الفرائد والحكم للشيخ الأديب خالد بن إبراهيم المحجوبي (PDF)

ملفّات مشابهة
easy - translation

بسم رلا هللا من قوله : وبعدها أمر بالهجرة إلى المد نة... إلى قوله : حتى تطلع الشمس من مغربها... وبعدها أمر بالهجرة عن بعد ان مكث النب هللاىلص ف مكة عش

حقيبة إنجاز المعلم والمعلمة إعداد األستاذ/ بندر الحازمي

وزارة الترب ة بنك األسئلة لمادة علم النفس و الح اة التوج ه الفن العام لالجتماع ات الصف الحادي عشر أدب 0211 / 0212 األولى الدراس ة الفترة *************

هاروت وماروت كما وردت يف القرآن الكريم )من خالل تفسري ابن جرير الطربي - -ت 310 ه املسمى جامع البيان يف تفسري آي القرآن ) دكتور سناء بنت عبد الرحيم بن

اسم المفعول

)) أستطيع أن أفعلها(( المادة : لغة عربية الصف و الشعبة: السابع االسم : عنوان الدرس: ورقة مراجعة )) العمل الفردي (( األهداف: أن يجيب الطالب على جميع اأ

ن خطبة الجمعة المذاعة والموزعة بتاريخ 15 من شوال 1439 ه الموافق 2018/6/29 م م ن ال م ن اه ي الل ف ظ ي ة ن ا م ن س ي ئ ات أ ع م ال ن ش ر ور أ ن ف سن ا

الرسالة األسبوعية/ الصف السادس 2018 / 9 - األحد 16 أولياء األمور الكرام : إليكم الرسالة األسبوعية وما سيتم إنجازه هذا األسبوع: األسبوع الماضي : تم اال

Microsoft Word - 47-Matthew

د ع اء ك م يل بن ز ياد د ع اء ك م يل بن زياد ( رح ه هللا( م ا لل ه م إن ي أ س أ ل ك ب ر ح م ت ك ال تي و س ع ت ك ل ش ي ء و ب ق و ت ك ال تي ق ه ر ت ب ها

الم ب س ط ة الع ر ب ي ة الت ر ج م ة Language: العربية (Arabic) Provided by: Bible League International. Copyright and Permission to Copy Taken from th

1

Microsoft Word - 50-John

الموطأ كتاب المساقاة معالي الشيخ الدكتور عبد الكريم بن عبد اهلل اخلضري عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء تاريخ المحاضر

))اوراق عمل مادة التوح د(( اولى متوسط مالحظة: ال غن عن الكتاب الدراس

الصفة المشبَّهة باسم الفاعل

قررت وزارة التعليم تدري س هذا الكتاب وطبعه على نفقتها الريا ضيات لل صف االأول االبتدائي الف صل الدرا سي الثاين كتاب التمارين قام بالت أاليف والمراجعة

منطقة العاصمة التعليمية عدد الصفحات / مخس صفحات التوجيه الفني للغة العربية الزمن / ساعة واحدة اختبار الفرتة الثالثة يف مادة اللغة العربية للصف العاشر

جامعة عين شمس كلية التربية النوعية ة امتحان دور : ف نتيجة الفرقة : يناير األولى قسم تكنولوجيا التعليم الفرقة األولى العام الد ارسى : / ( عام

بسم الله الرحمن الرحيم

البكريةA5.indd

المدرسة المصر ة للغات قسم اللغة العرب ة و الترب ة اإلسالم ة للصف السادس االبتدائ مراجعة عامة أوال التعب ر : التعب ر الوظ ف :- اكتب الفته تحث ف ها زمال

الدِّيكُ الظَّرِيفُ

2 nd Term Final Revision Sheet Students Name: Grade: 4 Subject: Saudi Culture Teacher Signature 1

إنَّ وأخواتهـا

جامعة عين شمس كلية الحاسبات و المعلومات كنترول الفرقة الرابعة بيانات الطالب )رقم الجلوس-الحالة الدراسية-االسم( النمذجة والمحاكاة نتيجة طالب الفرقة الر

جملة جواب الشرط الغير جازم

15 فائدة يف شهر ذي الق ع دة 15 فائدة يف شهر ذي الق ع دة

طور المضغة

الاتصال الفعال بين المعلم والطالب

لغة الضاد عنواني

االبداع في صياغة المواقف المضحكة من خصائص الشخص ذو الذكاء: الفكاهي A. الذاتي B. اللغوي C. العاطفي D. االتصال الذي يتخذ فيه الفرد قراراته بناء على المع

ش ط TRANQUILITY ش ط Tranquility دومي ي ه منتج سك رائ ص ي ئ ب ت ست ى إق م م ا ر ا و. ا ط ط ا ع ة التصم د م ا ن س ا عم ري وأس ب ء ه ا ا م ا ي سي أجن سكن

الذكاء

اململكة العربية السعودية وزارة التعليم العالي جامعة اجملمعة عماده خدمه اجملتمع كليه الرتبية بالزلفي دبلوم التوجيه واالرشاد الطالبي ملخص منوذج توصيف مق

كانَتْ نَمْلَةٌ تَسْعى طيلَةَ فَصْلِ الصَّيْفِ بِنَشاطٍ لِتَجْمَعَ طَعامَها لِفَصْلِ الشِّتاءِ. وَكانَ بِجِوارِها جُدْجُدٌ قَدْ قَضى وَقْتَهُ في اللّه

Cambridge University Press Cambridge IGCSE Arabic as a First Language Coursebook Luma Abdul Hameed, Hanadi Al Amleh, Shoua Fakhouri

REPUBLIQUE ALGERIENNE DEMOCRATIQUE ET POPULAIRE وزارة التعليم العالي والبحث العلمي Ministère de l enseignement supérieur et de la recherche scientifiq

خطبة ( إن ا ل ب رار لفي نعيم( مع العالمات التوضيحية لألساليب الخطابية

قضايا طبية معاصرة في ضوء الإسلام جراحة التجميل

اإلحتاد املصري لتنس الطاولت بطىلت اجلمهىريت املفتىحت لفردي مجيع االعمار السنيت للبنني والبناث صالت رقم ( 1 ) استاد القاهرة خالل الفرتة من 04 اىل 12 فر

م ق د م ة الفهرست ال ف ص ل ال أاو ل : م راج عات ق ب ل ي ة ال م ف عول ب ه ال م ب ت د أا و ال خ ب ر الن ع ت ال ع ط ف ال ع د د و ال م ع دود )11 19( ال ف

اشارات رقم النتيجة الجلوس نتيجة امتحان التعليم المفتوح يناير )2016 ) 1 المستوى الثامن- شعبة االرشاد ( قديم ) جامعة عين شمس كلية االداب- التعليم المفتو

Layout 2

Sum Practical Attendence Mid

توزيع املساقات الدراسية في برامج ماكاديمية على ماقسام العلمية )1( قسم القانون الدولي العام م املساق القانون الدولي العام التنظيم الد

مقدمة أ- إن البلاغة الفصل الا ول أساسية البحث من كلمة بلغ المعنى وصل المراد وصول رسالة لها كلام تسليمها واحد إلى آخر. و من الا صطلاح هي بلوغ المتكلم ف

راتب الحداد للحبيب عبد هللا ابن علوي الحداد احلداد رتا ب احلداد ي علو ابن عبد هللا للسي د معهد مجلس تربية نورالهدى ايندرامايو Page 1 of 8 معهد مجلس تر

بسم رلاهللا لما ذكر المصنف رحمه ما تقتض ه شهادة اال اله اال هللا عرج بعد ذلك ف ما تقتض ه شهادة ان دمحما رسول هللا فقال وانه خاتم االنب اء وان دمحما عب

أاعمال الر سل 507

Microsoft Word - Aliyat Ikhtilaf_ 13 Juillet.doc

Microsoft Word - ?????? ??? ? ??? ??????? ?? ?????? ??????? ??????? ????????

اإلحتاد املصرى لتنس الطاولة بطولة اجلمهورية املفتوحة األوىل لفردى الرباعم والربعمات حتت 12 سنة واألشبال والشبالت حتت 15 سنة صالة رقم ( 1 ) - استاد الق

الشريحة 1

بسم رلاهللا.... إلى قوله : من قوله : وافترض هللا على جم ع العباد آخر المتن لما ب ن المصنف رحمه هللا بان دعوة الرسل ه الدعوة للتوح د والنه عن ضده والتح

الدرس : 1 مبادئ ف المنطق مكونات المقرر الرسم عناصر التوج هات التربو ة العبارات العمل ات على العبارات المكممات االستدالالت الر اض ة: االستدالل بالخلف ا

AnyFileYY675SLX

الشريحة 1

Microsoft Word - ٖٗخص عربÙ−

قيمة الوقت عند المسلم

المدة : 5 دقي. النش ط : ال راءة. المست ى : قس التحضير.. 9 عن ان الدرس : أربط بين الص الحرف ( (. رق ال حدة : الك ءا ال عدي : يتعرف ع الص ) ( المسم ع ث

* *على كل طالبة التأكد من رقم جهازها قبل دخولها المعمل سوف تكون هناك قائمة على الباب بذلك ** **ال سمح ألي طالبة الدخول للمعمل اذا لم تكن ه فترتها المح

تقویم آموزشی سالتحصیلی مرکز تخصصی عالمه امینی )ره( تبر یز روز هفته شمسي قمري مناسبت هفته درسي مالحظات 1 ذي الحجه شنبه 95/6/13 سالروز ازدواج حض

اشارات النت جة رقم الجلوس جامعة ع ن شمس كل ة االداب-التعل م المفتوح وحدة تكنولوج ا المعلومات نت جة امتحان التعل م المفتوح نا ر )2015( 1 المستوى الثامن

٢٣ فائدة في أيام التشريق ٢٣ فائدة في أيام التشريق

الجامعة الأردنية

Microsoft Word - 55

اإلنفاق في سبيل هللا / الصف التاسع. الفهم واالستيعاب : استنتج الغاية من النص القرآني الكريم. 1 دعوة الناس إلى اإلنفاق في سبيل هللا وبيان جزاء المنفقين

الوحدة األولى المالمح البشرية للوطن العربي عنوان الدرس : سكان الوطن العربي أوال :أكمل الجدول التالي: 392 مليون نسمة %5.3 %39.9 %60.1 عدد سكان الوطن ال

السَّلامَة المروريَّة

22 رجب 1440 ه 29 مارس 2019 م جمهورية مصر العربية وزارة األوقاف )1( في رحاب ا إلسراء والمعراج احلمد هلل رب العاملني القائل يف كتابه الكريم : }س ب ح ان

Slide 1

List of Students for Course DS342 : Computer Language for Modeling Lab # Student Name Student ID si

ت المديرية ديالى ديالى ديالى ديالى ديالى ديالى ديالى ديالى د

د ر و س ف ق ه ي ة ا ل ث ان ي ا ل ثان وي

الا سم :... الشعبة :... ورقة عمل للصف الخامس في مادة الدراسات الاجتماعية والتربية الوطنية درس مجلس التعاون لدول الخليج العربية ) طبيعيا ( السو ال الا

الشريحة 1

وزارة التربية والتعليم مجلس االمارات التعليمي 1 النطاق 3 مدرسة رأس الخيمة للتعليم الثانوي Ministry of Education Emirates Educational Council 1 Cluster

E-EH/ 3'EJ 'D('1H/J >> (BH) P 'D9DEP *BHI 4HC) O 'D#EEP

عرض تقديمي في PowerPoint

آذار 2017 B الص ف الث اني م ساب ق ة ال لغاز الد و لي ة في الر ياض ي ات االسم ال شخصي: اسم العا ئل ة: الص ف : اسم المدرسة: بلد ة اسم المدرسة: عنوان مكا

نت جة إختبار قدرات الوافد ن والشهادات المعادلة )عمارة( 2017 م أسم الطالب الرقم القوم الدولة الحاصل منها الطالب عل الشهادة نوع الشهادة ا

صفوت مصطفي حميد ضهير مدرسة الدوحة الثانوية ب أي خطأ طباعي أو إثناء التحويل من صيغة آلخري يرجي إبالغي به والخطأ مني ومن الشيطان أما توفيقي فمن هللا عرف

الجلسة الأولى: الابتكار والملكية الفكرية

عبارات الحملة

التعصيب و الحجب

مقدمة حظيت الصناعة المالية اإلسالمية منذ انطالقتها باهتمام كبير من قبل المختصين والباحثين والمؤسسات العلمية الداعمة في سبيل تطوير أدواتها لمواكبة النم

Baraemalain private school/baniyas مدرسة براعم العين الخاصة بني ياس للعام الدراسي 2019 / 2018 م الفصل الدراسي الثالث الصف : الثالث الشعبة :... ورقة عم

How To Make Connection Between Oracle DB Server 9i & Oracle Developer 6i

عرض تقديمي في PowerPoint

BREVET NATIONAL JUIN+SECOURS 2011

وزارة التعليم العالي والبحثالعلمي الجامعة المستنصرية كلية اآلداب قسم الفلسفة الوجود اإلهلي يف فلسفة كانط النقدية رسالة تقدمت بها الطالبة: زينب وايل شو

م ج ل ة الض اد ل ل غ ة الع ر ب ي ة العدد - 12 ديسمرب 2016 اإل م ام الخ ب ير الم غ ر ور و ح د يث الد ود ة! الش اف ع ي م ن م ح ن ة الو ل ي ة إ ل ى م ن ح

حساب ختام موازنة السلطة المركز ة للسنة المال ة 2013 م قسم) 21 (:وزارة التعل م العال والبحث العلم فرع ( 3 ) :مستشف الكو ت الجامع

نظرية الملاحظة

الحل المفضل لموضوع الر اض ات شعبة تقن ر اض بكالور ا 2015 الحل المفص ل للموضوع األو ل التمر ن األو ل: 1 كتابة و على الشكل األس. إعداد: مصطفاي عبد العز

المقدمة

النسخ:

الفرائد والح كم للشيخ ماديب إبراهيم املحجوبي جمعها وأعدها أبو عمار مازهرعيساوي قدم لها الدكتور محمد مصطفى الكنز الطبعة إلالكترونية ماولى 7102 م تونس 2

ال ح ك م ة م ن ي ش اء و م ن ي ؤ ت ي ؤ ت ي ف ق د أ وت ي خ ي را ك ث ريا ال ح ك م ة البقرة 762 3

الدكتور حممد مصطفى الكنز مقدمة الحمد هلل والصالة والسالم على رسول هللا صلى هللا عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد فإن من طبع النفس أن تتشو ف إلى نيل حظها من اللذة وما ق د ر لها من املتعة وطريق ذلك عند أولي النظر الائتالف بالكالم الطيب والائتناس بد رر ماقوال والاستبصار بفرائد الحكم. وقد صار من عادتي إذا ع ر ض لي عارض مما يقلق الفؤاد عن سيرته ماولى أو يشغلني عن تفق د روحي ومالحظة أحوال نفس ي أو إذا استغرقني حجاب الغفلة وكثافة املادة 0 صار من عادتي أن أهرع إلى معين الحكمة قاصد ا نمير ها العذب أللقي بكلكلي فيه خالص ا مما أجد وفرارا مما أعاني هناك أغسل عن روحي ما علق بها من أشواك تلك الحياة وغبار هذه الدنيا هناك أجد التوفيق نحو السعادة وأملح وجه الرضا. وما أحوج املرء إلى من يض يء في قلبه مصابيح الجمال ويفجر في أعماقه ينابيع الخير ويمسح عنه ما ران من صدأ ويأخذ بيده إلى مرفأ مامان وواحة اليقين!! ه من العلماء والصالحين وآية أن يسلكك هللا في محبته أن ينظمك في عقد أهل و د 7 الذين ن صبهم لعباده ص و ى ت قص د ومنارات ي هتدى بها وجعل عندهم مفاتيح حكمته وقالئد أسراره. تتفاوت في إدراك هذه الحكم والوقوف على تلك ماسرار وال ريب أن أنظار العلماء للكالم حظوظ : " تفاوتهم في مارزاق ولاجال ومن جميل أقوال بعض ساداتنا كحظوظ الرزق ". 0 7 الكلكل:الصدر-القاموس املحيط- الص وى: أعالم من حجارة منصوبة في الفيافي و املفازة املجهولة ي ستدل بها على الطريق و على طرفيها...-لسان العرب 4

