الجمهوري ة العربي ة السوري ة وزارة التعليم العالي جامعة تشرين كل ي ة اآلداب والعلوم اإلنساني ة قسم الل غة العربي ة رسالة أعد ت لنيل درجة الماجستير في

الحجم: px
بدء العرض من الصّفحة:

Download "الجمهوري ة العربي ة السوري ة وزارة التعليم العالي جامعة تشرين كل ي ة اآلداب والعلوم اإلنساني ة قسم الل غة العربي ة رسالة أعد ت لنيل درجة الماجستير في"

النسخ

1 الجمهورية العربية السورية وزارة التعليم العالي جامعة تشرين كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية قسم الل غة العربي ة رسالة أعدت لنيل درجة الماجستير في اللغة العربية وآدابها إعداد الطالب: هيثم علي الصديان إشراف: أ.د. فاخر صاحل ميا العام الدراسي م

2

3

4

5

6 اإلهداء... إىل والدي اللذين أنا بعض دعائهما وهذه الرسالة شيء من بركتهما

7 شكر تقدير... إىل أستاذي الغايل واملربي الفاضل الفاخر الصاحل االستاذ الدكتور فاخر صاحل ميا أتقدم له جبيل الشكر واالمتنان على تعبه ورعايته والذي لواله ما كان هذا العمل

8 والنقدية. الملخص المنهاجية الشمولية وتحي ازت ها اإلشكالية في نقد النقد عند محمد مفتاح بحثت الرسالة في المنهج النقدي الذي يعتمد عليه الناقد محمد مفتاح في تحليل النصوص األدبية و الرسالة ترتكز على أربع نواح رئيسة تعالجها ثالث منها في منهج مفتاح: األولى: محاولة تأصيل مفهوم التحي ز. وهذه جزء من مادة مدخل الرسالة. الثانية: البنية التي يتكون منها هذا المنهج وهي مادة الفصل األو ل. الثالثة: الر ؤية التي يعتمد مفاهيم المنهج البنيوي التكويني. وهذه مادة الفصل الثاني. الرابعة: درست الرسالة وتشمل هذه الممارسة الفصلين الثالث والرابع. وحاولت الرسالة استخالص التحي ازت عليه المنهج أي فلسفته الحركية وهو ما ي عب ر عنه برؤية العالم عند الممارسة النقدية لهذا المنهج على النصوص النقدية األدبية أي نقد النقد. تشكل حاالت إشكالية ضمن النسق الثقافي الذي يجري مفتاح في ميدانه. وسعت المفهوم التي الد ارسة تعتمد إلى على تقديم مفهوم جديد الحاالت البنيوية المنهجية والتوج هات المعرفية)األبستيمولوجية( التي االنحيازية الضيقة حول التحي ز متجن بة الر ؤية التقليدية المتبعة في هذا وتستفيد هذه الد ارسة المعجمية العربية ومن تداوله في حقل علم الكالم والفلسفة العربية في عصورها األولى. من داللة مفهوم التحيز البحث: تفاصيل مدخل: 1-2- الفصل األول : البنية التكوينية للمنهاجية الشمولية. 3- الفصل الثاني : رؤية ورؤيا العالم عند المنهاجية الشمولية. 4- الفصل الثالث : الماهية ونقد القطبية 5- الفصل الرابع : اله و ية بين الشمال والغرب. 6- الخاتمة. الزمانية و المكانية.

9 المقدمة مفتاح الشيء تأتي قيمته وفاعليته من إد ارك موضعه قبل إذ ليست له أية فائدة إذا ما ج هل مكانه الذي به تتحقق مكانته وعبره منفذه ومن خالله فقط تصدر ذخائره. وعمل المفتاح يقوم على الحركة ليت بع ها تحول في المكان والزمان وتغي ر في البنية والحال فالتغير ظاهرة كونية ال يمكن نك ارنها أو الوقوف في وجهها وما ال يتغير من نماذج اإلنتاج البشري تلفظه حركة الحياة المتنامية وت خرجه عن سياقها التاريخي وربما الوجودي لتفسح المجال لنماذج أ خر قبلت رهان الوجود األبدي القائم على التفاعل النسقي معه. وهذه ربما تكون ظاهرة ال غبار على ماهية وجودها غير أن اإلشكالية في ه و يتها الم مي زة وكيفيتها المحد دة لشكلها ولحركتها ولطريقة انتظامها المتوافقة مع القيم األخالقية والعلمية القارة ضمن هذا الحيز أو ذاك. من هذا المنطلق جاءت الحداثة األدبية وجاءت معها إشكالياتها فأثارت الحداثة عددا من القضايا وأ ثيرت حولها أضعاف ما أثارت وتمكنت من إنتاج تيار " حداثوي" مت اربط في بعض األماكن ومفكك في أماكن أخرى ومتعاضد في بعض الم ارحل ومتنافر في أخرى. وصار الحداثي حالة مرآتية يعكس في ذاته وفي ممارساته صورة هذا التيار الذي ينتمي إليه مع بعض االختالف والتفاوت في درجة االنعكاس العائد إلى نوع الذاتية وشكل ) ( الم مارسة بين التحديب والتقعير. فمن هذا التيار خرج الناقد المغربي الدكتور محمد مفتاح واحدا من نقاد ما بعد البنيوية الذي تشهد الساحة الثقافية العربية خاصة األدبية منها وجودا م م ي از له. ويشكل نص ه أحد ركائز الحداثة العربية في النقد األدبي ويختص أ سلوبه بالتداخل األدبي والفلسفي ويتصف خطابه بالخلط التكويني المتش ر ب من وديني حقول معرفية شتى وي عالج إنتاجه النقدي قضايا متنوعة غالبها أدبي وبعضها ثقافي سياسي وفلسفي وتاريخي. ولقد دأب في أربعة عقود وما ي ازل على أمرين رئيسين: بناء منهج نقدي خاص به وتشييد نظرية أدبية مغاربية. من هنا تأتي أهمية هذا الناقد ابن المدرسة اللسانية المغاربية التي ما فتئ ينافح عن جغ ارفيتها وه و يتها على وفق مبعثين متمايزين: بعث قومي حضاري تنافسي ينافس فيه بساعد منهج فتي ريح العجوز الشمالية الباردة وبعث جهوي تاريخي يدافع عنه بساعد المنهج ذاته ويذود به لفح رياح التاريخ الحارة القادمة من سهول دجلة وحوض الف ارت ودلتا النيل. كان هذا التقديم ضروريا من أجل االنتقال إلى بعض القضايا التي تبين أهمية البحث وتسوغ اختياره وت وضح جدوى الد ارسة المرجوة منه وهو تقديم انطوى على ثالثة روابط متصلة في نتاج مفتاح هي: كونية وحداثية وذاتية تمث ل التحي ازت الوجودية التي تكون شخصيته وفكره وهذه أهم تلك القضايا: أ ) (- إشارة إلى عنواني م اريا عبدالعزيز حمودة.

10 الخطاب الذي يقد مه في ع د القائم على اإلد ارك والثبات مفتاح من أصعب النماذج النقدية الحداثية العسيرة على التصور واإلحاطة سواء أكان هذا على مستوى البنية النص ية وما عنها من لغة واصفة ومفاهيم علمية جامعة وسياقات داللية معقدة يتفرع أم كان على مستوى الرؤية الفكرية وما تنطوي عليه من أشكال تحليلية وتطبيقية واشكاالت معرفية نظرية. وقد أدى الفعلي ل ما تتميز هذا الخطاب إلى إطالق جناح نصوصه لت خر ج خارج قفص التحليل النقدي به هذه النصوص من تشت ت وتداخل تجعل دالالت الخطاب تعوم في تموجات زئبقية ي ارها كثير من متلقيه عائقا عن الوصول إلى فهمه ويحسبها غير قليل من النقاد المختصين جزءا من ضياع كينوني أكبر. على حين إن في نتاج ا كثير مفتاح مما يقال فيه ومنه منهاجيته الشمولية ومعالم التحي ز النقدي المنطوية عليها وهذا ما سيحاول البحث التقاطه لتثبيته وتحليله والسيما أ ن "التحيز" أحد الحقول العلمية الجديدة في مجال الد ارسات العربية المعاصرة عامة وفي مجال الد ارسات األدبية خاصة. وهو حقل يحتاج األدبي. وما ت ازل عدد الد ارسات في هذا المجال ت عدد في عالمنا العربي. هذا أهمية وتأتي علمية وحضارية النقد ي المفهوم إلى البحث والى تمكين أ سسه النقدية على األصابع من نظمه المعرفية/ Epistemology النقد في وال سيما وربما أصابع اليد الواحدة التي تتكشف عن قيم وع ق د ية/ Ideology مهمة تعبر عن رؤيتين إحداهما معرفية واألخرى وجودية والعالقة بينهما تفاعلية انعكاسية فوق العرفية ) custom meta ( أي إن القيم المعرفية تأتي في النص الضام للتحي ز سابقة على القيم الوجودية والفكر فيها قبل الماهية وهو ما يخالف مبادى الفلسفة الوجودية الماركسية/ Marxism في االنعكاس فتكون هنا إليها البنية الوجودية حيث تكون بنية Existentialism/ في ت ارتب الوجود وكذلك المعرفية البنية فوقية وتتفاعل البنيتان ضمن هي البنية التحتية لتستند المعب رة عن آلية الكتابة رؤية نصية للعالم من خالل التفاعل بين جوهري وعيين نقديين واقعي فعلي وحالم ممكن األكاديمي ويسعى البحث إلى تقديم د ارسة نقدية منضبطة على قدر االستطاعة بقيم البحث الصناعي القائم بين نصوص المحكم وأع ارفه وسيحاول التركيز على نسغ الت اربط العضو ي دونما مفتاح بغية الوصول إلى الر ؤية الكلية لبنية خطابه. وسيعمل البحث على ضبط الحركة المنهجية مفتاحا لممارسته في نقد النقد من أجل الحصول على تكوين نقدي مركب لمعالم هذه المنهاجية وإلشكاالتها المرتبطة بالحيز المكاني وبآلية االنتقال والتموضع ومساره. وسيعمل البحث على تحليل أشكال جديدة "للتحي ز" لم يسبق أن ذ كرت عند المعرفي. المهتمين بهذا الحقل آمال من و ارء ذلك كله في ب

11 غايتين: األولى تقديم ق ارءة جديدة في نتاج المتوحش والمستعصي على التهجين إلى ح د الذي مفتاح يعاني كثي ر من قرائه ما فلعلها تكون ق ارءة "ابن جني" الفلسفي وحشة بجوار نصة "للمتنبي". وأما الغاية ثم تمكينه مصطلحا األخرى فتكون في تأصيل مفهوم التحيز ومن ذلك كله في حوزة المتلقي الحاك م وتبعا لتحي ازته الفكرية. نقديا على وفق طرح جديد وال ع هدة في وأما سبب اختيار هذا العنوان مادة للبحث فيعود ألمور بعضها ذاتي واآلخر موضوعي إن صح الناقد هذا اختيار القضاء بمشيئة ت م إذ الوصف مادة لهذا البحث لما له في نفس من هالة الباحث نقدية جذابة قادرة على جذب العين السائحة لتتأ مل ها وتميز ألوانها وتواضعت نوازع إ اردته على "المنهجية" و"تحي زها "المعرفي لتكون موضوع البحث وعنوانه لما لها من أبعاد أدبية ونقدية ومن إشكاالت فلسفية وع ق د ية بحثها يلقى في نفسه حسنا. قبوال في وع سبق عما فضال ما ورد في أهمية البحث هناك ندرة أيضا وليس ببعيد بانعدا م ال زعم الرسائل الجامعية في وطننا الجمهورية العربية السورية التي تناولت هذا البحث مادة وعنوانا والسيما مفهوم التحي ز الذي يكاد ال يعدم صواب إن اعت قد انعدام الرسائل الجامعية التي بحثت في هذا الموضوع في وطننا األكبر القابع على مساحة جغ ارفية من المحيط إلى الخليج وهذا يقود إلى لمحة استط اردية ال إطناب مخال في إي اردها فقد س ئل يوما أحد شيوا االستش ارق)تيودور نولدكه( عن سبب اختياره الد ارسات السامية وتقديمها على اآلداب "الكالسيكية" اليونانية مع ما ي عرف عنه من مي ل لألخيرة حينها رد معلال ذلك ببكر األ ولى على خالف الثانية التي نضجت حتى.... وفيما يخص الد ارسات في هذا الموضوع فهي ليست كثيرة في مفتاح وان باتت تشهد اضط اردا ملحوظا في اآلونة األخيرة على صعيد المقاالت ومعظمها رسائل جامعية مغاربية ترى االحتفاء باألحياء ميزة خاصة بتربتها أما الكتاب فلم يعثر البحث على كتاب كامل محصور على د ارسة هذا الناقد وانما هي مقاالت بعضها ج مع في كتاب وهذه على قيمتها إال أنها تفتقد للوحدة العضوية وتستعيض التشت ت بديال بها. ومن الد ارسات في هذا المجال كتاب " تحليل الخطاب األدبي" لمحمد عزام الذي خص فيه مفتاحا كتابه " تحليل الخطاب الشعري" بأق ل من عشر صفحات) 01 ( من مجموع الكتاب البالغ ثالثمئة وتسعا وأربعين) 943 (. وكانت بمعظمها تلخيصا مدرسيا لمضمون كتاب مفتاح باستثناء تسعة أسطر ج

12 ثالثة ثالثة تتقاسم ثالثة أحكام نقدية: الجمع بين المناهج دليل ضعف على بمفاهيم المنهج اإلحاطة الواحد وهذا تلفيق أو قريب منه. كذلك مفتاح رفض عد السرقات األدبية في باب التناص ابتداء ثم عاد توفيقي ال يعدم لمحات بالغية عربية يخرج عليها أحيانا. وأعدها. وآخرها عاد "عزام" وأكد أن منهج مفتاح وصدر بعد الكتاب السابق بسنة كتاب "البنيوية في النقد العربي المعاصر" للدكتور يوسف حامد جابر. وهو من أهم الد ارسات التي تناولت مفتاحا تحليال ونقدا ولكن الكتاب لم يخص مفتاحا بأكثر من خمس وعشرين صفحة) 52 ( من ثالثمئة وستين) 961 (. وقد اقتصرت كذلك على كتاب " تحليل الخطاب الشعري" ق س مت فيه الد ارسة على قسمين: نظري وتطبيقي تبعا لتقسيمات الكتاب المدروس وكان التركيز فيها على الجانب اللساني ق د مت فيه تحليالت لسانية وأحكام نقدية مهمة سي ذكر بعضها في مواطنها من البحث. قضايا: وثمة كتاب " محمد مفتاح: المشروع النقدي المفتوح" وهو لخمسة باحثين مغاربة تناولوا خمس النسقية في كتابات مفتاح والتحقيب األدبي لديه ثم الخطاب الصوفي وكتاب دينامية النص وأخي ار الترجمة عنده. ود ارسات الكتاب تتفاوت قيمة وفائدة للبحث إذ يغلب على بعضها الطابع االحتفائي وبعضها اآلخر على قيمتها العلمية ارئحة االنتقا)د()ص( تفوح منها أما ما تبقى من د ارسة في الكتاب فكأن العنوان و ضع خطأ لبحث آخر يتمحور حول ذات الناقد الدارس ال حول نتاج مفتاح. هذه أهم الد ارسات أو أغلبها التي اطلع على بعضها البحث وأفاد من بعضها اآلخر وفي ك ل كانت هناك فائدة في أخذ الزمة للبحث أو تجنب ازئدة عليه. وهناك العديد من األبحاث األخرى المنشورة في الدوريات العربية التي تناولت مفتاحا إضافة إلى الرسائل واأل طروحات األكاديمية وقد تم الوصول إلى بعضها وحرث ما فيها على قدر االستطاعة. على حين أن هناك د ارسات أخرى تعذر الوصول إليها وتقطعت دونها الس بل ولم ي عرف منها إال عنواناتها أو شيء من فحواها مبثوثا في مضامين وحواشي مما اط لع عليه فإن كان التقصير في ذلك ي عد عيبا علميا فإن البحث العلمي والتحصيل األكاديمي لهو أ عجوبة وطن وشعب لمن يعيش ال مثل بل كمثل ظروف البحث ووطنه. فالمعاناة لم تقف عند حدود الم ارجع وان ذاك مما ي حتال له وي حتمل بل تعدتها إلى مصادر البحث التي ج ي ب من أجلها المكاتب والمدن ومقاهي الشابكة ثم ط رقت أبواب أساتذة الجامعات وهواتفهم حتى احتيج إلى م ارسالت خارج الوطن إلى لبنان والمغرب بعضها مع أف ارد بعينهم وبعضها مع دور د

13 نشر ومنها الدار المختصة بنشر كتب مفتاح فكان أن تم الحصول على أحد كتبه مما ال يزيد على المئة وخمسين صفحة) 044 ( بمبلغ يداني نصف الراتب الشهري لصاحب البحث وال داع للمزيد. وقبل الشروع في تقديم مضامين البحث البد من ذكر بعض اإلشا ارت الخاصة به: معظم اإلحاالت هي مواطن استنباط أو فر ض استكشافي بحسب مفتاح ال استشها د لذلك نصي يفرق البحث بين صيغ اإلحاالت المستخدمة: إذ " ي نظر" ال تدل على المباشرة في تحديد حكم الشاهد التي تأتي من دونها اإلحالة في حالتي: المقبوس الحرفي "النصي" والعبارة الصريحة الدالة على المضمون الم ارد. كما يفرق البحث بين األقوس")(" التي تدل على التساوي إذا جاءت منفردة من دون صيغة أخرى ولم ت ستخدم إال مع مصادر البحث تجنبا لإلطالة في الصيغ وصيغ " كذلك" و " أيضا" اللتين ال ي شترط فيهما ذلك وال سيما في حالة المقبوس فيكون للم حال إليه األول عند وجوده المقبو س متنا ويكون ل ما يسبقه في حال وجوده في الهامش عند تعدد تلك المصادر في اإلحالة الواحدة. أيضا بعي ال بد من التنبيه إلى أن البحث التزم التقي د بالتشكيل الحرفي للمقبوس إال ما وجده من إغفال مط لهم ازت القطع. ولم ي ثبت في م ارجعه غير العنوانات التي أفاد منها مغفال ما أحال إليه لالطالع أو للتنبيه. كما حاول البحث االعتماد ما أمكنه ذلك على المفردة العربية وتحي ز ها عوضا عن اللفظة األعجمية المتحيزة الحرف العربي إذ وجد فيها خطورة تفوق الم اردف بلغته وحروفه ولذلك سيضعها م اردفة لها بعجمتها هذا باستثناء ما ينقله عن استخدام مفتاح من ألفاظ أعجمية فيضعها البحث بين إشارتي تنصيص وسيكر رها كلما خشي اللبس خاصة مع المفردات العربية التي ال تدل داللة محددة على نظيرها األعجمي مثل:)عقيدة/ Ideology ( )معرفة)نظرية..(/ Epistemology ( )غيبية/ Metaphysics (. ومن جهة أخرى فقد حرفين من حروف على البحث اعتمد اللهجات العربية األصيلة في تدوين بعض العربي وذلك للمحافظة على حدود التحيز بين األسماء األعجمية التي تخرج بعض أصواتها عن الفصيح واألعجمي ولتغطية المدلول الصوتي للفظ األعجمي والحرفان هما)چ گ( يضاف األصلين العربي إليهما الحرف الفارسي)پ(. وهذا يأتي انسجاما مع مفهوم التحيز موضوع البحث. وفيما يخص كثرة اإلحاالت واطالة الهوامش فالبحث لم يعتمد على المصادر والم ارجع لحشو الطرح وتضخيم المحتوى وانما كانت إحاالت تثبيت وشرعنة لمحتو ى هو من إنجاز البحث وب نياته ه

14 فكانت اإلحالة إلثبات مصداقية أوال ثم إلنبا ء عن دأب أو إللماح األصل فيما أ لصقت به التعريف )ال( ) ( العربي ولقد حذف البحث ضعف ما كان مجموعا حين لم في)بحث: البحث( بحسب التعبير النحوي يجد له سنده. وأما إطالة الهوامش فن ص مفتاح وتشعباته تفرض على البحث ذلك والهامش كما يصفه "ميتي ارن/ Mitterand.H" : يشكل البنية التحتية للمتن. ويمكن أن ي تأ سى بذلك فيقال :إنه أيضا أشبه بالبنية العميقة لنحو الرسالة عند التوليديين أو الهامش الذي يصارع المركز بحسب التفكيكيين. الحق وأخي ار يجدر بالبحث لفت النظر إلى اعتماده األسلوب الموائم للمادة المدروسة والمنه ج المتبع الذكر وذلك في أمور منها: توظيف بعض مصطلحات علم المنطق الصوري مثل "الكليات" والمقوالت" كذلك اإلفادة من بعض أع ارف البالغة العربية مث ل اعتماده على الجمل االسمية وال سيما عبا ارت التوكيد القائمة على إعادة ضمير المبتدأ عندما يكون السياق سياق تأكيد أو تخصيص أو تنويه. كما ركن البحث إلى مفهوم السياق في اإلحاالت التعريفية باألعالم وغيرهم فلم يح ل إال إذا جاء الم حال ألجله مهما للبحث. أو بحسب السياق الذي يحدد أهميته وال سيما مع األعالم المتكر رة الذكر فقد البحث استعاض بالحاجة السياقية ع وضا عن األولية. التكويني) Genetic )Structural ولقد اختار البحث المنهج البنيوي اختياره في المدخل. وت بعا لذلك فقد اقتضت خطة البحث النهائية أن تكون في د ارسته وسي دلل على سبب على الشكل التالي: مدخل يتبعها المقدمة يتم فيه تحديد معطيات العنوان لغة ومفهوما وما يقصده البحث منه وال سيما مفهوم الت حي ز إذ تجري محاولة تأصيله. كذلك ت ع ر ض فيه مسوغات اختيار المنهج المقر ر. الفصل األو ل)البنية التكوينية للمنهاجية الشمولية(: ويشتمل على عنوانين رئيسين األول: المصادر المعرفية للمنهاجية الشمولية الذي يسلط الضوء على العلوم الواقعة خارج نطاق األدب التي يفيد ويستفيد منها مفتاح في منهجه النقدي. والعنوان الثاني: المرجعية المنهجية للمنهاجية الشمولية الذي يبين المناهج النقدية التي يستعين بها مفتاح على بناء منهجه. -) ( ال بد أنه ليس من نافلة القول أو التزود إذا ما نوه البحث بأن معظم وليس ببعيد قول: ك ل مواطن االستشهاد في البحث وم ارجعه هي مواطن بكر ومن جهد البحث ذاته وليست مستوحاة أو مدلوال عليها من د ارسات سابقة. و

15 الثاني الفصل المعرفية الخلفيات الفصل هذا يعرض الشمولية(: المنهاجية عند العالم )رؤي)ة()ا( هي: رئيسة عنوانات أربعة خالل من مفتاح عند منهجها معالم وترسم الكتابة مفهوم تكون التي والغيبية الشمولية للمنهاجية المعرفية األسس ثم المثالية الشمولية والمبادئ ار وأخي المفاهيم الكتابة. في الثالث الفصل على لمفتاح النقدية الممارسة دور يتضح هنا الزمكانية(: القطبية ونقد )الماهية وهما: خاصة فلسفة منهما كل يمثل رئيسين عنوانين عبر النقدية ارت والتيا االتجاهات بعض نقد ارث الت أول عنوانا الغربية والمناهج ثانيا. عنوانا الرابع الفصل السابق للفصل متابعة هذا ويأتي والغرب(: الشمال بين )اله و ية النقدية الممارسة في البالغي: للدرس مفتاح نظرة يتناول إذ تحت عنوان: تحت وهذا البالغة جنس والغربي العربي متفاعلين أو منفصلين نوعين معهما وصنيعه ألعال م األدبية النقدية للنصوص تناوله في ي بحث ثم البالغة. عنوان: يحمل المحور وهذا ونهجا مولدا اإلسالمي الغرب لبالد تنتمي مخصوصة األعالم. الخاتمة: والموضوعات. النتائج أهم تضمن وت المصطلحات فهرسا ذلك يتلو ثم البحث. إليها توصل التي فحسب نقدا ليس مفتاح خطاب أن أولها ارفات االعت بعض بقيت بل ورؤيا. رؤية كثيرة وأبحاث رؤيا أو رؤية تحمل التي أنى ولكن أكثر القول وتستطيع مفتاح نصوص في قالت البحث هذا أمثال من ما توازي الذي الخطاب لهذا واالمتنان ارف االعت من البد وهنا مفتاح. خطاب من تنظيرها عليه تمارس التي النصوص من ألي التنك ر للبحث يمكن ال كذلك فيه. بحثه قاله ما أضعاف البحث طالب منه تعلم ال اإلفادة تجاهل فمهما اإلفادة قدر أو عنده قيمتها كانت مهما الموضوع هذا في عليها واطلع سبقته حرفا يضم أن له كان ما ألنه االستفادة ارن نك يستطيع أكتافها. على التسل ق لوال حرف إلى تصورها قدر على بدالالت محملة تجيء أن تحاول إذ الحروف وترتجف الكلمات تجمد ار وأخي المعروف حقيقة من بعض وهو صاحبها وعلى عليها المعروف لصاحب البحث فيتوجه والفضل وصديقا أبا كان الذي ميا صالح فاخر الدكتور األستاذ المشرف إلى واالمتنان الشكر بجزيل وصاحبه لصاحبه عنوانا االسم كان وان النصيب كل اسمه من له فهو نصيب اسمه من لكل كان فإن ومعلما. من واهلل وصاحبه. البحث إال يتحمله ال هفوات من كان وما فبفضله البحث جاد وما السمه. عنوان فهو يدانيه. شكر وال فضل ال الذي ذلك ارء و ز

16 ح

17 مدخل تمهيد عنوان الشيء الزم من لوازمه وجزء من ه و ي ته ومن محددات المكان الذي ينهض عليه. واذا كانت أسماؤنا عنوانات لنا وكان " الذي يرسم معالمه ويحدد تفاصيله. لذلك لكل من اسمه نصيب" فإنه بال شك عنوان البحث هو اسمه ) ( البد من الحديث عنه وبه على المستويين: األفقي والعمودي. ض ح ه. وي قال: هو 1 المنه)ا(ج/ المنه)ا(جي ة/ لغة : الن ه ج هو الطريق. ون ه ج لي األمر : أ و )1( مستقيم الم ن هاج والم ن ه ج: الطريق أيضا والجمع م ناه ج. وقد يأتي الم ن ه ج بمعنى الطريق الواضح كذلك الن ه ج. وأ ن ه ج الطريق أي: استبان وصار ن ه جا واضحا ب ينا. ون ه ج ت الطريق إذا أ ب ن ت ه وأ و ض ح ت ه )2( وكذلك إذا سلكته. وفالن ي ن ت ه ج سبيل فالن أي: يسلك مسلكه. وي قال: اعمل على ما ن ه ج ت ه لك. والم ن هاج كالم ن ه ج وصفا )3( وداللة على الطريق الواضحة. )4( أما اصطالحا فالمنهج في ت ارثنا النقدي هو الطريقة واألسلوب. ))الطريقة التي يسير عليها دارس ليصل إلى حقيقة وحديثا منهج البحث األدبي: ]علمية[ في موضوع من موضوعات تاريخ األدب أو تاريخ قضاياه منذ العزم على الد ارسة وتحديد الموضوع حتى تقديم ثمرة عمله إلى المشرفين أو الناقدين والقراء مقاال أو رسالة أو )5( كتابا.((. وكل منهج هو مفهوم متكون من مجموعة مفاهيم يتطلب فهمها مقد رة شخصي ة عالية وجهدا ثقافيا مهما وال تتوقف ممارسته على التطبيق فحسب بل تحتاج إلى )6( شروط الواقع الفكري واالجتماعي الذي يشكل حقل ممارستها. إعادة إنتاج قابلة للتبلور وفق على فهو خطة البحث للد ارسات األكاديمية ط ) (- الحديث عن العنوان ي قصد به التناول المعجمي واالصطالحي. والحديث به أي التناول الفلسفي والنقدي والمقصدي. 1 )1( مقاييس اللغة ابن فارس) أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا( تحقيق وضبط: عبدالسالم هارون دار الفكر دمشق سورية د 9191 م ماد ة] نهج [. )2( تاج اللغة وص حاح العربية الجوهري ( أبو نصر ( وآخرين ( دار الحديث القاهرة مصر د ط 9001 م ماد ة] نهج [. إسماعيل بن حماد الجوهري ( تحقيق واعادة )3( لسان العرب ابن منظور ( أبو الفضل محمد بن مكرم بن منظور ( تحقيق: مصر ط 9 د ت ماد ة] نهج [. )4( معجم النقد العربي القديم ( ج 9 ( د. أحمد مطلوب دار الشؤون الثقافي ة بغداد الع ارق ط م )5( منهج البحث األدبي د. علي جواد الطاهر مكتبة العاني بغداد الع ارق د ط 9190 م ترتيب: د. محمد محمد تامر عبداهلل علي الكبير ( وآخرين ( دار المعارف القاهرة ص )6( ينظر: في معرفة الن ص يمنى العيد دار اآلفاق الجديدة بيروت لبنان د ط 9191 م ص 999. ص 991.

18 )1( التي تقوم على آليتين رئيستين التحليل والتركيب. هاما تفاوت داللي )2( ) ( )). وامتالك المنهج يتطلب )) مقدرة شخصية وجهدا ثقافيا )3( لذلك ينبغي للباحث أن يكون قد امتلك األسباب التي تجعله أهال لمعاناة المنهج وال فرق يذكر ال لغة وال اصطالحا بين الم نهج والم نهجي ة أو الم ن هاج والم نهاجي ة غير أن هناك تضبطه اللغة على صعيد البنية العميقة حيث الوجود بالقوة معتمدة على الحرف المادي للمصدر الصناعي المتمث ل شكال وصوتا في الياء المشد دة المفتوحة. )4( المتحي ز إلى الرسم المنطقي ومسا ارته " اللغفكرية" أما ضمن وي وجد تفاوت آخر يقع ضمن دائرة االصطالح ضوابط اللغة فالمنهجية: تدل على الحركة الفاعلي ة المتأت ية من لبوسها صيغة المصدر الصناعي وأما ما يقع ضمن دائرة االصطالح المتدحرجة في مضمار ميالن الحي ز المنطقي فهي تعبير عن الحركة التفاعلي ة المتجاوزة للحركة الفاعلي ة أي إن المنه)ا(ج ) ( الرسم الماد ي هو ه ي ولي الشيء والمنه)ا(جي ة هي صورة الشيء إذ األو ل يشير إلى األول عليه وهو ما يقابل إلى القيمة الذهني ة المضافة إلى داللة 2 الشمولي ة لغة: العموم )Methodology( ي قال: ))شملهم ]من البابين ال اربع واألول[ على حين يشير اللفظ الثاني في معنى من معانيها. األمر يشمل هم ]ويشم لم. وهي )5( واردة في الصحاح[ إذا عم هم((. ويدل على دو ارن الشيء بالشيء وأخذه إياه من جميع جوانبه. وأ م ر شامل أي: هو عام. وش م ل ت الشاة إذا جعلت لها ش ماال وهو وعاء كالكيس ي وض ع فيه ال ضرع. وكذلك )6( ) ( ش م ل ت الن خ ل ة إذا شددت عليها أعذاق ها. والش م ل: االجتماع ي قال: جمع اهلل ش م ل ه م ما تشت ت من ينظر: معجم محمود محمد شاكر إعداد: منذر أبو شعر المكتب اإلسالمي بيروت/عمان لبنان/األردن ط م مادة )1( [ نهج[. ) (- )هاما ) هكذا وردت. والصحيح [ م ه ما [ )2(- في معرفة النص ص 999. )3(- معجم محمود محمد شاكر مادة [ نهج[. )4(- الرسم مصلح عربي يقابله )particular( يقوم على تعريف الشيء بالجنس والخاصة. ينظر: - معجم المصطلحات العلمية العربية للكندي والفا اربي والخوارزمي وابن سينا والغ ازلي تصنيف وتعليق: د. فايز الداية دار الفكر دمشق سوري ة ط م ص مفاتيح العلوم الخوارزمي) محمد بن أحمد ( م ارجعة وتعليق: محمد األدهمي مطبعة خليل عثمان القاهرة مصر ط م ص نقد العقل العربي)ج 9 ( د. الجابري )محمد عابد( مركز د ارسات الوحدة العربية بيروت لبنان ط م ص ) ( الهيولي: المادة بالقو ة أو بالفعل. والصورة: المفهوم الماهوي بالقو ة أو بالفعل. )5(- الص حاح مادة [ شمل ] -) ( هناك خطأ مخالف للنظام اللغوي للمعجمات يرد في سياق العبارة عند ابن فارس وهو ما ي عرف بااللتفات البالغي قد يكون ناتجا عن صنعة التحقيق إذ جاءت في الكتاب هكذا)شملت ]بضم التاء[ النخلة ]بالنصب على المفعولية[ إذا كانت تنفض حمل ها فش د ت أعذاق ها]بضم القاف على النيابة[ بق ط ع األكسية(. )6(- مقاييس اللغة مادة [ شمل [. 2

19 أمرهم )1( وكذلك فر ق اهلل ش م ل ه أي ما ت ج م ع من أمره. )2( تخرج منه يده. واش ت م ل عليه األمر : أحاط به. اصطالحا واش ت م ل بالثوب : أداره على جسده كله حتى ال الش مولي ة )universality( مفهوم يتحي ز الحقلين الس ياسي والحقوقي. ففي الحقل األو ل يطلق على (( نظام الحكم الج امع للسلطات كل ها إذ ي قال عنها نظام شمولي أي بيدها الس لطات التشريعي ة )3( والتنفيذية والقضائية واإلعالمية وما يتفر ع عنها من سلطات إدارية وثقافية واجتماعية ((. وأما الش مولية في القانوني )) الحقل فتعطي معنى الوصول والتضم ن أي وصول الحكم أو الت شريع إلى كل ما يقع ضمن دائرة الذ كر ]العهد الذ كري [ أو حي ز االجتهاد أو ما يتضم نه التشريع وما نص عليه القانون في مواده إذ ي قال مثال : هذا مشمول بالعف و رقم كذا)...( أو هذه قضية مشمولة بنص المادة كذا)...( من قانون كذا)...(. وهذه جملة قانونية شمولية أي كل محمول من مشموالتها التشريعي [ أي محموالتها ] اللفظية يتفر ع إلى جملة من القضايا ذات االرتباط )4( المتعد د الفروع((. وحين ي ارد تأصيل المصطلح في الن قد األدبي أو التمهيد لتأصيله بتهييء الضا م الحي ز له فإن ه ال ي عثر على تاريخ فاعل فيه وان ما ي حتاج معه إلى االستفادة من الحقل األم إذ نجد الش مولية: ))هي تلك الصفة في األدب التي تعطيه داللة ليست مقصورة على مكان معين أو زمان معين ويمتلك العمل األدبي تلك الصفة حينما يقد م انفعاالت وأفعاال جوهرية كل ية مشتركة بين كل القوى المتقد مة في جميع الحضا ارت )...( لذلك يظل )5( ذلك العمل حافال بالمعنى إلى زمن غير محدد ((. ي الحظ هنا أن الش مولية ليست مصطلحا قارا في نهج األدب ونقده وان ما تم اللجوء إلى الحقول المعرفي ة المجاورة الستعارة داللة المفهوم من بعضها ودال مفهوم مجاور من بعضها اآلخر حيث تمكن اللفظ األعجمي الش مولية والعالمية )universality( )6( في تلك اللغات مكان )comprehensive( كذلك لى تعطي معنى نفعيا على حين أن األ و يت ضح التقارب الداللي بين في إج ارئيا استغ ارقيا )1(- ينظر: لسان العرب مادة [ شمل ] )2(- ينظر: القاموس المحيط الفيروزآبادي )مجد الدين محمد بن يعقوب( إعداد وتقديم: محمد المرعشلي دار إحياء الت ارث العربي بيروت لبنان ط م ماد ة [ شمل ] )3(- تاريخ الدستور في البرلمانات التشريعية في القرن التاسع عشر)ج 9 ( د. الجنيد)عارف( الروضة الغناء مسقط ع مان د ط 9119 م ص 999. )4(- معجم األلفاظ القانونية رشيد)محمد هدي اهلل( و د. عبدالكريم)كريم( مكتبة عاطف القاهرة مصر ط م ص 109. )5(- معجم المصطلحات األدبية فتحي )إب ارهيم( المؤس سة العربية للناشرين المتحدين صفاقس تونس ط م ص 990. seen: MacMillan Dictionary, Martin H. Manser, MacMillan Education LTD, London and -)6( Basingstoke, 2 nd Edition, 1996,(universal), p

