View metadata, citation and similar papers at core.ac.uk brought to you by CORE provided by University of Biskra Theses Repository وزارة التعليم العال

النسخ

1 View metadata, citation and similar papers at core.ac.uk brought to you by CORE provided by University of Biskra Theses Repository وزارة التعليم العالي والبحث العلمي جامعة محمد خيضر كلية اآداب قسم اآداب واللغات واللغة *بسكرة* العربية باغة الصورة في ديوان "حصار لمدائح البحر" لمحمود درويش مذكرة مقدمة لنيل شهادة اماجستر ي اأدب العربي خصص نقد أدبي إعداد الطالب: ياسين صاح ااسم واللقب صالح مفقودة عبد الرحمن تبرماسين عبد المجيد دقيان ي عبد الرزاق بن سب ع إشراف اأستاذ الدكتور: عبد الرحمن تبرماسين أعضاء لجنة المناقشة الرتبة الجامعة الصفة رئيسا بسكرة أستاذ مشرفا ومقررا بسكرة أستاذ عضوا بسكرة أستاذ محاضر )أ( عضوا باتنة أستاذ محاضر )أ( السنة الجامعية: 4114 ه/ 4112 ه م/ 2244 م

2 تعتبر الصورة الشعرية ركيزة أساسية من ركاي ز العمل الفني فهي تمثل جوهر الشعر الشاعر في نقل تجربته والتعبير عن واقعه وهواجسه بتشكيلات لونية وصوتية غير مسبوقة. مقدمة وأهم وساي ط والعلاقة بين الصورة والشعر علاقة متينة وقد أثبت غير واحد من الباحثين تلك الصلة الوثيقة بينهما إذ ليس الشعر سوى ضرب من التصوير على حد قول "الجاحظ". وللصورة الشعرية دور مهم في جعل (الخطاب الا دبي) مزدوج الوظيفة والغاية: يو دي ما يو ديه الكلام عادة وهو إبلاغ الرسالة الدلالية ويسلط مع ذلك على المتلقي تا ثيرا ضاغطا به ينفعل للرسالة المبلغة انفعالا ما وهي بذلك تظهر أصالة المبدع وترمز إلى قيمته وعبقريته وشخصيته بل وتحمل خصوصيته وفرديته لا ا الا داة الوحيدة التي ينقل ا تجربته ولا يمكن أن يستعيرها من سواه. ونظرا للا همية التي تحظى ا إبراز جماليات الا دب الشعر خصوصا لدي رغبة في الدراسات دراسة النقدية هذا الموضوع وقد المعاصرة الصورة الشعرية في من خلال أردت أن الدرس النقدي والبلاغي قديما وحديثا واهتمام النقاد والبلاغيين ا عبر م ر منظور يمزج بين يكون عنوان المذكرة في ديوان "حصار لمداي ح البحر" لمحمود درويش وكان لاختياري لهذا الموضوع اعتبارات عدة من أهمها: العصور التاريخية ودورها في تولدت معطيات البلاغة العربية القديمة ومقتضيات موسوما ب: (1 تجسيدا (2 رغبتي في دراسة الشعر المعاصر للواقع الحضاري العربي وقد وقضايا الحداثة الشعرية من محاور التجديد كالتجربة والخيال وا از والرمز والشكل اهتمامي الشديد بموضوع الصورة الشعرية الا سلوب المعاصر كما أن دراستها العام الصورة بلاغة من جميع جوانبها بوصفها الظاهرة الا كثر وجدت في الصورة الشعرية ما يحقق رغبتي من حيث احتواي ها العديد خاصة وأ ا تجمع تستند في أغلب الا حيان والشعور والفكر...الخ. إلى العربية القديمة البلاغة بين الا حكام الحدسية والذوقية أكثر وعلم من اعتمادها على الموضوعية التي غالبا ما تفقد النص الشعري ق ي مه الجمالية. ( 3 تمحور الشعر العربي منذ خمسينيات القرن الماضي حول (القضية الفلسطينية) التي وهبها "محمود درويش" صوته الشعري كاملا وقد شكلت هذه القضية إ ن بنسبة أو با خرى مفصلا ري يسيا في حركة تطور الشعر العربي الحديث كما أن " محمود درويش" في سياقه الفلسطيني الخاص وفي سياقه العربي يمثل الا ن واحدا من أبرز شعراء القصيدة العربية الحديثة بل إنه وسماته المحددة ولا يمثل هذا الا مر معوقا لدرسه قدر ماكان مرجحا لاختياره. قد صار اتجاها فنيا له خصاي صه أ

3 "حصار ديوان يعتبر 4) وذلك لاعتبارات عدة منها: مسيرة الشاعر "درويش" كما أن لمداي ح البحر" ديوان على المستوى الشخصي شكلا صدور هذا الديوان جديدا في ب فترة وانعطافة مهمة الثمانينيات "حصار لمداي ح البحر" الذي صدر عام نتيجة طرده من بيروت عام وهي مسيرة في مرحلة 1984 اغترابه وبداية 1982 مما جعل أعماله الشعرية أثناء تلك الفترة زاخرة بالصور الرمزية المشعة بالمعاني الفياضة. أما عنوان المذكرة به دراسة الصورة الشعرية في الديوان وبيان كيفية وضها بلاغة الصورة في ديوان دراسة بلاغية أسلوبية في الا قناع كشحنة منطقية والا متاع كشحنة عاطفية "حصار لمداي ح البحر" وذلك من خلال التعبير ع ما في نفس الشاعر الدراسة أيضا إلى اكتشاف مكامن الجمال والقوة لدى سبيل خدمة القضية الفلسطينية رصد "درويش" مقدمة الشعرية وجودية وفلسفية في يعتبر انعكاسا لمعانات في لمحمود درويش أنواع جميع عواصم مختلفة وخاتمة. فا عني الصور الشعرية وتا ثيرها على المتلقي من خلال والا ثارة كشحنة استفزازية محرضة كما دف هذه الشاعر "محمود درويش" الذي كرس حياته في وانطلاقا مما سبق فقد اجتهدت لوضع خطة للدراسة تعتمد على مقدمة ومدخل وثلاثة فصول في المدخل:» مفهوم الصورة الشعرية «عرضت مفهوم الصورة الشعرية لغة ثم تتبعت دلالة هذا المصطلح من خلال ظهوره على يد علماء البلاغة قديما وصولا إلى تطوره وتبلوره عبر مختلف المدارس والاتجاهات النقدية الحديثة والمعاصرة. أما الفصل الا ول: الصورة الشعرية بين القديم والحديث: خصاي صها ومميزاتها فقد تناولت فيه وما يمكن أن يكون بينها الوجهة الفلسفية الجديدة التي وبين الطريقة التقليدية من فروق كما على أساسها يقوم تشكيل الصورة في الشعر الجديد تعرضت من التجربة الشعرية والخيال الشعري في بلورة مفهوم الصورة الشعرية المعاصرة. وفي الفصل الثاني: تعدد الصورة في "حصار لمداي ح البحر" إبراز ركزت على اللغة في التعبير عن تعدد هذا الشعرية في الصور وتنوع الواقع بعناصره المختلفة مجموعة الصور الحسية ومجموعة الصور المفردة و المكررة باعتبارها تجسد رؤية رمزية. الطبيعة وقد الديوان وقد حسب في هذا الفصل أيضا رؤية الشاعر للعالم الموضوعي لدور كل ودور لخصت هذا التعدد في مجموعتين ري يسيتين وهما: اشتغلت في كلتا ا موعتين وفي الفصل الثالث انصب اهتمامي على: أنماط الصورة الشعرية على دراسة الا نماط

4 حيث عرضت فيه شارحا إياها الفلسطيني. ثم كانت التشكيل الجمالي للصورة الشعرية محددا أنماطها من خلال أمثلة تمثل ظواهر تصويرية في الخاتمة الديوان عرضا لا هم النتاي ج التي توصل إليها البحث المصادر والمراجع التي اعتمد ا في هذه الدراسة وفهرسا للموضوعات. أهم أما عن البحوث والدراسات التي اعتمدت عليها في البحث والبلاغي عند العرب لجابر عصفور والصورة الا دبية من رابطا هذا كله بالسياق فهي: لمصطفى ناصف مقدمة مجاز و استعارة وتشبيه ورمز وألحقت بالبحث الخارجي فهرسا للواقع لمختلف الصورة الفنية في التراث النقدي و الصورة في الشعر العربي علي البطل... وعلى الرغم من أن هو لاء الدارسين قد أفاضوا إفاضة واسعة في دراسة الصورة إلا أ م ركزوا في دراسا م على الشعر العربي القديم ولم يلتفتوا إلى الشعر المعاصر إلا نادرا مما النقد الا دبي المعاصر والتي عالجت المعاصر مفهوم (قضاياه وظواهره الفنية والمعنوية) دفعني إلى الصورة الشعرية من منظور حداثي ومن أبرزها: لعز الدين إسماعيل والغموض مطالعة كتب الشعر العربي في الشعر العربي الحديث لا براهيم رماني ولغة الشعر العربي الحديث للسعيد الورقي والتكرار في شعر محمود درويش عاشور. أما عن المنهج المتبع في البحث فهو المنهج ويساعد على فتح النص الشعري واستنطاق جمالياته. (1 الذي (البلاغي) الفني وقد واجهتني مجموعة من الصعوبات في إنجاز هذا البحث ويمكن إجمالها فيما يلي: على الرغم من أن القيمة الجمالية للصورة الشعرية لفهد ناصر يتتبع فرادة الحدث الا دبي ت ستنبط في أغلب الا حيان عن طريق الحس الحدسي الذي يتولد لدى القارئ كنتيجة لاستقباله لها إلا أن الصعوبة في مثل هذه القضايا تكمن كما يراها "عبد السلام المسدي" في إرساء قواعد الموضوعية فيما ي درك بغير الموضوعية( 1 ) ويعتبر تحقيق ه م الموضوعية تحقيقها والنهوض منهجي يروم كل جهد نقدي إدراكه وهي الغاية من كل بحث ندب لها نفسه قصد ا بعيدا عن الوقوع في فخ الذاتية وأحكام القيمة التي تجعل الباحث يصادر الا شياء قبل ولاد ا وتحقيق مثل هذا الصنيع يتطلب بداهة وأدوات علمية نحسبها مقاييس ي لجا إليها كل حين لاختبار الفروض وتقييم النتاي ج حتى ي ة أو الا حكام الاعتباطية. ضمن لهذا الجهد بلوغ مقاصده فيكون في ما من من الذوقية المحض (1) ينظر: عبد السلام المسدي الا سلوبية والا سلوب (نحو بديل السني في نقد الا دب) الدار العربية للكتاب ليبيا 1977 ص. 57 ج

