S/PV.7155 األمم املتحدة asdf جملس األمن السنة التاسعة والستون مؤقت الرئيسة: اجللسة 7155 األربعاء 16 نيسان/أبريل 2014 الساعة 10/00 نيويورك السيدة أوغوو

النسخ

1 األمم املتحدة asdf جملس األمن السنة التاسعة والستون مؤقت الرئيسة: اجللسة 7155 األربعاء 16 نيسان/أبريل 2014 الساعة 10/00 نيويورك السيدة أوغوو )نيجرييا( االحتاد الروسي األرجنتني األردن أستراليا تشاد مجهورية كوريا رواندا شيلي الصني فرنسا لكسمربغ ليتوانيا اململكة املتحدة لربيطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية الواليات املتحدة األمريكية يتضمن هذا املحضر نص اخلطب امللقاة بالعربية والترمجة الشفوية للخطب امللقاة باللغات األخرى. وسيطبع النص النهائي يف الوثائق الرمسية ملجلس األمن. وينبغي أال ت قدم التصويبات إال للنص باللغات األصلية. وينبغي إدخاهلا على نسخة من املحضر وإرساهلا بتوقيع أحد أعضاء الوفد املعين إىل:.Chief of the Verbatim Reporting Service, Room 506 األعضاء: جدول األعمال األخطار اليت هتدد السالم واألمن الدوليني منع اإلبادة اجلماعية ومكافحتها السيد تشوركني السيدة بريسيفال األمري زيد بن رعد زيد احلسني السيد كوينالن السيد شريف السيد أو حون السيد غاسانا السيدة ساباغ مونيوث دي ال بينيا السيد وانغ مني السيد أرو السيدة لوكاس السيدة مورموكايته السري مارك اليل غرانت السيدة باور رسالة مؤرخة 11 نيسان/أبريل 2014 موجهة من رئيسة جملس األمن إىل األمني العام )S/2014/265( (A) *N *

2 16/04/2014 األ نمألاو مالسلا دده واألمن راطخألا افتتحت اجللسة الساعة 10/10. إقرار جدول األعمال أ قر جدول األعمال. األخطار ال ادد الدده واألمن الدوليا منع اإلبادة اجلماعية ومكافحتها رسالة مؤرخة 11 نيسان/أبريل 2014 موجهة من رئيسة جملس األمن إىل األما العام )2014/265/S( الرئيسة )تكلمت باإلنكليزية(: وفقا للمادة 37 من النظام الداخلي املؤقت للمجلس أدعو ممثلي إستونيا أملانيا أيرلندا بلجيكا بنما البوسنة واهلرسك الربتغال بولندا تركيا توغو اجلبل األسود اجلمهورية التشيكية الدامنرك رومانيا السويد سويسرا سلوفينيا الصومال فنلندا قربص كرواتيا كندا التفيا مالطة املغرب النرويج نيوزيلندا هولندا إىل االشتراك يف هذه اجللسة. ووفقا للمادة 39 من النظام الداخلي املؤقت للمجلس أدعو صاحب السعادة السفري كولني كيتينغ إىل املشاركة يف هذه اجللسة. يبدأ جملس األمن اآلن نظره يف البند املدرج يف جدول أعماله. معروض على أعضاء املجلس الوثيقة 2014/270/S اليت تتضمن نص مشروع قرار قدمه االحتاد الروسي األرجنتني األردن أستراليا إستونيا أملانيا أيرلندا الربتغال بلجيكا بنما البوسنة واهلرسك بولندا تركيا تشاد توغو اجلبل األسود اجلمهورية التشيكية مجهورية كوريا الدامنرك رواندا رومانيا سلوفينيا السويد سويسرا شيلي الصومال الصني فرنسا فنلندا قربص كرواتيا كندا التفيا لكسمربغ ليتوانيا مالطة املغرب اململكة املتحدة لربيطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية النرويج نيجرييا نيوزيلندا هولندا الواليات املتحدة األمريكية. وأود أن أوجه انتباه أعضاء املجلس إىل الوثيقة 2014/265/S اليت تتضمن نص رسالة مؤرخة 11 نيسان/ أبريل 2014 موجهة إىل األمني العام من رئيس جملس األمن حييل هبا ورقة مفاهيمية بشأن البند قيد النظر. وأود أن أرحب ترحيبا حارا بنائب األمني العام معايل السيد يان إلياسون والذي أعطيه الكلمة اآلن. نائب األما العام )تكلم باإلنكليزية(: اإلبادة اجلماعية يف رواندا هي أحد أحلك الفصول يف تاريخ البشرية تلكم هي كلمات األمني العام الذي بدا متأثرا للغاية وهو يقوهلا يف كيغايل يف األسبوع املاضي. واليوم نتذكر الضحايا والناجني فيما نواصل العمل من أجل حتقيق العدالة هلم ومنع اإلبادة اجلماعية وغريها من الفظائع اجلماعية يف أي مكان من العامل. وحنن نتذكر بقلوب يعتصرها األمل عجز املجتمع الدويل عن االعتراف بن ذر اإلبادة اجلماعية وعن اختاذ إجراءات بشأهنا. فقبل 20 عاما رأينا مرة أخرى بعد حمرقة اليهود كيف أن اإلبادة اجلماعية ليست منعزال واحدا بل عملية تتطور مبرور الوقت وهي عملية تتطلب ختطيطا وموارد. وهذا يعين أن منع اإلبادة اجلماعية أمر ممكن وذلك إذا توفرت املعلومات وجرت تعبئة اجلهود فضال عن الشجاعة واإلرادة السياسية. وجيب أن نواصل االعتماد على الدروس املستفادة لتحسني قدرتنا على محاية السكان من أخطر اجلرائم الدولية. وقد ات خذت بعض اخلطوات اإلجيابية. فاملحكمة اجلنائية الدولية لرواندا إىل جانب املحاكم الوطنية تقاضي اجلناة. وأحرزت املحاكم واملحاكم اخلاصة ليوغوسالفيا السابقة وكمبوديا وسرياليون جناحات مماثلة يف مكافحة اإلفالت من /37

3 16/04/2014 األ نمألاو مالسلا دده واألمن راطخألا العقاب. وتقوم املحكمة اجلنائية الدولية بدور أساسي يف تعزيز القانون اجلنائي الدويل. واملستشار اخلاص لألمني العام املعين مبنع اإلبادة اجلماعية يتوىل اآلن مجع األدلة ودق ناقوس اخلطر يف حالة وجود خماطر وقوع أعمال إبادة مجاعية أو فظائع أخرى. وجنبا إىل جنب مع املستشار اخلاص املعين باملسؤولية عن احلماية فإنه وغريه من مسؤويل األمم املتحدة يعملون يف جمال املنع وملساعدة البلدان على بناء مؤسسات شاملة للجميع وجمتمعات متساحمة مع التركيز على تسوية املظامل واملنازعات بالطرق السلمية. وبصورة أعم فإن األمم املتحدة تسعى تدرجييا إىل جعل تعزيز ومحاية حقوق اإلنسان يف صلب عملنا يف جمال املنع. وهتدف مباردة احلقوق أوال اليت أ طلقت مؤخرا إىل حتسني قدرتنا على التصدي لالنتهاكات اخلطرية حلقوق اإلنسان اليت كثريا ما تشكل عالمات إنذار مبكر من الفظائع مجاعية والصراعات قبل حدوثها. وهتدف املبادرة إىل حتفيز الدول األعضاء وخمتلف كيانات منظومة األمم املتحدة على اختاذ إجراءات يف وقت مبكر وعلى املشاركة هبمة أكرب. وجيب أن نكون ملتزمني ببذل قصارى جهدنا حلماية األرواح البشرية يف العامل الذي أصبح شديد العنف. وقد كان لإلبادة اجلماعية يف رواندا عواقب وخيمة على منطقة البحريات الكربى. فبعد 20 عاما ما زالت املنطقة تعاين آثارها وتتعامل معها. ووضع املؤمتر الدويل املعين مبنطقة البحريات الكربى بروتوكوال ملنع اإلبادة اجلماعية وجرائم احلرب واجلرائم ضد اإلنسانية ومجيع أشكال التمييز واملعاقبة عليها. وترأس رواندا حاليا اللجنة اإلقليمية املعنية بتنفيذ الربوتوكول. وحنن نعول على قيادة رواندا يف منع ارتكاب فظائع. وأنشأ ما يقرب من نصف الدول األعضاء يف املؤمتر جلانا وطنية معنية مبنع اإلبادة اجلماعية. وأثين على أوغندا وتزنانيا وجنوب السودان ورواندا وكينيا لقيامها بذلك. وبينما حني الذكرى السنوية العشرين لإلبادة اجلماعية أشيد إشادة خاصة باألعمال الرائعة اليت اضطلع هبا شعب رواندا لتحقيق االنتعاش واملصاحلة يف البلد. فقد قطعت رواندا شوطا طويال منذ عام 1994 وهي أحد البلدان القالئل اليت أنشأت مؤسسة وطنية م كرسة ملنع اإلبادة اجلماعية. ونشجع الدول األخرى على أن حتذو حذوها وأن تضفي الطابع املؤسسي على آليات املنع. ولألسف فإن الصراعات الدائرة حاليا بدءا من سوريا إىل جنوب السودان إىل مجهورية أفريقيا الوسطى وما وراءها ت ظهر بطء التقدم يف توفري احلماية للسكان من الفظائع وأنه ال يزال أمرا بعيد املنال. ورغم اختالف أسباب تلك األزمات وغريها فإن مثة قامسا مشتركا بينها. فعرب ساحة الصراعات نرى خطوط صدع وانقسامات متماثلة قائمة على أساس الدين واألصل العرقي وحىت اللغة. ونرى ظهور الزنعات االنفصالية والقومية املتطرفة وشيطنة اآلخرين : حنن مقابل اآلخرين وال يوجد سبيل سوى سبيلنا. وال يوجد مكان يف العامل مبأمن من ذلك التهديد الذي يصيب بالوهن البشرية مجعاء. ويعين ذلك أنه ينبغي للمجتمعات كافة أن ت قيم ضعفها وأن تعمل على مجيع املستويات من أجل بناء القدرة على التحمل والتسامح واليقظة يف رصد إشارات اإلنذار املبكر لألزمات قبل أن حتدث. فلنؤكد من جديد أن املسؤولية الرئيسية تقع على عاتق الدول نفسها. كما يعين منع الفظائع إنشاء مؤسسات وطنية شرعية وقابلة للمساءلة وشاملة للجميع حتظى باملصداقية يف نظر السكان. ويعين كفالة احترام سيادة القانون ومحاية مجيع حقوق اإلنسان دون متييز. وهو يعين إدارة التنوع ودعم بناء جمتمع مدين قوي والسماح جلميع الشعوب بإمساع صوهتا. ويف اخلتام جيب علينا أن نقوم باملزيد بوصفنا جمتمعا دوليا ومواطنني عامليني إذا ما أردنا أن نفي بوعد لن يتكرر 3/