ومن الحروف ما يكاد يض يء من غير زيت وليس عندي شك أن حرف أبي تميم في غشاء القلب تركه هش ا وإذا خلى املحجوبي يصدق عليه هذا الوصف فهو إذا رن عنه استحال بش ا وإذا تجلى للنفس أبان عن حس مرهف وحاشية رقيقة وخاطر جي اش!! ما بال ك - أيها القارئ الكريم - بحرف يتسم ت آثار ماقدمين حيث مساقط الجمال تترن م ومنازل ماب هة ومدارج الروعة فإذا قلب ك مصغ ملدب أقدام الح س ن وإذا روحك وه! على و قع خط الط ي ب : حرف يبدو لك قريب املرأى فإذا هو بعيد املنال ورحم هللا أبا تها بيضاء ت ط م ع فيما تحت ح ل كأنها الشمس يع ي ي كف قابض ه ل با وع ز ذلك م ط لوبا إذا ط ر با ش عاع ها ويراه الط ر ف م قت حرف املحجوبي فيه نجدة للنفوس وعزمة ألبناء العربية ونهضة لألمة حرف يرب ي رقي وي نقي يعطي ويمنح ومن كانت يد ه يد عطاء أبدا ال تكون يد أخذ!! ويعلم ي وأخي أبو تميم - حفظه هللا - رجل لم نره كفاح ا وإنما صحبناه عبر الواجوه )الفيس ب ك( رأيناه هناك من خالل أكتوباته التي ي تريها على صحيفته فإذا هي خير مرآة له دقة ألفاظ ووضوح فكرة وهذا دليل عقل راجح وآية تفكير ناضج وبرهان ذهن اعتملت فيه الرؤى وماطروحات اعتماال منت ج ا. وقد انتسج بيننا من صادق الود ما ال يغي ره تنائي الديار أو يزعزعه عدم اللقيا ورحم هللا جعفر بن محمد - عليه السالم - إذ قال : " صحبة عشرين يوم ا قرابة "!! وقد قرأت بعض هذه الفرائد تفاريق قبل أن تحويها د فتا هذه إلاضمامة البهي ة حتى إذا د فعت إلي مجموعة ألنال شرف التقديم لها شكرت ألخي أبي تميم ح سن الظن بي ووجدت عمله ينهض بنفسه دون حاجة إلى تقدمة من رجل مثلي لكنها عين الرضا حين رآني بها!! 5

دة لقد والحق أن أبا تميم قد أحسن إلي حين خلى بيني وبين هذه الح ظي ة املتفر رع بالفخامة ومعنى م شع باملهابة ومقالة يكمن بين طي اتها جعلني أتقلب بين لفظ م ت الطريق الالحب إلى زوايا النفس والسبيل البصيرة إلى خبايا الروح. لك الشكر أبا تميم إذ خل ي ت بيني وبين حوراء رماها هللا بالحسن ومن أي الجهات تنف ست ع بق ا يحيي املوتى وش ذرني بهاء بحجم هذا الكون!! جئتها وال ينظم هللا في سلك الحكمة إال املصطفين ماخيار "ومن ي ؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا" وال سبيل إلى نيل هذه املنزلة إال بحضور القلب وفراغ النفس وصح ة القصد وإنعام النظر تأم ال وتدب را حتى تنعكس على مرآة الذات ل م ع وخ طرات بحسب ما ت س نح به الحال وتجود به الفكرة وي م كن منه الوقت. وملا كانت الحكم خالصة نفس وعصارة تجربة ي س ب كها بليغ القول وم ختص ر ه كان ل ي الن ف س وك د الخاطر وقد عمد أبو تميم حرس هللا مهجته إلى دون ف ه مها ف ل ما ت جانف منها. ب بعيدها وي سه ل ح ز نها وي ذل ها ا وافي ا ي قر أيها القارئ الكريم إذا سر ك أن ت لقي عن كاهلك أثقال الحياة وأدران هذه املدني ة الكؤود فدونك ذاك النبع البجيس ففيه م غتس ل بارد وشراب!! والحمد هلل رب العاملين ر في الكويت يوم الجمعة العشرين من جمادى ماولى 03 ه 1 املوافق السابع عشر من فبراير 7102 م. ح ر و كتبه حممد بن مصطفى الك ن ز د. املشرف العام ملركز فصحى لالستشارات اللغوية البقرة 762 6

مقدمة املصن ف وصحبه وصلى هللا على نبينا مامين ونجله املطه رين الحمد هلل رب العاملين املخلصين. أما بعد: والسوانح الحكم مختارات من انطوت على قدر مسطورة فهذه أضابير والعبارات التي سال بها مداد قلبي وعقلي في مواطن متفارقة وأماكن متباينة وأزما ن متنائية. وقد رأى فيها بعض أهل العلم والفضل خيرا فاقترحوا أن أنشرها فتلب ثت وتري ثت و عن ذلك إلى أن جدد الطلب إل ي الفاضل املكر م أبو عمار مازهر عيساوي واستأذنني في تجميع مشت ت ها وتنضيد م شع ث ها فأذنت بذلك رجاء أن ينبط منها نفع ملنتفع أو خير ملستخير وقد شفعتها بشروح موجزة ت ث بعض متصلبها وتفكك بعض مستغل قها. وهي كما ستبصرون - لم ترتبط بموضوع مفرد ولم تعتلق بمناط محدد بل جاءت حلقاتها وفقراتها متزيل ة بعضها عن بعض على املستوى املعنوي واملستوى اللفظي. لكنها لم تخرج بمجموعها عن ساحات الحكمة والنصح والاعتبار.ولست.وال د ر ت س قبا و ط رت شكيرا أسبك نفس ي بين أهل الحكمة و أربابها إني إذا قد ه سيما أن كثيرا من مادة هذا الكتاب كنت قلتها وقت الطلب في املرحلة الجامعية ومما إنني إن خف يت سريرتي عن غيري فإني لست بغافل عما ال تعلمون علي قوله هنا: أشاروا وأل حوا علي إلخراج هذا العمل ما كنت من بعض الفضالء ولوال أن الفاعلين. فإني ممن جر سه الدهر وال حن كه الزمان وال أنا من أرباب البصيرة. : لكن الشأن كما قلت يوما و إن تحاسنت الظنون ببالغ ما تأملونا فأق ص ر دونه أو تكملونا وأحسب ني أقول الخير مح ضا 7

فاللهم اكتب لنا من أفضالك ما يصاحب مستور نوايانا واقسم لنا من أنوالك ما يصاقب مكنون خفايانا واجعلنا عند ح سين ظن الناس بنا وأد م انسدال أستارك على كثبان معايبنا و س ر م د حضور ألطافك على تخوم مصايبنا. أبو متيم : كتبه: 8

بني يدي الكتاب مقدمة جامع الكتاب وخمرجه 3 الحمد هلل املنفرد بالقدم والبقاء وباملجد وال سناء املرتدي بالعز ة والكبرياء يؤتي العلم من يشاء ويمنعه من يشاء سبحانه من عزيز له إلاعادة وإلابداء وإليه املصير والانتماء.نحمده حمد من استغزرت لديه لاالء وعمته النعماء وأشهد أن ال إله إال هللا وحده ال شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. أما بعد فإني ملا رأيت أن أعمالي البسيطة في الجمع والتنسيق قد حظيت بقبول لدى 6 املشايخ وطلبة العلم بداية ب"التذكرة في علم مصطلح الحديث" وانتهاء إلى "املختار من 2 التعليقات على آخر ما للطريفي من تغريدات" حيث علق عليها مشايخ فضالء وعلماء أجالء.سارعت إلى جمع بعض الح كم والفرائد لشيخي إبراهيم املحجوبي واستأذنته في نشرها في كتيب فأذن لي مشكورا. بل كان من تواضعه -حفظه هللا- أن أرسل إلي مادة الكتيب. فكان جهدي منحصرا في جمع وتنسيق الكتيب ووسم بعض العناوين كما ت بعض الكلمات التي ربما تشكل على بعض القارئين. وملا فرغت منه عرضته على اللغوي البارع الدكتور محمد مصطفى الكنز ألجل تقديمه لهذا العمل 3 من املجد و الشرف لسان العرب- من مقدمة كتاب املذهب في ضبط مسائل املذهب البن راشد القفص ي.ت د.محمد بن الهادي أبو ماجفان ط.دار ابن حزم 6 رسالة للمبتدئين أعدها الشيخ املحدث عبد الرزاق املهدي الدمشقي عندما كان يدرس بتونس و هي لان مطبوعة بعد أن ضبط نصها و علق عليها أخي و شيخي علي العاليمي حفظه هللا و قدم لها كل من الشيخين الجليلين طه بوسريح التونس ي و الشريف الحسن بن علي الكتاني حفظهما هللا. 2 كتيب ضم بين دفتيه دررا من درر الشيخ عبد العزيز الطريفي فك هللا أسره علق عليها كل من الشيخ إبراهيم املحجوبي و الشيخ محمد فال السيد الشنقيطي و الشيخ الشريف الحسن بن علي الكتاني و الشيخ محمد حمدي حفظهم هللا. 9

فأجابني لطلبي هذا فجزاه هللا خيرا.وإن غايتي من هذا العمل بعد رض ى هللا عز وجل هي نشر علم مشايخي الكرام وإفادة طلبة العلم من خالل ج مع املتفرق وتقريبه لهم في حلة مرضية.آمال من هللا عز وجل أن ي بقي أثر هذه ماعمال من بعدي تعويال على قوله صلى هللا عليه وسلم:"إذا مات إلانسان انقطع عمله إال من ثالثة: إال 1 من صدقة جارية أو علم ي نتفع به أو ولد صالح يدعو له".فاللهم تقبل منا. األزهر عيساوي كتبه أبو عمار غفر هللا له ولوالديه وأهله ومشايخه وجميع املسلمين 1 أخرجه مسلم في صحيحه حديث رقم 06 كتاب 0 الوصية باب ما يلحق إلانسان من الثواب بعد وفاته من حديث أبي هريرة رض ي هللا عنه 01

الفرائد واحل ك م 00

ك أعجبتك نفس س إذا أشداق ها. تعتلي ت ور مت و احذر من نفسك ثقت ك بها ات سعت و أحداقها انف غ رت و صوب س فوح التعالي رك و الغرور ت ت ج ر ج ج ها نحو س و وح ح أبصرت و إلى هالكك ست خ خ ر كك ر ب ب. و بك فاعلم أنها إلى حتفك ست ق قر بك من حق إلانسان أن يحسن إلى ذاته وأن يكون معجبا بنفسه إعجابا مقتصدا ما لم يجره ذلك إلى تخوم الغرور وساحة الكبر حينها يقع في هوة محذورة ودركة منكرة فاإلعجاب البريء الفطري ليس منكرا وال محرما إال إذا تطور إلى ما ذكرته لذلك قلت آنفا: "وتورمت ثقتك بها" إي تضخمت وانتفشت إلى قدر جاوز الحد الطبيعي الفطري. فإن كان من إلانسان هذا فقد أوبق نفسه في مهلكة حذ ر منها نبينا الكريم فيما خرجه املنذري في الترغيب والترهيب من رواية أنس بن مالك:" وأم ا امل ه ل كات فشح مطاع و ه وى متبع وإعجاب املرء بنفس ه". 2 جمع ساحة القاموس املحيط- 02

إقبال الدنيا وإدبارها قبل الدنيا إليك فاذكر إدبارها عنك كي ال يجرفك إلاقبال. حين ت فمن قن طك إلادبار. إقبالها إليك كي ال ي اذكر تدبر عنك إلادبار احتوش ه ه القنوط وحين نس ي إلاقبال ححي نين نس ي إلادبار حين إلاقبال أغرقته الغفلة. و ومن معهود سلوك الناس أن يغفلوا عما هو مغي ب عنهم وغير حال بهم وأن ينشغلوا إغراقا وإفراطا بما هم فيه من ضير أو خير وهذا من عالمات الغفلة وسوء التدبير فإقبال الدنيا يكون خيرا في ظاهره بيد أنه يشتمل على خطر الانجراف بسيل مفاتنها والانطماس بحمولة زينتها مالم يجعل إلانسان أمامه صورة إدبارها واحتمال انقالبها وزوال بهجتها مما قد يحيق به في أي وقت من أوقات حياته الرضي ة ذات الهناء 01 والب لهنية. الجرم أن الناس حين ي بتلون بنص ب العيش وعسر املعيشة بإدبار الدنيا عنهم ينشغلون بما هم فيه من ضنك وكبد فمن أدبرت الدنيا عنه وكابد مشقتها عليه أن ي صاحب دوام مامل في تغير الحال وأن يصاقب دائما حسن الظن باهلل بتوقع الخير والفرج فإنه إن أغرق نفسه في حزنه وفارقه مامل فال ريب أنه واقع ال محالة في شرك القنوط و حبالة اليأس. وليذك ر قول ربنا على لسان نبيه يعقوب وال ر ون الل ه إ ال ال ق و م ال ك اف الل ه إ ن ه ال ي ي أ أ سوا م ن ر و ح س م ن ر و ح ت ي 01 00 سعة العيش لسان العرب- يوسف: 12 03

املتشب ع بما لم ي عط ) املتشب ع بما لم ي عط دأب إلانسان ( غيره و وهو وهمه و ي ي بهج قلبه بن تاج يرفأ شق ه. يرأب صدعه و ويب هز ع لله و وأعوصهم علال أعمقهم صدعا و على أن يرق ع خرائق نفسه برقائع في ع وز إلى ما يسد خلله الب دبد - فهو أوسعهم شق ا و ما يراه ساترا هو في واقعه موغل في الفضح ومفحش في الهت ك حقيقة ذاته مفاتن. في الكشف ومغرق مح ضج إياه في ضحضاح الوهم حتى يحور ذاهال عن و واهال من منفض ح لذ اته التي هي في واقعها مناتن تكسوها و أعمق الناس خلال -لعمري لعمري- و في غفلة عن أن كل. ث ث م ه هنا وصفت نوعا من الناس جمع أكثر من صفة مشينة كل منها تكفي -منفردة- لوصفه بالسوء. وهو املتشبع بما لم ي عط وهو كل إنسان اجتمع فيه النفاق مع الكذب مع الغرور وهو الذي ي ظهر من نفسه ما ليس فيها ويدعي لها من الخير ما ليس لها إنما يسرق فضائل غيره ليسبغها زورا على نفسه ويدعي إحسان لاخرين لينسبه كذبا إلى ذاته.وقد ورد عن سيدي رسول هللا في شأن هذا حديث بليغ صريح هو ما خرجه مسلم وابن حبان وأبو داوود في سننه من حديث أسماء مرفوعا:" املتشب ع بما لم 07 ثو بي زور ". فقد جمع هنا كذبتين هما ثوبا الزور فاألولى ادعاؤه ما ي عط كالبس ليس له والثانية تركه العمل بما أظهر وادعى. كمن يدعي فعل خير فعله غيره 07 البخاري 702 و مسلم 7072 و أبو داود 3222 و أحمد 7 31 04

فهو بهذا ادعى فعل ش يء لم يفعله أصال وكذب في ادعاء الفعل. قال الزمخشري في "الفائق" :"املتشبع: " أي املتشبه بالشبعان وليس به واستعير للتحلي بفضيلة لم يرزقها وشبه بالبس ثوبي زور أي ذي زور وهو الذي يتزين بزي أهل الصالح رياء ". وعند النووي في" مسلم": " قال العلماء معناه املتكثر بما ليس عنده بأن يظهر أن عنده ما ليس عنده يتكثر بذلك عند الناس ويتزين بالباطل فهو مذموم كما يذم من لبس ثوبي زور". 05

شر ما خلق هللا املتفيهق املئر ج إلار ة هللا من شرخلق م ن كالمه زور وحديثه بهرج. فهج يره يره أأر ر. نفج و واجتثاث ما دم زرعوا أو س نة أر مة مالفة قصف وميداء وط ر ه ما ربة حتى لكأن ه سائمة تأر م العاملين. ببي نين ال تبقي تذر. والال تأريث ماتاتين و من ج نان الناس ما خلق هللا تعالى خلقا من عباده هم شر محض وبالء خالص ابتلي به الناس رار. وهنا ذكرت صنفا مؤذيا جمع من وحاقت بهم منهم صنوف ماذى و ض روب الض أشنع لسانه وأبشع صفات املفسدين ذلك هو الذي وصار دأبه ومسعاه قائما على سكن الشر نفسه زرع الفتنة بين الناس نيران العداوة بينهم وقصف روابط مالفة وسطهم زرع القوم فتتلفه واستوطن الكذب وغاية مقاصده تأجيج وشبهته هنا بالدابة التي تأتي على وبالعام املجدب املقحط الذي يحرم الناس من أرزاقهم ويعكر عليهم هناءهم فيتحول حالهم إلى شقاء ونصب. 0 املئرج الشرير 03 البهرج أي املزيف 0 أر إلارة أي إيقاد النار و املراد هنا نارالفتنة بين الناس 06 ميداء وطره أي أقص ى غايات مراده و سعيه و الكالم عن الشرير املفت ن 02 تأريث ماتاتين التأريث إلايقاد و ماتاتين جمع أتون أي التنور و املراد إيقاد الشرور و العداوات بين الناس 01 ما دم بمعنى مالفة 02 سائمة تأرم أي دبة تتلف الزرع 71 السنة مارمة هي العام املقحط 06

أعني بماء الوجه وإذالل وجرح الكبرياء الشرف إال ماء الوجه من ماء السماء ليس أشرف -هنا- ويستعمل كثيرا بمعنى الكرامة.. العرق الذي ينضح به وجه إلانسان حين يمر بحالة هوان لذلكم كانت كرامة إلانسان والكبرياء فإراقة ماء الوجه تقتض ي املذلة وشرفه أغلى وأطهر من أي غال وطاهر. وقد كان من شريفات نصائح النبي صلوات هللا عليه أن يجتنب املسلم إذالل نفسه ذلك فيما خر جه البيهقي بسنده في شعب إلايمان والترمذي في سننه كالهما من رواية حذيفة بن اليمان مرفوعا:" ال ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه قالوا : يا رسول هللا وكيف يذل نفسه قال : أن يتعرض للبالء ملا ال يطيق 70 " 70 الترمذي 77 3 و ابن ماجه 3106 07