20 )1( اللغة العربية وآدابها. ويمكن القول إ ن المعطى الداللي العربي إما أن يكون أكثر غن ى واما أن )2( إليه أمر فيه نظر. يكون أكثر تشع با لذا فاألخذ باالستغناء عن المقارنة والض ب ع الت ح ي ز 3 التحي ز قديم قدم اإلنسان بل قدم الكون. والكتابة فيه قديمة قدم التدوين. وعمره هو عمر اإلنسان ممارسة وعمر الكتابة تدوينا. وهو مستمر زمنيا قديما وحديثا ومتواصل مكانيا شرقا وغربا. وهناك الكثير من األعمال الفلسفية والفكرية والعلمية في العالم العربي وغيره من الت حي ز.)Bias( مختلف اختالفا أصقاع المعمورة تحد ثت عن لكنما البحث هنا ال يريد هذه الكتابات وال يقصدها وان ما هو يجري في مضمار آخر يقترب من حدود القطيعة المعرفية / epistemological ي دخل وي دخ ل من خاللها إلى م ارم العنوان وم ارده في لذلك سي ل م ح إليها إلماما بعدها رحاب مصطلح أدبي نقدي وليد عاش جنينا في رحم الكتابات النقدية فطال حمله و ازد على المعهود حتى ملته األرحام وتعبت من أعبائه بطون الكتب إلى أن تجرأ من المستبشرون التح يز لغ ة في تجرأ وأعلن عن والدته مانحا إياه اسمه الذي طالما تلف ظ به األقارب العربي المعجم ز وهو الج م ع والض م وكل من ض م إلى نفسه : من الح و الس و ق اللي ن فيقال: حاز اإلبل ي ح وز ها ز والح ي ز: شيئا فقد حاز ه ح و از وح يازة واح تاز ه أيضا والح و وي ح يز ها. واأل ح و زي هو السائق الخفيف. وح و ز اإلبل : ساقها إلى الماء. والم حاو ز ة : الم خال طة. وت ح وز ت الح ية وت ح ي زت أي: ت ل وت كذلك يدل الفعل على الب ط ء في القيام. والح ي ز: ما انضم إلى الدار من زة. وانحاز عنه أي: ع د ل. وانحاز القوم: تركوا مركزهم آلخر. م ارفقها. وكل ناحية ح ي ز كذلك الح و )3( واالنحياز لألولياء وللعدو االنه ازم. وت حاو ز الفريقان في الحرب: انحاز كل فريق عن اآلخر. ويطلق زي واألحوزي : الجاد في أمره. وت ح يز عنه إذا ت ن حى. ز على الس ير الش ديد والر ويد)ضد(. والح و الح و والحوزي: الم ت ن ز ه الذي ي ن ف ر د بالمكان. وت ح ي ز على وزن ت ف ي ع ل وأصلها ت ح ي و ز ف قل بت الواو ياء للمجاورة ز : هي األرض والح و ازء: اسم للحرب. والح و وأ دغ مت بما قبلها. والت ح ي ز والت ح و ز : لغتان لمعن ى واحد. ز ة: كل ما ي ح فظ وي صان مثل الم لك ي ب ي نها الرجل ويجعل لها حدودا ممتلكها. وحوزة اإلسالم ح ماه. والح و )4( ز: الطبيعة من خير أو ش ر. وف ر ج الم أرة. ومرعى القوم. والح واز : ما يحوزه الج ع ل من الدحاريج. و الح و )1(- هناك من النقاد الحداثيين العرب من جعل مفهوم الشمولية م اردفا لإلنسانية وبهذا المعنى قدم الدكتور فاخر ميا معنى الشمولية في د ارسته شعر السياب. ي نظر: النظم اإلبداعي عند بدر شاكر السياب د. ميا)فاخر( دار بصمات الالذقية سورية ط ص )2(- الضبع إلى الشيء: الميل إليه والمبادرة فيه فاستعماله يعطي المعنيين معا. ي نظر: القاموس المحيط مادة ]ضبع[. )3(- ينظر:الص حاح مادة [ حوز ] )4(- ينظر: لسان العرب مادة [ حوز [. 4

21 ز ي ة: الناقة الم نحازة عن اإلبل أو التي الت ازل تريد السير عند توق ف القافلة أو ما كانت فيها صفات والح و )1( تجعلها أفضل نظي ارتها. 2 3 العربي: الت حيز مفهوما في الت ارث من الوجود بالقوة إلى العلم بالعدم يوجد ال في ت ارث العربية ال لغة وال علوما مصطلح إج ارئ ي يحمل اسم التحي ز. وان ما ظهر هذا المفهوم في العصور المتأخ رة على يد بعض كتاب المعجمات المفهومية واالصطالحية والفروق اللغوي ة للت ارث اإلسالمي الفلسفي والكالمي والفقهي والصوفي والنحوي والبالغي والعروضي. وأول مر ة ذ ك ر كان ذلك في كتاب " الكل يات " للكفوي )ت )3( باقي النسخ. والعبارة كما هي مخطوطة )2( 9019 ه(. (( : )4( وقد ورد المفهوم في نسخة مخطوطة واحدة دون الت حي ز: هو عبارة عن نسبة الجوهر إلى الحيز بأن ه فيه والحي ز: هو المكان أو تقدير المكان والم ارد بتقدير المكان كونه في المكان ولم نقل هو المكان ألن الم ت حي ز عندنا هو الج وهر )5( والحي ز من لوازم نفس الجوهر ال انفكاك له عنه ((. ويبدو أن بنية الكالم السابق تعاني خ ل ال على مستويين ) ( تركيبي لفظي معنوي على جهة الرفع. ثم في البنية العميقة مستوى البنية السطحية حيث يوجد تنافر يكم ن خلالن مت اربطان أو لهما لفظ "عندنا" إذ ال ي عثر على مثيل لها في أ سلوب الكفوي في جميع الكتاب كما أن مدلولها يعني أن ه يتحز ب للمذهب األشعري ضد قول بعض الفالسفة في "الج وهر القائم في ذاته". وكونه حنفي الت ف ق ه أشعري العقيدة ال يعني أن يعلن وقوفه خالف الفالسفة في مسألة ضعيفة في ص ل ب الفكر الذي خرجت منه ابتداء أهم مسائل وقضايا وتعاني اختالفا وعدم إجماع منهم أنفسهم. في حين إن هناك وأخطر مما تتبناها الفلسفة وتدخل في صميم العقيدة األشعري ة مرت في طيات )1(- القاموس المحيط مادة [ حوز [. وقد أورد البحث كل هذه الدالالت ألنها ستكون حاضرة في االصطالح وفاعلة في التحليل النقدي للمادة. )2(- ولد سنة) 9099 ه( في )كفا/كفه( بشبه جزيرة الق رم) Krym ( عمل قاضيا في مدينته وفي بغداد ثم في القدس حيث توفي. وقيل توفي في أستانبول. له مؤل فان آخ ارن: شرح قصيدة البردة وتحفة الشاهان الذي هو باللغة التركية. ي جيد اللغتين. ي نظر: األعالم)ج 9 ( الز ر گلي]بالكاف الفارسية المضمومة[)خير الدين( دار العلم للماليين بيروت لبنان ط م ص 19. كذلك: المنجد في األدب والعلوم ]م لحق بذيل المنجد في اللغة[ األب توتل اليسوعي ( فردينان ( دار المشرق بيروت لبنان ط م ماد ة ]أبو البقاء[ ]القرم[. )3(- وهذا خالف ما ذكره الدكتور علي صديقي في كتابه " التحي ز العربي للنقد الغربي" : من أن كشاف التهانوي أول من نص على المفهوم بصيغته المذكورة ص 91. وسيرد ثبت الكتاب الحقا. )4(- هي نسخة مخطوطة المكتبة األحمدية بحلب المرقومة ب : )991( صنف ( لغة(. علما أن نسخة بوالق المطبوعة وهي المعتمدة ال يوجد فيها ذكر للتحي ز. )5(- الكل يات معجم في المصطلحات والفروق اللغوية الكفوي ( أبو البقاء أي وب بن موسى الحسيني ( إعداد وم ارجعة ووضع فهارس: د. عدنان درويش ومحمد المصري مؤسسة الرسالة بيروت لبنان ط م ص 199. ) (- يعني أن السياق اللفظي غير مطابق أو منسجم مع المعنى والغلط في أحدهما وليس في كليهما فال يمكن أن يجتمعا وكذلك ال يمكن أن يرتفعا معا. وهذا هو مبدأ الثالث المرفوع. 5

22 الكتاب دون حساسي ة أو تعليق. وأما الخلل الثاني فينهض جليا فيما ي الحظ من تشابه داللي في كل ما يرد من زوائد المخطوطة األحمدي ة إذ يجمعها ناظم واحد أقرب فرضي ة كون ها صنيعة الن س اخ خصوصا إلى نمط الت عليق والحواشي ما ي رج ح أن اإلقحام واضح فيها عند ربطها بما حولها أو عند ربطها بتعريفات أ خرى ذات صلة متعل قة وارتباط واحد حيث ال ي رى ذاك الت واشج العضوي ال ذي عادة ما يكون )1( في المواضيع العائدة أل س واحد عندما تكون نتاج قريحة واحدة. ويبقى القول الفصل فيه ألهل الت حقيق وذوي االختصاص. وهذا كل ه يتعل ق ببنية العبارة ذاتها وانسجامها الداخلي من ناحية وببنيتها العضوية ضمن الم ؤ ل ف وانسجامها الخارجي من ناحية أ خرى. وباالنتقال من تحليل البنية ووجودها الماد ي إلى ) ( تفسيرها ووجودها الذاتي حيث يت ضح أن ها تأتي في سياق الفروق اللغوية ال االصطالحية. وأم ا ما جاء عند التهانوي)ت )2( 9989 ه( في كتابه " كشاف اصطالحات الفنون" فيقع في باب التجو ز والخروج من التحديد إلى التفسير وال يطابق واقع الحال حيث قال: )) التحيز: هو الحصول في )3( المكان((. وذهب إلى أفضلية تحديده بالحصول في الحي ز بدال من المكان )4( اللفظين. واشارة التهانوي هنا خاطئة لوقوع وان ت اردف القوالن لت اردف نوعين من الخلط فيها األ و ل لغو ي واآلخر معرفي. فعلى صعيد اللغة وعلى الر غم من تمك نه الم ص ط ل ح ي قد ق ي د تحت وط أة القياس اللغوي إلى الت وحيد بين المفهوم والمصطلح وذلك أن ه لما أرى في كتب المناطقة والمتكل مين وفي معجمات المصطلحات وجود تعابير تشتمل على ألفاظ الح ي ز ومشتقاته أجاز لنفسه أن يجاري اللغة في بابها فيحد د " الت حي ز" معن ى ويعطيه وجودا اصطالحيا. وهذا وان كان صحيحا في الت فسير اللغوي المعجمي فهو غير ذلك في التحديد االصطالحي إذ إن ه لم يذكر أحد من السابقين األو لين هذا اللفظ على صيغته ال تي أنجزها )1(- من مثل: الجزء الذي ال يتجزأ ص 999 / التجزؤ ص 199 / الحوز والحيازة ص 190 / الحي ز ص ) (- هنا تأتي أهمية االستعانة بالمفاهيم المنطقية/ الفلسفية ودورها لسد الثغ ارت اللغوي ة عند الحاجة وذلك عندما تقف قوانين التأويل 6 حائال دون االكتمال واتمام التفسير. فيكون هناك خيا ارن: إما الت وق ف واحت ارم اللغة ونظام تأويلها واما غض الطرف وتجاوز الحدود إيمانا باللعب اللغوي وتسليما بقدرة اللغة الالمحدود... وللخروج من هذا وذاك تصبح اإلفادة من الجهاز المفهومي المنطقي لتوسيع حدود التأويل ضرورة فيؤخ ذ بمفهوم " الشيء في ذاته" ) noumène ( ومعها يصير تجاوز الخلل البنيوي الذي كشف عنه التحليل إلى األخذ بمضمون العبارة على ع ال تها وقبولها ثم تفسيرها إج ارء يقع داخل نطاق حدود التأويل الجديدة. -)2( عالم موسوعي جليل اشتغل بالفقه والفلسفة والتاريخ والرياضيات والفلك ولد في )تهانه بهون( من ضواحي دلهي بالهند واليها ي نسب عربي النسب تأريخ ي والدته ووفاته تقريبيتان ي نظر: األعالم)ج 9 ( ص 918. كذلك: المنجد مادة]التهانوني[. )3(- كشاف اصطالحات الفنون والعلوم)ج 9 ( التهانوي ( محمد علي ( تحقيق: علي دحروج تقديم وم ارجعة: د. رفيق العجم ترجمة فارسية: د. عبداهلل الخالدي ترجمة غربية: د. جورج زيناتي مكتبة لبنان بيروت لبنان ط م ص 119. )4(- المرجع نفسه ص

23 )1( صاحب موسوعة كشاف االصطالحات. وأقدم إشارة في هذا الموضوع كانت بلفظ " الم ت حي ز" ال )2( الت ح ي ز. وهي عند الفا اربي )) يقول: المفردة عدا في كتابه " إحصاء العلوم" عند حديثه عن الجوهر عند المتكلمين حيث )3( وليس الم ارد بالجوهر الم ت ح ي ز كما يريده المتكلمون بل ما هو قائم بنفسه ال في موضوع((. وهذه اختالفها في الص يغة سياق العبارة يبي ن أن مؤداها لفظي ال اصطالحي وشرط االصالح قائم على الوجود الن ص ي ال المفهومي المعنوي وحده. وفيما يخص الخلط المعرفي فيقع في المفهوم ذاته ويعود أيضا إلى اللغة الذي يت بعه وذلك عندما ألمح و"المكان" و " الخالء". على حين إ ن منطق القياس على )4( إلى أن الحي ز هو الف ارغ مطلقا فيكون بذلك قد ساوى بين "الح ي ز" الفالسفة تقول باالفت ارق فتجعل أن الخالء )) بعد يمكن أن يفرض فيه )5( ) ( أبعاد ثالثة قائم ال في ماد ة من شأنه أن يمأله جسم ويخلو منه((. أي الموجود منطق وفق على بالقوة الفالسفة. بل إن الفا اربي يورد قوال يذهب أبعد من ذلك: )) الخالء عند القائلين به هو المكان المطلق الذي ال )6( ي نسب إلى متمك ن فيه وعند أكثر الفالسفة أن ه ال خالء في العالم وال خارج العالم ((. وما يعضد ما يذهب إليه البحث في القول بغلط التهانوي إضافة إلى ما ورد في التحديدين السابقين للخالء هو ما تسج له المعجمات المماثلة في حد التحي ز فقد جاء في كتاب " التعريفات" للشريف الج رجاني)ت )7( 999 ه( : 7 -)1( لو أن هذا المصطلح مستعمل لكان األجدى بفالسفة العرب األوائل تسجيله في مؤل فاتهم كالكندي )ت 990 ه( والفا اربي )ت 111 ه( والخوارزمي )ت 190 ه( وابن سينا )ت 999 ه( وابن رشد )ت 818 ه(. أو عند بعض أقطاب التصوف المشتغلين بالفلسفة والمنطق مثل الغ ازلي)ت 808 ه( والسهروردي )ت 899 ه(. )2(- أبو نصر محمد بن محمد بن طرخان ولد في )فا ارب( من أعمال خ رسان سنة) 990 ه( وتنقل بين بغداد وحران وحلب تثقف ثقافة فلسفية وفقهية وموسيقية عالية ل ق ب بالمعل م الثاني ويقال أن آلة القانون الموسيقية له أو طو رها عربيا. له العديد من المؤل فات منها: (آ ارء أهل المدينة الفاضلة تحصيل السعادة الجمع بين أري الحكيمين أفالطون وأرسطو الموسيقى الكبير...( توفي بحلب. ينظر: الموسوعة العربية العالمية مجموعة من المؤلفين وجزء من النسخة الدولية لدائرة المعارف العالمية) International )World Book الشاملة اإللكترونية الشابكة: أو ال اربط العربي : )المكتبة الشاملة(. المكتبة )3(- معجم المصلحات العلمية العربي ة)الكندي والفا اربي والخوارزمي وابن سينا والغ ازلي( تصنيف وتعليق: د. فايز الداية دار الفكر دمشق سورية ط م ص 999. )4(- ينظر:كشاف اصطالحات الفنون ص 998. ) (- [ قوائم ] في المرجع المذكور تاليا. وهكذا وردت بلفظ ]قائم[ في معجم المصطلحات العلمية العربية ص 157. فأخذ البحث باللفظ المنصوص آخذا بعين االعتبار القدرة العلمية والمكانة المرجعية للم ص ن ف. وكال اللفظين صحيح وهللا أعلم مع اختالف الموصوف ألن قوائم وصف ألبعاد الخالء التي هي الخالء مجز أ وقائم نعت للخالء نفسه... علما إ ن النسخة التي يعتمدها البحث لمعيار العلم ليست التي حققها الدكتور سليمان دنيا. )5(- معيار العلم في فن المنطق الغ ازلي )أبو حامد محمد بن أحمد( المطبعة العربي ة القاهرة مصر ط م ص 918. )6(- معجم المصطلحات العلمي ة العربي ة ص 999. هو الف ارغ الموهوم مع اعتبار أن ال]هكذا وردت[ يحصل فيه جسم" )ص 999 (. وهذا معنى قول التهانوي:" إ ن الخالء عندهم]المتكلمين[ أخص من الحيز ألن الخالء )7(- فيلسوف ومتكل م أشعري ولد سنة 990 ه بمدينة )ج رجان( ت وفي في شي ارز. ي نظر: المنجد مادة]الجرجاني[.

24 ))الحي ز عند المتكلمين هو الف ارغ المت وهم الذي يشغله شيء ممتد كالجسم أو غير ممتد كالجوهر الفرد وعند الحكماء: هو السطح الباطن من الحاوي المماس للسطح الظاهر من )1( المحوي((. والمعنى ذاته عند أبي البقاء الح سيني )2( الكفوي في "الك ل يات": )) الحيز كالسي د: الف ارغ الم ت ح ق ق عند افالطون أو الم ت و ه م عند المتكل مين((. الم ؤل ف ي ن السابقين يوجد "الحي ز الطبيعي" بمعنى المكان األصلي للشيء )3(. )4( كل ناحية فهي حي ز((. وهذه التعريفات تجعل وفي كال ويضيف صاحب "الكليات": (( الحيز هو المكان سواء أكان على الحقيقة أم على التوه م ولكن ها تخالف التهانوي إذ ال تقول ب" المكان المطلق" الذي هو الخالء. وهي مالحظة مهمة في البحث ألن ها تؤك د غلط ما بين يذهب إليه وخطأه باعتبار الت عاريف السابقة وفروقها واعتبار صنعته وقت تخلط )5( اللغة والمصطلح ونهج األصولي ين في مد القياس واستصحاب الحال : فالت حي ز وهو مصدر على وزن الت ف ع ل وحروف الزيادة فيه تفيد معنى البلوغ هو الحصول في المكان... والمكان هو الحي ز...والحي ز هذا في وجه هو الف ارغ مطلقا يعني أن التحي ز في وجه من الوجوه هو الحصول في الف ارغ المطلق... وهذا تأويل خطير إذ يجعل ال ذي يصير إلى نتائج غير مألوفة. والسي ما أن ه فهو ال يفر ق اسم الفاعل. االجتهاد الفرد الت حي ز على وذلك عن عمد هنا الت حي ز على الن ي ة. وللمتخي ل أن يتخي ل هذا التحديد قد قرن أيضا بين داللة المفهوم وأصوله ومشتقاته: بين " ت حي ز" المصدر "وت ح ي ز" الفعل "وح ي ز" المكان "والم تح ي ز" االصطالحي القائم على المواضعة ال القياس وال وهذا إج ارء ال ينسحب على الت حديد )6( ي. وسياق العبارة يؤك د أن المفردة جاء مؤداها لفظيا ال اصطالحيا وذلك بعد أن جعل وزن "التفع ل" وهو مصدر حروف الزيادة فيه تفيد التي )7( معنى البلوغ. وما يؤك د هذا أنه لم )1(- معجم التعريفات الشريف الجرجاني ( علي بن محمد ( تحقيق ود ارسة: محمد صد يق المنشاوي دار الفضيلة القاهرة مصر د ط د ت ص 91. )2(- الكليات ص 909. )3(- التعريفات ص 91. الكليات ص )4(- المرجع نفسه ص 190. )5(- استصحاب الحال مصطلح فقهي مالكي يعني: جعل الحكم الذي ثبت بالماضي بدليل مصاحبا لواقعته ومالزما لها مالم يأت دليل مناف. وقد أخذ النحاة وأهل اللغة بهذا األصل وغيره كثير وأجر وه في قياسهم. لمزيد من االطالع على هذه المسائل وحول األفغاني( سعيد دار الفكر بيروت لبنان د ط 9199 م االستفادة من أصول الفقه في اللغة عامة ي نظر : في أصول النحو ( ص )6(- جاء في كتاب التعريفات ص 99 :(( االصطالح: عبارة عن اتفاق قام على تسمية الشيء باسم ما ينقل عن موضعه األول. وهو اتفاق طائفة على وضع اللفظ بإ ازء المعنى... وهو إخ ارج اللفظ من معنى لغوي إلى آخر لمناسبة بينهما... وهو لفظ معين بين قوم معينين((. وبالمناسبة التهانوي يصف الجرجاني بالسيد الس ند ولم يذكر األخير مصطلح التحي ز. )7(- كثي ار ما يرد في كشاف التهانوي اسم الكفوي واألخذ عنه لذا يرج ح البحث اعتماد األول على الثاني في اقتباس المفهوم. وبالعموم فهذه المعجمات تجمع بين ما هو لغوي معجمي ومفهومي ومصطلحي. وهو أمر ال ت خط ئه العين. 8

25 يستعمل أحد من المناطقة وال من اإلشارة إلى ذلك على لفظة "الم ت ح ي ز" ال " الت ح ي ز". المتكلمين في كتاباتهم هذه الص يغة المفهومي ة وان ما كانوا يت كئون في )1( وهو مكان وجود ال جوهر الفرد. ويخرج البحث من العرض السابق ببعض المالحظات التي أ تيحت له: فال يوجد في ت ارثنا العربي مصطلح الت حي ز وان ما و ج دت مفردات م القية له في أصل االشتقاق ) 2 ( مثل: الم تحيز والحيز و" الحي ازن". كما أن الت حي ز مصدر لغوي يعطي معنى البلوغ المكاني أو االستعداد الت ج م عي للت ح و ل وهو في كال المدلولين ذو بعد حركي وهذه م الحظة م عطاه من الم عجمات اللغوي ة ال االصطالحية. واألمر اآلخر أ ن الكفوي أول من أورد " التح يز" مصطلحا. وفي هذا مسألتان إحداهما أن ه خارج عصر الت ارث واأل خرى أن مفردته أدخل في باب المفهوم منها في باب الم صطلح. 3 3 الت حيز مفهوما في الغرب )Bias( األجنبي )Bias( )3( في اللغتين: ما أن ي ذكر مفهوم التحي ز في لغتنا العربية حتى ي ستحضر م اردفه اإلنگليزية والفرنسية. وهذا االستخدام يؤك د ما يذهب إليه البحث بأن المضمار ال ذي يجري فيه شيء آخر مختلف وذلك ألن المفهوم الغربي ينحصر في معنى ضيق وي غ ط ي مساحة ضئيلة دالليا العربي المساحة الداللية التي عليها المفهوم معدود وفي األغلب يرد مفردا مقارنة مع. فمعنى التحي ز في معجم أ كسفورد: هو اسم معدود وغير يدل على إحساس داخلي قوي سواء أكان إيجابيا أم سلبيا تجاه مجموعة من البشر. كما ي ستخدم للداللة على امتالك ح ج ج غير عادلة. كذلك يرد بمعنى الت حي ز الس ياسي والميل لطرف على حساب طرف آخر بغير وجه حق. ومن معانيه التي يستعمل لها أيضا الت ح ي ز ضد الم أرة. كما يأتي إذا كان بصيغة المعدود فقط )biases( في سياق الت عبير عن النوازع الذهنية والميول والرغبات وتوجيه الملكات وانحيازها لتخص ص معي ن أو ممارسة. وي شير كذلك على شكل م حدد في تفصيل األلبسة وال سي ما األ ق م ص ة النسائية غير متساوية النهايات. وهو دائما يدل على اإلجحاف )prejudice( والهوى وعدم رؤية النتائج بشكل صحيح. ويجيء الت ح ي ز فعال داال على )1(- الجوهر الفرد: الجزء الذي ال يتجز أ ( الذ ر ة (. ي نظر: The Cambridge Dictionary of Philosophy, R. Audl, Published in the United States of America by Cambridge University Press, New York, 2 nd, كشاف اصطالحات الفنون ص معيار العلم في فن المنطق ص )2(- ي نظر: مفاتيح العلوم الخوارزمي ص 911. حيث ورد لفظ ]الحي ازن[ وهو مصطلح فلكي قديم يدل على مسارين مختلفين للكوكب - أحدهما في النهار واآلخر ليال يكون. -)3( بعض العرب يستخدم كلمة )spatialization( بمعنى احتالل المكان أو شغل حيز للداللة على الدال االعجمي المقابل للتحيز. وهذه ترجمة حرفية بديلة متحيزة وليست للتحيز أي تدل على التحي ز العربي وال تترجم التحي ز األجنبي وهي غير مستخدمة بهذا المعنى في الد ارسات الغربية. ومن ذلك أن معجم كامبريدج )Cambridge( الخاص بالمصطلحات الفلسفية ال يحتوي على هذه المفردة. ي نظر:

26 االنحياز الخطأ كاالنحياز اإلحصائي. كذلك يستعمل مفعوال به )biased( : منهجهم أسفر عن نتائج منحازة ) 1 (. )منحاز( فيقال مثال ويكشف هذا االستع ارض المعجمي في دوال أ كسفورد: عن أن الت حي ز هو االنحياز لجانب على حساب جانب آخر وهو في معظمه انحياز سلبي ما عدا دوال محدودة جدا على مستوى االنحياز الشخصي لعمل م حدد أو رغبة ما فهي هنا ذات م عط ى حيادي يحد ده السياق اللغوي أو الواقع )2( الماد ي. 3 4 الت حي ز في العلوم الحديثة وكتابات مابعد الحداثة (( هنا لن يكون تفريق بين العالمين: العربي واآلخر لزوال الفروق وأخذ الجميع من مشكاة داللية واحدة ولتداخل أغلب العلوم بحكم ظروف العصر وشروطه ففي " معجم مصطلحات العلوم االجتماعية" التحيز: اتجاه عقلي للحكم على األمور قبل الوقوف تماما على حقيقتها وذلك تحت تأثير التجارب السابقة أو بعض العوامل االنفعالية الذاتيةالتي تسبب الخطأ في الحكم. وأما العينةالمتحيزة فهي التي يتم تصميمها على نحو ال يجعلها ممثلة للمجتمع االصلي الذي س حبت منه. وي ستخدم في هذا السياق أيضا مصطلح استجابة م تحيزة وذلك لإلشارة إلى )3( إج ارءات البحث التي تدفع المبحوثين إلى اإلدالء بمعلومات غير صادقة((. ويورد صاحب القاموس "الشامل" للمصطلحات أنواعا من التحيز: التحيز الموجب والتحيز السلبي والتحيز الخافض والتحيز )4( التجريبي والت حي ز خارج العينة... كل حسب الحقل المعرفي أو نوع العالقة والتعامل القائمين ثم كل ها يجمعها خيط سلوكي ناظم يصوغ المعاني ذاتها فهو: تقدير غير )) Seen: Oxford Advanced Dictionary of Current English, A. S. Hornby and Michael Ashby, Oxford University Press,8 Th Edition, 2013,(bias),p.135 )2(- ال يوجد مصطلح غربي موحد يكافئ م عطى المفهوم العربي ل:)التحيز( وانما توجد عدة مصطلحات تجتمع دالالتها لتغطي المساحة -)1( الداللية للمفهوم العربي. وهذا ما حدا بأصحاب المعجمات والمترجمين إلى استخدام ترجمات متعد دة مثل) prejudice( )spatialization( )partiality (. وبعضهم أحجم عن إعطاء المقابل األجنبي واكتفى باللفظ العربي. ي نظر: كشاف اصطالحات الفنون ص 119 حيث ترجمة د. زيناتي )spatialization( معجم مصطلحات العلوم االجتماعية د. بدوي )أحمد زكي( مكتبة لبنان بيروت لبنان ط م صbias( 11 ( معجم مصطلحات العلوم االجتماعية المرجع نفسه صpartiality( 108 ). معجم مصطلحات العلوم االجتماعية المرجع نفسه صprejudice( 199 ) دليل الناقد األدبي: إضاءة ألكثر من سبعين تيا ار ومصطلحا نقديا معاص ار د. ميجان الرويلي و د. سعد البازعي المركز الثقافي العربي بيروت لبنان ط م ص 909 حيث أ كتفي باللفظ العربي فقط. ولكنه أشار لمفردة ألمانية( vorurteil ) هي تقابل المفردة اإلنگليزية.(prejudice) )3(- معجم مصطلحات العلوم االجتماعية ص الشامل: قاموس مصطلحات العلوم االجتماعية - إنجليزي عربي د. مصلح الصالح دار عالم الكتب الرياض المملكة -)4( 11 العربية السعودية ط م ص

27 صحيح أو تشويه أو تحريف يؤث ر في نتائج البحث وعدم إعطاء جميع وحدات المجتمع فرصا متساوية في التمثيل في العينة المحسوبة مما يجعلها متميزة وال تمثل المجتمع الذي س حبت منه تمثيال صادقا (( )1(. وهناك كثير من الد ارسات التي عالجت الت ح ي ز ظاهرة وجودي ة متعد دة الحاالت : فردي ة اجتماعي ة إنسانية علمية... مختلفة المجاالت : في الحقول النفسية والتربوية واللغوية والتأويلية والسياسية... ومن أبرز إشكاليات التحي ز التي تجتذب الكتابة حولها: المركزي ة األ وروبية centrism( )Euro واالنحياز للثقافة الغربية وسيطرة الثوابت المعرفية والعقدية على حساب تهميش المتحو الت المتحر كة فكان ظهور أعمال نقدية جديدة سعت لكسر هيمنة المركزيات الالتاريخية وساهمت في إف ارز تصنيفات نقدية جديدة تحت قيد تخصيص الكتابة وت ن ه ي ج ها مثل: مابعد االستعمار) Post-colonialism ( )Feminist( )Gender( الت ف ك ي ك ي ة) Deconstruction ( واآلخر) Other )The والجنوسة و الن س و ي ة و الد ارسات الثقافية/ تناولت الت حي ازت المعرفية )2(. الم ثاقفة...)Cultural Theory/Acculturation( وهناك قسم من هذه الد في المجاالت النظرية ذات المنهجية الت جريبية أو التقعيدية مثل ارسات تحي ز )3( المصطلحات لحقلها العلمي األم ال ذي خرجت منه أو إلى التي صاغتها. لغتها األ ولى كما و جدت بحوث ت عنى بالتحي ازت في المجاالت العلمية والبيئية التطبيقية مثل تحيز المضادات الجرثومية والتوصيفات الطبابية لبي ئ تها الجغ ارفية األصلية وما كان لذلك من أثر معرفي يؤص ل مفهوم التحيز )4( مفهوما كونيا وقانونا للحياة. )1(- الشامل ص 98. )2(- يدخل في هذا النوع كتابات جاك دريدا) Derrida.J( وشكري عياد وصامويل هنتنغتون) Huntington.S(.p وادوارد سعيد).S )Edward وفينسنت ليتش) Leitch.V( وطه عبد الرحمن. ي نظر مثال المؤلفات التالية: األدب في عالم متغير د. عياد )شكري( الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة مصر ط م. االستش ارق: المفاهيم الغربية للشرق سعيد)إدوارد( ترجمة: د. محمد عناني رؤية للنشر والتوزيع القاهرة مصر ط م. الفلسفة والت رجمة د. عبدالرحمن)طه( المركز الثقافي العربي بيروت/الدار البيضاء لبنان/المغرب ط م. الكتابة واالختالف دريدا )جاك( ترجمة: كاظم جهاد دار توبقال الدار البيضاء المغرب ط م. مشكاة المفاهيم: النقد المعرفي والمثاقفة مفتاح)محمد( المركز الثقافي العربي بيروت/الدار البيضاء لبنان/المغرب ط م. - من نحن: التحديات التي تواجه اله و ي ة األمريكية ترجمة: حسام الدين خض ور دار ال أري للنشر دمشق سورية ط م. )3(- ي نظر: القول الفلسفي: كتاب المفهوم والتأثيل د. عبدالرحمن)طه( المركز الثقافي العربي بيروت/الدار البيضاء 9111 م. لبنان/المغرب ط 9 - )4(- من ذلك مثال عدم فائدة العقاقير الطبية المستخدمة ضد أم ارض الرشح والز كام في الب ارزيل مثال للمرضى الذين يعيشون في سورية. 11

