رمضان بداية حياة (PDF)

النسخ

1 1

2 حياة بداية رمضان بقلم/ فاطمة األمير 2

3 تصميم الغالف/ منة شرع حقوق الطبع والنشر محفوظة لكل مسلم ومسلمة بشرط عدم التبديل أو اإلضافة أو الحذف من الكتاب. 3

4 أود أن أشكر صديقتي الغالية وأختي الكاتبة/ هبة حلمي الجابري لما بذلته من مجهود معي في م ارجعة هذا الكتاب. جعل هللا حسنات كل كلمة في كتابي هذا تثقل مي ازن حسناتها وجمعني هللا بها صحبة طيبة في الدارين. 4

5 إلى كل من ضاقت عليه الحياة وكثرت فواجعها. إلى كل من بحث عن تغيير مسار حياته فأ ارد أن يبدأ بقلب جديد بداية صادقة يغلفها صدق األمل. هاهى }أيام معدودات{ تأتي كل عام لمن أ ارد أن ي دير اتجاه حياته نحو النجاة واالغتسال مما علق به من ذنوب وزالت أوقعه بها شيطانه قد إما أن أو بسبب أن فهنيئ ا عليه. مسلطة كانت نفسه لمن عاش شهر النفحات والهبات والبركات والطاعات مغتنم ا من كل من خير. ما فيه إنها أيام معدودات تنادي: ياباغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر فأقبلوا عباد هللا وتنعموا في قرب الحبيب الذي ال يعادل قربه قرب. 5

6 إن الحمد هلل نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده هللا فال مضل له ومن يضلل فال هادى له وأشهد أن ال إله إال هللا وحده ال شريك له وأشهد أن محمد ا عبده ورسوله. أما بعد إخوتي في هللا إن الضيف إذا جاء صحبه الخير فكيف بضيف عزيز أتى ليكيل لك العطايا والهبات والنفحات! لقد تزينت األرض في هذا الشهر المبارك كعروس جاءها خ طابها وقد ت ازحموا طالبين رضاها وقد أغدقوا عليها بمه ورها. المساجد هللت وكبرت والشوارع تألألت والبيوت ز ينت والشياطين صفدت. 6

7 7 لهف نوكتس نمم مهفحت ةكئلاملا لزنتتو مهيلع تامحرلا ةرفغملاو مأ كرتتس اذه بكرلا ليمجلا لكب هيف ام نم ريخ شيعتل يف تاعقنتسم يصاعملا بونذلاو ا سراغ كيمدق يف لحو ةلفغلا ينوعد فصأ مكل لامج مويلا ةليللاو انلعل قيفن نم :انتابس هنإ رظنم بيجع رعشقت هل..نادبلأا دقو تني ز ضرلأا اهسفن لابقتسلا سر ع ليمج دقو نلعأ للاهلا نع ةحرف لوصولا تحت فو باوبأ ريخلا ةنجلاو نمل درا أ لوخدلا تقلغ أو باوبأ رشلا رانلاو نمل درا أ دعبلا نع يصاعملا بونذلاو ايف يغاب ريخلا لبقأ و اي يغاب رشلا رصقأ ناضمرف وه ةفك كنزا يم ةحبرا لا نإ اهتلقثأ امب.ديرت ةكبش

8 8 كتفيحص نإ يف ناضمر تنأ نم طخ اهيف لمعلا ا ئينهف سفنل تعفد رهملا ترتشاو تلبقأو ةيضرا ةعئاط ىلع مانتغا ريخلا ةلبقتسم فويضل نمحرلا مظعأ و لمجأ!لابقتسا ا بجع نمل تناك هسفن يف ناضمر ىلع باتعأ نأ ىوترت نم ضيف تاحفن الله ةينابرلا تتابو!ىشطع ا بجع نمل بت ك هل ةمحرلا ةرفغملاو وفعلاو قتعلاو ضرعأو!مهنع ا بجع نمل ى أ ت فيض هيلإ زيزع هكرتف لاب ةفاضتسا دقو ى أ ت هل لامحم لكب عاونأ!اياطعلا ا بجع نمل تتأ هل ةصرف رييغتلا حلاصلإاو نم هسفن ضرعأو!اهنع ةكبش

9 طريق هللا إلى عودتك بداية رمضان شهر وليكن هنا من تبدأ بدايتك إن أ ارد. لمن جديد ا ومولد ا جديدة بداية وليكن إنه شهر الهداية لمن يرغب وشهر العطايا لمن يستحق وشهر المكافآت لمن اجتهد وأقبل عليه ولتجعل الفرحة تغمرك إذا هل الهالل عليك ولتستقبله بشوق ولهفة ودموع الفرح والبشر والسرور ألننا اآلن على أعتاب العتق و مغفرة ذنوب ما مضي. قد ح رم من فضل هذا الشهر العظيم من فقدناهم باألمس وبكى منهم من بكى على صحائف طويت فلن يمحو القلم فيها سيئات أو أي فيها ي كتب 9

10 حسنات فلقد سبقتهم آجالهم وأصبحوا يذرفون الدموع. فليكن حالهم عبرة لنا ونحن اآلن نتنعم و نستقبل ضيوف الرحمن بنفوس متلهفة استبشا ار ببشارة الحبيب- صلى هللا عليه وسلم-: وهذا كله محض الفضل والمن ة بعد. من هللا عز وجل فلله الحمد من قبل ومن اللهم أهله علينا باألمن واإليمان والسالمة واإلسالم. أسأل هللا أن يكتب لنا ولكم فيه أجر البلوغ والعمل والصيام. 10

11 رمضان موسم من أهم مواسم الطاعات والخير والبركات موسم البر والتقوى وصالح القلوب وتقويم النفوس موسم الغنائم الباردة فالعاقل من اغتنمها والخاسر من ضيعها هي تأتي محملة بالعطايا وبكل خير فتكون بداية جديدة ومولد ا جديد ا لكل من ابتعد عن درب الهداية أو بداية لكل من أخطأ يوم ا وأخذته دوامة الحياة وابتعد عن طريق هللا متجرع ا م اررة الفقد وعدم القرب والمناجاة ولكننا مهما ابتعدنا تظل رحمة هللا بنا قريبة وعظيمة فيبعث لنا مواسم الطاعة لنتدارك بها ركب الصالحين وننعم بالفوز العظيم. فهنيئ ا لمن غلبه الشوق لنفحات وليالي رمضان. 11

12 من منا عند اقت ارب هذا الشهر الفضيل ال يشعر بتسارع نبضات قلبه وكلما ازدت أيامه اقت ارب ا رويد ا رويد ا ت اره يتطلع بشوق ولهفة إلى جنة لياليه فشهر رمضان جنة المسلم في الدنيا وبوابة العبور لجنة أعظم في اآلخرة فهي أيام معدودات أيام قليلة في العدد عظيمة في األجر والثواب فالخاسر من ضيع هذه النفحات وغفل فيها عن الطاعات وخرج منها مفلس ا من الحسنات. ولكن أختي وأخي في هللا لكي ندخل ونتعايش مع جمال األ نس والقرب في ليالي هذا الشهر الكريم علينا أن نكون في العام كله. على أهبة االستعداد ألعظم شهر 12

13 فلنعد له برنامج ا متميز ا ونخطط له من قبل أن يأتي ون رغم أنفسنا على العبادة والتذلل إلى هللا وقبل كل هذا فلنسرع إلى هللا ونبادر إليه بالتوبة ولتكن توبتنا صادقة يسبقها الندم مستجير ا واقف ا بين يديه ونطلب المغفرة والرحمة والعفو فال نكون ممن قال هللا فيهم: ولكن لنجعل حالنا في رمضان كحال الصحابة والسلف الصالح فقد كانوا يعدون له قبل أن يأتي من عليهم وكانوا يفرحون بقدوم رمضان ويظهرون السرور والبشر ألن رمضان من مواسم الخير الذي تفتح فيه 13

14 أبواب الجنان وت غلق فيه أبواب الني ارن وهو شهر القرآن لذا كانوا يفرحون مصداق ا لقوله تعالى: لنكن في رمضان مثلهم ولنصنع ألنفسنا من العبادات أجنحة تطير بها قلوبنا مشتاقة للسموات العلى ولنجعل أنفسنا تشتهي ارئحة الجنة. فإذا كنا ننوي بداية جديدة لقلوبنا في رمضان علينا أوال بالتوبة والمبادرة والعزم على ترك المعاصي وأن نأخذ عهد ا على أنفسنا أن تكون حياتنا في رمضان بداية جديدة بقلب جديد نقي مقبل على طاعة هللا يسعى إلى التغيير واالنطالق لحياة مثقلة بالحسنات ولتكن انطالقتنا في رمضان يسبقها العمل والتعود على العبادات في شهر شعبان. 14

15 أحد عشر شهر ا ونحن نضع الفتة عنوانها التغافل والكسل لدرجه أننا نشعر أن الجسد مثقل من كثرة األعباء الدنيوية والذنوب المت اركمة وقد جفت العيون من قلة الدموع والقلب أصبح خ ارب ا كقطعة أرض هجرها صاحبها فأصبحت من قلة السقي موحشة وقد امتألت النفس بالمتاهات فأصبحت الروح أسيرة ومقيدة بكثرة ذنوب ما مضى فأحد عشر شهر ا ليست بالقليلة ففيها أحداث وقصص ومواقف وعبر فاحذر أخي الصائم أن تضيع بدايتك فتكون النهاية حسرة و ألم ا على ما فرطت من كنوز وغنائم. أخوتي في هللا لن تنهمر الدموع من أول يوم ولن يخشع القلب من أول ليلة ولن يكون اللسان ذاكر ا وخاتم ا من أول لحظة فميالدك يحتاج إلى 15

16 عملية إنعاش وتدريب وانطالقة من جديد. وليكن إنعاش القلب وإحياؤه قبل رمضان بوقت كاف فهنيئ ا لمن تدرب وتمرن على فك حصار شهوات وشبهات النفس ودفع بها بعيد ا عن نفسه وانطلق ليحتضن رمضان بقوة. فليكن استعدادنا من شهر رجب يليه شعبان 16

