مركز كارنيغي للشرق األوسط آذار/ مارس 2017 تعيق المشاغل كيف األمنية اإلقليمية الحوكمة في شمال شرق سورية خضر خض ور

النسخ

1 مركز كارنيغي للشرق األوسط آذار/ مارس 2017 تعيق المشاغل كيف األمنية اإلقليمية الحوكمة في شمال شرق سورية خضر خض ور

2 مركز كارنيغي للشرق األوسط كيف تعيق المشاغل األمنية اإلقليمية الحوكمة في شمال شرق سورية خضر خض ور

3 2017 موؤSسùسة كارنيغي للùسالم الدويل. جميع احلقوق حمفوظة. التتر خذ موؤSسùسة كارنيغي مواقف موؤSسر ùسية بûساأن ق ضايا الùسياSسة العامة تعبر وجهات النظر املذكورة يف هذه الدراSسة عن آاراء كاتبها والتعكùس بال رضورة وجهات نظر املوؤSسùسة اأو فريق عملها اأو جملùس االأمناء فيها. مينع نùسخ اأو نقل اأير جزء من هذا املنûشور باأير Tشكل اأو باأير وSسيلة من دون احلüصول على اإذن خطي من موؤSسùسة كارنيغي. يرجى توجيه الطلبات اإىل: مؤسسة كارنيغي للسالم الدولي قسم املنشورات 1779 Massachusetts Avenue, NW Washington, D.C United States P F CarnegieEndowment.org info@carnegieendowment.org أو إلى العنوان التالي: مركز كارنيغي للشرق األوسط برج العازارية الطابق اخلامس رقم املبنى شارع األمير بشير وسط بيروت التجاري بيروت لبنان تلفون: فاكس: ص. ب: رياض الصلح info@carnegie-mec.org ميكن حتميل هذا املنûشور جمانا من املوقع: تتوفر أيضا نسخ مطبوعة محدودة. لطلب نسخة أرسل رسالة عبر البريد اإللكتروني إلى العنوان التالي: pubs@carnegieendowment.org

4 املحتويات نبذة عن املƒؤلف 5...م```````````````````````````ك... ملخ üص 7... مقد مة من النتداب الفرنùسي اإىل نظام الأSسد جهود حزب الحتاد الدميقراطي للùسيطرة على اجلزيرة املüصالح الأمنية الإقليمية يف جوار اجلزيرة...,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ماذا يخب ئ املùستقبل ملنطقة اجلزيرة 26...,,,,,,,,,,,,,,,... هوامûش مركز كارنيغي للûشرق الأوSسط 32...

5

6 نبذة عن املƒؤلف خ ضر خ ض ور باحث غري مقيم يف مركز كارنيغي للûشرق الأوSسط يف بريوت. ترك ز Gأبحاثه على ق ضايا الهوية واملجتمع يف Sسورية. كان خ ض ور باحثا زائرا يف جامعة Tشيكاغو كما Gأجرى بحوثا مùستقل ة ملوؤSسùسة فريدريûش- Gإيربت- Tشتيفتونغ )Friedrich-Ebert-Stiftung( وعمل Uصحافي ا مùستقل يف رويرتز. كتب خ ض ور وTشارك يف كتابة مقالت لعدد من املنûشورات من Vضمنها مûشروع Gأبحاث ومعلومات الûشرق الأوSسط Project(.)Middle East Research and Information *** يود الكاتب Gأن يتقدم بالûشكر والتقدير Gإىل ياSسر علوان عثمان جلهوده يف جمع املعلومات وGإجراء املقابلت يف احلùسكة والقامûشلي.

7

8 ملخ üص حني Sسحب نظام الرئيùس بûشار الأSسد معظم قواته الأمنية من منطقة اجلزيرة الواقعة Tشمال Tشرق Sسورية يف العام 2012 تنازل عن الùسلطة املحلية يف املنطقة حلزب Gلحتاد الدميقراطي الكردي وجناحه العùسكري. بيد Gأن هذا احلزب اSستنùسخ العديد من ممارSسات النظام الùسابقة Gإذ رك ز على Gإحكام قب ضته الأمنية على هذه املنطقة اجلغرافية GلSسرتاتيجية على حùساب احلوكمة الفع الة. هذه املقاربة عرقلت اجلهود الرامية Gإىل بناء Gإدارة ذاتية الدعم. يف غ ضون ذلك عز زت جهات خارجية مثل كردSستان العراق وتركيا والوليات املتحدة عن غري قüصد حكم حزب Gلحتاد الدميقراطي امل تمحور حول الأمن وواUصلت تطبيق Gأجنداتها اخلاUصة بانûشغالتها الأمنية. يقت ضي البحث عن Sسبل م تملة لإحلل الùسلم وبناء مرتكزات احلوكمة املùستقر ة يف Sسورية فهم الطبيعة املتûشابكة واملتداخلة للمخاوف الأمنية التي تتنازع خمتلف القوى الفاعلة التي لديها مüصالح يف منطقة اجلزيرة. التحك م على حùساب احلوكمة * كانت اجلزيرة بùسبب موقعها وSسياSساتها املحلية التي حتر كها النزعة الإثنية مكûشوفة Gأمام التدخلت اخلارجية من الدول املجاورة لùسورية ولSسيما العراق وتركيا. * منذ Gأواخر الùسبعينيات وحتى اندلع احلرب الùسورية Gأبقى نظاما الأSسد الأب وGلبن عملية Uصنع القرار يف اجلزيرة مم ركزة يف Gأيدي Gأجهزة الأمن وعكفا يف الوقت نفùسه على احتواء جمريات الùسياSسة املحلية عرب Gإبقاء هذه املنطقة يف حال من التهميûش. * يف مواجهة حتديات مûشابهة بعد العام 2012 قام حزب Gلحتاد الدميقراطي وجناحه العùسكري باSستنùساخ Gأمناط مماثلة من احلكم وذلك من خلل تركیز الùسلطة يف Gأيدي قادتهما العùسكرینی وترقية فئة جدیدة من القادة املحلینی وزیادة اعتماد الùسكان علی الأمن واخلدمات التي یوف رها حزب Gلحتاد يف الوقت نفùسه الذي نûشط فيه لحتواء الأنûشطة الùسیاSسیة غري املüصر ح بها. * Gأد ت خطوات الأطراف الأخرى- القيادة الكردية العراقية والنظام الùسوري وتركيا والوليات املتحدة- يف بع ض الأحيان عن غري قüصد Gإىل تعزيز Sسلطة حزب Gلحتاد الدميقراطي يف اجلزيرة.

9 كيف ت عيق املشاغل األمنية اإلقليمية احلوكمة في شمال شرق سورية تûشخيüص املخاوف الأمنية العديدة يف اجلزيرة * تواUصل الطرق املعق دة التي تتداخل فيها املüصالح الأمنية للجهات الفاعلة الإقليمية مع الديناميكيات املحلية يف اجلزيرة حتفيز نهج يرك ز على الأمن ويقوV ض Gآفاق حوكمة فع الة. * لبد لأي عملية Sسلم قابلة للحياة يف Sسورية من Gأن تتخط ى مقرتحات اللمركزية واحلكم الذاتي الكردي وGأن تüصب تركيزها بدل من ذلك على املنافùسات متعددة الأوجه بني اجلهات الفاعلة املحلية والإقليمية يف اجلزيرة. يûشار هنا Gإىل Gأن حتديد الطرق التي تتنامى فيها املüصالح املتعد دة ي عترب خطوة Gأوىل نحو التوUصل Gإىل حل وSسط يف نهاية املطاف من Tساأنه Gأن يحث على بناء حوكمة Gأكرث فع الية واSستجابة يف اجلزيرة. * قد يتطلب الùسري يف مùسار واقعي ودائم نحو الùسلم يف Sسورية Gأن تùسعى الأطراف ذات الüصلة- الأحزاب الكردية العراقية وحزب العمال الكردSستاين والنظام الùسوري وتركيا والوليات املتحدة- Gإىل تùسوية خماوفها الأمنية بطرق ت فùسح يف املجال Gأمام التوUصل Gإىل تùسويات متملة حول الطموحات الكربى املدرجة يف جدول Gأعمال كل منها.

10 مقد مة لطاملا كانت منطقة اجلزيرة معربا للتبادل بني العراق وSسورية وتركيا بحكم موقعها اجلغرايف عند نقاط تقاطع هذه البلدان الثلثة. وعلى رغم Gأن معظم مùساحة اجلزيرة تقع الآن يف Sسورية Gإل Gأن هذه الزاوية الûشمالية الûشرقية من البلد كانت دوما مرتعا لنفوذ جريانها. كما واUصلت املجتمعات املحلية العربية والأTشورية والكردية والùسريانية املنتûشرة على طول حدود 1 هذه الدول الثلث التواUصل وGلرتباط ببع ضها البع ض. منذ Gأن حازت Sسورية على اSستقللها يف العام 1946 Gأبقت احلكومة الùسورية هذه املنطقة يف حال من قüصور التنمية والتهميûش بهدف عزلها عن اخلارج. وبدءا من Sسبعينيات القرن املنüصرم واUصل الرئيùس Gآنذاك حافظ الأSسد ثم جنله بûشار تطبيق هذه املقاربة وGأبقيا عملية Uصنع القرار يف هذه املنطقة مم احتواء جمريات الùسياSسة فيها. بعد انتفاVضة 2011 حتو لت اجلزيرة Gإىل بوؤرة GأSساSسية للتنافùسات الإقليمية. ويف متوز/يوليو 2012 Sسحب النظام الùسوري معظم عناUصره الأمنية من املنطقة مع اVضطرام نريان احلرب. وقد ملأ Gأكراد Sسورية بقيادة حزب Gلحتاد الدميقراطي ركزة يف Gأيدي Gأجهزة الأمن. كما عكفا يف الوقت نفùسه على وذراعه العùسكري وحدات حماية الûشعب الكردية هذا الفراغ. ويرتبط كل من حزب Gلحتاد ووحدات احلماية بحزب العمال الكردSستاين وهي منظمة يùسارية يقودها عبد اهلل Gأوجلن الذي قاتل الدولة الرتكية لعقود مديدة. ويف العام 2014 كان حزب Gلحتاد الدميقراطي هو احلليف الرئيùس على الأرVض لواTشنطن الذي يتلقى مùساعدات عùسكرية فيما كانت الوليات املتحدة تûشن حملت عùسكرية يف Sسورية Vضد الدولة الإSسلمية امل علنة ذاتيا. واليوم تخ ضع Gأجزاء TشاSسعة من اجلزيرة Gإىل الùسيطرة امل حكمة ملتûشددي حزب Gلحتاد الدميقراطي الذين در بهم حزب العمال الكردSستاين على رغم Gأن النظام الùسوري يحتفظ بوجود يف املراكز املدينية الرئيùسة يف احلùسكة وGأجزاء من القامûشلي. وحاملا اSستوىل حزب Gلحتاد الدميقراطي ووحدات احلماية على الùسلطة يف العام 2012 عمدا Gإىل تاأSسيùس Gإدراتهما املدنية يف اجلزيرة بيد Gأن عملية Uصنع القرار بقيت مم ركزة على نحو كبري يف Gإطار Tشبكة ت ضم متûشددي Gلحتاد املحرتفني الذين تلقوا تدريباتهم العùسكرية يف قاعدة عùسكرية تابعة حلزب العمال الكردSستاين يف جبال قنديل يف Tشمال العراق. بيد Gأن املوؤSسùسات الإدارية حلزب Gلحتاد خدمت كاآلية للحتواء والرقابة Gأكرث منها كهيئة حوكمة وذلك بهدف ترقية وتعزيز بعد انتفاVضة 2011 يف Sسورية حتو لت اجلزيرة إاىل بƒؤرة اأSساSسية للتنافùسات الإقليمية.

