تقييم حالة إي ارن "الثورية" والثو ارت العربية: مالحظات الخارجية اإلي ارنية ومآالتها السياسة بشأن محجوب الزويري د. مايو 2102

النسخ

1 تقييم حالة إي ارن "الثورية" والثو ارت العربية: مالحظات الخارجية ة ومآالتها السياسة بش محجوب الزويري د. مايو 2102

2 إي ارن "الثورية" والثو ارت العربية: مالحظات عن السياسة الخارجية ة ومآالتها تقييم حالة سلسلة: 2102 محجوب الزويري د. مايو 2102 جميع الحقوق محفوظة للمركز العربي لألبحاث ود ارسة السياسات المركز العربي لألبحاث ود ارسة السياسات مؤسسة بحثية عربية للعلوم االجتماعية والعلوم االجتماعية التطبيقي ة والت اريخ اإلقليمي والقضايا الجيوست ارتيجية. واضافة كونه مركز أبحاث فهو يولي اهتماما لد ارسة السياسات ونقدها وتقديم البدائل سواء كانت سياسات عربية أو سياسات دولية تجاه المنطقة العربية وسواء كانت سياسات حكومية أو سياسات مؤسسات وأح ازب وهيئات. يعالج المركز قضايا المجتمعات والدول العربية بأدوات العلوم االجتماعية واالقتصادية والتاريخية وبمقاربات ومنهجيات تكاملية عابرة للتخصصات. وينطلق من افت ارض وجود أمن قومي وا نساني عربي ومن وجود سمات ومصالح مشتركة وا مكاني ة تطوير اقتصاد عربي ويعمل على صوغ هذه الخطط وتحقيقها كما يطرحها كب ارمج وخطط من خالل عمله البحثي ومجمل إنتاجه. المركز العربي لألبحاث ود ارسة السياسات شارع رقم: منطقة 88 الدفنة ص. ب: الد وحة قطر هاتف: فاكس:

3 ملخص تسعى هذه الورقة مناقشة الق ارءة ة للربيع العربي مركزة على الخطاب السياسي القادم من بش طه ارن ما شهدته وتشهده المنطقة العربية. كما تسعى الورقة ق ارءة المشهد السياسي الداخلي ومدى ارتباطه بسياسة إي ارن الخارجية ومواقفها من الثو ارت العربية. وتختم الورقة بتقديم بعض الخالصات التي توصل لها الكاتب في تقييم الموقف من ربيع العرب أو صحوتهم.

4 المحتويات 0 مقد مة 2 الث قيل العيار من مفاجأة 1 موقف! ال إي ارنية مواقف 1 والخسارة الر بح ومقاييس العربي ة الث و ارت ة 01 العربي ة الث و ارت ظالل في الخارجي ة إي ارن سياسة 04 خالصة

5 إي ارن "الثورية" والثو ارت العربية مقدمة* عام وبضعة شهور تنقضي على ما تعارف عليه نفسه مكانة )0( "بالربيع العربي". في الذهنية العربية النظر عم العربية. وبغض وعلى الرغم من السياسة أهل المصطلح لم يكن في ربما لما تحمله كلمة ربيع من إذا كان ربي عا عربيا أم صحوة ومحطة يصعب القفز عليها عند ق ارءة تاريخ العرب الحديث واإلعالم معا ن عربية األصل وقبلهم من قاموا بالفعل عربيا جميلة في النفس فهو بال شك لكنه وجد له والمشاعر عالمة بارزة وربما تاريخ العالم الحديث. وألنه محطة بارزة األسئلة فإن الربيع العربي عن المطروحة الصحوة العربية هي أو أكثر بكثير من اإلجابات. فإضافة األسئلة المت اركمة عن فهم التوقيت واألسباب تبرز األسئلة المتعلقة بردود الفعل والمواقف مما جرى ويجري سواء في الداخل العربي أو المحيط اإلقليمي. من هنا يأتي الحديث عن إي ارن الدولة للعرب. لكن المجاورة الجوار الجغ ارفي ليس السبب الوحيد الذي يدفع للكتابة عن الموقف من ثو ارت العرب في القرن الحادي والعشرين فإي ارن هي الدولة * هذه الورقة في األصل هي أساس المحاضرة التي ألقاها الدكتور محجوب الزويري في المركز العربي لألبحاث ود ارسة السياسات في الدوحة يوم االثنين 8 شباط / فب ارير استخدم مصطلح "الربيع العربي" أول مرة في القرن الحادي والعشرين في عام 2114 في مقالة نشرها أحد المحافظين األميركيين جريدة الجدد في سياتل تايمز يوم 2114/1/21. غير استخدام مفهوم "الربيع" لوصف الهبات المطالبة بالتغيير يمكن يعود عام 0676 حيث حصل ما يسم ى ربيع الشعوب في أوروبا حيث بدأ في بولونيا في عام 0678 لكن زخ مه الحقيقي لم يحدث إال في عام وقد قامت تلك الثو ارت بدو ر بارز في نشر الفكر الليب ارلي المنادي بمزي د للمزيد انظر : من الحريات. Mike Rapport, 1848: Year of Revolution, (New York: Basic Books, 2009), p Jonathan Sperber, The European Revolutions: , (Cambridge: Cambridge University Press, 2005), pp

