Ostour - Issue 4

النسخ

1 رشيد العفاقي Affaki *Rachid من هو الحكيم أ ن د راد اإلشبييل مؤلف كتاب يف طبيعة الخيل وأنواعها املختلفة وأفعالها Who is Andrad of Seville, Author of On the Nature, Kinds, and Deeds of the Horse? هذه الدراسة هي مساهمة يف إزاحة الس تار عن ه وية م ؤ ل ف كتاب مخطوط يقبع يف إحدى الخزانات املغربية العريقة م نذ ق رون عنوان ه: تأليف يف طبيعة الخيل وأنواعها املختلفة وأفعالها. وقد ك ت ب بأو ل ه أ ن م ؤ ل ف ه هو: الحكيم أندراد اإلشبييل. وال ت ع رف من الكتاب إال ثالث نسخ خطية. والكتاب املخطوط يشتمل عى م ق د مة ي ر ى فيها اسم الكتاب واسم م ؤ ل ف ه كام ي ر د فيها ترصيح الم ؤ ل ف مبنهجه وب أ ن ه س ي ق س م كتابه إىل قسمن. ي ستفاد من طالعة املخطوط أن م ؤ ل ف ه ك ت ب ه باألعجمية وأن الن س خة التي بن أيدينا ليست إ ال ترجمة عربية للكتاب. وقد كان ي عتقد أن مؤلف الكتاب الحكيم أندراد اإلشبييل هو: اإلمام الفقيه الحكيم أبو القاسم محمد بن محمد األموي املعروف بابن أندراس م ن أهل م رسية املتوىف بتونس سنة 674 ه/ 1276 م. يف هذه الدراسة سنثبت أن مؤلف الكتاب هو غر ابن أندراس فبحسب مخطوطاته الثالث فإن م ؤ ل ف الكتاب هو الحكيم أندراد اإلشبييل والر اجح أن مولده كان بإشبيلية. ومث ة يف كتابه الذي بن أيدينا ما ي شر إىل أصله األندليس اإلسباين. ومع ذلك فإن ه وية املؤل ف ظلت غر واضحة مبا فيه الكفاية. وانطالق ا من هذا الفرض مىض بنا البحث يف كتب البتغالين واإلسبان فأوصلنا إىل الحكيم أندراد اإلشبييل م ؤ ل ف كتاب يف طبيعة الخيل فلم يكن هذا الحكيم إ ال ب د ر و ف ر ن ان د يث د ي أ ن د ر اد ى Pedro Fernandez de Andrada م ؤ ل ف كتاب: De la Naturaleza del Caballo وترجمته هي كاآليت: يف طبيعة الخيل وهو الكتاب اإلسباين الذي ط ب ع يف إشبيلية عام 988 ه/ 1580 م. كلامت مفتاحية: الرت اث املغريب الحكيم أندراد اإلشبييل أبو القاسم محمد بن أحمد بن محمد األموي العرص السعدي املوريسكيون. The real identity of the author writing On the Nature, Kinds, and Deeds of the Horse, a manuscript that has languished in a Moroccan library for centuries, has puzzled many researchers. The name given in the manuscript, of which only three copies are known to exist, is Andrad of Seville. For years it has been assumed that Andrad of Seville might have been Imam Faqih Hakim Abu al-qasim Mohammed bin Mohammed al-ummawi, known as Ibn Andras from Mercia, who died in AH 674. Yet, it can be gleaned from the introduction within the manuscript that its author wrote it in a language other than Arabic, and that the text is in fact an Arabic translation. This paper shall demonstrate that the manuscript's author is not, as previously believed, Ibn Andras. Through an examination of Spanish and Portuguese works, and the view that the author must have had Spanish/Andalusian origins, the study leads to the conclusion that Andrad of Seville is none other than Pedro Fernández de Andrada, author of De la Naturaleza del Cavallo, or "On the Nature of the Horse", a work in Spanish published in Seville in AD Keywords: Moroccan Heritage, Andrad of Seville, Abu al-qasim Mohammed bin Mohammed al-ummawi, Saadi Period, Moriscos * أستاذ باحث مبركز عقبة بن نافع للدراسات واألبحاث طنجة. Researcher at Oqba bin Nafir Center for Studies and Research, Tangier. 199

2 متوز / يوليو 2016 العدد 4 مقدمة ال يزال ق س م م ن الرت اث املغريب املخطوط بحاجة إىل تكشيف وتقويم هذه حقيقة يلمسها ك ل من ق د ر له أن يعمل يف هذا املضمار. وم م ا ي مكن أن ي ق د م كم ثال عىل ما ينبغي إخضاعه لعمليتي الت كشيف والت قويم املذكورتي ع د د كبري من مخطوطات ذلك الرت اث التي ال ي ع رف أصحابها أي املخطوطات مجهولة املؤل ف ت ضاف إليها نصوص عديدة ن س ب ت إىل غري م ؤ ل فيها وقد ن رش بعضها كذلك. وث م ة يف هذا الرت اث تآليف ال ت ع رف ل م ص ن فيها ه و ي ة وقد اكتفى م ن ت و ىل تحقيق م ا ط ب ع منها بالقول إ ن هم لم يعرثوا ألصحابها عىل ترجمة يف املصادر التاريخية التي وصلت إلينا. ولعل عملية الكشف عن ه وية صاحب املخطوط هي من صميم عملية تحقيق ونرش الك تب الرت اثية. ومقال نا هذا مساهمة يف إزاحة الس تار عن ه وية م ؤ ل ف كتاب مخطوط يقبع يف إحدى الخزانات املغربية العريقة م نذ ق رون. أوال : مخطوطات الكتاب تحتفظ خزانة جامع القروي ي بفاس بمخطوط م سج ل تحت رقم 245 عنوان ه تأليف يف طبيعة الخيل وأنواعها املختلفة وأفعالها. وقد ك ت ب بأو ل ه أ ن م ؤ ل ف ه هو: الحكيم أندراد اإلشبييل. ويشتمل عىل 25 ورقة )ص 45 أ - 70 ب( ))). ويف الس ن ي األخرية ظهرت ن سخة مخطوطة ثانية للكتاب بالخزانة امللكية بالرباط تحمل رقم 389 بها 72 صفحة )ص ( ))). كما توجد نسخة مخطوطة ثالثة للكتاب بخزانة القرص املليك بمراكش كانت يف األصل بمكتبة عبد الحي الكتاين وتحمل رقم ومل ا كنت عىل وشك الفراغ من تحقيق املخطوط صدر الكتاب عن منشورات جمعية معرض الفرس بالجديدة ))) م ن س وب ا إىل أيب القاسم محمد بن أحمد بن محمد األموي املعروف بابن أندراس املتوىف عام 674 ه وب م ا أن النتيجة التي توصلت إليها بشأن م ؤ ل ف الكتاب جاءت م خال فة ل م ا قر ره صاحب النرشة املذكورة ارتأيت أن أوضح يف هذه الدراسة بعض العنارص املرتبطة بهذا املوضوع. ثاني ا: مضامني الكتاب يشتمل الكتاب عىل م ق د مة ي ر ى فيها اس م الكتاب واس م م ؤ ل ف ه كما ي ر د فيها ترصيح الم ؤ ل ف بمنهجه وب أ ن ه س ي ق س م كتابه إىل قسمي. ويف ما يخص القسم األو ل منهما فإن ه جاء م شتمال عىل 12 باب ا وردت عىل الن سق الت ايل: ӵӵالباب األو ل: يف أن الخيل خلقها الله للحروب وترهيب ا للع د و. ӵӵالباب الث اين: يف م شابهة طبيعة الخيل لطبيعة اإلنسان. ӵӵالباب الث الث: يف أن الخيل تستدعي يف ضمريها بلسان حالها ألربابها خري ا قبل إظهاره وبعضها ت ظهر بلسان حالها رش ا قبل وقوعه. ӵӵالباب الر ابع: يف ذ ك ر س ن الخيل. ӵӵالباب الخامس: يف ع د ة األفراس التي ينهد عىل جملتهن حصان واحد. 1 محمد العابد الفايس فهرس مخطوطات خزانة القرويني ج 1 )الدار البيضاء: دار الكتاب 1399 ه/ 1979 م( ص عمر عمور كشاف الكتب املخطوطة بالخزانة الحسنية )مراكش: املطبعة والوراقة الوطنية 1428 ه/ 2007 م( ص أبو القاسم محمد بن أحمد بن محمد األموي املعروف بابن أندراس )ت 674 ه( تأليف يف طبيعة الخيل وأنواعها املختلفة وأفعالها أحمد شوقي بنبي )تقديم( عبد العايل املدبر )تحقيق( )الرباط: منشورات جمعية معرض الفرس بالجديدة دار أيب رقراق للطباعة والنرش 2013( ص

