دراسة العالقة بني تقنية املعلومات والنظرية البنائية والبيئة اجلامعية والعوملة دراسة العالقة بني تقنية املعلومات والنظرية البنائية والبيئة اجلامعية وال

النسخ

1 دراسة العالقة بني تقنية املعلومات والنظرية البنائية والبيئة اجلامعية والعوملة دراسة العالقة بني تقنية املعلومات والنظرية البنائية والبيئة اجلامعية والعوملة: املقدمة أنموذج مقرتح لتنمية رأس املال البرشي يف عرص العوملة )*( أستاذ التعليم اإللكرتوين املساعد جامعة امللك سعود الرياض. ) ( د. صالح بن حممد عبداهلل العطيوي العامل بمتغريات عديدة خصوصا منذ بداية العقد األخري من القرن العرشين مر وش ملت هذه املتغريات الناحية السياس ية مثل: اهنيار االحتاد الس وفييتي وانته اء احلرب الب اردة والناحية التقنية: مثل التط ور يف تقنية املعلومات واالتص االت ال ذي مل يس بق له مثي ل مم ا أدى إىل س هولة انتقال املعلوم ات ورسعة االتص االت بين دول العامل فأصبحت متثل العمود الفقري لنش وء االقتصاد الرقمي وتعزيز رسعة وسهولة انتقال رؤوس األموال. ونشوء التنظيامت اإلقليمية واالتفاقيات بينها لسهولة التبادل التجاري هذا باإلضافة إىل قيام منظمة التجارة العاملية والتي تعد رشوطه ا ملزم ة للدول األعض اء وتعترب هذه املتغريات س ببا رئيس ا يف انبثاق ظاهرة العوملة التي أثرت عىل دول العامل يف مجيع املجاالت االقتصادية والسياسية واالجتامعية والتعليمي ة. ويف ض وء تلك املتغريات تعترب مراجعة وإصالح البيئة اجلامعية يف العرص احلايل أمرا رضوريا لتنمية رأس املال البرشي خصوصا مع انبثاق ظاهرة العوملة وانضامم اململكة العربية الس عودية ملنظمة التجارة العاملية حتى تتمكن من التغلب عىل حتديات العوملة وتضمن استمرارية التنمية يف البيئة املحلية واملنافسة عامليا. وق ال س وتر )2006( Suter إن العوملة من ذ عقود قليلة مضت من أهم العوامل املؤث رة يف التح والت الت ي حت دث يف العامل ويميض الع امل يف ظلها نح و إذابة احلدود الدولية لكي يصبح منظومة واحدة. ويضيف سوتر: ال أحد يعرف ما الذي خيبئه املستقبل ملجتمعاتنا ولكنه يف حقيقة األمر خيتلف عن واقعنا احلايل ومتتد هيمنة العوملة إىل البيئة 125

2 املجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب املجلد 25 العدد 50 التعليمي ة والتجاري ة ويرى لنجت رش ( Longchar ) 2002 أن العوملة حقيقة وظاهرة ملحوظة يف العامل ويمتد أثرها إىل املجتمع ومؤسس اته التعليمية والتجارية والصناعية وإىل إعادة تشكيل ثقافة أخرى جديدة هلذه القطاعات. وتعد العوملة من أحد خصائص وممي زات األلفي ة الثالثة وحقيقة ال مفر منها يف حياة املجتم ع اليومية وال يمكن ألي جمتمع أو طائفة البقاء بمعزل عن نفوذها وقوة تأثريها. وذكر كارنوي )2005( Carnoy أن العومل ة تؤدي إىل زيادة الطلب عىل التعليم وخصوصا التعليم اجلامعي وتعمل عىل زي ادة الضغ ط عىل بيئة التعلي م اجلامعي للعمل ع ىل تأمن جودة التعلي م الذي حيقق للمتعلم احلصول عىل املعرفة واكتساب املهارات للمنافسة عىل املستوى املحيل والعاملي. ويذك ر بلوم) 2006 ( أن العوملة هلا تأثري واضح عىل التعليم اجلامعي وأصبحت مهمة أكثر من قبل والتباطؤ يف عملية تطويره هيدد التنمية. وذكر كل من بارو وديدو أوبتتي وماليا ( Mallea ),Barrow, Didou - Auperit and 2003 أن العوملة نتاج التقدم والتغيري التقني الذي جعل العامل قرية صغرية ويش ريون إىل أن االتصاالت والعمليات األخرى التي حتتاج أياما إلنجازها يتم تنفيذها يف الوقت احلايل خالل ثوان معدودة عرب تقنية املعلومات واالتصاالت. مشكلة البحث حدثت جمموعة من املتغريات يف واقع عاملنا شملت متغريات ثقافية وتطورا رسيعا يف تقنية املعلومات وتطورات سياسية واقتصادية سامهت يف حتويل العامل إىل جمتمع عاملي صغ ري مم ا أدى إىل انبثاق ظاه رة العوملة والتي حتمل يف طياهتا اإلجيابيات والس لبيات املؤث رة ع ىل املجتمع وينبغي عىل الدول تطوير البيئة التعليمية اجلامعية لالس تفادة من اجيابياهتا وتفادي سلبياهتا أو احلد منها. وتعترب البيئة التعليمية اجلامعية يف اململكة العربية السعودية بالغة األمهية يف تنمية رأس املال البرشي وهذا يتطلب إجياد البيئة التعليمية التي تواكب تطورات هذا العرصخللق وإعداد الكوادر البرشية القادرة عىل التفكري واإلبداع وبن اء املعرفة للتعامل مع العامل اجلديد. لق د أوضح عبداحلميد وهالل وخرض واملنويف )2004 (»أن نوعية التعليم العريب ومس امهته يف التنمية متدنية جدا... وتأخذ معظم األنظم ة العربي ة بالتلقن مما يقت ل روح اإلبداع لدى املتعلمين«)ص 151(. ويذكر 126

3 دراسة العالقة بني تقنية املعلومات والنظرية البنائية والبيئة اجلامعية والعوملة اخلض ريي )2001(»... ومن ثم فإن العوملة س وف تؤدي إىل اس تقطاب خطري لقوى االستثامر وقوى اإلبداع وقوى االبتكار وإن الدول املتقدمة الفاعلة يف العوملة سوف تستحوذ عليها وإن باقي العامل سيعاين من التهميش واالنكامش وإن من سيقبع ساكنا متخذا دور املتلقي السلبي سوف يعاين بشدة من العوملة«( ص 169(. ولذا فإن مشكلة الدراسة تركزت حول حماولة معرفة العالقة بن كل من تقنية املعلومات والنظرية البنائية وظاه رة العوملة والبيئة اجلامعية واس تنباط أنموذج مق رتح لتنمية رأس املال البرشي لتحقيق متطلبات عرص العوملة. أسئلة الدراسة أجابت الدراسة عىل السؤال الرئيس: ما األنموذج املقرتح لتنمية رأس املال البرشي يف البيئة اجلامعية باململكة العربية الس عودية يف عرص العوملة لإلجابة عن هذا السؤال حاولت الدراسة اإلجابة عن األسئلة الفرعية اآلتية: ما العوامل املؤثرة يف تكوين العوملة من الناحية االقتصادية م ا عالق ة النظرية البنائي ة بكل م ن البيئة التعليمي ة اجلامعية وتقني ة املعلومات والعوملة ما العالقة بن تقنية املعلومات والبيئة التعليمية اجلامعية يف عرص العوملة ما متطلبات البيئة التعليمية اجلامعية يف عرص العوملة أهداف الدراسة هدف ت هذه الدراس ة إىل حتقيق جمموع ة من األهداف والتي هلا دور أس ايس يف التأثري عىل تنمية رأس املال البرشي موضحة عىل النحو اآليت: 1 التعرف عىل العوامل املؤثرة يف العوملة من الناحية االقتصادية. 2 معرفة عالقة النظرية البنائية بكل من البيئة التعليمية اجلامعية وتقنية املعلومات والعوملة. 127

4 املجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب املجلد 25 العدد 50 3 معرفة العالقة بن تقنية املعلومات والبيئة التعليمية اجلامعية يف عرص العوملة. 4 التعرف عىل متطلبات البيئة التعليمية اجلامعية يف عرص العوملة. أمهية الدراسة تنبع أمهية الدراس ة من احلاجة امللحة لإلصالح يف البيئة اجلامعية باململكة العربية الس عودية يف ضوء املتغريات العاملية والتي تش مل التطور املس تمر يف تقنية املعلومات وتطبي ق مب ادئ النظري ة البنائي ة والعوام ل املؤث رة يف العوملة وإرهاصاهتا ع ىل البيئة اجلامعية والتي أصبحت ظاهرة واقعية ال يمكن جتاهلها ويف ضوئها أصبح العامل قرية عاملية. ومتثل تلك العنارص حتديات جيب عىل القيادين يف اجلامعات التغلب عليها حتى تتمك ن م ن إعداد رأس املال الب رشي الذي حيقق تطلعات املجتمع ات العاملية وليس املجتم ع املح يل فق ط. وأوضحت الدراس ة للقياديين يف اجلامع ات دور العالقة بن مكون ات تقنية املعلوم ات والنظرية البنائية والعوملة والت ي عملت مع بعضها البعض كوحدة واحدة وعالقتها بالبيئة اجلامعية لضامن تنمية وجودة رأس املال البرشي لتحقيق متطلبات عرص العوملة واالقتصاد املعريف. املصطلحات العوملة: زيادة تدفق كل من الس لع واملوارد عرب احلدود وانبثاق جمموعة من التنظيامت املرتبط ة م ع بعضه ا البع ض عاملي ا والقي ام بأنش طة وأعامل عىل مس توى الع امل) 1977a.)uncad, ويعرف منتوربان وليندنري ومكلن ويذريب) 2006 ( Turban, Leider, McLean and Wetherbe العوملة أهنا إذابة العوائق بن دول العامل والتي متثل حاجزا بن األفراد واملنظامت واملجتمعات. النظرية البنائية: يعتمد بناء املعرفة عىل املتعلم من اخلربات السابقة والتفاعل مع اآلخرين.)Arends, 1998; Woolfolk, 2001( تقنية املعلومات: تش مل تقنية املعلومات األجزاء احلاس وبية الصلب ة وتضم أدوات املدخالت واملخرجات والتخزين. واألجزاء املرنة وتضم الربجميات التي تدعم 128

