مجلة كلية الخدمة االجتماعية للدراسات والبحوث االجتماعية - جامعة الفيوم العدد الرابع وقاية الشباب من مشكلة تعاطي وإدمان املخدرات جتارب أجنبية وعربية نا

النسخ

1 وقاية الشباب من مشكلة تعاطي وإدمان املخدرات جتارب أجنبية وعربية ناجحة إعداد أ.د/ مدحت محمد أبو النصر رئيس قسم المجاالت بكلية الخدمة االجتماعية جامعة حلوان ( األسبق ) دكتو اره في تنمية وتنظيم المجتمع - جامعة Wales ببريطانيا أستاذ ازئر بجامعة C.W.R. بأمريكا أستاذ معار بجامعة اإلما ارت العربية المتحدة )سابقا( رئيس قسم العلوم اإلنسانية كلية شرطة دبى )سابقا( جائزة أفضل كتاب من اإلما ارت لعام 1226 عضو معهد شارترد لإلدارة ببريطانيا 22

2 32

3 مقدمة : اإلدمان Addiction حالة تعود قهري على تعاطي مادة معينة من المواد المخدرة Drugs بصورة دورية ومتكررة بحيث يلتزم المدمن بضرورة االستم ارر في استعمال هذه المادة فإذا لم يستعملها في الموعد المحدد فالبد أن تظهر عليه أع ارض صحية ونفسية واجتماعية بحيث تجبره وتقهره للبحث عن هذه المادة وضرورة استعمالها )مدحت أبو النصر : 2228(. وتعتبر مشكلة تعاطي وادمان المخد ارت Drug Abuse and Addiction Problem من أخطر مشكالت العصر التي تواجه المجتمعات علي إختالف أنواعها خصوصا بعد الزيادة الواضحة في نسبة المدمنين Addicts في كل دول العالم متقدم أو نامي. ولقد لوحظ في الفترة األخيرة إنتشار ظاهرة تعاطي وادمان المخد ارت في مجتمعاتنا العربية وخاصة بين بعض الشباب بل ومن المؤسف أن الظاهرة قد إنتشرت نسيبا بين مجتمع الطالب أيضا. ومنذ منتصف السبعينيات من القرن العشرين تحولت ظاهرة إنتشار المخد ارت من مجرد ظاهرة اجتماعية سالبة Negative Social Phenomena إلي مشكلة Problem قومية واقليمية ودولية معقدة ذات تكلفة اقتصادية وصحية واجتماعية وأمنية باهظة مما ينعكس سلبا علي الطاقة البشرية الموجودة في المجتمع بصورة مباشرة وغير مباشرة وعلي خطط وب ارمج التنمية االجتماعية واالقتصادية ) Littrell : J ) فعلي سبيل المثال أشا ارت إحصاءات الهيئة الدولية لم ارقبة المخد ارت في تقريرها لعام 2213 إلي أن هناك حوالي 322 مليون نسمة علي مستوي العالم هم من مدمني المخد ارت والمسك ارت علي إختالف أنواعها وطرق تعاطيها. كما أكد التقرير العالمي للمخد ارت لعام 2228 الصادر عن مكتب األمم المتحدة المعني بالمخد ارت والجريمة أن التبغ يقتل حوالي 5 مليون شخص كل عام وأن الكحوليات تقتل حوالي 2.5 مليون شخص وأن المخد ارت غير المشروعة تقتل حوالي 222 ألف شخص في جميع أنحاء العالم Mikow( : Susan Robbins Jolyn. ) 2214 وتبذل كل الدول جهودا وقائية وعالجية لمواجهة مشكلة تعاطي وادمان المخد ارت ووضعت خططا أمنية وصحية واجتماعية واقتصادية وقانونية...لمواجهة هذه المشكلة بالشكل العلمي والمهني السليم. محاور مواجهة مشكلة تعاطي وادمان المخد ارت : هناك محاور عديدة في عملية مواجهة مشكلة تعاطي وادمان المخد ارت نذكر أهمها كالتالي : المدخل الوقائي. تقدير المشكلة ود ارستها ( من مختلف الجوانب مثل : أسبابها وحجمها وخصائصها وآثارها ونتائجها...(. 31

4 خفض العرض ( من خالل علي سبيل المثال : التعاون الدولي من أجل منع ز ارعة وتصنيع ونقل المخد ارت في الدول المصدرة والمصنعة والتعاون الدولي من أجل تفكيك العصابات الدولية لإلتجار والترويج وتشديد الرقابة علي الموانئ والمطا ارت والحدود...(. خفض الطلب ( من خالل علي سبيل المثال : ب ارمج التوعية بمخاطر المخد ارت وآثارها المدمرة وب ارمج شغل أوقات الف ارغ...( ( مصطفي سويف : 1222 ). المدخل العالجي ( ب ارمج ومؤسسات عالج وتأهيل المدمنين والرعاية الالحقة لهم...(. المدخل القانوني ( إستصدار القوانين المرتبطة وتغليظ العقوبات لتحقيق عنصر الردع ن 2 القانوني...( مشكلة البحث : وفي البحث الحالي سوف يتم اإلهتمام بالمدخل الوقائي Preventive Approach في مواجهة مشكلة تعاطي وادمان المخد ارت وذلك من خالل رصد بعض التجارب الناجحة سواء كانت أجنبية أو عربية في هذا الشأن. هذا ويمكن تحديد مشكلة البحث الحالي في : التعرف علي بعض التجارب الناجحة األجنبية والعربية في مجال وقاية الشباب من مشكلة تعاطي وادمان المخد ارت. أهداف البحث : تمثلت أهداف البحث الحالي في : إلقاء الضوء علي بعض التجارب األجنبية الناجحة ( من الواليات المتحدة األمريكية وفنلندا ) في مجال وقاية الشباب من تعاطي وادمان المخد ارت. رصد بعض التجارب العربية الناجحة ( من مصر والسعودية ) في مجال وقاية الشباب من تعاطي وادمان المخد ارت. إستخالص بعض المالحظات والدروس المستفادة من هذه التجارب بهدف أخذ العبرة وتبادل الخب ارت أهمية البحث : يمكن اإلستفادة من التجارب التي سيتم عرضها - واإلسترشاد بها عند تقديم ب ارمج وخدمات في مجال وقاية الشباب من مشكلة تعاطي وادمان المخد ارت. أيضا يمكن اإلستفادة من هذه التجارب عند إنشاء مؤسسات جديدة في هذا المجال وفي تحسين العمل في المؤسسات القائمة بالفعل التي تعمل في هذا المجال. وبكلمات أخري فإن المعلومات إستقصاؤها من هذه التجارب تمثل بال شك تغذية عكسية Information التي سيتم Feedback إيجابية ومفيدة يمكن 32

5 أن تساهم في نجاح مشروعات وب ارمج الوقاية من تعاطي وادمان المخد ارت القائمة بالفعل أو المستقبلية. منهجية البحث : البحث الحالي يعتبر من البحوث والد ارسات الوصفية Descriptive Studies التي تهدف إلي وصف موضوع البحث وتحديد مفاهيمه ورصد الجوانب الهامة فيه... البحث الحالي يسترشد بمنهج المسح االجتماعي Social Survey في عملية مسح موضوع البحث من خالل رصد التجارب الناجحة سواء األجنبية أو العربية في مجال الوقاية من مشكلة تعاطي وادمان المخد ارت... Literature يعتمد البحث في إطاره النظري علي اإلستفادة من الكتابات المتوفرة Review عن موضوع الوقاية من مشكلة تعاطي وادمان المخد ارت والتجارب المتاحة عن ذلك سواء كانت هذه الكتابات أجنبية أو عربية. أيضا البحث الحالي له بعد إمبريقي Empirical من خالل إستق ارء Induction الواقع الميداني المرتبط بموضوع البحث حيث تم زيارة بعض التجارب في كل من : مصر والواليات المتحدة األمريكية ( أثناء عمل الباحث كأستاذ ازئر ). سيتم التعرف علي هذه التجارب من خالل مصادر عديدة هي : البحوثRe ن 2 searchالتي Studies قام الباحث بإج ارئها والكتب Books التي قام الباحث بنشرها ومرتبطة بموضوع البحث وخاصة الكتب التالية : الخدمة االجتماعية الوقائية )1222( وكتاب اإلتجاهات الحديثة في ممارسة الخدمة االجتماعية الوقائية )2228( وكتاب مشكلة تعاطي وادمان المخد ارت العوامل واآلثار والمواجهة )2228( وكتاب تجارب أجنبية وعربية ناجحة في الوقاية من تعاطي وادمان المخد ارت )2216( بعض المشروعات Projects والب ارمج Programs التي تم تقديمها في مجال الوقاية من مشكلة تعاطي وادمان المخد ارت في بعض الدول األجنبية والعربية. لبعض هذه المشروعات والب ارمج ومقابلة بعض الزيا ارت الميدانية Field Visits العاملين األشخاص المهنيين وخاصة األخصائيين االجتماعيين Social Workers بها ( حيث تم زيارة بعض نوادي الدفاع االجتماعي بمحافظتي القاهرة والجيزة بمصر ومركز مدارس ومجتمعات خالية من المخد ارت Center For Drug Free School and Communicates في مدينة بورتالند بوالية أرجون بالواليات المتحدة األمريكية ) Data وقواعد البيانات ) Internet بعض مواقع شبكة المعلومات الدولية ( اإلنترنت Base المرتبطة بموضوع البحث. 33