3 م ن هو الح ك يم أ ن د ر اد اإلش ب ييل م ؤ ل ف كتاب "يف طبيعة الخيل وأنواعها املختلفة وأفعالها" وثائق ونصوص ӵӵالباب الس ادس: يف ذ ك ر ما يجب لألفراس بعد حملهن من الطعام والبالد التي تليق بهن. ӵӵالباب الس ابع: يف معرفة طبائعهم من الحرارة والر ط وب ة وغريها من الطبائع. ӵӵالباب الث امن: يف ذ ك ر من هو أو ل الر كوب الخيل وطو عه. ӵӵالباب الت اسع: يف معرفة الد وائر التي تكون يف الخيل. ӵӵالباب العارش: يف ذ ك ر ألوان الخيل. ӵӵالباب الحادي عرش: يف ذكر الخيل ويف أي صورة مستحسنة منها. ӵӵالباب الث اين عرش: يف أي لون أحسن ألوان الخيل. أم ا القسم الثاين من الكتاب فيندرج تحته كذلك 12 باب ا وهي كالتايل: ӵӵالباب األو ل: يف كيفية رياضة الخيل وتسهيل أجناسها وكيف يلجم ومسائل تؤول إىل كيفية الخيل والفرسان. ӵӵالباب الث اين: يف حرفة رياضة الج دع من الخيل. ӵӵالباب الث الث: يف ذ ك ر أسباب جموح الخيل. ӵӵالباب الر ابع: يف ذ ك ر صفة الل جام. ӵӵالباب الخامس: يف األفعال الذ ميمة التي تكون يف الخيل. ӵӵالباب الس ادس: مما يجب أن يفعل للخيل الجي دة. ӵӵالباب الس ابع: يف كيفية دفع الخيل يف الجري. ӵӵالباب الث امن: يف ذ ك ر أنواع الهمز باملهماز. ӵӵالباب الت اسع: يف كيفية الل عب بالقصبة عىل الخيل. ӵӵالباب العارش: يف ذ ك ر بعض وصايا الفرسان. ӵӵالباب الحادي عرش: يف كيفية إطعام الخيل النخيل. ӵӵالباب الث اين عرش: فيما ذ كر يف نخل الخيل. ون شري ه ن ا إىل أن أبواب الكتاب وعناوينها جاءت م ر ق مة بالتتابع وم م ي زة بالل ون األحمر يف جميع مخطوطاته الثالث إال أن ه بعد الباب الثاين عرش م ن القسم الث اين نجد ب اب ي لم ي تاب ع فيهما الرت قيم امل ت ق د م وه ما: "باب يف البياض" و"باب األلوان السعيدة يف الخيل" ويف آخر هذا الباب نجد عبارة: "انتهى الكتاب املبارك بحمد الله وحسن عونه وتوفيقه الجميل وصىل الله عىل سيدنا محمد وآله وصحبه وسل م تسليما" ))). إال أن املخطوط الذي بي أيدينا ال ينتهي ع ن د العبارة املذكورة وإن ما يليه كتاب آخر يحمل اسم: كتاب فيه نظر الخيل وبياضها ونخلها تندرج تحته خمسة فصول وأربعة عرش باب ا وهي كاآليت: فصل يف وصف الخيل ون عوت الس ب اق منها فصل يف عالمة الس بق فصل يف الد وائر والبياض الذي يكون يف الفرس فصل يف الغ ر ة والبياض والش كال والت حجيل فصل يف بعض عالجها. ثم تليها هذه األبواب: باب يف الق و ة الحادثة يف الفهم باب يف الن عاس باب إخراج العقل من الخيشوم باب يف عرق الد ابة باب يف الن كبة باب يف األكلة والقروح باب الش بكات األربعة ]باب يف[ نعوت الشامي باب الب زاة باب األكلة واألورام التي تخرج من كف 4 أندراد اإلشبييل تأليف يف طبيعة الخيل وأنواعها املختلفة وأفعالها مخطوطة القرويي رقم 245 ص 62 أ. 201

4 متوز / يوليو 2016 العدد 4 الطري باب إن كان به شم باب دواء للر يش إذا وقعت فيه األكلة باب عالج الحصا باب إذا أرسلت طريك عىل طري ووقع الجميع يف املاء وبرد الطري باب إذا أردت أن تعط س الط ري. ويف ختام هذا الباب األخري نقرأ عبارة: "انتهى م ا و جد بحمد الله وصىل الله عىل س ي دنا وموالنا محمد وآله وصحبه وسل م تسليم ا". يليها ق ي د الفراغ من الت أليف وهو مختلف يف الن سخ املخطوطة الثالث كما سن ب ي ذلك بعد قليل. وم م ا ينبغي التنبيه عليه هو أن بعض أبواب الكتاب الثاين ال تندرج ضمن موضوع الكتاب األو ل والذي يظهر يل هو أن هذا الكتاب األخري ليس م ن أصل الكتاب األو ل الذي أل فه أندراد اإلشبييل فهو يتضم ن ن قوال من كتاب عريب الل غ ة يف األصل وفيه استشهادات باألحاديث النبوية وغريها ومن ثم ال عالقة له بالكتاب الذي أل فه اإلشبييل باألعجمية وإن ات فق معه يف ج زء من املوضوع. ثالث ا: ل غة الكتاب األصل ي ستفاد من طالعة مخطوط يف طبيعة الخيل أن م ؤ ل ف ه ك ت ب ه باألعجمية وأن الن س خة التي بي أيدينا ليست إ ال ترجمة عربية للكتاب وفيما ييل م ق د م ت ه: "بسم الله الر حمن الر حيم وصىل الله عىل س ي دنا وموالنا محم د وآله وسل م. تأليف يف طبيعة الخيل وأنواعها املختلفة وأفعالها أل ف ه ا الحكيم أندراد اإلشبييل بالل سان الع جمي. والغرض اآلن انقالبها إىل الل سان العريب تسهيال بحصول ما تضم نه من الفوائد وهي عىل قسمي. أم ا القسم األو ل: يف طبيعة الخيل ومشابهتها لطبيعة اإلنسان يف ذكر الخصال التي حصلت لبعض أفرادها فيما تقد م. والقسم الث اين: يف تدبري اإلنسان عليها مما يحتاجه من خلق أمرها من سياستها ورياضتها وما يتفتق بأصولها ومعرفة العلوم التي يحتاجها لشؤونها" ))). إذ ا نحن أمام ظاهرة تعريبية مغربية م ب ك رة شبيهة بالعمل الذي قام به أحمد بن قاسم الحجري أفوقاي يف كتاب الع ز واملنافع للمجاهدين يف سبيل الله باملدافع إلبراهيم بن أحمد غانم بن زكريا األندليس الشهري بالر باش. وإذا كان هذا الكتاب أو باألحرى نسخته املرتجمة قد جرى التعريف بها يف بعض الدراسات ( )) فإن ترجمة كتاب أندراد اإلشبييل إىل العربية ال تزال مجهولة ))). رابع ا: م ؤ ل ف الك ت اب األ ص ل وبعد أن قد منا ملحة عن مضامي الكتاب وعرفنا ل غته األصلية نتساءل اآلن عن م ؤ ل ف الكتاب األصل م ن ه و قال فيه م ف ه ر س مخطوطات خزانة القروي ي العال مة محمد العابد الفايس ما ييل: "أندراد اإلشبييل الحكيم كذا بالد ال واملعروف أ ن ه ب الس ي وهو اإلمام الفقيه الحكيم أبو القاسم محمد بن محمد األموي املعروف بابن أندراس م ن أهل م رسية و ر د عىل ب ج اي ة يف 5 املرجع نفسه ص 45 أ. 6 محمد املنوين "ظاهرة تعريبية يف املغرب السعدي" مجلة اللسان العريب العدد 1 )حزيران/ يونيو 1964( ص تنبغي اإلشارة إىل مقالة فريدة حول هذا الكتاب ساهمت فيها الدكتورة سعيدة العلمي يف أعمال اليوم الدرايس الذي نظمته جمعية معرض الفرس يف موضوع "ثقافة الفرس يف حوض البحر املتوسط" الجديدة 22 ترشين األول/ أكتوبر واملقالة منشورة ضمن أعمال هذه الندوة بعنوان: الفرس يف ذاكرة األندلس.. مخطوط نادر يف طبيعة الخيل للحكيم أندراد اإلشبييل )ت. 647 ه( نموذج ا )الجديدة الرباط: جمعية معرض الفرس 2010( ص