5 دراسة العالقة بني تقنية املعلومات والنظرية البنائية والبيئة اجلامعية والعوملة مجيع العمليات. وشبكة االتصال وتضم الشبكة املحلية والعاملية التي تدعم عملي ة التواصل الكرتونيا. وإدارة قواع د البيانات التي تدعم ختزين وحركة املعلومات وكل تنظيم يعمل عىل تطوير تقنية املعلومات التي تتالءم مع إدارة نشاطاته) 2002 Laudon,.) O Brien, 2005; Laudon and رأس املال البرشي: يصف قيمة املعارف واملهارات والس لوك واجل دارة التي يمتلكها الف رد )2003.)Morrison, يع رف كل من بارو وآرمس رتونج ( and Baron 2007) Armstrong, ب أن رأس امل ال البرشي يتكون م ن املعارف واملهارات والقدرات والكفاءة عىل تطوير وابتكار العمليات بواسطة العاملن بالتنظيم مما يعزز البيئة الداخلية حتى تتكيف مع متطلبات البيئة اخلارجية. منهج الدراسة اعتمدت هذه الدراسة عىل استخدام الطريقة االستقرائية واالستنتاجية) Inductive )and Deductive Method يف حتليل الدراس ات الس ابقة والوصول لألنموذج املقرتح. يذك ر أب و س ليامن )1423( توص ل العل امء يف العرص احلدي ث إىل اس تخدام الطريقة االس تقرائية واالس تنتاجية الت ي تس هم يف الوص ول إىل اكتش اف حقائ ق ومعلومات جديدة حن يقول»...حيث ينتقل الباحث من مرحلة اس تقراء اجلزيئات ومراقبتها إىل اس تخراج املقرتحات واس تنباط احللول التي يتوصل هبا إىل نتائج منطقية وحلول مقبولة«)ص 64(. أدبيات الدراسة تم استعراض األدبيات التي ناقشت مكونات الدراسة وتشمل العنارص اآلتية: أوال : العوملة أك د ن ور )2008( بعدم اس تطاعة أي جمتم ع أن يعيش بمفرده ع ن املجتمعات األخ رى نتيج ة للمتغ ريات التي حدث ت يف العامل من ذ بداية العقد األخ ري من القرن 129

6 املجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب املجلد 25 العدد 50 العرشين مثل اهنيار االحتاد الس وڤييتي والتحول من االقتصاد الش يوعي إىل االقتصاد ال رأس م ايل ودع م تقنية املعلومات للرتاب ط وتبادل املعلومات بين دول العامل والتي هل ا دور أثر عىل العامل وأس هم يف تكوين العوملة. وقال الرشي ف )1423( إن األدبيات يف ال دول الغربي ة تركز عىل دور وأمهية العوملة االقتصاد ي ة. ويؤكد عدم إمكانية تطور االقتصاد يف أي دولة واحتالله درجة عالية يف منافسة االقتصاديات األخرى دون دعم القدرات العلمية التي متثل رأس املال البرشي. وذكر كل من بارو وديدو أوبتتي وماليا ( Mallea )Barrow, Didou- Auperit and 2003 أن العومل ة نت اج التقدم والتغيري التقني الذي جعل العامل قرية صغرية مع تطوير النقل واالتصاالت ويشريون إىل أن االتصاالت والعمليات األخرى التي كانت تأخذ أيام ا إلنجازه ا يتم تنفيذها يف الوقت احلايل يف ثوان معدودة من خالل تقنية املعلومات واالتص ال. ونتيجة هلذه املس تجدات ذكر س تكليف وجلين Glyn( ) Sutcliffe and 2003 أن زيادة االندماج بن اقتصاديات العامل ساهم يف ظهور العوملة. وأشار كيتجاوا )2003( Kitagawa وبالكم ور 2002 Blackmore إىل أن العومل ة متثل ضغوطا عالية ع ىل اجلامعات لكي تس تجيب ملتطلب ات االقتصاد املعريف. وذك ر جيدنس Giddens,( 1995) أن العامل يتحرك نحو تكوين جمتمع واحد تعتمد فيه مجيع املجتمعات عىل بعضها البعض أو ما يسمى بالقرية العاملية. وأكد وكنس )2006( Watkins أن العوملة هلا تأثري عال عىل مجيع مراحل التعليم بام فيها التعليم اجلامعي الذي يتطلب تبني اسرتاتيجية تعزز خمرجاهتا. وذكر وكنس) 2006 ( Watkins و هوجفلت) 1977 ( Hoogvelt أن العوملة ليست فقط تغريات ثقافية أو اقتصادية أو سياسية ولكنها إعادة بناء املجتمع العاملي. ثانيا : البيئة التعليمية اجلامعية أش ار بريثورن ولنتل ( Lentell ) Perraton and 2004 إىل الدور الذي يقع عىل عات ق اجلامعات واملتمثل باالس تجابة ملتطلبات القوى العامل ة ومتثل هذه املتطلبات إع ادة تش كيل احتياجات املتعلمن م ن املعارف واملهارات املطلوب ة والتي حتتاج إليها مجي ع القطاعات يف عرص العوملة وأكدا ع ىل دور العوملة يف توحيد املناهج لتصبح أكثر انسجاما يف ضوء املتغريات. 130

7 دراسة العالقة بني تقنية املعلومات والنظرية البنائية والبيئة اجلامعية والعوملة واستشهد بلوم )2006( بالتطورات التي حدثت بالبيئة التعليمية اجلامعية وكيف استفادت من العوملة وذلك بإنشاء صناعة الربجميات وهندسة احلاسب اآليل وقد دربت العدي د من املهتمن بتل ك التخصصات املتقدمة تقنيا وبلغ عددهم أكثر من شخص ومعظمهم حصلوا عىل مؤهالهتم العلمية من اجلامعات وكليات التقنية. ففي اهلند مثال أقامت الرشكات العاملية املتخصصة يف الربجميات وتقنية املعلومات مثل رشكة آيب إم )IBM( وأوركل )Oracle( وميكروسوف) Microsoft ( عالقات وثيقة مع تلك اجلامعات ومراكز األبحاث حتى تس تفيد م ن خرجييها. وقال بلوم»والنظر إىل أوضاع االقتص اد يف بع ض مناط ق اهلند مثل بتجل ور وحيدرأباد واملش اركة يف املرشوعات الصناعية يؤكد أمهية استخدام التعليم العايل لالستفادة من الفرص الواعدة التي تقدمها العوملة«)ص 147(. ورأى عبداحلمي د وآخ رون )2004( رضورة مراجعة ما تقدمه البيئة التعليمية للمتعلمن يف الوطن العريب والتي ال ختلق اجليل القادر عىل مواجهة رياح العوملة يف ضوء األنظم ة التعليمي ة احلالية والتي يعتمد فيها التعليم عىل تلبية فرتة زمنية واحدة وتلبية منطقة مكانية أو إقليمية واحدة. باإلضافة للتحديات التي يواجهها وتشمل املتغريات االقتصادية والثقافية والتقنية واملعرفية. وأكد س لوتر وليس يل and)1999( Slaughter Leslie ع ىل أمهي ة تغيري وظيفة التعليم اجلامعي ليكون ذا عالق ة وثيقة باالقتصاد الذي يرتكز بقوة عىل التقنية واملعرفة واالبتكار. ورأى س لوتر وليس يل رضورة تبرص معظم دول العامل يف وظيفة اجلامعات كبؤرة جوهرية للمشاركة مع العامل يف إعداد وتقديم رأس املال البرشي الذي يسهم يف حتقيق املنافسة يف االقتصاد املعومل. ثالثا : تقنية املعلومات ذك ر بوهج وال ( Pohjola 2000( أن تأث ري تقني ة املعلوم ات واضح عىل النمو االقتص ادي يف ال دول الغني ة والتي حيتل فيها التعليم مس توى عاليا يف مجيع املراحل. ويف ضوء ذلك جيب تبني تقنية املعلومات يف التعليم لتعزيز املخرجات القادرة عىل دمج التقنية يف كافة األنشطة. 131

8 املجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب املجلد 25 العدد 50 وأشار هوملز وجاردنر )2006( Holemes and Gardner أن تقنية املعلومات أدت دورا مهام يف ترابط األفراد واملجتمعات والشعوب وأصبحوا أقرب إىل بعضهم البعض أكثر من العقود الس ابقة ومن املمكن بناء التفاعل املش رتك وتبادل األفكار واملعارف ومن املمكن فقدان الثقافة واهلوية وتكوين ثقافات أخرى. ويرى دور تقنية املعلومات يف دعم التعلم اإللكرتوين عن ب عد الذي يتيح فرصة التعلم للراغبن يف التعلم عىل مستوى الع امل. واجلدي ر بالذك ر أن اس تمرار االبتكار ون رشه يف جمال تقني ة املعلومات فرض التغيري يف بيئة العمل واس تمراره مما س اهم يف تقليص بعض الوظائف وخلق وظائف جديدة يف خمتلف املجاالت وتعزيز املنافس ة) )2003 Hofstede وهذا ما أكده بيتس )2000(Bates أن أمهية تطوير البيئة اجلامعية ونجاحها يعتمد عىل تبني تقنية املعلومات يف التعلم والتدريس والبحث لتنمية رأس املال البرشي. إجابة أسئلة الدراسة إجابة السؤال األول: ما العوامل املؤثرة يف تكوين العوملة من الناحية االقتصادية أوضح اجلزء األول من األنموذج املقرتح لتعزيز البيئة التعليمية اجلامعية احلديثة لتنمية رأس املال البرشي يف عرص العوملة من الشكل رقم )3( إجابة السؤال األول وتم استعراض عدد من العنارص املؤثرة يف تكوين العوملة والتي امتد تأثريها عىل االقتصاد اجلزئي والكيل يف دول العامل وشكلت حتديات أمام البيئة اجلامعية موضحة عىل النحو اآليت: 1 نشأة التنظيامت اإلقليمية. 2 نشأة منظمة التجارة العاملية. 3 االقتصاد الرقمي. 4 التجارة اإللكرتونية. 1 نشأة التنظيامت اإلقليمية ذك ر اجيباري ا ومهاتكنانك ون) Mahatanankoon ) Iagbaria and 2003 أن العومل ة قادت نفس ها عرب العامل بوس اطة عوملة االقتصاد واتض ح ذلك من خالل أداء 132

