Hydrogeochemical Characterization and Environmental Impact of Fluoride Contamination in Groundwater from Al-Dhala Basin, Yemen

النسخ

1 HNSJ Humanitarian & Natural Sciences Journal ISSN: (e) مجلة علمية محكمة عنوان البحث تأثير عوامل الصراع حول الموارد الطبيعية في منطقة أبيي على األمن السوداني خالل الفترة محمود عبد الكريم إبراهيم اسحق 1 باحث تاريخ القبول: 2121/11/12 م تاريخ النشر: 2121/12/11 م المستخلص هدفت هذه الد ارسة الي محاولة معرفة مدي تأثير عوامل الص ارع حول الموارد الطبيعية على األمن السوداني في منطقة أبيي و محاولة تحديد انسب الحلول للتقليل تأثير الص ارع على الموارد الطبيعية على األمن السوداني واستخدمت الد ارسة عدة مناهج مثل المنهج التاريخي والمنهج إلقليمي والمنهج الوصفي وا ستخدمت عدت طرق لجمع المعلومات أهمها المالحظة والمقابلة افترضت الد ارسة أن منطقة ابيي تتمتع بموارد طبيعية غنية و متنوعة جعلت المنطقة عرضه للص ارعات والن ازعات توصلت الد ارسة الي أن اآلثار السياسية تمثلت في الن ازع حول الحدود و عدم مقدرة حكومة السودان على السيطرة على زمام ومقاليد األمور بالمنطقة وتركها للمعالجات األمنية وجود أياد خفية أجنبية دولية لها مصالح تتعارض تماما مع مصالح حكومة السودان وان اآلثار العسكرية واألمنية تمثلت في عدم حسم قضية أبيي حتى اآلن سيؤدي إلى انتشار المعسك ارت في المنطقة و إهت ازز التعايش السلمي وضرب النسيج االجتماعي في المنطقة وان اآلثار االقتصادية تمثلت في تدهور الناحية االقتصادية سيؤدي إلى ظهور العديد من المشاكل الحياتية الخاصة باإلنسان وان اآلثار االجتماعية تمثلت في تنامي روح القبلية والعنصرية والجهوية وسط مجتمع أبيي و اهت ازز قيم المجتمع وبروز آثار الحروب عليه من تشريد وعطالة وفقر وجهل ومرض أوصت الد ارسة بضرورة ضرورة وضع حلول ناجعة لترسيم الحدود بين دولتي جنوب السودان وشماله وفق حدود 1592 التي ورثتها دولة السودان إبان االستقالل و ضرورة رفع مقدرة حكومة السودان على السيطرة على زمام ومقاليد األمور بالمنطقة وتقليل اللجوء الي للمعالجات األمنية و تجنب حدوث ن ازع مسلح ومواجهة عسكرية بالمنطقة ألنها سوف تخلق بيئة صالحة وجاذبة لظهور منظمات إرهابية ومجموعات متطرفة و ضرورة وقف تدهور الناحية االقتصادية لتجنب ظهور العديد من المشاكل الحياتية الخاصة باإلنسان و ضرورة معالجة إف ار ازت بروتوكول أبيي وملحقه التي أدت إلى تهديد وضرب النسيج االجتماعي وتماسكه وتنامي روح القبلية والعنصرية والجهوية وسط مجتمع أبيي. الكلمات المفتاحية: الصراع الموارد الطبيعية التنمية المجتمعية منطقة أبيي

2 RESEARCH ARTICLE THE IMPACT OF CONFLICT FACTORS OVER NATURAL RESOURCES IN THE ABYEI AREA ON SUDANESE SECURITY DURING THE YEARS 2004 AND 2016 Mahmoud Abdel Karim Ibrahim Ishaq. Researcher 1 1 Researcher Accepted at 12/01/2021 Published at 01/02/2021 Abstract This study aimed to try to know the extent of the impact of conflict factors around natural resources on Sudanese security in the Abyei region, and to try to determine the most appropriate solutions to reduce the impact of the conflict on natural resources on Sudanese security. The study used several approaches such as the historical approach, the regional approach, and the descriptive approach. Several methods of collecting information, the most important of which are observation and interview, the study assumed that the Abyei region has rich and varied natural resources that made the region vulnerable to conflicts and conflicts, the study concluded that the political effects were represented in the conflict over borders and the inability of the Sudanese government to control the reins and reins of affairs in the region and leave it to remedies The security forces, the presence of international, hidden, foreign hands with interests that are completely inconsistent with the interests of the Government of Sudan, and that the military and security effects have been that the Abyei issue has not yet been resolved, which will lead to the spread of camps in the region and the shaking of peaceful coexistence and striking the social fabric in the region, and that the economic effects have been a deterioration The economic aspect will lead to the emergence of many of the human life problems, and the social impacts were represented in the following My mother is the spirit of tribalism, racism and regionalism in the midst of Abyei society, the shaking of the community s values and the emergence of the effects of wars on it, such as displacement, unemployment, poverty, ignorance and disease. The ability of the government of Sudan to control the reins and reins of affairs in the region and to reduce the resort to security treatments, and to avoid the occurrence of armed conflict and military confrontation in the region because it will create a favorable and attractive environment for the emergence of terrorist organizations and extremist groups, and the need to stop the deterioration of the economic aspect to avoid the emergence of many problems of human life And the need to address the repercussions of the Abyei Protocol and its appendix that led to a threat and hit the social fabric and its cohesion and the growing spirit of tribalism, racism and regionalism among the Abyei community. Key Words: conflict, natural resources, community development, Abyei Area صفحة 54

3 في منظفة ابيي يمتلك السودان قدرة إنتاجية عالية من موارده الطبيعية المتنوعة و الهائلة هذه الثروات المهولة مع مقدمه : البعد عن هيمنة المركز جعل دوائر خارجية ذات مصالح دولية ودول جوار تعاني من مشاكل معقدة ومزمنة تدفع بكثير من الدول الطامعة في تأجيج الص ارع والن ازع وتغذيته في منظفة ابيي باإلضافة الي العوامل الداخلية السالبة التي تجعل من الوضع األمني في غاية الهشاشة والضعف مثل التنوع العرقي وثقافي والثني الكبير الذي يجعل المنطقة تعاني من الص ارعات في مكونات البناء و الص ارع المجتمعي المتمثلة في الص ارع حول استخدام األرض الز ارعية والرعوية وملكية األرض الناتج عن العوامل السياسية و و عامل الهوية الناتج عن الص ارع الناتج عن والص ارع عامل الحدود بمنطقة أبيي عامل النفط الناتج عن الص ارع. كل هذه العوامل أفرزت وضعا امنيا في غاية الخطورة والهشاشة وجعلت كثير من المناطق السودانية البعيدة عن العاصمة ( المركز ) والتي وتعاني من ذات الظروف واألسباب عرضه لعوامل الن ازعات والخالفات والتردي األمني وبالتالي ينزع سكانها الي القتال واالحت ارب تبحث هذه الد ارسة عن تأثير الص ارع على الموارد الطبيعية على األمن السوداني في منطقة أبيي. مشكلة الد ارسة : يمكن صياغة مشكلة البحث في السؤال الرئيس التالي : ما هو تأثير الص ارع على الموارد الطبيعية على األمن السوداني في منطقة أبيي أهداف لد ارسة : هدفت الد ارسة الي : 1 محاولة معرفة مدي تأثير الص ارع حول الموارد الطبيعية علي األمن السوداني في منطقة أبيي 4 محاولة تحديد انسب الحلول للتقليل تأثير الص ارع على الموارد الطبيعية علي األمن السوداني. فرض الد ارسة : افترضت الد ارسة : أن منطقة ابيي تتمتع بموارد طبيعية غنية و متنوعة جعلت المنطقة عرضه للص ارعات والن ازعات مما اثر علي األمن السوداني الحدود المكانية : محلية أبيي التي تشمل الوحدات اإلدارية الخمس حسب تقسيم والية غرب كردفان الحدود الزمانية : تنحصر بين األعوام و والضرورة البحثية فقط هي ما دفعتنا لتناول تواريخ سابقة محاولة إلثبات بعضا من الفروض. منهج الد ارسة : استخدمت الد ارسة عدة مناهج مثل المنهج التاريخي والمنهج اإلقليمي والمنهج الوصفي طرق جمع المعلومات : اعتمدت علي عدت طرق لجمع المعلومات أهمها المالحظة والمقابلة وقد احتوت المقابلة علي محورين علي حسب فروض الد ارسة واألهداف المحور أول عن موارد منطقة أبيي والتنوع العرقي والثقافي واالثني بقبائلها المختلفة المحور الثاني عن بعض تأثير الص ارع على الموارد الطبيعية في التنمية المجتمعية في منطقة أبيي تم اختيار مجتمع الد ارسة إلج ارء المقابالت مع مجموعة بؤرية من بعض األشخاص المعنيين باألمر في مجتمع الد ارسة والمجموعة البؤرية يقصد بها التفكير بعقل جمعي مع بعض األشخاص المهتمين الذين كانوا شاهدين علي العصر واإلحداث من خالل المناقشة والتعليق في حلقات نقاشية مخططة ومنظمة عن موضوع الد ارسة ذو الطبيعية النوعية ويتم خاللها إج ارء مجموعة من التفاعالت البينية المستقلة بين جميع األعضاء الذين تم اختيارهم كعينة د ارسة (1). تم التقاء مجموعة المهتمين في أماكن تواجدهم ومن م ازيا مقابلة إف ارد المجموعة البؤرية أنها: 1 توفر تفاصيل أدق من قبل خب ارء ومهتمين ونشطاء. 4 تساعد علي الفهم العميق للموضوع أو المشكلة. 3 تتسم بمرونتها التي تسمح ببحث مواضيع غير متوقعة أو لتوضيح األسباب في موضوعات فرعية. (1) حسن احمد حسن الشيخ مرونة النظم المحلية للتكيف مع الجفاف. ورقة علمية منشورة. مجلة جامعة بخت الرضا. العدد 01 صفحة 54