28 )1( واذما نحا البحث نحو عوارض هذه الكتابة وتفصيالتها فإن القائمة تطول وليس لذكرها أ فول غير أن البحث سيتوقف عند بعض التقييدات التقولبية: الم ع طى المفهومي و االصطالحي للتحي ز م عطى واحد في الكتابات الم عاصرة سواء أكان باللغة العربية أم بلغات المركزية األ روبية. وهذا على مستوى الجنس العالي للتحيز في التفاصيل وما تنطوي عليه من قضايا ومسائل وعقائد وعادات ومقارنات. يعيش التحي ز يأتي لكن النزغ والكتابات األعجمية ارتباطات : عقدية )ideological( ونفسية )psychological( وعرقية )ethnical( ومعرفية )epistemological( واختصاصية.)professional( العربي المكافئ ل:( Bias ) هو االنحياز. والمكافئ األعجمي األدق للتحي ز: (localize) ) ( أو) spatiality( )posturing ( (positionality) ) ( المفردات دالليا. علما أن اللفظ العربي ي غطي هذه جميع في االصطالح حينما ي ارد البحث في هذا الحقل الفكري الن قدي ذي البعد الفلسفي فإن ه ال ي عثر على تعريف نقدي محدد "جامع مانع " في المفهوم وهذا يعود لسببين رئيسين مت اربطين ت اربطا جدليا وسببيا تفاعليا : األول قلة المصادر ورب ما يصح القول بندرتها ذات الفائدة التي تدور مضامينها على هذا أ ريد ت المؤل فات التي ك تبت في الموضوع نص ا فإنه الكتب التي جعلت ماد تها كاملة تنص الموضوع واذا بال شك س ي ق ر ر ن د رتها. أما إذما أ ريدت تلك عليه باالسم وتضبطه بالمعنى التخرج عنه فهي تكاد أو ال. ومعظم ما ك ت ب وي ك ت ب في هذا الموضوع مقاالت تعود لحقول علمية متباينة متباعدة الن س ب االختالف فيها أقوى من الت شابه ماد ة ونهجا وهي فوق ذلك متباينة الت ناول والقضم والخضم والهضم والت ركيب والمآل ويتبع ذلك اختالف في تحديد المفهوم ومن ث م فهمه في مرحلة الحقة. وأما ما جاء في المقاالت واألبحاث الد ورية أو حتى الكتب النقدية ذات الصلة فهي ال ت ذكر في مي ازن هذا الحقل وتقويمه ألن ها )1(- )الفصل والعرض(: مفهومان كليان) predicable ( في علم المنطق. وقد جرت العادة اللغوية على استخدامهما بالمعنى التقريبي على أن أسالفنا اللغويين من نح ويين وبالغيين استعملوا هذه الكل يات األرسطية بمعناها المنطقي الدقيق على وفق منهجية لغوية علمية فذة وهذا ما سيحاول البحث اقتفاءه. ي نظر: - الفروق اللغوية العسكري)أبوهالل الحسن بن عبداهلل بن سهل( تعليق ووضع حواشي: محمد عيون السود دار الكتب العلمية بيروت لبنان ط م البابين: الثامن والحادي عشر. - المنزع البديع في تجنيس أساليب البديع السجلماسي )أبو محمد القاسم ( تحقيق: عالل الغازي مكتبة المعارف الرباط المغرب ط م ص ) (- هذه المفردة تتقاطع مع تحديد "التهانوي" للت ح ي ز. -) ( المفردة األخيرة من اقت ارح الدكتور: أحمد العيسى: المدرس في قسم اللغة اإلنگليزية جامعة تشرين الالذقية/ سورية. 12

29 إشا ارت متفرقة هنا وهناك ضمن هذه الف قر ة أو جاءت مفردة في سطر عن م ح د دها االصطالحي. )1( بعيدة الصلة بجذرها اللغوي هذا عن السبب األول. وأما الثاني حول ما أ سلف فيكمن في افتقار تلك الكتابات النظرية إلى الماد ة الت حليلي ة الت طبيقي ة الداعمة لما هو موجود في حي ز الت نظير وان و ج دت فهي تشكو الض عف في ماد تها فال تص ل إلى مستوى األفكار ال تي تناقشها الن ظري ة. وهذان السببان هما ما يقعان و ارء عدم ضبط المفهوم وتشت ت ه. وقبل ذكر الت جارب ال تي خاضت في هذا الموضوع والش روع في تسجيل أهم اإلشا ارت الواردة حول تحديد هذا المفهوم االصطالحي وتعريفه ال بد من تقييد أهم مالمح الت شت ت وسماته ال تي ينطوي عليها المفهوم ثم تلك ال تي تنطوي عليه. عرفي (epistemological( للمفهوم وطغيان العامل الطبقي الم ارفق وتلك هي: ضعف األصل الم ثم حمل الخاص ية الز ئبقي ة في له وتهميش المستوى األ فقي لصالح المستوى العمود ي في حركة المفهوم اتجاه حركة المفهوم وثباته إضافة إلى ارتباط الت حي ز باإلشكال صناعة ومحتوى. وأما فيما تنطوي عليه فتكمن في الحضور الق ب لي لالستقطابات المركزية المهيمنة و الر صد المجهري للمفهوم سكونا وحركة. كذلك االبتداء من الوجودي ة وتجاهل االبتدء بالت وليدية. وي ضاف إليها تأثير القوة الصارمة على ) 2 ( ي :)ideological( بشكلين ثم حضور/غياب الجانب الع ق د القوة الناعمة في قيادة وتوجيه حركة المفهوم مغاليين. ومن ذلك أيضا تغليب الزاوية الحادة لله و ية على حساب النزعة اإلنسانية. هذه أهم مالمح الت ش ت ت التي تحص لت من ق ارءة أشهر ماد و ن في هذا المفهوم تجريدا وتنظي ار وتطبيقا. وهي كما أ سلف من الحديث تت ص ف بالفقر كما وكيفا وأقرب إلى االنطباعية منها إلى العلم ويجد ر بها أن ت الزم رسم الكتابة لغة وليس البحث مفهوما. وبالعودة إلى االصطالح فإن ه اليوجد حتى تاريخه وهذا في حدود اسق ارءات البحث تعريف جامع مانع ي جت مع عليه كما ورد آنفا في )1(- ي نظر من ذلك مثال : - - مقاربة الخطاب الن قدي المغربي: الت أسيس د. أقضاض )محمد( شركة المدارس الدار البيضاء المغرب ط م ص 998 حيث ورد: " العمل األدبي أكبر من أن ت قطع أوصاله بسكين النقد الذي ال بد أن يقع تحت الت ح يز السياسي واأليديولوجي لألدب" الن قد األدبي الحديث: قضاياه ومناهجه د. هويدي)صالح( دار الت ارث القاهرة مصر ط م ص 981 حيث جاء في سطر : " الت حيز عند ستنالي هايمن..." )2(- القوة الصارمة والقوة الناعمة: مفهومان ثقافيان/سياسيان للكاتب األمريكي )جوزيف ناي(. وتم اللجوء لهما توصيفا هنا لحضورهما الفاعل في ميدان الكتابات الن قدية في التحي ز واألو ل يعني التأثي ارت البنيوية في المجتمعات والد ول نتيجة القوتين: االقتصادية والعسكرية. وأما القوة الناعمة: فهي التأثي ارت الحضارية واأليديولوجية لآلخر. وهناك مقال غير مترجم من مقتنيات والد صاحب البحث يعود لهذا الكاتب جاء تحت عنوان: الطبيعية الم تغيرة للقوة العالمية. ي نظر: The Changing Nature of World Power", Joseph S. Nye, Political Science Quarterly, 105, Summer 1990, pp

30 مختلف األوساط العلمية والحقول المعرفية المعنية بالموضوع وان ما هي توصيفات معرفية ومقاربات تحليلية دون مستوى الحد الن قدي وي مكن أن ت جمل تلك األسباب آنفة الذكر في ثالث عبا ارت للت ذ كير والتأكيد تبي ن الموقف من جميع وجوهه الممكنة والمتاحة للبحث وهي: االقتصار على الكتابة الوضعية اآلنية السطحية وضعف المادة التطبيقية واختالف التجارب ت بعا الختالف الحقول العلمية وما يتبع ذلك من اختالف في الفهم والتوصيف. ومن جاء في كتابات تلك التعريفات االصطالحية التي يمكن أن يرك ن إليها البحث مبدئيا ويسير في ركابها ما "عبد الوهاب المسيري" الت حي ز يكون في: (( انعكاس فلسفة أية حضارة في أشكالها الفن ية )1( والمعمارية وعدم القدرة على الفصل بين المادة وفلسفة الن ظر لها]هكذا[ أو بين المعنى والمبنى ((. وقريب من هذا ما ذكره مؤل فا كتاب دليل الناقد األدبي عن الت حي ز وهو: )) ارتباط الثقافة ومنتجاتها بالخصائص الممي زة )2( لتلك الث قافة وبالظروف الزمانية والمكانية التي حكمت تشكل تلك الث قافة ومنتجاتها في مرحلة معي نة((. وأيضا هناك تعريف للدكتور )3( " ارسم بد ارن" وهو باحث في مجال الهندسة المعمارية اإلسالمية وتاريخها يقول فيه بعد أن يتحد ث عن الت حي ز لغة: )) الت حيز معناه: شغل المكان أي االنص ارف بالمكان واضافته إلى شخص ما وهو أساس الت م لك(( )4(. أما الدكتور "عبدالحليم عبدالحليم" )5( فهو يقول بالت حديد السلبي لهذا المفهوم: )) الت حيز في جوهره حجب إل اردة الحق وتحد للسعي نحو الت عر ف على الحق والت عبير عنه ي رى وي فهم من الت عريفات الس ابقة مدار نقطتين. )6( )) مهمتين األ ولى: ارتباط الت حي ز بجنس الخصوصية وما يتفرع عنها من أنواع وفصول )7( مثل: الخصوصية الثقافية أو المكانية أو العرقية أو الد ينية. وأيضا مثل: الخصوصية الثقافية الد ينية أو العرقي ة المكاني ة... وهلم جرا. وأما الن قطة الثانية فهي ارتباطه الت حي ز بجنس القيمة بنوعيها اإليجابي والسلبي كما يمكن أن ت سج ل على التعريف األخير المالحظة الت الية: وهي على الر غم من الش حنة العاطفية التي يحملها هذا الت عريف التي قد تقف به عند )1(- إشكالية التحي ز في الفن والعمارة: رؤية معرفية ودعوة لالجتهاد تحرير وتقديم: أ. د. عبدالوهاب المسيري )تأليف مشترك( دار السالم للنشر القاهرة مصر ط م ص 8. )2(- دليل الناقد األدبي ص 909. )3(- مهندس فلسطيني أردني مقدسي المولد) 9198 م( ي عد أحد أعالم العمارة على الصعيدين العربي والغربي. )4(- إشكالية الت حي ز في الفن والعمارة ص 901. )5(- لم يتمكن البحث من الحصول على ترجمة له غير أنه أحد المؤلفين المشاركين في كتاب إشكالية التحي ز. وقد اقت بس التعريف ألهمية داللته. )6(- المرجع نفسه ص 990. )7(- الكل يات الخمس) predicable (: الجنس النوع الفصل الخاص العرض. ينظر: تاريخ الفلسفة القديمة والوسيطة طيب تيزيني وغسان فينانس مطبعة جامعة دمشق دمشق سورية د ط 9199 م ص

31 االصطالحي حدود الت عريف دون التحديد عالية في رسم مسار آليته الحركي ة )1(. ) ( إال أن ه مقو م أساس من مقو مات المفهوم التي ت سهم بفاعلية هذه هي ع صا ارت المفهوم تنظي ار وآلي ة التي ت م ك ن البحث من استخ ارجها استق ارء واستنتاجا وال حاجة إلثباتها برهانا وذلك ألن ها ليست قضية البحث أو ال وثانيا ألن ما سيتلوها من ذكر لتلك الكتابات مع توصيف نقدي موجز لها يؤك د تلك الع صا ارت التي ال يقول البحث بتغطيتها الحصرية وان ما الباب ) ( مفتوح لكل ق ارءة في هذا المجال سابقة وهي معدومة نصا أو تالية وهذه أ م ن ي ة مأمولة لهذا البحث. وبالعودة إلى ما ك تب في الت حي ز على ضبط حرف الضاد يمكن وصفها شروعا بأن ها تجارب تأسيسية مات ازل في طور البدايات بما يحمله هذا الطور من خصائص ولوازم تتناسل عن هاتين مه د بهما للدخول إلى ف ناء تلك الورقات المدونة. وهي كما ذ كرت إجماال آنفا الص فتين اللتين )2( ت ص ن ف في ثالثة خواص كيفية تتقس م ها ثالثة عو ارض كم ية. أما باعتبار الخاص فهي ص ن ف يدور حول الموضوع وآخر ين ص عليه وأخير مشغول به ال يخرج عنه وأما ما هو باعتبار العرض فمنها ما هو كل ومنها ما هو جزء وقسم يكون جزءا من كل. ) ( النظرية ) ( وهذا التصنيف والتقسيم األول أنه إج ارء تجريدي نقدي يقع على مستوى ينطوي على أمرين الواقعي على مستوى للبنية الس طحية ال يلبث أن يضمحل في تضاعيف المادة وجريانها البنية العميقة إذ تختلط األنواع تحت جنس الصلة. واألمر اآلخر أن هذا الفرز التحديدي يعود لهذا البحث وينفرد به وهو ناتج عن بحث استق ارئي حاز على عناصر ذات بنيات تركيبية اتصالية علمية لها طاقات قاعدية مك نته من متابعة ما وقف عنده االستق ارء واتمام ما تبقى من ش ذ ارت خارج حدوده على وفق الم ح د دات االستداللية. وهذا االنف ارد ليس انف ارد اختالف عن متشابه وانما هو انف ارد وجودي الجنسي اختالف عن اختالف ولهذا تأتى له وصف االنف ارد التصاله بمعنى االنف ارد الن وعي )3(. النوعي فهو يقع ضمن دائرة الوجود الجنسي والعدم ) ontological ( ال ) (- كل تحديد تعريف وليس العكس. )1(- هناك تعريف أخر للتحي ز يطرحه المسيري:"فإن التحيز يعني االنضمام والموافقة في الرأي وتبني رؤية ما ورفض الرؤى األخرى". ي نظر: إصدا ارت المعهد العالمي للفكر اإلسالمي)المجلد األول( إعداد: د. العساسي)عبدالناصر زكي( مركز الد ارسات المعرفية القاهرة مصر دط 9099 م. ص 999. وهو ال يقدم رؤيته مصادرة علمية لجميع العلوم بل يقول:" يجب أن يجتهد الباحثون كل في تخصصه لتقديم د ارسات حول التعريف بقضية التحيز")ص 999 (. -) ( في نقد النقد )2(- نائب الفاعل ضمير يعود على البحث وينحصر له كذلك رؤية التقسيم. -) ( التصنيف متعلق بالجنس والتقسيم بالنوع والعالقة بينهما سببية اط ارديه. -) ( النظرية هنا لغة ال اصطالحا. )3(- االنف ارد يستلزم النظير النوعي المتشابه أو الجنسي المختلف. فإذا انعدم النظير دخل حيز الفردانية. ي نظر: 15

32 التحيز الجنس كتابة النوع ممارسة)إنتاج( نقد)تنظير( الفصل ال تخرج عنه تنص عليه تدور حول الموضوع الخاص جزء من كل)باب العدم والوجود بالقوة( جزء من ك ل جزء منفرد)مقال( كل من كل )كتاب( العرض مخطط لتصنيف وتقسيم الكتابات في التحيز ويأتي في مقدمة هذه المؤلفات أهمية وتخص صا كتاب إشكالية التحي ز لمجموعة من المؤلفين يصدرون عن مشارب علمية مختلفة. بعضها علوم تجريبية مثل الهندسة والتصوير والتقنيات الصوتية والموسيقا. وأخرى نظرية مثل التاريخ والفقه. صدرت طبعته األ ولى عن المعهد العالمي للفكر اإلسالمي سنة) 9119 م( ثم تبعتها طبعتان أ خريان وبعد عش ر سنوات من تاريخه قامت دار أخرى بنشره وهي "دار السالم" القاهرية الم ختص ة بنشر الكتب الت ارثية والحاصلة على جائزة الثقافة المصرية ألفضل ناشر ثالث مرات. وقد أشرف على تحرير الكتاب والتقديم له "عبدالوهاب المسيري" )1(. وعنوان الكتاب ي فصح عن محتواه وي جمله فهو يناقش أشكال الت حي ز المكانية والثقافية وما ي ارفق ذلك من إشكاليات االنحياز لآلخر مع ما يتبعه من ردود أفعال توازيها زمانيا ومكانيا وتعاكسها اتجاهيا. وأهمية الكتاب ليست اقت ارنية وال ذاتية إنما تأسيسية ألنها تؤس س لمفهوم حداثي جديد اصطالحيا بعد أن تنقله من حيز الوعي الممكن إلى حيز الوعي الفعلي. وأما ما يتعلق بالقيمتين االقت ارنية والذاتية فالبحث ي سجل عليه الهنات التالية: ضعف المحتوى مقارنة مع قوة العنوان إذ ال تخرج مادته عن المباشرة والسطحية والشكلية والحركة الظاهرية المادية للتحي ز. كذلك وحدة الكتاب ليست قصدية أو ابتدائية وانما هي وحدة جمعية إذ هو مجموعة مقاالت عربية ومترجمة ج م عت في كتاب واحد. هذا باإلضافة إلى ارتباط حركة التحي ز في مادة الكتاب بردة الفعل ال الفعل اإليجابي الم ن ت ج للوعي ابتداء. واألهم أ ن مادة الكتاب كانت قريبة الصلة بموضوع األدب ولكنها ليست هي األدب أو النقد األدبي إال في حدو د ضيقة وانما هي في فن العمارة والسينما على مستوى صناعة الصورة والصوت وكذلك في أشياء متعلقة بالفقه والدين وعلم االجتماع. - القضايا اإليمانية د. موسى)كامل( و د. معروف)نايف( دار النفائس بيروت لبنان ط م ص 919. )1(- مفكر اجتماعي مصري وأحد أعالم الفكر العربي المعاصر) 9119 م م( له سلسلة "الصهيونية" 16

33 وقد كان مقر ار أن تتوالى إصدا ارت أخرى تحت هذا العنوان يتولى اإلش ارف عليها المسيري ضمن مشروع نقدي متكامل يشمل قطاعات معرفية جديدة بغية الوصول إلى صياغة نظرية عامة في التحي ز. وقد ع قد له مؤتمر تأسيسي بإدارة المعهد العالمي للفكر اإلسالمي الذي تعهد المشروع وكان مأموال أن يكون األدب قريبا ضمن هذا المشروع لكن ما كان في المحصول غير ما في المأمول فتوقف المشروع عند حدود التأسيس ولم ي كتب له المسير واالكتمال والوصول إلى مبتغاه حيث يكون هناك حقل نقدي خاص يحمل اسم المصطلح ع ل ما عليه يكون نواة لنظرية معرفية متكاملة. وقد يكون هناك اختالف ووجهات نظر حول الم ارحل التي قطعها هذا العمل لكنما مما ال شك فيه إنه في أقصى احتماالت وصوله هو متوق ف عند حدود النظرية ولقد اقتصرت الجهود بعدها على كتابات فردية كلها تستضيء بجهود الدكتور "المسيري" وهي جميعها: إما تستخدم المفهوم مقتصرة على معناه اللغوي دون االصطالحي واما تستخدم ما ي اردفه من مفردات تحمل معناه دون لفظه. "سعد وتستثنى في مجال النقد األدبي من هذا التوصيف البازعي" )1( الذي عمل على إنتاج أكثر من د ارسة في هذا المجال )2(. حتى الوريث الشرعي لهذا المصطلح بعد بين التحي ز الثقافي والت حي ز الن قدي األدبي وهذا ربما التأسيسية أيا كانت فلذلك يلجأ تجربتان يتيمتان: إحداهما تعود إلى الناقد يمكن القول إنه أصبح "المسيري". لكنما يأخذ البحث عليه المالحظات التالية وأولها "البازعي" بدايات االنطالق ضمن مضمار الن قد األدبي. "المسيري" الجمع يعود لسمة الفقر والقلة التي ت ارود البدايات إلى الحقول المعرفية اال خرى ليستقرض تجاربها ويرفد بها التأث ر ليس بتجر بة أيضا "المسيري" فقط وانما بروح في هذا المجال وما تحمله من نزعة عقدية/ ideological وان كانت عند المسيري أكثر تذوقا وهضما للمادة وهذا يعود بحسب البحث لدور البيئة التي يخرج منها كال الرجلين. )1(- ناقد سعودي ولد في مدينة )الرياض( حاصل على درجة الدكتو اره في األدب اإلنگليزي من جامعة پردو األمريكية. سنة 9191 م )2(- "للبازعي" بحث منشور بعنوان:" ما و ارء المنهج: تحي ازت النقد األدبي الغربي". ثم أ لح ق بمقاالت لكتاب آخرين وأ دم جت هذه المقاالت في كتاب مجموع تحت اسم:" إشكالية التحي ز في المنهج: دعوة لفتح باب االجتهاد" وهو اسم عنوان لبحث كان قد ن شر سابقا للدكتور "المسيري" وتحول الحقا لي صبح مقدمة وافتتاحا لهذه المقاالت.... وله أيضا تأليف مشترك مع الدكتور ميجان الرويلي في كتاب يعرضان فيه الحديث عن مجموعة من التيا ارت والمفاهيم ويشتمل هذا المؤل ف على مفهوم الت حي ز حيث يعرضه عرضا نقديا دقيقا كما هو متداول على الساحة النقدية ممارسة وتنظي ار يتضح من خاللها أنه ي ارد لهذا المفهوم أن يتحول إلى مصطلح نقدي م مار س وا ن كان ي الحظ من العرض أنه ما ي ازل يدور في الفلك السابق. و"للبازعي" أعمال أ خ ر تدعم هذا المشروع االصطالحي ولكنها أقل درجة مما سبق. ي نظر له: - االختالف الثقافي وثقافة اآلخر المركز الثقافي العربي بيروت/الدار البيضاء لبنان/المغرب ط م. - استقبال اآلخر: الغرب في الن قد العربي الحديث المركز الثقافي العربي بيروت/الدار البيضاء ط م. - المكون اليهودي في الحضارة الغربية المركز الثقافي العربي بيروت/الدار البيضاء لبنان/المغرب ط م. 17

34 هذا عن تجر بة "البازعي" أما التجر بة األ خرى فتعود للباحث المغربي" علي صديقي )1( " الذي تو ج ) ( الغربي ". وقد التزم فيه جهود ه في هذا المجال بالمؤ ل ف الذي ط بع تحت عنوان " الت حي ز العربي للنقد الباحث معطيات المدلول بحسب ما حدده سابقاه. والكتاب يأتي بمدخل وفصلين عدا الخاتمة حيث يعرض في المدخل التحي ز لغة واصطالحا ويحدد خصائصه وأنواعه كما جاءت عند "المسيري" ويوجز بعض الممارسات النقدية في الت ارث العربي التي تندرج ضمن معنى الت حي ز دون اسمه ويذيل ذلك بالتفاتة سريعة لجهود "المسيري" و"البازعي" في هذا المجال ثم يتناول في الفصل األو ل الت حي ز عند تيار الحداثة المازني" و"سيد قطب" و"ميخائيل نعيمة" ثم "طه حسين" و"محمد مندور". الن قدي وهم "العقاد" و" ويجعل "صديقي" الفصل الثاني معظمه لنقاد ما بعد الحداثة تيار البنيوية وتفر عاتها: "شكري فيصل" الغذامي" و"سيد بح اروي" باإلضافة إلى "الجابري" و"مرتاض" و"مفتاح" و" ب ن يس" و"فاضل ثامر" و" و" رأ گون". ويتنبه البحث لبعض األمور التي يقيدها على هذا الكتاب )2( وهي التجميعية على مواد الفصل الثاني. إضافة إلى الكتاب وافتقاره للقول الن قدي الجديد في الموضوع باستثناء ثالثة طغيان الطبيعة التاريخية مواضع جاءت في مد المفهوم على أعمال نقدية تقع خارج نطاق االختصاص واستثمارها في توسيع مساحة هذا الحقل. وي الحظ أن جميع من جاء في الفصل األول ويمكن أن نستثني طه حسين من أصحاب االتجاه الر ومانسي في اإلبداع والنقد والتفكير. كما أنه قد وضع تحي ز سيد قطب بغض الن ظر عن صوابيته بهذا المعنى المأخوذ للت حي ز ضمن الفصل الثاني وكان أجدى به أن يكون ضمن ثم اشتمال المؤل ف الفصل األو ل. أيضا تقسيمه لتحي ز الن قاد صنفين: كلي وتلفيقي هو أمر غير دقيق. على أعمال نقدية غير أدبية وهذا يؤكد استم ارر أزمة الحقل الن قدي األدبي في القدرة على بلوغ االكتفاء الذاتي لسد حاجات هذا المصطلح. األدبي العربي ومعظمها أهمها ألنه ثمة أعمال نقدية أخرى تلك أهم محطات المفهوم في ال ن قد تذكر الت حي ز نصا بمعناه اللغوي أو معن ى مستعينة بسياقات لغوية م اردفة. وذلك مثل بعض أعمال الناقدين "عبداهلل إب ارهيم" و"محمد أقضاض". وأما على الصعيد غير األدبي فهناك أعمال وبحوث عديدة سابقة على جهود "المسيري" ومثلها تالية. لكن التحيز مصطلحا نقديا أدبيا ال ي عثر له على أصل معرفي/ epistemological ولهذا اقتصر البحث في تقديمه للتحي ز على حكاية " إ نما التأسيس في هذه الت جارب المذكورة ". وهي وان كانت تشكو البدء غير المحض متلوة بمحاوالت تمحيضية ت نب ئ بالمزيد أي إ ن "للمسيري" بذرة التأسيس و"للبازعي" فضل الت خصيص و"لعلي صديقي" والت سويق ورفادته. ولهذا أيضا كانت هذه الت جار ب تشك ل األعظم في حقلها. إرفاد الد عم )1(- ولد سنة ) 9199 م( في مدينة )الناظور( حاصل على درجة)الدكتو اره( في األدب العربي لديه العديد من األبحاث المنشورة. 18 -) ( الصواب في العنوان أن يكون على هذا النحو: " التحيز العربي إلى النقد الغربي " قال تعالى: أو متحيزا إلى فئة األنفال )61(. )2(- التحيز العربي للنقد الغربي د. صديقي )علي حمادي( المجلة العربية الرياض المملكة العربية الس عودية د ط 9919 ه.

35 4 اإلشكالية لغة واصطالحا: الش كل هو الش ب ه والم ثل. وأشكل األمر: ال ت ب س. وأمور أ ش كال: م ل ت ب سة. وبينهم أ ش ك ل ة أي ل ب س. وش ك ل ت الكتاب : أعجمته أما )1( وأزلت ما فيه من ال ت باس. وحرف م ش كل: م ل ت بس. واستشكل األمر كان بمعنى ال تبس. كذلك استشكل عليه األمر: إذا أورد عليه إشكاال وهو أمر يوجب )2( ال تباسا في الفهم. واإلشكال هو مصدر للفعل الر باعي أ ش ك ل. )3( اإلشكالية االصطالح :)Problematic( من يكون الصناعي للفعل الر باعي المذكور التي تنقله إلى حيز فهي المصدر وهو صفة لما هو مشتبه ملتبس وي قر ر من دون دليل كاف. واإلشكالي عند كانط :)Kant( القضايا التي يكون الحكم فيها ممكنا بالوجهين اإليجاب والسلب وتصديق العقل بها )5( ما(( دون دلي ل )4(. وقد تكون عند آخرين في )) السياقات الفكرية واآليديولوجية التي تحيط بفكرة ما أو تيار نقد الن قد 5 النقد لغة) Criticism (: إب ارز الشيء وبروزه. ومن هذا الباب: نقد الد ارهم أي كشف عن حالها وما يعتريها من جودة وغير ذلك فيقال: د رهم ن ق د أي واز ن جيد كأن ه والقول البن فارس قد ك شف عن حاله فع ل م. وتقول العرب: ما ازل فالن ي ن ق د وفي الصحاح: ينقد بصره إلى الشيء إذا لم يزل ينظر إليه )6(. وناقدت فالنا في األمر: ناقشت ه فيه )7(. ون ق د أنفه بإصبعه: ضربها كذلك ن ق د الطائر الفخ إذا ن ق ره بمنقاره. والن ق د ت ق ش ر في الحافر وتآكل في األسنان. ون ق د الج ذ ع : أ ر ض. وانتقدته األ ر ض ة : أكلته فتركته. )8( أجوف )1(- لسان العرب ماد ة ]شكل[ )2(- المعجم الوسيط مصطفى )إب ارهيم( وآخرون دار الفكر دمشق سورية د ط د ت ماد ة ]شكل[ )3(- يالحظ في العقود األخيرة ميل إلى استعمال هذا المصطلح في فی العنوانات النقدية واللغوية من ذلك ينظر: )إشكالية تأصيل الحداثة في الخطاب النقدي العربي المعاصر: عبدالغني بارة( )إشكالية تأصيل المنهج في النقد الر وائي الغربي: د. عبد العالي بو طيب( )إشكالية المصطلح النقدي: ميلود منقور( )إشكالية المعنى الش عري عند عبد القاهر الجرجاني: د. صالح بن سعيد الز ه ارني( )إشكالية المنهج في اللسانيات الحديثة: العربي سليمان( )إشكالية المنهج في النقد الحديث: د. صالح فضل( )اللغة الثانية: في إشكالية المنهج والنظرية والمصطلح في الخطاب النقدي العربي الحديث: د. فاضل تامر( )نظرية النص في البحث اللساني الحديث: د ارسة في إشكالية المفهوم والتعريف والمصطلح: د. مجيد مطشر عامر( )4(- معجم المصطلحات الفلسفية د. سعيد )جالل الدين( دار الجنوب تونس تونس د ط 9009 م ص 999. )5(- حوار مع عبد العزيز حمودة سالم )ممدوح( مجلة الواحة الرياض شوال 9999 ه ص 19. )6(- مقاييس اللغة مادة [ نقد [. )7(- الصحاح مادة [ نقد [. )8(- لسان العرب مادة [ نقد [. 19

36 )1( عربي النقد اصطالحا: نقد الش عر عند ق دامة بن جعفر) ه( صاحب أول كتاب يحمل اسم الن ق د عنوانا هو ))علم جيده من رديئه(( )2( وهو أ ولى بالش عر من سائر العلوم األ خرى التي ت عنى بوزنه وعروضه وقوافيه ولغته ومعانيه وجميع علوم الش عر معروفة ومحددة ومتفق عليها أما نقده فما ازل الناس يخبطون في ذلك منذ تفق هوا في العلوم )3(. ويقول شوقي ضيف: )) النقد تحليل القطع األدبية وتقدير ما لها من قيمة فنية(( األدبي )). والنقد )4( وتحكم(( )5(. تحليل متعدد الجوانب مبني على إمعان الفكر وهو عملية تز ن وتقوم 1 5 نق)د()ذ()ض( النقد... من الشيء إلى الشيء لذاته )Meta-Criticism( ي عر ف جابر ع صفور هذا المصطلح بقوله: وأما نقد النقد أو ما بعد النقد فإنه متصل )) ) ( بالهرمينوطيقا وان تميز عنها إذ إنه بمثابة دائرة الم ارجعة في النشاط المرتبط باألدب)...( وهو قول آخر عن الن قد يدور حول م ارجعة )) القول الن قدي(( ذاته وفحصه وأعني م ارجعة مصطلحات الن قد وبنيته المنطقية ومبادئه األساسية وفرضياته الت فسيرية وأدواته اإلج ارئية)...( هو عملية م ارجعة تشبه في جذرها العملية التي ت ارجع بها نفسها اللغة باستخدام كلماتها(( )6(. وكان استخدامه أوال تودوروف )Todorov( )8(. تركيبيا لغويا "نقد النقد" )Critique du Critique ( وصفيا )7(. أما انطالقته االصطالحية سنة فجاءت مع كتاب ) 9199 م( وان كان العنوان يختلف )1(- ناقد وعالم وفيلسوف ب ص ري شهد بفضله كثير من العلماء واختلفوا حول صنيعه ومزجه بين الفلسفة ونقد الشعر. ي نظر: الموسوعة الشاملة ]قدامة[. كذلك مقدمة المحق ق لكتابه المذكور الحقا ص )2(- نقد الشعر قدامة )أبو الفرج بن جعفر( تحقيق وتعليق: د. محمد عبدالمنعم خفاجي دار الكتب العلمية بيروت لبنان د ط د ت ص )3(- المرجع نفسه ص )4(- النقد ضيف )شوقي( دار المعارف القاهرة مصر ط م ص 1. )5(- معجم المصطلحات األدبية ص 110. ) (- يذهب كثير من النحويين واللغويين في عصرنا الحديث إلى عدم جواز تعدي الفعل)ماز( بغير حرف الجر)من(. كذلك ال يجيزون استعمال مفردة)مثابة( عوضا عن مدلول )منزلة أو مكانة...(. )6(- ق ارءة في نقاد نجيب محفوظ: مالحظات أولية عصفور )جابر( فصول م 9 ع 1 إبريل 9199 ص )7( ي نظر: التيا ارت المعاصرة في النقد األدبي د. طبانه )بدوي( دار المريخ الرياض السعودية ط م ص 89. حيث يذكر المؤلف أن العقاد صدر ديوانه)بعد األعاصير( بمقدمة بعنوان " نقد النقد". وعلى هذا يكون أول من استخدم المصطلح إذ كان ذلك سنة ) 1551 م( وان بقي ضمن دائرة التركيب الوصفي. -)8( Todorov) )Tzvetan و د)ل 9111 م(: أحد أهم أقطاب النقد األدبي في العصرين الحديث والمعاصر فرنسي الجنسية.