9 دراسة العالقة بني تقنية املعلومات والنظرية البنائية والبيئة اجلامعية والعوملة املنظ امت أعامهل ا عرب احلدود املختلفة يف أي وقت. وظه رت االتفاقيات اإلقليمية مثل اتفاقي ة النافت ا ( NAFTA North American Free Trade Agreement ) والتي ضمت دول شامل أمريكا الواليات املتحدة األمريكية واملكسيك وكندا ففي هذا السياق ذكر كافين ( 2006 ) Cavasin أن اتفاقية دول ش امل أمريكيا أدت إىل جتانس السياس ات واالتفاقيات االقتصادية والتي تسمح بحرية التجارة فيام بينها. ويذكركولندر) 2004 ( Colander أن هدف الدول األعضاء دعم اقتصادياهتم من خالل تكوين أسواق ضخمة وزيادة املنافسة ودعم قوة السوق للمنافسة عامليا. أم ا يف أوروبا فظهر االحت اد األورويب )EU( European Union وما ترتب عليه م ن تراب ط وثيق بين دول األعضاء لدعم اجلوانب االقتصاد ية والسياس ية حيث قال أريستس وساوير Sawyer( ) Arestis and 2003 أن إصدار االحتاد األورويب لعملة جدي دة وموح دة متثل مجيع األعضاء تعترب خطوة مهمة نح و دمج اقتصادياهتا وهناك توج ه لتكوين اقتصاد يس هم يف دعم العوملة. وإجياد نوع جديد م ن التعامالت النقدية فيام بينها. وأصبح للتعامالت اإللكرتونية والتحويالت دور بارز يف تفعيل العوملة ودعم التعامالت بن أعضاء االتفاقية والتي أصبحت شائعة بن التنظيامت مثل اإليداع النقدي ودفع الشيكات وبطاقات السحب النقدي والتحويالت النقدية. وأصبحت التعامالت التجارية تنفذ عرب احلدود الدولية. 2 منظمة التجارة العاملية تعترب منظمة التجارة العاملية منظمة حديثة فقد تأسس ت يف عام 1994 م إلدارة التجارة العاملية واتفاقيات االس تثامر وشملت جمموعة من الرشوط التي تنظم التجارة العاملية وامللزمة للدول األعضاء بدال من منظمة اجلات املؤسس ة عام 1947 م. وتعد االتفاقيات الدولية حجر األساس يف تغيري بيئة التجارة واالستثامر العاملي. وتعترب حمور منظمة التجارة العاملية املس امهة يف تطوير التجارة وتدفق االستثامر عرب العامل), Igbaria 133.) Anandarajan and chen, 2003 وذكر كافسن ( 2006 ) Cavasin أن اتفاقية منظمة التجارة العاملية املتمثلة يف حرية التجارة أدت إىل جتانس السياسات االقتصادية بن دول العامل واتساع نطاق األسواق ب دال من الس وق املحيل وعزز العالقة بن رؤوس األم وال وحرية انتقاهلا وهلذا جلأت

10 املجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب املجلد 25 العدد 50 الرشكات إىل إعادة هيكلتها بام حيقق أهداف العوملة. وأكد كولندر) 2004 ( Colander أن هدفها اجلوهري تشجيع حرية وسهولة التجارة بن الدول األعضاء 3 االقتصاد الرقمي ذكر ريتيش وبرندايل ( Ritchie and Brindley 2005( جمموعة من العنارص التي أدت إىل ظهور االقتصاد الرقمي وتأثريه عىل العامل وتشمل ما ييل : أ التطورات التقنية: وخصوصا التقدم والتحسن الذي طرأ عىل االتصاالت الرقمية والت ي تض م البيانات واملعلومات وطرق حفظها وإرس اهلا. وملا تتمتع به من الرسعة واملرونة وحتسين القدرة والدقة التي تدعم اجلودة وسهولة استخدام التقني ة وتس هيل عملي ة التبادل بن املنظ امت إلكرتونيا مما س اهم يف رسعة انتش ارها يف العامل وتبنيها بواس طة مجيع أنواع املنظامت وتعد القائد األساس لتكوين االقتصاد الرقمي. ب التغ ريات االقتصادي ة االجتامعية: وهذا ناتج عن رسع ة تبني تقنية املعلومات واالتصال بن مجيع األفراد يف خمتلف األعامر واملؤسس ات التعليمية. وسعت كاف ة عنارص املجتمع إىل اس تخدام تل ك التقنية مثل الدخول للش بكة العاملية للمعلومات واستخدام فيديو االجتامعات التفاعلية مع أفراد العائلة أو األصدقاء يف أي جزء من العامل. وتعترب املتطلبات االقتصادية املؤثر احلقيقي الذي أدى إىل رضورة استخدام التقنية لتسهيل إنجاز احتياجات األفراد واملجتمع. ج عن ارص االقتص اد اجلزئ ي : جلأت املنظامت إىل ش د انتباه املس تهلكن لزيادة الطل ب ع ىل املنتج وطلب معلومات إضافية عن املنت ج أو اخلدمة والصيانة والتحديث وتعترب تلك املتغريات أسباب تبني االقتصاد الرقمي والذي يعترب من أهم أدواته استخدام الشبكة العاملية للمعلومات لتقديم اخلدمات املنافسة أو املساوية للمنافسن وكافة املعلومات عن السلع ومكنت الزبائن من الطلب املبارش وتلبية رغباهتم بأرسع وقت ممكن وبجودة عالية. د عنارص االقتصاد الكيل: وهلا تأثري وأمهية عىل متكن وتطوير االقتصاد الرقمي. 134

11 دراسة العالقة بني تقنية املعلومات والنظرية البنائية والبيئة اجلامعية والعوملة ويكم ن التغيري يف االقتصاد الكيل الذي يش مل مجيع التنظيامت والرضوري ملساعدة ودعم تطوير وحتسن االقتصاد الرقمي. إن عدم التغيري يف بيئة املنظامت وس لوك الزبائ ن مؤرش عىل ارتف اع املخاطرة ويعترب االندم اج يف االقتصاد الرقمي من أفضل احللول لرفع الكفاءة االقتصادية الكلية جلميع التنظيامت. 4 التجارة اإللكرتونية ذك ر مات الي )2007( Matlay يوجد عدد من الش واهد خالل العقد األخري م ن القرن العرشين نحو أمهية الش بكة العاملية للمعلوم ات ودورها يف والدة التجارة اإللكرتوني ة ال ذي يعترب حدثا عامليا يف تغيري األنش طة االقتصادي ة للتنظيامت الصغرية واملتوسطة والكبرية باإلضافة إىل تغيري نمط الرشاء لدى املستهلكن. كام يؤكد دولكيا و دولكي ا ول وب ( Dholakia, Dholakia and Laub 2002 ). أن معظ م املنظ امت التجاري ة تبنت التجارة اإللكرتونية لكي تع زز موقف املنظمة التنافيس وزيادة التبادل يف السوق نتيجة لسقوط عوائق التجارة بن البلدان ونشأة األسواق املعوملة. وذك ر مرك ز الدراس ات الدولي ة واإلس رتاتيجية and( Center for Strategic ( International Studies 2006 أن تقني ة املعلوم ات عن رص قي ادي لعملي ات العوملة وبالتحدي د من ذ بداية العقد األخري م ن القرن املايض مما كان هل ا األثر عىل التطورات يف نرش املعلومات والوصول إليها وعىل االقتصاد وفاعليتها يف تطوير مجيع القطاعات االقتصادية. وقدمت تقنية املعلومات أفضل شبكة لالتصال والتي هلا القدرة عىل توسيع نطاق توزيع املنتجات واألفكار واملصادر يف املنطقة اجلغرافية الواحدة واملناطق اجلغرافية األخرى من العامل. وللثورة يف تقنية املعلومات دور بارز يف إعادة تشكيل االقتصاديات وطبيعة املعيشة االجتامعية يف معظم دول العامل. وأشار كاستيلس) Castells (1998 إىل أن توافر واستخدام تقنية املعلومات متطلب جوهري للتطور االقتصادي واالجتامعي يف عاملنا. وأكد بليسن ( Belasen (2000 أن تقنية املعلومات تزود التنظيم بالقدرات التي متكنه من دخول العوملة بيرس وسهولة نتيجة لتطبيقاهتا املتعددة مما يسهل العمل وكأن ما حيدث يف العامل احلقيقي ويستخدمها التنظيم من أجل حتسن كفاءة ومرونة تأدية أنشطته واملحصلة النهائية الستخدامها زيادة اإلنتاجية الفردية والتنظيمية. 135