5 م ن هو الح ك يم أ ن د ر اد اإلش ب ييل م ؤ ل ف كتاب "يف طبيعة الخيل وأنواعها املختلفة وأفعالها" وثائق ونصوص عرش الس ت ي وس ت مائة واستدعاه املستنرص إىل تونس فكان أحد أط ب ائه وله أراجيز يف الط ب تويف بتونس سنة 674 ه. ولست اآلن م تحق ق ا ب أ ن ه م ؤ ل ف "طبيعة الخيل" وهل هناك ابن أندراد بالد ال ال س ي م ا وقد و ص ف هذا باإلشبييل ف ح ق ق ه " ))). وقد أ ح ال العابد الفايس عىل كتاب عنوان الدراية أليب العباس الغ ربيني إذ توجد ترجمة ابن أندراس وهذا ال توجد له ترجمة إال عند الغربيني ))). ولعل الذي حمل الش يخ محمد العابد الفايس عىل القول بأن م ؤ ل ف الكتاب هو أبو القاسم ابن أندراس هو التقارب اللفظي املوجود يف "أندراس" و"أندراد" وكذلك األصل األندليس للر ج ل ي ثم إ ن ه ق يل يف ترجمة األو ل إ ن ه كان من ح ذ اق األط ب اء وم ن املعلوم ارتباط الط ب بالبيطرة وإن لم يرد يف ترجمة ابن أندراس املذكور بأن له إسهام ا فيهما م ع ا إال أن ه ي مكن تصو ر ذلك وتوق ع أن يكون ابن أندراس قد أل ف يف أمراض الخيل أو يشء من هذا القبيل ول ك ن نا الحظنا أن األستاذ العابد الفايس تراجع عن تقريره املذكور ود ع ا إىل التحقيق يف اسم م ؤل ف الكتاب. وقد ط بع الكتاب من غري تحقيق اسم املؤلف منسوب ا إىل أيب القاسم محمد بن أحمد بن محمد األموي املعروف بابن أندراس وهي نسبة غري صحيحة بتات ا كما س ن ب ي ذلك. إن م ؤ ل ف الكتاب - بحسب مخطوطاته الثالث - هو: الحكيم أندراد اإلشبييل. وإذا نحن رجعنا إىل ن ص وصه التي بي أيدينا فإننا قد ال نظفر بكبري يشء عن حياة املؤل ف وهويته وإن كان هذا قد أ ىت ببعض األقوال التي تتعل ق باألندلس أو باألح رى إ ص ب ان ي ا. كما أن ن س ب ة ال م ؤل ف إىل إشبيلية تعني أن أصله منها والر اجح أن مولده كان ب ه ا. وث م ة يف الن ص الذي بي أيدينا ما ي شري إىل أصله األندليس اإلسباين م ن ذلك ق و ل ه : "وأم ا الر كابات الق صار والرسوج التي يف هذا الز مان إ ن م ا استخرجها العرب املسلمون وكذلك صناعة ركوبهم ]و[كيفية الحرب عليها. وقالوا أيض ا إن أحسن خيل الدنيا خيل إ ص ب ن ي ا وخيل بالد العرب املقابلة لهم" )1)). ويقول أيض ا: "اع لم أن خري الل عب عىل الخيل الل عب بالقصب وأكرث ما يكون ببالد األندلس لكونها مقابلة لبالد العرب أفريقية وغريها وذلك ب م جاورتهم لبالد العرب التي هي أحسن البالد ك ل ه ا يف الخيل وهي بالد اإلسالم" )1)). ويف باب "الدخول يف الل عب عىل أنواع" يقول: "وأم ا األندلس يدخلون من ابتدائه اثني د ف ع ا لخيلهم إىل م نتهاه وهو أحسن ما يكون" )1)). وب ع د فإذا ك ن ا قد حد دنا لغة الكتاب األصل وموطن م ؤل فه فإن ه وية املؤل ف ال تزال غري واضحة بما فيه الكفاية. فال تزال ت ل ح عىل الذهن أسئلة من قبيل: هل امل ؤ ل ف عريب أندليس م ن املدج ني أو املوريسكيي الذين عاشوا يف أوساط ع ج م األندلس وحذقوا لغتهم ف أ ل ف هذا الكتاب أم أن ه أعجمي إسباين من إشبيلية أل ف باألعجمية كتاب ا بعنوان: "يف طبيعة الخيل" ثم جاء م ن ن ق ل كتابه إىل العربية إن م ن ي د ق ق يف صيغة نص املقد م ة ي ر ج ح الف ر ض الث اين. أي أن امل ؤل ف أعجمي وليس بعريب. وانطالق ا من هذا الفرض مضينا نبحث يف ك ت ب اإلسبان والربتغاليي الذين أ ل ف وا حول الخيل والفروسية يف العرص الوسيط أو يف الفرتات ال م ب ك ر ة من العرص الحديث ولقد كان البحث يف هذا الطريق نافع ا ألنه أوصلنا إىل الحكيم أندراد اإلشبييل م ؤ ل ف كتاب يف طبيعة الخيل وأنواعها املختلفة وأفعالها فلم يكن هذا الحكيم إ ال ب د ر و ف ر ن ان د يث د ي أ ن د ر اد ى Pedro Fernandez de Andrada م ؤ ل ف كتاب: De la Naturaleza del Caballo الفايس ج 1 ص أبو العباس أحمد بن أحمد الغربيني عنوان الدراية عادل نويهض )تحقيق( )بريوت: منشورات دار اآلفاق الجديدة 1979( ص اإلشبييل رقم 245 ص 50 أ. 10 املرجع نفسه ص 58 أ. 11 املرجع نفسه ص 58 ب

6 متوز / يوليو 2016 العدد 4 وترجمة العنوان هي: يف طبيعة الخيل وهو يتطابق مع عنوان الرت جمة العربية للكتاب الذي ورد يف املخطوطات املغربية أم ا الكتاب اإلسباين املذكور فقد ط ب ع يف إشبيلية عام وقد وردت فيه بعض الفقرات املخص صة للخيول األندلسية. تأك د لدينا أن املؤل ف من أهل إشبيلية )1)) وبح كم انتماء ال م ؤ ل ف إىل هذه املدينة فقد وقع الت عريف به وبتصنيفه املذكور يف كتاب Hijos de Sevilla )أبناء إشبيلية( املطبوع عام )1)) م و ل د ه عام 1540 يف قرية بضاحية إشبيلية ت عرف ب اس م: فيال دي أومربيطي )1)) Villa de Umbrete كان معدود ا من ن بالء الفرسان خبري ا ب ف ن الفروسية وقد ع ر ف ن ا م ن مؤلفات بدرو فرنانديث دي أندرادا اإلشبييل ثالثة كتب ك ل ها لها عالقة بالخيل والفروسية وقد ط بعت ما بين عام 1580 وعام 1616 وهي كالتايل: ӵӵيف طبيعة الخيل )1)). ӵӵكتاب الفروسية يف إسبانيا )1)). ӵӵن ص وص جديدة عن الفروسية بإسبانيا ح و ل طريقة استعمال الل جام )1)). خامس ا: م ع ر ب الك ت اب ال تظهر يف الرت جمة العربية للكتاب أ ي بيانات ي مكن أن تقودنا أو ت قر بنا إىل اسم ال م عر ب. إال أن ه يمكن أن ن ق ر ر استناد ا إىل بعض اإلشارات املتقد م ة أ ن ه من أهل املغرب ولكن يف أ ي ز م ن ع اش الكتاب األصل كما هو معروف مطبوع بإشبيلية عام 1580 ومن ثم فإن الم ع ر ب سيكون عاش ب ع د هذا التاريخ ب ك ل تأكيد ولعل ه من ال م فيد يف هذه املسألة أن نرجع إىل مخطوطات الكتاب ألن نا نعتقد أن ناسخ املخطوطة األقدم للكتاب إذا لم يكن هو نفسه م عر ب الكتاب اإلسباين ف إ ن ه كان بال شك من أهل بلد الم ع ر ب وقريب ا منه ز م ن ي ا. ق ل ت : نتوف ر م ن هذا الكتاب عىل ثالث مخطوطات: األوىل: مخطوطة خزانة القروي ي رقم: 245 تاريخ نسخها هو عام 1130 ه/ 1718 م ك تبت برسم باشا طنجة أحمد بن عيل بن عبد الله الحمامي الر يف ي نقرأ يف آخر املخطوطة: "انتهى ما و جد بحمد الله وصىل الله عىل سيدنا وموالنا محمد وآله وصحبه وسل م تسليم ا. ويف أواخر رمضان املعظ م األسعد املبارك عام ثالثي ومائة وألف. ن س خ لخزانة الرئيس األوحد املجاهد املعظم األسعد الوزير الباشا أحمد بن عيل ابن عبد الله الحمامي رعاه الله وأبقاه ووف قه وأرشده ملا فيه رضاه آمي" )1)). والث انية: مخطوطة الخزانة امللكية بالرباط رقم: 389 انت س خت عام 1286 ه/ 1869 م جاء يف آخرها: "انتهى ما و ج د بحمد الله وحسن عونه وتوفيقه الجميل والحمد لله رب العاملي. وافق منه ض حوة يوم الجمعة سابع عرش م حر م الحرام فاتح س ت ة وثماني ومائتي وألف" )2)). 13 Diccionario historico O Biografia universal compendida, Libreria de Narciso Oliva (ed.), Tomo I (Barcelona: 1830), p Fermin Arana de Varflora, Hijos de Sevilla (Sevilla: Imprenta de Vazquez è Hidalgo, 1791), p Ana Mulqui y Carlos E. Soliverez, La Espada y la Pluma de Don Benjamin Villafañe y Bazan, vol. 3 (Buenos Aires: Estudio publicado por el revista del centro de estudios historicos y genealogicos Gens Nostra, 2010), pp. 23, اإلشبييل رقم 245 ص 70 ب. 16 Pedro Fernandez de Andrada, De la naturaleza del caballo (Sevilla: 1580). 17 Pedro Fernandez de Andrada, Libro de la gineta de España (Sevilla: Imprenta de Alonso de La Barrera, 1599). 18 Pedro Fernandez de Andrada, Nuevos discursos de la gineta de España, sobre uso del Cabezon (Sevilla: 1616). 20 أندراد اإلشبييل تأليف يف طبيعة الخيل وأنواعها املختلفة وأفعالها مخطوط الخزانة امللكية الرباط رقم 389 ص

