World Bank Document

النسخ

1 Public Disclosure Authorized منطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا بالبنك الدولي الموجز االقتصادي الفصلي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا Public Disclosure Authorized أسعار النفط.. إلى أين Public Disclosure Authorized Public Disclosure Authorized العدد 7 يوليو/تموز 2016

2

3 منطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا بالبنك الدولي الموجز االقتصادي الفصلي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا أسعار النفط.. إلى أين

4

5 2016 البنك الدولي لإلنشاء والتعمير/البنك الدولي H Street NW, Washington DC هاتف: موقع اإلنترنت: بعض الحقوق محفوظة هذا التقرير هو نتاج عمل موظفي البنك الدولي مع إسهامات خارجية. وال تشك ل النتائج والتفسي ارت واالستنتاجات الواردة في هذا العمل بالضرورة وجهات نظر البنك الدولي أو مجلس مديريه التنفيذيين أو الحكومات التي يمثلونها. وال يضمن البنك الدولي دقة البيانات الواردة فيه. وال تعني الحدود واأللوان والم سم يات والمعلومات األخرى الم بي نة في أي خريطة في هذا العمل أي ح كم من جانب البنك الدولي على الوضع القانوني ألي إقليم أو تأييد هذه الحدود أو قبولها. وليس بهذه الوثيقة ما يشكل أو يعتبر قيدا على االمتيا ازت أو الحصانات التي يتمتع بها البنك الدولي أو تخليا عنها فجميعها محفوظ على وجه التحديد. الحقوق واإلذن بالطبع والنشر هذا العمل متاح بموجب ترخيص المشاع اإلبداعي IGO) :(CC BY 3.0 وبموجب هذا الترخيص يحق لك نسخ هذا العمل أو توزيعه أو نقله أو اقتباسه بما في ذلك لألغ ارض التجارية مع االلت ازم بالشروط التالية: نسبة العمل لصاحبه يرجى االلت ازم بالصيغة التالية عند االستشهاد بهذا العمل: شانتا ديفا ارجان وليلي متقي "أسعار النفط.. إلى أين " الموجز االقتصادي الفصلي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا" )يوليو/تموز( البنك الدولي واشنطن. المشاع اإلبداعي CC BY 3.0 الترخيص: نسب المشاع اإلبداعي Doi: / الترخيص: نسب.CC BY 3.0 IGO الترجمة إذا قمت بترجمة هذا العمل ي رجى إضافة صيغة إخالء المسؤولية التالية إلى جانب نسبة العمل لصاحبه: هذه الترجمة ليست من وضع البنك الدولي ويجب أال ت عتبر ترجمة رسمية له. وال يتحمل البنك الدولي أي مسؤولية عن أي محتوى أو خطأ في هذه الترجمة. االقتباس في حالة االقتباس من هذا العمل ي رجى إضافة صيغة إخالء المسؤولية التالية جنبا إلى جنب مع نسبة العمل لصاحبه: هذا اقتباس من عمل أصلي للبنك الدولي. والمسؤولية عن وجهات النظر واآل ارء الم عبر عنها في االقتباس تقع حص ار على مؤلف االقتباس أو مؤلفيه وهو غير م عتمد من البنك الدولي. المحتوى المملوك للغير - ي رجى مالحظة أن البنك الدولي ال يمتلك بالضرورة كافة مكونات المحتوى المتضمن في هذا العمل. ولذا فإن البنك الدولي ال يضمن أال يمس استخدام أي م كو ن منفرد مملوك للغير أو جزء منه ووارد في هذا العمل بحقوق الغير. وتقع مخاطر أي دعاوى قد تنشأ عن مثل هذا المساس على عاتقك وحدك. واذا أردت أن تعيد استخدام م كو ن من هذا العمل فإنك تتحمل المسؤولية عن تحديد ما إذا كان األمر يقتضي الحصول على ترخيص إلعادة االستخدام والحصول على إذن من صاحب حقوق الملكية. ومن األمثلة على المكونات على سبيل المثال ال الحصر الجداول أو األشكال أو الصور. ويجب توجيه جميع االستفسا ارت عن الحقوق والت ارخيص واألذون إلى مكتب الناشر بالبنك الدولي على العنوان التالي: NW, 1818 H Street.pubrights@worldbank.org فاكس: بريد إلكتروني: Washington, DC رقم الكتاب الدولي )إلكترونيا(: DOI: / صورة الغالف: موقع istock ومارك فولك.

6

7 منطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا بالبنك الدولي الموجز االقتصادي الفصلي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا أسعار النفط.. إلى أين وتقدير شكر الموجز االقتصادي الفصلي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا هو نتاج عمل مكتب رئيس الخب ارء االقتصاديين بإدارة منطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا التابعة للبنك الدولي. وهو م كم ل لتقرير المرصد االقتصادي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا الذي يصدره البنك الدولي مرتين سنويا مع م ارجعة آنية باستخدام بيانات شديدة التواتر للبلدان أو القضايا المختارة بالمنطقة. أعدت هذا التقرير الخبيرة االقتصادية ليلي متقي تحت إش ارف شانتا ديفا ارجان وبتوجيه من ماريا فاجلياسيندي. ونتقدم بخالص الشكر لجون بافيس وسحر سجاد حسين وتيمنا خان ويوسف كندربيوجو ونادر محمد وأالن مودي وف ارنسيسكا ليزيلوت أونسورج وهارون أوندر ودانا فوريسيك على ما قد موه من تعليقات مفيدة على الم سودة األولى للتقرير. وقدمت إي ازبيل تشال دابي وناثالي لينوبل وهيلين ماري لينش مساندة إدارية ممتازة في إعداد التقرير.

8

9 المحتويات مقدمة تفسير انهيار أسعار النفط في 2014 دور العرض والطلب تقل ب أسعار النفط المخزونات وأسعار النفط وانتاجه استعادة سوق النفط توازنها تجربة فت ارت هبوط أسعار النفط السابقة كيف تستعيد السوق توازنها ومتى أسعار النفط "الدنيا" التي تكفل توازن السوق احتياطيات النفط الصخري أسعار النفط المعادلة للتكاليف ما هو "الوضع االعتيادي الجديد" ألسعار النفط هل من المحتمل أن ي غي ر الوضع االعتيادي الجديد للنفط العقد االجتماعي القديم في الشرق األوسط وشمال أفريقيا كيف تتعامل منطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا مع اتهيار أسعار النفط دول مجلس التعاون الخليجي البحرين الكويت سلطنة ع مان قطر المملكة العربية السعودية اإلما ارت العربية المتحدة بلدان أخرى م صد رة للنفط الج ازئر إي ارن الع ارق ليبيا اليمن

10 تنويع النشاط االقتصادي في دول مجلس التعاون الخليجي الش اركات بين القطاعين العام والخاص (PPPs) خطط المساهمات الوطنية لمكافحة تغي ر المناخ (INDC) تخفيف حدة تغير المناخ التكي ف مع تغير المناخ 36 ثبت الم ارجع اإلطا ارت اإلطار 1 اإلطار 2 اإلطار 3 األشكال الشكل 1 الشكل 2 الشكل 3 الشكل 4 الشكل 5 الشكل 6 الشكل 7 الشكل 8 الجداول الجدول 1 الجدول 2 الجدول 3 دور السعودية "كمنتج مرجح" ع ل م النفط الصخري ما هي انعكاسات خروج بريطانيا من االتحاد األوروبي على أسعار النفط وبلدان الشرق األوسط وشمال أفريقيا األحداث الجيوسياسية واالقتصادية وأسعار النفط الخام تقل ب أسعار النفط المخزون المقارن في كاشينج وأسعار النفط االرتباط بين أسعار النفط وانتاجه )مايو/أيار يناير/كانون الثاني 2016( أسعار النفط المقارنة سعر خام برنت )دوالر/برميل( زيادة الكفاءة في صناعة النفط الصخري األمريكي أسعار النفط الفعلية والمتوقعة صاد ارت النفط كنسبة من الصاد ارت السلعية 2013 وأسعار النفط كميات النفط الخام العالمية مليون برميل يوميا تقدي ارت أسعار النفط المعادلة للتكاليف في صناعة النفط الصخري األمريكي النمو االقتصادي وآفاق الموازنة

11 ةرصتخملا ءامسلأاو ترا اصتخلاا ةكرش تيزلا ةيبرعلا ةيدوعسلا وكمارأ ARAMCO ليمرب ايموي b/d زاجتحا نوبركلا هنيزختو CCS حيباصم تنسرولف ةريغص CFLS ر شؤ م راعسأ نيكلهتسملا CPI ةرادلإا ةيكيرملأا تامولعمل ةقاطلا EIA ةدحو تامولعملا ةلجمب تسيمونوكيإ EIU رامثتسلاا يبنجلأا رشابملا FDI سلجم نواعتلا يجيلخلا GCC يلامجإ جتانلا يلحملا GDP تازاغ ةئيفدلا GHG رمتؤملا ينطولا ماعلا GNC تابكرم ورولفورولكورديهلا نوبرك HCFC ةصروب لاتننتنوكرتنإ ICE ةلاكو ةقاطلا ةيلودلا IEA لولح ةءاضلإا ةركتبملا ILS قودنص دقنلا يلودلا IMF تامهاسملا ةينطولا ةحفاكمل ريغت خانملا INDCS حرط يلوأ يف باتتكا ماع IPO ةطخ لمعلا ةلماشلا ةكرتشملا JCPOA ةئيه تاعورشم ةكارشلا نيب نيعاطقلا ماعلا صاخلاو تيوكلاب KAPP جمانرب ةءافك مادختسا ةقاطلا KEEP رانيد يتيوك KD ةموكح ميلقإ ناتسدرك KRG ماظن تادويادلا ةيئوضلا LED سايقملا رسيلأا LHS زاغلا يعيبطلا لاسملا LNG رانيد يبيل LYD ةقطنم قرشلا طسولأا لامشو ايقيرفأ MENA نط يرتم M/T نط نويلم يرتم لداعم يناث ديسكأ نوبركلا MTCO2E لئاوس زاغلا يعيبطلا NGLS ةنجل ثرون اتوكاد ةيعانصلا NDIC ةصروب كرويوين علسلل NYMEX ةمظنم نواعتلا ةيمنتلاو يف ناديملا يداصتقلاا OECD ريال ينامع OMR ةمظنم نادلبلا ةردصملا لورتبلل OPEC تاكارشلا نيب نيعاطقلا ماعلا صاخلاو PPP ليمربلل p/b سايقملا نميلأا RHS تاسسؤملا ةكولمملا ةلودلل SOEs

12 المشروعات الصغيرة والمتوسطة صندوق الثروة السيادية المملكة المتحدة اتفاقية األمم المتحدة اإلطارية بشأن تغي ر المناخ الواليات المتحدة ضريبة القيمة المضافة خام غرب تكساس الوسيط SMES SWF U.K. UNFCCC U.S. VAT WTI