4 2 أسلوبها سهل الفهم وتتمتع نتائجها بالمصداقية. 9 تعد أسلوبا مهما لفهم أ ارء الجماعات المستفيدة من الب ارمج التي تواجه المشكلة كما تسهم في الحل المشكلة بالمشاركة المجتمعية. تفيد في تقويم السياسيات الشعبية وتعد طريقة فعالة في التزويد بتغذية ارجعة مباشرة ومن ثم تنقل االنطباعات الشعبية علي نحو فعال تم إج ارء عدد حوالي سبعة جلسات مناقشة. وقد تمت مقابلة بعض المسئولين في إدارية ابيي وهم رئيس اللجنة اإلش ارفية المشتركة سابقا )الخير الفهيم المكي م يناير ) و مدير مكتب نائب رئيس إدارة منطقة أبيي سابقا )طالل عبد الله إب ارهيم 41 يناير 4040 م( و مدير تنفيذي لمكتب إش ارفية أبيي )سلومة موسى يحيى 43 يناير 4040 م( و قيادي شبابي بمنطقة أبيي )جون زكريا اتيم فيين 4040/4/3 م( و رئيس المجلس األعلى 30 يناير للتنسيق شئون دينكا أبيي )كون بقت تنلوط 4040 م( و نائب رئيس إدارة منطقة أبيي سابقا )رحمة الله عبد الرحمن النور 4 4 فب ارير 4040 م( و السكرتير التنفيذي للجنة اإلش ارف المشتركة لمنطقة أبيي )أمبدي يحيي كباشي حمدوك فب ارير 4040 م( و 9 موظف باإلذاعة القومية )الصادق إب ارهيم حسن 2 فب ارير 4040 م( و ناشط سياسي )طبيق عمر شقيفة 4040 م( وهم فب ارير معنيين وملمين بأحوال منطقة الد ارسة وقد استفادت الد ارسة من أ ارئهم حول بعض المحاور المرتبطة بالفروض واألهداف. تأثير عوامل الص ارع حول الموارد الطبيعية في منطقة أبيي على األمن السوداني : ليس هناك تعريف عام متفق عليه بين الباحثين والكتاب لمفهوم األمن بعضهم يؤكد أن األمن ليس مجرد حماية الدولة ألجوائها وشواطئها من أي عدوان خارجي مسلح ألنه مفهوم يتعلق بمسؤولية الدولة في مجاالت أخرى كاالقتصاد والسياسة واالجتماع وبالتالي فإن أي تهديد أو فقدان الدولة ألي من مصالحها االقتصادية أو السياسية أو االجتماعية أو العسكرية فيه تهديد مباشر أو ( غير مباشر ألمنها ولوجودها لكن بعضهم يعرف األمن حماية كيان األمة وشخصيتها الوطنية من تهديدات القوى األجنبية وشعور األمة باألمان في ظل الدولة بفعل غياب المهددات الخارجية أو قدرة الدولة على ردع تلك المهددات حال وجودها مؤكدا في ذات السياق على إن مفهوم األمن مرتبط بفلسفة النظام السياسي في لحظة معينة من واقع أن التهديد ال يتجه للفرد وإنما للجماعة ) )1(. ولعل أدق مفهوم لألمن ورد في القرآن الكريم في قوله تعالى چ ٺ ٺ ٺ ٺ ٿ ٿ ٿ ٿ چ )2( وهنا األمن ضد الخوف والخوف بالمفهوم الحديث يعني التهديد الشامل سواء منه االجتماعي أو االقتصادي أو السياسي الداخلي منه والخارجي واإلنسان في نظر اإلسالم هو جوهر العملية األمنية ألنه مناط به التكليف في هذه الحياة واألمن في مفهوم اإلسالم يعني السالمة الحسية والمعنوية والطمأنينة الداخلية والخارجية وكفالة الحياة السعيدة للفرد والمجتمع والدولة ومشروعية األمن وأهميته في اإلسالم جاءت في نصوص القرآن الكريم بقول الله تعالى چ ڳ ڳ ڳ ڳ ڱ ڱ ڱ ڱ ں ں ڻ ڻ ڻ ڻ ە ە ہ ہ ہ ہ ھھ ھ ھ ے ے ے ے ڭ ڭ ڭڭ ۇ ۇ ۆ ۆ ۈ ۈ ۇٴ ۋ چ وقوله تعالى چ چ چ ڇ ڇ ڇ ڇ ڍ ڍ ڌ ڌڎ ڎ ڈ ڈ ژ ژ ڑ چ )3( 4( ) وفي السنة النبوية دعا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى كل عمل يعبث األمن والطمأنينة في نفوس المسلمين ونهى عن كل فعل يبعث الخوف والرعب في جماعة المسلمين قال عليه الصالة والسالم )ال يحل لمسلم أن يروع مسلما ( )9( وقال عليه الصالة والسالم )ال يشير أحدكم )1( الخير عمر احمد سليمان العالقات السودانية المصرية منظومة األمن القومي والمصالح اإلستراتيجية مجلة اإلستراتيجية واألمن الوطني الخرطوم ديسمبر 6004 م ص 184 )6( سورة قريش أأليه )5( )3( سورة آل عمران اآلية 64( )64 5( ) سورة العنكبوت اآلية )44( ( )4 سنن ابي داؤود 4/645 العدد) 1 ( صفحة 54

5 . على أخيه بالسالح فإنه ال يدري أحدكم لعل الشيطان ينزغ في يده فيقع في حفرة من النار( (1) هنالك عدة نظريات حديثة تناولت ظاهرة أسباب الن ازعات وتفسي ارتها وآثارها على األمن منها النظرية الوظيفية والنظرية الماركسية ونظرية الن ازع ونظرية الحرمان النسبي وكل هذه النظريات ظهرت بعد حركة السالم الحديثة في أوربا عام 1530 م بعد أن جاء النازيون إلى السلطة في ألمانيا ينظر أنصار النظرية الوظيفية إلى بنية ومؤسسات المجتمع لمعرفة وتفسير أسباب فهي الن ازعات رؤية مجتمعية ويمكن تلخيص الرؤية الوظيفية في األتي ( للمجتمع متطلبات وظيفية أولية تنتج الهياكل واألشكال المتباينة في بنية المجتمع لها القدرة على إنجاز شروط المجتمع فالنظرية الوظيفية تبحث عن بنية المجتمع بدقة وتشريح( أما النظرية الماركسية تعتبر أحد أهم الفلسفات الغربية التي اهتمت بتفسير الن ازع الطبقي في العالم كآفة ويرى كارل ماركس أن ( هنالك ن ازع حتمي بسبب عدم العدالة الناجم عن االختالفات في الفئات االجتماعية في المجتمعات ال أرسمالية بسبب الن ازع واالستقطاب بين الطبقة العامة والبرجوازية وبسبب استغالل الطبقة العامة من قبل البرجوازية مما يقود إلى االغت ارب )Alienation( والعجز )Powerlessness( فيصبح الن ازع الطبقي أم ار حتميا ) وترتكز الماركسية على المادية التاريخية في تفسير المجتمع والتاريخ وأن الن ازع يحدث في حالة شح الموارد وليست الن ازعات مسألة ثابتة في كآفة األحوال االجتماعية وليس بالضرورة أن تقود الن ازعات إلى الحرب وإن المجتمعات تختلف في درجة التنافس قد ي رى الن ازع بوصفه تقاطعات اجتماعية. وتنطوي النظرية الماركسية على أن ن ازع المصالح شئ أصيل في الحياة االجتماعية والسلطة موزعة بين المجموعات واألف ارد في المجتمعات ويتم تحقيق نظم المجتمعات بواسطة األشخاص األكثر سلطة ويتم تحقيق هذه النظم عبر الحرمان. و نظرية الن ازع تنقسم إلى قسمين نظرية الن ازع البسيط ونظرية الن ازع الكبير واألولى تفترض أن جذور الن ازع توجد في النفس البشرية والسلوك اإلنساني عامة وهنالك عالقة وطيدة بين ما يثور النفس البشرية والسلوك االجتماعي وهي األصل في الن ازع وهي تربط بين الفرد والمجتمع وما السلوك االنفعالي لدى الفرد إال أحد مظاهر غريزة البقاء لدى اإلنسان وترى النظرية إن اإلنسان مثل كآفة بقية الحيوانات مجبول على غريزة الحفاظ على النوع )Selfpreseruation(. أما النظرية الكبيرة والتي تزعم أن المجتمع هو عبارة عن نظم اجتماعية يفرضها البعض على بعضهم وأن المجتمعات ال تخلو من الن ازعات وأن السلطة تقرر عدم العدالة االجتماعية وأن الع ارقيل والحرمان يجعل المنظمات ترتكز على قضايا بعينها مثل السلطة والقبلية والسياسة واالقتصاد واأليدلوجيا وهي كلها عوامل لالستقطاب الذي يقود إلى الن ازع. أما نظرية الحرمان النسبي تعتبر أهم النظريات لمعرفة أسباب الن ازع السياسي أو االجتماعي إذ تنظر بطريقة تحليلية إلى الن ازع الناجم نتيجة )التناقض بين التوقعات واإلمكانيات( إلى جانب التوزيع غير المتكافئ للثروة والسلطة يؤديان إلى توليد مشاعر تقود إلى أتساع الفجوة بين التوقعات المبنية على التصو ارت االقتصادية واالجتماعية والسياسية. إن الن ازعات في السودان وتحديدا في مناطق التماس والتداخل القبلي والتنوع أالثني في دارفور وكردفان والنيل االزرق اتخذت بعدا خطي ار جدا وأصبحت هاجسا وهما كبي ار للدولة بأجهزتها الرسمية وهذا البعد لم يأت من ف ارغ فهناك عوامل موضوعية ومنطقية جعلته يصل إلى هذه الدرجة من الخطورة و) هناك كثير من المفاهيم والم ازعم عن اإلنفالتات األمنية في تلك المناطق والتي ترسخت في أذهان الكثير من أبناء مناطق التماس في أن هناك أسباب موضوعية وعادلة تدفعهم النتهاج أسلوب أثارة الن ازع لحصد فوائد تنموية أكثر من غيرهم ) (2) وهناك تنظيمات سياسية وحركات مسلحه تغذي هذه المفاهيم وهم يسعون و ارء هذه المشاكل والن ازعات لتحقيق مكاسب سياسية نجد أن كثير من المهتمين تختلف استنتاجاتهم ورؤاهم اتجاه أسباب هذه الن ازعات وقد أرجعوها الي عدة عوامل داخلية وخارجية شكلت أساسا للن ازعات في تلك المناطق مثل عوامل تدهور البيئة واالحتكاكات الطبيعية )2( )1( صحيح البخاري 5/314 شرف الدين األمين عبدالسالم ورقة بعض تبعات الن ازع القبلي في السودان معهد الد ارسات األفريقية واآلسيوية الخرطوم 1551 م ص 111 صفحة 58

