

النسخ

1 النقاية علم الحديث معالي الشيخ الدكتور عبد الكريم بن عبد اهلل اخلضري عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء تاريخ المحاضرة: المكان:

2 النقاية -علم احلديث 2 السالم عليكم ورحمة هللا وبركاته. الحمد هلل رب العالمين وصلى هللا وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد: فيقول المؤلف- رحمه هللا تعالى- "والمردود إما لسقط" يعني من السند "فإن كان من أول السند فمعل ق أو بعد التابعي فمرس ل وبعد غيره بفوق واحد مع الوالء فمعضل واال فمنقطع" وهذا هو السقط الظاهر قال "فإن خفي فمدل س" المسلك الثاني من مسالك الضعف للخبر الطعن في ال اروي ولذا قال: "واما لطعن في ارويه" ألن مما يشترط لقبول الخبر أن يكون ال اروي عدال ضابطا وهذا الطعن إما أن يكون في عدالته أو في ضبطه ألن العدالة والضبط مما يشترط لقبول الخبر واذا اختلت العدالة أو اختل الضبط فط ع ن في ال اروي من حيث عدالته أو ضبطه فقد اختل هذا الشرط في ر د الخبر فيكون من قبيل المردود "فإن كان لكذب فموضوع" إن كان الطعن في ال اروي بأنه يكذب على النبي -عليه الصالة والسالم- ويضع الحديث بكذب عليه - عليه الصالة والسالم- فخبره يسمى الموضوع المكذوب المختلق المصنوع وهذا كما يقرر أهل العلم شر أنواع الحديث شر أنواع ما يتحدث به الكذب على هللا وعلى رسوله وهو من الموبقات ومن عظائم األمور»من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار«ومن جرب عليه الكذب في حديثه يعني في حديث النبي -عليه الصالة والسالم- ر د ت جميع أخباره فلم يقبل منها شيء وبالغ أبو محمد الجويني والد إمام الحرمين فكف ر من كذب على النبي -عليه الصالة والسالم- وال شك أن الوعيد الشديد متجه إليه في قوله»فليتبوأ مقعده من النار«إال أن جماهير أهل العلم على أنه ال يكفر وان ارتكب هذه الموبقة من الموبقات "فإن كان لكذب فموضوع أو تهمة فمتروك" إذا اتهم ال اروي بالكذب إذا ثبت عنه الكذب في حديث النبي -عليه الصالة والسالم- خبره يسمى موضوعا وأما إذا اتهم بالكذب عليه -عليه الصالة والسالم- فإن خبره يسمى المتروك اتهم وكيف يتهم ال اروي بالكذب على النبي -عليه الصالة والسالم- إذا ع ر ف بالكذب في حديثه العادي الكذب في الحديث العادي ولم يثبت عنه أنه كذب على النبي -عليه الصالة والسالم- هذا مته م أو يذكر حديثا يتفرد به ويكون مخالفا لما ع ل م من الدين بالضرورة وما ع ل م من قواعده العامة ويتفرد به فإنه حينئذ يتهم ألنه كذب لكن ال ي جز م بأنه كذب حديثه يسمى المتروك وهو من أنواع الضعف الشديدة التي ال تنجبر بالطرق "أو ف ح ش غلط" الكذب يعود إلى العدالة والتهمة بالكذب تعود إلى العدالة وفحش الغلط والغفلة يعودان إلى الضبط بأن يكثر الغلط ويفحش في كالم في مروياته هذا يرد حديثه وكذلك إذا عرف بالغفلة بحيث ال يضبط وال يتقن ما يرويه أو عرف بالفسق "أو فسق" وهو ارتكاب المحظو ارت وترك المأمو ارت من ترك المأمور أو ارتكب المحظور فهو فاسق خارج عن حظيرة التدين إلى الوصف بالفسق فمثل هذا ال

3 3 3 معالي الشيخ عبد الكريم اخلضري ي قب ل خبره بل يتبين فيه ويتثبت "فمنكر" "إذا عرف بفحش الغلط أو الغفلة أو الفسق فحديثه منكر "ومن عرف بالوهم في الحديث فخبره معل ل" إذا كان يهم في حديثه فإن خبره يسمى أو حديثه يسمى معلال فيكون مشتمال على علة مثل ما سبق أن ذكرنا أن الموضوع معروف المكذوب المختلق على النبي -عليه الصالة والسالم- والمتروك ما تركه أهل العلم التهام ارويه بالكذب أيضا من الضعف الشديد الذي ال ينجبر والمنكر يقابل المعروف فإذا رواه فاحش الغلط أو كثير الغفلة أو الفاسق موصوف بالضعف مخالفا لمن هو أوثق منه فإن خبره يسمى ا منكر ويقابله المعروف "واذا كثر الوهم في حديث ال اروي فإن حديثه يسمى معلال" هذا كالم المؤلف وهو تبع في ذلك الحافظ ابن حجر في النخبة وذكرنا في الحديث الصحيح غير المعلل وال شاذ أن المعلل ما اشتمل علة وقالوا: إن العلة سبب خفي غامض يقدح في صحة الخبر الذي ظاهره السالمة منه وهو من أدق علوم الحديث ولم يتكلم فيه إال األئمة الكبار بخالف األنواع األخرى التي تظهر وتلوح لكل باحث له عناية بالحديث أما المعل المعلل فإنه ال يتصدى له إال األفذاذ من األئمة وألف فيه كتب عظيمة من أعظمها العلل للدارقطني ومن أ ارد قيمة هذا الكتاب فلينظر في كالم الحافظ ابن كثير عنه مثل هذا الكالم ال يخاط ب به أوساط المتعلمين ألن الكتاب وع ر ليس بالسهل ال ي در ك مغزى المؤلف إال م ن رسخت قدمه في هذا الباب لكن ال يمنع أن يط لع عليه طالب العلم وينظر فيه ويفهم منه ما يفهم ويترك ما يترك ألن العناية بمثل هذه الكتب الصعبة بحيث يتفرغ لها وهو ليس متمكنا اإلنسان ولم يق أر في الكتب األخرى التي تمهد له الطريق لفهم هذه الكتب مثل هذا قد يدعوه هذا التصرف إلى ترك تعلم علم الحديث ألن فيها صعوبة ووعورة ال يدركها آحاد المتعلمين يعني مثل من سمع ابن القيم يمدح العقل والنقل لشيخ اإلسالم ويشتري فيذهب كتاب درء تعارض العقل والنقل ثم يق أر فيه في ثم يوم أو يومين يمكن يترك العلم كله ألن فيه صفحات بالعش ارت بل بالمآت ال يفهمها حتى من رسخت قدمه في العلم فيها صعوبة متناهية لكن ال يمنع أن يستفاد من أبواب من مواضع أخرى "أو مخالفة بتغيير السند فمدرج" المدر ج إما أن يكون اإلد ارج في السند أو في المتن اإلد ارج في المتن ظاهر بأن ي ازد في الخبر من كالم بعض الرواة ما ليس منه في أوله أو في أثنائه أو في آخره وهو األكثر إذا زيد في الخبر ما ليس منه ازد بعض الرواة في الخبر هذا يسمى إد ارجا واإلد ارج في المتن له أمثلة»أسبغوا الوضوء ويل لألعقاب من النارفمن استطاع منكم أن يطيل غرته وتحجيله فليفعلمن مس ذكره أو أنثييه فليتوضأ«إد ارج في أثناء الخبر»والتحنث التعبد«كل هذه ألفاظ مدرجة في األخبار الصحيحة من أقوال الرواة تعرف بجمع الطرق التي تنص على أن هذه اللفظة ليست من أصل الخبر وفي بعض الج م ل التي ت ازد في األخبار يختلف فيها أهل العلم هل هي مما أدرج أو من أصل الخبر هذا بالنسبة لمدرج المتن وأما مدرج السند فذكره بقوله أو مخالفة بتغيير السند فمدر ج يكون عنده حديث من رواية ارو ثم يجد طريق ا

4 النقاية -علم احلديث 4 آخر لهذا الحديث من رواية ارو آخر تتضمن زيادة ثم يروي الحديث بالسند األول مع هذه الزيادة هذا إد ارج في السن قد يقول قائل أن هذه الزيادة زيدت على الخبر كلها من الحديث لكن هذه الزيادة في الطريق الثاني وال توجد في الطريق األول فكأنه أدرج اإلسناد الثاني في األول ولهذا قالوا هذا مدرج السند أو من صور إد ارج السند مثل ما قلنا أن يكون عنده الخبر من أكثر من طريق وبعضها فيه زيادات فيجمع األلفاظ ويسوقها في إسناد واحد في األصل ال توجد هذه الزيادات من طريق هذا اإلسناد أو يتضمن زيادة في الرواة في الطريق الثاني فيه زيادة اروي روي من طريق ارو بين ارويين ثم الطريق األول ال يتضمن هذه الزيادة فيذكر الخبر بالطريق األول وهو ال يتضمن هذه الزيادة أو العكس أو يسوق إسنادا لحديث ثم يعرض له ما يغير لفظ الحديث إلى شيء آخر من غير قصد كما حدث لثابت بن موسى كما حدث في خبر "من كثرت صالته بالليل حسن وجهه بالنهار" يحدث به شريك يذكر إسناده ثم يذكر ثابت بن موسى ال ازهد ووجهه يشع نو ار من العبادة فقال من كثرت صالته بالليل حسن وجهه بالنهار وهو ال يريد أن يسوق حديث لذلك السند إنما ذكر هذا الخبر للمناسبة التي حصلت فيساق هذا الخبر هذا المتن على أنه متن ذلك اإلسناد وصوره وأمثلته كثيرة "أو بدمج موقوف بمرفوع فمدرج المتن أو بتقديم وتأخير فمقلوب" تقديم وتأخير تقديم جملة على جملة يسمونه مقلوبا انقلب على ارويه مثل»حتى ال تعلم يمينه ما تنفق شماله«في حديث السبعة الذين يظلهم هللا في ظله»ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى ال تعلم يمينه ما تنفق شماله«قالوا هذه الرواية مقلوبة واألصل فيها ما تنفق»حتى ال تعلم شماله ما تنفق يمينه«ألن اإلنفاق باليمين وأطبقوا على ذكر هذا الحديث في باب المقلوب ولكن إذا أمكن تخريجها وهي في الصحيح على وجه يصح ارتفعت دعوى القلب أحيانا اإلنسان يحتاج إلى الصدقة بالشمال ويدل لذلك حديث»ما يسرني أن لي مثل أحد ذهبا تأتي علي ثالثة وعندي منه دينار إال دينا ار أرصده لدين فأقول به هكذا وهكذا وهكذا«عن يمينه وعن شماله يعني يتصدق بيمينه ويتصدق بشماله وال يوجد ما يمنع من هذا ومن أمامه ومن خلفه وقد تدعو الحال أن يتصدق بشماله ويكون في هذه الحالة أفضل من أجل اإلخفاء فيأتي المحتاج ويجلس عن شمال المتصدق إذا تصدق عليه بيمينه سي اره كل من حوله لكن لو أخرج شيئا من جيبه وأعطاه إياه بشماله أخفاها وحينئذ ال تعلم يمينه ما تنفق الشمال أقول إذا أمكن تخريج الحديث الذي يثبت بسند صحيح إذا أمكن تخريجه على وجه صحيح ال يمكن أن يوصف بأنه ضعيف ألن المقلوب من قسم الضعيف من ذلكم حديث البروك الذي حكم عليه ابن القيم بأنه مقلوب قلب على ارويه»إذا صلى أحدكم فال يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه«قالوا انقلب هذا الحديث ألن البعير يضع يديه قبل الركبتين كيف ال يبرك كما يبرك البعير ومع ذلك يقول وليضع يديه قبل ركبتيه انقلب على ارويه والصواب: وليضع ركبتيه قبل يديه أقول: وجه الحديث وارتفاع القلب عنه أن البروك غير الوضع ألنه ما يقال برك البعير