5 (2 مقدمة صعوبة تحديد منهجية معينة لدراسة الصورة الشعرية وذلك لاختلاف مفاهيمها عند النقاد والبلاغيين كما أن الصورة الشعرية تعتبر من القضايا النقدية الصعبة ودراستها لا بد أن توقع الدارس في مزالق العناية بالشكل أو بدور الخيال أو الموسيقى.. الخ. (1) (3 (4 (6 اختلاف النقاد في تحديد مصطلحات الصورة الشعرية فمنهم مثلا من يجمع (التشبيه والاستعارة والكناية) تحت عنوان الا نواع البلاغية ومنهم من يجمعها تحت عنوان الا نماط البلاغية كما أن هناك أيضا من يخلط بين مصادر الصورة وعناصرها..الخ وهذا الخلط بين هذه المصطلحات يضلل الباحث ويحول دون استيعابه لمفهوم الصورة الشعرية. صعوبة تحديد وتمييز مضامين فصول البحث نظرا لتداخل عناصر وأنماط الصورة الشعرية وتشابكها إذ قد تنتمي الصورة الشعرية الواحدة إلى أكثر من نمط كا ن تكون تشبيها واستعارة ورمزا في آن واحد كما أن الطابع الكلي الذي تمتاز به الصورة المعاصرة يحول دون تقسيمها إلى عناصر وأجزاء بسيطة. 5) صعوبة اختيار المدونة التي ت في بموضوع البحث من كافة جوانبه وهذا ما دفعني إلى تفحص العديد من دواوين "محمود درويش" لاختيار أحوطها بالموضوع المختار كما أنني لجا ت في بعض الا حيان إلى تغيير بعض عناصر الخطة حتى تتوافق مع الديوان. ارتباط الصورة الشعرية في الديوان بالواقع الفلسطيني وتجارب الشاعر الخاصة مما حتم علي اللجوء إلى دراسة سيرة "محمود درويش" وأهم الا حداث التي أثرت في حياته والتي انعكست في شعره. وبعيدا عن نجاح هذه الدراسة التي تغلفها الصعوبة قبل أن تبدأ فا ا تا مل أن توفر حدا أدنى من الجدة ونظرة أكثر شمولية وواقعية لشعر "محمود درويش". وفي الا خير لا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل لكل من كان عونا لي في أنجاز هذا العمل وأخص بالذكر أستاذي الدكتور "عبد الرحمن تبرماسين" الذي منحني ثقة في نفسي ووجهني توجيها سديدا وعاملني با خلاق علمية عاليةكان لها الا ثر الكبير في إتمام هذا البحث فله مني فاي ق التقدير والاحترام. كما أتقدم بالشكر والتقدير لا عضاء لجنة المناقشة التي تحملت أعباء قراءة هذا العمل على الرغم من كثرة التزاما م العلمية. وأخيرا إن حقق العمل غايته فالفضل الله أولا وآخرا وإن كان غير ذلك فحسبي أنني بذلت كل ما أستطيع من جهد وما توفيقي إلا باالله عليه توكلت وبه أستعين. ) 1 ( ينظر: أحمد علي دهمان الصورة البلاغية عند عبد القاهر الجرجاني منهجا وتطبيقا دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر دمشق سوريا ط ص ( ). د

6 ه مقدمة

7 ( 9 كم) 1) التعريف بالشاعر محمود درويش: ولد الشاعر شرقي عكا الصليبيون (بروت). "درويش" تلقى "محمود سمير درويش" في قرية البروة سنة يحد البروة من الجنوب وادي الحلزون دراسته الابتداي ية في قريته الا م (البروة) وفي هذه المرحلة من حياته انظم إلى الحزب الشيوعي جاوز العشرين بعد. "محمود درويش" رحل 1941 م عن قريته إلى لبنان في منتصف عام محمود درويش وخصاي ص شعره وهي قرية عربية تقع على مسيرة الذي تصب مياهه في ر النعامين وقد سماها وتابع دراسته الثانوية في قرية كفر ياسين وسجن بسبب نشاطه عدة مرات ولم يكن قد 1948 إثر الاحتلال الا سراي يلي لفلسطين وهناك تنقل مع عاي لته في عدد من المدن والقرى حتى استقروا في مدينة بيروت وبعد عامين من رحلة النفي واللجوء عاد مع أسرته س را إلى فلسطين وقد مثلت العودة صدمة جديدة له فلم يجد القرية ولا المنزل لقد هدم اليهود كل شيء ليبدأ بعد ذلك رحلة جديدة من النفي واللجوء في الا رض. "درويش" هاجر إلى الا تحاد السوفيتي وأمضى فيه ثلاثة أعوام للدراسة وعمل في الصحافة الشيوعية مشرفا على تحرير مجلة الجديد ثم انتقل 1969 وكان ذلك سنة مصر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية الفلسطينيين ومحررا لة الكرمل. رحل عاد "درويش" بعدها إلى لبنان عقب الاجتياح الا سراي يلي لبيروت سنة ولكنه أصقاع ثم عاد بعدها إلى فلسطين لم يلبث أن ترك فلسطين وتحول إلى حيث عمل هناك في مو سسات النشر ثم أصبح بعد ذلك ري يسا لرابطة الكتاب والصحفيين 1982 تنقل هناك بين عواصم مختلفة إلى أن استقر في العاصمة الفرنسية باريس. "درويش" من أوروبا إلى فلسطين في منتصف التسعينات الزمن وعاش متنقلا بينها وبين العاصمة الا ردنية عمان (1). واتجه إلى أوروبا عن لبنان حيث أقام في مدينة رام ي حث االله فترة من 2010/06/14 متوفر على العنوان: (1) ينظر: ويكيبيديا الموسوعة الحرة محمود درويش (على الخط) تمت الزيارة يوم 8

8 2) وفاته: في محمود درويش توفي القلب المفتوح في المركز الطبي نزع أجهزة الا نعاش الفلسطينية حزنا على وأعلن ري يس وفاة الولايات المتحدة الا مريكية (هيوستن) الشاعر الدولة الحديث والقاي د الوطني اللامع والمعطاء" أوت 9 يوم السبت محمود درويش وخصاي ص شعره 2008 م بعد إجراي ه لعملية والتي دخل بعدها في غيبوبة أدت إلى وفاته بعد أن قرر الا طباء محمود عباس الفلسطينية "عاشق ب الفلسطيني واصفا درويش وقد ووري جثمانه الثرى في االله حيث خصصت له هناك قطعة أرض في قصر رام االله الثقافي الحداد ثلاثة أيام في كافة الا راضي فلسطين" و"راي د المشروع الثقافي رام في مدينة 2008 م أوت 13 وتم الا علان عن تسمية القصر بقصر محمود درويش للثقافة وقد شارك في جنازته الا لاف من أبناء الشعب الفلسطيني وقد حظر أيضا أهله من أراضي 3 )شعره: وشخصيات أخرى على رأسهم ري يس السلطة الفلسطينية محمود عباس (1) يعد محمود درويش واحدا من أكبر الشعراء العرب إن لم يكن أكبرهم على الا طلاق الراهن فشعره مراحل بارزة هي: (1 من أكبر النماذج الشعرية إشراقا المرحلة الرومانسية: وقد مثلت مرحلة الستينيات. (2 المرحلة الا نسانية: وقد مثلت مرحلة السبعينيات. في الوقت تجمعت فيه عبر حياة حافلة بالمقاومة والتصدي ثلاث 3) المرحلة الوجودية والفلسفية: وقد بدأت منذ بداية الثمانينيات واستمرت إلى اية حياته. ولعل أهم ما يميز تجربة درويش الشعرية هو امتزاج كل مرحلة من مراحلها بمشاعر الغضب انفكت بو رة ومركزا لانطلاقه ضد طوفانات ثلاثة حاصرته من جميع الجهات: الا ول: طوفان الاحتلال وضياع الوطن. والثاني: طوفان العصر الذي اختلت موازينه وقيمه ونظمه. والثالث: طوفان الا نسان الجديد الذي ظل طريقه وأهدر قيمه والثورة التي ما وجرف في طريقه الا خضر واليابس وأغرقكل ما تبقى من قيم الحق والعدل والحرية والاستقرارفي هذا العصر الممسوخ المتطاحن الدامي (2). 4) مو لفاته: (1) ينظر: محفوظكحوال أروع قصاي د محمود درويش نوميديا للطباعة والنشر والتوزيع قسنطينة الجزاي ر (د.ط) (د.ت) ص 6. ( 2 )ينظر: أحمد الزعبي الشاعر الغاضب محمود درويش مو سسة حمادة اربد ط ص (8 9). 9

9 ونثر لدرويش مو لفات عديدة بدأت زمنيا سنة وإن كانت الغلبة للشعر طبعا فقد كتب نثرية فضلا عن عدد من المقالات الصحفية. أ) المو لفات الشعرية: عصافير 1) بلا أجنحة مطبعة كومرتسي يل عك ا 1960 م حوالي وانتهت بوفاته سبعة.1960 (2 أوراق الزيتون مطبعة الاتح اد التعاوني ة حيفا.1964 (3 عاشق من فلسطين مكتبة النور حيفا.1966 آخر الليل مطبعة الجليل عك ا 4).1967 فلسطيني دار العودة بيروت جرح يوميات 5).1969 الجليل دار الا داب بيروت في تموت العصافير 6).1970 كتابة 7) على ضوء بندقي ة دار العودة بيروت.1970 من نومها دار العودة بيروت تنهض حبيبتي 8).1970 (9 مطر ناعم في خريف بعيد مطبعة ومكتبة الجليل عكا سنة محمود درويش وخصاي ص شعره 2008 م تراوحت بين شعر وعشرين ديوانا شعريا مقابل بضعة أعمال.1970 لا أو أحب ك 10) أحب ك دار الا داب بيروت ) محاولة رقم 7 دار العودة بيروت.1973 (12 تلك صور ا وهذا انتحار عاشق دار العودة بيروت العودة بيروت أعراس دار 13) (14 الظل العالي دار العودة بيروت مديح حصار لمداي ح البحر دار العودة بيروت (15 (16 هي أغنية هي أغنية دار الكلمة بيروت أقل دار العودة بيروت ورد أرى ما أريد دار الجديد بيروت.1986 (17 (18 أحد 19) عشر كوكب ا دار الجديد بيروت.1992 (20 لماذا تركت الحصان وحيد ا رياض الريس بيروت الريس بيروت الغريبة رياض سرير 21) ( الريس بيروت جدارية رياض 10