الجاهل عل مه خطؤه. ليس بجاهل من يخطئ بل الجاهل من ال ي من معهود تصاريف الدنيا انطواء امل نح في املحن واستخفاء الخير في الضير حتى إن الرجل من بني آدم يفجؤه ما يس ر حين يوقن بوقوعه في الض ر بعدما ظن كل الظن أن ال ندحة للفر ج. وفي هذا املعني روي عن الشافعي قوله: ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها ال تفرج وما هذا إال مظهر من مظاهر رحمة هللا بعباده وهو الرحمان الرحيم الذي علمنا ر حسن الظن به في مواطن كثيرات منها قوله تعالى و ع س ى أن ت ك ر هوا ش ي ئا و ه و خي و ي ج ع ل الل ه ف يه خ ي را كثيرا وال يعزب عنا ل ك م وقوله ف ع س ى أ ن ت ك ر هوا ش ي ئا أن من مسلمات سلوك البشر وثوابت ج بل تهم ما وك ده رسول هللا في قوله عند ابن 73 ائين ". ألجل اء و خير الخط التو ابون ماجة من رواية أنس مرفوعا :" كل بني آدم خط ذلك ال يكون من الدقة وإلانصاف نعت من أخطأ بأنه جاهل فالخطأ في مج رده طارئ بشري طبيعي وجبلي ليس عيبا بذاته من حيث كونه خطأ إنما تقع إعابته بحسب ما يترتب عليه من آثا و تفويت مجترحه البراءة منه والاعتراف به. أما العيب الحقيقي والصريح فهو تفويت املخطئ فرصة التعلم من أغالطه واستبانة آثار أخطائه وافتقاده الاهتمام باالتعاظ منها إنه حينها املستحق حقا لوصم ه بالجهل. أولئك هم ذون يفقدون القدرة على الاعتبار من أغالطهم فتتواتر على جوارحهم الجاهلون حقا ال البقرة: 706 النساء: 02 ابن ماجه 37 0 و الدارمي في سننه 7262 77 7 73 08

وهم لها مستمرئون دون اكتساب دروسها. فاألخطاء عند التحقيق هي خير معل م وأصرح موج ه وأوضح نذير ذلك ملن ألقى السمع وهو بصير. 09

و( و. منن ماحمق وجدته يضع ثقته الكاملة في إنسان فأي ق ن ن باستيالء الحمق عليه. 7 الحصيف من الناس من ال يكون عن مكايدهم غافال وال لبوائقهم متعرضا فيكون لسان حاله نحو ما قال إياس بن معاوية فيما رواه عنه امل ز ي في "تهذيب الكمال" وابن 7 قتيبة في"عيون ماخبار":"لست بخ ب والخ ب ال يخدعني..." لم يزل الناس تصيبهم من أنفسهم الباليا والرزايا ولم تزل سنة الدنيا حافظة لنا أن أكثرهم على الباطل مقيمون وللحق كارهون ولإليذاء باذلون إال من رحم هللا من الطيبين والصالحين وقليل ما هم. وقد وك د هللا تعالى في القرآن املجيد أن أغلب عبيده ليسوا على خير وال منهم الخير تلك حال الكثرة من بني آدم وهذا ما ت و ك ده كثيرات من آيات القرآن 76 املجيد التي منها قول ربنا: ولكن أكثر الناس ال يعلمون وقوله تعالى: ولكن أكثر 71 72 الناس ال يشكرون وقوله : فأبى أكثر الناس إال كفورا وقوله سبحانه: قل 1 72 الحمد هلل بل أكثرهم ال يعقلون وق وله وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين. 0 وتلقاء ذم الكثرة مدح هللا القلة فقال: وقليل من عبادي الشكور وفي حديث ص) "مجموع الفتاوى" و قد نسب هذا املقالة لعمر بن الخطاب ابن عبد ربه في العقد الفريد ابن تيمية في ( / 76( "و ابن القيم في إعالم املوقعين" ( /730( و"الروح" 733 نسبت البن سيرين عند ابن منظور و الزبيدي. و الخ ب : الر جل الخد اع الج ر ب ز تقول منه : ب بت يا رج ل تخ ب خ ب ا مثال ع ل م ت تعلم ع لم ا و قد خ ب ب غالمي فالن أي خدعه.. 76 ماعراف: 012 72 البقرة: 73 الفرقان: 1 71 العنكبوت: 6 72 يوسف: 01 1 سبأ: 0 0 21

الغرباء حين س ئل صلوات هللا عليه : من الغرباء قا ل:" أناس صال حون قليل في ناس س وء كثير. م ن ي عصيه م أكثر م م ن ي طيع ه م "خرجه املنذري في الترغيب والترهيب وأحمد في املسند كالهما عن ابن عمر واللفظ للمنذري. وإلى ذلك كرر القرآن املجيد ذم إلانسان تبعا ملا عليه غالب أفراد جنسه البشري ومما ورد من ذاك 7 الذ م قوله تعالى إن إلانسان لظلوم كف ار وقوله تعالى ق تل إلانسان ما أكفره 3 ن س ان م نا ر ح م ة ث م نز ع ن اها م ن ه إ ن ه ل ي ئوس ك ف ور و ل ئ ن أ ذ ق ن ا إلا وقوله تعالى ن س ان ك ف ور ا. وإلى كل ذلك يشهد واقع البشر ومعامالتهم وقوله تعالى وك ان إلا وظاهر أخالقهم بغلبة الفساد عليهم وقلة مامانة فيهم مما اقتض ى أن يحذر إلانسان في تعامله مع إلانسان وذلك ما يستوجب أن يجنب نفسه إطالق ثقته في الناس نعم عليه أن يحسن معاملتهم وأن يرقب هللا في كل حركة وسكنة معهم لكن ال يفرط في الاستكانة لهم والركانية إليهم حتى ال يكون من النادمين. إبراهيم: 3 عبس: 02 هود: 2 الاسراء: 62 7 3 20

بين الشجاعة تكون مخلصا لو آمنت بكل ما تقول الشجاعة تتفاوت أقدار الناس. وإلاخالص وإلاخالص شجاعا لو قلت كل ما آمنت به.وبين و إن من مقتضيات إخالص إلانسان أن يكون وفيا وصادقا و مخلصا لكل ما يؤمن به مما يراه حقا. حتى يطابق قول ه الظاهر مكنون ضميره الباطن ولو كان في غير صالح نفسه حينها يكون أهال لصفة إلاخالص. ومما ورثناه في ديننا ما ورد عن سيدنا علي بن ".لكن ليس يقدر أكثر و ل و على نفس ك أبي طالب كما في الترغيب والترهيب:" ق ل الحق الناس على إلافصاح الظاهري بما في مخزون قلوبهم حين يكون إفصاحهم مقترنا بمضرة و مرتبطا بأذى يصيبهم في أنفسهم أو أموالهم. لذلكم فصفة الشجاعة ال ر أ على إلابانة ظاهرا عما يؤمن به ويعتقده تكون إال ملن غلبت خوف ه شجاعت ه فج باطنا. من ث م فإن مقادير الناس ومقاماتهم متزايلة ومتباينة تبعا ملدى اقتران كالمهم مع ما به يؤمنون أو تنافر ما يظهرون مع ما يبطنون. 22

نفع الناس ع الناس هو أنفع سعي الناس. السعي لنف من املقرر واملو كد في ديننا مقتض ى قول نبينا عليه الصالة والسالم-فيما نقله مالباني 6 في صحيح الجامع من رواية جابر بن عبد هللا" خير الناس أنفع ه م ل لناس ". وفيه من رواية ابن عمر حديث عظيم يرسخ هذا املعنى و ي ب س طه وهو " أح ب الناس إلى فع ه م و عز ف عنه هللا أن أ ح ب ماعمال إلى هللا وج ل س ر ور ت دخ ل ه على م سل م أو ت كش أم ش ي مع أخ ي املسلم في حاج ة ك ربة أو ت قض ي عنه د ي نا أو ت طر د عنه ج وعا و ل ن أح ب إلي من أن أعتك ف في املسجد شه را و م ن كف غض ب ه ست ر هللا عو ر ت ه و م ن ى يوم القيامة وم ن م ش ى مع ا ولو شاء أن ي مض ي ه أ م ضاه م أل هللا قل ب ه رض كظ م غي ظ ى قدمه يوم ت ز ل ماق دام وإن أخيه املسلم في حاج ت ه حتى ي ث ب تها له أث بت هللا تعال 2 ل ي فس د العمل ك ما يفس د الخ ل العس ل ". س وء الخل ق إن منفعة الناس فضيلة جليلة انطوت على خير ومردود مزدوج من وجهين : ماول : ما استفاده الذي تلقى إلاعانة واملنفعة من باذلها. والوجه لاخر ما حص له النافع للناس من ثواب من ربه فضال عن اكتسابه طمأنينة قلبية ال تعدلها لذائذ الدنيا وال يحسها إال من أدمنت يداه الجود للمحتاج وأدمن قلبه الرحمة للمسترحمين. ألجل ذلك قلت: السعي لنفع الناس هو أنفع سعي الناس. ولقد أفعمت سنة رسول هللا بما يرسخ فضيلة إعانة املحتاج وكرامة من ينتهج ذلك من ذلك ما خرجه مسلم في صحيحه من رواية أبي قتادة مرفوعا:" من سره أن ينجيه هللا من كرب يوم القيامة صحيح الجامع 712 السلسلة الصحيحة 216 6 2 23

1 فلينفس عن معسر أو يضع عنه". وعند الشيخين من رواية ابن عمر مرفوعا "...من كان في حاجة أخيه كان هللا في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فر ج هللا عنه كربة 2 من كرب يوم القيامة...". -صحيح مسلم برقم 0 6 -البخاري برقم 7337 ومسلم 7 11 1 2 24

قصد الصواب قصدك الصواب يغفر وقوعك في الخطأ لصواب قصدك. طئك ناسخا ال يكن كثير خ و في حاالت الخطإ والصواب يكون مدار مامر على النية والقصد املضمر وهو الذي تناط 31 به مؤاخذة هللا تعالى لعباده وهو القائل ولكن ما تعم دت قلوبكم والقائل نبيه فيما خرجه البيهقي في السنن الكبرى عن ابن عباس مرفوعا:" تجاوز الل ه عن أم تي 30 الخطأ و النسيان وما است ك ر هوا علي ه ".وكأي ن من مخطئ ومق صر عفى هللا عنه لسالمة قصده وبراءة نيته. ومما يستند إليه في هذا ما عند السخاوي في املقاصد 37 أبلغ من عم ل ه " لكن على الكي س الحسنة من رواية أنس بن مالك:" املؤمن نية الحصيف أن ال يت كل على هذا وال يطمئن نفسه دائما به وعليه أن يجعل هم ه موافقه قوي م عمله لسليم قصده وأن يكون من الخطإ على حذر ولو قل أثره أو انحصر أذاه ألن الخطأ والتقصير إن هما غ ز را وفشيا في سلوك السالك وعمل العامل فال ريب أنهما يورثان ضيرا ويحدثان شرا في سالمة النية ونقاء الطوية. 60 31 30 37 ماحزاب: صحيح ابن حبان. 2702 والسنن الكبرى للبيهقي ج 01 ص/ املقاصد الحسنة 76 25

و استثمر رعقلك في عالم املعرفة يكون إفراد الاعتماد على ماذنين صددا مباشرا لوهدة عينين ينقذك منها إال اكتشاف أن لك بصرا و عليك استعماله التقليد التي لن قال عليك استثماره. وعع في مجاالت العلم والتعليم و التعل م يحتاج إلانسان إلى كل حواسه امل وكول إليها وامل ودعة فيه كيما يستثمرها لتحصيل املعارف والعلوم لكن أكثر الناس يغمطون أفضال ربهم عليهم فيعرضون عن استثمار كل مواهب الحواس ويكتفون ببع ض مما ال ترهقهم م ؤنته وال تضيرهم مشقته. فيختارون سبيل الاجترار ويستمرؤون التكرار بعيدا عن إلابداع و الابتكار مما الشأن فيه أنه مستت بع الستعمال املواهب العقلية واملزايا الفكرية. فاالكتفاء بالسماع والترداد دون تب صر وفي معزل عن النظر والتفك ر كل أولئك م وهن للفكر ومنهك للذكاء وم بير للفهم.وال فالح إال في إحساس حه عقال يجب استثمار نفعه وفهما إلانسان بمسؤوليته وبفضل هللا عليه أن من عليه استدرار خيره كيما يكون كائنا مفكرا مبدعا مس تحقا للتكريم والبراءة عن ب ن ي آد م صفات العجماوات. وأن يكون أهال للدخول في سواء قوله تعالى ول ق د ك ر م ن ا م ن خ ل ق نا ن الط ي ب ا ت و ف ض ل ن اه م ع ل ى ك ث ير م ر و ر ز ق ن اه م م و ح م ل ن اه م ف ي ال ب ر و ال ب ح 3 33 ت ف ض يال قوله سبحانه لقد خلقنا إلانسان في أحسن تقويم 3 املكان املطمئن الصحاح في اللغة- 33 إلاسراء: 21 3 التين: 3 26

كم من و ض كم من حسن نتن و املظهر حتى تبل و الجوهر. ال يغرنك املظهر كم من سميح سميج فال يغ ر ن ك يء وضيع و كل هاته الن ع وت هي من صفات بني آدم وهي مبثوثة فاشية في أخالقهم وسلوكاتهم فضال عن ظواهرهم واملراد في هذا املقام التنبيه إلى أن الظاهر من إلانسان ال يكفي إلصابة كن ه حقيقته وأن ما يسنح من صفاته للناس ظاهرا كثيرا ما يكون معكوسا في حقيقته باطن ا وكم من إنسان أصابته مصايب أتلفت عمله ومسعاه وحاقت به بوائق أضر ت بدينه ودنياه الغتراره بظواهر قوم آخرين وانخداعه بحسين صفاتهم املرئية الساترة ملسيخ نفوسهم الدني ة. إذا فمن مقتضيات الحكمة والتبص ر وتمام التريث والتخير أن ال يبني إلانسان أحكامه على ما يسنح له بادي الرأي فالحذر الحذر من جملة البشر. فإن خالطتهم فاحذر واجعل مقاربتك لهم كمقاربة املستدفئ من النار -حسب تشبيه ابن حزم- فتدفأ بها قدر حاجتك وال تداخلها فتحرقك. 27

أولى خطوات طريق الكمال كما أأن الشعور بالجوع أولى بالقصور أولى خطوات طريق الكمال. الشعور خطوات الشبع. من فطرة إلانسان أنه ال يطلب ما يحتاجه إال عند احتياجه وال يروم الش يء إال عند كونه غير حاضر عنده فالشعور بافتقاد املفقود هو أول خطوة نحو الحصول عليه تتلوها خطوة السعي نحوه. كذلك مامر مع طالب الرقي واملعالي والكمال فأول خطوة ينطلق منها هي شعوره بالقصور الحاجة إليه والعوز وال يحدث التشوف تجاهه. والفقر إليه فمال ك الش يء ال يطلبه ودون هذه الخطوة ال تحدث وإن طلبه فما ذاك إال لالستزادة أما الطلب الحقيقي ملا فيه الحاجة فهو ملا كان مفقودا عند طالبه. 28

دعوة إلى التجديد التفكير بعقول ماموات كإماتة عقول ماحياء. جنة. في مقبرة كامليت في والعائش حين امتن هللا تعالى على عباده بفضيلة العقل أراد لهم اهتبال خيره واستثمار نعمته واعتصار ثمرته فمن فهم هذا وانتهجه فقد وف ى بحق العقل فيه وأدى نصيبا من شكر هللا عليه أما من غمط نعمته ورآه مجرد كتلة شحم في جمجمته وجم د تفكيره و خش ب تأمله وجعل ال يستعمل غير أذنيه ولسانه لسماع ما قيل وتكراره واجتراره فهذا مميت لحياة عقله فاقد لفضيلة أصله كاتم لنعمة ربه.ال يناله من النعمة ما حقه نواله وال يوصل من مامانة ما حقه إيصاله فليس غلوا أن نشبهه بميت وسط جنة أو بعائش في مقبرة. هذا الوصف مطابق لحال من جعل نهجه في التفكير قائما على ما اعتمد عليه املشركون فيما حكاه هللا تعالى عنهم بقوله و إ ذ ا ق يل 36 ع م ا أ ل ف ي نا ع ل ي ه آب اء نا فقد عطلوا عقولهم ل ه م ات ب عوا م ا أنز ل الل ه ق ال وا ب ل نت ب ومنعوها أن تهديهم بما فيها من قدرة على الهداية. ومثلهم القائلون إنا وجدنا آباءنا 32 على أمة وإنا على آثارهم مهتدون فاستحقوا أن يقول ربهم فيهم إن هم إال كا لنعام بل هم أضل. وعلى نهجهم ال يزال كثيرون سائرون من أدعياء العلم وإلايمان ممن جم دوا الدين وعطلوا الاجتهاد وقعدوا للمجتهدين كل مرصد وجعلوا يأرزون إلى ما سمعوه وما قيل لهم ويضبؤون إلى ما سبق ويعادون كل ما لحق.وكأن فضل هللا قد نفد منذ قرون ولم يعد عباده من أصحاب العقول صالحين 36 32 31 البقرة: 021 الزخرف 77 الفرقان: 33 29