5 5 5 معالي الشيخ عبد الكريم اخلضري حتى يبرك وينزل بقوة على األرض فيثير الغبار ويفرق الحصى أما إذا وضع اليدين قبل الركبتين مجرد وضع على األرض فإنه ال يقال برك وحينئذ ال قلب واألمثلة على ذلك كثيرة وكثير منها يمكن توجيهه على وجه يرتفع عنه القلب ومهما أمكن توجيه الخبر فإنه أفضل من التسرع بالحكم عليه بهذا الحكم يعني مرة جاءنا هذا الحديث وليضع ركبتيه قبل يديه وجاءنا وليضع يديه قبل ركبتيه يبقى أن الممنوع البروك و حينئذ ي نظ ر في ال ارجح من الوجهين يبقى أن الممنوع البروك الذي يشبه بروك البعير في تفريق الحصى واثارة الغبار لكن أنت افترض أن شخصا فعل كما في حديث وائل بن حجر كان النبي -عليه الصالة والسالم- إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه نزل على األرض بقوة على ركبتيه ماذا تقول! هذا طبق ما جاء عن النبي - عليه الصالة والسالم-! ما طبق. طالب:... أين طالب:... القوة هذه للبعير ما يقال برك البعير إال إذا نزل بقوة. طالب:... هو ما طالب:... أين طالب:... ال ال يبرك كما يبرك البعير كما يبرك من هذه القوة ألنه إذا نزل على ركبتيه بهذه القوة ما يصير ربض مثل ما يربض الحمار أيهم أشد المقصود أن ينزل ويضع يديه وضعا ولذلك ما تجد من المتقدمين من قال إن الحديث مقلوب ما يفهمون! قال فال يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه كما يبرك البعير من القوة والشدة متى يقال برك البعير أنت إذا جئت وأنت مريض وواقف تريد أن تجلس على كنب ونزلت بقوة ما قال برك فالن! فبرك عمر بين يدي النبي -عليه الصالة والسالم- ما معناه! نزل بقوة على األرض. "أو بإبدال وال مرج ح فمضطرب" المضطرب عندهم هو الحديث الذي يروى على أوجه يعني يروى على أوجه على أكثر من وجه مختلفة ليست متفقة وفي الوقت نفسه متساوية ال يمكن الترجيح بينها يروى على أوجه أكثر من وجه وان كان على وجه واحد فال اضط ارب وتكون

6 النقاية -علم احلديث 6 هذه األوجه مختلفة فإن كانت األوجه متفقة فال اضط ارب وتكون متساوية فإن كانت متفاوتة بعضها أرجح من بعض فال اضط ارب ال بد من هذه القيود الثالث ليوصف الخبر بأنه مضطرب ومثلوا له بحديث الخط»إذا صلى أحدكم فليجعل بين يديه شيئا فإن لم يجد فلينصب عصا فإن لم يجد فليخط خطا«هذا حديث الخط يسمونه هكذا ومثل به ابن الصالح ألنه روي على أوجه كثيرة لكن هذه األوجه أمكن الترجيح بينها فانتفى االضط ارب ولذا يقول الحافظ ابن حجر في بلوغ الم ارم: وهو حديث حسن ولم يصب من زعم أنه مضطرب بل هو حديث حسن أيضا حديث»شيبتني هود وأخواتها«مثلوا له بالمضطرب وأمكن الترجيح عند الحافظ ابن حجر فانتفى االضط ارب "أو بتغيير نقط فمصح ف أو شكل فمحر ف" تغيير نقط مصح ف»من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال«صحفه الصولي فقال شيئا من شوال تغيير نقط هذا تصحيف والش كل الضبط يسمونه التحريف مثل ما لو قلت حدثنا عبد هللا ل ه ي عة وهو ل ه ي عة غيرت الشكل غيرت الضبط هذا يسمى تحريفا ومصنفات العلماء في التصحيف والتحريف تخلط بين هذه كلها والتحريف كما يكون في األلفاظ يكون أيضا في المعاني وهو ما يسلكه المبتدعة في النصوص يحرفون المعاني يحرفون الكلم عن مواضعه يحرفون معانيه فيدخل في التحريف وتخصيص التصحيف بالنقط والتحريف بالشكل هذا اصطالح واال فأكثر أهل العلم ال يفرقون بين التصحيف الذي هو التغيير والتحريف كذلك تغيير فيجمعهما التغيير وكما يكون لأللفاظ بتغيير ضبطها أو تغيير نقطها يكون أيض ا للمعاني "وال يجوز إال لعال م إبدال اللفظ بم اردف له أو نقصه" الرواية بالمعنى ال تجوز إال لعالم بما يحيل المعاني الشخص الذي ال يدري إذا غي ر اللفظ هل استحال المعنى أو تغير أو ال يتغير هذا ال يجوز له أن يروي بالمعنى لكن من كانت لديه معرفة بمعاني األلفاظ ومدلوالتها فإن له أن يروي بالمعنى على قول الجمهور ومنع من ذلك طائفة منهم ابن سيرين قالوا ال تجوز الرواية إال باللفظ لكن إذا نظرنا إلى الحديث الواحد في الصحيحين وغيرهما وجدنا أن ألفاظه تتغير من اروي إلى آخر لكن المعنى واحد فمادام هذا موجود وبكثرة في الحديث الواحد مشب هات متشابهات مشتبهات حديث النعمان بن بشير وهو مخرجه واحد لذا قرر عامة أهل العلم على أن الرواية بالمعنى جائزة لكن بشرطها الذي ال يعرف مدلوالت األلفاظ هذا ال يجوز له أن يتصرف والذي لديه معرفة بمدلوالت األلفاظ ومعانيها هذا أجاز له أهل العلم أن يروي بالمعنى واال النسد باب الرواية لو قيل ال يجوز الرواية إال باللفظ كثير من الناس قد يحضره اللفظ في وقت ويغيب عنه في وقت آخر لكنه يعرف المعنى فيعب ر عنه وكتب السنة طافحة بمثل هذه التصرفات "وال يجوز إال لعالم إبدال اللفظ بم اردف له ناقصا يجوز له بالشرط المتقدم : أن أو نقصه" النقص من الحديث يعني يرويه تام ا ثم يرويه يكون لديه معرفة بالمعاني وما يؤثر فيها إذا نقص منها فإذا كان المحذوف المنقوص من هذا الخبر يتوقف عليه فهم المذكور ما تفهم الحديث إال إذا ذكر كامال فإنه ال يجوز لك أن تحذف