4 16/04/2014 األ نمألاو مالسلا دده واألمن راطخألا ذلك أبدا وأن نعمل على أساس مسؤوليتنا اجلماعية عن توفري احلماية. ويف هذه األيام اليت تشهد الكثري جدا من أعمال العنف األعمى والوحشي وأنا انظر إىل الرئيسة فيما أقول ذلك وأفكر يف الفظائع اليت ارت كبت مؤخرا يف نيجرييا فلنستلهم ديباجة ميثاق األمم املتحدة اليت تؤكد جمددا كرامة الفرد وقدره وامليثاق الذي حيثنا على أن نعيش معا يف... حسن جوار يف هذا العامل ولنسترشد هبما. الرئيسة )تكلمت باإلنكليزية(: أشكر نائب األمني العام على إحاطته اإلعالمية. وأعطي الكلمة اآلن للسفري كيتنغ. السيد كيتنغ )تكلم باإلنكليزية(: أريد أن أشكر مجيع أعضاء جملس األمن على دعويت إىل املشاركة يف جلسة اإلحاطة اإلعالمية هذه. قبل 20 عاما جلس بلدكم سيديت الرئيسة نيجرييا وبلدي نيوزيلندا جنبا إىل جنب بوصفهما عضوين يف املجلس. وقد حتملت مسؤولية رهيبة يف نيسان/أبريل 1994 متثلت يف ترؤس املجلس الذي رفض االعتراف بأن مثة إبادة مجاعية ت رتكب ضد التوتسي يف رواندا ومل يضطلع مبسؤولياته عن تعزيز بعثة األمم املتحدة حلفظ السالم يف رواندا من أجل محاية أكرب عدد ممكن من املدنيني األبرياء. ولذلك فإن مسؤولييت األوىل اليوم تتمثل يف تذكر الضحايا الذين لقوا حتهم وعددهم قرابة املليون وكذلك الناجني. إنه ألمر جيد أن يقوم املجلس اليوم بإحياءذكرى اإلبادة اجلماعية ويناقش احلاجة إىل منع وقوع أعمال اإلبادة اجلماعية يف املستقبل. وتوفر هذه اإلحاطة اإلعالمية أيضا فرصة مناسبة يل بصفيت رئيسا أسبقللمجلس خالل شهر نيسان/أبريل 1994 لالعتذار عما مل نقم به يف عام 1994 وألن يتم تسجيل ذلك رمسيا يف الوثائق الرمسية ملجلس األمن. ثانيا أود التنويه بأعضاء املجلس الذين انضموا إىل نيوزيلندا يف عام 1994 ودعموا جهودنا الرامية إلدانة اإلبادة اجلماعية وتعزيز بعثة األمم املتحدة لتقدمي املساعدة إىل رواندا. ويف هذا الصدد تستحق نيجرييا بالغ الثناء إىل جانب اجلمهورية التشيكية وإسبانيا. واألرجنتني وجيبويت مها عضوان آخران قدما الدعم والتشجيع. وجيب علينا أن نتذكر أيضا أولئك الذين كانوا موجودين يف امليدان وأبدوا شجاعة كبرية وبذلوا قصارى جهودهم حلماية املدنيني. وقائد القوة الفريق أول روميو دالييه أوهلم إىل جانب اجلنود الشجعان من بلجيكا والسنغال الذين ضحوا بأرواحهم. وأريد أن أشيد إشادة خاصة بالوحدات الرئيسية من غانا والسنغال وكندا اليت ظلت يف رواندا خالل اإلبادة اجلماعية. وأنا جالس يف ملعب أماهورو خالل إحياء ذكرى اإلبادة اجلماعية يف كيغايل األسبوع املاضي مل يكن بوسعي إال أن أتذكر شجاعة جنود األمم املتحدة الذين محوا عدة آالف من التوتسي يف هذا امللعب خالل اإلبادة اجلماعية. وتذكرت أيضا أنه رغم ما يعتقده الكثري من الناس فإن األمم املتحدة مل تتخل عن رواندا بشكل كامل. وأود أيضا أن أشيد مبنظمتني: اللجنة الدولية للصليب األمحر ومنظمة أطباء بال حدود. حيث كان لكل منهما موظفون يف مواقع عدة خارج كيغايل. وبصفيت رئيسا للمجلس آنذاك فقد التقيت مع ممثليهما يف نيويورك عادة كل صباح ومتكنت من نقل معلومات موضوعية إىل املجلس خبصوص ما جيري يف امليدان. إننا ندرك مجيعا مدى أمهية تدفق املعلومات إىل املجلس وخصوصا املعلومات خالل املراحل املبكرة من نشوب الصراع عندما تكون ال تزال مثة خيارات للوقاية أو الردع /37

5 16/04/2014 األ نمألاو مالسلا دده واألمن راطخألا ومل حيصل املجلس خالل شهري آذار/مارس ونيسان/أبريل 1994 على تقارير مفيدة من األمانة العامة. وحىت بعد بداية اإلبادة اجلماعية جرى وصف األحداث لعدة أسابيع ببساطة كتجدد للحرب األهلية. ومل جير إخطار املجلس بالذبح اجلماعي للمدنيني. عالوة على ذلك أخفت األمانة العامة عن املجلس جزءا مهما من املشورة املتمثل يف برقية أرسلها قائد القوة يف كانون الثاين/يناير 1994 واليت يقدم فيها إنذارا كتابيا مبكرا باحتمال وقوع إبادة مجاعية. وفيما خيص اإلنذار املبكر كان مثة جزء حيوي من األدلة أيضا يف منظومة األمم املتحدة يف جنيف متثل يف تقرير أعده مقرر خاص وقدمه إىل جلنة حقوق اإلنسان حمذرا فيه من احتمال وقوع إبادة مجاعية. وهو تقرير مل يعرض أبدا على أنظار املجلس. ويؤكد كل ذلك وجود العديد من الدروس فيما خيص املعلومات وفيما خيص اإلنذار املبكر وحول كيفية استخدام املعلومات اليت أعتقد أهنا ال تزال صاحلة اليوم. إنين أدرك وجود تردد لدى البعض هنا فيما خيص قيمة استكشاف اآلفاق ولكن إذا أرادوا أخذ الوقاية على حممل اجلد فثمة حاجة ماسة إىل إجياد بديل مبتكر. إنين حباجة لشرح سبب إقدام املجلس يف نيسان/أبريل على تقليص البعثة. قبل بضعة أشهر سعى عضو دائم إىل احلد من عدد بعثات حفظ السالم. واختار بعثة األمم املتحدة لتقدمي املساعدة إىل رواندا كهدف ينبغي تركيز االهتمام عليه بوجه خاص بسبب بطء التقدم يف مفاوضات السالم يف أروشا. وحث على فرض قيود كبرية على البعثة. وفقا لذلك نص القرار )1994( 909 على استعراض للوالية يف منتصف أيار/مايو. وأعطيت إشارات واضحة خالل املشاورات بأنه لن جيري إبرام أي اتفاق لتجديد والية البعثة إذا كان هناك املزيد من العقبات يف عملية أروشا للسالم. وبعد فوات اآلوان ميكن أن نرى أن ذلك كان هدية ساذجة ملرتكيب اإلبادة اجلماعية يف كيغايل. حيث كان سفريهم عضوا يف املجلس. وكانوا مطلعني على مجيع املناقشات اليت جرت خالل املشاورات غري الرمسية. وكانوا يعلمون أن الوالية مهددة. وكانت لديهم كل األسباب لالعتقاد بأن كل ما كان عليهم القيام به هو هتيئة الظروف املواتية لنشر الفوضى يف رواندا من أجل إهناء والية البعثة. بالنظر إىل هذه اخللفية فإن مجيع أعضاء املجلس سيقدرون الصعوبات السياسية اليت واجهها من طالب منا بتعزيز البعثة. وكان تعزيز البعثة حباجة إىل اختاذ قرار رمسي جديد ولكن كان واضحا متاما من املفاوضات أن مشروع القرار الذي يرمي إىل تعزيز القوة سيجابه حبق النقض. وأصبحت املهمة حىت أكثر صعوبة عندما قررت بعض البلدان الرئيسية املسامهة بقوات االنسحاب من جانب واحد. لقد منيت بلجيكا خبسائر فادحة واعتقدت بأن مجيع قواهتا يف خطر وبدأت الضغط على املجلس وعلى البلدان األخرى املسامهة بقوات من أجل االنسحاب. وانتابت بعض الوحدات العسكرية خصوصا املسلحة تسليحا خفيفا واليت ال متتلك عتادا وقائيا خماوف بشأن سالمة أفرادها وأرادت املغادرة. وبالتايل متثل التحدي اآلخر يف ذلك الوقت يف كيفية احلفاظ على الروح املعنوية للبلدان املسامهة بقوات وثقتها. حتقيقا هلذه الغاية قمت بتنظيم اجتماعات غري رمسية يومية بني الرئيس والبلدان املسامهة بقوات ويف الوقت نفسه مع نيجرييا وغريها سعيا إىل التفاوض بشأن أفضل حل وسط ممكن فيما خيص مستقبل البعثة. ولكن هذا احلل الوسط كان سينص حتما على تقليص حجم البعثة بدال من تعزيزها. لقد كان املهم بالنسبة يل احلفاظ على وجود البعثة واإلبقاء على أكرب عدد ممكن من القوات األكثر فعالية ألننا كنا نعلم أن قائد القوة سيستخدم كل قدراته حلماية أكرب عدد من املدنيني 5/