11 10 كيف ت عيق املشاغل األمنية اإلقليمية احلوكمة في شمال شرق سورية ت عترب منطقة اجلزيرة مهمة لأن الظروف الأمنية املùستقبلية واآفاق احلوكمة فيها Sستƒؤثر بنيويا على تطو ر العديد من الق ضايا املركزية املتعل قة مبùستقبل Sسورية. النخب اجلديدة املوالية التي برزت على الùساحة Gإىل جانب تلك التي Gأوجدها النظام الùسوري. يف هذه الأثناء كان حلزب العمال الكردSستاين واحلزب الدميقراطي الكردSستاين يف العراق وتركيا والوليات املتحدة العديد من املüصالح الإقليمية املطروحة على املحك يف اجلزيرة. وهذه املüصالح نفùسها SستواUصل توليد ومفاقمة التوترات Gإذا مل تعالج. فرتكيا مثل قلقة من احتمال متدد حزب Gلحتاد الدميقراطي Gإىل املناطق احلدودية جنوب Tشرق GأراVضيها التي يقطنها Gأكراد ما قد يفاقم GلVضطرابات هناك ويûشج ع Gأكراد تركيا على رفع عقريتهم للمطالبة باحلكم الذاتي. ومن جهته ليريد احلزب الدميقراطي الكردSستاين يف العراق Gأي ضا Gأن يرى نفوذ حزب العمال الكردSستاين واملجموعات املتفرعة منه يتمدد Gإىل املناطق الواقعة حتت Sسلطته. Gأما بالنùسبة Gإىل الوليات املتحدة ف إان كل مايحدث يف اجلزيرة يرتبط بحملتها العùسكرية على تنظيم الدولة الإSسلمية. وقد Sسمحت املùساعدات العùسكرية الأمريكية لوحدات حماية الûشعب الكردية وحلزب Gلحتاد الدميقراطي بتوSسيع رقعة الأراVضي التي يùسيطران عليها ما تùسب ب يف حدوث تدخل عùسكري تركي يف Gآب/ Gأغùسطùس 2016 يف Sسورية لإجهاVض هذه Gلندفاعة. وتûشعر الوليات املتحدة بالقلق من احتمال Gأن تùسفر العداوات بني تركيا وبني حزب العمال الكردSستاين Gإىل تقوي ض جهودها للق ضاء على الدولة الإSسلمية يف Sسورية بالتعاون مع حزب Gلحتاد الدميقراطي. مثل هذه الأجندات الإقليمية املتبانية لها م ضاعفات عميقة على اجلزيرة- لكل من نظام الأSسد يف دمûشق وحلزب Gلحتاد الدميقراطي الكردي الüصاعد. ففيما يجهد النظام الùسوري لإعادة تûشكيل الدولة الùسورية كما كانت قبل 2011 تبدو له هذه املنطقة مهمة لأن الظروف الأمنية املùستقبلية وGآفاق احلوكمة فيها Sستوؤثر بنيويا على تطور العديد من الق ضايا املركزية املتعل قة مبùستقبل Sسورية. وتûشمل هذه الق ضايا علقات نظام الأSسد برتكيا ومنطقة كردSستان العراق والدور املùستقبلي للوليات املتحدة يف Sسورية والدور املحتمل حلزب العمال الكردSستاين يف Sسورية وGآفاق Gلعرتاف باحلقوق الùسياSسية والثقافية للأكراد يف Sسورية. ولذا ي عترب التفح üص الدقيق للكيفية التي تتقاطع فيها خمتلف هذه املüصالح الأمنية Gأمرا لزبا وVضروريا لSستطلع كيفية حتقيق تùسويات عملية تûشتد احلاجة Gإليها مته د للوUصول Gإىل حوكمة م ùستقرة يف منطقة اجلزيرة وباقي Gأنحاء Sسورية. من النتداب الفرنùسي اإىل نظام الأSسد تقع اجلزيرة التي تعادل مùساحتها مافظة احلùسكة يف الطرف الأقüصى من Tشمال Tشرق

12 خضر خض ور 11 Sسورية. حتد ها تركيا من الûشمال والعراق من الûشرق )انظر الûشكل 1(. وقبل Gأن تقوم تùسوية مابعد احلرب العاملية الأوىل برSسم حدود الدول احلديثة يف العراق وSسورية وتركيا كانت اجلزيرة متتد على GأراVض Sستüصبح لحقا م دجمة يف كل من هذه الدول الثلث. ويف حني Gأن اجلبال تفüصلها عن تركيا فاإن الأراVضي بني اجلزيرة والعراق م نبùسطة للغاية. حد د اجلغرافيون اجلزيرة على Gأنها الأرVض التي تقع بني جبل Sسنجار يف Tشمال غرب العراق وبني جبل عبد العزيز على بعد نحو 45 كيلومرتا غرب مدينة احلكùسة. 2 يعرب نهر الفرات هذه املنطقة ويدخل Sسورية من العراق فريوي الأراVضي حولها. ونحا اجلغرافيون Gإىل وUصف اجلزيرة باأنها الرقعة التي يبقى فيها الناSس من دون جذور لأن Sسكانها حتى نهاية القرن 3 التاSسع عûشر كانوا GأSساSسا من البدو الرح ل. الûشكل 1: اجلزيرة واجلوار التدخالت اخلارجية يف اجلزيرة كانت اجلزيرة طيلة القرن العûشرين مهمة اSسرتاتيجيا لأنها وجدت نفùسها على اخلطوط الأمامية ملنافùسي Sسورية يف كل من العراق وتركيا. لكن يف الوقت نفùسه عنى تباين الرتكيبة الùسكانية للمنطقة وما يùستتبعها من تûشظي وانقùسامات Gأن Gأحدا ليùستطيع مبفرده الهيمنة عليها.

13 12 كيف ت عيق املشاغل األمنية اإلقليمية احلوكمة في شمال شرق سورية كانت اجلزيرة بùسبب موقعها وSسياSساتها املحلية التي حتر كها النزعة الإثنية مكûشوفة للغاية اأمام التدخالت اخلارجية والتوترات احلدودية. خلل Gلنتداب الفرنùسي على Sسورية ) ( Sسعت Sسلطات Gلنتداب Gإىل وVضع مداميك دولة حديثة فحو لت اجلزيرة Gإداريا Gإىل مافظة وTشج عت القبائل على GلSستقرار كما وVضعت تنظيمات مللكية الأرVض بغرVض Gإقناع Tشيوخ القبائل بالSستقرار مقابل منحهم حقوق امللكية. وهكذا حتو ل م ل ك الأراVضي الكرد وTشيوخ القبائل وGأي ضا Gأع ضاء الطائفتني الأTشورية والùسريانية Gإىل طبقة من النخب التي تتمركز GأSساSسا يف مدينة احلùسكة عاUصمة املحافظة. ويف الوقت نفùسه GأUصبحت مدينة Gأخرى هي القامûشلي التي تقع على احلدود الùسورية- الرتكية مركزا جتاريا مهما حني اSستقر فيها Gأكراد جنوب Tشرق تركيا للعمل كتجار Gأو Gأ جراء لدى GأUصحاب الأراVضي يف اجلزيرة. كانت اجلزيرة بùسبب موقعها وSسياSساتها املحلية التي حتر كها النزعة الإثنية مكûشوفة للغاية Gأمام التدخلت اخلارجية والتوترات احلدودية. وقد Tشك ل احتواء الùسياSسات املحلية والùسيطرة عليها Gأحد Gأبرز التحديات الأمنية التي واجهت احلكومات الùسورية املتعاقبة منذ GلSستقلل. ويف Sسبيل Gإحكام قب ضتها على املنطقة عب اأت الùسلطات املركزية املجتمعات املحلية SسياSسيا داخل Gأطر مددة. يف حقبة مبك رة من اخلمùسينيات كانت املجتمعات املحلية يف اجلزيرة تنتظم حتت مظلة الأحزاب الùسياSسية وفقا لهوياتها الدينية والإثنية. وهكذا يف حني ان ضم العرب Gإىل حزب البعث واحلزب الûشيوعي والأحزاب الناUصرية GأSس ùس Gأعيان الأكراد الذين لهم روابط ق ب ل ي ة مع Gأكراد العراق احلزب الدميقراطي الكردي يف Sسورية العام 1957 كحزب Tشقيق للحزب الدميقراطي الكردSستاين يف العراق. ويف العام نفùسه انتظم الأTشوريون والùسريان حتت عباءة 4 املنظمة الآثورية الدميقراطية. اجلزيرة هي اجلزء الكردي الوحيد من Sسورية الذي يحد املناطق التي يقطنها الأكراد يف كل من العراق وتركيا. وهذا ليùس حال املناطق الأخرى التي يùسكنها الأكراد يف Sسورية مثل اجليب الكردي يف عفرين Tشمال غرب البلد الذي ليزال مقطوعا عن املجتمعات املحلية الكردية وعن الديناميكيات الùسياSسية يف العراق. وبالتايل حظي املجتمع املحلي الكردي يف اجلزيرة باهتمام خاUص من الùسلطات الùسورية التي اعتربت التطلعات الكردية يف العراق املجاور تهديدا Gأمنيا متمل لها. وبالفعل Gألهمت حركة احلكم الذاتي التي Gأطلقها املل مüصطفى برزاين وحزبه الدميقراطي الكردSستاين احلركة الوطنية الكردية يف Sسورية وGألهبت حماSستها. مثل هذه التطلعات الكردية كانت يف الùسابق Gأقل وVضوحا يف املناطق الكردية الùسورية الواقعة بعيدا عن املجتمعات املحلية الكردية يف العراق وتركيا. يف عهد حافظ الأSسد الذي اSستوىل على الùسلطة العام 1970 ذهبت خماوف النظام Gإىل