7 [ 7 7 معالي الشيخ عبد الكريم اخلضري منه شيئا أما إذا كان الحديث مشتمال واالقتصار على موضع الحاجة منه الحبلة أو ونهى عن النجش على جمل كل جملة تستقل بمعنى فإنه يجوز النقص منه "ال يبع بعضكم على بعض بعض«ونهى عن بيع حبل لو اقتصرت على جملة من هذه الجمل ألنك ما تحتاج إال هي يسوغ ما يسوغ يسوغ ألن الجمل ال يتوقف فهم بعضها على بعض كما لو قلت }إ ن ا لل ي أ م ر ك م أ ن ت ؤد وا األ م ان ات إ ل ى أ ه ل ه ا{ ]سورة النساء: 58 [ ح ك م ت م ب ي ن الن اس أ ن ت ح ك م وا ب ال ع د ل { ]سورة النساء: 58 ال ألنك تتحدث عن األمانة هل يلزم أن تقول يلزم }و إ ذ ا ولو تحدثت عن العدل وقلت }و إ ذ ا ح ك م ت م ب ي ن الن اس أ ن ت ح ك م وا ب ال ع د ل { ]سورة النساء: 58 [ هل يلزم أن تقول }إ ن ا لل ي أ م ر ك م أ ن ت ؤد وا األ م ان ات إ ل ى أ ه ل ه ا{ باب أولى ي حتاج إلى الغريب "فإن خفي المعنى احتيج إلى الغريب والمشك ل" معناها تحتاج إلى الغريب القاسم بن سالم وهو من أجلها وأعظمها ]سورة النساء: 58 [ ما يلزم وهذا في القرآن فالحديث من وان خفي معنى الجملة احتيج إلى المشك ل إن خفي المعنى معنى اللفظ الواحد عندك كلمة غريبة ال تعرف كتب الغريب أ لف فيها الشيء الكثير غريب الحديث وكتاب النهاية البن األثير كثيرة جدا في الغريب يحتاج إليها طالب العلم وبأمس الحاجة إليها إلى الغريب كما أنه إذا أشكل عليك لفظ من كالم هللا- والى التفاسير ترجع إلى كتب الغريب وترجع إلى الشروح جل وعال- والفائق للزمخشري ألبي عبيد كتب فإذا أشكل عليك لفظ ترجع ترجع إلى كتب وترجع أيضا إلى كتب اللغة غريب القرآن لكن مع ذلك ال بد أن تنتبه إلى معنى اللفظة في هذا السياق ما تقف على لفظة من غريب الحديث من الكلمات الغريبة في الحديث وتأتي إلى الكتب التي تذكر المعاني المتعددة للفظ على أول معنى وتأخذه! احتيج إلى الغريب والمشكل" ال بد أن تنظر في المعنى الموافق لسياق الخبر والمشكل يعني توجد الواحد فتهجم "فإن خفي المعنى ج م ل تخفى عليك من األحاديث النبوية يكون هناك تعارض مع خبر آخر يكون معنى الجملة فيه لبس ولو لم يحصل فيه تعارض يكون معناها ا ظاهر الحديث ومشكل اآلثار لكنه معار ض معار ض فكتب مختلف الحديث" وصنف فيه اآلثار لجهالة بذكر نعته الخفي أو ندرة روايته أو إبهام اسمه" وقد أو فإن خفي فإن كان فيها لبس من غير معار ض فكتب مشك ل وصنف فيه األئمة كالطحاوي وغيره "وان كان ث م التي أشرنا إليها سابقا لإلمام الشافعي وابن قتيبة وغيرهما " وأ أو لجهالة يعني جعل الجهالة قسيمة يوصف بها للسقط والطعن "أو لجهالة بذكر نعته الخفي أو ندرة روايته أو إبهام اسمه" الجهالة ال اروي إذا لم يوقف على حقيقته فت جه ل ذاته أو تعرف ذاته فت جه ل عينه أو ت عر ف عينه فتجهل حاله فإذا ذكر بنعت خفي وال عرف وله نعوت متعددة بعضها ظاهر يعرفه الناس به وله نعت أو كنية تخفى على الباحثين أو ال يعتني بها من كتب في الرجال سبب ذلك في جهالته وبعض الرواة عندهم كل ف وعندهم رغبة شديدة في إبهام ال اروي وهذا يدخل في تدليس الشيوخ أن