7 م ن هو الح ك يم أ ن د ر اد اإلش ب ييل م ؤ ل ف كتاب "يف طبيعة الخيل وأنواعها املختلفة وأفعالها" وثائق ونصوص أم ا الثالثة وهي مخطوطة خزانة القرص املليك بمراكش فهي خالية من اسم الناسخ وتاريخ النسخ. والظاهر أنها أحدث مخطوطات الكتاب انتساخ ا والراجح عندي هو أنها منقولة من النسخة األوىل. وم ن ه ن ا يتبي أن أقدم ن سخة نتوف ر عليها من هذا الكتاب يرجع تاريخها إىل الث ل ث األو ل من القرن الثاين عرش الهجري/ القرن الثامن عرش امليالدي وكانت هذه املخطوطة يف رصيد خزانة الباشا أحمد بن عيل بن عبد الله الحمامي الريفي قبل أن تنتقل إىل خزانة القروي ي يف ظروف سياسية مضطربة تكل م عليها املؤرخون ببعض التفاصيل ونحن هنا سن قد م ملخص ا عن الفصل األخري من الواقعة التي أد ت إىل انتقال ك تب خزانة الباشا إىل القروي ي. إن الباشا أحمد بن عيل بن عبد الله الحمامي الريفي املذكور هو ولد عيل بن عبد الله الريفي قائد الجيش املغريب الذي فتح طنجة وأجىل اإلنكليز عنها عام 1095 ه/ 1684 م وقد شارك أ ب اه يف حركات الجهاد التي ت و جت باسرتداد طنجة إىل الدولة املغربية ثم توىل قيادة طنجة واملنطقة الش مالية بكاملها خ ل ف ا لوالده املتوىف عام 1125 ه/ 1713 م وقد ع رف عن هذا الباشا أن ه كان م ول ع ا بتمل ك الكتب ال سيما كتب األندلسي ي وكان له ن س اخ وو ر اقون ينسخون له الكتب وقد كو ن مكتبة حافلة ج ع ل م ستقر ها بقرصه بقصبة طنجة. ول م ا تويف السلطان موالي إسماعيل دب الن زاع عىل السلطة بي أبنائه وورثة عرشه ثم انحرص بي عبد الله واملستيضء منهم وقد حصل يف خضم هذا الرصاع أن انضم الباشا أحمد الر يفي إىل صف املستيضء وجرت بي الفريقي معارك دامية انتهت بانتصار عبد الله الذي قام بتن حية خصومه ف ق ت ل الباشا أحمد الريفي واستصفيت أمالكه )2)) م ن ذلك مكتبته التي كانت بقرصه بطنجة فقد ح ملت محتوياتها من طنجة إىل فاس وتم إيداعها خزانة جامع القرويي عام 1156 ه/ 1743 م )2)). والكتاب الذي ندرسه اآلن أصله من مجموعة مخطوطات باشا طنجة التي دخلت القروي ي يف ذلك التاريخ. وب م ا أن أقدم ن سخة مخطوطة من الكتاب قد ك تبت ب ر س م باشا طنجة فإن نا نعتقد أن م ع ر ب الكتاب مغريب من أهل طنجة التي اسرتد ها املغاربة من يد اإلنكليز عام 1095 ه/ 1684 م وق ب ل أن يدخلها اإلنكليز كانت طنجة م حتل ة م ن طرف الربتغاليي واإلسبان وال شك يف أن ك ت بهم املطبوعة يف القرني السادس عرش والسابع عرش امليالديي كانت تصل إىل مدينة طنجة أيام احتاللهم لها ول م ا تسل م اإلنكليز املدينة ع م ل وا عىل ت ن م ي ة خزاناتها بعدد من الك تب الجديدة وت خربنا املصادر التاريخية أن مكتبة مدرسة اإلنكليز بطنجة كانت تحتوي يف سنة 1674 عىل نحو أ ل ف م ج ل د )2)). ومن ثم ي مكن تصو ر و ص ول كتاب De la Naturaleza del Caballo ألندراد اإلشبييل إىل طنجة يف ذلك العهد الذي كان يقطن طنجة تراجمة مسلمون وموريسكيون ويهود مهج رون من األندلس يعملون مع اإلنكليز يف بعض إداراتهم فال نستبعد أن يكون بعض أهل طنجة م م ن لهم خ رب ة ب ل غ ة القشتاليي قد قام بتعريب الكتاب )2)). وم م ا يمكن أن يكون م ع ز ز ا لرأينا هذا هو أ ن ه يف عام 1670 أي يف زمن االحتالل اإلنكليزي ملدينة طنجة قام فرانسيسكو بينطو باشيكو Francisco Pinto Pacheco وهو من س ك ان طنجة بطبع كتاب له "حول الفروسية" بمدينة لشبونة )2)) كان قد أل فه برسم امللك الربتغايل ب د ر و الثاين Pedro II وبحسب الذين اط لعوا 21 أبو العباس أحمد بن خالد النارصي االستقصا ألخبار د ول املغرب األقصا ج 7 )الدار البيضاء: دار الكتاب 1418 ه/ 1997 م( ص يراجع يف هذا فهرس مخطوطات خزانة جامع القرويي بفاس ففي مواضع كثرية منه ي شري امل فهرس إىل املخطوطات التي حب سها السلطان عبد الله عىل خزانة القرويي وجميعها مؤر خ برجب عام 1156 ه أي إن ها كانت من مخطوطات خزانة الباشا أحمد بن عيل بن عبد الله الريفي الذي ق تل واستصفيت أمالكه يف التاريخ املذكور. 23 Chantal de la Verronne, Tanger sous l'occupation anglaise d'après une description annonyme (Paris: Paul Geuthner, 1972), pp وال شك يف أن هؤالء الرتاجمة قد استمروا يف العمل بميدان الرتجمة حتى يف عهد االستقالل الذي تال خروج اإلنكليز من طنجة ومن هنا أر جح أن يكون الكتاب اإلسباين املذكور قد تم تعريبه بعد سنة 1095 ه/ 1684 م ال سيما أن النسخة األقدم للكتاب - والتي أعتربها النسخة األصل - مؤر خة بعام 1130 ه/ 1717 م. 25 Francisco Pinto Pacheco, Tratado de cavalaria da gineta com a doutrina dos melhores autores (Lisbona: Na officina de Joam da costa, Anno M.DC.LXX). 205

8 متوز / يوليو 2016 العدد 4 عىل مضامي هذا الكتاب ف إ ن املؤل ف فرانسيسكو بينطو الطنجي تأث ر فيه كثري ا بكتاب La Gineta de España )فروسية إسبانيا( ل م ؤ ل ف ه ب د ر و فرنانديث دي أندرادا )2)) Pedro Fernandez de Andrada صاحب كتاب يف طبيعة الخيل موضوع دراستنا. سادس ا: مضامني الك ت اب األص ل كتاب الحكيم أندراد اإلشبييل Pedro Fernandez de Andrada ال م س م ى De Naturaleza del Caballo يقع يف 152 ورقة. وهو م ر ق م بحسب األوراق بمعنى أن صفحاته تصل إىل 303 صفحات. والذي يتبي يل هو أن الكتاب األصل تأليف كبري م تعد د األبواب والفصول ومن ه نا فإن ترجمته العربية التي وصلت إلينا يف 25 ورقة ما هي يف الحقيقة إال عرض موجز بالل غة العربية لبعض مضامي الكتاب اإلسباين املذكور. سابع ا: عملنا يف تحقيق الكتاب رأينا من املفيد أن ن لحق هذه الدراسة بنص القسم األو ل من كتاب: يف طبيعة الخيل ألندراد اإلشبييل اعتماد ا عىل املخطوطات املتوافرة منه. ويتضمن هذا القسم األو ل بعد املقدمة 12 باب ا. لكل باب عنوان خاص. ونشري إىل أن بعض عبارات هذا الكتاب ص يغ ت بأسلوب قريب من العامية إال أن ذلك لم يؤثر يف فوائد الكتاب الع لمية فهي تتجىل فيه بشكل واضح وقد أبقينا عىل النصوص كما هي من غري تعديل أو تهذيب حفاظ ا عىل أصالة الكتاب. الباب األول يف القسم األو ل: يف أن الخيل خلقها الله للحروب وترهيب ا للعدو اع ل م أن الخيل خلقها الله للحروب وترهيب ا للعدو وأن ها أفضل الحيوانات كلها سوى الحيوان الن اطق وأكرثها قوة. ولذلك كان املتقد مون إذا اختط أحدهم مدينة وعزم عىل اخرتاعها أو ل ما ي ق د م ألساس س ور ها رأس الحصان. وكان ملك سأل عامل ا: أي حيوان أفضل للحرب فأجاب أن قال: الخيل ألن ه خ ل ق لذلك فقال: ول م ل م يكن عىل األسد الذي هو أكرب منه ق و ة وأعظم رغبة فأجابه: إن ها إذا استدبرت ال يستطيع أحد رد ها عن جموحها. وأرسطوطاليس قال يف ذكر أفعالها: "إن ها أرسع الحيوانات وأشجعها وأطغاها يف الحرب عند مالقاتها للعدو وإن ه يفرح ويرس عند حصول الغلبة له عىل ع د و ه" وذكر أيض ا أن "من غب رأسه تحت الرت اب يتول د الزنبور ومن رأس الحمار الخنفوس". الباب الثاين: يف مشابهة طبيعة الخيل لطبيعة اإلنسان قال أرسطوطاليس: "إن ها مرك بة من أربع طبائع كما ترك ب منها اإلنسان وإن ها تمرض كما يمرض اإلنسان وت عالج بما يعالج به وإن ه يشيب لهرمه وإن قو ته يف صدره ويف حوافره وإن م ل ك ا بعث ب س م لإلسكندر ولم يجد إناء يحبسه إال إناء صنعه من حافر حصان وإن ها تبيك كاآلدمي وإن ها تفرح". وذكر أن ها "تأكل ما يأكله اإلنسان وأن ها تحمي عىل صاحبها يف الحرب". وذكر بل يز الحكيم أن أحدها مات عليه رب ه فبقي منقطع ا عن األكل حتى مات ت أ س ف ا. وذ كر عن حصان قيرص ملك الروم أن من محب ته أن ه إذا أراد ركوبه يحني 26 Carlos Pereira, Naissance et renaissance de l'équitation portugaise du XVe au XVIIIe Siècle (Paris: L'Harmattan, 2010), p

