161 جهود الشيخ الشعرواي في قضايا حقوق املرأة في تفسيره References (المراجع) Al-quran Al-karim. Ibnu Hibban. n.d. Sahih Ibnu Hibban. Muassastur risalah

النسخ

1 161 جهود الشيخ الشعرواي في قضايا حقوق املرأة في تفسيره References (المراجع) Al-quran Al-karim. Ibnu Hibban. n.d. Sahih Ibnu Hibban. Muassastur risalah. n.p. Ibn Hanbal. Ahmad. n.d. Musnad ibnu Hanbal. Al-qahirah: Muassast Alqurtubah. N. n of publish. Ibnu Qutaibah. Abu Muhammad Abdullah bin Abdul Majeed bin Muslim bin Qutaibah Al-deanuri. Uyun Al-akhbar. Verification: Muhammad Aliskandari. n.p.darul kutub Al-arabi. Ibnu Kathir. Ismail ibn Umar al-qarshi wa al-dameshqi. (2000M-1420H). Tafsir Al-quran Al-azim. Beirut: Dar ibn Hazl. Al-Alusi. Shab al-din al-sayed Mahmud. n.d. Tafsir Al-alusi. N.p. Dar ihya al-turath al-arabi. N. n of publish. Abu Saud al-emadi. Muhammad ibn Muhammad. (1987M-1407H). Irshad al-aql al-salim ila mazaya al-ketab al-karim. Verification: Mustapha Dib. Beirut: Dar ibn Kathir. N. n of publish. Al-Hakim. Abu Abdullah Muhammad ibn Abdullah. (1990M-1411H). Almustadrak ala Al-sahihain. (Birut: Dar al-kutub al-arabi. N.n of publish). Al-Bukhari. Abu Abdullah Muhammda ibn Ismail. (1422H). Al-jami Almusnad Al-sahih Al-mukhtasar. Verification: Al-nasir. Muhammad ibn Nasi. N.place: Dar Tauq al-kejat. N.n publish. No Fatwa: M. Al-Baihaqi. Abubakr Ahamad ibn Al-hasan ibn Ali. (1414H-1994M). Alsunan Al-kubra. Varification: Ata.Abdul Qadir. Mkkah: Maktabatu Baz. N.n of publish. Al-Sharawi. Muhammad Metwali. n.d. Tafsir al-sharawi. n.p. n.no of publish. Al-Sharawi. Muhammad Metwali. n.d.al-maratu fi Al-Quran al-karim. n.p. Fadhil. Muhammad Nadim. (2005). Al-tadhmin Al-nahwi fi Al-quran Alkarim. Al-madinah Al-munawwarah. Dar Al-dhaman. Muhammad Rashid Redha Tafsir Al-mennar. Al-hai at Al-a,amah. Almesriah lil ketab. Al-Qurtubi. Muhammad ibn Ahmad al-aksari. n.d. Al-jami li-ahkam Alquran. Dar al-feker. ulum islamiyyah 17.indd 161

2 162 VOL.17(JUNE) 2016 ويحل ل اإلمام الشعراوي رحمه الل حياة النساء في اجلاهلية أو قبل اإلسالم: لقد جاء اإلسالم والنساء في اجلاهلية في غ ب وظ لم وحيف عليهن. ننتبه هنا إلى قوله ك ر ه ا وكان الواقع في اجلاهلية أن الرجل إذا مات وعنده امرأة جاء وليه ويلقي ثوبه على امرأته فتصير ملك ا له وإن لم تقبل فإنه يرثها كرها أو إن لم يكن له هوى فيها فهو يحبسها عنده حتى متوت ويرثها أو يأتي واحد ويزوجها له ويأخذ مهرها لنفسه كأنه يتصرف فيها تصرف املالك لذلك جاء القول الفصل. حقوق األم الل سبحانه ي ذك رنا هنا بدور األم خاصة ألنها تصنع لك وأنت صغير ال تدرك ص ن عها فهو مستور عنك ال تعرفه أما األفعال األب وصنعه لك فجاء حال ك ب رك وإدراكك لألمور من حولك فاالبن يعرف ما قد م أبوه من أجله. فكأن أفعال األب و ج دت حني مت تكوين العمر العقلي الواعي ففهم االبن ما فعل أبوه فدو ر األب ظاهر على خالف دور األم لذلك ذكره احلق سبحانه هنا ح م ل ت ه أ م ه و ه نا على و ه ن. كما جاء في احلديث: عن أبي هريرة قال:»جاء رجل إلى رسول الل صلى الل عليه وسلم فقال: يا رسول الل من أحق الناس بحسن صحابتي قال: أمك. قال: ثم من قال: أمك قال: ثم من قال: أمك. قال: ثم من قال: أبوك«. (Al-Bukhari, 1422H, No. of hadith : 1510) عمل املرأة يباح عمل املرأة عند ضرورة أو اضطرار خاصة بشرط ان ال تزاحم املرأة الرجال وعدم االختالط بهم بل هي تنتظر حتى ينصرفوا وال تكون هناك مزاحمة كما فعلت ابنتا شعيب عند البئر. إن مهمة املجتمع اإلمياني معاونة املرأة التي ال عائل لها في أداء ضروريتها دون أن يجبرها على أن تخرج وتختلط بالرجال.كما موسى وجد امرأتني بال رجل مضطرتان للعمل قام هو باملهمة فأخذ املاشية وسقاها بدال عنهما وهذه هي مهمة املجتمع اإلسالمي إنه إذا اضطرت املرأة للخروج للعمل على الرجل أن يقضي لها مهمتها بسرعة فهذه مهمة اإلميانية التي قام بها موسى. إن مهمة اإلميانية للمجتمع هي مساعدة املرأة بدون أجر ومجانا على أن تقضي عملها وتنصرف ولذلك فإن موسى عليه السالم سقى لهما بدون أجر رغم أنه كان محتاجا للمال. ulum islamiyyah 17.indd 162

3 163 جهود الشيخ الشعرواي في قضايا حقوق املرأة في تفسيره ويشقى ثم يأتي إلى أهله فتكون السكينة والراحة واالطمئنان إذا كانت هذه هي احلقيقة فلماذا يأتي العالم ليغير هذا النظام نقول إن العالم هو الذي يتعب نفسه. االبتعاد عن نكاح اليتيمات هنا يؤكد احلق سبحانه األمر بأن ابتعدوا عن اليتامى فاليتيم مظنة أن ي ظلم لضعفه وبخاصة إذا كان أنثى إن الظلم بعامة محرم فى غير اليتامى ولكن الظلم مع الضعيفة أكبر ألنه سبحانه يريد أن يرد الرجل الولى عن نكاح اليتيمات مخافة أن يظلم هن فأمره بأن يترك الزواج من اليتيمة الضعيفة. فأوضح سبحانه: اترك اليتيمة. فاحتاجت هذه املسألة إلى تشريع واضح وها نحن أوال جند سيدنا عمر سبحانه جاءه واحد يسأله عن أمر يتيمة حتت وصايته فقال سيدنا عمر:»إن كانت جميلة فدعها تأخذ خيرا منك وإن كانت دميمة فخذها زوجة وليكن مالها شفيعا لدمامتها. إباحة تعدد الزوجات هات إنسانا عدل في الع ش رة وفي النفقة وفي البيتوتة وفي املكان وفي الزمان ولم يرجح واحدة على أخرى والعدل املراد في التعدد هو القسمة بالسوية في املكان أي أن لكل واحدة من املتعدات مكانا يساوي مكانا األخرى وفي الزمان وفي متاع املكان هي العدالة فيما يدخل في اختيارك ألن العدالة التي ال تدخل في اختيارك ال يكلف الل بها وال يطلب منك أن تعدل مبيل قلبك وحب نفسك ألن ذلك ليس في مكنتك. عن عائشة رضي الل عنها قالت: كان رسول الل صلى الل عليه وسلم يقسم فيعدل فيقول:»اللهم هذا قسمي فيما أملك وال تلمني فيما متلك وال أملك«.( 2204 : hadith (Al-Hakim, 1990: No. of ميراث املرأة قال الل : ل لذ ك ر م ث ل ح ظ األ ن ث ي ني والذين يقولون: هذا أول ظلم يصيب املرأة نريد املساواة. نقول لهم: انظروا إلى العدالة هنا. فالذكر مطلوب له زوجة ينفق عليها واألنثى مطلوب لها ذكر ينفق عليها إذن فنصف حظ الذكر يكفيها إن عاشت دون زواج وإن تزوجت فإن النصف الذي يخصها سيبقى لها وسيكون لها زوج يعولها. إذن فأيهما أكثر حظا في القسمة إنها األنثى. ulum islamiyyah 17.indd 163

4 164 VOL.17(JUNE) 2016 وهكذا نتعلم من قصة شعيب عليه السالم مع موسى عليه السالم. وهنا يقول احلق سبحانه: و ل ق د أ ر س ل ن ا م و س ى ب آي ات ن ا. (5 : (Ibrahim هذه هي مهمة املجتمع اإلمياني معاونة املرأة التي ال عائل لها في أداء ضروريتها دون أن يجبرها على أن تخرج وتختلط بالرجال. وقوله سبحانه: ف ق ال ر ب إ ن ي مل ا أ ن ز ل ت إ ل ي م ن خ ي ر ف ق ير. (24 n.d.:.(al-sha rawi, يبني لنا أن موسى عليه السالم رغم أنه كان محتاجا إلى املال ولم يكن معه شيئ إال أنه سقى للفتاتني مجانا دون أن يتفاضى أجرا عن ذلك فإذن فعمل املرأة عند الضروة له شروط فالضرورة التي اقتضت خروجهما أن أباهما شيخ كبير والعمل مت على قدر الضرورة فلم يزاحما الرجال بل انتظرتا حتى يسقي الرعاة وينصرفوا. إن مهمة اإلميانية للمجتمع هي مساعدة املرأة بدون أجر ومجانا على أن تقضي عملها وتنصرف ولذلك فإن موسى عليه السالم سقى لهما بدون أجر رغم أنه كان محتاجا للمال. 107) n.d.: (Al-Sha rawi, نتائج البحث لقد وصل الباحث من خالل قراءة تفسير اإلمام الشيخ الشعراوي حول حقوق املرأة في اإلسالم إلى نتائج تالية : قوامة الرجال املراد بتفسير اآلية الكرمية الر ج ال ق و ام ون ع ل ى الن س اء ال يعني الرجل وزوجته فقط بل يشمل عاما مثل قو ام على البنات وعلى األخوات وعلى األمهات وعلى العمات وغيرهن ألن احلق جاء بكلمة )الر جال( على عمومها وكلمة )النساء( على عمومها. ومعنى )قو ام( القو ام هو املبالغ في القيام يعني مبالغني في القيام على أمور النساء والقيام فيه تعب ومشقة وعندما تقول: فالن يقوم على القوم أي ال يرتاح أبدا. فالرجل مك ل ف مبهمة القيام على النساء أي أن يقوم بأداء ما يصلح األمر. وفي قوله : ف ق ل ن ا ي ا آ د م إ ن ه ذ ا ع د و ل ك و ل ز و ج ك ف ال ي خ ر ج ن ك م ا م ن اجل ن ة ف ت ش ق ى املراد بالشقاء التعب في حتصيل مبادئ املعاش وذلك من وظائف الرجال. إن هذه لفتة من احلق سبحانه إلى مهمة املرأة ومهمة الرجل في احلياة. فمهمة املرأة أن تكون سكن ا لزوجها عندما يعود إلى بيته تذهب تعبه وشقاءه أما مهمة الرجل فهي العمل حتى يوفر الطعام واملسكن لزوجته وأوالده والعمل تعب وحركة. وهكذا لفتنا احلق سبحانه إلى أن مهمة الرجل أن يكدح ulum islamiyyah 17.indd 164