8 النقاية -علم احلديث 8 يوصف ال اروي أو ينعت أو يلقب بشيء غير ظاهر غير ما عرفه الناس به وان كان صحيحا فلو قيل مثال حدثني أبو صالح يريد بذلك اإلمام أحمد اإلمام أحمد يعرف بأبي عبد هللا له صالح وهو أكبر من عبد هللا لكن شهرته بأبي عبد هللا هذا يوع ر الوصول إلى ال اروي بهذه الطريقة حتى يجزم بعضهم أنه لم يعرفه بهذه الكنية أو بهذا النعت أو بهذا اللقب أو بهذه النسبة هذه من أسباب الجهالة جهالة الذات "أو ندرة روايته" بحيث يكون ما يرويه من األخبار إال القليل فيقل الرواة عنه "أو إبهام اسمه" عن فالن عن رجل قال بعضهم أو حدثني بعضهم هذه أيضا من طرق إبهام الذات "فإن سمي ال اروي" ذكر اسمه محمد بن عبد هللا الخزرجي عرف اسمه واسم أبيه ونسبته وكنيته أيض ا قد تعرف كل هذه األشياء لكنه مقل في الرواية لم يرو عنه إال شخص واحد هذا يسمونه مجهول العين "أو روى عنه أكثر من واحد ولم يوث ق فالحال" يعني فمجهول الحال وبعضهم يسميه المستور بعضهم يسميه المستور إذا روى تفرد بالرواية عنه واحد سمي مجهول العين فإن وثقه األئمة ارتفعت الجهالة وان روى عنه أكثر من واحد ولم يوث ق فهو مجهول الحال فإن و ث ق فهو ثقة ارتفعت عنه الجهالة ومن أهل العلم م ن يقبل هذا النوع ويرد الذي قبله يقبل هذا النوع الذي هو المستور ويرد الذي قبله مجهول العين ال شك أنه أخف ألنه إذا روى عنه اثنان صارت معرفته أقرب المعرفة به أقرب من ممن لم يرو عنه إال شخص واحد وعلى كل حال هذه الجهالة اآلن جعلها المصنف قسيمة للطعن في ال اروي وللسقط في السند يعني سبب من أسباب الضعف ومسلك من مسالك الضعف إلى الخبر لما لم يذكرها مع الطعن في ال اروي مع أن ابن حجر جعلها قسيما للجرح والتعديل ومن المهم معرفة أحوال الرواة تعديال أو تجريحا أو جهالة وهنا فصلها عن الطعن في ال اروي فليست من أسباب الضعف المباش ر بمعنى أننا إذا وجدنا في رواة الخبر من قيل فيه مجهول فإننا ال نسارع إلى تضعيف الخبر بل نتوقف فيه حتى نعرف حال هذا ال اروي المجهول ولذا يكثر السؤال هل الجهالة طعن في ال اروي أو عدم علم بحاله هل هي طعن مباشر في ال اروي بمعنى أنه إذا وجد في السند ارو مجهول يقال ضعيف للجهالة في فالن أو يقال نتوقف فيه حتى نعرف حال هذا ال اروي المجهول يقول وكثي ار ما أبو حاتم ال ارزي فالن مجهول أي ال أعرفه وهذا يؤيد أن الجهالة عدم علم بحال ال اروي لكن ابن حجر في م ارتب الجرح والتعديل في مقدمة التقريب جعل الجهالة وتضعيفا طعنا للر اوي مباش ر ما نتوقف حتى نعرف ما قيل فيه ونضعف الخبر بسببه لكن إذا نظرنا إلى تصرف األئمة المتقدمين فإنهم يجعلون الجهالة بإ ازء عدم معرفة حاله كما قال أبو حاتم في مواضع كثيرة من الجرح والتعديل والذي ال يعرف اصطالحات األئمة يقع في أوهام ويضع ف بغير برهان كما ضعف بعضهم حديث ا في الصحيح ألن أبا حاتم قال في بعض رواته مجهوال وال يعرف اصطالح أبي حاتم في الجهالة وأنها عدم معرفة علم بحاله وقد عرفه غيره إذ ا ال جهالة أبو حاتم قال في بعض الصحابة مجهول وقال في واحد منهم من المهاجرين

9 9 9 معالي الشيخ عبد الكريم اخلضري األولين مجهول ويعني بذلك قلة الرواية فال بد من معرفة اصطالحات أهل العلم وتنزيل القواعد النظرية على مواقع االستعمال العملية عند أهل العلم أو لبدعة "أو لبدعة فإن لم يكف ر قبل ما لم يكن داعية" أو لبدعة أو لالتصاف بالبدعة وهذا من أوجه الطعن في ال اروي ال ارجع إلى عدالته ألن البدعة منها البدع المغلظة المخر جة عن الملة ومنها البدع التي دونها فتكون مفس قة وال تخرج عن الملة هذه البدعة من ابتدع في الدين ما ليس منه وشرع واخترع في شرع هللا ما لم يسبق له شرعية من الكتاب والسنة هذا يقال له مبتدع تعب د بذلك يقال له مبتدع قد توصله هذه البدعة إلى المروق من الدين من دين اإلسالم وقد تكون أقل من ذلك فالبدع منها الكبرى والصغرى كما بين ذلك الحافظ الذهبي في مقدمة المي ازن هذا المبتدع الذي اتصف بهذه البدعة "فإن لم يكف ر قبل" مفهومه أنه إذا كفر ببدعته أنه ال ي قب ل إذا كانت بدعته مغلظة تخرجه من اإلسالم فإن روايته ترد مطلقا مع أن ابن حجر له كالم في مثل هذا أن الرواية مدارها على الصدق واذا عرف من هذا ال اروي الصدق فإنه تقبل روايته وبدعته وان كانت مغلظة إال أنه للتأويل الذي ارتكبه يعني من غير معاندة إنما هي بنوع شبهة فصرح جمع من أهل العلم بقبول روايته ولو كان ولو كانت بدعته مغلظة ما لم يكن ممن يستحل الكذب ولذا يقول اإلمام الشافعي أقبل شهادة أهل األهواء إال الخطابية من ال ارفضة فإنهم يشهدون بالزور لموافقيهم "أو لبدعة فإن لم يكف ر ق ب ل ما لم يكن داعيا" ابن حبان نقل اال تفاق على أن الداعية ال تقبل روايته مع أن البخاري خر ج لعم ارن بن حطان وهو من الخوارج من الدعاة إلى مذهب الخوارج داعية خرج له في صحيحه وأجاب عنه أهل العلم بأجوبة منها: أنه روى عنه ما تحمله قبل أو حدث به قبل تلبسه بالبدعة أو بعد أن تاب منها إلى غير ذلك من األجوبة التي ذكرها أهل العلم وابن حجر يقول وما المانع من قبول روايته وقد ع ر ف بصدق اللهجة ومعلوم أن الخوارج عرفوا بذلك ألنهم يرون الكذب من الكبائر والكبيرة مخرجة من الدين فهم يتحاشونها وهم أصدق طوائف البدع أصدق من غيرهم يقول: وقد عرف بصدق اللهجة وتعقبه العيني بقوله وأي صدق في لهجة مادح قاتل علي عم ارن بن حطان مدح ابن ملجم. فياااااا لهاااااا ضاااااربة مااااان تقاااااي ماااااا أ ارد بهاااااا إال... إلى آخر الكالم هذا صادق اللهجة أو كاذب اللهجة إذا كان منشأ ذلك عن ديانة ويتعبد هللا بذلك وينصر ما ي اره الحق هو على باطل بال شك مقطوع ببطالن مذهبه ومقطوع بعظم مدحه للمجرم ابن ملجم لكن هذا مبلغه من العلم وينصر ما ي اره الحق هل نقول أنه صادق اللهجة أو كاذب ينصر ما ي اره الحق هو صادق في نصرته للحق على حد اعتقاده ولذلكم لما رد شيخ اإلسالم على ال ارزي بنقض التأسيس شدد في الرد ونقض دعائم كل أقواله وقوض مذهبه وعقيدته ونسفه نسفا.