6 تأثير عوامل الصراع حول الموارد الطبيعية في منطقة أبيي على األمن السوداني خالل الفترة والمتوارثة بين الرعاة والمزارعين حول استخدام األرض زراعيا ورعويا وعدم وجود التنمية متوازنة والنقص في تقديم الخدمات االجتماعية التعليمية والصحية واإلحساس بالتهميش والظلم والعوامل السياسية والصراع حول السلطة. ولكن تطورت هذه العوامل التقليدية الداخلية لتصل درجة النزاع المسلح واستخدام األسلحة الحديثة الفتاكة لتحصد أرواح الكثير من األبرياء وبالتالي صارت تلك المناطق الهشة بؤرة ونواة صالحة وجاذبة للتدخالت األجنبية التي أعدت العدة من قبل لنهب ثرواتها ومواردها. ومن أهم التحليالت التي استندت الي نظريات النزاع نجد انه يمكن تحليل النزاع في منظفة ابيي وفق : 1 الصراع حول استخدام األرض الزراعية والرعوية وملكية األرض وتعتبر نظرية (العمران البشري) التي طورها إبن خلدون النظرية الصالحة لتحليل ظاهرة النزاعات القبلية في أفريقيا والتي يقول فيها (أهل البدو أقرب إلى الخير من أهل الحضر وسببه أن النفس كانت على الفطرة األول... من ذلك أن البدو يغيرون المستقرين يقتلونهم ويسلبون أموالهم كما أن كل قبيلة بدوية ترى أنها أرفع أصال ونسبا وبالتالي تتفوق على غيرها من القبائل ) (1 وإلثبات ذلك كله يكون العداء ببين القبائل والذي يعبر عنه إما بالحروب المباشرة أو بغارات النهب المسلح باإلضافة إلى العصبية العشائرية والشك في نوايا اآلخرين) إن إبن خلدون يجسد ظاهرة النزاع القبلي بأنها ظاهرة اجتماعية عند البدو ) (2 وإن مفهوم سيادة دار القبيلة الذي يربط بين ملكية األرض باالنتماء القبلي ولهذا ظهر النزاع حول هذه الملكية وهناك مجموعات كثيرة جدا من مواطني السودان خاص ة في كردفان ودارفور يأخذون بالمفهوم الذي يقر بأن األرض لله وأن البشر مستخلفون فيها وأنهم أيضا يؤمنون بالمفاهيم الحديثة مثل حرية االنتقال وحق االستقرار في أي جزء من الرحل) أي (اإلنسان االنتقالي) وبالمقابل هناك المفهوم المحلي اإلقليمي الضيق السودان وهذه المجموعات تمثل شريحة (العرب الذي ال يخرج من دائرة القبيلة ويحتكم إلى التراث والتاريخ والتقاليد وهدا المفهوم يؤمن به القطاع العريض واألكبر ويمثله شريحة الحمر ودينكا نقوك في منطقة أبيي كأحد األسباب (التقليدين البدويين). في منطقة ابيي ترجع جذور النزاع بين قبيلتي المسيرية التقليدية إلى التنافس المحموم حول سبل كسب العيش (المرعى) وعلى الموارد والمصادر الطبيعية الشحيحة في تلك المنطقة خاص ة في فصل الصيف حيث يقل العرض من العشب والماء والموارد على طلب اإلنسان والحيوان على السواء ويشتد النزاع بين القبيلتين المسيرية والدينكا نقوك خاص ة في فصل الصيف عندما تأتي المسيرية في رحلتها السنوية من الشمال ويمكثون في مناطق الدينكا نقوك لمدة تسعة أشهر ) ( 3 ال خوفا من الحشرات التي تصيب اإلنسان والحيوان فيقل االحتكاك وعند هطول األمطار يرجعون شما بين القبيلتين. أضف إلى ذلك نجد ظاهرة تفشي الجهل والتخلف االجتماعي إذ أن منطقة أبيي وخاص ة بحر العرب وما حولها لم تحظ حتى اآلن بأي مشروع تنموي يرتقي بحياة هاتين القبيلتين ويطورهما إلى األفضل ) (4 وبالتالي فإن التحوالت السياسية تلعب دو ا ر هاما وكبي ا ر على منطقة أبيي وبحر العرب من خالل اهتمامها بها بل ربما أصبحت هذه المنطقة نموذجا فعليا وحيويا لدراسة أثر الحرب على حياة الناس عام ة وثقافتهم وانعكاس ذلك على طبيعة حياتهم وتفكيرهم وقيمهم ) (5 كما أن قرار حل اإلدارة األهلية وبدايات حرب الجنوب وعدم التوثيق للمسار اإلداري والسكني بغرض االستيطان ومن حيث التاريخ مع عدم تخطيط الحدود لمنطقة أبيي توثيقا بالخرائط كل ذلك شكل جذو ا ر للنزاع إن قضية أبيي نجدها في الغالب األعم تعود إلى نزاعات تقليدية سرعان ما تطورت إلى قتال مسلح أودى بحياة عدد كبير من األبرياء وقد أستفحل األمر بعد رحيل الرعيل األول من زعماء القبيلتين وتحول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( )1 شرف الدين األمين عبدالسالم بعض تبعات النزاع القبلي في السودان ورقة بحثية منشورة معهد الدراسات األفريقية واآلسيوية الخرطوم 0111 م ص 181 ( )2 عبد الرحمن بن خلدون المقدمة الجزء األول من كتاب الصبر وديون المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاشرهم من ذوي السلطان األكبر دار الفكر للطباعة والنشر ص ( )3 ( )4 ( )5 طالل عبد الله إبراهيم 41 : يناير 4040 م : مدير مكتب نائب رئيس إدارة منطقة أبيي سابق ا( مقابله ) الخير الفهيم المكي 3 يناير 4040 م : رئيس اللجنة اإلشرافية المشتركة سابق ا( مقابله ) عبدالرحمن أرباب مرسال صالح قضية أبيي مجلة الدفاع العربي العدد 00 إدارة البحوث العسكرية المشتركة يناير 4000 م ص ) 150 صفحة 56 محمود عبد الكريم فبراير 0201 المجلد ( )0 العدد ( )0