6 16/04/2014 األ نمألاو مالسلا دده واألمن راطخألا ميكنه توفري احلماية هلم وأملنا يف أن يشكل ذلك أساسا للتعزيز املبكر للبعثة. رمبا يوضح هذا التاريخ بعض الدروس حول التفاعل املهم والضروري بني املجلس والبلدان املسامهة بقوات اليت أعتقد أهنا ال تزال على األرجح صاحلة اليوم. أنتقل اآلن إىل اجلهود اليت بذلتها نيوزيلندا واجلمهورية التشيكية بدعم من األرجنتني وإسبانيا إلدانة اإلبادة اجلماعية. ورغم حتسني اإلحاطات اإلعالمية اليت تقدمها األمانة العامة وتدفق املعلومات اليت كنت أنقلها إىل املجلس من املنظمات غري احلكومية العاملة يف امليدان كان معظم األعضاء الدائمني معترضني. وتنوعت األسباب اليت دعتهم إىل ذلك ولكن كانت النتيجة الواضحة عرقلة العديد من األعضاء مشروع بيان رئاسي. مع مرور األيام واقتراب هناية الشهر صاغت نيوزيلندا مشروع قرار يدين اإلبادة اجلماعية. واقتبست العبارات بالضبط من اتفاقية عام 1948 بشأن منع جرمية اإلبادة اجلماعية واملعاقبة عليها. وأعلنت كرئيس أنه ما مل يتم االتفاق على بيان رئاسي على أساس الصياغة املحددة التفاقية اإلبادة اجلماعية فسأدعو إىل عقد جلسة مفتوحة للمجلس يف الساعة 11/55 من مساء يوم السبت 30 نيسان/أبريل وأطرح مشروع القرار للتصويت. وجرى يف هناية املطاف االتفاق على البيان الرئاسي S/PRST/1994/21 الذي أدان األعمال الوحشية املرتكبة يف رواندا مستخدما مجيع العبارات اليت اقتبسناها من اتفاقية اإلبادة اجلماعية ولكن نظرا إلصرار بعض األعضاء الدائمني جرت إزالة عبارة إبادة مجاعية. قدمت كل من نيوزيلندا ونيجرييا يف أوائل شهر أيار/ مايو مشاريع قرارات لتعزيز عدد القوات ومنح العملية والية رمسية حلماية املدنيني. لكن األمر استغرق حىت 8 حزيران/ يونيه ليجري اعتماد القرار )1994(. 925 وحىت يف ذلك الوقت كان القرار غامضا ومل يسمح بالنشر الكامل. ومل تتوقف اإلبادة اجلماعية يف هناية املطاف إال عندما سيطرت قوات اجلبهة الوطنية الرواندية على كامل البلد. هذا هو التاريخ املأساوي ألشهر نيسان/أبريل وأيار/ مايو وحزيران/يونيه والوقت ال يسمح بإجراء مناقشة مفصلة لألحداث اليت شهدهتا الشهور الالحقة مثل القرار اخلاطىء الذي اختذه املجلس باإلذن بعملية تركواز أو األحداث اليت أفضت إىل إنشاء املحكمة اجلنائية الدولية لرواندا. لكن امسحوا يل بأن أديل ببعض املالحظات النهائية املوجزة. مالحظيت األوىل رسالة مفعمة باألمل. أعتقد أنه من اهلم للغاية أن نشري إىل التناقض بني الفشل عام 1994 فيما يتعلق برواندا وما قام به املجلس عام 2010 بشأن كوت ديفوار. فبخصوص كوت ديفوار كان أعضاء املجلس يدركون أن هناك احتماال كبريا الرتكاب فظائع مجاعية على أساس عرقي. وقد وافتهم األمانة العامة مبعلومات جيدة. ووضعوا والية مناسبة تتعلق باحلماية. ووفرت األمم املتحدة موارد كافية للبعثة. ووضعت إدارة عمليات حفظ السالم من خالل مشروع كابستون لديها جمموعة من املبادىء املفيدة. وأبانت البلدان املسامهة بقوات وأفراد الشرطة عن الشجاعة واإلصرار. وكان حتظى بدعم جيد من لدن األمم املتحدة. واألهم من ذلك كان أعضاء املجلس متفقني متاما على ضرورة اختاذ إجراء فعال وحمدود لتوفري احلماية. وأد أن أضيف أن وضع مبدأ املسؤولية عن احلماية املنصوص عليه بكل وضوح يف مشروع القرار املعروض على املجلس اليوم يعزز أسباب التفاؤل. كما أن املمارسات اليت قام هبا املجلس مؤخرا يف مايل ومجهورية أفريقيا الوسطى وباستخدام لواء التدخل يف مجهورية الكونغو الدميقراطية تثبت أننا استفدنا بعض الدروس اهلامة /37

7 16/04/2014 األ نمألاو مالسلا دده واألمن راطخألا مالحظيت الثانية تتعلق باالعتقاد بأن املجتمع الدويل مل يكن يتوفر عام 1994 على الوسائل الالزمة للتدخل يف رواندا. لكن هذا غري صحيح. ففي مطلع نيسان/أبريل ب ع ي د بداية اإلبادة اجلماعية قام عدد من البلدان بتنظيم تدخل عسكري كبري أحادي اجلانب يف رواندا. ومت ذلك حلماية وإجالء الرعايا األجانب. لكن تلك القوات غادرت البلد بعد ذلك تاركة قبائل التوتسي تواجه مصريها لوحدها. ومرة أخرى عام 1995 عندما فر ممارسو أعمال اإلبادة اجلماعية والكثري من السكان املدنيني إىل مجهورية الكونغو الدميقراطية متت عملية تدخل كبرية أخرى هذه املرة يف شرق مجهورية الكونغو الدميقراطية. ومن املفارقات أن اهلدف من ذلك التدخل كان هو مساعدة من ارتكبوا اإلبادة. واحلقيقة هي أن القدرات مل تكن منعدمة بتاتا. ما كنا نفتقر إليه سواء يف رواندا عام 1994 وجمددا عام 1995 عندما عجز املجلس عن اختاذ إجراء الستتباب األمن يف املخيمات يف مجهورية الكونغو الدميقراطية هو اإلرادة السياسية. أما مالحظيت الثالثة فتتعلق باملأساة اليت ميكن أن تقع عندما تنعدم اإلرادة السياسية مثلما وقع عام وقد تناول هذه املسألة فعال نائب األمني العام. فقد توالت األحداث وتطورت على حنو مثري مؤدية يف هناية املطاف إىل اشتعال املنطقة برمتها. وبعد ذلك بعشرين عاما ما زلنا نواجه العواقب يف مجهورية الكونغو الدميقراطية. والفشل يف رواندا عام 1994 مل يتسبب يف اإلبادة اجلماعية فحسب لكنه أدى أيضا إىل كارثة إنسانية مروعة يف شرق مجهورية الكونغو الدميقراطية عام وأفضى ذلك بصورة مباشرة إىل احلروب األهلية يف مجهورية الكونغو الدميقراطية ومأساة إنسانية على نطاق أوسع من ذلك بكثري. وتفيد بعض التقديرات بوفاة حنو 5 ماليني شخص. وتزعزع االستقرار على حنو كبري يف املنطقة قاطبة. وإذا كنا نريد لوسائل املنع أن تفلح حقا فإننا حباجة إىل آليات سياسية وعملية ومالية أفضل لتمكني املجلس ومنظومة األمم املتحدة كافة من حتقيق نتائج أفضل. وأعتقد أن ذلك يعين وضع آليات جديدة لتحسني اإلنذار املبكر وحتسني األنظمة املعنية بتقدمي اإلحاطات اإلعالمية وعرض اخليارات على املجلس يف املراحل األوىل لألزمات املحتملة وتعزيز الدبلوماسية الوقائية وزيادة فعالية استخدام الفصل السادس من ميثاق األمم املتحدة وتسريع وترية االنتشار السريع وإ ن فشل كل شيء اللجوء إىل الردع القوي. وأرى أن تكاليف االستثمار يف هذه اآلليات ستكون ضئيلة عندما نقارهنا بالتكاليف اإلنسانية والسياسية واملالية املهولة لعدم اختاذ إجراء جراء عجزنا اجلماعي عام 1994 عن التصدي لإلبادة اجلماعية يف رواندا. الرئيسة )تكلمت باإلنكليزية(: أشكر سعادة السفري كيتينغ على إحاطته اإلعالمية. أفهم أن املجلس على استعداد للشروع يف التصويت على مشروع القرار املعروض عليه. وأطرح مشروع القرار للتصويت عليه اآلن. أجري تصويت برفع األيدي. املؤيدون: االحتاد الروسي األرجنتني األردن أستراليا تشاد مجهورية كوريا رواندا شيلي الصني فرنسا لكسمربغ ليتوانيا اململكة املتحدة لربيطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية نيجرييا الواليات املتحدة األمريكية الرئيسة )تكلمت باإلنكليزية(: نتيجة التصويت 15 صوتا مؤيدا. اعتمد مشروع القرار باإلمجاع بوصفه القرار.)2014( 2150 أعطي الكلمة اآلن ألعضاء جملس األمن. 7/