6 المركز العربي لألبحاث ود ارسة السياسات نظاما ملكيا كان يوصف باألكثر اإلقليمية التي وسمت القرن العشرين بثور ة هت لمصالح الواليات المتحدة في منطقة الشرق األوسط. استبدادا وخدمة مفاجأة من العيار الثقيل لم تكن إي ارن استثناء في تفاجئها بما يحصل في العالم العربي. وعنصر المفاجأة هذا مرتبط بثالثة أبعا د مهمة األول متعلق بحدوث الثو ارت والثاني بقدرتها السريعة على تغيير أربعة ظمة سياسية الثالث فهو أما قدرتها على االستم ارر سواء في البلدان التي فيها التغيير جرى أو تلك التي لم تكتمل فيها الثو ارت بعد. فالثورة ال تي أطاحت بالنظام السياسي المصري وسقوط ا سل نظام الرئيس التونسي زين العابدين بن علي ومن ثم تلك ياسي كان مفاجأة سار ة إلي ارن وذلك لطبيعة العالقات المعقدة والمأزومة مقتل العقيد معمر القذافي وانتهاء نظامه على وجه العموم األنظمة فالعالقة مع مصر كانت مليئة بالشكوك والخصومة التي منعت البلدين من مع إعادة التمثيل مستوى الدبلوماسي درجة بينهما سفير. وبال شك فإن التغي ارت التي حدثت في المنطقة في نهاية عقد السبعينيات من القرن الماضي والمتعلقة بمعاهدة كامب ديفيد دفعت تغير طبيعة التحالفات السياسية في منطقة الشرق كما األوسط اإلسالمية الثورة في ة عام 0919 نقلت إي ارن من معسكر الدولة الصديقة والحليفة للواليات المتحدة واس ارئيل معسكر الدولة المعادية. الموقف من بالنسبة وأما فقد بقي اختفاء ليبيا الشيعي موسى اإلمام أحد عوامل ليبيا سفره خالل الصدر األزمة بين إي ارن والنظام الليبي لكن ذلك لم يمنعهما من إقامة عالقات دبلوماسية. فإن تونس وبالنسبة العالقات بين البلدين مرت بمرحل ة متأزمة بسبب سوء عالقات النظام التونسي مع التيار اإلسالمي وال سيما قادة حركة النهضة بسبب العالقات بين اإلسالميين التونسيين واي ارن. لكن التغير الذي حصل في إي ارن في عام 0991 بانتخاب محمد خاتمي رئي سا للجمهورية اإلسالمية تبعه تغير في سياسة إي ارن الخارجي ة قصد "نزع فتيل التوت ارت". ومن المهم أي ضا اإلشارة البعد الجغ ارفي بين البلدين وقلة مجاالت االحتكاك المباشر جعال العالقات تمر بفتر ة من الركود قبل انهيار نظام زين العابدين بن علي. الفتور في عالقة نشير أي ضا من المهم اإلسالميين في تونس مع إي ارن وال سيما بعد 2

7 إي ارن "الثورية" والثو ارت العربية احتالل الع ارق والحضور السياسي في المشهد الع ارقي وارتباط ذلك بالبعد الطائفي جعل العالقة بين إي ارن والنظام التونسي في وض ع أفضل مما كانت عليه في عقد الثمانينيات والتسعينيات. لم تكن الثو ارت وقدرة الثائرين في تونس ومصر وليبيا على إسقاط السياسية المفاجأة األنظمة الوحيدة بالنسبة إي ارن فقدرة الح ارك الثوري على السريان دو ل عربية أخرى كان المفاجأة الثالثة ثقيلة العيار. فالح ارك الثوري انتقل بلدا ن ترتبط بعالق ة متميزة مع الجمهورية اإلسالمية. إن زخم الح ارك الثوري الشعبي في الوطن العربي لم يع ن إي ارن وربما غيرها من الدول- على يكون لديها موقف منسجم من تلك الثو ارت ولذلك فإنه في الحالة ة يصعب الحديث عن موقف "إي ارني" بل مواقف تتطور وفق تطور الح ارك على األرض لكن المهم ربما هو طبيعة العالقة بين إي ارن وبين الدولة التي تشهد ح اركا ثوريا. مواقف إي ارنية ال موقف! أفضل فه م من أجل للمواقف ة من الربيع العربي يجب التركيز على مستوي ين للتحليل األول مرتبط بالنظام السياسي الرسمي في إي ارن والثاني مرتبط بموقف المعارضة اإلصالحية فيها. مع الموقف الرسمي كان مؤيدا ظاهريا للح ارك الشعبي في تونس ومصر وليبيا لكن المتابع يدرك وجود مواقف مختلفة من بعض الم ارحل التي مرت بها وال سيما تلك الثو ارت ليبيا. فبالنسبة في طه ارن فإن التخلص من نظام معمر القذافي من خالل دعم حلف الناتو وحضور الواليات المتحدة أمر هو األميركية غير مرحب به ألن إي ارن ترى الواليات المتحدة والدول األوروبية -مثل فرنسا وبريطانيا- إنما تسعى للسيطرة على تفاصيل المشهد السياسي 1