17 واألشهر الحرم هي ( ذو القعدة وذو الحجة ورجب والمحرم( وقد سميت هذه األشهر ح رم ألن هللا سبحانه وتعالى حرم فيها ارتكاب المعاصي والقتال وانتهاك الحرمات فشهر رجب من األشهر الحرم فإذا كانت المعصية محرمة في باقي شهور السنة فهي في شهر رجب أشد تحريم ا لما فيها من ظلم للنفس عند ارتكاب المعاصي ولكن علينا أال نختصه بعبادة فلم يثبت عن النبي صل ى هللا عليه وسلم أنه اختص شهر رجب بعبادة كأن عد د من الختمات أو أكثر من الصيام والقيام والصدقة أو اختصه بأداء العمرة وإن كانت هناك أحاديث فهي إما موضوعه أو مكذوبة. 17

18 ومن األخطاء الكبيرة االحتفال بليلة اإلس ارء والمع ارج والواقع أنه لم يثبت في أي حديث أنها في شهر رجب. فكل ما علينا أخواتي في هللا أن نستعد فقط وأن نمتنع عن ارتكاب المعاصي وعدم تخصيص أي عبادة في هذا الشهر الح ارم فلنحرص في هذا الشهر على تعديل نمط حياتنا وإيقاف أي تعديات على انفسنا لكي ال نظلمها بفعل الذنوب ولكي ندخل رمضان أيضا بثوب أبيض نقي فيكون بمثابة ميالد جديد لنا ولقلوبنا ليصبح القلب قريب ا من ربه بعدما غ س ل ون قي من آثار المعاصي والذنوب وتكون حياتنا بداية جديدة وموفقة بمشيئة الرحمن. 18

19 من أعظم الشهور شهر شعبان فهو شهر عظيم كثير ا ما نغفل عنه ونترك غنائمه ضائعة فنخرج منه وكأننا في سبات عميق فال نستطيع االغتنام من عباداته وأوقاته. ومن أعظم عباداته الصوم فقد روي عن عائشة رضي هللا عنها أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم كان كثير الصيام في شهر شعبان. 19

20 أ ارد إن هللا بعباده الخير والقرب والصالح فكتب علينا الصيام لما فيه من كبح للشهوات والذنوب فكان الصيام فرض ا علينا كما ف رض على األمم السابقة فإذا أردنا أن ندخل رمضان بال مشقة أو تعب علينا أن نتدرب على العبادات وأن نكثر منها في شهر شعبان فالصيام في هذا الشهر مدرسة لتربية النفس وصالحها وإذا أردنا أن نفوز في رمضان علينا بالبدء في إصالح أنفسنا وإفاقتها من غيبوبة طالت بها فإذا لم نصحو في شعبان كيف سنستقبل رمضان! 20

21 فعلينا أن نكثر من الصيام و أن نعدد من الختمات وأن نكثر من إخ ارج الصدقات وأن نهجر ف ارشنا ونقوم ونحي ليلنا والناس نيام فشعبان شهر تمرين للقلوب والنفوس وقمع للشهوات ندخل ونشاط. إليه ونحن نتمتع بكل قوة هو و أيض ا شهر عظيم ت رفع فيه األعمال إلى هللا عز وجل كان وقد رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يكثر من الصيام فيه وعلينا نحن أيض ا بكثرة الصيام فيه أال نحب أن نقتدى بنبينا ونسير على سنته لكي نسعد بصحبته في اآلخرة! 21

22 ونحن يا ت رى كيف نحب أن يرفع عملنا وصحيفتنا إلى ربنا إن شعبان أخوتي في هللا ما هو إال جسر العبور بيننا وبين رمضان فإن لم نحسن بناء الجسر فلنعلم أننا سنتعثر كثير ا وستضيع منا الفرص العظيمة في شهر رمضان.. سنرى الكثير وقد سبقنا وقد رق قلبه ودمعت عيناه و ازد شوقه ونحن بال ح ارك وقد وجدنا قسوة وغلظة بداخل نفوسنا بل وجدنا أرواحنا تائهة حائرة ال تعرف عنوان ا لل ارحة. فإذا أتتنا الفرصة لنسير بأنفسنا إلى بر األمان فعلينا أال نضيعها ولنعمل على اغتنامها والفوز بها. 22

23 قبل دخولنا إلى الشهر الفضيل علينا أن نحدد مصيرنا ونختار أي فريق سنعيش معه ليالي رمضان فالناس في رمضان نوعان: هناك نوع ممن اشتاقت أنفسهم لليالي القرب واألنس ت ارهم وقد أعدوا برنامج ا متميز ا فال وقت للنوم أو الغفلة أو التكاسل فاستقبلوا النفحات الرمضانية استقباال يليق بعظمة هذا الشهر بل ت اره يتشوق لطول نهار 23

24 وليل رمضان فهؤالء هم المشتاقون للجنة فكانوا ممن أبصروا النور وسمعوا النداء فأقبلوا عليه وقالوا لبيك يارب وهناك نوع قيدته غفلته وأعمته ذنوبه وأصبح شيطانه حاجز ا بينه وبين استقبال أجمل الليالي فأصبح عبد ا لدنيا فانية أخذ يكنز من الذنوب والمعاصي في هذا الشهر وكأن أحدهم سلطه على نفسه فكان كاألعمى واألصم فما كان منه إال أن أعرض عن هذه النفحات وضاعت منه. وكأن هذا النوع ال يعلم عن فضائل األعمال والنفحات في هذا الشهر شيئ ا وكأنه في غيبوبة قلبية وعقلية فجسده يتحرك في كل ولكن بال اتجاه وعي وياحسرتاه على تفريطه وغفلة قلبه! وهنا البد من طرح بعض األسئلة: 24

25 كم من الوقت ونحن على قيد الحياة نأكل ونشرب ونتنعم في خي ارت هللا كم سجدة سجدناها وكم ختمة ختمناها وهل أمضينا عمرنا ونحن نجاهد أنفسنا أم ضاع العمر من ا ونحن نستمتع ونتلذذ بكل المعاصي كم عمرنا اآلن عشرون عام ا ثالثون عام ا ستون عام ا أم أمسى عمرنا وقد قارب على النهاية فال يغرنا صغر السن وحداثة الشباب وال تغرنا القوة أو السلطة أو كثرة ما جمعناه من مال. 25

26 إذا فأعمارنا قصيرة وأعمالنا قليلة فيا من ضيعت سنين عمرك هباء بأي وجه ستلقاه! أحد عشر شهر ا غافال! أال تستطيع أن تشد الهمة وتنقذ ما تبقى لك من وقت! فإذا أكرمك هللا بطول األجل فليكن في طاعة وذكر وليكن اختيارك أن تكون مع الفائزين 26

27 لن تستوي فئة مجتهدة ثالثين يوم ا مع فئة وضعت نفسها أسيرة ومقيدة للتغافل وقلة العمل. في هذا الشهر أنت قائد نفسك ليس عليك سلطان من أحد فإذا نجوت أحسنت وإذا هلكت خسرت وأي خسارة فإنها خسارة مؤلمة. أفق يا عبد هللا وال تتنازل عن الجنة كن ممن باع الدنيا واشترى اآلخرة والجنة فعندئذ هنيئا لك بالفردوس األعلى ولتنظر إلى حال نفسك في رمضان الماضي وماذا أنجزت من عبادة وتقرب وتضرع إلى هللا هل أنت ارض عن نفسك وعن عملك فإن شعرت أن إجابتك يعتريها الخزي وال تعرف ماذا تقول فها هو رمضانك 27

28 هذا العام. أعقد النية على اغتنام كل أوقاته وتعلم من أخطائك وتقصيرك فيما مضى بل ردد على مسامعك بصوت أعلى أن رمضان هذا العام سيكون األجمل بمشيئة الرحمن ليكن نهارك في عبادة وليلك في عبادة. 28

29 ألن الضيف عزيز حق ا وألن الزيارة ال تتكرر إال مرة واحدة كل عام وألن ذنوبنا ت ثقل كواهلنا وألن الجنة أغلى أمانينا فلتكن عباداتنا في رمضان هذا العام كأنه رمضان األخير نتعامل معه على أننا قد نودعه قد عنه. ونرحل يكون رمضان هذا العام هو آخر رمضان لنا تخيل معي وأنت تحمل على األعناق كال بل أرجع إلى الو ارء قليال عند خروج الروح وأعمالك تعرض وكأنها أشواك تغرز في جسدك ترى نفسك تبكي من شدة ما فرطت تصارع كي ال تخرج روحك فتعود لت حي ولو القليل من ساعات وغنائم رمضانك األخير تبكي وتتوجع من هول ما ضيعت - ويا لها من مصيبة - فتخرج روحك وتغسل وتكفن وتحمل على األعناق يودعك كل 29

30 من األهل واألحباب واألموال فال يتبعك غير عملك الذي تركته فتبكي ويبكي معك عملك وال سبيل للرجوع فيعاتبك كل من عملك ونفسك كيف آل بك الحال وضيعت ما ضيعت ويتب أر منك من أغواك وقال لك مالي عليك سلطان أنت هو المالم فتتذكر أن رمضانك األخير كان بينه وبين رحيلك أيام قليلة بل ساعات ودقائق فارقة فمع رحيلة رحلت أنت أيض ا ولكنك رحلت وقد ضيعت الكثير. ولتكن هذه الكلمات عبرة لمن غره طول العمر لندخل إلى رمضان ونتعبد فيه وكأنه آخر رمضان لنا فإذا مر علينا ونحن نتنفس فلنعبد ربنا ونكتل من حسنات هذا الشهر الكريم فإذا حان موعد الرحيل رحلنا بال خوف. 30

31 مقعد ا من لهم حجزوا الذي البعض حال فما عذر النار! هاهى الشياطين مسلسلة من أجلك وهاهي الحسنات والمغفرة تأتيك على طبق مرصع بأفخم الجواهر والدرر. هل سنترك أنفسنا ترحل بدون غنائم! علينا أن نتعامل معه على أنه رمضان األخير وأنه ضيف خفيف الظل يأتي سريع ا ويرحل سريع ا فال نتركه يرحل إال وقد اطمأنت أنفسنا. نتوقف عند كل آية ونجعل لنا ختمات كثيرة من القرآن ولنختص ختمة لتكون بتدبر ال نضيع الثواني بدون ذكر أو صدقة أو بر والدين أو صلة 31

32 رحم.. مكالمة هنا ورسالة هناك ندخل بها السرور على قلوب ال يعلم بحالها غير هللا وال ننسى أن رمضان إما ان يكون هو ميالدنا وبداية حياتنا أو نهايتها فإما أن يكون في صالحنا أو ضدنا وفي كلتا الحالتين ال ننسى أن نأخذ بيد أحدهم عن طريق دعوته إلى مشاركتنا في أداء العبادات والتسابق معه للوصول ألقصى طاقة لنا في عبادة هللا. لنتعامل في كل مرة يعود فيها رمضان إلينا على أنه قد يكون رمضان األخير لنا فنتذكر دائما الموت وأننا ارحلون بال شك فلم يحد د لنا ورد ا معين ا لتذك ر ه أو وقت ا معين ا له. وقال لك الحبيب المصطفى: 32