37 ( عن مضمون الكتاب كما يرى ذلك المترجم )1( فهو نقد ح واري وليس نقد نقد كما ي فهم من المصطلح اليوم الذي أخذ ي تداول استخدامه في الد ارسات النقدية األدبية في العالم العربي منذ العقد الثامن القرن العشرين ثم شاع وكثر مع والبحوث ويكون عنوانا لها من العقد التالي وصار ي طرح في المناقشات والن دوات و يذكر في المقاالت بدءا من مؤ ل ف عبدالعزيز قلقيلة " نقد النقد في الت ارث العربي " إذ ارحت تترى بعدها األعمال ال تي تتعنون به عنوانا رئيسا أو فرعا )2(. وتشهد ساحة األدب في هذا المجال في السنوات األخيرة. الن قدية ازديادا مطردا األدبي العربي يكاد ينفرد بهذا المصطلح عربيا نوعا وجنسا أي على المستويين: ويبدو أن الن قد 3( األدبي الغربي ال ي عثر األدبي والمعرفي العربيين وكذلك على صعيد النقد األدبي عامة ففي الن قد على استخدام لهذا المصطلح بصيغتيه( criticism (critique of أو.)meta-criticism( وعمل تودوروف يتيم هناك أو يكاد والصيغة األ ولى أصبحت تشير في نطاق ضيق إذا ما وردت إلى المقالة وليس إلى نقد الن قد. النقد فقد تجاوزها أما الثانية زمنيا وهي النقدية ت ترجم بترجمات مختلفة مثل: نقد النقد وما بعد النقد وما فوق إلى مصطلح آخر هو "النظرية األدبية" Theory( )The Literary الذي أخد ينافس مناهج وتيا ارت نقدية غربية مثل البنيوية )Structuralism( والسيميائية )Semiology( والتفكيكية )1(- نقد النقد: رواية تعلم تودوروف )تزفيتان( ترجمة: سامي سويدان م ارجعة: د. ليليان سويدان دار الشؤن الثقافية العامة بغداد الع ارق ط م ص 99. )2(- هذا ثبت تعاقبي بالكتب العربية المنشورة التي جاء المصطلح في عنواناتها ي نظر: )3( نقد الن قد في الت ارث العربي]عدد الصفحات 918 [ قلقيلة)عبده عبدالعزيز( مكتبة األنگلو المصرية االسكندرية مصر د ط 9198 م. مساهمة في نقد النقد األدبي]الص فحات 991 [ د. سليمان)نبيل( دار الطليعة بيروت لبنان ط م. نقد النقد وتنظير النقد العربي المعاصر]الص فحات 189 [ الدغمومي )محمد( مشو ارت كلية اآلداب رقم 99 الرباط المغرب ط م. أ طروحة الث قافة الخليجية في نقد الن قد األدبي العماني المعاصر]الص فحات 899 [ د. علوش)سعيد( فيدبرنت الرباط المغرب 9000 م. تحليل الخطاب األدبي ط م. على ضوء المناهج النقدية الحداثية: د ارسة في نقد النقد] 191 [ عزام )محمد( اتحاد الكتاب العرب دمشق سورية حفريات نقدية: د ارسات في نقد النقد العربي المعاصر]الصفحات 190 [ د. أحمد )سامي سليمان( مركز الحضارة العربية 9009 م. تلقي موسم الهجرة إلى الش مال نقديا : د ارسة في نقد النقد]الص فحات 999 [ د. قرعان)فاطمة( أمانة ع مان الكبرى مسقط ط م. في نقد الن قد األندلسي]الص فحات 990 [ عبدالواحد)محمد عمر( دار الهدى ط م. د ارسات في نقد النقد]الص فحات 991 [ د. برهم [ لطفية إب ارهيم[ دار الينابيع دمشق سورية ط م. الن قد العربي الجديد: مقاربة في نقد الن قد]الص فحات 981 [ د. عيالن )عمر( الدار العربية للعلوم تونس تونس ط م. نقد النقد في الت ارث العربي: كتاب المثل السائر أنموذجا خالد بن محمد بن السيابي دار جرير مسقط عمان ط م. ممن يذهبون إلى هذا ال أري الدكتور الدغمومي في ورقة عمل ق دمت لجامعة محمد الخامس ون شرت في المرجع اآلتي بعنوان)انتقال المفاهيم: نقد النقد(. ي نظر: انتقال الن ظريات والمفاهيم مجموعة من الباحثين منشو ارت كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية 99 جامعة محمد الخامس بالرباط المغرب ط م ص

38 )Deconstruction( والسيما أنه يحتويها جميعا ولهذا ي مكن الز عم أن هذا المفهوم/المصطلح الن قدي إن لم يك عربيا بالوالدة فهو عربي بالتبن ي والحياة. وهنا يبرز اآلتي: هل التساؤل كان هذا الوقف في االستعمال ي عد تأخ ار في مواكبة الت طو ر الن قد ي األدبي كما هو حاصل عند الغرب أم يصير خصوصية وتفر دا. وهذا ر ب ما بات أم ار محتمل الضدين حسب التعبير البالغي أو ر ب ما يقع تحت مناط الفرض الثالث المرفوع ع ىل وفق الت فسير المنطقي. وهو إلى تبعية ر ب ما الثانية أقرب أي إن ه ال تأخ ر وال م ناق ض له كما أن ه ال خصوصية وال ما يناقض ها وذلك ألن نقد الن قد مستمر في األدب الغربي وان كان دون اسمه )1(. وبالمقابل فإن النقد نقد سواء كان تنظي ار أم تطبيقا )2( إذ ال فرق إن كان موضوع الن قد ديوان شعر أو كتاب في السيميائية ف م ن يحلل القصيدة يمارس الن قد ومن يدرس مرب ع غريماس) Griemas ( يمارس الن قد وما ينتج عن العملين: هو خطاب في الن قد األول: نشاط إبداعي تحليلي يحاور إبداعيا تركيبيا )3(. )) والثاني: نشاطا خطاب يبحث في مبادئ الن قد ولغته االصطالحية وآلياته اإلج ارئية وأدواته الت حليلية(( )4(. وال ي لغي الوحدة كون اختالف المنزعين إذ ينزع األول نزعا ر ؤ ي ويا جماليا واآلخر نزوعا )1(- معظم ما كتب عن المناهج الن قدية وتيا ارتها وأعالمها هو في باب نقد الن قد من ذلك على سبيل المثال ينظر: - بؤس البنيوية: األدب والنظرية األدبية جاكبسون)ليوناردو( ترجمة: ثائر عبود اتحاد كتاب الرباط الرباط المغرب ط م. - عصر البنيوية كيروزيل)إديث( ترجمة: جابر عصفور دار سعاد الصباح الكويت الكويت ط م. - مدخل إلى مناهج الن قد األدبي مجموعة من المؤلفين ترجمة: د. رضوان ظاظا م ارجعة: د. المنصف الشنوفي عالم المعرفة الكويت الكويت مايو/ 9119 م. - مقدمة في نظرية األدب إيغلتون)تيري( ترجمة: أحمد حسان الهيئة العامة لقصور الثقافة القاهرة مصر د ط 9119 م. - النظرية األدبية ويليك)رينيه( وأ وستن وارين تعريب: د. عادل سالمة دار المريخ الرياض السعودية د ط 9119 م. - النظرية األدبية كالر)جوناثان( ترجمة رشاد عبدالقاهر و ازرة الثقافة دمشق سورية ط م. - النظرية األدبية المعاصرة سلدن) ارمان( ترجمة: جابر عصفور دار قباء القاهرة مصر د ط 9119 م. - الن قد األدبي والعلوم اإلنسانية كابانس )جان لويس( ترجمة: فهد عكام دار الفكر دمشق سورية د ط 9199 م. )2(- يتصدى الدغمومي لهذا اإلشكال ويحاول أن يخرج بق ارءة تاريخية مقارنة تنتج مفهوما "أبيستمولوجيا" جديدا مختلفا ومستقال عن النقد األدبي. لكن البحث يق أره تصو ار نقديا مضطربا م د ر كا من كاتبه أوال الذي لم يطاوعه نصه لما أ ارده له ي نظر: انتقال النظريات والمفاهيم ص )3(- مدخل إلى مناهج الن قد األدبي مجموعة من المؤلفين ترجمة: د. رضوان ظاظا م ارجعة: د. المنصف الشنوفي عالم المعرفة 999 الكويت الكويت مايو/ 9119 م ص 9. )4(- في الوعي بمصطلح نقد الن قد وعوامل ظهوره د. القسنطيني )نجوى الرياحي( مجلة عالم الفكر العدد 9 المجلد 19 يوليو 22 سبتمبر 9001 م ص 18.

39 تفسيريا فلسفيا ألن ه في كل نقد هناك الش عري والفلسفي وان ما طبيعة الن ص هي ما تحد د الن وع الغالب فيهما. وأما عن الت سمية والمصطلح فلهذا شأن آخر يغنيه إذ إن في تركيبه أم ار فيه نظر من ازويتين: إحداهما متصلة ب ن س ب العربية وأ صولها البالغية واأل خرى متعل قة بمنطق الن قد وأصوله الوضعية. فمن جهة اللغة وقواعدها وأع ارفها البالغية ال تجيز العربية إضافة الشيء إلى نفسه بمعناه )1( وهذا يجعل عدم إجازتها إضافته إلى نفسه مكر ار بلفظه ومعناه أ ولى وأحق. ومن ذلك ما حصل من تبديل للقب الخليفة الر اشدي الثاني من خليفة خليفة رسول اهلل إلى أمير للمؤمنين مع أفضلية اللقب األو ل. وال ي ستعمل هذا التركيب إال في اإلسناد الوصفي التعريفي ال اإلسناد الخبري المخصوص بالع ل مية )2(. وما جاء عند الجرجاني )3( عبدالقاهر من تعبير " معنى المعنى )4( " فهو وصف بالغي وتعبير شعري ورد في سياق تحليلي. ومثل هذا يقال فيما ورد عند بعض متفلسفة البالغيين )5( والمتصوفة وبعض الم ؤ و لين من مثل: إشارة اإلشارة ويقين اليقين. وهذه تعابير في باب الش عرية والوجدانية أدخل منها في باب العلم والمنطق )6(. ويمكن االستعانة ببعض معطيات المنهج التكويني وعلى وجه الخصوص رؤية العالم من المعرفي الفاعل في وجوده من داخل حقل الد ارسات النقدية إذ يجيز الذهاب في تفسير الميل المنظور نحو هذه التسمية الوصفية إلى ما تحمله من د اللة أبوية/بطريركية تستند على إرث استعالئي قديم يرى في النقد ح)ا(كما على النص وموجها لحركة اإلبداع الجديدة باالتكاء على العلم بالسابق فطالما ذكرت ذاكرة النقد األدبي حاالت عديدة ي ح كم فيها الناقد في وثاق القصائد ورقاب الشع ارء فيرد ويصد ويرفع ويحط هذه الرؤية األبوية للنقد وما تعطيه فيكون نقد النقد أب و األب.. من شمولية ليس من الصعب مدها لتطول فتلتف حول ذاتها )1(- اإلنصاف في مسائل الخالف بين النحويين البصريين والكوفيين ابن األنباري)أبو البركات عبدالرحمن ( تحقيق: د. جودة مبروك محمد مبروك م ارجعة: د. رمضان عبدالتواب مكتبة الخانجي القاهرة مصر ط 9 دت ]المسألة 99 [. )2(- من أمثلة ذلك في العربية: الفرق بين ابن االبن والحفيد وأب األب والجد ورسول رسول اهلل ورسول الن بي. / عبد القاهر الجرجاني إمام في البالغة العربية توفي سنة ) 999 ه 9099 م ) ينسب إلى مدينة )ج رجان( أو)غ نباد -)3( قابوس/ Kabus )Gonbad مدينة إي ارنية شمالي جرجان الحالية وشرق بحر قزوين هي ج رجان سابقا. ينظر: المنجد في اآلداب والعلوم مادة ]الجرجاني[. دالئل اإلعجاز الجرجاني )أبو بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن( ق ارءة وتعليق: محمود محمد شاكر مطبعة المدني القاهرة -)4( مصر ط م ص 991. )5(- المنزع البديع في تجنيس أساليب البديع السجلماسي )أبو محمد القاسم ( تقديم وتحقيق: عالل الغازي مكتبة المعارف الرباط المغرب ط م ص )6(- ترفض الوضعية المنطقية ممثلة بلغوييها على الد وام هذه التعابير اللغوية التي ي سم يها كارناب) Carnap ( الجمل العاطفية الفارغة. ي نظر: تاريخ الفلسفة الحديثة مجموعة من المؤلفين مطبعة خالد بن الوليد دمشق سورية د ط 9199 ص

40 وبعد شرعيتي التأثيل واالسمية اللتين حاول البحث التساؤل حب ار عنهما تأتي إشكاليتان سرمديتان في حي ز الممارسة طالما يعث ر بحبره النقد بهما وهو م ر م ي بهما منذ زمن أال وهما: حجب الن ص وطغيان الن قد )1(. مفتاح 6 : اإلنسان والموضوع الغزواني هو الدكتور محمد وتتعاضد في ساحاتها الثقافتان الشعبية مفتاح ولد سنة) 9199 م( في بيئة يمتزج فيها الشعري والصوفي و العال مة. حصل على درجة الدكتو اره سنة ) 9199 م( عن أطروحته " التيار الصوفي والمجتمع بالغرب اإلسالمي في القرن الثامن للهجرة) 14 م(" وكانت تحت إش ارف الدكتور الج ازئري "محمد أرگون" تتميز سنو حياته بالعطاء المعرفي المتواصل والمتميز حصل على العديد من الجوائز المحلية والعربية والعالمية: )جائزة المغرب الكبرى للكتاب في اآلداب والفنون: مرتين 9199 م/ 9119 م(.)جائزة العويس 9008 م(. )جائزة ازيد 9099 م(.)جائزة فيصل العالمية 9099 م(. 7 مقاصد البحث )Strategies( هناك بعض األمور يجدر بالبحث اإلشارة إليها حتى تكون مالمح االسمية في العنوان أكثر وضوحا ويساعد على التقليل من تشتت الجموح الداللي الصادر عن الطاقة المعجمية للغة. اللفظ 7 1 األول والبداية يسجل من الم ن هاجية... عمر في أسبقية ولماذا التدوين جرى وهي استخدمها يحفظها أسبقية بدل الم ن ه ج ية عند الكريم الق رنآ له مفتاح في.. سورة تاريخ إ ن المائدة )2(. ولكن البحث ال يعتقد أن مفتاحا انحاز لهذا السبق الزمني وانما يرجح أخذه بجهة أخرى مختلفة من جهات األسبقية أال وهي األسبقية النقدية التي يتحصل عليها هذا اللفظ أيضا إذ كان المتقدم في ي في كتابه المعروف دخول عنوانات الكتب القائمة على األدب ونقده وهو ما جاء عند حازم القرطاجن واألدبي أم أل ن حازما األندلسي "منهاج البلغاء وس ارج األدباء" ولكن هل لهذا التاريخ اللغوي والنفد ي المغاربي سبق إليه! )1(- اختار البحث لفظ ]اإلشكالية[ لما تعطيه من الوصفية الحيادية في تبني المواقف وكونهما من القضايا التي تثار من أقالم ذات مشارب مختلفة وليس أدل على ذلك من هذين المرجعين النقديين اللذين يتطرقان للقضايا ذاتها وهذا على سبيل المثل والغيض من الفيض ال الحصر المستحيل. ينظر: - مدخل إلى مناهج النقداألدبي ص الم اريا المحدبة: من البنيوية إلى التفكيكية د. حمودة )عبد العزيز( عالم المعرفة 919 الكويت 9119 م ص )2(- لكل جعلنا منكم ش رعة وم ن هاجا المائدة ]99[. 24

41 يشتمل البحث عن أما عليها من التحيز اللفظ اإلسناد فالبحث والسيما الوصفي المعطيات من يستفيد الحركي الم عطى البعد االقتر اني على مستوى له الداللية: والداللة الصناعة يعطيه هذا الوصف من حيادية تجعله يأخذ بها ويتبناها. المعجمية المكانية النحوية والمفهومية التي المادية واالصطالحية وكذلك يشغلها. التي يفيد للعنوان " تحي زاتها اإلشكالية " وما وفيما يتعلق بنقد النقد فالبحث يذهب إلى تقسيم نتاج مفتاح نوعين تحت جنس الكتابة نوع في Cultural الثقافي/المعرفي) )Theory of Literature وآخر في النقد نظرية األدب/الش عري ة) Poetry /.)Criticism وهما يختلطان لديه في حاالت عديدة مع ما ي عرف بالمثاقفة) Acculturation ( ويقع تحت كل منهما تفاصيل كتابية أ خرى ونقد النقد أحد هذي الفصول الواقعة ضمن النوع األول أي هي الكتابات التي تناولت حازما والسجلماسي وابن البناء وفي حدود ضيقة بعض آ ارء ابن رشد وابن خلدون فيما هو ذو صلة باألدب وتلك الرؤيات الم ؤل فة على بعض من علوم البالغة العربية وقواعدها القارة ومقارنتها بما ك تب حول جنسها أو في مواضيع شعرية متقاطعة جاءت في بعض الكتابات النقدية الغربية. 2 7 المنهج بين سؤالين هنا ال بد من وضع المنهج بين سؤالين: ما ذا... ول م ذا... التكويني والفلسفة العقلية. على وفق اصطالحات البنيوي ي ارد لهذا البحث طريقة م حددة ترس م معالمه واما ألن مادته فرضته أي أو إ ن المنهج بين اله وية والسببية فعندما يتم اختيار منهج لبحث ما فذلك إما ألن ه االختيار ارجع إلى البحث أو إلى )1( الخطي مادته. وكالهما يجمعهما العنوان فالعالقة بينهما جدلية وفاعلية تطو رية تبدأ بالش كل الت سلس لي مع الق ارءة األ ولى ثم تتطو ر تدريجيا إلى الش كل الد ائري فالت شاب كي التفاع لي: بحث عن البحث مادة بحث عنوان منهج العالقة الخطية بحث عن بحث البداية والنهاية بحث عن التشابكية التفاعلية الدائرية )1(- حول هذا المضمون في طبيعة العالقة وأشكالها ي نظر: - التشابه واالختالف: نحو منهاجية شمولية د. مفتاح )محمد( المركز الثقافي العربي الدار البضاء/بيروت المغرب ط م ص طبيعة التفاعل الكوني وعالقته بالتفاعل الفلسفي أحمد )احمد علي( مطبعة الم و ص ل الم و ص ل الع ارق دط دت الفصلين الثاني والثالث. 25

42 وقد اخذ هذا البحث االختيار الثاني وتبناه ألنه ي ؤم ن بأن الطريق خ لق وسيلة وليس غاية وبأ ن المنهج و ج د لخدمة البحث ال العكس فهو" خير خادم وشر سيد". وم ن ي ب د ل بينهما كمن ي ب د ل بين الس يف والن دى في الموضع )1(. والمنهج البنيوي التكويني مشروع رؤيوي فلسفي لق ارءة الحياة وصورها في منتجاتها اإلبداعية ذي الفرنسي لوسيان گولدمان G0ldman( )Lucien )2( والفكرية ي رجعه الباحثون إلى الم فك ر والناقد األصل الروماني) 9191 م م( الذي أرسى دعائمه ووضع أ سسه النظرية في محاولة منه لتجاوز أ طروحات البنيوية الشكالنية المغرقة في النصية واالنع ازلية )3( وإلعادة فتح النص على محيطه االجتماعي وربطه بمساره التاريخي ومن ث م وضعه ضمن مداره الت كويني الحضاري المساهم في حركة الحياة ومن هنا جاء رسم التكوين جزءا من ع ل م ي ت ه ) 4 (. وهذه المنهجية إن كانت حصلت على اسمها ووجودها النظري مع هذا المفكر الذي برهن عليها تطبيقا في أعماله النقدية وال سيما م ؤ ل فيه الموسومين ب"اإلله الخفي" أو " المختفي" على اختالف الت رجمات Caché( Le (سنة) 9188 م( Dieu وب" من أجل سوسيولوجيا الرواية) Roman )Pour une Sociologie du سنة ) 9199 م( إال أنها امتداد ألفكار ونظريات وأ طروحات نقدية وفلسفية سابقة وعلى وجه الخصوص تلك النتاجات الماركسية: من ]من الطويل[ )1(- قال المتنبي: مضر كوضع السيف في موضع الندى. ي نظر: ووضع الندى في موضع السيف بالع ال شرح ديوان المتنبي)ج 9 ( وضعه: البرقوقي )عبد الرحمن( دار الكتاب العربي بيروت لبنان د ط 9199 م ص ينظر: )2(- سوسيولوجيا األدب: د ارسة الواقعة األدبية على ضوء علم االجتماع د. الحسين )قصي( دار البحار بيروت لبنان د ط م ص 189. في البنيوية التكوينية: د ارسة في منهج لوسيان غولدمان د. شحيد )جمال( دار ابن رشد بيروت لبنان ط ص 1. البنيوية في النقد العربي المعاصر د. جابر)يوسف حامد( كتاب الرياض 999 مؤسسة اليمامة الصحفية الرياض السعودية )3(- ط م ص 999. كذلك: تحليل الخطاب األدبي على ضوء المناهج الن قدية الحداثية عزام)محمد( اتحاد الكتاب العرب ط م ص 999. هذا التعليل ي قد مه البحث مختلفا بعض الشيء عن الت عليالت السابقة حول معنى الت كوين في المنهج المعني. )4(- 26

43 ماركس) Marx ( )1( له إلى لوكاچ )Lukàcs( )2( وكذلك استفاد بشكل كبير من المساهمات الجليلة في النظرية )4( )3( التكوينية للمعرفة اللغوية عند بياجيه )Piaget(... وسواهم وكما أنه ال يوجد منهج نقي من رواسب أو شرر المناهج األخرى شأنه شأن أي مشروع حضاري يقوم على الت فاعل والتشارك مع ما يناسبه ويفيده من المكونات األ خرى للحضارة التي ينتمي إليها لي ؤ م ن تواصال حركيا )dynamically( وي خرجه من خطر الموت االنع ازلي. كذلك بالمقابل يمكن القول: إن ه ال يوجد بحث يستثمر كامل مقوالت المنهج الذي ينتهجه وان حصل فإن ما هو ادعاء يقتصر على مستوى العرض الن ظري واال فسيتحول البحث إلى مادة يستثمرها المنهج ويجعلها حبيسة مقوالته ورؤاه ويحرمه من قول ما يريد وما كان ألجله. لمعالجة مادته المعتمدة الم ك و نة من المنهج وسيرورته فهذا ما ال يدخل في كينونة البحث أو مقتضياته )5(. لهذا سي قصر الت قديم على المقوالت واأل سس التي يستعين بها البحث دون الحاجة إلى عرض تأريخي تفصيلي أو تحليلي لصيرورة هذه المقوالت هي الوعي الممكن والوعي الفعلي ورؤية العالم والشمولية. وأما األ سس فهي الر بط التأويلي والت وجيه الفلسفي والبناء الجمالي... الربط فالوعيان الفعلي والممكن هما مجموعة المنظومة الحياتية التي يحياها المجتمع الذي تخرج منه النصوص المعنية. ودائرة الوعي األولى هي خارج إ اردة النص ومن أنتجه وان ما يتم التقاطها من خالل الت أويلي العام. وتحديدها يت م بعناء أكبر من تحديد دائرة الوعي الممكن أل ن األخيرة تعبير عن قصدية ووعي تام ين لصاحب النص. فدائرة الوعي الفعلي تقبع خلف الوعي الممكن وضمن ظاللها في الن ص. ومن هنا يأتي البناء الجمالي لألدب بمعناه العام إذ هو تعبير جمالي عن الواقع فيقدم الوعي الممكن م مجه ار ويجعله في بؤرة التركيز الن صية )focus( حيث تكون أدبية األدب وجاللها. وأما رؤية هو الفيلسوف األلماني الشهير كارل ماركس) 9999 م م( ي عد مؤسس االشت اركية العلمية واليه ت نسب الماركسية و ض ع في )1(- المرتبة الحادية عشرة على مستوى البشرية وذلك بحسب تصنيف مايكل هارت. ي نظر: المئة األوائل د. هارت )مايكل( ترجمة: خالد عيسى وأحمد سبانو دار قتيبة ط م ص گيورگي لوكاچ ) 9998 م م( فيلسوف وناقد مجري. ي نظر: الم نجد في العلوم واألدب )لوكاتش(. )2(- جان بياجيه ) 9919 م م( عالم نفس سويسري. ي نظر: الم نجد في اآلداب والعلوم [ بياجه[. )3(- ي نظر: في البنيوية التكوينية ص )4(- )5(- من العنوانات الض ام ة لتفاصيل المنهج إضافة إلى ماسبق من م ارجع مذكورة ي نظر: البنيوية الت كوينية ولوسيان غولدمان سكادي )بول( ترجمة: محمد سبيال مؤسسة األبحاث العربية بيروت لبنان ط م. الرواية المغربية ورؤية الواقع االجتماعي: د ارسة بنيوية تكوينية. لحمداني)حميد( دار الثقافة الدوحة قطر ط م. - ظاهرة الش عر المعاصر في المغرب: مقاربة بنيوية تكوينية. بنيس)محمد( دار التنوير الدار البيضاء المغرب ط م. 27

44 العالم فهي منظومة الم ح)/د /د (ات الثقافية والعقدية والسياسية والحضارية التي ترسم معالم الطريق الن ص ي وتوج هه توجيها فلسفيا غاية في الت عقيد ل ما تنطوي عليه هذه المقولة من مقومات تكوينية وقوانين حركية آلية إذ هي ذاتية الحركة والتفاعل والن مو وتستند إلى بنية تحتية متفاوتة الم ستويات تربطها مي روابط غير معل لة ظاهريا. وفيما يتعل ق بالشمولية فهي من أعقد مقوالت المنهج لطابعها الن قدي التقيي المعتمد على الربط التأويلي بين البنية الن صية والبنى االجتماعية والذهنية المتعددة المستويات التي تقع خارج الن ص. وهذا ما يعطيها طابعها الش مولي الكلي ويجعلها صميم المنهجية وعقدة محورها. هذه هي المقوالت واأل سس الرئيسة التي يعتمد عليها البحث في تحليله وآلية حركته. ومن المالحظ أنه لم يعرضها كما ت قدم في كتب الن قد األدبي وان ما اعتمد على الت فسير الماركسي لها وذلك ألن ه الحقل الفلسفي الذي خرجت منه والرجوع إليه والصدور عنه يجعلها أقرب إلى الفهم وم ن ث م أجدى للت فسير وأنفع في اآللية. وهذا خالف الر ؤية التي تعرضها الجملتان األدبية والن قدية األدبية اللتان تقد مان رؤية م لتبسة لغة ومحتوى وذات طابع غموضي وايهامي وهذا يعود لغياب األ س الفلسفي للمنهج فتكون مقومات بنائه )2(. ومن النتيجة هي غياب المنهج ذاته )1( إذ ال منهج من دون ركائز فلسفية يبني عليها هنا يستطيع البحث الت عبير الح كائي المادي الت بسيطي عن تلك المقوالت الفلسفية الم عق دة من دون تشويه مضمونها أو اإللباس في بنيتها الش كلية. فالوعي الفعلي هو الواقع المعيش غير المقن ن الذي يرتبط به الن ص. وأم ا الوعي الممكن فهو تطل عات الن ص وم ارميه الجمالية. ومقولة رؤية العالم هي تعبير عن العالقة الت فاعلية بين ذينك الوعيين. والش مولي ة هي هذا البناء الكلي للن ص آلية عمل المنهج. بمقوالته وأ سسه وهي الضامن هذا االستع ارض اإليجازي لمنهج البحث وآلياته الفاعلة انطوى على أساسات العمل في البحث وعنواناته الرئيسة الكافية من دون التفصيل وذكر المقو مات الفرعية األ خرى مثل الوجود بالقوة والوجود بالفعل والبنيتين: السطحية والعميقة. وذلك الرتباطها بنية وآلية بالمقوالت الرئيسة المذكورة فالوجود بالقوة جزء من الوعي الممكن. والوجود بالفعل ال يخرج عن دائرة الوعي الفعلي والفرق بينهما هو فرق ابتدائي اتجاهي ال يعود له معنى كبير بعد نقله من حالة الت فاعل الخطي الن ظري إلى الت شابكي أو الد ائري. وأما البنيتان فهما تفسير لغوي للبنيتين الماديتين الماركسيتين: الفوقية والت حتية. )1(- ينظر: سوسيولوجيا النقد العربي الحديث د. شكري)غالي( دار الطليعة بيروت لبنان ط م ص 999. حيث يرى المؤلف أن فهم الخلفية الفلسفية ألي منهج هي أساس تفعيله والضامن الستخدامه استخداما صحيحا يحافظ على هويته. )2(- ينظر: د ارسات في نقد الن قد د. برهم ( لطفية إب ارهيم ( دار الينابيع دمشق سورية ط م ص

45 ولكن يبقى السؤال األهم: ل م ذا المنهج دون غيره. وللتأكيد صوابية ذ كا االختيار الس ابق الذي تبناه البحث فإن ه سيتم عرض بعض الر ؤى الش عرية والرؤيات الن قدي ة ال تي يستند إليها مفتاح نص ا في منهاجيته الن قدية ومشروعه الفكري: يقول في أثناء حديثه عن الفرق بين كتابي منهاج البلغاء والمنزع البديع: )) فهناك فروق شاسعة بينهما تتجلى في الخلفية الفلسفية واألهداف((. النص: من الق ارءة إلى التنظير ص 999. وقال في نقده للمنهاجية األوضوعية كما ي سميها المنطقية الرياضية: (( األوضوعية اخت ازلية إذ تغفل جهات تحتية أعمق من الجهات المذكورة مثل جهة اإل اردة وجهات مما تهتم به اختصاصات متعددة((. ص 98. كما أن المنهاجية الميول.. وغيرها مفاهيم موسعة لنظرية شعرية: اللغة الموسيقى الحركة)نظ ارت وأنساق/ ج 9 ( ويقول في اإلبداع: (( إنه ليس فعال جوه ارنيا متعاليا عن الزمان والمكان واألشخاص وان ما هو ممارسة اجتماعية في صيرورة دائمة((. مفاهيم موسعة لنظرية شعرية المصدر نفسه ص 999. ويعلق في أحد الهوامش على قضية األلوان ومدلوالتها ارفضا الطرح المثالي المتعالي : )) هذا هو التأويل الشائع لكن يجب تجنب الجوه ارنية وتبني السياقية في بنية كلية((. مفاهيم موسعة لنظرية شعرية: اللغة الموسيقى الحركة)أنغام ورموز ج 1 ( ص 999 ]هامش رقم 89 [. ويتحدث عن رؤيته النقدية لتحليل الن ص الش عري أو السردي: (( على أن نا نرى أن الحل يكمن في تفصيلها إلى بعدين إحداهما متعلق برؤيا العالم وثانيهما م ه ت م بالحياة الواقعية اليومية بيد أن كل واحد منهما ينتمي إلى م ن اخ ما بعد الحداثة في أعماقه الماو ارئية الفلسفية((. مفاهيم موسعة لنظرية شعرية)أنغام ورموز ج 1 ( ص 999. وقال أيضا : )) ولقد ارعينا في تحليلنا استخالص الكليات الجامعة والتجليات الخصوصية((. مفاهيم موسعة لنظرية شعرية)ج 1 ( المصدر نفسه ص 999. ومما نبه إليه : )) ومن ثمة تأتي البنيات الاللغوية منعكسة في البنيات اللغوية إذ هي مرآتها كما أن تلك مرآة هذه أي إن ه انعكاس متبادل((. المفاهيم معالم: نحو تأويل واقعي ص 999. ص 991. وورد عنده: )) فأساس إنتاج أي نص هو معرفة صاحبه للعالم((. تحليل الخطاب الشعري)است ارتيجية التناص( وجاء لديه في معرض نقده للد ارسات التقليدية ال سطحية وعدم استفادتها من المناهج الحديثة األدبي والمجتمع: )) كما ذكرنا أن بعض الد ارسات تفطنت إلى ما للبنيات إلد ارك العالقة والت اربط بين اإلنتاج الفكرية من عالقات بالبنيات المادية فأقامت تشاكال بين البنيتين لكنها ت ارعي البنية السطحية دون البنية العميقة على أن هناك بعض د ارسات تقدمت خطوة مهمة في سبيل نظرة كلية شاملة((. التشابه واالختالف ص

46 ويقول: )) ولكن اتجاهات البحث المعاصر تنحو نحو تحطيم الثنائية المانوية الحادة وصوب فسح المجال أمام ) ( تعايش عدة عناصر من النظريات اللغوية الوضعية والذاتية ووقفنا بين الذاتية والمجتمعية((.تحليل الخطاب الشعري ص 98. ويؤكد مفتاح: أ ن (( كل نص ))نموذج للعالم(( النص: ((. من الق ارءة للتنظير ص 19. ويعقب محل ال: )) بيد أن هذه الوسيلة التي سلكها الشاعر ليست خاصة به وحده دائما يشترك فيها مع غيره من الشع ارء اآلخرين ولكنها تختلف نسبيا من حيث تصوره إذ يتأسس على أوضاعه االجتماعية وحاالته النفسانيه)...(. ومعنى ) ( هذا أن األطر المفهومية هي فردية ومشتركة واللغة الشعرية جماعية ومشتركة)...( إنها جدلية بين الفرد والمشترك بين العام والخاص ال اشت ارك مطلق وال خصوصية مطلقة ((. الن ص : من الق ارءة إلى التنظير ص 90. وقال في مكان آخر: (( ازوجنا في هذا الفصل بين الت حليل الجمالي وبين الكشف عن المحددات األساسية للنص الشعري بإشا ارت متعددة إلى السياق العام الذي انبثق منه((. مفاهيم موسعة لنظرية شعرية)ج 1 ( ص 198. بقي أن ي ؤك د أن مفتاحا يأخذ على البنيوية ما يأخذه عليها المنهج البنيوي التكويني )1(. وهو في أكثر من موضع يأخذ بالشمولية ومبادئها القائمة على تجاوز النظرة الجزئية إلى رحاب الكلية التي هي المنطلق الحقيقي إلد ارك الجزئيات )2(. هذا فيما يخص المادة وأما فيما يتعل ق بمقاصد العنوان وتتطل عاته/ Strategy فهذا المنهج يعطيه أي العنوان ما ي طلبه وي شبع حاجياته ويساعده على الوفاء بما ي طلب منه على دالالت علمية وتداولية أكاديمية. وال سيما تلك الشمولية والكلية اللتان ت س مان المنهج وتمي ازنه. وفق ما يحمله من 7 3 ما قبل الن ص هناك ثالثة تعابير ترد عادة لإلشارة إلى فعل الكتابة واسناد ها وقد جرت العادة على استخدام أحدها أو بعضها ور ب ما كل ها في عمل واحد. وهي ضمير المتكلم المفرد )أنا( وضمير المتكلم ) (- يذهب كثير من النحويين في عصرنا الحديث إلى عدم إجازة ورود)ع دة( مضافة إلى غير الم عرف لعدم وروده أ سلوبا في مناطات االستشهاد. -) ( البد أنه يقصد ]فردية ومشتركة[ وليس)جماعية ومشتركة( إذ سياق العبارة يؤكد ذلك. )1(- النص: من الق ارءة إلى التنظير مفتاح )محمد( المدارس للنشر الدار البيضاء المغرب ط م ص 19. )2(- ينظر: المفاهيم معالم: نحو تأويل واقعي مفتاح )محمد( المركز الثقافي العربي الدار البيضاء/بيروت المغرب/لبنان ط م ص 909. كذلك: مجهول البيان د. مفتاح)محمد( دار توبقال الدار البيضاء المغرب ط م ص 901. أيضا : مفاهيم موسعة لنظرية شعرية: اللغة الموسيقى الحركة)الجزء الثالث: أنغام ورموز( المركز الثقافي العربي الدار البيضاء/بيروت المغرب/بيروت ط م ص

47 الجمعي)نحن( واسم الجنس)البحث( أو ضميره الغائب العائد إليه. ولكل من هذه الدوال خصائصه الداللية والتداولية واألكاديمية )1(. وبغض الن ظر عنها ودونما الد خول في تفاصيلها إن البحث سينتهج سبيل الدال األخير ويعتمده م ن ح يا الد الين اآلخرين حيث سيكون البحث هو الفاعل على اإليهام المجازي واللفظ المادي المكتوب انطالقا من أسانيد: نح وية وبالغية وتداولية وأكاديمية )2(. )3( ففي السند النحوي والحذف واإلنابة في حاالت نحوية غالبة. نجد جواز معاملة المضاف والمضاف إليه معاملة الواحد في اإلسناد من ذلك في اإلسناد قول الشاعر: ]من الوافر[ وما حب الديار شغفن قلبي... وفي الحذف قوله تعالى: واسأل القرية ال تي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها وانا لصادقون )4(. ومن اإلنابة جواز قلب اإلضافة في اإلسناد الحركي كقولهم في ميادين سباق الخيل: فاز فارس الحصان كذا/ فاز حصان الفارس... وكذلك القول: حصل صاحب البحث على/ حصل بحث الطالب... وفي الس ند البالغي: ما يجري في االستعارة بنوعيها وفي المجاز المرسل. واألمثلة أكثر من أن ت حصى ومنها اآلية القرآنية السابقة. وأما السند التداولي ففيما جرت عليه الناس في تعابيرهم اليومية وهو كثير أيضا. كذلك السند العلمي األكاديمي يمكن أخذه من المثال األخير من السند النحوي في اإلنابة ومن صنيع بعض كبار الكتاب في أعمالهم األدبية والفكرية )5(. )1(- ينظر: اللسان والمي ازن أو التكوثر العقلي د. عبد الرحمن)طه( المركز الثقافي العربي الدار البيضاء المغرب ط م ص 91. حيث يقدم تأويال مفيدا لداللة)نحن( في التقليد األكاديمي. )2(- وهذا ال يشمل ضمير الجمع المتكلم منفصال ]نحن[ ومتصال ]نا[ عندما تكون داللته على الجمع االجتماعي الواقعي وهو يرد كثي ار أو الجمع االفت ارضي وليس الشخصي إذ سيرد لمرتين فقط: [ الفصل الثاني فقرة: الوظيفية)ي ج ن ب نا([ ص 99. وكذلك]الفصل الثاني فقرة: التدرج )يحمل لنا([ اإلحالة] 9 [ ص 99. )3(- جامع الدروس العربية الغالييني)مصطفى( م ارجعة: سالم شمس الدين المكتبة العصرية صيدا لبنان ط م ص 881. )4(- سورة يوسف اآلية ]99[ )5(- من ذلك مثال صنيع نصر حامد أبو زيد ي نظر: فلسفة التأويل: د ارسة في تأويل القرآن عند محي الدين بن عربي دار التنوير بيروت لبنان ط م. كذلك محمد مفتاح ي نظر: التشابه واالختالف ص

48 الفصل األو ل البنية الت كوينية للمنهاجية الش مولي ة: الت حي ز بالقوة ت م ه ي د من يق أر نتاج محمد مفتاح فيما كتبه من كتب ومقاالت وأبحاث عبر ز هاء أربعة عقود يتضح له فيما يذهب البحث أن ه دائما ي لح على الم ن هج ويؤك ده )1(. وال يوجد كتاب من كتبه ال يتضمن الكالم على المنهجية ودورها في ص ل ب الكتابة الن قدية وفي إعطاء الن قد سمة العلمية والنجاعة البحثية بل إنه يذهب أبعد من ذلك عندما يرى أن أزمة األدب العربي عامة ونقده خاصة هي غياب المنهج الر صين القادر على االستجابة الصحيحة لت ارثنا األدبي ولنتاجنا الحديث والمعاصر )2(. ولكن ثمة آ ارء ترى أنه ال توجد هناك منهجية لدى مفتاح تتضمن تلك العناصر والمقومات التي تمنحها ما ي ريده مفتاح لها ثم منها في كتاباته )3(. أو تلك الس ما ت التي تجعلها منهجية علمية ذات حدود معلومة تطبعها بطابع االستقالل والتماي ز من غيرها من المناهج. وليس ذاك فحسب بل إنه ال يستقر على منهج من تلك المعروفة )1( هذا ثبت بكتب د. محمد مفتاح التي يشملها البحث على وفق الترتيب التاريخي للطبعة األولى من النشر: في سيمياء الش عر القديم: د ارسة نظرية وتطبيقية دار الثقافة الدار البيضاء المغرب 9199 م. تحليل الخطاب الشعري)است ارتيجية التناص( المركز الثقافي العربي الدار البيضاء/بيروت المغرب/لبنان 9198 م. دينامية النص: تنظير وانجاز المركز الثقافي العربي 9199 م. مجهول البيان دار توبقال الدار البيضاء المغرب 9110 م. التلقي والتأويل)مقاربة نسقية( المركز الثقافي العربي 9119 م. التشابه واالختالف: نحو منهاجية شمولية المركز الثقافي العربي 9119 م. الخطاب الص وفي: مقاربة وظيفية مكتبة الرشاد الدار البيضاء المغرب 9119 م. المفاهيم معالم: نحو تأويل واقعي المركز الثقافي العربي 9111 م. النص: من الق ارءة إلى التنظير مفتاح )محمد( المدارس للنشر الدار البيضاء المغرب 9000 م. مشكاة المفاهيم: النقد المعرفي والمثاقفة المركز الثقافي العربي 9000 م. الش عر وتناغم الكون: التخييل الموسيقى المحبة المدارس للنشر 9009 م. رؤيا التماثل المركز الثقافي العربي 9008 م. مفاهيم موسعة لنظرية شعرية: اللغة الموسيقى الحركة )ثالثة أج ازء( المركز الثقافي العربي 9090 م )2(- الن ص ص 19. )3(- ي نظر: - البنيوية في النقد العربي المعاصر ص كذلك: تحليل الخطاب في النقد العربي الحديث: د ارسة مقارنة في النظرية والمنهج)أ طروحة دكتو اره( د. العتوم)مهى محمود( مطبعة الجامعة األردنية عمان األردن د ط 9009 م ص 18.

