)معهد الدوحة( تقييم حالة نفقات ألامن إلاسرائيلي في ظل الثورات العربية صالح النعامي

النسخ

1 )معهد الدوحة( تقييم حالة صالح النعامي

2 الدوحة تموز/ يوليو 22 سلسلة )تقييم حالة( حقوق النشر والطبع محفوظة للمركز العربي لألبحاث ودراسة السياسات 22

3 املحتوى... "السالم" وطفرة إسرائيل الاقتصادية... 2 مصير معاهدات التسوية والنفقات ألامنية... 3 هاجس متالزمة خطر شلل املرافق الاقتصادية... 7 املس بسياسة الرفاه... 7 زيادة الارتباط بالواليات املتحدة الخاتمة... 21

4 اعتبرت النخبة ألامنية إلاسرائيلية أن تفج ر ثورات التحو ل الديمقراطي في العالم العربي وإسقاطاتها املحتملة تفرض على الكيان الصهيوني إعادة صياغة عقيدته ألامني ة من جديد واملبادرة إلحداث تغييرات جوهري ة في بنية الجيش إلاسرائيلي وطابع استعداداته مم ا يستدعي زيادة موازنة ألامن وإعادة صياغة مركباتها لتستجيب للتهديدات املتوق عة. تستعرض هذه الدراسة املسوغات التي يقد مها قادة جهاز ألامن إلاسرائيلي لتبرير املطالبة بزيادة النفقات ألامني ة في أعقاب تفج ر الثورات العربية وألاوجه املحتملة التي تستوعب هذه الز يادة عالوة على تقييم الخبراء الاقتصادي ين وأرباب املرافق الاقتصادي ة إلاسرائيلية لهذه املطالبات ولتأثيراتها املتوق عة على منعة إسرائيل الاقتصادية وحصانتها الاجتماعي ة. "السالم" وطفرة إسرائيل الاقتصادية تدل ل املعطيات الرسمية فاقي تي إلاسرائيلية على أن توقيع ات سالم مع مصر وألاردن )"كامب ديفيد" مع مصر و"وادي عربة" مع ألاردن( قد مث ل نقطة تحو ل فارقة نحو تحقيق الكيان الصهيوني طفرة اقتصادية هائلة. ومك ن تراجع مستوى التهديدات ألامنية على الجبهتين الجنوبية والشرقية صناع القرار في تل أبيب من تقليص الن فقات ألامني ة بشكل كبير بحيث تم توجيه املوارد التي كانت مخص صة لألمن نحو الاستثمار في مجال البنى التحتي ة املدني ة والتقنيات املتقد مة وغيرها من املجاالت. وأدى هذا الواقع إلى تراجع كبير في حج م الحص ة التي تشغلها موازنة ألامن في كل من املوازنة العام ة للدولة والناتج املحلي إلاجمالي. فقد كان من استخالصات حرب عام 3791 ومن أجل منع املزيد من إلاخفاقات العسكرية في املستقبل أن قر رت حكومة غولدا مائير في العام 3791 وفي خطوة غير مسبوقة مضاعفة حجم موازنة ألامن تقريبا لتبلغ %19 من املوازنة العام ة للدولة و 19 % من إجمالي الناتج املحلي وذلك لتغطية حجم النفقات التي تطل بتها عملي ة إعادة بناء الجيش وفرقه وألويته السي ما في الجبهة الجنوبية في أعقاب )2( الحرب. وإلدراك حجم التحو ل الذي طرأ على بنية موازنة ألامن في أعقاب هذه الخطوة فإننا نشير إلى أن موازنة ألامن لعام 33 والتي تبلغ 1791 مليار شيكل )نحو 31 مليار دوالر( وتعتبر أكبر موازنة على إلاطالق في تاريخ إسرائيل تمث ل فقط %3.93 من املوازنة العام ة للدولة و 6 % من الناتج املحلي إلاجمالي تقييم حالة 1 1 ميراف أورلزروف "انهيار العقيدة األمنية يؤدي في الغالب إلى انهيار اقتصادي" صحيفة ذي ماركر

