الح ار و توطئة لبقية معج ازت عيسى. واآليتاف تعرضاف لمعج از ت أج ارىا اهلل عمى يدي عيسى و يظير أنيا ظيرت بطمب القو عندما دعاى إلى اإليماف بنبوتو. يقوؿ القرطبي " ي ق اؿ إ ف س ؤ ال ي ك اف ل و ع م ى و ج و الت ع ن ت ف ق ال وا اخ م ؽ ل ن ا خ ف اش ا خ ف اش ا و اج ع ؿ ف يو ر وح ا إ ف ك ن ت ص اد ق ا ف ي م ق ال ت ؾ ف أ خ ذ ط ين ا و ج ع ؿ م ن و خ ف اش ا ث ن ف خ ف يو ف إ ذ ا ى و ي ط ير ب ي ف الس م اء و األ ر ض و ك اف ت س و ي ة الط يف و الن ف خ م ف ع يس ى و ال خ م ؽ م ف الم و " " و ك اف ال غ ال ب ع م ى ز م ف ع يس ى الط ب ف أ ر اى اهلل المعجزة مف جنس ذلؾ " إذ داوى أم ارض ا مستعصية عمى أطباء عصره كالكمو و البرص فاألكمو الذي يولد أعمى و البرص المرض الجمدي المعروؼ و فاقي عيسى في أنو يحيي الموتى فقد أحيا أربعة ى " ال ع اذ ر و ك اف ص د يق ا ل و و اب ف ال ع ج و ز و اب ن ة ال ع اش ر و س ا ب ف ن وح إذ ق ال وا إ ن ؾ ت ح ي ي م ف ك اف م و ت و قريبا فمعمي ل يموتوا فأصابتي سكتة فأحي ل ن ا س ا ب ف ن وح... ف خ ر ج و خ ر ج ال ق و م ع و ح ت ى ان ت ي ى إ ل ى ق ب ر ه ف د ع ا الم و ف خ رج م ف ق ب ر ه... ف ق اؿ ل م ق و ص د ق وه ف إ ن و ن ب ي ف آم ف ب و ب ع ض ي و ك ذ ب و ب ع ض ي و ق ال وا ى ذ ا س ح ر ". و ممف طمب اآليات مف عيسى الحواريوف طمبوا إن ازؿ مائدة عميي مف السماء يقوؿ }إ ذ ق اؿ ق اؿ ال ح و ار ي وف ي اع يس ى اب ف م ر ي ى ؿ ي س ت ط يع ر ب ؾ أ ف ي ن ز ؿ ع م ي ن ا م آئ د ة م ف الس م اء{ يذكر المفسروف سورة البقرة اآلية رقم. 4 المنتخب في تفسير القرآن الكريم ص 4. سورة البقرة اآلية رقم. 4 المنتخب في تفسير القرآن الكريم ص 4. سورة آل عم ارن اآليتان رقم. 6 تفسير القرطبي )/ 6( تفسير القرطبي )/ 6( تفسير القرطبي /( )6 6 سورة المائدة اآلية رقم. 44

20 أف الحوارييف " كانوا خيرة مف آمف بعيسى دليبل حسي ا لي و قد بيف القرآف " عمة طمبي و ن ع م أ ف ق د ص د ق ت ن ا و ن ك وف ع م ي ي ا م ف الش اى د يف{ و في حوار دار بيف عيسى بقولي والحوارييف طمبوىا }ق ال وا ن ر يد أ ف ن أ ك ؿ م ن ي ا و ت ط م ئ ف ق م وب ن ا اآلية تبيف أني أ اردوا األكؿ مف المائدة تبرك ا و تطمين ا لقموبي كما في قوؿ إب ارىي { و ل ػك ف ل ي ط م ئ ف ق م ب ي { برؤية ما عممو عيان ا أي " نعم صدقؾ عيانا كما عممناه استدالال " ألف " الد ل يؿ الد ل يؿ ال ح س ي أ ظ ي ر ف ي الن ف س ". لتحقيؽ زيادة العم. و تؤكد ذلؾ فسؤالي ل يكف عف شؾ أو كفر أو تعنت كالسابقيف بؿ ق ارءة "تستطيع " ق ال وا ى ؿ ت س ت ط يع أ ن ت ر بؾ ى ؿ ت س ت ط يع أ ف ت دع وه " التي رويت عف السيدة عائشة " إ ن م ا قالت. و أخرج الطب ارني عف معاذ " أ ف الن ب ي ق ر أ ى ا ى ؿ ت س ت ط يع ر ب ؾ ". ولذا ختمت بقولي وجييف األوؿ " مف الشاىديف لؾ عند اهلل بأنؾ قد و نكوف عمييا مف الشاىديف يحتمؿ وقولي أديت ما بعثؾ بو إلينا. والثاني مف الشاىديف عند مف يأتي مف قومنا بما شاىدناه مف اآليات الدالة عمى أنؾ نبي إليي والينا " و قد اختمؼ المفسروف في ىذه المعجز ة الحسية المائدة ىؿ نزلت أ ال و الجميور عمى أنيا " ن ز ل ت و ى و الظ اى ر أل ف ق و ل و ت ع ال ى ( إ ن ي م ن ز ل يا ع م ي ك ) و ع د ال ي خ م ؼ و ل ي س م ش ر وط ا ب ش ر ط و ل ك ن و م ع ق ب ب ت ح ذ ير " بعذاب ل يعذبو أحد مف العالميف و ىو ما ناؿ مف كفر مف أصحاب المائدة بعد ذلؾ فقد روي عف عبد اهلل بف عمر ومف كفر مف أصحاب المائدة وآؿ فرعوف ". ثمعج ازت خات المرسميف محمد. القرآف الكري ىو معجزة الرسوؿ قد قارف الكبرى و " إف أشد الناس عذابا يو القيامة المنافقوف العمماء قديم ا و حديث ا معجز ات الرسؿ بيف ف أرى السيوطي أف " أ ك ث ر م ع ج ز ات ب ن ي إ س ر ائ يؿ ك ان ت ح س ي ة ل ب بل د ت ي و ق م ة ب ص ير ت ي وأ ك ث ر م ع ج ز ات ى ذ ه األ م ة ع ق م ي ة ل ف ر ط ذ ك ائ ي و ك م اؿ أ ف ي ام ي و أل ف ى ذ ه الش ر يع ة ل م ا ك ان ت ب اق ي ة ع م ى ص ف ح ا ت الد ى ر إ ل ى ي و ال ق ي ام ة خ ص ت ب ال م ع ج ز ة ال ع ق م ي ة ال ب اق ي ة ل ي ر اى ا ذ و و البصائر... فم ع ج ز ات األ ن ب ي ا ء ان ق ر ض ت ب ان ق ر اض أ ع ص ار ى و م ع ج ز ة ال ق ر آف م س ت م ر ة إ ل ى ي و ال ق ي ام ة... ف بل ي م ر ع ص ر م ف األ ع ص ا ر إ ال و ي ظ ي ر ف يو ش ي ء م م ا أ خ ب ر ب و تفسير القرطبي ج ص. سورة المائدة اآلية رقم. سورة البقرة اآلية رقم. تفسير النسفي ج ص 5. التحرير والتنوير لمطاىر بن عاشور )4/ 4( الدر المنثور في التفسير بالمأثور )/ ( و رواه الترمذي المعجم الكبير لمطب ارني ج ص 6. تفسير الماوردي = النكت والعيون )/ 5( التحرير والتنوير )4/ ( زىرة التفاسير )/ ( 44

21 أ ن و س ي ك وف ي د ؿ ع م ى ص ح ة د ع و اه ". وىذا ال يعني أف الرسوؿ ل تكف لو معج ازت حسية فقد حفظت لنا السنة الصحيحة بعضيا كما أشار القرآف إلى بعضيا السيما بعد أف ورد فيو طمب آية أو آيات مف الرسوؿ فيما يزيد عف تسعة مواضع مف القرآف منيا قوؿ الحؽ }و ق ال وا ل و ال ن ز ؿ ع م ي و آي ة م ف ر ب و ق ؿ إ ف الم و ق اد ر ع م ى أ ف ي ن ز ؿ آي ة و ل ػك ف أ ك ث ر ى ال ي ع م م وف{فالكفار طمبوا "م ع ج ز ات قاىرة مف ج ن س م ع ج ز ات س ائ ر األنبياء مثؿ فمؽ البحر و إظ بلؿ الج ب ؿ واح ي اء الموتى... و إن ز اؿ المبلئكة واس قاط السماء ك س فا... عمى سبيؿ الت ع ن ت والم ج اج مما ح ك اه اهلل عف بعضي في قولو }و ا ذ ق ال وا الم ي إ ف ك اف ى ػذ ا ى و ال ح ؽ م ف ع ند ؾ ف أ م ط ر ع م ي ن ا ح ج ار ة م ف الس م اء أ و ائ ت ن ا ب ع ذ اب أ ل ي{ " و يستفاد منو أف كفار مكة كغيرى مف األقوا تعنتوا في طمب الخوارؽ دليبل عمى أنو رسوؿ مف عند اهلل. و قد سجمت كتب السنة بعض معج ازتو كنبع الماء مف يديو الشريفتيف و تكثير الطعا كما سجؿ القرآف بعضيا يقوؿ اهلل }و ا ف ي ر و ا آي ة ي ع ر ض وا و ي ق ول وا س ح ر م س ت م ر{ واآلية المقصودة معجزة انشقاؽ القمر الواردة في قولو }اق ت ر ب ت الس اع ة و انش ؽ ال ق م ر{ أثبتت كتب السنة ذلؾ فأشار إلييا اإلما البخاري في أبواب مف جامعو منيا " ب اب س ؤ ا ؿ الم ش ر ك يف أ ف ي ر ي ي الن ب ي آي ة ف أ ر اى ان ش ق اؽ الق م ر " يقوؿ ابف مسعو د " ان ش ؽ الق م ر ع م ى ع م ى ع ي د ر س وؿ الم و ش ق ت ي ف ف ق اؿ الن ب ي اش ي د وا " و أشار إلييا المفسروف فالبغوي يذكر ما رواه قتادة عف أنس بف مالؾ ح ت ى ر أ و ا ح ر اء ب ي ن ي م ا " " أ ف أ ى ؿ م ك ة س أ ل وا ر س وؿ الم و. و في رواية م س ر وؽ ع ف ع ب د الم و أ ف ي ر ي ي آي ة " ان ش ؽ ال ق م ر ف أ ر اى ال ق م ر ش ق ت ي ف... ف ق ال ت ق ر ي ش س ح ر ك اب ف أ ب ي ك ب ش ة ف اس أ ل وا الس ف ار ف س أ ل وى ف ق ال وا ن ع ق د ر أ ي ن اه ". و عميو الم ارد باآلية معجزة انشقاؽ القمر و معنى اآلية موضع البحث " واف ير الكفار معجزة عظيمة انشقاؽ القمر ي عرضوا عف اإليماف بيا ويقولوف ىى سحر دائ متتابع " واد عوا أف محمد ا سحر أىؿ مكة فقد قابؿ أىؿ مكة " اآلية بالعناد حتى يشاىدوا القمر منشق ا ث ات فقوا عمى أف يسألوا عف الحادث المسافريف القادميف إلى مك ة وقد شيد المسافروف بأني شاىدوا القمر نصفيف في ذلؾ اليو فاد عى أىؿ مكة أف محم دا سحر الناس جميعا ". و قد أجمع معجزة حدوث عمى المسمموف اإلتقان في عموم القرآن لمسيوطي ج ص. سورة األنعام اآلية رقم. 4 سورة األنفال اآلية رقم. المباب في عموم الكتاب البن عادل الحنبمي ج 5 ص بتصرف بسيط. سورة القمر اآلية رقم. سورة القمر اآلية رقم. صحيح البخاري ج ص. تفسير البغوي ج ص. معالم التنزيل لمبغوي ج ص. المنخب في تفسير القرآن الكريم ص 45. الموسوعة القرآنية خصائص السور )6/ 5( 4 4