6 خطة البحث : رصد بعض التجارب األجنبية الناجحة في مجال وقاية الشباب من مشكلة تعاطي وادمان المخد ارت. عرض بعض التجارب العربية الناجحة في مجال وقاية الشباب من مشكلة تعاطي وادمان المخد ارت تقديم بعض المالحظات والدروس المستفادة المستقاة من التجارب األجنبية والعربية الناجحة والتي يمكن اإلسترشاد بها في تدعيم وانجاح الب ارمج والخدمات الوقائية في مجال وقاية الشباب من مشكلة تعاطي وادمان المخد ارت. بعض التجارب األجنبية الناجحة في مجال وقاية الشباب من تعاطي وادمان المخد ارت : اآلتي عرض لبعض التجارب األجنبية الناجحة في كل من الواليات المتحدة األمريكية وفنلندا في مجال وقاية الشباب من تعاطي وادمان المخد ارت : تجربة الواليات المتحدة األمريكية : أوال : خدمات الوقاية األولية لألطفال والشباب في بعض مدارس الواليات المتحدة األمريكية : وضعت ليوين جلتشرست Lewayne Gilchrist وزمالؤها )1272( نموذجا للوقاية األولية لألطفال والشباب واشتمل هذه النموذج على أربعة مكونات أو م ارحل هي : Information dissemination Information Personalization Skills Acquisition Results Evaluation نشر أو نثر المعلومات جعل المعلومات شخصية إكتساب المها ارت تقويم النتائج ولقد قامت ليوين وزمالؤها بتطبيق هذا النموذج في مجال مساعدة األطفال والشباب على وقاية أنفسهم من تدخين السجائر Smoking Cigarettes وشرب الكحوليات Drinking Alcohol وتم تطبيق هذا النموذج على مجموعات تدريبية Training Group وأخرى ضابطة Control Groupمن تالميذ وطالب المدارس اإلعدادية والثانوية في واشنطن Washington ووجد أن النموذج حقق نجاحا واضحا في وقاية معظم المستهدفين من المشكالت السابق ذكرها. 2- نشر أو نثر المعلومات: في هذه المرحلة يتم نشر أو نثر المعلومات حول المشكلة الم ارد وقاية المستهدفين منها )المجموعة التدريبية( وذلك بهدف توضيح الصورة وتحقيق الفهم السليم لخطورة المشكلة وكنقطة 34

7 انطالق نحو تكوين اتجاهات وقائية سليمة وكنقطة بداية لتغيير االتجاهات الخاطئة التي تدور حول المشكلة الم ارد الوقاية منها. والمعلومات التي يجب نثرها يجب أن تكون دقيقة ومرتبطة وموثقا فيها وحديثة وكافية. ولقد استخدمت الوسائل التالية في نشر أو نثر المعلومات في مجال الوقاية من تدخين السجائر وشرب الكحوليات : عرض أفالم تعليمية عن التدخين ومضاره وشرب الكحوليات ومضارها. تقديم محاض ارت علمية مختصرة وجذابة عن التدخين ومضاره وشرب ومضارها. تبادل المناقشات حول موضوع التدخين وشرب الكحوليات. الكحوليات قادة المجموعة نشروا المعلومات بين األعمدة عن التأثي ارت الجسمية السالبة للتدخين ولشرب الكحوليات. طلب من أعضاء المجموعة أن يتصلوا بمؤسسات المجتمع مثل: إدارة الطب الوقائي المستشفيات العيادات لجمع معلومات عن التدخين ومضاره وشرب الكحوليات ومضاره وعن المدخنين وشاربي الكحوليات ومشكالتهم الصحية و أري الطب في التدخين وشرب الكحوليات. ثم طلب من كل عضو أن يقدم للمجموعة المعلومات التي حصل عليها ومصادر الحصول عليها وللتأكد من عملية نشر ووصول المعلومات صحيحة وكافية لكل عضو من أعضاء المجموعة تم عقد ستة امتحانات خفيفة وسريعة. Quizzes وبالفعل تم التحقق من إنجاز أهداف المرحلة األولى. 1- جعل المعلومات شخصية: الخطوة التالية هي جعل المعلومات المجردة والتي تتكلم عن أي إنسان جزءا من واقع الفرد في حياته اليومية وهنا تم مساعدة أعضاء المجموعة التدريبية التحدث عن مشكلة تدخين السجائر ومشكلة شرب الكحوليات كما يفهمونها وكما يرونها ومخاطرها كما يالحظونها و أريهم الشخصي في ذلك. وفي هذه المرحلة تم تعليم أعضاء المجموعة التدريبية كيفية تحويل المعلومة أو المعلومات المجردة إلى ق ار ارت شخصية متعلقة بموضوع التدخين والكحوليات حتى يتكون لديهم اتجاه سلبي نحو التدخين والكحوليات. كما تم أيضا توضيح دور الضغوط التي تمارسها جماعة 35

8 األصدقاء أو األق ارن Peer Groups على الشخص في مرحلة ما قبل التدخين أو ما قبل شرب الكحوليات. واستخدمت في هذه المرحلة الوسائل التالية: 1 -طلب من أعضاء المجموعة في هذه المرحلة كتابة تقارير وعمل تمارين لفظية لتحويل ما تعلموه عن التدخين ومضاره وشرب الكحوليات ومضارها إلى ق ار ارت شخصية لمواجهة مواقف صعبة عديدة يمكن أن يواجهنها في المستقبل مثل: أدخن أو ال أدخن أشرب كحوليات أو ال إذا عرض عليك أحد سيجارة أو كأس هل آخذها وأدخن مثله أو أشرب مثله أم ال إذا كانت كل جماعة األصدقاء تدخن أو تشرب الكحوليات هل أدخن أو أشرب حتى أجاريهم أم ال 2 -تم عقد اجتماعات التفاكر أو العصف الذهني Brain Storming ألعضاء المجموعة التدريبية حول المشكالت المحتمل مواجهتها لدى الشخص غير المدخن وغير شارب الكحوليات... وهي محاولة الستخدام المعلومات التي تم الحصول عليها بشكل عام ومجرد في مواقف اجتماعية حقيقية نابعة من الحياة اليومية لكل عضو في المجموعة.. وكان نتاج هذه االجتماعات أن أعضاء المجموعة وضعوا حلوال ممكنة للتعامل مع هذه المشكالت المحتمل مواجهتها. 3 -وبناء على تحديد المشكالت المحتمل مواجهتها والحلول الممكنة للتعامل معها قامت المجموعة التدريبية بوضع ذلك في شكل تمثيلية بسيطة كنوع من لعب األدوار. Role Play ويمكن أن أساليب التدريب الرئيسية بشكل إجمالي وهي: المحاضرة والمشاهدة والمشاركة قد تم تنفيذها. وللتأكد من نجاح هذه المرحلة طلب من أعضاء المجموعة أخذ ق ارر بشأن التدخين من عدمه وق ارر بشأن شرب الكحوليات من عدمه. وكان ق اررهم بشكل فردي ( كل عضو على حده وبمفرده مع الباحث ) وبشكل جمعي ( المجموعة كلها ) هو عدم التدخين وعدم شرب الكحوليات. وطلب من كل عضو أن يكتب في ورقة موضحا أسباب ذلك. وبحصر اإلجابات وجد أن كل األعضاء كتب على األقل خمسة أسباب. 3- اكتساب المها ارت: وهنا يتم إكساب أعضاء المجموعة التدريبية مها ارت تحويل االتجاه السلبي نحو التدخين وشرب الكحوليات ( الق ار ارت الشخصية ) إلى سلوك واضح ومحدد وهو عدم التدخين وعدم شرب الكحوليات وعدم الجلوس مع من يدخن أو يشرب من زمالئهم ومع الكبار المدخنين أو الذين يشربون الكحوليات وابداء ال أري لهم بص ارحة وبشجاعة بمضار التدخين والشرب. وهذا بال 36

9 شك يتطلب تعليم األعضاء تكنيكات صنع الق ار ارت ومها ارت الحزم أو اإلص ارر على الحق. Assertion Skills أيضا من المها ارت التي تم تعليمها ألعضاء المجموعة مها ارت االتصال اللفظي وغير اللفظي Verbal and Non-verbal Communication لمساعدتهم على التعبير عن مشاعرهم واتجاهاتهم وأفكارهم بووح وبدون خجل وفي اتجاهين أي بشكل متبادل مع اآلخرين. وهنا طلب من أعضاء المجموعة مناقشة موضوع التدخين وشرب الكحوليات ومخاطر Risk ذلك مع الوالدين ومع الزمالء ومع الكبار اآلخرين مثل : المدرسين واألخصائيين االجتماعيين... وأخذ مالحظات على المدخنين وشاربي الكحوليات بصفة عامة في األماكن العامة غير المسموح بالتدخين فيها أو بشرب الكحوليات ومناقشة هذه المالحظات مع زمالئهم ومع الباحث. بل قام أعضاء المجموعة التدريبية بتنفيذ مجالت حائط وملصقات توضح مضار التدخين وشرب الكحوليات. 4- تقويم النتائج: بمقارنة المجموعة التدريبية بالمجموعة الضابطة فيما يتعلق بالمشكالت المطلوب الوقاية منها وذلك بعد ستة شهور من تطبيق النموذج وجد أن المجموعة التدريبية أفضل من المجموعة الضابطة فيما يتعلق بالوقاية من تدخين السجائر وشرب الكحوليات ( : see Dugan : 1996 Margret :1998 Gladd Robert : 2003 Baker Vanessa مدحت أبو النصر : )2224. ولقد إستفاد الباحث بالفعل من هذه التجربة من خالل تطبيقها في بعض المدارس اإلعدادية والثانوية بمحافظة القاهرة وذلك أثناء إش ارفه علي طالب التدريب الميداني Training Field لطالب مرحلة الد ارسات العليا بكلية الخدمة االجتماعية جامعة حلوان وكانت النتائج إيجابية ثانيا : مركز مدارس ومجتمعات خالية من المخد ارت في مدينة بورتالند بالواليات المتحدة األمريكية : تشكلت في مدينة بورتالند بوالية أرجون مركز مدارس ومجتمعات خالية من المخد ارت Center.For Drug Free School and Communicates ويهدف هذا المركز إلى حماية ووقاية األسرة من تناول الكحوليات Alcohol وتعاطي المخد ارت. ويقوم المركز بالعديد من األنشطة الوقائية لتحقيق أهدافه نذكر منها: 1- تعليم وتدريب المدرسين على تقديم معلومات وسلوكيات تدور حول وقاية التالميذ 37