5 الذي يبلغ 461 مليار شيكل )نحو 3 مليار دوالر(. وهذه هي أدنى نسبة تقتطعها موازنة ألامن من الناتج )1( املحلي في تاريخ إسرائيل على إلاطالق. ونظرا لحجم الكارثة الاقتصادية التي حل ت بإسرائيل في أعقاب حرب 3791 فقد أطلق خبراء الاقتصاد على العقد الذي تال الحرب مصطلح "العقد املفقود" ذلك أن قيمة ما دفعته إسرائيل خالل هذا العقد من مستحق ات على فوائد ديونها فاقت حجم ما خص صته من موارد ملوازنات التعليم والص حة والرفاه )1( الاجتماعي وإلاسكان مجتمعة. أي إن تعاظم قو ة إسرائيل العسكرية في أعقاب الحرب جاء على حساب النمو الاقتصادي وكادت الدولة تعلن إفالسها لو ال الخطة الاقتصادية الشاملة التي وضعتها حكومة الوحدة الوطني ة في العام.374. ولقد مك ن تقليص موازنة ألامن في أعقاب توقيع معاهدة "كامب ديفيد" إسرائيل من توجيه املوارد لسداد فوائد الديون باإلضافة إلى أن جزء ا من التقليص وج ه إلى قطاعات الص ح ة والتعليم وإلاسكان أي إن "الس الم" والاستقرار ساهما في تمكين صن اع القرار في تل أبيب من اتباع سياسة اقتصادية- اجتماعية ضمنت تكريس أسس دولة الرفاه الاجتماعي لتكون إسرائيل بيئة جاذبة للهجرة اليهودي ة. وقد كان لهذا التطو ر دور كبير في تعزيز الاقتصاد إلاسرائيلي عب ر تمكين إسرائيل من استيعاب مو جات الهجرة اليهودية )من الدول التي كانت تشك ل الاتحاد السوفياتي( أواخر الثمانينيات ومطلع التسعينيات من القرن املاض ي. ويرى الخبير الاقتصادي شلومو ماعوز أن موجات الهجرة اليهودية هذه عززت الاقتصاد بجلب الكثير من أصحاب املؤه الت والفني ين والخبراء في مجال التقنيات املتقدمة وهو ما أدى إلى تعاظم التصدير والنمو الاقتصادي بشكل كبير. فقد قفزت نسبة أصحاب الكفاءات العلمي ة من %31 إلى % من إجمالي عدد السك ان. العوائد من.1 وكان لهذا دوره في إحداث طفرة في عوائد الت صدير للخارج فارتفعت هذه مليار دوالر سنويا قب ل موجات الهجرة إلى 41 )1( مليار سنوي ا بعد هذه املوجات. ويرى 1 موطي بوسك "من يكشف حقيقة األرقام في موازنة األمن " ذي ماركر ميراف أورلزروف مرجع سابق. تاني جولدشتاين "لوال الروس لكنا عشرين سنة في الخلف " واي نت

6 املحل لون إلاسرائيليون أن توقيع اتفاقية "كامب ديفيد" قد مه د لتوقيع منظ مة التحرير الفلسطينية ات فاقيات أوسلو وتوقيع ألاردن معاهدة وادي عربة ).( وهو ما عز ز وتيرة النمو الاقتصادي. ويستثني الخبراء الاقتصاديون فترة انتفاضة ألاقص ى التي أث رت سلبا في الاقتصاد إلاسرائيلي حيث خسر خسر هذا الاقتصاد خالل سنوات الانتفاضة ألاربع نحو 31 مليار دوالر وقد ر التراجع في معد ل دخل )6( الفرد بنحو 34 دوالر في العام. ومم ا ال شك فيه أن هذه املعطيات تضفي صدقي ة على الاستنتاج القائل إن البيئة ألامني ة تؤثر بشكل مؤكد في النشاط الاقتصادي. مصير معاهدات التسوية والنفقات ألامنية نستعرض في هذا الجزء من الدراسة املخاطر الاستراتيجي ة التي تنطوي عليها الثورات العربية وتداعياتها على صعيد نفقات ألامن كما يراها املحل لون والنخب ألامنية والاقتصادي ة في إسرائيل. فقد أثارت الثورات التي يشهدها العالم العربي املخاوف - لدى كل من صن اع القرار وأرباب املرافق - من أن تمث ل التحو الت الن اجمة عن هذه الثورات تهديدا لكل إلانجازات التي حق قتها إسرائيل بفعل عوائد التسوية. فقد اعتبرت الن خب إلاسرائيلية أن ما حدث في العالم العربي يمثل تهديدا الت فاقي ة كامب ديفيد التي أتاحت للكيان الص هيوني تقليص نفقات ألامن ومضاعفة الاستثمار في املجاالت املدني ة التي تعز ز النمو وتبعد شبح الركود الاقتصادي. ويرى عوديد عيران رئيس معهد أبحاث ألامن القومي إلاسرائيلي أن ه منذ توقيع املعاهدة في العام 3797 وحت ى اندالع املظاهرات املطالبة بالتغيير في ميدان التحرير في الخامس عشر من كانون الثاني/ يناير املاض ي لم تطرح أي عالمات استفهام حول مدى التزام مصر بات فاقية "كامب ديفيد" على إلاطالق. ويشير عيران إلى أن النظام املصري فاجأ إسرائيل عندما صمدت ات فاقية كامب ديفيد في الوقت الذي قصفت إسرائيل املفاعل الذر ي العراقي في العام 3743 وغزت لبنان في العام 3741 وفي خضم انتفاضتي الحجر وألاقص ى في فلسطين وكذلك حرب لبنان الثانية في العام 16 وحرب غزة في العام. 14 بل إن 4 انظر مثلا: عومر جندلر "موازنة األمن ستتعاظم وسيقوى ارتباط إسرائيل بالواليات المتحدة " الموقع الشخصي للباحث في الشؤون االستراتيجية عومور جندلر شموئيل ايفن " نفقات األمن في "إسرائيل": معطيات ومعان" ترجمة مركز الزيتونة للدراسات واالستشارات عن معهد أبحاث األمن القومي اإلسرائيلي