للتفكير والاجتهاد والنظر.إنه منهج قائم على إماتة عقول ماحياء والتفكير بعقول ماموات رحمهم هللا. وما هذا إال منكر من القول جاحد لفضل هللا ومعاد للعلم والعلماء والتعلم والحق أن على العاقل منا أن ينتهج منهج فك ر ثم قل ال منهج اسمع ثم ق ل.وال أريد ألحد أن يفهم قولي على غير ما أريد فاالستماع والنظر في كالم السالفين-رحمهم هللا- ال غ نية عنه لطالب العلم والحق لكن من غير املوت هناك بل استمع من هناك واعلم ثم تعال. 31

س حين تتح انتبه يا طالب العلم بالشبع من العلم فاعلم أنك لم تذقه بعد. العلم الحقيقي إذا القى طالب علم حقيقي أصابه بالنهم الذي ال شبع معه فليس ممكنا الوصول إلى مرحلة الشبع من العلم إال ملن كان طلبه له مشوبا أو سيره فيه مغر ضا. هذا ما يوك ده واقع العلم وأهله ماصحاء الصادقين املخبتين. ومما يسند هذا من الشرع ما نقله وصححه مالباني في صحيح الجامع من رواية ابن عباس :" م ن ه ومان 32 ال ي ش بعان طالب علم وطالب دنيا". ومما يجب إضافته إلى هاته الحقيقة أن من وصل إلى أن يقول إني قد علمت واكتفيت من العلم فما هو إال مقيم على نفسه الدليل بكذبه وفي هذا أ ثر عن ابن املبارك قوله: "ال يزال املرء عاملا ما طلب العلم فإذا ظن أنه قد علم فقد جهل ". وخ رج الطبراني في املعجم ماوسط مرفوعا وفي 1 الصغير موقوفا "من قال أنا عالم فهو جاهل". 32 1 مشكاة املصابيح 7 0 - ال يصح مرفوعا و مارجح وقفه إلى يحيى بن أبي كثير 30

لذة طلب العلم إذا ما طلب العم أتعبك وأجهدك ثم لم تجد لذة في ذاك التعب ومتعة في ذلك الجهد فاعلم أن عالقتك بالعلم مصطنعة زائفة وص لت ك به موقوتة زائلة. لم يزل طلب العلم مقترنا بما يلقاه طالبوه من نصب وما يواجهونه من تعب وما يكافحون من عقبات مرهقة وخطوات منهكة. وبرغم ذلك كله يستمرئ الطالب ماصيل كل ذلكم التعب ويستسيغ كل ذاك النصب ويستطيب كل ذلك إلارهاق وإلاجهاد وإلانهاك بما يلقاه من لذاذة تسكن قلبه ومتعة تستوطن نفسه وسكينة تغش ى روحه من آثار من يكتسبه من علم ومعرفة.حتى ينقلب كل ثقيل عليه خفيفا وكل حزن سرورا وكل كدر حبورا. وذلك من آثار بركة العلم والتعلم ومن إكرامات هللا - تعالى- لطالب العلم املخلص. فإن لم يكن في طلبه مخلصا وال في تعلمه م خبتا فليس ليس غير الحرمان فال لذة يحس ها وال متعة يمس ها وال راحة يجس ها وال في كرامة ينالها وال شرف يناله وال مجد يطاله.وفي هذا السياق قال ابن الجوزي "صيد الخاطر": "وهللا ما أعرف م ن عاش رفيع الق در بال غا من اللذات ما لم يبل غ غير ه خلصين " وفيه يقول أيضا:" ولقد كنت في حالوة طل ب العلم أ لقى من إال العلماء امل 0 الش دائد ما هو أحلى عندي من العس ل في سبيل ما أطلب وأرجو" ي.وقال الشاطب في"املوافقات" : "في الع ل م باألشياء لذة ال ت وازيها لذة إذ هو نوع م ن الاستيالء على 7 املعلوم والح و ز له ومحب ة الاستيالء قد ج ب ل ت عليها الن فوس وميلت إليها الق لوب". ص 712 و ص 022 62/0 0 7 32

وقد أورد الخطيب البغدادي في "الجامع ألخالق الراوي" أبياتا تكشف التذاذ طالب العلم بطلبه : حب ر ة ت ج ال س ن ي ن ه ار ي أ ح ب إ ل ي م ن أ ن س الص د ي ق مل و ر ز م ة ك اغ د ف ي الب ي ت ع ن د ي أ ح ب إ ل ي م ن ع د ل الد ق ي ق و لط م ة ع ال م ف ي ال خ د م ني أ ل ذ ل د ي م ن ش ر ب الر ح ي ق فبمثل هاته الش عورات والتعبيرات يكشف أهل العلم حقيقة ما يالبسون من قربانهم العلم وما يقارفون من جليل عوائد طلبه ولذيذ محاسن تعبه و حس ين متع الجهد ي وتعب ثم لم يجد في الذي يبذلون والتعب الذي يكابدون. ولو أن طالبا للعلم شق نفسه مثيل تلك ماحاسيس واملشاعر فليعلم أن عالقته بالعلم ليست أصيلة وأن صلته به لن تدوم فهي موقوتة و مرهونة بأغراض في قلبه مكنونة لم يالبسها إخالص النية ولم يالمسها صفاء الطوي ة. 33

قلب الحياة قلب الحياة في حياة القلب. قلب إلانسان الصالح هو مستودع إلايمان ومنبع الصالح وموطن الخير ومصدر السعادة. وهذه ماربعة لها ما يضادها في قلوب قوم آخرين وهي التي تطيب الحياة بها وهي التي تحتل من الحياة مركز اللب ومكان القلب فتكسب القلب حياته. من أجل هذا قلت إن تحقق الحياة للقلب هو الركن ماساس الذي تقوم عليه الحياة الصالحة التي أقصدها. إن لكل حياة إنسان قل ب تسير به ف يوج هها قد يكون قلبا صالحا عامرا بالخير كما مفعما بالشر وكل منهما يسير بالحياة صو ب الوجهة التي يقتضيها قد يكون قلبا فاسدا حاله ومحتواه.فمركز الحياة في صالحه وإشراقه منوط بحالة قلب إلانسان الذي جعله النبي صلوات هللا عليه مناط صالح إلانسان ومناط فساده فقال فيما خرجه مسلم في صحيحه من رواية النعمان بن بشير مرفوعا "...أال و إن في الج س د م ض غ ة إذا. أال وه ي الق لب " ومن و إذا ف س د ت فسد الج سد ك ل ه ص ل ح ت صل ح الج س د ك ل ه خير تقسيمات حال القلوب ما أورده ابن كثير بسنده في تفسيره من رواية أبي سعيد ر وقلب أغلف مربوط على ه الخدري" القلوب أربعة: قلب أجرد فيه مثل الس راج ي ز سراجه فيه غالف ه وقلب م نكوس وقلب م فأم ا القلب ماجرد فقل ب املؤمن صف ح. فقلب الكاف ر. وأم ا القلب املنكوس فقلب املناف ق نور ه. و أم ا القلب ماغ ل ف 3 فقلب فيه إيمان ونفاق..." الخالص عر ف ثم أنكر و أم ا القلب املص ف ح البخاري: 7 و مسلم 0 22 و ابن ماجه: 213 و الدارمي: 7 2 تفسير ابن كثير 6. 6/ ومجمع الزوائد 61/0 3 34

و" بين أخطاء العاقل أخطاء ماحمق و عتمات أخطاء ماحمق و رشد خخطاه أخطاء العاقل مصابيح ت ت ت ظلم ممشاه. الخطأ والخطاء ما صدر عن إلانسان مفارقا إرادته شاردا عن القصد والعمد وقال ابن رجب في تعريفه الوارد في" جامع العلوم والحكم": "الخطأ: هو أن يقصد بفعله شيئا فيصادف فعله غير ما قصده. ال ينعصم أحد عن الخطاء سواء من أهل الحصافة والكياسة أو أهل البالهة والحماقة فهو عارض بشري ال يبرأ عنه أحد مصداقا لقول سيدي رسول هللا فيما خرجه ابن ماجة من رواية أنس بن مالك " كل بني آدم ".لكن الفرق الرائس بين ما يجترحه كل من الحمقى اء وخير الخط ائين التو ابون خط والعقالء -من ماخطاء- أن العاقل إن بدر منه خطاء جعل خطأه درسا يستفيد منه لتجاوز ما يعرض له بعد مما قد يوبقه فيه كرة أخرى أما ماحمق فدأبه استظهار أغالطه وترك الاعتبار بها وإغفال دروسها مما يجعله كمن يمش ي في الظالم تاركا وراءه مصابيح أغفلها وأعرض عنها. تلك املصابيح هي الدروس التي ترك استيعابها عند وقوع أخطائه السابقة. ابن ماجه 37 0 و الدارمي في سننه 7262 35

رجال في ورق من ورق ورجال فالتمسهم في أضابير الكتب دمت عظماء الرجال في واقع حياتك إذا ع من ورق. حي - من ألف رجل - أنفع على الورق فسيرة رجل-مي تيت- ال يستغنى إلانسان عن قدوة -بشرية-يسترشد بها ويستهدي بفكرها أو سلوكها يستلهم منها الرشد في قوله وعمله وال فرق بين أن تكون القدوة إنسانا حيا أ و ميتا لكن أغلب الناس قدواتهم من ماموات لذلك فكل من طلب له قدوة حية فلم يجدها فال يترك البحث والاستهداء وليقصد الكتب وتواريخ الرجال وليلتمس لنفسه من هو أهل لالقتداء فالعيش بال قدوة وبال مرشد ملهم أمر خطير على إلانسان مهدد لطموحه ومربك ملسيره ومظلم لسبيله ومعرقل إلنجازاته.وعلى كل حال إن قدوة ميتة استبطنتها كتب التاريخ هي خير وأنفع من ملء مارض من رجال هم كالورق خفة و ضعفا و هوانا لذلك فرجل في الورق خير من ألف رجل من ورق. 36

مواقد العزة. مواقد للعزة مواقف املذلة يلتذ بحالوة العز إال من ذاق وال مرارة الذل ليس للعاقل وال منه أن يعرض نفسه للمذلة لكن لو أصابته الحياة روفها ببعض من لسعات إلاهانة واملذلة فالعاقل والحازم هو من تكون إصابته منها موقدة لطموحه و لنار عزيمته من ذلكم ابتالء بعض الفضالء بسجون الظاملين أو وأرزاقهم بما يقتض ى إهانتهم في بعض وجوه معيشتهم في معيشتهم إصابتهم باألذى فكثير الشرفاء ابت لوا بهذا النوع من البالء فكانت مواقف املذلة تلك دافعة للعزة في وهمم رابية فكانوا على أعلى شرفات العزة نفوسهم فخرجوا بنفوس عالية وأسنى ذرى املجد.وليس يغر ب عنا أن لذة املفقود إذا حصل عليه الفاقد املحروم هي أعلى وأحلى من لذته عند من لم يجرب الفقد وال الحرمان. ولعل مما يقترب من هذا املعنى ما ورد عن الشافعي قوله: فإن رسوب العلم في نفراته اصبر على مر الجفا من معلم تجرع ذل الجهل طول حياته ومن لم يذق مر التعلم ساعة فكثير من طلبة العلم يالقون أثناء سنوات طلبهم صنوفا من النصب والذل واملرارة وتكون لكثير منهم حوافز لالنطالق نحو التميز سواء من شيوخهم أو من الناس والارتقاء.كما قد تكون لبعضهم متلفة للطموح ومركسة للهمة. 37

حرية التعبير واجباته. حرية التعبير ليست من حقوق إلانسان بل من من الحقوق الطبيعية لكل إنسان أن يفكر بحرية وأن يعب ر بحرية عن أفكاره وأن يطرح آراءه ويعرضها للعاملين دون قيد وال حجر وال إكراه. وهذا مقتض ى من مقتضيات كون إلانسان حرا لكونه خلق على أصل خلقته حرا. وقد قال عمر بن الخطاب منكرا على ابن عمرو بن العاص ترفعه وإيذاءه للقبطي الذمي:"متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا".والقصة أوردها بسند ضعيف ابن عبد الحكم في " فتوح مصر وأخبارها"لكن متنها صحيح صائب يوكد أصالة حق الحرية بمعناها الشامل.لكن مقتض ى الحكمة إلاالهية جعل لكل حق حدا ولكل مشروع ضوابط ولكل حكم مستثنيات. لذلك لسنا نغفل أن الحرية التعبيرية لو أطلقت فال بد أن تقترن بمفاسد تستتبع إطالقها من ذلك فتح أبواب التعبير عن ضالالت تضر عقول الناس وتعكر فهومهم وتضر نظام الحياة املجتمعية وماسرية والشخصية كذلك. والذي ترمي إليه مقالتي السالفة انتقال حق إلانسان في التعبير إلى مرحلة الوجوب بعد مرورها بمرحلة إلاباحة وهذا مامر ليس على إطالقه فيجب تقييده وتوضيحه بأن ما يجب من حرية التعبير هو نقيض كتمان الحق الذي يقع فيه كثير من الناس فمن علم الحق واقتنع بأحقيته صار من واجباته أن يعلن ويبث ما علمه. وقريب من هذا املعنى ماخرجه ابن حبان في صحيحه من رواية ابن عمر وغيره ونحوه عند الطبراني في ماوسط من رواية أبي هريرة واللفظ البن حبان" م ن كت م 6 ع ل م ا ألجمه هللا يوم القيامة بل جام م ن نار " صحيح ابن حبان 26 6 38

استثمار الروح وفساد. دون الجسد تيه الروح الجسد و واستثمار الجسد دون الروح عبث. وكساد إلانسان جسد وروح إن لم يحسن إلانسان التوازن بينهما والقصد في إيفائهما حقهما طغى أحدهما على لاخر وفقد سوي ته وعد م اعتداله ووجد نفسه إما غائبا عن شرف الروح وصفائها وإما محروما من حاالت الجسد وعطاياها العاجلة املوقوتة. وليس لإلنسان السوي غ نية عن الامتياح من عطايا الجسد وهدايا الروح. فإن أحد من الناس أقص ى دواعي ومقتضيات جسده واستغنى بدواعي ومقتضيات الروح فما مصيره إال إلى عطالة عن الحياة ولوازمها. وإن هو أبعد دواعي ومقتضيات روحه واستكفى بلوازم وحاجات الجسد فقد حجز نفسه في ساحة ال يشاركه فيها إال العجماوات. 39

مصيرإلانسان يعيش إلانسان ناظرا هداية وحي أو إعانة إلهام أو توجيه معرفة أو إضاءة عقل ثم موتا ينقله حيث يستحق. اعتماد الناس في حيواتهم ليس قائما على مصدر موحد في اقتباسهم املفاهيم واملعاني ومافكار والحقائق. فمنهم مؤمن ومنهم كافر وفيهم ملحد وفيهم حائر. وهم بما هم عليه من تفارق مصدري وتزي ل منهجي ال يستغنون عن مصدر لالستبصار ومورد لالنتهال فالعقول لم تزل تسأل والقلوب لم تزل تنهل والجسوم لم تزل تعمل. وليس لإلنسان والحالة هذه- إال أن يعتمد شرعة ير د إليها و مصدرا يقصده لس ؤله. فمن كان منهم مؤمنا جعل الوحي أساسا الستقائه واستعان باإللهام والعقل. ومن كان منهم ال دينيا توج ه للمعارف البشرية وتجارب الحكماء ومن كان منهم ملحدا اعتمد على إضاءة العقل الذي قد ال يمنحه غير إظالم يحسبه إضاءة. ثم تنتهي رحلة كل واحد منهم إلى مصير واحد لينتقل إلى املكان الذي أراده هللا له. 41

معرفة الهدف ال تكفي د و ج جهته لن ت جدي ك معرفة هدفك إن لم تحد فلن يضيرك عدم الوصول. تحركت إن لم تتحرك إليه ففإن ينفعك تحديد وجهته ولن هنا يتضح الفرق جليا بين السعي العملي وبين السعي ما م لي فاألول يقتض ي تحركا ومبادرة للفعل الواقعي ولاخر يقف عند املعرفة املجردة عن العمل فمن عرف هدفه ومراده فمجرد معرفته لن توصله ثم إن زاد وحدد وجهته فمعرفة الوجهة لن توصله ما لم ينضم إلى ذانك الخطوتين خطوة ثالثة هي التحرك نحوه عمليا وفعليا.إذا هي خطوات ثالث: ماولى- معرفة الهدف والثانية: تحديد وجهته والثالثة: التحرك نحوه. وباالكتفاء بالحالتين ماوليين يالم إلانسان ويلوم نفسه أن لم يوفق إلى تحقيق هدفه أما إن اجترح الثالثة ولم يصل فال لوم عليه وال لوم منه. ولن يكون ضائرا له عدم الوصول ألنه استنفد جهده وبذل ما في م ك نته فال تثريب عليه من لاخرين وال من نفسه. ألنه برئ عن مشاكلة الك سالى ومماثلة أهل الاتكال امل خلدين إلى مارض املكتفين بالتمني وبالكالم ممن يلحقهم العتاب وأصحاب ماماني ويستحقون املالم. 40