8 المركز العربي لألبحاث ود ارسة السياسات اآلخذ في التشكل في ليبيا. من هنا كان االنتقاد المتكرر لما كان يحصل من قت ل وتدمير بفعل هجمات حلف الناتو على المدن الليبية بل وعد ته )2( تصعيدا للعنف. فإن أخرى من جهة إي ارن التي كانت ترى مع بداية الح ارك الشعبي وما من صعو د عنه نجم لإلسالميين في الدول الثالث امتدادا اإلسالمية للثورة للصحوة أو في إي ارن )1( اإلسالمية لم تلق هذه الق ارءة القبول في تلك الدول فاإلسالميون في تلك الدول لم يدعوا هم و ارء تلك الثو ارت وحتى ولو ادعوا ذلك لواجهوا نقدا ا كبير من الر أي العام فحسب جزءا من ح ارك الربيع العربي. فالتعريف تماما الذي يعرف للصحوة اإلسالمي ة اإلسالميين -كما ق د م- كانوا ال يبدو ه يلقى القبول عند العرب ذلك المبتغى من كل الربيع العربي إنما هو الك ارمة والقضاء على االستبداد وبناء دولة القانون والمواطن التي تستطيع تحتوي الجميع وتحترم ت ارث تلك المجتمعات. هناك تصور خاص موجود في طه ارن الرسمية لكنه لم يتناغم ا كثير مع القوى ال تي كانت تعيش حالة الث ورة العربية. هذا الموقف لم يتناغم مع موقف القوى أي ضا اإلصالحي ة المعارضة في إي ارن والتي كانت ترى -وربما ترغب في- ال تكون قوى الثورة العربية شبيهة 0991 بالثورة اإلسالمي ة في إي ارن وال سيما بعد ما تعرضت له تلك القوى من منذ عام إقصا ء حيث انتخب محمد خاتمي رئي سا للجمهورية اإلسالمية ولكن تلك القوى اإلصالحية تبدو مرك زة على ما تعرضت له بعد االنتخابات الرئاسية التي جرت في حزي ارن يونيو جرى فقد / الحديث عن عملية تزوي ر ممنهج لالنتخابات لضمان محمود استم ارر أحمدي نجاد رئي سا 2 Ahmadinejad: NATO's mission in Libya exacerbated conflict, CNN U.S., 21/10/2011: interview_1_peaceful-nuclear-activities-islamic-revolutionary-guard-quds- force?_s=pm:middleeast 1 "أحمد خاتمي: يتم االنتقام من سوريا انتقا ما من الص حوة اإلسالمية" Iran Arabic Radio 2102/7/8: /أحمد% 21 خاتمي:% 21 يتم% 21 االنتقام% 21 من% 21 سوريا% 21 انتقاما% 21 من% 21 الصحوة% 21 اإلسالمية 7

9 إي ارن "الثورية" والثو ارت العربية للجمهورية اإلسالمية. وواجهت الحكومة انتقادات تلك القوى واحتجاجاتها بقبض ة شديدة أمني ة انتهت بفرض إقام ة جبرية على قادة تلك المعارضة المتمثلة في مير حسين موسوي ومهدي كروبي. لقد بدا واضحا البون الواسع بين إي ارن الرسمية والقوى المعارضة فيها حين حاولت تلك القوى الخروج في تظاهرة لدعم الثائرين في مصر لكن السلطات لم تسمح بذلك خشية من تقوم تلك المعارضة بتوظيف ذلك لمصالحتها داخلي ا. إن التفاوت الذي بدا شكليا في الموقف بين إي ارن الرسمية والمعارضة ة من اإلصالحية تطو ارت الثو ارت في تونس ومصر وليبيا يبدو أكثر وضوحا عند الحديث عن الثورة السوري ظام السياسي يضع كل فالن ة. ثقله خلف النظام السوري ويقدم ا تفسير شبيها لذلك ال ذي يقدمه النظام السوري من الح ارك السوري الداخلي قد يكون مشروعا لكن هناك من يسيء االستفادة منه لتسوية حسابات مع النظام السوري. تسوية الحسابات تلك مرتبطة بالسياسة التي سورية تنتهجها وال سيما المرتبط منها بدعم حركات المقاومة المسلحة كحزب اهلل وحماس والجهاد اإلسالمي. وفي السياق نفسه يأتي الموضوع المتعلق بالعالقات بين دمشق وطه ارن طوال حافظت التي أكثر من ثالثة عقود على مسا ر من التطور قاومت من خالله الضغوط والمواقف التي سعت إلضعاف تلك العالقة. الموقف وان بدا الرسمي مقتن عا األقل -على من خالل الخطاب اإلعالمي بفكرة المؤامرة- يحاول فإنه يتبنى موقفا غير بعيد عن الموقف الرسمي السوري الذي يروج للحاجة اإلصالح في سورية و تلك إج ارء في النظام جاد اإلصالحات. هذا الموقف يبدو كمحاول ة التي طالما يجري النظام السياسي لبقاء منسجما مع المبادئ في طه ارن الحديث عنها والتي ترتبط بدفاعه عن المظلومين على ه ال يبدو الموقف الرسمي يعبر بوضوح كا ف عن ما يتعرض له الشعب السوري هو ظلم. ولعل محاولة إي ارن التواصل مع اإلسالمي ين السوريين لتخفيف الضغط على النظام السوري لم تلق أذنا صاغية بل أثارت ربما غضب النظام السوري الذي يرى ه ال لقاء مع اإلسالمي ين ونعني هنا اإلخوان المسلمين. 4

10 المركز العربي لألبحاث ود ارسة السياسات في هذا السياق حين يتحدث المرشد سورية بالضرورة يمكن الحديث عن وجود تباين األعلى في الموقف الرسمي من تطو ار ت )7( سورية ففي )4( عن مساندة سورية ودعمها نجد آخرين يتحدثون عن حاجة )8( إصالحات. تلك التباينات ال يمكن فهمها كاختال ف لموقف المعارضة التي ترى عميق في الموقف الرسمي. ويبدو إال كمناكفة سياسية داخلية وليس تماما موقف الحكومة ة مخالفا ما يحدث في سورية هو استخدام للقوة ضد المدنيين المطالبين 2119 بحقوقهم ويقارنون ذلك بما حدث للمعارضة ة في عام بعد االنتخابات الرئاسية. وال تبدو المعارضة ة اإلصالحية بتفسير المؤامرة لما يحدث في سورية وهو الذي األمر من ضغط ازد الحكومة ة عليها. إن الموقف الذي سعت الحكومة ة عن لترويجه التطو ارت في سورية وفي البحرين دفع بصورة إي ارن ع مرب طالما حاولت النأي بنفسها عنه ذلك هو "مربع الدولة الطائفية" فأي محاولة لتفسير الموقف مما يحدث في البلدين تأخذ المحلل هذين البعد المذهبي وربما تكون مصالح أخرى اقتصادية مع سورية لكن األمر في البحرين يبدو في بوابة مذهبية. في هذا السياق ال يمكن الفصل بين عدم الرضا إلرسال قوات درع الجزيرة البحرين وبين الخصومة السياسية بين طه ارن والرياض بسبب التدخل المستمر في الع ارق وفق النظرة السعودية. القلق من إن إمكانية تستفيد إي ارن من مآالت الربيع العربي ربما يكون موجودا لدى البعض لكن السؤال المهم والمرتبط بحالة القلق المفترضة هو حسابات بش الربح والخسارة ة من تبعات الربيع العربي. 7 محجوب الزويري "العالقات ة-السورية والح ارك السوري الشعبي" مركز الجزيرة للدراسات 2100/6/27: 8 إي ارن تدعم اإلصالحات في سوريا وتعارض التدخل األجنبي فيها:

11 إي ارن "الثورية" والثو ارت العربية الثو ارت العربية ومقاييس الربح والخسارة ة حظيت إي ارن بحضو ر يثير سياسي الكثير من النقاش والجدل بسبب عامل يغيب عن مركز النقاش فطوال أال وهو كيف يتلقى بعبار ة أو إي ارن اآلخرون أكثر من ثالثة عقود برزت إي ارن كقوة ثورية تستند أخرى صورة إي ارن في عيون شرعي ة يدافع عن القضايا التي تشغل الماليين من المظلومين في منطقتنا وعلى أرسها اآلخرين. دينية وشعبية تتبنى خطاب ا قضية القضايا: "فلسطين". هذا كله كان يحدث في بيئ ة سياسية محيطة يتفشى فيها االستبداد والفساد في ميادين ش ى ت حتى وصل حد "التخمة". لم تكن إي ارن أكثر من حاج ة في تعلي صوتها في وقت اآلخرون خفض أصواتهم حتى ظهروا وكهم أموات. وتقدمت في وقت اختار فيه اآلخرون يكونوا واقعيين أ اردوا أو يتأخروا -كما حاولوا يقنعوا الشعوب التي كانت تبدو مسكينة- بصمتهم وت ارجعهم وعدم اختيارهم يكونوا مع ما تعتقد شعوبهم ه الحق وبذلك قد موا إي ارن لشعوبهم نموذجا ي فتتن به ويتمنى البعض تكون قيادتهم مثل تلك التي كانت في طه ارن. لقد كانت الطريقة التي تلقت بها شعوب المنطقة إي ارن جزءا من القوة الكامنة التي لم تكن تكلف إي ارن الكثير للحصول عليها لكن الربيع العربي جاء ليطرح سؤاال ا كبير أو ذلك التلقي عن الص ورة الموجودة إلي ارن. سؤال ربما لم تكن إي ارن لتتمنى وال سيما يطرح إذا ما كانت نتيجة طرحه م ارجعة ذلك اإلعجاب بتلك الصورة وبذلك التلقي. وللدقة فإنه يمكن القول إن صورة إي ارن قد تأثرت منذ عام 0991 حيث فاز التيار اإلصالحي وزعيمه البارز آنذاك محمد خاتمي برئاسة الجمهورية اإلسالمية حال ة الذي دفع األمر من الص ارع الداخلي على اإلصالحات أ اردها التي خاتمي ومعسكره وانتهت بإقصاء الحركة اإلصالحية في عام 2114 وذلك بانتخاب محمود ألزمة أحمدي نجاد رئي سا للجمهورية ولكنها أخرى أعمق في اإلسالمية. تلك االنتخابات لم تكن في الحقيقة آثارها وهي تلك التي أعقبت مقدمة إال االنتخابات الرئاسية في عام 2119 والتي تحدثت المعارضة عن الذي دفع األمر فيها تزوي ر وقوع حركات احتجاج في العاصمة طه ارن ومدن أخرى تمكنت السلطات -من خالل القبضة األمنية- من السيطرة عليها 1

12 المركز العربي لألبحاث ود ارسة السياسات وانتهت بوضع زعيمي المعارضة اإلصالحي ة مير حسين موسوي ومهدي كروبي رهن اإلقامة التطو ارت هذه يتابع العربي اإلقليمي المحيط كان الجبرية. وال سيما الشعوب التي كانت تتابع "النموذج". فلما تابع الناس ما جرى وتبين لهم ما تبين تغيرت مالمح الصورة النموذج. ومع بداية الربيع العربي بعيدا عن النموذج. كان الر أي العام وأصبح العربي الت ارجع ارهنت -الذي الذي أصاب دائما- إي ارن عليه صورة إي ارن لدى قطا ع طريقه قد اختط عريض من الر أي العام العربي أكثر وضوحا منذ عام األرقام بلغة حيث بدأ 2118 فاإلعجاب الذي كان أخذ يت ارجع. ففي االستطالع الذي أجرته مؤسسة زغبي النظرة السلبية كان واضحا إلي ارن كانت تت ازيد وال سيما في المغرب والسعودية ومصر واألردن )1( واإلما ارت. لكن هذه النظرة -غير اإليجابية- لم تكن لتغير وجهة نظر غالبية الر أي العام العربي الذي ال ازل يرى في ي إس ارئيل الت مصدر هديد األول ثم الواليات المتحدة األميركية ثم إي ارن تأتي )6( في المرتبة الثالثة. الموقف إن مما يحدث في سورية الذي ال يتفق مع القناعة الموجودة لدى قطا ع عريض من الر أي العام ب العربي الشعب السوري يطالب بالحرية ولذلك فإنه يقتل يضع إي ارن في موقف المساءلة ال سيما مع ازدياد التقارير التي تشير مباشرة للحكومة إي ارنية مساعد ة السورية في مواجهة الح ارك الثوري السوري. مسألة يبدو ها سيكون لها ما لها من التأثير ما في بقي من صورة إي ارن "النموذج" لدى الر أي العام العربي. أصاب الذي السلبي التأثير ال يبدو صورة إي ارن هو األمر الوحيد الذي خسرته إي ارن بسبب مواقفها من سورية والبحرين. فهناك كثيرة تطرح عن أسئلة السياسة الخارجية أداء ككل. ة فمنذ عام 2114 ت ارجعت العالقات العربية ة سياسيا مقارنة مع ما كانت عليه في فترة 1 للمزيد انظر االستطالع الذي أجرته مؤسسة زغبي الستطالعات الر أي في عام 2100: 6 للمزيد انظر المؤشر العربي 2100 المركز العربي لألبحاث ود ارسة السياسات الدوحة: 6