8 16/04/2014 األ نمألاو مالسلا دده واألمن راطخألا السيد غسانا )رواندا( )تكلم باإلنكليزية(: أشكرك سيديت الرئيسة على تنظيم هذه اإلحاطة اإلعالمية اهلامة يف إطار حدث من األحداث امل ن ظ مة لتخليد الذكرى السنوية العشرين لإلبادة اجلماعية ضد التوتسي يف رواندا. ومما الشك فيه أن مقدما اإلحاطتني اإلعالميتني اليوم لديهما خربة واسعة يف موضوع منع اإلبادة اجلماعية ومكافحتها. وأرحب بالسفري كولني كيتينغ ممثل نيوزيلندا وهو الرجل الذي شهد بصورة رهيبة بصفته رئيس جملس األمن يف نيسان/أبريل 1994 حلظة ضعف من لدن هذا اجلهاز قبل 20 سنة عندما كان يدعو إىل مساعدة شعبنا. كما أنوه حبضور يان إلياسون نائب األمني العام الرجل الذي حشد منظومة األمم املتحدة لالستفادة من فشلها يف رواندا عام 1994 وقام بدور هام يف حترير وتعزيز مسؤوليتنا عن احلماية. وأشكر الرجلني الشهمني أو امسحوا أن أقول الصديقني العزيزين على إحاطتيهما اإلعالميتني اليوم. وأود أن أغتنم الفرصة ألشكر مجيع أعضاء املجلس على اعتمادهم باإلمجاع للقرار )2014( 2150 بشأن منع اإلبادة اجلماعية وكافحتها مبناسبة ختليد الذكرى السنوية الشعرين لإلبادة اجلماعية ضد التوتسي يف رواندا اليت قتل خالهلا أيضا اهلوتو وآخرون. كما أشكر على حنو خاص مجيع الدول األعضاء يف األمم املتحدة اليت شاركت يف تقدمي القرار. ونأمل أن يشكل القرار إنذارا ويقدم إشهاما مهما كان صغريا يف منع اإلبادات اجلماعية ومكافحتها يف املستقبل. يف نسيان/أبريل 1994 ذبح أكثر من مليون شخص يف رواندا خالل مائة يوم من نيسان/أبريل إىل متوز/يوليه ويعين ذلك مقتل شخص كل يوم ال لذنب سوى ألهنم من التوتسي. أما اآلخرون - اهلوتو والتواس واملواطنني األجانب - فقد ق ت لوا أيضا ملعارضتهم اإلبادة اجلماعية ولقيامهم بواجبهم حلماية إخواهنم من البشر. وقد ارتكبت أعمال الذبح املنظم للرجال والنساء واألطفال على مرأى ومسمع من املجتمع الدويل. وبي نت أعمال اإلبادة اجلماعية املرتكبة حبق التوتسي مدى الفشل الذي آلت إليه أساليب املنع اليت تت بعها األمم املتحدة. ويف ذلك الصدد فقد أثارت وزير خارجية بلدي السيدة لويز موشيكيوابو - عند إطالق مناسبة إحياء الذكرى السنوية العشرين ألعمال اإلبادة اجلماعية يف رواندا يف كانون الثاين/ يناير - سؤاال هاما وأرى أنه ينبغي أن يسعى جملس األمن لإلجابة عليه يف السنوات القادمة. ويتمثل سؤاهلا يف أنه إذا توفرت للمجتمع الدويل املعلومات والقدرة على منع وقوع كارثة إنسانية - مثلما توفرت له يف عام فهل سيتصرف بشكل خمتلف اليوم ففي عام 1994 مل تكن املسألة تتعلق باالفتقار إىل املعلومات عن الصورة احلقيقية ملا كان جيري يف رواندا ومل تكن تتعلق بعدم وجود وصف قانوين للجرائم اليت ارتكبت ومل تكن تتصل أيضا بنقص يف التمويل أو امليزانيات بل إهنا - كما كتب السفري كيتنغ - مل تكن سوى افتقار إىل اإلرادة السياسية. وهو افتقار إىل اإلرادة السياسية من جانب األعضاء الدائمني يف جملس األمن الذين ميلكون حق النقض ومن جانب األمانة العامة لألمم املتحدة اليت قد مت معلومات خاطئة عن قصد يف تقارير األمني العام على حنو يتعارض مع املعلومات الصحيحة الواردة من قائد قوة األمم املتحدة. وهو افتقار إىل اإلرادة السياسية من جانب البلدان املسامهة بقوات اليت سحبت قواهتا لتترك من الذوا هبا طلبا للحماية حتت رمحة مليشيات إنتراهاموي. وكما قال الرئيس بول كاغامي يف 7 نيسان/أبريل فإن منع اإلبادة اجلماعية يقتضي وضوحا تارخييا من جانبنا مجيعا. وعليه فإن من واجبنا أن نذكر أن اإلبادة اجلماعية قد ارتكبت يف رواندا بسبب الالمباالة التامة أثناء املأساة ويف /37

9 16/04/2014 األ نمألاو مالسلا دده واألمن راطخألا خضمها. وينبغي أن نتساءل - بعد مضي عشرين عاما - عما إذا كان بوسع املجتمع الدويل على نطاق أوسع وخصوصا األمم املتحدة أن يكون يف وضع أفضل ميك نه من منع تكرار ما شهدته رواندا يف عام 1994 يف أي مكان آخر من العامل. وبشأن هذه املسألة قال الرئيس كاغامي بوضوح يف اخلطاب نفسه الذي تاله يف 7 نيسان/أبريل: ال ينبغي مطلقا ألي بلد يف أفريقيا أو يف أي مكان آخر أن يصبح رواندا أخرى. لكن ما مل تسترشد خيارات الشعوب مبا يلزم من الوضوح التارخيي فإن ذلك اخلطر سيظل قائما على الدوام. ورمبا يقتنع الكثريون يف بعض األحيان - جراء الفظائع املروعة اليت ترتكب يف مجهورية أفريقيا الوسطى وسوريا وجنوب السودان - بأن األمم املتحدة ما زالت تكافح من أجل توفيق مبادئها املعيارية مع احلقائق يف امليدان وبأن الطريق ال يزال طويال أمام جهود منع ارتكاب الفظائع اجلماعية. وقد كان ذلك واضحا ألن اإلبادة اجلماعية قد ارتكبت حبق التوتسي يف رواندا بالرغم من اعتماد اتفاقية منع جرمية اإلبادة اجلماعية واملعاقبة عليها قبل أربعة عقود خلت وبالرغم من املسؤولية األصيلة املنوطة مبجلس األمن عن صون السلم واألمن الدوليني. ومنذ وقوع تلك املأساة يف رواندا ما زالت املنظمة تواصل بذل اجلهود الرامية إىل منع اإلبادة اجلماعية ووقوع الفظائع اجلماعية عن طريق حتسني قدرة منظومة األمم املتحدة وتعبئة اإلرادة السياسية للدول األعضاء الرئيسية عالوة على السعي إىل التعلم من الدروس املستفادة من إخفاقات املاضي القريب. غري أن تلك اجلهود مل حتقق إمكاناهتا بعد على حنو تام. وتتراوح تلك اجلهود بني اعتماد مفهوم املسؤولية عن احلماية يف مؤمتر القمة العاملي لعام 2005 وتعزيز خطة العمل املتعلقة حبماية املدنيني من خالل األطر املعيارية وإنشاء مكتب املستشار اخلاص املعين مبنع اإلبادة اجلماعية. وفيما يتعلق باملسؤولية عن احلماية فإنه جيري تنفيذ خطة عمل احلقوق أوال بوصفها أداة لألمم املتحدة لتحسني املنع عن طريق وضع سياسة تتوخى العناية الواجبة بشأن حقوق اإلنسان هبدف املساعدة على إعمال مقاصد األمم املتحدة ومبادئها على النحو املنصوص عليه يف امليثاق. وقد مت التشديد على أمهية مساءلة مرتكيب تلك االنتهاكات من خالل عمل وفقه املحاكم اجلنائية التابعة لألمم املتحدة مبا يف ذلك املحكمة اجلنائية الدولية لرواندا واملحكمة الدولية ليوغوسالفيا السابقة واملحكمة اخلاصة املختلطة لسرياليون واآلليات اجلنائية الدولية األخرى. وكنا نأمل أن تسفر مجيع تلك اجلهود عن إنشاء هيكل قوي وفع ال. وكما ورد يف املذكرة املفاهيمية )2014/265/S املرفق( فإن املسألة الرئيسية املطروحة اليوم هي ما إذا كانت هذه القدرة كافية أم أنه ال تزال هناك جماالت حباجة إىل التحسني بشكل مستمر. ودون اخلوض يف التفاصيل فإن مجيع احلاضرين يف هذه القاعة يتفقون على أن هناك ضرورة إىل التحسني املستمر. ومن املؤسف أن بعض املبادرات اليت اعتمدهتا الدول األعضاء حبسن نية يف إطار األمم املتحدة هبدف منع ومكافحة اإلبادة اجلماعية قد واجهت العديد من التحديات فيما يتعلق بالتنفيذ بل أدت إىل نشوء اخلالفات بني الدول. واليوم فقد أصبحت بعض املبادرات اليت تتوفر هلا مقومات البقاء - من قبيل املحكمة اجلنائية الدولية - عرضة للتالعب السياسي وسوء االستخدام وهو ما يتعارض بدوره مع النوايا األصلية إلنشاء تلك اآلليات. وهناك مبادرات أخرى ما تزال تفتقر إىل التجهيزات الالزمة وال تتوفر هلا القدرة الكافية اليت متكنها من أداء مهامها األمر الذي يعوق - يف األجل الطويل - حتويل األطر املعيارية إىل أدوات عملية للمنع بصورة تتالءم مع احلقائق يف امليدان. ونتيجة لذلك فإن بعض تلك اجلهود 9/