7 مصر بدال من الاحتجاج الحقيقي على سلوك إسرائيل حرصت على تهدئة ألاطراف العربي ة عندما أثارت )9( املمارسات إلاسرائيلية أعصاب العالم العربي وال يستبعد عيران تخلي مصر عن اتفاقية كامب ديفيد مستندا في حكمه هذا إلى نتائج استطالع للرأي العام أجراه معهد Center( (The Pew Research التي أن 1.% من املصري ين يرو ن وجوب إلغاء معاهدة كامب ديفيد مقابل %16 رأو ا وجوب الحفاظ أظهرت )4( عليها. ويذهب دان إلدار الذي تول ى في السابق مناصب قيادية في جهاز املوساد ويعمل حاليا محاضرا لدراسات الش رق ألاوسط في جامعة تل أبيب إلى ما ذهب إليه عيران مشيرا إلى أن غياب نظام الرئيس مبارك سيسمح بالتعبير عن عداوة إسرائيل الراسخة عميقا في الوعي الجمعي للمصري ين. وهو ال يستبعد أن يؤدي اندماج إلاسالميين في الحياة السياسية املصري ة إلى تحالفهم مع قادة الجيش متوق عا أن يساهم مثل هذا )7( التحالف في التعجيل بوضع حد ملعاهدة كامب ديفيد. أم ا املستشرق ألكساندر بلي فيرى أن نظام الحكم املقبل في مصر لن يلجأ إلى إلغاء ات فاقية كامب ديفيد حتى ال يخسر الش رعية الدولية لكنه في املقابل )31( سيعمل على إضعافها على نحو تقع فيه مسؤولي ة إلغائها على إسرائيل. وبسبب هذه املخاوف ترى الن خبة العسكرية وعدد من الخبراء الاقتصادي ين وبعض أرباب املرافق الهام ة أن التهديدات التي تنطوي عليها الثورات العربية ستفرض إدخال تغييرات جذري ة على حجم ميزانية ألامن وبنيتها عالوة على إعادة صياغة سل م ألاولوي ات إلاسرائيلي بشكل جذري. وقد عبر عن ذلك بشكل واضح رئيس هيئة أركان الجيش بني جانز الذي قال: إن التحو الت التي يشهدها العالم العربي توجب تخصيص موازنات إضافي ة للجيش معتب را أن هذه التحو الت فاقمت من مستوى )33( التهديدات وحجمها على كل الجبهات. ويتحد ث رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق عاموس 6 المرجع نفسه. 1 Eran Oded, Egypt Israel United States: Problems on the Horizon? INSS Insight, No. 144, May 14,. دان إلدار "نبوءة قاتمة" هارتس Saleh Naami, Israel to lose important maritime passages following Arab revolutions, تومر أبيطال "جانز: يجب إضافة موازنة للجيش" كالكيست