49 والمعمول بها وانما يقوم على الجمع بين عدد من المناهج والتيا ارت النقدية التي تطغى على الساحة األدبية والتي يجمعها جمعا تلفيقيا )1(. وقد يجد القارئ أن كثي ار من ذلك النقد واآل ارء ال يعترض عليها مفتاح إذا ما ق ر ئ نتاجه ق ارءة شاملة فاحصة متأنية إال أنه له فيها رؤى ومذاهب أ خرى مختلفة )2(. والبحث لن يعالج هذه القضايا اآلن وسي رجئها إلى مواضعها الالحقة وسيبدأ منطلقا من داخل البنية العضوية للنص النقدي عند مفتاح بغية الوصول لرؤية تكوينية شاملة لمرتك ازت خطابه وشكله الوجودي الفاعل من خالل المنهجية التي يستند إليها. 9 )3( المصادر هناك نوعان المعرفية للمنهاجية الش مولية: من االعتماد يلجأ إليهما التنازلي الكليات والت حي ز مفتاح إلرفاد منهاجيته التحليلية النقدية ودعمها أحدهما يقوم على االستي ارد من العلوم المعرفية األخرى الواقعة خارج نطاق األدب بمعناه الخاص مستثم ار بعض مفاهيمها في حاالت وآلية عملها في حاالت أخرى. وهذا يمكن أن يقال عنه : إنه اعتماد خارجي ي رج ع فيه إلي الكليات المعرفية ذات الص بغة الكونية انطالقا من وحدة الكون بما فيه من كائنات وعلوم وقوانين وأشياء. وهناك اعتماد آخر يستفيد فيه من األنواع المختلفة للمناهج النقدية األدبية وهو ما يجوز أن ي وص ف بأنه اعتماد داخلي يستند إلى أج ازء البنية الكلية ضمن مساق بنائي تصاعدي تتم الحركة فيه من الجزء إلى الكل حتى التماس الش كل البنيوي واكتماله في وحدته. والقصد من و ارء ذلك بلوغ الش مولية المبتغاة لمنهاجيته المنشودة. )1(- ينظر: تحليل الخطاب االدبي على ضوء المناهج النقدية الحداثية ص 919. المنهج النقدي عند محمد مفتاح بين التوفيق والتلفيق بوالي)كاملة( منشو ارت جامعة قاصدي مرباح ورقلة ورقلة الج ازئر م موقع )العنوان( على الشابكة )نت( الرابط )manifest.univ-ouargla.dz/(: ص 9. )2(- ينظر: دينامية النص: تنظير وانجاز د. مفتاح )محمد( المركز الثقافي العربي الدار البيضاء/بيروت المغرب/لبنان ط م ص 8. النص 999. تحليل الخطاب االدبي على ضوء المناهج النقدية الحداثية ص 919. المنهج النقدي عند محمد مفتاح بين التوفيق والتلفيق ص )3(- تم األخذ بوصف المصدرية )المصادر( لهذه النوع من االعتماد )والمرجعية( لالعتماد اآلخر انطالقا من عدة اعتبا ارت األول اعتبار الب عد زمانا ومكانا وهو أحد األمرين المأخوذ بهما في البحوث األكاديمية والثاني يرتكز على نظرية الجشتالت) Gestalts ( القائلة بمصدرية الكل واالعتبار األخير هو مفتاح نفسه الذي يطلق عليها صفة المصدرية ينظر: - تحليل الخطاب الشعري)است ارتيجية التناص( د. مفتاح )محمد( المركز الثقافي العربي الدار البيضاء/بيروت المغرب/لبنان ط م ص 1. - التلقي والتأويل)مقاربة نسقية( د. مفتاح )محمد( المركز الثقافي العربي الدار البيضاء/بيروت المغرب/لبنان ط م 33 ص

50 والمصادر المعرفية الفاعلة ضمن بنية المنهاجية "المفتاحية" والم تحر كة داخل ن سقها التفاعلي ثم يمكن ضبطها في العلوم التالية: المنطق والرياضيات والموسيقا وعلم النفس والتاريخ والحاسوب ) ( الهندسة واألنثروبولوجيا والبيولوجيا والفيزياء والجيولوجيا. وهذا ماسيشرع البحث يعالج فيه بغية ب ن ي ن ت ه وتحديد تلك العلوم الناشطة منها في تكوين المنهاجية ضمن نسق عملها في مجال نقد النقد. المنطق 1 1 )Logics( ) ( أحد أهم العلوم المعتمدة في المنهاجية الشمولية ومن أكثرها فاعلية فيها وهو من المعارف المحببة إلى قلب مفتاح واألثيرة لديه. ومدلوالته مبثوثة ليس فقط في كل كتبه بل في معظم فصول تلك المؤل فات ومباحثها. ويعلل البحث هذا االنجذاب والت حي ز إلى ذاك الحقل المعرفي بأمور مهمة مت اربطة أو لها النزعة اإلنسانية لهذه المنهاجية الت ائقة لمعانقة العلوم القاطنة على ضف تي البح ارلمتوسط) Mediterranean ( )1(. واألمر الثاني يكمن فيما ينطوي عليه هذا العلم من خاصية شمولية مادية ذات نفس إغريقي وأما ثالثها وهو أهم ها فيعود لذاك الميل والنزوع المنطقي القديم لدى كثير من علماء المغاربة ومثقفيها )2(. وربما هناك سبب آخر كان و ارء هذه الفاعلية المنطقية في منهاجية مفتاح وهو تبنيه الدائم للس يميائية وخصوصا سيميائية والسيميائية الفرنسية ومربعها الذي هو امتداد لمربع أرسطو )4(. پرس( Peirce (Ch. )3( بخلفيتها الفلسفية الطاغية ) (- قد تكون هناك بعض العناصر العائدة لغير هذه العلوم لكنها ت عد من العناصر المشتركة التي تتحيز أكثر من حقل معرفي وهي بالضرورة فاعلة في إحدى هذه العلوم. -) ( کلما ورد اسم المنهاجية متبوعا بنعت الشمولية أو منفردا كان المقصود منهجية مفتاح موضوع البحث. )1(- هناك ثالثة كتب في األخص تتضح فيهما تلك الرؤية المتوسطية ذات النزوع التاريخي اإلغريقي هي )رؤيا التماثل( و)الش عر وتناغم الكون( و)مشكاة المفاهيم(. ومن ذلك ي نظر: رؤيا التماثل د. مفتاح )محمد( المركز الثقافي العربي الدار البيضاء/بيروت المغرب/لبنان ط م ص )2(- ي نظر: التلقي والتأويل: مقاربة نسقية د. مفتاح)محمد( المركز الثقافي العربي الدار البيضاء/بيروت المغرب/لبنان ط م - ص م مشكاة المفاهيم: النقد المعرفي والمثاقفة المركز الثقافي العربي الدار البيضاء/بيروت المغرب/لبنان ط 9 - ص 981. الروض المريع في صناعة البديع ابن البناء)أحمد الم اركشي العددي( تحقيق: رضوان بنشقرون دار النشر المغربية الدار - البيضاء المغرب د ط 9198 م ص 9-9. المنزع البديع ص )3(- چارلز ساندرز پرس) 9911 م 9199 م( عالم لغوي ورياضي وفيلسوف أمريكي. إليه يرجع اسم السيموطيقيا.)Semiotics( )4(- ي نظر: )دينامية النص ص 99-1 (.( مشكاة المفاهيم ص (. كذلك: 34

51 وي الحظ أن ما ي ستثمر من هذا الحقل المعرفي هي تلك المفاهيم واآلليات التي تتقاطع مع السيميائية ودالئلها الش كلية إضافة إلى الكليات الخمس والمقوالت العش ر )1(. وهذه ليست على درجة واحدة من الفاعلية والحضور فهناك المربع المنطقي/السيميائي على اختالف التسميتين ومدلوليهما ومايتبع ذلك من تحي ازت معرفية ومنهجية ثم هناك الجنس والنوع مقرونان في الغالب بالت شجير الفورفوري )2(. ثم تخفت بعد ذلك المحد ات وداللتها المعجمية. )3( األ خرى ويكاد يختفي بريقها الفلسفي في ظل سيطرة اللغة ويمكن القول: إنه ث م ة ب ارعة وتمكن في استخدام آلية الت شجير وما تتضم نه من تجنيس وتنويع. غير أن هذه اإلجادة تصطدم بجملة من العقبات تجعلها تبدو كأنها تعاني اضط اربا حركيا عند النهايات الت حليلية والت حديدية. وأ ولى هذه المشاكل الخلط بين آليتي إنجاز إحداهما الس يميائية وما تتضمنه من آلية )4( المنطقي تدليل تعتمد على تفريع وصفي غير م ل ز م بم ارتب ونهايات م حد دة واأل خرى آلية اإلنجاز ن اآلليتين قادرتين على التوليد الدائم أو الال نهائي المحكوم بم ارتب كلية وانضباط تسلسلي معلوم وك و فهذا ال يعني أنهما شيء واحد أو يجوز المزج بينهما هذا على وفق معايير العلم ومبادئه وان كان لدى مفتاح أري آخر إذ ت جيز منهاجيته التداخل والتفاعل ورفع الحواجز الفاصلة بين العلوم أو تجاوزها إن - الشعر وتناغم الكون: التخييل الموسيقى المحبة شركة المدارس الدار البيضاء المغرب ط م ص 98. )1(- أي المربع المنطقي والتشجير الفورفوري والمقايسة والجنس والنوع والفصل والخاص والعرض والجوهر والكم والكيف واإلضافة والمكان والز مان والوضع والت مل ك والفعل واالنفعال. )2(- نسبة إلى فورفوريوس ( Tyre )Porphyry of فيلسوف سوري األصل ولد في صور سنة) 911 م( وتوفي في روما سنة) 109 م(. واسمه قبل ظهور كتابه في المنطق هو: Sophiste( )Porphire )3(- هذه الكليات والمقوالت المنطقية هي في األصل مفاهيم تحديدية. ي نظر: المنطق الص وري: التصو ارت التصديقات د. محمود )يوسف( دار الحكمة الدوحة ط م )4(- من ذلك التحليل بالمقومات إيجابا وسلبا ي نظر: - تحليل الخطاب الشعري ص في سيمياء الش عر القديم: د ارسة نظرية وتطبيقية د. مفتاح)محمد( دار الثقافة الدار البيضاء المغرب د ط 9991 م ص مجهول البيان ص

52 تعذرت إ ازلت ها )1(. هذا كله والجدير بالذ كر على وفق مبادئ الشمولية في الت شابه والتدر ج واالنسجام واالتصال )2(. هنا أن هذا التداخل بين التشجير المنطقي والخطاطات السيميائية من جهة أو بين المربع المنطقي والمربع السيميائي ال ينحصر على المنهاجية الشمولية وحدها بل يتعداه إلى معظم المشتغلين بالسيميائيات روادا ومؤس سين ومنظرين تالين ع ج ما وع ر با )3(. وهذا ما دفع مفتاحا إلى اعتبار هذا الصنيع وج ع ل االلت ازم المحدد بم ارتب م عينة الصفات ملزومة العدد سجنا نمطيا وعائقا علميا أمام نقطة البلوغ المعرفي المرتجى )4(. وقد استند إلى مسو غ معرفي يرى في المربع المنطقي والمقوالت األرسطية سكونية مجردة من الزمان والمكان والمجتمع )5(. والبحث لم تتضح له مقاصد مفتاح أو ما يعنيه من وصف " السكونية والتجرد الزمكاني!!" ألنه إن يك القصد هو التعالي عنهما فالبد من التذك ر أن صاحب المنهاجية الشمولية يمتدح هذه الميزة وهو ال يأتي بها إال على الوصف اإليجابي المقرون بسمة االستم اررية والخلود إبداعا كان أم نقدا )6(. وان كان مقصده الال واقعية التي عبر عنها في السياق ذاته ب:" االستقاللية والالموقعية" )7( وهذا ما يبدو مقصده فهو بذلك يقع في مغالطة خط أ. و مغالطة في العبارة إذ الال موقعية ليس الال واقعية فلسفيا والسيما أن السياق سياق فلسفي وأما الخطأ فهو معرفي ألنه كل من انتقد المنطق بك ل تضميناته وتحوي ارته وما ز يد عليه منذ أرسطو حتى آخر ش راحه في العصور المتوسطة ثم ما استجد عليه في العصر الحديث لم ي ذكر عن أحد أنه قال بالواقعيته وانما هم ازدوا فيه وطوروا بعض مباحثه ومعلوم أنه تعرض لنقد قوي في عصر النهضة كالشكلية والع قم واالفتقار للتجربة )8(. وهي بمجملها انتقادات قديمة في مضمونها وبنيتها العميقة )9( غير أن هذا لم 36 )1(- ينظر: - - التشابه واالختالف ص 9-9. مفاهيم موسعة لنظرية شعرية: اللغة الموسيقى الحركة)الجزء الثاني: نظريات وأنساق( د. مفتاح)محمد( المركز الثقافي العربي الدار البيضاء/بيروت المغرب/لبنان ط م ص )2(- ينظر: التشابه واالختالف ص كذلك: مفاهيم موسعة لنظرية شعرية)ج 9 ( ص )3( ينظر: السيميائية وفلسفة اللغة إيكو)أمبرتو( ترجمة: أحمد الصمعي مركز د ارسات الوحدة العربية بيروت لبنان ط م ص كذلك: معجم السيميائيات األحمر)فيصل( منشو ارت االختالف)باالشت ارك( الج ازئر الج ازئر ط م ص )4(- مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص 99. )5(- المصدر نفسه ص 99. )6(- ي نظر: مشكاة المفاهيم ص 89 حيث يتحدث عن االستقاللية ميزة ال ت لغي التفاعل وال تتنكر للفاعلية. كذلك: مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص 98 حيث يعلل تفوق السيميائية بتحقيقها شرط التعالي يقول: " مع قناعتنا بأن لب تلك المنهاجية]السيميائية[ متجذر في الطبيعة البشرية مما يجعله )7(- مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص 99. )8(- المنطق الصوري ص )9(- ي نظر: يتعالى عن]هكذا وردت واألفضل )على([ الزمان والمكان واألشخاص."

53 ي خرج المنطق القديم وأقسامه من دائرة الحياة المعرفية وما ي ازل ي عد من "كالسيكيات" العلم وليس أدل على ذلك من صنيع السيميائيات نفسها على تنوع مدارسها واختالف أشكالها وتفارق أنماطها فهي جميعا تستثمر مفاهيم المنطق وتعمل مذاهب الش عر الداللية وآفاقه الرؤيوية هي التي على وفق كثير من آلياته. بحسب مفتاح )1( فهذا وأما كون معطياته ال تغطي جميع ألن الش عر يكتنز داخله رؤى تتجاوز حدود العلم ويتسع آلفاق ال تقف على ضوابط واقعية وهذه أشياء تكون أخص خصائص اإلبداع ونواته في انشطار دائم. وربما يأتي رد مفتاح على هذا بالقول: إنه يذهب في هذا االتجاه وال يعترض عليه لذا يريد خلق محد دات منطقية جديدة ت ول د قادرة على مسايرة الش عر في نزوعه الجامح نحو تلك اآلفاق المتخطية رسم المعقول البشري وما يرتكز عليه من أ سس علمية قارة على ف ارش المهد والسكينة. عام )2(. وهذا على صحته ال يعني التخلي عن وهو اتجاه ال ي حصر عليه تمذهبا لكنه مذهب سيميائي المنطق ألن التوس ع السيميائي مابرح دائرة هذا الحقل وماانفك عن أساساته العتيدة والتطور في الش يء المعرفي قائمة مادام الوصف التوصيف السابق )3(. ال يحيل على ن ك ارنه لذا فإن فرضية الخطأ ويمكن االعتقاد أو الظن أن الذي دفع مفتاحا نحو هذا األخذ هو تلك التحي ازت المنهاجية القائمة على القول بالتدر ج والوحدة في األصل الذ ري كذلك تغليب الرؤى الصوفية ذات األصول الغنوصية على وتعويم فلسفة العرفان ذات المنحى اإلنساني الحالم على قطعيات وقطيعات الفلسفة األرسطية المادية فلسفة البرهان المؤط رة بح ازم الجزم والحتمية )4(. وهذا ماجعل بعضها يعتريه شيء من أغالط فلسفية وأخطاء علمية ضمن نطاق ممارسات المنهاجية بعض هذا العلم والسيما أخذه بالمعطى الشكلي لتسمية المقدمة)ج 9 ( ابن خلدون)عبدالرحمن( تحقيق وضبط: عبداهلل محم د الد رويش دار يعرب دمشق سورية ط م الفصل الرابع والعشرون ]علم المنطق[ ص كذلك: المحمدية القاهرة مصر ط م ص 19. المرشد السليم في المنطق الحديث والقديم د. حجازي)عوض اهلل( دار الطباعة 37 )1(- )التشابه واالختالف ص 99 (.)مشكاة المفاهيم ص 919 (. -)2( ي نظر: أسس السيميائية تشاندل ر)دانيال( ترجمة: طالل وهبة م ارجعة: ميشال زكريا مركز د ارسات الوحدة العربية)باالشت ارك( بيروت لبنان ط م. )3(- ي نظر: مشكاة المفاهيم ص 88 حيث يحيل على م ارجع تثبت جدوى المنطق االرسطي وتؤكد أن التدرج سمة أصيلة فيه. وداللة - الكتابة عند مفتاح حول هذا الموضوع خصوصا تكشف إذا ما ن ظ ر إليها في كليتها عن تماه مقصود أحيانا وأخرى عن خلط بين ما يريد ويتبنى مع ما يدرسه ويعرضه من آ ارء هي م ارد وتبنيات اآلخر ين. -)4( لمزيد من االطالع حول الحركة الوجودية لمساري البرهان والعرفان وتقاطعاتهما الزمكانية ينظر: بنية العقل العربي: د ارسة تحليلية نقدية لنظم المعرفة في الثقافة العربية د. الجابري)محمد عابد( مركز د ارسات الوحدة العربية بيروت لبنان ط م ص يالحظ البحث أن هناك خصومة علمية وتحيز فلسفي بين منهاجية مفتاح الشمولية ومنهجية عابد الجابري البنيو)تفكيك(ية على ثالث مستويات: 9 ( المنطلق واآللية. 9( المنت هى والنتيجة. 1 (األيدولوجية. وهذا ما سيتطرق لبعضه البحث في الفصل األخير.

54 "الص وري" ما دفعه إلى جعل المنطق نوعين: ص وريا وفعليا أو عمليا) 1 ( والتعبير بقوله: "فعلي" واستحضاره لم يأت على نحو اعتباطي أو لمجرد الت اردف اللغوي التوضيحي مع "عملي" ألن األول تعبير مفهومي فلسفي يدركه صاحب المنهاجية تماما وهو العمدة بحسب التعبير النح وي في السياق القصدي هنا. أما الثاني " عملي " فال يعدو كونه فضلة وهذا أيضا وفق التعبير النح وي الفلسفي إلتمام المعنى وترجمته من الحقل الفلسفي إلى الحقل اللغوي وهو أمر لم ي غب عن الوع يي ن واللغوي للمؤلف. "وفعلي" تستحضر طباقها اإليجابي: "القوة" وهذا يدل على األخذ ب: "الشكل" معن ى م اردفا للصورة ومترج ما فلسفيا بديال لها. وقد ن حي جانبا معنى " اإلطار" متحي از إلى اللفظين) form )tyre & تقاطع دوا ل )2( في التداولية األعجمية وهذا ماتكشف عنه البنية السطحية لخطاب المؤل ف ضمن الحيز المنطقي للممارسة المنهاجية الش مولية. والمنهاجية الشمولية ما انفكت تستخدم آليات المنطق وتفرعاته وانتقلت من البنية الرباعية للمربع )3( إلى الث مانية ثم إلى ست عشرة بنية تجسيمية. وسخرت بعض المفاهيم الكلية لتنمية مبادئها التكوينية بنزعتيها اإلنسانية والكونية بعد أن أجرت عليها آلية التوليد الحركية ) Dynamism ( لتفعيل الحدود )4( الم نف ذية بين مفاهيم تحديدية مثل المماثلة والمشابهة والتشاك ل والمقايسة. وهي لم تقف عند المربع )5( والتشجير وانما طالت آليات أ خرى هي ألصق بالعمل األدبي مثل القياس واالستق ارء واالستنتاج )6( واالستنباط والبرهان والرسم والكمية والكيفية ومنطق األشياء والماصدق. واسم المنطق يرد دائما ذا )1( )7( صبغة قيمية واالستئناس بمعطياته وقوانينه يشكل عنص ار جوه ارنيا في مؤل فات مفتاح. )1(- مشكاة المفاهيم ص seen:student Dictionary(English-Arabic),F.Y. Mohammad and G. M. Dayyoub, Dar EL-Chimal, -)2( Tripoli-Lebanon, 6 th Edition, (form)&(tyre), pp. 175, 426. )3(- مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص )4(- ا حتيج لصياغة مضمون هذه العبارة إلى االطالع والق ارءة المتأنية لجميع نتاج مفتاح وهذا ما يسوغ بل ويؤكد ضرورة تجاوز النظرة الجزئية لنتاجه والستغناء بالكلية كما أن هذا يحيل على ملزومه ويؤكد مرة أ خرى نجاعة المنهج التكويني هنا. لالستئناس ي نظر: المفاهيم معالم ص )5(- ي نظر: )الشعر وتناغم الكون ص (.)مجهول البيان ص (.)مشكاة المفاهيم ص (.) المفاهيم معالم ص (. )6(- ي نظر: )رؤيا التماثل ص (.)في سيمياء الشعر القديم ص (. )المفاهيم معالم ص (. كذلك: - مفاهيم موسعة لنظرية شعرية: اللغة الموسيقى الحركة)الجزء األول: مبادئ ومسا ارت( المركز الثقافي العربي الدار البيضاء/بيروت المغرب/لبنان ط م ص )7(- ومن ذلك ي نظر: مشكاة المفاهيم ص

55 الرياضيات 9 9 :)Mathematics( " )2( فإن الشعر والبالغة والنحو وأصول الفقه... ذات بنية رياضية." تشكل الرياضيات ركيزة مهمة وفاعلة في حركة المنهاجية الش مولية سواء أكان على صعيد التحليل الش عري أم على مستوى النقد الن ظري. على حين أن حضورها في مجال نقد النقد يصير حالة أخرى مختلفة إذ يتحول إلى مادة ت درس م عطيات ه التطبيقية وآلياته اإلج ارئية أي ينتقل من حيز المصدرية المنهاجية إلى حيز المصدرية المنهجية المدروسة ومن آلية منهاجية فاعلة إلى آلية منهجية مجهرية. وهذا ال يعني الغياب التام لهذا الحقل العلمي الذي كان وما ازل ي نظر إليه أ ما لجميع العلوم وانما تنشطر الفاعلية الرياضية إلى قسمين: أصل معرفي/ Epistemology يكون مصدرية ملزومة وحالة شكلية الزمة لألصل. وهذه الحالة هي ما يمكن تبيانها ضمن الحركة اآللية للمنهاجية داخل نسق نقد النقد. ومن يق أر نتاج مفتاح ويتتبع آلية منهاجيته فسيتضح له على نحو واضح وجلي قدر اهتمام صاحب المنهاجية بعلم الرياضيات واستئثاره به وسيعرف مدى أهميته عنده فال يوجد كتاب له ال يتطرق فيه إلى هذا العلم الخشن )3( أو ال يستند إلى نتائج أبحاثه. وترد هذه الحالة الالزمية للرياضيات على ثالثة مستويات: مستوى تنظيري فلسفي حيث ي ؤ خ ذ بما هو ثابت ومستقر من قوانين ذات طابع شمولي تحيل على نظرية معرفية قائمة تتبع لثوابت رياضية منجزة أو ت دع م رياضيا )4(. وهناك مستوى مفهومي حيث تحضر فيه المفاهيم وتتحيز الحقل النقدي بعد أن ت جر د من كثير من مضامينها األ ولى لتتواءم مع الموطن الجديد ولتتفصل نشأة ثانية بعد تغيير في مساقها وأشكالها )5(. ومستوى سيميائي تتفاعل فيه اإلشا ارت والرموز الرياضية مع الت اركيب اللغوية النقدية )6(. والتآليف )1(- لم يتطرق البحث للفلسفة مصد ار من مصادر المنهاجية وذلك لسببين: األول يعود لما ورد حول المنطق فهو ذو بعد فلسفي أصيل والثاني يرتبط بنظرية المعرفة/ Epistemology الذاهب إلى أن الفلسفة هي النسغ الذي يربط المصادر األخرى ويغذيها وهو ما سي ذكر في عنوانين من هذا الفصل. مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص 989. ي نظر: تحليل الخطاب الشعري ص 999 حيث يصف الرياضيات علما خشنا. ي نظر: )التشابه واالختالف ص (.)التلقي والتأويل ص 9 (. )رؤيا التماثل ص 919 (.)المفاهيم معالم ص )2( -)3( -)4(.) من تلك المفاهيم: االخت ازل االنفصال التبديل التجزيء التجميع الت ارتب التسلسل التضمن التعدد التكافؤ التكامل -)5( التصاعد التنازل التناسب العكس القسمة القلب الناتج الوزن. <> من تلك اإلشا ارت: )+(.)-()/ الفرق(.) خيارا التفاضل أو المساواة(.)כ محتو ى() أكبر وأصغر(.) Ø الخالي(.) -)6( الوجود()# الوجود() 39 } التضمن ) ( { الرياضي تركيب كسري من بسط ومقام(.)= التساوي(. وهناك بعض اإلشا ارت ذات األ س وت عطى مدلوال اتفاقيا جديدا في التحليل الش عري. مثل) U نبر ضعيف(.) نبر شديد(.) U انفصال واتصال(

56 ويؤكد مفتاح إنسانية علم الرياضيات وكونيته )1( وأن مفاهيمه كلية متعالية وهو بذلك يبيح لمنهاجيته ذاك االقت ارض الرياضي متابعا س ن ن السيميائيين في ذلك )2( لكن ما يالحظ هو طغيان الشكلية الرياضي )3( واالقتصار على التفعيل البياني االخت ازلي الجاعل المسألة تحيل على التعقيد في الحضور أكثر مما لو كانت من دونها )4( القائم في تشكيالت سطحية ترميزية مثل الجداول وحسابات تجميعية أو تقليبية أو تبادلية )5( مما يكون عامال ) ( األدب والكلمة الشعرية في إيذاء العين الحالمة في تنقالتها التناقضية/التضادية من حيز الناعمة لت فج)ع(أ بحيز الرموز واإلشا ارت الهيكلية المرعبة وكأنها كابوس مرعب من عرس احتفالي إلى حقل من األلغام انتقلت في مهجور وقد ت ركت فيه بعض الرسوم التحذيرية. إضافة إلى إحساس يتسلل إلى القارئ أن التمي ز واالختالف يقبعان م تنكرين في مكان ما من هذا الحيز أو ربما ف ع ال وقودا يحرك آلياتها اإلج ارئية. هذا عدا أنه في حاالت يتصرف بحرية خارجة عن أصول -)1( -)2( -)3( عليها التلقي والتأويل ص 9. من خالل آليتي ]االخت ازل والتتميم[ ي نظر: النص ص ي نظر: مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص حيث يعترف بعدم التطابق بين القوانين الرياضية واللغوية ولكنه يجعلها مسوغا لآللية الشكلية للرياضيات يقول:" لكن هناك نواة داللية قارة هي الشكل الجديد الذي يتجلى فيه المحول وهو محكوم بآليات متعددة متعارف ملزمة أحيانا للمحول ومتيحة له الحرية أحيانا أخري إذ التحويل في الرياضيات والموسيقى ال يطابق التحويل في التعابير اللغوية ما يعنينا نحن هو التحويل على مستوى البنيات السيميائية العميقة وعلى مستوى السطحية في النصوص الشعرية وفي القطع الموسيقية بصفة أساسية وفي اللوحات التشكيلة لالستئناس وضرب المثال." وتجدر اإلشارة هنا: أ ن هناك ت اربطا بنيويا "عضويا " محكما في نص مفتاح)سلبا أو إيجابا ( ما يجعل أحيانا االقتباس المقتطع يشوه البنية اللغوية الدالة وهذا ما غفل عنه معظم دارسي النص النقدي لمفتاح. والسبب في ذلك ب أري البحث يرجع لطبيعة الد ارسات النقدية التي تناولت نصه إذ تتناوله إما جزءا من موضوعها واما نقدا احتفائيا تكريميا تكون فيه المجاملة طابعا ذوقيا غالبا واما تكون د ارسة "آيديولوجية" إسقاطية مسبقة هو جزء من أدلتها الواجب جمعها من هنا يذهب البحث إلى التأكيد نجاعة إج ارئين هما في صميم البنيوية التكوينية: تناول نتاج مفتاح خطابا نقديا عضويا ال نصا م جزأ ثم االعتماد على التفسير النقدي مع اإلحالة المصدرية للمكان دون خلعه أو اقتطاعه بموسى النقد فتسيل دماء المعاني نضاحة مؤلمة لعين الحقيقة أو الواقعية. طبعا هذا في الغالب إذ ال مناص من مبضع التحليل واقتباس العينة الداللية احيانا شرط أن تكون داللية ثالثية)دال ومدلول وتصور( ال دالة فقط. -)4( -)5( ص من ذلك ي نظر: مشكاة المفاهيم ص ينظر: )رؤيا الشعر (.)مشكاة المفاهيم ص (.)المفاهيم معالم ص 999 (.)مفاهيم موسعة)ج 9 ( 91(. كذلك: الش عر وتناغم الكون ص حيث يعطي هنا في المصدر األخير نسبة رياضية معتمدة على عالقات التناسب الثالثة دونما اإلبدال وهي تجري على أغالط نسبية عديدة وصاحب المنهاجية لم ي شر إليها ليس لجهل منه إذ هي من العمليات البسيطة ولكن ألنه يريد أن ي مر ر هذه العالقات التناسبية حتى يستطيع من خاللها أن يجد السند المصدري لمنهاجيته. ) (- الشعرية هنا ال تعني المنظوم فهي تحيل على جنس األدب الخاص بمنظومه ومنثوره. 41