13 مقدمة منذ سبتمبر/أيلول 2014 انخفضت أسعار النفط الخام العالمية بأكثر من النصف لت سج ل مستوى متدنيا جديدا عند 30 دوال ار للبرميل )خام برنت( في فب ارير/شباط ومنذ ذلك الحين انتعشت األسعار حتى وصلت إلى 50 دوال ار للبرميل في مايو/أيار من ج ارء تعط ل إمدادات المعروض في نيجيريا وكندا والزيادة الموسمية للطلب في فصل الصيف. ولم يصمد االنتعاش الذي تحقق في اآلونة األخيرة ألن مخزونات النفط العالمية ال ت ازل أعلى بدرجة ملموسة من متوسطاتها التاريخية وألن إي ارن والع ارق يزيدان إنتاجهما وروسيا والمملكة العربية السعودية وغيرهما يرفعان إنتاجهما إلى أعلى مستوياته منذ يناير/كانون الثاني وحتى إذا استمر هذا االنتعاش فإن االحتمال ضعيف أن تعود األسعار إلى خانة المئات التي كانت فيها خالل السنوات بسبب التغي ارت األساسية في سلوك الجهات الفاعلة في السوق. فمع وجود على وجه الخصوص 4200 بئر نفط م عطلة )مجموع اآلبار التي لم يكتمل تجهيزها من أجل اإلنتاج( وفاصل زمني في االستجابة برفع اإلنتاج أو خفضه يت اروح بين أربعة أشهر وستة أشهر تقريبا - بالمقارنة مع بضع سنوات لمنتجي النفط التقليديين- فإن قطاع النفط الصخري األمريكي ربما أصبح م نت جا حديا. ويبدو أن السعودية تخلت عن القيام بدور المنتج المرجح الذي يستوعب تقلبات العرض والطلب في السوق العالمية. ومن الواضح أن سوق النفط دخلت وضعا اعتياديا جديدا. وي حاول هذا التقرير فهم العوامل الم ؤدية إلى هذا الوضع االعتيادي الجديد من أجل تبيان تطو ر أسعار النفط العالمية في المستقبل وتداعياتها على اقتصادات منطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا. ونبدأ بمحاولة تفسير انهيار أسعار النفط في عام 2014 مع مالحظة أنه سبقته زيادة كبيرة في حجم تقل بات أسعار النفط وتواترها. وساهمت هذه التقل بات في ت اركم مخزونات النفط الذي يعزو إليه الكثير من الم ارقبين ومنهم اإلدارة األمريكية لمعلومات الطاقة هبوط أسعار النفط. ومع مالحظة أن وقائع الماضي ت ظه ر أن نوبات هبوط أسعار النفط استمرت وقتا أطول من موجات صعودها فإننا نرى أن الوضع الحالي قد يستمر بسبب تغي ر سلوكيات األط ارف الفاعلة في السوق وضع ف الطلب العام على النفط ومن غير المتوقع أن يتحسن في أي وقت قريبا. ووجدنا في الواقع أن االرتباط بين إنتاج النفط وأسعاره الذي كان العهد به أنه ارتباط إيجابي قد بات سلبيا فت ارجع أسعار النفط تقابله زيادة في اإلنتاج. وفي غياب أي انتعاش للطلب 1 قد يؤدي هذا الوضع إلى استم ارر الزيادة في مخزونات النفط. وبتجميع هذه النتائج معا نتوقع أن تستمر سوق النفط العالمية في وضعها ال ارهن من وفرة المعروض وأن تستعيد توازنها في أوائل عام 2020 عند أسعار تواز ن قريبة من التكلفة الحدية للم نت ج األخير )منتجي النفط الصخري األمريكي أو منتج مرجح آخر(. ومن الم حتمل أن تت اروح أسعار النفط في نطاق من 53 إلى 60 دوال ار للبرميل. واذا ارتفعت األسعار عن الحد األعلى لهذا النطاق فسي شج ع ذلك منصات الحفر ويؤد ي إلى وفرة أخرى في المعروض أما إذا انخفضت األسعار عن الحد األدنى فسيمنعها ذلك من دخول السوق. مهما يكن من أمر فإن المخاطر التي يتعرض لها توقيت استعادة السوق لتوازنها ال ت ازل كبيرة وذلك بسبب احتمال انخفاض الطلب )انظر الحاشية 1( واستم ارر وفرة المعروض. 1 ت ظه ر التقدي ارت المبدئية للبنك الدولي أن ق ارر بريطانيا في اآلونة األخيرة بالخروج من االتحاد األوروبي سيؤد ي على األرجح إلى مزيد من الت ارجع في النمو االقتصادي العالمي. 1

14 وسيتبين أن الوضع االعتيادي الجديد ألسعار النفط إيذان بأوقات عصيبة لمنتجي النفط في الشرق األوسط وشمال أفريقيا إذ أن هذه األسعار أقل كثي ار من المستويات المطلوبة لتحقيق التوازن في موازناتها. و ازدت أسعار النفط المعادلة للتكلفة زيادة كبيرة بمرور الوقت بسبب زيادة إنفاق الحكومات في سنوات الرواج السيما بعد انتفاضات الربيع العربي عام 2011 حيث ازدت الحكومات في البلدان الم صد رة والمستوردة للنفط الدعم الحكومي وفاتورة أجور القطاع العام. وعلى سبيل المثال طبقت السعودية حزمة من إج ارءات الرفاه قيمتها 93 مليار دوالر. ورفعت أيضا بلدان مستوردة للنفط مثل تونس ومصر الدعم الحكومي وأجور موظفي جهاز الخدمة المدنية وذلك بفضل تحويالت المغتربين والمعونات التي ت قد مها الدول المصدرة للنفط. ومع الهبوط الحاد ألسعار النفط في عام 2014 بدأت هذه الصورة في التغير. فقد كانت الثروة النفطية ت ستخد م في دعم العقد االجتماعي القائم بين الدولة والمواطنين حيث كانت الدولة ت قد م الدعم للوقود والمواد الغذائية وخدمات الرعاية الصحية والتعليم المجانية واإلعانات والوظائف في القطاع العام في مقابل مشاركة ضعيفة للمواطنين ومحدودية المساءلة )ديفا ارجان ومتقي 2015(. وبدأ هذا العقد يتصدع. إذ تتخذ الحكومات في أنحاء المنطقة إج ارءات ساد االعتقاد طويال أنها مستحيلة منها على سبيل المثال ال الحصر فرض ض ارئب والغاء دعم الوقود وخفض الوظائف واألجور في القطاع العام. وخفضت البلدان الم صد رة للنفط كلها تقريبا الدعم على الوقود والكهرباء والغاز والمياه )ديفا ارجان ومتقي 2016(. وحتى البلدان الم ستور دة للنفط مثل المغرب ومصر واألردن التي بدأت إصالح نظم الدعم في عام 2014 تتحو ل من اعتماد سعر محلي ثابت للوقود إلى سعر مرتبط باألسعار العالمية. والكثير من البلدان تخفض اإلنفاق العام والبعض منها مثل الج ازئر جم دت التعيينات الجديدة في القطاع العام. وطب ق المغرب وبعض دول مجلس التعاون الخليجي إج ارءات لتحسين كفاءة استخدام الطاقة وخفض االنبعاثات الكربونية. واذا استمرت هذه اإلصالحات فإنها قد تؤد ي إلى تعزيز كفاءة اقتصادات الشرق األوسط وشمال أفريقيا في المستقبل. تفسير انهيار أسعار النفط في 2014 لفهم المسار المحتمل ألسعار النفط في المستقبل نبدأ بالنظر في العوامل التي أد ت إلى الهبوط الحالي. فأسعار النفط تتسم بالتقل ب الشديد على األمد القصير ولكن على األمد الطويل )على مدى العقود األربعة الماضية( شهدت سوق النفط خمس دو ارت رواج وكساد كبيرة فحسب. 2 واستمرت نوبات الصعود الثالث الكبيرة ألسعار النفط ست سنوات لكل منها في المتوسط. ففي عام 1974 قفز سعر برنت الخام أربعة أضعافه )بسبب حظر النفط العربي( من 2.80 دوالر للبرميل قبل ذلك بسنة. وبعد مرور أقل من ست سنوات ازدت أسعار النفط مرة أخرى ثالثة أضعاف لتصل إلى 32 دوال ار للبرميل في عام 1979 متأث رة بالتوت ارت الجيوسياسية الناجمة عن الثورة اإلي ارنية وبدء الحرب بين إي ارن والع ارق. وظلت األسعار حول ذلك المستوى قبل أن تهبط أكثر 1999 من النصف في عام ولم تبدأ أسعار النفط باالنتعاش إال في عام 2005 لتصل إلى ضعفي مستواها في عام 2 لالطالع على د ارسة حالة لدو ارت الرواج والكساد السابقة ودور عوامل العرض والطلب في هبوط أسعار النفط انظر أيضا.Baffes, Kose, Ohnsorge and Stocker (2015) 2

15 وتتجاوز 100 دوالر للبرميل لمدة ثالثة أعوام وتوقعات حدوث انخفاض مفاجئ للمعروض من النفط ونجمت نوبات الصعود الثالث في معظمها عن تطور ات جيوسياسية وحدثت نوبتا هبوط كبيرتان لألسعار في عامي 1986 و 2014 واستمرت األولى 18 عاما واستمرت الثانية ق اربة ثالثة أعوام )حتى اآلن(. وت عز ى نوبتا الهبوط كلتاهما )1986 و 2014 ( إلى عوامل تتصل بالمعروض سببها زيادة في إنتاج النفط في بلدان غير أعضاء بمنظمة البلدان المصدرة للبترول )أوبك( وكذلك إج ارءات اتخذتها بلدان أوبك في سعيها للحفاظ على حصتها في السوق مع استم ارر ضعف الطلب. وفضال عن نوبتي الهبوط هاتين حدث انخفاض قصير األجل لألسعار دفعت إليه عوامل الطلب في عام على الوقود في بداية الركود العظيم لكن سرعان ما انتعشت األسعار مع صعود الطلب العالمي دور العرض والطلب. إن نظرة فاحصة لت ارجع أسعار النفط في عام 2014 تكشف عن العوامل التالية بوصفها أهم العوامل. فقد ظل الطلب على النفط ضعيفا خالل العامين الماضيين بسبب ت ارجع النشاط االقتصادي في أوروبا وبلدان آسيا. وارتفع طلب الصين على النفط بما يعادل إجمالي استهالك اليابان والمملكة المتحدة من النفط عام 2013 ثم هبط بشدة عام 2014 مع تباطؤ اقتصادها إلى جانب بطء النمو االقتصادي في أوروبا وبلدان آسيا األخرى. وباستخدام نموذج بسيط لالقتصاد القياسي أظهر هاميلتون )2015( أن نحو 42 في المائة من الهبوط الحاد ألسعار النفط بين سبتمبر/أيلول وديسمبر/كانون األول 2014 ي عزى إلى هبوط الطلب العالمي بسبب زيادة بطء النمو في أوروبا وأج ازء من آسيا. وفي جانب المعروض تواجه سوق النفط فائضا في المعروض يصل إلى 1.5 مليون برميل يوميا ولن ينحسر في أي وقت قريبا بسبب العوامل التي سنناقشها فيما يلي. تقل ب أسعار النفط. إن المعروض من النفط والطلب عليه ت حد دهما قوى السوق وأحوال خارج نطاق السوق ال يمكن تحديدها سلفا وهو ما يجعل أسعار النفط شديدة التقل ب إذا ما قورنت بكل السلع األولية األخرى. فالنفط -أكثر من السلع األولية األخرى- كثي ار ما ي ستخد م كأداة لالستثمار المالي والتحو ط والمضاربة. ويسهم في تشكيل التوقعات الخاصة بأسعار النفط الدور المهيمن في لندن وبورصة نيويورك للسلع )نايمكس( في تداول العقود اآلجلة في اثنين من خامات النفط هما لبورصة إنتركونتنينتال 3 غرب تكساس الوسيط وبرنت بحر الشمال. وتخلق ضخامة مشتريات المضاربين من العقود اآلجلة للنفط الخام طلبا إضافيا على النفط قد يسهم في ارتفاع األسعار بنفس الطريقة التي يعمل بها الطلب الفعلي في السوق الفورية. واذا كان من المتوقع أن ترتفع األسعار في العقود اآلجلة فإن شركات النفط تجد حاف از لش ارء مزيد من النفط وتخزينه ومن ثم تزيد تقل بات الطلب و األسعار وتت اركم المخزونات. 3 بدأت التعامالت اآلجلة في البورصة الدولية للسلع في لندن تتداول عقد آجل لغرب تكساس الوسيط -وهو نوع من النفط الخام ي نتج وي سلم في الواليات المتحدة- في يناير/كانون الثاني