10 والطالب من شرب الكحوليات وتعاطي المخد ارت. تقديم المعلومات وعقد ورش العمل لألسر عن مشكلة شرب الكحوليات وتعاطي المخد ارت. إرشاد العاطلين عن العمل إلى المؤسسات التي تساعدهم في الحصول على العمل. مساعدة األطفال والشباب من الشعور تجاه أنفسهم وتجاه أسرهم بمشاعر طيبة بما يجعل العالقات بين هؤالء األطفال والشباب من ناحية وأسرهم من ناحية أخرى متبادلة وايجابية وصريحة. تدريب األطفال والشباب على مواقف االختيار من بين البدائل ( اتخاذ الق ار ارت ) في حياتهم اليومية تطبيق هذا التدريب في مجال اتخاذ الق ارر بعدم شرب الكحوليات أو تعاطي المخد ارت. -6 وكان من ضمن فريق العمل Team Work في هذا المركز أخصائيون اجتماعيون ومرشدون في مجال العمل مع األسر. Family Councelling وفي إحدى تقارير تقييم أنشطة المركز وجد أن معدالت شرب الكحوليات وتعاطي المخد ارت في المدينة قد قلت عما قبل وأن آشرنا جديدة اهتمت باالتصال بالمركز وزيارته رغبة منها في وقاية أبنائها من مشكلة شرب الكحوليات وتعاطي المخد ارت. ولقد اهتمت أيضا كثير من مؤسسات المجتمع بمساعدة المركز على تحقيق أهدافه اقتناعا منها بشعار المركز " نحو مدارس ومجتمعات خالية من المخد ارت " ( توني كنيديك : 1995 Kneidek Tony مدحت أبو النصر : 2224 ). التجربة : الفنلندية الجريمة من الوقاية مادة تدريس بالمدارس لقد اتخذت فنلندا تعزيز مفهوم الش اركة المجتمعية Societial Partnership في مواجهة بعض المشكالت في المجتمع الفنلندي وذلك عن طريق اعتماد ب ارمج في المؤسسات التربوية تهدف إلي مواجهة هذه المشكالت بالتركيز علي المدخل الوقائي حيث أخذت اهتمت الدولة بطرح ب ارمج لمكافحة الجريمة والوقاية منها وب ارمج الوقاية من تعاطي وادمان المخد ارت. لقد اعتمدت فنلندا على إدخال مادة الوقاية من الجريمة ( وجزء منها الوقاية من تعاطي وادمان المخد ارت ) كمادة أساسية في المناهج الد ارسية في المدارس والمؤسسات التربوية اآلخري. يقوم بتدريس هذه المادة رجل الشرطة متخصص في المادة الد ارسية ويقوم بتدريسها بالزي الرسمي 38

11 يساعده في ذلك أستاذ من المدرسة نفسها ويحضر المؤلف للمادة العلمية لهذه المادة إلي المدرسة بعض المحاض ارت التدريبية ليقف على مدى اإليجابية في أسلوب تدريسها. إن الهدف األساسي من ذلك يتمثل في المقام األول بتوضيح دور الشرطة في المجتمع باعتبارها حامية لألف ارد وممتلكاتهم ومنفذة للقوانين وحامية لها. أما هدفت هذه المادة الد ارسية توضيح طبيعة العالقة بين الشرطة والمواطن وذلك بتوضيح دور الشرطة ودور المواطن والدور المشترك لكل منهما في الحفاظ على أمن المجتمع وسالمته. ولقد أعطت هذه التجربة ثمارها حيث تعد فنلندا اليوم من الدول القليلة في العالم التي استطاعت تقليص وتخفيض معدالت الجريمة ومعدالت تعاطي وادمان المخد ارت. أما ج ارئم االعتداء على األف ارد والممتلكات فيها وهي من األعمال االنح ارفية المرتبطة عادة بالشباب خاصة عند اقت ارنها بتناول الكحول قد بدأت في االنخفاض الملحوظ وذلك وفقا لما تشيره اإلحصائيات. هذا باإلضافة إلى أن ج ارئم السرقة وج ارئم السطو على البنوك باستخدام السالح قد أصبحت قليلة فيها مقارنة بالدول األوربية والمجتمعات الصناعية األخرى. والمجتمع الفنلندي كغيره من المجتمعات قد عانى من آفة تعاطي المخد ارت خاصة في أوساط الشباب فإن السياسة الوقائية المدروسة والمعدة علميا قد آتت ثمارها بالتقليص من ج ارئم تعاطي المخد ارت ( أحسن طالب : 2221 ). بعض التجارب العربية الناجحة في مجال وقاية الشباب من تعاطي وادمان المخد ارت : اآلتي بعض التجارب العربية الناجحة من كل من مصر والبحرين والسعودية في مجال وقاية الشباب من مشكلة تعاطي وادمان المخد ارت : تجربة جمهورية مصر العربية : أوال : صندوق مكافحة وعالج اإلدمان والتعاطي يمثل صندوق مكافحة وعالج اإلدمان والتعاطي اآللية الوطنية لتنفيذ ب ارمج الوقاية من التدخين والمخد ارت ودعم وتوفير خدمات العالج والتأهيل المجاني للمدمنين بالتعاون مع الشركاء المعنيين. ويستند الصندوق إلى عدد من مبادئ العمل األساسية أهمها إش ارك الشباب وتفعيل دورهم في جهود الوقاية والتركيز على األسرة كمدخل أساسي لحماية الشباب من التدخين والمخد ارت واالعتماد على الحوار المجتمعي وحشد جهود الجهات المعنية والتركيز على الفئات األكثر عرضة للمشكلة مع رسم برنامج متكامل للتقييم والمتابعة. : 1221 العام في الصندوق إنشاء تم ولقد التالية األهداف لتحقيق وذلك 1 -تنفيذ السياسات العامة والنوعية التي يقرها المجلس القومي لمكافحة اإلدمان في مجال مكافحة التدخين واإلدمان. 32

12 2 -المساهمة في تفعيل القوانين والتشريعات الخاصة بمكافحة التدخين واإلدمان. 3 -التنسيق والش اركة مع الو از ارت والمؤسسات الحكومية والجمعيات األهلية في تنفيذ ب ارمج الوقاية من التدخين واإلدمان. 4 -تقييم ب ارمج وأنشطة الوقاية من التدخين واإلدمان واالستفادة من التجارب الناجحة في هذا المجال. ومن أنشطة الصندوق علي سبيل المثال نذكر : القيام بحمالت توعية لوقاية الم ارهقين والشباب من التدخين واإلدمان تضمين المناهج التعليمية لمواد متعلقة بوقاية التالميذ والطالب من التدخين واإلدمان توزيع النش ارت والكتيبات علي الم ارهقين والشباب والتالميذ والطالب والسائقين والحرفيين إلعطائهم المعلومات الالزمة عن مضار التدخين واإلدمان توفير الب ارمج التدريبية لألسر لتدريبيهم علي كيفية وقاية أبنائهم من التدخين واإلدمان توفير الب ارمج التدريبية لألسر لتدريبيهم علي كيفية التعامل مع أبنائهم المدمنين وتشجيعهم علي بدأ العالج واالستم ارر فيه تشجيع وتدعيم الجمعيات األهلية العاملة في هذا المجال... والجزء التالي سيلقي الضوء علي إحدي حمالت التوعية التي يقوم بها صندوق مكافحة وعالج اإلدمان والتعاطي : حملة اختار حياتك : أصبحت قضية انتشار المخد ارت فى مصر من أهم القضايا المجتمعية وخاصة بعد أن كشفت الد ارسات عن ت ارجع بداية التعاطى إلى سن 12 2 سنوات. سنة وفى بعض الحاالت يبدأ التعاطى فى سن ولذلك فقد تم التعاون بين صندوق التمويل األهلى لرعاية النشء والشباب والرياضة وو ازرة األسرة والسكان إلطالق حملة قومية لتوعية الشباب من أخطار المخد ارت تحت عنوان ولقد تم إطالق هذه الحملة منذ أغسطس 2212 مهمة الحملة : ومازلت مستمرة حتي الوقت الحالي. "اختار حياتك". تهيئة مناخ ثقافي إيجابي يقوده الشباب وتدعمه )األسرة واإلعالم وقادة الفكر في المجتمع( لخفض الطلب على المخد ارت ( األهداف: تمثلت أهداف الحملة في اإليجابية والفعالة فى مواجهتها. مع التركيز على الوقاية األولية( تمكين الشباب من رفض المخد ارت وتشجيعهم علي المشاركة كذلك كانت من أهداف الحملة وقاية أبنائها من المخد ارت وتعريفها باألسلوب األمثل لحاالت تعاطى المخد ارت أو إدمانها. رسائل الحملة وأشكالها: رفع وعي األسرة للقيام بدورها فى فى التربية الوالدية وكذلك االكتشاف المبكر تتكون الحملة من رسائل إعالمية موجهة للشباب واألسر وهى تذاع فى قنوات التليفزيون ومحطات ال ارديو باإلضافة إلى إعالنات الطرق واإلنترنت وكذلك الكتيبات والملصقات. 42