10 محمود درويش وخصاي ص شعره 23) حالة حصار رياض الريس بيروت (24 (25 (26 (27 لا تعتذر عم ا فعلت رياض الريس بيروت كزهر اللوز أو أبعد رياض الريس بيروت أثر الفراشة رياض الريس بيروت لا أريد لهذي القصيدة أن تنتهي (الديوان الا خير الذي صدر بعد وفاة درويش) الريس بيروت رياض ب) المو لفات النثرية: 1) شيء عن الوطن دار العودة بيروت 2) وداعا أيتها الحرب وداعا أيها السلام مركز الا بحاث منظمة التحرير الفلسطيني ة ) يومي ات الحزن العادي دار العودة بيروت ) ذاكرة للنسيان المو سسة العربية للدراسات والنشر بيروت 5) في وصف حالتنا دار الكلمة بيروت ) الرساي ل (محمود درويش وسميح القاسم) عربسك حيفا 7) عابرون في كلام عابر دار توبقال الدار البيضاء ) في حضرة الغياب رياض الريس بيروت ) حيرة العاي د رياض الريس بيروت (1) 2010/06/14 متوفر على العنوان: (1) ينظر: ويكيبيديا الموسوعة الحرة محمود درويش (على الخط) تمت الزيارة يوم 11

11 ) ت( مدخل مفهوم الصورة الشعرية تعتبر الصورة الشعرية من القضايا النقدية الصعبة طبيعتها كالتجربة والشعور والفكر وا از والا دراك والتشابه والدقة...الخ الدارس في مزالق العناية بالشكل أو بدور الخيال أو الموسيقى (1 الصورة الشعرية مفهوم بتحديد خلالها البحث في أطواره القادمة لغة. أولا: مفهوم الصورة الشعرية لغة: واصطلاحا لا ن هناك عدد من العوامل التي تدخل في تحديد كما أن دراستها لا بد أن توقع ولذلك فقد رأينا أن نبدأ هذا المدخل حتى نتمكن بذلك من وضع قاعدة صلبة يتحدد من الش ك ل والجمع جاء في لسان العرب "لابن منظور" 711 ه) في مادة (صور) أن الص ور ة في ص و ر وص و ر وص و ر.. وتصورت الشيء توهمت صورته فتصور لي والتصاوير التماثيل.. وصورة الفعل كذا وكذا أي هيي ته وصورة الا مر كذا وكذا أي صفته (2). يفهم من هذا الكلام وهيي ته وعلى معنى صفته الشكل/ أن الصورة المضمون المحسوس/ ا رد.. وربما كان على ظاهرها العرب ترد في كلام وعلى معنى حقيقة الشيء هذا التباين في المفهوم اللغوي للصورة هو أول مظاهر الاختلاف حوله آراء النقاد فيما بعد وهو ما سنقف عليه فيما يلي من المدخل. ثانيا: مفهوم الصورة الشعرية اصطلاحا: أبحاث هذا المصطلح حول قبل البدء في تعريف مصطلح الصورة الشعرية ينبغي أولا أن نفرق بين أربعة مصطلحات الصورة في النقد العربي الحديث وهي: الا دبية) الشعر و(الصورة (الصورة الفنية) وهي التي تشمل الشعر والنثر ثناي ية بين الذي تعددت تتردد في وتشمل كل ما يتردد في إطار الفنون ومنها و(الصورة الشعرية) و(الصورة البلاغية) وهي التي ي ع بر عن المعنى فيها با حد الا ساليب البلاغية. وتشمل الشعر بمفرده ومع أن الصورة الشعرية مصطلح حديث صيغ تحت وطا ة التا ثير بمصطلحات النقد الغربي والاجتهاد في ترجمتها فا ن الاهتمام بالمشكلات التي يشير إليها المصطلح قديم يرجع إلى بدايات الوعي بالخصاي ص النوعية للفن الا دبي. والنقدي عند العرب قد لا نجد المصطلح ذه الصياغة الحديثة في التراث البلاغي ولكن المشاكل والقضايا التي يثيرها المصطلح الحديث ويطرحها موجودة في التراث وإن اختلفت طريقة العرض والتناول أو تميزت جوانب التركيز ودرجات الاهتمام (3) المدخل غير أن (1) ينظر: أحمد علي دهمان الصورة البلاغية عند عبد القاهر الجرجاني منهجا وتطبيقا ص ( ). (2) ينظر: ابن منظور لسان العرب تحقيق: محمد علي الكبير ومحمد أحمد حسب االله وهاشم محمد الشاذلي دار المعارف مصر (د.ط) (د.ت) مادة: (ص.و.ر) / (3) ينظر: جابر عصفور الصورة الفنية في التراث النقدي والبلاغي عند العرب المركز الثقافي العربي بيروت لبنان ط ص. 7 13

12 ) مدخل مفهوم الصورة الشعرية المنهجي لفهم تصورات النقد العربي النقاد الصورة والبلاغيين العرب القدامى درسوا القديم لمفهوم الصورة الشعرية الشعرية مصطلح الصورة من أهم وأبرز الوساي ل التي تتحقق ا بلاغة الكلام متوقف تحت إطار نجد ولذلك على فهم الا بحاث "أبا علم البلاغة البلاغية هلال العسكري" لا ن وجعلوا (ت 395 ه) قد أشار إلى الصورة في موضوع الا بانة عن حد البلاغة ف البلاغةكل ما تبلغ به المعنى قلب السامع فت م كن ه في نفسه لت م كن ه في نفسك مع صورة مقبولة ومعرض حسن وإنما جعلنا المعرض وقبول س م بليغا وإنكان مفهوم الصورة شرطا في البلاغة لا ن الكلام إذا كانت عباراته رثة ومعرضه خلقا لم ي المعنى مكشوف المغزى (1) كما يرى "أحمد الشايب" أن البلاغة هي فن تطبيق الكلام المناسب للموضوع وللحالة على حاجة القارئ أو السامع ووسيلة ذلك الصورة التي تختصر علم البيان وقسما من البديع فالبيان يدرس الصورة تشبيها واستعارة ومجازا وكناية أما البديع فهو قاي م على طرق الذي يلحق المستورة في بالكلام والكلام البليغ (2 الذهن إلى الواقع المادي الملموس ذهن صاحبها وموجودة في حكم المعدومة (3). أعمالا ولقد تعددت كتب البلاغة والصناعتين مثل: راقية بلاغية "للعسكري" الوساطة العربية ذا الفهم التي اهتمت فيدركها المتلقي هو الا داة التي تنتقل ا المعاني بدراسة الصورة "للقاضي الجرجاني"(ت 366 ه) ودلاي ل الا عجاز وأسرار البلاغة من التحسين مكامنها ويتعرف عليها بعد أن كانت محجوبة في الشعرية والموازنة وقد خلف لنا الا ولون "للا مدي" "لعبد القاهر الجرجاني" (ت 370 ه) والمثل ( 471 ه) 14 المشهور فيكتب البلاغة العربية أن البلاغة لغة: تنبي عن الوصول والانتهاء يقال بلغ فلان مراده إذا وصل إليه وبلغ الركب المدينة إذا انتهى إليها واصطلاحا: تكون وصفا للكلام والمتكلم فبلاغة الكلام مطابقته لمقتضى الحال والحال هو الا مر الداعي للم ت ك ل م على أن يميزكلامه بميزة أخرى هي مقتضى الحال فا نكار المخاط ب للمعنى حال يقتضي تا كيد الجملة له وذلك التا كيد هو مقتضى الحال وبلاغة المتكلم ملكة يقتدر ا على تا ليف كلام بليغ في أي معنى قصد والبلاغة هذه تستلزم أمرين: الا ول: الاحتراز من الخطا في تا دية المعنى المقصود خوفا من أن ي و دى بلفظ غير مطابق لمقتضى الحال فلا يكون بليغا. الثاني: تمييز الكلام الفصيح من غيره حتى نضمن سلامة العبارة من الخطا والتعقيد فمست الحاجة إلى علمين لتحقيق سلامة اللفظ من ناحية ولملاءمته لمقتضى الحال من ناحية أخرى الا ول علم البيان والثاني علم المعاني وقد يسميان لذلك بعلمي البلاغة ولماكان علم البديع ي عرف به وجوه تحسين الكلام ج عل تابعا لهذين العلمين فصارت مباحث البلاغة منحصرة في هذه الثلاثة: (المعاني والبيان والبديع). ينظر: القزويني الا يضاح في علوم البلاغة (المعاني والبيان والبديع) مختصر تلخيص المفتاح دار الفكر العربي بيروت لبنان ط ص (ح). (1) أبو هلال العسكري الصناعتين تحقيق: علي محمد البجاوي محمد أبو الفضل إبراهيم مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاي ه مصر (د.ط) (د.ت) ص 19. (2) أحمد الشايب الا سلوب (دراسة تحليلية بلاغية لا صول الا ساليب الا دبية) مكتبة النهضة المصرية مصر ط ص 19) (20. (3) ينظر: الجاحظ (أبو عثمان عمرو بن بحر) البيان والتبيين تحقيق: عبد السلام هارون الخانجي القاهرة مصر 75. 1/ 1968