8 يادلين عن "انقالب" يجب أن تشهده موازنة ألامن في حال تحق قت التنب ؤات السوداوي ة بانهيار كامب ديفيد في أعقاب التحو الت في العالم العربي. ويعتبر أن إسرائيل باتت مطالبة باالستعداد ملراكمة الردع في مواجهة مصر مع كل ما يعنيه ذلك من إدخال تغييرات جذري ة على بنية الجيش إلاسرائيلي وانتشاره )31( وهذا يعني زيادة حجم ميزانية ألامن بشكل كبير. ويت فق وزير الدفاع إلاسرائيلي إيهود براك مع أولئك الذين يرو ن أن التحو الت في مصر تمث ل خطرا حقيقيا على مصير معاهدة كامب ديفيد متوق عا أن تتنافس ألاحزاب املصري ة بعد الثورة فيما بينها على إظهار عدائها لكل من إسرائيل والواليات املت حدة. ويرى براك أ ن هذا السيناريو يعني زيادة النفقات ألامني ة بشك ل جذري لكنه يرى أ ن إسرائيل ليس بإمكانها تأمين النفقات ألامني ة لوحدها لذا ال يتردد في مطالبة الواليات املت حدة بدفع عشرين مليار دوالر إضافي ة ملوازنة ألامن مساهمة منها في مساعدة إسرائيل على تحم ل تبعات الث ورات العربية على أمنها القومي ولم يفت ب راك أن يذك ر ألاميركي ين بأن استثمار هذا املبلغ سيعود بالن فع على الواليات املتحدة " ألن ضمان تفو ق إسرائيل يمثل أحد عوامل الاستقرار في منطقة غير )31( مستقرة". وعلى الرغم من أن أرباب املرافق الاقتصادية إلاسرائيلية يرفضون بشكل تقليدي املسوغات التي تقدمها الن خبة ألامني ة لتبرير زيادة موازنة ألامن إال أن بعضهم يرى أن التحو الت التي يشهدها العالم العربي تبر ر بالفعل إدخال تغييرات جذري ة على هذه املوازنة. ويرى أوري جالي مدير عام املجموعة الاستثمارية "سيجما" أن حجم موازنة ألامن إلاسرائيلي ة اعتمد في العقود الثالثة املاضية بشكل أساس ي على حالة الهدوء التي تسود الحدود مع مصر وألاردن وسوريا وهو ما لن يستمر. لذا يتوقع جالي أن يدفع تعاظم النفقات ألامني ة الحكومة إلاسرائيلية إلى تجريد الوزارات املدني ة املختلفة من مواردها املالي ة )31( ونقلها إلى وزارة الد فاع لتغطية املصاريف ألامني ة. بوعز فيلر " يدلين: من المحتمل أن يتغير الجيش بشكل جذري بسبب ما حدث في مصر" موقع واي نت إيهود براك: إسرائيل تدرس طلب مليار دوالر كإضافة لموازنة األمن " ذي ماركر أوري جلي " تغطية أسبوعية وتوصيات في قضايا مركزية " موقع مجموعة " سيجما -1- ". 5

9 ويتوق ع ميشيل ستربتسنسكي نائب رئيس قسم ألابحاث في بنك إسرائيل أن يتم تجاوز إطار موازنة )3.( ألامن بفعل التطو رات في العالم العربي التي ستترك تأثيرها في مصاريف ألامن. وينطلق إلاسرائيليون من افتراض مفاده إن نجاح الثورة في مصر قد يدفع إلى إحداث تغييرات جوهري ة في العالم العربي تمث ل تحد يات أمني ة ذات كلفة اقتصادي ة باهظة. فهناك شكوك نحو مستقبل التزام ألاردن بمعاهدة وادي عربة في ظل رأي عام أردني رافض لها كما أن إلاسرائيلي ين يتوق عون حدوث "تسونامي" في أعقاب توج ه السلطة الفلسطينية للحصول على اعتراف الجمعية العام ة لألمم املت حدة بدولة فلسطين ويخشون من تداعيات حالة عدم اليقين التي تسود ألاوضاع في سوريا. ويرى داني روتشيلد رئيس مركز "هرتسليا متعد د الاتجاهات" والذي شغل في املاض ي منصب رئيس قسم ألابحاث في شعبة الاستخبارات العسكري ة إلاسرائيلية أن الذي يفاقم خطورة التداعيات الناجمة عن الث ورات العربية حقيقة أنها اندلعت في ظل )36( حالة الجمود التي تشهدها املفاوضات مع الفلسطينيين. ويبر ر املطالبون بزيادة موازنة ألامن ذلك بالقول إن النفقات ألامني ة تمثل في الواقع استثمارا ذا طاب ع استراتيجي في النشاط الاقتصادي ألن هذه النفقات توظف في الجهد الهادف إلى تقليص املخاطر ألامني ة التي تؤث ر بدورها في عجلة الاقتصاد. يت ضح مم ا تقد م أن الات جاه الس ائد في تحليالت إلاسرائيلي ين يرى أن الثورات العربية تنذر بتغيير بيئة إسرائيل الاستراتيجي ة بشكل عام وهو ما يوجب القيام باحتياطات أمني ة واسعة تتطل ب زيادة مستويات إلانفاق ألامني بشكل كبير. هاجس متالزمة 2793 يرى املحل لون في إسرائيل أن إسقاطات ثورات التحو ل الديمقراطي في العالم العربي )إسرائيلي ا( ال تتمث ل فقط في زيادة نفقات ألامن بشكل كبير بل هناك مخاوف من مساهمة هذه الثورات في تقليص معد الت النمو وبروز مظاهر الركود الاقتصادي مم ا سيجد ترجمته في تراجع الن اتج املحلي إلاجمالي إلاسرائيلي بشكل كبير. وهذا يعني مضاعفة الحيز الذي تشغله موازنة ألامن في كل من املوازنة العام ة للدولة والناتج 6 14 جاي كوتشفيتش التحوالت على الجغرافيا السياسية ستؤثر على موازنة الدولة جلوبس " عن صحيفة يديعوت أحرنوت " الملف موقع