57 ( الرياضيات أو قواعده المعروفة )1( مكتفيا بأشكالها العامة دون توضيح نظري وأحيانا يقدم الصيغة الرياضية للمعادلة مجردة من التطبيق العملي لها أو ل ما ي فترض أنه مجالها المادي وأنها الصورة 2( الرياضية له وهذا ما ي ضفي بعض الغموض المحبب لديه على كتاباته وتحليالته )3(. الهندسة 1 3 )Geometry( تعتمد عليها المنهاجية الش مولية في كثير من عملياتها التحليلية النقدية إذ تفيد من مفاهيمها االصطالحية ومن أشكالها البنيوية ذات الك تل المادية ومن مبادئها العلمية. وهناك بعد فلسفي يقف و ارء هذا الميل الواضح إلى االعتماد على هذا العلم بل االستحباب له والتحيز إلى معطياته وترجيحها على بعض العلوم البحتة األ خرى ذلك أنها أي الهندسة تأخذ بقانون االتصال وترفض االنفصال وهو ما يتوافق وأهم مبادئ المنهاجية الشمولية. وال تعرف الهندسة في أدبياتها األ صولية القطائع المعرفية/ epistemological. وتاريخها تسلسلي ت اركمي. إضافة إلى ذلك فهي ذات مسار ت ارتبي أ حادي يبدأ من القاعدة وينتهي في القمة ويغلب عليها الجانب الت طبيقي العملي المتحكم بالنظري والمؤس س له. وهي علم لصيق الصلة باإلنسان أو يمكن القول: إنه ذو طابع إنساني ويرمز إلى الحماية واإليواء. وهو علم يتأس س على الوحدة وال ي نك ر الكثرة. والت در ج ركيزة أساسة في منظومة آليته اإلنجازية. وتستند آثاره إلى مبدأ الت وار ث اإلنساني القائم على ملكية المكان وتوالي الزمان. لهذا من الجائز القول بأنه ثم ة 41 -)1( من ذلك ينظر: الش عر وتناغم الكون ص حيث يرتكب أخطاء رياضية تتضح لمن يريد االطالع. والبحث رصد مثلها الكثير لكن ألنه ال منافع كبيرة تأتي من معالجتها طالما انطلق من مبدأ تكلف وجودها وبطالن جماليتها وتغلب عقباتها على فوائدها أصال إذ ال داعي لمعالجة تفاصيل البناء إذا كان على أرض آيلة للسقوط. -)2( ينتقد صاحب المنهاجية النحو التوليدي وبعض الد ارسات اللسانية التي تنحو هذا النحو ويمتدح صنيع التداولية "األ كسفوردية" ويسوغ ذلك قائال:" وهي]الثانية: أصحاب فلسفة اللغة[ بعكس السابقة]األولى:التوليدية[ تحاول أن تتحرر إلى حد ما من المناهج الصارمة وقوالبها المختزلة وتتعامل مع اللغة الطبيعية بكيفية مباشرة والرياضيات والحاسوب وغيرها." النص ص 19. -)3( من ذلك ينظر: دون االعتماد على مرجعيات اصطناعية مثل المنطق )رؤيا الت ماث ل ص (.)مشكاة المفاهيم ص 80 ( حيث تبدو تلك الصيغ كأنها ضرب من الشعوذة الكيميائية التي يستخدمها بعض البهلوانيين في االستعراضات "الس رك".. والغريب أن ال أحد من نقاد مفتاح تعرض لهذه المسألة بنيويا ال إسقاطيا!!. كذلك: رؤيا التماثل ص 981. حيث يصوغ معادالت رياضية غير صحيحة. أيضا : رؤيا التماثل ص 991. حيث يقدم عالقات رياضية قائمة على ]التناسب والتبادل[ من دون ضابط علمي. كما ي نظر: مفاهيم موسعة ص 911. وهنا يوجد نوع من التالعب إذ يجعل نتيجة قارة ومعروفة نتيجة حاصلة لمقدماته التناسبية وما تعتمد عليه من آلية التقليب وهو أقرب إلى ما ي عرف في البالغة" بحسن التعليل". وهذا وان كان مقبوال على صعيد الخيال والعاطفة فهو ليس كذلك على صعيد العقل والواقع هذا على مستوى الظاهر والبنية السطحية ولكنما على مستوى البنية العميقة يحدث العكس إذ يعتمد التدليل على صدق مذهبه وجدواه على قياسهما إلى نتائج ثابتة وموجودة وبذلك يكون قد سلك مسلك "األسلوب الحكيم" البالغي.. لكن السؤال: ل م يفعل مفتاح ذلك هل ألن الرابط بين المقدمات والنتائج الرياضية والمنطقية اربط ذهني متعال على الزمان والمكان فيصبح السؤال عن أسبقية النتائج أو أولية المقدمات أو الحفاظ على النسق الت ارتبي بال معنى وتحصيل حاصل

58 ارتباط عقدي/ Ideology بين منهاجية مفتاح وعلم الهندسة وأصولها العلمية ارتباط يتأس س على وحدة التوج ه والمسار والغايات وكالهما وجودهما وجود ب ن ية وعلمهما علم بنيوي وآليتهما آلية تشك ل )1(. المستقاة من الحقل الهندسي تكون مفاهيم وصفية سكونية )2( تأتي ومعظم مفاهيم المنهاجية بإحدى حالتين حالة تكون فيها بنية تحتية وحقال ميدانيا تدور في م ضمارها المفاهيم الحركية الم ستعارة من ميادين علمية أ خرى وحالة تصير فيه نتيجة ضمن تكون أ ن إما أنها يعني من م ح صلة البنية العميقة كما هي في الحالة األ ولى حيث آليات حركية إج ارئية تحليلية )3(. وهذا تكون في مدار جهة أن اإلمكان واما تكون على مستوى البنية السطحية ومدار جهة الوجود) Existence ( وهي في كلتا الحالتين ت ولد تالية للتحليل وفي مرحلة التركيب حيث تكون مفاهيم نواة محاطة بمفاهيم أ خر تدور حولها وفي مجالها. وتستعين المنهاجية ببعض األشكال الهندسية ورموزها الداللية/التعيينية انطالقا من الممارسة السيميائية التي تهيمن عليها وتتمفصل بنيتها التكوينية. ومن هذه الرسوم الدائرة والمثلث أو الهرم والمربع والمستقيمات المتقاطعة/المتصالبة إضافة إلى األحرف الم ق طعة )4(. يشي بها عند االطالع إال بعض حاالت التكلف )5( المملوكة لصاحب المنهاجية محمودة وال وهي استعانة التي ترد المتلقي في غفلة من عين الناقد الحصيف )1(- من الجدير بالذكر والنكت اللطيفة في نتاج مفتاح طغيان آلية/عنصر التركيب على التحليل وهيمنة النظرة التركيبية. 42 )2(- هذا ال يشمل التوازي )3(- من المفاهيم الهندسية مع أنواعها: األبعاد)استعارة لغوية غير فاعلة " تواصلية"( االتصال)مفهوم سكوني( البناء)استعارة لغوية غير الهندسي فاعلة " تواصلية"( التحاذي)مفهوم سكوني( التدر ج)مفهوم سكوني( التناظر)مفهوم سكوني/وأحيانا تحليلي( التوازي)المفهوم الحركي الوحيد( الحدود)استعارة لغوية غير فاعلة " تواصلية"( الخلفية)استعارة لغوية غير فاعلة " تواصلية"( السقوط) استعارة لغوية غير فاعلة "تواصلية"( السياق)استعارة لغوية غير فاعلة " تواصلية"( القاعدة)استعارة لغوية غير فاعلة " تواصلية"( القالب) استعارة لغوية غير فاعلة " تواصلية"( المحور األفقي)مفهوم تحتي( المحور العمودي)مفهوم تحتي( مقطع)استعارة لغوية غير فاعلة " تواصلية" وأحيانا يكون مفهوما تحتيا ( المماثلة)مفهوم سكوني( الميادين)استعارة لغوية غير فاعلة " تواصلية"( الهيكل) استعارة لغوية غير فاعلة " تواصلية"( الوسط)استعارة لغوية غير فاعلة "تواصلية"(. حقا لم يشتمل ما جاء في المتن على االستعارة اللغوية ألن الحديث هنا عن المفاهيم الفاعلة على حين هذه االستعارة طبيعية وحيادية ال تحمل صفات حقل علمي إال من باب التغليب واالستعمال اللغوي. )4(- ي نظر: )التشابه واالختالف ص (.)رؤيا الت ماثل ص (.)الش عر وتناغم الكون ص ص (.)المفاهيم 991 معالم ص (.)مفاهيم 999 موسعة)ج 9 ( ص (. )5(- من ذلك ي نظر: )التشابه واالختالف ص 999 (.)الش عر وتناغم الكون ص ( (.)مشكاة المفاهيم

59 4 1 عل وم: االجتماع واألجناس واألع ارق والحياة والنفس Psychology - Biology- Ethnology- Anthropology- Sociology إن ظاهرة تداخل العلوم أو "اختالطها" ليست بجديدة فهي موجودة ومعروفة وم مار سة منذ نشأة الحضارة اإلنسانية بل األصح أنه منذ و جد اإلنسان وأخذ يمارس ضروب المعرفة الم مار سة وعلى أيا كان شكل هذه اختالف أطوارها: من البدائية حتى عصرنا الحاضر. لكن ما تغير وتبدل هو المحور أو القطبية الفاعلة في ممارسة التداخل فسابقا كانت العلوم أشبه بجزر منعزلة واإلنسان هو من يمارس هذا التداخل والوصل بينها أي كان اإلنسان فيه هو القطب الجامع والم مار س للتفاعل وحديثا انتقل محور القطبية إلى المعارف ذاتها إذ صارت هي التي تمارس هذه الخاصية من النشاط العلمي في وقت انكفأ اإلنسان مت ارجعا عن التوس ع القديم وتخلى العال م عن مستعم رته القديمة القائمة على الموسوعية في المساحة المعرفية ليستبدلها بالمستعم رة الجديدة الكامنة في التبح ر والعمق المعرفي. وهذا يعني أن العلوم أخذت بالت وس ع واإلنسان هو من أخذ بالتخصص. وهذا التبادل حصل على مستويين مستوى القطبية وآخر على مستوى العلوم ذاتها. وال يريد البحث االستط ارد في هذا التحول المعرفي/ epistemological وانما يريده مدخال لصنيع المنهاجية الشمولية مع هذه العلوم الم ع ن و نة للفقرة واحدا تتحرك داخله المنهاجية أو هي تتحرك داخل المنهاجية على هذا النسق. التي تشكل نسقا معرفيا ومن يسير خلف المنهاجية ويتابع آلية عملها فسوف يتضح له ارتكازها على هذه العلوم وتحويلها ي قصد العلوم إلى بنية ارتباطية ضمن نسق معرفي واحد وفي الغالب ستكون هذه البنية تتحرك على وتيرة انضباطية م حددة المعالم والمسار. وهذا ليس مستغربا إذ إنه نسق معر في عتيد في الد ارسات النقدية المعتمدة على المناهج الحداثية ذات األس البنيوي) 1 (. وقد أفاد مفتاح كثي ار مما تقدمه هذه العلوم من معارف عضوية وذهنية ومن أنظمة اجتماعية فاعلة )2( وهو يعتمد عليها في رسم مالمح تكوين النص وشروط إنتاجه وتحديد الم ارحل التعاقبية) diachronic ( من الصيرورة إلى السيرورة وفق تطور تصاعدي هرمي ثم تفسير العالقة )1(- ي نظر: - البنيوية في النقد العربي المعاصر ص 11 )اإلحالة رقم 9 (. - عصر البنيوية كيروزيل)إديث( ترجمة: جابر عصفور دار سعاد الصباح الكويت الكويت ط م. - من فلسفة الوجود إلى البنيوية ساخاروفا)ت. أ( ترجمة وتقديم: د. أحمد برقاوي دار دمشق دمشق سورية ط م. ص )2(- على الرغم من أن مفتاحا ال يذكر علم االجتماع مصد ار ناظما للنسقية النقدية الم تب عة في منهاجيته فإن البحث وجده حاض ار ضمن هذا النسق. ويأتي في كتبه أسماء الختصاصات أ خرى عوضا عنها مثل:]"علم النفس االجتماعي" رؤيا التماثل ص 919 [ كذلك: ]"النسقية" مشكاة المفاهيم ص 989 [. أو:]"المحيط" المفاهيم معالم ص 909 [. 43

60 الرابطة بين البنية النصية وآلية إنتاجه والتنظير لها في مرحلة أ ولى ثم بينها وبين آلية استقباله في مرحلة وانساني يتم عبر مزج بين ما هو معرفي نظري لما هو عضوي ونفسي وذهني تالية. وكل ذلك واجتماعي وما هو م نج ز متحق ق من معارف ذات ارتباط لغوي ونصي ونقدي. ومفتاح ال يدخل في ونموها وعملها وانما يستند إلى التوصيف الت ازمني التقديم العلمي الص رف في هذه العلوم آللية تكوينها النظري السكوني المن جز لها أي يدرس اآلالت الفاعلة د ارسة ت ازمنية) synchronic ( واآلليات اإلنتاجية تعاقبية د ارسة )diachronic( )1(. وتقف المنهاجية على كثير من معطيات هذه العلوم لتفسير ظواهر النص وكوامنه من هندسة الدماغ وآلية الجهاز العصبي وكيفية تعاملها مع اللغة )2( إلى الجنس البشري وتاريخه مع المعرفة )3( مرو ار باالستعدادات الفطرية األناسية )4( ثم عن عالقة الفكر بالواقع )5( ودور المحيط المعرفي في خلق وتوجيه التكوين الثقافي لإلنسان أيضا وقفت عند الشروط النفسية واالجتماعية وعالقتها بماهية المعرفة ونوعها تكوينا واستقباال )6( وكانت تستأنس بالمقارنات النفسية والمعرفية واالجتماعية بين الحاالت والعربي )7(. وهي أي المنهاجية اإلغريقي) Greek ( اإلنتاجية المعرفية وتبعاتها ال عق د ية والفلسفية للت ارثين قلما تشرع في مشروع ما دونما االلتجاء إلى قبس من إضاءات هذه العلوم )8(. ويتنبه البحث ألمر غاية في الداللة ثم األهمية إذ إن مفتاحا يذكر "األنثروبولوجيا" ال "اإلثنولوجيا" علما أن بعضا من معلوماته أقرب إلى الثانية. لكنما هذا التوجه متأت من النزعة ) 1 (-هذا التوصيف البنيوي التكويني آللية اشتغال مفتاح على هذه العلوم لم تذكرها د ارسات سابقة على هذا البحث وللتأكد ما يذهب إليه البحث ي نظر: )دينامية النص ص (.)رؤيا التماثل الكتاب كامال (.)مشكاة المفاهيم ص 99 (.)مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص (.)مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص (. )2(- ي نظر: ( مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص (.)مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص (. لكنما ي ستغرب من مفتاح تجاهله ذكر علم النفس اللغوي) Psycholinguistics ( على أهميته وهو الميال إلى المثاقفة والتكثير من ذكر العلوم. )3(- ي نظر: )رؤيا التماثل ص 98 (.)الشعر وتناغم الكون ص ( )4(- ي نظر: مشكاة المفاهيم ص وما يسجله البحث ههنا حول هذا الكتاب: أخذ مفتاح بمبدأ االستقاللية العضوية ثم ينقلب على ذلك بعد عشر سنوات حيث يسجل غير ذلك في ثالثية )مفاهيم موسعة(. وما يقف و ارء هذا االنقالب المعرفي ب أري البحث هو التسويغ لمشروعه النقدي الجديد حول المزج بين الش عر والموسيقى والحركة في الدرس التحليلي النقدي إذ يجعل ذلك نتيجة طبيعية تالية للتفاعل البيولوجي الحاصل لها أوال. )5(- المفاهيم معالم ص )6(- ينظر: )رؤيا التماثل ص (.)مشكاة المفاهيم ص (. )7(- مشكاة المفاهيم ص )8(- ي نظر: )التشابه واالختالف ص (.)دينامية النص ص 91 (.)رؤيا التماثل ص (.)الشعر وتناغم الكون ص (.)مجهول البيان ص (.)مشكاة 901 المفاهيم ص (.)مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص (.)مفاهيم موسعة)ج 1 ( ص (. 44

61 ( اإلنسانية التي ت مليها عليه منهاجيته الشمولية أو التي هو يمليها عليها وذلك ألن األنثروبولوجيا تحيل على علم األجناس البشرية و اإلثنولوجيا ت ت م ح و ر في الغالب حول األع ارق البشرية ومعلوم ما تعطيه هذه الدوال من إحاالت مرجعية ذات ظالل تاريخية مكسوة بأغطية إيحائية إشكالية بيد أن هذه الفروق شكلية ومتحركة فالتداخل بين العلمين كبير جدا واالختالف لغو ي مجال الد ارسات اللغوية. اصطالحي في معظمه. وال سيما في وربما ال ي عد من نافلة القول إذا ما أ شير إلى طغيان الأجناس علم معطيات في كتاب "الشعر " مفاهيم موسعه " وتناغم الكون" ويالحظ المت تب ع خطاب مفتاح أن مؤل فه تطغى على أج ازئه الثالثة الصبغة " البيولوجية". وفي المجمل البد من التجر ؤ على الزعم أن األنموذج الذي يقدمه مفتاح مع علوم هذه الفقرة ل هو أ نموذج ي حتذى. 1 5 )1( الفيزياء) Physics ( الكيمياء) Chemistry ) يرد هذان الع ل مان في منهاجية مفتاح بوساطة بعض مفاهيمهما االصطالحية والسيما تلك التي تقوم على اآللية الحركية الفاعلة وعلى وجه الخصوص "التشع ب") Bifurcation ( و التفاع ل) Interaction (" إضافة إلى الدينامية) Dynamism ( ثم بدرجة محدودة الت اربط/الربط) Connectivity (. وتلك من المفاهيم العلمية غير المتحيزة إلى حقل علمي بعينه وانما نسبتها إلى هذين الع ل مين نسبة نمو واكتمال إذ ههنا تكتسب أعلى درجة من اإلشباع االصطالحي والعلمي وهي مفاهيم ليس لها ارتباط شرطي م ح د د وت ست خدم في كثير من العلوم ل ما تتحيزه من خصائص آلية ناجعة ول ما تتصف به من ش مولية تعطيها قدرة على االستجابة لكثير من متطلبات المعرفة لهذا فشيوع ها ليس مستغربا حتى "المبتذل )2( " منه الجاري على ألسنة الناس غير الم ق يد بتحديدات علمية صارمة. والنقد األدبي أحد هذه الحقول المستعينة بهذه المفاهيم وبعض المدارس والتيا ارت الحداثية ازدت في عدد المفاهيم الم ستعارة من كال الحقلين مثل والتشاك ل( Isotope ) )3 الفوضى) Chaos ( واالنشطار) Fission ( والعماء والنواة) Nucleolus ( والخلية) Cell ( )1(- الكيمياء تكاد ال ترد في كتابات مفتاح غير أن البحث يرى مفاهيمها حاضرة وربما أكثر من الحضور الذي لمفاهيم الفيزياء. الم ب ت ذ ل )2(- هنا مصطلح بالغي عربي ال حكم قيمة. ي نظر: الم فص ل في علوم البالغة العربية: المعاني البيان البديع د. العاگوب)عيسى علي( مطبعة جامعة حلب حلب سورية د ط 9000 م ص ]حول التشبيه الم بت ذل[. )3(- هناك مصطلح كميائي آخر للتشاكل جرى جلبه إلى حقل الد ارسات اللسانية:.(Isomorphism/Isomorphisme) ولكل من النقاد العرب ولسانييهم ميل تجاه أحدهما وهذا بحسب كتاب مصطلحات النقد العربي السيمائي وبعضهم يفرق بينهما. أما مفتاح فإنه استخدم األول) Isotopie ( وطور آليته المفهومية على الصعيد اإلج ارئي. لكن الدكتور "يوسف جابر" أثبت المصطلح الثاني مفهوما 45 الكيميائي( Isotopie ) المستخدم مفهوما لسانيا في المنهاجية الشمولية ي نظر: البنيوية في للتشاك ل عند مفتاح بخالف المصطلح الفيزيائي/ النقد العربي المعاصر ص كذلك: مصطلحات النقد العربي السيميائي: اإلشكالية واألصول واالمتداد د. بوخاتم)موالي علي( اتحاد الكتاب العرب دمشق سورية د ط 9008 م. ص

62 وهو ما أفاد منه مفتاح فاتكأ على هذا النهج البالغي/النقد ي في تسخير هذه المفاهيم وتنمية الش ج رة المفهومية لمنهاجيته الش مولية ويبدو أن مفتاحا وذلك محاولة منه لرفع القدرة الفاعلية آلليتها التحليلية. قد وجد بغيته في هذه المفاهيم/المصطلحات )1( ارجيا من خاللها تجاوز بعض )2(. واستطاعت منهاجيته أن تهضم هذا الوافد األ طر التي تكبل جماح النقد الطامح إلى بلوغ شأو النص الجديد وت وس ع له حي از يناسبه لكنما الذي حصل أن ما أكرمت وهيأت له ظل يستشعر وي شع ر وح شة وغربة بين أق ارن مفاهيمية تنتمي إلى طبيعة علمية أ خرى وعلى أرضية نص تحمل ت ر ب ت ه أو ت ك و ين ت ه خلفية ثقافية مختلفة لهذا يرى البحث أن استخدامها ظل شكل)ان(يا يقف عند حدود العنوان النقدي ال يتعداه إلى بنية النص )3(. النص المدروس بل إن المنهاجية كانت تستند إلى آلية اصطناعية متكلفة ت قحم عبرها التوليد )4( فالدينامية التي يلح عليها مفتاح كثي ار ال تستقر على صورة إج ارئية واحدة إذ تأتي مرة بمعنى وأ خرى م اردفة للتفاعل )5( وثالثة بديال عن التناص وأحيانا تغطي جميع المعاني السابقة )6(. وهذه إشكالية نقدية من ازويتين: األولى في المفهوم ذاته فهي تنزع عنه خصائصه األولى وتحيله إلى مجرد... إال من ردائه المعجمي الد اللي وهو ما ال تقبله طبيعة المصطلحات القائمة على ص ارمة التحديد فيغدو شبيها باالستخدام التعبيري الخطابي العام بين األف ارد المنتمية إلى لغة واحدة ما يؤدي 46 -)1( يذهب البحث إلى أنها مفاهيم غير متحيزة ومصطلحات تتحيز )إلى(حقلها األول أي هي مفاهيم في النقد ومصطلحات في حقولها العلمية األ ولى. لتعضيد هذا المذهب ي نظر: المفاهيم: تكوينها وسيرورتها مجموعة من الباحثين وبوحسن)أحمد( منشو ارت كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية 99 جامعة محمد الخامس بالرباط المغرب ط م. )2(- ي نظر: دينامية النص ص 9-8. تنسيق: مفتاح)محمد( )3(- أوال : هذا التوصيف ال يشمل مفهوم التفاعل. ثانيا : عبر البحث بطريقة معكوسة/مقلوبة تشبيهيا عن إقحام النص بدل المفاهيم لتأكيد الصورة بيانيا. ثالثا : اعتمدت الفقرة على األدبية في التعبير عن مضمونها النقدي تجنبا للمكاشفة الصريحة التي تتسم بها اللغة النقدية "الطبيعية" في مثل هكذا حاالت فيتطاول البحث على قامات علمية باسقة بمقام صاحب المنهاجية إذ تستدعي الق ارءة النقدية )ههنا( ذلك. وهي ربما تكون كبوة الجواد أوال وثانيا التمك ن من رصد عث ارت اآلخرين ال يعني القدرة على مجا ارتهم في مسيرتهم التي بها كانت عثرتهم. ولتسويغ ما سبق ي لجأ إلى قول صاحب المنهاجية نفسه مخاطبا متلقيه الضمني حيث يقول في هذا الموضوع: " فإن هذا الفصل المقترح ليس عمال عبثيا وص ب يان يا لكنه عمل مقصدي )...( ويربط الصالت بين علوم مختلفة بالكشف عن القوانين العميقة:) الفيزياء والكيمياء..." انتهى االقتباس مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص 99. )4(- ي نظر: المفاهيم معالم ص 999. )5(- ي نظر: دينامية النص ص 9-8. )6(- ي نظر: دينامية النص ص 90.

63 إلى إضعاف خصوصية النقد األدبي ويميع الحدود الفاصلة بين لغته ولغة الكالم وهذا هو اإلشكال الثاني )1(. ويريد مفتاح أن يستبدل "التشع ب" والت اربط بمصطلحات: الم تداولة في عل وم البالغة العربية ألنه يرى في المفاهيم الجديدة شمولية )3( )2(. علما أن توصيفه لها يحيل من تلك المصطلحات الت "االستعارة" و"الكناية" و"المجاز" و فاعلية وحمولة داللية أكثر ارثية على الفوضى أكثر مما يحيل إلى البلوغ وتناول الم ارد. وهذا غير مستغرب عند مفتاح إذ يجعل من جماليات النص الش عري تشظيه وفوضاه وتناقضه وتعميته )4(. وهو مذهب رؤيوي غير م نك ر في مذاهب التيا ارت الش عرية الحديثة وان كان دور النقد يقوم على تبيان هذا "العماء" واضاءة معالمه عبر المسير باتجاه معاكس لحركة اإلبهام الشعري فتتعالق االتجاهات: األوالنية اإلبداعية والثانيانية العلمية )5( لتنمو العملية األدبية في لوحة جمالية تشابكية منضبطة. إن مفهوم "التشعب" يمكن استثماره جماليا في االستعارة التمثيلية لكن شرط أن ينطلق من دائرة )6( الفيزيائي العربي في حركة خل وية تكون االستعارة نواة ويكون المفهوم البالغي المصطلح إلكترونا) Electron ( في مدارها من دون تجاوزه إذ الطبيعة االستقطابية للمصطلح العربي تستدعي ذلك األعجمي) Metaphor ( )7(. أما "الت اربط )8( " فيالحظ البحث أن إال إذا ما ن ظ ر إليه بمنظار واحد مع نظيره مداليله في المنهاجية هي حاسوبية أي مرتبطة بما يعطيه هذا المفهوم داخل حقل الشابكة العنكوبتية التي تستعمله لكن وفق على داللة تقنية مختلفة فهي تحيل إلى االتصال الصناعي االتفاقي ال )1(- ال بد من اإلشارة إلى أن هذا المصطلح مضطرب الداللة خارج حقله العلمي وهذا حتى في لغته األولى ي نظر: Oxford Advanced Dictionary of Current English, (dynamism),p.478. In addition to: The Cambridge Dictionary of philosophy, (dynamism) p )2(- ي نظر:)مجهول البيان ص (.)النص ص (. -)3( ي حيل إذا تعدى بحرف الجر)على( يدل على الحصرية واالستق ارر ومع)إلى( يدل على التحويل. ي نظر: الم نجد في اللغة معلوف)لويس( دار المشرق بيروت لبنان ط مادة]حول[. )4(- ي نظر: )مشكاة المفاهيم ص 919 (.)المفاهيم معالم ص (. )5(- األوالنية والثانيانية مفهومان سيميائيان في دليلة پرس. ينظر: المفاهيم معالم ص )6(- حول االستفادة من مفاهيم الخلية والنواة... في المنهاجية ي نظر:) مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص (. )7(- أحيانا يصير التشعب مفهوما أ سطوريا جامعا لالستعارة والتناص والتأويل ي نظر: النص ص )8(- الت اربط هنا غير]الت اربط[ في نظرية األفعال الكالمية الذي يتطرق له مفتاح أحيانا ي نظر: تحليل الخطاب الشعري ص 999. ويرد مرات أ خرى ليدل على النسق الداللي الواحد ي نظر: النص ص ومفتاح غالبا ما يجعل الت اربط والتشعب نوعين تحت جنس الدينامية.

64 االتصال العضوي أو الكيميائي الذي يشكل تواشجا أكثر انسجاما مع البنية اللغوية التي تعالجها المنهاجية )1(. وقد عد مفتاح "النسيج" و"التناسل" و"التوالد" من المفاهيم الفيزيائية. أما األخي ارن فهما عضويان يتبعان "علم الحياة" والنسبة إليه واضحة. وتستخدمهما المنهاجية استخداما واحدا حيثما و ج دا كانا بمعنى التناص أو للداللة على العالقية النسقية الرابطة والجامعة لنسق معين من الكتابة ضمن المول ف الواحد وهو ما يسميه مفتاح ب:"التناص الداخلي" وقد يأتي هذا التعالق مع مؤل فات لمؤل فين آخرين ضمن دائرة الجنس الكتابي الواحد أو تحت أجناس مختلفة وهذا يدعوه ب:" التناص الخارجي" )2(. على أن التوالد يكون جنسا للتناسل إذ هو يشتمل عليه حينما يكون التناسل مقصو ار على المؤل ف الواحد )3(. وأما فيما يخص النسيج فهو مفهوم صناعي مادي يدل على اللباس هذا على وفق وروده مفهوما إج ارئيا داال ضمن النص النقدي الم حيل على النص اللغوي في الوقت الذي تغيب فيه الدالله المفهومية التي ت ارفق /الكيميائي )4(. أو تتلو المصطلح الحيو ي "bio " وأحيانا ترد هذه المفاهيم ألفاظا معجمية لغوية من دون أيما تدالل اصطالحي خاص. ولعل أكثر المفاهيم نجاعة وتمكنا ضمن هذا الحقل هو التفاع ل )5( بما يقدمه من فاعلية تغني عن جميع ما سبق وهي فاعلية خاصة به ال بالمنهاجية لهذا ربما أبقت عليه كما هو م تداول في الحقل النقدي وأحيانا تجعله درجة من درجات التناص )6( وهذه هي اإلضافة الوحيدة على صعيده )7(. )1(- هناك مفاهيم أخرى مثل:]األنساق[ ]الزمان[ ]الفضاء[... ولكنها تستخدم على وفق المدلول اللغوي المعتاد. )2(- ي نظر: )دينامية النص ص (.)مشكاة المفاهيم ص ( )3(- هذه الق ارءة حول مفهومي التناسل والتوالد وعالقتهما المنطقية لم ينتبه لها ربطا مفتاح. وهذا ما يماشي أصحاب نظرية التلقي في دور الق ارءة في اكتشاف دالالت نصية غابت عن الكاتب. )4(- ي نظر: المفاهيم معالم ص كذلك: انتقال النظريات والمفاهيم ص )5(- ي نظر:)رؤيا التماثل ص (.)المفاهيم معالم ص (.)مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص ( )6(- المفاهيم معالم ص حيث جعل درجات التناص هي: )التطابق التفاعل التداخل التحاذي التباعد التقاصي( )7(- لالطالع أكثر على التجربة النقدية في تلك الحقول العلمية للمنهاجية الشمولية في كتب صاحبها التحليلية ي نظر: )دينامية النص ص (.)مشكاة المفاهيم ص (.)المفاهيم معالم ص (.)مفاهيم موسعة) 9 ( ص (.)النص ص ( 48

65 1 6 علم الحاسوب (Computer) واضح وعلى نحو مفتاح يعتمد على تقنيات علم الحاسوب وأنظمته الفاعلة ويستثمر عددا حداثي غربي صارت نماذجه التحليلية عادة لها جريان منها في تكوين منهاجيته. وهذا تقليد/تطبيق متوال وينبوعا يبدو أنه غير ناضب في بعض التجارب النقدية في األمد المنظور القريب وربما البعيد )1(. واستفادة المنهاجية هنا تأتي على نوعين: أحدهما يقوم على االتكال على اإلنجاز التنظيري م قارن لهذا العلم وكيفية ربطه بمعطيات النص وآلية تكوينه واستقباله إذ صار ي تح د ث في بعض حقول العلم والنقد عن جمع النص وربطه بشبكة من النصوص القابعة في الخلفية الثقافية لدى الكاتب أوال ثم المتلقي ثانيا وربطه أيضا بشبكة من النصوص الواقعة خارج دائرة النص المكتوب كل ذلك عبر نظام ارتباطي شبيه بتلك التي توجد في شبكة المعلومات "اإللكترونية". كذلك أ خ ذ الحديث إلى المقارنة بين الذاكرة البشرية والذاكرة الحاسوبية والذاكر القصيرة وتلك الطويلة وذاكرة النص. وصارت تتفاعل هذه المعطيات وتتداخل وهي كذلك في المنهاجية الشمولية التي نحت النح و ذاته )2(. اإللكتروني" وتحويلها وأما النوع الثاني فهو أخذ بعض عناصر التكوين الحاسوبي المادي أو " األول على وفق الصبغات القابلة إلى مفاهيم نقدية دالة تعيد صياغة نفسها بما تحمله من جينات الحيز للحياة والتوريث مع الحيز الثاني وهذه المفاهيم هي: األ طر( Frames ) الخطاطات/المخططات( Schemata ) الحوا ارت) Scenarios ( والسيناريوهات/المدونات (Scripts) االستكشافي) Abduction ( إلى القاعدة( Top-down ). والشبكة الداللية( Semantic ) والفرض ومن القاعدة إلى القمة( Bottom-up ) ومن القمة ولن يطيل البحث أو يسهب في شرحها وذلك ألنها صورة أ خرى/مطابقة للشجرة الفورفورية مع اختالف حركة اآللية في تحصيل النتائج )3(. فاإلطار هو المدونة )4( وكالهما الجنس. والخطاطة هي 49 -)1( -)2( ي نظر: دينامية النص ص حيث يعرض مفتاح في الهوامش العديد من الكتابات التطبيقية والتنظيرية في هذا الموضوع. ي نظر: )المصدر نفسه ص (. كذلك:)مجهول البيان ص 98 (. )3(- مجهول البيان ص 98. -)4( اإلشارة المصدر نفسه ص 90. حيث ذكر مفتاح اختالفا تقييميا دون تسميته ووص فه أو تحديده نقديا واكتفى بمثال توضيحي. غير أ ن البحث إذ يستند إلى مثال الكتاب ذاته يجد فرقا آخ ار قاد ار على توصيفه من ثم تسميته وتحديده بناء عليه: والفرق قائم في اتجاه الحركة المعلوماتية لهما إذ اإلطار يسير في حركة تصاعدية تضييقية من القاعدة إلى القمة على حين يتحرك الثاني مفهوم المدونة باتجاه تنازلي توسيعي من قمة الهرم إلى قاعدته. وبناء على ذلك يتحدد الفرق بنوع اإلشارة التي يحملها كل منهما فاألول مخزون ذاكرة تحمل ]+[ والثاني مخزون ذاكرة تحمل اإلشارة]-[. وهذا تم الوصول إليه من خالل الربط المباشر بين المفاهيم ومثاالتها الحقيقية المستخدمة في الحاسوب وهو ما غفل عنه صاحب المنهاجية.