33 فلنبادر باإلس ارع إلى هللا واغتنام الفرص من رمضان وكل مواسم الطاعة فال نعلم متى سنرحل فقد يكون بيننا وبين دخول رمضان دقائق أو ثوان. أسرع وال تكن م ذ بذ ب القلب واجعل عزيمتك أكبر من نفسك وجاهدها وخذ بيدك إلى أعتاب جنتك ال إلى أعتاب مقعدك من النار. 33

34 أخيتي في هللا أكتب لك كلمات تخرج من القلب تنبض خوف ا عليك فوهللا إني أخشى عليك فلتستمعي ودعيني لي أتساءل يا أخيتي كم مرة ضاعت منك مواسم الطاعة وابتعدت عن التلذذ بالعبادات فيها وتركت عطايا و كنوز رب العباد تذهب من بين يديك تتبخر أمامك وأنت منشغلة. أعجب منك يا أخيتي حين يضيع منك شهر النفحات والحسنات! ثالثون يوم ا تعملين فيها على طهي أنواع كثيرة من الطعام ومتنقلة في األسواق نائمة في أشد األوقات جماال غافلة وناسية حتى عن ترديد أذكار صباحك ومساءك بائعة ومعطية ظهرك لفيض الحسنات. الثواني تعقبها الدقائق والدقائق تعقبها الساعات والساعات تعقبها األيام 34

35 وها أنت تخرجين من هذا الشهر خاوية! يا أخيتي هل تضمنين أن تستمر حياتك إلى العام القادم لتمحي سيئات ما مضي من سنين حياتك! ال تعلمين كم مرة كنت فيها مذنبة ومن منا بال سيئات أو ذنوب ولكننا نستغل عطايا الرحمن في هذا الموسم- الذي هو من أهم مواسم الطاعة والخير - لنغتسل فيه من ذنوب نعرفها وذنوب طمست بداخلنا وكانت في طي النسيان فما عدنا حتى نستغفر عنها ولكن ما عند هللا ال ي نسي وكل في شيء عنده كتاب. أخيتي قد أعطاك هللا الحياة اليوم فأحسني العيش فيها وليكن انقضاؤها في طاعة. وهللا إن جنة ربك غالية فهل ستبيعينها وتتركين تنوع الطعام عنها! يلهيك 35

36 يكفيك من إعداد الطعام القليل فشهر رمضان شهر عبادة وطاعة شهر األرواح غذاء وليس شهر غذاء البطون. رمضان ليس لتنوع الطعام والش ارب والملبس فكثرة الطعام تمرض البدن. وإلا س ارف في المأكل تحريك لشهوات البطن و ازدياد في الكسل وزيادة في 36

37 األم ارض وإع ارض عن أداء العبادات واإلس ارف في الملبس هو تحريك لشهوة الكبر في قلب اإلنسان فلتغتنمي وقت إعداد طعامك في الذكر والتسبيح واالستغفار لتكن صالتك في موعدها مؤدية لها بخشوع ولتقرئي وردك من القرآن بتدبر ولتتركي العنان لدموعك.. لتتفاعلي مع معاني اآليات القرآنية العظيمة فلكل آية رسالة من رب العباد تقربك من خالقك أكثر فأكثر. استمعي لدروس أحد الشيوخ والدعاة المفضلين لديك ليزيد من ترقيق قلبك ولتتعايشي مع أسرتك في جو رمضاني جميل ولتملئيه بأطيب العبادات ولتكن هناك مسابقة في بيتك على االجتهاد في العبادة والطاعة فما أعظمه من شهر وما أجمله من لقاء لذا فلت غتنمي بالتفكير ولتحييه اليوم في كيفية التنويع في عباداتك أنت وأسرتك. ضعي غاليتي خطتك هذا العام على ورقة ولتضعي لها عنون ا ولتخطيه 37

38 بكل ثقه وقوة ولترددي على مسامعك بصوت عال وتقولي: سأعبدك كما لم أعبدك من قبل وليكن هذا هو شعارك من ولتشجعي اآلن. نفسك و شدي من أزرها واحذري أن التهلكة إلى وال تلقي بها ثوب الطاعة ترتدي في رمضان ثم يأتي العيد فتتطاير أعمالك وتأخذها رياح الفتن فاحذرى يا أمة هللا أن تكوني منهم من أجل أشياء ستشهد عليك فتأتي عباداتك التي ضيعتيها في نهار وليل رمضان تشهد عليك وتقول: لقد ضيعتني وتركتني من أجل طعام البطون وكانت تفكيك ل قيمات صغيرة. تشهد عليك صالتك وأنت تاركة للفرض يأتي عليك الفرض وأنت تعدين 38

39 وطاب. ما لذ تشهد عليك صدقتك وأنت تسرفين في ش ارء المشتروات وقد نسيت إخ ارج صدقة يومك. يشهد عليك ليلك وقد ضيعت قيامه وقرآنه وأنت إما متعبة ومنهكة أو للصوص رمضان متتبعة لكل ما متابعة يعرض على شاشات التلفاز. - سيشهد عليك الذكر والتسبيح واالستغفار - وهي عبادات يسيرة أنك لم تكوني مؤدية لها وغافلة عنها. إحذرى أخيتي من تضييع الفرص فتتابع عليك سنوات عمرك وقد ضاعت فيما ال يفيد. احذري من تضييع رمضان ومواسم الطاعة فلن يفيد الندم وأنت تقرئين صحيفتك وتنظرين فيها وتظلين تبحثين عن عباداتك سواء 39

40 كانت في رمضان أم غيرها من األيام. اعقدي وجددي النية من اآلن أن رمضان هذا العام سيكون األجمل لك وبداية مولد جديد لقلبك بداية التغيير بداية لتنقية نفسك من ذنوب ما مضي. فليكن رمضان بوابة العبور لاللت ازم..ليكن رمضان النور الذي جاء ليبدد ظالم سنوات من الغفلة رددي بداخلك: بأعمالي الصالحة. ما أجمل صحيفتي وهي ممتلئة احذري ثم احذري ضياع أيام معدودات فاغتنميها أخيتي تفتح لك أبواب الجنة في اآلخرة وأبواب الرخاء والسعادة في الدنيا 40

41 إلى متى سيظل القلب غارق ا ال يعرف عنوان ا لطريقه يسير بال هدف أو هوية! إلى متى سنظل نتعثر ونختار طرق ا ال تؤدي إال لضياعنا أو هالكنا تاركين طريق االستقامة والطاعة ومقبلين على اعوجاج الطرق بكل يسر وسهولة ال نبالي إن فاتتنا مواسم الطاعة الواحدة تلو األخرى! أليس لدينا ذنوب نرجو أن وحاجات ت غفر نريدها أن تقضى! فإن لم نقبل على هللا لنرتوي اليوم من فيض نفحاته في هذا الشهر الكريم فمتى سنقبل عليه 41

42 أوليست جوارحنا عطشى تحتاج أن بقيام! أو بسجدة أو نرويها بآية اخي الصائم انظر حولك تجد أن الكل يعمل ويغتنم الفرص ونحن نشاهد فقط! هللا ألقى في طريقك كنز ا وهيأ لك كل السبل للوصول إليه فأنت فقير وهللا أ ارد أن يغنيك ولكنك أريت الكثيرون يسرعون إلى كنزك هل ست ازحمهم عليه أم ستتركه لهم وتظل فقير ا مفتقر ا تنظر إلى حالك بكل يأس وتقول: لن أستطيع الوصول إلى كنزي وترضخ حينها لفقرك وعجزك! هذا هو حال العبد في رمضان إنها إن لم ن ازحم على الوقوف بين يدي ربنا طالبين العفو والمغفرة مرسلين لدعوات ظننا أنها لن تتحقق يوم ا وأنه صعب الوصول إليها فمتى سنعمل ونجتهد! 42

43 فعلى قدر العمل سيكون العطاء والج ازء وما أعظم العطاء حينما يكون من رب العباد. دعوات مستجابة ذنوب تغفر مي ازن مثقل فيض ووفرة في رزقك. أنت أقبلت وهرولت إليه وهو أعطاك مما ال ينقص عنده شيء ولك أن تتخيل كيف يكون عطاء الكريم عندما يعطي. لنقبل ونجاهد أنفسنا ونتذكر دوم ا أنها ثالثون يوم ا فقط ونحن فيها مع أنفسنا فلنجاهدها ونرغمها على الطاعة ولنقل لها أبد ا لن نضيع ثالثين يوم ا ليس علينا فيها سلطان إال انفسنا فرحمة هللا بنا أعظم من أنفسنا فقد سلسل من أجلنا الشياطين وأعطانا مالم يعطي أحد ا من األمم السابقة. ونادى المنادي قائال : 43

44 إياك أن تترك موكب النور والنفحات يمضي هكذا فتخسر وتتحسر وأنت ال تعلم إن كان لك في العمر بقية لتلتحق به في عامه المقبل. أنا أضمن لك أن يأتي رمضان أعوام ا كثيرة إلى أن يشاء هللا ولكن ال أضمن وجودنا في رمضان القادم فلنجاهد أنفسنا في هذا الشهر الفضيل وال ندعه يمضي إال وقد باجتهادنا فيه. قطفنا من كل ثماره ومألنا مي ازن حسناتنا لنروي عطشنا بكثرة العبادة والقرب في أروع األوقات جماال واستجابة. أليس محروم ا من أضاع لياليه وح رم من عطاياه لنخرج أنفسنا من وعثاء الكسل ونرتقي ونرتفع بها إلى سماء ربنا ونعبده كأننا ن اره. 44

45 ال يغرنا طول األجل ووفرة الصحة وكثرة المال والسلطة فإذا حان وقت الرحيل أرينا انفسنا ارضية مطمئنة ال ينازعها الخوف والشك بل ترحل بما عملت مثقلة بفيض من الحسنات. وال نلتفت إلى ما مضى من ذنوب وغفلة ولكن نجعل من شهر رمضان بداية الدخول إلى عالم الروحانيات والنفحات فلنحذر أن تضيع ويضيع معها العمر في فعل أشياء لن تنفعنا عندما نسأل عن عمرنا فيما مضى وعن عملنا فيما فعلنا. صدقا سنشعر بالقوة والثبات إذا كانت حياتنا وصحيفة أعمالنا مشرفة 45