13 إي ارن "الثورية" والثو ارت العربية محمد خاتمي. ولعل رئاسة الرئيس نجاد الذي أجندة يعود األمر هذا ب انطبا عا أعطى األولوية كما له الداخل الخطاب السياسي الذي قيل إنه يمهد للجمهورية الثالثة في إي ارن -والذي جاء به الرئيس أحمدي نجاد- أعطى انطباعا ثوري خطا ب إي ارن تعود ب انتقده طالما المحيط العربي. يضاف ذلك تركيز إي ارن على الع ارق بالدرجة األولى وذلك للتعويض اقتصاديا عما يفرض عليها من عقوبات. كانت محاولة التركيز على تحقيق قفز ة في النمو االقتصادي والتقليل من تبعات العقوبات االقتصادية آخر من نو ع تحديا أي ضا )9( حتى ممن ساندوه في االنتخابات إذ جعل حكومة الرئيس نجاد تحت واب ل األمر الذي جعل االختالف يحول الب ارمج من االنتقادات من نو ع المواجهات السياسية امتدت لتطال العالقة بين المرشد والرئيس. هذه عززت التطو ارت ت ارجع السياسة الخارجية وجعلها -في الغالب- تعتمد على ردة الفعل وليس على المبادرة. منهج ردة الفعل تعز ز على التطو ارت مع بدء الربيع العربي. وكما سبق و أشرنا إليه فقد أربك عنصر المفاجأة العبين ودوليين منهم إقليميين وجعل إي ارن. عنصر المفاجأة هذا مع )01( التطو ارت الداخلية دولة مثل تركيا تتصدى لدو ر طليعي في مشهد الثو ارت العربية. دور ظهر 01 على الرغم متماسكا من التردد البادي بش ليبيا عند بدء ثورة فب ارير وسرعان ما أخذت زمام المبادرة وانضمت للجهد الدولي الذي قاده حلف الناتو. تبنت تركيا ا دور لم تستطع إي ارن كوت الس )00( عنه فهذا هو خطيب الجمعة في مسجد طه ارن يصف ما تفعله تركيا به ترويج 9 Iranian parliament challenges Ahmadinejad's economic plan, 01 اختالف بر سر سوريه) االختالف حول سورية(: 00 أحمد خاتمي: سوريا تدفع ثمن مقاومتها لالحتالل الصهيوني: 9

14 المركز العربي لألبحاث ود ارسة السياسات لنموذجها "التركي" الذي تسانده الواليات المتحدة األميركية و الثو ارت العربية تريد خلق ظم ة سياسية بوجو ه جديدة لخدمة المصالح األميركية. أوشك الموقف من الثورة السورية على يعصف بالعالقات التركية ة والتي مثاال عد ت طالما على قدرة البلدين على تجاوز خالفاتهما والعمل م عا. ولعل الحديث عن تركي وساطة ة بش الملف دليل على إال ما هو النووي األهمية التي توليها إي ارن لعالقاتها مع تركيا لكن الخالف كان واض حا بين البلدين و انعكس في برو د في ظرفي العالقات وتفتيش تركي للشحنات التي تأتي من إي ارن وتمر سواء سورية أ ارضيها عبر جوا أو نقلت بر ا وهي إج ارءات عكست حالة الثقة لبضعة انعدام من شهور. الطرفان حاول والتركي التخفيف من حدة االختالف عبر تغيير مسا ارت النقاش فطه ارن ترى تركيا تريد التخلص من النظام السوري ودعم اإلسالميين الليب ارليين لتسلم السلطة و -كما ذلك أشرنا إليه-هو جزء أميركية أجندة من في المنطقة تحاول واشنطن من خاللها إعادة تعريف مصالحها عبر التيار اإلسالمي المعتدل الذي يمتلك قواعد شعبية عريضة. في المقابل تركيا ترى كانت ما يحدث في سورية -وبسبب الحدود المشتركة- يفرض عليها التدخل فالسوريون الفارون من العنف ذهبوا تركيا وبذلك فرض على التدخل. ويبدو قرة تركيا حاولت تذكر بالتجربة الع ارقية بالنسبة إي ارن وتركيا حيث من الصعب تبقى الدول متفرجة وتطو ارت سياسية تجري على حدودها. سياسة إي ارن الخارجية في ظالل الثو ارت العربية واجهت السياسة الخارجية ة تحديات جمة خالل العقود الثالثة الماضية ولعل تحد أبرز كان الص ورة التي قدمت إلي ارن سواء في منطقة الشرق أو األوسط العالم ككل. هذه الصورة التي لها بعدان األول -كما سبق وأشرنا- ذو صبغة إيجابية وذلك في عيون بعض الشعوب ومنها شعوب عربية أما الثاني فهو لدى الحكومات حيث تظهر الصورة ذات صبغة سلبية إي ارن تعد دولة "مارقة" تحركها مصالحها التوسعية والطائفية بالدرجة األولى. فخالل عقد الثمانينيات كانت معظم الدول العربية -باستثناء سورية- ترى إي ارن تحرك الشعوب ضد الحكومات القائمة و 01