5 165 جهود الشيخ الشعرواي في قضايا حقوق املرأة في تفسيره خروج املرأة له علة أن األب شيخ كبير وأن خروج املرأتني لم يكن بغرض املزاحمة على املاء ولكن بسبب الضرورة وانتظرتا إلى أن يسقي الرعاة بل ظل تا محتجبتني بعيدا لذلك تقدم موسى عليه السالم ليمارس مهمة الرجل: ف س ق ى ل ه م ا. وهذه خصوصية املجتمع اإلمياني العام ال خصوصية قوم وال خصوصية قربى وال خصوصية أهل بل خصوصية املجتمع اإلمياني العام فساعة يرى اإلنسان امرأة قد خرجت إلى العمل فيعرف أن هناك ضرورة أجلأتها إلى ذلك فيقضي الرجل املسلم لها حاجتها. (1964 n.d.: (Al-Sha rawi, وأذكر حني ذهبت إلى مكة في عام 1950 م أن نزل صديقي من سيارته أمام باب منزل وكان يوجد أمام الباب لوح من اخلشب عليه أرغفة من العجني التي لم تخبز بعد وذهب به إلى املخبز ثم عاد به بعد خبزه إلى نفس الباب. وقال لي: إن هذه هي عادة أهل مكة إن وجد إنسان لوحا من العجني غير املخبوز فعليه أن يفعل ذلك ألن وجود هذا اللوح أمام الباب إمنا يعني أن الرجل رب البيت غائب وهذا كله مأخوذ من كلمة: ف س ق ى ل ه م ا. وعمر بن اخلطاب رضي الل عنه كان يأمر اجلنود أن تدق األبواب لتسأل أهل البيوت عن حاجاتهم. واألمر الثالث واملهم هو أن املرأة التي تخرج إلى مهمة عليها أال تستمرىء ذلك بل تأخذها على قدر الضرورة فإذا وجدت منفذا لهذه الضرورة فعليها أن تسارع إلى هذا املنفذ ولذلك قالت الفتاة ألبيها شعيب: ق ال ت إ ح د اه م ا ي ا أ ب ت اس ت أ ج ر ه إ ن خ ي ر م ن اس ت أ ج ر ت ال ق و ي األ م ني. وي نهي شعيب عليه السالم هذا املوقف إنهاء إميانيا حكيما حازما فيقول ملوسى عليه السالم: ق ال إني أ ر يد أ ن أ ن ك ح ك. وهكذا يعلم موسى عليه السالم أن شعيبا ال ي لقي بابنته هكذا دون مهر ال.. بل ال بد أن يكون لها مهر وأيضا تصبح أختها محرمة عليه. وهذه القصة وضعت لنا مبادىء حتل كل املشكالت التي يتشدق بها خصوم اإلسالم. وهنا نحن جند في الغرب صيحات معاصرة تطالب بأن تقوم املرأة بالبقاء في املنزل لرعاية األسرة واألوالد ليس ألن املرأة ناقصة ولكن ألن كمال املرأة في أداء أسمى مهمة توكل إليها وهي تربية األبناء. ونحن نعلم أن طفولة اإلنسان هي أطول أعمار الطفولة في كل الكائنات واألبناء الذين ينشأون برعاية أم متفرغة يكونون أفضل من غيرهم. ulum islamiyyah 17.indd 165

6 166 VOL.17(JUNE) 2016 والشيئ الثاني أنهما عندما اضطرتا إلى اخلروج لعمل لم تزاحما الرجال بل وقفتا بعيدا متنعان ماشيتهما من السقيا حتى ينصرف الرعاة وهذا يعطينا املبدأ الثاني وهو أن ه إذا اضطرت املرأة للخروج للعمل فال يجب أن تزاحم الرجال بل تبقي حتى ينصرفوا وال تكون هناك مزاحمة وهكذا نعرف أن ضرورة العمل ال يجب أن جتعل املرأة تزاحم وتختلط. (105: n.d(a).(al-sha rawi, تلك الهمة اإلميانية التي و جدت في موسى قبل أن يصير رسوال وذلك ما يوضحه لنا احلق حتى ال يقول إنسان: كيف أكون مثل رسول من عند الل كأن الهمة اإلميانية التي وص فتها تلك اللقطة القصصية توقظ مسئولية كل مؤمن ليسلك مثل هذه السلوك. فعندما يرى امرأة قد خرجت عن محيط بيتها ألي عمل فعليه أن يقضي لها حاجتها حتى ترجع إلى بيتها وذلك دون أن يتخذ من ذلك ذريعة ووسيلة إلى أمر ينزل بهمته وينال من مروءته. ولو انتشرت بيننا تلك الهمة اإلميانية ملا وجدنا امرأة في الطريق إال للضرورة. لقد أوضحت لنا تلك اللقطة القصصية حرص املرأة على موضعها وموقعها من الستر فتقول واحدة من املرأتني ألبيها شعيب بعد أن استقدمه ليجزيه أجر ما سقى لهما: ق ال ت إ ح د اه م ا ي ا أ ب ت اس ت أ ج ر ه إ ن خ ي ر م ن اس ت أ ج ر ت ال ق و ي األ م ني. (26 : (Al-Qasas كأن املرأة ال يحل لها أن تتحرك في الكون هذا اللون من احلركة الواسعة ويسمع شعيب عليه السالم وهو الرجل العاقل البنته فكيف يستأجر رجال وعنده ابنتان فيفكر شعيب ويعثر على احلل الصحيح بفطنة إميانية فيستدعي موسى ويقول له: ق ال إ ن ي أ ر يد أ ن أ ن ك ح ك إ ح د ى اب ن ت ي ه ات ني ع ل ى أ ن ت أ ج ر ن ي ث م ان ي ح ج ج ف إ ن أ مت م ت ع ش ر ا ف م ن ع ن د ك و م ا أ ر يد أ ن أ ش ق ع ل ي ك س ت ج د ن ي إ ن ش اء الل م ن الص احل ني. (27 : (Al-Qasas وفي مثل هذه احلالة سيكون موسى عليه السالم متزوجا بواحدة وم ح ر ما على األخرى. لكن القرآن ح ل هذه املسألة في رحلة بسيطة ولنقرأ قول احلق سبحانه عن موسى عليه السالم: و مل ا و ر د م آء م د ي ن و ج د ع ل ي ه أ م ة م ن الن اس ي س ق ون و و ج د م ن د ون ه م امرأتني ت ذ ود ان أي: متنعان املاشية من االقتراب من املياه وكان هذا املشهد م ل فتا ملوسى عليه السالم وكان من الطبيعي أن يتساءل: ألم تأتيا إلى هنا لتسقيا املاشية! وقال القرآن السؤال الطبيعي: م ا خ ط ب ك م ا فتأتيه اإلجابة من املرأتني: ق ال ت ا ال ن س ق ي حتى ي ص د ر الرعآء و أ ب ون ا ش ي خ ك ب ير وهكذا نعلم أن ulum islamiyyah 17.indd 166

7 167 جهود الشيخ الشعرواي في قضايا حقوق املرأة في تفسيره البيت بعد يوم عمل شاق في وظيفتها لنجد أمامها أطفالها وزوجها وبيتها كل منهم يطلب طلبا. قد يقال إن املرأة في الريف تعمل في احلقل وفي املنزل نقول نعم ولكنها تعمل مع بنات جنسها أو أشقائها أو محارمها وكلهم يعمل معها فإذا كانت يوما متبعة أعانوها وإذا كان العمل كثيرا فهي ميكن أن تعود إلى بيتها متى شاءت والعمل في البيت في الريف عمل جماعي تتعاون فيه املرأة مع جاراتها وصديقاتها كل منهن تساعد األخرى وال يكون العمل شاقا أو متعبا.( n.d(a (Al-Sha rawi,.:104) ويقول رحمه الل: وها هي ذو لقطة أخرى نأخذها من القصص القرآني مع سيدنا موسى عليه السالم لنتبني ماذا يصنع املنهج اإلمياني فيمن اقتنع به وحدثت هذه القصة في وقت تهيئة سيدنا موسى عليه السالم للرسالة حدثت هذه الواقعة وهو ذاهب إلى شعيب ولم يكن رسوال بعد مما يدل على أن فطرية اإلميان كانت موجودة عنده وأن الل سبحانه قد صنعه على عينه لقد ورد ماء مدين ووجد الفت ات ني تذودان وتطردان املاشية عن املاء فماذا دار بينه وبينهما من حوار. وكيف كانت رؤيته لهما أوال : و مل ا و ر د م اء م د ي ن و ج د ع ل ي ه أ م ة م ن الن اس ي س ق ون و و ج د م ن د ون ه م ام ر أت ني ت ذ ود ان ق ال م ا خ ط ب ك م ا ق ال ت ا ال ن س ق ي ح ت ى ي ص د ر الر ع اء و أ ب ون ا ش ي خ ك ب ير. (33.(Al-Qasas: وفي قول املرأتني: ق ال ت ا ال ن س ق ي ح ت ى ي ص د ر الر ع اء قدر من املبادئ فخروجهما من البيت سببه أن األب شيخ كبير ومع أنهما في ضرورة وخرجتا للعمل فلم تنس واحدة منهما أنها أنثى يجب أن حت ترم أنوثتها فقالتا: ال ن س ق ي ح ت ى ي ص د ر الر ع اء أي أنهما ستسقيان من بعد أن يذهب الزحام من الرجال حول البئر. إذن فقد أخذت بنتا شعيب الضرورة في حجمها ولم تتخذ إحداهما من الضرورة حجة إلهدار األنوثة والتزاحم للوصول إلى البئر. فماذا حدث من موسى. ف س ق ى ل ه م ا. 24) : Al-Qasas (Al-Sha rawi, n.d. : 1964; إن املنطق يقضي بأن تخرج واحدة منهما وتبقي الثانية مع أبيها كبير السن لتخدمه وطلبي طلباته في البيت ولكنهما خرجتا معا لتراقب كل منهما األخرى حتى تخرج واحدة مبفردها وتذهب إلى أي مكان ثم تعود وتقول كنت أسقى املاشية. ulum islamiyyah 17.indd 167