16 وفضال عن ذلك ي ستخدم النفط كأداة في السياسة الدولية ويلعب في الوقت الحالي دو ار إست ارتيجيا في السياسة الخارجية لكبار منتجي النفط. فحظر النفط العربي عام 1973 والثورة اإلي ارنية عام 1979 وحرب 1980 بين الع ارق واي ارن وفي اآلونة األخيرة الحظر الذي فرضته الواليات المتحدة وأوروبا على الع ارق واي ارن وليبيا ليست سوى أمثلة قليلة على ذلك االستخدام. وبين عامي 1970 و 2010 وقع ما ال يقل عن 12 حدثا ساهمت في تشكيل الصدمات التي تعرضت لها سوق النفط )انظر الشكل 1(. كما أن قيمة الدوالر األمريكي عامل آخر يرتبط بأسعار النفط ارتباطا سلبيا. فت ارجع الدوالر )الذي ت قوم به أسعار النفط( قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط أما صعود الدوالر فقد يكون تأثيره عكس ذلك. الشكل 1. األحداث الجيوسياسية واالقتصادية وأسعار النفط الخام أسعار خام تكساس الوسيط بالدوالر للبرميل هذه األحداث هي : 1: نفاد فائض الطاقة اإلنتاجية األمريكية و 2 : الحظر النفطي العربي و 3 : الثورة اإلي ارنية و 4 : الحرب بين إي ارن والع ارق و 5 : تخل ي السعودية عن دور المنتج المرجح و 6 : الغزو الع ارقي للكويت و 7 : األزمة المالية اآلسيوية و 8 : خفض أوبك سقف إنتاجها المستهدف 1.7 مليون برميل يوميا و 9: هجمات 11 سبتمبر/أيلول و 10: انخفاض فائض الطاقة اإلنتاجية و 11: األزمة المالية العالمية و 12 : خفض أوبك سقف إنتاجها 4.2 مليون برميل يوميا. المصادر: اإلدارة األمريكية لمعلومات الطاقة وطومسون رويترز. تاريخ آخر تحديث 2016/6/30 بيانات ربع سنوية. مالحظة: أسعار النفط الحقيقية محسوبة على أساس مؤشر أسعار المستهلكين األساسي 2010= 100. لتفسير حجم التقل ب في سوق النفط نحسب مؤش ار للتقل ب للفترة وذلك عن طريق أخذ بيانات شهرية ألسعار خام برنت الحقيقية. والمؤشر المحسوب هو االنح ارف المعياري ألسعار النفط الشهرية في فترة ستة أشهر والذي يمتد إلى باقي الفت ارت وهو م وضح في الشكل 2. ويأخذ اتجاه مؤشر تقلب أسعار النفط في العادة شكل معادلة متسلسلة متعددة الحدود من الدرجة الثالثة يناسب شكل االنتشار. )الخط األسود الشكل 2(. 4

17 وعند النظر إلى تطو ر سوق النفط في الشكل 2 يبدو أن سوق النفط كانت مستقرة خالل الفترة وفي هذه الفترة لم يكن النفط ي عتب ر أداة لتحقيق أغ ارض سياسية أو للمضاربة. وبدأ التقل ب يدخل سوق النفط بعد عام 1970 إذ نالحظ خمس ويمكن مالحظة أن فت ارت االرتفاع في الفترة فت ارت الرتفاع أسعار النفط بين عامي 1970 و 1991 يعقبها استق ارر األسعار. 4 من 1972 إلى 1991 تتبع نمط الدو ارت االقتصادية )تتكرر كل ستة أعوام أو نحو ذلك( لكن النمط يتغير مع اقت اربنا من الوقت الحاضر. ففي عام 2006 بدأ التقل ب يزداد بشدة ليصل إلى ذروته في عام وكانت فترة االرتفاع في 2008 تمثل أكبر تقل ب في أسعار النفط في األعوام الثالثة واألربعين الماضية. وقد يكون السبب في ذلك صعوبة التنبؤ بأسعار العقود اآلجلة وحقيقة أن أسعار النفط ال تتأثر بالكميات المطلوبة والمعروضة فحسب ولكن أيضا بحالة عدم اليقين في السوق والتغي ارت في إقبال المستثمرين وأحداث جيوسياسية واقتصادية م عينة خالل هذه الفترة. الشكل 2. تقل ب أسعار النفط المصدر:.World Bank and MACROTRENDS 2005 يتغي ر نمط التقل ب بعد عام 2008 مع اتجاه متصاعد في التواتر والسرعة في مؤش ر التقل ب. فخالل عامي بلغ و مؤش ر التقل ب في المتوسط نحو 4.3 في المائة أما في عام فقفز إلى في المائة. وظل م عدل التقل ب مرتفعا بعد ذلك السيما في الربع األخير من عام 2014 وبقي في خانة العش ارت واستمر هذا االتجاه حتى عام وبلغ مؤش ر التقل ب ذروته في الربع األول من عام 2015 كما يتضح في القفزة الكبيرة في الشكل. 2 وصاحب هذا هبوط حاد في األسعار الفورية. 4 مع اشتداد التقل بات نشأت الحاجة إلى آليات ت مك ن المنتجين والمستهلكين من التحو ط اتقاء لهذه التقل بات. واتسمت تعاقدات المعامالت الثنائية والعقود اآلجلة والخيا ارت بهذا التقل ب األمر الذي ازد من تعقيد السوق. 5

18 وبمقارنة فترتي االنخفاض في األسعار يظهر أن التقل ب بعد عام 2014 أعلى كثي ار من حيث التواتر والسرعة إذا ما قورن بهبوط أسعار النفط في عام 1986 حينما بلغ مؤش ر التقل ب في المتوسط 3.5 في المائة عام فالتقل ب ي ؤث ر على المخزونات والعكس صحيح. وفي مقالتها وثمة عالقة ت اربط بين التقل ب ومعدل اإلنتاج ومستويات المخزونات. 5 في مايو/أيار 2016 خلصت الوكالة األمريكية لمعلومات الطاقة إلى أن مخزونات النفط الخام أحد األسباب المؤدية إلى تقل ب أسعار النفط. ومن ناحية أخرى يذهب بينديك )2004( إلى القول بأن التغي ارت في معدل التقل ب قد ت ؤث ر على القيمة الحدية للمخزونات - أي تكلفة الفرصة البديلة إلنتاج النفط اآلن بدال من االنتظار. فالم نت جون المناف سون يحوزون مخزونات لخفض تكاليف تعديل اإلنتاج. وباستخدام نموذج هيكلي لإلنتاج لثالث سلع أولية في اثنين من األسواق يشرح بينديك عالقات الت اربط بين تقل ب أسعار النفط ومعدالت اإلنتاج ومستويات المخزونات. وهو يرى أن تقل بات األسعار )سواء نجمت عن تقل بات في صافي الطلب أو شيء آخر مثل عمليات الش ارء والبيع بدافع المضاربة( ست ؤد ي إلى تقل ب مستويات االستهالك واإلنتاج. وهكذا فإن زيادة تقل ب األسعار ستصاحبها زيادة تقل ب مستويات اإلنتاج واالستهالك. ويشير هذا ضمنا بدوره إلى زيادة الطلب من أجل التخزين وعند مستوى م عين للمخزون سيرغب المشاركون في السوق في االحتفاظ بقدر أكبر من المخزون من أجل تفادي التقلبات في اإلنتاج واالستهالك. وستكون النتيجة تحو ال بالصعود في الطلب على المخزون. - حيث وتدعم البيانات التاريخية فيما يبدو ال أري الثاني. وي ظه ر الشكل 3 مخزونات النفط في مستودع كاشينج في أوكالهوما 6 تتحدد أسعار العقود اآلجلة لخام غرب تكساس الوسيط وأسعار خام غرب تكساس الوسيط في الفترة من يناير/كانون الثاني 2014 إلى مارس/آذار فأسعار النفط ترتبط ارتباطا سلبيا بكميات النفط المخز نة في كاشينج. وفي الفترة من يناير/كانون الثاني 2014 إلى أغسطس/آب 2014 هبطت المخزونات بشدة وسجلت أسعار النفط أعلى مستويات لها متخطية 100 دوالر للبرميل. ونظ ار ألن األسعار المرتفعة حف زت أنشطة الحفر ازد اإلنتاج من منتجي النفط التقليدي والصخري األمريكي وكانت زيادة النفط الصخري أسرع. وكما بينا آنفا فإن هذه هي الفترة التي تغير فيها نمط تقل ب أسعار النفط تغي ار جوهريا. ويبدو أن زيادة عدم اليقين أدت إلى زيادة التقل ب في السوق ومن ثم إلى زيادة هائلة في المخزونات. ويبدو ببساطة أن اشتداد التقل ب في السوق يزيد الطلب على المخزونات من أجل مواجهة احتماالت تعط ل إمدادات المعروض. وأدى ق ارر منظمة أوبك في نوفمبر/تشرين الثاني 2014 بعدم خفض اإلنتاج إلى زيادة مفاجئة في التقل بات وما أعقب ذلك من قف ازت أخرى أفضت إلى زيادة حادة في مخزونات النفط في أبريل/نيسان ومع أن المخزونات انخفضت ببطء في أبريل/نيسان ويونيو/حزي ارن 5 6 يجري في العادة االحتفاظ بالمخزونات لمواجهة تقل بات الطلب. وط ر ح ت فكرة "االحتياطيات اإلست ارتيجية" أول مرة في أعقاب صدمة أسعار النفط في السبعينات. والغرض من احتياطيات النفط اإلست ارتيجية هو توفير إمدادات النفط في فت ارت "توقف اإلمدادات" )ك اربيلز 1980(. ويجري اآلن االحتفاظ بالمخزونات ألغ ارض المضاربة )حينما يتوقع المرء ارتفاع أسعار العقود اآلجلة عن األسعار الحالية( ومن ثم يزداد الطلب على المخزونات. كاشينج في أوكالهوما هو أكبر مستودع لتخزين النفط في العالم. وتبلغ سعته االستيعابية 73 مليون برميل أو نحو 13 في المائة من المخزونات األمريكية. ويجري من خالله تداول ما يربو على ثالثة مليا ارت برميل من العقود اآلجلة لخام غرب تكساس الوسيط أسبوعيا. والنذر اليسير من هذه التعاقدات ينجم عنه تسليم فعلي للنفط. وبدال من ذلك تبرم معظم التعاقدات على أساس التسليم اآلجل )المصدر: )Oilprice.com 6

19 فإن االتجاه نحو االرتفاع استمر حتى فب ارير/شباط من ذلك العام. ومن أجل زيادة فهم االرتباط بين التقل ب ومستويات المخزونات ومعدل اإلنتاج نفحص اآلن عالقة االرتباط بين أسعار النفط وانتاجه. المخزونات وأسعار النفط وانتاجه تتحدد أسعار التوازن في سوق النفط بتقاطع منحنيي العرض والطلب. وبسبب طبيعة النفط يوجد تفاوت زمني بين تغي ارت األسعار والتعديالت في إنتاج النفط واستهالكه. وبعبارة أخرى العرض والطلب في سوق النفط ال يتسمان بالمرونة في األمد القصير. وقد ت فس ر عوامل مختلفة مثل مستوى فائض الطاقة اإلنتاجية أو المخزونات السبب في أن المرونة السعرية للعرض والطلب قد تضعف في فت ارت م عينة. وتت اروح تقدي ارت المرونة بين في األمد القصير و في األمد الطويل للطلب وبين 0.04 )األمد القصير( و 0.35 )األمد الطويل( للعرض. وتشير تقدي ارت اإلدارة األمريكية لمعلومات الطاقة ومؤسسة سيستم ساينسز إلى منحنيات أقل مرونة للعرض تت اروح بين 0.02 في األمد القصير و 0.10 في األمد الطويل. الشكل 3. المخزون المقارن في كاشينج وأسعار النفط مؤش ر المخزونات المقارنة )1 هبوط المخزونات أبريل/نيسان- سعر غرب تكساس الوسيط يناير/كانون الثاني 2016= 1( ومؤش ر تقل ب أسعار النفط )12 انتعاش األسعار أبريل/ نيسان-يونيو/حزيران المخزونات المقارنة في كاشينج اجتماع أوبك في 28 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014 المصدر: اإلدارة األمريكية لمعلومات الطاقة ومؤسسة البيرينث لالستشارات سعر خام غرب تكساس )دوالر/برميل( فبارير/شباط 2015=1( المصدر: اإلدارة األمريكية لمعلومات الطاقة ومؤسسة البيرينث لالستشا ارت. ولتفسير سلوك منتجي النفط في السوق في وقت م عين أنشأنا خط اتجاه ألسعار النفط وانتاجه باستخدام بيانات شهرية للفترة من مايو/أيار 1987 إلى يناير/كانون الثاني 2016 حيثما كانت البيانات متاحة. ويعرض الشكل 4 إجمالي إنتاج النفط العالمي )مليون برميل يوميا( مقابل أسعار نفط خام برنت )بالدوالر للبرميل( باستخدام بيانات قابلة للمالحظة. ويعكس سعر التوازن عند 7