10 املحل ي إلاجمالي أي أن إسرائيل بعد حرب عام وفق هذه التوق عات - مهد دة بالعودة إلى نفس الظ روف التي مرت بها )39( 3791 مع كل ما يعنيه هذا من تحو ل النمو إلى ركود واستفحال التضخ م. ويرى تسفي لبيا املعل ق الاقتصادي لصحيفة "يديعوت أحرنوت" أن تعاظم مستويات إلانفاق ألامني املتوق ع في أعقاب التحو الت في العالم العربي سيدفع إسرائيل إلى انتهاج سياسة تقش ف اقتصادي ة وسيجبر مخط طي الس ياسة الاقتصادي ة إلاسرائيلي ة على الت راجع عن توج هاتهم السابقة لتقليص الض رائب على اعتبار أن املبدأ الس ائد في إسرائيل يقول إن ه عند املفاضلة بين املناعة ألامني ة واملناعة الاجتماعي ة )34( يتوج ب تفضيل الخيار ألاو ل من دون ترد د. ومن ضمن مظاهر السياسة التقش فية التي يشير إليها لبيا التراجع عن التوج ه الذي كان سائدا حتى اندالع الثورات العربية واملت مث ل في تقليص الضرائب.بل إنه بات يتوق ع حاليا أن تلجأ إسرائيل إلى فر ض ضرائب جديدة للوفاء بمتطل بات ألامن. ويتوق ع لبيا أن يؤد ي تعاظم إلانفاق ألامني إلى تراجع في حجم فائض الدخل القومي الس نوي بشكل كبير مع العلم بقات أن هذا الفائض ي ستخدم عادة في تمويل مخص صات الض مان الاجتماعي للجمهور السي ما للط الض عيفة. وهناك مؤش رات على تحق ق بعض املحاذير التي تم ت إلاشارة إليها حيث اندلعت الثورات العربية في ظل مطالبة العديد من نو اب الكنيست بتخفيض قيمة الوقود للجمهور وجرت مداوالت متقد مة بهذا الشأن في الكنيست وتحديدا في لجنة املالي ة التابعة لها. لكن في ظل ما حدث في مصر وتفجير ألانبوب الذي ينقل الغاز من مصر إلى قطاع غزة والد عوات داخل مصر إلى رفع سعر الغاز الذي ي باع إلسرائيل لم ت طر ح القضي ة وأصبح جل اهتمام إلاسرائيلي ين موج ها نحو محاولة الاستثمار في البحث عن مصادر طاقة )37( ذاتية. و ما يقض مضاجع الن خبة السياسية والاقتصادي ة في إسرائيل أكثر هو املخاوف من أن تسفر الثورات ر البحار أن % 74 من هذه التجارة ت نقل عب العربي ة عن فر ض قيود على تجارة إسرائيل الخارجي ة. ذلك انظر صحيفة " ذي ماركر " االقتصادية. 16 تسفي لبيا " سيتم إعادة تقييم ميزانية األمن " واي نت المرجع السابق. 7

11 )( وثلث الاستيراد والت صدير إلاسرائيلي ين يوج ه نحو الشرق عبر البحر ألاحمر أي عبر قناة السويس. ورئيس الوزراء إلاسرائيلي بنيامين نتنياهو ال يتخو ف فقط من إغالق قناة السويس أمام الس فن التجارية إلاسرائيلية بل إن ه يخش ى أن يق د م املصريون على إغالق مضائق تيران وتهديد املالحة البحرية عبر ميناء )13(. ومن ألاهمي ة بمكان إلاشارة إلى أن إسرائيل اعتبرت إغالق إيالت مم ا يعني خنق إسرائيل تماما مضائق تيران مسو غا كافيا لشن حربي 37.6 و ويذهب املستشرق إلاسرائيلي ألكساندر بلي إلى أبعد من ذلك في رسم صورة قاتمة ملستقبل تجارة إسرائيل الخارجي ة في أعقاب تفج ر الثورات العربية. وهو يرى أن كل املمرات البحري ة الهام ة التي تمر عب رها التجارة الخارجية باتت مهددة وال يقتصر ألامر فقط على قناة السويس. ويشير بلي إلى أن ه في أعقاب الثورات العربية فإن الخطر ال يتهدد التجارة إلاسرائيلية عبر قناة السويس فقط بل يتعد اها إلى مضيق باب املندب الذي يربط البحر ألاحمر باملحيط الهندي وإلى مضيق هرمز الذي يصل الخليج العربي باملحيط الهندي ومضيق البوسفور الذي يربط البحر ألابيض )( بالبحر ألاسود. وحسب منطق بلي فإن ما يحدث في اليمن حاليا سيؤدي إم ا إلى أن يتولى الحكم نظا م م عاد للغرب أو أن تسود اليمن حالة عارمة من الفوض ى وكال السيناريوين يمثل تهديدا للمالحة البحرية والسي ما املالحة إلاسرائيلية. ويوض ح أن مضيق هرمز يقع تحت رحمة إيران في حين أن حرية املالحة عبر البوسفور لم تعد مضمونة مع صعود "ألاردوغانية" في تركيا التي تشرف على املضيق. وينصح بلي صن اع القرار في إسرائيل بضرورة إعداد خطة لتأمين واردات النفط عبر ممرات أخرى أو الت فكير جد ي ا في )( مضاعفة الاستثمار في البحث عن الن فط داخل إسرائيل وفي مجالها البحري. يت ضح مم ا سبق أن هناك مخاوف حقيقي ة لدى الخبراء إلاسرائيلي ين أن تسفر الثورات العربية عن بيئة استراتيجية جديدة تعيد الاقتصاد إلاسرائيلي إلى نفس املرب ع الذي بات ي طل ق عليه في إسرائيل متالزمة 91. و جد فيه بعي د حرب 3791 وهو ما القدس القدس العربي عن معاريف. العربي عن هارتس. Saleh Naami,Ibid Ibid 8