8 168 VOL.17(JUNE) 2016.vii وكذلك بعد موتها يسن برها بصلة من كانت تصله وحتترمه كأقاربها وصديقاتها. 1511) n.d.: (Al-Sha rawi, حقوق املرأة في أخذ املهر واباحة العمل لها في تفسير الشيخ الشعراوي حقوق املرأة في أخذ مهرها فقد قال اإلمام الشعراوي في تفسير اآلية الكرمية: ف م ا اس ت م ت ع ت م ب ه م ن ه ن ف آت وه ن أ ج ور ه ن ف ر يض ة أي أن الذي فرض ذلك هو ربنا. و ال ج ن اح ع ل ي ك م ف يم ا ت ر اض ي ت م ب ه م ن ب ع د الف ر ي ض ة ونلحظ هنا أن هناك فرقا بني أن يشرع احلق حلق وأن يترك باب الفضل مفتوحا فمن حقها أنها تأخذ املهر. لكن ماذا إن تراضت املرأة مع الرجل في أال تأخذ املهر وتتنازل له عنه أو أن يعطيها أكثر من املهر هذا ما يدخل في قوله سبحانه: و ال ت نس و ا ال ف ض ل ب ي ن ك م (237 : (Al-Baqarah فال لوم وال تثريب فيما يتراضى به الزوجان من بعد الفريضة وكلمة ت ر اض ي ت م تدخل في قوله سبحانه: ف إ ن ط ب ل ك م ع ن ش ي ء م ن ه ن ف سا ف ك ل وه ه ن يئا م ر يئا. (An-Nisa : 4) وفي عصرنا جند أن املرأة تأخذ مهرها من الرجل وجتهز منه أثاث البيت مع أن املفروض أن يجهز الرجل لزوجته البيت وأن يبقى املهر كامال لها ولكن التعاون هو الذي يعطي العطف والتكاتف. ويقول احلق سبحانه: إ ن الل ك ان ع ل يما ح ك يما.( 11 (An-Nisa: وسبحانه عليم ال يخفى عليه شيء ويعلم أن امرأة أحبت زوجها لدرجة أن هذا األجر ليس له قيمة أو رجل أحب زوجته أيضا لدرجة أن النقود ليس لها قيمة عنده وما دام سبحانه حكيم. فهو قد يجري األمور ال بحتمية ما افترض ولكن بإبقاء على فضل املتعاملني. اباحة العمل لها اإلمام الشعراواي رحمه الل ي ح ل ل عمل املرأة في داخل بيتها وخارج البيت بالدالئل النقلية والعقلية السليمة وي ف ه م الناس مبسؤليتها حسب خلقتها وخصوصياتها التي أعطيت لها من لدن الل العزيز القدير ويقول: لو نظرنا إلى عمل املرأة ألشفقنا عليها ألننا سنجد أن عملها أصعب وأشق من عمل الرجل ألن عمل الرجل محصور في طلب الرزق..ثم راحة بعد ذلك أما هي فعملها يبدأ عندما تعود إلى ulum islamiyyah 17.indd 168

9 169 جهود الشيخ الشعرواي في قضايا حقوق املرأة في تفسيره فاحلق سبحانه يقول: ب و ال د ي ه إ ح س انا. أو ب و ال د ي ه ح س ن ا. Al-Ankabut ) ( 8 :إنها مقرونة في ثالث آيات بعبادة الل وعدم اإلشراك به ثم أفردها باإلحسان في آيتني ويالحظ هنا أن احلق سبحانه حينما تكلم قال: و إ ن ج اه د اك على أ ن ت ش ر ك ب ي م ا ل ي س ل ك ب ه ع ل م ف ال ت ط ع ه م ا. لكن هذا ال مينع أن تعطيها املعروف وما حتتاج إليه ونلحظ أن احلق لم يأت لهما بطلب الرحمة وهما على الشرك والكفر كما طلبها لهما في قوله سبحانه: و ق ل ر ب ار ح م ه م ا ك م ا ر ب ي ان ي ص غ يرا كما سبق مرجعها. ألنهما وإن ربي جسد الولد فلم يربيا قلبه وإميانه فال يستحقان أن يقول: ارحمهما ألن احلق أراد أن يسع الولد والديه في الدنيا وإن كانا على الكفر. (1511 n.d.: (Al-Sha rawi, : 8) i. حبها وتوقيرها في النفس والقلب ما استطاع ألنها أحق الناس بحسن صحبته عن أبي هريرة رضي الل عنه قال: جاء رجل إلى رسول الل صلى الل عليه وسلم فقال:»يا رسول الل من أحق الناس بحسن صحبتي قال: امك قال: ثم من قال: أمك قال: ثم من قال: أمك قال ثم من قال:ثم أبوك«. سبق ذكره..ii الرعاية والقيام على شؤونها إن احتاجت إلى ذلك بل إن هذا دين في عنق ولدها قال سبحانه: و و ص ي ن ا األ ن س ان ب و ال د ي ه إ ح س انا..iii عدم إيذائها وإسماعها ما تكره من القول او الفعل. قال سبحانه: ف ال ت ق ل ل ه م ا أ ف و ال ت ن ه ر ه م ا و ق ل ل ه م ا ق و ال ك ر ميا. (23 : (Al-Isra.iv االنفاق عليها إن أعوزت إن النفقة عليها أو إطعامها عند الصاحلني أحب إليهم من أن يطعموا أبناءهم. v. الطاعة واإلئتمار بأمرها إن أمرت مبعروف أم ا إن أمرت بشر كالشرك: فال طاعة ملخلوق في معصية اخلالق قال سبحانه: و إ ن ج اه د اك ع ل ى أ ن ت ش ر ك ب ي م ا ل ي س ل ك ب ه ع ل م ف ال ت ط ع ه م ا و ص اح ب ه م ا ف ي الد ن ي ا م ع ر وفاAl-Ankabut ).vi أما بعد موتها فيسن قضاء ما عليها من كفارات وتصدق عنها واحلج او االعتمار عنها عن ابن عباس رضي الل عنهما:»أ ن ام ر أ ة م ن ج ه ي ن ة ج اء ت إ ل ى الن ب ي ص ل ى الل ع ل ي ه و س ل م ف ق ال ت : إ ن أ م ي ن ذ ر ت أ ن حت ج ف ل م حت ج ح ت ى م ات ت أ ف أ ح ج ع ن ه ا ق ال :»ن ع م ح ج ي ع ن ه ا أ ر أ ي ت ل و ك ان ع ل ى أ م ك د ي ن أ ك ن ت ق اض ي ة اق ض وا الل ف الل أ ح ق ب الو ف اء «. (Al-Bukhari, 1422H : No. of. hadith 1852) ulum islamiyyah 17.indd 169

10 170 VOL.17(JUNE) 2016 من مأكل وملبس ويبقى دور األم في نظر الطفل ماضيا خافتا. إذن: فحيثية األم هي املطلوبة ألن تعبها في احلمل واإلرضاع لم يكن م د ر كا من الطفل. (Al- Sha rawi, n.d.: 3902) هنا جاء احلق باحليثيات لألم وترك األب بدون حيثية وهذا كالم رب ألن إحسان الوالدة لولدها وجد وقت أن صار جنينا. فهي قد حافظت على نفسها وسارت بحساب وحرص فانشغلت به وهو مازال جنينا. وحاولت أن توفر كل املطالب قبلما يتكون له عقل وفكر. بينما والده قد يكون بعيدا ال يعرفه إال عندما يكبر ويصير غالما ليربيه لكفاح احلياة أما في احلمل واملهد فكل اخلدمات تؤديها األم ولم يكن للطفل عقل حتى يدرك هذا إمنا مبجرد أن وجد العقل وجد أباه يعايشه ويعاشره وكلما احتاج إلى شيء قالت له األم: أبوك يحققه لك وكل حاجة يحتاج إليها الطفل يسأل أباه أن يأتيه بها وينسي الطفل حكاية أمه وحملها له في بطنها وأنها أرضعته وسهرت عليه ألنه لم يكن عنده إدراك ساعة فعلت كل ذلك فمن الذي - إذن - يحتاج إلى احليثية إنها األم أما حيثية إكرام األب فموجودة لإلنسان منذ بدء وعيه ألنه رأى كل حاجته معه لذلك قال احلق سبحانه: ح م ل ت ه أ م ه ك ر ها و و ض ع ت ه ك ر ها. والطفل ال يعرف حكاية احلمل هذه وعندما يتنبه يجد أن والده هو الذي يأتي بكل حاجة وما دام أبوه هو الذي في الصورة فتكون احليثية عنه موجودة واألم حيثيتها مغفولة ومستورة فكان ال بد من أن يذكرنا الل باحليثية املتروكة عند اإلنسان مكتفيا باحليثية لألب املوجودة والواضحة عند االبن ولذلك جتد النبي سبحانه حينما يوصي قال:»أمك ثم أمك ثم أمك وبعد ذلك قال: ثم أبوك«. (1510 (Al-Bukhari, :1422H no.of hadith كما جاء في احلديث: عن أبي هريرة رضي الل عنه قال:»جاء رجل إلى رسول الل صلى الل عليه وسلم فقال: يا رسول الل من أحق الناس بحسن صحابتي قال: أمك. قال: ثم من قال: أمك قال: ثم من قال: أمك. قال: ثم من قال: أبوك«. :1422H (Al-Bukhari, no.of hadith 5921) ولو حسبتها جتدها واضحة وأيضا فاألبوة رجولة والرجولة كفاح وسعي. واألمومة حنان وستر فهي حتتاج أال تخرج لسؤال الناس لقضاء مصاحلها أبوك إن خرج ليعمل فعمله شرف له. إمنا خروج األم للسعي للرزق فأمر صعب على النفس ulum islamiyyah 17.indd 170