7 السلطة التقليدية إلى الشباب الذين تم تسييسهم وأن هذا الن ازع تطور سلبا تبعا لحركة الجذب والشد بين السلطة السودانية وحرب جنوب السودان (1). الناتج عن الص ارع العوامل السياسية : حيث شعر المتعلمون والنخبة من أبناء الدينكا نقوك برغبتهم في حكم جنوب 4 السودان وأن تعليمهم رفع سقف طموحاتهم ولكن ال يمكن أن يحكموا جنوب السودان إال إذا كانت لهم أرضية أو قاعدة فأ اردوا أن تكون منطقة أبيي جزء من الجنوب والقاعدة التي ينطلقوا منها فانضموا إلى األنانيا ومن ثم الحركة الشعبية لتحرير السودان أن الفرص التي أتيحت ألبناء دينكا نقوك أخي ار في ظل التعايش السلمي في منطقة ابيي سواء أن كان في التعليم أو السلطة لم تتاح ألي فرد من قبيلة المسيرية ( ذكر الدكتور ف ارنسيس دينق مجوك وزي ار الخارجية السابق انه وحسن دينق مجوك الوزير بإقليم كردفان وهو المترجم المعتمد لدى حكومة كردفان وديوان الحكم االتحادي حتى عام 4011 م والناظر كوال دينق و األستاذ دومنيك ممثل ابيي بالدائرة القومية في مجلس الشعب القومي عن ريفي المسيرية أنهم كثر وآخرون تلقوا تعليمهم في منطقة ابيي ) وان المسيرية لم يعملوا علي اقصاء أبناء دينكا نقوك عن المناصب اإلدارية او التشريعية العليا فعندما فاز القيادي بحزب األمة عبد الرسول النور إسماعيل عام 1511 م في أول انتخابات المجالس التشريعية اإلقليمية وأنتخب نائبا عن دائرة أبيي وأصبح النائب المنتخب إال أن الرئيس األسبق جعفر محمد نميري قام باستدعاء عبد الرسول النور إسماعيل وقال له بأنه يريد أن ي مثل أبناء الدينكا نقوك في المجلس وبما أنك فزت في الدائرة فهل لك أي اعت ارض أن أعين أحد أبناء دينكا نقوك عضوا في المجلس ضمن الخمسة الذين يعينهم رئيس الجمهورية فقال له عبد الرسول النور )ال مانع ويسرني أن تكون لمنطقتنا نائبين( فقام الرئيس استمرت النميري بتعيين مكواج أبيونق وكانا يزو ارن المنطقة معا متفقدين أحوالها )نائب منتخب آخر معين( (2) العالقات بين المسيرية والدينكا نقوك في سالم وتعايش سلمي ال مثيل له ولم يحصل أي ن ازع أو حروب بين الطرفين حتى عام 1522 م وهو التاريخ الذي يعتبر بداية لدخول العامل السياسي كأحد أسباب الن ازع بالمنطقة ففي عهد الحكومة االنتقالية برئاسة س ارلختم الخليفة كان كلمنت أمبورو وزي ار للداخلية وكان سقفه وطموحاته االنف ارد بحكم جنوب السودان واعتقد هو ورفاقه بان هذا الحلم لن يتحقق إال إدا نقلو الحرب للشمال واختاروا منطقة ابيي لإلشعال الفتنه لذا سببوا حربا بين المسيرية ودينكا نقوك فقام وبتحريضهم بعض أبناء الدينكا نقوك بالهجوم على الرقبة الزرقاء وهناك تضارب في الروايات منهم من ذكر بأن الهجوم كان بسببه الدينكا نقوك مسنودين ببعض القبائل وهذه رواية المفكرين من الدينكا أمثال الدكتور ف ارنسيس دينق مجوك ورواية ثانية تفيد بأن الدينكا نقوك هم الذين هجموا الرقبة الزرقاء بتحريض من مجموعة كلمنت أمبورو وزي ار للداخلية عموما مات في هذا الهجوم الكثير من أبناء المسيرية التي قامت برد فعل عنيف فقتلت ما قتلت من الدينكا نقوك فكانت تلك أول مواجهة مسلحة بين الطرفين بسبب إطماع سياسية لنافذين في (3) وبفضل السلطة ليسو من أبناء المنطقة وهكذا فقد الجانبان أعداد كبيرة من األبرياء وفقدوا السلم المجتمعي الذي كان سائدا مجهودات اإلدارة األهلية تم عقد صلح في عام 1529 م بين الطرفين وقع عليه السلطان دينق مجوك والناظر بابو نمر بإش ارف السيد الرشيد الطاهر بكر الذي كان وزي ار للعدل وس مى هذا الصلح )بالصلح األبيض( ألن كل طرف تنازل عن حقه لآلخر ورغم هذا (4) في عام الصلح إال أن هناك بعض الشكوك والظنون وبروز عدم الثقة في النفوس لدى الطرفين 1504 م جاءت أديس اتفاقية أبابا في عهد الرئيس األسبق جعفر محمد نميري فكان أبناء الدينكا نقوك المتعلمين والنخب وبتأثي ارت منهم أدخلوا فقرة في تفيد بأن المناطق التي هي في الشمال وبعض أهلها لهم ارتباطات في الجنوب يعاملوا معاملة خاصة كما نصت االتفاقية االتفاقية على أن )3( )4( )1( سلومة موسى يحيى 63 يناير 6060 م : مدير تنفيذي لمكتب إشرافية أبيي )مقابلة ) عبد الرسول النور إسماعيل مقابلة 4002/2/10 م )2( جون زكريا اتيم فيين 4040/4/3 م : قيادي شبابي بمنطقة أبيي ( مقابله ) أمبدي يحيي كباشي حمدوك : 4 فب ارير 4040 م السكرتير التنفيذي للجنة اإلش ارف المشتركة لمنطقة أبيي) مقابله ) صفحة 40

8 القبائل الزنجية يمكنها أن تقرر مصيرها االنضمام إما باالستفتاء إلى اإلقليم الجنوبي أو الشمالي إال أن مجلس الشعب ال اربع عام 1510 م قرر بأن منطقة أبيي تعتبر منطقة تمازج زنجي عربي بها ثقافة مختلفة وبالتالي رفض االستفتاء و اللجنة التي ك ونت فيما (1) بعد فقد قررت تبعية المنطقة لكردفان وأوصت بتنمية المنطقة وكان أبيل ألير احد ابناء الدينكا أصبح نائبا لرئيس الجمهورية والمجلس االنتقالي لجنوب السودان وهو دينكاوي من اويل قام بتعيين زكريا بول دينق مجوك وزي ار للصحة في حكومته وهو من أبناء منطقة أبيي فقام الجنوبيين باالحتجاج على هذا التعيين باعتبار أن زكريا بول دينق مجوك ليس من جنوب السودان وهذه تؤكد فقام حقيقة شمالية أبيي فسعى زكريا بول دينق مجوك بإقناع الرئيس جعفر محمد نميري بضم منطقة أبيي إلى جنوب السودان (2) الرئيس نميري بتكوين لجنة برئاسة كبير اإلداريين الشيخ بشير الشيخ وهذه اللجنة توصلت إلى أن المنطقة وبكل األع ارف والقوانين هي منطقة كردفانية وأوصت اللجنة بأنه إذا كانت هناك أي مشكلة فيها تعالج وتحل بواسطة أهلها في كردفان فقام الدكتور ف ارنسيس دينق بإيجاد مدخل آخر فقام بإحضار فريق أجنبي من جامعة هارفارد لتقديم الخدمات من صحة وتعليم... الخ في منطقة أبيي واختارت اللجنة مناطق تواجد الدينكا نقوك كمنطقة عمل لهذا الفريق فقامت اللجنة وتحت هذا الستار بالتعبئة السياسية والكنسية وسط الدينكا نقوك والتبشير وزع الفتنة والك ارهية تجاه المسيرية وكان ف ارنسيس دينق وزير دولة في الخارجية السودانية وقبلها كان سفي ار في بريطانيا وألمانيا ومتزوج من أمريكية ربما زوجته لها عالقة بأعمال إستخبارية لصالح الغرب ولها تأثي ارت في السياسة (3) بالمنطقة. نتيجه لهذه التجاذب السياسي حدثت عدة مناوشات بين القبيلتين أدت إلى عقد عدت مؤتم ارت للصلح خالل األعوام م 1519 م وفي يناير 1512 م في مدينة األبيض وكان شروط المسيرية في الصلح أن يبتعد الدينكا نقوط عن حركة التمرد وإرجاع أبقارهم من التوج إلى أبيي ولكن في سبتمبر 1512 م جاء المتمردون وضربوا مدينة أبيي ولم يفرقوا بين عرب ودينكا وأخذت حركة التمرد )24( أسي ار من المسيرية وألف أرس من البقر وبعد عام 1512 م بدأت مليشيات العرب تتحرك بصورة منظمة مع أبقارهم وحماية أنفسهم من حركة التمرد وخالل األعوام ) 1510 م 1511 م 1515 م( حدثت مؤتم ارت صلح داخلية في أبيي ويالحظ أن أسر كثيرة من قبائل النقوك هجروا أبيي خالل سنين األحداث وسكنوا مدن عديدة أهمهما القضارف سنار الخرطوم شندي كريمة النهود والمالحظ أنه وبانضمام دينكا نقوك إلى حركة التمرد وجدوا دعما كبي ار من الحركة الشعبية التي كانت تحطط للتمدد شماال وبالمقابل لم تمنح حكومة الخرطوم أبناء المسيرية أي افضلية مما اطرهم لتكوين ح ارسات محلية لحماية االبقار والمسا ارت سميت قوات الم ارحيل )في نهاية السبعينات برزت قيادات عسكرية من أبناء المسيرية لمواجهة عدوهم في شكله الجديد فظهر مصطلح قوات الم ارحيل ألول مرة وهي القوات التي تحمي م ارحيل وأماكن الرعي من هجمات الحركة الشعبية ) (4) وهكذا دخلت منطقة أبيي مرحلة جديدة من الن ازع المسلح وثقافة الحرب فقدت فيها الوسائل التقليدية لفض الن ازعات وإنتشر فيها السالح الحديث. أستمر والء الدينكا نقوك للحركة الشعبية التي نشأت في العام 1513 م كتنظيم عسكري إلى أن حصل اإلنشقاق فيها عام 1551 م بين رياك مشار والم أكول وكاربينو كوانين ضد جون قرنق وكونوا مجموعة الناصر حيث كان دينكا بحر الغ ازل موالين لكاربينو كوانين ومعظم النوير موالين لرياك مشار ومعظم الشلك موالين لالم أكول وقامت مجموعة الناصر بمطاردة جون قرنق إلى أن أوصلوه إلى كاجوكاجي وكان أبناء دينكا نقوك وكتيبة النوبة بقيادة يوسف كوه وكتيبة األنقسنا بقيادة مالك عقار ساندوا جون قرنق ضد مجموعة الناصر وهذا الموقف ادي الي تعميق نفوز أبناء ابيي في الحركة الشعبية وإنهم اصبحو قادتها السياسيين والميدانين طبيق عمر شقيفة 9 فب ارير 4040 م ناشط سياسي ( مقابله ) )1( )2( )3( )4( كون بقت تنلوط 30 يناير 4040 م رئيس المجلس األعلى للتنسيق شئون دينكا أبيي) مقابله ) رحمة الله عبد الرحمن النور 4 فب ارير 4040 م نائب رئيس إدارة منطقة أبيي سابقا ) مقابله ) عبد الرسول النور إسماعيل مقابلة 7114/4/01 م صفحة 41