بين العزلة والاختالط إن لم تكن مطلقة. العزلة كاشفة للحجب للكشف. كاشف للحجب. حاجب للكشف إن هو أطلق. والاختالط فإن أ أ طلقت صارت حاجبة فإن لم يك مطلقا فهو من شأن العزلة املتبص رة أن تكون حالة كاشفة ومنيرة لعقل إلانسان موس عة آلفاقه وفاتحة ألبواب تفكره وتدب ره. هذا إن لم تكن عزلة مطلقة مقتضية النقطاع كامل بت ي عن العاملين. فإن هي أطلقت منقطعة قاطعة آلت إلى حالة حاجبة طامسة للمعرفة والكشف عن حقائق ماشياء وعن لوازم ومعارف الحياة البشرية.ومما له أن يحجب الكشف واملعرفة إلافراط في املخالطة للناس والتوغل في تفاصيل الحياة البشرية وسفساف الشواغل اليومية أما إن حدد وفص ل و حج م إلانسان مقدار اختالطه بالناس ومقدار التوغ ل في شؤونهم وصوارفهم فإنه على نهج يتيح له كشفا وجالء ال غ ناء عنه وال اكتفاء بدونه. 42

بين العيش الحياة و لم يخلق إلانسان ليعيش بل خلق ليحيا علو مشر ف. مسف و بين س فول العيش وبين يتوزع الناس والحياة العيش حالة بيولوجية يمارسها كل كائن حي ويمر بها كل مخلوق.لذلكم أراد هللا من إلانسان أن ال يكون في مرتبة كل ذوات مارواح من الكائنات التي تعيش وتعتاش وأراد له هللا أن يحيا بمعنى يشمل حياة الروح وحضور النف س فضال عن الجسد. فمن كان وج وده مرتكزا على احتياجات الجسد فهو قائم بالعيش ومن كان وجوده مواز نا بين مطالب الروح والجسد فهو في حالة حياة.وما بين الحالتين ي حكم بأن إحداهما أشرف وأرقى وماخرى أسفل وأدنى.وفي وصف أهل العيش املعرضين عن الحياة الحقيقية الشاملة للروح والعقل قال تعالى: ب ل ه م أض ل ي س م ع ون أو ع ام ي ع ق ل ون إن ه م إ ال ك ا ل ن أ م ت ح س ب أ ن أ كث ر ه م السفول ضد العلو-مقاييس اللغة- الفرقان: 33 2 1 43

أعجب مخلوقات هللا أشرفهم إنسان. و إلانسان أعجب مخلوقات هللا فأحط الخلق إنسان. قد يعترض معترض بقوله بل أحط الخق هو إبليس فأقول بل أحط منه وأسفل من رض ي أن يكون فردا بين جنود إبليس وقد علم أن هللا أراد له الكرامة فرفض إكرام ربه الرحمان وآثر هوان الخدمة لدى عدوه الشيطان. فأن يكون إنسان جنديا من جنود إبليس فهذا قد رض ي من نفسه بأدنى دركات الهوان بأن ينحضج تحت درجة الشيطان. وليس هذا بعجيب وال معدوم فكثير من البشر قد بلغوا سفوال تلك الدرجة فكانوا من الشياطين أسوأ وأردأ وأشر وأضر. 44

إن لم تدر ما تريد فال تفعل ل أردت فال تترك فاإلرادة إن تف ر رقتاا..ت الخذالن بين إلارادة والدراية إن لم ت رد ما دريت و فال تفعل فإن دريت ما مناط النجاح إن اجتمعتا والدراية وضمان تمر باإلنسان حاالت منها : 0- أن يحتار في فعل ما لم يترجح عنده أحد أطراف النفع فيه فهنا عليه أن ال يبادر إلى اجتراح ما ال يدري فساده من صالحه. 7- أن يعلم شيئا ويطلع على أماكن مصلحته ومواطن مفسدته لكنه ال يريد مقاربته وال يحتاج مالبسته فهنا عليه أن يجتنبه. -أن يحتاج شيئا وي ريده وهو على معرفة به تامة فعليه هنا أن ال يترك اجتراحه. إن اتضاح مامر في حالة إرادته واحتياجه له و من دواعي وضوامن نجاحه كما أن تزي ل وتفرق الدراية به وإلارادة له من ضوامن الفشل والخذالن. 45

إلاهانة أقوى من العقاب فقال لها: جيء بالنسر لتحاكمه ححمامة علي من وقوفي هنا أمامك. يكون أشد إن أقس ى حكم منك لن كثيرا ما تكون إلاهانة أشد من العقاب و إلازراء أشق من إلايذاء. فأن ي قام الشريف مقاما م هينا لشرفه أشد عليه من أن يعاقب عقوبة مؤملة لجسده. وليس أشد وال أشق على املاجد الشريف من أن يهينه الوغد املهين. مانذال واستعالء مافدام عليهم من سيادة أولئك فوقهم الجسد أن ألم ماولى أدوم وشهدت هوان الشرفاء وظهورهم عليهم. فكم شهدت الدنيا استقواء ومذلة الكرماء فما من ش يء أشد ومن وجوه شدة ألم إلاهانة على ألم وأبقى فهو عالق في النفس محفور في الذاكرة فال يزول. أما ألم الجسد فموقوت بأثره على الجلد أو في بعض أعضاء الجسد. ثم يزول. 46

النا ساس إرضاء ات هم عقلك حين تطلب رضاء الناس جميعا ف فأنت تطلب ما لم يع طه هللا أن توصم بالح مق. م ن سعيك واسترب والال -تعالى- ل لر ر س سله لذاته واقبل طب عي أن تتوزع سلوكات وأفكار إلانسان بين طرفين من الناس فريق راض معجب وآخر ساخط محنق لكن غير الطبعي أن يعجب الجميع بش يء واحد أو أن يتفق الجميع على أمر واحد فهذا مما يضاد سنن هللا في خلقه الذين قال فيهم وال يزالون 2 ق الس م وات ك م ض و اخ ت الف أ ل س ن ت ك م و أ ل و ان و ما ر مختلفين وقال و م ن آي ات ه خ ل 61.وما اختالف أديان الناس وعقائدهم وطبائعهم إ ن ف ي ذ ل ك آلي ات ل ل ع امل ين وأذواقهم وأصنافهم إال آية ربانية توك د لنا أن التنوع سنة ال صارف لها وال مبدل لها فليعمل العاملون على هذا ماساس وال يأمل أحد في تغييره إال من كان أحمق جاهال بسنن هللا في خلقه. ورد في"صفة الصفوة" "عن الربيع بن سليمان قال:" قال لي الشافعي:" يا ربيع: رضا الناس غاية ال تدرك فعليك بما يصلحك فالزمه فإنه ال سبيل إلى رضاهم".ولو كان من سبيل إلى رضاهم جميعا على ش يء واحد لكان رب العاملين أولى بذلك ونحن نرى الناس لم يزالوا وال يزالون مختلفين في شأن هللا ما بين مؤمن وكافر ومشرك وملحد لكل من هؤالء وجهته. وكذا مامر مع رسله وأنبيائه صلوات هللا وسالمه عليهم أجمعين. 2 61 هود: 001 الروم: 77 47

مخالطة مادعياء مخالطة مادعياء تحجب عنك مكانك نفسك على مصبحا في حين كونك ذ روة تغب ش عليك زمانك و في حفرة. م م سيا فقد ترى إن من شأن الدعي أال يكون صادقا لذلك ال يتاح لك أن تعلم -حال مخالطته- أين أنت منك أو أين هو من نفسه.فما دمت له قرينا فعن النور أنت معزول وبالتمويه أنت موصول وعن الوضوح أنت مفصول. وإلانسان في حاجة إلى من يكون معه صادقا ال من يكون له مصد قا لذلكم قيل قديم ا: "صديقك من صد قك ال من صد قك".والدعي - معلوم من م عهود خ لقه- ال يرى لصحبتك حرمة فهو متسربل بالزور يستوي لديه أن تستقر بك مارض أو أن تمور أو أن تقوى أمامه أو أن تخور 60 ألجل ذلك أبان كثير من الحصفاء العقالء عن صدق خبرتهم بالحياة حين اختاروا لهم. مصداقا لقول من قال:"إن للمرء في العزلة عز له". العزلة ملجأ والتف رد م ن جأ 60 جمع حصيف و هو املحكم العقل الصحاح في اللغة- 48

التواضع لغة س التواضع فول التكبر بين اللغة و ووو لو.. حقيقة ع و الحقيقة و علو التكبر للغة سفول. وحقيقة التواضع والضعة والوضاعة والوضع كلها كلمات تحيل- معجميا - إلى معنى السفول والحط نحو مارض. لكن التواضع بما استقر عليه من داللة هو في حقيقته املعنوية ارتفاع واعتالء فوق حضيض الكبر والخيالء والزهو. والكبر في اللغة داللته تنتمي إلى داللة الارتفاع والعلو لكنها في علم الاستعمال املفهومي تحمل معاني السفول عن كريم الخلق والتواضع والانحطاط عن السماحة ومحاسن ماخالق. لذلكم فالتواضع في حقيقته علو و ارتفاع رغما عن داللته اللغوية الوضعية وكذا الكبر فهو في حقيقته نزول و سفول رغما عن الداللة الوضعية اللغوية. 49

شرط املعرفة فمن غير جهل سابق ال تحصل شرطها الجهل. املعرفة الحقة معرفة كما أن الشبع ال يحصل إال إذا سبقه جوع. املعرفة حمولة معنوية ال يمكن تحصيلها إال في حالة حدوث فراغ يسمى بالجهل. فبال جهل يستحيل الحصول على معرفة.وبال معرفة يمتنع إزالة الجهل. املعرفة إضافة معرفية علمية تحتاج إلى محل تستقر فيه فلو سبقت املعرفة بمعرفة قبلها فلن تلقى لها فراغا تستقر فيه وتملؤه لذلك فهي تستوجب _قبل حصولها_وجود جهل -أي فراغ معرفي - حتى يمكنها الحلول والاستقرار.أال ترى أن إلاناء ال يمكن ملؤه إال إذا كان فارغا ولو أنه كان مآلن لتعذر إضافة ش يء إليه ولو أكره على احتمال إضافة حال امتالئه فالبد من فيضان وسيالن ما كان فيه بقدر ما أضيف مما حل فيه. والعقل يظل قابال لإلضافات املعرفية على نحو غير محدود فمساحته الاحتوائية غير قابلة للفيضان املعرفي فمهما امتأل إلانسان علما ومعرفة سيظل محتاجا و قابال للمزيد. وحينما يصل إلانسان إلى درجة يحسب فيها أنه امتأل علما وأنه في غنية عن املزيد فإنه حينها- قد أكد انغالق عقله وانطماس بصيرة فكره باستيهام أن عقله قد امتأل. هاتان حالتان يتعذر عندهما الاستزادة من املعرفة:ماولى-انغالق العقل وماخرى-امتالؤه وال ريب أن الحالة ماخيرة هذه متعذ ر حدوثها أما ماولى فهي كثيرة الشيوع وواسعة الذيوع. 51

ر ب فشل خير من نجاح أهون من أن تنجح في تحقيق الفشل. أن تفشل في تحقيق النجاح النجاح له مفهوم محبب جاذب ال ريب في تقديمه على الفشل بحسب مقاييس كل العقالء. والفشل له مفهوم رديء مستقبح منفر هذا ما يستحقه من أوصاف تناسبه. لكنه يكون في حالة ما خيرا وألطف وأهون من النجاح تلكم الحالة هي أن يحدث الفشل في تحقيق النجاح مقارنة مع النجاح في تحقيق الفشل فهنا يكون الفشل أهون وأقل ضررا من ذاك النجاح الكارثي الذي يحدث به تحقيق الفشل. 50

حقيقة املصلحة واملصالح مصالحهم يقدمونن يلتفتون لصالحهم.وو يسعى الناس ملصالحهم وال غفلوا عن أن الصالح أبقى من املصالح. ويؤخرون صالحهم. و وقد أعني باملصلحة هنا كل ما فيه نفع عاجل وخير مؤقت كالحصول على مبلغ مالي معي ن وأقصد بالصالح ما فيه نفع دائم وخير مت صل. كزواج بامرأة صالحة أو إسالم كافر. ولقد جرت سنة هللا في عبيده على أن يكونوا ع ج لين متسرعين فقد قال تعالى وكان 67 إلا نس ان م ن ع ج ل س أ ر يك م آي ات ي ف ال ت س ت ع ج ل و ن. إلانسان عجوال وقال خ ل ق لكن منهم م ن من هللا عليه بالت ؤدة والرو ية والعقل الوافر فما جعل مصلحته غالبة على صالحه إنما كان الصالح هو املقدم واملصلحة هي املؤخرة حين تعارضها و تضاد ها معه فال يترك ما هو خير دائم ألجل ما هو خير موقوت. 67 إلاسراء: 00 6 مانبياء: 2 52

خطأ العاقل ماحمق وخطأ وحين يخطئ العاقل يرى خطأه درسا. حين يخطئ ماحمق يرى خطأه فوزا. ضوء الدرس املستفاد وفي غمرة الفوز املوهوم نرى حمق ماحمق يدوم.وفي فعقل العاقل في ازدياد. الخطأ عارض بشري ال ي عصم عنه إال من عص م هللا فال يبرأ عنه عاقل وال أحمق وال حكيم وال خفيف العقل وال ثقيله.ويكمن الفرق بين خطأ الطرفين في أن ماحمق ال يحس بثقل ومغب ة من يبدر عنه من أخطاء بل يرى بعضها نصرا وبعضها متعة وبعضها مكسبا في حين إنها أخطاء تتراكم عليه حتى ترديه بعد استمراره في وهم أعمى بصيرته عن آثار أخطائه.وحين يقع الخطأ من العاقل فإن وفرة عقله وجودة فهمه تتيح له أن يستثمر أخطاءه و يصي رها دروسا في سياق حياته تلك الدروس التي يستعان بها في تنمية التجارب وض فاء العقل وصفاء الفكر ووفرة الحكمة. 53

الحياة خمسة يوم عليك يوم لك و الحياة خمسة أيام: هو عليك كأنه لك. لك كأنه عليك ويوم أيام ال لك ويوم عليك وال هو ويوم مقصدي من قولي هذا أن اليوم الذي هو لك: ما كنت فيه غانما وعن الغر م غائبا..وأما الذي هو لك كأنه وأما الذي هو عليك: فما كنت فيه غارما وعن الغ ن م غائبا عليك: فما كنت فيه بخسران ظاهر موهوم وربح خفي غير معلوم.وأما الذي هو عليك كأنه لك : فما عشت فيه بربح ظاهري في نطاق الوهم وخسران خفي تجاوز الفهم. وأما الذي ال لك وال عليك: فهو اليوم الذي عشته غير غانم وال غارم فال اجترحت فيه. خيرا وال اجترمت منه ضيرا 54

أأن تنت ولاخر الباب. لن تكون من ذوي مالباب حتى تفتح ملخالفك النافذة. نافذة حتتى تفتح للخصمك تصير بصيرتك ولن من أبين صفات العقالء أنهم يغلقون أبواب التواصل والتفاهم مع لاخرين سواء مخالفين لهم أو موافقين فكمال العقل وسالمة اللب تقتض ي اتساع مافق وسعة الصدر ومداراة الناس مما يستتبع حسن الخالف مع املخالف فال توصد مابواب في وجهه وال ي صار إلى إقرار خصومته وبتر مودته ملجرد حدوث تنافر فكري أو تفارق معرفي أو خالف علمي.هذا دأب أصحاب البصائر النافذة وأهل الحكمة والسداد..ممن ه ج يرهم الصدود عن التفاهم مع املخالفين ودأبهم إلاعراض عن من لم يوافق آراءهم أو يواطئ أهواءهم أو يتابع أفكارهم. فهم عن مالفة معزولون وعن ما دم محجورون. 55

حقيقة العلم ليس كالما تنتجه مافواه تنتجه العقول ليمأل القلوب.وو ضياء العلم ب م جيد للكالم ليس له من العلم غير ماوهام. لاذان. و ور يمأل ل ل من س خف التصورات أن يتصور أحد أن العلم محض معلومات ومعارف ومحفوظات ونصوص تلقيها مافواه لتتلقفها لاذان وتعيها الذواكر ثم تحيلها إلى مالسنة لتعيد تكرارها واجترارها إن من يتصور مامر على هذا النحو قد أزرى بعقل إلانسان وجعل منه مطابقا للجهاز الهضمي وأهان العلم وجعله مشاكال لفضالت إلانسان التي يهضمها ثم يخرجها. وفي سياق متصل بكالمنا هذا أورد كمال الدين مانباري في "نزهة مالباء في طبقات مادباء" " قال سعدون: قلت للكسائي: الفراء أعلم أم ماحمر فقال: ماحمر أكثر حفظا والفراء أحسن عقال وأبعد فكرا في ساحة العلوم يقصده الطالبون 63 وأعلم بما يخرج من رأسه" وكأي ن من شخص شهير وتحتفي به القنوات إال مسموعات محفوظة ونصوص مكتوبة وفصاحة جالبة وإلاذاعات وما له من العلم وبالغة جاذبة ثم هو من العلم الحقيقي فارغ وإلى الفقه الرباني فقير. فهذا نوع ما له من العلم إال اسمه فلم تخالط روح ه بهجة بركته وال مازجت نفس ه نور حقيقته. 63 نزهة مالباء في طبقات مادباء ص 13 56