14 خضر خض ور 13 ماهو Gأبعد من مùساألة الأكراد بعد Gأن تعرV ض املجتمع املحلي العربي يف اجلزيرة Gإىل النفوذ العراقي يف وقت كان فيه العداء املتبادل يûشوب العلقات الùسورية- العراقية. ويف Gأوائل الثمانينيات حني كان نظام Uصدام حùسني يف ذروة Tشعبيته عمد Gإىل مد يد الدعم والعون Gإىل 5 القبائل العربية الùسورية يف اجلزيرة. اSستخدم نظام الأSسد يف بع ض الأحيان الروابط بني الأكراد يف Sسورية وتركيا كورقة Vضغط Vضد Gأنقرة خلل Uصراع هذه الأخرية مع حزب العمال الكردSستاين الذي اندلع يف Gأوائل الثمانينيات. كان هذا يوؤدي بني الفينة والأخرى Gإىل نكùسات اSسرتاتيجية لدمûشق. فبùسبب اخللفات قدمية العهد مع تركيا حول Vضم لواء GلSسكندرون )هاتاي بالرتكية( وحول تقاSسم املياه Sسمح النظام الùسوري حلزب العمال الكردSستاين بالعمل انطلقا من الأراVضي الùسورية كوSسيلة ملمارSسة ال ضغوط على Gأنقرة. ويف العام 1998 تüصاعدت التوترات بني الطرفني ووUصلت Gإىل عنان الùسماء حني نûشرت تركيا قواتها على احلدود الûشمالية لùسورية وهددت بوقف تدف ق مياه نهر الفرات من تركيا نحو Sسورية. وقد تعني على النظام الùسوري Gأن يرVضخ Gإىل اتفاقية فرVضتها تركيا ع ر ف ت باSسم اتفاقية GأVضنة. 6 وبعدها طردت Sسورية Gأوجلن زعيم حزب العمال الكردSستاين الذي كان يقيم على GأراVضيها وSسر بت معلومات Sساعدت Gأجهزة املخابرات الرتكية على حتديد وGأSسر وSسجن متûشددين من حزب العمال الكردSستاين. وSسائل الùسيطرة يف عهد اآل الأSسد يف خ ضم خماطر التدخلت هذه دGأب نظاما حافظ الأSسد وبûشار الأSسد على وVضع اجلزيرة وSسكانها حتت رقابة داأب نظاما حافظ الأSسد وبûشار الأSسد على وVضع عينهم الùساهرة وGأ نيطت عملية Uصنع القرار احلقيقية اجلزيرة وSسكانها حتت رقابة عينهم الùساهرة. بوكلء Gأمنيني يحظون بثقة النظام هذا يف حني جرى اSستخدام الهياكل الإدارية واملنظمات الùسياSسية كوSسائل يùستطيع النظام من خللها تنظيم املجتمعات املحلية يف اجلزيرة. مع Gأن الأجهزة الأمنية الùسورية كانت مùسوؤولة عن املراقبة الكثيفة للنûشاطات الùسياSسية يف اجلزيرة Gإل Gأنها م ن ح ت Gأي ضا Uسلحية التدخ ل يف دقائق القرارات الإدارية. على Sسبيل املثال Gأ جرب الفلحون على زراعة احلبوب فقط بدل منتوجات زراعية Gأخرى Gأكرث Gأهمية بùسبب التخو ف من Gأن تüصبح املنطقة Gأكرث اSستقللية عن دمûشق. مثل Gآخر: وVضعت احلكومة الùسورية قانونا جديدا العام 2004 نüص على Gأن كل من يرغب يف تطوير عقار يف املناطق احلدودية 7 الùسورية مبا يف ذلك اجلزيرة عليه Gأن يحüصل Gأول على Gإذن من Gأجهزة الأمن. جتدر امللحظة هنا Gأن طبيعة املùسرية املهنية ل ضباط الأمن الذين GأSسند Gإليهم نظام الأSسد مهمة احلفاظ على الأمن يف اجلزيرة ت لقي GأVضواء Sساطعة على الأهمية التي عل قتها دمûشق

15 14 كيف ت عيق املشاغل األمنية اإلقليمية احلوكمة في شمال شرق سورية على هذه املنطقة. فقد كان يتم ترقية العديد من Vضباط الأمن Gإذا ما Sسج لوا جناحات يف Gإدارة الوVضع هناك. على Sسبيل املثال يف العام GأUصبح 2005 ممد منüصورة الذي خدم يف اجلزيرة خلل Gأواخر الùسبعينيات ك ضابط خمابرات عùسكرية رئيùس Tشعبة الأمن الùسياSسي الùسوري وهو جهاز Gأمني مùسوؤول عن مراقبة املعارVضة الùسياSسية يف طول البلد وعرVضها. وحني قام الأكراد باأعمال Tشغب عقب مباراة كرة قدم يف القامûشلي العام 2004 Gأقنع اخلطر الأمني الذي فرVضته هذه GلVضطرابات النظام ب إايفاد مùسوؤول رفيع هو هûشام Gإختيار الذي كان Gآنذاك 8 رئيùس مكتب الأمن القومي يف حزب البعث Gإىل املنطقة لتùسوية الأزمة. تطو رت مع الزمن العلقات بني خمتلف املجتمعات املحلية يف اجلزيرة وتûشك لت GأSساSسا بدفع من الطبقات الوSسطى املدينية من خمتلف املûشارب الدينية والإثنية GإVضافة Gإىل قيامها على قواعد العلقات القبلية. مثل كانت قبيلة Tشمر تاريخيا متحالفة مع املجتمع املحلي الكردي بيد Gأن النظام الùسوري واUصل ممارSسة مقاربة تùستند Gإىل احلفاظ على التمثيل اSستنادا Gإىل Gلنتماء Gإىل جمتمع ملي Gإثني بعينه. يتمث ل Gأحد املجالت املهمة يف هذه املقاربة يف قيام دمûشق بتكليف وكلئها الأمنيني مهمة Gإدارة توازن دقيق بني مهمتني: الأوىل الùسماح بربوز Gأقنية SسياSسية جم ازة رSسميا للمجتمعات املحلية الكردية يف اجلزيرة والثانية Gإخماد وSسحق Gأي نûشاط SسياSسي غري مüصر ح به. ويف حني Gأن حزب البعث يف العراق غالبا ما قمع الأكراد بعنف Gإل Gأن حافظ الأSسد Sسعى GأSساSسا Gإىل احتواء التعبئة الùسياSسية الكردية. متك ن نظام الأSسد Gإىل حني تطو ر GلنتفاVضة Gإىل Uصراع مفتوح العام 2012 من تدب ر Gأمر هذا التوازن عرب الùسيطرة الدقيقة على املداخل الùسياSسية وGلقتüصادية ملùس أالة الرتقي الكردي يف اجلزيرة. وهو تùسامح مع بروز Gأحزاب SسياSسية كردية لكن بüصفتها هياكل مفيدة ميكن من خللها لدمûشق تاأطري النûشاط الùسياSسي الكردي وGإدارته والùسيطرة عليه. كما كان مبقدور نظام الأSسد احتواء احلركة الوطنية الكردية عرب اSستلحاق Gأع ضاء الأحزاب من خلل املنظمات املهنية الùسورية. وقد اSستخدم النظام Sسطوته على نقابات املحامني واملعلمني واملهندSسني لرتقية 9 طبقة وSسطى كردية تكون Gإما موالية له Gأو تùستطيع دمûشق على الأقل ممارSسة نفوذ عليها. وبالنùسبة Gإىل الأكراد واملجتمعات املحلية الأخرى يف اجلزيرة كانت العلقة مع Gأحزاب SسياSسية املدخل الوحيد لللتحاق بروابط مهنية مع ما توف ره من مزايا. وقد Vضمنت مثل هذه الùسياSسات 10 Gأن تبقى الطبقة الوSسطى يف اجلزيرة م عتمدة على النظام. على رغم وجود العديد من الأحزاب الùسياSسية Gإل Gأن قدرتها على Gلنخراط يف النûشاط الùسياSسي كانت مدودة ومقي دة. ل بل كانت هذه الأحزاب تù ستخدم يف الواقع لقطع دابر التعبئة التي قد تûشق طريقها بينها. وهذا Gأمر كان جليا يف Sسلوك الأحزاب الùسياSسية خلل اVضطرابات 2004 يف القامûشلي حني تظاهر الكرد Vضد احلكومة وحط موا متثال حلافظ الأSسد. حينها

16 خضر خض ور 15 امتنعت الأحزاب ب ضغط من Gأجهزة Gأمن النظام عن دعم املتظاهرين ما Gأثبط كثريا زخم 11 املتظاهرين وجعلهم يف حالة تûشرذم وانقùسام. Sسعى النظام على نطاق GأوSسع Gإىل احلفاظ على Sسيطرته ومنع بروز حتالفات GأعرVض بني املجتمعات املحلية من خلل انتهاج SسياSسة فر ق تùس د تقوم على ترSسيخ Gلنقùسامات بني الأحزاب املحلية يف اجلزيرة Sسعى النظام إاىل احلفاظ على Sسيطرته من خالل وفق خطوط Gإثنية. وهو غالبا ماعمد Gإىل مفاقمة Gلنقùسامات انتهاج SسياSسة فر ق تùس د تقوم على ترSسيخ النقùسامات الكردية- العربية عرب تف ضيله علنا املرTشحني العرب بني الأحزاب املحلية يف اجلزيرة وفق خطوط اإثنية. للربملان على املرTشحني الأكراد Gأو عرب الرتكيز على عدم ثقة الأكراد بالعرب. على Sسبيل املثال ترTش ح Gأكراد خلل انتخابات 1990 الربملانية يف ثلثة من GأUصل Gأربعة مقاعد يف لئحة مùستقلة عن التحالفات التي كان النظام يحب ذها. 12 وبعدها باأربع Sسنوات وخلل انتخابات 1994 Tشك ل النظام الذي Gأراد جتن ب تكرار هذا الوVضع لئحة خاUصة به ع رفت بûشكل غري رSسمي ب»قائمة الظل«بهدف Gإثباط املرTشحني الأكراد على اللئحة املùستقلة. وقد خ üصüص مقعدان يف لئحة الظل ملرTشحني من قبيلت ي اجلبور وطي اللتني تعتربان Gأهم القبائل العربية يف اجلزيرة ومقعد لع ضو يف الطائفة الùسريانية ومل يبق Sسوى مقعد واحد لكردي. 13 مثل هذه الùسياSسات فاقمت جيûشان التوتر بني خمتلف املجتمعات املحلية يف اجلزيرة ومنعها من العمل معا Vضد النظام ما Sسمح لهذا الأخري مبواUصلة Gإحكام قب ضته على املنطقة. Gأدى الغزو الأمريكي للعراق العام Gإىل 2003 زيادة وتائر التوتر بني املجتمعات املحلية يف اجلزيرة. فهو وف ر فرUصة مل يùسبق لها مثيل للأكراد العراقيني لتاأSسيùس منطقة Tشبه مùستقلة وبالتايل Gأجرب نظام الأSسد على العمل لحتواء جذوة احلركة الوطنية الكردية يف اجلزيرة التي تقع جغرافيا على مرمى حجر من احلدود العراقية. ويتذك ر الأكراد الذين Tشاركوا يف احتجاجات القامûشلي العام Gأنهم 2004 Sسمعوا هتافات تûشيد بالرئيùس الأمريكي Gآنذاك جورج بوTش الذي Sسه ل غزوه للعراق ولدة منطقة حكم ذاتي كردية. وحينها رد د Gأع ضاء املجتمعات املحلية العربية Gأغان متج د الرئيùس الùسابق Uصدام حùسني. وهذا مل يعكùس انعدام الثقة بني املجموعات الإثنية يف املنطقة التي لطاملا نفخ النظام يف Gأوارها طيلة عقود وحùسب بل Gأبان Gأي ضا مدى انكûشاف اجلزيرة Gأمام تاأثري التطورات يف البلدان املجاورة. احتوى النظام GلVضطرابات عرب ال ضرب على وتر انعدام الثقة بني الأكراد والعرب وقام وكلء الأمن ومافظ احلùسكة بûشكر Gأع ضاء قبيلة طي على تعاونهم مع النظام يف قمع املظاهرات ما Gأكد GإحùساSس الأكراد باأن القبائل العربية يف اجلزيرة متواطئة مع النظام يف عملية احتواء تطلعاتهم. 14 كما Gأثار النظام املûشاعر املناوئة للأكراد عرب Gإقناع القبائل العربية باأن املظاهرات الكردية جزء من موؤامرة Gأمريكية Gأكرب تقودها الوليات املتحدة لتقùسيم Sسورية.