11 171 جهود الشيخ الشعرواي في قضايا حقوق املرأة في تفسيره اإلنسان ب و ال د ي ه إ ح س انا ح م ل ت ه أ م ه ك ر ها و و ض ع ت ه ك ر ها و ح م ل ه و ف ص ال ه ث ال ث ون ش ه را. (15 (Al-Ahqaf: نلحظ أن احليثيات كلها لألم ولم يذكر حيثية واحدة لألب إال في قوله سبحانه: و ق ل ر ب ار ح م ه م ا ك م ا ر ب ي ان ي ص غ يرا. وهذه تكون في اآلخرة. قالوا: ذ ك ر احليثيات كلها لألم ألن متاعب األم كانت حال الص غ ر والط فل ليس لديه الوعي الذي يعرف به ف ض ل أمه وحتم لها املشاق من أجله وحني يكبر وتتكو ن لديه اإلدراكات يجد أن األب هو الذي يقضي له كل ما يحتاج إليه. إذن: فحيثيات األب معلومة مشاهدة أم ا حيثيات األم فتحتاج إلى بيان. n.d.: (Al-Sha rawi, 695) وقال سبحانه: و و ص ي ن ا اإل ن س ان ب و ال د ي ه إ ح س ان ا ح م ل ت ه أ م ه ك ر ه ا و و ض ع ت ه ك ر ه ا و ح م ل ه. وفي سورة األحقاف وفي سورة الرعد وفي سورة فصلت قد ذكرت ك ر ها بفتح الكاف وقرأها بعضهم بضم الكاف. وقال البعض: إن ك ر ها بفتح الكاف و ك ر ها بضم الكاف مبعنى واحد. نقول لهم: ال إن املعنى ليس واحدا فمثال قول احلق سبحانه: ح م ل ت ه أ م ه ك ر ها و و ض ع ت ه ك ر ها. فالك ره هنا ليس للحمل وال للوضع ولكن للمشقة التي تعانيها احلامل أثناء حملها وعند الوالدة. فلم يكرهها أحد على هذا احلمل. ولكن البعض يقول: إن احلمل يحدث وليس للمرأة عالج في أن حتمل وال أن تضع فال توجد امرأة تقول لنفسها: )سوف أحمل الليلة( ألن احلمل يحدث دون أن ت عي هي حدوثه فاحلمل يحدث باللقاء بني الرجل واملرأة. واملرأة ال تستطيع أن تختار ساعة احلمل وال أن تختار ساعة الوالدة وال تستطيع أن تقول: سألد اليوم أو لن ألد اليوم. (Al-Sha rawi, n.d.: 695) وجاءت كل احليثيات بعد ذلك لألم ولم يأت بأي حيثية لألب فيقول سبحانه: ح م ل ت ه أ م ه ك ر ها و و ض ع ت ه ك ر ها و ح م ل ه و ف ص ال ه ث ال ث ون ش ه را. وشاء احلق سبحانه ذلك ألن حيثية األم مبنية على الضعف فيريد أن يرقق قلب ابنها عليها فاألب رجل قد يقدر على الكدح في الدنيا كما أن فضل األب على الولد يدركه الولد لكن فضل أمه عليه وهو في بطنها ال يعيه وفي طفولته األولى ال يعي أيضا هذا الفضل ولكنه يعي من بعد ذلك أن والده يحضر له كل مستلزمات حياته ulum islamiyyah 17.indd 171

12 172 VOL.17(JUNE) 2016 ومعنى: و ه نا على و ه ن أي: ضعفا على ضعف واملرأة بذاتها ضعيفة فاجتمع لها ضعفها الذاتي مع ضعف بسبب اجلنني الذي يتغذى منها ويكبر في أحشائها يوما بعد يوم لذلك قلنا: إن من حكمة الل سبحانه في خ ل ق الرحم أن جعله قابال للتمدد واالتساع ليحتوي اجلنني في مراحل احلمل املختلفة إلى أن يزيد اجلنني زيادة ال يتحملها اتساع الرحم فينفجر إيذانا بوالدة إنسان جديد وخ ل ق آخر كما قال سبحانه: ث م أ نش أ ن اه خ ل قا آخ ر ف ت ب ار ك الل أ ح س ن اخلالقني. (14 (Al-Mu minun: فاجلنني كان خ ل قا تابعا ألمه في غذائه وفي تنفسه وحركته لكن حينما جاء أمر الل وأذن مبيالده أنشأه خ ل قا آخر له م قو مات حياة مستقلة غير متصل بأمه. ويقولون في هذه العملية )القرن طش( كما تنفجر البالونة إذا ن فخت لدرجة أكثر مما تتحمل ومن العجيب أن الرحم يتسع بقدرة الل لعدة توائم كما نرى ونسمع. ومن عظمة اخلالق سبحانه في مسألة الرزق أن رزق اجلنني يأتيه منفصال عن رزق أمه فلكل منها رزق ال يأخذه اآلخر ومعلوم أن املرأة حني ي قد ر لها ح م ل ينقطع عنها الدم الذي كان ينزل بصفة دورية حال فراغ الرحم من احلمل هذا الدم هو الذي جعله الل غذاء للجنني اجلديد. الذي يتأمل اآليتني السابقتني يجد أن احلق سبحانه ذكر الع ل ة في ب ر الوالدين واحليثيات التي استوجبت هذا الب ر لكنها خاصة باألم ولم تتحدث أبدا عن فضل األب فقال: ح م ل ت ه أ م ه و ه نا على و ه ن فأين د و ر األب وأين مجهوداته طوال سنني تربية األبناء املتتبع آليات بر الوالدين يجد حيثية م ج ملة ذكرت دور األب واألم معا في قوله سبحانه: ك م ا ر ب ي ان ي ص غ يرا. (2 :.(Al-Isra لكن قبل أن ي رب ي األب وقبل أن يبدأ دوره كان لأل م الدور األكبر لذلك حينما تخاصم األب واألم لدى القاضي على ولد لهما قالت األم: لقد حمله خ ف ا وحملت ه ثقال ووضعه شهوة ووضعت ه كرها. لذلك ذكر القرآن احليثيات اخلاصة باألم ألن ها حتملتها وحدها لم يشاركها فيها الزوج وألنها حيثيات سابقة إلدراك االبن فلم يشعر بها فكأنه سبحانه أراد أن ي ذك رنا بفضل األم الذي لم ندركه ولم ن ح س به. n.d.: 214 -(Al-Sha rawi, 515) فك ف ر الوالدين ال يعني السماح لك بإهانتهما أو إهمالهما فاحذر ذلك ألنك ست سأل عنه أمام الل: أصنعت معهما املعروف أم ال وحيثيات الوصية بالوالدين: األب واألم ذ كرت في اآلية األخرى: و و ص ي ن ا ulum islamiyyah 17.indd 172

13 173 جهود الشيخ الشعرواي في قضايا حقوق املرأة في تفسيره ل ك ب ه ع ل م ف ال ت ط ع ه م ا و ص اح ب ه م ا ف ي الد ن ي ا م ع ر وف ا و ات ب ع س ب يل م ن أ ن اب إ ل ي ث م إ ل ي م ر ج ع ك م ف أ ن ب ئ ك م مب ا ك ن ت م ت ع م ل ون (Luqman:14-15). قال اإلمام الشعراوي في تفسير قوله سبحانه: وإن كانت الوصية هنا بالوالدين أال أن حيثيات الوصية خاصة باألم ح م ل ت ه أ م ه و ه نا على و ه ن و ف ص ال ه ف ي ع ام ني فلم يذكر شيئا عن دور األب ملاذا قالوا: ألن الكالم هنا كالم رب وما عليك إال أن ت عم ل فيه فكرك وقلبك لتصل إلى دقائقه. الل سبحانه ي ذك رنا هنا بدور األم خاصة ألنها تصنع لك وأنت صغير ال ت د رك ص ن عها فهو مستور عنك ال تعرفه أما أفعال األب وصنعه لك فجاء حال ك ب رك وإدراكك لألمور من حولك فاالبن يعرف ما قد م أبوه من أجله. فكأن أفعال األب و ج دت حني مت تكوين العمر العقلي الواعي ففهم االبن ما فعل أبوه وكثيرا ما سمع االبن: أبوك ذهب إلى كذا أبوك أحضر لك كذا وهذا األمر عندما يأتي أبوك.. الخ فدو ر األب ظاهر على خالف دور األم لذلك ذكره احلق سبحانه هنا ح م ل ت ه أ م ه و ه نا على و ه ن. ويأتي م ن يقول: أليس االبن نتيجة التقاء األب واألم فهما فيه سواء ونقول : بلى لكن مشقة األم فيه أوضح أثناء احلمل وعند الوالدة ولوال أن الل سبحانه ربط النسل بالشهوة ل زهد الناس فيه ملا تتحمله األم من مشاق وملا يتحمله األب من تبعات األوالد. ونعرف قصة املرأة وهي تخاصم أبو األسود الدؤلي وطليق ته في ابن له ما أراد أخذه منها فتحاكما إلى زياد وهو وال بالبصرة. فقالت املرأة : أصلح الل األمير هذا ابني كان بطني وعاء ه وح جري ف ناء ه وث ديي س قاء ه أكلؤه إذا نام وأحفظه إذا قام فلم أزل كذلك سبعة أعوام حتى ك م ل ت خ صال ه واستوك ف ت أوصال ه فحني أم لت ن فع ه ورجوت د فع ه أراد أبوه أن يأخ ذه م ن ي كره ا. فقال أبو األسود : أصلحك الل أيها األمير هذا ابني حملت ه قبل أن حت م له ووض عت ه قبل أن ت ض ع ه وأنا أقوم عليه في أدب ه وأنظر في أ و د ه أمن حه ح لمي وأ لهمه ع لمي حتى حت ك م ع قل ه واستحكم ف تل ه. فقالت املرأة : لقد صدق ولكنه ح م ل ه خ ف ا وح م لت ه ث قال و و ض ع ه ش هو ة و و ض عت ه ك رها! فقال زياد: والل واز نت بني احل جتني وقار نت الدليل بالدليل فما وجدت لك عليها م ن سبيل وقضى به لها. n.d.:40; (Ibnu Qutaibah, Al-Sha rawi, n.d.: ) ulum islamiyyah 17.indd 173