15 إي ارن "الثورية" والثو ارت العربية موقفها من إلثارة الر أي العام إال تكتيك ما هو إس ارئيل األنظمة ضد القائمة. ولم يت ارجع هذا التصور عن إي ارن حتى عندما عاد مسار العالقات بين إي ارن وبين جي ارنها من العرب اإلقليميين في مطلع التسعينيات من القرن العشرين. وبقي الهاجس األمني والسياسي من البعد المذهبي قائما. على الرغم من السياسة الخارجية ة رفعت منذ بدء الجمهورية إقامة اإلسالمية شعار "ال شرقية وال غربية" أو اخل فإنها بقيت متأثرة تلك التي ارتبطت بها إي ارن مع دو ل بالتطو ارت السياسية التي مرت بها إي ارن نفسها خارجية سواء في الد والحديث هنا عن الحرب الع ارقية ة. وبصف ة أربع هناك فإن عامة محطات بارزة مرت بها السياسة الخارجية نحو ة العالم العربي بدت فيها متأثرة بالتطو ارت الداخلية واإلقليمية وال سيما المرتبط منها بالع ارق: األولى المحطة هي التي تبعت قيام الجمهورية والتي تأثرت بالن ازع الداخلي بين القوى السياسية الليب ارلية واإلسالمية وكذلك مجريات الحرب مع الع ارق. في تلك الفترة كانت إي ارن تعتمد في سياستها الخارجية على الخطاب المعادي للغرب -والسيما الواليات المتحدة واس ارئيل- والذي جعل صورة إي ارن تحظى بإعجاب سواء في العالم كبير أو اإلسالمي في خارجه. لكن مجريات انقساما لدى الجوار العربي بين بعض الحكومات أحيانا الحرب الع ارقية ة أحدثت وانقساما -كما هي الحال في الحالة السورية واللبنانية وبقية الدول العربية التي ساندت الع ارق- من نوع آخر بين بعض الحكومات التي ساندت الع ارق والمعارضة ترى الحرب آنذاك مؤامرة لتدمير الثورة هنا. لقد ركزت السياسة الخارجية ة اإلسالمية. ولعل اإلسالمية المثال المصري يبدو في تلك الفترة على تعزيز النجاحات التي فيها التي كانت األكثر ا حضور تؤمن لها عام دعم أري عربي واسالمي متجاو ب مع إي ارن. كان النظام الرسمي يعلم خصومته مع الحكومات ال تؤثر في تأييد ذلك الجمهور له ال بل على العكس أصبح ذلك التأييد واإلعجاب في نظر بعض األنظمة السياسية تهديدا لألمن واالستق ارر. المحطة الثانية بدأت مع حرب الخليج الثانية )0990( حيث وقفت إي ارن مع التحالف الذي قادته الواليات المتحدة األميركية -والى جانبها دول خصما- ضد اجتياح عربية كانت ترى إي ارن 00

16 المركز العربي لألبحاث ود ارسة السياسات الع ارق للكويت. تلك الحرب التي أضعفت القوى العسكرية وتبعتها عقوبات كبير حد للع ارق.2111 على النظام أجهزت إسقاطه في وأسهمت سياسيا في عام في هذه المرحلة خسرت إي ارن بعض ما كانت تحظى به من إعجاب حيث وقوفها مع الواليات المتحدة جعل شعار سياستها الخارجية "ال شرقية وال غربية" موضع تساؤل. لكن مع انجالء غبار الحرب عادت إي ارن خطابها المعادي للواليات المتحدة المبرر مؤكدة لموقفها من الحرب على الع ارق هو حرصها على عدم تغيير الوضع السياسي القائم في المنطقة. ها كما عارضت بقو ة مؤتمر مدريد للسالم في عام 0990 وعد ته سعيا للتفريط في فلسطين من على الرغم مشاركة حليفها العربي المهم سورية- فيه. في غضون ذلك عادت العالقات السياسية الدبلوماسية مع معظم الدول العربية لكن ذلك لم يكن يعني زوال الق ارءة السياسية القائلة إن األمنية إي ارن مصدر للتهديد. شهدت هذه المرحلة تطورا داخليا إي ارنيا مهم ا أعاد تعريف السياسة الخارجية بطريق ة مختلفة عما فاز مضى حيث اإلصالحيون بقيادة محمد خاتمي برئاسة الجمهورية لفترتين رئاسيتين و في هذه الفترة كان خطاب السياسة الخارجية ة يركز على مبدأ 2110 "نزع فتيل التوت ارت" وال سيما مع الجوار العربي. وهو مبدأ لم يكن يعني إي ارن تخلت عن مبدئها في العداء إلس ارئيل بالدرجة األولى. سياسة نزع فتيل األزمات كانت تعني الحد من كل العوامل التي من تتسبب في تغذية شها أجواء عدم الثقة بين إي ارن وجوارها العربي. من هنا حاولت إي ارن العمل على العالقات مع الحكومات وليس المعارضة السياسية في تلك الدول. كما ركزت على خطا ب بدا متوازنا بالنسبة القضية الفلسطينية وهو إي ارن تقبل ما يقبل به الش عب الفلسطيني. وهو الموقف الذي لم يكتب له الحياة بسبب ما تعرضت له الحكومة اإلصالحية من ضغو ط من المؤسسة الدينية والمؤسسة العسكرية ة. كل ما كان يحدث في إي ارن لم يكن تلقيه في كثي ر إيجابيا من الدول العربية فالح ارك السياسي واالنتخابات التي كانت تتكرر كل عامين تقريبا وكذلك طبيعة الجدل السياسي الذي يجري داخل ظام نفسه الن كان صداه مزعجا فإي ارن مع تجربة اإلصالح بدأت تتحول في الفعالية نموذ ج 02 السياسية الداخلية التي تفتقدها كثير من الدول العربية وال سيما صاحبة التأثير الكبير في أواخر