13 الفئات المستهدفة في الحملة: 1- الشباب في الفئة العمرية من 12 إلي 18 عام 2- العمال والحرفيون والسائقون من 15 إلي 35 عام 3- الوالدين في الفئة العمرية من 25 إلي 55 عام )لتهيئة بيئة أسرية تدعم الوقاية األولية وتدرك األكتشاف المبكر(. مبادئ أساسية حاكمة للحملة: 1- عمق المضمون : ينطلق من األسباب الحقيقية للمشكلة ويواكب التغي ارت التي تط أر علي المشكلة ويخاطب فئات متنوعة ويناسب كل مرحلة عمرية وشريحة إجتماعية مستهدفة ويركز على الفئات األكثر عرضة ويرتبط بالثقافة المصرية ويالئم األنماط الفكرية والسلوكية للشباب ويعتمد علي اإليجابية والبعد عن الترهيب. 1- تنوع الوسائل وتكاملها : إعالم مرئي مسموع مقروء إلكتروني إتصال مباشر إعالنات في الطرق والشوارع الرئيسية. فعلي سبيل المثال تم تصميم وطباعة مجموعة من كتيبات وملصقات ومطويات التوعية الجاذبة للشباب وتوزيعها فى كافة التجمعات الشبابية وعرض أفالم توعية و تنظيم ورش عمل تشاورية مع الشباب بشكل مستمر إلبداء آ ارئهم ومقترحاتهم بشأن شكل ومضمون الحملة والتنسيق مع اتحاد اإلذاعة والتليفزيون والقنوات الخاصة لإلعالن المجانى عن رقم الخط الساخن لعالج اإلدمان وخدماته بشكل دائم من خالل شريط األخبار بالتليفزيون وخاصة أنها خدمات مجانية اتساع النطاق الجغ ارفي : يشمل جميع المحافظات علي مستوي الجمهورية. 4 -التقييم المستمر : من خالل كل من : البحث األساس ( بلغت العينة 12 آالف مفردة ) وبحث تتبعي دوري كل ثالثة أشهر ( ستبلغ العينة 5 آالف مفردة( لرصد التغيير في المعرفة والتوجهات وتطوير محتوي المادة اإلعالنية. ثانيا : أندية الدفاع االجتماعي الدفاع االجتماعي Social Defense حركة إصالحية تهدف إلى وقاية المجتمع من االنح ارف وعالج المنحرفين مع العناية بشخص المنحرف وحسن معاملته واعادة تأهيله بما يعود بالنفع عليه وعلى المجتمع وتقع مسئولية تحقيق ذلك على جميع األف ارد ( بما فيهم المنحرفين( واألسر والجماعات والمؤسسات الحكومية واألهلية في المجتمع باإلضافة إلى الجهود اإلقليمية والدولية ( مدحت أبو النصر : 1222 ) وقد اعتمدت و ازرة الشئون االجتماعية بمصر في مي ازنيتها لعام 1281/82 ألول مرة إنشاء أندية للدفاع االجتماعي وأنشأت الو ازرة عددا من هذه النوادي ثم أسندت إدارتها للجمعية المصرية 41

14 العامة للدفاع االجتماعي. في مجاالت التوعية واالرشاد للوقاية من اإلدمان وله دور فعال والنادي له دور وقائي أيضا في االكتشاف المبكر والتدخل المبكر للحاالت المبتدئة. ويقدم النادي بجانب الخدمات الوقائية والعالجية خدمات ثقافية ودينية وعلمية ورياضية مثل إقامة الندوات الدينية واقامة الحفالت في المناسبات الدينية والوطنية وممارسة األنشطة الرياضية المحببة لألعضاء. ويتشكل فريق عمل النادي غالبا من مدير النادي وأخصائي اجتماعي وأخصائي نفسي وطبيب ويفضل أن يكون طبيبا نفسيا وسكرتير. وتنقسم العضوية في النادي إلى: أ عضو عامل : وهو من يثبت إدمانه ألي نوع من أنواع المخد ارت أو المسك ارت أو غيرها المواد أو أجه السلوك األخرى وتقدم له كافة الخدمات والب ارمج. من ب- عضو فخري : وهو الذي يتقدم للنادي بغرض االستفادة من خدماته الوقائية ممن لم يثبت إدمانه ألي نوع من أنواع المخد ارت أو من انتهت فترة عالجه ويرغب في االستم ارر في عضوية النادي واإلسهام في خدمات النادي خشية العودة. هذا وتتكون موارد النادي من البنود التالية: رسوم اشت اركات األعضاء ورسوم القيد. االعفاءات الحكومية التي تمنح للنادي. الهبات والوصايا والتبرعات. حصيلة جمع المال ويعمل النادي على االستعانة باألجهزة المحلية وتوصيل خدماتها للمدمن وأسرته ومنها تنظيم األسرة ومكاتب التوجيه واالستشا ارت األسرية واألسر المنتجة وغيرها من خدمات الهيئات األهلية المختلفة وكذا الحكومية واقامة عالقات باألجهزة والتنظيمات الثقافية والشعبية ومعاهد التعليم لنشر الوعي وتنظيم حمالت إعالمية وقائية عن مضار المخد ارت والتعريف بخدمات نادي الدفاع االجتماعي. هذا ولقد حققت نوادي الدفاع االجتماعي أهدافها بشكل واضح وملحوظ مما دفع و ازرة الشئون االجتماعية والجمعية المصرية العامة للدفاع االجتماعي إلى زيادة عدد هذه األندية والعمل على انتشارها في مختلف محافظات جمهورية مصر العربية. 42

15 ثالثا : الجمعية المصرية العامة لمنع المسك ارت ومكافحة المخد ارت الجمعية المصرية العامة لمنع المسك ارت ومكافحة المخد ارت هي إحدى الجمعيات األهلية التي تأسست عام 1225 بمحافظة القاهرة وكان نشاطها مقصو ار على مكافحة المواد المسكرة فقط. ثم أعيد شهر الجمعية برقم 22 /خ لسنة 1267 طبقا للقانون 32 لسنة 1264 وامتد نشاطها إلى مكافحة المواد المخدرة ثم تم توفيق أوضاع الجمعية حسب القانون لسنة والجمعية هي جمعية مركزية لها حوالي عشر فروع في بعض محافظات جمهورية مصر العربية وعنوانها : 157 شارع القلعة ميدان العتبة. أغ ارض الجمعية: العمل بكافة الوسائل المشروعة لمنع المسك ارت ومكافحة المخد ارت في أنحاء جمهورية مصر العربية. رعاية المدمنين وأسرهم والعمل على إنشاء المصحات وغيرها من المؤسسات وتقديم الخدمات الوقائية والعالجية. وضع السياسة العامة لتحقيق هذه األغ ارض عن طريق الجمعية وفروعها عيادة عالج مدمني المخد ارت والمسك ارت: أنشئت الجمعية عام 1262 العيادة في اآلتي: عيادة لعالج مدمني المخد ارت والمسك ارت ويمكن تحديد وظائف 1- عالج حاالت اإلدمان عل المواد المسكرة والمواد المخدرة التي تتقدم إليها تلقائيا. متابعة عالج الحاالت التي تخرج من المصحات بناء على طلبها. -2 توفير الرعاية االجتماعية لمن يتقدمون للعالج وأسرهم أثناء مرحلة العالج. عالج المشكالت االجتماعية الناجمة عن إدمان المخد ارت والمسك ارت نشر الوعي الصحي النفسي عن اإلدمان ( مدحت أبو النصر : -5. ) 2214 تجربة مملكة البحرين : أوال : البرنامج الوطني»معا «لمكافحة العنف واإلدمان تعد تجربة البحرين الناجحة في البرنامج الوطني «معا» لمكافحة العنف واإلدمان تجسيدا حقيقيا الست ارتيجية الش اركة المجتمعية وقصة نجاح يمكن تعميمها على مستوى دول مجلس 43

16 التعاون الخليجي لتوسيع حجم االستفادة وتحقيق األهداف المرجوة من البرنامج. واآلتي فكرة موجزة عن البرنامج : تم تشكيل فريق عمل لتنفيذ سير البرنامج الوطني " معا " وذلك من واقع د ارسات وظواهر محلية وعالمية يواجهها المجتمع من مخاطر العنف واالدمان وقد اصبحت ضرورة حماية فئة الشباب والناشئة وتحصينهم مسئولية وطنية اجتماعية مشتركة من كافة االشكال التي من شانها التأثير على مستقبلهم ومستقبل اوطانهم حيث تم االستعانة بأحدث التجارب الدولية العلمية الحديثة التي تركز على الجانب التوعوي بالدرجة االولى وفق ب ارمج تطبيقية مالمسة للواقع قريبة من المعنيين من رجال االمن. ومن خالل التعاون مع المنظمة األمريكية لمكافحة العنف واإلدمان والجريمة وتحت رعاية و ازرة الداخلية تم تدشين برنامج معا لمكافحة العنف واإلدمان ذو الصبغة البحرينية الشاملة للهوية العربية االسالمية والذي يهدف إلى تعزيز الش اركة المجتمعية وكسر الحاجز بين الطلبة وجهات تنفيذ القانون واتخاذ الق ار ارت الصحيحة في الحياة والحفاظ على االستق ارر واالنسجام األسري والمجتمعي. البرنامج في نسخته األصلية هو أمريكي تم تدشينه في العام 1283 عن طريق منظمة تعليم مقاومة تعاطي المخد ارت Education) D.A.R.E. (Drug Abuse Resistance األمريكية ومطبق في أكثر من أربعة وخمسون )54( دولة وبتسع )2( لغات ( لمزيد من التفاصيل انظر :. ) وبعد اجتيازهم الدورة بنجاح تم التنسيق مع و ازرة التربية والتعليم وتوجيه البرنامج إلى الطلبة في المرحلة اإلبتدائية للعام الد ارسي وقد تم تعريب و بحرنة البرنامج بما يتناسب مع القيم والدين اإلسالمي في المجتمع بموافقة المنظمة األمريكية والبحرين هي أول دولة عربية تتبنى هذا البرنامج وبحرنته وتعريبه. وقد استفاد من البرنامج نحو طالب و طالبة من 55 مدرسة خالل 7722 حصة د ارسية موزعة على 265 صف. وجدت الو ازرة حاجة المجتمع البحريني إلى تطبيق مثل هذه الب ارمج لوقاية الجيل الجديد من ظاهرتي العنف واإلدمان ووضع حد لهما فارتأت أن تتوجه إلى الطلبة في المدارس االبتدائية لمساعدتهم في اتخاذ الق ارر المناسب لحياتهم والحفاظ على حياتهم من هذه الظواهر التي تفتك بالمجتمع. إن اإلحساس بالمسؤولية الوطنية يدفع المهتمين بالبحرين للوقاية و مكافحة كل ما يؤثر سلبا على النسيج االجتماعي كما أن ظاهرة العنف تتنافى مع مشاعر األخوة و الت اربط األسري والنظرة المستقبلية إلزدهار البلد هو التعايش السلمي. 44