نصيحة كان فضله.فإن فصله وانفقد الترج الخير في من أظلم أصل ه واستعجم ذلك فأنت إلى القنوط من ظهور فالحه أولى بك من مامل في س نوح ذلك ك فال تذهب نفسك عليه حسرة فقد قس م هللا بين عباده خير ه صالحه. وض ر ه. في الصحيحين من رواية أبي في الجاهلية خيارهم في إلاسالم وصنوف متزايلة التقي وأمزجة متفارقة ومنهم الخبيث الشقي هريرة مرفوعا الصنوف تعيش على صعيد واحد إذا ف ق ه وا" واللفظ للبخاري :"الناس معادن خيارهم 6. جعل هللا عياده على شكول متباينة وطبائع متخالفة في التنوع وبينهم الطيب الصالح وتقتسم وطاء موحدا والتعدد ففيهم النقي وبإزائه الس يء الطالح. كل هاته برغم اختالف أديانها وطوائفها وتوجهاتها ومعايشها. وقد علم الناس صفات لو اجتمعت في واحد من الناس فاقطع أملك من اكتساب الخير منه وابت ر اطالعك إلى نوال النفع عنه وقد ذكرت هنا منها أن يكون صاحب أصل مظلم أي مجهول ال يرجع فيه إلى أسرة وإلى ذلك أن يكون بيانه وكالمه غير قويم يكسب منه الناس شيئا من وجوه الخير الخير فيه وال رجاء النفع منه. وال سليم. فهذا الصنف ال تتعب شريفة محترمة وأن يكون خاليا من الفضل فال نفسك في طلب س نوح البخاري 1 و مسلم 7 76 و أحمد 2122 6 57

مشق ته ما فاتك تحصيله فقد ك فيت ال تبتئس بما يفوتك من متاع الدنيا فما احتقابه الندامة ووبالها. من الخير بهجة السالمة تحصيله.ووحسبك ومشقة فاتك من ش يء فقد سلمت من مؤونة عن حسرة ونوالها بعد النظر وعمق التبص ر يعلماننا أن فوات بعض حظوظ الدنيا وفقدان بعض متاعها ليس من أنواع الخسارة بل هو نوع من أنواع املعافاة فما يحتقبه إلانسان من الدنيا إما أن يكون: حالال وإما أن يكون حراما وإما أن يكون ذا شبهة. - فإن كان حالال فهو مما ال يحصل إال بمشقة غالبا ثم هو محل للحساب والسؤال فإن فات إلانسان تحصيله فقد ربح من راحته نصيبا هو في حاجة إليه. - وإن كان حراما فهو نكد في الدنيا وعذاب في لاخرة ففواته خيروبركة. - وإن كان ذا شبهة فهو قرين وقريب وخدين للحرام وال خي ر في رزق هذا حاله فليس مصيبة فوات ش يء من ذلك ولنذكر قول ربنا تعالى ل ك ي ال ت أ س وا ع لى م ا ف ات ك م وال 66 ت ف ر حوا ب م ا آتاك م ثم إن املكتسب للحالل يكفيه قليله ورضاه به واكتفاؤه منه مجلبة للبركة فيه مصداق ذلك ما ورد في مجمع الزوائد للهيثمي عن يزيد بن عبد هللا مرفوعا " أن هللا عز وجل يبتل ي عبده بما أعطاه فم ن رض ي بما ق س م له 62 بارك هللا فيه ووس عه و م ن لم يرض لم يبارك له".فالرض ى بما قسم هللا لإلنسان عالمة من عالمات إلايمان وقد وعد النبي من استطاع ذلك بالبركة في رزقه كما في الحديث الفارط.وإلى ذلك يحسن استذكار ما روي مرفوعا و موقوفا والوقف أصح عن الحديد: 7 66 62 مجمع الزوائد للهيثمي 761/01 58

ابن مسعود في العلل املتناهية البن الجوزي قوله" وارض بما قس م الل ه لك تكن من أغنى الن اس ".وليس محل خالف أن اشتهاء ما عند الغير والتطلع إلى ما ليس في امل كنة نواله هو من جالبات الهم والكدر لذلك نهى تعالى عن مثل ذلك في قوله ال وال ن ه م ف يه و ر ز ق ر ب ك أ ز و اج ا م ن ه م ز ه ر ة ال ح ي اة الد ن يا ل ن ف ت ى م ا م ت ع نا ب ه ت م د ن ع ي ن ي ك إ ل ر و أ ب قى فرزق ربك -وإن قل - هو خير وأبقى من رزق الحرام الذي إن فتنتنا خ ي بهجة كثرته وحالوة وفرته فالواجب تذكره شدة لسعته وأليم حرارته. يوم يحور إلى مكانه الطبيعي وبئس القرار. طه: 0 0 61 59

سنة هللا في عباده الشيطان في أتباعه وسنة أن ال يوافقك غيرك هذا أمر طبيعي أ أ ن تختلف مع غيرك هذا أمر فطري. مخالفتك هذا ض تعادي غيرك ملح فسن ة هللا في عباده حكمت بذلك.وأن ك لعدم ات باع رأيه هذا أمر سف هي فسن ة يخاصمك غي ر أمر جاهلي. وأن نفسك عن سنة الشيطان الشيطان في أتباعه حكمت بذلك.فاعصم و أ أ لز م ذاتك بسنة الرحمان وحكمته. وفتنته. من أسمج وأسخف أنواع الخصومات ما ينشأ عن اختالف لاراء وتضاد مافكار بين من خالفهم تنوعي ال تضادي وما يقع من ذلك عند أحد إال لخفة في عقله ورقة في دينه وسوء في طبعه إذ إن أهل الكياسة والروية والحصافة في معزل عن معاداة من خالفهم ملحض املخالفة وفي قلوبهم سعة تقبل وتمنح لاخرين حق املخالفة ملا يقولون وحق الانفراد بما به يقتنعون. هذا وإن من سنن هللا في خلقه أنه خلقهم متباينين في أذواقهم وأفكارهم وإمكاناتهم وأمزجتهم وطبائعهم وعند نظر الناظرين وتأملهم في مافكار تقع املخالفة بقدر ما تقع املواطأة واملوافقة وفي كال الحالين سنة 62 هللا ماضية وال يزالون مختلفين فال مسوغ لخصومة عن خالف وال عداوة عن عدم اتفاق إال من طرف من تتلمذ للشيطان واتبع سنته في أتباعهم أهل الفتنة. 62 هود 001 61

كلما خف هم كك. حملك وزاد العقل ثقل الحمل بزيادة خف حملك عقلك نقص همك. و ثقل زاد ععقلك وكلما وتوسع التفكير وتضاعف الاهتمام وكثرة املشاغل زيادة العقل تقتض ي زيادة املسؤولية وكلها مظان ومصادر ملزيد من النصب والتعب في معاينة املشاكل في الناس ومواجهة صنوفهم بما هم عليه من إقالق وتعكير وإزعاج مما الشأن فيه أن يزيد الحمل ويوسع الهم وعلى الضد من هذا فنحن نرى من قل عقله وانحجر تفكيره وخف انشغاله قد باء بمقدار من الراحة أكبر ونصيب من الهم أقل فليس هو ممن عليه املعو ل في شؤون الناس ومشاكل حياتهم وال في التفك ر في معضالت الدنيا وشواغل الفكر واملشاغل الثقيلة التي ابتلي بها أصحاب والعلم ونحو ذلك من الصوارف واملعرفة العقول. 60

صفاء بغير خالقه الطو ي و ية يةة ي الن النية يكون وصالح الول ي ي الور ع أمام الناس كاملاجن أمام رب الناس. و. في ظاهره محض ض دعي أمام حين شرع هللا الشرائع وبين الرسل التكاليف كان الشرط ماساس لقبولها أن يؤديها املكل ف خالصة محضة لوجه هللا نقية عن وجه غيره بريئة عن طلب سواه. فإن فقد إلانسان خلوص نيته استوى ما يعمله والعدم ولم يعد لكل ما يقدمه وزن عند الوزن وال قيمة عند التقييم فيصير العابد املجهد نفسه املف رط في عبادته في رتبة العاص ي املفر ط فيها. ويصير املتورع ظاهرا كالفاسق ظاهرا الستوائهما في افتقاد النية الخالصة وعجز هما عن استقامة الباطن والظاهر. وفي هذا السياق قال مصطفى صادق الرافعي في كتاب )كلمة وك ليمة(:"الرذيلة الصريحة رذيلة واحدة ولكن الفضيلة الكاذبة رذيلتان".حيث تنقلب الفضيلة املتزي لة عن النية الصادقة إلى رذيلة مضاعفة باجتماع سوء القصد من جهة والعمل املشوب املزيف من جهة أخرى. وال يغيب عنا أن ما خفي عن الناس من بواطن املرائين ال يخفى عن رب العاملين فكل في حساب هللا وجزائه وسابق علمه يظهر حسب واقع نيته وباطن ما يضمر وإن خفي ذلك عن البشر أجمعين.لذلك سيكون أول من تسع ر بهم النار من هم بمقاييس الناس: شهيد وجامع قرآن ومنفق ماله هذا ما أخبر به رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فيما خرجه إن الل ه ابن خزيمة من رواية أبي هريرة قال:" حد ثني رسول الل ه صلى هللا علي ه و سل م : تبار ك وتعالى إذا كان يوم القيامة نز ل إلى العباد لي قض ي بينهم وكل أم ة جاثية فأو ل الل ه ورجل كثير املال فيقول من يدعو به رجل جمع القرآن ورجل ي قتل في سبيل للقارئ : ألم أعل م ك ما أنزلت على رسول ي قال : بلى يا رب قال : فماذا عم لت فيما : كذبت وتقول ع ل مت قال : كنت أقوم به أثناء الليل و آناء الن ها ر فيقول الل ه له 62

: بل أردت أن يقال : فالن قارئ فق د قيل ويؤتى املالئ كة : كذبت و يقول الل ه : ألم أوسع علي ك حت ى لم أدع ك تحتاج إلى أحد قال : بصاحب املال فيقول الل ه قا ل : كنت أصل الر حم بلى قال : فماذا عملت فيما آتيت ك : بل أردت أن : كذبت و تقول املالئ كة : كذبت فيقول الل ه وأتصد ق فيقول الل ه الل ه فيقال له : فيم يقا ل :فالن جو اد فقد قيل ذاك ويؤتى بال ذي قتل في سبيل : كذبت ك فقاتلت حت ى ق تلت فيقول الل ه : أ م رت بالج هاد في سبي ل ق تلت فيقول و تقول املالئ كة : كذبت ويقول الل ه عز وجل له :بل أردت أن يقا ل :فالن ج ريء : فقد قيل ذل ك ثم ضرب رسول الل ه صلى هللا علي ه وسل م على ر كبتي فقا ل : يا أبا ه ريرة 21 ة ".وقد كان أهل العم أولئ ك ال ث الثة أو ل خ لق الل ه ت سع ر ب هم الن ار يوم القيام يجتنبون ماخذ والرواية عن املرائين واملعروفين بتزيين ظواهرهم دون بواطنهم ومن ذلك مايروى عن ر جاء بن حي و ة -ت 007 ه - "أنه قال لرجل: " حدثنا وال ت حد ثنا عن مت ماو ت وال طع ا ن". واملراد باملتماوت من يظهر السكون والخشوع والزهد دون أن يكون صادقا في ذلك. 21 ابن خزيمة 7317 63

و.. إن من أمارات التوفيق عن فتنة الكثرة ن ن دحة من أمارات التوفيق السداد أن يغتني الرجل بالقلة وشعائر ما يستبطنه ال ر رغامم الذهب هي أأغلى فشذور. في ويكون. لو في نفسك اكتفاء بالقليل من متاع الدنيا وزهدا في التزي د والاستكثار فأنت في خير حال وإلى أطيب مآل فهذا دليل على توفيق أراده هللا لك وخير قد ساقه إليك ونصبا و يبذله طالبو املزيد وراغبو العديد وآملو فقد كفيت بذلك جهدا مما و شقون أبدانهم ويسلخون أزمانهم في الاستكثار البعيد ممن يجهدون أنفسهم سيتركونه ثم يرحلون ليحاس بوا عليه بعدما ور ثوه. إن من توفيق هللا أن يوفقك إلى خلق جليل من أخالق املؤمنين وهو الرض ى بما قسم هللا دون ر من املعاش وال تنم ر على الناس. وال جرم أن من لقي في نفسه اكتفا ء بالقليل وقناعة به فإنه قد أريد به خيرا وفي هذا نورد ما نقله مالباني في السلسلة ار ض بما قسم هللا لك تكن أغنى " الصحيحة من حديث إبي هريرة مرفوعا 27 الناس..." 20 27 الثرى- التراب سنن الترمذي لسان العرب- 7 1 64

. الحكمة عة و يصير ح مقا رب ورع رب تواضع يصير ض ض بال وكس س بقدرها لإلنسان في موضعها وتصريفها وضع والحكمة شطط وال كل خلة. اعتزاز املرء بنفسه وأخذ النصيب من متاع الدنيا أمران شرعهما الشارع الحكيم لكن من الناس من ال يفرق بين التواضع وبين الذل والاستكانة ومن ال يفرق بين الورع وبين الحرمان.وكأي ن من بني آدم من ي قسر نفسه على الحرمان ويذيقها من صنوف التعسير والتقتير ما لو ألق ي على أهل مدينة ألفقر جيوبهم وجل مد قلوبهم. وما ذاك منه على نفسه إال لحمق وجهل خالطا فكره والبسا تقديره فجعل يضيق على ذاته ويقسوا عليها من حيث يحسب أنه مصاحب لفضيلة الزهد ومصاقب لشرف الورع.وقد غفل عن إشاد الشارع الحكيم في مثل قوله وال تنس نصيبك من 2 الدنيا وقول الرسول الكريم فيما خرجه أحمد في املسند من رواية أبي هريرة والترمذي في سننه من رواية جد عمرو بن شعيب واللفظ للترمذي " إن هللا ي ح ب أن 26 يرى أثر نعمته على عبد ه " 2 23 2 26 النقص لسان العرب- مجاوزة القدر لسان العرب- القصص: 22 أحمد 1012 و الترمذي 7102 65

. العز زل ةلة ض م من ال ع ع ز ز لهه ن آثر العزلة و م م إلاياس. من تعلق بالناس أدرك ه ه. خلق هللا الناس وسخرهم بعضا إلى بعض وقال: ليتخذ بعضهم بعضا سخريا فكانت أرزاق كثير منهم منوطة بأيدي كثير آخرين ومصالح أغلبهم موقوفة على التعاطي والتبادل والتفاعل املبذول بين سالكي طرق الارتزاق ومسالك الارتفاق. ولقد كرهت و نفرت شريعة هللا عن الاتكال املفرط والتعلق الغالي بالناس بعيدا عن سعي النفس 21 وكد البدن وجهد العقل:"إن هللا كره لكم قيل وقال وكثرة السؤال" فكان من معهود سنن البشر أن من اتكل على غيره وجعل هجيره التواكل أصاب من ذل املسألة وثقل الصدود ما يلقيه في أتون اليأس أما من ضبأ إلى مفارقة الاتكال ووأل إلى حرم الاعتزال عن السؤال فإنه ال ريب محص ل لشرف البراءة عن إهانة أهل املن وإذالل أصحاب إلاعانة.وقد روي من حديث عمر عند ابن حجر في الفتح" العزلة 22 راحة للمؤمن من خالط السوء ". وفي مسند أحمد عن عبد هللا بن عمرو مرفوعا ت ع هود هم و خف ت أمانات ه م و كانوا ه كذا و شب ك بين " قال إذا رأيت الناس قد مر ج فداك قال الز م أصابع ه قال فقمت إليه فقلت ل ه كيف أفعل عند ذل ك جع لني الل ه ك عليك لسان ك وخذ ما تعرف ودع ما ت نك ر و خاص ة ن فس و امل ك بيت ك عليك بأمر 11 ة " لكن ال يغيب عنا أن نقول إن من رأى صالح الناس في ترك و د ع عنك أمر العام 22 21 22 11 الزخرف: 7 صحيح ابن حبان 271 فتح الباري ابن حجر 1/00 أحمد 6212 66

عزلته وجب عليه تركها وعون ما جاز له الاعتزال. ومن رأى أن لديه ما لو اعتزل لحرم منه الناس من خير 67

العلم الراسخ العلم الراسخ يكون الحياد منطلقه غير منطلق ومن أوهام. وركام مفتاح وسيلة وال وال مفتاحه وسيلته والسؤال واالبحث يكون العلم مجرد أضغاث أحالم كأي ن من دعي البس طرف بعض العلوم فتوه م أنه صار فيها ومنها وما نصيبه منها إال كنصيب السحاب من التراب. وليس يمكن لطالب العلم أن يظفر بطل بته إال باعتمال منهج يسلكه قوامه: سؤال يفتح له أبواب العلم وبحث وتنقيب يفصج له عن مكنوناته وحياد بإنصاف يشرع له صادق نتيجاته.وإذا ما خ لت ع دة طالب العلم من حياد وبحث وسؤال فإني أضمن له ماوبة بركام من ماوهام التي قد يفلح الخيال في تصويرها له بصورة علم في حين إنها ليست غير وهم ال يجاوز أثر الح لم.وهذا مآل مضمون لكل من تنكب عن سلوك مهيع الحياد وسبيل البحث واملفاتشة ونهج السؤال الذي هو في حقيقته مفتاح العلم. 68