12 خطرشلل املرافق الاقتصادية إن أحد أهم الاحتياطات التي يرى خبراء ألامن إلاسرائيليون أن تل أبيب يجب أن تق دم عليها في ظل التحو الت في مصر هو إحياء الجبهة الجنوبية وزيادة عدد القو ات البري ة لتحم ل ألاعباء ألامني ة الن اجمة )( عن الواقع الجديد. لكن في حال تحق ق هذا السيناريو فإنه ال يزيد حجم إلانفاق ألامني بشكل هائل فقط بل إنه سيساهم على املدى املتوس ط والبعيد في إصابة املرافق الاقتصادية ليكون ذلك سببا آخر لتراجع إجمالي الناتج املحلي بشكل واضح. ففي ظل ازدياد الثقل الديموغرافي للتي ار الديني الحريدي الذي يتم إعفاء معظم أتباعه من الخدمة العسكري ة فإنه يفترض أن يتحم ل أعباء الجهد العسكري العلمانيون وأتباع الصهيونية الديني ة. لكن املعطيات الرسمية تدلل على تراجع كبير في دافعي ة الشباب العلماني خالل العقد ألاخير للتطوع في الوحدات القتالية التي يعتمد عليها في حسم املعارك والحروب. وحسب دراسة أجراها الباحث إلاسرائيلي يورام بيري فقد أصبح الش باب العلماني معنيا بتطوير مسارات ريادي ة اجتماعية بديلة عن مسار الخدمة العسكري ة مم ا جعله يلهث خلف الن جاح الشخص ي وي بدي مي ال نحو العزوف عن الخدمة في الوحدات القتالي ة أو اختيار الحياة العسكري ة كمسار منهي من الناحية )1.( الش خصية. وهذا يعني بشكل واضح إطالة أم د الخدمة العسكري ة على الضب اط والجنود في قو ات الاحتياط التي تضطلع بنحو %91 من الجهد الحربي. وملا كان ضب اط وجنود قو ات الاحتياط هم الذين يعملون في املرافق العام ة ويديرونها وضمنها املرافق الاقتصادي ة املختلفة فإن هذا يع ني أن تراجعا كبيرا سيط رأ على فاعلي ة هذه املرافق مم ا ينعكس سلبا على إجمالي الناتج املحلي. املس بسياسة الرفاه لقد حرصت إسرائيل على إرساء دعائم سياسة رفاه اجتماعي تقوم على التوس ع في تقديم مخص صات الض مان الاجتماعي املختلفة لطبقات املجتمع على اعتبار أن هذه السياسة تمثل أحد عوامل جذب الهجرة اليهودية وت حد من مخاطر الهجرة العكسية. فقد انتهى عام 31 بفائض عوائد بلغ 33 مليار 1. القدس العربي عن هارتس يورام بيري " النخبة العسكرية الجديدة في إسرائيل: لماذا يعتبر فهم النخبة العسكرية أمراا مهماا " قضايا إسرائيلية مجلد 1 عدد 16 ص 41. 9