17 ولقد عزز البرنامج من ثقافة الطالب فيما يتعلق بدور الشرطة والخدمات التي توفرها و ازرة الداخلية خصوصا وأن هناك الكثير من الطلبة الذين ال يعرفون مسؤولية الشرطة واألدوار المناطة بهم و قد لوحظ التفاعل الكبير بين الطلبة والشرطة وأصبح الشرطي صديق الطلبة وملجأ إليه في الكثير من األمور. ولقد أصبح يتم النظر إلي المنهج التعليمي بأنه ليس حصة د ارسية من أجل تحصيل درجة نهاية الفصل بل ورشة عمل لتعزيز المها ارت وتعليم الطالب أن يقول ال ليبعده عن التصرفات التي قد تؤدي للعنف و تفاديا إلغ ارءات التدخين ومعاقرة المخد ارت ومساعدته على اتخاذ الق ارر الصحيح وفق منهج عملي. و هو بمثابة الخط األول للوقاية حيث يسهم البرنامج على مدار ال 5 سنوات المقبلة تقليل نسبة اإلدمان ونسبة الوفيات من اإلدمان وتقليل حاالت العنف األسري والمخالفات السياسية واألمنية ووقاية الجيل الجديد من مخاطر وأض ارر تعاطي وادمان المخد ارت وحتي يكون جيال واعيا على علم واطالع بالقوانين واالنظمة. رؤية البرنامج : خالية من العنف واالدمان. رسالة البرنامج : تهيئة جيل واعي قادر على اتخاذ الق ار ارت المثلى للوصول الى حياة اجتماعية تعزيز مبدأ الش اركة المجتمعية و كسر الحاجز بين النشئ و جهات تنفيذ القانون وتطوير المها ارت الحياتية وتسليط الضوء على تحديات الحياة التي من الممكن ان يواجهها النشئ و استنباط افضل الخيا ارت منهم وتطبيق المنهجية الواقعية لتزويد النشئ بمها ارت اتخاذ الق ار ارت الصحيحة. أهم ما يميز البرنامج : أول دولة تعرب و تطبق البرنامج باللغتين ( العربية واالنجليزية ). التدريس بالزي العسكري لتعزيز العالقة بين النشئ وجهات تنفيذ القانون. شرطة مدربين علي أيدي خب ارء عالميين من ذوي اإلختصاص في كيفية تدريس المها ارت الالزمة وخلق روابط الصداقة مع النشئ بمختلف فئاتهم العمرية. مشتق من برنامج.D.A.R.E العالمي الذي أثبت نجاحه على مدى 3 عقود في أكثر من 62 دولة حول العالم. تواجد الشرطي في المدرسة علي مدار العام الد ارسي كحلقة وصل بين أولياء االمور و المدرسين الرشاد وتوعية الطلبة. ترسيخ قيم الهوية الوطنية وتعزيز ثقافة المواطنة. التركيز على مبدأ التسامح لحل المشكالت بعيدا عن العنف. تدريب النشئ على التعرف على المخاطر الواقعية للعنف واالدمان وكيفية التعامل معهما. 45

18 ثانيا : التعاون المشترك مع مكتب األمم المتحدة المعني بالمخد ارت والجريمة وقعت البحرين متمثلة في وزير داخليتها ونائب أمين عام األمم المتحدة الرئيس التنفيذي للمكتب المعني بالمخد ارت والجريمة في فيينا مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون بمجال محاربة االتجار غير المشروع بالمخد ارت والمؤث ارت العقلية والتصدي للظواهر اإلج ارمية المستحدثة. وتأتي المذكرة في إطار است ارتيجية التطوير والتحديث بو ازرة الداخلية وتهدف إلى تحقيق التعاون وتقديم الخدمات االستشارية سواء في المجال التشريعي أو المؤسسي أو عبر التدريب والتوعية في المجاالت ذات الصلة. وتوفر مذكرة التفاهم قاعدة لبرنامج تدريبي بالش اركة مع األكاديمية الملكية للشرطة عبر تنفيذ ب ارمج تدريبية في إطار دعم القد ارت القانونية والفنية لمنتسبي و ازرة الداخلية واقامة ش اركة است ارتيجية في مجاالت منع الجريمة ومكافحتها وتحقيق أكبر استفادة ممكنة من الخب ارت الدولية في هذا الشأن. وتشكل المذكرة الموقعة حلقة إضافية من شأنها تعزيز مجاالت التعاون والتنسيق بين البحرين واألمم المتحدة ممثلة بو ازرة الداخلية ومكتب األمم المتحدة المعني بالمخد ارت والجريمة. ويأتي توقيع المذكرة في إطار التعاون المشترك والتواصل مع الهيئات والمنظمات اإلقليمية والدولية ما يعزز التعاون القائم ويزيد قد ارت الو ازرة ويوفر لها أفضل الخب ارت العالمية. ثالثا : برنامج الوقاية من أض ارر المخد ارت نظمت و ازرة التربية والتعليم في البحرين من خالل إدارة الخدمات الطالبية برنامج الوقاية من أض ارر المخد ارت تحت شعار " أنا سعيد بإيماني وليس بإدماني " بحضور عدد من التربويين وأخصائيي اإلرشاد االجتماعي وأولياء األمور وبمشاركة 422 طالب وطالبة من المرحلتين اإلعدادية والثانوية من 42 مدرسة. ويهدف البرنامج إلى تعريف وتوعية الطلبة وأولياء األمور واختصاصيي اإلرشاد االجتماعي بالمخاطر النفسية واالجتماعية واألخالقية للمخد ارت وذلك عن طريق عرض المسرحيات واألفالم التي تبين آثار التعاطي على الفرد صحيا ونفسيا وانعكاساتها السلبية على عالقته بأهله وباقي أف ارد مجتمعه كما شهد البرنامج تنظيم مسابقات منها المرسم الحر ومسابقات ثقافية إلى جانب معرض فني تضمن إنتاجات الطلبة المتعلقة بموضوع التوعية من المخد ارت. كما تم خالل البرنامج الذي استمر لمدة ثالثة أيام تقديم محاض ارت توعوية حملت شعار "يدا بيد ضد آفة المخد ارت" والتي قدمها مدربين من ضباط و ازرة الداخلية ومرشدين نفسيين واجتماعيين وتضمنت شرحا مفصال عن أنواع المخد ارت واألسباب التي تؤدي إلى تعاطيها باإلضافة إلى اآلثار المترتبة على الشخص كاألض ارر الجسدية والنفسية واالقتصادية والعملية والد ارسية والصحية للمتعاطي وأض ارر المخد ارت وأثارها السلبية والسلوكية على الطالب في 46

19 المدرسة وكيفية عالجه باإلضافة إلى عرض تجارب ألشخاص كانوا مدمنين في السابق من خالل سردهم لكيفية انج اررهم نحو تعاطي المخد ارت عبر استد ارج رفقاء السوء لهم وكيفية معاناتهم خالل فترة التعاطي والوسائل التي لجؤوا إليها للعالج والتعافي من آثار المخد ارت. تجربة المملكة العربية السعودية : ب ارمج الحماية من تعاطي المخد ارت ب ارمج الحماية من تعاطي المخد ارت تهتم بزيادة كل من وعي واد ارك الناس لمبادئ حمايتهم من تعاطي المخد ارت. ويعتبر مكون الوعي واإلد ارك السليم لهذه المبادئ أهم أركان العمل في مجال الوقاية من تعاطي المخد ارت والمؤث ارت العقلية. إن هناك فهم خاطئ لمعنى التثقيف والتوعية المستهدف بها حماية الناس من تعاطي المخد ارت. البعض يعتقد أن عملية منع الشباب وصغار السن من تعاطي المؤث ارت العقلية أو حتى وقف ميلهم الرغبوي لتعاطي المخد ارت والمؤث ارت العقلية عملية تخضع لعملية النصح واإلرشاد اللفظي والمحاض ارت التثقيفية الكالمية أو التلفزيونية المباشرة الموجهة للفئة المستهدفة. ن 2 في حين أن هذه العملية تعتبر من آخر العمليات التعزيزية لب ارمج الحماية وتعد حالة تأكيد على معطيات سابقة تم انتهاجها لحماية الناس من تعاطي المخد ارت. ونتيجة لهذا الفهم المشوش لمعنى التوعية وحصرها في نقطة ضيقة جدا رغم ثانويتها تهرع الكثير من المؤسسات والجهات واألف ارد إلى إقامة المحاض ارت ومعارض المخد ارت مصاغة أهدافها في شكل الرسالة المباشرة الماثلة في معنى ( ال تتناول المخد ارت (. إنها طريقة تقليدية غير متواكبة مع متطلبات التربية والتعليم والتنشئة. عالميا أصبحت السياسات والب ارمج المشيدة في مجال مكافحة قابلية تعاطي المخد ارت ب ارمج متطورة جدا تميل ألن تكون سياسات مصممة في ضوء نتائج البحث العلمي وليس مجرد محاض ارت أو فعاليات ضحلة الرؤية. هناك فرق شاسع في منهج ومعنى التوعية المحلي ومنهجها ومعناها العالمي المبني على البحث العلمي. لسنا بصدد التعرض للمقارنة بقدر ما نسعى في هذا المقام إلى التعرف على الكيفية التي ينبغي أن تشيد بها الب ارمج والسياسات في ضوء خصائص المشكلة. فالب ارمج الموجهة لمنع الناس من الوقوع في تعاطي المخد ارت لها معنا واسعا يمتد من إقامة األنشطة وشغل الناس وتدريبهم وتربيتهم وتعليمهم وتثقيفهم ويصل حدود جعلهم يمارسون أنشطة فاعلة ويتصرفون وفق مبادئ معينة عبر ب ارمج نشطة تمتد ألسابيع. إن أقل جانب في هذه العملية هو جانب التلقين والتنبيه والمحاض ارت والتي تأتي في مرحلة ثانوية من العمل التأكيدي على معطيات وب ارمج سابقة. بينما أولى وأهم وأعلى جانب فيها يتمثل في التدريب والقيام بأنشطة وممارسة تطبيقات عملية. كما أن هناك مبادئ وأسس ينبغي التنبه لها حينما نرغب في تصميم سياسات وب ارمج للوقاية من تعاطي المخد ارت ولمنع وحماية النشء 47