17 16 كيف ت عيق املشاغل األمنية اإلقليمية احلوكمة في شمال شرق سورية كانت الهياكل الإدارية يف مافظة احلùسكة Gأداة فع الة يف يد نظام الأSسد لإTشعال فتيل التنافùسات املجتمعية عرب توزيع غنائم املحùسوبيات واSستلحاق النخب املحلية ومنع النûشاطات الùسياSسية املùستقلة. وهو دوزن تكتيكاته لتتلءم مع خمتلف جمموعات املواطنني. وهكذا خ üص üصت عادة املناUصب الرئيùسة يف املحافظة على غرار مدير حقل الرميلن النفطي ملùس ؤوولني علويني من خارج منطقة اجلزيرة. 15 وع ني Gأع ضاء من قبيلتي اجلبور وطي يف موؤSسùسات احلكومة املحلية مثل جملùس املحافظة Gأو حتى يف الربملان يف دمûشق كما نü ص ب العرب والأTشوريون والùسريان من الطبقة الوSسطى يف مواقع GأSساSسية يف الدولة. ويف املقابل نادرا ما كان ي عني Gأعيان Gأكراد من بني الذين كان يجري اSستتباعهم غالبا عرب الروابط املهنية يف مواقع قيادية يف احلكومة املحلية Gأو يف موؤSسùسات الدولة وذلك بهدف احلد من قدرتهم على تعبئة حركات ت ضامن كردية GأوSسع Vضد نظام الأSسد. علوة على ذلك تدب رت دمûشق Gأمر Tسوؤون اجلزيرة من خلل تعديل الرتكيبة الإدارية للمحافظة بهدف اجتذاب Gأنüصار لها. فغداة احتجاجات القامûشلي العام 2004 Gأعلنت احلكومة عن خطة خمùسية للتنمية Gلقتüصادية تعرتف بكل ناحية على Gأنها بلدية. ويف حني كان الهدف الûشكلي هو تûشكيل هيئات Gإدارية لها Uسلحيات GأوSسع لüصنع القرار يف جمال Gإدارة الûسوؤون املحلية Gإل Gأن هذه الهيئات هدفت يف الواقع Gإىل توSسيع طبقة املوالني لنظام الأSسد من خلل 16 خلق مواقع مùسووؤلية Gأكرث يف البلديات املùستحدثة كي تùستطيع دمûشق تعيني Gأنüصارها فيها. اجلزيرة واحلرب الùسورية جلاأ الرئيùس الùسوري بûشار الأSسد يف املراحل الأوىل من انتفاVضة Gإىل 2011 هذه التكتيكات نفùسها املتع لقة بالأحزاب الùسياSسية والهياكل الإدارية يف اجلزيرة للحد من تüصاعد املعارVضة. يف البداية جتن بت معظم الأحزاب الكردية الدعم العلني للحتجاجات كما اتخذ النظام خطوات غري مùسبوقة لتهدئة املùسريات يف الûشوارع Gأبرزها منح اجلنùسية الùسورية للأكراد الذين كانوا ليحملون Gأي جنùسية منذ Gأجيال عدة. 17 وثمة Gإجراء Gآخر متث ل يف قيام Uصحيفة»تûشرين«الرSسمية بنûشر وقائع احتفالت النريوز يف Gآذار/مارSس 2012 وهو عيد ورثه الأكراد 18 من الدين الزردTشتي ويعتربونه رمزا لهويتهم القومية اخلاUصة. مل يكن لهذه الإجراءات التاأثريات التي توقعها النظام. ففي البداية امتنع اجليل القدمي من الأكراد والأحزاب الùسياSسية عن Gلن ضمام Gإىل املظاهرات متذكرين ماولتهم الùسابقة حلûشد التعبئة الùسياSسة التي Sسحقها النظام. بيد Gأن GلنتفاVضة التي قادها على نحو رئيùس الûشبان يف بقية Gأنحاء Sسورية Tشج ع جيل جديدا من الأكراد على تعبئة احتجاجات مل يùستطع النظام احتواءها عرب الأحزاب الكردية. وحني بدGأ جريان Sسورية بالتدخل انتهى املقام بنظام الأSسد Gإىل مواجهة تهديد مزدوج: متدد

18 خضر خض ور 17 احلركة الوطنية الكردية العراقية Gإىل اجلزيرة من جهة وSسعي املتمردين املدعومني تركيا للùسيطرة على Tشمال Tشرق Sسورية من جهة Gأخرى. وهكذا يف العام 2012 Vضاعف الزعيم الكردي مùسعود برزاين جنل مüصطفى برزاين دعمه للأحزاب الùسورية الكردية بهدف مد نفوذ احلزب الدميقراطي الكردSستاين Gإىل اجلزيرة ووف ر لقادتها امللذ الآمن يف Gأربيل عاUصمة Gإقليم كردSستان العراق. كما بدGأ بتجنيد الأكراد الùسوريني لتûشكيل قوات بيûشمركة عùسكرية Sسورية. 19 ويف الوقت نفùسه بدGأت تركيا بدعم املتمردين الùسوريني يف قتالهم Vضد القوات احلكومية الùسورية. اتخذ النظام الùسوري خيارا اSسرتاتيجيا هو Sسحب معظم قواته الأمنية من اجلزيرة والùسماح لأع ضاء حزب Gلحتاد الدميقراطي الكردي املنتمني Gإىل حزب العمال الكردSستاين ووحدات حماية الûشعب بالتمركز يف جيوب واSسعة يف املنطقة. ويف حني Gأن وحدات حماية الûشعب )بوUصفها عدوة احلزب الدميقراطي الكردSستاين وتركيا( واجهت منافùسي الأSسد اخلارجيني Gإىل حد ما Gإل Gأن قرار هذا الأخري فتح بطن اجلزيرة Gأمام احتمال توSس ع نفوذ حزب Gلحتاد الدميقراطي على نحو Gأكرب. جهود حزب الحتاد الدميقراطي للùسيطرة على اجلزيرة فيما بد لت GلنتفاVضة الùسورية العام 2011 موازين القوى يف اجلزيرة على حùساب نظام الأSسد Gإل Gأن انكûشاف املنطقة Gأمام النفوذ الأجنبي وتûشابك الùسياSسات املحلية حفز وحدات حماية الûشعب على Gإعادة Gإنتاج العديد من Gأمناط الùسيطرة التي مورSست Sسابقا يف املنطقة. الوجود املتلك ئ لالأSسد يف اجلزيرة انùسحب نظام الأSسد على نحو واSسع من اجلزيرة العام 2012 لكنه احتفظ بùسلطته يف مركزين مدينيني GأSساSسيني اثنني يف املنطقة هما احلùسكة وGأجزاء من القامûشلي. ولأن احلكومة الùسورية تواUصل توفري الهياكل الرئيùسة للùسلطة التي Sسمحت لها يف الùسابق باأن تبùسط Sسيطرتها على كل اجلزيرة فقد GأUصبحت هذه الأخرية عمليا خاVضعة Gإىل ترتيبات Gأمنية مزدوجة Sسيطر مبوجبها حزب Gلحتاد الدميقراطي على معظم Gأرجاء اجلزيرة خارج املراكز املدينية. وفيما تنافùست الûشبكات الإدارية لكل من النظام وحزب Gلحتاد الدميقراطي Gإل Gأنهما اSستنùسخا اتخذ النظام الùسوري خيارا اSسرتاتيجيا هو Sسحب معظم قواته الأمنية من اجلزيرة والùسماح ملجموعات مرتبطة بالأكراد بالتمركز يف جيوب واSسعة يف املنطقة.