12 املجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب املجلد 25 العدد 50 إجابة السؤال الثاين: ما عالقة النظرية البنائية بكل من البيئة التعليمية اجلامعية وتقنية املعلومات والعوملة أوض ح اجلزء الثاين من األنموذج املقرتح لتعزي ز البيئة التعليمية اجلامعية احلديثة لتنمي ة رأس امل ال البرشي يف عرص العوملة من الش كل رق م )3( مكونات اإلجابة عىل السؤال الثاين وتم مناقشة كل من الفقرات اآلتية: 1 جذور النظرية البنائية ومكوناهتا ودورها يف بناء املعرفة. 2 دور النظرية البنائية يف البيئة التعليمية اجلامعية والعوملة. 3 العالقة بن تقنية املعلومات والنظرية البنائية. 1 جذور النظرية البنائية ومكوناهتا ودورها يف بناء املعرفة ذك ر وول فول ك ( folk (2001 Wool أن النظري ة البنائية تركز عىل كيف يصنع املتعل م معن ى ملا يتم تعلمه وبمعن ى آخر كيفية بناء املعرفة بوس اطة املتعلم. ويذكر أن جذور نظرية التعلم البنائية متتد إىل أعامل وبحوث كل من بياجيه ( )Piaget وفيجو تكيس ( Vygotasky ) وبرون ر Brurner( ) وج ون ديوي ( Dewey ) John. ويوجد للبنائين نظرة نحو التعلم فالتعلم لدهيم ليس مرتكزا عىل استقبال املعلومات والتدريس ليس نقل املعلومات من املعلم للطالب. وإنام هو قائم عىل افرتاض جوهري هو اعتامد التعلم ع ىل فاعلية ونش اط املتعلم. ووفقا للبنائيين يعترب التعلم جمموعة م ن العمليات التي تصنع معنى ورؤية عاملية) 2000 Usher,.)Edwards and أ رؤية ديوي الفلسفية يف التعليم ذكر كل من سرينثول وسرينثول وأوجا )1998) Oja Sprinthall, Sprinthall, and أن ج ون دي وى يرى أمهية دور البيئة يف التعليم وال جيب جتاهلها واالعتامد عىل التعلم التجري دي وقدرة املتعلم عىل االس تنتاج من اجلوان ب التجريدية إن حمور عمل ديوى الرتكي ز عىل املتعلم باعتباره عنرصا نش طا لديه اخل ربات وليس وعاء فارغا ينتظر م أله باملعرفة. ويعترب التعلم من خالل اخلربات عبارة عن التحليل التفكريي واألداة الرئيسة 136

13 دراسة العالقة بني تقنية املعلومات والنظرية البنائية والبيئة اجلامعية والعوملة يف تطوير بنية التفكري اإلدراكية ويعترب التعليم عمليات تفاعلية Process( )Integrative هتدف إىل بناء املعرفة التي يسعى لتحقيقها املتعلم. وذكر ديوي ( Dewy (1916 عدم امكانية تكوين معرفة أصلية أوفهم أو استنتاج مثمر إال بتنفيذ األنشطة وعمل األشياء تفاعليا وحسيا ( Hands-on (. واستنتج روبلري ( Roblyer 2006) ومارلي وي وبي ج )1998( Marlowe and Page من الدراس ات واألعامل الرتبوية التي قدمها العامل ديوي ما ييل: 1 التفكري: ويصف العقل بأنه نش ط وعميل ويتميز بأداء جمموعة من العمليات التي تشمل: التشخيص والبحث والتحليل والنتائج واالستخدام والتنظيم و الدمج ومتثيل املعلومات. 2 التفاعل بن املتعلم والبيئة: ألن التعلم عبارة عن خربات اجتامعية متبادلة. 3 الرتكيز عىل اهتاممات املتعلم. 4 رب ط التعل م بالقضايا واملش اكل احلقيقي ة التي حتتاج للحل ول ومن ثم خدمة املجتمع والعامل. ب النظرية البنائية الفردية تركز هذه النظرية عىل اهتامماهتا باملعرفة الفردية وكيفية التفكري وآليات صناعة املعرف ة كمنت ج هنائي يس تخدمه املتعلم. كام هتت م بطريقة معاجلة املعلومات كأس لوب للتعل م باعتب ار أن العق ل البرشي عب ارة عن نظ ام معاجلة ويعمل ع ىل حتويل مجيع املدخ الت احلس ية إىل بنية رمزية مث ل: صور اقرتاحات وقضاي ا ونصوص ومن ثم معاجلة هذه املدخالت وحتويلها إىل معارف أو ختزينها يف الذاكرة ومن ثم اس رتجاعها ومعاجلته ا مس تقبال مع معلومات أخرى. وي عترب كل من الع امل بيجيه وبرونر من رواد النظرية البنائية الفردية) Constructivism.)Moshman, 1997 ( )Individual نظرية بياجية ذكر وول فولك ( Woolfolk (2001 أن املعرفة حسب نظرية بياجيه يتم بناؤها بوساطة حتويل وتنظيم املعلومات احلالية وإعادة تنظيم املعارف السابقة بالقدرات التي 137

14 املجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب املجلد 25 العدد 50 يمتلكها املتعلم ألن املعرفة ليست مرآة تعكس البيئة اخلارجية وإنام اخلربات تؤثر عىل التفك ري والتفك ري يؤث ر عىل بناء املعرف ة. وذكر روبل ري ( Roblyer (2006 أن التطور اإلدراكي للفرد حسب نظرية بياجيه يمر خالل أربع مراحل : مرحلة اإلدراك احلركي واإلدراك احليس واإلدراك املنطقي البس يط واإلدراك املنطقي املتقدم وتعترب املرحلة األخرية هي التي تطبق بالتعليم املتقدم نظرا خلصائصها التي متثل قدرة املتعلم عىل : 1 القدرة عىل إعداد واختبار الفرضيات وتنظيم املعلومات وإجياد العالقة العلمية السببية. 2 الق درة ع ىل تقدي م النتائج م ن التفكري املجرد وال ذي يتم من خ الل الرموز.) Roblyer, 2000( 3 وذك ر أورم رد )2000 Ormrod ) أن نظري ة بياجي ه تش مل جمموع ة م ن االفرتاضات التي تعمل عىل تطوير اجلوانب اإلدراكية: 4 يعترب املتعلم نشط وحمفز للتعلم. 5 تعت رب معرف ة املتعل م للعامل أكثر اندماج م ع البيئة العاملي ة ومنظمة عىل مرور الوقت. 6 حيدث التعلم من خالل عمليات معاجلة املعلومات. 7 عملي ات التوازن تس هم يف إجياد حلول لع دم التوازن من خالل احلصول عىل املعلومات واملعاجلة للوصول ملستويات عالية من التفكري. نظرية برونر ذكر كل من مارلو وبيج )1998( Marlowe and Page أن التعلم باالستكش اف جوه ر نظري ة برونر. ويبدأ املتعل م بإعادة تنظيم املواد التي يف ض وء اهتامماته مع البيئة املعرفية والتي تقود إىل فهم وبصرية وأسئلة جديدة إن اهلدف اجلوهري استقاللية املتعلم الذي لديه القدرة عىل الدافعية الذاتية نحو التفكري. وذكر ديفدسن شيفرس وراسمسن )2006( Davidson-Shivers and Rasmussen أن التعلم بطريقة االستكش اف أفضل طريق ة ملس اعدة وتعزيز التعلم ويتي ح الفرصة للمتعلمن من خ الل اخلربات معاجلة 138

15 دراسة العالقة بني تقنية املعلومات والنظرية البنائية والبيئة اجلامعية والعوملة املش اكل حمل الدراس ة نظرا ألن املتعلم حمور العملية التعليمية. وأكد جردلر Gredler )2001( أن املتعل م ال ذي يملك املعرفة يك ون قادرا عىل تقديم البدائل حلل املش كلة واملعتمدة عىل تقديم الفرضيات ومن ثم اختبارها وتعميم نتائجها. وهيدف التعلم هبذه الطريق ة إىل تعزي ز وتطوير التفكري وجيب أن تكون املناهج مع ززة للمهارات الالزمة حلل املشكلة بوساطة طرح األسئلة والعالقة السببية واالستكشاف. ج نظرية فيجوتسكي )النظرية البنائية االجتامعية( تسمى نظرية فيجوتسكي النظرية البنائية االجتامعية وذكر فيجوتسكي )1978( Vygotsky أن كل وظيفة أثناء تطور ثقافة الطفل متر يف مرحلتن: املس توى االجتامعي واملستوى الفردي األوىل بن الناس والثانية داخل الطفل. وذك ر وول فول ك )2001 Woolfolk ) أن عملي ات مس تويات التفك ري العليا تتم أوال بن الناس وتس مى البناء اجلامعي من خالل املش اركة يف تنفيذ األنش طة. ومن ث م حت دث العلميات داخل عق ل الطفل وتصبح جزءا من التط ور اإلدراكي. ويعتقد فيجوتس كي أن التفاع ل االجتامع ي واألدوات الثقافية واألنش طة تعمل عىل تش كيل تط ور الف رد والتعلم. ونظر فيجوتس كي إىل املعرفة بأهنا تبنى ع ىل التفاعل االجتامعي واخلربات. واعترب بيئة العامل اخلارجي كجهاز تنقية من خالل املؤمترات والثقافة واللغة واملعتقدات والتفاعل مع اآلخرين والتدريس والنمذجه واس تخدام املعارف السابقة واملعتق دات والتفك ري ومجيعها تؤثر عىل التعلم. وم ن أهم األدوات التي يعتمد عليها فيجوتسكي يف التعلم وبناء املعرفة منطقة التدعيم وهي املنطقة التي ال يمكن للمتعلم فيها حل املشكلة نتيجة لعدم توفر املهارات واملعارف ولكن ينجح يف عملية بناء املعرفة وإجياد احللول إذا كان هناك مس اعد للعملية التعليمية من القرناء املتقدمن باملعرفة من خ الل التعل م التعاوين واملش رتك أو تقديم تلميحات أو بع ض املعلومات من املعلم والتي تس اعد املتعلم عىل إعادة التفكري وإعادة بناء املس توى املعريف ( ;1991 Wertsch,.) Conlrad & Donaldson, 2004 ويوضح الشكل رقم )1( مكونات النظرية البنائية ومبادئها يف تعزيز البيئة التعليمية والتي تتس م بمجموعة من اخلصائص التي هتتم يف كيفية تكوين املعرفة بوساطة املتعلم الذي يعترب حمور العملية التعليمية. 139