17 إي ارن "الثورية" والثو ارت العربية القرن العشرين. لقد حولت الحركة اإلصالحية في إي ارن طه ارن بالنسبة آخر من نو ع تهدي د األنظمة االستبدادية في العالم العربي. تهديد كانت تتمنى تلك الحكومات تحسمه إي ارن.2114 داخليا عبر المؤسستين العسكرية والدينية وهو ما حصل في نهاية المطاف في عام جحت حيث المؤسستان الدينية والعسكرية الرئيس أحمدي نجاد وحاصرتا الحركة اإلصالحية وأضعفتا فعاليتها السياسية. ظهر عامل في هذه الفترة آخر مرتبط بالسياسة الخارجية النووي حيث وهو الملف ة 2112 / أول صو ر نشرت عن مفاعل نطنز النووي في شهر آب أغسطس حينها بدأ هما إياها بتطوير أسلح ة الغرب حملة على إي ارن مت الدول العربية التي فهمت البرنامج النووي كتهدي د نووية. وهو األمر الذي سرعان ما انتقل سياسي وعسكري لها حيث ه سيزيد من عوامل التفوق على محيطها وال سيما العربي منه. لقد ترك البرنامج النووي أثره في اإليجابي الصورة التي رسمها اآلخرون عن إي ارن أو تخيلوها حيث إي ارن بدت كدول ة قادرة كل من على الرغم على النهوض التحالفات والسياسات التي يتبناها خصومها ضدها. أعادت هذه التطو ارت من حيث األول المربع األمور إي ارن ال ت ازل تهديدا في نظر الحكومات التي كانت تفشل ا وسياسيا اقتصادي على نح و متواصل. لقد كان الحديث ذو البعد المذهبي أقل مقارنة بالمحطة األولى التي ناقشناها وكذلك هو المحطة الثالثة بالنسبة األمر التالية. المحطة الثالثة بدأت مع االجتياح األميركي للع ارق في عام في هذه المرحلة وضعت إي ارن نفسها مر ة أخرى حيث كانت الواليات المتحدة وانتهى حكم البعث هناك. لكن لم يكن إال األميركية مقدمة لما هو أهم و ساندت الحرب على الع ارق ذلك وأكثر تأثير ا. لقد دفعت إي ارن الس بثقلها ياسي والمذهبي لمساندة المعارضة الشيعية الع ارقية لتولي زمام األمور على في الع ارق أساس فرضية هم الغالبية. وانكفأت الدول العربية المؤثرة عن الع ارق وتفرقت انتقاد السياسة في الخارجية ة في الع ارق. وعادت إي ارن -بموقفها من الع ارق- دائرة الدولة الطائفية التي كانت تحاول تنأى بنفسها عنها وتدافع عن نهجها السياسي به ضد الظلم م هما كان مصدره. 01

18 المركز العربي لألبحاث ود ارسة السياسات لقد بقي االنقسام بش تقييم ما تفعله إي ارن باديا للعيان كما كان في بداية عقد الثمانيني ا ت من القرن العشرين وتعزز االنقسام في ظل التجاذبات المذهبية التي نتجت من احتالل الع ارق انقساما داخل بعض الدول في المنطقة وأحدثت سمي محور االعتدال الذي توجهه إضافة الواليات المتحدة وأدرجت سياسة المحاور ظهور ما ببروز فيه دول عربية مثل مصر والمملكة العربية السعودية واألردن وظهر مقابله محور المقاومة أو الممانعة متزعمة له إي ارن تبدو الذي ويضم سورية وحركة حماس وحزب اهلل. لم تتغير كثير ا األمور فحقيقة االنقسام ترسخت بعد أحداث.2118 مثل الحرب على غزة في عام 2116 والحرب في لبنان في عام التحالفان وبدأ في مواجهة سياسية كالمية قوية لم يغب عنها البعد الطائفي. ولقد عزز من والريبة الشك أجواء في الفترة بعد عام 2114 تولي الرئيس محمود أحمدي نجاد الرئاسة لفتر ة ثانية والذي حصل كنتيجة تحالف غير معلن عنه بين المؤسستين الدينية والعسكرية التي يمثلها الحرس الثوري. ومع أزمة اشتداد البرنامج النووي وتفاعالتها أصبحت إي ارن تعاني من العزلة نو ع من السياسية مع محيطها العربي باستثناء سورية ولبنان. لقد ازدت االنتخابات الرئاسية ة في عام 2119 أعباء من السياسة الخارجية ة. ففي في ثمة انقسام الداخل مؤسسة الحكم تجسد في عزل كبير المفاوضين النووي علي في الملف الريجاني الذي بينه وبين ه كان اتضح أحمدي نجاد الرئيس وزير الخارجية أقيل كما خالف منوجهر متكي. و الرئيس الخالفات هذه انتقلت أحمدي نجاد. لم يكن االنقسام مستوى من إال بين المرشد الخالف األعلى تحديا ظاهريا لسياسة إي ارن الخارجية ألن علي خامنئي التحدي األهم هو ما تعلق بالتأثير السلبي الذي تركته نتائج االنتخابات وما تبع تلك النتائج من إج ارءا ت أمنية على صورة إي ارن في الذي ازد التساؤالت األمر اإلقليم مدى صحة الحديث عن عن النموذج وال سيما في وق ت بدا فيه النموذج التركي أكثر صدقية األداء حيث من السياسي داخليا ودوليا. واقليميا جاء الربيع العربي لتبدأ محطة جديدة في مسار السياسة الخارجية ة. محطة بدا فيها أداء منقسما بين الوفاء للمبادئ وبين الوفاء للمصالح. وكانت نتائج الثو ارت في السياسة الخارجية مصر وتونس منسجمة ظاهريا مع المصالح ة فحظيت بالتأييد ودعوة الغرب احت ارم 07