14 174 VOL.17(JUNE) 2016 يريد احلق سبحانه أن يعالج قضية تتعلق بالنساء وباستضعافهم. لقد جاء اإلسالم والنساء في اجلاهلية في غ ب وظ لم وحيف عليهن. - و قال سبحانه: ي ا أ ي ه ا الذين آم ن وا ال ي ح ل ل ك م أ ن ت ر ث وا النسآء ك ر ها وكلمة )ورث( تدل على أن واحدا قد توفي وله وارث وهناك شيء قد تركه امليت وال يصح أن يرثه أحد بعده ألنه عندما يقول سبحانه: ال ي ح ل ل ك م أ ن ت ر ث وا فقد مات مو رث ويخاطب وارثا. إذن فالكالم في املوروث لكن املوروث مرة يكون ح ال ولذلك شرع الل تقسيمه وتناولناه من قبل لكن الكالم هنا في متروك ال يصح أن يكون موروثا ما هو قال سبحانه: ال ي ح ل ل ك م أ ن ت ر ث وا النسآء ك ر ها وهل املقصود أال يرث الوارث من مورثه إماء تركهن ال. إن الوارث يرث من مورثه اإلماء الالتي تركهن ولكن عندما تنصرف كلمة )النساء( تكون ألشرف مواقعها أي للحرائر ألن األخريات تعتبر الواحدة منهن م ل ك ميني ال ي ح ل ل ك م أ ن ت ر ث وا النسآء ك ر ها وهل فيه ميراث للنساء برضى وكيف تورث املرأة ننتبه هنا إلى قوله سبحانه»ك ر ه ا«وكان الواقع في اجلاهلية أن الرجل إذا مات وعنده امرأة جاء وليه ويلقي ثوبه على امرأته فتصير ملك ا له وإن لم تقبل فإنه يرثها كرها أو إن لم يكن له هوى فيها فهو يحبسها عنده حتى متوت ويرثها أو يأتي واحد ويزوجها له ويأخذ مهرها لنفسه كأنه يتصرف فيها تصرف املالك لذلك جاء القول الفصل : ال ي ح ل ل ك م أ ن ت ر ث وا النسآء ك ر ها و ال ت ع ض ل وه ن و)العضل( في األصل هو املنع ويقال :»عضلت املرأة بولدها«ذلك أصل االشتقاق بالضبط 1416). n.d.: (Al-Qurtobi, n.d.: 84; Al-Sha rawi, 2 -حقوق األم على األوالد: ال شك بأن حقوق املرأة في االسالم كثيرة وكبيرة على أوالدها ومنها حقوق األم على أوالدها وهي شرعت في القرآن الكرمي وفي سنة املصطفى صلى الل عليه وسلم فقد سن الل سبحانه القوانني والقرارات وأعطى لكل ذي حق حق ه فمن سار على نهجها وتطبيقها حظي باملكافأة الربانية العظيمة وهي رضا الل سبحانه ومن خالفها نال سخط العظيم اجلليل فقد قال الل سبحانه في حقوق األم: و و ص ي ن ا اإل ن س ان ب و ال د ي ه ح م ل ت ه أ م ه و ه ن ا ع ل ى و ه ن و ف ص ال ه ف ي ع ام ني أ ن اش ك ر ل ي و ل و ال د ي ك إ ل ي امل ص ير % و إ ن ج اه د اك ع ل ى أ ن ت ش ر ك ب ي م ا ل ي س ulum islamiyyah 17.indd 174

15 175 جهود الشيخ الشعرواي في قضايا حقوق املرأة في تفسيره والذين يقولون: هذا أول ظلم يصيب املرأة نريد املساواة. نقول لهم: انظروا إلى العدالة هنا فالذكر مطلوب له زوجة ينفق عليها واألنثى مطلوب لها ذكر ينفق عليها إذن فنصف حظ الذكر يكفيها إن عاشت دون زواج وإن تزوجت فإن النصف الذي يخصها سيبقى لها وسيكون لها زوج يعولها. إذن فأيهما أكثر حظا في القسمة إنها األنثى. ولذلك جعلها الل األصل واملقياس حينما قال: ل لذ ك ر م ث ل ح ظ األ ن ث ي ني فهل في هذا القول جور أو فيه محاباة للمرأة إن في هذا القول محاباة للمرأة ألنه أوال جعل نصيبها املكيال الذي ي رد إليه األمر ألن الرجل املطلوب منه أن ينفق على األنثى وهي مطلوب لها زوج ينفق عليها.( n.d.; (Al-Sha rawi, إذن فما تاخذه من نصف حظ الذكر يكون خالصا لها وكان يجب أن يقولوا: ملاذا حابى الل املرأة لقد حابى الل املرأة ألنها ع رض ف ص انها فإن لم تتزوج جتد ما تنفقه وإن تزوجت فهذا فضل من الل ثم يقول احلق: ف إ ن ك ن ن س اء ف و ق اث ن ت ني ف ل ه ن ث ل ث ا م ا ت ر ك. وقال رحمه الل: وأيضا عاجلت السورة أمرا وهو استبقاء احلياة الكرمية للنساء واألطفال ضمن النسيج االجتماعي ذلك أن العرب كانوا مينعون النساء من امليراث ومينعون كذلك- من امليراث من لم يط ع ن برمح ولم يضرب بخنجر أو سيف ولم يشترك في رد عدوان. فأراد الل سبحانه لهذه الفئة الذليلة املضطهدة أن تأخذ حقها ليعيش العنصران في كرامة ويستبقا احلياة في عزة وهمة وفي قوة فشرع احلق نصيبا محددا للنساء يختلف عن نصيب الرجال مما قل أو كثر وبعد ذلك است ط ر د ليتكلم عن احلقوق في املواريث وأوضح سبحانه احلدود التي شرعها لهذا األمر فمن يريد جنات الل فلي ط ع الل ورسول ه فيما حد من حدود ومن استغنى عن هذه اجلنات فلي ع ص الل ليكون خالدا في النار. n.d.: (Al-Sha rawi, ) ويحل ل اإلمام الشعراوي رحمه اهلل حياة النساء في اجلاهلية أو قبل اإلسالم فالل I يقول: ي ا أ ي ه ا ال ذ ي ن آم ن وا ال ي ح ل ل ك م أ ن ت ر ث وا النسآء ك ر ها و ال ت ع ض ل وه ن ل ت ذ ه ب وا ب ب ع ض م آ آت ي ت م وه ن إ ال أ ن ي أ ت ني ب ف اح ش ة م ب ي ن ة و ع اش ر وه ن باملعروف ف إ ن ك ر ه ت م وه ن ف ع س ى أ ن ت ك ر ه وا ش ي ئا و ي ج ع ل الل ف يه خ ي را ك ث يرا..(19 : (Al-Nisa ulum islamiyyah 17.indd 175

16 176 VOL.17(JUNE) 2016 اآلية الكرمية ويقول: ما كان من نطام التوارث في اجلاهلية وفي أول اإلسالم: أما اجلاهلية فكانت أسباب اإلرث عندها ثالثة: أحدها: النسب وهو خاص بالرجال الذين يركبون اخليل ويقاتلون العداء ويأخذون الغنائم ليس للضعفني: الطفل واملرأة منه شيئ. ثانيها: التبني فقد كان الرجل يتبنى ولد غيره فيرثه. ثالثها: احللف والعهد كان الرجل يقول للرجل: دمي دمك وهدمي هدمك وترثني وأرثك وتطلب بي أطلب بك. وإذا تعاهدا على ذلك فمات أحدهما قبل االخر كان للحي ما اشترط من مال امليت وقيل: إن هذا لم يبطل إال بآيات امليراث. وأما اإلسالم فقد جعل التوارث أوال بالهجرة واملؤاخاة فكان املهاجر يرث املهاجر البعيد وال يرثه غير املهاجر وإن كان قريبا. وكان النبي صلى الل عليه وسلم يؤاخي بني الرجلني فيرث أحدهما اآلخر وقد نسخ هذا وذاك واستقر األمر عند جميع املسلمني بعد نزول أحكام الفرائض أن أسباب اإلرث ثالثة: النسب والصهر والوالء وحكمة ما كان في أول اإلسالم ظاهرة; فإن ذوي القربى والرحم للمسلمني كان أكثرهم مشركني وكان املسلمون لقلتهم وفقرهم محتاجني إلى التناصر والتكافل بينهم والسيما املهاجرين الذين خرجوا من ديارهم وترك ذو املال منهم فيها. 330). Redha, 1990 : (Rashid قال اإلمام الشعراوي في تفسير هذه اآلية الكرمية: فقد قال احلق سبحانه أوال : للر ج ال ن صي ب مم ا ت ر ك الو ال د ان و األ ق ر ب و ن و ل لن س آء ن ص يب مم ا ت ر ك الو ال د ان و األ ق ر ب و ن (7 : (An-Nisa وعرض بعد ذلك أمر الق س مة ورعاية اليتامى واملساكني وأولي الق ربى ثم يأتي األمر واحلكم برعاية مال اليتيم والتحذير من نهبه وبعد ذلك يقول سبحانه: ي وص يك م الل في أ و ال د ك م ويأتي البند األول في الوصية ل لذ ك ر م ث ل ح ظ األنثيني وملاذا لم يقل )لألنثيني مثل حظ الذكر(. أو )لألنثى نصف حظ الذكر( هذه معان ميكن أن تعبر عن املطلوب. لقد أراد الل أن يكون املقياس أو املكيال هو حظ األنثى ويكون حظ الرجل هنا منسوب ا إلى األنثى ألنه لو قال: )لألنثى نصف حظ الرجل( لكان املقياس هو الرجل لكنه سبحانه جعل املقياس لألنثى فقال: ل لذ ك ر م ث ل ح ظ األنثيني. ulum islamiyyah 17.indd 176

17 177 جهود الشيخ الشعرواي في قضايا حقوق املرأة في تفسيره لك عند كل واحدة ولكن ال يطلب الل منك أن تعدل مبيل قلبك وحب نفسك ألن ذلك ليس في مكنتك. والرسول صلى الل عليه وسلم يعطينا هذا فيقول: عن عائشة رضي الل عنها قالت : كان رسول الل سبحانه يقسم فيعدل فيقول:»الل ه م ه ذ ا ق س م ي ف يم ا أ م ل ك ف ال ت ل م ن ي ف يم ا مت ل ك و ال أ م ل ك «. ه ذ ا ح د يث ص ح يح ع ل ى ش ر ط م س ل م و ل م ي خ ر ج اه. (2204 hadith: (Al-Hakim, :1990 No. of قال القاضي: يعني القلب وهذا في العدل بني نسائه. قال الشافعي رحمه الل: وبلغنا أنه كان يطاف به محموال في مرضه على نسائه حتى حللنه. (14280 hadith: (Al-Baihaqi, :2003 No. of إذن فإباحة التعدد تعطينا أن الل قد أباحه وهو يعلم أنه ممكن ألن هناك فائضا والفائض كما قلنا معلوم ألن عدد ذكور كل نوع من األنواع أقل من عدد اإلناث. وضربنا املثل من قبل في النخل وكذلك البيض عندما يتم تفريخه فإننا جند عددا قليال من الديوك والبقية إناث إذن فاإلناث في النبات وفي احليوان وفي كل شيئ أكثر من الذكور. وإذا كانت اإلناث أكثر من الذكور ثم أخذ كل ذكر مقابله فما مصير األعداد التي تفيض وتزيد من اإلناث إما أن تعف الزائدة فتكبت غرائزها وحتبط وتنفس في كثير من تصرفاتها بالنسبة للرجل وللمحيط وإما أن تنطلق تنطلق مع من إنها تنطلق مع متزوج. وإن حدث ذلك فالعاقالت االجتماعية تفسد. (Al-Sha rawi: ) ميراث املرأة وحقوق األم على األوالد في رأي الشيخ الشعراوي إن هذا العنوان سي بني جهود اإلما الشعراوي رحمه الل في حقوق املرأة في امليراث وحكمة ضعف ي ه للذكر ثم يوض ح لنا حقوق األم على األوالد أكثر من حقوق األب عليهم واحلكمة بها قال الل سبحانه: ي وص يك م الل ف ي أ و ال د ك م ل لذ ك ر م ث ل ح ظ األ ن ث ي ني ف إ ن ك ن ن س اء ف و ق اث ن ت ني ف ل ه ن ث ل ث ا... ألخ (11 :.(An-Nisa أي: يأمركم بالعدل فيهم فإن أهل اجلاهلية كانوا يجعلون جميع امليراث للذكور دون اإلناث فأمر الل تعالى بالتسوية بينهم في أصل امليراث وفاوت بني الصنفني فجعل للذكر مثل حظ األنثيني: وذلك الحتياج الرجل إلى مؤنة النفقة والكلفة ومعاناة التجارة والتكسب وجتشم املشقة فناسب أن يعطى ضعفي ما تأخذه األنثى n.d.).(ibn Kathir, الشيخ رشيد رضا رحمه الل يلقي ضوءأ في تفسير هذه ulum islamiyyah 17.indd 177