16 املجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب املجلد 25 العدد 50 2 عالقة النظرية البنائية بالبيئة التعليمية اجلامعية يف عرص العوملة تم اس تعراض أهم العلامء الذين س امهت دراس اهتم وأعامهل م يف تكوين النظرية البنائي ة والت ي هلا دور بارز واهتامم يف تكوين املعرفة بوس اطة املتعل م ولكنها ختتلف م ن حيث بع ض املبادئ ورأى أنصار النظري ة البنائية الفردية أمهي ة املتعلم يف تكوين املعرفة وبدون تدخل من املعلم أو املجتمع يف املساعدة بينام ركز أنصار النظرية البنائية االجتامعية عىل أمهية تكوين املعرفة بوساطة املتعلم ولكن من خالل التفاعل االجتامعي بالبيئ ة التعليمية أو اخلارجية. ويوضح الش كل رقم )1( مب ادئ التعلم لكل نظرية من النظريات املكونة للنظرية البنائية يف اجلزء )أ( ومن ثم تندمج مجيع مبادئها يف اجلزء )ب( والذي يمثل مبادئ التعلم للنظرية البنائية والرضورية لتطبيقها يف بيئة التعلم اجلامعية وتعترب أحد العنارص الرئيسة لتنمية رأس املال البرشي القادر عىل التفكري واملنافسة عامليا ملواجهة التحديات التي أوجدهتا العوملة ومن أمهها املنافسة بن املنظامت عىل استقطاب الكفاءات والتي متلك املعرفة القادرة عىل تكوينها لضامن بقائها عامليا يف وجود املنافسة القوية. وهذا ما أكده ماسن )1996( Mason وهو أمهية تكوين وظيفة جديدة للتعليم اجلامعي تسعى لتحقيق ما ييل: 1 التفكري الناقد. 2 التفكري والعالقات السببية واالستنتاج. 3 فاعلية االتصال بن جمتمع التعلم. 4 القدرة عىل احلصول عىل املعلومات والتحليل والتطبيق والعمل بكفاءة وفاعلية مع جمموعة التعلم. 3 العالقة بني النظرية البنائية وتقنية املعلومات يف عرص العوملة ذك ر بيلفيل يل ومارت ن وبي وك) 2005 ) Bellefeuille, Martin, Buck م ن املمكن أن يس تخدم املتعلمون املحادث ة اإللكرتونية املبارشة ملناقش ة موضوع معن أو مرشوع Message( )Electronic Chat يف أوقات املساء ومن ثم يبدؤون تطبيق األفكار التي تم التوصل إليها. ويمكن للمعلم وضع موضوع معن أو مش كلة معينة يف منتدى التعلم 140

17 دراسة العالقة بني تقنية املعلومات والنظرية البنائية والبيئة اجلامعية والعوملة اإللكرتوين ويطلب من املتعلمن مناقشتها. وتعترب هذه الطريقة مثرية للمتعلمن نتيجة للمعلوم ات واألف كار واحلل ول املتنوعة واملقدم ة للمتعلمن. وأش ار كل من نيوباي وس تيتش ولي امن ورس ل (2006( Russell Newby, Stepich, Lehman and وفيلب ن وجوهانس ن ولي امن )2004) Lehman Phillion, Johnson, and أن تقني ة املعلوم ات واالتصال تسمح ملجموعات التعلم من حتقيق التواصل والتفاعل فيام بينها وجها لوجه وعرب املسافات وذلك بدمج الصوت والصورة ]فيديو االجتامعات يف حتقيق التواصل[ حيا والذي يؤدي بدوره إىل زيادة الدافعية للتعلم عن طريق النقاش وتبادل األفكار. ذك ر برجز) 2003) Burgess, أن الش بكة العاملي ة للمعلومات أوجدت األدوات الفاعل ة لدع م عملي ة االتصاالت والتي أصب ح هلا دور بارز يف تقدي م التعليم ومن أهم مميزات الشبكة العاملية للمعلومات استخدام عنارص الوسائط املتعددة مثل الصوت والص ورة والن ص والتفاعل بن تلك العنارص لتعزيز تقدي م املادة العلمية. وذكر راين )2001( Ryan يستطيع الطالب التعلم ذاتيا بواسطة الشبكة العاملية للمعلومات ومن خالل تطبيق الفصول اإللكرتونية عن بعد والتي يعمل فيها املعلم كمس اعدة للعملية التعليمية. ومن املمكن أن يتاح للمتعلم اجلمع بن التعلم الذايت بواسطة التعلم اإللكرتوين عن ب عد وداخل الفصل الدرايس. وأش ار كل من تيوباي وس كيبتش ليهامن ورس ريل )2006 al., )Newby, et أن تقني ة املعلومات حتق ق مفهوم نظرية بياجية واملعتمدة عىل معاجلة املعلومات واملكونة من االس تيعاب والتكيف واملواءمة وحتقيق التوازن ويتحقق ذلك بأن تقنية املعلومات توف ر األدوات اإللكرتوني ة الالزم ة لتأمين املعلوم ات وحتليلها وتنظيمه ا من خالل التفاعل بينها وبن العقل إلعداد املخرجات املطلوبة حلل املش كلة املطروحة للدراسة. فمثال الشبكة العاملية للمعلومات تؤمن للمتعلم املعلومات التي حيتاجها لدراسة مشكلة معينة ومن األدوات التي تستخدم يف حتليل األفكار إعداد خريطة املفهوم إلكرتونيا ملعرف ة وظيفة كل عنرص م ن العنارص التي تم حتليلها وعالقته ا باآلخر. وتعترب برامج الوس ائط املتعددة إلكرتونيا مس اعدة للمتعلم وتس هم يف إدراك التعلم السابق ومعرفة كيفية عالقة املعلومات اجلديدة باملعارف السابقة. 141

18 املجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب املجلد 25 العدد 50 الشكل رقم )1( مكونات النظرية البنائية ومبادئ التعليم البنائي 142

19 دراسة العالقة بني تقنية املعلومات والنظرية البنائية والبيئة اجلامعية والعوملة وأش ارت اجلمعية العاملية لتقنية التعليم International Society for Technology )2000 in Education ) إىل أن البيئ ة التعليمي ة مل تع د ق ادرة ع ىل إع داد املتعلمين وإكساهبم املعارف واملهارات الرضورية يف [ عرص العوملة [ والالزمة للتنمية االقتصادية وتدعيم بيئة العمل. وجيب عىل املتعلمن تطبيق اس رتاتيجيات مناس بة للتعلم تسهم يف حل املشاكل وهذا ما أكده ميلز )2006 Mills ) حيث ركز عىل أمهية إعداد املتعلمن القادرين عىل التفكري الناقد والتحليل واالس تنتاج ومعاجلة املعلومات وتقديم احللول والبدائل ملعاجلة املشاكل التقنية واالجتامعية واالقتصادية والعلمية. إجابة السؤال الثالث: ما العالقة بني تقنية املعلومات وعرص العوملة أوضح اجلزء الثالث من األنموذج املقرتح لتعزيز البيئة التعليمية اجلامعية احلديثة لتنمية رأس املال البرشي يف عرص العوملة من الش كل رقم )3( مكونات إجابة الس ؤال الثالث حيث تعترب تقنية املعلومات وقود العوملة لكوهنا العامل الرئيس يف تقليص املسافة والزمن ويف ضوء ذلك تم توضيح العنارص اآلتية: 1 دور تقنية املعلومات يف تعزيز وعوملة البيئة اجلامعية. 2 تطبيقات تقنية املعلومات يف عرص العوملة. أ االتصال املتزامن. ب االتصال غري املتزامن. ج أدوات البحث اإللكرتونية. د الدمج بن أنواع االتصال ات. 1 دور تقنية املعلومات يف تعزيز وعوملة البيئة التعليمية اجلامعية ذكر سيفكيناس )2002 Savukinas (أن اجليل األخري من تقنية املعلومات والذي يش مل الرب ط اإللك رتوين بن املؤسس ات التعليمية وبين أفرادها عرب الش بكة العاملية للمعلومات وتقديم التعليم اإللكرتوين واس تخدام الربامج وبيئة التعلم اإللكرتونية ذات املواصف ات العالي ة ق ي تدعيم التعلم والتدريس يف الفص ول التقليدية أو التعليم 143