20 Brent spot price (monthly/$ a barrel) أي نقطة من الوقت تقاطع منحنيي العرض والطلب. ويأخذ خط االتجاه شكل معادلة متسلسلة متعددة الحدود من الدرجة السادسة الذي يناسب شكل االنتشار )الخط األسود الشكل 4(. 7 وبالنظر إلى الشكل 4 يبدو أنه توجد ثالث م ارحل متمي زة: قبل 2004 كان خط االتجاه ثابتا زيادة ضئيلة في األسعار ت ؤد ي إلى زيادة كبيرة في اإلنتاج. وهذا ي فس ره سلوك منظمة أوبك والسيما الموقف الفريد لقيام السعودية بدور "المنتج المرجح" الذي يمتص التقل بات في العرض والطلب من أجل الحفاظ على استق ارر السوق واألسعار. ومن عام 2004 إلى النصف األول من عام 2014 أصبح انحدار خط االتجاه أكثر حدة حيث ال تصاحب الزيادات الضئيلة في األسعار زيادات مقابلة في اإلنتاج. الشكل 4. االرتباط بين أسعار النفط وانتاجه )مايو/أيار يناير/كانون الثاني 2016( y = -6E-06x x x x x x R² = سعر برنت الفوري )شهريا دوالر/برميل( إنتاج النفط مليون برميل يوميا المصدر:.Data from EIA and Ycharts ونالحظ أيضا زيادة في حجم التقل ب في أسعار النفط في 2004 ليبلغ ذروته في عام 2008 )انظر الشكل 2( وي مك ن تفسير صعود أسعار النفط في النصف األول من عام 2008 بالتحرك )الزيادة( في الطلب حيث أن اإلنتاج لم يكن يستجيب بسرعة كافية للتغي ارت المقابلة في األسعار. والسبب في ذلك أن أعضاء أوبك كانوا يفتقرون إلى الطاقة اإلنتاجية الكافية بعد سنوات من تقييد االستثما ارت لسد الفجوة المت ازيدة بين الطلب العالمي وامدادات المعروض من خارج أوبك. وي عز ى الهبوط الحاد لألسعار في النصف الثاني 7 المعادلة المتعددة الحدود من الدرجة السادسة تصور البيانات بشكل أفضل كما يتضح في القيمة المرتفعة لمعامل التحديد 2 R التي تقترب من 90 في المائة. 8

21 من عام 2008 إلى الت ارجع الحاد للطلب إذ تضرر االقتصاد العالمي بشدة من ج ارء األزمة المالية. وهكذا كان العامل الرئيسي في إحداث تغي ارت كبيرة في أسعار النفط خالل هذه الفترة هو التقل بات في الطلب على النفط. والسمة المثيرة لالهتمام في خط االتجاه هو التحر ك المفاجئ للخلف ابتداء من سبتمبر/أيلول 2014 حيث صاحب هبوط األسعار زيادة في المعروض )انظر الشكل 4(. وهذا هو الوضع الحالي في سوق النفط حيث إنتاج النفط في ازدياد والطلب عليه في ركود. وبسبب أوجه التصل ب على األمد القصير وارتفاع تكلفة التكي ف يواصل الم نت جون والسيما من يتحملون تكلفة عالية منهم عمليات اإلنتاج حتى تصبح اإلي اردات أقل من التكلفة الحدية لإلنتاج. فهم يحاولون تغطية تكاليفهم الم تغي رة على األقل )تميي از لها عن التكاليف الثابتة( التي تتباين بدرجة كبيرة من خمسة دوال ارت للبرميل في السعودية إلى 60 دوال ار للبرميل وأكثر في النفط الصخري األمريكي غير التقليدي )انظر القسم الخاص بأسعار النفط المعادلة للتكلفة(. 9

22 اإلطار 1. دور السعودية "كمنتج مرجح" كانت أهمية سلوكيات منظمة أوبك ووظائفها واألهم من ذلك الدور المهيمن للسعودية موضوعا لكثير من البحوث والد ارسات. وتشير هذه األدبيات إلى وجود مجموعتين من النماذج التي تفسر سلوك بلدان أوبك. المجموعة األولى التي ال تعترف بأوبك كتجم ع )كارتل( لم نت جي النفط المختلفة أحجامهم ولذلك ظهر دور السعودية "كمنتج مرجح". ويمكن تجميع هذه النماذج في اثنين: نموذج الكارتل المتجانس لجيلبرت )1978( وبينديك )1978( وساالنت )1976( والنموذج التنافسي لماك أفوي )1982(. وهناك مجموعة ثانية من الد ارسات التي تبحث دور السعودية كمنتج مرجح ي هيمن على صنع الق ار ارت في أوبك ومن ثم على أسعار النفط في السوق العالمية. ومع أن النتائج مختلطة فإنه يبدو أن النماذج التي ت فس ر دور أوبك في تحديد األسعار السيما خالل السبعينات والثمانينات والتسعينات والعقد األول من القرن الحالي قد القت بعض التأييد. وعلى سبيل المثال ي صو ر نموذج جيلبرت )1978( سلوك منظمة أوبك على أساس أنها الم نت ج الم هيم ن صانع السوق وفق نظرية ستاكلبرج أما المنتجون اآلخرون فهم تابعون ال يستطيعون فرض األسعار. وي طب ق بوكيم )2004( نظرية التنظيم الصناعي التجريبي الجديد ويخلص إلى أن منظمة أوبك تتصرف كقائد يتحكم في األسعار أما الموردون اآلخرون جميعا فهم تابعون يتقب ل ون األسعار كما هي. وبحث هوبمان وهولز )2012( ما إذا كانت السعودية تقوم بدور ال ارئد وفق نظرية ستاكلبرج- داخل أوبك في عدد من السيناريوهات التي تتصل بالقوة في السوق وتت اروح من المنافسة الكاملة إلى الكارتل. ووضعا نموذج محاكاة عدديا يسمح بإمكانية التفاعل االست ارتيجي بين األط ارف الفاعلة. وت ظه ر النتائج أنه إذا قامت السعودية بدور ال ارئد وفقا لستاكلبرج فإنها ت نت ج بكامل طاقتها ومن ثم تستفيد من األثر المشترك للكمية والسعر. ويشير هذا بقوة إلى نتيجة مؤداها أن السعودية كانت في الواقع مهيمنة على سوق النفط العالمية قبل الهبوط الحالي ألسعار النفط. فما الذي تغير منذ انهيار األسعار في سبتمبر/أيلول 2014 إحدى المشكالت التي تواجهها أوبك هي تجاوز األعضاء الحصص اإلنتاجية الم خصصة لهم. وتفاقمت هذه المشكلة منذ عام 2014 مع قيام الع ارق بإعادة بناء طاقته اإلنتاجية واعت ازم إي ارن إغ ارق السوق بإمدادات إضافية قدرها مليون برميل يوميا بعد رفع العقوبات عنها. وتعتزم إي ارن في الواقع مضاعفة إنتاجها إلى 6 ماليين برميل يوميا بنهاية العقد. ولتحقيق توازن السوق والتخلص من فائض المعروض يلزم خفض اإلنتاج 1.5 مليون برميل يوميا - ما يعادل خفض إنتاج النفط في البلدان األعضاء بنسبة 5 في المائة )يبلغ اإلنتاج الكلي ألوبك نحو 32 مليون برميل يوميا(. وفي هذه العملية إذا استطاعت الرياض الحفاظ على دورها ال ارئد "كم نت ج مرجح" واستيعاب التقل بات في المعروض فإنها ستتحمل بذلك أغلب الخفض في إنتاج النفط مثلما فعلت في الماضي. وسوف يؤدي هذا إلى انخفاض إنتاج السعودية بالمقارنة باألعضاء اآلخرين في بيئة تشهد بالفعل أسعار نفط منخفضة األمر الذي يفتح الباب أمام تعرضها لضغوط مالية طويلة األمد. ولكن يبدو أن السعوديين اختاروا الحفاظ على حصتهم في السوق بدال من السعي بقوة لقيادة أوبك. وفضال عن ذلك فإنه تبين أن قطاع النفط الصخري األمريكي لديه فائض من الطاقة اإلنتاجية ي تيح له االستجابة بسرعة وكفاءة الضط اربات السوق )انظر القسم الخاص باستعادة سوق النفط توازنها(. 10

23 استعادة سوق النفط توازنها اآلن وقد أصبحت لدينا فكرة أفضل عن العوامل التي ساهمت في هبوط أسعار النفط بعد عام 2014 يثور السؤال إلى متى سيستمر الهبوط ولإلجابة عن هذا السؤال يجب أن ننظر أوال إلى تجربة موجات هبوط أسعار النفط السابقة ثم ننتقل إلى بحث الوضع ال ارهن والعوامل التي ستفضي إلى استعادة سوق النفط توازنها. تجربة فت ارت هبوط أسعار النفط السابقة. كما سبق أن أوضحنا تستمر فت ارت هبوط أسعار النفط وقتا أطول من فت ارت ارتفاعها. ويكمن السبب في ميل منحنى العرض الذي يتسم بأنه غير مرن نسبيا السيما في األمد القصير )انظر الشكل 4 على سبيل المثال(. وال يستجيب منتجو النفط )خالفا لمنتجي السلع األولية األخرى( بالضرورة ألسعار النفط المنخفضة بتخفيض إمداداتهم )انظر القسم السابق(. على النقيض من ذلك أثناء فت ارت الهبوط يستجيب بعض منتجي النفط )غير التقليدي( ذوي التكلفة العالية بزيادة إمداداتهم في السوق لتغطية تكاليفهم التشغيلية وديونهم الكبيرة. ومن المنطلق ذاته وبسبب انخفاض تكاليفهم التشغيلية يميل منتجو النفط التقليدي إلى الحفاظ على حصتهم من السوق بزيادة إنتاج النفط. وعلى سبيل المثال تخلت بلدان أوبك في بعض األوقات عن االلت ازم بحصصها اإلنتاجية و ازدت إنتاجها عن السقوف الم حددة لها للحفاظ على حصتها في السوق. ورفع الع ارق والسعودية إنتاجهما في يونيو/حزي ارن 2015 بسبب زيادة عمليات التنقيب في البلدين األمر الذي أدى إلى تجاوز سقف إنتاج أوبك البالغ 30 مليون برميل يوميا بنحو 1.28 مليون برميل يوميا. وتفرض وفرة المعروض في أوقات ضعف الطلب ضغوطا على األسعار لت سج ل مزيدا من الت ارجع. ويجعل استم ارر هذا الوضع فترة هبوط األسعار تستمر وقتا أطول من فت ارت ارتفاعها. وسي حد د سلوك منتجي النفط ومدى سرعة استجابتهم الختالالت السوق طول مدة فت ارت هبوط األسعار. وعلى النقيض من هبوط األسعار عام 1986 حينما كانت منظمة أوبك والسيما السعودية هي الم حر ك لألسعار في السوق أصبح منتجو النفط الصخري األمريكي اليوم هم المنتجون المرجحون )انظر اإلطار 1(. وبالمقارنة ببطء استجابة حقول النفط التقليدي )التي تستغرق في الغالب بضع سنوات( يمتلك قطاع النفط الصخري األمريكي فائضا كبي ار من الطاقة اإلنتاجية وي مك نه االستجابة كما أن أعدادا كبيرة من آبار النفط للتغي ارت في السوق في غضون فترة قصيرة )تصل في الغالب إلى حوالي ستة أشهر(. 8 الصخري م عطلة. وت ظه ر بيانات جمعتها وحدة معلومات بلومبرج أنه في نهاية عام 2015 كان يوجد نحو 4290 بئ ار لم يكتمل تجهيزها لإلنتاج في الواليات المتحدة 30 في المائة منها انحصرت في منطقتين للنفط الصخري وهما باكين وبيرميان في وست تكساس ونيو مكسيكو. وتتيح اآلبار غير المستغلة للواليات المتحدة زيادة اإلنتاج أو خفضه بوتيرة أسرع من المصادر التقليدية مع اقت ارب األسعار من نقطة تحو ل تكون إيذانا بإطالق اإلنتاج أو إيقافه. وتظهر بيانات مؤسسة بيكر هيوز أن عدد منصات 8 تختلف حقول النفط التقليدية عن الحقول غير التقليدية التي ت ستخد م فيها تقنية التكسير )التكسير الهيدروليكي والحفر األفقي(. وتشتمل هذه التقنية على الحفر في اليابسة والحفر في المياه الضحلة )أقل من ألف قدم( والحفر في المياه العميقة )ما بين ألف قدم و 2500 قدم( والحفر في المياه الشديدة العمق )أكثر من 2500 قدم(. السمة المشتركة بين كل هذه األساليب التقليدية هي أن الشركات تحفر بشكل أرسي تحت سطح األرض )سواء تحت الماء أو في اليابسة( حتى تصل إلى مكمن النفط )حقل النفط( ثم تمضي لضخ النفط في بئر. ويتطلب هذا النظام استثما ارت كبيرة على مدى خمسة أعوام إلى عشرة من االستخ ارج إلى اإلنتاج وصيانة الحقل. 11