18 178 VOL.17(JUNE) 2016 إ ن ال ذين يأخذون حكم الل في إباحة التعدد يجب أن ي لزموا أنفسهم بحكم الل أيضا في العدالة فإن لم تفعلوا فهم يشيعون التمرد على حكم الل وسيجد الناس حيثيات لهذا التمرد وسيقا : انظر: إن فالنا تزوج بأخرى وأهمل ب أولى أو ترك أوالده دون رعاية واجته إلى الزوجة اجلديدة. (1364 n.d.:.(al-sha rawi, هات إنسانا عدل في الع ش رة وفي النفقة وفي البيتوتة وفي املكان وفي الزمان ولم يرجح واحدة على أخرى فالزوجة األولى إ ن فعلت شيئا فهي لن جتد حيثية لها أمام الناس أم ا عندما يكون األمر غير ذلك فإن ها سوف جتد احليثية لإلعتراض والصراخ الذي نسمعه هذه األيام إمن ا نش أ من أن بعضا قد أخذ حكم الل في إباحة التعدد ولم ياخذ حكم الل في عدالة املعدد والعدالة تكون في األمور التي للرجل فيها خيار أما األمور التي ال خيار للرجل فيها فلم يطالبه الل بها. وعلى املؤمن أال يجعل منهج الل له في حركة حياته عضني مبعنى أن ه يأخذ حكما في صاحله ويترك حكما إن كان عليه فاملنهج من الل يؤخذ جملة واحدة من كل الناس فكل حق واجب لك هو واجب عند غيرك فإن أردت أن تأخذ حق ك فأد واجب ك وال ذين يأخذون حكم الل في إباحة التعدد يجب أن تأخذ حكم الل أيضا في العدل وإال أعطوا خصوم دين الل ح ج جا قوية في إبطال ما شرع الل وتغيير ما شرع الل بحجة ما يرونه من آثار أخذ حكم وإهمال حكم آخر. (Al-Sha rawi,.n.d.: 2010) والعدل املراد في التعدد هو الق س مة بالسوية في املكان أي أن لكل واحدة من املتعدات مكانا يساوي مكانا األخرى وفي الزمان وفي متاع املكان وفيما يخص الرجل من متاع نفسه فليس له أن يجعل شيئا له قيمة عند واحدة وشيئا ال قيمة له عند واحدة أخرى يأتي مثال ببجامة )منامة( ص وف ويضعها عند واحدة ويأتي بأخرى من قماش أقل جودة ويضعها عن واحدة ال. ال بد من املساواة ال في متاعها فقط بل متاعك أنت الذي تتمتع به عندها حتى أن بعض املسلمني األوائل كان يساوي بينهن في النعال التي يلبسها في بيته فيأتي بها من لون واحد وشكل واحد وصنف واحد وذلك حتى ال ت د ل واحدة منهن على األخرى قائلة : إن زوجي يكون عندي أحسن هنداما منه عندك. والعدالة املطلوبة -أيضا - هي العدالة فيما يدخل في اختيارك ألن العدالة التي ال تدخل في اختيارك ال يكلف الل بها فأنت عدلت في املكان وفي الزمان وفي املتاع لكل واحدة وفي املتاع ulum islamiyyah 17.indd 178

19 179 جهود الشيخ الشعرواي في قضايا حقوق املرأة في تفسيره فقد يتقرب واحد من يتيم ويتكلف العطف واحلنان بينما يقصد التقرب إلى أم اليتيم لذلك فمناط اجلزاء ومناط الثواب هو في الني ة الدافعة والباعثة على العمل. وال يكفي أن يقول اإلنسان: إن ني تي طيبة وال يعمل. n.d.: (Al-Sha rawi, (1847. فاحلديث الشريف يقول:»إمنا األعمال بالني ات وإمنا لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الل ورسوله فهجرته إلى الل ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه«.( 1422H (Al-Bukhari, وفي رأيه الثاني: عدد الزوجات والعدالة الزوجية وقد قال سبحانه: و إ ن خ ف ت م أ ال ت ق س ط وا ف ي ال ي ت ام ى ف ان ك ح وا م ا ط اب ل ك م م ن الن س اء م ث ن ى و ث ال ث و ر ب اع ف إ ن خ ف ت م أ ال ت ع د ل و ا ف و اح د ة. واألمر في قوله سبحانه: ف ان ك ح و ا لإلباحة مثل قوله سبحانه: و ك ل و ا و اش ر ب و أ (187 : Al-Baqarah )وقيل: للوجوب أي وجوب اإلقتصار على العدد املأخوذ من قوله سبحانه: م ث ن ى و ث ال ث و ر ب اع. ال وجوب أصل النكاح. ويقول اإلمام الشعراوي رحمه الل في تفسير اآلية الكرمية التي تتعلق في تعدد الزواج وحقوق املرأة فيه ونريد أن نقف هنا وقفة أمام قوله سبحانه: ف ان ك ح و ا... ألخ احلق سبحانه حينما يشرع احلكم يشرعه مرة إيجابا ومرة يشرعه إباحة فلم يوجب ذلك األمر على الرجل ولكنه أباح للرجل ذلك وفيه فرق واضح بني اإليجاب وبني اإلباحة. والزواج نفسه حتى من واحدة مباح. إذن ففيه فرق بني أن يلزمك الل أن تفعل وأن يبيح لك أن تفعل وحني يبيح الل لك أن تفعل ما املرجح في فعلك إنه مجرد رغبتك. ولكن إذا أخذت احلكم فخ ذ احلكم من كل جوانبه فال تأخذ احلكم بإباحة التعدد ثم تكف عن احلكم بالعدالة وإال سينشأ الفساد في األرض وأول هذا الفساد أن يتشكك الناس في حكم الل. ملاذا ألنك إن أخذت التعدد وامتنعت عن العدالة فأنت تكون قد أخذت شقا من احلكم ولم تأخذ الشق اآلخر وهو العدل فالناس جتنح أمام التعدد وتبتعد ومتيل عنه ملاذا ألن الناس شق وا كثيرا بالتعدد أخذا حلكم الل في التعدد وتركا حلكم الل في العدالة. واملنهج اإللهي يجب أن يؤخذ كله فلماذا تكره الزوجة التعدد ألنها وجدت أن الزوج إذا ما تزوج واحدة عليها التفت بكليته وبخيره وببسمته وحنانه إلى الزوجة اجلديدة لذلك فال بد للمرأة أن تكره زواج الرجل عليها بإمرأة أخرى. ulum islamiyyah 17.indd 179

20 180 VOL.17(JUNE) 2016 إن تزوجت فسيكون الزوج هو األولى باملال. فاحتاجت هذه املسألة إلى تشريع واضح. وها نحن أوال : جند سيدنا عمر رضي الل تعالى عنه وكانت له الفراسات التي ت سمى الفراسات الفاروقية جاءه واحد يسأله عن أمر يتيمة حتت وصايته فقال سيدنا عمر:»إن كانت جميلة فدعها تأخذ خيرا منك وإن كانت دميمة فخذها زوجة وليكن مالها شفيعا لدمامتها., Al-Sha rawi (Muhammad Nadim, ;2005 n.d) ويقول احلق سبحانه: و م ا ي ت ل ى ع ل ي ك م ف ي ال ك ت اب ف ي ي ت ام ى النسآء الال تي ال ت ؤ ت ون ه ن م ا ك ت ب ل ه ن. والذي كتب لهن إما أن يكون مهورا وإم ا أن يكون تركة وجاء القول احلكيم ليرفع عن املرأة عسف الولي. ويأتي احلق سبحانه من بعد ذلك بالقول: و امل س ت ض ع ف ني م ن ال و ل د ان بجانب اليتيمات وهو الصنف املستضعف اآلخر أي اليتيم الذي لم يبلغ مبلغ الرجال قال الل ذلك على الرغم من أن األموال هي في األصل ملك للسفهاء فاملال ليس ماله إلى أن يعود إليه رشده وقد جعل اإلسالم األخوة اإلميانية للتكاتف والتكافل وساعة يرى املسلمون واحدا من السفهاء فهم يحجرون على سلوكه حماية ملاله من سفهه واملال يصان ويحفظ ومطلوب من الوصي والولي أن يحميه هذا ما قاله احلق في السفهاء. (1847 n.d.:.(al-sha rawi, واحلق سبحانه جاء باحلكم الرائع كقوله احلق سبحانه: و آت وا اليتامى أ م و ال ه م (2 :.(An-Nisa وسبحانه تعالى يتكلم في املهور واألموال ويرتفع باألمر إلى مرتبة اعتبار حسن التصرف في أمور اليتامى من املسئولية اإلميانية فقد تكون اليتيمة ال مال لها وليست جميلة حتى ي طمع فيها أو في مالها وفي هذه احلالة يجب على الولي أن ير ع اها ويرعى حق الل فيها. وقوله احلق سبحانه: و أ ن ت ق وم وا ل ل ي ت ام ى ب ال ق س ط هو أمر بأن يقوم املؤمن على أمر اليتامى بالعدل ألن اليتيمة قد تكون مع الولي ومع أهله وقد يكون لليتيمة شيء من الوسامة فيسرع إليها الولي بعطف وحنان زائد عن أوالده وينبه احلق أن رعاية اليتيمة يجب أن تتسم بالعدل وال تزيد. ويقول سبحانه: و م ا ت ف ع ل وا م ن خ ي ر ف إ ن الل ك ان ب ه ع ل يما. ليدلنا على أن أمر الفعل والقيام به ليس مناط اجلزاء ولكن أمر النية في الفعل هو مناط اجلزاء فإياك أيها املؤمن أن تقول: فعلت ولكن قل: فعلت بني ة كذا. إن الذي ميسح على رأس اليتيم يكون صاحب حظ عظيم في الثواب ومن يكفل اليتيم فهو مع النبي صلى الل عليه وسلم في اجلنة. والذي يقدر ذلك هو الل سبحانه العليم باخلفايا حسب نية الشخص الذي يقوم بهذا العمل ulum islamiyyah 17.indd 180