20 املجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب املجلد 25 العدد 50 اإللكرتوين عن بعد والذي يس مح للمتعلم احلص ول عىل املعرفة واملهارات والدرجة العلمية دون احلضور بدنيا يف الفصل التقليدي. وأكد سيفكيناس تأثري تقنية املعلومات عل جودة وتقديم التعليم يف مجيع املس تويات الدراس ية ابتداء من رياض األطفال حتى التعلي م اجلامع ي والتدريب يف مجيع مس توياته. وذكر ه ادوك )2003( Haddock أن االقتص اد احلدي ث خيطو رسيعا نحو تكوي ن بيئة جديدة تعتمد ع ىل املعرفة واملهارات والتدريب. ويتطلب األمر االس تمرارية يف تكوين املعرفة ونرشها وتقديمها يف الوقت املحدد حلاجتها واالستفادة منها. وللتعلم االلكرتوين عن بعد مسامهة جوهرية يف تغيري كيفي ة التعل م وتكوين املعرفة ونرشه ا والوصول للامدة العلمي ة دون حواجز طبيعية. وأكد نيوباي وستيبتش وهلامن ورسيل )2006 )Newby, et al عىل دور تقنية املعلومات يف دعمها لعملية التواصل بن أجهزة احلاسب وتبادل املعلومات مما عزز انبثاق ظاهرة العوملة. وامتداد أثرها الواضح يف الوقت احلارض يف تزويد املستخدم باملعلومات املتنوعة املوجودة يف العامل والتي تدعم عملية التفكري مثل: النصوص والرسوم البيانية واخلرائط والصوت والصورة. 2 تطبيقات تقنية املعلومات يف عرص العوملة أدى التطور يف تطبيقات تقنية املعلومات إىل ضغوط عىل بيئة اجلامعات والكليات ووج وب االس تجابة لالجتاه ات التقنية املس تجدة والتي تدعم حتوي ل املجتمع إىل ما يع رف بمجتمع املعرف ة) 1996.)Castells, وذكر )2000( CHEPS أن التقدم يف تقنية املعلوم ات والعومل ة فرض متطلبات جديدة عىل التعلي م اجلامعي وحيتم الوقت أمهية تطبي ق وظائفها يف التعلم والتدري س والبحث العلمي. ونتيجة للنمو الرسيع يف برامج التعل م املس تمر وملا تتمت ع به تقنية املعلومات م ن املرونة والقدرة ع ىل تقديم التعلم فإهنا تلبي حاجة الراغبن يف تنمية معارفهم واكتساب مهارات جديدة لتحقق متطلبات العومل ة. وذكر مندنده ول )2001 Mendenhall ) أن تقنية املعلومات تقود للطلب إىل ش كل جدي د من التعليم اجلامعي الناتج من التغ ريات الرسيعة يف بيئة أعامل املنظامت والتي حتتاج إىل التدريب املستمر. وحت ى حتقق الكليات واجلامع ات املحلية تطلعات البيئة املحلي ة والعاملية عليها 144

21 دراسة العالقة بني تقنية املعلومات والنظرية البنائية والبيئة اجلامعية والعوملة االس تفادة الكاملة م ن أدوات االتصال والبح ت التي وفرهتا تقني ة املعلومات وهذا ما أكده كل من هورتن )2000( Horton وبسس يانو )2006( Picciano وماس ن )1998( Mason وبيت س وب ول )2003( Bates and Poole إىل ال دور الفاع ل يف االستفادة من مميزات التعلم االلكرتوين املتزامن وغري املتزامن اإلجيابية يف تعزيز نشاطات التعلم موضحة عىل النحو اآليت: أ التعلم االلكرتوين املتزامن ويتصف باملميزات اآلتية: احلافز: يعمل عىل تعزيز احلافز لدى املتعلمن من خالل التواصل الفوري بينهم بالصوت والصورة أو املحادثة الكتابية. التفاع ل: يتيح الفرصة للتفاعل بين املتعلمن وتكوين معنى للتعلم وبمعنى آخر حل مشكلة معينة أو إكامل مرشوع بحثي. ج ودة التغذي ة الراجع ة: يس هم يف تقدي م تغذي ة راجعة آنية ع ن األف كار الناجتة عن املوضوعات حمل النقاش وسهولة صناعة القرار. االس تمرار يف التعل م: تش جع املتعلم عىل االس تمرارية يف التعلم وحتدي ث املعلومات اخلاصة باملقرر املقدم. وذكر برت وجليس) 2008 ( Bitter and Legacy أن أدوات التعلم اإللكرتوين املتزامن تشمل: املحادثة الفورية وفديو املؤمترات Conferencing(.)Video ب التعلم االلكرتوين غري املتزامن املرونة: تتيح فرصة التواصل مع املادة العلمية يف أي وقت ومن مواقع خمتلفة. احلصول عىل الوقت: متكن هذه الطريقة املتعلم من احلصول عىل الوقت الكايف إلعداد اإلجابة والنقد والرجوع إىل املراجع العديدة. وذك ر برت وجل يس) 2008 ( Bitter and Legacy أن أدوات التعلم اإللكرتوين غري املتزامن تشمل: الربيد اإللكرتوين والقوائم الربيدية واملنتديات. 145

22 املجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب املجلد 25 العدد 50 ج أدوات البحث اإللكرتونية ذكر برت وجليس )2008( Legacy Bitter and أهنا تشمل أدوات البحث املوجودة عىل الش بكة العاملية للمعلومات والتي تدعم وتس هل عملي ة البحث عن املعلومات واحلص ول عليه ا يف أرسع وق ت ممكن مما يس هم يف دع م العملية التعليمي ة والبحثية. وتشمل: حمركات البحث التي متكن املتعلمن من البحث يف الشبكة العاملية للمعلومات وذك ر بيكان و )2006( Picciano أهنا متكن من اس تخدام الكلامت املرغوب يف البحث عنها. وتقدم مميزات أخرى لتحديد موقع املعلومات عىل الش بكة العاملية للمعلومات وقواعد املعلومات واملجالت العلمية املحكمة العربية واألجنبية املزودة بمحرك بحث يستعرض مجيع البحوث املطلوب االستعالم عنها. وذكر هوملز وجاردنر Holemes and )2006( Gardner أن أدوات البحث اإللكرتونية تؤمن املعلومات التي حتقق اهتاممات واحتياجات املتعلمن واملعلمن. د الدمج بني أنواع االتصال ات ذكر هورتن )2000 Horton ) أن املنهج املقدم بوساطة أدوات التعلم اإللكرتوين جيب أن ال يستخدم فيه أدوات االتصال املتزامن فقط أو أدوات االتصال غري املتزامن فقط بل يتم إعداده ليتضمن مزجيا منهام لضامن حتقيق مجيع النشاطات التعليمية. ويؤكد هورتن أن دمج املزيج من أدوات االتصال املتزامن وغري املتزامن يف املقرر الدرايس أفضل وخصوص ا عندما يقدم عامليا يف دول خمتلفة نظرا الختالف فارق التوقيت واإلجازات الدينية واألعامل. وعالوة عىل ذلك أكد وليس ون وس تييس )2004) Stacey, Wilson and أن تقنية املعلومات هلا دور يف زيادة فرص التفاعل بن أعضاء هيئة التدريس واملتعلمن يف البيئة اجلامعية أو خارجها. وأشار هيسلب مارجسن )2004) Hyslop-Margison إىل ما تقدمه أدوات االتصال عىل الش بكة العاملية للمعلومات من اس رتاتيجية جديدة للتعلم حتقق فرصة التعلم التفاعيل وتش جيع احلوار بن أف راد املجموعة والتوصل للنتائج املطلوبة. وأض اف ديف ز ورام يس وليندفيل د وكوبرذوي ت Davies, Ramsay, Lindfield and )2005( Couperthwaite م ا يفيد أن النقاش بن أفراد املجموعة املتعلمة عرب الش بكة 146

23 دراسة العالقة بني تقنية املعلومات والنظرية البنائية والبيئة اجلامعية والعوملة العاملي ة للمعلومات يقدم التغذية الراجعة بن الطالب ملس اعدهتم عىل الفهم والتأمل. وقد أجرى بوتينو )2004( Bottino دراسة عن تطور تقنية املعلومات ودورها يف البيئة التعليمية وتوصل إىل أمهية وجود االتصاالت اإللكرتونية التي تسمح لتبادل احللول بن املتعلمن واملعلمن وال يقترص دورها فقط عىل إرسال الرسائل اإللكرتونية بل يتعداها إىل التفاعل بالصوت والصورة. ويوضح الشكل رقم )2( تصور الباحث حول أنموذج مقرتح نحو تقنية املعلومات ومكوناهتا وعالقة املتعلم بتلك املكونات ويتكون من العنارص اآلتية: إجابة السؤال الرابع: ما متطلبات البيئة التعليمية اجلامعية يف عرص العوملة أوضح اجلزء الرابع من األنموذج املقرتح لتعزيز البيئة اجلامعية احلديثة لتنمية رأس املال البرشي يف عرص العوملة من الشكل رقم )3( إجابة هذا السؤال وتم استعراض عدد من العنارص والتي هلا دور مهم يف تنمية رأس املال البرشي موضحة عىل النحو اآليت: 1 أمهية البيئة اجلامعية يف تنمية رأس املال البرشي. 2 القيادة يف عرص العوملة. 3 املنهج يف عرص العوملة. 4 عضو هيئة التدريس يف عرص العوملة. 5 املتعلم يف عرص العوملة. 1 أمهية البيئة اجلامعية يف تنمية رأس املال البرشي يف عرص العوملة رأى عبداحلمي د وآخ رون )2004( رضورة مراجعة ما تقدمه البيئة التعليمية للمتعلمن يف الوطن العريب والتي ال ختلق اجليل القادر عىل مواجهة رياح العوملة يف ضوء األنظمة التعليمية احلالية والتي يعتمدا فيها التعليم عىل تلبية فرتة زمنية واحدة وتلبية منطقة مكانية أو إقليمية واحدة. باإلضافة للتحديات التي تواجهها البيئة التعليمية والتي تضم املتغريات االقتصادية والثقافية والتقنية واملعرفية. وأكد س لوتر وليس يل )1999( Slaughter and Leslie ع ىل أمهي ة تغيري وظيفة التعلي م اجلامعي ليكون ذو عالقة وثيقة 147