9 م ن هو الح ك يم أ ن د ر اد اإلش ب ييل م ؤ ل ف كتاب "يف طبيعة الخيل وأنواعها املختلفة وأفعالها" وثائق ونصوص له حتى يصل بطنه إىل األرض تواضع ا له. وكذلك حصان اإلسكندر املسم ى أبو صفات كان أبوه هو الذي اشرتاه ب س ت ة آالف مثقال ل خ ص ال ظهرت له فيه وما شن ع عنه من أفعاله الغريبة فلم ا قصد ل ر ك وب ه غلبته أحواله وعجز عن ركوبه هو وغريه إ ال اإلسكندر فقط ل م ا عزم عىل ركوبه استقبل بعينه عي الش مس وأخذ ينظر فيها وشق ه ذلك فحصل عىل متنه راكب ا حينئذ ف رس بذلك غاية أبوه ل م ا تقد م عنده أن ه ال يركبه إال من يملك الدنيا قاطبة وكان متى أراد ركوبه يتواضع إليه ويخفض رأسه إىل األرض وكان ال يركبه إ ال هو وال تكون حروبه إال عليه إىل أن مات وله م د ة من ثالثي سنة تحت رسجه ف ل م ا مات أمر بدفنه وب ن ى عليه بنيان ا متقن ا عجيب ا وكتب عليه: هذا قرب أيب صفات تاج الخيل ك ل ه ا. وأم ا غريه من الخيل التي د فنت وب ن ي عليها البنيان فكثرية ومنها حصان السلطان سالم بن يزيد بعد أن ن ج ا رب ه من يد أبيه وبل غه إىل مرىس الس المة أمر أن ال يركب عليه أحد قط وجعل عليه جال ال بسالسل الذ هب وأمر لهم أن يعربوا به البحر في لقونه ل م رص فبل غوه ومات فيه ود فن هنالك. وكذلك حصان ملك الف ر ن ص ة ك ر ل الث امن. وكانت عادة السقليي يدفنون الخيل مع أربابها إذا ماتت وعادة القشيليي أن ه إذا مات يحلقون شعر ذنبه وكانت عادة الط طر إذا مات ملكهم يأخذون خ ي له يذبحونها عىل قربه. الباب الثالث: يف أن الخيل تستدعي يف ضمريها بلسان حالها ألربابها خري ا قبل إظهاره وبعضها ت ظهر بلسان حالها رش ا ألربابها قبل وقوعه مثل حصان قيرص الذي ب ك عىل صاحبه ثالثة أيام قبل موته. وكذلك حصان قيرص الثاين ل م ا و ل د يف روائه وحافره مشقوق خمس شقاق استبرش بذلك أن ه يملك الدنيا ك ل ها. وذ كر أن يف العراق ل م ا مات ملكهم ولم يرتك وارث ا يرثه وهنالك سبعة يتنازعون اململكة فك ل منهم يطلبها لنفسه ففر قهم قومهم أن يصبحوا لغد ك ل عىل حصانه عند طلوع الشمس فمن سبق حصانه يصهل يتوىل اململكة ففعلوا فسبق حصان رضى ونرصوه. وكذلك ملك بوهمي ول م ا مات ترك بنت ا ورثته قام إليها قومها فقالوا لها: إ ن ك خالية من الز وج ال ب د لك منه ترتبط معه املشورة عىل أمورنا متى نحتاجها فقالت لهم: رس حوا هذا الحصان وال تلجموه فمن قصده من الرجال حتى يصله فهو زوج يل فأطلقوه فقصد إىل رجل فالح دون أن يطلبه فتزو ج بها وصار ملك ا عدال هنالك. وكانت ملوك الر وم م ن أو لهم إىل آخرهم ما ملك أحد م لك ا إال بالخيل. وكانت ملوك القدماء ال يرصفون ه م تهم وال ولهتهم إال يف الخيل. وكما ذ كر عن ن ب ي الله سليمان عليه السالم أن إصطبله اشتمل عىل اثني عرش ألف حصان. وذ كر أن ملك الرب ل م ا طلب من أ م ه حصان ا ف أ ب ت واد عى أن ها زانية فحكم عليها ح ك امهم بأخذ ما عندها من املال وات خ ذ وات صل بحصانه. وم ا ذ كر عن أ م الص ويف عكس هذا فصارت متى لقيت ولدها ت هديه خي ال. وأو ل من أمر بركوب الخيل ملوك العراق. وذكر أرسطوطاليس أن الخيل هي كربى الطبيعة والد ليل عىل ذلك أن ه ال يت بع أحد ا من الحيوانات ل ع ل و ه م ت ه عليها وأن ها تفرح عند تزي نها بالرس الباب الرابع: ج والد ليل عىل ذلك كونها ترفع أذنها حينئذ وتنفخ مناخرها وتلد لجامها. يف ذ ك ر س ن الخيل الذي إذا بلغته يجب عند الذ كر منه عىل األنثى قال أرسطوطاليس: الذ ك ر إذا أكمل خمسة أعوام واألنثى ثالثة أعوام ولم يجب أن يكون كبري الس ن كرب ا يصري أوالده ضعفاء األحوال وي ورث لهم ذلك األمراض. الحاصل: الحصان من خمسة أعوام إىل ثمانية والفرس من ثالثة أعوام إىل عرشة. ويجب أيض ا أن الذ ك ر صحيح األعصاب ومعلوف ولم يكن كثري السخن يكون أصيل الن سب. وذ كر أن ملك دردار أرسل يف إصطبله خيال تجري يف الهواء أعني سوابق وذلك أن ه يحجبهم عن رؤية الر ماد م د ة من ثالثة أشهر وبعد ذلك ي عو مهم عىل اإلناث. ولم ي حب ب أيض ا أن يكون كثري الش حم وأن ال يكون كثري الهزل. واألحسن االعتدال يف ح ال ه ألن كرثة الهزل والق و ة ي ور ث األوالد الت عذ ر يف الخلقة بالز ي ادة والن قصان عىل الخلقة املعتادة وكرثة الهزل ت ورث الت شويه يف الخلقة بالن قصان وبالز ي اد ة كأن يخرج الولد مثال وله س ت ة أرجل وثالثة 207

10 متوز / يوليو 2016 العدد 4 رؤوس أو رأسان. وأم ا الوقت الذي هو وقت هد هم أجمع الحكماء أن ه من وقت دخول الشمس يف الحمل إىل دخولها يف رأس الرس طان وأن الحصان إذا هد هذا العام ال يهد يف العام الذي يليه. وأم ا كيفية فعل ه د ه موك ل إىل ضمري صاحب الر واء وإذا كرهت الفرسة الذ كر يؤخذ بصل الخالء وي ع رك به فرجها. وإذا قصد بالذ كر هذه الفرسة فيميل بشهوته إىل األخرى ي ؤ ىت بالتي تعل قت بشهوته بي عينيه حتى يعزم عىل الفعل فت رصف من بي عينيه وت جعل التي رغب عنها يف م ح ل ها فيصادمها عن عجلة. وكذلك إذا كان بارد الط بيعة ولم يشته الف ر س ة في حك أنفه بالبصل املذكور أو جحفلته بعد جعلها يف فر ج األنثى. وقال ابن سينا: "ال يحلق له ش ع ر العرف وال شعر الذ ن ب". وأم ا أمد الح م ل الذي يبقى يف بطن أ م ه : م د ة مسرية الش مس عىل اثني عرش ب ر ج ا. وأم ا عدم عمر الخيل عن عمر اإلنسان وتقصريه عنه فإن ه كرثة املاد ة التي ي ولد منها ذكر ذلك أرسطوطاليس وبعض الحكماء. وأم ا ما ي ع ر ف منه اإلنسان هل حملت من حيث انهد عليها فإن ه يكرهها الحصان بعدها أو تحق ق رجوع اليش ء من م ن ي الذ كر تلذ ذ منها. وكذلك هل حملت ب ذ ك ر أو أنثى ي عرف بالن ظر إىل ثديها إن غلظت عىل اليرسى فهو ذ ك ر وإن اليرسى بالعكس فالحم ل أ نثى وبرهان ذلك الجانب اليمنى للكبد وهو حار واليرسى للطحال وهو بارد. وأن والدة األنثى تنقسم إىل ثالثة أقسام: القسم الي منى والقسم الش مايل والقسم الوسطاين فإذا وقعت املاد ة يف القسم اليمنى فيتكو ن منها ذ ك ر وإذا وقعت يف القسم الش مايل فيتكو ن أ نثى وإذا وقع يف الوسطاين فيتكو ن منها الخنثى. وقال جالينوس الحكيم: "ال ينبغي أن يجعل بي أعي األفراس يف أيام توج ههن ما يكرهن الن ظر إليه من قبح الص و ر ل ئ ال يأيت األوالد عىل خيال تلك الص و ر القبيحة" وقال: "يجب أن يكتيس الحصان بثوب جميل مختلف األلوان حي وقوعه بالفرسة ليأيت الولد جميل الل ون". وهذا الرش ط طبيعي وقد فعله نبي الله يعقوب بن إسحاق عليهما السالم لصهره لعبان يف حبارة الخرفان امللو نة وقد يوجد حصان عىل غري طبيعة أبيه ون س ل ه هو يخرج شبيه ا ب ج د ه وال عليه يف هذا. وذكر أرسطوطاليس أن امرأة جامعها رجل أكحل فو ل د ت ب ن ت ا بيضاء فز و جت البنت زوج ا أبيض الل ون فو ل دت له ر ج ال أك ح ال. الباب الخامس: يف ع د ة األفراس التي ينهد عىل ج ملتهن حصان واحد قال بعض الحكماء: خمس عرشة فرسة وقال بعضهم أربعون فرسة. فاألوسط يف ذلك خمس وعرشون فرسة. وقال أيض ا: متى ح ل وقت املهد يجب هذا املتعد ذلك من الخيل ألنه يترض ر بذلك. وس ئ ل الحكماء يف جذع من الخيل منهز يحصل لهم منه كرثة املاد ة هل من أبيه أو من أ م ه وقالوا: إن األوالد يأخذون من ماد ة اآلباء أكرث ما يأخذون من ماد ة األ م هات. قال بعض الحكماء األطباء: "إن ذلك مثل صناعة الفخ ار فاملاد ة هي الط ي وصناعة اإلناء من صناعة املعل م". وأم ا كيفية ق عوده يف بطن أ م ه ف إ ن ه يجعل رأسه بي يديه ورجليه. وقال أرسطوطاليس: "إن لجانب صدر أ م ه حتى إذا حان وقت والدته يرجع رأسه ل م ح ل خروجه" وقال: "إن الذ ك ور ك ل ها يجعلون وجوههم لألسفل واإلناث ي ر د ون وجوههم لألعىل". وقال أيض ا: "بعد و الدتها بأي ام يهد عليها حصان لتنقية ماد تها تنقية من فضالت دم الو الدة وأن املحب ة التي بي الوالدين واألوالد فكثرية". وذكروا أيض ا أن الط طر الساكني تحت قطب الجنويب يك يجلب من بالد الظلمات جلود الزييز التي يتبط ن بها أثواب امللوك بركوبهم عىل األفراس األنثى تركن أوالدهن ببالد الض وء. وملك الرضى كان يصنع ذلك عىل األفراس التي تركت أوالدهن ببالده حيث يظن الفساد لنفسه يك يبلغنه للخبيثة املذكورة. وقال أرسطوطاليس: "إن الحصان الجي د ال ي جامع أ م ه أبد ا" وذكر أنهم غط وا لحصان فرسة وعو موه عليها ف ل م ا حصل له الوقاع معها كشفوا له ف ل م ا عرف أن ها أ م ه قتل نفسه حينئذ. الباب السادس: يف ذ ك ر ما يجب لألفراس بعد حملهن من الطعام والبالد التي تليق ب ه ن قال الحكماء: "ويجب أن تكون يف بالد م عتدلة ليكون الر بيع رطب ا وإن كانت الس ن ة جدباء ت جلب للمدن فت طعم الش عري وي حفظن من الذباب". وقال الر ازي: إن األشياء التي تكون سبب ا لسقط الجني من بطونهن ج ل د الض بع. وكذلك إذا وضعت حافرها حيث 208