13 ت( مدخل مفهوم الصورة الشعرية "لابن الا ثير" الساي ر المصنفات البلاغية من أول التي ( 237 ه) عالجت وقبل هذه مثل قضية الصورة عيار الشعر من تشبيه الشعرية ( 322 ه) "لابن طباطبا" ومجاز واستعارة وكناية (1) وإذا مفهوما للصورة الشعرية من خلال ما ذكره هو لاء النقاد والبلاغيين فا ننا نجد أن "الجاحظ " طرح فكر ا على بساط البحث يعرفها العجمي والعربي و القروي والبدوي مقولته الشهيرة: في وذلك وإنما الشا ن في إقامة الوزن الماء وجودة السبك فا نما الشعر صناعة وضرب من النسج وجنس من التصوير المعاني ويبدو من هذا النص أن وشكلها الجميع العربي والعجمي...الخ التصوير الذي يمثل تجسيد يرى أن الشعر "الجاحظ" الذي تتخذه بعد الصنع يتمثل في الا لفاظ فلا شا ن لها بمفردها تلك المعاني عن طريق الا لفاظ يتم تخيرها بحيث تستوفي المعنى الذي يريده الشاعر مما خصاي صها الفنية الجاحظ في هذا النص والنمو تو دي إلى استحسا ا أهمية أيضا إلى تعطي الشعر قيمة فنية وجمالية التصوير يعني هذا وقبولها جانب التجسيم لا وغيرها من نورد أردنا أن 255 ه).... والمعاني مطروحة في الطريق وسهولة المخرج وصحة الطبع و كثرة (2) إثارة قدرته على صناعة كغيره من الصناعات ماد ا الخام هي فالمعاني عنده مطروحة في الطريق يعرفها وإنما الشا ن للشكل على أن تخضع الذي تتخذه بعد النسج هذه الا لفاظ لوزن معين مع سهولة في مخارج هذه الا لفاظ وصحة طبع صاحبها إغناء الفكر في وأثره يمكن للمتلقي الاستغناء عنها صور بصرية في ذهن المتلقي المقدمة الا ولى للعلاقة بين التصوير والتقديم الحسي للمعنى لم "الجاحظ" على أن الحسي ليوضح به مدلولا ذهنيا (5). ومما تجدر الا شارة إليه أن. (4) يقصد إلى جعل التصوير مصطلحا فنيا الصورة لفظة قد اقتبس "الجاحظ" وهذه وبالذات من الفلسفة الا رسطية حيث دعم الفصل بين الصورة والهيولى * وجودة سبكها (3) كما ونأ أو ووفرة في توصل بصور حسية قابلة للحركة فحينما يكون الشعر جنسا من تعد المدخل الفكرة ولكنه اقتبس لفظة الصورة أو الا ول بمدلولها في نصه السابق من الفلسفة اليونانية في هذه الفلسفة فكرة المعتزلة (1) القزويني الا يضاح في علوم البلاغة ص (ح). (2) الجاحظ الحيوان تحقيق: عبد السلام هارون الخانجي القاهرة مصر (د.ط) 3/ 1965 ( ). (3) ينظر: زكية خليفة مسعود الصورة الفنية في شعر ابن المعتز دار الكتب الوطنية بنغازي ليبيا ط ص (15 16). (4) جابر عصفور الصورة الفنية في التراث النقدي والبلاغي عند العرب ص 316. (5) ينظر: محمد إبراهيم عبد العزيز شادي الصورة بين القدماء والمعاصرين (دراسة بلاغية نقدية) مطبعة السعادة القاهرة مصر ط ص

14 ت( ت( ت( مدخل مفهوم الصورة الشعرية القاي لة بالفصل بين اللفظ والمعنى في تفسير القرآن الكريم وسرعان ما انتقل هذا الفصل والمعنى بين اللفظ إلى ميدان دراسة الشعر نفسه الذي هو رافد من روافد تفسير القرآن فلم يساووا بين التعبير الشعري والتعبير في غيره من الحديث فحسب بل ساووا بين فن الشعر نفسه الصناعات اليدوية (1) ولهذا نجد "ابن قتيبة" ه) 337 اهتمامهم منصبا وغيرهم لم يختلفوا عن على ثناي ية اللفظ "الجاحظ" والمعنى (2) 276 ه) المحسوس الذي يلجا إليه الشاعر لتجسيد الا فكار ا ردة الموضوعة و"ابن طباطبا" بالمبدأ الصناعي ذاته في "فقدامة بن جعفر" 322 ه) الصورة وبين أي صناعة من و"قدامة بن جعفر" بل كان ج ل الشعرية يرى أن الصورة مرادفة للشكل ف... إذا كانت المعاني للشعر بمنزلة المادة والشعر فيها كالصورة كما يوجد في كل صناعة من أنه لا بد فيهما من شيء موضوع يقبل تا ثير الصورة منها مثل الخشب للنجارة والفضة للصياغة (3). إن عمل الشاعر في هذه الحالة يصبح بالنسبة إلى قدامة صناعة كباقي الصناعات مع فارق وحيد هو أن الشاعر يشتغل على المعاني بينما النجار والصاي غ يعملان في مادة الخشب والفضة (4). "الجاحظ" ج "أبو هلال العسكري" وينهج ويج عل مدار الجودة في الكتابة على حسن التا ليف أن يجعل المنظوم مجرى المنثور في سلاسته واللفظ المدار يقصد بلفظ الصورة وسهولته الا لفاظ أجساد فيرى أن و"قدامة" الذي يزيد المعنى وضوحا وشرحا واستواي ه وقلة ضراوته صورة يخرج ا المعنى إلى وجود الفعل بعد وجود القوة الا شياء ذات المدلولات الحسية. والمعاني أرواح وفي صناعة الشعر (5) وهكذا يكون المعنى هو (6) أن تكون مصطلحا فنيا وإنما هي قياس للا شياء إلا أن العسكري كساب ق يه ذات المدلولات الذهنية لم على * الصورة هي الشكل والهيولى هي المادة فالمنضدة هيولاها الخشب والغراء وصور ا هي التركيب المخصوص الذي تا لف به الخشب والغراء حتى ظهرا على هذا الشكل. ولو أن أرسطو ) Aristote ( وجه الانتباه إلى أن هذا الفصل افتراضي لا ن الصورة عنده " محايثة " أو " مباطنة " للهيولى لا تقوم إحداهما بدون الا خرى إلا أن المتكلمين عمقوا الا حساس ذا الفصل حتى صاروا أقرب إلى مفهوم الصورة المفارقة عند أفلاطون منهم إلى الصورة بمفهومها الا رسطي. ينظر: علي البطل الصورة في الشعر العربي حتى آخر القرن الثاني الهجري ص 15. (1) ينظر: المرجع نفسه ص 15. (2) ينظر: محمود سليم محمد هياجنة الصورة النفسية في القرآن الكريم دراسة أدبية عالم الكتب الحديث إربد الا ردن ط ص.6 (3) قدامة بن جعفر نقد الشعر تحقيق: محمد عبد المنعم خفاجي دار الكتب العلمية بيروت لبنان (د.ت) (د.ط) ص 65. (4) ينظر: صبحي البستاني الصورة الفنية في الكتابة الفنية دار الفكر اللبناني لبنان ط (5) أبو هلال العسكري الصناعتين ص (6) ينظر: علي البطل الصورة في الشعر العربي حتى آخر القرن الثاني الهجري ص

15 و( مدخل مفهوم الصورة الشعرية وإذا ما وصلنا إلى والنقدي عند العرب إفادته تاريخ الصورة الكبيرة من جهودهم الشعرية "عبد القاهر الجرجاني" فمنهجه في دراسة الصورة وقد شكل وارتبط هذا بنظريته المشهورة في فا ننا نكتشف أن آراءه تشكل نضجا البلاغي في الدرس متميز عما سبقه من العلماء العرب على الرغم من في كتابيه (دلاي ل الا عجاز النظم فلم ينظر معنى أو مبنى يسبق أحدهما على الا خر بل نظر إليه جملة واحدة الصورة لا سبق ولا فضل ولا مزية لا حدهما على الا خر يقول قولنا (الصورة) إنما هو تمثيل قياس لما نعلمه بعقولنا وأسرار البلاغة) "الجرجاني" جديدا في منعطفا إلى الشعر على أنه على أنه معنى ومبنى ينتظمان في "عبد القاهر" في هذا الصدد: على الذي نراه با بصارنا واعلم أن فلما رأينا البينونة بين آحاد الا جناس تكون من جهة الصورة فكان ب ين إنسان من إنسان وفرس من فرس بخصوصية تكون في هذا ولا تكون في صورة ذاك...ثم وجدنا بين المعنى في أحد البيتين وبينه في الا خر بينونة في عقولنا وفرقا عبرنا عن ذلك الفرق وتلك البينونة با ن قلنا عن ذلك بالصورة شيي ا "الجاحظ" (للمعنى في نحن ابتدأناه فينكره منكر هذا صورة غير صورته في ذاك) بل هو مستعمل في كلام العلماء إنما الشعر صناعة و ضرب من النسج وجنس من التصوير) (1). والذي يمكن أن نستخلصه من هذا النص أن لفظ الصورة لم يكن من إبداع وليست العبارة ويكفيك قول "عبد القاهر الجرجاني" بل كان مستعملا قبله في قول العلماء وأنه تمثيل وقياس فا ذا كان الاختلاف بين الا شياء الموجودة في الطبيعة إنما يكون في الصور المختلفة التي تتخذها تلك الا شياء فالا مر يختلف بالنسبة للمعاني فالاختلاف بين المعاني في أبيات الشعر المختلفة راجع على الاختلاف بين الصور التي تتخذها المعاني في تلك الا بيات "الجاحظ" المختلفة وجلي أن الصورة هنا لا تشير إلى مفهوم التقديم الحسي كما رأينا عند بقدر ما تشير إلى طريقة الصياغة أو النظم (2) كما الا عجاز وأسرار البلاغة) هذه الا نواع بعينها في اللسان وأجراس الحروف التشبيه والتمثيل والاستعارة والكناية درس وا از "الجرجاني" فلم تكن في كتابيه (دلاي ل الصورة عنده وإنما هي الا لفاظ من حيث هي أدلة على معان لا من حيث هي منحصرة (3) وهذه المعاني نوعان: نوع نصل إليه بدلالة اللفظ وحده نطق من حيث يرى "عبد القاهر الجرجاني" أن النظم هو توخي معاني الا عراب/النحو» فلا نظم في الكلم ولا ترتيب حتى يعلق بعضها ببعض ويبنى بعضها ببعض وتجعل هذه بسبب من تلك. هذا ما لا يجهله عاقل ولا يخفى على أحد من الناس». ينظر: عبد القاهر الجرجاني دلاي ل الا عجاز قرأه وعلق عليه: محمود محمد شاكر مكتبة الخانجي القاهرة مصر ط (1) عبد القاهر الجرجاني دلاي ل الا عجاز ص ص (2) ينظر: جابر عصفور الصورة الفنية في التراث النقدي والبلاغي عند العرب ص 282. (3) المرجع نفسه ص. 58