66 النوع في حال وجود اإلطار أو المدونة )1(. وهذه المفاهيم السابقة إضافة إلى غيرها من التسميات المختلفة التي ت ستحدث تباعا مثل النماذج الذهنية )2( ) Mental Models( Folk) والنظريات الشعبية (Theory والنماذج العامة) Model )3( Folk ( هي تنويعات مفاهيمية لشيء واحد وانما االختالف يأتي نتيجة اختالف المشتغلين على هذا النوع من التحليل اللغوي (( ومعلوم أن الخطاطة ليست إال اسما آخر لإلطار والمدونة والسيناريو والنماذج الذهنية((. )4( الرياضي )5( أو المنطقي. ومن أما الفرض االستكشافي فتسمية معلوماتية/حاسوبية لالستدالل القمة إلى القاعدة ومن القاعدة إلى القمة هما نوعان" است ارتيجيتان" من الق ارءة على التوالي: ق ارءة استنتاجية تنطلق من العنوان إلى الفكرة ثم تنزل نحو التفاصيل. واأل خرى استق ارئية تتبع البنية النصية صعودا نحو الفكرة التي تتأخر مع الخاتمة )6(. ويمكن الذهاب إلى التأكيد عدم للمتلقي واالستئناس بالشكلية التنظيرية التي تتحيزها هذه المفاهيم )7(. ويتابع طريقة استثمارها لديه في تطبيقاته التحليلية الجميع ويزيد على ذلك إذا ما سئل )8(. إذن يتبين مما سبق إفادة المنهاجية من هذه التقنيات "التحسيبية" سوى عرض المعلومة ومن يق أر ما يقوله عنها مفتاح فقد يأخذ بهذا التأكيد. بل ربما يؤك ده مفتاح قبل أن المصادر العلمية التي تعتمد عليها منهاجية مفتاح ليست على درجة واحدة في الفائدة الحاصلة منها وليست على الدرجة ذاتها من االنسجام إذ يمكن القول: إن المنطق والهندسة والبيولوجيا تأتي في صد ارة هذه العلوم على حين تتأخر الرياضيات والحاسوبية فائدة وانسجاما والبقية الباقية تأتي بين هذه العلوم علما أن هناك علوما أخرى مثل الموسيقى والتاريخ غير أن انحصار األول على التطبيقات الشعرية ومشاعية الثاني جعل البحث يتجنبهما. هذه ق ارءة خاصة بالبحث في ضوء تحليل نص مفتاح المتعلق بالموضوع. )1(- )2(- النص ص 99. )3( مجهول البيان ص )4( المصدر نفسه ص 99. كذلك ي نظر: مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص 99. )5(- دينامية النص ص 99. )6(- ي نظر: )دينامية النص ص 99 (.)المفاهيم معالم ص (. هذا التوصيف يعود للبحث في تفسير نص مفتاح الذي يأتي مكثفا مبهما بعض الشيء فاعتمد البحث على البنية الكلية لخطاب صاحب المنهاجية النقدي في تبيان م ارميه ومقاصده. )7(- من المفاهيم العائدة لهذا الحقل المستخدمة في كتب مفتاح عنونا فرعيا في فقرة ما:]استعادة[ ]التثبيت[ ]التنزيل/ تنزيالت[. ي نظر: )التشابه واالختالف ص 999 (.)مشكاة المفاهيم ص 999 (.)مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص ( 999 على المواطن التالية حيث ي نظر: )التشابه واالختالف لتبيان واستبيان ما يذهب إليه البحث هنا ي حال من أ ارد االطالع )8(- 991 (.)المفاهيم معالم ص (.)مفاهيم موسعة)ج 9 ( 19 ص 99 (.) مجهول البيان ص (.)دينامية النص ص 98 ص 99 (.)النص ص ( 51

67 المرجعية 2 المنهجية للمنهاجية الشمولية: الجزئيات والت حي ز الت صاع د ي من يتتبع سير المنهاجية الشمولية فسيالحظ أنه ثمة عدد من المناهج والتيا ارت النقدية قد تركت بعض شياتها وأشياء من مالمحها تزيد أو تنقص على هذه المنهاجية وغادرتها لتترك لصاحبها االختيار واالنتقاء ثم التنسيق والتشذيب )1(. وللمنهاجية في ذلك مذاهب وآ ارء ي حتاج معها إلى متابعة سيرة الكتابة "المفتاحية" من الصيرورة إلى ما وصلت إليه بوساطة مستويين من التحليل: مستوى تفاعلي تعاقبي) diachronic ( يقوم على تشك ل خطي تجاوري وآخر ت ازمني) synchronic ( ذو توصيف تشابكي واختياري. والمستويان متواشجان ومتفاعالن ضمن آلية دينامية شاملة. لهذا فالبحث سيعت مد على الفصل ال صوري ليتسنى الوصول إلى تركيب نقدي يكون بمنزلة خارطة معرفية تساعد على والن االفت ارضي داخل بنيتها التكوينية. الج تقوم المنهاجية على أ سس وتفسرهما معا. وهذه األ سس هي: معرفية/ epistemological ت حك م صيرورة تكوينها وت حك م سيرورتها النسقية والنزعتان اإلنسانية والكونية )2( وهي ما تقف و ارء هذا التوجه التركيبي التعددي للمنهاجية ألنها تنطلق من نظرة وضعية ترى قصور المناهج حاجات النقد )3( وترفض المثالية المنهجية وما تفرضه من حدود خارجية وقيود داخلية أو الخروج عليها )4(. منفردة عن تلبية ال يمكن كسرها وتقف المنهاجية ناهلة من مشارب نقدية متعددة ذات منابع معرفية متضاربة المسافات ومتباينة المسا ارت والتعرجات ) ( ومختلفة الخلفيات الفلسفية والعقدية "الغيبية " )5(. ولكنها جميعا تصب في تفسير 51 -)1( -)2( -)3( -)4( ي نظر: النص ص 901. سيرد الحديث عن األسس المعرفية في الفصل الثاني. ي نظر: تحليل الخطاب الشعري ص 9. ي نظر: دينامية النص ص 8 حيث يقول: " ومن ثمة نجد من يعتقد أن بين تلك النظريات حدودا فاصلة ال يمكن اجتياز ه ا وأن لها قداسة ال تداس حرمتها وحصانة ال ينتهك حماها وشمولية ال تبقي باقية وال تذر لقائل ما يقول. إن األمر بخالف المعتقد المذكور." ) (- تم استبدال ]الغيبية[ ب:]الميتافيزيقيا[ إذ يحاول البحث االستغناء قدر الم ستطاع عن اللفظ األعجمي إال أن يرد مصطلحا. وذلك ألن طغيانه في االستخدام واالستعمال ي ضعف مدلول الدال العربي في الذهنية العربية ويساهم في تشويهها ضمن حركة الجمعي لألمة. الوجدان )5(- ي نظر: النص ص 909 حيث يتفق مفتاح مع هذا الطرح المثالي إذ يقول: " اهم المنطلقات اللسانية والسيميائية ذات أصول ميتافيزيقيا أو علوم مجردة واذا لم يتفطن الناقد العربي لذلك فإنه لن يكون على بينة من أمره فيحطب ويخبط ويخلط. )...( ]مفتاح ال يضع هنا فاصلة ولكن هذا يعود لنسخ المقدم. وهذا ما سيتناوله البحث في فصل الحق[ إذ يحتاج إلى اإللمام بتطور الفلسفات وتأريخها." كذلك يقول في موضع آخر كالما قريبا من هذا ي نظر: تحليل الخطاب الشعري ص 9. وهذا أري موجود عند عدد من رواد ما بعد الحداثة ونقادها ي نظر: حوار مع عبدالعزيز حمودة)مرجع سابق( ص 19. كذلك: خصائص األدب العربي: في مواجهة نظريات النقد األدبي الحديث الجندي)أنور( دار الكتاب اللبناني بيروت لبنان ط م ص 99.

68 النص وتحليله. وتعود لنوعين رئيسين مع بعض التفاصيل النقدية العائدة لتفرعات م رفدية كبرى أخرى ال تعدم تأصيال لمن أ ارد الق ص على آثارها. ق ارءة نتاج )1( أما الرئيسان فهما اللسانيات و الش عرية وسيغامر البحث ليس بالتكهن الرؤيوي وال باالستدالل االستنباطي الناقص )2( وانما في تبني نتا ج معترضا. غير أن كتابة مفتاح وخطابه النقدي والصدع به. وهذه ربما تكون ليست قضية ذات بال فال تلقى ضعف المادة النظرية واضط اربها في نظرية األدب وغياب التأصيل المعرفي Epistemology/ الم وحد يجعل مسألة التحديد والتصنيف أكبر من حدود البحث وغاياته )3( لذا فهو سيعتمد على المحددات البنيوية السياقية المتحركة داخل المنهاجية الشمولية. وال مناص من إعادة القول: إن المنهاجية تستفيد من عدد من المناهج النقدية وتعتمد على نوعين من الجنس النقدي اللغوي وهما اللسانيات بتفرعاتها التوليدية والتداولية والسيميائية... ثم الشعرية البنيوية منها والتأويلية. ولكل من هذه التفرعات مدارسها وتيا ارتها وأعالمها كذلك وسماتها التي تتمايز حينا يسي ار وتتداخل حينا من الدهر. ويكاد يجللها جميعا رداء البنيوية الذي لن يذهب البحث في عرض أو تبني األقوال واآل ارء النقدية حول أ صول/ "أبستمية" هذا الرداء أو حتى منتهاه وهل هذه أو تلك بنيوية أم سيميائية أم هي غير ذلك!. وأي هي األشمل وأي هي الجنس أو النوع إذ دون ذلك )1(- هذا مذهب البحث ومحاولته إذ لم ي عث ر على تحديد جامع مانع للمناهج النقدية التي يستقي منها الدكتور مفتاح منهاجيته في الد ارسات النقدية التي تناولته وانما هناك تعداد غالبا ما يكون جه ار بمتابعة لما يقوله مفتاح ويعدده على منهاجيته وأحيانا يأتي التعداد متأث ار بقول الرجل دون اإلعالن والتبيان عن ذلك. )2(- االستدالل االستنباطي: نوع من أنواع االستق ارء يتم فيه االنتقال من الجزئيات إلى الحكم الكلي العام. وهو األعلى علميا في الكثرة والتداول االستخدامي العلمي غير أنه يحتاج إلى ربط سببي عالي الدقة وم ح ك م العناصر. ي نظر: المنطق الص وري)مرجع سابق( ص 991. )3(- لالطالع حول المدارس النقدية وتيا ارتها ومناهجها وتشابكها وتداخل أعالمها ي نظر: - البنيوية بياجيه)جان( ترجمة: عارف منيمنة وبشير أوبري منشو ارت عويدات بيروت/باريس لبنان/فرنسا ط م. - البنيوية في النقد العربي المعاصر )مرجع سابق(. - الخطيئة والتكفير: من البنيوية إلى التشريحية...ق ارءة لنموذج نقدي معاصر د. الغذامي)عبداهلل محمد( الهيئة المصرية العامة للكتاب ط م. - نظرية البنائية في النقد األبي د. فضل)صالح( دار الشروق القاهرة مصر ط م. - نظريات معاصرة د. عصفور)جابر( الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة مصر ط م. 52

69 "خرط القتاد" وال سيما أن العالقة بينها دائرية )1( وعلى مختصوه وبعيد رمية عصا عن مناط البحث. وفق آلية تشابكية )2(. وفوق هذا وذاك فاألمر له في ال شك أن من يق أر خطاب مفتاح أو بعضا منه يدرك تعلقه بالسيميائية وآلياتها ومفاهيمها بدءا من عنوان مؤل فه األول الذي وسمه بها :" في سيمياء الشعر القديم" ومرو ار بكل كتاب من كتبه إذ تجده يلح على تبني هذا التيار ويداوم على التذكير والتنويه به بل يكاد ال يكتب مقاال أو يشارك في ندوة إال ويتناوش شيئا من مآثره. وهو ي علل هذا االختيار بكونه التيار األعلى مقدرة على االستجابة لق ارءة النص اللغوي البشري بكل أنواعه وأجناسه فيجزم قائال لتحليل الخطاب اإلنساني ((. )3( )). إن المرء ليستطيع أن يقول إنه أشمل نظرية بيد أن المالحظ على نتاجه التنظيري وال سيما في العقد األول وهو أكثرها إلحاحا على السيميائية ضعف المرجع السيميائي قياسا إلى التيا ارت األ خرى ففي يدرك المتلقي فيه تلك المقصدية للتنويه بها الر وس والبنيوية و" يوري لوتمان )6( " و األلسنية كذلك األمر يتكر ر في كتابه الثاني وتأكيدها التوليدية كتابه المعنون بالسيمياء والذي يحض ر "جاكبسون )4( " و"كوهين )5( " والشكالنيون حين في " تحليل الخطاب الشعري" غير أنه تغيب األسماء السيميائية المعروفة )7(. هذه المرة ترتفع نسبة الحضور السيميائي ولكن يبقى حضور اللسانيات األ خرى هو األكثر واألقوى )8( إذ يجري الحديث عن التداولية )1(- لالطالع حول كنه العالقة الدائرية بمعناها المثالي الفلسفي خارجا عن حيزها الفيزيائي األول ينظر: بنية العقل العربي ص )2(- لالطالع حول طبيعة العالقة التشابكية ي نظر: التشابه واالختالف ص )3(- تحليل الخطاب الشعري ص 1. Jacobson).R): ]جيكبسون: في اللفظ اإلنگليزي. وقد تحيز البحث للفظ الفرنسي[. من أساطين علماء اللسانيات البنيوية -)4( ) 9919 م م(. روسي ثم أمريكي الجنسية أسس مدرسة موسكو) School )Moscow عام ) 9198 م( ثم تركها تحت الضغط السياسي وانضم إلى حلقة پ ار گ) Prague ( ثم بعدها إلى مدرسة كوبنهاگن) Copenhagen (. له ممارسات سيميائية. )5(- Cohen) :(Jean ) 9191 م م(. لغوي وناقد أدبي وفيلسوف اجتماعي فرنسي الجنسية. )6(- Lotman) :(Yuri من علماء الشكالنية البنيوية) 9199 م م(. أسس مدرسة تارتو) School )Tartu ي نسب أحيانا للسيميائية )7(- المقصود أن ما ي ر د في الكتاب مرتبط بالممارسات اللسانية والبنيوية حتى تلك الصادرة عمن لهم ارتباط قريب أو بعيد بالسيميائية. إضافة إلى ذلك ي شار أنه يرد في هذا الكتاب) 62 ( مصدرا ومرجعا عربيا و) 31 ( مرجعا فرنسيا ال يوجد فيها أي مرجع سيميائي. إال إذا ع د كتابا "بدوي وفاخوري" المنطقيين من مصادر السيميائية!! حقا الحديث هنا عن القسم النظري الخاص بالد ارسات النقدية من دون القسم الثاني التطبيقي والذي يبدو أنه يتم فيه توضيف المربع المنطقي/السيميائي والتدالل الشكلي السيميائي ولكن على وفق الطريقة التركيبية التوظيفية لصاحب المنهاجية التي تخرج بدرجات كبيرة عن وع ي قصدي عن التيار السيميائي. لالطالع على ما قيل حول القسم التنظيري ي نظر: ص في هذا الكتاب يحصل "اط ارد عكسي" مع الكتاب السابق إذ ت خ ص ص مساحة أكبر للتنظير السيميائي ولكن تخ ف النبرة -)8( السيميائية ويغدو الميل لالستقاللية المنهاجية هاجسا مشروعا ومعلنا ي نظر: تحليل الخطاب الشعري ص كما تجدر

70 األدبي الذاتية عند موريس )1( وتداولية أ كسفورد( Oxford ) وما يعتريهما من اخت ازلية رياضية مخلة بالنص األدبي جانبا عن اهتمامهما إلى أن تم تطوير عامة والشعري خاصة دعتهما إلى تنحية هذا الخطاب هذا الدرس اللساني على يد بعض مريده ليتمكن من استيعاب أرقى أنواع الخطاب البشري) 2 (. ثم ي عر ج الحديث على اللسانيات ثم "جان كوهين" و البنيوية الشعرية حتى "مولينو وتامين )3( " عبر عرض تعاقبي/ diachronic دائري من جهود "جاكبسون" في كتابهما المشترك عن التحليل اللغوي للشعر )4(. السيموطيقي" فيتخلل العرضين محصو ار بأربعة نماذج نقدية وهي كتاب )6( السيميوطيقية الشعرية" وكتاب جماعة مو "بالغة الشعر" أنه من على الرغم "التيار أما گريماس )5( " محاوالت في أقرب إلى األخير البنيوية بحسب توصيف صاحب المنهاجية له )7( ثم كتاب ريفاتير )8( " سيموطيقيا الشعر" وأخي ار المعجم السيميائي المشترك ل:"گريماس وكورتيس )9( " ويقر مفتاح أن التناول السيميائي ماي ازل بعيدا عن مواطن الحقيقي شعرية النص وأدبية الخطاب وي رجع ذلك إلى عدم قدرته حتى اآلن على تحقيق االنفصال عن المقاربات اللسانية التي تمثل األب الذي تخفق ك ل المحاوالت في قتله وتجاوز ن سبه بحسب التعبير النفسي الفرويدي والتفكيكي لألدب )10(. اإلشارة هنا إلى أن أشهر الد ارسات النقدية التي تناولت هذا الكتاب وضعته ضمن إطار البنيوية ولم تسلم له بالسيميائية)د. يوسف جابر في: البنيوية في النقد العربي... ص (. كذلك: )األستاذ محمد عزام في: تحليل الخطاب األدبي ص (. علما أن لألستاذ عزام مؤل ف في السيميائية بغض النظر عن رؤية األخير الملتبسة للسيميائية. وهناك بالمقابل د ارسات أ خرى في مجال السيميائية تطرقت لنتاجه أنموذجا بين النماذج السيميائية العربية ي نظر: مصطلحات النقد العربي السيميائي:اإلشكالية واألصول واالمتداد د. بوخاتم)موالي علي( اتحاد الكتاب العرب دمشق سورية د ط 9008 م ص كذلك التجربة النقدية عند محمد مفتاح)رسالة ماجستير( مصباحي)علي( إش ارف: أ. د. بودربالة)الطيب( جامعة الحاج لخضر باتنة/الج ازئر د ط 9099 م ص )1(- Morris) :(Charles فيلسوف أمريكي ) 9109 م م(. متخصص في د ارسة اللغة والداللة. )2(- تحليل الخطاب الشعري ص 9-8. )3(- Tamine).J): Molino &.J عالمان لغويان. ولم يتمكن البحث من الحصول على ترجمة لهما. )4(- تحليل الخطاب الشعري ص )5(- Griemas) (:(A.J م م( سيميائي فرنسي من أصل لتواني. )6(- (M): الجمعية األدبية للسيمياء تأسست في باريس) Paris ( عام 9190 م. )7(- تحليل الخطاب الشعري ص 31. )8(- Riffattere).M): أسلوبي فرنسي من أشهر كتبه)معايير تحليل األسلوب األدبي(. )9(- Courté(.J(: تلميذ گريماس وأحد أهم أعضاء مدرسة باريس السيميائية له كتاب )مدخل إلى السيموطيقيا السردية والخطابية(. )10(- تحليل الخطاب الشعري ص وأما فيما يتناوله الكتاب من تحليل للنص الشعري إذ ي فترض أن يكون تطبيقا تركيبيا لما م ه د به ويكون تأسيسا بنائيا لمشروع المنهاجية الشمولية لكن ما حصل كان إعادة إنتاج للتناول السيميائي الم تماهي مع التناول اللساني والذي انتقده ابتداء صاحب المنهاجية نقدا ذ ارئعيا لي شرع لمنهاجيته الخروج والتركيب.. وهذا اإلس ارف اللساني الم قهي للشعرية والناحي نحو االقتصاد الجمالي المفرط والغياب شبه التام للوحدة النصية والدينامية النسقية هو ما أخ ذه يوسف جابر على تحليل المنهاجية في 54

71 والشيء ذاته يعود ليحضر مع كتابه اآلخر" دينامية النص ". على أنه هنا ي فرز مساحة واضحة الفرنسي )1( ويخصه في ثالثة محاور سيميائية فاعلة وهي المقصدية والمربع للتيار السيميائي السيميائي والعوامل وما يجري عليهما وبينهما من تفاعل ضمن البنية العميقة للنص ثم ي عرج على االستد اركات والمتم مات التي أضيفت عليها في جهود بعض السيميائيين من خالل اآللية الدينامية الم ستندة إلى أ سس رياضية وبيولوجية. وهي جهود كما ي ارها البحث والكان )2( منها إلى سيميائية "گريماس" )3(. لكن مفتاحا أقرب إلى بنيوية شت اروس يحاول أن يضعها ضمن الخط السيميائي ليس لي ر دها جميعا إلى تيار واحد وانما ليضمن لمنهاجيته تركيبا عالئقيا خطيا يمكن من خالله متابعة سيرها نحو بناء شموليتها المأمولة. )4( ثم بنيويا مع بعض اآلليات ويستطيع البحث الز عم أن العقد األول في خطاب مفتاح كان لسانيا اإلج ارئية المستمدة من ممارسات "گريماس" وتالميذه )5( وبعض العناصر العائدة إلى السيمياء التواصلية وال تخلو بعض هذه السيميائيات من األس البنيوي في جوهرها أو نشأتها. ولم تدخل دليلية "پرس" إال في فترة الحقة بعد ذاك العقد )6(. مقاربتها شبه التشييدية للقصيدة ي نظر: البنيوية في النقد العربي المعاصر ص 900. حيث يضيف بعد أن جعل تناوله اللساني طاغيا 55 وم ك ر ار بطريقة "م م لة" قائال : " فضال عن أن الناقد ذاته]مفتاحا[ في تبيانه بعض خصائص األصوات قد أسرف كثي ار في تحميل هذه األصوات دالالت قصدية ال تحملها في األساس إنما كان يقسرها على أن تفعل ما ليس فيها..." وهنا ترد إشارتان األولى حول السمة اللسانية البارزة على حساب الجوانب األخرى والثانية حول الغلو في التلقي والتشييد النصي. )1(- في هذا العقد ي الحظ غياب سيميوطيقية ]پرس[ كما تغيب الم ارجع األنگلوساكسونية. -)2( Strauss). C ):عالم.L أنثروبولوجيا فرنسي الجنسية بلجيكي المولد)م 9109 ( ي عد أبا البنيوية له مساهمات لغوية مع نفسي فرنسي) 9109 م م( استقت البنيوية الكثير من رؤاه التحليلية. له العديد من الد ارسات جاكبسون. أما( Lacan.J): طبيب األدبية. ي نظر: )عصر البنيوية: ص (. كذلك:) المنجد في اآلداب والعلوم ]الكان[( )3(- ي نظر: دينامية النص ص في هذا الكتاب والسيما التطبيق فإنه أكثر التصاقا بالسيميائية مما سبقه ومما يتلوه على الرغم من أنه يتضمن الجزء األكثر وضوحا واعالنا في الخروج على هذه المناهج ضمن خطابه النقدي الممتد على مسافة تاريخية تزيد على أربعة عقود إذا ما است ثنت المنهاجية الشمولية. )4(- ي نظر: )دينامية النص ص 8 (.)النص ص 901 ( ثالثيته المفاهيمية. وهذا يعني استم ارر االط ارد العكسي وهذا حتى تاريخه في آلية عمل )5(- يمكن ع د كتاب )مجهول البيان( مفصال منه)ا(جيا أشبه سيميائيا بعالمة األلف السابقة فهو نسقيا ضمن ما قبله ومؤس س "شبه إبدالي" لما بعده. -)6( ي نظر: )التشابه واالختالف ص (.)المفاهيم معالم ص (. ال بد من القول: إن البحث يدرك مدى األخذ والرد والتوافق واالختالف حول هذه الق ارءة المنهجية للمنهاجية. وهذا ال يعود فقط لصعوبة الخطاب النقدي المفتاحي وتموجاته الزئبقية أو تعرجاته البيانية وانما يتعلق األمر أيضا بتداخل المناهج اللسانية والشعرية وليس أدل على ذلك من الرجوع إلى الم ارجع النقدية المختصة حيث يالحظ تداخل على مستويين: 9 -المفاهيم. 9 - واألعالم. فضال عن كون السيميائية ذات مساحة علمية أكبر من أن

72 ( )2( هذا التضاد/التناقض بين التأكيد المزدوج على ال سيميائية) 1 ( وعلى الخروج على المناهج 4( يعود ألمرين األول يستند إلى تلك النظرة الشمولية للسيميائية بوصفها أ ما للمناهج والعلوم )3( بالتركيب إذ تقوم على التعد دية المعرفية فهي األجدى لتقديم رؤية مطابقة للعال م وأشيائه. أما األمر اآلخر فيعود إلى الوعي الفعلي المتجسد في كتابات مفتاح بضرورة الرجوع إلى المرجعية منهجية علمية تكون منطلقا للوعي الممكن في االنتقال من االتباع إلى اإلبداع النقدي الجديد مضاهاة للنص األدبي األول ألن رؤيته للعالم األدبي تدرك "دكتاتورية المناهج )5( " وتدرك أن لم يعد مقبوال أن ي قبل على النص من دون عقد ن)ت(ا)ج( منهجي ي ش ر ع معاشرته والسكن إليه بعد استكمال شروط صالحه القائمة أوال في شهود أهل االختصاص وثانيا في إعالن العقد عنوانا أو تمهيدا وربما في طياته بعد ذلك تطوي الكتابة أو ارقها على النص والقلم وت غل ق اللذة أبواب اللقاء عليهما إذ تغيب الش هود ويموت اإلعالن لتحيا الق ارءة بالحرث الذي يشاؤها النص والقلم حيث تتحول الرؤية إلى رؤيا )6( ومن النص ي بدع النص تحت سقف سماء النقد الحالمة )7(. ومن يتابع سير السيرة البنيوية التكوينية للمنهاجية الشمولية فسيت ارءى لعينيه شكل التحول المنهجي وان كان بشكل س اربي وسيتناهى إلى سمعه صدى النظم النسقي الجديد وقد تستقر به ق ارءته ت حصر بسمة]تيار[ وان كان هذا الوصف خاصا بالنقد األدبي فهي فلسفة حياة. كما أن الدكتور سعيد يقطين يذهب إلى هذا الرأي 56 حول مفتاح حتى مع العقد النقدي الالحق يقول: " أتمثل مختلف كتابات مفتاح التي نجد فيها اللساني يتجاور مع السيموطيقي والبالغي."محمد مفتاح: قضايا النظرية والمنهج في الخطاب النقدي د. يقطين)سعيد( وآخرون لبنان/فرنسا العدد 9/ م ص 98. نقال عن: محمد مفتاح المشروع النقدي المفتوح ص )1(- ي نظر: مشكاة المفاهيم ص 9 حيث ينعت نفسه ب:" باحث في تحليل الخطاب والسيميائيات." )2(- ي نظر: )دينامية النص ص 8 (.)النص ص 901 ( )3(- ي نظر:)تحليل الخطاب الشعري ص (.)النص ص ( مجلة اآلداب بيروت/باريس )4(- ي نظر: تحليل الخطاب الشعري ص 999. حيث يقول:" نظن أن التيار السيموطيقي هو األكثر صالحية لتحليل الخطاب الشعري باعتباره] " اعتبار" ال تتعدى لمفعولين[ محاولة تركيب لنظريات لغوية مختلفة." كذلك: النص ص 900. هنا يجعل السيموطيقيا مؤهلة لتكون بحسب وصف أصحابها»علم العلوم«و» نظرية النظريات«.]والتقويس له[. -)5( -)6( -)7( هي عبارة استخدمها مفتاح: النص ص 99. إشارة إلى أحد عنوانات كتب مفتاح )رؤيا التماث ل(. وما يتضمنه من دعوة رومانسية حاول البحث في هذه الف ق رة االستفادة من تكوينية)لوتمان( للعالقة الجدلية بين شعرية اللغة وانفتاحها على العالم من خالل إنزياحها النقدي بغية تقديم اللغة بوصفها طاقة إيحائية مليئة بالدالالت ت غني عن المباشرة النقدية لتوصيف واقع علمي يعاني اضط ارب التبعي ة غير المنسجمة في مستوى السرعة بين التابع ومتبوعه وما يترتب عليها من ضياع في قطبية البوصلة. علما أن نوع التشبيه هذا ليس بدعا من عنديات البحث.

73 ( س ها )1( من صح ارء العقد المنص رم إلى ز حام العشرية الجديدة إلى التسليم ب و ل ذ االنعطافة المنهاجية وو ل و بعد أن انتدبت منه ما انتدبت لتبدأ نهجا نقديا آخر تتحربن لون العصر الجديد وما يشهده من انفجار تقني ومعلوماتي وسياسي واقتصادي... ي نبئ عن نهاية التاريخ )2( ليبدأ شيء آخر لم تضع له بع د البشرية اسما أو وسما وال حتى نعتا ي بنى عليه تحديد جديد. فقد انهار أحد أقطاب األرض ومالت الدنيا لتضطجع على قطب واحد ي جل علم اللغة واألدب ويهضم لغات األرض جميعا ويفهمها ويستقطب أعالمها ولكنه ال يتكلم إال لغته غير منقوصة من ارئها الكرارة ربما لتطغى على ارء لغة ت همس إال غينا تحمل رؤيا أ نوثة عاشقة للحب والجمال وربما لتقتل شقيقتها المكنونة على أ خرى ال الضفة األخرى وتتبنى دورها التاريخي في االستعمار والسيطرة والسيادة )3(... عصر جديد ارح ي علن موت األدب ومعه نقده الذي ساد األرض آالف السنين والذي يحمل عبق التاريخ وصور حضا ارت الشرق واإلغريق وديانات السماء واألرض لينوب عنه مولود جديد يحمل سمات القطب الجديد وتاريخه الوليد في منح اسما براقا جامعا إلرث الماضي واغ ارء الحاضر. ونهض جنس التثاقف 4( النقد الثقافي و ارج تثاقف يقوم على التلقي القطبي األ حادي االتجاه وي منع فيه أو يكاد التبادل وصارت العالقة تقوم إما على الخطية واما على التشابكية الدينامية التي ال تعرف إال مول دا واحدا على الر غم من مظهرها الذي يوحي بحركة الجميع. كانت في جوهرها من هنا وعلى هذا الربط الشمولي لرؤية العالم أو من دونه يمكن رسم المسار الجديد الذي عليه المنهاجية الشمولية إذ أخذت تنهل من معين الفلسفة وتنحو نحو الد ارسات الفكرية والثقافية و ارحت تستلهم األبعاد المعرفية والكونية لألدب )5( مرتكزة على ما بعد اللسانية وما بعد الشعرية لتناط الرؤيوية مرحلة فلسفية جديدة ومع أن النهج السيميائي صار أوضح من ذي قبل إضافة إلى الميل 57 -)1( الو ل ذ: مصدر الفعل و ل ذ وفيه معنيان: السرعة في المشي مع الحركة ثم اللجوء والمالذ. والو ل وس فيه معنيان أيضا : األول مثل ولذ في المعنى مع مد الع ن ق وهو خاص بترحال الجمال من مكان إلى آخر في مسافات شاسعة والثاني يعطي معنى الخيانة. ينظر: اللسان مادتي] ولذ[ و] ولس[. )2(- في بدايات هذا العقد وعقب تفكك االتحاد السوفياتي وانهيار المعسكر الشرقي/ االشت اركي وموت مفهومه على مستوى الوجود - -)3( وبعد حرب الخليج كتب الفيلسوف األمريكي ]فوكو ياما[ كتابا طوت شهرته اآلفاق يحمل عنوان)نهاية التاريخ( ي نظر: نهاية التاريخ واإلنسان األخير د. فوكوياما)ف ارنسيس( اإلش ارف والم ارجعة والتقديم: مطاع الصفدي فريق الترجمة: د. فؤاد شاهين وآخرون مركز اإلنماء القومي بيروت لبنان د ط 9111 م. الراء األنثوية إشارة إلى فرنسا وشقيقتها إشارة إلى بريطانيا. )4(- ال حاجة إلى التذكير أن هذا النوع من النقد Criticism( )Cultural كان ظهوره المنهجي في الواليات المتحدة األمريكية في عام) 9119 م(. ي نظر: دليل الناقد األدبي ص )5(- ي نظر: مفاهيم موسعه)ج 9 ( ص 91 حيث يعترف بغلبة المثاقفة في مؤلفاته على الد ارسات األدبية والسيما الشعرية يقول: " لقد كان ذلك د أ ب نا منذ»في سيماء الشعر القديم«... إلى»رؤيا التماثل«على أننا ن ص د ق القارئ فنعترف له بأن تلك المؤلفات وخصوصا الفصول المتعلقة بالشعر ي ش وب ه ا بعض التقصير وتتسم ببعض اإلهمال."

74 پ س" المنهجي نحو نظرية التلقي وما تقوم عليه من آلية تشييدية إال أنه ي الحظ أن المنهاجية تستلهم بعض السيميائية والمناهج األ خرى على وفق إحدى طريقتين إما لتهضمها ثم تعيد وعلى على نحو إنتاجها جديد يتوافق والمحيط االجتماعي الحاضن الذي منه خرج النص وعلى أرضه ت مارس الق ارءة )1( واما ليتركها كما هي ويضعها مرتك از أو أساسات منفصلة التكوين ثم يبني عليها متجاو از هذه األ سس نحو البناء وفق خط تصاعد ي )2(. وهذه اآللية في التعامل مع المرجعيات المنهجية كانت قد بدأت مع تجر بة الكتابة لدى مفتاح وال ت ازل مستمرة ولكن الفروقات تأتي في الم ت م مات التطورية التي صارت واضحة فيما بعد. ويشكل المربع السيميائي/المنطقي الركيزة الرئيسة في بناء المنهاجية وهو أكثرها حضو ار على اإلطالق )3(. وال يبالغ البحث إذ ا رتأى إلى القول: إنه يحضر متجسدا في الوعي الفعلي لدى مفتاح بوصفه اله و ية السيميائية للممارسة النقدية عنده لهذا كان وجوده دائم الحضور خصوصا وأنه يقوم على ثنائيات تكوينية متعالية تدخل في صميم األسس المعرفية للمنهاجية الشمولية )4(. كما أن دليلية ر " وتصنيفها الثالثي المزدوج على مستوى الدال والمدلول وعلى مستوى اللغة والرياضيات )5( ي عد المنهاجي )6(. كذلك نظرية العوامل البنيوية/السيميائية الم ستخدمة على مستوى ركيزة مهمة في البناء السرد الحكائي في أصلها االستعمالي فقد تمكن مفتاح من نقلها وتفعيلها في المجالين التطبيقي الشعري والتنظيري النقدي سواء أكان ضمن البنية المعرفية الثقافية أم ضمن مجال حركة نقد النقد 58 )1(- ي نظر: النص ص 99. )2(- معظم معطيات المفاهيم ذات األصل الفيزيائي أو الرياضي)مثال : التشاكل/ Isotope جبر بول/ Boole ( Deo كذلك تلك التي تعتمد األسس البيوسيميائية ت س خر ضمن هذه الطريقة من ذلك ي نظر: )رؤيا التماثل ص (.)مفاهيم موسعة)ج 1 ( ص 98-8 (. )3(- ي نظر: )تحليل الخطاب الشعري ص (.)التشابه واالختالف ص 18 (.)التلقي والتأويل ص (.)دينامية النص ص 1 ) )المفاهيم معالم ص (.)مشكاة المفاهيم ص (.)الشعر وتناغم الكون ص (.)مجهول البيان ص 919 (.)مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص موسعة)ج 1 (: يغيب ذكر المربع نهائيا ) 999 (.)مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص )4( -)5( ال بد من القول والصدع بحالة العداء األيديولوجي التي يعيشها مفتاح مع التفكيكية الرافضة لهذه الثنائيات الكونية المركز ية. تقوم سيميائية 999 (.)مفاهيم پرس اإلشارية )أو الدليلية كما يحب أن يطلق عليها مفتاح( على تجاوز ثنائية سوسور( Saussure..F) D الدال/المدلول إلى تصنيف ثالثي: ممث ل/ تأويل اإلشارة/ الموجودة )الموضوع(. ولديه ثالث مستويات من اإلشارة وهي: األيقون/العالمة/الرمز. كما يوجد لديه ثالث درجات رياضية تأويلية وهي: األوالنية/الثانيانية/الثالثانية. لإلطالع ي نظر: أسس السيميائية تشاندل ر)دانيال( ترجمة: طالل وهبة م ارجعة: ميشال زكريا مركز د ارسات الوحدة العربية)باالشت ارك( بيروت لبنان ط م. ص معجم السيميائيات األحمر)فيصل( منشو ارت االختالف)باالشت ارك( الج ازئر الج ازئر ط م ص )6(- ي نظر:)المفاهيم معالم ص (.)النص 999 ص (.