11 م ن هو الح ك يم أ ن د ر اد اإلش ب ييل م ؤ ل ف كتاب "يف طبيعة الخيل وأنواعها املختلفة وأفعالها" وثائق ونصوص وضع رجله وكذلك إذا وقع بها الحمار بعد حم لها وكذلك إن مس تها املرأة وهي حائض ال سيما إذا كانت املرأة ب ك ر ا. أم ا عالمة كونها أرادت أن ت سقط ما يف بطنها: إذا صارت تتمر غ ويزيد النفخ يف بطنها وينتفخ. قال أرسطوطاليس والر ازي: "فحينئذ إ ن ه يجب أن ي ؤخذ يف... عود الصنوبر وي د ق وي سقاها يف الر ب الحلو فإذا س ق يت ذلك تتحر ك حتى ي سقط ولدها وإن تمادى عليها ذلك حتى ي خاف عليها املوت فت سقى أربعة أرطال من لنب الحمارة مع أربعة أرطال من ماء الحنثيثية وت ب خ ر بالكربيت وشحم البقر القديم وجلد الحنش ي سقط الولد وتربى هي". وقال أرسطوطاليس: "إن األمهار إذا خرجت من بطون أمهاتهم يخرجون بجلدة بي أعينهم وال يرضعن أوالدهن حتى يلعقن تلك الجلود". وقال أيض ا: "ال يخرج الولد إال بشعر كثيف. وأم ا معرفة منتهى قدر يعرف ذلك بأن تقيس ما بي حد ش ع ر يدي ه مما ييل الحافر إىل ركبته فما وجدت فيه فإنه يزيد بذلك لألعىل وذلك يف يوم والدته". وأم ا وقت حلق شعره: بعد تكميله سنة فإذا كمل يجب حلقه. وأم ا معرفة أخيارهم فمن ذلك معرفة آبائهم ي توص ل إىل ذلك بمعرفة أبيه فإ ن ه ال ب د أن يخرج شبيه ا له وي عرف كونه رسيع ا لرياضته أن تجعل يف رأسه الر سن فإن انقاد إليك دون عنف تعلم أن ه م م ن يقبل الر ي اض ة وي عرف أيض ا بكونه يرسح لقطع األدوية ويسيق إليها ويكون فرحان ا. وكذلك إذا ق د م له مأكل ينفر أصحابه عنه ويطردهم. الباب السابع: يف معرفة طبائعهم من الحرارة والر طوبة وغريها من الط بائع قال أرسطوطاليس: إن الحيوانات ك ل ها مرتكبة من أربع طبائع وال ب د أن تكون فيها من الص فرة والد م والبلغم والس وداء وكذلك الحرارة والي ب وسة والربودة والر طوبة متناظرين للن ار والهواء واملاء والرت اب وأفضل اعتدالهم الذي هو حر ورطب وهو مشابه يف ذلك لآلدمي وأكرث الخيل عىل هذه الط بيعة والد ليل عىل ذلك أن ها تعيش كثري ا وطبيعتهم تميل كثري ا إىل الحرارة أكرث من الر طوبة والد ليل عىل ذلك رس عتها يف الجري وذكروا أيض ا أن الحصان ليس فيه موضع م ختص باملرارة بخالف غريه من الحيوانات وت عرف طبيعتهم بهذه األ د ل ة فإذا كان رسيع الجري يطاع تقول عنه: إن ه صفروي والذي يكون عاجز ا وراقد ا تقول عنه: إ ن ه بلغمي وإذا كان مرشوح ا تقول: إ ن ه دموي وإذا كان خو اف ا حزين ا تقول فيه: إ ن ه سوداوي. وأم ا ط ول أعمارهم ذ ك ر أرسطوطاليس أن ها تعيش خمس ا وثالثي سنة ومنهم من يعيش س ت ي سنة. وقال أيض ا: "إن خيل أفريقية ال تعيش أزيد من خمس وعرشين سنة". وقال أيض ا: "إن الحصان يف قلبه عظم واإلنسان كذلك". وذكروا أيض ا أن بالد الهند إذا جلبت الخيل ال تعيش أزيد من عام واحد وأن ملك قورش يشرتي يف ك ل سنة م ائة ألف خيل. وذكروا أن بالد الغرب املسمي ة بالسعيدة لم ت ول د فيها الخيل. وأم ا الحيوانات املنعكسة للخيل فإن ها هي: الجمل والخنزير واألسد والثعابي يعني أن بعضها يكره بعضها طبيعة. الباب الثامن: يف ذ ك ر م ن هو أو ل الر كوب الخيل وطوعه قال بعض الح كماء إن ذلك يف الد رجة الث الثة وسبب ذلك أن بعض بقر الوحش كان يرض بالد ا نزلن يف زروعاتهم وغريها فأبذل مالك تلك البالد م اال عظيم ا عىل قتل تلك البقر ونفيها منها فقام من غ رزت فيه الشجاعة واختار الخيل للركوب لقتلها عليها وهي حينئذ وحشية فات صل بها حتى أفناها من تلك وصار بذلك يفتخر بركوبها عىل سائر البلدان. وأم ا رسوجها ولجامها وركاباتها وغري ذلك من آالتها أن ها است خرجت ]و[ استنبطت بعد ذلك. وقال بقراط: إن الر اكبي حينئذ ينظرون يف أرجلهم باألمراض ولذلك استخرجت الر كابات الط وال وأم ا الر كابات الق صار والرس وج التي يف هذا الز مان إ ن ما استخرجها العرب املسلمون وكذلك صناعة ركوبهم ]و[ كيفية الحرب عليها. وقالوا أيض ا: إن أحسن خيل الد نيا خيل إص ب ن ي ا وخيل بالد العرب املقابلة لهم. وقالوا أيض ا: إ ن ه واجب أن يري ضها رب ها وإن الكواكب لتفعل فيها ولها طوالع موالدها وي ح كم عليها بها. وأيض ا يف الخيل من هو سعيد ل ر ب ه ومن هو مشؤوم عليه. وذ كر أن 209