10 النقاية -علم احلديث 10 وكاااااااااااااذلك التأسااااااااااااايس أصااااااااااااابح نقضاااااااااااااه وماااااااااااااااان العجيااااااااااااااااب أنااااااااااااااااه بسااااااااااااااااالحهم أعجوباااااااااااااااااااااااااااااة للعاااااااااااااااااااااااااااااالم الربااااااااااااااااااااااااااااااني أرداهااااااااااااام نحاااااااااااااو الحضااااااااااااايض الاااااااااااااداني لكن لما سئل عن ال ارزي ماذا يقول قال وأما أبو عبد هللا بن الخطيب ال ارزي فيقع كثير من الناس في قصده يعني إذا ق أرت في تفسيره وهو منظ ر للبدعة ويورد الشبه بقو ة ويسخر من أئمة اإلسالم وأئمة السنة الكالم وعلى مثل هذا المتكلم كتاب التوحيد بأنه كتاب الشرك ماذا يقول القارئ لمثل هذا الكالم ال شك أنه يتقطع غيظ على مثل هذا وتكلم على إمام األئمة ابن خزيمة بكالم قبيح جدا ووصف كتابه ومع ذلك يقول يقع كثير من الناس في قصده ينصر ما ي اره الحق يعني بغض النظر عن كون ما ي اره صوابا أو خطأ والذي أ اره أنه لكنه أرى أن هذا هو الحق فهو ينصره لكن هل هذا يعفيه كونه يرى أن هذا الباطل حق وينصره على أنه ينصر الحق هل هذا يعفيه من التبعة وهل مثل هذا يدخله االجتهاد العقائد واألصول يدخلها االجتهاد بحيث إذا أخطأ يكون له أجر واحد أهل العلم ال يدخلون المسائل العقدية السميا التي يتفق عليها سلف هذه األمة وأئمتها في باب االجتهاد القعدية من الخوارج نعود إلى عم ارن بن حطان وهو من رؤوس ومن الدعاة إلى مذهبهم خرج له البخاري وهنا ما لم يكن داعية وذاك داعية وقلنا أن أهل العلم أجابوا عن تخريج اإلمام البخاري بأنه خرج له ما رواه قبل ابتداعه أو بعده ما ووفق عليه إلى غير ذلك من األجوبة إذا لم يرو حديثا يؤيد بدعته فإنه يقبل أو أو لم يرو موافقة يعني رواية موافقة لمذهبه تؤيد بدعته وأما إذا روى ما يؤيد بدعته فإنه يرد فحش الغلط والغفلة وسوء الحفظ كلها من أسباب الطعن في ضبط ال اروي مالزما فمختلط" ضبطه لل اروي من أول أمره إلى آخره هذا ال إشكال في رده فإن ط أر فمختلط كان حافظا ط أر عليه ذلك يسمى مختلط يقظا ضابطا لكن إن كان طارئا قال "أو لسوء حفظ" سوء الحفظ إن كان "فإن ط أر ثم ط أر عليه أن ضعف حفظه أو تغير وأ ل ف في االختالط والمختلطين مصنفات هذا المختلط الذي تغير بأخرة إن عرف وض ب ط وقت التغير فما حد ث به قبل التغير يقبل وما حدث به بعد التغير يرد عنه بعد االختالط يناسبه وما اشتبه فيه يتوقف فيه والذين رووا عنه قبل وبعد قد يختلط اإلنسان ثم يورد أخبار مضبوطة متق نة ويعرف الرواة الذين رووا عنه قبل االختالط والذين رووا فيعامل كل واحد في روايته عن هذا ال اروي بما سمعنا بعض كبار السن الذين وصلوا إلى حد الخرف تجده األخبار التي حصلت له في أول عمره ورددها كثي ار ال يخطئ فيها واألخبار التي تأخرت في أثناء عمره أو في آخره يخطئ فيها المقصود أن هذا المختلط يعني من باب االحتياط للرواية أنه بعد اختالطه ال يتحمل منه شيء وال يقبل منه شيء بخالف ما كان قبل.