10 16/04/2014 األ نمألاو مالسلا دده واألمن راطخألا قد ال تبلغ أهدافها على النحو الكايف يف حني تبدو التعهدات بعدم تكرار وقوع تلك االنتهاكات مرة أخرى أبدا جوفاء اليوم كما كانت عليه يف أعقاب وقوع جرمية اإلبادة اجلماعية حبق التوتسي يف رواندا. ومن الصحيح أن التحديات اليت جيب التغلب عليها بغية اختاذ إجراءات املنع يف الوقت املناسب وبطريقة فعالة ما تزال هائلة. وما زال واضعو السياسات يواجهون على أساس يومي - ليس على مستوى األمم املتحدة فحسب بل على مستوى الدول األعضاء أيضا - العديد من املهام امللح ة الناشئة واملتعلقة باألزمات الناشئة يف مكان ما من العامل. وكما هو واضح فإن من الصعوبة مبكان التركيز على املشاكل اليت مل تتكشف بعد. غري أننا نرى أن هذه هي املهمة اليت ينبغي أن تكون قد أتقنتها هذه املنظمة اآلن خالل ما يقرب من سبعة عقود من إنشائها. ويقتضي التغلب على العديد من العقبات السياسية واملالية والعملياتية بذل جهود هائلة فضال عن توفر اإلرادة القوية. ونرى أنه ينبغي بذل جهود أكرب من أجل احلد من خطر اإلبادة والفظائع اجلماعية هبدف التقليل من احلاجة إىل االستجابة لألزمات. ومن شأن االستثمار يف املجاالت اليت تعاجل األسباب اجلذرية للصراعات من قبيل حتسني نوعية احلكم الدميقراطي وحقوق اإلنسان وإنشاء مؤسسات قوية فعالة وتعزيز األداء االقتصادي واحلد من الفقر وعدم املساواة وحتقيق املصاحلة الوطنية أن يساعد على احلد من ذلك اخلطر مبرور الوقت. ونرى أيضا أنه ينبغي بذل املزيد من جهود التأهب لألزمات يف إطار األمم املتحدة بدال عن االستجابة املرجتلة لألزمات. يف هذا السياق ينبغي تطوير القدرات التشغيلية قبل وقت كاف من أجل إدارة احلاالت الشائع تكرراها وحتسني القدرة على االستجابة املؤسسية. وبعبارة أخرى ينبغي أن تكون لدى األمم املتحدة القدرة على االنتشار السريع بدال من التعبئة من أجل ذلك االنتشار عند نشوب األزمات. وميكن تسخري ذلك خلدمة الترتيبات اإلقليمية ودون اإلقليمية اليت يعكف معظمها على إنشاء ألوية احتياطية. ومن األمهية مبكان أيضا أن يستثمر املجتمع الدويل استثمارا واسع ا يف تعزيز قدرات اجلهات الفاعلة املحلية واإلقليمية نظر ا إىل ما لديها من مصلحة أكرب يف التصدي للصراعات واألزمات يف املناطق القريبة منها. ويف هذا الصدد نرحب بالبيان الذي أدىل به األمني العام يف كيغايل يف 7 نيسان/أبريل خالل إحياء الذكرى العشرين لإلبادة اجلماعية ضد التوتسي اليت نعتقد أهنا تؤسس لتحول يف النموذج الذي تسري عليه املنظمة: لقد بعثت برسالة خاصة مين إىل ممثلي األمم املتحدة يف مجيع أحناء العامل. وفحوى رساليت إليهم ببساطة هو كما يلي: عندما ترون الناس معرضني خلطر اجلرائم الفظيعة ال تنتظروا أن تأتيكم التعليمات من بعيد تكلموا مبلء صوتكم ال ختشون لومة الئم. وتصرفوا. واجبنا األول هو دائما محاية الناس - محاية البشر املحتاجني واملكروبني. ولذلك فلتقم منظومة األمم املتحدة بأسرها بوضع البنية التحتية الالزمة لتنفيذ هذا التحول يف السياسة العامة. وذلك أمر له األولوية. وقبل أن أختتم بياين امسحوا يل أن أقول إن رواندا ممتنة لقرار جملس )2014( 2150 الذي يدين بدون حتفظ أي إنكار لإلبادة اجلماعية يف رواندا. وبالتايل نكرر الدعوة إىل مجيع الدول األعضاء لدعم مكافحة إنكار اإلبادة اجلماعية إذ إهنا مبثابة احلرمان من حق الذاكرة والتئام اجلروح واملصاحلة وواجب التعلم من دروس املاضي /37

11 16/04/2014 األ نمألاو مالسلا دده واألمن راطخألا ويف ختامي بياين أود أن أقتبس الكلمات التالية مما قالته سفرية األرجنتني ماريا كريستينا برسيبال عقب مشاركتها يف اجتماع ألعضاء جملس األمن مع الرئيس كاغامي يف 7 تشرين األول/أكتوبر 2013 يف كيغايل. حني أستمع إليكم سيدي الرئيس أتذكر تاريخ بلدي. لقد جئت إىل هنا لكي أرى وأتعلم وأفهم ال ألشري بأصابع االهتام. اإلبادة اجلماعية ليست شعارا إهنا شيء حنمله فينا ومن ظلمة املاضي تسطع أنوار املستقبل. فلنتعلم من ذلك املاضي املرير لإلبادة اجلماعية ضد التوتسي عام 1994 يف رواندا لن حس ن يف املستقبل كيف مننع نشوب اإلبادة والفظائع اجلماعية ونكافحها. مرة أخرى أتوجه بالشكر اخلاص إىل مجيع زمالئي يف جملس األمن الذين مل يصوتوا مؤيدين القرار فحسب بل شاركوا مجيع ا بصورة استثنائية يف رعايته. األمري زيد بن رعد بن زيد احلدا )األردن( )تكلم باإلنكليزية(: يف هذا الصباح نديل بالبيانات يف إحياء ذكرى أولئك الذين عانوا بقسوة بالغة وبأعداد جد كبرية قبل 20 عاما يف رواندا. ولكن كما قال الكثريون قبلنا يف مناسبات حمزنة أخرى مثل هذه هل مبقدور البيانات أن تكفي للتعبري عن حلظة مثل هذه حني ال تزال أرواح أكثر من 800 ألف من الضحايا تتساءل بعد 20 عام ا: ما اجلديد هل تعل م السيدات والسادة اخلمسة عشر من أعضاء جملس األمن ال سيما األعضاء الدائمون شيئا من املجزرة اليت كنا ضحاياها وما تعرضنا له من الضرب وإعمال السواطري فينا وإطالق النار علينا على مدى 100 يوم ما هي الكلمات اليت ميكن أن نستخدمها حنن األعضاء احلاليني يف جملس األمن ما هي الكلمات اليت قد ال تثري السخرية والضحك لدى الناس يف مجهورية أفريقيا الوسطى الذين لقي أقارب هلم مصرعهم أو الذين فروا من ديارهم بأعداد كبرية إذا وضعنا جانب ا االختالفات الواضحة بني رواندا عام 1994 ومجهورية أفريقيا الوسطى عام 2014 فإن اجلوانب األخرى للطريقة اليت تواجه هبا األمم املتحدة هذه األزمات ما زالت لألسف مل تتغري بالرغم من نشر القوات الفرنسية واألفريقية يف وقت مبكر يف ذلك البلد واعتماد القرار )2014( ال يزال هناك التأخري الشديد يف عملية النشر وكذلك احلال بالنسبة للشواغل املتعلقة بتأمني البلدان املسامهة بقوات بأعداد كافية. وينطبق األمر أيض ا على القيود املالية أيضا ويف هناية األمر أمل نتأخر حىت فات األوان مرة أخرى حنن مجيعا مهتمون - نعم رمبا - ولكن من الواضح أيضا أن اهتمامنا ال يزال دون أن ميكننا من التصرف فور ا وبصورة شاملة يف تلك احلاالت اليت تستدعي التدخل. إننا ال هنتم االهتمام الكايف ألن الديباجات اليت نعر ف هبا أنفسنا ونعرف هبا اآلخرين ما برحت حتجب عن النظر السمة األساسية الواضحة. يف حني قتل الذين لقوا مصرعهم منذ 20 عاما بصورة مفاجئة وعنيفة ألهنم من التوتسي أو اهلوتو املعتدلني ممن عارضوا اإلبادة اجلماعية فإننا ال حنزن عليهم استناد ا إىل هويتهم. إننا نؤبنهم ونتذكرهم ألهنم أناس بشر مثلنا. ما انفك تصنيفنا للبشر حبسب اجلنس واجلنسية والدين والعرق وظروف الوالدة حيدد إىل حد بعيد كيف نرى بعضنا بعض ا. ومن هنا جند ما ال مفر منه من التصنيف والترتيب حيث ينظر الكثريون منا إىل أنفسهم على أهنم أهم من اآلخرين وهنا مكمن اخلطر. تلك هي اللعنة الكربى اليت رزئت هبا اإلنسانية. إن ميلنا إىل التصنيف والترتيب القائم على معيار واحد فقط هو أساس التطرف العرقي والقومية العرقية. وهذان بدورمها يسيئان إىل قضية الضحايا ويفسدان معناها. 11/

12 16/04/2014 األ نمألاو مالسلا دده واألمن راطخألا تلكم هي احلقيقة املقلقة. معظم القتلة يف رواندا مل يكونوا من الساديني املهتاجني وال من املرضى النفسيني. معظم القتلة كانوا من الناس العاديني. وإذا كان لنا أن نستوعب شيئ ا واحد ا من فهمنا التارخيي لعمليات اإلبادة اجلماعية وعمليات القتل اجلماعي فهو أن الناس العاديني يف ظروف حمددة جدا ميكن أن يتصرفوا بقسوة مل يكونوا ليتصوروهنا هم أنفسهم ناهيك عن ضحاياهم. حىت بعد ارتكاب هذه اجلرائم املروعة قلة هم من يستطيعون اإلعراب عن شعورهم بالندم بدون التذرع باملربرات ألهنم أنفسهم غري قادرين تقريب ا على تصديق ما فعلوه. إن عدد من يستطيعون يف أشد الظروف االستثنائية ارتكاب فظائع مجاعية من بني مجيع املمثلني اجلالسني هنا يف هذه القاعة أكرب مما جنرؤ على تصوره. ولن نعرف أبد ا هل سوف نكون من بينهم إال لو خاننا احلظ فوجدنا أنفسنا حتت تأثري ذلك السم الذي نطلق عليه فظائع مجاعية. هذا هو فهمنا لإلبادة اجلماعية. أحد األشياء اليت جتعل من املمكن أن يتحول الناس العاديني إىل كائنات خمتلفة متام ا هو اخلوف. كأمنا اخلوف يغلق مفاتيح الوظائف الدماغية العليا الواحدة تلو األخرى وحني يتسلل إىل العقل فإنه يطفئ مشاعر التعاطف يف هناية األمر. وما تبقى من القدرة على التفكري يف ذلك العقل املنكمش يسقط يف دائرة مغلقة تعزز نفسها بنفسها ويصبح فيها القتل حىت قتل األطفال أمر ا معقوال وعادال. بعد انتهاء الفظائع تعود تلك الكائنات إىل بشريتها مرة أخرى. ومع ذلك فإن عودة العقل ختضع شعورهم بالذنب إىل تغيري شديد حبيث يغدو مشوها فيفسرون األمر على أنه يف هناية املطاف إجراء وقائي للدفاع عن النفس. فلو مل نعمد إىل قتلهم مجيع ا لقتلونا هم يف النهاية مجيع ا. هكذا األمر ببساطة. إن اخلوف الذي يقوم على األكاذيب وتغذيه األيديولوجيات املتطرفة يسحق األخالق لدى الكثري من األفراد حىت ال يترك منهم سوى هياكل كائنات بدائية. اخلوف هو وقود أعمال اإلبادة اجلماعية. كما أنه يثري التردد لدى من ميكن أن يتدخل لوقفها. إن األحداث اليت وقعت يف الصومال يف عام 1993 شكلت االستجابة الدولية ألحداث رواندا عام 1994 على حنو التحليل املتدبر الذي قدمه السفري كيتنغ يف كتاباته. مل تكن عضوية رواندا آنئذ يف املجلس عامال مساعدا إذ جعلت األمانة العامة تتردد يف تقاسم برقية الفريق أول دالييه املؤرخة 11 كانون الثاين/يناير على نطاق أوسع. يسفر التردد عن األعذار وهو املربر للجنب. إن كان اخلوف هو عدونا فينبغي آنئذ أن تكون الشجاعة صديقنا وليست شيئا تندر رؤيته بل ما نتحلى به عندما متس احلاجة إليها. حنن فرادى أعضاء املجلس حباجة إىل الشجاعة لإلسهام بقدر أكرب يف عمليات األمم املتحدة حلفظ السالم ال ملجرد إصدار األمر هبا وتشكيلها أو حىت متويلها بل لتقاسم اخلطر واملشاركة فيها بنشاط. وحتتاج األمانة العامة إىل الشجاعة لتقدم لنا احلقيقة املجردة حنن حباجة إىل الشجاعة لالعتراف هبا وحيتاج حفظة السالم الشجاعة حلماية املدنيني يف األوضاع الصعبة سواء يف ظل وجود والية باحلماية أو عدم وجودها. يف ظل ظروف من هذا القبيل ماذا تعين الواليات على أي حال وباإلضافة إىل ذلك حنن حباجة إىل الشجاعة لكي نفهم أن أساليب عملنا يف املجلس تولد شعورا قاتال وخطريا بالروتينية. حنن حباجة إىل الشجاعة ملواجهة احلقيقة األساسية املتمثلة يف أنه مهما كانت نقاط ضعفها املستمرة فال بديل عن املحكمة اجلنائية الدولية. وكلما أسرعنا بتعزيزها واالنضمام إليها كلما أسرعت يف الوفاء مبهمتها املحدة إلهناء اإلفالت من العقاب على هذه اجلرائم /37