19 18 كيف ت عيق املشاغل األمنية اإلقليمية احلوكمة في شمال شرق سورية مهام بع ضهما البع ض على الأقل يف ما يتعل ق مبراقبة وعùسكرة الùسكان املحليني من خلل بùسط Gأنظمة Sسيطرة عليهم. على Sسبيل املثال يخ ضع الûشبان يف اجلزيرة Gإىل اخلدمة العùسكرية الإجبارية من كل الطرفني. لكن مبا Gأن Gأيا منهما ليعرتف بوثائق اخلدمة العùسكرية للطرف الآخر يكون يف وSسع الûشبان التجن د يف Uصفوف كل الطرفني. Gأد ى الوجود املتواUصل لنظام الأSسد Gإىل عرقلة قدرة Gإدارة حزب Gلحتاد الدميقراطي على حيازة الùسلطة والûشرعية الكاملة يف اجلزيرة. فقد Gأبقت دمûشق على الإدارة بوUصفها جمرد نظام Sسيطرة ومراقبة ليùستطيع التطور Gإىل Gأداة حوكمة قادرة على احللول مكان وظائف الدولة. وهكذا بقيت عملية Uصنع القرار يف نظام الأSسد يف منطقة اجلزيرة ممركزة للغاية يف قب ضة Gأجهزة الأمن التي لتزال تùسيطر على مفاUصل Sسلطة الدولة ما حد من قدرة حزب Gلحتاد الدميقراطي على ممارSسة احلكم. واحلال Gأن مùس ؤوويل Gأجهزة الأمن يف القامûشلي واحلùسكة لزالوا نûشطني ويواUصلون عمليات Gلعتقال وGإرSسال الùسجناء Gإىل دمûشق كي ي ثبتوا لروؤSسائهم Gأنهم يقومون بواجباتهم. GإVضافة 20 Gإىل ذلك ليزال مطار القامûشلي ونقطة العبور احلدودية املهمة بني القامûشلي وبني مدينة نüصيبني الرتكية حتت Sسلطة النظام. والأهم Gأنه على رغم Gأن Gإدارة حزب Gلحتاد الدميقراطي Sسن ت قانونها اخلاUص حول الأراVضي وعمليات البناء Gإل Gأن الدولة الùسورية لتزال تùسيطر على Tشهادات تùسجيل الأراVضي يف احلùسكة وبالتايل تùستطيع Gإعلن بطلن Gأي معاملت تتعلق بالأراVضي والتüصريح ب أان Gأي مûشروع بناء يجري يف Gإطار 21 قوانني Gإدارة حزب Gلحتاد الدميقراطي هو غري قانوين. كل هذا يعني بالنùسبة Gإىل حزب Gلحتاد الدميقراطي Gأن نظام الأSسد يعرقل قدرته على ممارSسة احلكم عرب اSستغلل Sسيطرته املتواUصلة على موارد الدولة احليوية. )دمûشق لتزال ال ضامن الوحيد لأي جمالت حوكمة قانونية وعملية مهمة تتعل ق بحياة املواطنني اليومية(. إاعادة بناء الإدارة الذاتية حلزب الحتاد الدميقراطي Sسعى حزب Gلحتاد الدميقراطي Gإىل GإVضفاء الûشرعية على Sسيطرته العùسكرية من خلل Gإقامة نظام Gإدارة ذاتية منفüصل مواز لنظام الدولة الùسورية امل طب ق يف املركزين املدينيني يف اجلزيرة- احلùسكة والقامûشلي-. ففي تûشرين الثاين/نوفمرب 2013 بدGأ حزب Gلحتاد الدميقراطي ووحدات حماية الûشعب الكردية باإعادة تنظيم املناطق التي Sسيطرا عليها على طول احلدود الùسورية- الرتكية فقùسماها Gإىل ثلثة كانتونات: الأول يتعل ق مبحافظة احلùسكة وGأطلقا عليه اSسم كانتون اجلزيرة. والثاين يف Tشمال مافظة حلب مبا يف ذلك كوباين واملناطق املحيطة بها. والثالث كانتون يف عفرين يف الزاوية الûشمالية الغربية من مافظة حلب. وقد وVضعت هذه التقùسيمات الفرعية املناطق الكردية غري املتواUصلة جغرافيا حتت Sسيطرة كيان SسياSسي موح د يهيمن عليه حزب Gلحتاد الدميقراطي والقوات املرتبطة به ماوف ر غطاء

20 19 خضر خض ور SسياSسيا للùسيطرة العùسكرية لهذه احلركة على منطقة اجلزيرة. ت قùسم هذه الكانتونات Gإىل Sسلùسلة من الوحدات البلدية التي لها حدود مددة تتقاطع تقريبا مع احلدود الإدارية للدولة الùسورية قبل العام ويف حني Gأن كل بلدية لديها جملùس مùسوؤول يف كل البلدات والقرى فاإن التجديد الأSساSسي الذي GأVضافه حزب Gلحتاد الدميقراطي هو نظام الكومونات )كومينات بالكردي( الذي Tشك ل جمالùس مùسوؤولة عن الأحياء وحتى عن جتمعات Uصغرية من املنازل. ثم Gأن املجالùس البلدية والكومونات التي تûشرف عليها مùسوؤولة عن توفري اخلدمات البلدية الأSساSسية كاملياه والكهرباء وجمع القمامة. 22 وي عني حزب Gلحتاد الدميقراطي مع هذه الهيئات Tشخüصيات ي عتد بها Gأو Gأع ضاء من Gأحزاب SسياSسية م رتبطة به. كانت الإدارة الذاتية حلزب Gلحتاد الدميقراطي فع الة يف دمج الأراVضي التي تùسيطر عليها يف كيان SسياSسي GأوSسع. بكلمات Gأخرى اSستهدف تاأSسيùس الكومونات التقنني والûشرعنة الùسياSسيني ملا حüصدته قوات حماية الûشعب الكردية بالقوة العùسكرية. وكما Gأن الأراVضي التي Sسيطر عليها حزب Gلحتاد كانت تتغري وتتوSس ع حدث الأمر نفùسه مع Gأجندته الùسياSسية على رغم Gأن Gأهدافه اخلاUصة بتعزيز وTشرعنة حكمه الذاتي كانت Gأبعد ما يكون عن التحقق. Gأحد الأدلة على ذلك كان متدد الùسيطرة العùسكرية لوحدات احلماية Gإىل مايتجاوز الكانتونات الكردية يف Gآذار/ مارSس لقد Gأعلن حزب Gلحتاد الدميقراطي Gأن هدفه هو Gإقامة هيكلية فدرالية تدمج هذه الكانتونات وGأطلق على هذه الهيكلية اSسم النظام Gلحتادي الدميقراطي لûشمال Sسورية. بيد Gأن احلقيقة Gأن النطاق اجلغرايف لهذا النظام Gلحتادي متدد مع توSس ع الùسيطرة العùسكرية لوحدات احلماية ما يوحي باأن حزب Gلحتاد الدميقراطي كان Gأكرث اهتماما بûشرعنة Sسيطرته العùسكرية املحلية وSسلطته من ممارSسة احلكم باSسم مواطني اجلزيرة. جهود حزب الحتاد الدميقراطي للحكم والùسيطرة لعبت Tشبكة الإدارة املحلية حلزب Gلحتاد الدميقراطي دورا مهما يف جهوده لإحكام قب ضته على املناطق GلSسرتاتيجية يف اجلزيرة. فهي Vضمنت مواUصلة اعتماد الùسكان على هذه الإدارة للحüصول على اخلدمات واحلماية فيما كانت هذه الûشبكة ت ضع قيد العمل نظاما ملراقبتهم. وقد حافظت وحدات حماية الûشعب الكردية على Sسيطرتها املكينة على املدن الواقعة Vضمن حدود اجلزيرة مع تركيا حيث Tشك ل حزب Gلحتاد Tشبكة مكثفة من البلديات والكومونات. يف القامûشلي مثل التي تقع على حدود Sسورية مع تركيا Gأقام حزب Gلحتاد ثلث بلديات. علوة على ذلك رفرفت Gأعلم قوات حماية الûشعب وع ل قت Uصور Gأوجلن وقتلى وحدات احلماية يف 23 املعارك على كل الدو ارات يف الطريق من القامûشلي Gإىل احلدود العراقية. عموما تعني على حزب Gلحتاد الدميقراطي ووحدات حماية الûشعب الكردية منذ اSستيلئهما

21 20 كيف ت عيق املشاغل األمنية اإلقليمية احلوكمة في شمال شرق سورية على املناطق الرئيùسة يف اجلزيرة العام 2012 Gأن يعاجلا حتديا واجهته الùسلطات املركزية الùسورية يف املاVضي: Gأي كيفية تدب ر Gأمر املجتمعات املحلية املنتظمة حتت مظلة Gأحزاب SسياSسية تùستند Gإىل Gلنتماء الإثني والتي حافظت على روابط مع قوى خارجية. وقد عز ز النزاع الùسوري هذه العلقات بني Gأحزاب كردية عدا حزب Gلحتاد الدميقراطي واحلزب الدميقراطي الكردSستاين العراقي مثل احلزب الدميقراطي الكردي الùسوري. هذه الأحزاب كانت قد رف ضت التعاون يف Gإدارة اجلزيرة طاملا Gأن وحدات حماية الûشعب الكردية تواUصل فرVض Sسيطرتها العùسكرية. GإVضافة Gإىل ذلك ومع وجود اSستثناءات نادرة مل يكن حزب Gلحتاد الدميقراطي قادرا على اجتذاب قادة قبليني عرب نافذين Gأو Gأع ضاء يف الطائفتني الأTشورية والùسريانية Gإىل جانبه. 24 واحلال Gأن غالبية الأحزاب والنخب يف اجلزيرة لتثق مبهمة حزب Gلحتاد الوطني مايعني Gأنه غري حائز على دعم Gإجماعي من Gأكراد اجلزيرة. ثم Gأن حزب Gلحتاد الدميقراطي وعلى عكùس نظام الأSسد فûشل Gإىل حد كبري يف Gإقامة موؤSسùسات فع الة للحكومة املحلية وجلاأ بدل من ذلك Gإىل ممارSسة الùسلطة اSستنادا Gإىل منطلق Gأمني )البلديات والكومونات عملت GأSساSسا كملحق حلزب Gلحتاد الدميقراطي(. وقد عق د الإرث اخلاUص بùسياSسات نظام الأSسد هيكلية Uصنع القرار لدى حزب Gلحتاد/وحدات احلماية الذي ترك ز بني يدي كوادر در بها حزب العمال الكردSستاين الأمر الذي Gأوجد Sسياقا مك ن هذه الكوادر من حرمان املوؤSسùسات الإدارية التي خلقها حزب Gلحتاد نفùسه من Gأي Sسلطة. وبالتايل مل تفعل هذه املوؤSسùسات Tشيئا Sسوى احتواء الأحزاب الùسياSسية الكردية وغري الكردية التي قد تتحدى الهمينة العùسكرية لوحدات حماية الûشعب. وبانتهاجهما مثل هذه املقاربة Gأعاد احلزب والوحدات Gإنتاج Gأمناط احلكم التي طب قها النظام الùسوري. حتتل كوادر حزب Gلحتاد الدميقراطي ووحدات احلماية التي در بها حزب العمال الكردSستاين هيكلية Uصنع القرار بûشكل مواز للمùس ؤوولني امل وجلني Tشكليا باإدارة Tسوؤون املنطقة وتنحو هذه العناUصر العùسكرية Gإىل التمتع بùسلطات Gأكرب 25 وتتدخ ل يف كل من الûسوؤون الإدارية والùسياSسية. وهي Gإىل جانب احتكارها Tشبه احلüصري للûساأن الأمني تدير املوارد الطبيعية واملالية وتتدخل يف الق ضايا الق ضائية وتفرVض تعيينات يف الإدارة املحلية. وتتلح ف عملية Uصنع القرار هذه بغطاء من الùسر ية وتكون مüصورة بعدد Uصغري من املùسوؤولني وت نف ذ من خلل قادة يعملون Gإىل 26 جانب املوؤSسùسات الإدارية. على رغم Gأن املوؤSسùسات الإدارية التي Gأقامها حزب Gلحتاد الدميقراطي كانت بل حول ول قوة Gإل Gأنها خدمت كجùسر رئيùس بني متûشددي احلزب وبني Sسكان اجلزيرة. وهذا Gأمر مهم لأن الروابط كانت مفقودة تقريبا حني انتûشرت قوات وحدات حماية الûشعب الكردية للمرة الأوىل هناك يف العام كما Sسمحت هذه املوؤSسùسات Gأي ضا حلزب Gلحتاد بتûشكيل جهاز Gإداري GأSساSسي لإVضفاء الûشرعية على مكاSسبه من الأراVضي وتقدمي اخلدمات الأSساSسية وGإيجاد Gآلية