16 ) ) مدخل مفهوم الصورة الشعرية موضعه في اللغة ونوع آخر لا نصل إليه بدلالة اللفظ مباشرة ولكن اللفظ يدلنا على معنى وهذا المعنى. يدلنا على معنى آخر أو ما يطلق عليه "عبد القاهر" معنى المعنى (1) "الجرجاني" لقد جعل من خصوصية الصورة أساسا فنيا في التقويم وربط أجزاء هذه الصورة بالعلاي ق منطلقا من ذوقه ومستعينا بالنحو في ضبط ما يضبط من هذه العلاي ق أو الروابط بين الا لفاظ إيمانا منه با ا مطلقة وليست محددة حذف جزء منها ا ارت (3 2) كما يو كد الشكل والهيي ة ثم كان التلاؤم بينها مع ذلك أتم "الجرجاني" ولا ينسى (4) أوجب ولاا والصنعة في التصويرات التي تروق السامعين وتروعهم "الجرجاني" أيضا أهمية التكامل في تكوينها بحيث إذا فا نك تجد الصورة المعمولة فيها كلما كانت أجزاءها أشد اختلافا في ي تلاف أبين كان شا ا أعجب والحذق لمصورها أثر الصورة في المتلقي من حيث تقريبه إلى فهم النص فالاحتفال والتخيلات التي ز الممدوحين وتحركهم تفعل فعلا شبيها بما يقع في نفس الناظر على التصاوير التي يشكلها الحذاق بالتخطيط... كذلك حكم الشعر فيما يصنعه من الصور في صورة الحي الناطق (5). ويا تي بعد الجرجاني في فهم الصورة ويشكله من البدع ويوقعه من النفوس في المعاني التي يتوهم ا الجماد الصامت "ابن الا ثير أبو الفتح ضياء الدين" ت( 637 ه) خلال التشبيه الحسي وهو يقسم التشبيه إلى أربعة أقسام ثلاثة منها تخص الصورة أما الصورة من مو كدا الثاني أبلغ الا قسام لتمثيل المعاني الموهومة بالصور المشاهدة وفي الثالث ألطفها لكونه شبه شيي ا معنويا بشيء حسي. (1) ينظر: المرجع نفسه ص ( ). (2) ينظر: محمود سليم محمد هياجنة الصورة النفسية في القرآن الكريم ص 7. (3) ينظر: عبد العزيز الا دهم شعرية الحداثة منشورات إتحاد الكتاب العرب دمشق سوريا (د.ط) 2005 ص 101. (4) عبد القاهر الجرجاني أسرار البلاغة قرأه وعلق عليه: محمود محمد شاكر دار المدني جدة السعودية (ط 1 ) 1991 ص.136 (5) المرجع نفسه ص

17 ت( مدخل مفهوم الصورة الشعرية المتا ثر وتتضح رؤية الصورة بالفكر اليوناني فيها الحاصلة في الا ذهان الشعرية في نقدنا العربي حيث نظر إليها القديم عن الا شياء الموجودة في الا عيان حصلت له صورة في الذهن تطابق لما أدرك منه على يد من خلال التخييل والمحاكاة أقام اللفظ المعبر به هيي ة تلك الصورة الذهنية في إفهام السامعين الا لفاظ جهة دلالة "حازم القرطاجني" فيرى 684 ه) (1) منه بمجرد الخيال وبحث الفكر تقتبس والثاني أما كيفية اقتباس المعاني أن المعاني هي الصورة فكل شيء له وجود خارج الذهن فا نه إذا أدرك فا ذا عبر عن تلك الصورة الذهنية الحاصلة عن الا دراك "القرطاجني" فا ن وأذها م فصار للمعنى وجود آخر من يراها في طريقين: الا ول ويكون ذلك بقوة التخييل والملاحظة لنسب بعض الا شياء من بعض تقتبس بسبب زاي د على الخيال وهو ما استند وتكون محصلة ذلك في النص فيه بحث الفكر إلى كلام جرى في نظم أو نثر تصوير الا شياء الحاصلة في الوجود وتمثيلها في الا ذهان على ما هي عليه خارج الا ذهان من حسن أو قبح أو على غير ما هي عليه تمويها وإيهاما "القرطاجني" ويرى مع الا نسان (الشاعر) أمة فصيحة أن الصورة لا ترسم دون تجربة حية. (2) فقلما برع في المعاني من لم تنشي ه بقعة فاضلة ولا في جودة النظم من لم يحمله على مصابرة الخواطر أسلوب النسيب من لم تشط به عن أحبابه رحلة (3). إن جهود النقاد يمكننا القول وعلى هذا ب"الجاحظ" حيث تلتقي الصور الحسية عند "قدامة" عند القرطاجني". لقد بدت لتو لف أسلوب الشاعر المبدع عند يعيشها الشاعر حيث يتفاعل المكان (البيي ة) ولا في الا لفاظ من لم ينشا بين في أعمال الروية الثقة ولا في رقة العرب القدامى في تا صيل مفهوم الصورة قد بدأت و"ابن طباطبا" ("الجاحظ" و"العسكري") بالصور المعنوية "عبد القاهر" ثم لتثير خيال المتلقي ووجدانه عند "حازم دراسة الصورة خير ما تركه القدماء من حيث التحديد والتقسيم وإظهار روعتها وقيمتها الفنية وتوليد المعاني الجديدة القدامى في استعمالهم لمصطلح الصورة إلا أن تحديد مفهوم اصطلاحي دقيق لها وقد أ رجع محاسن الكلام إليها فانبجست هذه الا راء لا يعني بالضرورةكل ما قيل الطابع الحسي وثناي ية اللفظ والمعنى تصورا م ومفاهيمهم من هذا المبدأ وعلى الرغم مما وصل إليه النقاد قد أشغلتهم عن وهذا الاقتصار بل تمثل وضوحا في وعي النقاد العرب الذين نظروا على إلى الشعر (1) حازم القرطاجني منهاج البلغاء و سراج الا دباء تحقيق: محمد الحبيب بن الخوجة دار الكتب الشرقية تونس (د.ط) 1966 ص 19 18).(19 (2) المرجع نفسه ص 38 وما بعدها. (3) المرجع نفسه ص 42.

18 مدخل مفهوم الصورة الشعرية من خلال الصورة وحاكموا الشاعر على قدرته عند قول الشعر فكانت معالم نقف عندها ونحن ندرس الصورة دون أن تفارق هذه الا راء الدرس البلاغي من مجاز أو تشبيه أو استعارة الشعرية في القصيدة العربية القديمة. كثيرة أما البلاغيون والنقاد المحدثون فقد أولو هذا المصطلح ونسجوا له تعريفات عدة ومفاهيم متباينة. (1) (الصورة التشبيه والاستعارة وا از فا ن المفهوم الجديد يوسع من إطارها المقصودة بالمصطلح بالمعنى الصورة بل قد تخلوا الاستعمال وتكون مع ذلك دالة على خيال خصب المختلفة الشعرية) لقد تا ثر مصطلح الصورة وخاصة تلك في شكله الجديد الشعرية التي ظهرت في أوروبا وأمريكا التي تعتمد عليها بدرجة أو با خرى المصطلح كما السيكولوجية التي فتح الشعرية) لترسم لنا رؤية للصورة أهمية بالغة وأعطوه أبعادا وإذا كان المفهوم القديم قد قصر الصورة على الحديث من ا از أصلا. (2) فلم تعد الصورة البلاغية هي وحدها فتكون عبارات حقيقية في العصر الحديث بجملة المذاهب والمناهج والاتجاهات التي شاركت في تكوين المنابع تنوعت وقد الا دبية (الصورة ما بين علم النفس والاستيطيقا (Aesthetica) والدراسات الا دبية والنقدية ولاظلال الخاصة التي تلقيها فلسفات المدارس الا دبية على هذا تا ثرت الدراسات الا دبية في تكوين المفهوم الحديث لمصطلح الصورة "فرويد" الشعرية رمز مصدره اللاشعور العليا/البداي ية النماذج (Freud) آفاقها بمباحثه عن العقل الباطن ويعتبر الشعرية تحديده بالدراسات انعطافا في فهمها (3) (Archetypes) أضيف إليه فيما بعد فكرة الجمعي واللاشعور "يونغ"( Jung ) الصورة عن Unconscious) (Collective الحضاري للذهن الا نساني اتجاها سلوكيا أولاهما فتوجه اهتمام الدارسين نحو التشكيل اللغوي للصور ومنابعها الموغلة في أعماق وقام على هذه الا سس يهتم بالصور الذهنية للصورة جديدان النفسية تعريفان من حيث هي نتيجة لعمل الذهن الا نساني الميراث الشعرية يتجه في تا ثره بالعمل (1) أحمد مطلوب عبد القاهر الجرجاني بلاغته ونقده وكالة المطبوعات بيروت لبنان (د.ط) (د.ت) ص 123. (2) محمد غنيمي هلال النقد الا دبي الحديث دار العودة بيروت لبنان (د.ط) 1973 ص 457. لفظة حديثة تعني علم الوجدان أو الشعور ويعني النقد الا ستيطيقي بدراسة الا ثر الفني من حيث مزاياه الذاتية ومواطن الحسن فيه بقطع النظر عن البيي ة والعصر والتاريخ وشخصية صاحبه. ينظر: صالح هويدى النقد الا دبي الحديث قضاياه ومناهجه منشورات جامعة السابع من أبريل ليبيا ط ص 135. (3) فرويد تفسير الا حلام ترجمة: مصطفى صفوان دار المعارف مصر (د.ط) (د.ت) ص