24 الحفر النفطية األمريكية العاملة ازد إلى نحو 489 في عام 2016 وهو أقل من ربع الرقم القياسي الم سجل في عام 2014 األمر الذي أدى إلى هبوط إنتاج النفط األمريكي عشرة في المائة في أقل من عام. وتكشف المقارنة بين فت ارت هبوط األسعار في عامي 1986 و 2014 عن أدلة مثيرة لالهتمام عن مدة استم ارر هذه الفت ارت. ويتتبع الشكل 5 اتجاه األسعار في فترتي الهبوط في عامي 1986 و ويسير خطا االتجاه كالهما على نمط واحد. واذا كان لنا أن نسترشد بالتجربة التاريخية فقد يكون من المعقول استنتاج أن فترة هبوط األسعار الحالية ستستمر فترة أطول مما كان متوقعا وقد تستمر إلى العقد التالي. الشكل 5. أسعار النفط المقارنة سعر خام برنت )دوالر/برميل( )المقياس األيمن( 2014/2015 المصدر: قاعدة بيانات طومسون رويترز.Datastream مالحظة: المحور األفقي ي ظه ر عدد األسابيع قبل/بعد بدء هبوط أسعار النفط. كما أوضحنا من قبل كان السبب و ارء الهبوط الحاد ألسعار النفط في عام 2014 هو التقل ب الشديد الذي لوحظ بعد عام 2008 وبلغ ذروته في 2014 وأدى إلى ت اركم مخزونات النفط في وقت لم يكن فيه الطلب مستجيبا )بسبب ت ارجع نمو االقتصاد العالمي السيما في الصين(. ولذلك فإن السوق ستستعيد توازنها عند سعر التوازن حينما يت ارجع اإلنتاج والمخزون أو ينتعش الطلب على النفط )أو كال األمرين(. ونبحث اآلن هذه العوامل بالتفصيل. في جانب المعروض ال يبدو الوصول إلى إجماع على خفض اإلنتاج بين م نتج ي أوبك أم ار م رجحا ألن السعودية تخلت عن مرونتها كعامل استق ارر للسوق وذلك من أجل الحفاظ على حصتها السوقية )انظر اإلطار 1(. والى جانب األعضاء اآلخرين في أوبك وروسيا الذين يريدون الحفاظ على حصتهم في السوق ستواصل السعودية على األرجح اإلنتاج بالمعدل الحالي أو حتى زيادته )انظر القسم السابق عن استجابة بلدان الشرق األوسط وشمال أفريقيا ألسعار النفط المنخفضة(. و ازدت إي ارن والع ارق 12

25 وغيرهما اإلنتاج بالفعل ومن المحتمل أن تعود ليبيا إلى السوق إذا انحسرت التوت ارت. وفضال عن ذلك فإن تكاليف التشغيل في السعودية منخفضة إذ تت اروح من خمسة دوال ارت إلى 15 دوال ار للبرميل ولذلك من الم رب ح أن ت نت ج النفط حتى باألسعار الحالية المنخفضة. ومن ثم فإن أي تخفيض لإلنتاج سيأتي من المنتجين المرجحين وهو الدور الذي يقوم به حاليا منتجو النفط غير التقليدي السيما قطاع النفط الصخري. وتعتمد هذه الشركات سع ار م عينا كنقطة تحو ل تقوم عندها بزيادة اإلنتاج أو خفضه سريعا )انظر القسم التالي(. وفضال عن ذلك فإنه يلزم حدوث زيادة متواصلة في الطلب لتعزيز األسعار والحد من التقل بات. وت ظه ر لمعلومات الطاقة أن الطلب ازد ببطء في مايو/أيار 2016 وأن أسعار خام برنت ارتفعت إلى نحو تقدير ات اإلدارة األمريكية 50 دوال ار للبرميل في مايو/أيار وذلك بفضل توقف المعروض في كندا ونيجيريا وأماكن أخرى والزيادة الموسمية لالستهالك لتصل إلى المستوى المرتفع الجديد 53 دوال ار للبرميل في األسبوع األول من يونيو/حزي ارن. ولكن انتعاش األسعار لم يستمر بسبب الفائض الضخم حاليا في المعروض والذي يقرب من 1.5 مليون برميل يوميا وهبط سعر خام برنت إلى 49.3 دوالر للبرميل في 15 يونيو/حزي ارن. وتذهب تقدي ارت وكالة الطاقة الدولية من النفط قبل عام 2019 )الجدول 1(. ومقرها باريس- إلى أنه ليس من المتوقع أن ينتعش الطلب على النفط ويفوق المعروض الجدول 1. كميات النفط الخام العالمية مليون برميل يوميا الطلب العالمي المعروض من خارج أوبك خامات نفط أوبك * سوائل الغاز الطبيعي في أوبك إجمالي المعروض العالمي * التغي ر الضمني للمخزونات 2.0 المصدر: وكالة الطاقة الدولية. تقرير أسواق النفط على األمد المتوسط مالحظة: * إنتاج أوبك الفعلي في يفترض زيادة المعروض من إي ارن بعد رفع العقوبات في 2016 وي ارعي تغي ارت الطاقة اإلنتاجية ألوبك بعد ذلك. وهناك احتمال أن ينتعش الطلب وأن تتعافى األسعار في بيئة تشهد وفرة نفطية. وسيتوقف هذا على مرونة الطلب الداخلي ألن منحنى العرض غير مرن تماما حتى على األمد الطويل )انظر الشكل 4(. إن تحس ن آفاق االقتصاد العالمي قد يعزز الطلب على النفط وقد يؤد ي هذا إلى ارتفاع أسعار النفط. مهما يكن من أمر فإن الشواغل بشأن قضايا تغي ر المناخ واألصول المهجورة والطاقة المتجددة قد تضعف من سرعة انتعاش الطلب. 13

26 ويتفق واضعو السياسات بوجه عام على أنه من المستحب منع ارتفاع درجة ح اررة األرض من أن يزيد على درجتين مئويتين فوق متوسط درجة ح اررة األرض قبل الثورة الصناعية. ولم ارعاة العمل بذلك التحذير سيتعين أن يبقي ثلث احتياطيات النفط ونصف احتياطيات الغاز وأكثر من 80 في المائة من احتياطيات الفحم الحالية دون استخدام في الفترة من 2010 إلى 2050 للوفاء وبعبارة أخرى سينتهي المطاف باحتياطيات النفط بهدف الدرجتين المئويتين. 9 العالمية أن تصبح موارد مهجورة في األرض. فمن المعقول إذن أن يسارع منتجو النفط إلى بيع قد ر ما يستطيعون من احتياطياتهم. ومن شأن اتخاذ ق ارر باستخ ارج النفط وبيعه اآلن أن يزيد في نهاية المطاف الوفرة الحالية في المعروض النفطي. وبعد هذه الخلفية ننتقل إلى التوقيت المتوقع الستعادة توازن السوق واألسعار التي ستصل عندها السوق إلى مستوى التوازن. كيف تستعيد السوق توازنها ومتى أحد السيناريوهات هو أن وفرة المعروض النفطي ستنحسر بمرور الوقت حيث أن منتجي النفط ذوي التكلفة المرتفعة مثل قطاع النفط الصخري األمريكي سيتركون السوق و/أو أعضاء أوبك سيتوص لون إلى اتفاق لخفض اإلنتاج. وفي هذا السيناريو ستنتعش األسعار ربما مع بعض التأخير حتى إذا بقي الطلب ضعيفا. ولكن كما ناقشنا من قبل فإن عدة عوامل منها عودة إي ارن إلى سوق النفط واستجابات بلدان أوبك األخرى على صعيد السياسات ومحاولة روسيا الحفاظ على حصتها السوقية والسعر الذي يصبح عنده إنتاج النفط الصخري األمريكي مربحا )انظر القسم التالي( ستحول دون انتعاش األسعار على األقل حتى عام وتشير أحدث البيانات من وكالة الطاقة الدولية إلى أن إنتاج النفط في البلدان المنتجة بالمنطقة وصلت إلى مستويات تاريخية في االرتفاع حيث تجاوزت 31 مليون برميل يوميا معظمها من السعودية والع ارق واي ارن. ومنذ رفع الحظر على صاد ارت إي ارن النفطية ازدت طه ارن من إنتاجها نحو 750 ألف برميل يوميا. وت ظه ر بيانات حديثة من و ازرة النفط أن صاد ارت النفط الخام وصلت إلى اإلي ارنية 2.1 مليون برميل يوميا في أبريل/نيسان 2016 بالمقارنة مع نحو مليون برميل يوميا في فترة فرض العقوبات. وأعلن واضعو السياسات أن هذه السياسة ستستمر حتى تستعيد إي ارن حصتها السوقية ما قبل فترة العقوبات. وفضال عن ذلك فإنهم يتمتعون بتكاليف تشغيل منخفضة للغاية ت مك نها من البقاء في السوق لبعض الوقت أو حتى زيادة اإلنتاج للتعويض عن األسعار المنخفضة. ومع عدم ارتفاع الطلب فإن هذه الزيادة ستضيف إلى المخزنات العالية بالفعل. لمعلومات الطاقة أن وتتوقع اإلدارة األمريكية تبدأ عالمات انحسار مخزونات النفط العالمية في الظهور في عام 2018 وفي السنة التالية. وقد يساعد هذا على انتعاش األسعار في النصف األول من عام 2019 ومن المتوقع أن تتسارع وتيرة ارتفاع األسعار الحقا حتى نهاية العقد )انظر القسم التالي(. 42 وأحدثت بيئة أسعار النفط الحالية تأثي ار سلبيا على االستثما ارت النفطية. فقد خفضت صناعة النفط إجمالي االستثما ارت بنسبة في المائة خالل عامي 2015 و ووفقا لوكالة الطاقة الدولية كانت أمريكا الشمالية تشكل نصف هذا االنخفاض. واذا بقيت األسعار منخفضة لفترة طويلة فلن يحدث انتعاش ملموس في االستثما ارت على األرجح خالل العامين المقبلين. وتتوقع إدارة معلومات الطاقة األمريكية أن يبلغ إنتاج النفط األمريكي في المتوسط 8.6 مليون برميل يوميا في عام 2016 و 8.2 مليون برميل يوميا في وبالنظر إلى الوفرة الحالية في المعروض فإن هذا قد ال يكفي لرفع األسعار في 2017 أو حتى في 9 وفقا لد ارسة لماكجليد سي. وايكينز بي. )2015( دورية Nature 517 الصفحات يناير/ كانون الثاني. 14

27 2018. ولذلك من المتوقع أن تت اركم المخزونات خالل العامين المقبلين إذا لم ينتعش الطلب. وبتجميع كل هذه العوامل معا يمكن القول إن احتمال استعادة السوق توازنها في أواخر عام 2019 أو أوائل عام 2020 هو احتمال قوي. أسعار النفط "الدنيا" التي تكفل توازن السوق متى تستعيد السوق توازنها وما هي األسعار التي ستكفل توازن السوق بعبارة أخرى ما هو السعر المنخفض بدرجة تحول دون زيادة إنتاج الواليات المتحدة من النفط الخام ومن ثم تؤد ي إلى تصحيح وفرة المعروض ويكون مع ذلك أعلى من مستويات تعادل التكاليف واإلي اردات لهذه الشركات ما هي "األسعار الفاصلة" التي تدفع شركات النفط الصخري األمريكي إلى زيادة اإلنتاج تعتمد اإلجابة عن هذه األسئلة على عدد قليل من العوامل. احتياطيات النفط الصخري سيتأثر صعود أسعار النفط العالمية بمدى توفر كميات كبيرة من النفط الصخري وامكانية الوصول إليها وقدرة قطاع النفط الصخري على االستجابة بسرعة للتغي ارت في السوق. وتذهب تقدي ارت اإلدارة األمريكية لمعلومات الطاقة إلى احتمال أن يرتفع إنتاج النفط الصخري إلى 14 مليون برميل يوميا بحلول عام 2035 )من 8.7 مليون في عام 2015( أي ما يعادل 12 في المائة من مجموع اإلنتاج العالمي من النفط. ومع زيادة توفر النفط الصخري في سوق النفط حتى إذا بدأت األسعار في االنتعاش )كما كان الحال منذ أبريل/نيسان 2016( فإن المحللين ال يتوقعون عودة األسعار إلى خانة المئات التي كانت فيها خالل الفترة ويكمن السبب في تغي ر سلوك منتجي منظمة أوبك ومنتجي النفط الصخري األمريكي والسرعة التي يستجيب بها هؤالء المنتجون الختالالت السوق. ودفعت سلسلة من التطو ارت في قطاع النفط الصخري األمريكي وزيادة الكفاءة 10 )انظر اإلطار 2( القطاع إلى سرعة التحرك لالستجابة الختالالت األسواق في حين بقيت أوبك في موقف المتفرج )انظر اإلطار 1(. أسعار النفط المعادلة للتكاليف بالمقارنة بمنت جي النفط في الشرق األوسط مثل السعودية فإن أسعار التعادل للنفط الصخري األمريكي أعلى كثي ار. ورغم تحقيق بعض التحسينات في كفاءة قطاع النفط الصخري األمريكي فال ي ازل هناك تفاوت كبير في أسعار التعادل لمختلف المقاطعات )انظر الجدول 2( من مستوى منخفض يبلغ 30 دوال ار إلى نحو 60 دوال ار للبرميل لبعض المقاطعات مثل إيجل فورد. ويرجع هذا إلى أن سعر التعادل هو إلى حد كبير دالة تكلفة حفر البئر وتجهيزها وكمية النفط التي يتم في نهاية المطاف استخ ارجها من البئر. وقد تتفاوت كمية النفط التي ت نت ج من البئر تفاوتا كبي ار على مدى بضعة أميال ولذلك توجد مجموعة متفاوتة تفاوتا كبي ار من تقدي ارت أسعار التعادل لمنطقة واحدة إلنتاج النفط الصخري. وي ظه ر الشكل 6 تقدي ارت أسعار التعادل على األمد الطويل من عدة مصادر. وبين مناطق اإلنتاج الرئيسية سجلت بيرميان ميدالند ونيوبا ار شيل وايجل فورد أكبر هبوط في أسعار التعادل. ومع أخذ كل العوامل في الحسبان بلغت أسعار التعادل في المتوسط نحو 60 دوال ار للبرميل في الربع الثالث من عام 2015 منخفضة بنسبة تزيد على 40 في المائة بين عامي 2013 و وقد تتجه نحو مزيد من الهبوط مع زيادة معدالت الكفاءة وتحسين تقنية حفر اآلبار واستخ ارج النفط. 10 في عامي استغرق حفر بئر وتجهيزه لإلنتاج نحو 22 أو 23 يوما وتم تخفيض الوقت المستغرق بمقدار النصف )10 أيام أو 11 يوما. 15