22 انشقاؽ القمر لرسوؿ اهلل الموسوعة القرآنية يرى ل يشذ مني إال القميؿ متأوليف انشقاؽ القمر عمى المستقبؿ في. بعض المفسريف "أف اآلية تخبر عف األحداث الكونية المقبمة فعند قيا الساعة ستنشؽ األرض والسماوات كما ينشؽ القمر وينفصؿ بعضو عف بعض وتتناثر النجو وتبد ؿ األرض غير األرض والسماوات " ابف عادؿ و قد ضع ؼ ىذا ال أري يقوؿ " قيؿ انشؽ بمعنى سينشؽ يو القيامة فأوقع الماضي موقع المستقبؿ لتحققو وىو خبلؼ اإلجماع... وانما ذكرنا ذلؾ تنبييا عمى ضعفو ". و في العصر الحديث جاء العم يؤكد تمؾ الحادثة و ذكر ذلؾ في أكثر مصدر و عمى لساف أكثر مف عال. في موسوعة اإلعجاز العممي في القرآف و السنة اإللكترونية أعمنت عنيا وكالة ناسا يقوؿ " ظير ترج أي عمى سطح القمر مقا ؿ ما مف وصفو باكتشافات عممية أف ىناؾ شبكة عنكبوتية مف الصدوع وأنو في فترة الحقة أغرقت الحم مناطؽ منخفضة في الجزء الخارجي لمسطح و غطت الشقوؽ الصدوع ". و كتاب و قد دعمت الموسوعات و المواقع االلكترونية كبلميا في ىذا الصدد بالصور التي تؤكد ىذا األمر. ىذا يعني أف العمماء في الغرب اهلل يأتوف في بحوثي العممية باحتماال ت و فرضيات تصب 5 5 حتى إذا أ ارد اهلل كغيره مف معج ازت الرسؿ ال يمكف تفسيره المتحدى بيا و إذا كاف عمماء المسمميف نؤمف بيا معجزة مف معج ازت اهلل أ في تصديؽ أف يجمي لي الحؽ جبله و خبلصة القوؿ إف انشقاؽ القمر و لو مؤقت ا في ضوء العمو ألنو مف الخوارؽ يشيروف لمداللة العممية فيو فميس لنؤمف بيا لنبيو واثبات أنو الديف الحؽ وكتابو ىو كبل اهلل الخالؽ. ثاني ا معج ازت الرسؿ التي أكرمي اهلل بيا بناء عمى طمبي أو بدونو. معجزة آد. في سياؽ قصة آد و نزولو مف الجنة يقوؿ اهلل فنحف بؿ لتكوف إحدى الوسائؿ الحديثة في الدعوة إلى اإلسبل س و ء ات ك و ر يش ا و ل ب اس الت ق و ى ذ ل ؾ خ ي ر ذ ل ؾ م ف آي ات الم و ل ع م ي ي ذ ك ر وف{ }ي اب ن ي آد ق د أ نز ل ن ا ع م ي ك ل ب اس ا ي و ار ي يقوؿ الزمخشري " و ىذه اآلية واردة عمى سبيؿ االستط ارد عقيب ذكر بدو السوءات وخصؼ الورؽ عمييا إظيا ار لممنة الموسوعة القرآنية خصائص السور ج 6 ص 5. المباب في عموم الكتاب ج 5 ص 6. الخ. 4 مثل موسوعة اإلعجاز العممي في القرآن و السنة لمدكتور النابمسي و آيات اإلعجاز العممي في القرآن الكريم لمدكتور زغمول النجار و موسوعة الكحيل... موسوعة اإلعجاز العممي في القرآن و السنة مقال األدلة العممية و الشرعية عمى انشقاق القمر د بسام محمود األمير تاريخ النشر / / كما نجد في موسوعة الكحيؿ اإللكترونية لئلعجاز العممي. سورة األع ارف اآلية رقم. الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل لمزمخشري )/ 64( 49