46 وليكن هللا معنا لنتجاوز م ارحل الشقاء وننجو يوم القيامة ونقول فرحين بفوزنا ونجاتنا هاؤم اقرؤا كتابيه : فها هو شهر رمضان يأتي إلينا لنغسل صحيفتنا من كثرة ما امتألت بذنوب ما مضى فال نتركه فنكون من الخاسرين. 46

47 اليوم ستظمأ وغد ا سترتوي يالها من كلمات تفرح بها القلوب العطشى وليست البطون الجوعى فهناك فرق بين من صام رمضان ليرتوي من حسن الج ازء فكان صيامه إيمان ا واحتساب ا وبين من صام وامتنع عن الطعام والش ارب ولكن نفسه لم تمتنع عن المحرمات صام النهار وامتنع عن الشهوات وأقبل على المعصية ليال أوليس رب النهار هو رب الليل! فكيف يتج أر ويفعل المعصية ليال وكأن ظالم وسواد الليل سيستره! استطاع أن يتحمل العطش والجوع في أشد األوقات حر ا ولكنه لم يستطع أن يمسك زمام نفسه ويلجمها بلجام الخوف من هللا لكي ال تفعل المعصية ليال! 47

48 فلنحذر أن يكون حظنا من صيامنا الجوع والعطش ولنستمع لقول أشرف الخلق: ل م ي ع ني إ ذ ا الص ال ة و م و ي ك ن الص اب ل ه. و ل ج ه للا ت ع ال ى ف ال ث و وأعلم أخي واختي في هللا أن أبواب الجنة ثمانية يدخل العبد منها من أيها شاء هذا الباب لك وحدك أيها الصائم عن الطعام والش ارب هذا الباب لك وحدك يا من امتنعت وجاهدت نفسك عن كل ما يغضب هللا طالب ا جنته. 48

49 ولك أن تتخيل كيف هي الجنة ومافيها وما أعده هللا لك من نعيم إن الجنة تنادي وتقول هل من مشمر لي هل من مشتاق لي إن في الجنة ماال عين أرت وال أذن سمعت وال خطر على قلب بشر ففيها ظل ممدود ونور يتألأل وثمار وأنهار ت اربها المسك والزعف ارن وحجارتها من الياقوت والمرجان وفي الجنة مساكن أ حيطت باألنهار واألشجار لذا أنفق على نفسك بالخير واغتنم من كل أبواب العبادات في شهر رمضان 49

50 كل هذا لمن أقبل على هللا وجعل صيامه إيمان ا واحتساب ا. وهناك عطاء آخر وفيض كثير ليست فقط مكافأتك باب الريان بل ستغفر جميع ذنوبك التي أثقلت كاهلك وجعلتك تمضي ببطء إلى طريق هللا. 50

51 فهل سيكون صيامنا إذا صيام عن الطعام والش ارب هل سيكون صيامنا صيام بالنهار فقط هل سنبيع الجنة وباب الريان الذنوب ومغفرة أم سنكون ممن ظمأ بالليل قبل النهار فارتوى انظر الى دعائك وأنت تستمع إلى المؤذن يقول هللا أكبر وأنت تدعو وتقول: ذهب الظمأ: يالها من كلمات تقال عند اإلفطار! يوما فتقال لك وأنت على أعتاب فكيف بك بعد أن تجتهد طيلة ثالثين جنتك! فاليوم ستظمأ وغدا سترتوي..غدا سترتوي من أنهار سترتوي عند م ارفقة نبيك. وقصورها. غدا الجنة 51

52 غدا سترتوي االرتواء األعظم وستقول هل هناك ارتواء بعد هذا االرتواء! نعم إنه أعظم ارتواء ولو أنه كان هدفنا منذ بدأنا حياتنا لما ضيعنا الثواني في البعد عن اغتنام الفرص ولما ضيعنا مواسم الطاعة. إنه االرتواء الذي ليس بعده ارتواء إنها لذة النظر لنور وجه ربك الكريم. فهذا هو عطشي وعطش من جد وكان من عباد هللا المتقين هذا هو الذى علينا أن نحيا ونعمل له لذلك علينا بالعمل واالجتهاد فال نترك رمضان يتسرب من بين أيدينا فنظمأ في الدنيا ونظمأ في اآلخرة. 52

53 احذر فهناك من يريد سرقتك! كلمات إن قيلت لك سترتعد من الخوف وستظل تتطلع يمين ا ويسار ا حتى ال يباغتك السارق ويفاجئك فيسرق ما معك أو أنك لن تمضي بقية سيرك في هذا الطريق حتى ال تلتقي بالسارق أو ستركب وسيلة نقل مع أ ناس أقوياء صالحين لتتحصن بهم فكيف إذا قيل لك أن هناك سارق ا يتجول في وقت معين من السنة ويستهدف الكثير من الناس يريد سرقة كنوزهم بل يريد سرقة أجمل ما لديهم من أيام نعم هناك أيام ت سرق منك وأنت بكل سهولة وبساطة تسمح للصها بسرقتك! 53

54 ومن هنا ستتسأل عن هوية هذا اللص. إنه لص رمضان إنه سارق الوقت و آكل الحسنات إنه مدمر األعمال ومودع الحسرة والندم في القلوب. وهو لصا واحد ا إنهم مجموعة من اللصوص تهجم عليك قبل بدء شهر ليس رمضان الكريم فيكونون بمثابة السوسة التي تنخر في قلوب المسلمين وتتوغل داخل كل منزل إنهم ممثلوا الشيطان واإلعالم الفاسد. إن هللا ي عد لنا أجمل ثالثين يوم ا متنوعة من العبادات ملونة بألوان الطاعات متزينة بأطيب النفحات وهم يعدون لنا مقعد ا من النار مغلف ا بالكثير من المسلسالت والفوازير والب ارمج والمسابقات يتخللها الكثير من اإلعالنات التي ال تنتهي ينتهي المسلسل فيتبعه اآلخر ونحن نشاهد هذا وذاك فهي خطة محكمة ليضيع منا الوقت. فهاهم يسرقون أغلى األوقات منا إد ارك بدون بل ويضعون شعا ارت تجعلنا نستسلم لهم أكثر فأكثر. 54

55 وهل رمضان يجتمع عليه أهل الليل والنهار في معصية دائمة! هل رمضان يجمعنا في خيم رمضانية بها الكثير من أنواع االختالط والسهر على أنغام الموسيقى و مشاهدة مسلسالت ال تخلو من العرى والتبجح بل تسعى لفساد أخالق الشاب المسلم وتجر الفتاة المسلمة إلى ت ارها االختالط. إباحة منبهرة بعالم ازئف ضائع فتبتدأ في التخلي عن منهج اإلسالم والتربية رويد ا رويد ا وتبدأ في التقليد األعمى لبعض الشخصيات بل تتخذها قدوة إال وماهي حشائش ضارة تدخل إلى كل بيت. هل القرب يكون يتبعها بمعصية الغفلة والتبلد والحسرة! 55

56 البد من وقفة حاسمة وقاطعة نقول فيها: ليس لكم مكان في حياتنا ال في رمضان وال بعد رمضان. لن يكون شعارنا واحد ولن نكون جنود ا من جنود إبليس في شهر صفد هللا لنا فيه الشياطين ولن نكون تابعين للص سارق وآكل للحسنات سنجعل من رمضان كل عام بداية جديدة لمنهج جديد نسير عليه بل ما بقي لنا من عمر سنجدد شعارنا كل عام وسنقول: لن يسبقنا إلى هللا أحد أو سنعبدك يارب كما لم نعبدك من قبل هكذا سيكون شعارنا. وهناك سارق آخر وهو مواقع التواصل االجتماعي وشبكات االنترنت أال يكفينا الجلوس عليها طيلة السنة! ننتقل من هذا المقطع إلى تلك المحادثة ونتطلع إلى فال ندرك ما فيه 56

57 قيمة الوقت فننظر في الساعة ونتفاجأ بضياع الوقت ومروره من غير أن ندرك أنه قد مضى منا يكفي هذا الفتور والهزل والتغافل في عالقتنا مع هللا فأقصى أماني أهل القبور أن يعودوا ليتزودوا مما ضاع منهم ولننظر إلى أنفسنا محاولين أن عند هللا قدرها نعرف فأي درجة سنكون وأي فئة سنتبع لننجو بأنفسنا من هؤالء اللصوص فال يخدعونا فنهوى بأنفسنا في بئر مظلم ال نعرف كيف ننجو منه. لنغلق على انفسنا أبواب فتن هذا الزمان ولتكن بدايتنا من رمضان وإذا كان البد من وجود التلفاز في المنزل فليكن استغالله في طاعة هللا 57

58 فنحرص على مشاهدة الب ارمج الدينية ونشحن منها طاقتنا بالعمل واالجتهاد في ليل رمضان بالقيام والذكر والدعاء والمناجاة. ولنحذر أن نتبع جنود الشيطان في شهر الغف ارن فنبكي ونقول ياليتنا لم نتخذ فالن ا خليال. فال تترك أبواب هللا في شهر رمضان وتلقي بنفسك في أحضان الشيطان فيضلك عن طريق هللا بعد أن هداك هللا إياه. 58

59 جميعنا نصوم شهر رمضان حتى في أشد األوقات حر ا حتى في أشد الحاالت تعب ا ولكن الكثير منا من يصوم بالنهار ويمتنع عن الطعام والش ارب آخذ ا يومه في س بات عميق وال يصحو إال على وقت اإلفطار مضيعا لهبات وعطايا ربه وقد ح رم نفسه من األجر والثواب فاألصل في الصوم أن تشعر بالجوع والعطش. وهناك أيضا من ينتظر وقت اإلفطار لكي يبدأ في ممارسة عاداته وسلوكياته الخاطئة من الذهاب إلى المقاهي أو الذهاب إلى التجمعات التي والزيا ارت ال تخلو من الغيبة والنميمة والكذب. 59

60 فاحذروا أخوتي في هللا من مفسدات الصوم ومنها:- *كثرة النوم: فكثرة النوم تضعف البدن وهى من أوائل مفسدات صومك ففيها يت اركم الفرض على الفرض ويحرم الصائم بسبب كثرة نومه من أن يكسب اجو ار مزيده من الحسنات حين يقضي يومه في ذكر أو يختم ورده من القرآن أو صدقة يخرجها في النهار فتكون سبب ا في اجتهاده و صحوة قلبه لعبادة هللا في الليل أكثر. 60