28 اإلطار 2. ع ل م النفط الصخري يحتوي النفط الصخري على مادة ت سمى الكيروجين وهي المادة العضوية التي ي ستخلص منها النفط. وال ي مك ن ضخ الكيروجين من مكمنه مثل النفط. بل يجب تسخين الصخور التي تحتوي على النفط لفصل السوائل. وحين يتم تجميع السوائل ي مك ن تحويرها إلى نفط خام صناعي لتكريره باستخدام البنية التحتية القائمة للبترول. ويجري حفر البئر أرسيا إلى ما فوق المنطقة المستهدفة مباشرة حيث تنحني قبل توجيهها أفقيا إلى التكوينات الزيتية المختارة. وبعد حفر البئر يجري تكسير الصخور هيدروليكيا للسماح للنفط والغاز بالخروج إلى أرس البئر والى السطح. والتكسير الهيدروليكلي تقنية لتحفيز اآلبار يجري فيها تكسير الصخور عن طريق حقن كميات كبيرة من السوائل المضغوطة. وتتطلب هذه العملية الحقن تحت ضغط مرتفع لسوائل التكسير الالزمة لتحقيق معدالت تدفق كافية في آبار الغاز الصخري والغاز المحصور والنفط المحصور وغاز الفحم. ويتوقف إجمالي المدة الزمنية لحفر بئر وتجهيزه لإلنتاج على العمق المستهدف وطول الفتحات األفقية التي ت حف ر واألحوال الجيولوجية السائدة. ويستغرق حفر بئر على عمق ضحل يبلغ 4270 مت ار نحو أربعة أسابيع أما بئر عمقها 6700 متر فيستغرق حفرها نحو خمسة أسابيع. وعلى النقيض من بئر النفط التقليدي فإن عمر البئر الجديدة يبلغ عامين وينخفض إنتاجها بنسبة 70 في المائة العام األول و 50 في المائة األعوام التالية وهكذا فإن البئر يمكن تكسيرها ما يصل إلى 18 مرة للحفاظ على إنتاجها. وعلى النقيض من آبار النفط التقليدي التي تتطلب سنوات لحفرها وبدء إنتاج النفط منها فإن النفط الصخري األمريكي يستغرق وقتا أقل كثي ار يت اروح على األرجح بين شهرين وأربعة أشهر من الحفر إلى بدء إنتاج النفط. وي تيح هذا للقطاع المرونة لالستجابة سريعا الختالالت السوق. وتشتمل بعض التحسينات التي ط أرت في اآلونة األخيرة على تقنية النفط الصخري على ما يلي: الحفر األفقي: كان حفر آبار النفط التقليدي يتم بشكل عمودي ولكن منذ الثمانينات يجري حفر المزيد والمزيد من اآلبار التجارية بشكل عمودي في بادئ األمر ثم حول منعطف ثم بشكل أفقي لمسافة ميل آخر أو أكثر. وميزة هذا األسلوب هي أنه يكشف مساحة أكبر بكثير في طبقة الصخور الحاوية للنفط. التكسير الهيدروليكي المتعدد الم ارحل. يقوم أسلوب التكسير الهيدروليكي على ضخ المياه والرمل والكيماويات في البئر إلحداث تصدعات صغيرة تسمح بإطالق النفط أو الغاز. وي ستخد م هذا األسلوب منذ أربعينات القرن الماضي. وتم تحسين هذه التقنية مما ساعد على تكسير الصخور شديدة الصالبة إلطالق الغاز أوال ثم النفط. الحف ا ارت المتنقلة. تستطيع أحدث الحفا ارت "المشي" من حفرة إلى حفرة على سيقان قصيرة غليظة مما يجعلها أكثر مرونة وأقل تكلفة في النقل. سواند الشروخ. ي ستخد م الرمل في سوائل التكسير "لتقوية" الشروخ التي حدثت في الصخور حتى ينطلق النفط والغاز. وتقوم الشركات بتجربة سواند شروخ متنوعة مثل السي ارميك لتحقيق نتائج أفضل. المصادر: وسائل اإلعالم وموقع Ft.com في 24 أبريل/نيسان

29 الجدول 2. تقدي ارت أسعار النفط المعادلة للتكاليف في صناعة النفط الصخري األمريكي المنطقة التاريخ المصدر التقدير )دوالر( $30-$45 باكين الربع 3 من 2015 لجنة نورث داكوتا الصناعية $53 باكين الربع 3 من 2015 بنك االحتياطي االتحادي لمينيسوتا $23-$59 إيجل/بيرميان الربع 1 من 2016 وحدة معلومات بلومبرج $60 مناطق متعددة الربع 3 من 2015 بنك االحتياطي االتحادي في كانساس سيتي $25-$46 مناطق متعددة حديثا ويلز فارجو $36 جميع المناطق حديثا ريستاد إنرجي المصدر: مجلس محافظي نظام االحتياطي االتحادي مارس/آذار وهناك عدة تقدي ارت ألسعار التعادل لشركات النفط الصخري. وتذهب مؤسسة بلومبرج لتمويل الطاقة الجديدة إلى تقدير أن استم ارر المستويات الحالية إلنتاج النفط الصخري سيتطلب عائدا على االستثمار قدره 10 في المائة لكن زيادة اإلنتاج ستتطلب عائدا نسبته 20 في المائة. وباستخدام هذه المعدالت يتم تقدير سعر النفط المطلوب لكل منطقة للحصول على مثل هذه العوائد. وعلى أساس هذه الحسابات سيشهد قطاع النفط في الواليات المتحدة هبوطا حادا إذا بقي سعر النفط دون 50 دوال ار للبرميل أكثر من عام. وترى مؤسسة وود ماكينزي أن أكثر 50 شركة نفط مطروحة أسهمها للتداول العام سيبلغ سعر التعادل بالنسبة لها 53 دوال ار للبرميل. الشكل 6. زيادة الكفاءة في صناعة النفط الصخري األمريكي نفط بيرميان ميدليند المحصور الواليات المتحدة أسعار تعادل النفط من أرس البئر بالدوالر نفط بيرميان ديالوير المحصور الواليات المتحدة نفط نيوبا ار الصخري الواليات المتحدة نفط إيجل فورد الصخري الواليات المتحدة نفط باكين الصخري الواليات المتحدة المصدر: مجلس محافظي نظام االحتياطي االتحادي مارس/آذار

30 ما هو "الوضع االعتيادي الجديد" ألسعار النفط تصدر التنبؤات بشأن مسار أسعار النفط بشكل روتيني لكن النتائج غالبا ما تكون غير مؤكدة وغير دقيقة وأخطاء التنبؤ كبيرة. وفي معظم األحيان لم تكن هناك تنبؤات على اإلطالق بوقوع صدمات. فعلى سبيل المثال لم يتوقع المحللون انهيار أسعار النفط في عام 1986 والهبوط األحدث عهدا في عام وبالنظر إلى الضبابية وحالة عدم اليقين التي تحيط بعرض النفط والطلب عليه وتوقعات التجار ألحوال السوق وحقيقة أنه توجد بالفعل سلسلة تنبؤات عن أسعار النفط قمنا بتجميع التقدي ارت من عدة جهات للتنبؤات منها مؤسسات التمويل الدولية وسوق العقود اآلجلة. ويعرض الجزء العلوي من الشكل 7 تنبؤات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ووحدة معلومات إيكونوميست بشأن أسعار النفط. تت اروح أحدث تنبؤات األسعار لعام 2017 )حتى أبريل/نيسان 2016( من 41 دوال ار )تنبؤات صندوق النقد الدولي للخام في السوق الفورية( إلى 60 دوال ار )تنبؤ وحدة معلومات إيكونوميست لخام برنت( ويتنبأ البنك الدولي أن تبلغ 50 دوال ار للبرميل. وال شك أن هذه التنبؤات عرضة للتغيير وقد تم تعديلها بشكل كبير خالل األشهر القليلة الماضية. ولتقليل أخطاء التنبؤات قمنا بحساب متوسط بسيط ألسعار النفط التي تنبأ بها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ووحدة معلومات إيكونوميست للفترة من 2016 إلى وتظهر تقدي ارتنا أنه من المتوقع أن تصل أسعار النفط إلى 50.3 دوالر للبرميل في عام 2017 لتزيد إلى 57.1 دوالر و 59.1 دوالر للبرميل في 2018 وصوال إلى 2020 على الترتيب. وقد ت لق ي تنبؤات سوق العقود اآلجلة عن أسعار النفط وتقدي ارت مؤسسة المسوح االقتصادية كونسنساس إيكونوميكس الضوء أيضا على اتجاه أسعار النفط في األمد القصير. وتعكس أسعار العقود اآلجلة للنفط السعر الذي يتفق المشتري والبائع عليه عند التسليم في وقت م عين في المستقبل وت عب ر عن توقعات المستثمرين لمستقبل أسعار النفط. ويشتمل مسار األسعار في العادة على عالوات مخاطر كبيرة وم تغي رة ت عرف في مسح كونسنساس إيكونوميكس بأنها الفرق بين سعر العقود اآلجلة والسعر الفوري المتوقع- لكن هذه العالوات تقترب من الصفر في المتوسط )النشرة االقتصادية لبنك االحتياطي االتحادي في سان ف ارنسيسكو 2005(. وت ظه ر البيانات أن السعر في تعامالت سوق العقود اآلجلة للتسليم في ديسمبر/كانون األول 2020 يبلغ نحو 58.3 دوالر للبرميل )الشكل 7 الجزء السفلي الرسم البياني األيمن(. وت قد م مؤسسة كونسنساس إيكونوميكس تنبؤات منفردة ومتوسط التنبؤات ألسعار النفط الخام )باإلضافة إلى أسعار السلع األخرى( التي تصدرها 25 مؤسسة بارزة للتنبؤات االقتصادية والمالية على مستوى العالم. ومع األخذ في االعتبار مسار أسعار العقود اآلجلة وير د في الجزء األيسر السفلي من الشكل 7 متوسط التنبؤات بأسعار النفط. 11 للنفط ومتوسط التنبؤات يبدو أن السوق لن تستعيد توازنها حتى عام 2020 على أقل تقدير. وحينما تفعل ذلك سيكون سعر التوازن في نطاق من 53 إلى 60 دوال ار للبرميل )انظر الشكل 4(. وهذا النطاق السعري معقول أيضا فيما يتعلق بأسعار تعادل النفط لمناطق إنتاج النفط الصخري )انظر الجدول 2(. 11 متوسط تنبؤات المحللين من كونسنساس إيكونوميكس ي لخ ص تقدي ارت أسعار النفط من 25 مؤسسة بارزة للتنبؤات االقتصادية والمالية منها مجموعة CIBC ولويدز بنك وباركليز كابيتال وسيتي جروب ويو.بي.إس وتي.دي إيكونوميكس وموديز أناليتيكس وماكواري وكريدي سويس ووحدة معلومات إنفستك إيكون وبي.كيه. فيرلجر وكابيتال إيكونوميكس وبنك الصين الدولي وبي.إن.بي باريبا وجيه.بي مورجان وو ازرة الصناعة األست ارلية ومورجان ستانلي وسوسيتيه جن ارل ومؤسسة جي.كيه.آي للبحوث ويورومونيتور وانترناشيونال أوكسفورد إيكونوميكس وكومنولث بنك وبنكو دي كريديتو دل بيرو. 18