13 )16( شيكل وج ه معظمه لدعم موازنة الرفاه الاجتماعي. ومن مقو مات سياسة الرفاه التوس ع في أوجه الص رف املدني ة )الصح ة التعليم إلاسكان الخ( على حساب إلانفاق العسكري. لذا فإن نا نجد أنه منذ منتصف الثمانينيات وحتى العام 31 كانت نسبة املصاريف املدني ة تقتطع % من املوازنة العام ة )19( بينما مث لت املصاريف ألامني ة %31 فقط من املوازنة. ومن الواضح أنه في حال تعاظم مستوى إلانفاق مبلوري السياسة ألامني فإنه سيكون على حساب إلانفاق املدني مم ا يمثل أساسا الفتراض أن الاقتصادية إلاسرائيلية سيجدون أنفسهم مضطرين لتقليص مخص صات الض مان الاجتماعي وهو ما قد يؤث ر في موقع إسرائيل كبيئة جاذبة للهجرة وقد يزيد من مظاهر الهجرة العكسية. وهذا بحد ذاته يمثل مسا بأحد أهم مقو مين من مقو مات الفكرة الصهيونية وهو العمل على جلب أكبر عدد من اليهود إلى أرض فلسطين التاريخية. زيادة الارتباط بالواليات املتحدة وهناك م ن املحل لين إلاسرائيليين م ن يحذر من أن زيادة النفقات ألامني ة في أعقاب تفجر الثورات العربية ست فض ي إلى تعميق ارتباط إسرائيل بالواليات املتحدة مم ا يقلص من استقاللي ة القرار السياس ي إلاسرائيلي. ويرى الباحث في الش ؤون الاستراتيجية عومر جندلر أن إسرائيل ال يمكنها أن تزيد موازنة ألامن بشكل كبير من دون مساعدة خارجية السي ما في ظل ألازمة الكبيرة التي يمر بها الاقتصاد العالمي حيث إن قدرة إسرائيل على تجنيد ضمانات مالي ة محدودة جدا وهو ما يعني أن الخيار الوحيد املتاح أمام )14( إسرائيل سيكون التوج ه إلى الواليات املت حدة ملطالبتها بزيادة املساعدات ألامني ة بشكل كبير. ويرى جيندلر أن طلب مساعدات أميركية يعني زيادة ارتباط إسرائيل بالواليات املتحدة بشكل يقلص من هامش املناورة السياسية لدى الن خب الحاكمة في تل أبيب وهو ما جعل إسرائيل تسعى في ألاعوام املاضية إلى تقليصه إلى حد كبير. ويوض ح جيندلر أن تداعيات هذا الواقع ستكون أشد في ظل وجود رئيس أميركي 18 تسفي لبيا مرجع سابق. ميراف أورلزروف مرجع سابق. 16 عومر جندلر " موازنة األمن ستتعاظم وسيقوى ارتباط إسرائيل بالواليات المتحدة " الموقع الشخصي للباحث في الشؤون االستراتيجية عومور جندلر

14 يت خذ موقفا نقديا من سياسات الحكومة إلاسرائيلي ة الحالي ة كما هي الحال مع الرئيس باراك أوباما. ويحذ ر جندلر من أنه في الوقت الذي يزداد ارتباط إ سرائيل بأميركا فإن مكانتها في العالم العربي تتدهور أن حيث ينظر العرب إليها بوصفها الطرف الذي ساعد أنظمة الاستبداد والديكتاتورية. وبالتالي فهو يرى هناك أساسا الفتراض لجوء الواليات املتحدة للضغط على إسرائيل من أجل استعادة مكانتها في العالم )17( العربي. ويلفت جندلر إلى أن زيادة املساعدات ألامني ة إلسرائيل سيفض ي بحد ذاته إلى مخاطر اقتصادية ويشير إلى أن هذه املساعدات مشروطة بوجوب التزام إسرائيل بشراء الص ادرات الحربي ة ألاميركية وتفضيلها على الص ادرات الحربي ة إلاسرائيلية ذاتها وهذا يمس بقدرة الص ناعات العسكري ة إلاسرائيلية على التنافس وبقدرتها على تحقيق أرباح. وهناك من املحل لين إلاسرائيلي ين من يرى أن زيادة النفقات ألامني ة ستجعل إسرائيل عب ئ ا على الغرب وعلى الواليات املت حدة تحديدا وذلك بخالف الاستنتاج الذي وصل إليه رئيس الوزراء إلاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي زعم أن التحو الت في العالم العربي تفرض على الغرب تقديم الدعم املادي إلسرائيل على اعتبار أنها تمث ل "واحة ديمقراطية واستقرار في منطقة غير مستقرة " وهذا ما يمث ل خدمة استراتيجية املعلق العسكري معاكس تماما حيث رون بن يشاي يصل إلى استنتاج للواليات املت حدة والغرب. لكن يرى أن الثورات في العالم العربي ستبرز إسرائيل كعبء وليس كذخر استراتيجي للغرب وهو ما قد يؤد ي.)30( إلى تراجع في مستوى التزام دول الغرب وتحديدا الواليات املت حدة بدعم إسرائيل اقتصاديا وجهة نظر أخرى يدلل الجدل الد اخلي في إسرائيل على أنه ال يوجد إجماع على أن هناك مسو غا ملح ا لزيادة موازنة ألامن في أعقاب الثورات العربية. يرى بعض املحل لين أن الظروف املوضوعية تلزم مصر تحديدا بالحفاظ على معاهدة كامب ديفيد بغض النظر عن طابع نظام الحكم القادم في مصر وخلفيته ألايديولوجية وذلك استنادا لالعتبارات الاقتصادي ة املصرية املحضة. ويشير الباحث يتسحاك جال من "مركز ديان لدراسات الشرق ألاوسط وأفريقيا" إلى أن معظم حقول الن فط والغاز املصري ة تقع قريبا من إسرائيل مم ا يعني أن 19 المرجع السابق رون بن يشاي " أعطوا غاز وال تشعلوا النيران... نحن والثورة " واي نت