61 *الغيبة والنميمة: احذر الغيبة والنميمة فهي آكلة لحسنات هذا الشهر المبارك. تظل تتعبد طيلة ثالثين يوم ا ثم تخرج من شهر رمضان وقد تآكلت جميع أعمالك وحسناتك بسبب أنك اغتبت مسلم ا أو أنك ضيعت وقتك في ما بين النميمة القيل والقال عن هذا وذاك فتخرج حينذاك مفلس ا فإذا أحاطت بك الظروف ووجدت نفسك ستدخل في معمعة الغيبة والنميمة فلتنهض مسرع ا واضع ا يد ا في أذنك واليد األخرى على فمك وحدث نفسك ومن حولك أن يتقوا هللا في كلماتهم. 61

62 كثرة الطعام: * ومن مفسدات الصوم أيضا كثرة الطعام والش ارب أنه شهر عبادة وعمل وجد واجتهاد وليس لكي تمأل وعاء بطنك بكثرة ألوان الطعام. يأتي شهر رمضان فتجعل زوجتك أو والدتك أو أختك تعد ما لذ وطاب وكأن جيش ا سيأكل فت جهدهم معك في الوقوف لتنوع مائدة الطعام وانت تأكل وتشرب فتمتأل وتشبع فال تستطيع الذهاب إلى الصالة من كثرة مااكلت وهن كذلك ال يستطيعون الوقوف للعبادة فيخرج من في المنزل جميع ا مفلس ا من شهر عظيم بسبب تنوع مائدة اإلفطار. ال صالة في المسجد وال ذكر وال عبادة وال قيام ليل وكل هذا ألن النفس جعلت من شهر رمضان مأكال و مشرب ا ال شهر عبادة واغتنام لفرصة التغيير 62

63 واإلصالح والبدء من جديد. إذا فليكن جوعك ومطعمك في شهر رمضان جوع للعبادة. جع واعطش فلن يرويك غير كثرة اغتنام الحسنات من كل أنواع العبادات. فاحذروا أخوتي في هللا أن نجعل شهر الرحمة والعطاء والمغفرة والعتق يذهب فنتحسر عليه بسبب مفسدات الصوم فلنتجنب أن نكون صائمين ولكن مفلسين! 63

64 لقد امتاز شهر رمضان بأن هللا عز وجل أنزل فيه القرآن وفضله على سائر الشهور والعصور واألزمان إنه شهر نزل فيه القرآن ليعم الخير على جميع المسلمين فنزول القرآن فيه هدى للناس عامة وللمؤمنين خاصة فمن يستمع إلى القرآن وينصت له سيجد فيه حالوة وترقيق للقلوب. ولن تستطيع القرب إلى هللا إال بالقرب إليه بكالمه وهل يستطيع المحب أن يتقرب إلى المحبوب بشيء أحب إليه من سماع آياته 64

65 وإن القلب الذي ال يجد حالوة في تالوة آيات هللا إنه لقلب غافل يشعر صاحبه بوحشة وجفاء بداخل قلبه بل ويظل ضاال ال يعرف طعم السعادة أبد ا تضيق عليه الدنيا وتضيق عليه نفسه وتكثر عليه فواجع الحياة ويكون القلب كمن نكتت فيه نقطة سوداء فأصبح مظلم ا ومعتم ا يسير في طرقات الحياة تائه ا وحائر ا على عكس القلب الذي امتأل نور ا بكل حرف ق أره أو سمعه بل وجد في تالوة القرآن األ نس وتعايش مع كلماته وانصت لرسائل ربه فجعل لنفسه ورد ا ثابت ا من القرآن وعدد ا من الختمات في شهر الغف ارن فلم يق أر ويردد وكأنه يق أر كتاب ا عادي ا أو كانت ق ارءته كهز الشعر بل كانت ق ارءته بتأدب وتدبر بل واتخذ منه صاحب ا ومالذ ا له 65

66 وحص ن نفسه من فتن وابتالءات الدنيا وجعله شفيع ا له يوم العرض على رب العباد فلم يغفل عن عظم األجر والثواب مما جاء في فضل تالوة القرآن في سائر الشهور عامة ورمضان خاصة. فهاهم الصحابة رضوان هللا عليهم تعجب من حالهم وكيف تعايشوا في شهر رمضان مع القرآن وستجد البعض منهم كانوا اذا أقبل شهر رمضان تركوا مدارسة العلم واقبلوا على القرآن لما عرفوا فيه من خير وثواب. وهذا هو حال نبيك عليه أفضل الصالة والسالم في شهر رمضان فقد كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يجتهد في تالوة القرآن في شهر 66

67 رمضان اجتهاد ا لم ي ر مثله في غيره نعتني أن فالواج ب وإال الشهور بقية عن بذلك االجتها د هو والمقصود ال بالقرآن القرآن ق ارءة في نجتهد أن رمضان في يس ن ولكن العام ط و يدارس جبريل كان ولهذا النبي صلى هللا رمضان في القرآن وسلم عليه فيها ت وف ي التي الس نة وفي النبي صلى هللا مرتين دار س ه وسلم عليه فانظر إلى حالك مع القرآن هل هو كحال الرسول وأصحابه أم أنك ابتعدت عن منهج اإلسالم وغلفت قلبك باآلثام 67

68 فإن كان حب هللا في قلبك أقوى من أي شيء على وجه الكون فلن تستطيع أن تبعد ناظريك عن كتابه العزيز. ولو كان ربك أكبر من أي شيء في حياتك الستحييت من أن تترك حياتك تمضي بدون قرب منه سواء في رمضان أو غير رمضان. ستستحي أن يمر يومك بل دقائقه بدون أن تنظر في كتابه. معظم الناس في رمضان ال تستطيع ترك المصحف من يدها ت ارها مقبلة عليه وعلى ق ارتئه بشدة في المواصالت العامة وفي أماكن العمل في 68

69 المنزل وفي المسجد ت ارهم يعددون من الختمات ولكن بال فائدة فق ارئته ليس فيها تدبر أو تفاعل مع آيات هللا فيخرج من رمضان وكأنه لم يق أر شيئ ا فلم تتفاعل نفسه مع آيات القرآن ولم تالمس قلبه وكأنه كاآللة التي تعمل بضغطة إصبع وتنطفئ بضغطة إصبع. وياحسرتاه عندما يق أر صحيفته ويظل يبحث عن ختماته التي عددها ولكنه لم يجدها! لقد أنزل هللا علينا القرآن للتدبر والعمل به ال لق ارءته بقلب وعقل اله غافل وإن العبد إذا ق أر الجزء أو الحزب بتدبر وعمل به خير له من أن يعدد 69

70 الختمات بال إد ارك واستشعار منه لجمال وحالوة كل آية بل كل حرف. فهاجر القرآن يوم القيامة سيبكي من شدة تقاعسه عن تالوة المزيد من آيات هللا في الدنيا احذر أخي واختي في هللا أن نعدد من الختمات بال شعور منا وإد ارك لجمال آيات هللا فكل آية رسالة ولتكن ق ارءتك كحال الصحابة ولنق أر ونتدبر القرآن كما كان يفعل الفاروق عمر بن الخطاب رضي هللا 70

71 عنه فذات مرة ق أر عمر لقوله تعالى انتهى ولما خر مغشي ا عليه. إذا فلنجمع في رمضان بين تعدد الختمات وبين الق ارءة بتدبر وتفكر وليكن هدفنا أن نختم القرآن ثالث أو أربع م ارت في شهر رمضان ولنجعل لنا أوقات ا ثابتة بعد كل صالة نق أر فيها جزء ا أو جزئين وال نكن ممن يجعلون همهم االنتهاء للوصول آلخر اآلية بل نرغم انفسنا على ق ارءة المزيد كلما انتهينا. إنه كالم هللا وهو شفاء للصدور وطمأنينة و ارحة فالعمل به 71

72 نجاة وهجره يورث الحسرة فلنقبل عليه ليك ون لنا شفيع ا يوم الحساب ونور ا لنا وسط عتمة قبورنا فبه يثقل مي ازن العبد. هكذا ستخرج من شهر القرآن بفيض من الحسنات فال تكن هاجر ا له. ق ارءته بت ر ك هجره واحذروا وحفظه وفهمه القرآن تدب ر على فاحرصوا لذا تعالى: قال واآلخرة الدنيا في السعيدة للحياة سبب فهو وتدبره 72

73 هنيئ ا لمن أدرك رمضان واجتهد فيه بالدعاء والذكر إنه شهر عبادة وليس مرتع ا لكل نفس كسولة فلننظر إلى حال القلوب كيف تبدلت عند دخول الشهر الفضيل وهي من كانت باألمس من أشد القلوب تكاسال وتغافال عن أداء العبادات فاليوم ش د ت الهمة وقويت العزيمة وامتألت المساجد بالمصلين وبأصوات الداعين والذاكرين و أ نيرت المنازل بالعبادات وفرحة الوصول فانظر إلى هذا التغيير. ولكل منا دعوات نريد تحقيقها ونجتهد طيلة ثالثين يوم ا باللجوء إلى هللا 73

74 ليقال لها كن فتكون. إذا أخوتي في هللا لنكن في رمضان خاشعين متذللين هلل وحدة. ورمضان شهر الدعاء واإلجابة وتحقيق األمنيات التي ي ارها العبد لن ت قضي فإذا به ي طلق هللا لسانه بالدعوات ليقول له رب العباد ك ن فتكون. إنه شهر االنكسار والتذلل هلل عزوجل والخضوع له كحبل متين وسالح ما يكون من أقوى في يدي المؤمن ولكن علينا أن نكون موقنين باإلجابة مهما تأخرت ولتكن قلوبنا متعلقة باهلل وقت الحاجه وبعد انقضائها 74

75 علينا باالجتهاد في الدعاء بال تكلف وأن نبتعد عن السجع واصطناع العبا ارت فإذا أ ارد العبد أن يستجاب له فليطرق باب ربه بما في قلبه بأبسط العبا ارت وبالدعاء المأثور عن النبي صلى هللا عليه وسلم ولنكن دعائنا أيضا في عباد ا مهذبين ندعو ربنا مطرقين ال أرس متواضعين لربنا وليكن اللسان لحوح ا في دعواته ولنظهر الفاقة والمسكنة فإن أرسلنا الدعوات فلنستودعها الخالق بالخير ولنحذر استعجالها فتقول النفس دعوت ولم يستجب لي 75