13 16/04/2014 األ نمألاو مالسلا دده واألمن راطخألا أخريا خبصوص الشجاعة سوف يقدم وفدي يف الوقت املناسب مشروع قرار العتماده من قبل املجلس هبدف إنشاء ميدالية األمم املتحدة للبسالة. مينح األمني العام امليدالية إىل موظفي األمم املتحدة من العسكريني واملدنيني الذين يظهرون البسالة يف مواجهة اخلطر اجلسيم املستمر عند إنقاذ الناس من املوت املحقق يف خدمة اإلنسانية واألمم املتحدة. ينبغي أن يطلق عليها اسم ميدالية مباي دياغين للبسالة تكرميا ألعظم أبطال األمم املتحدة على اإلطالق. قتل النقيب دياغين من السنغال بعد أن أنقذ مئات بل رمبا من الروانديني من املوت. إن قيامه بذلك وهو أعزل من السالح ومبفرده تقريبا يف وقت تنكر املجتمع الدويل كله تقريبا بصورة خمجلة للتوتسي واهلوتو املعتدلني يف رواندا جيعل العمل البطويل الذي قام به دياغين أكثر إنسانية ومتيزا. وأحث األعضاء على مشاهدة الربنامج الوثائقي املؤثر لتليفزيون وإذاعة هيئة اإلذاعة الربيطانية رجل صاحل يف رواندا أو االستماع إليه. هناك آخرون أيضا أمثال الفريق أول روميو دالييه ونائبه الفريق هنري أنييدوهو فضال عن املراقبني العسكريني التابعني لألمم املتحدة والعاملني يف جمال املساعدة اإلنسانية والصحفيني الذين بالتعاون مع العديد من الروانديني الشجعان عملوا بشرف يف ظل الظروف البشعة اليت سادت قبل 20 عاما. سوف يقترح مشروع القرار أن ينشئ األمني العام فريقا لتصميم ميدالية دياغين ويشكل جلنة خارجية تتألف من جمموعة متنوعة ومنتقاة من حفظة السالم السابقني الستعراض مجيع املقترحات وتأكيد مجيع الطلبات املقدمة للتحوط من التقدير غري املستحق. وينبغي للجمعية العامة أيضا أن تنظر يف إنشاء صندوق خاص ملساعدة أسر املستحقني للميدالية. وينبغي أن يقدم األمني العام امليدالية إىل احلاصل عليها أو أقرب أقربائه يف حفل رمسي يشهده مجيع أعضاء جملس األمن. هذا هو الوقت املناسب لكي يكرم جملس األمن من يعملون بالنيابة عنه والذين تتجاوز إنسانيتهم وشجاعتهم يف ساحات احلرب إنسانيتنا وشجاعتنا بقدر هائل. علينا أن حنفز أنفسنا ومجيع موظفي األمم املتحدة العاملني يف امليدان لكي حنذو حذوهم إذا أردنا أبدا أن نضع هناية دائمة للشر الذي نشري إليه بأعمال اإلبادة اجلماعية. حينئذ فقط ميكننا أن نقول ألرواح الذين قتلوا يف رواندا قبل 20 عاما نعم حنن الدول األعضاء يف جملس األمن لقد تعلمنا وقد تغرينا. السيد تشوركا )االحتاد الروسي( )تكلم بالروسية(: أود أن أشكر السيد يان إلياسون والسيد كيتينغ على إحاطتيهما اإلعالميتني. لقد استمعنا بتأثر واهتمام بالغني للبيان الذي أدىل به ممثل رواندا. اليوم نتذكر األحداث املأساوية اليت وقعت يف رواندا يف عام 1994 اليت مل تثر طوال السنوات العشرين املاضية شعورا بالرعب يف املجتمع الدويل فحسب بل وشعورا عميقا بالذنب ألعمال القتل اليت حدثت يف هناية القرن العشرين - أحداث كان ميكن بل كان ينبغي منعها. كان ينبغي لتاريخ القرن املاضي وخاصة الدروس الرهيبة للحرب العاملية الثانية أن يعلمنا أنه جيب مكافحة مؤشرات اإلبادة اجلماعية حبزم ودون االنقياد وراء الذين يؤيدون أيديولوجية كره األجانب من أجل أهداف سياسية قصرية األجل. دفع الشعب الروسي الذي أصدر النازي على بعض أبنائه حكما بالتصفية اجلسدية شأنه شأن العديد من الشعوب األخرى مثنا مروعا - عشرات املاليني من القتلى من اجلنود واملدنيني والنساء واملسنني واألطفال. يبدو أن البشرية مل تتعلم من دروس التاريخ الدامية. قدم جمرمو النازي إىل املحاكمة ونتيجة لالنتصار على الفاشية أنشأنا نظاما دوليا جديدا. واعتمدت اتفاقية منع جرمية اإلبادة اجلماعية واملعاقبة عليها لعام 1948 واتفاقية عدم تقادم 13/

14 16/04/2014 األ نمألاو مالسلا دده واألمن راطخألا جرائم احلرب واجلرائم املرتكبة ضد اإلنسانية لعام لقد أتاحتا تصنيف بعض األعمال بصفتها أعمال إبادة مجاعية وكفلتا املساءلة القانونية عنها. ومع ذلك يف أواخر القرن العشرين مل يستطع املجتمع الدويل أن يدرك يف الوقت املناسب عالمات املعاناة اآلتية من بلد أفريقي صغري أو أن ينقذ شعبه. وقعت واحدة من أكثر حاالت اإلبادة اجلماعية ترويعا أمام أعيننا يف ظل تقاعس شبه كامل من جانب األمم املتحدة. كيف أمكن ذلك يف عام 1994 كانت هناك بالفعل بعثة حفظ سالم تابعة لألمم املتحدة يف رواندا. ملاذا مل يكن هلا حول وال قوة يف مواجهة إراقة الدماء املروعة اليت أدت إىل اإلبادة اجلماعية حنن نعتقد أن اإلجابة على هذين السؤالني تكمن يف االستنتاجات اليت خلص إليها تقرير اللجنة املعنية بإجراء حتقيق مستقل يف اإلجراءات اليت اختذهتا األمم املتحدة يف وقت حدوث اإلبادة اجلماعية يف رواندا عام 1994 )انظر 1999/1257/S املرفق) واليت أنشئت يف أعقاب املأساة الرواندية. توصلت اللجنة إىل أن السبب الرئيسي يف فشل األمم املتحدة التام يف منع اإلبادة اجلماعية هو افتقار الدول بل واملنظمة نفسها إىل اإلرادة السياسية الالزمة الختاذ إجراء حاسم على الرغم من أن مجيع األدوات الالزمة واألساس القانوين الالزم الختاذ القرارات موجودة بالفعل. غري أن طرفا ما أثار مسألة محاية موظفي بعثة األمم املتحدة لتقدمي املساعدة إىل رواندا أو تقدمي املساعدة إلنقاذ أبناء جلدهتم الذين كانوا يف البلد. فكرت أطراف ما أوال وقبل كل شيء يف احتياجاهتا السياسية الداخلية وفكرت أطراف ما بشأن احلفاظ على نفوذها السياسي يف البلد. ومل يول أحد بكل بساطة اهتماما كافيا لألنباء املروعة اآلتية من كيغايل وعزوها بدال عن ذلك إىل خصوصيات القارة األفريقية. يف الواقع لقد خانت األمم املتحدة رواندا وتكلفة هذه اخليانة هي أرواح زهاء مليون إنسان. ما الذي ميكن لنا استخالصه اليوم بينما حنيي هذه الذكرى املأساوية علينا أن نواصل العمل الذي تقوم به األمم املتحدة لتصحيح أخطائنا. بيد أن هذه األخطاء ال تزال ترتكب كما يتضح مما يقترحه عدد من أعضاء جملس األمن يف ما يتعلق بإنشاء بعثة لألمم املتحدة يف سوريا بدعوى أهنا سوف توقف العنف بطريقة ما وتوفر ملجلس األمن املزيد من املعلومات املوضوعية بشأن ما جيري هناك. من األمهية مبكان التوقف عن استخدام القوى السياسية اليت تروج ألفكار قومية ويف بعض األحيان ألفكار متطرفة من أجل أهداف قصرية األجل. من املهم أن ندرك إدراكا قاطعا أن اتباع سياسة استيعاب هذه القوى ميكن أن يؤدي إىل نتائج مأساوية ومدمرة إىل أقصى حد. وليس من املستغرب أن أثريت مرة أخرى مسألة احلاجة إىل محاية وتعزيز احلقوق األساسية لألقليات بصرف النظر عن اجلنسية أو األصل اإلثين أو العرق أو الدين يف املؤمتر الدويل األخري ملنع اإلبادة اجلماعية يف بروكسل. وباملثل جرى التأكيد على أمهية التدابري الرامية إىل منع التحريض على العنف القائم على الكراهية العرقية أو الدينية. وندعو مجيع البلدان إىل تعزيز التعاون الدويل واإلقليمي على حنو فع ال من أجل حتقيق هذه األهداف وفقا مليثاق األمم املتحدة. هذا ما ينبغي أن ترك ز عليه األمانة العامة ال سيما املستشار اخلاص لألمني العام املعين مبنع اإلبادة اجلماعية. ويف هذا السياق فإن حتديد األولويات احلقيقية واألهداف املناسبة أمر بالغ األمهية. وينبغي للبحوث النظرية أن تدرج بالكامل يف إطار األسس القانونية الدولية القائمة عندما يكون ذلك ضروريا بالفعل /37