31 الشكل 7. أسعار النفط الفعلية والمتوقعة أسعار التوازن التقديرية للسوق )الحد األدنى) وحدة معلومات اإليكونوميست صندوق النقد الدولي البنك الدولي الفعلية )اإلدارة األمريكية لمعلومات الطاقة( Sources: النقد صندوق تنبؤاتWorld Bank, مالحظة: IMF, US اإليكونوميست. Energy Information ووحدة معلومات Agency الطاقة (EIA), لمعلومات and األمريكية Economist الدولي واإلدارة Intelligence وصندوق النقد Unit (EIU). الدولي Note: المصادر: البنك IMF s crude oil forecasts are average of futures prices for U.K. Brent, Dubai and West Texas Intermediate calculated for various صدور contracts العقود وتاريخ and لمختلف date محسوبة of forecasts تكساس الوسيط releases. وغرب The ودبي World البريطاني Bank برنت oil لخامات price اآلجلة forecast العقود are أسعار based متوسط on هي spot ألسعار النفط prices. الدولي All forecasts are prior to the Brexit events. التنبؤات. وكل التنبؤات قبل أحداث خروج بريطانيا من االتحاد األوروبي. أسعار العقود اآلجلة لخام برنت دوالر/برميل متوسط تنبؤات المحللين متوسط توقعات 25 مؤسسة تنبؤات دولية لسعر خام برنت )دوالر/برميل) المستو المن المستو المر متوس التن ؤات. يوليو/تموز مارس/آذار ديسمبر/كانون األول سبتمبر/أيلول يونيو/حزي ارن مارس/آذار ديسمبر/كانون األول سبتمبر/أيلول يونيو/حزي ارن مارس/آذار يوليو/تموز 18 يوليو/تموز 19 يوليو/تموز يوليو/تموز نوفمبر/تشرين الثاني نوفمبر/تشرين الثاني 17 مارس/آذار مارس/آذار 19 نوفمبر/تشرين الثاني نوفمبر/تشرين الثاني 19 مارس/آذار نوفمبر/تشرين الثاني المصادر: متوسط التنبؤات الطاقة والمعادن مايو/أيار 2016 والعقود اآلجلة للبورصة الدولية للسلع األولية 19

32 وغالبا ما كانت األسعار حول 50 دوال ار للبرميل من النفط تعتبر نقطة تحو ل فاصلة محتملة أو مستوى سعريا مرتفعا بدرجة تكفي للتحفيز على مزيد من عمليات الحفر. وبعض اآلبار في تكساس وأوكالهوما مربحة عند سعر 50 دوال ار للبرميل. واذا استمر سعر النفط عند مستوى 50 دوال ار للبرميل فإن أنشطة الحفر قد تعود ببطء على الرغم من أن اآلبار الجديدة التي ت حفر لن تكون كافية لوقف الهبوط في إنتاج النفط الكلي للواليات المتحدة. وستتطلب زيادة اإلنتاج ارتفاع األسعار. وعند سعر 60 دوال ار للبرميل سيعود المزيد والمزيد من اآلبار إلى اإلنتاج وتنتعش االستثما ارت في اآلبار الجديدة. ويتوقف توقيت استعادة السوق لتوازنها على زيادة الطلب على العقود اآلجلة زيادة مطردة أو خفض المعروض في المستقبل خفضا متواصال )أو كليهما(. وفي صورة الطلب على العقود اآلجلة هناك عامل رئيسي هو ارتفاع الطلب على النفط في البلدان اآلسيوية غير األعضاء في منظمة التعاون والتنمية في الميدان االقتصادي. ومن المتوقع أن تظل هذه البلدان ومنها الصين المصدر الرئيسي لنمو الطلب على النفط وأن يزيد حجم الطلب من 23.7 مليون برميل يوميا في 2015 إلى 28.9 مليون برميل يوميا وفقا لتقدي ارت وكالة الطاقة الدولية. ويبقى معدل النمو في الصين عامال رئيسيا في ذلك بسبب الزيادة الكامنة في الطلب على النفط وسعي الصين لتعزيز احتياطياتها االست ارتيجية التي ستصل إلى 500 مليون برميل على األقل بحلول عام وتتنبأ نشرة مؤسسة بالتس عن التحليالت النفطية في الصين أن يبلغ متوسط معدل النمو السنوي لواردات الخام بين عامي 2015 و 2020 نحو 5.5 في المائة مع توقع استي ارد 10.5 مليون طن متري سنويا أو ق اربة 210 آالف برميل يوميا من أجل تعزيز المخزونات. وال ي ازل جانب العرض من المعادلة هو الجزء الحاسم في تقييم موعد استعادة سوق النفط توازنها. وتذهب التقدي ارت إلى أن نمو المعروض من النفط سيفوق الطلب خالل السنوات القليلة القادمة ولذلك فإن انتعاش األسعار لن يحدث إال بعد عام والسبب في ذلك هو الزيادة الهائلة للمخزونات في السنوات الثالث المنصرمة التي تبلغ حاليا 1.2 مليون برميل يوميا في الواليات المتحدة و 1.5 مليون برميل يوميا على مستوى العالم وقد ت ضع ف وتيرة انتعاش أسعار النفط في عامي 2016 و 2017 وعلى األرجح أيضا في 2018 )انظر االتجاه الحالي للسوق في الشكل 4(. وفي الوقت نفسه من المتوقع أن يأتي خفض اإلنتاج من م نت جي النفط ذوي التكلفة العالية )النفط الصخري األمريكي( الذين يمتلكون القدرة على االستجابة بسرعة الختالالت السوق. وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يهبط إنتاج الواليات المتحدة من النفط بمقدار 600 ألف برميل يوميا في عام 2016 و 200 ألف برميل يوميا أخرى في وبتجميع كل هذه العوامل معا يبدو أن السوق ستستعيد على األرجح توازنها في عام 2019 أو أوائل 2020 حينما يتحقق التوازن بين عرض النفط والطلب عليه كما هو م توقع عند سعر التوازن. وعند تحق ق التوازن سيستقر سعر التوازن قريبا من التكلفة الحدية للم نت ج األخير وهم شركات إنتاج النفط الصخري األمريكي. وفي المتوسط سي صل هؤالء المنتجون إلى أسعار تعادل التكاليف واإلي اردات قريبا من 53 دوال ار إلى 60 دوال ار للبرميل )انظر القسم السابق(. ومع أن دقة هذه التنبؤات تظل محل شك وهذا على األرجح فإن تحليالتنا ت ظه ر أن سعر التوازن قد يكون عند مستوى ما بين 53 دوال ار و 60 دوالر للبرميل بنهاية العقد يختلف سعر خام برنت عن سعر خام غرب تكساس الوسيط بسبب المنافسة بين الخامين في سوق التكرير في منطقة ساحل الخليج األمريكي لكن الفجوة السعرية يبدو أنها تالشت في اآلونة األخيرة. فقد جرى تداول خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط بسعر 48.6 دوالر و 48.7 دوالر للبرميل في 24 مايو/أيار 2016 على الترتيب. 20

33 هو سعر النفط في "الوضع االعتيادي الجديد" وهو مرتفع بدرجة تكفي لتخفيف الضغط عن بعض م نت جي النفط السيما شركات النفط الصخري األمريكي ومنخفض إلى درجة تثنيهم عن زيادة أنشطة الحفر. وت ظه ر تحليالتنا أن أسعار النفط ستستقر على األرجح قريبا من 60 دوال ار للبرميل بحلول عام وهناك توافق في اآل ارء في قطاع النفط الصخري األمريكي على أن القطاع سينتعش إذا كانت أسعار النفط فوق مستوى 60 دوال ار للبرميل. وفي الواقع سيخلق ذلك سقفا ألسعار النفط ألنه حينما يصبح سعر النفط مرتفعا بدرجة كافية ستزيد أنشطة الحفر ويأتي إلى السوق مزيد من إمدادات المعروض. وت ظهر بيانات من مؤسسة بيكر هيوز أن إنتاج الواليات المتحدة من النفط انتعش حينما وصلت أسعار خام غرب تكساس الوسيط إلى مستوى 60 دوال ار للبرميل في منتصف يونيو/حزي ارن من العام الماضي. ويرتبط رد الفعل الحاد إلنتاج النفط األمريكي بارتفاع تكلفة التشغيل عند هذه الشركات. وت ؤل ف تكاليف الحفر لشركات النفط الصخري ما يصل إلى نحو 40 في المائة من التكلفة اإلجمالية لحفر آبار النفط وتجهيزها لإلنتاج. وحينما تبدأ أسعار النفط في تخطي هذا الحاجز ستسارع هذه الشركات إلى إتمام تجهيز اآلبار وزيادة اإلنتاج. وال ت ازل احتماالت فساد هذه التوقعات كبيرة. وغالبا ما يقوم المتنبئون باألسعار بتعديل تقدي ارتهم وفي بعض الحاالت يفعلون ذلك على أساس فصلي )انظر على سبيل المثال تنبؤات األسعار لإلدارة األمريكية لمعلومات الطاقة ووكالة الطاقة الدولية(. وقد تستطيع شركات حفر آبار النفط الصخري تحسين كفاءتها وزيادة ربحيتها في البرميل من النفط الصخري. وقد يمكنها حينئذ تحقيق تعادل التكاليف واإلي اردات عند مستويات سعرية أقل لتنتقل األسعار الفاصلة التي تستعيد عندها السوق توازنها إلى مسار أدنى. واالحتمال الثالث الذي قد يفسد توقعاتنا الخاصة بأسعار النفط يأتي من معالجة مشكلة تغي ر المناخ وابدال الوقود األحفوري بأنواع الطاقة المتجددة وهو ما قد ي قل ل ربحية استخ ارج الوقود األحفوري. ومن المحتمل أن ي ؤث ر هذا على عرض النفط والطلب عليه إذ قد يجد المنتجون أنه من المربح استخ ارج النفط اآلن بدال من االنتظار إلى المستقبل حيث يثور احتمال أن يت ارجع الطلب على النفط. وفي جانب المعروض قد ت ؤد ي عودة إي ارن وليبيا والع ارق إلى سوق النفط إلى تفاقم وفرة المعروض في السوق وتتسب ب في مزيد من الهبوط لألسعار. وعلى النقيض من ذلك قد يؤدي التنويع االقتصادي في بلدان الشرق األوسط وشمال أفريقيا بعيدا عن النفط إلى انخفاض إنتاج النفط ويساعد على انحسار وفرة المعروض. ومن األمور األخرى التي ت ؤث ر على توقعاتنا ق ارر بريطانيا المفاجئ بالخروج من االتحاد األوروبي في 23 يونيو/حزي ارن الذي أدى إلى هبوط نسبته خمسة إلى ستة في المائة في أسعار المعامالت الفورية والعقود اإلطار 3. ما هي انعكاسات خروج بريطانيا من االتحاد األوروبي على أسعار النفط وبلدان الشرق األوسط وشمال أفريقيا أثار ق ارر المملكة المتحدة في 23 يونيو/حزي ارن 2016 بالخروج من االتحاد األوروبي حالة من الضبابية وعدم اليقين في االقتصاد العالمي في بيئة هشة بالفعل. واذا استغرق خروج بريطانيا بعض الوقت ربما عامين فإن حالة عدم اليقين في السوق لن تنحسر في أي وقت قريبا. وقد ت ضع ف زيادة النفور من المخاطر في العالم من النمو االقتصادي األوروبي والعالمي. وفي سيناريو حدوث اضط اربات حادة في أسواق المال يتوقع البنك الدولي أن ي ؤد ي خروج بريطانيا إلى انخفاض إجمالي الناتج المحلي العالمي ما يصل إلى 0.9 في المائة خالل فترة عامين. وسيكون لت ارجع معدل النمو في المملكة المتحدة وعلى نطاق أوسع في االتحاد األوروبي وفي العالم تداعيات وآثار مهمة على سوق النفط وأسعاره على وجه الخصوص. وليست بلدان الشرق األوسط وشمال أفريقيا بمنأى عن هذا وقد تتأث ر من خالل ثالث قنوات وهي أسعار النفط وارتفاع قيمة الدوالر األمريكي والتجارة مع أوروبا بما في ذلك االستثمار األجنبي المباشر وتحويالت المغتربين وتدفقات أرس المال. ونناقش فيما يلي تأثير خروج بريطانيا على أسعار النفط في بلدان الشرق األوسط وشمال أفريقيا. 21