19 مدخل مفهوم الصورة الشعرية وفهمه له أما الفني الثاني. سميت بعناقيد الصور (1) فيدرس الصورة وفي إطار الحديث عن الصورة والمدارس الا دبية والنقدية الشعرية تقليدا عقليا ينصب في لوحات فنية تنسجها أما باعتبارها تجسد رؤية رمزية في النقد الحديث يمكن فالكلاسيكيون وفي مقدمتهم أرسطو قد عنوا أصابع ماهرة ويهتم منها بالا نماط المكررة التي ضبط رؤى ونظرات الاتجاهات بالشعر لتقفز بالصنعة درجات كبيرة قسمات الذات الشاعرة المتميزة وتتساوى فيها الظواهر حتى لتبدو عامة مشتركة. فقد أكملوا الرومانسيين بمحاكاة المثال فقالوا بمحاكاة النفس الخطوة التي خطاها ويغرفون من ظلام اللاوعي وآباره العميقة كما في تفاعلها مع الطبيعة أعطوا "أفلاطون"( Plato ) للخيال منظرهم من حيث كونه الا ول وعادوا إلى القلب يتحسسون أهمية بالغة (2) أساسية لا دراك الحقاي ق فا حلوه محل العقل واحتكموا إليه وجعلوه المنفذ الوحيد للحقيقة (3). أما البرناسية بالصور الشعرية الرومانسية تختفي فيها الذي قال أوجاعه فصار عندهم وسيلة وهي التي تناظر في الشعر المذهب الواقعي أو الطبيعي في القصة والمسرحية وصياغتها ولكنها تحتم الموضوعية في هذه الصور ذلك أ ا التي كانت تحفل كثيرا بالفرد ومواطن الضعف والبو س في اعترافاته الذاتية إلى الوصف الموضوعي فا ا تعني قامت على أنقاض لهذا دعت البرناسية فهي تختار موضوعا ا من خارج نطاق الذاتكمناظر الطبيعة أو ما ثر الحضارات السابقة كي تعبر هذه الصور تعبيرا موضوعيا عن آراء الشاعر وعواطفه وأفكاره تعترف إلا بالصور المري ية ا سمة بعيدا عن نطاق الذات الفردية. الرومانسية (4) أو و الرمزية وإنكانت ترى البدء من الا شياء المادية إلا أ ا تطلب أن يتجاوزها الفنان إلى أثرها في أعماق النفس لا لا فالبرناسية ولهذا ما يسمى بالبلاستيكية التي تسجل مظاهر الصور الكلية للا شياء وهذه عودة لنظرية محاكاة الطبيعة وللروح الكلاسيكية التي ثارت عليها أو اللاشعور المنبع العميق إخراجا دقيقا ابتدعوا وساي لهم الخاصة في التعبير تقف عند حدودها كالبرناسية ولكنها ولكي يمكنهم إخراج ما في هذا كتصوير المسموعات بالمبصرات (1) ينظر: علي البطل الصورة في الشعر العربي حتى آخر القرن الثاني الهجري ص 27. نظرا لدور وأهمية الخيال في إبداع وتشكيل الصورة الشعرية المعاصرة فا نني قد خصصت الكلام عنه وبشيء من التفصيل في الفصل الا ول من هذا البحث. (2) ينظر: علي البطل الصورة في الشعر العربي حتى آخر القرن الثاني الهجري ص (28 29). (3) ينظر: عدنان حسين قاسم التصوير الشعري (رؤية نقدية لبلاغتنا) الدار العربية للنشر والتوزيع (د.ط) (د.ت) ص 15. (4) ينظر: علي البطل الصورة في الشعر العربي حتى آخر القرن الثاني الهجري ص

20 مدخل مفهوم الصورة الشعرية والمبصرات بالمشمومات على ما إلى جانب الضوء في الصورة (1). يسمى بتراسل الحواس وتعمد إشاعة الغموض أما السرياليون فقد حفلوا بالصورة بوصفها العنصر الجوهري في الشعر نابعا من وجدانه فعليه أن يستسلم لتلقيها أكثر مما يحاول التدخل بفكره الواعي وكا ا نابعة من خيال ثمل أو من حلم لا تحكمه ضوابط منطقية في تراكم أحداثه. (Sartre) "سارتر" ولقد جاء التي يتلقاها الا دراك عن العالم الحسي و الصورة التي بنظرية الوجوديين المتكاملة في الخيال يخلقها الخيال فتو دي الضلال دورها وجعلوها فيضا يتلقاه الشاعر لذلك تبدو صورهم ويفرق فيها بين طبيعة الصورة وهي المقصودة في العمل عمل تركيبي يقوم الخيال ببناي ه مما خلفه الا دراك من خبرات ويستلزم خلقها في موضوعها الخارجي معدوما أو في حكم المعدوم. جديدة بديلا من وجودها المادي (2) شكلها كانت هذه نظرة موجزة لا برز المذاهب والاتجاهات الجديد الا دباء والنقاد فالخيال يلغي وجود ما حصله وعلى ضوء ذلك يمكننا أن نعرض بعض التعريفات للصورة المحدثين من المدرسة الرومانسية فلقد كتب يقول وإنما تنبثق من الجمع بين حقيقتين بل وحشية أو خيالية حقيقتين واقعتين لا تناسب بينهما جديدة أمام العقل سوى العقل ويعرف. (3) الشاعر "بول ريفيردي"( Reverdy (Paul إن الصورة إبداع ذهني صرف الا دراك فهي الفني الخيال أن يكون ويعيد خلق صور التي شاركت في تكوين الصورة الشعرية وهي واقعتين تتفاوتان في البعد قلة وكثرة... إن لا ن علاقة الا فكار فيها بعيدة وصحيحة.. بالربط دون المقارنة "ازرا باوند" وعاطفية في لحظة من الزمن من خلال الشعرية وهو شاعر فرنسي في ذكره حديث لا يمكن أن تنبثق من المقارنة ولا يمكن إحداث صورة وإنما يمكن على العكس إحداث الصورة الراي عة بين حقيقتين (Isra Pound) الصورة لا تروعنا لا ا بين بالمقارنة تلك التي تبدو واقعتين بعيدتين لم يدرك ما بينهما من علاقات الصورة الشعرية با ا. (4) عقلية تلك التي تقدم تركيبة (1) ينظر: المرجع نفسه ص 27. (2) ينظر: المرجع نفسه ص 27. (3) مجدي وهبة معجم مصطلحات الا دب مكتبة لبنان لبنان (د.ط) 1974 ص 237. (4) (أستن وارين و رينيه وليك) ) Wellek ) Austin Warren et Renè نظرية الا دب ترجمة: محي الدين صبحي ا لس الا على لرعاية الفنون والا داب والعلوم الاجتماعية دمشق سوريا (د.ط) 1972 ص

21 مدخل مفهوم الصورة الشعرية القديم عادة للكلمات ولقد تا ثر نقادنا العرب المحدثون ذه الاتجاهات فجاءت تعريفا م للصورة مختلفة للدلالة على أما (1) جميع الا شكال ا ازية غنيمي هلال" العبارات ف في النقد "مصطفى ناصف" كل ما له صلة بالتعبير الحسي "إحسان عباس" ويرى أن الاتجاه إلى دراستها مذهبا آخر حيث لا يشترط مجازية الحقيقية قد تكون دقيقة تلتزم ضرورة أن تكون الا لفاظ أو العبارات ذلك دقيقة التصوير دالة على خيال خصب أهميتها أن "جابر عصفور" ويرى الحديث فضلا عن تا ثرهم بالنقد العربي يذهب إلى أن كلمة (صورة) وتطلق أحيانا مرادفة للاستعمال تستعمل الاستعاري فهو لا يحصرها في التعبير الحسي أو الاستعاري ولكنه يراها تمثل التصوير خصبة الخيال مجازية يعني الاتجاه إلى روح الشعر (2) «الكلمة أو العبارة لتشكيل الصورة وإن لم تتوسل بوساي ل ا از فقد تكون العبارات حقيقية ويذهب. (3). فيما تحدثه في معنى من المعاني من خصوصية الاستعمال "محمد بل يرى أن فالصورة لا وتكون مع الصورة طريقة خاصة من طرق التعبير أو وجه من أوجه الدلالة تنحصر وتا ثير التا ثير فا ن الصورة لن تغير من طبيعة المعنى في ذاته إ ا لا تغير إلا من طريقة وهناك من النقاد من الصورة في معناها الجزي ي والكلي يربط بين الصورة والتجربة الشعرية ف ولكن أيا كانت هذه الخصوصية أو ذاك الوسيلة الفنية الجوهرية فما التجربة الشعرية كلها إلا صورة كبيرة ذات أجزاء جزي ية تقوم من الصورة الكلية مقام الحوادث الجزي ية من الحدث الا ساسي عرضه وكيفية تقديمه (4) من المسرحية والقصة جزء من التجربة ويجب أن تتا زر مع الا جزاء الا خرى في نقل التجربة نقلا صادقا فنيا وواقعيا ويرى الشعرية في "لطفي عبد البديع" حقيقتها ظاهرة لغوية أن أي تعريف للصورة ينبغي أن يبدأ من اللغة لنقل التجربة هي هي بدورها صور (5) فالصورة. الا نسان وتقوم ا ماهية الشعر (6). لا انطلاقا من أن الظاهرة سبيل إلى التا تي إليها إلا من جهة اللغة التي تتمثل فيها عبقرية (1) مصطفى ناصف الصورة الا دبية دار الا ندلس بيروت لبنان ط ص (3 6). (2) إحسان عباس فن الشعر دار الثقافة بيروت لبنان (د.ط) (د.ت) ص 238. (3) محمد غنيمي هلال النقد الا دبي الحديث ص 457. (4) جابر عصفور الصورة الفنية في التراث النقدي والبلاغي عند العرب ص 323. (5) محمد غنيمي هلال النقد الا دبي الحديث ص 442. (6) لطفي عبد البديع التركيب اللغوي للا دب الحديث (بحث في فلسفة اللغة والاستيطيقا) دار المريخ الرياض (د.ط) 1989 ص (7 23.(8