إلى املتكلمين باسم هللا عباد هللا : دين هللا واملحتقرين إلى املتكلمين باسم هللا واملحتكرين اعلموا أن الشريعة أعظم من أن من أن ينحصر في بضعة شيوخ وأن إلاسالم أأكبر تنحجر في بضعة كتب من أن ينحجز في بضعة الدين أشمل وأن مذاهب جهنم أرحب مما ضيقتموها وأن صورتموها و جنة هللا أوسع مما وأن ي ي دخل هللا فيها من يشاء ال من تشاؤون. من مظاهر الخذالن ارتكان كثير من أدعياء العلم وطالبه إلى قلب معيار معرفة الحق وإدراك الصواب حين جعلوا الرجال وأسماءهم و شهرتهم مقياسا للحق ولم يجعلوا الحق مقياسا و حاكما على الرجال وقد أثر عن سيدنا علي قوله "اعرف الرجال بالحق وال تعرف الحق بالرجال".واملغضب واملؤسف أن هؤالء يرددون هاته املقولة ويونها ببليغ الكالم وفصيح التعابير وبديع العبارات ويكتفون بذلك نظريا ثم تراهم يحتكرون معرفة الحق والصواب ويرهنونه بمشايخ محدودة مخصوصة وبأسماء معينة معدودة ادعوا أنها جمعت الصواب كله وأن مخالفتها انحراف معادل لالنحراف عما قاله هللا وصرح به رسوله. إنه منهج عائل منحرف يحمل في غضونه ادعاء العصمة لبعض عباد هللا دون بعض وانحصار الحق فيهم. ولقد نعلم أن من ثوابت ديننا خالفا ملا عليه الشيعة- أنه ال عصمة وال حجة في من دون رسول هللا. وقد أثر عن إلامام مالك قوله:" كل يؤخذ منه ويرد إال صاحب هذا القبر" وأشار إلى قبر رسول هللا صلى هللا عليه وسل م. إن ذاك املسلك الضا ل فيه رد ملا قرره تعالى في قوله ذلك فضل هللا يؤتيه من يشاء وهللا ذو الفضل العظيم 10 الجمعة: 3 69

فالحق والصواب والعلم هي أفضال من هللا تعالى يتكرم بها على عباده ولم يحدد أحدا دون غيره ليخصه بها ويحجزها عن سواه من املؤمنين بل قسم هللا فضله بين الجميع فكل يصيب منه ما قد ر هللا له فمنهم مكثر ومنهم مق ل. 71

تد ب ب ر القرآن التدبر في القرآن بعد مرحلة السماع طلب هللا تعالى من املؤمنين تحقيق على ينص يحدد منهجا مخصوصا لذلك التدبر.فلم وإلانصات ولم استبطان تفكيكه وال تركيبه وال تشريحه وال استظهاره وال النص وال طلب التدبر املعادل ملعنى ترميزه وال تأويله.إنما تعس ف عقلية فطرية سمحة ال ت ت كل ف فيها وال عادمة. عائمة وال عملية تدب ر غير غائمة وال النبوية.فهي-بذلك- التأمل املركز بطبيعة تحت أضواء النصوص لم يزل القرآن مكنزا يقصده الطالبون و شرعة يمتاح منها الواردون وبرغم اتساع سواحله وبراح فنائه لم نعدم من يحجر ويضيق براحه بادعاء مناهج مخصوصة ومقاربات محدودة يزعم لها الوفاء باستحالب أكبر قدر من فوائده وفرائده.في حين أن رب العاملين لم ينص على منهج بعينه وال سبيل دون سواها يطرقها طالب الهداية ومريد الخير من وسط القرآن إنما طلب هللا تعالى وأرشد عباده إلى ما سماه التدبر 1 أ ق ف ال ه ا ال ق ر آن أ م ع ل ى ق ل وب وقال مخاطبا نبيه فقال تعالى أفال ي تد ب ر ون ب اب ولو ما ل. وذلك بعيدا عن د ب ر وا آي ات ه و ل ي ت ذك ر أ ل ي ك م ب ار ك ل ي ك ت اب أنز ل ن اه إ تكلف املتكلفين وتقع ر املتقعرين وتجمد الجامدين وغرور املح دثين و تنك ب املثبطين إنه في الجملة كالم سهل سمح جلي نقي بهي رض ي علي ال يحتمل أن يوصد أبوابه 17 1 13 استبطن أمره : وقف على دخيلته-القاموس املحيط- محمد: 73 ص: 72 70

الجامدون وال أن يفلت زمامه املنفلتون وال أن ينتهك ساحته املتطفلون وال أن يزعزع متانته املتهوكون وال أن يغطي نصاعته امل غربون. 72

غرور التدين أشذ أنواعه من أشر وأشط وأشق وأشد و أنواع ودركات.وو الغرور الذي من مظاهره أن تجد قوما ال يترددون في التدين" "غرور إخراجك من الجنة الجنة ميراث أبنائهم النار قبل أن تبصرها رها. ووكأن قبل أن تدخلها وإدخالك ملك آبائهم. والنار الغرور حالة تصيب إلانسان فتسكنه في عالم افتراض ي غير واقعي ذي تصورات 1 تمويهية ومعطيات تهويمية قوامها إكبار املصاب نفسه وإحاللها محال أعلى مما هي عليه وأشرف مما هي فيه وإلازراء بمن سواه والاستهانة بمن عداه. وبرغم تحذير الدين وشريعته من الغرور ومقدماته فقد وقع فيه كثير ممن التزم بمظاهر التدين والبس ظواهر الشرع حتى إذا رأوا من أنفسهم شرفا زينت لهم نفوسهم أن أغيارهم دون قدرهم وأن سواهم تحت شأنهم ونص بوا أنفسهم في مقامات أولياء هللا وأحبائه وأهله وأصفيائه حتى اجترؤوا على صالحيات هللا تعالى فدأبوا على تصنيف الناس والحكم عليهم هداية وضالال بل عج لوا لهم العقوبة في الدنيا قبل مغادرتها. وما هم بذلك إال محتقبون لشر أركسهم فيه غرور تدينهم وأوبقهم عنده ضالل توه مهم. ولقد نعلم أنهم ليضيقون على عباد هللا ويحكمون عليهم في دنياهم بالضالل والعصيان والابتداع وقد غفلوا عن أن الحكم كله هلل الذي ال يرض ى أن يقاسمه سلطانه أحد من عباده فكيف بمن يجعل نفسه وطائفته حكاما على عباد هللا. ومما يحسن التذكير به هنا ما خرجه مسلم في صحيحه من رواية جندب بن عبد هللا"أن 1 التهويم:النوم الخفيف-لسان العرب- 73

ى علي أن ال ى قال :من ذا ال ذي يتأل. و إن هللا تعال 16 وأحبطت عملك.." رجال قال : أغفر لفالن و هللا ال يغف ر هللا لفال ن. فإني قد غفرت لفالن 16 مسلم 7670 74

الهوى و وزيف صواب هللا يرقب من غيره نصرة الحق عائال. من تراه إلى الباطل مائال وعن من االناس يب صر من نفسه على غير ما هو عليه في واقعه.وو املرسوم في خاطره باطله ه يرتجيه ال يبتغيه مقارنا وال باطال هواه بعين ي ي عن حق يراه ازورار را لديه انتكس.فتب فتب ا ملن استبدل بصواب فا لمر عنده انعكس وانعكس والواقع مقارفا ضالل ما زيفه هواه. ما زينه هللا من أمارات خذالن هللا لبعض عبيده أن يوبقهم في دركة انطماس البصيرة ورين 12 القلوب أولئك الذين قال فيهم كال بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ممن استحقوا أن يقول فيهم أولئك كا لنعام بل هم أضل إنها مرحلة من الضالل يصير فيها العبد املبتلى في حالة عماء داخلي وخارجي من الداخل بانطماس قلبه ومن الخارج بانحراف سلوكه إنها حالة يصير فيها الحق باطال بعين الهوى والباطل حقا بعين الهوى لذلك فكل من احتكم إلى الهوى فقد هوى. 12 11 12 21 الازورار عن الش يء:العدول عنه- الصحاح في اللغة- املقارفة: املقاربة العباب الزاخر- املطففين: 03 ماعراف: 022 75

أربعة بأربعة الزالت أمارات د الهفوات و ونشر إلانشغال بتبتتببع املعايب وترصد ماخطاء وتصي مرض في سفالة في الخ ل ق وجهالة في العلم ووهن في الدين و على: قاطعات ينشغل بتلك ماربعة إال من أصابته هذه ماربعة. النفس.فال ل. إنها باليا إن النفس لتمرض وإن الدين ليضعف وإن الجهل ليطغى وإن الخلق ليسف تصيب إلانسان في قلبه وسلوكه فتبدر عنه ومنه سلوكات عائلة مائلة ومؤذية ماحلة هي شغل النفس بمعايب العاملين والاستمتاع بنشرها وكذا ترصد أخطاء لاخرين والاستيناس بفضحها وتصيد ما يبدر عنهم من هفوات لنفثها وبثها وسط الغافلين عنها إلرضاء نفس مريضة مسيخة ثم إذاعة زلل من زل دون تحر ج وال مندم. لقد حكم هؤالء على أنفسهم قبل غيرهم بهتك الستور والحرمان من ستر هللا لهم في الدنيا ولاخرة هذا ما ي فهم بمفهوم املخالفة من قول نبينا صلى هللا عليه وسلم فيما خرجه ابن ماجة والهيثمي في مجمع الزوائد من رواية أبي هريرة مرفوعا: 20 " م ن ست ر م سل م ا ستر ه الل ه في الدنيا ولاخ ر ة ". والحال أن ما يسلكه أولئك املخذولون هو من أمارت سوء الخلق وسفالة ماصل أما أشراف الناس وفضالؤهم فهم على نحو خلق أبي بكر الصديق القائل فيما روي عنه:" لو لم أجد للسارق والزاني وشارب الخمر إال ثوبي ألحببت أن أستره به" 723 20 ابن ماجة 7121 والترمذي 76

احترام املخالف التي ال تقنعك خياالت حين ترى لاراء التي ال تعجبك ضالالت ومافكار أنك في بحر الضالل صد ق- إن لم ت -وو التي ال تعلمها شذوذات.فاعلم ومماقوالل غاطس أن مناط نجاتك في احترامك من خخالفك لجة الخيال غائص. و وفي بقدر احترامك من ححالفك. من أجلى عالمات ضالل إلانسان اغتراره برأيه وإزراؤه بمن خالفه وعجزه عن احترامه. ثم عجزه عن تصور إمكانية ب دور الصواب من غيره وس نوح الصحة من سواه وكأن الحق موكول إليه والسداد مكتوب عليه وحده ال شريك له. والحق أن السداد وإلانصاف في بذل الاحترام ملن خالف لك-بعلم- رأيا أو اجتهاد ا ألن له من الحق في التفكير ما لك منه ولك الحق في التعبير ما لك منه فلست أولى منه بأن تفكر وال أن تعب ر. ثم الحكم والجزاء فيما بعد بينكما هلل رب العاملين.أما تمحيض الوداد للموافقين ملوافقتهم وتجريد النصرة للمواطئين ملجرد مواطأتهم فما هو من خلق العادلين وال نهج املنصفين إذ العدل وإلانصاف يقضيان بحسن السلوك وبذل املعروف للمحالف واملخالف وأن ال يفسد الخالف املود ة بين طرفيه وال أن يعكر الصفاء بين شقيه. 77

و طالب العلم الدعي ي إذا وجدت طالب العلم حاجزا أدبه ع ن ن و وداده من عارضوه وحارما ف حاح.. س س احترامه دون ن خالفوه وحاجرا م م فاعلم أن عالقته بالعلم عالقة من لم يوافقوه ليست تصح نسبة العلم إلى طالبه وال صلته بمدعيه إال إذا أرخى أطراف الاحترام على من لم يوافقه في اجتهاده وأبدى شواهد مادب ملن فارق رأيه وترك موافقة فكرته ألن العلم الحقيقي ال يمنع التوادد بين املتخالفين وال يحجر الاحترام بين املتفارقين وال يحجز التأد ب مع املتعارضين. فكل مسؤول عن فكره ورأيه وما جعل هللا لنا سلطانا على من خالفنا برأيه وفكره إال سلطان البالغ والتذكير والنصيحة حيث قال سبحانه وما على الرسول إال البالغ املبين وقال أيضا فذكر إنما أنت مذكر* 23 لست عليهم بمصيطر في الحديث الشريف"الدين النصيحة...". 27 2 23 النور: 3 الغاشية: 77-70 مسلم: 78

بئست القلوب تتل كلك تطفح الاحترام كلماتهم و كثير في الناس من تفيض بمعاني قس ماتهم ما لهم من كليهما ش شروى و و إال مصطنعا خارج جدران القلوب القلوب العاجزة عن النفوسالنفوس.فبئست عن الحياء املجترئة على الاجترام. فما كان زنة قطمير نقير وال بمعاني الحياء احترامهم كان حياؤهم إال متكلفا وراء أستار وما النفوس القاصرة الاحترام ووتعست من أبرع ما يحسنه الناس مزاولة النفاق الاجتماعي باصطناع وجوه باسمة وألفاظ رقيقة وحركات رفيقة حال انطواء نفوسهم على شرور عميقة وكوامن غريقة غائصة. أولئك قوم هم تحت شغاف قلوبهم لو ساح بعضها في نهر عذب لصار ملحا أجاجا صنيعة النفاق وصانعوه وأربابه وناشروه ليس لهم من شرف الخصومة عش ر ما ملن صارحك بالعداوة وكافحك بالجفاء.لذلك كان من حكمة هللا تعالى أن يحجز الدرك ماسفل من النار للمنافقين تحت املشركين والكافرين إن املنافقين في الدرك ماسفل 2 من النار 2 النساء: 03 79

نحن حين قال لنا هللا تعالى وواعتصموا قال لنا تهنوا تفرقوا ووال نا في التف قق ر تفن انغمسنا في الترديو الهوان. أبدعنا في التآحن كى للخالفين فت ع السالفين و ح ت تح وهللاهللا تركنا الاعتصام التغ بب ر و الانقسام.ووحي نين وآثرنا التش قق..وو ر و حين قالقال فالال املؤمنون إخوة قال إنما وحين حكايا تروى عند ماخوة مجرد والتعادي و وجعلنا جب السامعين وكل يرى نفسه فيها و هيي الطريق إليهم. مبتورة الصلة بهم و ومقطوعة 26 نت م ذ ك آل عمران - لاية 01} و اع ت ص م وا ب ح ب ل الل ه ج م يع ا و ال ت ف ر ق وا و اذ ك ر وا ن ع م ت الل ه ع ل ي ك م إ ن الن ار ح تم ب ن ع م ت ه إ خ و انا و ك نت م ع ل ى ش ف ا ح ف ر ة م ن ن ه ا ك ذ ل ك ي ب ي ف أ نق ذ ك م م ك م فأ ص ب أ ع د اء ف أ ل ف ب ي ن قل وب }. الل ه لك م آي ا ت ه ل ع ل ك م ت ه ت د ون 22 آل عمران لاية 01 21 ه م ع ك م و ل ن ي ت ر ك م أ ع م ال ك م ل و ن و الل } لى الس ل م و أ نت م ما ع محمد - لاية { ف ال ت ه نوا و ت د ع وا إ 22 و ات ق وا الل ه ل ع ل ك م ت ر ح م ون م م ن ون إ خ و ة ف أ ص ل ح وا ب ي ن أخ و ي ك } الحجرات - لاية 01} إ ن م ا امل ؤ 81

الناس شرر احتاجك ر. ففإن يستمرئ الض ي يقرب الخير و الناس من ال ينفع الغير وال ش شر ر إن احتجته حجب معروفه. أطال و وقوفه و في الناس صنف هو من الشر على ثبج ظاهر ومن الثقل بمحل ناهد ال خير في قربه منك وال في اقترابك منه ذلكم الذي ال يبدر عنه نفع لغيره الحاجز معروفه عن املحتاج املثقل بوقوفه عند الاحتياج املستمتع بمضرة ماغيار ومصارمة ماخيار.ال جرم أن هذا الضرب من الناس هو شرهم.فإليك عنه. 80

الكتاب الناجح الكتاب الناجح املثمر ليس الذي يقدم لك إجابة على سؤالات عقلك. لعقلك لي جيب عن سؤالاته. الذي يوفر القدرة بلل ما يسطره الناس من مكتوباتهم كثير وما يبثونه من مسطوراته غزير بيد أنه ككثرة الناس وغزارة عديدهم فهم كما ورد في صحيح البخاري وماوسط للطبراني من رواية 011 ابن عمر واللفظ للبخاري"إنما الن اس كاإلبل املائة ال تكاد تج د فيها راحلة" بهذا شبههم سيدي رسول هللا ومامر ذاته مع الكتب املكتوبة فعلى غزارة عديدها لسنا نرى منها نافعا إال القدر القليل وال املثمر إال النزر اليسير ومن أهم عالمات الكتاب الناجح واملكتوب املجدي أن يغني العقل ويجلو صدأه ويستثير إمكاناته ويوقظ مواهبه حتى يجعل فيه ومنه القدرة على التفكر والتدبر وحسن الاستنباط ودقة الربط وبراعة التحليل مما هو من املواهب املودعة لدى إلانسان مما الشأن فيه أنه بحاجة إلى من يظهره ويبرزه وهي مهمة ال يقدر عليها إال الكتاب الناجح الذي ال يكتفي بسرد املعلومات وإيراد املنصوصات الجاهزة. 011 البخاري 6321 82