76 ولنعلم أن اختيار هللا لنا أفضل من اختياره ألنفسنا. لكل منا دعوات معل قة نصحو وننام وبداخلنا إص ارر على تحقيقها نظل ندعو بها ليال ونها ار ارجين من هللا قبولها قد يستجاب لنا وقد ال يستجاب ونحن تتذم ر مع أن في منعها عنا حكمة ال نعلمها قد تكون شر ا لنا ونحن ال نعلم وال ندرك ما و ارءها فلنعلم إخوتي في هللا أن بعض المنع عطاء فال تغرنا األمنيات ففي بعضها خير واآلخر يحمل لنا الشر. فلنرضى بما كتبه هللا علينا وإذا أردنا امر ا بشدة فلندعو هللا إن كان فيه الخير فليحققه لنا وان كان به شر فليبعده عنا فربما منعنا ليعطينا األجمل واألنقى فلنصبر ونرسل الدعوات فنستودعها الخالق وإن هي استجابت لنا فلنحمد هللا كثي ار وإن تأخرت فلنحمد هللا أكثر مع تجمل النفس بالرضا بما قسمه هللا لنا ولنحمد هللا أيض ا أنه وهبنا الوقوف بين يديه واللجوء إليه متى 76

77 احتجنا إليه فال نجد مشقة ونحن ندعوه بما يعتمل داخل قلوبنا فهناك من يقف بين يدي ربه كل ليلة وال يعرف كيف وأ عجزه عن المناجاة! يناجيه وكأن أحدا أمسك لسانه ما أعظمها ياهللا من مصيبة حين يمسك لسانك وال تعرف كيف تناجيه! أعددت الكثير والكثير من الدعوات ولكنك تعجز عن قولها. وهناك من يظل يدعو في النهار والليل ويمني نفسه باإلجابة وكله يقين وال تتحقق دعواته وبدال من أن يبحث عن السبب يتوقف عن الدعاء. أخي الصائم هل تذكرت وعودك لربك أنك لن تفعل هذا وذاك في 77

78 رمضان هل تذكرت أنك تفعل الذنب الذى عاهدت ربك أنك لن تفعله في ال رمضان وال بعد رمضان هل تذكرت عهدك بأنك ستكون ذا قلب نقي جديد! كل هذا وأكثر وتسأل عن عدم اإلجابة لدعواتك وتحقيق أمنياتك! أال تستحي أن ترفع يديك وتعد ربك بأنك ستتوب وترجع لنفس المعصية والذنب بعد نزول يديك! أي تأدب هذا مع خالقك! إذا أردنا استجابة الدعوات علينا بصدق العهد مع هللا علينا بالتحري عن المال أيض ا فاذا كان هذا المال ليس حالال فأسرع بتركه بدون تفكير ابتغاء مرضات هللا عز وجل 78

79 وأخي ار اذا نقينا أنفسنا ودعواتنا وكنا عباد ا لحوحين في الدعاء فعلينا أال ننشغل بكيفية تحقيق الدعوات ولندع ربنا يعطينا من فضله فإنه إذا أعطى ادهش بعطاياه. ولكن عليك بالعمل واالجتهاد لتكون من الفائزين في هذا الشهر الكريم ولنتحر أوقات إجابة الدعاء فتصادف دعواتنا وقت إجابة فتسعد انفسنا 79

80 ما دعونا بصدق به ولنعمل على تنقية نفوسنا من كل ربنا ولندعو شائبة ليعطينا ويكافئنا فالكريم إذا أعطى ادهشك بعطاياه. 80

81 لقبول الدعوات أوقات فال تحرم نفسك منها فالصيام والدعاء متالزمان ال يفترقان أبد ا وينبغي على المسلم أن يدعو ربه في رمضان وباقي الشهور ولكنه في رمضان أرجى من سائر األيام ولهذا إنها بشرى عظيمة من رسول هللا وخير وفير قد ي حرم منه بعض الصائمين إذا غفلوا عنه. ولكن متى تكون الدعوات مستجابة في شهر القبول والغف ارن 81

82 *يتأكد األمر باالستجابة في الدعاء قبيل اإلفطار ولهذا ينبغي للمسلم أن يلهج بالدعاء و ي كثر منه لنفسه وأهله وجي ارنه ذي ووالديه وكل رحم حتى وإن كانوا قاطعين له وال ينسى المستضعفين من المسلمين في مشارق األرض ومغاربها وأيضا ال ينسى أموات المسلمين فهم أكثر احتياج ا منا في إرسال الكثير من الدعوات لهم. *وهناك الثلث األخير من الليل: ففيه ساعة ال يرد فيها سائل إال وقد أ عطي من خير هللا فما أعظمها من خلوة وما أجملها من مناجاة ولتعلم أن الذى يسمع صوت مناجاتك وافتقارك وتذللك إليه لن يردك خائب ا ولن يرجعك منكسر ا. 82

83 فعليك بالدعاء وحسن الظن وعدم اليأس فقد يعطيك هللا أكثر مما سئلت. *السجود: وهناك وقت السجود في الصلوات الخمس والنوافل 83

84 أ* خر كل صالة قبل التسليم: ألن *ويوم الجمعة من بعد صالة العصر إلى وقت المغرب فإن فيها ساعة إجابة ودعوة ال ترد هذا في كل اسبوع فما بالنا بها في شهر رمضان. هللا فكن مخلصا بين يديه تدعوه بتضرع ومفتق ار إليه وحدة. فكن فيها أشد تعبدا وتقربا إلى 84

85 *وهناك وقت يغفل عنه الكثير أيض ا وهى جلسة الشروق ففيها خير عظيم لكل نفس جلست تذكر هللا وتدعوه وهللا صحبتي الصالحة في رمضان وكم كنا نتسابق للجلوس بعد اني أتذكر صالة الفجر ونتهادى بالدعوات فيما بيننا اسميناها وقد *صحبة الجنة* فما أجمله من وقت وما أعظمه من أجر وما أروعها من صحبة صالحة معينة على طاعة هللا دمتم لي صحبة طيبة في الدارين. 85

86 إن هذا الوقت كنز نفيس ليس فقط لقبول الدعوات وإنما هذا األجر والعطاء الذي أ عطي لمن رغب به حجة وعمرة تامة وأي ج ازء هذا وأي عطاء بعده. *وهناك العشر األواخر من رمضان ففيها ليلة خير من ألف شهر وسنتكلم عنهم باستفاضة أكثر بمشيئة الرحمن. هذه األوقات المستجابة أرجو من هللا لي ولكم أخوتي في هللا أن ال نغفل عنها ففيها من األجر والثواب مما عظم وإن كانت كل دقائق وثواني رمضان تحمل الخير ففيه الرحمة والمغفرة والعفو والعتق من الني ارن. أعتقنا هللا وإياكم وجميع المسلمين أحياء و أموات ا وكتب لنا جميع ا نصيب ا من عطاء هللا في شهر القبول والغف ارن. وأخي ار إذا أردنا طرق أبواب ربنا بالدعاء والتذلل له علينا بالتأدب مع 86

87 المولى عز وجل وخير ما نبدأ به الحمد والثناء عليه والصالة والسالم على حبيبه المصطفى. 87

88 أخي وأختي في هللا إن أول ما فرض هللا علينا في اإلسالم كانت الصالة فهي أفضل األعمال بعد الشهادتين إن رمضان فرصة صادقة لمن أ ارد التغيير وليس مكان ا ومرت عا للكسالى وسكن ا لزيادة السيئات إنه فرصة لكل نفس ضيعت الصالة وح رمت 88

89 أجرها وثوابها بأن تلحق بأفواج المصلين في مساجد تزينت للصائمين فإما أن تخرج من رمضان وقد تصالحت مع جميع عباداتك وأولها الصالة وإما ستخرج منه مفلس ا وهاهي البشرى تأتي لنحافظ أكثر وأكثر على صالتنا اح ت س اب ا غ ف ر ل ه :" م ن ق ام ر م ض ان إ يم ان ا و يقول رمضان في الرسول ﷺ 0 م ا ت ق د م م ن ذ ن ب ه" )صحيح البخاري(. وقال صلى هللا عليه وسلم: "م ن ي ق م ل ي ل ة الق د ر إ يم ان ا اح ت س اب ا غ ف ر ل ه م ا و ت ق د م م ن ذ ن ب ه" )صحيح البخاري(. هذه بشرى عظيمة لك أيها الصائم فال تجعل أعاصير الفتن في رمضان تأخذك من الصالة في المساجد فإذا أتى عليك شهر رمضان ال تترك 89

90 صالة إال وأديتها في المسجد فال تصليها في بيتك إال لعذر شديد ولتجعل من رمضان صلة ووثاق ا وجسر ا تتحصن به مؤدي ا لصالتك فال تفرط ما دمت فيها تتنفس وتحيا فال يتخلف عن صالة في المسجد إال من عاش في غيبوبة عقلية مكبال بسالسل شيطانية منافق ا أو إن العمر يمر سريعا فنتناسى الذنوب فلم نعد نستغفر عنها مادامت في طي النسيان ولكن رحمة ربك أعظم بنا فتأتي الصالة لتنقي القلب والصحيفة من ذنوب فعلناها واغفلنا عنها ولكن هللا لم يغفل ولم يريد لنا أن 90

91 نقابله بها فالخمس صلوات تكفر لنا ما مضى هذا في الشهور العادية فكيف بها مضاعفة في شهر رمضان - يؤلمني كثي ار أن أرى الكثيرين - إال من رحم ربي يتخلفون عن أداء الصالة بدون عذر وهي أهم أركان اإلسالم وعماد الدين. 91

92 ال أرى سبب ا يمنعنا عن الصالة وتلبية نداء بيوت هللا فما أن يؤذن ويقال هللا أكبر فليهتز الجسد منتفض ا وكأنه زل ازل أتى إليك بتردد لكي تسرع عالي وتقم صالتك. نجلس بالساعات أمام شاشات التلفاز واإلنترنت متجاهلين لقيمة الوقت الذي يمضي بدون رجعة صام ين أذاننا عن نداء بيوت الرحمن فإذا كنت مريض ا تستطيع الصالة في المنزل وإن كنت مقعد ا وطريح الف ارش تستطيع أن تؤدي صالتك وأنت جالس إن ديننا دين يسر وهاهو رسولك الحبيب يعطيك رخصة لصالتك وأنت 92