19 خيار الشعوب. ثم تبدى االختالف إي ارن "الثورية" والثو ارت العربية بين المبادئ والمصالح في الحالة الليبية حيث كانت إي ارن تدعو احت ارم خيار الشعب الليبي لكنها ال تريد ا دور لخصومها كالواليات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وال تريد دورا لمنافسها تركيا. اإلقليمي التحدي و ازد أمام السياسة الخارجية ة مع بدء الثورة في سورية الحليف اإلقليمي والعربي إلي ارن وبدا االختيار بين المبادئ التي طالما قالت إي ارن تدافع عنها إنها -وفي مقدمتها الدفاع عن المظلومين- من جهة والمصالح المرهونة بالمحافظة على نظا م مستبد لم يختلف ا كثير عن النظام الملكي الذي قامت الثورة اإلسالمية ضده. واختارت إي ارن المصالح واكتفت بالتفسير المؤامر اتي لتبرير موقفها مما يحدث في سورية. الحالة بالنسبة أما فيبدو البحرينية واضحا -بالنسبة إي ارن- توافق المبادئ بالدفاع عن الشيعة المضطهدين المصالح مع بمعارضة تدخل دول مجلس التعاون الخليجي وانتقادها لتدخل قوات درع الجزيرة إلخماد )02( االحتجاج الشيعي. خالصة تكتمل لم تطو ارت الربيع العربي بعد وعليه فإنه ليس من اليسير القول إن المواقف التي ن ارها اليوم نهائية سواء من إي ارن من غيرها. أو وما تشهده المنطقة هو مخاض وشعوب أمم عاشته أوروبا في أخرى في منتصف القرن التاسع عشر وفي أميركا الالتينية وفي الشرقية في أوروبا 02 العالقات ة مع دول مجلس التعاون الخليجي مرشحة مزيد من التوتر ال سيما بعد زيارة الرئيس محمود أحمدي نجاد جزيرة أبو موسى ونشر إي ارن قطع بحرية في منطقة الجزر) أبو موسى طنب الكبرى وطنب الصغرى(. إدانة خليجية موحدة لزيارة نجاد لجزيرة أبو موسى اإلما ارتية: 04

20 المركز العربي لألبحاث ود ارسة السياسات القرن العشرين. وهي ح اركات أخذت أكثر من عقد من الزمن. فإذا ما نظرنا ربيع العرب فإنه لم ينقض شهور. وبضعة عام إال منه ثمة مخاض فصوله متعددة فصله أربعة إسقاط عنوانه األول زعماء هم زين العابدين بن علي ومحمد حسني مبارك ومعمر القذافي وعلي عبداهلل صالح. وفصله الثاني بناء الدولة الجديدة والتأسيس النتخابات ودو ارت انتقالية ال تخلو من عث ار ت واخفاقات. في هذا الفصل ثو ارت لم تكتمل بل ربما لم تبدأ بعد. الغموض سيد الموقف في سورية والعناصر التي تساهم فيه كثيرة أولها مرتبط بالوضع الداخلي السوري والقدرة األمنية والسياسية التي يمتلكها النظام والتي عززها الدعم الروسي والصيني أضعف فرص حصولها و. على الدعم وثانيها الضعف والفرقة اللذان تعاني منهما المعارضة بحيث الدولي الذي برر تخاذله بغياب معارض ة موحدة. وثالثها انشغال الدول التي تسمى بملفا ت "فاعلة" داخلية ففي واشنطن وباريس هناك االنتخابات الرئاسية وفي دول االتحاد االقتصادية. كل األزمة هناك األوروبي ذلك عزز من دور الدول المؤيدة للحكومة السورية ومنها إي ارن. إي ارن تحاول صحيح تطور موقفها بشك ل يأخذ بعين االعتبار النظام السوري قد يسقط لكنها بالتأكيد ال ترغب في يؤدي سقوط النظام. الع ارق إقناع إي ارن األمر هذا دفع ليؤيدها في الدفاع عن النظام السوري مما عزز من فرضية البعد الطائفي الذي يحدد مسار السياسة الخارجية ة منذ عام وستسعى طه ارن -عبر عالقاتها مع روسيا.2111 تأمين حضو ر والصين- سياسي لها في حال تشكل أي مشه د سياسي جديد في سورية إطار وذلك في إست ارتيجية تخفيف الخسائر التي قد تطال إي ارن في مرحلة ما بعد نظام البعث في سورية. لقد فرضت الثو ارت العربية تحديات جديدة على السياسة الخارجية ة المتعلقة بالجوار العربي وهي تحديات آخذة في التشكل وستت ازيد في ظل تغير النظرة اإليجابية إي ارن وتحولها سلبية وعودتها صورة الدولة ما وهذا الطائفية. سيعزز من تحدي إي ارن سواء حكم اإلسالميون عبر االنتخابات حيث سيجدون فسهم في موق ف محرج إذا ما اقتربوا من إي ارن أو 08 فاز غير اإلسالميين يرون في إي ارن تحديا قوميا سياسيا. الذين قد