23 فيما خمؽ مف المباس ولما في العرى وكشؼ العورة مف الميانة والفضيحة واشعا ار بأف التستر باب عظي مف أبواب التقوى " جعمت المباس سنة في بني آد اآلية تعرض ونعم ة لجزء مف تاريخ البشرية حدث مع أبييا األوؿ ( آد بدأت مع أوؿ البشر فيي سطح األرض و لذا جعميا القرآف الكري آية مف آيات اهلل تميزى ) و. يقوؿ ابف عاشور دوف سائر المخموقات عمى " و ى ذ ا ت ن ب يو إ ل ى أ ف الم ب اس م ف أ ص ؿ ال ف ط ر ة اإل ن س ان ي ة و ال ف ط ر ة أ و ؿ أ ص وؿ اإل س بل و أ ن و م م ا ك ر الم و ب و الن و ع م ن ذ ظ ي ور ه ف ي األ ر ض " بمعجزة إب ارىي. م ق ا إب ارىي مف األنبياء الذيف حباى اهلل بآيات عدة في سورة آؿ عم ارف }ف يو آي ات ب ي ػن ات إ ب ر اى ي {اآلية في سياؽ الحديث عف بيت اهلل الح ار و م ازياه ومنيا مقا إب ارىي الذي أخبر اهلل عنو بأنو مف اآليات البينات. و في السنة ما يؤكد ىذا يقوؿ الرسوؿ " الر ك ف و ال م ق ا ي اق وت ت اف ي اق وت ت اف م ف ي اق وت ال ج ن ة ط م س الم و ن ور ى م ا و ل و ال ذ ل ؾ أل ض اء ت ا م ا ب ي ف ال م ش ر ؽ و ال م غ ر ب ". و قد األلباني حس ف ىذا الحديث بقولو تابعو شبيب بف سعيد الحبطي عند البييقي وىو ثقة ". يبرز معنى اآلية فيو " إسناده حسف لغيره فإف أيوب بف سويد سيء الحفظ وقد المقا وكوف ياقوتة مف الجنة نزلت إلب ارىي و في التفسير ما يؤكد كونو إحدى آيات الحر المكي " فالمقا وأمف الداخؿ جعبل مثاال مما في حر اهلل مف اآليات وخصا بالذكر لعظميما وقت رفعو القواعد مف البيت وذلؾ أنو قا عميو إب ارىي فكمما عبل الجدار ارتفع الحجر بو في اليواء لما أ ارد إف اهلل ث إبقاء ذلؾ آية لمعالميف ليف الحجر فغرقت فيو قدما إب ارىي كأنيا في طيف فذلؾ األثر العظي باؽ في الحجر إلى اليو ". و مما تمعجزة يوسؼ. ليوسؼ ة ك ارم نعتبرىا رمتو بو ام أرة عزيز مصر إذ ل تكف في طريؽ دعوة أحد األقوا إلى اهلل استبد بيا حبيا التي بينيا وبينو فغمقت األبواب عمييما و ارودتو عف نفسو بؿ كانت تحمؿ ب ارءتو لو فييأت نفسيا وانتيزت خموة في البيت جمعت فاستعص يوسؼ ث يقو بالشيادة أحد أىؿ ام أرة العزيز حتى ال يظف أف أحدا جامؿ يوسؼ في نفي التيمة عنو وجاء قولو فصؿ في الدليؿ { و ش ي د ش اى د م ف أ ى م ي ا إ ف ك اف ق م يص و ق د م ف ق ب ؿ ف ص د ق ت و ى و م ف الك اذ ب يف. و ا ف ك اف ق م يص و ق د م ف د ب ر ف ك ذ ب ت و ى و م ف الص اد ق يف. ف م م ا ر أ ى ق م يص و ق د م ف د ب ر ق اؿ إ ن و م ف ك ي د ك ف إ ف ك ي د ك ف ع ظ ي{ التحرير والتنوير لمطاىر بن عاشور ) 5 ب/ 4( سورة آل عم ارن اآلية رقم. 64 صحيح ابن خزيمة )/ 6( المرجع السابق الصفحة نفسيا. تفسير ابن عطية = المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز )/ 4( 49