24 املجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب املجلد 25 العدد 50 باالقتصاد الذي يرتكز بقوة عىل التقنية واملعرفة واالبتكار. ورأى سلوتر وليسيل رضورة تبرص معظم دول العامل يف وظيفة اجلامعات كبؤرة جوهرية للمشاركة مع العامل يف إعداد وتقديم رأس املال البرشي الذي يسهم يف حتقيق املنافسة يف االقتصاد املعومل. ويف ض وء ما س بق ف إن مصدر قوة ال دول والقطاعات العام ة واخلاصة نابع مما متلكه من عقول قادرة عىل اإلبداع واالبتكار. لذا ينبغي عىل الدول النامية أن تبني تنمية اإلبداع واالبتكار يف البيئة التعليمية مما يمكنها من مواجهة س لبيات العوملة واالستفادة من إجيابياهتا. ويذكر اخلرضي ) 2001 (إن املنافسة بن الرشكات وتقدمها نحو السيطرة ع ىل األس واق يعتمد عىل ما متلكه من املفكرين واملبدعين الذين هلم القدرة عىل توجيه منظامهتم لتكون يف مصاف مثيالهتا يف الدول املتقدمة. وقال ماكنتوش وأوليفر )1996( MacIntoch and Olivers ونحن عىل مقربة من دخول القرن احلادي والعرشين هناك جمموعة من املتغريات يف املجتمعات وتعد التقنية قائ دا للتغي ري يف طبيعة وبنية التعليم اجلامعي وحيتاج أف راد املجتمع إىل مهارات معينة تستخدم يف بيئة العمل لذا جيب عىل بيئة التعلم اجلامعية أن تتكيف وتستجيب لتحقيق احتياجات املتعلمن ومتطلبات القطاعات األخرى مثل الصحة واألعامل والصناعة... ال خ. وذك ر ماس ن )1996 Mason ) جي ب أن ترتبط البيئة التعليمي ة ارتباطا وثيقا مع متطلبات األسواق العاملية والتي تتطلع لالستفادة من التطور يف البيئة التعليمية اجلامعية. وتعترب تقنية املعلومات واالتصال األداة األساسية لتقديم املناهج وفرص التعلم املناسبة ملتطلبات املجتمع. ولكن القوة احلقيقية واملؤثرة يف العوملة هي مدى استعداد بيئة التعلم لتحقيق احتياجات املتعلمن. 148

25 دراسة العالقة بني تقنية املعلومات والنظرية البنائية والبيئة اجلامعية والعوملة الشكل رقم )2( مكونات تقنية املعلومات وعالقتها بالبيئة التعليمية اجلامعية: تصورمقرتح 149

26 املجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب املجلد 25 العدد 50 2 القيادة يف عرص العوملة أشار دوجينن )2006( Duignan إىل أن القيادين الرتبوين يعيشون ويعملون يف العامل املعومل لذا يقع عىل عاتقهم مسؤوليات كبرية لضامن حصول املتعلمن عىل نوع من التعليم واخلربات التي تساعدهم عىل حتويل أو تغيري واقع حياهتم مع املتغريات يف العامل. ويذكر بليسن ( 2000 ) Belasen أن القيادي املعومل يتمتع بالنظرة الثاقبة والبعيدة املدى يف البيئة ولديه القدرة عىل العمل مع فريق خمتلط من العامل ويكون لديه البدهية العالية إلجياد احللول والتعامل مع اآلخرين والقدرة عىل عمل القرارات الرسيعة ويتبنى عنرص املخاط رة والتفاع ل. وذكر نيومان وكويرت )2001( Newman and Couturier حاجة اجلامعات إىل القيادين القادرين ليس فقط عىل بناء الرؤية واإلسرتاتيجية بل القادرين عىل رسم ودمج أعضاء هيئة التدريس واإلدارة والنظرة العاملية واخلرجين والطالب يف عمليات تنفيذ اخلطة ويمثلون الدعم لتوجه اجلامعة. وذكر هيفتز )1994 Heifetz ) تعنى القيادة التأثري يف جمتمع املنظمة ملواجهة مش اكلها. وأش ار رهينسمث,Rhinesmith )2006( إىل جمموعة من العنارص التي جيب توافرها يف القيادي حتى يتمكن من حتقيق تطلعاته يف عرص العوملة, وتشمل هذه العنارص اآليت: 1 إدارة املنافس ة ويتم ذلك بالنظر باستمرار إىل الفرصة الكبرية من خالل مسح للبيئة واالس تفادة من الفرص التي حتققها التقنية وجيب أن يكون لديه نظرة عاملية تش مل نطاق األعامل والتقنية واملعرفة مما يزوده برؤية واس عة وعميقة للمنظمة. 2 القدرة عىل إدارة التناقض: جيب أن ينظر إىل العامل بأنه نظام متناقض ويتطلب التفاعل معه باس تمرار لتحقيق التوازن وجيب أن يدرك التوازن بن البيئات املختلفة والعمل بصورة إبداعية لتوليد األفكار التي تسعى للتغري واحلد من جتميد وشل عمل املنظمة. 3 الق درة ع ىل التكيف اإلداري : جي ب أن يتميز القيادي يف عرص العوملة باملرونة والتكيف واإلبداع والقدرة عىل إنجاز النتائج الناجحة بواس طة العمل عىل اختاذ القرارات وعمليات حل املشاكل. 150

27 دراسة العالقة بني تقنية املعلومات والنظرية البنائية والبيئة اجلامعية والعوملة 4 إدارة ع دم التأكد: يتمتع القائد العاملي باالرتياح للتغيري والقدرة العالية عىل معرفة الغموض وإدراك العوامل العاملية املحيطة باملنظمة والتي ال يمكن التنبؤ هب ا نظ را لتعقدهيا وتنوعها. ويوج د لديه رسعة البدهية والتفكري باس تخدام اخلربات لعمل املقارنة والقرار عن التغيري يف البيئة. 5 إدارة التعل م: يتميز القي ادي املعومل بصياغة الطرق اجلديدة والرؤية من خالل التفكري املستمر وإجياد املعنى اجلديد والتغيري وتبني سلوكا آخر ودائام يبحث ع ن أفضل الطرق لتطوير نفس ه والعاملن بالتنظيم. ولدي ه الرغبة يف تطوير عنارص املنافس ة للتعامل مع التغ ريات واملفاجآت يف البيئة اخلارجية أكثر من جتنبه ا ويرك ز القياديون املعوملون ع ىل التعلم إلعداد أنفس هم ملواجهة أي تغريات حمتملة. 3 املنهج يف عرص العوملة ذك ر إبراهي م )2002( أن املنهج هو املس لك الوحيد لتحقي ق األهداف الرتبوية والوطني ة الت ي نصبوا إىل الوصول إليها خللق أجي ال قادرة عىل قيادة التنمية يف بالدها ويف وقتن ا احل ارض تربز أمهية إعداد املنهج الذي يراعي تنمي ة وتطوير اجلوانب الذهنية والعقلية لدى املتعلم. ويواجه املنهج بعض التحديات التي جيب أن يتم مراعاهتا لغرض تعزيز التعليم يف عرص املعلومات ومن أمهها : 1 مراعاة التطور يف املعارف اجلديدة ومتابعة ما يستجد يف الدول املتقدمة. 2 دمج تقنية التعليم يف املنهج مثل الشبكة العاملية للمعلومات. 3 مراعاة احتياجات املتعلمن إلعدادهم ملواجهة املستجدات احلديثة يف العامل. وأك د إبراهي م )2002( أن من أهم أهداف املنهج إع داد املوارد البرشية القادرة عىل حتقيق تطلعات املجتمع االقتصادية واالجتامعية واملس امهة يف التنمية عىل املس توى املحيل والعاملي. ودعا مانجودويا وآخرون ( 2003 )Mangundayao, et al إىل رضورة التطوير والتجديد يف املنهج بشكل مستمر لغرض حتقيق العنارص اآلتية : 151

28 املجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب املجلد 25 العدد 50 1 خترج طالب من الدراسات العليا واجلامعية قادرين عىل العمل وكذلك حتقيق املنافسة بام يملكونه من مهارات وخربات لتعزيز العمل يف البيئة اخلارجية بام حيقق قيمة عالية للعمل. 2 املسامهة يف حل املشاكل االقتصادية وذلك من خالل سد الفجوة بن قطاعات الصناعة والتعليم ألن التعليم يساهم يف هذه احلالة يف إجياد رأس املال البرشي القادر عىل تلبية القطاع الصناعي. ك ام أك د ( 1998 ) Mason أن م ن خصائص املناهج يف عرص العوملة اس تخدام املناهج املتصلة واملعتمدة عىل بعضها البعض والتي تدعم: 1 إع داد الطالب ذوي القدرات العالية من خالل القدرة عىل التفكري واإلبداع ألن هذا النوع يساهم يف خلق املهارات واملعارف الالزمة التي حيتاجوهنا. 2 استمرارية التعلم والقدرة عىل العمل يف البيئة اخلارجية يف ظل العوملة. 4 عضو هيئة التدريس يف عرص العوملة فرض ت العومل ة عىل عضو هيئة التدريس التحول م ن الطرق التقليدية إىل الطرق احلديث ة يف التعلي م نظرا للتحوالت يف البيئ ة العاملية وهذا ما أكدته األدبيات جريب وجري ب (2007( Grabe, Grabe and س رييم وكوت ش )1996( Serim and Koch نيوب اي وآخ رون )2006 )Newby, et al والتي ش ملت جمموع ة من املبادئ موضحة عىل النحو اآليت: 1 العمل كقائد ومرشد للعملية التعليمية. 2 النظرة الشمولية العاملية والتفكري يف ضوئها وتطبيقها يف الفصل الدرايس. 3 تطبيق املهارات العليا من خالل التطبيقات املقدمة للمتعلمن. 4 تش جيع الطالب عىل اس تخدام املع ارف واملهارات إلجياد احللول للمش اكل الدراسية املطروحة يف الفصل الدرايس. 5 استخدام املعلومات احلديثة والتي حتقق رغبة املتعلم) 1996 Koch,.)Serim and 152