93 متعب ولكنه لم يقل لك ال تصلي هذا لمن وجب له العذر ولكن من لم يكن له أعذار كيف بحاله عند السؤال والحساب ال حجة وال برهان له على ترك صالته ولنعلم أن األنفاس معدودة والموت قادم وبعد الموت إما الجنة وإما النار فإذا كنا ممن حافظوا على الصلوات فهنيئا لنا وإذا كنا ممن فرطوا فيها فياحسرتنا على ما فرطنا 93

94 لحظة نستشعر فيها مكاننا بعد الموت ويوم الحساب ولنتخيل وقوفنا بين يدى رب العباد وهللا إن الجسد يقشعر ويشحب الوجه من هول ما فرطنا من ترك صلوات ونوافل ألجل ماال يضر وال ينفع ولكننا اآلن نتنفس وفي خير حال فلنعقد النية ونصحح أخطاء ما مضى وليكن رمضان هذا العام قيامنا وصالتنا ايمانا واحتسابا فإذا حضرت أوقات الصالة وجدتك منتظ ار لها بشوق فال تتخلف في رمضان عن صفوف المصلين لحديث 94

95 95

96 - إن الصالة نور لنا في الدنيا واآلخرة لحديث عبد هللا بن عمر رضي هللا عنهما - عن النبي صلى هللا عليه وسلم أنه ذكر الصالة يوما فقال: "من حافظ عليها كانت له نو ار وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور وال برهان وال نجاة وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف" )مسند اإلمام أحمد(. :- وفي حديث أبي مالك األشعري - رضي هللا عنه "والصالة نور" )صحيح مسلم( ولحديث بريدة رضي هللا عنه عن النبي صلى هللا عليه وسلم أنه قال: "بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة" )أبوداود/األلباني(. 96

97 ففي هذه األحاديث وعيد وبشرى لنا إن تركناها سنكون مع الكافرين - أعاذنا هللا وإياكم - وان تمسكنا بها ستكون لنا نو ار وبرهانا. وفي القيام سنجد لذة العبادة والمناجاة لما كان في القيام من مجاهدة للنفس وترك النوم ودفء الف ارش فهنيئ ا لنفس نفضت عنها الكسل وشدت الرحال وقامت تناجي من ال تأخذه سنة وال نوم. وفي شهر رمضان سنجد العطاء وحسن الج ازء - وباألخص عند قيام الليل - ففيها دعوات تخترق أبواب السماء معلنة أن ال شيء قادر على تحقيقها غير هللا فهاهى خلوة بين يديك فاغتنمها وهي أن تقف بين يدى ربك ترتل وتق أر بصوت عذب أجمل اآليات القرآنية محسن ا في صالتك مقتديا بنبيك في أداء الصالة. 97

98 لنعطى صالتنا حقها في الخشوع والركوع والسجود فال نكون كالسارق فيها نسرقها ونصليها في أقل من دقيقة واحدة وكأننا نؤديها بدون وعي وإد ارك منا أننا واقفين بين يدى رب العباد. فالصالة عبادة عظيمة تجمع بين كثير من العبادات كق ارءة القرآن والدعاء والركوع والسجود والتذلل والخشوع هلل عز وجل. وهذه صالة الفجر تجتمع فيها مالئكة الليل والنهار ونحن نائمون متدثرون 98

99 تحت الف ارش كثيرون يثقلون في الطعام في شهر رمضان فال يستطيعون أداء صالة الت ارويح ولو علم خيرها لما تركها ال تترك أخي الصائم صالة الت ارويح في رمضان واذهب وأقم صالتك سواء كانت في مسجدك أو منزلك متطيب ا متعطر ا متزين ا فأنت ذاهب للقاء ربك وصل صالتك كأنها صالة مودع ولتحسن أدائها وكأنها آخر صالة 99

100 لك وكأنك ترى هللا أمامك والجنة عن يمينك والنار عن شمالك. ولنحذر أن نضيع الصالة فقد كانت آخر وصايا الحبيب المصطفي ﷺ أختي المسلم أخي المسلمة إذا ك نا ن ريد ان نحافظ على صالتنا بعد رمضان من صالة مكت وبة وس نن ونوافل وصالة الجماعة في المسجد هاهى فرصتنا اآلن في شهر رمضان للتعود والخروج منه وقد اضاءت نور الصالة وجوهنا وقلوبنا و ازدتنا قرب ا من هللا تعالى. تقاعست فإذا همتنا واصابنا الفتور سنردد بصوت عا ل: إال صالتي. 100

101 يامعشر التجار وز ارع الخير هاهو الشهر أقبل عليكم وبفيض هللا ونفحاته حلت البركة علينا وعليكم فالخير سيكون لنا إذا اغتنمنا من كل العبادات وطرقنا أبواب رب الرحمات نشتهى القبول والج ازء من حسن ما وفقنا هللا ألداء العبادات. فشهر رمضان شهر الجود واإلنفاق شهر النفوس السخية و األك ف الندية. فإذا كنت ازرع ا لسنابل الخير في رمضان فهنيئ ا لك بما س جل لك من الحسنات 101

102 هل علمت ماهي العبادة التي يتضاعف أجرها وثوابها إنها الصدقة. فإذا كان الدعاء والصيام متالزمان فإن رمضان والصدقة ال يفترقان فهي عبادة مضاعفة إلى ما شاء هللا والصدقة أدائها عظيم في سائر الشهور واأليام فكيف بها إذا أ خرجت في رمضان وتحلت بشرف الزمان ومضاعفة الثواب بها فإذا كانت األعمال تتباهى بصاحبها أعظم فالصدقة 102

103 العبادات فتتباهى بصاحبها وتفخر على غيرها من األعمال والعبادات. ولنعلم أخي الصائم أن في إخ ارج الصدقة ترقيق للقلوب وسعادة للنفس ابتغاء فإن أخرجنا الصدقة فلتكن لوجه هللا تعالى والتجعلها مفاخرة بين الناس. 103

104 فلنحرص على إخفاء الصدقة لكي ال يكون في إخ ارجها رياء أو مفاخرة أو أن يكون في إخ ارجها أذى قد يقع في نفس المتصدق عليه بل جمل صدقتك بابتسامة رقيقة عذبة مع تغليفها بأجمل العبا ارت التي تقع في نفس آخذها فتكون قد جمعت بين عبادة الصدقة وعبادة صلة الرحم والتودد القلوب. إلى ولننظر إلى ع ظ م أجر الصدقة وكيف أن عطائها فيه الخير لكل معطى لها. ومن األحاديث الدالة على ع ظ م أجر الصدقة: 104

105 فال يجوز للمسلم أن يتصدق إال من طيب ما كسب فهذه تمرة نتصدق بها فإذا بها تكون في كف الرحمن أعظم من الجبل. والصدقة تزيل الخطايا وتدفع عنا البالء والوباء والمرض إن هللا جعل الصدقة باب ا يمحو به الخطايا والذنوب وسد ا و حصن ا منيع ا ضد هفوات النفس ومداخل الشيطان حتى وإن كان صاحبها ظالم ا فإنها تدفع عنه ما تكاتل عليه من الهموم والبالء واألم ارض وفي منعها مضرة للعبد وتكاثر للمحن والشدائد عليه القيم ابن اإلمام قال رحمه هللا : 105

106 تقتضي خطاياه و ذنوبه فإن عذاب هللا م ن العب د تفدي الصدقة (. ) الصيب الوابل منه وتفك ه العذاب من تفديه الصدقة فتجيء هالكه )٧٣( فادفع أخي الصائم عن نفسك وأهل بيتك بالصدقة وحارب االبتالء إذا اشتد عليك بالصدقة وداووا مرضاكم بالصدقة وأنفق من مال هللا بسخاء تكثر عليك نفحات هللا واعلم أننا أحوج إلى اخرج الصدقة من آخذها والتنسى أن تتصدق بأجمل ما لديك. فكلما أنفقت أ نفق عليك من خ ازئن رحمته وواسع كرمه وجودة فإنه 106

107 الكريم الذى إذا أعطى أعطى بسخاء وقوله صلى هللا عليه وسلم : "ما فتح رجل باب عطية بصدقة أو صلة إال ازده هللا بها كثرة" وأعمال الصدقة كثيرة في رمضان: *منها إطعام الطعام: 107

108 أتريد الجنة.. أتريد أن يطعمك هللا من ثمارها هيا أخوتي في هللا فلنتصدق من مال هللا هيا لنكفل أسرة فهناك الكثير من المسلمين والمحتاجين والفق ارء جوعى وعطشى فكن يد الخير واألمل التي تمتد إليهم وتزيل عن أطفالهم آهات الجوع كن لهم سنبلة خير فيتضاعف لك األجر والثواب مما أنفقت. 108

109 *وتفطير الصائمين: 109

110 ال تحقرن من المعروف شيئ ا : تعين الرجل على دابته فتحمله عليها * أو ترفع له عليها متاعه صدقة والكلمة الطيبة صدقة وتبسمك في وجه أخيك صدقة وهذه أوجه كثيرة من سنابل الخير وإخ ارج الصدقة وشربة ماء تضعها لطائر أو حيوان في رمد الحر تبتغي بها وجه هللا تكون في مي ازنك صدقة. المهم أن ت خرج صدقتك مما تحب فهذا عبد هللا بن عمر رضي هللا عنهما كان يتصدق على من يقابله بالسكر فكان يحمل قطعة سكر في جيبه ويتصدق بها فس ئ ل عن ذلك فقال: وأنا أحب السكر. 110

111 ويروى أن السيدة عائشة رضي هللا عنها كانت تعطر الدنانير والد ارهم قبل أن تتصدق بها فت سأل عن ذلك فتقول: إنني أضعها في يد هللا تبارك وتعالى قبل أن تصل إلى يد المسكين. ومن فوائد الصدقة وإكثارك من إخ ارج سنابل الخير في شهر رمضان : *أنها وقاية من عذاب النار 111

112 ففي هذا الحديث أمر النبي صلى هللا عليه وسلم المسلمات بالصدقة. والمرء في ظل صدقته يوم القيامة تدفع عنه بها حر النار سواء كان ذك ار أو أنثى. * أنها تدفع عنا البالء والوباء والمرض وأيضا لها أثر طيب في قبول الدعوات وقد أك د ابن القيم أن للصدقة أثر عجيب في قبول الدعاء بل وفي فعل المعروف أيا كان: ]فصنائع المعروف تقي مصارع السوء[. *زيادة في الرزق 112

113 فإذا أردت زيادة ومضاعفة لسنابلك في رمضان فلتكثر من إخ ارج الصدقات. *الصدقة سبب لدخول الجنة: *واحتساب النفقة على أهل بيتك صدقة 113