22 خضر خض ور 21 خاUصة به لتقييد النûشاطات الùسياSسية. تعه د جيل جديد من القادة Sسعى حزب Gلحتاد الدميقراطي من خلل منح Tشخüصيات ملية يف الهيئات الإدارية للكانتونات والبلدايات والكومونات Gأدوارا قيادية رSسمية Gإىل اSستلحاق وترقية طبقة جديدة من النخب املحلية. وهو Gأقدم على ذلك بهدف خلق بديل عن املùس ؤوولني الذين عي نهم نظام الأSسد. ويف حني كان Gأولئك الذين تùسنموا مواقع قيادية من املهنيني الذين يقيمون علئق ف ضفاVضة مع حزب Gلحتاد Gإل Gأن Gأولئك الذين نùسجوا اتüصالت يومية بالùسكان )وبالتايل Tشك لوا مüصدرا مهما للمخابرات( كانوا Gأع ضاء يف احلزب Gأو مبنظمات مرتبطة به. مثل معظم ر ؤوSساء الكومونات ارتبطوا بحزب Gلحتاد ومث لوا همزة وUصل بني احلزب والùسكان. وينحو احلزب من خلل هذه التعيينات Gإىل متكني Tشخüصيات طرفية Gأكرث تتحدر عامة من الطبقة الوSسطى الدنيا وSسبق Gأن همû شها النظام الùسوري خلل التعيينات الùسابقة. ولأن Gإدارة حزب Gلحتاد تقد م لهوؤلء الأفراد املداخل Gإىل احلراك Gلجتماعي فهي ت ضمن ولءهم واSستقلليتهم عن Tشبكات الùسلطة التابعة للنظام. ياأتي هوؤلء الأفراد من جماعات متنو عة يف اجلزيرة. فبينهم Gأكراد من عائلت ثانوية باملقارنة مع الأSسر الكبرية 27 املالكة للأراVضي التي كانت تقود تقليديا الأحزاب الكردية. كما ي ضمون كذلك قادة عربا قبليني لهم حتالفات قدمية مع الأكراد مثل حميدي الدهام من Tشم ر الرئيùس املûشارك لكانتون اجلزيرة Gأو Gأع ضاء القبائل العربية يف اجلزيرة املنافùسني لûشيوخ القبائل الذين يتعامل معهم النظام الùسوري عادة. علوة على ذلك يûشك ل Gأع ضاء الطائفتني الأTشورية والùسريانية يف املناطق املدينية املهمة يف اجلزيرة كاحلùسكة والقامûشلي حجر الزاوية لإدارة الدولة الùسورية يف املحافظة ويحتلون مناUصب عليا كمحافظني ومديرين عامني يف املùستûشفيات واملدارSس. ورد ا على ذلك رق ى حزب Gلحتاد Gإىل مناUصب Gأعلى الأTشوريني والùسريان الذي يتحدرون من بلدات GأUصغر حول القامûشلي واحلùسكة على غرار القحطانية Gأو الرميلن اللتني كان Sسكانهما يù ستبعدون من مواقع الùسلطة. Uصحيح Gأن املوؤSسùسات الإدارية حلزب Gلحتاد Vضم ت يف Sسلكها Gأع ضاء من خمتلف املجتمعات املحلية يف املنطقة Gإل Gأن الüصحيح Gأي ضا Gأن هوؤلء اختارهم احلزب وقبلوا احتكار وحدات حماية الûشعب للûساأنني العùسكري والأمني. مثل هذا Gلحتكار وVضع كل املنظمات الùسياSسية املûشاركة يف الإدارة يف موقع التبعية. ولهذا الùسبب بالتحديد وجد احلزب الدميقراطي الكردSستاين املرتبط ب أاكراد العراق نفùسه عاجزا عن GلTشرتاك يف Gإدارة الûسوؤون الأمنية يف اجلزيرة وبالتايل رف ض Gلن ضمام Gإىل الإدارة التي يدعمها حزب Gلحتاد. ليزال يف وSسع احلزب الدميقراطي لأن اإدارة حزب الحتاد تقد م ل أالفراد من الطبقة الوSسطى الدنيا املداخل إاىل احلراك الجتماعي فهي ت ضمن ولءهم واSستقالليتهم عن Tشبكات الùسلطة التابعة للنظام.

23 22 كيف ت عيق املشاغل األمنية اإلقليمية احلوكمة في شمال شرق سورية ما كان اأهم من الإيديولوجيا هو قدرة حزب الحتاد الدميقراطي على توفري اخلدمات واحلماية للùسكان الذين باتوا يحتاجون إاليها بûشدة منذ اأن Sسحب نظام الأSسد معظم قواته من املنطقة. الكردSستاين الùسوري وباقي الأحزاب الùسياSسية الكردية العمل من داخل مكاتبهم وممارSسة نûشاطات SسياSسية مدودة لكن Gإذا ما Gأرادت هذه الأحزاب تنظيم املظاهرات Sسيتعني عليها Gأول احلüصول على Gإذن من Tشرطة الأمن الداخلي يف الإدارة الأSسايûش. 28 واملحüصلة: فيما Tشك ل حزب Gلحتاد ووحدات احلماية Gإطارا Gإداريا يûشمل ظاهريا خمتلف املجتمعات املحلية يف Gإدارة اجلزيرة Gإل Gأنهما فعل ذلك وهما يùسعيان Gإىل احلفاظ على Sسيطرتهما املكينة على اجلهاز الأمني يف املنطقة. اSستغالل تüصورات التهديد اخلارجي بقيت ديناميكيات القوة يف اجلزيرة لüصيقة بالوVضع الإقليمي املجاور وبالتüصورات حول التهديدات اخلارجية التي جنح حزب Gلحتاد الدميقراطي يف اSستغللها. وفيما متي ز هذا احلزب مبركزية Uصنع القرار وب أاولوية الأمن لديه Gإل Gأنه جنح يف املناطق التي تقل فيها خماطر التهديدات اخلارجية كعفرين يف Gإقامة Tشراكات مع قيادات ملية. فقد Tشارك العديد من املùس ؤوولني املنتمني Gإىل الطبقة الوSسطى يف املوؤSسùسات الإدارية للحزب وهو Gأمر Vضروري للحوكمة الرTشيدة يف املنطقة. 29 مع ذلك يûشي هذا باأن اجلزيرة لها طبيعة ممي زة Gإذ هي بقعة GأSسفر فيها تقاطع املüصالح بني خمتلف اللعبني الإقليميني عن Vضعف التعاون بني مùسوؤويل حزب Gلحتاد وبني القادة املحليني وعن Vضعف الأداء الإداري ما Tشج ع Gلندفاع Gإىل بناء جهاز 30 Gأمني قوي. بيد Gأن توفري الأمن واخلدمات ليùس الأداة الوحيدة يف يد حزب Gلحتاد للحفاظ على الùسيطرة على رغم Gأنه بدا Gأن هذه هي الوSسيلة الأجنع. فمنذ Gأن انتûشر احلزب يف اجلزيرة وحتى قبل الإعلن عن Gإنûشاء Gإدارته املحلية يف املنطقة خلق Gأي ضا عددا من املنظمات Gلجتماعية التي Gأ ريد منها توجيه املجتمع وبث Gإيديولوجية احلزب تيم نا مبا فعله حزب العمال الكردSستاين بزعامة عبد اهلل Gأوجلن. 31 لكن يت ضح الآن Gأن الإيديولوجيا هي جمرد عامل Uصغري يربط Sسكان اجلزيرة بحزب Gلحتاد )لأن Gأفكار Gأوجلن مل تكن Tشعبية قط يف احلùسكة والقامûشلي(. ولعل Gأفüصح موؤTشر على هذه الديناميكية هو Gأن حزب Gلحتاد عم د الكومونات باSسم Tشهدائه وهذا Tشمل كومونة يف القامûشلي Gأ طلق عليها اSسم الûشهيد Sسرهاد الذي ليعرف حتى Sسكان 32 الكومونة Gأنفùسهم هويته. بالتايل ما كان Gأهم من الإيديولوجيا هو قدرة حزب Gلحتاد الدميقراطي على توفري اخلدمات واحلماية للùسكان الذين يقيمون يف املناطق التي يùسيطر عليها والذين باتوا يحتاجون Gإليها بûشدة منذ Gأن Sسحب النظام الùسوري معظم قواته من املنطقة. وهذا ما توVضحه وVضعية الكومونات التي GأS س ùس ت يف

24 خضر خض ور 23 البداية لتكون الوحدات الأSساSسية الرئيùس للحكم الذاتي الذي يùستهدف نûشر Gإيديولوجيا حزب العمال الأوجلين لكنها تطو رت بدل من ذلك لتعمل على توفري الأمن واخلدمات الأSساSسية للمواطنني ما Gأثبت Gأنها وSسيلة Gأجنع لبناء Uصرح Sسيطرة حزب Gلحتاد. ثم Gأنها مارSست املهام نفùسها التي تقوم بها املجالùس البلدية وGأUصبحت عمليا هيئة مهمة ميكن للحزب من خللها مراقبة املجتمع. يف القامûشلي على Sسبيل املثال هناك Gأكرث من 150 كومونة ت ضم كل منها عائلة. 33 وقد حتüص ل احلزب على معلومات واSسعة حول الùسكان من خلل توفري خدمات لهم كاملاء والكهرباء وكذلك جمع القمامة علوة على تعيني قادة الكومونات من Uصفوف مناطقهم اخلاUصة. وهكذا وبدل من Gأن تكون الكومونات كما Gأ ريد لها GأSساSسا وSسيلة لتعبئة الناSس وراء Gأفكار Gأوجلن GأUصبحت يف الواقع Gأداة ل ضبط الùسكان وملمارSسة Gأدوار عملية 34 Gأكرث يف ممارSسة احلكم. Sسمح خطر تنظيم الدولة الإSسلمية حلزب Gلحتاد الدميقراطي باإجبار الùسكان املحليني خاUصة يف Tشرق اجلزيرة قرب الرميلن على قبول Tشكل من GأTشكال احلكم العùسكري يف مقابل توفري احلماية لهم. وقبل نهاية 2014 GأUصدرت الإدارة املحلية قانون اخلدمة العùسكرية الإجبارية الذي يوجب على كل Sسوري فوق Sسن ال 18 عاما اخل ضوع Gإىل دورة تدريب عùسكرية مدتها Sستة GأTشهر. 35 وقد طب قت وحدات احلماية هذا القانون عرب Gلعتماد على منظمات احلزب Gأو قادة الكومونات يف Gإعداد قوائم التجنيد. مثل اSستخدم Gأع ضاء وحدات احلماية يف جامعة 36 الفرات- فرع احلùسكة منظمة طلب موؤي دة لأوجلن لتجنيد الطلبة للتدريب العùسكري. ويüصب الüصراع مع الدولة الإSسلمية يف Uصالح حزب Gلحتاد الدميقراطي ووحدات حماية الûشعب الكردية عرب طرق Gأخرى Gأي ضا: Gإذ من خلل التهديدات التي يخلقها هذا الüصراع يجري حتييد املعارVضة الùسياSسية يف الوقت نفùسه الذي توؤدي فيه الظروف Gلقتüصادية الüصعبة الناجمة عنه )الüصراع( Gإىل جعل الùسكان معتمدين على حزب Gلحتاد للحüصول على اخلدمات واملداخل Gإىل الفرUص Gلقتüصادية. Sساهمت الظروف Gلقتüصادية يف بع ض الأحيان يف تùسهيل التعاون مع الدولة الùسورية على غرار قيام وفد من وزارة الüصحة الùسورية بالجتماع مع مùسوؤويل حزب Gلحتاد الدميقراطي للبحث يف نقل مواد طبية Gإىل اجلزيرة. 37 وقد احتاج مهنيو الطبقة الوSسطى وموظفو الدولة الùسورية الذين كانوا ميتنعون يف البداية عن العمل مع Gإدارة حزب Gلحتاد Gإىل مثل هذا التعاون لتوفري لقمة العيûش يف خ ضم ت ضخم متنام فيما هم يحافظون على وظائفهم يف الدولة. وهذا يùسل ط الأVضواء على كيفية توظيف حزب Gلحتاد للختناقات التي يعاين منها الùسكان املحليون لتعزيز Sسلطته. يف البداية كان التحدي Gأمام احلزب هو Gإدماج الûشبان الùسوريني يف جهازه الùسياSسي واحلد من املعارVضة لكن مع تغري الأحوال الأمنية مل يعد Gأمام هوؤلء الûشبان من Sسبيل Sسوى خيار بني Gأمرين: Gإما قبول اخلدمة العùسكرية Gأو ترك اجلزيرة ليüصبحوا لجئني يف تركيا