مناط نجاح املفكر الكاتب و القارئ و الناجح امتالك القدرة على التفه م والكاتب املفكر الناجح ش شرطه شرطه الناجح شرطه امتالك القدرة على امتالك القدرة على إلافهام والقارئ ومن لم يكن واحدا من هؤالء فال صلة له بعالم العقالء. الفهم. ما يحتاج مني لتفسير --هنا- هو مقصدي بكلمة )التفهم( فأنا استعملتها على غير داللتها العامية الشائعة إنما قصدت بالتف هم القدرة على استيعاب املتخالفات واستطاعة التعامل مع مافكار املخالفات وإحسان ممارسة التعايش املعرفي. نإ كلمة التفه م لم تصل بعد إلى مرحلة صيرورتها مصطلح ا فهي ال تزال تستعمل بداللة شائعة وأنا فستصل يوما و استعماال ضافيا أستعملها بداللتها التي أبنتها قبل قليل فإن لق ي ت قبوال إلى مرحلة املصطلح وستكون لها ساحة معرفية محددة. وعلى كل حال فإن عالم املعرفة والعقالء ليس يقبالن سوى من استطاع تحقيق الفهم وإلافهام والتفه م كل في مجاله وبما يبذل ملشاكليه من العقالء أو طالبي العلم واملعرفة. 83

إلادراك نوعان : لذلك الخارج عن نطاق إلادراك. إلادراك إدر را كاك. العجز عن نوعا إلادراك للعجز عن إدراك إدراك ملا هو في نطاق إلادراك وإدراك إن قدرات العقل قيل اعترافا بمحدودية و إدراك إلانسان نوع من املعرفة التي آتاها هللا لعباده وبحسب ما أتيح لبني آدم من قدرة إدراكية فقد عجز عن الوصول إلى قدر كبير من املوجودات واملعارف املكتومة عنه واملحجوز عنها مما اختص هللا بمعرفته أو أتاحه لبعض عباده دون سائرهم. فما كان في نطاق إلادراك فقد أمكن تحصيل العلم به بوساطة الحواس وما استعص ى عن قدرة الحواس فهو الخارج عن نطاق إلادراك. وحين يعرف إلانسان أن إدراكه قد قص ر عن بلوغ ما خرج عن حدوده فقد حص ل نوعا آخر من إلادراك وهو اليقين بالعجز عن بلوغ ما خرج عن نطاقه.وهذا النوع هو من أنواع املعرفة إلايمانية التي تسل م بالعجز عن املعرفة ال عن قصور في العقل بل عن تمام من إلايمان. ويروى عن الصديق أبي بكر قوله:"العجز عن درك إلادراك إدراك". كذلك يروى عن سيدنا إلامام علي قوله شعرا: إش ر اك و الب ح ث ع ن الع ج ز ع ن د ر ك إلا د ر اك إد ر اك ذات السر سر عن دركها عجزت جن وأمالك. وفي س رائر ه م ات الورى ه م م 84

برغم أن العقل هو أشرف حدود العقل أرقى ما خلق هللا فإن له حدودا ال يتجاوزها و وحين يعجز العقل عن بلوغ ما هو فوق قدرته فذلك ليس دليل نقص فيه إشارة إلى وصوله بل هو مخصوصات الخالق معرفة الخالق تعالى ال يأتي بعدها إال ما هو من لقمة إمكانياته التي اللحوق. و ملاملخلوق وهيهات لو سمح للعقل بالوصول إليها لتساوت اللذي إن عجز العقل عن درك ما غيبه هللا عنه ليس بقدح فيه وليس بأمارة على ضعف قدراته بل توكيد على أن له حد ا أراد خالقه منه أن ال يجتازه لذلكم فنظر علماء الطبيعة إلى القصور العقلي ليس منصفا فما يرونه قصورا عقليا هو في واقعه أعلى ما أمكن أن يصله أشرف املخلوقات وليس ذلك بضعف السنوات الثالث عن حمل وال نقيصة فعجز الطفل ذي ما يستطيعه البالغ ذو الثالثين ال يسو غ عقد مقارنة بينهما وال الحكم على الطفل بأنه ضعيف ولو سمح هللا للعقل بتجاوز حدوده لحدث الانتهاك لحرمة العلم إلاالهي هذه الحالة كمال وقدرة. املخصوص بجناب الخالق تعالى وتبارك.لذلك فالقصور والعجز في 85

ال تتكلم قبل أن تتعلم ال تتكلم قبل أن تتعلم فكالم العاقل يظهر فضله وكالم ماحمق يكشف جهله. إن للكالم لشهوة وإنه مل ح د ث للذات ال يحسها إال أهل الثرثرة وال يفتتن بها إال منفلت اللسان. وإن للصمت للذة ال يحس بها إال أهل الرزانة والروية ومن اكتملت عقولهم ونضجت فهومهم. وعلى كل حال ال يحس ن باإلنسان أن يكون رهنا بما ي خرجه لسانه فاإلنسان موقوف على مخرجات اللسان فرب إنسان قارب الشرف بما قاله لسان ه فناله ورب آخر نال الهوان بما جر ه عليه لسانه وكم من مي ت لقي حتفه من تحت لسانه وكم من منع م نال نعيمه بما أخرجه لسانه.وفي كالمي الفارط نصح ملن غلبته شهوة الكالم وفتنة الحديث ومل ا يرتق في مراتب العلم والفقاهة فمثله ال يحسن به الكالم إال لحاجة أو سؤال إلى أن يتعلم ويتفقه وينال من العقل حظا وافرا حينها يحق له أن يتكلم فيفيد بما يقول وحينها يكون كالمه كاشفا عن شرفه وسعة علمه ال كالجاهل الذي يكون كالمه فاضحا ملا ستره من عورة جهله. ألجل ذلك فنحن نجدد توكيد أن السكوت ستر ملن غلبه الجهل ولو لم يكن للسكوت إال هذه املزية لكفاه فضال. وقد قلت -قبال-: سكوت الجاهل وقاية وكالمه جناية وسكوت العالم جناية وكالمه وقاية. ولقد تقرر أن السكوت صفة ألهل الكياسة رئيسة وأن كثرة الكالم أمارة ألهل الحماقة خسيسة.ولقد طفحت كتب الحديث بأحاديث شريفة توكد فضيلة الصمت وجريرة كثرة الكالم. فمما يؤثر في هذا الباب قول رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فيما خر جه البيهقي في شعب إلايمان بسنده مرفوعا " إ ن أ كث ر خط ايا اب ن آد م ف ي 86

و. و". 010 ل س ان ه " قد خر ج الدارمي )7662( وأحمد في املسند )11 6( من رواية ع ب د الل ه " م ن ص م ت ن جا لو لم يكن للصمت من مزي ة إال أنه من مزايا ب ن ع م ر و مرفوعا سيدي رسول هللا لكفى فقد ورد عند أحمد في املسند )13 ) 71 ع ن س م اك ق ال : ج اب ر ب ن س م ر ة : أ ك ن ت ت ج ال س ر س ول الل ه صلى هللا عليه وسلم ق ال : " ن ع م "ق ل ت ل الص م الش ع ر ان ون ع ن د ه و أ ش يا ء و ك ان ط و يل ت ق ل يل الض ح ك وك أ ص ح اب ه ي ذ ك ر م ن أ م ور ه م ف ي ض ح ك ون و ر ب م ا ت ب س م ". وقد روي في كتاب "روضة العقالء" من كالم ابن حبان قوله: " الواجب على العاقل أن يلزم الصمت إلى أن يلزم ه التكل م فما أكثر من ندم إذا نطق وأقل من يندم إذا سكت". 010 البيهقي:شعب إلايمان 3203 87

نحن والنبي أراد نبينا عليه السالم- من املسلمين الاجتماع فتفرقوا. وحب ب إليهم الاتباع فتبد عوا. وزي ن لهم الاتحاد فتصد عوا.وحين تقدمت مامم تأخرت أ متهم. وحين تطورت العوالم تجمد عاملهم. ولوال ما بقي فيهم من نور إلاسالم وشريعة القرآن ملا استحق وا أن يحسبوا في العقالء وال بين ماحياء. أ صور هنا- املآل الذي صارت إليه أمة املسلمين وحارت إليه طوائفهم وخارت فيه قو تهم وجارت به جماعتهم على تاريخها الساطع وسال فها الناصع. وليس هذا بعجيب في معهود السنن الكونية كما أنه مآل متوقع وال سيما أن سيدي رسول هللا عليه الصالة والسالم- قد أشار إلى تحققه في غير م ا حديث من أحاديثه الشريفات من ذلكم -مثال- ما خر جه أبو داوود في سننه من رواية ثوبان مرفوعا "يوشك مامم أن ت داعى عليكم كما ت داعى ماك لة إلى قصعتها. فقال قائل : ومن قلة نحن يومئذ قال : بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن هللا من صدور عدوكم املهابة منكم وليقذفن هللا في قلوبكم الوهن. فقال قائل : يا رسول هللا وما الوهن قال : 017 حب الدنيا وكراهية املوت ". ولسنا هنا- في مقام يحتمل تفصيل القول في مباعث هذا املآل لكن يكفي أن نجزم بأن ما آلت إليه أمتنا هو منها قبل أن يكون من غيرها وقد قال ربنا وما 01 أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم فقد استهانت بما رأته من ابتداء 017 01 برقم 3722 الشورى: 1 88

انتقاض عرى هذا الدين منذ قرون طويلة بإغضاء الناس عن شرائع الدين وأحكامه واط راحهم وصايا نبيهم ظه ريا فانشغل الحاكمون بحكوماتهم وصراعاتهم ودنياهم وانشغل العوام بمعاشهم وعوائلهم وانشغل العلماء حاشا ماقل بخصوماتهم الواسعة ومسائلهم الضيقة وبذلك انشغل أول وا مامر بغير ذي أمر. وبقي قلة من أهل الخير والحمي ة لكنهم لم يقدروا على حمل مامانة منفردين دون معاضد وال معين فمن لديه القوة ال خير فيه ومن فيه الخير ال قوة لديه. وفي سياق متصل بما نحن فيه خرج مسلم في صحيحه من رواية أبي هريرة مرفوعا 013 " بدأ إلاسالم غريب ا وسيعود كما بدأ غريب ا فطوبى للغرباء " وها قد صار املسلمون إلى حال بئيس اضط ر فيه كثير منهم إلى الاستخفاء بدينهم والاستسرار بشعائرهم مخافة أن ينالهم الض ر ويصيبهم ماذى لشدة الهوان الذي بلغته هذه مامة ضمن غربة جديدة طارفة تجدد ذكرى الغربة القديمة السالفة. 013 برقم 03 وهو كذلك عند الهيثمي في مجمع الزوائد. 89

نحن والقرآن شرفنا هللا -تعالى- بالقرآن فكان خاتمة رساالته ومستودع آياته وحافظ تشريعاته وحين استقر بيننا فارق الك فوف واستوطن الرفوف. ورأيناه كتابا مقدسا يجب حفظه ولم نره تشريعا مقدسا يجب تطبيقه.وانغمسنا في مسابقات التالوة والحفظ وهجرنا مسابقات الاتباع والعمل. وصار عند ماكثرين تحفة للتعليق ال دستورا للتطبيق وبرعنا في تزيين وتجليد أغلفته وقص رنا في تحفيظ وتحيين أقضيته. إننا نمارس كل يوم مظاهر هجران القرآن ذاك الكنز ال الذي أكرمنا هللا به وجعله نورا للعاملين. ولقد نعلم أن سيدنا رسول هللا- صلوات هللا عليه وسالمه- قد شكا شكاة قديمة سجلها القرآن في سورة الفرقان لعلها تكون ذكرى وموقظة للغافلين حين قال تعالى وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا. ومما ي روى عن عبدهللا بن مسعود موقوفا : " القرآن شافع مشف ع فمن جعله أمامه قاده إلى الجنة ومن جعله خلف ظهره ساقه إلى النار " وما أوردته في املتن املشروح هو بعض مظاهر الهجران التي يقب ح من املسلم أن يجترحها أو أن يواطئ من أدمنها. فهي من أمارات تضييع مامانة التي أؤتمن عليها أهل هذه مامة فما رعوها حق رعايتها. فمن صور تضييع هاته مامانة أن أهل املال والحكم إذا أرادوا إظهار تبجيل القرآن فإنهم يغدقون ماموال على طباعته طبعات فاخرة م ر و نقة مزركشة ومذه بة أو أن يتعلق ب ذلهم بشكليات ومظاهر وأنشطة باهرة في مظهرها وبائرة في مخبرها. دون أن يجعلوا من و كدهم وال في سعيهم العمل إلى تطبيق أحكامه وتحقيق مطالبه ونشر الوعي به وبوظيفته الحقيقية التي أرادها م نزل ه وقصدها م ب لغه. 01 الفرقان: 1 91

وال جرم قد أكثر هللا تعالى من التنبيه إلى أهمية القرآن وآثار الاستهانة به ولنا أن و م ن أ ع ر ض ي ه د ى ف م ن ات ب ع ه د اي ف ال ي ض ل و ال ي ش قى * نذكر بقوله ف إ م ا ي أت ي ن ك م م ن و ن ح ش ر ي أ ع م ى * ق ال ر ب ل م ح ش ر ت ن ا ه ي و م ال ق ي ام ة ع ن ذ ك ر ي ف إ ن ل ه م ع يش ة ضنك ك ال ي و م ت ن س ى. و ق د ك ن ت ب ص يرا * ق ال ك ذ ل ك أ ت ت ك آ ي ات نا ف ن س يت ه ا و ك ذ ل أ ع م ي ومما يجب ذكره في هذا الباب توكيد أن القرآن هو حجة هللا على عباده فإما أن يكون لهم وإما عليهم. وفي هذا املعنى قال سيدي رسول هللا عليه الصالة والسالم في ما خر جه مسلم في صحيحه من رواية أبي مالك ماشعري يرفعه " القرآن حجة لك أو 012 عليك ". 77 016 012 طه 076-07 صحيح مسلم 90

قافلة املصنف بحمد هللا وبإذنه أ قفل- هنا- ما افتتحت ه باسمه و نسج ته بعونه و ختمت ه بفضله. فقد ساغت لي كلمات وسالت عبارات ضم نتها من املعاني ما رأيت فيه رشادا وما آن س ت منه سدادا وما بسق لي فيه صالح وما سنح لي منه فالح. مما أم لت فيه أن ينير بصائر قوم آخرين وي قلوب القارئين من طالبي الحكمة وراغبي إلارشاد. فإن كنت منهم ورأيت ما ان له صدرك فال تحجز عنا دعاءك وإن كنت غير ذلك فتجاوز عن ما ساءك. وحسبي من غنيمة العمل سالمة الطوية وصفاء النية. وأختم بقولي: ولست اليوم أحسبني حكيم ا ولكني أقول القول عف وا بفضل هللا ليس بج هد نفس ي وال شيخا يوافق ه الس داد فيحس ن ثم يكسوه الرشاد فال نصب لدي وال س هاد والحمد هلل الذي بنعمته تتم الصالحات. كتبه أبو تميم: إبراهيم املحجوبي )ليبيا( 92

مقدمة الدكتور محمد مصطفى الكنز مقدمة املصن ف فهرس املوضوعات 3 2 2 مقدمة جامع الكتاب ومخرجه بين يدي الكتاب احذر من نفسك 07 0 إقبال الدنيا إدبارها و املتشب ع بما لم ي عط 03 من شر خلق هللا الشرف الجاهل 06 02 01 71 ماحمق بين الشجاعة وإلاخالص 77 7 7 نفع الناس قصد الصواب استثمر عقلك ال يغرنك املظهر أولى خطوات طريق الكمال 76 72 71 دعوة إلى التجديد 72 0 العلم انتبه يا طالب 93

لذة طلب العلم 7 3 قلب الحياة بين أخطاء العاقل أخطاء ماحمق و من ورق رجال في ورق ورجال 6 2 مواقد العزة 1 حرية التعبير الروح الجسد و 2 31 مصيرإلانسان معرفة الهدف ال تكفي بين العزلة والاختالط 30 37 3 بين العيش الحياة و أعجب مخلوقات هللا 33 3 بين إلارادة واالدراية إلاهانة أقوى من العقاب إرضاء الناس مخالطة مادعياء التواضع شرط املعرفة التكبر بين اللغة و ر ب فشل خير من ننجاح حقيقة املصلحة واملصالح 36 32 31 الحقيقة و 32 1 0 7 94

ماحمق خطأ العاقل وخطأ خمسة أيام الحياة 3 أأن تنت ولاخر حقيقة العلم 6 2 1 نصيحة ما فاتك تحصيله فقد ك فيت مشق ته الشيطان في أتباعه سنة هللا في عباده وسنة ثقل الحمل بزيادة العقل 61 60 67 الن ي ة من أمارات التوفيق 63 6 الحكمة الع زلة العلم الراسخ 66 61 إلى املتكلمين باسم هللا 62 تد ب ر القرآن 20 2 2 غرور التدين الهوى صواب هللا وزيف 26 أربعة بأربعة احترام املخالف طالب العلم الدعي ي 22 21 95

بئست القلوب تلك نحن وهللاهللا 22 11 شر الناس الكتاب الناجح 10 17 1 مناط نجاح املفكر القارئ الكاتب و و نوعا إلادراك 13 1 حدود العقل ال تتكلم قبل أن تتعلم نحن والنبي 16 11 نحن والقرآن قافلة املصنف 21 27 2 فهرس املوضوعات 96