9 خاصة في عام 1550 م حيث قامت مجموعة الناصر بمصالحة النظام الحاكم في الخرطوم وعقدوا إتفاقية سالم بالخرطوم في نفس العام وبموجب هذه اإلتفاقية أصبح رياك مشار مساعدا لرئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير والم أكول وزي ار للنقل وأصبحا عضوين بارزين في حزب المؤتمر الوطني الحزب الحاكم في الدولة من أهم بنود هذه االتفاقية أن تمخض عنها دستور عام 1551 م وتحدثت اإلتفاقية عن المواطنة كأساس للحقوق والواجبات واالعت ارف بحق تقرير المصير لجنوب السودان ولم تشر االتفاقية ألي بند يخص منطقة أبيي. وأصبحت جل قيادات الحركة الشعبية بقيادة جون قرن من أبناء ابيي إلى العرق األثينية الدين اللغة أو الثقافة 3 الص ارع الناتج عن عامل الهوية إن مصطلح الهوية عادة ما ي عبر عنه استنادا وتعتبر العشيرة والنسب والعائلة من العوامل الهامة في الداللة على الهوية مع وجود حيز األرض أو المنطقة للداللة على االنتماء ومهما تكن هذه العوامل الدالة على الهوية. إن ن ازع الهوية يحدث عادة في إطار الدولة الواحدة عندما تتمرد مجموعات ضد ما اضطهادا يرونه وظلما وتهميشا تمارسه المجموعة المهيمنة على السلطة في الدولة ويتم التعبير عن ذلك بالتهديد بالتدمير الثقافي أو حتى التصفية الجسدية أو بالخروج عن طاعة الدولة خاصة في ظل األنظمة السياسية الشمولية القوية. بدأت تداعيات أزمة الهوية بشكل عام في سياق الوقت ال ارهن بين السودانيين غير العرب ممثلين أساسا في الحركة الشعبية لتحرير السودان وجيشها وبين العرب المسلمين ممثلين في األنظمة الحاكمة في الخرطوم وقد تفاقمت أزمة الهوية القومية منذ استئناف الحرب في عام 1513 م بعد أن خرق الرئيس األسبق جعفر محمد نميري اتفاقية أديس أبابا من جانب واحد وتعاظمت الحرب آنذاك بشكل واضح بين السودان وجنوب السودان وتبلورت القضايا والخيا ارت أمام الفرقاء بصورة واضحة وبديهية وقد برزت عالقة الدين بالدولة خاصة فيما يتعلق بدور قوانين الشريعة اإلسالمية التي تنظم كل جوانب الحياة الخاصة والعامة لجماعة المسلمين ومحاولة فرضها على كل القطر وبذا أصبحت العامل الرئيسي في الن ازع وبالتالي صار الدين مرتك از أساسيا في تحديد الهوية السودانية فضال عن عالقته وصلته اللصيقة بالعروبة كظاهرة عرقية أثنية وثقافية ومع تعاظم االتجاه اإلسالمي كقوة سياسية تؤثر بقدر كبير على سياسة القطر نجد أيضا صعود الحركة الشعبية كقوة ذات نفوذ ومناوئة للحكومة اإلسالمية وبرز بذلك اتجاهين ثوريين مضادين من الشمال والجنوب فالشمال يتبع المنهج اإلسالمي والجنوب يتبع التقاليد المحلية األفريقية وبالتالي يمثل الشمال الهوية العربية اإلسالمية ويمثل الجنوب الهوية األفريقية وتبقى الخطورة أكثر عندما تتنافس الهويتان المختلفتان على تمثيلهما للهوية الوطنية وقد شكل فشل الشماليين والجنوبيين في التوصل إلى أتفاق حول هوية مشتركة وشاملة جزءا هاما في الص ارع والن ازع بين الطرفين والذي كان سببا من أسباب فصل جنوب السودان عن الشمال. هناك عدة أخطاء ارتكبت أيقظت مشاعر وغ ارئز الينكا نقوك نحو البحث عن الذات والهوية منها عدم اهتمام الدولة بتنمية المنطقة حيث تفتقر إلى انعدام الصحة والطرق والمصانع وكذلك لم تهتم الدولة بالتعليم مما أدى إلى انتشار التخلف والجهل واألمية وسط إنسانها واألخطر من ذلك النظرة االستعالئية من العرب تجاه الدينكا وعلى الجنس األفريقي بصورة عامة كل هذه العوامل وغيرها دفعت الدينكا نقوك غريزيا للبحث عن ذاتهم الثقافية وهويتهم الجنوبية صحيح أن الدينكا نقوك تأثروا بعمق العالقات مع العرب المسيرية وبسلوكياتهم اإلسالمية إال أنهم يعتزون بأصلهم وانتمائهم لجي ارنهم في جنوب السودان ويعتبرون أنفسهم دينكا أصليين. في فترة العالقات الطيبة مع العرب المسيرية لم يظهر هذا الشعور أو ربما كان دفينا وظهر على السطح ساعدهم في ذلك أبناءهم المتعلمين أيضا كان لهم دور فعال في إلهام هذه المشاعر والمطالبة بفصل المنطقة وانضمامها إلى جنوب السودان وبالتالي جاء الحديث ألول مرة عن استفتاء منطقة أبيي في محادثات اتفاقية أديس أبابا عام 1504 م في عهد الرئيس األسبق جعفر محمد نميري وفي أكتوبر 4013 م أقام األنقوك استفتاء آحادي ومن طرف واحد أثار الكثير من الشجب واإلدانة من قبل الحكومة والمجتمع الدولي وعدم االعت ارف بنتيجته والتي كانت أكثر من %55 لصالح تبعية المنطقة إلى جنوب السودان وبالرغم من أن االستفتاء صفحة 46

10 آحادي الجانب ولم تعترف به كل الجهات إال أنه يعطي مؤشر خطير ومقياس حقيقي لمدى رغبة األنقوك في إلى جنوب االنضمام السودان في إطار البحث عن الهوية مما ازد وسبب المزيد من الص ارع بالمنطقة وكان اختبا ار حقيقيا لحكومة السودان ازد من قلقها أن لقضية الهوية دور في ن ازع أبيي و أن وحدة الهوية ال تعني بالضرورة ذوبان كل الهويات لكن باإلمكان الناس اجتماع ( على المشتركات التي تجمع بينهم ) )1( وهناك الكثير المشترك بين القبائل وسبق في الدولة المهدية أن تجمع السودانيون حولها قبائلهم اختالف على واتجاهاتهم وهذا يقود إلى االتفاق حول الرؤى السياسية واالقتصادية واالجتماعية أيضا الصوفية ال توجد بها قبيلة والثقافة العربية يمكن أن تكون جامعة رغم محاولة البعض إلبعادها حتى الجنوب قبل انفصاله كانت تجمعه اللغة العربية فيمكن أن نصل لهوية مشتركة لقد لعب الحكم االستعماري البريطاني والكنيسة دو ار كبي ار في تأجيج الفتنة والسير نحو التوافق مع الهوية الجنوبية وسعيا لذلك وكان يتم التدريس في المرحلة األولية باللهجة المحلية وت شجع التالميذ الذين يكملون التعليم األولى لاللتحاق بالمدارس الجنوبية الحكومية أو التبشيرية حيث اإلنجليزية لغة التدريس ورغم أن مدرسة أبيي األولية كانت حكومية إال أن المنطقة كانت ضمن دائرة نفوذ الكنسية الكاثلوكية وكانت الكاثلوكية تدرس في تلك المدرسة وإعتنق التالميذ بصورة تلقائية العقيدة الكاثلوكية ولكن في الخمسينات فطنت الحكومة لهذا المخطط فأعيد توجيه نظام التعليم وسط األنقوك تجاه الشمال وحلت اللغة العربية مكان اإلنجليزية لغة التدريس وفي ذات الوقت بدأ التالميذ يلتحقون بالمدارس الشمالية لمواصلة تعليمهم في الم ارحل العليا وأحدث ذلك تغبي ار والخطوات التي لعبتها الكنيسة والحكم االستعماري وانحيا از قويا لصالح اإلسالم وأعاق انتشار المسيحية ولكن كل اإلج ارءات البريطاني كان تأثيرها واضحا في إيقاظ مشاعر وغ ارئز األنقوك وتعاظم إحساسهم باالنتماء نحو الهوية الجنوبية واالبتعاد عن الشمال. ينتمي دينكا نقوك وبكل المعايير إلى الجنوب بصورة تامة وهم دون أدنى شك جنوبيين وبالرغم من الترتيبات التي اإلدارية تضعهم ضمن الشمال وحتى مرحلة التعايش السلمي بين القبيلتين في السابق توضح تأثر العالقات المتبادلة بالعالقات الشخصية بين زعماء االنقوك والعرب وكان الزعيمان ال ارحالن دينق مجوك وبابو نمر يمثالن تلك العالقات وبطريقة تشابه العالقات الدبلوماسية الودية أكثر منها انصها ار لمجتمعاتهم في مجاالت اإلقامة والتقارب الثقافي والمصاهرة وفي البداية كانت العالقة بين هاتين المجموعتين من الزعماء تقوم على سعي االنقوك لألمن ضد غا ارت العرب وفي حاجة العرب لضمان حقوق الرعي خالل موسم الجفاف وخلق هذا الوضع أسس المصالح المتبادلة والتي على أساسها قامت صداقتهما. بالرغم من أن العرب والدينكا ينكرون وجود أي صلة عرقية بينهم إال أنهم يعترفون باستيعاب عناصر من بعضهم البعض وبأنهم غير خالصين عرقيا وتشير الد ارسات عن البقارة الى استيعاب عناصر من الدينكا عبر نظام اإلنتساب األبوي العربي والى المكانة الهامشية لمن لهم صلة أبوية يعترف الدينكا ايضا بإمتعاض بوجود بعض الدينكا من اصل عربي بينهم ممن تم استيعابهم ويمكن التعرف عليهم وعلى ذويهم وأنجبوا من العرب ويشكل ابناءهم أعدادا معتبرة من البقارة اليوم. ويعرف دينكا نقوك العديد من العرب يحتل بعضهم مواقع مرموقة وسط البقارة يحملون عرقا دينكاويا منحد ار من األم او الجدة وفي بعض الحاالت حتى عبر العرق الدينكاوي يحمل بعض األف ارد بين عائالت الدينكا كاألب والجد أو الجد األكبر أسماء عربية مثل محمد سليمان حسب الرسول حسب الله وما شابه ورغم ذلك فإن أحفادهم يصفون أنفسهم دون أي لبس بأنهم من الدينكا )4( 2 الص ارع الناتج عن عامل الحدود بمنطقة أبيي : في إطار تحقيق السالم الشامل بالسودان بدأ النظام الحاكم في الخرطوم محادثاته مع زعيم التمرد جون قرن منذ العام 1552 م وقد عين جون قرن أوالد منطقة أبيي واألنقسنا وجبال النوبة كمفاوضين )0( راشد التيجاني : مقال منشور لرئيس مركز تحليل النزاعات ودراسات السالم بجامعة أمدرمان اإلسالمية بصحيفة اإلنتباهة /4 /7102/4 )6( عبد الرحمن أرباب مركز دراسات الراصد مابعد إتفاقية نيفاشا شركة مطابع السودان للعملة يونيو 6008 م ص 63 صفحة 43