25 24 كيف ت عيق املشاغل األمنية اإلقليمية احلوكمة في شمال شرق سورية Gأو Gأوروبا. وقد اختار الكثريون يف الواقع خيار املغادرة. املüصالح الأمنية الإقليمية يف جوار اجلزيرة خلق تاأثري نظام حكم حزب Gلحتاد الدميقراطي يف اجلزيرة مفارقة. ففي حني Gأقدمت اجلهات الفاعلة الرئيùسة التي لديها مüصالح يف املنطقة- Gأي Gأكراد العراق والنظام الùسوري وتركيا والوليات املتحدة- على معارVضة بروز كيان مùستقل حلزب Gلحتاد Gأو عرقلة حدوث ذلك فقد عز زت مùساعيها لتحقيق Gأولوياتها GلSسرتاتيجية اخلاUصة بûشكل غري مباTشر الإدارة الذاتية للحزب كنظام Sسيطرة عرب نواح خمتلفة. منذ العام 2015 Gأقدمت حكومة Gإقليم كردSستان التي يùسيطر عليها احلزب الدميقراطي الكردSستاين يف العراق على Gإغلق احلدود بني العراق واجلزيرة بûشكل متقطع. وذلك لأن املحاولت املتكررة التي بذلها احلزب الدميقراطي الكردSستاين الهادفة Gإىل Gإقناع حزب Gلحتاد الدميقراطي بتقاSسم Sسلطة Uصنع القرار يف اجلزيرة مع الأحزاب التي يدعمها احلزب الدميقراطي الكردSستاين باءت بالفûشل. من جهته Gأعاد اتفاق دهوك الذي Gأ برم يف تûشرين الأول/ Gأكتوبر 2014 بني حزب Gلحتاد الدميقراطي والأحزاب الكردية العراقية املقر بة من حكومة Gإقليم كردSستان موؤقتا Gإحياء احتمال التوUصل Gإىل Uصيغة لتقاSسم الùسلطة لكن يف نهاية املطاف مل ي كتب لهذا Gلتفاق الüصمود Gإذ Gأن حزب Gلحتاد الدميقراطي رف ض الùسماح بنûشر 38 Gأي قوات عùسكرية غري وحدات حماية الûشعب الكردية يف اجلزيرة. مع ذلك من Tساأن Gإغلق احلدود Gأن ي فرز نتائج عكùسي ة على مüصالح احلزب الدميقراطي الكردSستاين والأحزاب الكردية الùسورية التابعة له. فعلى الرغم من Gأن ذلك حد من قدرة Gإدارة حزب Gلحتاد الدميقراطي على حتقيق اكتفاء ذاتي من الناحية Gلقتüصادية Gإل Gأنه Gأبقى Gأي ضا رزق Sسكان اجلزيرة حتت رحمة حزب Gلحتاد الدميقراطي. وعنى هذا الأمر على نطاق GأوSسع Gأن املنافذ Gلقتüصادية الوحيدة للجزيرة كانت املناطق التي يùسيطر عليها النظام ما يزيد من Vضعف املنطقة ويعز ز رغبة الكثري من Sسكان اجلزيرة يف عدم قطع GأوUصال علقاتهم مع دمûشق. ويف هذه الأثناء تùسب ب التدخل الرتكي يف Sسورية الذي ي عرف باSسم عملية درع الفرات ويهدف Gإىل احتواء حزب Gلحتاد الدميقراطي بدفع وحدات حماية الûشعب Gإىل تكثيف Sسيطرتها على اجلزيرة وحتويلها Gإىل معقل عùسكري Vضد تركيا. وقد حف زت الإجراءات التي اتخذتها Gأنقرة كوادر حزب Gلحتاد الدميقراطي املدربني على يد حزب العمال الكردSستاين Gإىل تûشديد Gإجراءاتهم الأمنية ومواUصلة عùسكرة املنطقة للوقوف يف وجه Gأي هجوم متمل من قبل اجليûش الرتكي Gأو القوات التابعة له.

26 خضر خض ور 25 من ناحية Gأخرى ترى الوليات املتحدة يف وحدات حماية الûشعب الكردية احلليف املناSسب Vضد تنظيم الدولة الإSسلمية لكنها ل تريد Gأن يüصبح حزب Gلحتاد الدميقراطي كيانا SسياSسيا قائما باإمكانه زعزعة العلقات مع تركيا. كما Tشجعت واTشنطن ولو لأSسباب خمتلفة متاما عن Gأنقرة عن غري قüصد عùسكرة اجلزيرة. ففي احلملة التي تقودها الوليات املتحدة ملحاربة تنظيم الدولة الإSسلمية لعبت وحدات حماية الûشعب دورا رئيùسا كما Sساهمت املùساعدات العùسكرية الأمريكية يف تعزيز عملية Uصنع القرار يف يد حزب Gلحتاد الدميقراطي املùسندة Gإىل القادة العùسكريني يف وحدات حماية الûشعب التي در بها حزب العمال الكردSستاين. وهكذا حتو لت اجلزيرة فعليا Gإىل خزان للمجندين العùسكريني لدعم احلملة Vضد الدولة الإSسلمية. 39 يûشار هنا Gإىل Gأن وجود مطار عùسكري Gأمريكي يف الرميلن يعني الآن Gأن املنطقة باتت قاعدة عùسكرية Gإقليمية مûشابهة لتلك التي تعتمد عليها الوليات املتحدة يف اخلليج. ومع تواUصل احلملة Vضد الدولة الإSسلمية يبقى هذا التوتر معل قا من دون Gأي حل. علوة على ذلك ليزال حزب Gلحتاد الدميقراطي م ضطرا Gإىل Gلعتماد على نظام الأSسد يف نواح مهمة. فقد Sسيطر احلزب على بنية حتتية حيوية لكنه ظل يعتمد على نظام الأSسد للحüصول على اخلربة التقنية للإفادة منها. ويف حني هيمن حزب Gلحتاد الدمیقراطي الكردي/وحدات حمایة الûشعب على Gأجزاء TشاSسعة من اجلزیرة اSستغل نظام الأSسد عناUصر وحدات حمایة الûشعب ل ضمان عدم Sسقوط البنى التحتیة GلSسرتاتیجیة يف Gأیدي قوى املعارVضة الأخرى حتی وGإن كان يùسعی Gإیل Vضمان Gأل تكون Gإدارة حزب Gلحتاد الدمیقراطي قادرة على التحر ر بûشكل تام من التبعية له. على Uصعيد Gآخر تûشك ل Gإمدادات الطاقة يف اجلزيرة خري مثال على كيفية Sسري هذه الديناميكية. منذ العام 2014 تùسيطر قوات وحدات حماية الûشعب على حقول النفط يف الرميلن. لكن Gإدارة حزب Gلحتاد الدميقراطي ل حتكم قب ضتها على مüصفاة نفط- Gأقربها يقع يف حمüص- Gأو على خط Gأنابيب لتüصدير النفط. 40 ونتيجة لذلك جلاأت Gإدارة احلزب Gإىل تهريب النفط عرب املناطق اخلاVضعة Gإىل Sسيطرة النظام. GإVضافة Gإىل ذلك يعكùس Gإنتاج الكهرباء واقعا مماثل. فعلى الرغم من Gأن مطة كهرباء الرميلن خاVضعة Gإىل Sسيطرة وحدات حماية الûشعب Gإل Gأن كبار مهندSسيها وفنييها هم جميعهم موظفون لدى الدولة الùسورية من خارج مافظة احلùسكة. وهوؤلء املوظفون الذين لزالوا يتقاVضون رواتبهم من نظام الأSسد هم الوحيدون الذين ميلكون املهارات املطلوبة لتûشغيل وUصيانة املحطة. اجلدير ذكره هنا هو Gأن هذه الأخرية تزو د مقرات الأجهزة الأمنية يف احلùسكة والقامûشلي بالطاقة الكهربائية لكنها لتوؤمنها لùسكان املدن الذين يعتمدون Gإىل حد كبري على املولدات اخلاUصة. 41 كما اSستولت وحدات حماية الûشعب على مطة يعني وجود مطار عùسكري اأمريكي يف الرميالن الآن اأن املنطقة باتت قاعدة عùسكرية اإقليمية مûشابهة لتلك التي تعتمد عليها الƒليات املتحدة يف اخلليج.