22 ) مدخل مفهوم الصورة الشعرية اللغوي وتعد هذه النقلة النوعية في مجال دراسة الصورة نتيجة ازدهار الا بحاث اللغوية التي فتح آفاقها العالم "فرديناند دي سوسير" Ferdenand De Saussure) من جهود في هذا ا ال فقدكان ه م الشكلانية الروسية على قاعدة فحولت مركز النقدية الا خرى التي تم بالمضمون ثناي ية الشكل والمضمون بين شكل العمل وتجديد الرؤية الطبيعي لغة الموضوعي ومحتواه فوظيفة الفن وإنما هي هذه المدرسة الاهتمام من الشخص إلى النص كما على حساب الشكل فهذه مصطلحات تخرج عن تصورا م إذ المحتوى لا ينكشف إلا عبر عند هذا الوعي الذي تطمسه العادة الشاعر ليس كغيره من أفراد الجماعة تكون له رؤيته الجمالية التي تتجاوز الشكلانيين من دون أن ننسى ما بذلته المدرسة هو إرساء دعاي م الدراسة الا دبية مستقلة الشكلانية غايرت وتصدوا بقوة لهذا الفصل الحاسم الشكل حول العمل الفني الذي هو وسيلة للوعي الاتجاهات بين والشاي ع لا نه لا فصل مطلقا بدلالات اللغة ليس إعطاء رؤية ولا تصوير الواقع أو التعبير عن العالم استخدام اللغة بطريقة جديدة بحيث يثير لدينا وعيا باللغة من حيث هي والرتابة يشكل موقفه من واقعه وفق رؤيته الخاصة وتشكيل مواقفه النفسية يرى فالشاعر يتوسل لا نه يتميز بحساسية الا شياء في علاقا ا الثابتة لكنه يجد اللغة برتابتها فيحاول زلزلة علاقات اللغة وإقامة علاقات لغوية والفكرية والاجتماعية "شلوفسكي"( Chklovski ) باللغة ليصور ما بداخله من عوالم وذكاء وانفعال عميق أمام المواقف والمنطقية إلا أن ولهذا ومن ثم فا ن الشاعر يريد أن ومنطقيتها حاي لا جديدة تجسد دون تدفق مشاعره خبرته الجمالية وحقاي قه وهذا الا مر هو ما يطلق عليه بعض الباحثين الصورة الشعرية (1) أحد أعمدة المدرسة الشكلانية بدلا من أن تكون وسيلة لمعرفته... والفن عموما طريقة لمعرفة أن (2) وعلى هذا الا ساس الخلق والابتكار وتشكيل موقف الشاعر يعرف والتحوير والتعديل "مدحت عبد الجبار" لا جزاء الواقع من الواقع وفق إدراكه الجمالي الصورة ولهذا الصورة تخلق رؤية الشيء فنية الشيء أما الشيء نفسه فليس با ا بل اللغة القادرة على (3) والخاص مه ما جوهر الشعر وأداته القادرة على استكناه ويعرفها مجموعة علاقات لغوية يخلقها الشاعر لكي يعبر عن انفعاله الخاص جوهر التجربة الشعرية با ا "عبد االله التطاوي" والشاعر يستخدم اللغة مدرسة نقدية انتعشت في روسيا بدء ا من عام 1915 حتى عام 1930 حيث قضى عليها النظام السياسي هناك لا سباب إيديولوجية وكان مبدؤها يقوم على أن لغة الا دب ليست أداة نقل أفكار وإنما الشكل فيها هو الجوهر ومن هنا جاء اسمها (الشكلية). ينظر: عبد االله محمد الغذامي الخطيي ة والتفكير من البنيوية إلى التشريحية الهيي ة المصرية العامة للكتاب مصر ط ص 19. (1) ينظر: مدحت سعد عبد الجبار الصورة الفنية عند أبي القاسم الشابي الدار العربية للكتاب ليبيا (د.ط) (5 6). ص (2) فيكتور إيرليخ الشكلانية الروسية ترجمة: الولي محمد المركز الثقافي الغربي بيروت لبنان ط ص 19. (3) مدحت سعد عبد الجبار الصورة الفنية عند أبي القاسم الشابي ص (5 6).

23 مدخل مفهوم الصورة الشعرية استخداما حين يحاول أن يحدث بين الا لفاظ ارتباطات غير ما لوفة العادية الشاعر المصور اللغوية المبنية على التعميم والتجريد المتحققة تشبيهاته من جوانب التجربة الفني الذي تتخذه الا لفاظ جوانب التجربة الشعرية والحقيقة وا از والا يقاع واستعاراته وتشخيصاته من امتزاج الشكل بالمضمون ومقارنات غير معهودة في اللغة ومن خلال هذه الارتباطات والمقارنات اللغوية الجديدة يخلق لنا صالح "بشرى موسى" ت وعرفها (1) في سياق بياني خاص أو حقيقي مو ح با ا (2) والعبارات الكاملة في "عبد القادر القط" ويذهب إلى أن الصورة في الشعر هي التركيبة ومعبر عن جانب الشعرية الشكل بعد أن ينظمها الشاعر في سياق بياني خاص ليعبر عن جانب من القصيدة مستخدما طاقات اللغة وإمكانا ا في الدلالة والترادف والتضاد والمقابلة والتجانس وغيرها من وساي ل التعبير الفني... والعبارات هما مادة الشاعر الا ولى التي يصوغ منها ذلك الشكل الفني ويرسم ا صوره شعرية (3). للصورة "أحمد الشايب" الا ستاذ وينظر خاصة بصاحبه تبين طريقة تفكيره وكيفية نظره الصورة الا دبية أو الصورة الفنية هي قراي ه أو والثاني ما سامعيه من خلال أسلوب صاحبها إلى الا شياء وتفسيره لها والا سلوب عنده وطبيعة انفعالاته والتركيب والا لفاظ (4) (5) ثم يذكر أن لها معنيين يقابل الا سلوب تتطابق مع الشعور تطابق هوية ويتحقق بالوحدة صورة ويرى أن هذه الوساي ل التي يحاول ا الا ديب نقل فكرته وعاطفته معا إلى (6) وينتهي إلى تقريره أن. الحاجة التي يتمثلها الشعور إلى حد أ ا تكونه (7) (الصورة) أحدهما ما يقابل المادة الا دبية ويظهر في الخيال ويتوغل الناقد "يوسف اليوسف" الصورة كفلذة شعورية حتى يرى أن تغدوا مرآة والعبارة الصورة تقتنص فيها وأظن أنه قد آن الا وان لا ن ننفي اي يا هذا النوع من الثناي ية في التفكير حينما نتحدث عن فنحن نتصور أحيانا الصورة تعبير عن الشعور أو الفكرة متا ثرين بالبلاغة القديمة ولا با س أن الصورة وسيلة لنقل الشعور أو الفكرة. أن الصورة شيء في أن تكون الصورة تعبيرا إن الشعور ليس شيي ا يضاف وأن والشعور شيء آخر إلا أن يكون المقصود من ذلك إلى الصورة الحسية وإنما الشعور (1) علي الغريب محمد الشناوي الصورة الشعرية عند الا عمى التطيلي مكتبة النهضة المصرية مصر ط ص 22. (2) بشرى موسى صالح الصورة الشعرية في النقد العربي الحديث المركز الثقافي العربي بيروت لبنان ط ص 20. (3) عبد القادر القط الاتجاه الوجداني في الشعر العربي المعاصر دار النهضة العربية بيروت لبنان ط ص 391. (4) أحمد الشايب الا سلوب ص 134. (5) أحمد الشايب أصول النقد الا دبي مكتبة النهضة المصرية مصر ط ص 242. (6) محمود سليم محمد هياجنة الصورة النفسية في القرآن الكريم ص 9. (7) ينظر: محمد عبد المطلب البلاغة والا سلوبية الشركة المصرية العالمية مصر ط ص

24 مدخل مفهوم الصورة الشعرية أي هو الصورة وعندما تخرج هذه المشاعر إلى النحت ما لوفة أ ا الشعور المستقر في الذاكرة الضوء وتبحث عن جسم وإن كان هذا لا يتضح في الموسيقى وهي أننا لا نستطيع أن نجد صورا ناجزة نحتفظ ذه العواطف تلقاي يا مع الشعور نفسه أو الفكرة كان هذا الصورة عند ذلك إذن الشاعر عرضا. والذي يرتبط في سرية بمشاعر أخرى ويعدل منها فا ا تا خذ مظهر الصورة في الشعر أو الرسم أو ويو كد لنا اتحاد الفكرة أو للتعبير عن مشاعرنا الشعور بالصورة حقيقة نقدية أردنا أن إذا بل علينا وأفكارنا والا فكار با صالتها أن نقدمها للا خرين في صور ا الخاصة تلك الصورة التي تتولد المعاصر (1) سريعا لمفهوم الصورة "محمود درويش" عبر تطورها التاريخي فا ننا سوف نستفيد من وبما أن البحث سيتناول بلاغة خصاي ص الصورة الشعرية القديمة ومن المعطيات الفنية التي تقدمها لنا المناهج والمذاهب النقدية الحديثة والمعاصرة علينا أن نستفيد منكل لكي تكون هذه الدراسة الممتاز من الفكر النقدي. بعيدة عن التقليد وأصيلة في ربطها الواعي بين القديم الجيد والحديث 26 عز الدين إسماعيل (1) 1981 ص 134).(135 الشعر العربي المعاصر (قضاياه وظواهره الفنية والمعنوية) دار الفكر العربي للطباعة والنشر بيروت لبنان ط 3