21 181 جهود الشيخ الشعرواي في قضايا حقوق املرأة في تفسيره كذلك )أقسط( أي أزال الق س ط والظلم. إذن )القسط( هو العدل من أول األمر لكن )أقسط إقساطا ( تعنى أنه كان هناك جور أو ظلم ومت رفعه. فإذن هو يفسر اآلية: فإن خفتم أيها املؤمنون أال ترفعوا اجلور عن اليتامى فابتعدوا عنهم ول ي س د كل مؤمن هذه الذريعة أمام نفسه حتى ال حتدثه نفسه بأن يجور على اليتيمة فيظلمها. وإن أراد الرجل أن يتزوج فأمامه من غير اليتامى الكثير من النساء. n.d:1363).(al-sha rawi, ومادامت النساء كثيرات فالتعدد يصبح واردا فهو سبحانه لم يقل: اترك واحدة وخذ واحدة لكنه أوضح: اترك اليتيمة وأمامك النساء الكثيرات. إذن فقد ناسب احلال أن جتىء مسألة التعدد هنا ألنه سبحانه يريد أن يرد الرجل الولي عن نكاح اليتيمات مخافة أن يظلم هن فأمره بأن يترك الزواج من اليتيمة الضعيفة ألن النساء غيرها كثيرات. وهو رحمه الل يشير إلى أروع مسألة في هذه اآلية املباركة إنه سبحانه يريد أن ي ز ه د الناس في نكاح اليتيمات مخافة أن تأتي إلى الرجل حلظة ضع ف فيتزوج اليتيمة ظامل ا لها فأوضح سبحانه: اترك اليتيمة والنساء غيرها كثير فأمامك مثنى وثالث ورباع وابتعد عن اليتيمة حتى ال تكون طامعا في مالها أن ناظرا في ضعفها أو ألنها لم يعد لها ولي يقوم على شأنها غيرك. وفي قوله سبحانه: و ي س ت ف ت ون ك ف ي الن س اء ق ل الل ي ف ت يك م ف يه ن و م ا ي ت ل ى ع ل ي ك م ف ي ال ك ت اب ف ي ي ت ام ى الن س اء الال ت ي ال ت ؤ ت ون ه ن م ا ك ت ب ل ه ن و ت ر غ ب ون أ ن ت ن ك ح وه ن الل و امل س ت ض ع ف ني م ن ال و ل د ان و أ ن ت ق وم وا ل ل ي ت ام ى ب ال ق س ط و م ا ت ف ع ل وا م ن خ ي ر ف إ ن ك ان ب ه ع ل يم ا.. (27 : (An-Nisa فالشيخ الشعراوي رحمه الل يلقي قوال المعا في تفسير هذه اآلية الكرمية ويقول: ومع أن االستفتاء في أمر النساء جملة: صغيرات وكبيرات يتيمات وغير يتيمات فلماذا جاء اجلواب في يتامى النساء ألن النساء الكبيرات لهن القدرة على أن يبحثن أمورهن ولسن ضعيفات أم ا اليتيمة فهي ضعيفة الضعيفات وعرفنا معنى اليتيم واليتيم حيث ال يبلغ اإلنسان املبلغ الذي يصبح فيه مستقال فال يقال ملن بلغ ح د البلوغ سواء أكان رجال أم امرأة أنه يتيم لذلك جاء اجلواب خاصا بيتامى النساء ألن يتامى النساء ه ن دائما حتت أولياء هؤالء األولياء الذين نسميهم في عصرنا ب )األوصياء( فلها حالتان: فإن كانت البنت جميلة وذات مال فالوصي يحب أن ينكحها ليستمتع بجمالها ويستولي على مالها. وإن كانت دميمة فالوصي ال يرغب في زواجها لذلك يعضلها أي مينعها من أن تتزوج ألنها ulum islamiyyah 17.indd 181

22 182 VOL.17(JUNE) 2016 تعدد الزوجات والعدالة الزوجية عند الشيخ الشعراوي وهذا املوضوع سيتناول جهود الشعرواي رحمه الل في مسألة حقوق يتيمات صغيرات الالتي هن حتت رعاية أولياء يرغبون في تزويجهن ألسباب أو يكرهون الزواج بهن أيضا ألسباب ثم يبني مسألة تعدد الزواج في اإلسالم وحقوقهن على األزواج بالعدالة واإلنصاف بينهن. قول الل سبحانه: و إ ن خ ف ت م أ ال ت ق س ط وا ف ي ال ي ت ام ى ف ان ك ح وا م ا ط اب ل ك م م ن الن س اء م ث ن ى و ث ال ث و ر ب اع ف إ ن خ ف ت م أ ال ت ع د ل وا ف و اح د ة.( 3 : (An-Nisa اإلمام األلوسي رحمه الل قد أشار باخصار إلى أحوال سيئة لأليتام حتى بعد مجيئة اإلسالم الذي أشرف العالم بنوره وهدى الناس إلى هدايته وهو يقول:»شروع في النهي عن منكر آخر كانوا يباشرونه متعلق بأنفس اليتامى أصالة وبأموالهم تبعا عقيب النهي عما يتعلق بأموالهم خاصة وتأخيره عنه لقلة وقوع املنهي عنه بالنسبة إلى األموال وذلك أنهم كانوا يتزوجون من حتل لهم من يتامى النساء الالتي يلونهم لكن ال رغبة فيهن بل في مالهن ويسيئون صحبتهن n.d). Al-Alusi )ويتربصون بهن أن مينت فيرثوهن فوعظوا في ذلك. وأما الشيخ الشعراوي رحمه الل في رأيه األول: ي بني حقوق اليتيمات بأسلوب س ل س وفسر هذه اآلية الكرمية املرتبطة بحقوقهن ثم قام بتحليل هذه احلقوق ويقول: قول الل سبحانه: و إ ن خ ف ت م أ ال ت ق س ط وا ف ي ال ي ت ام ى ف ان ك ح وا م ا ط اب ل ك م م ن الن س اء م ث ن ى و ث ال ث و ر ب اع ف إ ن خ ف ت م أ ال ت ع د ل وا ف و اح د ة.: (An-Nisa (3 هنا يؤكد احلق األمر بأن ابتعدوا عن اليتامى فاليتيم مظنة أن ي ظلم لضعفه وبخاصة إذا كان أنثى. إن الظلم بعامة محرم فى غير اليتامى ولكن الظلم مع الضعيفة أكبر فهي ال تقدر أن تدفع عن نفسها فالبالغة الرشيدة من النساء قد تستطيع أن تدفع الظلم عن نفسها. وقوله احلق سبحانه: و إ ن خ ف ت م أ ال ت ق س ط وا من )أقسط( أي عدل والقسط من األلفاظ التى تختلط األذهان فيها و)القسط( مرة يطلق ويراد به )العدل( إذا كان مكسور القاف ولذلك يأتى احلق سبحانه فيقول: ش ه د الل أ ن ه ال إله إ ال ه و واملالئكة و أ و ل وا ال ع ل م ق آئ م ا بالق س ط ال إ ل ه إ ال ه و العزيز احل ك ي م وهكذا نعرف أن كلمة )قسط( تأتى مرة للعدل ومرة للجور. ulum islamiyyah 17.indd 182

23 183 جهود الشيخ الشعرواي في قضايا حقوق املرأة في تفسيره وإن كانت مهمة عظيمة إال أنها تتناسب واخلصلة املطلوبة أوال فيها: الرقة واحلنان والعطف والوداعة فلم يأت مبثل هذا ناحية الرجل ألن الكسب ال يريد هذه األمور بل يحتاج إلى القوة والعزم والشدة فقول الل سبحانه: ق و ام و ن يعني مبالغني في القيام على أمور النساء. ويوض ح للنساء: ال تذكرن فقط أنها حكاية زوج وزوجة قدرن أن القيام يكون على أمر البنات واألخوات واألمهات. فال يصح أن تأخذ قو ام على أنها السيطرة ألن مهمة القيام جاءت للرجل مبشقة وهي مهمة صعبة عليه أن يبالغ في القيام على أمر من يتولى شئونهن. و مب آ أ ن ف ق وا م ن أ م و ال ه م فإذا كان الزواج متعة لألنثى وللذكر. واالثنان يستمتعان ويريدان استبقاء النوع في الذرية فما دامت املتعة مشتركة وطلب الذرية أيضا مشتركا فالتبعات التي تترتب على ذلك لم تقع على كل منهما ولكنها جاءت على الرجل فقط... صداقا ونفقة حتى ولو كانت املرأة غنية ال يفرض عليها الشرع حتى أن تقرض زوجها. إذا فقوامة الرجال جاءت للنساء براحة ومنعت عنهن املتاعب فلماذا حتزن املرأة منها ف الر ج ال ق و ام ون ع ل ى النسآء أي قائمون إقامة دائمة ألنه ال يقال قو ام ملطلق قائم فالقائم يؤدي مهمة ملرة واحدة لكن )قو ام( تعني أنه مستمر في القوامة. وما دمنا نكدح ونتعب للمرأة فال بد أن تكون للمرأة مهمة توازي ذلك وهي أن تكون سكنا له وهذه فيها تفضيل أيضا. لقد قدم احلق سبحانه في صدر اآلية مقدمة بحكم يجب أن ي لتزم به ألنه حكم اخلالق الذي أحسن كل شيء خلقه فأوضح القضية اإلميانية: الر ج ال ق و ام ون ع ل ى النسآء ثم جاء باحليثيات فقال: مب ا ف ض ل الل ب ع ض ه م على ب ع ض و مب آ أ ن ف ق وا م ن أ م و ال ه م ويتابع احلق سبحانه: ف الص احل ات ق ان ت ات ح اف ظ ات ل ل غ ي ب واملرأة الصاحلة هي املرأة التي استقامت على املنهج الذي وضعه لها من خلقها في نوعها فما دامت هي صاحلة تكون قانتة والقنوت هو دوام الطاعة لل ومنه قنوت الفجر الذي ن ق ن ت ه وندعو ونقف مدة أطول في الصالة التي فيها قنوت. واملرأة القانتة خاضعة لل إذن فحني تكون خاضعة لل تلتزم منهج الل وأم ر ه فيما حكم به من أن الرجال قوامون على النساء ف الص احل ات ق ان ت ات ح اف ظ ات ل ل غ ي ب وحافظات للغيب تدل على سالمة العفة (141 n.d.: (Al-Sha rawi,. ulum islamiyyah 17.indd 183