12 متوز / يوليو 2016 العدد 4 حصان ا واحد ا فيما تقد م سم ي زيان وكان يف ذلك الزمان أجل خيله وكانت صورته أجمل ص و ر الخيل فاشرتاه رب ه وهو ابن ثالثي شهر ا وبعد أيام قالئل ق ت ل به فاشرتاه آخر فق ت ل أيض ا فاشرتاه الثالث ف ق ت ل أيض ا والرابع كان ملك ا أخذه من غري رشاء ومات عليه وهو يف الحرب وبعده بأيام كثرية ب يع بثمن بخس فاشرتاه بعض الت ج ار فركبه فقصد إىل واد فقصده ليقطعه به ف غ اص ا م ع ا فيه ولم يظهر لهما أثر بعد ذلك. وأم ا معرفة الخيل الع تاق الجياد فجمال الص ورة يدل عىل حسن الطبيعة واعتدال األعصاب وسواد حافره وأن يكون مدو ر ا وأن يكون الل حم الذي فوقه معتدال معه والحرانات قاسية وأن تكون قصبة يدي ه م ت سعة ويكرث يف ذراعيه مما ييل صدره أكرث مما ييل ر ك بتي ه وأن تكون أضالعه كبار ا وتبعد بعضها عن بعض كمنافس الحياء وأن تكون رجاله معتدلتي غري م عوجتي 210. وأم ا الذ ن ب س ب يب ه أن يكون متوس ط ا كثري الس بيب الط ويل. وقال أرسطوطاليس: "إذا أخذت ذنب الحصان وجذبته ولم تخرجه من بي رجليه وتعلم أ ن ه ج ي د". وقال أبقراط: "إن الس بيب الكثري الط ويل ي د ل عىل كرثة الجري يف صاحبه". وأم ا كفله كفله يكون م ت سع ا م دو را وساقاه يف وسطه وكذلك األجناب تكون م دو رة ويكون موضع الرس ج كبري والجوف يصغر مخرجه ومذاكره م تو س طة وأم ا ع ن قه أن يكون م تو س ط ا م قو س ا وس ب يب ه رطب ألن ه ي د ل عىل حياة القلب. وأم ا رأسه أن يكون صغري ا قليل الل حم ويكون مرتفع ا وتكون أحناكه صغار ا ألن ها إذا كانت صغرية ت د ل عىل قساوة الر أس ويكون لسانه م توس ط ا رقيق ا. وقال أرسطوطاليس: وإ ن الجبهة تكون منه م ت سعة م نفرجة وأم ا أ ذناه تكونا قائمتي معتدلتي ألنهما ي د ال ن عىل شجاعة الحصان كشعر األسد ي د ل عىل شجاعته. وقال أرسطوطاليس: "إن اآلدمي ال يستطيع أن ي ح ر ك أ ذني ه بخالف غريه من الحيوانات". وأم ا عي نيه أن تكون كبريتي خارجتي ويكون أنفه منفرج ا. وقال بعض الح كماء: "إن الحصان الجميل يأخذ من الضبع ثالث صفات: األكل وضوء العيني وص ح ة الر قبة وم ن الذ ئ ب: الس ب يب الط ويل ومن املرأة ثالث: سعة الص در وطول الش عر وسعة الكفل ومن الق ط اثنتي: نقاوة الش عر والس رية املهد نة ومن الث ع بان ثالث: ص غر الر أس وضوء الن ظر يف الب عد والك ر ة الرس يعة ومن الحمار اثنتي: ص ح ة األجناب وقسبية الحافر ومن األرنب: الخ ف ة ومن األسد: الش جاعة ومن الث ور: األعصاب الواسعة ومن الد يك: تقويس الر قبة والش ع ر الجميل". الباب التاسع: يف معرفة الد وائر التي ت ك ون يف الخيل اع لم أن الدوائر ت ول د معاكسة األخالط قال أرسطوطاليس: إن الس وداء تلد الش عر هابط ا والن اري ي ل د صاعد ا ومن ذلك نشأة الد وائر. والهابط فيها إن ما كانت يف ج سمه حيث لم يكن من رؤيتها فهي سعيدة وما جاء منها حيث يراها وتمك ن له رؤيتها فهي عىل ض د السعيدة مثل التي تكون لبعض الخيل بإزاء منبت ذنبه والتي تكون بجبهته والتي تكون يف مخنفه كذلك إذا كانت يف رقبته اثنتان م ت صلتي مثل الس ك ي فهما سعيدتان غاية. وبالج ملة إن الدوائر التي تكون عىل قلبه وموضع الرس ج منه ف إ ن ه ا مذمومة. وقال أيض ا: هي عىل قسمي ق س م منها م ثل ث والقسم الثاين عىل صورة الد ائرة وهي املمدوح منها. وأم ا البياض الذي يكون يف الخيل كالد ينار ونحوه فإن بعضه يضمن بعض تلك الن خالت املذمومات عىل ما ي ذكر منها أن البياض إذا كان يف الوراء منه ف إن ه يهمزه إىل الخري وأم ا الد ينار الذي يكون يف جبهة الخيل ف إ ن ه ي د ل عىل الخري والفرج وضمن قبيح الد وائر املذموم منها. وأ م ا الد ينار إذا ارتفع ألعىل جبهته ف إ ن ه ي د ل عىل ارتفاع رأسه األعىل وإذا انخفض ألسفله إن هذا البياض لم يكن إ ال يف الخيل فقط ولذلك تكون طبيعة الخيل حار ة والبياض ي د ل عىل الر ط وب ة فصارت الحرارة تدفعه لألطراف. وإذا كان البياض يف األطراف كثري ا ت د ل عىل عجز صاحبه. واملشكور يف البياض الق ل ة والبياض إذا كان يف اليد اليمنى والرجل اليرسى فهو مذموم وإذا كان يف الر ج ل الي رسى فقط فهو أحسن وكذلك إذا كان يف الر ج ل ي م ع ا مشكور ا أيض ا إذا كان يف الرجلي واليدي ن باألربع. وأم ا إذا كان يف اليد الواحدة فهو مذموم وال سيما مع قليل الد ينار. الحصان ال م س م ى بالجزيري هو الذي يبيض الر ج ل الي منى فقط مذموم وهو غد ار يفر منه جميع الناس حتى صار م ث ال بي الناس: "كحصان سوء وحصان جزيري". وقالوا: إن الد ينار

13 م ن هو الح ك يم أ ن د ر اد اإلش ب ييل م ؤ ل ف كتاب "يف طبيعة الخيل وأنواعها املختلفة وأفعالها" وثائق ونصوص الكبري الذي تمتد منه الغ ر ة الر قيقة فتنقطع ويبيض الر تمة ذلك بياض سوء مذموم وكذلك البياض الذي ي رى من نصف الوجه لألسفل مذموم. وأم ا موضع البياض الذي ذكرت يف األدهم واألزرق فهي حميدة مشكورة فيهما. الباب العارش: يف ذ ك ر ألوان الخيل قال أرسطوطاليس: "إن األلوان تبرش بأفعال الخيل طبائعها". وقال أيض ا: "إن األلوان الطبيعية اثنان: البياض ]و[ الس واد ومن اختالطها ت ت ن ش أ األلوان ك ل ها وأنها مركبة عىل أربع طبائع: الرت اب واملاء والهواء والن ار. وأم ا الذي يكون فيه أكرث من املاء فيكون أبيض بلغمي أرطب وقليل الصحة والذي يأخذ أكرث من الرت اب يكون أدهم سوداوي والذي يأخذ أكرث من الن ار يصري أزرق صفراوي رسيع والذي يأخذ أكرث الهواء يكون أحمر دموي رسيع الحركة والذي أخذ االعتدال من جميع الط بائع هو أفضل الك ل وذلك الح مر والشهب الذين فيهم الت دبري والذي استغرق لونه واحد ا ولم يخالط غريه مشكور ا. وأم ا ز رقة العي يف الخيل مذمومة وكذلك اختالف األلوان فيها. وأم ا األدهم فأكرث مشكور ا يف الدنيا ألن حصان اإلسكندر كان أدهم وكذلك حصان سالم بن أيب يزيد وكذلك حصان ك ر ل ملك ف ر ن ص ة. وأم ا األلوان الخارجة من األدهم فهي: الز رقة واألحمر القسطيل والقسطيل املفتوح والقسطيل للذ هب والقسطيل الث وري واألزرق املفتوح واألزرق الث وري واألزرق املحروق واألشقر. وكذلك الخيل الب يض لها شأن عظيم وقال أبقراط: "إ ن ه ا ت د ل عىل الس عد. وكان ملوك الر وم يركبون عليها عند رجوعهم من الفتوحات وكذلك ملوك الط طر". وقال أيض ا: "عمرهم تكون أطول من غريها أعمار ا". وأم ا األلوان الخارجة من األبيض منها: الر مادي والز رزوري واألشهب املدو ر واألشهب املنق ط واألشهب املحروق واألشهب العسيل واألشهب الر خامي واألشهب الس ماوي. وأم ا الجاريان بعضها يميل لألبيض وبعضها يميل لألدهم. وأم ا الحصان األزرق فإنه من طبيعة النار وعىل مذهب امل ؤ ل ف هو أحسن الخيل ك ل ها ف ع ال وط ب ع ا. الباب الحادي عرش: يف ذ ك ر الخيل ويف أ ي صورة م ستحسنة م ن ه ا وأم ا الحبارى فواجب أن يكون له كوكب يف جبهته صغري ويهبط منه خ ط أبيض حتى إذا بلغ أنفه يصري م ت سع ا دون أن يت صل بأنفه ويبيض العي مع ا وي د ه الي رسى ويكون سبيبه طويل أبيض الل ون. الثاين: األحمر القسطيل لكونه لون القساطلة فواجب أن يكون له كوكب يف نصف من جبهته ويكون البياض يف رجلي ه م ع ا ويكرث سبيب ذنبه مع الط ول ويكون س ب يب عرفه كثري أحرش. اللون الثالث: األدهم الت ويت لكونه عىل لون الت وت وواجب أن يكون كوكب معتدل بجبهته دون خط ويكون البياض يف رجلي ه وي د ه الي رسى وسبيبه من أمامه وورائه عىل لون واحد. الرابع: األشقر فواجب أن يكون البياض يف أطرافه ويكون البياض الذي برجله اليرسى صاعد ا ويكون كوكب كبري يف جبهته وتسيل منه الغ ر ة حتى ت ع م مناخره وشفته. الخامس: الر مادي فواجب أن يكون له كوكب يف جبهته ورجله اليرسى بيضاء ويكون سبيبه من قد امه وورائه أكحل. السادس: هو األشهب الز فتي يكون له كوكب يف جبهته. السابع: األشهب املرك ب من ثالثة ألوان: قسطيل وأبيض وأسود وأفضلهم الذي يأخذ األكرث من األحمر فواجب أن يكون كوكب يف جبهته ويبيض رجليه ويكرث البياض يف اليرسى ويكون سبيبه أكحل. الثامن: أبيض قرطايس لم يرشك لون ا مع أحد من الخيل فواجب أن يكون له بياض برجله اليرسى ويكون سبيبه طويل. العارش )2)) : األشهب األرقط بالشقورة فواجب أن يكون الشيات التي ذكرنا لألشقر. الحادي عرش: األحمر الز فتي. الثاين عرش: لون الفض ة املدلوكة فواجب أن ال تكون له شعرة سوداء. الثالث عرش: الز رزوري هو من أحسن الخيل. 27 ينبغي أن يكون هذا اللون هو التاسع ال العارش وهذا الخلل نجده يتكرر يف جميع مخطوطات الكتاب. 211