25 الفصل الا ول ومميزاتها الصورة الشعرية بين القديم والحديث: خصاي صها "حصار لكي نستطيع الوقوف على لمداي ح البحر" البحث في الجانب التطبيقي الشعرية من حيث عملية أي أن بلاغة لمحمود درويش لا ن تختلف بين القديم والحديث دراسة إنتاج تاريخية الا عمال الا دبية سوف المعايير تنتهي بنا إلى على كل ما هو تقليدي/ كلاسيكي كما بالنسبة إلى الذوق الساي د من جهة ما الاختلاف والتمي ز بين النص الحداثي من شكلها في الصورة ينبغي منذ البداية أن الفني البلاغية المتحكمة في وتحديد هذه المعايير لا من جهة مسا لة وأفق القراءة الحداثة الشعرية أن الحداثة نفسها نحدد الجديد عملية مثلما هو مجسد ديوان في طبيعة الدراسة التي سيقوم عليها التشكيل يتم إلا من خلال /التذوق قد وبالنسبة إلى مفهوم الشعرية التي /النقد ومنه الصورة الفني تتبع تاريخ الشعر العربي من جهة أخرى ولا شك أسست نفسها من خلال الثورة طرحت عدة إشكاليات فنية وجمالية من جهة أخرى ولا يمكن لنا فهم جهة والنص الكلاسيكي والتقليدي المعاصر من جهة أخرى لم نا خذ بالاعتبار الاختلاف والتميز بين الوعي الجمالي لكل منهما لا ن ثمة علاقة جدلية بين الوعي الجمالي والشكل الفني الشكل الذي الوعي ومن هنا فا ن متمظهرا مقاربة ذلك الوعي لا أو لنقل إن تبد ل في الوعي سوف ينعكس تبدلا في الشكل وتا سيسا على ذلك يمكننا القول أن معايير القديمة وملاحظة سلطة الماضي نظريتي فلسفة ما يمكن أن يكون ما وانبثاق الشكل الجديد..الخ وعمود العربي المحاكاة البلاغة تت م على النحو الا مثل الشكل الفني هو شكل الوعي الجمالي مما يعني أن الجديدة إلا من خلال مقاربة هو ولذلك فا ن أي حداثة الوعي تنعكس حداثة في النص لا تتحدد بوضوح ما لم نقار ا بمعايير البلاغة بينهما من فروق كالتجاوز والانزياح وخلخلة المعيار وتلاشي وسنرى في هذا الفصل كيف انتقلت الصورة الشعرية من إلى فلسفة جمالية جديدة تو من بحرية الشاعر في العبث با شياء العالم الخارجي وفق حركات النفس التي تتجدد وتتلون مع كل عاطفة وكل شعور. أولا الصورة الشعرية قديما: للصورة الشعرية القديمة ( 429)(Platon 347 )(ق.م) "أفلاطون" فلسفة فنية تتمثل في محاكاة الطبيعة ومن بعده تلميذه"أرسطو" هذا (Aristote) أشار إليه المبدأ الذي ( ) أول من وضع ملاحظات خاصة بالشعر وذلك في فلسفته المثالية فالشاعر (ق.م) "أفلاطون" ويعتبر عنده كالرسام يحاكي الطبيعة التي هي في الا ساس محاكاة لطبيعة أخرى خلقها االله في عالم المثل الذي يقبع فيما وراء الطبيعة وهو عالم ميتافيزيقي يحتوي من كل شيء حقيقته الجوهرية الخالدة وما في واقعنا 28

26 الفصل الا ول ومميزاتها الصورة الشعرية بين القديم والحديث: خصاي صها ظلال شوهاء لتلك الحقاي ق المستقرة في العالم الا زلي والشاعر عندما يحاكي هاتيك الظلال إنما يقدم عملا بعيدا عن الحقيقة بثلاث مراتب كالرسام الذي يرسم سريرا يحاكي فيه السرير الذي صنعه النجار مقلدا به السرير الذي خلقه االله (1). العلم ويتوسع "أفلاطون" في المحاكاة ويفسر ا حقاي ق الوجود ليست في الظاهرات الخاصة العابرة المثل لها وجود مستقل عن في الواقع ليست سوى خيالات لعالم المثل ولكن في المثل أو المحسوسات وهو الوجود الحقيقي وفي هذا تدل المحاكاة عند ومظاهره وعنده أن الحقيقة وهي موضوع الصور الخالصة لكل أنواع الوجود وهذه ولكنا لا ندرك إلا أشكالها الحسية التي هي "أفلاطون" شيء موجود ونموذجه والتشابه بينهما يمكن أن يكون حسنا أو سيي ا حقيقيا أو ظاهرا طبيعة الا شياء الموجود في الحس بالحروف والمقاطع والكلمات والجمل تكون المحاكاة حسنة إذا دلت وسيي ة إذا تجاوزت هذه الخصاي ص واللغة بفنو ا المختلفة طريق لتا ثير عالم المعقول يتجلى مجهود الفنان وأداة لذلك التا ثير وينحصر نجاح الفنان في ويو تي ثماره للاقتراب من الحقيقة إذا كانت تلك المحاكاة صحيحة (2). محاكاة نتاج على العلاقة الثابتة بين فحين تحاكي على خصاي ص أو عالم المثل الا شياء على حقيقتها وفي هذا على أن محاكاة الحقيقة لا غناء فيها عن الحقيقة فليست سوى خطوة وقد آلت ملاحظات "أفلاطون" إلى "أرسطو" الذي يرى أن الشعر فن استمد نشا ته من منبعين كل منهما طبيعي المحاكاة كسلوك غريزي في الا نسان والانسجام والا يقاع (3) وتلميذه "أرسطو" أ ما الاثنان يجيب إنه محاكاة لذلك الواقع لكن الفرق يتمثل في أن يذهب "أرسطو" والشبه بين "أفلاطون" يحاولان الا جابة عن سو ال واحد هو: ما علاقة الشعر بالواقع وكلاهما إلى القول با ا محاكاة تفضل الواقع "أفلاطون" قصر لهذا يرى أن هذه المحاكاة (مرآوية) بينما "أرسطو" المحاكاة على الفنون الجميلة والنافعة ولم يعممها على كل شيء كما أنه فصل بين أنو اع الفنون على حسب أسسها الفنية أساس محاكا ا لصور الا شياء (4) وبين "أرسطو" أن المحاكاة قد تكون مثالية أي وعلى بتصوير الشيء كما (1) ينظر: كرومبي لاسل أبرا Apra) (Crompe Lassel قواعد النقد الا دبي ترجمة: محمد عوض محمد دار الشو ون العامة بغداد العراق ص (84 86). نقلا عن إبراهيم محمود خليل النقد الا دبي الحديث من المحاكاة على التفكيك دار المسيرة للنشر والتوزيع عمان الا ردن ط ص 16. (2) ينظر: محمد غنيمي هلال النقد الا دبي الحديث ص (32 33). (3) ينظر: أرسطو فن الشعر ترجمة: إبراهيم حمادة مكتبة الا نجلو المصرية مصر (د.ط) (د.ت) ص 44. (4) ينظر: محمد غنيمي هلال النقد الا دبي الحديث ص (35 36). 29

27 الفصل الا ول ومميزاتها الصورة الشعرية بين القديم والحديث: خصاي صها ينبغي أن يكون كلا محسوسا كما الشعر والرسم وقد تكون واقعية بتصويرها الشيء كما هو يرى فا ذا كان "أرسطو" أن الشعر صناعة كباقي الصناعات الا خرى وتعد القصيدة محاكاة في نظره إذا كانت ولهذا فقد ربط بين الرسام وهو فنان يستعمل الريشة والا لوان فا ن الشاعر يستعمل الا لفاظ والمفردات ويصوغها في قالب فني مو ثر يترك أثره في المتلقي (1). "أرسطو" وقد تلقف الشاعر لا يحاكي "هوراس" (Horace) الشاعر اللاتيني الذي شهد العصر الذهبي للثقافة آراء الرومانية وألف عددا من الكتب منها كتابه فن الشعر مو كدا أن الما ساة صورة للواقع ولكنه تفضله لا ن الناس كما هم فعلا ونصح قراءه أن يعرفوا قبل كتابة الما سي أو الملاهي أو الكوميديا الهجاي ية أقدار الشخوص فلا يدعون الشيخ يتكلم كلام الصبي أو النبيل يتكلم كلام السوقي (2) وهذا يعني بوضوح أن "هوراس" يريد من الشاعر المحاكاة لكنها محاكاة ذات هدف. تمثلت ولقد يختلف اختلافا جوهريا الاتجاهات القويمة شعراء اليونان نتاجهم الا دبي نظرية المحاكاة عن منهج والعناصر الناضجة في النقد العربي القديم في "أرسطو". (3) المعنى وباسمها كذلك مدح بعض الشعراء الا دنين ولكن نقاد العرب كانوا وملخص نظرية عمود الشعر أن العرب كانت وصحته وجزالة اللفظ واستقامته ولم تكن تحفل بالا بداع والاستعارة الصورة الشعرية والمتمثلة في بعمود الشعر في النقاط التالية:.. (الوصف نظرية عمود الشعر ومنهج نقاد العرب فيها فقد رأيناه يتبع آثار الا دب اليوناني ليستخلص منها التي يجب الا بقاء عليها دون غيرها وباسمها عاب "أرسطو" كبار مكانة حين رآهم يجيدون في بعض نواحي في عمود الشعر أسارى التقاليد لما ورثوا تراث من تفاضل بين الشعراء في الجودة والحسن وتسلم السبق فيه لمن وصف فا جاد وشبه فقارب (4) والتشبيه ويمكننا أن والاستعارة) نبرز تصورات شعري بشرف وب د ه فا غزر النقاد العرب القدامى إلى عناصر باعتبارها جزءا من النظام الشكلي المتمثل يقول أرسطو: ) لما كان الشاعر محاكيا كالمصور وغيره من أهل الفن كان لا بد له حين يصور الا شياء أن يضع نصب عينه ثلاث غايات أن يصور الا شياء كما كانت وتكون أو كما يعتقد كيف تكون أو كما يجب أن تكون ). ينظر: أرسطو فن الشعر ص 98. (1) المرجع نفسه ص 141. (2) ينظر: هوراس فن الشعر ترجمة: لويس عوض الهيي ة المصرية العامة للتا ليف القاهرة مصر (د.ط) (د.ت) ص 122. (3) محمد غنيمي هلال النقد الا دبي الحديث ص 169. (4) القاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني الوساطة بين المتنبي وخصومه تحقيق وشرح: محمد أبو الفضل إبراهيم علي محمد البجاوي طبع بمطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاؤه (د.ت) (د.ط) ص