27 26 كيف ت عيق املشاغل األمنية اإلقليمية احلوكمة في شمال شرق سورية تراوحت مواقف اجلهات الفاعلة الرئيùسة يف منطقة اجلزيرة - اأي اأكراد العراق والنظام الùسوري وتركيا والƒليات املتحدة - بني معارVضة نûشوء كيان مùستقل اأو إاثباط هذه اخلطوة. مربوكة لتوليد الكهرباء يف العام 2016 ما قد يùسمح لها بتزويد Sسكان احلùسكة بالكهرباء بûشكل ثابت. مع ذلك تتطلب هذه املحطة Gأي ضا وجود موظفني مهرة من Gأجل تûشغيلها على نحو Uصحيح. على الرغم من تواجده املحدود يف اجلزيرة حرUص النظام على Gإبقاء Tشعاراته الùسياSسية مبثوثة يف الأماكن العامة كموؤTش ر على ح ضوره املتواUصل يف املنطقة Gإىل جانب حزب Gلحتاد الدميقراطي الكردي ووحدات حماية الûشعب. كذلك ليزال متثال حافظ الأSسد منتüصبا عند املùستديرة الواقعة يف وSسط مدينة القامûشلي اخلاVضع Gإىل Sسيطرة Gأمنية مûشرتكة من القوات النظامية والقوات الكردية فيما تنتûشر الûشعارات الùسياSسية املوؤي دة حلزب Gلحتاد الدميقراطي ووحدات حماية الûشعب يف Sسائر الأحياء اخلاVضعة كلي ا Gإىل الùسيطرة العùسكرية الكردية. لكن عند Gإحدى مùستديرات احلùسكة ر فعت على جانبي الطريق Gأعلم حزب البعث املوؤيدة للأSسد 42 من جهة وGأعلم حزب Gلحتاد الدميقراطي الكردي من اجلهة الأخرى. يف ظل هكذا ظروف تراوحت مواقف اجلهات الفاعلة الرئيùسة يف منطقة اجلزيرة - Gأي Gأكراد العراق والنظام الùسوري وتركيا والوليات املتحدة - بني معارVضة نûشوء كيان مùستقل Gأو Gإثباط هذه اخلطوة. لكن مùساعيها الرامية Gإىل حتقيق Gأولوياتها GلSسرتاتيجية اخلاUصة Gأف ضت بûشكل غري مباTشر Gإىل مùساعدة وحدات حماية الûشعب الكردية على تعزيز منظومة Sسيطرتها العùسكرية. لكن حزب Gلحتاد الدميقراطي الكردي عجز حتى الآن عن بناء موؤSسùسات حكم ذاتي فع الة تتيح للمجتمعات املحلية داخل اجلزيرة املûشاركة فيها. وحالت دون ذلك مروحة من الديناميكيات الإقليمية ناهيك عن Gأن Sسلوك حزب Gلحتاد الدميقراطي كان مدفوعا ب ضرورة Vضبط الأوVضاع وتنظيمها يف منطقة تتù سم بالتنوع الطائفي والإثني. كذلك مل يبلور حزب Gلحتاد الدميقراطي نظاما للحوكمة الفع الة بل Gآثر الرتكيز على احلفاظ على الùسلطة. لذا من غري املùستغرب Gأنه فûشل يف بناء Gإدارة ترك ز على احلوكمة بدل من الùسيطرة وGلحتواء نظرا Gإىل الظروف بالغة التعقيد التي تùسود اجلزيرة والأخطار امل حدقة التي تهد د النظام الùسوري وSسائر البلدان املجاورة. ماذا يخب ئ املùستقبل ملنطقة اجلزيرة مل تعان اجلزيرة القدر نفùسه من العنف والقمع اللذين ذاقت مرارتهما مناطق Gأخرى يف Tشمال Sسورية. لكن نظرا Gإىل مدى تداخل مüصالح اللعبني الإقليميني والدوليني يف هذه البقعة الواقعة Tشمال Tشرقي البلد لن ت طوى Uصفحة Gأوجه التعقيد التي متي ز منطقة اجلزيرة مهما

28 خضر خض ور 27 كان الإطار الùسياSسي الذي Sسيتم التوUص ل Gإليه عند انتهاء الüصراع. ولن ي كتب النجاح لأي عملية Sسلم Sسورية ما مل جتد حل وSسطا كفيل بتهدئة املخاوف التي تùساور خمتلف القوى التي لديها مüصالح حيوية يف اجلزيرة بدءا من نظام الأSسد وحزب العمال الكردSستاين واحلزب الدميقراطي الكردSستاين مرورا برتكيا ووUصول Gإىل الوليات املتحدة. نتيجة للأولوية التي يوليها حزب Gلحتاد الدميقراطي الكردي للأمن عانت منطقة اجلزيرة بûشكل متواUصل من قüصور على مùستوى التنمية ومن التهميûش ومن Gلعتماد على اخلارج. وما يùسل ط ال ضوء Gأكرث على Vساآلة اخليارات امل تاحة Gأمام Sسكان هذه املنطقة هو احتمال Gأن تن ضوي اجلزيرة جمد دا حتت لواء Sسلطة دمûشق يف حال فûشل مûشروع حزب Gلحتاد الدميقراطي الكردي يف GإرSساء ركائز احلوكمة عوVضا عن الùسيطرة. من الüصعب Gأن نتخي ل Sسيناريوا تتمك ن فيه اجلزيرة من النهوVض بهذه التحديات من دون Gأن نتمع ن يف الأولويات املتنافùسة التي تتنازع كل اجلهات الفاعلة ذات املüصلحة يف املحüص لة النهائية التي Sستتمخ ض عنها الأحداث يف اجلزيرة. Gإن حتقيق اللمكزية يف Sسورية Gأي نقل الùسلطة الùسياSسية من دمûشق Gإىل عواUصم املحافظات لن يتüصد ى جلوهر املûشكلة الأSساSسية التي تعاين منها اجلزيرة والتي تتمث ل يف املخاوف الأمنية املتنافùسة واملت ضاربة غالبا التي تعرتي اجلهات الفاعلة الرئيùسة فيها. وقد حدا هذا الأمر بالقوى التي متùسك زمام الùسلطة الùسياSسية يف اجلزيرة Gإىل انتهاج مقاربة ترك ز على الأمن ما عرقل املûشاريع التنموية يف املدينة. لذلك ينبغي Gأن ت ضع إان حتقيق الالمكزية يف Sسورية أاي نقل الùسلطة الùسياSسية من دمûشق اإىل عواUصم املحافظات لن يتüصد ى جلوهر املûشكلة الأSساSسية التي تعاين منها اجلزيرة. Gأي عملية Sسلم يف Sسورية نü صب Gأعينها طرح حلول م تملة للجزيرة تتخط ى مùساألة اللمركزية وGأن تûشج ع خمتلف اجلهات املعنية على القبول بخف ض Sسقف الأهداف التي تüصبو Gإىل حتقيقها. يف غ ضون ذلك Sستظل التطورات يف اجلزيرة مرتبطة بالتحديات الأمنية التي تتخب ط فيها هذه املنطقة ومناطق Gأخرى يف Sسورية منذ Sسنوات عد ة ومن Vضمنها الüصراع املتواUصل بني احلكومة الرتكية وبني انفüصاليي حزب العمال الكردSستاين ومùسار تطو ر العلقة بني دمûشق وGأنقرة. وSسيكون من املهم كذلك ترق ب ماآل العلقة بني حزب العمال الكردSستاين واحلزب الدميقراطي الكردSستاين بقيادة مùسعود برزاين التي قد حتد د Gإمكانية فتح احلدود الûشرقية ملنطقة اجلزيرة Gأم ل. وللتوUص ل Gإىل حل دائم ل بد من مراعاة مطلب تركيا واحلزب الدميقراطي الكردSستاين بعدم Gإبقاء اجلزيرة حتت Sسطوة منظمة مرتبطة بحزب العمال الكردSستاين وتقدمي Vضمانات لكل من حزب Gلحتاد الدميقراطي الكردي باأنه Sسيبقى يف اجلزيرة حتى بعد Gإحلاق الهزمية بالدولة الإSسلمية وللدولة الùسورية باأن اجلزيرة Sستظل من ضوية حتت لواء

29 28 كيف ت عيق املشاغل األمنية اإلقليمية احلوكمة في شمال شرق سورية موؤSسùسات الدولة. باختüصار يجب Gأن ينبع Gأي حل SسياSسي يف Sسورية من الإقرار باأن املخاوف الأمنية والأهداف GلSسرتاتيجية اخلاUصة بكل هذه القوى الفاعلة تتداخل وتتقاطع يف اجلزيرة بطرق يف غاية التعقيد.

30 خضر خض ور 29 3 هوامûش 1 ميكن وUصف املجتمعات املحلية العربية وGالأTشورية والكردية والùسريانية يف Sسورية على Gأنها جمموعات Gإثنية ال جمموعات طائفية ذلك Gأن االختالفات يف ما بينها ليùست دينية بالدرجة G أالوىل. فالغالبية الùساحقة من Gالأكراد وكل القبائل العربية املنتûشرة يف اجلزيرة هم من املùسلمني الùسن ة لكن هاتني املجموعتني ال تتûشاطران اللغة نفùسها وال العادات االجتماعية نفùسها ولدى كل منهما اعتقاد راSسخ ب أانهما تتحد ران من GأUصول خمتلفة. ي ضاف Gإىل ذلك Gأن الùسريان وGالأTشوريني هم مùسيحيون ما ي ضفي عنüصر االختالف الديني Gإىل املعادلة مقارنة مع Gالأكراد والعرب الùسن ة Gإىل جانب االعتقاد الراSسخ يف Uصفوف الùسريان وGالأTشوريني باأنهم يتحد رون من GأUصول خمتلفة عن جريانهم الكرد والعرب. 2 انظر: Andre Gibert and Maurice Fevret, «La Djezireh Syrienne et Son Reveil Economique,» Revue de Geographie de Lyon 28, no. 1 (1953): Jordi Tejel Gorags, «Un Territoire en Marge en Haute Djezireh Syrienne ( ),» Etudes Rurales (July-December 2010): انظر حممد جمال باروت»التكو ن التاريخي احلديث للجزيرة الùسورية«)بريوت: املركز العربي ل أالبحاث ودراSسة الùسياSسات تûشرين الثاين/نوفمرب 2013( مقابلة Gأجراها املوؤل ف مع Tشيخ قبلي من اجلزيرة غازي عنتاب تركيا حزيران/يونيو اجلزيرة»اتفاق GأVضنة الرتكي الùسوري.. بروتوكول Gأمني حم ال Gأوجه«اجلزيرة Gآب/ Gأغùسطùس اتفاق- GأVضنة-الرتكي-الùسوري-/ بروتوكول- Gأمني-حمال- Gأوجه 7 انظر»املرSسوم التûشريعي 49 لعام 2008 تعديل القانون 41 لعام 2004«: aw,% »بروفيل SسياSسي- Gأمني للواء حممد منüصورة )تقرير خاUص مبناSسبة تعيينه رئيùسا لûشعبة G أالمن الùسياSسي يف Sسورية(«احلوار املتمدن 9 انظر هذه القائمة املفيدة باأSسماء Gالأحزاب الكردية: Ghadi Sary, «Kurdish Self-Governance in Syria: Survival and Ambition,» Chatham House, September 15, 2016, 7, files/chathamhouse/publications/research/ kurdish-self-governancesyria-sary_0.pdf. 10 مقابلة Gأجراها املوؤل ف مع مواطن من القامûشلي )عرب Sسكايب( Gأيلول/ Sسبتمرب Julie Gauthier, «Les événements de Qamichlo: irruption de la question kurde en Syrie?» Études Kurdes, no. 7 (May 2005): مقابلة Gأجراها املوؤل ف مع Gأحد وجهاء القامûشلي )عرب الهاتف( كانون الثاين/يناير مقابلة Gأجراها املوؤل ف مع مواطن من القامûشلي )عرب Sسكايب( Gأيلول/ Sسبتمرب مقابلة Gأجراها املوؤل ف مع متظاهر من القامûشلي اSسطنبول متوز/يوليو 2016.