29 دراسة العالقة بني تقنية املعلومات والنظرية البنائية والبيئة اجلامعية والعوملة 6 رضورة تبادل األفكار مع أعضاء هيئة التدريس اآلخرين Koch,( Serim and.) املتعلم يف عرص العوملة فرض ت املتغريات يف البيئ ة التعليمية العاملية حتول املتعل م من االعتامد الكيل عىل أن امط التعل م التقليدية إىل توظيف الطرق احلديث ة يف التعلم والتي تدعم بناء املهارات واملعارف املطلوبة يف عرص العوملة. وذكر جريب وجريب )2007( Grabe Grabe and كنابب وجلن )1996( Glenn Kanapp and واجلمعية العاملية لتقنية التعليم )2000( International Society for Technology in Education دور املتعل م يف البيئة التعليمية احلديثة التي تشمل العنارص اآلتية: 1 استخدام التعلم التعاوين واملشرتك لعمل القرار املناسب. 2 بن اء املعرف ة من خ الل التفاعل م ع املنهج واملص ادر اإللكرتوني ة واخلربات الشخصية واالستكشاف ومعرفة العالقة السببية بن املتغريات. 3 جي ب أن يك ون املتعل م حمور العملية التعليمية يف البيئ ة التعليمية احلديثة حتى تتاح له فرص بناء وتطوير الفكر الناقد ومستويات التفكري العليا. 4 التعامل مع مش اكل تعليمية حتدث يف واقع العامل احلقيقي داخل وخارج البيئة التعليمية حتى يتمكن من التطبيق الفعيل أثناء االلتحاق يف بيئة العمل احلقيقية. 5 التواص ل م ع املتعلمين م ن الثقاف ات األخ رى بوس اطة أدوات االتص ال االلكرتونية 2008(.)Jolly, 6 جيب أن يتعلم الطالب اسرتاتيجيات وطرق حتليل تسهم يف إجياد طرق جديدة حلل املشاكل التعليمية )2008.)Jolly, 153

30 املجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب املجلد 25 العدد 50 الشكل رقم )3( أنموذج مقرتح لتعزيز البيئة التعليمية اجلامعية احلديثة لتنمية رأس املال البرشي يف عرص العوملة 154

31 دراسة العالقة بني تقنية املعلومات والنظرية البنائية والبيئة اجلامعية والعوملة تطبيق النموذج املقرتح بالبيئة التعليمية اجلامعية املحلية بناء عىل مراجعة األدبيات املش ار إليها س ابق ا يمكن تلخيص اخلطوط العريضة لتطبي ق عنارص النموذج املقرتح يف الش كل رقم) 3 ( بالبيئة التعليمي ة اجلامعية املحلية عىل النحو اآليت: القائد املعومل يف رتض أن يعم ل مدير اجلامعة كقائد معومل يف تطوير البيئة التعليمية اجلامعية من خالل الرتكيز عىل: 1 تبني اسرتتيجية ملعرفة املستجدات يف العامل واملؤثرة يف البيئة اجلامعية واالستفادة من اجيابياهتا يف الوقت املناسب. 2 إجي اد ثقاف ة جديدة للجامعة يف ظل التغريات املس تجدة مثل التغريات التقنية والتعليمية. 3 العمل مع الوكالء التنفيذين والعمداء عىل اقرتاح اخلطوط العريضة السرتتيجية اجلامعة الرضورية لإلصالح يف عرص العوملة. 4 دعم املشاريع اإلصالحية وتطوير اخلطط الدراسية وتقنية املعلومات يف التعليم. 5 توضيح اسرتتيجية اجلامعة للمجتمع ورضورهتا إلجياد الكوادر التي تعمل يف ضوئها مع املحافظة عىل ثقافة املجتمع. عضو هيئة التدريس املعومل لك ي يتمك ن عضو هيئة التدريس املعومل من تأدية دوره يف البيئة اجلامعية يف عرص املتغريات يف العامل جيب أن يكون لديه القدرة عىل: 1 تعلم اللغات األجنبية الرضورية يف جمال ختصصه األكاديمي. 2 حتدي ث ط رق التدري س والتعلم لدى الطالب واس تخدام االس رتاتيجيات التعليمية املناسبة. 155

32 املجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب املجلد 25 العدد 50 3 متابعة التقدم التقني يف املجال والعمل عىل دمج املستجدات يف البيئة التعليمية. 4 تنوع مصادر املعلومات إلثراء املنهج بام ينمي التفكري الناقد واالبتكار. الطالب املعومل يعت رب املتعل م املعومل حم ور العملية التعليمية يف البيئة اجلامعي ة ويفرتض أن تكون لدية القدرة عىل: 1 اإلمل ام باملتغ ريات احلديثة باملنهج عىل املس تويات املحلي ة واإلقليمية والعاملية لتكوين معارف ومهارات جديدة. 2 اس تخدام تقني ة املعلوم ات واالتص االت لتعزيز النقاش م ع الطالب داخل الفص ل ال درايس باإلضاف ة إىل املهتمين باملوضوع عىل املس تويات املحلية واإلقليمية والدولية. 3 اإلملام بنظريات التعلم وتطبيقاهتا. 4 القدرة عىل التطبيق يف الواقع احلقيقي عىل املستويات املحلية واإلقليمية والعاملية. بيئة التعلم تعت رب بيئ ة التعلم عنرصا مهام بالنس بة للمتعلم وعضو هيئ ة التدريس باعتبارها البيئة التي يتم فيها إعداد املتعلم فإنه من املفرتض أن يتم جتهيزها وجيب أن تتوفر فيها: 1 الفصول الدراسية املعدة تقنيا والتي تدعم العملية التعليمية. 2 التجهيزات الالزمة حللقات النقاش. 3 تطبيق مبادئ النظرية البنائية لدعم التفكري. 4 تن وع مصادر املعلومات داخ ل الفصل الدرايس من خالل املعلومات الفورية م ن الش بكة العاملية للمعلومات)من املعلم أو الطال ب( وما يقدمه الطالب من معلومات إلثراء موضوع النقاش. 156

33 دراسة العالقة بني تقنية املعلومات والنظرية البنائية والبيئة اجلامعية والعوملة تقنية املعلومات تعترب تقنية املعلومات العمود الفقري للبيئة التعليمية اجلامعية ويفرتض أن تعمل اجلامعة عىل: 1 تطوير البنية التحتية الالزمة واملناسبة لتقنية املعلومات. 2 توصيل مجيع الفصول الدراسية بالشبكة العاملية للمعلومات. 3 تزوي د املعام ل احلاس وبية واملخت ربات بالتقنية اإللكرتوني ة املطلوبة للعملية التعليمية. 4 حتديث تقنية املعلومات واالتصاالت ومكوناهتا لدعم العملية التعليمية. 5 توفري الدعم الفني والصيانة الدورية والرسيعة. تدريب الكوادر البرشية وحضور املؤمترات يعترب التدري ب وحضور املؤمترات من الرضوريات لبناء الكوادر البرشية العاملة يف البيئة اجلامعية ملواجهة متطلبات املستقبل اجلامعي ويفرتض أن يتم: 1 تدريب القيادات يف اإلدارات الوسطى عىل املستجدات اإلدارية والتقنية. 2 تدريب املوظفن عىل املتطلبات اجلديدة لتضمينها يف بيئة العمل. 3 حضور مدير اجلامعة ووكالئه والعمداء ورؤساء األقسام وأعضاء هيئة التدريس املؤمت رات املحلية واإلقليمية والدولية ملعرفة املس تجدات يف البيئة التعليمية حتى تسهم يف إعادة صياغة رسالة اجلامعة ورؤيتها وأهدافها يف ضوء املتغريات العاملية لتتمكن من تأدية رسالتها يف املجتمع. 4 إنش اء مراكز التدريب املتخصصة لدعم تطوير معارف ومهارات أعضاء هيئة التدريس والعاملن باجلامعة. 157

34 املجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب املجلد 25 العدد 50 النتائج والتوصيات ت م يف هذا البحث دراس ة األدبيات املتعلقة بالعوملة وتقني ة املعلومات والنظرية البنائي ة والبيئ ة اجلامعية وعالقة كل واحد باآلخر واس تنباط وإعداد النموذج املقرتح بالش كل رق م )3( لتعزيز البيئة اجلامعية حتى تتمكن م ن تنمية العقل البرشي. وتعترب تقنية املعلومات وقودا للعوملة نظرا الختزاهلا املسافات والتغلب عىل مشكلة الوقت من خالل ترسيع تبادل املعلومات بن املنظامت يف الدول املختلفة مما ساهم يف حتويل العامل إىل قرية صغرية. س امهت التكتالت االقتصادية الدولية والتي نش أت بن جمموعة من الدول مثل دول ش امل أمريكا أو دول أوروبا إىل تكوين جمموعة من األنظمة التي تيرس سهولة انتقال رؤوس األموال واملعارف كام أن ظهور منظمة التجارة العاملية التي جتمع بن دول العامل بأنظمة تسهل األعامل التجارية بينها إىل انبثاق ظاهرة العوملة. وتعترب مبادئ النظري ة البنائي ة أداة مهمة يف دعم التعلم الذي هيدف إىل تعزيز التفكري اإلبداعي لدى املتعلمن والتي يتطلبها عرص العوملة. ويف حقيقة األمر تواجه البيئة اجلامعية عددا من التحديات موضحة بالشكل رقم )3(: أوهلا يتعلق بكيفية دمج تقنية املعلومات يف البيئة التعليمية واس تمرارية مراجعتها وحتديثها واستخدامها بوساطة املعلمن واملتعلمن. والتحدي اآلخر كيفية دمج النظرية البنائي ة واالس تفادة م ن اجيابياهتا يف تعزي ز التعلم. والتحدي األخ ري متطلبات العوملة وم ا فرضته من ضغوط ع ىل البيئة التعليمية اجلامعية لتلبية املس تجدات االقتصادية أو ما يس مى باالقتصاد احلديث أو الرقمي أو االقتصاد املعريف. ويف ضوء هذه التحديات يتطلب األمر إعادة إصالح بيئة اجلامعات الس عودية حتى تلبي متطلبات العوملة والتي تكم ن يف تنمي ة رأس املال البرشي املؤه ل للعمل يف املجتمع العامل ي واملحيل بحيث يكون التفكري عامليا والتطبيق حمليا. 158