11 معالي الشيخ عبد الكريم اخلضري قال- رحمه هللا- "واإلسناد إن انتهى إليه -صلى هللا عليه وسلم- فمرفوع" مسند فالمرفوع ما أضيف إلى النبي -عليه الصالة والسالم- من قول أو فعل أو تقرير أو وصف والمسند يطلق بإ ازء المرفوع كما أشار المؤلف "فمرفوع مسند" وقد يطلق المسند وي ارد به ما ذكر إسناده بإ ازء ما ذكر إسناده متصال ويقابلون به اإلرسال وقد يطلق المسند وي ارد به الكتاب التي تذكر فيه األخبار باألسانيد وقد يطلق المسند وي ارد به الكتاب الذي ترتب أحاديثه على مسانيد الصحابة "فمرفوع مسند أو إلى صحابي" انتهى إلى الصحابي فما يضاف "إلى الصحابي يسمى الموقوف" "والصحابي من اجتمع به -صلى هللا عليه وسلم- مؤمنا به" من اجتمع بالنبي - عليه الصالة والسالم- مؤمنا به ومات على ذلك فقوله من اجتمع به وبعضهم يقول من أرى النبي -عليه الصالة والسالم- واالجتماع به أولى ليدخل األعمى "مؤمنا به ومات على ذلك" ليخرج من ارتد عن اإلسالم ويدخل من رآه واجتمع به مؤمنا به ولو ارتد بعد ذلك ثم رجع إلى اإلسالم فمات مؤمنا به -عليه الصالة والسالم- أما من اجتمع به -عليه الصالة والسالم- قبل أن يسلم ثم أسلم بعد ذلك ألن "مؤمنا به" حال كونه مؤمنا به فمن آمن به بعد موته -عليه الصالة والسالم- ولو اجتمع به فإن هذا ال يسمى صحابيا ويذكر أهل العلم أن حديث تابعي متصل مخرج من مسند اإلمام أحمد التنوخي رسول هرقل اجتمع بالنبي -عليه الصالة والسالم- وسمع منه حال كفره ثم آمن بعد ذلك وأدى هذا الخبر هو من حيث الحد ليس بصحابي بل هو تابعي اجتمع بالنبي -عليه الصالة والسالم- لكنه ليس بمؤمن به فهو تابعي وسمع منه -عليه الصالة والسالم- دون واسطة فخبره متصل أو إلى صحابي وهو من اجتمع به -صلى هللا عليه وسلم- مؤمنا به وال بد من إضافة قيد ومات على ذلك "فموقوف" يسمى الموقوف "أو إلى تابعي فمقطوع" ما يضاف إلى النبي -عليه الصالة والسالم- هو المرفوع وما يضاف إلى الصحابة هو الموقوف وما يضاف إلى من دونهم هو المقطوع وهو غير المنقطع الذي تقدمت اإلشارة إليه وربما أطلق المنقطع وأريد به المقطوع والعكس والمقطوع كالمرفوع والموقوف فيه الصحيح وفيه الضعيف وفيه الحسن وفيه المتصل والمنقطع فالمرفوع إلى النبي -عليه الصالة والسالم- فيه ما اتصل إسناده وفيه ما انقطع إسناده وفيه ما صح عنه -عليه الصالة والسالم- وفيه ما ضعف ولم يصح ولم يثبت وكذلك الموقوف والمقطوع وأهل العلم يقولون متصل مرفوع كما يقولون متصل موقوف لكنهم ال يرون أن يقال متصل مقطوع وان كان هو في حقيقة األمر الكالم صحيح يعني إذا رويت عن سعيد بن المسيب أو عن الحسن البصري أو غيرهما من التابعين بسند متصل ليس فيه انقطاع تقول متصل مقطوع أو ال تقول لكن أهل العلم ال يقولون مثل هذا حقيقة الحال يمكن أن يوصف بأنه متصل لكن لم يرو أن يدخل المقطوع في بحث المتصل للتنافر اللفظي بين االتصال والقطع اآلن هو مقطوع من جهة ومتصل من جهة فالجهة منفكة بين اللفظين فال إشكال لكن نظ ار للتنافر اللفظي بين لفظي االتصال والقطع

12 النقاية -علم احلديث 12 ما أروا أن يطلق الموصول على المقطوع فالوصل من جهة والوصف بالقطع من جهة أخرى قوله- جل وعال- المستقيم ويهديه إلى }ف أ ن ه ي ض ل ه و ي ه د يه { طالب:... }إ ل ى ع ذ اب السع ير { و ي ه د يه { ماذا ]سورة الحاج: 4 [ ]سورة الحاج: 4 [ اآلن الجهة واحدة أو منفكة بين اإلطالقين منفكة لم يرد اللفظان المتناف ارن على محل واحد في ]سورة الحاج: 4 [ الجهة منفكة يضله عن الص ارط الجهة منفكة فصح إطالق اللفظين المتنافرين }ف أ ن ه ي ض ل ه فإذا انفكت الجهة صح اإلطالق ولو تنافر اللفظ من مثل هذه األمور فال يروا أن يطلق الموصول على المقطوع دخل شخص فقال دخل الطويل القصير تناظر الناس كيف يكون وأهل العلم يتحسسون لكن إذا كانت الجهة منفكة طويل قصير! لكن إذا أريت طوال في عمره مثال وقص ار في قامته ما صار فيه إشكال النفكاك الجهة حال هذه من المسائل التي يذكرها أهل العلم وهي في الحقيقة ال تثير إشكاال "فإن قل عدده رجال اإلسناد فعال" والعالي ما قل عدد الرواة فيه العلم ألن كثرة أهل الخلل إلى الخبر بسببه عدد الرواة بين المصنف وبين النبي كثر العدد فاإلسناد نازل حديث ا فإن قل عدده فعال والنازل ما كثر عدد رواته الوسائط تكثر معها احتماالت الخلل تنافر لفظي على كل إذا عرف القصد عندنا شيء يقال له العالي والنازل والعالي والعلو أفضل من النزول عند يعني ما من ارو إال ويتصور أن يدخل فإذا قل عددهم انحصر الخلل أو أسباب الخلل في هؤالء القلة -عليه الصالة والسالم- وأعلى ما في الكتب الستة الثالثيات إذا قل العدد فاإلسناد عالي فإذا كثر واذا وفي البخاري منها اثنان وعشرون سبعة عشر منها عن المكي بن إب ارهيم عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن األكوع وخمسة بأسانيد أخرى هذا أعلى ما في كتب السنة الستة من العوالي ثالثمائة حديث ثالثيات والسبب في ذلك تقدم الزمن وفي المسند أكثر من وأنزل ما في الكتب الستة حديث سورة اإلخالص الذي خرجه النسائي وفي إسناده ستة من التابعين يروي بعضهم عن بعض بواسطة أحد عشر ارويا البخاري وبين النبي حديث زينب المشهور ماجه كذلك وأنزل ما في البخاري حديث تساعي -عليه الصالة والسالم- تسعة من الرواة وأما مسلم فليس فيه وال حديث ثالثي وأبو داود النسائي ليس فيه قطعا يعني فيه الثالثي الحوض هل هو ثالثي أو رباعي قد يقول قائل كيف يختلف فيه ثالثي والمسألة عدد واحد اثنان رباعي وبين من أصل القصة ثالثية أربعة ثالثة وفيه تساعي بين»ويل للعرب من شر قد اقترب«الترمذي فيه حديثان أو ثالثة وابن وأبو داود يختلفون في حديث أبي برزة في أو رباعي والسند أمامنا أو ثالثة كيف يختلف في الحديث هل هو ثالثي أو والخبر الذي هو الحديث عن الحوض دخل فيه رجل بين أبي برزة روى عنه حيث قال ال اروي عنه: حدثني رجل كان في السماط يعني داخل معهم في