15 16/04/2014 األ نمألاو مالسلا دده واألمن راطخألا واليوم فيما نشارك شعب رواندا شعوره باحلزن ينبغي أن نتذكر أن عاملنا اهلش يتطلب جهودنا املشتركة بغية مواجهة التحديات احلالية. السيد وانغ ما )الصني( )تكلم بالصينية(: إن الوفد الصيين يشكر الرئاسة النيجريية على عقد هذه اجللسة. وأشكر نائب األمني العام إلياسون على إحاطته االعالمية. ولقد استمعت أيضا باهتمام إىل بيان السيد كيتنغ. قبل عشرين عاما تعر ض شعب رواندا ملذحبة غري مسبوقة أدت إىل مقتل مئات آالف املدنيني. لقد كانت تلك الصفحة مظلمة يف تاريخ البشرية وينبغي تذك رها إىل األبد. وطوال السنوات العشرين املاضية مل تد خر رواندا حكومة وشعبا أي جهد لتعزيز املصاحلة الوطنية واحلفاظ على االستقرار الوطين واستعادة التنمية االقتصادية واالجتماعية. ومت حتقيق نتائج ملحوظة. وتعرب الصني لرواندا حكومة وشعبا عن خالص متنياهتا باالستمرار يف حتقيق نتائج جديدة على طريق إعادة اإلعمار الوطين. وعلى مدى السنوات العشرين املاضية واصل املجتمع الدويل التأمل يف الدروس املستفادة من اإلبادة اجلماعية يف رواندا ومل يد خر أي جهد ملنع تكرار مأساة مماثلة. وبوصف جملس األمن اآللية األساسية لألمن اجلماعي فقد شارك بنشاط خالل السنوات األخرية يف خمتلف اإلجراءات ملنع الصراعات وحلها وأد ى دورا إجيابيا هاما يف صون السلم واألمن الدوليني. يف ما يتعلق بسبل القيام دومنا إبطاء مبنع نشوب خمتلف الصراعات واألزمات املحتملة اليت تنطوي على حاالت جديدة والتصدي هلا بفعالية بغية احليلولة دون تكرار وقوع اإلبادة اجلماعية أود أن أشدد على النقاط الثالث التالية. أوال إن منع نشوب الصراعات واحتواءها هو الطريقة األساسية األكثر فعالية ملنع اإلبادة اجلماعية. فالزناعات العرقية والدينية وانعدام التنمية وضعف القدرات من بني عوامل أخرى هي أمور ميكنها أن تول د التوترات العرقية وتفاقم من حدة التفاوتات االجتماعية وتؤدي حىت إىل اندالع صراع دموي. وبغية احتواء األسباب اجلذرية للصراع والقضاء عليها من الضروري اختاذ تدابري متكاملة ملعاجلة أعراض الصراع وأسبابه اجلذرية على حد سواء عن طريق تعزيز احلوار السياسي الشامل واملصاحلة الوطنية وهتيئة بيئة سلمية تفضي إىل حتقيق الوئام والوحدة على الصعيد العرقي. ويف املجتمع التعددي املتنوع األعراق واألديان تزداد احلاجة إىل تعزيز احلوار بني خمتلف املجموعات العرقية والدعوة إىل السالم والوئام وسياسة الشمول وتعزيز التماسك االجتماعي وتوطيد التفاهم والثقة ومنع التمييز واملواجهة. ثانيا بغية منع اإلبادة اجلماعية على حنو فع ال ينبغي للبلدان وحكوماهتا أن تفي بواجباهتا والتزاماهتا. فاحلكومات هي اليت تتحمل املسؤولية الرئيسية عن محاية مدني يها. وينبغي للحكومات وأطراف الصراع أن تتقي د مجيعها بالقانون الدويل اإلنساين واتفاقية منع جرمية اإلبادة اجلماعية واملعاقبة عليها من بني االلتزامات الدولية األخرى وأال تدخر أي جهد حلماية املدنيني من اإلبادة اجلماعية. وينبغي للمجتمع الدويل أن حيترم الدور القيادي للبلدان املعنية وأن يقد م الدعم البن اء وفقا ملقاصد ميثاق األمم املتحدة ومبادئه. وتتصف املنظمات اإلقليمية بفهم أعمق للوضع على أرض الواقع واألسباب اجلذرية للصراعات والتوترات. كما أهنا تتمتع بعالقات أوثق مع األطراف املعنية. وينبغي لألمم املتحدة واملنظمات اإلقليمية أن تعزز التنسيق والتعاون بينها بغية االستفادة الكاملة من أوجه التآزر اليت ترمي إىل القيام على حنو نشط بدعم اجلهود اليت تبذهلا البلدان املعنية 15/

16 16/04/2014 األ نمألاو مالسلا دده واألمن راطخألا حلماية املدنيني. وينبغي للنظم القانونية يف البلدان املعنية أن تشكل القنوات الرئيسية لكفالة إجراء املحاكمات العادلة وإعمال العدالة لضحايا اإلبادة اجلماعية على أساس االحترام الكامل للتقاليد القانونية واالحتياجات احلقيقية. ثالثا ينبغي للمجتمع الدويل أن يعطي األولوية ملساعدة البلدان املعنية يف حتقيق النمو االقتصادي والتقدم االجتماعي من أجل القضاء على األسباب االقتصادية واالجتماعية للصراع. وينبغي للمجتمع الدويل أن يستخدم احلوار واملساعي احلميدة والوساطة من بني أدوات أخرى للتشجيع على حل املنازعات وتنظيم املؤمترات ملنع تصاعد الصراع واحتوائه ووقف أعمال اإلبادة اجلماعية وغريها من اجلرائم ضد اإلنسانية يف مهدها. ويف موازاة ذلك ينبغي للمؤسسات املالية ووكاالت التنمية على الصعيد الدويل أن تعزز جهودها يف أفريقيا وغريها من البلدان النامية بغية الوفاء جبميع التزاماهتا املتعلقة بتوفري املساعدة وختفيض الديون ومجع املوارد الالزمة لتحقيق التنمية الشاملة يف أفريقيا وتعزيز بناء القدرات وتوفري الدعم السياسي واملايل والتقين. وجيدر اعتبار أحداث املاضي كدروس للمستقبل. فمأساة رواندا قبل 20 عاما قد تركت ندبة دائمة يف الذاكرة البشرية. وينبغي للمجتمع الدويل أن يستخلص الدروس العميقة من تلك األحداث ويكر س نفسه للحفاظ على السالم وتعزيز التنمية املشتركة والقضاء على األسباب اجلذرية للصراع وتوطيد الوئام والتعايش بني خمتلف املجموعات العرقية وتعزيز جهودها لبناء السالم استنادا إىل الرغبة املشتركة يف إجياد عامل يسوده الوئام. السيدة باور )الواليات املتحدة األمريكية( )تكلمت باإلنكليزية(: أشكر حكومة نيجرييا على تنظيم هذه اجللسة اهلامة. وأشكر نائب األمني العام على مالحظاته والتزامه واألمم املتحدة على التزامها بالعمل على حنو أفضل. وأتوجه بالتقدير أيضا إىل السفري كيتنغ لتشاطره معنا خربته والعديد من األفكار. وال بد جلميع الذين كان هلم امتياز العمل يف جملس األمن أن يتعلموا مما مسح العامل بأن حيدث يف عام والسفري كيتنغ يساعدنا على القيام بذلك. لقد تلق ت نيجرييا ونيوزيلندا وإسبانيا واجلمهورية التشيكية ثناء خاصا من احلكومة الرواندية يف األسبوع املاضي على ما بذلته من جهود خالل اإلبادة اجلماعية. أم ا اآلن وبفضل السفري كيتنغ فيمكننا أن نضيف األرجنتني وجيبويت إىل تلك القائمة القصرية من الذين كانوا فاعلني - وليسوا من املتفرجني - خالل أسوأ الفظائع اليت ارتكبت منذ حمرقة اليهود. قبل تسعة أيام كان يل شرف االنضمام يف كيغايل إىل ممثلني من مجيع أحناء العامل إلحياء الذكرى السنوية العشرين لإلبادة اجلماعية يف رواندا. لقد أحنينا رؤوسنا يف ذكرى أكثر من رجل وامرأة وطفل حرموا من احلياة بال رمحة. وتعه دنا جمددا بتقدمي املساعدة من أجل إجناز املهمة غرب املكتملة بعد املتمثلة يف حتقيق االنتعاش واملصاحلة وإعادة اإلدماج وشاركنا الرئيس كاغامي يف توجيه التحية لروح الروانديني اليت ال تقهر على حد تعبريه واليت مك نت شعب تلك األرض اجلميلة من بناء مستقبل أفضل دون نسيان املاضي. وفيما حضر احلفل كبار الشخصيات خبشوع بدأنا مع ذلك نسمع الصراخ والعويل من النساء الروانديات - األمهات والزوجات والبنات واألخوات - اللوايت ينبغي ألصواهتن أن تؤرق على الدوام كل من بقي على قيد احلياة وليس يف املناسبات فحسب. يف كل يوم يعيش أبناء شعب رواندا مبن فيهم العديدون يف البعثة الرواندية هنا يف نيويورك وأفراد أسرهم من دون أولئك الذين يعنون هلم الكثري. لقد تعي ن إخراج مائيت شخص من استاد أماهورو يف األسبوع /37