34 تأث رت أسعار النفط سريعا بأنباء خروج بريطانيا في 24 يونيو/حزي ارن إذ هوت أسعار المعامالت الفورية خمسة في المائة وأسعار العقود اآلجلة ستة في المائة. وكان السبب في هبوط األسعار هو توقعات بت ارجع النمو االقتصادي العالمي السيما في المملكة المتحدة وأوروبا وربما أيضا في بلدان األسواق الناشئة كالصين. ومع أن السوق انتعشت بعد بذلك ببضعة أيام فإنه من المحتمل أن ي ؤد ي خروج بريطانيا إلى تدهور الطلب الضعيف بالفعل على النفط ويدفع أسعاره إلى مزيد من الت ارجع. وتظه ر التقدي ارت أنه إذا انحصر الركود داخل المملكة المتحدة فإن األثر على أسعار النفط سيكون محدودا. ويرجع هذا إلى أن المملكة المتحدة تستورد نحو 1.6 مليون برميل يوميا من النفط أو 1.6 في المائة من اإلجمالي العالمي. ولكن إذا اتسع نطاق الركود وامتد إلى بقية االتحاد األوروبي فإن األثر على أسعار النفط قد يكون كبي ار ألن بلدان االتحاد تستهلك ما يقرب من 11.1 مليون برميل يوميا أو ما يعادل تقريبا استهالك الصين. والتأثير المهم الثاني على األمد القصير هو ارتفاع قيمة الدوالر األمريكي نتيجة لزيادة الطلب على سندات الخ ازنة األمريكية مع بحث المستثمرين عن أدوات استثمارية آمنة. وبعض بلدان الشرق األوسط وشمال أفريقيا ومنها كل أعضاء مجلس التعاون الخليجي ماعدا الكويت تربط عملتها بالدوالر ولذلك ستشهد ت ارجع القدرة التنافسية لصاد ارتها في وقت تسعى فيه إلى تنويع قاعدة صاد ارتها. وستتأثر هذه البلدان أيضا من خالل ما ي سمى تأثي ارت الموجة الثانية. إذ أن ارتفاع قيمة الدوالر األمريكي قد ي ؤث ر تأثي ار سلبيا على أسعار النفط ويدفع بها إلى مزيد من االنخفاض وي ؤخ ر انتعاش أسعار النفط )انظر القسم الخاص بأسعار النفط "الدنيا" التي تكفل توازن السوق(. وخالصة القول إن أسعار النفط التي انتعشت تدريجيا حتى تخطت 50 دوال ار للبرميل في اآلونة األخيرة قد تهبط مرة أخرى بسبب ضعف الطلب على الطاقة وارتفاع الدوالر األمريكي مع بحث المستثمرين عن مالذ آمن وت ارجع الجنيه اإلسترليني واليورو. وسيشعر الع ارق واي ارن والسعودية ودول الخليج األخرى وبقية منتجي النفط في الشرق األوسط وشمال أفريقيا بوطأة آثار خروج بريطانيا في األمد القصير. وسوف تتضرر البلدان المستوردة للنفط في الشرق األوسط وشمال أفريقيا من ج ارء انخفاض تحويالت المغتربين وتدفقات االستثمار األجنبي المباشر وعائدات السياحة والمعونات وذلك في األساس بسبب ركود النمو في دول مجلس التعاون الخليجي. اآلجلة للنفط. ومع أن العقود اآلجلة استعادت خسائرها في أعقاب خروج بريطانيا )في 29 يونيو/حزي ارن( حيث كان تركيز السوق ينصب على تخمة المعروض النفطي فإنه قد ي بط ئ توقعاتنا لتوقيت استعادة السوق لتوازنها )انظر اإلطار 3(. وت ظه ر تقدي ارت مجموعة بي ار إنرجي ومقرها نيويورك أن أثر خروج بريطانيا على الطلب العالمي سيظهر في عام 2017 وي فضي إلى انخفاض حجم الطلب ما بين 100 ألف و 200 ألف برميل يوميا نتيجة لت ارجع معدل النمو في أوروبا. هل من المحتمل أن ي غي ر الوضع االعتيادي الجديد للنفط العقد االجتماعي القديم في الشرق األوسط وشمال أفريقيا يحاول منتجو النفط في الشرق األوسط وشمال أفريقيا جاهدين التغلب على أسعار النفط المنخفضة منذ بضعة أعوام. فعائدات النفط آخذة في الت ارجع للعام الثالث على التوالي مع ازدياد عجز الموازنة والديون. ويأتي هذا أيضا في وقت يواجه فيه بعضهم ليبيا والع ارق وسوريا واليمن- اآلثار الم دم رة للحروب األهلية وأزمات النزوح القسري وهو ما ي ؤد ي إلى اشتداد الضغوط على موازناتهم التي تعاني بالفعل من ضيق الموارد. 22

35 وهذه البلدان معروفة باتباع سياسات مسايرة لتقل بات الدورة االقتصادية والسيما إنفاقها السخي خالل الطف ارت النفطية وساهم هذا في تحديد مسار نموها االقتصادي. وكانت الثروات النفطية ت ستخد م في دعم العقد االجتماعي القائم بين الدولة والمواطن حيث كانت الدولة ت قد م دعم الوقود والمواد الغذائية والخدمات التعليمية القطاع العام مقابل الحد من قدرة المواطن على التعبير عن أريه وضعف المساءلة. والصحية المجانية واإلعانات وتوفير الوظائف في ويبدو الوضع مختلفا هذه المرة. فمع طول فترة أسعار النفط المنخفضة ال تتخذ حكومات المنطقة إج ارءات تقش ف بصورة جدية فحسب بل ت طب ق بعض التدابير الجريئة التي من المتوقع أن ت حد ث تحو ال على األقل في جزء من العقد االجتماعي القديم. وتشتمل هذه اإلصالحات على خفض الفاتورة المتضخمة ألجور موظفي القطاع العام وخصخصة المؤسسات المملوكة للدولة وتنويع مصادر إي اردات الموازنة بعيدا عن النفط من خالل زيادة الض ارئب المباشرة وغير المباشرة. وتستعد مجموعة دول مجلس التعاون الخليجي لتطبيق ضريبة القيمة المضافة للمرة األولى. انهيار أسعار النفط لبحث التغي ارت وفي هذا القسم نناقش كيف يواجه منتجو النفط الرئيسيون في الشرق األوسط وشمال أفريقيا 13 المحتملة في العقد االجتماعي. كيف تتعامل منطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا مع انهيار أسعار النفط يسهم النفط بجزء كبير من عائدات التصدير في البلدان المنتجة بالمنطقة )الشكل 8(. ويعتمد الع ارق وليبيا والج ازئر والكويت على النفط اعتمادا كامال ويعد اعتماد باقي البلدان الم صد رة للنفط أقل لكنه مع ذلك اعتماد كبير. ويض ر استم ارر أسعار النفط المنخفضة باألوضاع المالية لهذه البلدان ويؤدي إلى تآكل الفائض في موازينها التجارية ويبطئ وتيرة نموها ويزيد الضغط على عمالتها. وت ظهر التقدي ارت أن أرصدة المالية العامة في البلدان المصدرة للنفط بالمنطقة تحولت من فائض قدره 128 مليار دوالر عام 2013 إلى عجز قدره 264 مليار دوالر عام 2016 )الجدول 3(. وخسرت مجموعة دول مجلس التعاون الخليجي 157 مليار دوالر من العائدات النفطية العام الماضي ومن المتوقع أن تخسر 100 مليار دوالر أخرى هذا العام. ونتيجة لسياسات اإلنفاق المساير للدورة االقتصادية التي اتبعت في الماضي ازدت أسعار النفط التي تكفل تعادل اإلي اردات والنفقات في الموازنة زيادة كبيرة بالمقارنة بمتوسط الفترة ففي عام 2015 كانت أعلى أسعار تعادل للنفط في ليبيا )196.9 دوالر( تلتها الجز ائر )109.8 دوالر( والبحرين )107.2 دوالر( والع ارق )100.5 دوالر( والسعودية )105.6 دوالر( وذلك باإلضافة إلى بلدان أخرى. وستتعرض احتياطيات بعض هذه البلدان لضغوط بسبب استن ازف الموارد في الموازنة. وي قدر أن عجز الموازنة في ليبيا والسعودية والج ازئر بلغ 75.3 في المائة و 18.9 في المائة و 15.7 في المائة على الترتيب من إجمالي الناتج المحلي في عام م صد رو النفط في الشرق األوسط وشمال أفريقيا يشملون بلدان مجلس التعاون الخليجي )البحرين والكويت وع مان وقطر والسعودية واإلما ارت( والج ازئر واي ارن والع ارق وليبيا واليمن. ولم تذكر سوريا بسبب نقص البيانات. 23

36 l pri - Break الجدول 3. النمو االقتصادي وآفاق الموازنة نمو إجمالي الناتج المحلي الحقيقي % رصيد المالية العامة )% من إجمالي الناتج المحلي( ت 2016 م 2017 م 2018 م 2015 ت 2016 م 2017 م 2018 م الشرق األوسط وشمال أفريقيا البلدان المصدرة للنفط دول مجلس التعاون الخليجي المصدر: البنك الدولي. مالحظة: تشمل بلدان الشرق األوسط وشمال أفريقيا البحرين والكويت وسلطنة ع مان وقطر والمملكة العربية السعودية واإلما ارت العربية المتحدة )مجموعة دول مجلس التعاون الخليجي( وليبيا واليمن والج ازئر واي ارن والع ارق وسوريا )بلدان مصدرة للنفط( ومصر وتونس وجيبوتي واألردن ولبنان والمغرب والضفة الغربية وقطع غزة )بلدان مستوردة للنفط( م = متوقع وت = تقديري. الشكل 8: صادرات النفط كنسبة من الصادرات السلعية 2013 وأسعار النفط وتستخدم بعض هذه البلدان احتياطياتها وأسواق أرس المال الدولية إلصدار صكوك الدي ن. وت ظه ر التقدي ارت أنه في عام 2015 استنفدت السعودية 178 مليار دوالر من االحتياطيات تلتها الج ازئر )28 مليار دوالر( والع ارق )27 مليار دوالر(. وفي أبريل/نيسان الماضي حصلت السعودية على قرض بقيمة 10 مليا ارت دوالر من كونسورتيوم من البنوك العالمية وتهدف إلى الحصول على قروض أخرى بقيمة 15 مليار دوالر من أجل التمويل الخارجي والمحلي لتغطية عجز الموازنة البالغ نحو 16.3 في المائة من إجمالي الناتج المحلي في ويعتمد الع ارق على التمويل الخارجي والمحلي لتغطية عجز الموازنة البالغ نحو 14.5 في المائة من إجمالي الناتج المحلي عام 2016 وي قدر أن ديونه ستتضاعف عام 2016 من 27 في المائة من إجمالي الناتج المحلي عام وفي سيناريو من الم تصور فيه أن تستعيد سوق النفط توازنها عند سعر يبلغ في المتوسط 60 دوال ار للبرميل خالل السنوات القليلة القادمة )انظر القسم السابق( ستحتاج هذه البلدان إلى االستعداد لعصر ما بعد النفط. Brent crude مايو/أيار 2014 المصادر: البنك الدولي وصندوق النقد الدولي مايو/أيار 2016 دول مجلس التعاون الخليجي تستخدم دول مجلس التعاون الخليجي احتياطياتها وتلجأ إلى أسواق الدي ن وتخفض اإلنفاق لمواجهة انخفاض أسعار النفط. ولكن يلزم اتخاذ مزيد من التدابير ألنه كما أوضحنا من قبل ستظل أسعار النفط منخفضة لفترة طويلة. 24