15 تدهور العالقات بين الجانبين إلى حد مواجهة عسكري ة سيهدد مصادر الطاقة املصرية والسي ما حقول الن فط والغاز الطبيعي التي يساهم إنتاجها بنحو 1.% من عوائد التصدير ).1 مليار دوالر( وهي العوائد )13( التي تمك ن الحكومة املصرية من دعم الس لع الرئيسة التي يشتريها الجمهور املصري.ويشير جال أيض ا إلى أن قرب قناة السويس واملرافق السياحية املصرية )والتي تساهم ب.%-1 من مداخيل الدولة السنوية( من إسرائيل يجعل مصر غير معني ة بتأزيم العالقات مع إسرائيل واملخاطرة بتعر ض هذه املوارد للخطر. وهناك من يرى أن ألاوضاع الداخلي ة في مصر ستمنع الحكم القادم في مصر من وضع مواجهة إسرائيل ضمن أولوي اته. ويرى ديفيد بروديترئيس )بنك لئومي( ومدير قسم املوازنات ألاسبق في وزارة املالي ة أن ه ليست هناك حاجة لزيادة ميزاني ة ألامن بسبب ما يجري في مصر على اعتبار أن حك ام مصر الجدد سيكونون معني ين بشكل أساس ي بالعمل على تلبية حاجات الجمهور املصري الاقتصادية ولن يكونوا معني ين باالستعداد للمواجهة العسكري ة مع إسرائيل ويحذ ر من أن زيادة النفقات ألامنية ستدفع املنطقة )31( نحو سباق تسلح. الخاتمة على الرغم من تحف ظات أرباب املرافق الاقتصادية وبعض الخبراء على الاتجاه ال رسمي العام بشأن زيادة موازنة ألامن ومع أنه من الس ابق ألوانه الحكم على مآل الث ورات العربية وتداعياتها على إسرائيل فإنه يمكن القول إن حالة الضبابي ة وانعدام اليقين التي أسفرت عنها الثورات العربية ستدفع إسرائيل للقيام باحتياطات أمني ة كبيرة ت ر هق خزانة الكيان الصهيوني. من هنا فإن إسرائيل ستحاول الاعتماد على املساعدات ألاميركية إلاضافي ة لتغطية الن فقات العاجلة حتى ال تتأثر السياسات الاقتصادية- الاجتماعية التي تضمن مستوى رفاه عال لإلسرائيلي ين. لكن في حال تحق قت التوقعات السو داوية بشأن مآل الثورات العربية وتحو لت الجبهات الحدودي ة في الجنوب والش رق والشمال إلى ساحات مواجهة فإن النفقات ألامني ة ستكون كبيرة إلى الحد الذي لن يجدي معه الاكتفاء باملساعدات ألاميركية إلاضافي ة. وعليه فإن تعاظم النفقات ألامني ة في هذه الحالة سي فض ي إلى: ) يستحاق جال " المصلحة االقتصادية المصرية في استقرار العلقات مع إسرائيل " فصلية " تسومت همزراح هتيخون " مركز ديان لدراسات الشرق األوسط وأفريقيا مجلد 1 عدد 8-1 مارس -. تومر زيلتسر " بدوديت عن األزمة بمصر: زيادة ميزانية األمن ستدفع نحو سباق تسلح" صحيفة كاكيلست

16 1- تقليص الخدمات املدني ة واملس بركائز سياسة الرفاه الاجتماعي مم ا يعني تقليص مخص صات الضمان الاجتماعي. 1- استنفاد موارد الدولة املادي ة والبشري ة في الوفاء باملتطل بات ألامني ة سيصيب املرافق الاقتصادية بالش لل. 1- تراجع معد الت النمو وتعاظم مظاهر الركود الاقتصادي..- تراجع إجمالي الن اتج املحلي. 4- تراجع إسرائيل كبيئة جاذبة للهجرة اليهودي ة وازدياد معد الت الهجرة العكسي ة. 13