20 من أخطارها. تعرف في مجملها بعوامل الخطورة التي تشكل مصدر تهديد لسلوك الفرد وقد تجعل منه شخص متعاطي وفي المقابل هناك عوامل حماية ينبغي التركيز عليها لتجنب وقوع الناس في سلوكيات التعاطي هي كالتالي : أوال : عوامل الخطر وعوامل الحماية : Factors Risk Factors and Protective حاولت الد ارسات خالل الثالثة عقود الماضية أن تحدد مصادر وسبل مشكلة تعاطي المخد ارت والوصول إلى حالة اإلدمان من خالل محاولتها التعرف على الكيفية التي تبدأ بها المشكلة وتتطور. وتم التعرف على العديد من العوامل التي تساعد في تشكيل فروق فردية بين أوالئك الذين يتعاطون مخد ارت وبين األقل فرصة لتعاطي المخد ارت. وسميت العوامل التي تساعد في جود احتمال أكبر لتعاطي المخد ارت "عوامل الخطر" بينما العوامل التي تساعد في تقليل احتمالية تعاطي المخد ارت تسمى "عوامل الحماية". علما بأن معظم األف ارد الذين تحيط بهم عوامل الخطر ال يبدؤون في تعاطي المخد ارت أو ال يصبحون مدمنون رغم وجود األخطار كما أن عامل الخطر لشخص معين قد ال يكون عامل خطر بالنسبة لشخص آخر. البحث العلمي المتخصص أظهر أن عوامل الخطر والحماية بإمكانها التأثير على الطفل خالل عملية تحوالت النمو. وهذه الطريقة تصور كيف تصبح األخطار واضحة التأثير في م ارحل مختلفة من حياة الطفل. فمثال األخطار المبكرة مثل عدم القدرة على ضبط السلوك االنفعالي يمكن مشاهدتها لدى كثير من األطفال. واذا لم تعالج من خالل تصرفات اآلباء اإليجابية فبإمكان هذا السلوك أن يقود إلى مخاطر اإلدمان حينما يدخل الطفل إلى المدرسة. فالسلوك العدواني في المدرسة يؤدي إلى الرفض من األق ارن والتعرض للعقاب من المدرسين والى الفشل الد ارسي. وثانيا إذا لم تعالج هذه الخطورة المبكرة من خالل تدخل حماية فإنها تؤدي إلى تحوالت خطيرة تضع الطفل في موقف خطر تعاطي المخد ارت مثل الهروب من المدرسة واالرتباط بأق ارن يتعاطون المخد ارت. وبالتركيز على سبيل الخطر هذا يمكن لب ارمج الحماية المبنية على أسس علمية أن تتدخل مبك ار في م ارحل مختلفة من نمو الطفل لتقوية عوامل الحماية وخفض األخطار إلى أبعد حد ممكن قبل أن تتطور سلوكيات المشكلة. ومن يجيدون فهم عوامل الخطورة والحماية هم أشخاص عكفوا لسنوات طويلة على البحث العلمي في المجال ومارسوا تطبيق مرتبطا بتخصصهم األكاديمي. 48

21 إن هذا المجال ال يدخله الهواة ومن يرغبون في التمرس على التطبيق والتجريب. فقط المحترفون لهم مكان في مقام التخطيط لب ارمج الحماية من تعاطي المخد ارت والمجتمعات المحظوظة هي من تدرك األمر وتعمل على تطبيقه بكل مهنية. ثانيا : مبادئ الحماية : Principles Prevention هناك مجموعة من المبادئ واألسس التي ينبغي م ارعاتها حينما تصمم ب ارمج موجهة لحماية المجتمع من تعاطي المخد ارت وفي هذا المقام يتم استع ارض أهم المبادئ التي ينبغي م ارعاتها في تصميم مثل هذه الب ارمج : 1- ب ارمج الحماية ينبغي أن تعزز من تركيزها على العوامل المانعة لوقوع الشباب في المخد ارت وتنقص من عوامل الخطورة الدافعة للتعاطي. على أن تأخذ في حسبانها االعتبا ارت التالية: من الخطورة بمكان أن يصبح المتعاطي مرتبطا بعالقة بين عدد من أنواع عوامل الخطر وعوامل الحماية. كوجود ظروف مدرسية تدفع به للتعاطي وظروف أسرية تمنعه عن التعاطي ولذا ينبغي تصميم الب ارمج والسياسات في ظل هذه االعتبا ارت. بحيث تساعد الب ارمج على تعزيز جوانب الحماية وتخفض من مستويات الخطورة من خالل تعزيز عوامل الحماية في البيئة التي تزيد معدالت الخطورة فيها. األثر المحتمل لخطر محدد وعوامل حماية معينة تتغير بتغير العمر. مثال أن عوامل الخطورة المرتبطة باألسرة لها أثر عظيم على الطفل األصغر بينما االرتباط بأق ارن يستخدمون المخد ارت ربما يكون أكثر خطورة بالنسبة للم ارهق. وحينما تصمم ب ارمج لألطفال يتم التركيز على األسرة ولكن حينما يتم تصميم ب ارمج وسياسات للشباب الم ارهق على هذه الب ارمج أن تكون ذات طبيعة متوافقة مع متطلبات الشباب. التعرض المبكر لعوامل خطورة مثل السلوك العدواني واالفتقار لضبط الذات غالبا يكون لها أثر عظيم فيما بعد على الشاب. ولذا ينبغي التركيز على وجود ب ارمج وسياسات حاضنة ومحتويه لفئة األطفال والشباب الذين تعرضوا لمشكالت في الصغر لكي يكونوا في اتجاه متوازن نحو تغيير طريقة الحياة والتفكير بدال من المشكالت تجاه السلوك اإليجابي. في الوقت الذي تكون فيه عوامل الخطر والحماية تؤثر على الناس باختالف تصنيفهم إال أن هذه العوامل لها أثر مختلف يعتمد على عمر الشخص ونوعه وخلفيته الثقافية والعرقية وبيئته. ومن هنا على المصمم والمخطط و ارسم السياسات أن يطوع هذه الب ارمج لكي تكون مالئمة لكل هذه المتغي ارت وذات فاعلية في إحداث فارق إيجابي في حياة األف ارد. 42

22 2 -ينبغي أن تصمم ب ارمج الحماية لمواجهة كل أشكال تعاطي المواد سواء بشكل فردي أو بشكل جماعي. 3 -ب ارمج الحماية ينبغي أن تكون منصبة على أنماط مشكالت التعاطي في المجتمع المحلي وعوامل خطورة التكيف وعوامل الحماية الفاعلة المحددة حسب خصائص المجتمع. وعلى المخطط لمثل هذه الب ارمج أن يكون أحد المتخصصين في مجال د ارسة ظاهرة المخد ارت وأن يكون سبق له التطبيق البحثي بما ال يقل عن 3 سنوات في مجال البحث فضال عن تميز مستواه التعليمي باالرتفاع بحيث ال يقل عن درجة الماجستير. 4 -ينبغي أن تصمم ب ارمج الحماية من التعاطي لتالءم الخطورة بشكل خاص وفقا لخصائص الفئة المستهدفة والمجتمع المحلي مثل العمر والجنس والعرق من أجل تحسين فاعلية الب ارمج. 5 -ينبغي أن ت حك م هذه الب ارمج من قبل م اركز بحثية متخصصة في مجال ظاهرة المخد ارت. وأن تكون متوافقة مع متطلبات التنفيذ العلمية ومع أسس التخطيط المتخصص في مجال مواجهة الظاهرة االجتماعية السلبية. ثالثا : التخطيط للحماية : Planning Prevention التخطيط لتصميم ب ارمج حماية من أجل حماية الناس من الوقوع في المخد ارت مفهوم عريض ال يتضمن التركيز على طريقة واحدة. وعلينا كمؤسسات وجهات مخططة أن نتعلم كيفية تصميم هذه الب ارمج وفق أسس ومعايير ذات فاعلية على مختلف المستويات. فاآلباء فاعلون في حياة األطفال واألمهات فاعالت في حياة الزوج واألبناء األجداد واألعمال واألخوال وبقية األقارب يمكنهم المشاركة في تعزيز عوامل الحماية. كما أن المدرس وبيئة التعليم يمكنها وبشكل أساسي أن تجنبنا الوقوع في الكثير من مخاطر انتشار ظاهرة المخد ارت وتعاطي المؤث ارت العقلية. كما أن حياة الجوار وعامة الناس يمكن تثقيفهم وتوعيتهم بشكل عام. إن الفئات المستهدفة متعدد ولكل فئة خصائص وأساليب مغايرة ال يعيها بشكل جيد إال المتخصص في مجال تصميم ب ارمج مكافحة المخد ارت. اربعا : الب ارمج األسرية Family Programs ب ارمج الحماية الموجهة لألسر ينبغي أن تزيد من قوة الروابط والعالقات األسرية وتشتمل على تعليم مها ارت أبوية فاعلة كالمشاركة في التطوير والنقاش ووضع السياسات األسرية لمواجهة تعاطي المواد القابلة لإلدمان وتدريب األسر على ب ارمج تعليم وتثقيف حول مواد التعاطي. وتشتمل على تعليمهم المحاور التالية: 52