114 * ويوم يضم عليك القبر ال يوسعه عليك إال الصدقة يوم تدنو الشمس من الرؤوس ويبلغ الكرب النفوس فتكون يوم القيامة في ظل صدقتك ت زيل بها عنك أهوال هذا اليوم. ويقول النبي أيضا في فضل الصدقة الصدقة على المسكين صدقة * وهي على ذي الرحم اثنتان: صدقة وصلة الرحم فلنجمع أخوتي في هللا بين العبادتين ويقول الرسول صلى هللا عليه أفضل الصدقة على الرحم ذي أي الكاشح الذى يضمر لك الكره والعداوة فلن كث ر من الصدقة أخوتي في هللا فالجنه سلعة غالية وما اعده هللا للصائم فيها يجعلنا ننفق بسخاء. 114

115 115 ايه نكنل نم باحصأ ممهلا ةيلاعلا تاياغلاو ةيماسلا نكنل دي نوعلا يتلا دتمت ىلإ لك سفن تففعت يف بلط لاؤسلا تمتكو تاهآ لذلا رقفلاو عوجلاو اوثحبا نع نم لا نولأسي سانلا افاحلإ اومدق ريخلا مكسفنلأ اوققرو بولقلا اوففخو نم ملاعم سؤبلا نزحلاو يف.سوفنلا ةكبش

116 هاهى األيام تمضي سر يع ا باألمس كنا نستقبل شهر الهبات والعطايا و اليوم تقارب الشهر على النهاية فما بقي منه غير ثلثه أو أقل وت ارءى لنا في األفق موعد الرحيل فالضيف بدأ يستعد ململم ا أيامه ونفحاته للرحيل تاركا في قلوب البعض الحسرة والندم على ما فرطوا وتاركا في قلو ب أخرى الفرحة بما اغتنموا من دقائقه. ولعل أخوتي في هللا أن هللا بعث لنا عشر أيام مباركات مضاعفات لألجر والثواب لكل نفس نامت في أوله عن الطاعات وكست نفسها بثوب الغفلة والكسل لتنير لهم طريق ما بقي من رمضان فالعشر ماهي إال 116

117 س ارج م نير في عتمة قد اشت د ظالمها. فهاهى أقبلت مضاعفة لحسناتها فلو تكلمت أو تحركت العشر لقامت و جذبت قلوب الغافلين ونهرتهم بشدة وقالت انا العشر أنا الخير أنا الباقية لك في سباق الطاعات فلتغتنمني ياعبد هللا. كثيرون منا يجتهد أشد االجتهاد في أول الشهر وعندما يأتي الثلث األخير منه ت ارنا قد قلت همتنا وتوارت عزيمتنا ونامت العيون عن العبادات إنها 117

118 عشر اربحات و سباق للقلوب وموسم للتجارة ال اربحة وبداية قلب جديد لكل من أ ارد أن يغتسل من التقصير ولهذا جعل هللا آخره أفضل من أوله. إذا العشر األواخر ليست للكسل والنوم بل اجعل رسولك الحبيب قدوتك شمر وانفض عن نفسك بوادر الفتور إذا داهمتك وأيقظ أهل بيتك وقم الليل وأحيي النهار بالطاعات 118

119 وكان ال يترك أحد ا من أهل بيته صغير ا كان أو كبير ا يطيق الصالة إال وأيقظه فيا من هجرت لين الف ارش وخلوت بربك تناجيه وسكبت منك العب ارت وخرجت منك اآلهات ولهج اللسان بالدعاء وتشبثت بركب التائبين 119

120 وتركت طريق المذنبين وأيقنت أن النجاة مع قوافل المجاهدين فشددت من رحالك وأقمت العشر مخافة من أن تزل قدميك بعد ثبوتها على طريق الحق فسلكت درب حبيبك المصطفي فاعتكفت عن شواغل الحياه منقطعا عن الخالئق متفرغا لعبادة هللا فلقد كان من هدى الرسول صلوات ربي وسالمه عليه أنه إذا دخلت العشر األواخر من رمضان اعتزل فيها شواغل الحياه واعتكف عن الخالئق. فقد كان النبي عليه أفضل الصالة والسالم يعتكف آخر عشر أيام من كل رمضان وفي السنة الذي توفي فيها اعتكف عشرين يوم ا. 120

121 وكان يحتجر حصير ا يتخلى فيها من الناس فال يخالطهم وال يشتغل بهم أكمل الهدى وهذا وكان من هدى النبي صلى هللا عليه وسلم أنه إذا دخلت العشر اغتسل و تطيب يعني في العشر األواخر وقد ورد ذلك عن بعض الصحابة والتابعين جميع ا كانوا يفعلون ذلك. كان من هدى النبي صلى هللا عليه وسلم في العشر األواخر من رمضان من إكثار العبادات واالعتكاف والتطيب واالجتهاد في العبادة وهو الذى غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فكيف بحالنا نحن كيف لنا أن نضيع كنوز العشر ونحن أشد احتيا جا لها فهيا لنغتنم عطايا هللا لنا في عشر جاءت تمحو ما مضي. فلنشد الهمة حتى ال يأتي يوم الحساب فيقال لنا فيه: 121

122 كم من جائع حسب نفسه صائم ا وكم من مفلس ظن أن كفه مملوء وكم من خاسر حسب أنه فائز وكم من ضال حسب نفسه مهتدي ا فما أقرب الرب وما أغفل العبد! لحظات من السكون والهدوء قبل دخول العشر ت فرغ ما بداخلك ت زيح عن كاهلك شواغل الحياه لتتنعم في خي ارت العشر. إنها عشر التجليات.. عشر النفحات.. عشر العطايا والهبات. ياعبد هللا أكرم ضيفك فإنه أتى بالخير فماد مت تتنفس فما ازل هناك وقت لسجدة ودمعة ودعاء. تعايش مع أوقات العشر على أنها آخر عشر لك هذا العام واخرج منها ومن شهر رمضان ببداية حياة جديدة لك تتنعم فيها ما تبقي لك من قرب في طاعة. 122

123 ما أجمل أن تتزين السماء واألرض للصائمين في ليلة من أجمل ليالي رمضان! وما أعظم الباحثين عنها حين تصيب دعواتهم فيها ساعة إجابة! وما أكثر نزول دموع التائبين فيها صدقا! ففيها ي عطي الكريم حق ا بصدق لجوء العباد لرب التجليات وفيها ت غسل القلوب وتنهمر الدموع وترفع األك ف عالي ا ارجين أن يكونوا من الفائزين. إنها ليلتك وحدك ليلة تتغير فيها األقدار ليلة السعادة وتحقيق األمنيات ليلة العفو والعتق من الني ارن ليلة التجليات والنفحات والعطايا والهبات من 123

124 رب العباد هي أيض ا ليلة العمل واالجتهاد والعبادة والتقرب من هللا. إنها ليلة قدرك وقدري إنها إنها في العشر األواخر من رمضان وبالتحديد في الليالي الوترية. ومن عالمتها أن الهواء في ليلتها يكون كنسمة تعانق وجهك وجسدك برفق ستعيش ليلتها في سالم وهدوء وسكينة من مغرب الشمس حتى طلوع الفجر بينما من حولك يسمع الضجيج في كل شيء وسترسل الشمس أشعتها الذهبية وتنظر إليها بدون أن ترمش جفنيك أو تتصبب منها عرق ا بينما اآلخرون ال يستطيعون النظر إلى توهج أشعتها. إنها سالم حتى مطلع الفجر وستتنزل فيها مالئكة الرحمن تمأل األرض 124

125 نور ا وسالم ا بل الروح األمين في مقدمة المالئكة وهو جبريل عليه السالم. ما أعظمه من مشهد ومع أننا ال نرى مالئكة الرحمن في هذه الليلة إال أننا نشعر بكل هذه النفحات فلو أننا تخيلنا جمال هذه الليلة بما فيها من العطايا لوددنا أن توجد ليلة القدر في كل أيام العشر.. كال بل لتمنينا أن تكون طوال شهر رمضان.. فلنفتش عنها في كل يوم وليلة من العشر فإن أصبناها في عبادة ك ت ب لنا أجر عمل ثالث وثمانون سنة. يا هللا! وغفرت لنا جميع ذنوبنا وخط القلم فيها أقدارنا وأحوالنا وسجلت المالئكة أسمائنا في صحائف المعتوقين و إن لم نصبها في ذلك اليوم كتب لنا أجر االجتهاد والمثابرة والقرب من الحبيب. 125

126 أخي الصائم اجتهد في كل يوم وليلة لعل اجتهادك يصادف ليلة القدر فال تشغل نفسك بعالمات وال بفردي وال بزوجي فقط اغتنم العشر كلها وعدد فيها من الختمات وإخ ارج الصدقات وقم الليل واذكر ربك بالنهار وكن بار ا بوالديك واصال لرحمك واجعل أحوالك كلها تدور في دائرة االغتنام من كل العبادات كن ممن أخذ أجر إفطار صائم ولو على شربة ماء كن داعيا فيها إلى الخير فقط اضبط بوصلة قلبك على تردد أن تكون من الفائزين العشر بوج ه في عام وليلة القدر بوجه خاص. إنها البشرى التي بداخلها النجاة ففي هذا الشهر الكريم ثالث فرص للمغفرة من أضاعها كتب من المحرومين. 126

127 بشرى بشرى بشرى فهذه البشرى ال يصح بأي حال من األحوال أن يفوتها المؤمن فإنه إن فاتته األولى أدرك الثانية وإن فاتته الثانية أدرك الثالثة وهل يعقل أن أعرف طريق ا يمحو ويغفر جميع ذنوبي وال أدركه! 127

128 إنها ليلة تتنزل فيها مالئكة الرحمن شاهدة إما لك أو عليك. هل ترى هذه األحالم التي ت داعب قلبك من وقت آلخر ويتخللها وساوس الشيطان يقول لك ال أمل في تحقيقها فيهبط من عزيمتك ويجعلك ترى الدنيا قاتمة لكل منا أحالم ودعوات هذان زوج وزوجة ح رما من نعمة اإلنجاب فطرقا أبواب األطباء للتداوي فكانت اإلجابة مؤلمة: ال أمل لكم في اإلنجاب ولكنهما لم ييأسا بل طرقا أبواب رب العباد في ليلة التجليات والهبات فكان حسن اللجوء يعقبه صدق الوعد واإلجابة وكانت ليلة القدر شاهدة على عظمة الخالق فوهبهم من الذرية ما شاء. 128