14 متوز / يوليو 2016 العدد 4 الباب الث اين عرش: يف أ ي ل و ن أحسن ألوان الخيل ويف أ ي ب قعة من األرض تكون خيلها جارية سابقة ويف أ ي ن و ع م ن ه األحمر يجري يف أرض الر مل أكرث ما يجري يف األرض القاسية وال ينبغي أن ي همز يف أو ل دفعته. والحصان األدهم يجري يف الر ملة أكرث مما يف األرض القاسية ألن حوافره قاسية ويجري أيض ا بي األشجار واألعواد يك تخرج أربابها من كل ش د ة. األشقر: ]يجري[ كثري ا يف األرض الر طبة وينبغي أن ي حفظ من األحجار. والر مادي: صب ار يجري يف جريه. األشهب الزفتي: يجري جريه يف ك ل بالد وينبغي أن ي حفظ من الغيس. األشهب: يجري يف كل بالد ويخرج من الغيس بقلب صحيح. األبيض القرطايس: أكرث جريه يف الر ملة ووجب أن يحفظ من األحجار وهو أكرث سعد ا يف الخيل. واألشهب الذي يميل إىل األزرق: يحسن جريه يف كل بقعة ألن حافره صحيح. واألزرق يجري يف ك ل ب قعة. األشهب املدو ر يجري يف الغيس واملاء أكرث من غريهما. واألحمر الزفتي يحسن جريه بي األع واد يف األرض الحرشاء. الخيل التي تشد بالغدر هو الذي لم يرشك لون ا من األلوان مع لونه مثل األحمر الذي لم يكن فيه بياض واألدهم الذي لم يكن فيه بياض. وقال أرسطوطاليس: "إن الش ع ر ي ول د من األخالط السابقة عن الجسد وهي تابعة لطبيعة الجلد. الش ع ر الر قيق فإن ه ي د ل عىل الخ ف ة والش ع ر الكثيف ي د ل عىل ص ح ة القلب مثل شعر األسد". وقالوا أيض ا: منها ما ي ولد عىل لون تبد ل لون ا آخر عند ك ربه قال أرسطوطاليس: إن الحيوانات ك ل ه ا إذا كربت تكحل أسنانها سوى الحصان األبيض أسنانه تزيد يف البياض عند كربه إذا اب ي ض الش ع ر الذي فوق حاجبه وكذلك إذا كان يخفض رأسه لألرض ومن عالمات ك ربه إذا ج عل الل ج ام بفمه تحت التكميشات التي تكون فيه وكذلك إذ ارتخت الس ف ىل تدل ت وكذلك الع ق د التي تحدث بذنبه والط ول يف أسنانه. وقالوا أيض ا: الط ول يف األسنان ليس بدليل. 212

15 م ن هو الح ك يم أ ن د ر اد اإلش ب ييل م ؤ ل ف كتاب "يف طبيعة الخيل وأنواعها املختلفة وأفعالها" وثائق ونصوص املراجع References العربية ابن أندراس أبو القاسم محمد بن أحمد بن محمد األموي املعروف بابن أندراس )ت 674 ه( تأليف يف طبيعة الخيل وأنواعها املختلفة وأفعالها أحمد شوقي بنبي )تقديم( عبد العايل املدبر )تحقيق( الرباط: منشورات جمعية معرض الفرس بالجديدة دار أيب رقراق للطباعة والنرش اإلشبييل أندراد. تأليف يف طبيعة الخيل وأنواعها املختلفة وأفعالها مخطوطة القرويي رقم 245. اإلشبييل أندراد. تأليف يف طبيعة الخيل وأنواعها املختلفة وأفعالها مخطوط الخزانة امللكية الرباط رقم 389. العابد محمد. فهرس مخطوطات خزانة القرويني الدار البيضاء: دار الكتاب 1399 ه/ 1979 م. العلمي سعيدة. "ثقافة الفرس يف حوض البحر املتوسط" يف: الفرس يف ذاكرة األندلس.. مخطوط نادر يف طبيعة الخيل للحكيم أندراد اإلشبييل )ت. 647 ه( نموذج ا الجديدة الرباط: جمعية معرض الفرس الغربيني أبو العباس أحمد بن أحمد. عنوان الدراية عادل نويهض )تحقيق( بريوت: منشورات دار اآلفاق الجديدة الفايس املنوين محمد. "ظاهرة تعريبية يف املغرب السعدي" مجلة اللسان العريب العدد 1 )حزيران/ يونيو 1964(. النارصي أبو العباس أحمد بن خالد. االستقصا ألخبار د ول املغرب األقصا الدار البيضاء: دار الكتاب 1418 ه/ 1997 م. عمور عمر. كشاف الكتب املخطوطة بالخزانة الحسنية مراكش: املطبعة والوراقة الوطنية 1428 ه/ 2007 م. de Varflora, Fermin Arana. Hijos de Sevilla, En la Imprenta de Vazquez è Hidalgo, Sevilla: األجنبية de Andrada, Pedro Fernandez. De la naturaleza del caballo, Sevilla: Libro de la gineta de España, Sevilla: Imprenta de Alonso de La Barrera, Nuevos discursos de la gineta de España, sobre uso del Cabezon, Sevilla: de la Verronne, Chantal. Tanger sous l'occupation anglaise d'après une description annonyme, Paris: Paul Geuthner, Diccionario historico O Biografia universal compendida, Barcelona: Libreria de Narciso Oliva (ed.), Mulqui, Ana y Carlos E. Soliverez. La Espada y la Pluma de Don Benjamin Villafañe y Bazan, Buenos Aires: Estudio publicado por el revista del centro de estudios historicos y genealogicos Gens Nostra, 2010, pp Pacheco, Francisco Pinto. Tratado de cavalaria da gineta com a doutrina dos melhores autores, Lisbona: Na officina de Joam da costa, Anno M.DC.LXX, n.d. Pereira, Carlos. Naissance et renaissance de l'équitation portugaise du XVe au XVIIIe Siècle, Paris: L'Harmattan,

16 متوز / يوليو 2016 العدد 4 الصفحة األوىل من مخطوطة خزانة جامع القرويني بفاس 214

17 م ن هو الح ك يم أ ن د ر اد اإلش ب ييل م ؤ ل ف كتاب "يف طبيعة الخيل وأنواعها املختلفة وأفعالها" وثائق ونصوص الصفحة األوىل من مخطوطة الخزانة امللكية بالرباط 215

18 متوز / يوليو 2016 العدد 4 الصفحة األوىل من مخطوطة خزانة القرص املليك بمراكش 216

19 م ن هو الح ك يم أ ن د ر اد اإلش ب ييل م ؤ ل ف كتاب "يف طبيعة الخيل وأنواعها املختلفة وأفعالها" وثائق ونصوص صورة غالف كتاب "يف طبيعة الخيل" املطبوع يف إشبيلية عام 1580 ]نص القسم األو ل من الكتاب[ بسم الله الر حمن الر حيم وصىل الله عىل س ي د نا وموالنا م ح م د وآله وسل م. تأليف يف طبيعة الخيل وأنواعها املختلفة وأفعالها أل فها الحكيم أندراد األشبييل بالل سان العجمي. والغرض اآلن انقالبها إىل الل سان العريب تسهيال لحصول ما تضم نته من الفوائد وهي عىل قسمي. أم ا القسم األو ل: يف طبيعة الخيل ومشابهتها لطبيعة اإلنسان يف ذكر الخصال التي حصلت لبعض أفرادها فيما تقد م. والقسم الث اين: يف تدبري اإلنسان عليها مما يحتاجه م ن ق ل د أمرها من سياستها ورياضتها وما يتعل ق بأحوالها ومعرفة العلوم التي يحتاجها لشؤونها. 217