11 أساسين في محادثات السالم فقد عين من قبيلة الشلك باقان أموم ومن النوير جون لوك ومن األنقسنا مالك عقار ومن النوبة يوسف كوه ومن أبيي دينق ألور وإدوارد لينو ودينق أروب كوال وكان همهم األول واألخير أن يجدوا وضعية خاصة لمناطقهم في عام 4004 م تم التوقيع على بروتكول مشاكوس بين الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان التي دخلت في ص ارع سياسي كبير لتوسع نطاق الحقوق التي إكتسبتها بعد الجنوب بما فيها حق تقرير المصير تشمل المناطق الثالث في أبيي وجبال النوبة وجنوب النيل األزرق وقد تولت تسهيل مفاوضات السالم الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية ( إيقاد (. وأهم ما جاء في بروتكول مشاكوس هو اعتبار المناطق الثالث النيل األزرق وجبال النوبة ومنطقة أبيي مناطق شمالية تحل مشكالتها من خالل الدولة الشمالية إرتكا از على مبادئ إعالن اإليقاد عام 1552 م والذي تم التوقيع عليه في 1550 م بواسطة شركاء اإليقاد وأحتوى على ستة بنود من أهمها أن الجنوب هو المنطقة الواقعة جنوب خط اإلستواء 1592 م وكان من أفضل البروتكوالت إال أن المجموعات الثالث إحتجوا ورفضوا الدخول لمفاوضات السالم لمدة 5 شهور أن توسطت دولة كينيا فتمخض ذلك عن بروتكول أبيي ضمن البروتكوالت الثالث وكان أبناء منطقة أبيي يريدون ق ارر من رئيس الجمهورية بإعادة أبيي إلى جنوب السودان بإعتبارها ضمت بق ارر إداري ولكن المشكلة كانت أين تقع أبيي الحكومة تقول أن أبيي تقع جنوب بحر العرب وأبناء منطقة أبيي من االنقوك يقولون أن أبيي تقع جنوب حدود دار حمر وتأزم الموقف بشأن حدود أبيي وأصبح ص ارعا بين طرفي الن ازع من جهة والحكومة والحركة الشعبية من جهة. في مارس 4003 م عقدت جلسة خاصة حول المناطق الثالث في ضاحية كارين في نيروبي إال أنها أحرزت تقدما ضئيال بسبب خالف حول تشكيل الوفود وقد رفضت الحركة الشعبية لتحرير السودان اإلعت ارف برئيس وفد حزب المؤتمر الوطني الذي كان من قبيلة المسيرية ألنه جاء من خارج أبيي ومن الخالفات أيضا كان حول إج ارء إستفتاء في أبيي الذي يعطي خيار اإللتحاق بجنوب السودان الذي أستقل عن السودان في عام 4011 م وكان هذا هو محور الخالف األساسي خاصة من قبل الحكومة وكان رفض الحكومة لإلستفتاء يأتي من منطق أن بروتكول مشاكوس قد أقفل هذا الباب البد أن تبقى أبيي شمالية ويعود رفض الخرطوم إج ارء استفتاء حول أبيي إلى خوفها من فقدان السيطرة على الموارد النفطية في المنطقة التي تشكل غالبية االحتياطي المثبت في شمال السودان )1(. في خضم هذه الخالفات تأزم الموقف بشان حدود أبيي وكادت قضية أبيي أن تعصف بمحادثات السالم إلى أن ازر السناتور األمريكي جون دانفورت السودان في مارس 4002 م للتدخل لحلحلة األزمة بين األط ارف المتنازعة وقدم لألط ارف مسودة إتفاق حول أبيي غير قابلة للتعديل وطلب من الطرفين )بي شئ من التهديد( قبولها فقبلتها الحركة الشعبية إال أن الحكومة لم تقبلها فطلبت مهلة لتتمكن من الرد وبعد مشاو ارت وبحث في الوثائق التاريخية إستقر ال أري للحكومة بأن المنطقة المعنية هي المثلث الذي يقع جنوب بحر العرب فقبلت بالمقترح األمريكي ليصبح بروتكوال بعد ذلك لحل الن ازع وتم التوقيع عليه في مايو 4002 م ولوال الضغوط التي مارستها واشنطن لما قبلت الحكومة وقد عرف البروتكول المنطقة بأنها منطقة مشيخات دينكا نقوك التسعة التي حولت لكردفان في عام 1509 م ونص البروتكول كذلك على أن تحظى المنطقة بوضعية إدارية خاصة وأن تخضع لقوانين الرئاسة وأن يتم تعيين لجنة حدود خاصة بأبيي تقوم بترسيم حدود أبيي ويتم تأسيس مجلس تنفيذي محلي تعينه الرئاسة قبل االنتخابات المحلية المزمعة عام 4005 م وقد حدد البرتكول المقيمين في أبيي على أنهم أعضاء جماعة نقوك ومواطنون آخرون يقيمون في المنطقة وأنيط للجنة استفتاء أبيى التي تعينها الرئاسة بمهام تحديد ميعاد اإلقامة. تتكون مفوضية ترسيم حدود منطقة أبيي التي تم تشكيلها من )19( عضوا خمسة من الحكومة و) 9 ( خمسة من الحركة مركز د ارسات الم ارف شركة الهوية والتعدد االثني في الص ارع بين شمال وجنوب السودان ( 1599 م 4009 م ) )1( هويدا صالح الدين العتباني مطابع العملة المحدودة الخرطوم 4014 م. صفحة 45