13 معالي الشيخ عبد الكريم اخلضري خلوتهم أن أبا برزة حدث ابن عامر بقوله إلى آخر حديث الحوض فوجود ال اروي بين أبي برزة وبين التابعي فصار الخبر المرفوع رباعيا يعني وان ازد فعال" عدد الرواة فنازل مرض موته بيت خال وسند عالي بدل والقصة ثالثية هذه الواسطة بين "فإن قل عدده والعلو في الحديث مرغوب عند أهل العلم وأمنية أحدهم في "فإن وصل إلى شيخ مصنف ال من طريقه فموافقة" حديث األعمال بالنيات عن الحميدي من غير طريق البخاري هذه موافقة وافق فيها البخاري يروي " وأ شيخ شيخه فصاعدا فبدل" يرويه عن طريق ارو عن سفيان شيخ الحميدي ابن عيينة هذا يقولون "فإن ساوى أحد المصنفين فمساواة" عنده تساعيات الحافظ الع ارقي وهو في القرن التاسع وأوائل العاشر والبخاري وهو في منتصف القرن الثالث عنده حديث تساعي عدد الرواة والوسائط بين العالم المصنف وبين النبي بالنسبة للحافظ الع ارقي عالية متمحضا أو نازلة عالية جد ا في عدد الرواة فقط بل في الزمن وبالنسبة للبخاري نازلة جد ا هذه مساواة في هذه مساواة لكنها ألنه ليس النظر ألنك لو نظرت فيمن يساوي البخاري من الرواة في سند الحافظ الع ارقي الذي يروي به الحديث من طريق تسعة وجد الع ارقي يرويه يمكن من حديث ثالثة فهو عالي بالنسبة له ساوى تلميذ البخاري في عدد الرواة الصالة والسالم- تسعة "فإن ساوى أحد المصنفين فمساواة وساوى تلميذه فمصافحة" البخاري روى هذا الحديث التساعي وبينه وبين النبي الحافظ الع ارقي عنده هذا الحديث عشاري البخاري في هذه الحالة وانما يساوي تلميذ البخاري فقالوا هذه مصافحة "أو روى عن قرينه فأق ارن" ابن الزبير رواية أق ارن ويقابله النزول بأن يكثر عدد الرواة فيقابل العوالي الحافظ الع ارقي ال يساوي قالوا والعادة أن التلميذ إذا أرى شيخه صافحه ابن عمر روى عن ابن عباس هذه رواية األق ارن وقل مثل هذا فيمن دونهم من التابعين يروي الزميل عن زميله يسمونه رواية األق ارن عن ابن عباس أصاغر" وروى ابن عباس عن ابن عمر إذا روى عن زميله عن قرينه رواية األق ارن "أو كل عن اآلخر فمدب ج" يسمونه مدب جا واألمثلة مثل ما ذكرنا عائشة روت عن ومن بعدهم هذه رواية األق ارن يعني روى ابن عمر "أو عمن دونه فأكابر عن روى القرين الثاني عنه مدب ج عمن دونه يعني عمن أصغر منه عن تلميذ من تالميذه فرواية األكابر عن األصاغر رواية النبي -عليه الصالة والسالم- -عليه -عليه آباء عن أبناء" الصالة والسالم- عن تميم الداري حديث الجساسة في صحيح مسلم منه رواية اآلباء عن األبناء وهذا قليل مثل رواية العباس عن ابنه الفضل األب عن ابنه رواية أكابر عن أصاغر عن األبناء مشهورة يروي عن أبيه هذه جادة مطروقة كثيرة عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده هذا كثير رواية اآلباء عن األبناء إذا روى ومن ذلكم "ومنهم يروي لكن العكس كثير رواية اآلباء فيروي عن أبيه عن جده هذا فيه سالسل عن أبيه عن جده بهز بن حكيم عن أبيه عن جده كثير بن عبد هللا يعني آباء عن أبناء وان تقدم" إلى آخره. نادر ا ليس لكن العكس رواية األب عن االبن هذا قليل "ومنه

14 النقاية -علم احلديث 14 نقف على هذا. وهللا أعلم وصلى هللا على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.