24 184 VOL.17(JUNE) 2016 جاء الشقاء في األرض والكفاح ستر املرأة وكان اخلطاب للرجل. وهذا يدل على أن القوامة حتتاج إلى تعب وإلى جهد وإلى سعي وهذه املهمة تكون للرجل. ونلحظ أنه ساعة التفضيل قال: الرجال ق و ام ون ع ل ى النسآء مب ا ف ض ل الل ب ع ض ه م على ب ع ض لقد جاء ب»بعضهم«ألنه ساعة فضل الرجل ألنه قو ام فضل املرأة أيضا لشيء آخر وهو كونها الس ك ن حني يستريح عندها الرجل وتقوم مبهمتها. n.d).(al-sha rawi, وهو رحمه الل ي حل ل كلمة تشقى في اآلية الكرمية قوله سبحانه: ف ق ل ن ا ي ا آ د م إ ن ه ذ ا ع د و ل ك و ل ز و ج ك ف ال ي خ ر ج ن ك م ا م ن اجل ن ة ف ت ش ق ى. (117 : (Taha وهل قال احلق بعدها: فتشقيا أو فتشقى قال سبحانه: ف ت ش ق ى. وقيل: املراد بالشقاء التعب في حتصيل مبادىء املعاش وذلك من وظائف الرجال. n.d) (Al-Emadi, ويقول احلق سبحانه: ف أ ز ل ه م ا الش ي ط ان ع ن ه ا ف أ خ ر ج ه م ا مم ا ك ان ا ف يه.(36 : (Al-Baqarah من ماذا أخرجهما من العيش الرغيد واسع النعمة في اجلنة ومن الهدوء واالطمئنان في أن رزقهما يأتيهما بال تعب. وهنا البد أن نتساءل: ملاذا لم يقل فتشقيا إن هذه لفتة من احلق سبحانه إلى مهمة املرأة ومهمة الرجل في احلياة. فمهمة املرأة أن تكون سكن ا لزوجها عندما يعود إلى بيته تذهب تعبه وشقاءه. أما مهمة الرجل فهي العمل حتى يوفر الطعام واملسكن لزوجته وأوالده. والعمل تعب وحركة. وهكذا لفتنا احلق سبحانه إلى أن مهمة الرجل أن يكدح ويشقى. ثم يأتي إلى أهله فتكون السكينة والراحة واالطمئنان إذا كانت هذه هي احلقيقة فلماذا يأتي العالم ليغير هذا النظام نقول إن العالم هو الذي يتعب نفسه. ويتعب الدنيا. فعمل املرأة شقاء لها فمهمتها هي البيت وليس عندها وقت ألي شيء آخر. فإذا عملت فذلك على حساب أوالدها وبيتها وزوجها. ومن هنا ينشأ الشقاء في املجتمع. فيضيع األوالد ويهرب الزوج إلى مكان فيه امرأة تعطيه السكن الذي يحتاج إليه وينتهي املجتمع إلى فوضى.(Al-Sha rawi, n.d.: 141) ثم تأتي حيثية القوامة: و مب آ أ ن ف ق وا م ن أ م و ال ه م. واملال يأتي نتيجة احلركة ونتيجة التعب فالذي يتعب نقول له: أنت قو ام إذن فاملرأة يجب أن تفرح بذلك ألنه سبحانه أعطى املشقة وأعطى التعب للجنس املؤهل لذلك. ولكن مهمتها ulum islamiyyah 17.indd 184

25 185 جهود الشيخ الشعرواي في قضايا حقوق املرأة في تفسيره يلزمه في العقل والدية وغير ذلك مما لم تكن املرأة ملزمة به وقد أشار إليه في اآلية بقوله و مب ا أ ن ف ق وا م ن أ م و ال ه م. وإذا تخلى الرجل عن ميزته التي ميزه الل تعالى بها فلم ينفق على امرأته ولم يكسها فإن ذلك يسلبه حق القوامة عليها ويعطيها هي احلق في القيام بفسخ النكاح بالوسائل املشروعة هذا هو ما يقتضيه تعليل القوامة في اآلية الكرمية باإلنفاق وهو ما فهمه منها املالكية والشافعية. (Fatwa.Net, 2001, No.of Fatwa 6925) واإلمام الشعراوي رحمه اهلل يتعمق في تفسير هذه اآلية أكثر من غيره ويقول: الر ج ال ق و ام ون ع ل ى الن س اء أول ما نلتفت إليه أن بعضهم لم يفسروا اآلية إال على الرجل وزوجته على الرغم قو ام على البنات واألخ على أخواته. ول ن ف هم أوال : الر ج ال ق و ام ون وماذا تعني وننظر أهذه تعطي النساء الت ف و ق واملركز أم تعطيهن التعب. واحلق يطلب منا أن نحترم قضية كونية فهو اخلالق الذي أحسن كل شيء خلقه وأوضح القضية اإلميانية الر ج ال ق و ام ون ع ل ى الن س اء والذي يخالف فيها عليه أن يوضح - إن وجد - ما يؤدي إلى املخالفة واملرأة التي تخاف من هذه اآلية جند أنها لو لم ترزق بولد ذكر لغضبت وإذا سألناها: ملاذا إذن تقول: أريد ابنا ليحمينا. كيف وأنت تعارضني في هذا األمر ولنفهم ما معنى )قو ام( القو ام هو املبالغ في القيام. وجاء احلق هنا بالقيام الذي فيه تعب وعندما تقول: فالن يقوم على القوم أي ال يرتاح أبدا. إذن فلماذا تأخذ ق و ام ون ع ل ى الن س اء على أنه كتم أنفاس ملاذا ال تأخذها على أنه سعى في مصاحلهن فالرجل م ك ل ف مبهمة القيام على النساء أي أن يقوم بأداء ما يصلح األمر. وجند أن احلق جاء بكلمة )الر ج ال ) على عمومها وكلمة )النساء( على عمومها وشيء واحد تكلم فيه بعد ذلك في قوله: مب ا ف ض ل الل ب ع ض ه م ع ل ى ب ع ض فما وجه التفضيل إن وجه التفضيل أن الرجل له الكدح وله الضرب في األرض وله السعي على املعاش و ذلك حتى ي كف ل للمرأة س ب ل احلياة الالئقة عندما يقوم برعايتها. وفي قصة آدم عليه السالم لنا املثل حني حذر احلق آدم وزوجته من الشيطان )إبليس( الذي د عي إلى السجود مع املالئكة آلدم فأبى وبذلك عرفنا العداوة امل س ب ق ة من إبليس آلدم وحيثيتها: ق ال أ أ س ج د مل ن خ ل ق ت ط ي نا. (Al-Isra :61) فساعة ulum islamiyyah 17.indd 185

26 186 VOL.17(JUNE) 2016 موقف اإلمام الشيخ الشعراوي في قضية قوامة الرجال وأفضليتهم على النساء هذه الورقة تتناول جهود اإلمام اجلليل الشيخ محمد امل ت و لي الشعرواي بقضية قوامة وأفضلية الرجال على النساء كما هو املعروف بأن اإلمام الشعراوي رحمه الل كان عاملا جليال في قضايا معاصرة ومحل ال في مسائل م ع ق دة وخبيرا في بيان أحكام حقوق النساء وهو رحمه الل تكلم عن املساواة والعدالة والفضل والتعاطف والرحمة والكرم والتسامح وتقسيم امليراث ومشاركة العمل واملساعدة وغيرها بني الزوج والزوجة وفسر اآليات القرآنية الكرمية التي تتعلق بهذه املوضوعات املذكورة ومن بينها مسألة قوامة الرجال وأفضليتهم على النساء تفسيرا رائعا وحقا وحل ل رحمه الل مشكلة القوامة واألفضلية اللتني أصبحتا مثار اجلدل بني املرء واملرأة في العصر احلاضر بطرق مختلفة مثل تفسيره باللغة وتفسيره باآليات األخرى املتعلقة باملوضوع وتفسيره بالعقل واألمثلة اخلارجية من عنده وبغيرها فننظر إلى تفسير الشيخ الشعراوي رحمه الل في اآلية القوامة والفضل وقال الل: الر ج ال ق و ام ون ع ل ى الن س اء مب ا ف ض ل الل ب ع ض ه م ع ل ى ب ع ض و مب ا أ ن ف ق وا م ن أ م و ال ه م ف الص احل ات ق ان ت ات ح اف ظ ات ل ل غ ي ب مب ا ح ف ظ الل. )34 )Al-Nisa: اإلمام ابن كثير رحمه الل قال في تفسير األية: الر ج ال ق و ام ون ع ل ى الن س اء أي: الرجل ق ي م على املرأة وهو رئيسها واحلاكم عليها ومؤدبها إذا أعوج ت. وفي تفسير مب ا ف ض ل الل ب ع ض ه م ع ل ى ب ع ض. أي: ألن الرجل أفضل من النساء والرجل خير من املرأة ولهذا كانت النبوة مختصة بالرجال وكذلك امللك األعظم. وقد أورد في تأييد قوله من أدلة مستندة.( n.d (Ibn Kathir, ثم يتعرص كتاب الفتوى املصنف )مختارات من تفسير األيات( إلى تفسير هذه اآلية الكرمية ويقول:»القوامة معناها: القيام على الشيء رعاية وحماية وإصالحا «.»وقد ذكر املولى عز وجل لهذه القوامة سببني اثنني أولهما: وهبي. وثانيهما: كسبي. أما األول منهما: فهو ما أشار إليه قوله تعالى: مب ا ف ض ل الل ب ع ض ه م ع ل ى ب ع ض. أي بتفضيل الل الرجال على النساء من كونه جعل منهم األنبياء واخللفاء والسالطني واحلكام والغزاة وزيادة التعصيب والنصيب في امليراث وجعل الطالق بأيديهم واالنتساب إليهم وغير ذلك مما فضل الل به جنس الرجال على جنس النساء في اجلملة. والسبب الثاني: في جعل القوامة للرجل على املرأة هو: ما أنفقه عليها وما دفعه إليها من مهر وما يتكلفه من نفقة في اجلهاد وما ulum islamiyyah 17.indd 186