12 الشعبية لتحرير السودان و )9( من المجتمع الدولي وقد تم إختيار أعضاء الحكومة من السفير الدرديري محمد أحمد وأحمد صالح صلوحه وزكريا أتيم والصحفي أحمد عبدالله وعبدالرسول النور إسماعيل ومن الحركة الشعبية القائد دينق ألور كوال وجيمس أجينق ودينق أروب كوال وفكتور أكوك من دينكا أويل وخميس لوال من قرقريال ومن المجتمع الدولي وهم خب ارء يفترض أن يتم إختيارهم وفق إتفاق بين الحكومة والحركة الشعبية وقد وقع اإلختيار على السفير األمريكي دونالد بيترسون الذي طرد من السودان عام 1554 م رئيسا للمفوضية ودوغالس جونسون من بريطانيا وهو مستشا ار للحركة الشعبية والبروفسير جودفري موريوكي ممثل منظمة اإليقاد والبروفسير كاساهون بيرهانو ممثل اإليقاد والبروفسير شاد ارك قوتو من اإليقاد كان مهمة المفوضية وتفويضها هو ترسيم حدود منطقة أبيي وأن دورها بأن تطلع على الوثائق والخرط وزيارة المنطقة لكي تحدد حدود المنطقة وكان مهمتهم أيضا إذا عرضوا ق ارر لم يتم اإلتفاق عليه من قبل المسيرية واألنقوك أن يقترحوا حل وسط وإذا رفض الحل الوسط يكون الق ارر ساري وملزم. للطرفين (1) أحضر وفد الحكومة عدد )04( وثيقة تثبت شمالية منطقة أبيي أما الحركة الشعيسة لتحرير السودان لم تحضر وال وثيقة واحدة )4( وقد قام وفد المفوضية بزيارة منطقة أبيي ووقف على الشواهد وتحدث مع كل األط ارف بالمنطقة من مسيرية ونقوك وكان يفترض ومن الطبيعي أن يتم دعوة أعضاء المفوضية بعد الزيارة اقت ارح ليقدم الجتماع ليتم التصويت عليه إال أن الخب ارء األجانب لم يفعلوا ذلك وقاموا بكتابة التقرير بمفردهم بحضور شخص كيني الجنسية أحضروه من جنوب أفريقيا بدال من العضو الجنوب أفريقي الذي لم يحضر وقاموا الخمسة األجانب بالتوقيع على التقرير قالوا فيه أن المفوضية لم تجد حدود منطقة أبيي وإنما تقترح خريطة تصل شماال بالقرب من المجلد فأدخلوا في الخريطة المقترحة مناطق الميرم وهجليج وغيرها وهي مناطق ال عالقة لها بالتفويض وال عالقة لها بمنطقة أبيي واعتبروا التقرير هو للمفوضية وحتى التقرير لم ي اره أعضاء الحكومة بالمفوضية إال بعد ما قام رئيس الجمهورية عمر حسن أحمد البشير بدعوة المفوضية بالقصر الجمهوري لالستماع إليها بحضور نائبيه جون قرنق وعلي عثمان محمد طه وفي هذا االجتماع قام عضو الحكومة عبد الرسول النور إسماعيل وذكر لرئيس الجمهورية بأنهم لم يوقعوا على أي اقت ارح وأن هذا التقرير هو من طرف واحد ويعتبر متجاو از للتفويض وقام رئيس الجمهورية برفض التقرير وأبدى عدم قبوله. (2) ومن ناحية أخرى عندما تم تقديم هذا التقرير من قبل لجنة حدود أبيي للرئاسة وكان ذلك في عام 4009/0/12 م فإن حزب المؤتمر الوطني قد رفضه متهما الخب ارء الدوليين بتخطيهم صالحياتهم عبر استخدام وثائق ومعلومات ما قبل العام 1509 م لتحديد حدود واستخدام حزب المؤتمر الوطني هذا اإلدعاء ليحشد المسيرية ضد التقرير وليسئ حتى استخدام نتائجه. غير أن مقتل جون أبيي قرنق في حادث تحطم مروحيته بعد بضعة أسابيع في 0/30/ 4009 م قد أخر مسائل تطبيق اتفاقية السالم الشامل كلها وأجبر أبيي على الت ارجع عن جدول أعمالها. ولكن مقتل جون قرنق لم يغير موقف الحركة الشعبية لتحرير السودان وقد أصر خلفه سلفاكير ميار ديت على ضرورة قبول تقرير لجنة حدود أبيي وتنفيذ إتفاق أبيي. في مايو 4002 م أنشأ حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان لجنة تنفيذي رفيعة المستوى لمناقشة مشاكل اتفاقية السالم الشامل بما فيها أبيي لكن فشلت المحادثات لكن اللجنة اتفقت على أربعة خيا ارت ألبيي هي التوصل إلى إتفاق سياسي إحالة المسألة إلى المحكمة الدستورية طلب خب ارء لجنة حدود أبيي الدوليين للدفاع عن ق اررهم أو اللجوء إلى تحكيم طرف ثالث (3) هذه الخيا ارت ق وبلت بالرفض من قبل الطرفين )3( فقد رفضت الحركة الشعبية خيار اإلحالة إلى المحكمة الدستورية بإعتبار أن أعضاءها محسوبين على المؤتمر الوطني ودعا األمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان باقان أموم إلى قيام هيئة تحكيم أمريكية ووضع إدارة بقيادة الواليات المتحدة في أبيي أبو القاسم حامد قور االبعاد التاريخية لمشكلة أبيي الخرطوم 4003 م )1( أبو القاسم حامد قور كتاب أبيي بين مستقبل السلم والنزاع مطبعة نيو ستار الخرطوم 7112 م. )2( أحمد عبدالله آدم العالقات األزلية بين الدينكا والمسيرية شركة مطابع صك العملة المحدودة الخرطوم 1551 صفحة 44

13 في حال فشل المفاوضات لكن حزب المؤتمر الوطني رد بالرفض وقد تقدم وسطاء كثر بمقترح تقسيم المنطقة مناصفة بين الطرفين بأن يعطي الجنوب جنوب بحر العرب فقبلت حكومة الخرطوم وقالت ال مانع وهو اقت ارح وجيه إال أن أبناء منطقة أبيي من األنقوك عندهم مشاعر عميقة نحو أبيي المدينة وهي تبعد حوالي )11( كيلو شمال بحر العرب فرفضوا المقترح وطالبوا بخط موازي لها شمال على نحو )2( كيلو وتم رفضه من قبل الحكومة ألنه ي دخل بحر العرب إلى الجنوب. إستمرت المحادثات سجاال بين الطرفين وأخي ار توصل الطرفان التفاق بأن يحول األمر إلى محكمة التحكيم الدولية بالهاي للفصل في جدلية تجاوز لجنة خب ارء برتكول ابيي التفويض الممنوح لهم وبعد مداوالت هيئة التحكيم بالهاي أصدرت المحكمة حكمها بأن مفوضية لجنة خب ارء برتكول ابيي تجاوزت في الحدود الغربية وأخرجت الميرم من الخريطة وتجاوزت في الحدود الشرقية وأخرجت هجليج وتجاوزت من الناحية الشمالية ورجعت حدود ولكنها لم تتجاوز في الحدود من الناحية الجنوبية بالطبع رفض المسيرية ق ارر المحكمة باعتبارها تجاوزت عن صالحياتها وأن المحكمة ليس لها اختصاص في أن تعدل بتجاو ازت المفوضية أما نقوك قبلوا بالق ارر أما حكومة السودان أعلنت قبولها لق ارر المحكمة واعتبرته انتصا ار لها ألن المحكمة أدخلت هجليج إلى حظيرة الشمال ونظرت الحكومة لها باعتبارها غنية بالبترول حتى ظن المسيرية أن هناك تسوية سياسية قد تمت في هذا الشأن أما الحركة الشعبية لتحرير السودان رحبت بالق ارر ألنه يعطيها أرض جديدة والمالحظ أن طرفي الن ازع األصليين ( المسيرية واألنقوك ) ذهبا إلى المحكمة كشهود فقط وليس طرفا في الن ازع (1). هذا الق ارر الذي أصدرته المحكمة تم رفضه بواسطة عضو المحكمة الثالث القاضي األردني الجنسية عون الخصاونة الذي استقال عن المحكمة وقال أن المحكمة تجاوزت تكليفها وتفويضها وق اررها وقد أدت استقالة القاضي عون الخصاونة إلى إحداث أزمة وسط هيئة التحكيم وأصبح موقفها حرجا للغاية مما أدى إلى تأزم الوضع وزيادة حدة الص ارع بين طرفي الن ازع ولم يتم تنفيذ ق ارر المحكمة حتى اآلن وفي 40 يونيو 4011 م عقد إجتماع بين الرئيس عمر حسن أحمد البشير وسلفاكير ) في Ajoc ميار ديت إتفقا فيه على تشكيل لجنة إش ارفية لمنطقة أبيي )أجوك( ( انتظار االستفتاء الذي لم يحدد بعد والذي أختلف فيه الطرفان حول من يحق له التصويت وال ازل الموقف متأزما بين األط ارف المتنازعة بسبب الن ازع في تحديد حدود أبيي كأحد أسباب الن ازع الناتج عن الص ارع عامل النفط : بعد توقيع اتفاقية السالم الشامل في نيفاشا بدولة كينيا في 4009/1/5 م. دخلت البالد فترة 9 جديدة مشحونة بص ارعات داخلية وخارجية داخلية تمثلت في ظهور قوة دافعة لهذا الص ارع قادته الواليات األمريكية بسياساتها تجاه السودان وكان النفط هو محور هذه السياسة. وبتوقيع اتفاقية السالم الشامل بدأت الحكومة الحديثة عن توقعات تدفق لشركات البترول لالستثمار في السودان وفي مجال االستكشاف وخدمات البترول المختلفة وبالفعل مع بداية العام 1554 م دخلت شركات صينية وماليزية وكندية ومن دول الخليج ونمساوية وغيرها في مجال التنقيب عن البترول واإلنتاج (2). لم تغير الحكومة األمريكية سياستها تجاه السودان قبل وبعد توقيع اتفاقية السالم فقبل توقيع االتفاقية كانت أمريكا تنتقد الحكومة السودانية والشركات العاملة في التنقيب عن البترول بحجة أن عائدات البترول تذهب للمجهود الحربي للحكومة ضد الجنوب وأن عائدات النفط أصبحت تمثل مكانة متعاظمة في جانب اإلي اردات كما أن الزيادات في العائدات صحبها زيادة في اإلنفاق العسكري يعبر عنه ظهور طائ ارت هيلكوبتر عسكرية لم تكن موجودة من قبل على الساحة وأسهمت هذه األسلحة الجديدة في تغيير بعض التكتيكات الحربية وأصبحت طائ ارت الهيلكوبتر تقدم المعاونة الالزمة في العمليات العسكرية وظهر التنافس بين الشركات الوطنية واألجنبية حيث الشركات الوطنية أرت أن الو ازرة ال تتعامل بالشفافية والشورى والديمق ارطية وال تهتم بآ ارء اآلخرين لتستفيد منها في هذا المجال وأنها )2( أحمد عبدالله آدم قبائل السودان نموذج التمازج والتعايش شركة مطابع صك العملة المحدودة الخرطوم 0112 م. )1( التجاني محمد صالح كتاب رؤى حول الن ازعات القبلية في السودان ملحق الد ارسات االفريقية واآلسيوية الخرطوم 1551 م. صفحة 44