17 16/04/2014 األ نمألاو مالسلا دده واألمن راطخألا املاضي نظرا للحزن الذي اعتصرهم. ومثة املزيد من املاليني الذين يعيشون حالة من القنوط اليومي. جلسنا يف نفس املدرج الذي كان يأوي شخص خالل اإلبادة اجلماعية عاشوا يف ظل حالة بائسة ي رثى هلا متاما حتت بصر القوة املتضائلة اليت كان يقودها الفريق دالري. إن ذات املدرج سيظل على الدوام تذكري ا مبا كان بوسع األمم املتحدة أن حتققه لو قام كبار املسؤولني فيها ويف الواليات املتحدة وغريها من الدول األعضاء الرئيسية بأرسال تعزيزات إىل األمم املتحدة بدال من سحب معظم قوات حفظ السالم من امليدان. كما قال الرئيس كلينتون يف مرات عديدة فإن عدم قيام الواليات املتحدة بعمل خالل اإلبادة اجلماعية اليت وقعت يف رواندا يف عام 1994 ميثل أكرب شعور باألسف واحلسرة. كلنا سواء كنا يف احلكومة أو خارجها أو أعضاء يف جملس األمن أو غري أعضاء علينا أن ننظر إىل الداخل ونتأمل يف ما كان بوسعنا أن نفعله أكثر. اليوم نتأمل مرة أخرى يف الدرس البالغ األمهية الذي تعلمناه إننا مل نتعلمه نظري ا فقط أو على الورق ولكننا فهمناه حق الفهم واستحوذ على أحاسيسنا وطبقناه على الصعيد العملي. وبقيامنا بذلك إمنا نستفيد من األدوات اليت مل تكن أو موجودة قبل عقدين من الزمن مبا يف ذلك مكتب املستشار اخلاص لألمم املتحدة املعين مبنع اإلبادة اجلماعية ومكتب املفوضية السامية حلقوق اإلنسان واملحكمة اجلنائية الدولية واملسؤولية عن محاية املبدأ والتحسينات يف القدرات اإلقليمية حلفظ السالم ويف ذلك الصدد أود أن أشري بشكل خاص إىل مشاركة حفظة السالم من رواندا الذين يؤدون مهمة رائعة وتبعث على اإلعجاب يف سبيل منع وقوع الفظائع يف مجهورية أفريقيا الوسطى ويف أماكن أخرى والنشر السريعة آلليات املساءلة وزيادة درجة الوعي واحلماس لدى املجتمع املدين ضد اإلبادة اجلماعية وهي زيادة موضع ترحيب. أذكر البعد األخري بشكل خاص ألنه بينما ق تل شخص خالل اإلبادة اجلماعية يف رواندا أوضحت باتريشيا شرودر عضو الكونغرس األمريكي رد الواليات املتحدة بأن ذكرت أن والية كولورادو اليت متثلها كانت مقرا إلحدى منظمات البحوث اليت أجرت دراسة خلصت فيها إىل أن قردة الغوريال يف رواندا معرضة للخطر. وبينما بدت عليها احلرية عالنية حيال رد الواليات املتحدة وصفت مسامهة املواطن األمريكي بقوهلا: كان البعض يشعر بقلق شديد إزاء مصري قردة الغوريال. ويبدو أنه أمر مفزع ولكن الناس ال يعرفون ما ميكن القيام به إزاء مصري الناس. إن كل أنواع الضغط السياسي كان موجها لتحاشي القيام بعمل بدال من الرد على حنو ابتكاري ملساعدة شعب يف حالة من اليأس. ال ينبغي للحسابات السياسية أن تفرض علينا الرد. وبوصفنا جمتمع ا عاملي ا نقر بأن الفظائع اجلماعية قد تتجلى مظاهرها يف سيناريوهات متنوعة. لقد بدأنا بتحديد أمناط ومؤشرات دالة. واتفقنا على أمهية اليقظة يف منع نشوء حالة متقلقلة من التفكك. وقد أكدنا مجيعنا واجب كل حكومة جتاه محاية مواطنيها من الفظائع اجلماعية. وأعربنا عن استعدادنا مبوجب ميثاق األمم املتحدة لالستجابة عندما تطلب الدول املساعدة لتلبية ذلك الواجب. يف بعض احلاالت من تيمور الشرقية وليبرييا إىل سرياليون وليبيا وكينيا وكوت ديفوار انضممنا إىل الشركاء املحليني إلهناء العنف أو ردعه. ويف اآلونة األخرية أحرزنا تقدم ا يف مساعدة مجهورية الكونغو الدميقراطية ودعمنا األمم املتحدة يف كفاحها ضد هذه املليشيات املستمرة يف مهامجة املدنيني واغتصاهبم. وقد كثفنا اجلهود الدبلوماسية الستعادة السالم 17/

18 16/04/2014 األ نمألاو مالسلا دده واألمن راطخألا يف جنوب السودان ووجود األمم املتحدة هناك ليس فقط من أجل تقدمي إمدادات الطوارئ للسكان املشردين جراء القتال األخري ولكن فتحت األبواب على مصراعيها بطريقة غري مسبوقة حبيث أصبحت قواعدها تصبح جزرا اللتماس احلماية. ن شرت القوات األفريقية والفرنسية يف حماولة ملنع وقوع الفظائع اجلماعية يف مجهورية أفريقيا الوسطى. وأذنا بتشكيل جلنة حتقيق على جناح السرعة واآلن نأذن بعملية سالم تابعة لألمم املتحدة للتصدي لكارثة تطل برأسها هناك. وجيب أن حنض على القيام بسرعة بنشر قوات أفريقية وأوروبية وقوات تابعة لألمم املتحدة. لكن من املنصف ومن غري املريح بدرجة كبرية يف آن واحد أن نسلم بأن جناحاتنا جزئية وبأن استمرار اجلرائم املرتكبة ضد اإلنسانية مدمرة. فباألمس حضر العديد منا اجتماعا يتعلق بصيغة آريا حيث شاهدنا صور ا مؤملة أ خذت يف السجون السورية تبني الذبح املنهجي على طريقة املساخل الصناعية والتجويع القسري الذي قتل حمتجز تقريب ا. وقد أخذت تلك الصور يف ثالثة مراكز من بني 50 مركز ا لالعتقال يف سوريا. وميكننا أن نضيف إىل ذلك الضحايا السوريني هلجمات األسلحة الكيميائية واألطفال الذين سقطوا بسبب القصف بقنابل الرباميل والناس الذين يتضورون جوع ا حىت املوت يف البلدات والقرى املحاصرة والناس الذين تقوم املجموعات اإلرهابية بإعدامهم. بعد عشرين عام ا من اليوم كيف ميكننا أن نتأمل يف إخفاق جملس األمن يف مساعدة هؤالء الناس كيف ميكننا أن نربر جملس ا منقسم ا بشأن سوريا بعد 20 عام ا من حادثة رواندا يف أحيان كثرية ال نفعل إال الزنر اليسري وننتظر طويال أو ننتظر إىل تأخذنا األحداث على حني غرة وينبغي أن ال يدهشنا ذلك. للتحرك ق دم ا علينا أن نؤدي وظيفة أفضل تتمثل يف مواجهة وهزمية الذين ميارسون الكراهية. ومن بني عناصر احلماية من الفظائع اجلماعية احليلولة دون هتيئة الظروف اليت متكن من ارتكاهبا من قبيل التمييز املتغلغل واحلرمان من الكرامة اإلنسانية وسن القوانني اليت حتظر التعصب. ال ينبغي ألي استهداف أي أشخاص يف العنف ال لسبب إال ألهنم ول دوا على هذا النحو أو بسبب معتقداهتم. يف جهودنا املشتركة اليت نبذهلا للحيلولة دون وقوع الفظائع اجلماعية علينا أن نستخدم استخدام ا إبداعي ا كل أداة متاحة لنا من قبيل رصد حقوق اإلنسان والبعثات الدبلوماسية وتقدمي املساعدة الفنية وحظر األسلحة واجلزاءات الذكية وعمليات السالم والتحقيقات القضائية وجلان احلقيقة واملحاكم وغري ذلك من التدابري املصممة لتكون فعالة يف حماسبة اجلناة الذين يقررون كل يوم املدى الذي يريدون بلوغه. كل يوم يقومون بتحليل لفعالية تكلفة ما يدور يف رؤوسهم بشأن ما إذا كانت تكاليف املضي قدما يف أفعاهلم تتجاوز املنافع اليت يروهنا يف منظورهم الذي يكون معوج ا يف معظم األحيان. علينا أيض ا أن نكون ابتكاريني يف استغالل التكنولوجيا اجلديدة من قبيل املركبات اجلوية بدون طيار اليت جيري وزعها حالي ا يف مجهورية الكونغو الدميقراطية وحىت الرسائل النصية اليت تستخدم حالي ا لإلنذار ولتتبع حتركات املجموعات اخلارجة عن القانون ومجع األدلة عن االنتهاكات اجلنائية علينا دائم ا طبعا أن نقدم املساعدة للذين بأمس احلاجة إليها. وجيب علينا أيضا أن نتذكر أن منع وقوع الفظائع اجلماعية مسؤولية مجاعية تتطلب مسامهات قوية من اجلميع. وعلينا بوجه اخلصوص أن نقوم بتدريب وجتهيز حفظة السالم الذين يتعرضون للضرر. وينبغي للمزيد من البلدان أن ت ديل بدلوها سواء من خالل املسامهة باجلنود أو املدنيني أو بأي شكل أخر من أشكال املسامهة. إين أردد النقطة اليت ذكرها زميلي الرواندي ومفادها أنه بعد عشرين عام ا من اإلبادة /37