23 1 -رقابة الوالدان واش ارفهم أم ار حاسما في الحماية من تعاطي المخد ارت. وهذه المها ارت يمكن أن تعزز بواسطة التدريب على وضع القواعد األسرية وتعلم المناورة بتطبيق أنشطة الم ارقبة واتباع أسلوب امتداح السلوك المالئم والمعتدل واالنضباط المنتظم والتي تطبق وفقا لقواعد األسرة. إن مثل هذه الب ارمج تقام في الغالب في شكل ب ارمج أسرية تدريبية تنفذ على مستوى األحياء ويشترك الناس فيها عبر التعلم والتدريب والتثقيف بمخاطر المخد ارت وما يرتبط بها من معلومات موجه للوالدين أو المربين يقوى ما يتعلمه األطفال عن اآلثار المؤذية لتعاطي المؤث ارت العقلية وتفتح الفرص للمناقشات األسرية حول تعاطي المخد ارت والمؤث ارت العقلية. ولذا فهذه المنهجية تتمثل في تعليم اآلباء والمربين تعليم متخصص في مجال المخد ارت ومن ثم يدربون تدريب فاعل حول كيفية تطيقه عبر المناقشات مع األطفال. إننا ندرب الكبار على كيفية حماية الصغار وتعليمهم قواعد النقاش والوعي وبناء قيم داخليه ارفضة لتعاطي المخد ارت. 2 -التدخالت المركزة على عامة السكان كالخطب وب ارمج التلفزيون والمقاالت وبعض الب ارمج العامة بإمكانها أن تحدث تغيير محدد إيجابي في السلوك األبوي والذي يمكن من خفض الخطورة المتأخرة لتعاطي المخد ارت والمؤث ارت العقلية لدى األبناء. حينما تصمم الب ارمج األسرية ينبغي أن يستهدف بها فئة اآلباء األقل تعليما واألحياء األكثر تشبعا بالمشكالت واإلنح ارفات كما تطبق في األحياء األخرى لحماية الناس منها. كما يمكن أن تصمم وتنفذ في معاهد ومقار ويتم دعوة الناس لحضورها. بينما اآلباء األكثر تعليما يمكن تصميم نوعية مغايرة من الب ارمج تتالءم وطبيعة ثقافتهم ومستوى مكانتهم االجتماعية. 3 -المناشط والب ارمج والفعاليات التي تصمم لألسر ال بد أن تكون شمولية ومصممة وفقا لخصائص معطيات وثقافة الناس وعاداتهم. وينبغي أن تدعم هذه الب ارمج بوسائل تدريب وتغذى بأنشطة لها عالقة بطريقة عيش الناس. ينبغي أن يشرك الناس في مناقشة المشكالت الشائعة في أسرهم ويتم تخصيص حلقات نقاش لتبادل وجهات النظر وتعميم الخب ارت واالستفادة من ط ارئق الناس في إدارة حياتهم األسرية. وتسمى هذه الب ارمج ب ارمج التوجيه الذاتي من قبل اآلباء أنفسهم ويقتصر مجال الفاعلين والجهات الداعمة لمثل هذه الب ارمج والمناشط على إدارة وتصميم البرنامج. بينما من يغذيه بالخب ارت هم المشاركين في عملية التدريب. 4 -ال تقتصر هذه الب ارمج على تعليم اآلباء سلوكيات معاملة األبناء وطريقة حمايتهم وتثقيفهم. بل تشمل كيفية مالحظة األقارب وأبناء األخت واألخ وكذلك متابعة سلوكيات أبناء الجي ارن في الحدود المعتاد على وجودها في المعاملة. إن مثل هذه الب ارمج تدعم زيادة الروابط الق اربية وتعلم الناس أهمية المشاركة في تعليم األقارب أساسيات فاعلة في التربية والتعامل. 51

24 5 -يمكن لبيئات العمل أن تقيم مثل هذه الب ارمج لآلباء في مجال العمل. - يمكن لدور األحداث أن تقيم مثل هذه الب ارمج لآلباء واألقارب وتعلمهم كيفية احتواء األبناء والتعامل معهم وحماية من لم يقعوا في المشاكل والتعاطي بعد. 6 -يمكن لم اركز عالج اإلدمان أن تقيم مثل هذه الب ارمج التدريبية لآلباء واألقارب أوال على كيفية التعامل مع التعاطي وعلى كيفية وقايته من النكسة وعلى كيفية حماية بقية األبناء من الوقوع في المخد ارت. 7 -يمكن أن تقام ب ارمج نسائية متخصصة في مجال تثقيف الزوجة واألم وتعليمها عبر النشاطات أساليب تربية األبناء وأساليب التعامل مع الزوج واحتواءه كما تعلمها كيفية التعرف على عالمات تعاطي المخد ارت وكيف تتدرب على تعامل معها. خامسا : الب ارمج المدرسية School Programs ب ارمج الحماية يمكن أن تصمم لمواجهة الخطر كمرحلة مبكرة من م ارحل التعليم قبل دخول المدرسة وبطريقة التصميم االستباقي لعوامل الخطر المحتمل تواجه عوامل الخطورة المبكرة التي تؤدي إلى التعاطي ويكون الطفل معرض لها قبول دخوله المدرسة. وهذه الب ارمج التعليمية االستباقية عبارة عن ب ارمج تعليم مصممة لتعطى لألطفال في األحياء وفي مد ارس الروضة وفي المساجد التي تصمم حلقات تحفيظ للصغار. وينبغي على ب ارمج الحماية المصمم للمرحلة االبتدائية أن تركز على مسألة تحسين عمليات التعلم االجتماعية والعاطفية لمواجهة عوامل خطورة التعاطي التي تنتج عن النقص في عمليات التعلم ألسس التعامل االجتماعي والعاطفي وكيفية التغلب على مشكالتها كمشكلة العدوان والفشل الد ارسي أو الطرد من الد ارسة. إذ ينبغي أن يهتم التعليم في هذه المرحلة بالتركيز على: 1- ضبط النفس. 2- الوعي العاطفي. 3- التواصل. 4- حل المشكالت االجتماعية. 5- التعاون الد ارسي وخاصة في الق ارءة. 52

25 سادسا : ب ارمج الحماية المصممة لطالب المرحلة المتوسطة والثانوية وهذه الب ارمج ينبغي أن تزيد من الجدارة العلمية للطالب مع التركيز على إكساب الطالب المها ارت التالية: 1- التعود على الد ارسة كسلوك والدعم العلمي. 2- تعلم فنون التواصل مع اآلخر بشكل محترف. 3- الوعي بأدبيات عالقات األق ارن. 4- التمرس على مبدأ الفاعلية الذاتية و الحزم. 5- تعلم كيفية مقاومة تعاطي المخد ارت. 6- تقوية االتجاهات ال ارفضة لتعاطي المخد ارت. 7- تقوية االلت ازمات الشخصية المضادة لتعاطي المخد ارت. سابعا : ب ارمج المجتمع Community Programs ويقصد بها ب ارمج الحماية التي يستهدف بها عامة الناس وتركز على نقاط معينة من التحول إلى حياة جديدة كحال االنتقال إلى المرحلة المتوسطة أو تغيير بيئة الحي بإمكانها أن تؤدي إلى نتائج فاعلة لحماية الناس من تعاطي المخد ارت حتى وان كان هناك عوامل خطورة عالية تحيط بهم حتى في أسرهم. ومن ب ارمج حماية المجتمع : 1- ب ارمج تضم اثنين أو أكثر من الب ارمج الفاعلة كالب ارمج الموجهة لألسرة واألخرى الموجهة للمدرسة تكون أكثر فاعلية من الب ارمج الوحيدة. 2- ب ارمج حماية المجتمع التي تقدم للجمهور في مواقف مختلفة كالمدرسة والنوادي والمساجد وعبر وسائل اإلعالم تكون أعظم أث ار حينما تقدم بانتظام رسائل متعددة للمجتمع في كل موقف. ثامنا : تنفيذ ب ارمج الحماية Prevention Program Delivery حينما يطوع المجتمع الب ارمج لمقابلة العديد من االحتياجات أو معايير المجتمع أو متطلبات االختالف الثقافي فينبغي على هذه الب ارمج أن تحافظ على العناصر الجوهرية للتدخل األصلي والتي تشمل : بنائية البرنامج )كيف نظم وكيف شيد(. محتوى البرنامج ( معلومات ومها ارت واست ارتيجيات البرنامج(. تقديم البرنامج ( كيف يهيئ للبرنامج وينفذ ويقيم(