14 تتحامل علي الشركات الوطنية فكيف تريد أن تقيم صناعة إست ارتيجية حساسة دون إعطاء الشركات الوطنية الخاصة فرصتها (1) وقد وضحت سياسة الواليات المتحدة األمريكية وإست ارتيجيتها نحو السودان بشأن ص ارع النفط وضح في التقرير اإلست ارتيجي الثاني لمركز الد ارسات اإلست ارتيجية بواشنطن يناير 4002 م الذي أشار التقرير بعنوان ( إست ارتيجيات عمل ما بعد الن ازع في السودان ) أشار حيث إلى البترول ودوره في الص ارع بمنطقة ابيي وإلى آثاره على الص ارع اإلقليمي والسياسي والدولي وأشار التقرير إلى ضرورة تكملة الجهود الضخمة الحالية التي مشاكوس التي اتفاقية بتوقيع بدأت تمثل احد خطوات الواليات المتحدة اتجاه تتحقيق السالم في السودان والتي أسفرت عن أتفاق أبيي وإعالن المبادئ حول تقسيم )البترول( في فقد قسمت عائدات البترول خالل الفترة األنقوك %4 %24 %90 االنتقالية إلى ستة أقسام الحكومة القومية حكومة جنوب السودان بحر الغ ازل %4 غرب كردفان اكتشاف )1( ولكن البترول في منطقة أبيي بدال من أن يكون نعمة لصالح المواطنين من أجل التنمية صار المسيرية %4 %4 نغمة وفتنة حيث بدأت ني ارن الص ارع حوله بين المسيرية واألنقوك تشتعل وظهر ذلك جليا حول خريطة مفوضية حدود أبيي التي أدخلت فيها مناطق إنتاج البترول مثل حقل هجليج وحقل دف ار والميرم وبحيرة كيلك ومنطقة ناما الز ارعية كي تكون جزءا من بحر الغ ازل مما ألهب الص ارع وبالتحديد عارض المسيرية تقرير المفوضية النهائي واعتبروه تقرير خب ارء أجانب وأن المفوضية ال عالقة لها به وال يمثل أري المفوضية موضحين تجاوزه وعدم قابليته للتطبيق والمعلوم أن اإلعالن أحتفظ فقط للمسيرية الحمر وغيرهم بحقوقهم في حركة الرعي والترحال شماال وجنوبا وبالتالي تم رفض تقرير تم تحديدها وترسيمها في عام 1592 م على حسب تعبيرهم. أما النقوك فقد رحبوا بق ارر لجنة ترسيم حدود أبيي واعتبروه وانتصا ار لهم انتصا ار لإل اردة السياسية للحركة الشعبية لتحرير السودان. وسياسيا رفض المؤتمر الوطني الحزب الحاكم في الخرطوم ق ارر لجنة ترسيم الحدود بإعتباره أدخل كل مناطق اكتشاف البترول في حظيرة الجنوب وقد وقف مع الخب ارء من جانب المسيرية لكونه معيبا وجائ ار وبعيدا كل البعد عن العدالة واألع ارف والتقاليد وجددوا إلت ازمهم بحدود عام 1592 م والتي نص عليها برتكول أبيي وقد حذر المسيرية من مغبة ذلك وقالوا بأنهم لن يقبلوا بأن يكونوا ضحية لمؤام ارت ودسائس ومخططات دعاة الفرقة واالنفصال ولن يكونوا ضحية للص ارع حول موارد البترول الواضحة للعيان من الخريطة الجديدة التي صممتها وتبرعت بها لجنة الخب ارء التابعة لمفوضية ترسيم حدود أبيي والتي ضمت أهم ق ارهم ومدنهم على سبيل المثال ال الحصر الميرم وناما والستيب وهجليج وكيلك وغيرها وهي جزء أصيل وال يتج أز وال يمكن فصله وعزله من إقليم كردفان الكبرى وال من محيطه الجغ ارفي واالجتماعي والثقافي وذلك استنادا على الخ ارئط والوثائق التاريخية والحياة الماثلة على األرض والحدود المتعارف عليها منذ مئات السنين والتي صف المسيرية أما الحركة الشعبية ساندت األنقوك وهذا الص ارع السياسي بسبب النفط خلق ف ارغا سياسيا وإداريا بالمنطقة وتوقفت مفاوضات السالم بين حزبالمؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان وحشد الجانبان قواتهما العسكرية حول أبيي وكادت قضية أبيي أن تعصف بمفاوضات السالم وتنسفها مما حدا بالمجتمع الدولي بممارسة مزيد من الضغوط خاصة على حكومة الخرطوم وبدأت االضط اربات بين دولتي الشمال والجنوب تزداد يوما بعد يوم وقد استهدفت قوات الحركة الشعبية مدعومة بقوات الجبهة الثورية مناطق البترول بالشمال فاعتدت على حقل هجليج وأحرقته مسببة خسائر مادية كبيرة تمكنت الحكومة مؤخ ار من إصالحه بأيادي مهندسين سودانيين )1( إن أمر البترول من الناحية الصناعية والفنية سيكون صعبا ومعقدا لدى دولة الجنوب ألن كل البنيات الصناعية بالنسبة للبترول موجودة بالشمال وهذا ما يفسر اإلص ارر على الهجوم على هجليج من قبل قوات الحركة الشعبية والهدف هو ضرب المنشأت النفطية في الشمال كما أن عبور نفط الجنوب وألغ ارض التصدير البد أن يمر عبر الشمال وذلك لطبيعة األرض المنحدرة نحو الشمال عليه فمن األفضل على الطرفين إيجاد الحلول واإلتفاق حول المسائل الخالفية خاصة فيما يتعلق بعبور وتصدير البترول فيتعين على دولة الجنوب عادل أحمد إبراهيم وتاج السر عثمان النفط والصراع السياسي في السودان ص 72 )1( صفحة 44

15 مضطرة دفع رسوم العبور التي تتضمن كل العمليات التقنية كالتجميع والترشيح والنقل والتأمين والتصدير ألن النفط يختلط بكثير من الشوائب بنسبة %10 وهو أيضا ذو خواص شمعية ويحتاج إلى عملية تسخين حتى يستمر في التدفق وأن الحديث عن التصدير عبر كينيا هو أمر مستحيل حتى شمال كينيا لو كان به بترول ال يستطيع تصديره إال عبر شمال السودان وذلك لطبيعة. )4( األرض والجغ ارفية التي حباها الله للشمال )1( نتائج انعكاس تأثير عوامل الص ارع حول الموارد الطبيعية في منطقة أبيي على األمن السوداني : علي ضوء الفرض الذي نص علي ( أن منطقة ابيي تتمتع بموارد طبيعية غنية و متنوعة جعلت المنطقة عرضه للص ارعات ) مما اثر والن ازعات علي األمن السوداني لقد ظهرت انعكاس آثار الن ازع في أبيي في شكل مهددات سياسية واجتماعية واقتصادية وعسكرية على األمن السوداني وفرضت أوضاع مأساوية ال تتفق ومصالح الدولة القومية ويتضح ذلك التأثير الكبير من خالل هذا الن ازع ودوره في إشغال األزمة بين السودان ودولة الجنوب ورغم االتفاق على معالجة القضايا المسببة لألزمة إال أن قضية أبيي لم تبارح مكانها حتى اآلن. أوال : اآلثار السياسية : تنقسم اآلثار السياسية الي محورين محور داخلي وآخر خارجي. اآلثار الداخلية : الحدود تمثل أ. أهم النقاط الخالفية بين مواقف الطرفين من تقرير لجنة الخب ارء الذي وجد موافقة من الحركة الشعبية لتبعيته لما يسمى منطقة أبيي التي حددها التقرير والتي ستخضع انضمامها حول لالستفتاء ألي من جنوب السودان أو السودان علما بأن الذين يحق لهم التصويت في االستفتاء هو دينكا نقوك فقط دون المسيرية وت ارهن الحركة الشعبية على كسب الرهان لصالحها بسبب العوامل الثقافية والعرقية والدينية واللغوية ومن هنا تأتي أهمية تبعية المنطقة للجنوب مبدئيا بتحديد حدودها بواسطة اللجنة ونهائيا بعد االستفتاء عليها وفي الجانب اآلخر رفض المسيرية تقرير الخب ارء واعتبروه تجاو از لصالحية واختصاصات اللجنة. ب. شعور قبائل المنطقة خاصة دينكا نقوك بعدم مكافآتهم ومساندتهم من قبل حكومة السودان وإحساسهم بعدم رد الجميل قد يدفعهم لمناصرة ومؤازرة حكومة الجنوب خاصة في السودان االستفتاء تحت اإلغ ارءات الممنوحة بتحقيق مصالحهم التي عجزت عنها حكومة النظامية ج. عدم مقدرة حكومة السودان على السيطرة على زمام ومقاليد األمور بالمنطقة وتركها للمعالجات األمنية من قبل القوات قد يدفع بالحركات المسلحة المناوئة )حركات دار فور( التي بدأت تنشأ وتنشط في المنطقة نحو مناصرة قوات الحركة الشعبية وبالتالي السيطرة على المنطقة فتزداد األمور تعقيدا ربما يستدعى ذلك التدخل الدولي )تحت البند السابع ). د. ضعف تناول وسائل اإلعالم السوداني للقضية وبعد منطقة أبيي عن المركز وعكس ما يجري من أحداث ألبناء المنطقة جعلهم غير ملمين بتواتر األحداث ومسايرتها مما أتاح الفرصة لبث الشائعات من أصحاب األغ ارض الخاصة وجعلهم يجنحون للشك والتوفر تجاه حكومة السودان. ه. وصفت مفاوضات إتفاقية السالم الشامل منطقة أبيي بأنها إحدى المناطق المهمشة وأهمال وتقاعس الحكومة في حسم أمرها يعطى إنطباعا سالبا لبقية المناطق التي تم التوصل معها الإتفاق أو جارية حاليا المفاوضات معها ( دار فور جنوب كرد فان النيل األزرق ) بعدم جدية حكومة السودان في التفاوض مع تلك الفئات وبالتالي ستصبح كل تلك اإلتفاقيات أو المفاوضات خصما على األمن السوداني. )1( الخير عمر احمد سليمان العالقات السودانية المصرية منظومة االمن القومي والمصالح االستراتيجية مجلة االستراتيجية واالمن الوطني العدد) 1 ( الخرطوم ديسمبر 6004 م ص 184 صفحة 48