26 هذا وينبغي أن تتسم ب ارمج الحماية : 1- بعملية تكامل وتداخل متتابعة من أجل تعزيز مسألة تحقيق أهداف الحماية األصلية. فلقد أظهرت األبحاث أن ب ارمج الحماية الموجهة لطالب المرحلة المتوسطة تقل قيمتها بدون وجود ب ارمج متابعة في المرحلة الثانوية. 2- ب ارمج الحماية ينبغي أن تشتمل على تدريب المعلم على ممارسة اإلدارة الجيدة لصف الد ارسي. 3- ب ارمج الحماية تكون أكثر فاعلية حينما تطبق تقنيات التفاعل كالمناقشات الجماعية لألق ارن ولعب دور اآلباء وهي تقنيات تتيح االنخ ارط في عمليات تعلم عن تعاطي المؤث ارت العقلية تسهم في تقوية مها ارت رفضها واالمتناع عن تعاطيها. يرى البعض أن ب ارمج الحماية المنطلقة من نتائج البحث العلمي تكون مكلفة والحقيقة أنه اتضح مؤخ ار أن كل دوالر أستثمر في ب ارمج الحماية هذه أدى إلى توفير 12 دوال ارت كانت ستنفق في عالج تعاطي المؤث ارت العقلية مالحظات ودروس مستفادة من تجارب وقاية الشباب من تعاطي وادمان المخد ارت : في البداية ليس هناك عيبا في اإلستفادة من تجارب وخب ارت اآلخرين وال من بحوث ود ارسات من سبقونا في هذا المجال. فمن تعريفات الشخص الحكيم بأنه شخص يتعلم من أخطاء اآلخرين. وعلي جامعة الدول العربية ومنظماتها المعنية إيجاد آلية فعالة للتعاون من خالل التبادل المستمر للمعلومات وللتجارب والمشاريع والب ارمج واالنشطة الناجحة بين الدول العربية. وهذه التجارب وخاصة التجارب األجنبية ال يمكن تطبيقها كما هي أو كما جاءت لنا بل علينا اإلستفادة من الجوانب المالئمة لنا ولظروفنا والقيام بالتعديالت والتغيي ارت المطلوبة في الجوانب األخري حتي تناسب دين وثقافة وظروف ومشكالت المجتمع العربي.أيضا نقترح هنا ضرورة أن نجتهد في إيجاد وبناء ب ارمج خاصة بنا تعبر عن خصوصية مجتمعاتنا العربية. ومن خالل ق ارءة وتحليل التجارب األجنبية والعربية الناجحة في مجال وقاية الشباب من تعاطي وادمان المخد ارت يجد أن بعض المؤسسات الحكومية المعنية وبعض الجمعيات األهلية العاملة في المجال وأجهزة الشرطة أدركت أهمية هذا الموضوع وقامت بتنفيذ بعض الب ارمج وب ذلت هذه الجهات جهود كبيرة تستحق الدعم والشكر والتقدير للقائمين على هذه الب ارمج. واآلتي رصد لبعض المالحظات والدروس المستفادة من هذه التجارب : 54

27 1 -تعد مشكلة تعاطي المخد ارت و اإلدمان عليها من أكبر المشكالت في عالمنا اليوم بحيث طالت أغلب مجتمعات العالم و أصبح في حكم المؤكد أنه ال يمكن ألي بلد بعينه مهما كان نظامه االجتماعي أو السياسي أو االقتصادي أو حجمه و قوته أن يمنع منعا باتا ظهور مشكلة المخد ارت لديه وال يمكن ألي مجتمع كان أن يعد نفسه محصنا تحصينا كامال ضد هذه األفة شديدة. 2 -بدأت معظم التجارب بد ارسة مشكلة تعاطي وادمان المخد ارت قبل البدأ في مرحلة المواجهة. وهذا يؤكد ضرورة تحسين عملية فهم مشكلة تعاطي وادمان المخد ارت وخاصة في أوساط الم ارهقين والشباب من خالل عدة محاور منها : إج ارء البحوث العلمية عن هذه المشكلة واش ارك الم ارهقين والشباب في عملية إج ارء هذه البحوث كعامل من عوامل واقعية وصدق ونجاح هذه البحوث. 3 -من أسباب نجاح التجارب السابق الحديث عنها أنها ارعت عند تصميم ب ارمجها الوقائية أهمية فهم مرحلة الم ارهقة وخصائصها باعتبارها مرحلة من م ارحل النمو وكذلك األنماط ال ارهنة لتعاطي وادمان المخد ارت لدى الم ارهقين. 4 -معظم التجارب حاولت أن تحدد العوامل التي تزيد من انتشار استخدام المواد المخدرة في المجتمع وتحديد عوامل الحماية التي تقلل من فرص استخدامها ومن ثم وضع الب ارمج المناسبة لتعزيز عوامل الحماية والتقليل من أثر العوامل المسببة لإلدمان. 5 -الغالبية العظمي من التجارب وجهت لتالميذ وطالب المدارس بالتعاون مع و از ارت التربية والتعليم في الدول التي تمت بها هذه التجارب. 6 -الغالبية العظمي من التجارب وجهت بشكل خاص لتالميذ وطالب المرحلتين اإلعدادية والثانوية مع ندرة للتجارب التي إهتمت بتالميذ المرحلة اإلبتدائية وبطالب المرحلة الجامعية. وهذا يدعونا إلي ضرورة توجيه ب ارمج وقائية أيضا لهاتين الفئتين حيث أثبتت بعض البحوث والد ارسات أن هناك بعض تالميذ المرحلة اإلبتدائية يدخنون السجائر ويشربون البيرة وهذا السلوك هو أحد أبواب الدخول في عالم التعاطي واإلدمان. كذلك أثبتت الغالبية العظمي من البحوث بأن أعداد كبيرة من الطالب في المرحلة الجامعية دخلوا بالفعل في دائرة التعاطي واإلدمان ( انظر : فؤاد بسيوني : 1288 المجلس القومي لمكافحة وعالج اإلدمان والتعاطي : 1225 محمد الظريف : 2221 صندوق مكافحة وعالج اإلدمان : 2221 زين العابدين محمد : 2224 مدحت أبو النصر : )

28 7 -ومن حيث درجات الوقاية فإن الغالبية العظمي من التجارب طبقت ما يسمي الوقاية من الدرجة األولي. بينما بعض هذه التجارب طبقت ما يسمي بالوقاية من الدرجة الثانية والثالثة. 8 -ومن حيث أنواع الوقاية فإن كل التجارب طبقت الوقاية الجزئية وليس الشاملة ( التي تهتم بكل جوانب حياة الناس ) حيث إهتمت هذه التجارب بجانب أو أكثر من جوانب حياة الناس أال وهو وقايتهم من مشكلة تعاطي وادمان المخد ارت. 2 -ومن حيث أنواع الوقاية أيضا فإن الغالبية العظمي للتجارب كانت من نوع الوقاية الخاصة أو اإلنتقائية تلك التي توجة لفئة معينة أو شريحة معينة في المجتمع مثل : األطفال أو الم ارهقين أو الشباب أو األف ارد والجماعات المعرضين للمخاطر أكثر من غيرهم. بينما ناد ار ما نجد تجربة من تجارب الوقاية من تعاطي وادمان المخد ارت يتبع فكر الوقاية العامة تلك التي توجه للمجتمع ككل. ومن أمثلة التجارب التي إسترشدت بفكر الوقاية العامة : برنامج الحماية من تعاطي المخد ارت في المملكة العربية السعودية ). 12 -ومن حيث أنواع الوقاية أيضا فإن الغالبية العظمي من التجارب طبقت ما يسمي بالوقاية المتقدمة حيث كانت األهداف الرئيسية لهذه التجارب أهدافه وقائية. بينما بعض هذه التجارب ( مثل : أندية الدفاع االجتماعي بمصر...( وطبقت ما يسمي بالوقاية البسيطة والتي إحتلت بها األهداف الوقائية مرتبة ثانية أو ثالثة.ومن حيث مستويات الوقاية فإن الغالبية العظمي من التجارب تم تطبيقها علي مختلف المستويات ( الصغير والبيني والخارجي والكبير ) بما ساهم في نجاحها. 11 -كل التجارب إهتمت بعملية إش ارك وتفاعل الفئات المستهدفة / المستفيدة من الب ارمج الوقائية التي قدمت. 12 -كل التجارب قدمت ب ارمج وقائية متنوعة وذلك حسب اختالف الفئة المستهدفة / المستفيدة. 13 -معظم التجارب تطرقت في ب ارمجها الوقائية لمعظم المواد المخدرة الشائعة / المنتشرة في المجتمع. 14 -معظم التجارب لم تعطي لدور األسرة في عملية الوقاية من مشكلة تعاطي وادمان المخد ارت اإلهتمام المالئم والمكافئ لها في عملية المكافحة المطلوبة. 15 -معظم التجارب لم تعطي أيضا لدور كل من : المسجد والكنيسة في عملية الوقاية من مشكلة تعاطي وادمان المخدر ات اإلهتمام المالئم والمكافئ لهما في عملية المكافحة المطلوبة. 56

29 16 -في التجارب األجنبية ال نجد أي إشارة للمدخل الروحي Spiritual Approach أو المدخل الديني Religious Approach في عملية مواجهة مشكلة تعاطي وادمان المخد ارت سواء علي مستوي الوقاية أو العالج بينما كل التجارب العربية نجد إهتمام بشكل أو بآخر بهذا المدخل والذي حقق نجاحا بالفعل في عملية المواجهة المطلوبة. 17 -معظم التجارب حاولت أن تحسن من بعض المها ارت لدى األطفال والم ارهقين والشباب وأسرهم ومدرسيهم وذلك بإستخدام وسائل عديدة منها : التوعية واإلرشاد والنصيحة وممارسة األنشطة المحببة وشغل أوقات الف ارغ بشكل مفيد... للفئات المستهدفة / المستفيدة. 18 -األطباء واألخصائيون االجتماعيون كانوا قاسم مشترك في كل فرق العمل بكل التجارب. 12 -كل التجارب إعتمدت في نجاحها علي التعاون Cooperation المشترك أو الش اركة Partnership وأحيانا التشبيك Networking بين بعض منظمات المجتمع المعنية / المهتمة فعلي سبيل المثال نجد ش اركة أو تشبيك بين عدد من الجمعيات األهلية المعنية بمشكلة تعاطي وادمان المخد ارت علي مستوي الوقاية والعالج أو بين و ازرة التربية والتعليم وجهاز الشرطة أو بين و ازرة الشباب والجمعيات األهلية أو بين جهاز الشرطة واحدي منظمات هيئة األمم المتحدة المعنية بمشكلة تعاطي وادمان المخد ارت الغالبية العظمي من التجارب لم تهتم بتقييم Assessement الب ارمج واألنشطة التي تقدمها كما أنها ال تطلب التغذية العكسية من المجتمع والمؤسسات األخرى والشباب ووسائل اإلعالم لمعرفة أسلوب سير الب ارمج واألنشطة في تحقيق األهداف والتغيي ارت الضرورية التي ينبغي إج ارؤها. 57