75 الفاعلة لديه )1(. وي الح ظ أيضا اعتماد المنهاجية على معطيات النحو التوليدي )2( وال سيما ما يوافق منها الثنائية التحديدية إضافة إلى بعض آلياتها اإلج ارئية الناشطة مثل بعض مبادئ التوليد والتحليل اللغوي والبنية العميقة والبنية السطحية )3(. أما التداولية وجهود جامعة أكسفورد اللغوية المنطوية على الفلسفة العملية للغة )4( فتقف المنهاجية حذرة منها إذ تجردها من أ سسها النظرية وتكتفي بمحدداتها العربي )5( بعد أن ت جري عليها المنهاجية اللسانية فقط وهي تلك التي تتقاطع مع علم األدوات في النحو بعض التفريع في أدواتها اإلج ارئية وباط ارد عكسي على أفعالها التحديدية إذ ت ختصر من التقسيم الخماسي إلى الثنائية الم دللة واألثيرة لدى المنهاجية "المفتاحية" )6(. ومع إكمال المنهاجية تكوين ها المرجعي واكتماله لها يتضح التوج ه التصاعدي المطرد نحو م عطيات نظرية التلقي )7(. ولكنها ال تمر إال بعد أن ت خض ع لمعطيات األسس المعرفية للمنهاجية وعلى وجه التحديد ما تنطوي عليه من توس ط ناظم للنسبية وواق من التطرف التأويلي غير المنضبط )8( والبعيد عن المبادئ المثالية التي تحتذيها )9(. )1(- ي نظر: )تحليل الخطاب الشعري ص (.)دينامية النص ص ( )2( لالطالع على مدى التقاطع مع األصل أوال ي نظر: األلسنية التوليدية والتحويلية وقواعد اللغة العربية)النظرية األلسنية( د. زكريا)ميشال( المؤسسة الجامعية للد ارسات والنشر والتوزيع بيروت لبنان ط م. كذلك: الجذور العربية للنحو التوليدي عند شومسكي: د ارسة تأصيلية)رسالة ماجستير( خوارزم)كريمة( إش ارف: أ. د. حسيني)أبو بكر( ورقلة الج ازئر د ط 9091 م. )3(- ثانيا ي نظر:)مشكاة المفاهيم ص (.)مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص (.)النص ص (. منشو ارت جامعة قاصدي مرباح ورقلة )4(- يذهب البحث إلى تضمن ما استقته المنهاجية من جهود أ ستن وسورل لما سبقهما ضمن النظرية ذاتها مثل جهود موريس... لالطالع ي نظر: نظرية أفعال الكالم العامة: كيف ننجز األشياء بالكالم أ ستن)جون النگشو( ترجمة: عبدالقادر قينيني افريقيا الشرق الدار البيضاء المغرب د ط 9119 م. )5(- مفتاح ال يذكر هذا التقاطع نهائيا. ربما وقتها كان سيساعده هذا على التخلي عنها واالستغناء بمعطيات النحو العربي علما أن هذا نهج يرفضه صاحب المنهاجية فهناك حاالت عديدة تقاطعت عنده معطيات الت ارث مع معطيات اللسانيات الغربية الحداثية ولم يسلك سبيل االستغناء. وهذا ما سيتطرق له فصل الحق. )6(- ي نظر: )تحليل الخطاب ص (. )7(- لالطالع على بعض تفاصيل هذه النظرية ي نظر: نظرية التلقي: مقدمة نظرية هولب)روبرت( األكاديمية القاهرة مصر ط م. -)8( ترجمة: اسماعيل)ع ازلدين( المكتبة هذه االنضباطية في التلقي جاءت عند مفتاح على مستوى نقد النقد والمثاقفة وتلقي النص السردي أما ما يخص تلقي النص الشعري فكثي ار ما كان يصل به إلى مستوى عال من التشييدية. وهذا ما سجلته عليه الدكتورة لطفية إب ارهيم برهم إذ جعلت ق ارءته لقصيدة ابن عبدون نوعا من "الق ارءة الحرة" ي نظر: د ارسات في نقد النقد ص 998. كذلك يرد شيء قريب من هذا في د ارسة الدكتور جابر حول تحليل صاحب المنهاجية للقصيدة ذاتها وقد سبقت اإلشارة إليه ي نظر: اإلحالة رقم] 90 [ ص 89. ي نظر: )9(- )التشابه واالختالف ص 91 (.)التلقي والتأويل ص إذ يمكن أن ي عد الفصل الثاني بأكمله استثما ار لنظرية جمالية التلقي (.)المفاهيم معالم ص (.)مجهول البيان ص (.)النص ص (.

76 تلك هي التيا ارت والمناهج التي تشكل مرجعية منهجية للمنهاجية عادت إليها في بنائها النقدي )1( واستقت منها منطلقاتها النظرية والتطبيقية وكانت قد جعلتها مرجعيات تأسيسية أي قصرت دورها على تعميد البنية التأسيسية لها وتثبيت مرتك ازتها هي المنهاجية لتبني عليها حلمها الباسق في تكوينها الشمولي فهي لم ترجع إليها لتنضبط بها وتدور في فلكها وانما فعلت ذلك لتستثمرها ثم تنطلق منها متجاوزة/قاتلة إياها/أباها إذ "ال شيء من ال شيء" أحد أهم دعائم األسس المعرفية الناظمة لها. وينطلق صاحبها في تكوينها من منظور استقاللي "حر مسؤول". وهنا يمكن للبحث أن يسجل المعطيات اآلتية وهي أ ن مفتاحا يرى المنهج داال نقديا وسمة فردية يعود رسمها لتفاعل دينامي وتركيب علمي يعبر عن قصد واع ولذا ال مشا حة إذا ما ذهب البحث إلى القول بأن صاحب المنهاجية ال يؤمن بالمدرسة الجماعية بقدر إيمانه بالتجارب الفردية )2(. كما يمكن دارويني( Darwinian ) أي كل منهج هو حاصل القول: إن العالقة المنهجية عند مفتاح جدلية ذات بعد تركيب منهجيات سابقة. وبعد اكتماله وبث روح الحياة فيه يدخل ضمن الحركة الحياتية الجدلية التطورية في نشوئها وارتقائها )3(. أيضا المناهج واستثمارها هي آلية تشييدية يمكن الذهاب إلى أ ن أو اجتماعية التأويل ي مارس بالقوة على المنهج أوال وبالفعل على النص ثانيا ويمر آلية الت حي ز عند مفتاح في نقل)النقل من( م ح ي ط ية بحسب تعبيره فالتشييدية تعني أن عنصر بمرحلتين من وفق ذلك على تتم على م ارحل دليلية پ رس: األوالنية والثانيانية. وأما االجتماعية/المحيطية فتعني أن حركة نقل المنهج وفق مبدأ النسبية العكسي/التصاعدي حين تتحول من الوعي الفعلي الجمعي حيث مكانها األول لتصل إلى الوعي الممكن الفردي الخاص بصاحب المنهاجية )4(. لقد حاول البحث تقديم معالم البنية التكوينية للمنهاجية الشمولية من طريق رصد روافدها المعرفية التي تقع خارج النقد وكذلك تلك الر وافد المنهجية الواقعة داخل الحقل النقدي. وأطلق على األ ولى اسم )1(- بنائي ت غلب فيه اآللية التركيبية على التحليلية. قد ذكر البحث أن المنهاجية الشمولية ذات اتجاه )2(- ي نظر: تحليل الخطاب الشعري ص 90 حيث يشيد بسيميائية ريفاتير التي اعتمد فيها صاحبها على نظريات عديدة مثل: الجشتالية التلقي وسيميائية گريماس.. كذلك: التشابه واالختالف ص حيث يعرض النماذج المدرسية من منظور فردي. أيضا : النص ص 99 حيث يقول في أثناء حديثه عن ق ارءة النص وتحليله لدى أهل القدرة والكفاءة التشييدية: " وهناك محلل حر ومسؤول". 61 -)3( ي نظر: تحليل الخطاب الشعري ص 9 حيث يقول: " إذا كان اتباع النظرية الواحدة يقي من االنتقائية والتلفيقية فإن األخذ من نظريات مختلفة يحتم االنتقائية". -)4( يقول مفتاح عن سميائيته: " إننا سنعالج ق ض ي ت ن ا في إطار السيميائية كما نتصور ها نحن." ينظر: مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص 98. بقي أن ي ذكر أن فكرة التعدد المنهجي يقول بها غير ناقد حداثي ألن " المنهج باستناده إلى نظرية معينة يقع في حتمية النظرة األحادية ضمانا النسجامه مع متطلبات النظرية التي يستند إليها ومن ثم ال يستطيع أن يضيء سوى ازوية واحدة من زوايا النص األدبي وهي زوايا تتعد بتعدد المناهج." جدلية المنهج النقدي د. ميا)فاخر( المجمع العلمي بغداد الع ارق 9090 م ص 999.

77 وسم الثانية بالمرجعية المنهجية مستندا في التسمية إلى منطق التداولية المنهاجية المصادر المعرفية و الداخلي باإلضافة إلى بعض الم رتك ازت العلمية واألكاديمية. وهذا يعني أن الرافد الذي تستقي منه المنهاجية نوعان: ارفد خارجي يجري في جملة العلوم التجريبية والنظرية التي تشكل معارفها وطرقها أ نموذجا علميا ي حتذى في طريقته وي رك ن إلى نتائجه الكلية الم نسجمة وعال م الخطاب األدبي واللغوي والقادرة على الحياة معه وعلى تنميته بما تقدمه من تطوير يساهم في بناء علم اجتماع النص.. وهناك ارفد داخلي يرفد المنهاجية بالمعطيات واألساليب الراجعة للمناهج النقدية سواء ما كان منها محصو ار على عالم النقد األدبي أو اللغوي أم ما اتسع ليشمل عالم الثقافة اإلنسانية ما يقع منها ضمن مجال اللغة منطوقها ومكتوبها وما يكون خارج أسوارها وتحت سقف سماء اإلنسان واد اركه وحضارته وفضوله.. وكان اتجاه البحث اتجاها عكسيا ينطلق من الوجود ليرصد ما قبله متحركا من الفعل الحاضر المقيد بقيود الشكل والزمان إلى المنابع المصدرية والمرجعية الخارجة عن التشكل والتزم ن. وهذا على صعيد االتجاه. أما على صعيد التكوين فكان ذا نمط بنائي إدخالي يرسم معالم الل ب ي نات التي ت ش ك ل ن معالمها وتحدد هويتها وتتحيز أرضها. ما يكون في ذلك تأطير رؤى المنهاجية واجتنانها. 61

78 الفصل الثاني رؤي)ة()ا( العال م عند المنهاجية ) ( الشمولية : تحيز الوعي الممكن. ت م ه ي د ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين وهديناه النجدين ( )1 هكذا جاءت في القرآن الكريم واذا ما انت ق ل بهذه اآليات الكريمة من حيزها الديني "الحزمي الظاهري) 2 ( " لتتحيز رحاب الرمز الصوفي وابتعد ت قليال عن لسانيات كوبنهاگن )3( ووضعية "كارناب" الضيقتين واقت رب بها نحو فضاء السيميائية وخالء اهلل وسننه الكلية السرمدية الناظمة للكون )4( لتترك هذه اآليات سياقا أعجزت فيه ما أعجزت وأذهلت من أذهلت ولتفتح سياقا /حي از آخر جديدا )5( هنا وفي هذا السياق ترد ثالث كليات كونية تقدمها اآليات: الر ؤية والتعبير واالختيار إنها خصائص إنسانية/فكرية على صعيد الوجود وكليات فكر ية على صعيد اإلنسان فحيثما يكن هناك متوج فكري على مستوى البنية السطحية/الفوقية تكن هناك رؤية واختيار على مستوى البنية العميقة/التحتية. وهذا ما تكشف عنه المنهاجية الشمولية في آليتها النقدية وتناولها للخطاب اللغوي فهي تنطلق من مفاهيم محددة للعالم وأشيائه تختلط فيها الرؤية بالر ؤيا وترتكز في ذلك على جملة من األ سس المعرفية والمبادئ المثالية. وهذه الر ؤية/الر ؤيا هي التي تقود التعبير النقدي أو ) (- هنا لم يتم حصر العنوان على نقد النقد لوحدة الر ؤية والر ؤيا في خطاب مفتاح النقدي. 62 )1(- سورة البلد اآليات )2( نسبة إلى ابن حزم األندلسي ومذهبه الفقهي الظاهري إذ ب ني على األخذ بظاهر النص القرآني ورف ض التأويل ي نظر: األعالم)ج 9 ( ص كذلك: د ارسات عن ابن حزم وكتابه طوق الحمامة د. مكي)الطاهر أحمد( مكتبة وهبة القاهرة مصر ط م )3(- مدرسة ألسنية اهتمت بالرياضيات والمنطق وشكالنية اللغة. من أبرز علمائها الدنماركي األلسني هيلمسليف( Hjelmslev.L). )4(- مفتاح ينزع هذا المنزع البديع نحو هذا التقليد المغاربي العتيد. وسيرد الحديث عنه تتابعا. )5(- الحيز والسياق يت اردفان في أمور ويتقاطعان في أ خرى ويختلفان في أشياء وعلى وفق البحث يتقاطعان في أن السياق يشترط متسوق ي ن كما الحيز يشترط متحي ز ي ن أي أن السياق ال بد له من تسوق كذلك الحيز ال بد له من ت حي ز. لكنما يختلفان في أن السياق ال يشترط اإلحالة إلى سياق آخر على حين يشترط التحي ز اإلحالة إلى ت حي ز آخر بقاسم مشترك وهو الم ت حي ز ذاته فهو ي حيل إلى حيز آخر مع المتحيز القار في الحيز األول لتصير معها الحالة حيزين اثنين وم ت حي از واحدا أ ي إن الت حي ز يقوم على الثنائية: ت حي ز موجود/ ت ح ي ز ذهني... أشبه بثنائية سوسور واذا أ خرج الم تحي ز من حيزه تصير الثنائية ثالثية: حي از + م ت ح ي از + حي از. وهي هنا أقرب إلى ثالثية پرس اإلشارية... وهذا ما ال يكون في السياق.

79 يمكن القول: إن هذه هي المنهاجية انطالقا من التسليم 1 البنية التحتية التي يستند إليها وينهض فوقها الخطاب النقدي لصاحب )) بأ ن أساس إنتاج أي نص هو معرفة صاحبه للعالم الذي يحيط به(( األسس المعرفية للمنهاجية الشمولية: التحيز الصوري. )1( يقوم الوجود على جملة من الماهيات المجردة ودونما الخوض أو الميل إلى إحدى الفرضيتين اللتين تذهب إحداهما إلى أسبقية المجرد أو الفكرة على المحسوس أو المادة وتذهب األ خرى إلى خالف ذلك لكنما األ كيد أن المعرفة تقوم على تشخيص هذه المجردات لي ت م ك ن من تحديدها. ومن هذه الماهيات أن لكل موجود فكري أصال وتوج ه مساره. وهذا ال على نظرية معرفيا( Epistemology ) أو خلفية عقدية( Ideology ) تؤس س له يتوقف من دون سواها أو على خطاب من دون غيره بل هو يشملها جميعا وهذا حال المنهاجية الشمولية التي ي كرسها خطاب مفتاح النقدي ويكرس معها أ سسها المعرفية وهي النسقية والوظيفية والنزعة اإلنسانية والكونية. وهذه كما أ س ل ف تعتمد على مبادئ غيبية مثالية/ automatism/ تحقق لها شرط أو شروط وجودها. وهي تتداخل تداخال آليا ذاتيا metaphysical فيما بينها داخل الخطاب النقدي لصاحب المنهاجية لذا سيعمد البحث إلى الفصل اإلج ارئي للتحديد والتبيان ثم البرهان على أ فق الرؤي)ة()ا( وغائيتها. النسقية 1 1 ت عد النسقية من أهم األ سس التي تقوم عليها المنهاجية بحسب البحث وهي حركة ذاتية متعالية نسقية حركية في وجوديا على الزمان والمكان ولكنها منضبطة تحت قيدها أساس بنيوي ذات البنيو ي نوعيا أي إنها جوهرها وال ي شترط لوجود هذه الحركة زمان محدد أو مكان معين لكنما تتأتى التأثي ارت فلسفي الزمكانية في كيفية هذه الحركة وفي بناء مسارها وفي التحك م بأشكالها. وهذه تستند إلى أ س كوني يرى الحياة كلها نسقا يحتوي على أنساق فرعية ذات تكوينات دائرية تجمع بينها روابط اتصالية )2( فهي إذن تعتمد على مبدأ االتصال على نحو رئيس )3(. وتفصيل هذا القول و ت ب ن ي ن ه مبثوث في كتب مفتاح أ جمعها ألنها تعبر عن رؤيا كونية يسير على هديها صاحب المنهاجية في رسم معالم منهاجيته وتحديد تفصيالتها. فهو ينطلق من النظر إلى اللغة بوصفها نسقا تكوينيا ينتمي لنسق تكويني أكبر يتكون من ب نى متعددة ثقافية واقتصادية ودينية وسياسية... )1(- مذك ارت نقدية د. ميا)فاخر( دار الينابيع دمشق سورية ط م ص 99. )2(- ي نظر: التشابه واالختالف ]التمهيد والفصل األول[ ص )3(- سيأتي الحديث عنه الحقا. 63

80 ويذهب البحث إلى أن المنهاجية تعطي الخطاب ارتباطا ثنائيا وتموضعا مزدوجا بوصفه لغة لن يكون له مكان خارج نسقه اللغوي الذي ينتمي إليه وجوديا وهذا هو االرتباط األول واحد تموضعيه. أما التموضع اآلخر الذي يحقق من خالله ارتباطه الثاني فهو يكون حيث يحقق اتصاال عضويا /بنيويا مع النسق الثقافي الذي يدور هذا الخطاب في فلكه. ومع أن مفتاحا لم يقدم هذه الر ؤية النسقية بهذا الشكل المحدد إال أنها لم تخرج عن هذا الرسم. وأما سبب غياب هذا التحديد والتوصيف في التنظير المنهاجي الذي كثي ار ما يسبق أية عملية تحليلية نقدية تقاربها المنهاجية فيعود لالنطالقة اللسانية ذات البعد السيميائي في التوصيف والتعبير والتي كثي ار ما تميل إلى تجاوز التحديد الثنائي لألشياء بوساطة اللغة إلى الترميز الرياضي الثالثي من هنا يأتي االختالف الذي تنتجه ق ارءة البحث في اعتمادها على المفاهيم البنيوية التكويتية في ضبط معالم المنهاجية وحركتها. وعلى هذا األساس يكون الخطاب بنية نسقية ضمن النسق اللغوي وكذلك األمر يشكل بنية نسقية أ خرى ضمن النسق الثقافي وهو ما يعني أنه ينتمي للبنية الفوقية/الراقية من خالل دائرتين: لغوية وثقافية وضمن سلسلة دوائر نسقية متصلة من البنية الفوقية وصوال والذي يشكل سلسلة اتصالية اجتماعية ال متناهية )1(. دوائر إلى البنى الدائرية التحتية تلك النسقية سنة أبدية ألنها تقوم على مبادئ كونية ال يمكن للكون بكل أشيائه أن يخلو منها وهذه المبادئ هي التشابه والتدرج واالنسجام إضافة إلى االتصال )2(. وتجعل المنهاجية النسقية ثم الخطابية وسن ن ي ت ها حاصلة في أربع م ارتب ثنائية توافقية: الوجود/الكونية ثم االجتماع/المحيط الثقافة/البنية الفوقية وأخي ار : اللغة/التعبير الراقي )3(. لكن ي الحظ على نسقية الخطاب النقدي أنها قد تلجأ أحيانا لبعض اآلليات الصناعية غير الطبيعية السابقة مثل التشييد لسد نقص المعطيات الوجودية )4( وهو ما يبعدها بعض الشيء عن مستوى الوجود/الكونية ويجعلها أكثر التصاقا بالمستوى الثاني االجتماع/المحيط ويجعلها "خلقا " بشريا يكون فيه اإلنسان تجسيدا لصورة الرحمن في الشكل واالستخالف )5(. وان كان مبدأ االتصال ي بقي المستوى األول جنسا أعلى ومتضمنا له. )1(- ي نظر: مفاهيم موسعة)ج 1 ( ص )2(- ي نظر: )التشابه واالختالف ص (.)مفاهيم)ج 9 ( ص ( )3(- ي نظر: ما تقدم أعاله المكان نفسه. -)4( -)5( وهذا ما ي فصح عنه القول: إن " كل شيء معطى والشي مبني". ي نظر: النص ص 99. ي نظر: رؤيا التماثل ص 911. حيث وردت عبارة "خلق اهلل اإلنسان على صورته" ومفتاح كثي ار ما ي ؤ ل ه اإلنسان إذ يجعله معادال رمزيا وقد يكون معادال حقيقيا للخالق فيؤول]الهاء[ في العبارة السابقة باهلل. لمزيد من التأك د ي نظر: )الشعر وتناغم الكون 64 ص 99 (.)رؤيا التماثل ص 919 (.

81 وبما أن الخطاب يتموضع ضمن جنس اللغة فهو يصنع نواته النسقية أو بنيته النسقية اعتمادا على وسائل "الت اربط" اللغوي االستعارة والتشابه والكناية والمجاز المرسل )1(. ومن هنا ي م ك ن الخطاب من تحقيق مبدأ االتصال الدائم والالمتناهي مع األنساق األ خرى. األمر اآلخر واألخير هنا الذي يجدر االلتفات إليه أن هذه النسقية ذات أبعاد مختلفة علمية وثقافية وسياسية... يستثمرها مفتاح في تأسيس أرضية لنظرية تصورية أو تفسيرية ألنماط الحياة وا ن أ ريد بشكل أد ق فل فلسف ة الحياة القائمة على النسقية ك ن ها جوهريا وعامال رئيسا في تمييز العناصر الوجودية القابلة للبقاء من تلك التي فقدت شرطها النسقي المعادل للوجود وصار ل ازما عليها الخروج من دائرة الوجود إلى العدم. وهو يرتكز في ذلك على ركيزتين اثنتين األ ولى تقوم على القطع بوجود وهو وجود بعد وجوب عالقة نسقية بين العلوم المختلفة ضمن رؤية فلسفية تقول بانتظام الكون )2(. والثانية تقوم على القول بأن التحليل النسقي يتيح الربط بين عناصر ظاهر ها يوحي باالنفصال )3( فيتأسس على هاتين الركيزتين ت ح ي ازت نظرية ذات جوانب علمية وثقافية وسياسية منها ما أ علن عنه ومنها لما ي علن عنه بعد إذ لم تئ ن وقت الحاجة إليه في نتظر به حتى ميقات الضرورة ويتيح هذا المذهب النسقي خلق صيرورة ال متناهية من الغايات والمقاصد وال سيما أن التحليل النسقي يشترط وجود الغايات والمقاصد حتى ال تضيع في البنية الشكلية )4(. ]على ما وأما أ علن فعلى صعيد العلم: الوحدة النسقية بين العلوم والمعارف إذ (( والبيولوجيا هي الفيزياء والميكانيكا]علم الحيل[ هي الفيزياء... إذ هناك قوانين موحدة للكون ] و[ إن مستوى اللغة هي الفيزياء ) ( هذا التنوع التفاصيل فقط[ ليس إال ظاهريا ذلك أن المبادئ األساسية التي تنبني عليها المناهج العلمية مشتركة.(( )5(. واألهم ما هو ضمن مجالي الثقافة والسياسة إذ يصبح بناء على هذا القول بنسقية الثقافة المغاربية وسياستها ووحدتها المستقلة والدفاع عن ذلك مجرد تحصيل حاصل )6( ومن هذه الغيبي/ metaphysical وتتحول إلى عقيدة/ Dogma النقطة األخيرة تكتسب النسقية عند مفتاح بعدها نقدية وثقافية وسياسية. ترى أن ))كل ما في الكون ص غ ر أو كبر نسق.(( )7(. 65 )1(- ي نظر: النص ص )2(- ي نظر: مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص 98. )3(- ي نظر: النص ص 91. )4(- ي نظر: الصدر نفسه ص ) ( ما يتلو النجمة من مقبوس يعود لبيتيتو كوكوردا في كتاب " تكوين المعنى) Morphogenèse du Sens, 1985,.214.p(. والتوثيق لمفتاح. وقد اقتبسه مفتاح وترجمه ضمن نصه وتم اكتفاء البحث بتوثيق كتاب مفتاح إذ هو األساس ومقصده هو المقصود. )5(- مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص 99. )6(- ي نظر: مشكاة المفاهيم ص )7(- مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص 89.

82 الوظيفية 1 2 لعله ال ي ط ر ق م س ت غ ر با البحث إذا ما ذهب إلى رؤية الوظيفة أ سا "ن و و يا " لتصو ارت المنهاجية الش مولية في مقاربتها النص فال يوجد نص أو خطاب يخلو من وظيفة يرمي تحقيقها. بل تذهب المنهاجية أبعد من ذلك عندما ال ترى شيئا في الوجود من دون وظيفة وهذا القول به ثم اعتماد ه منطقا تنظيريا ومنهجا تطبيقيا وان ي كن المنهاجية وأساسا معرفيا ي بنى عليه. صحيحا على مستوى الوجود يجعل الوظيفية سمة من سمات ويبدو أن الوظيفية لم تشكل مجرد مفهوم من مفاهيم األدب ونقده عند صاحب المنهاجية وانما كانت هاجسا نقديا يتعدى حدود المفهوم ليغدو فنا ار من فنا ارت الر ؤية التي يهتدي بها مفتاح في غياهب النص وعوالمه وبين ل جه. فمنذ بدايات حياته األكاديمية ومع أ طروحته للدكتو اره التي كانت الوظيفية محور الرسالة وجوهرها الم فس ر )1( كانت ثم سارت مع تالي نتاجه وصارت مرتك از من مرتك ازت مشروعه النقدي) 2 (. وتتخذ المنهاجية الوظيفية خيا ار نقديا ترى من خالله إمكانية تجاوز الر ؤية التقليدية التي تسير خلفها حركة النقد المنهجية )3(. وهي أي المنهاجية تقدم هذا الطرح مدفوعة ببعض المبادئ المتبناة لها وخصوصا التسامح وبتأثير من النزعة اإلنسانية المتسامحة والمتصالحة مع الحياة وهذا يعني أ ن للوظيفة فضلين أحدهما علمي بنيوي واآلخر فلسفي تشييدي. وأما ما يخص الفضل األول فيساعد على تحقيق ق ارءة أكثر بنيوية وأبعد عن المنهجيات اإلسقاطية ي جن بنا القراء التلقي المتأثر بأحكام القيمة العقالنية المهيمنة )5(. بحسب مفتاح )4(. وأما الفضل الثاني فهو وت ش دد المنهاجية على الوظيفية وتعطيها ب عدا جوهريا داخل كل نص. وهي أدق من القصد وأشمل من المقصدية إذ ربما يخلو نص من القصد الذي يعبر عن وع ي واد ارك وأهداف فيكون أشبه بالهذيان االنفعالي المجرد عن الغايات كما أنه قد ي وق ع على نص آخر محتويا على تناقضات/متضادات تركيبية 66 -)1( كان مغزى األ طروحة يدور حول وظيفة الخطاب الصوفي المدروس ودوره في مجتمعه الم ح د د. وقد سبقت اإلشارة إلى عنوان الرسالة. ي نظر المدخل ص 91. -)2( لمفتاح مقال بعنوان: مشروعي المقترح والمفتوح مجلة اآلداب بيروت/باريس لبنان/فرنسا العدد 9/ م ص 90 حيث يتحدث عن دور الوظيفية في منهاجيته. )3(- مشروعي المقترح والمفتوح ص نقال عن: محمد مفتاح المشروع النقدي المفتوح ص )4( علما أن التركيز على الوظيفة من أهم سمات المناهج اإلسقاطية. يقول سارتر( Sartre ): " إن الكاتب ليس مسؤوال عن كالمه فقط بل هو أيضأ مسؤول عن صمته." وهذا في صميم الوظيفية. ي نظر: أدباء ومواقف النقاش)رجاء( المكتبة العصرية صيدا لبنان د ط د ت. ص 9-9. )5(- ي نظر: رؤيا التماثل ص

83 بنيوية )1( في محصولها التجميعي ما بين المقاصد التي يرمي إليها كل من المنتج والمتلقي ثم دالالت النص الماثلة بينهما. حينئذ تبقى الوظيفية هي النسغ الذي يعطي هذا النص روح الحياة فلكل وظيفته وهذا ما يجب االنتباه إليه طالما أنه يؤدي دوره ضمن سلسلة انتظام الكون القائمة على التفاعل والتكامل. من هذا المنطلق الوظيفي دافع مفتاح عن تلك النصوص الصوفية المفارقة للواقع/ metaphysical وعن ذاك الخطاب النابع من تصو ارت التدين الشعبي البسيط والبعيد عن الع ق د ية )2(. كما أنه أتاح له إضاءة المالمح النقدية والبالغية لخطابات النقد والبالغة واألصول والفلسفة التي درسها )3(. وليس ذاك فحسب بل جعلته قاد ار على تفسير نصوص حداثية موغلة في التعمية والفوضى إذ مكنته من انتشال المعنى والتقاط االتساق والكشف عن كنه النظام فيها )4(. وقد تسنمت الوظيفية على يد المنهاجية مواجهة النص وتلقيه وم ك نت من وطء غاربه حتى صارت جوهر الكتابة وغاية اإلبداع )5(. وبتضافرها مع النسقية يمكن تجاوز التحليل التجزيئي وتحقيق الوسطية بين المعطى الخارج عن الذات المحل لة والذات المتفاعلة مع الموضوع كما ي ضمن السيرورة الغائية للكتابة )6(. 1 3 النزعة اإلنسانية والكونية قد يصح القول عن نزعة المنهاجية الش مولية نحو اإلنسانية ونحو فضاء اهلل وانتظامه إنها أ س األ سس وأهمها ل ما تكتنزه من قيمة حركية في نظام المنهاجية وآلية عملها فهي منبع األ سس المعرفية )1(- تجدر اإلشارة هنا إلى أن مفتاحا ينفي وجود التناقض في األدب إذ يعطيه تفسي ار فلسفيا ي دخله في باب العدم. ي نظر: )دينامية النص ص 99-1 (.)مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص (. )2(- ي نظر: النص ص حيث يقول:" فإنه ال يمكن تفضيل خطاب على خطاب من الناحية الوظيفية ومن ناحية الفعالية فقد يكون أقلها عقالنية أفعلها في الناس وفي المجتمع وقد يستحوذ خطاب على غيره في مرحلة من الم ارحل شكال ومضمونا )...(. إن مؤرخي الغايات العملية هي التي كانت توجه النشاط الثقافي وليست الغايات المعرفية. وهذه الق ارءة الوظيفية سبق أن أكدها أحد أهم الفلسفة العربية ودارسيها وهو الطيب تيزيني في ق ارءته للفكر العربي في أوج نشاطه الوسيط إذ يقول: إن " فكرة ما بمضمون معين يمكن في إطار اجتماعي حضاري آخر مختلف تبنيها مع إكسابها مضمونا آخر مناقضا تماما لمضمونها السابق." وصدور هذا 67 القول من مفكر مدافع عن العقالنية ومنظر لها يرد على كل االنتقادات التي وجهت ضد ق ارءته لتلك الخطابات. ي نظر: مشروع رؤية جديدة للفكر العربي في العصر الوسيط: المرحلة األولى د. تيزيني)طيب( دار دمشق دمشق سورية د ط 9199 م ص 19. )3(- ي نظر: )النص ص (.)مجهول البيان ص (.)مشكاة المفاهيم ص (. )4(- المفاهيم معالم ص )5(- ي نظر: التلقي والتأويل ص 9 حيث يقول:" وأبنا)...( أن أسالفنا كانوا يق أرون ويؤولون ال للمتعة وحدها وال إلثبات مها ارتهم في استنباط الق ارءات الالمتناهية وانما كانوا يهدفون بق ارءاتهم وتأويالتهم إلى توجيه التاريخ والمساهمة في صنعه." )6(- ي نظر: النص ص 91.

84 ) ( السابقة ومنتهاها وجوهر الر ؤية واكتمالها إذ معها يتم تعبير الر ؤيا والوظيفية إلى فضاء الر ؤيا الكونية. واذما ي ن ح نحو توسيع الر ؤية أقطاب التصوف يمكن القول : إن كال من النسقية تعتمد والوظيفية وعبورها من دائرة الر ؤية النسقية وتضييق العبارة على وفق تعبير بعض في تحريك أليتها على رؤية النظريات العلمية واإلنسانية وما تتضمنه هذه النظريات من فرضيات وب ارهين. أما هذه النزعة فالحركة فيها ال اعتماد فيها وانما هي ارتكاز على الطفرة بحسب التعبير العربي الذري أي إن المنهاجية هنا تنتقل )1( وفضاء النصنصة )2( ورحاب الكون فهي من داخل إطار النص وضوابط النقد إلى عالم التناص تطفر من عالم الخلق حيث الدائرة السابقة إلى عالم الخالق حيث الر ؤيا الشعرية الصوفية للوجود. إذن أهمية هذا األساس المعرفي ال تأتي من قيمته الذاتية وانما من المكانة التي يتحي زها داخل النسق الحيوي الش مولي للمنهاجية. ولن يغوص البحث في عوالم الذاتية لهذه الفلسفة إذ إنها خارج نطاق البحث واهتمامه وفيها من األقوال واآل ارء الجم الغفير ومعلوم أنه أينما تك هذه النزعة وأيان... فال بد أن تتحوط ها سهام النقد وترميها ح ارب الرفض ربما ألنه مذ كانت الخليقة والغلبة لرؤية المحارب المتسلح "بالعقل" والسلطة وفحولة الحق على رؤيا الشاعر الهائم و ارء دعوى القلب والمتشبث بنسمات الحرية والمغرم بأنوثة الحقيقة لهذا السبب مر على التأريخ "سينيكا" و"هيپاتيا" و"السهروردي" )3(. وبالخروج عن كل هذا وبغض النظر عن الميل والترجيح إذ المسألة أكبر من إبداء الرأي وتاريخها أطول من أن ي ؤ ط ر يحاول البحث تأكيد الخيط الجامع بين هذا التاريخ الم هم ش الطويل وما تذهب إليه المنهاجية وتلتزمه وتتقيد به في لقائها النص الذي يصير بفضل من هذه الر ؤيا أشبه بلقاء األحبة وموعد العشاق. هذا الخيط الذي ينتهي إلى مشكاة واحدة تصدر منها تلك النزعة الموغلة في عمق التاريخ لكنما غبار الحافر وصليل السيوف دائما يطغى عليها. لقد أخذت المنهاجية بتلك الر ؤى الغنوصية والهرمسية والصوفية واعتمدت تفسيرها للعالم فحاولت معالجة النصوص على اختالف أجناسها وتنوع مشاربها وافت ارق مقاصدها من الشعر إلى البالغة فالنقد ثم التاريخ والفلسفة بل سعى صاحب المنهاجية إلى الدفاع عن تلك الر ؤيا وتأكيد جدواها تاريخيا ومنهجيا )4( وهو يستند إلى طبيعتها الغيبية/ metaphysical وما تحمله من شحنات ) (- ال يخرج هذا التوصيف عن الواقعية العلمية فالبحر منبع المطر ومنتهاه وال سيما أن البحث في إطار وحدة الكون وقوانينه. والنسقية والوظيفية تصد ارن من هذه الفلسفة الفيضية وتنتهيان إليها بشكل من األشكال. )1(- لقد أشار يوسف جابر إلى أن التناص عند مفتاح هو انفتاح على العالم. ي نظر: البنيوية في النقد العربي المعاصر ص )2(- الكوني النصنصة: مفهوم جديد ينفرد به مفتاح إنتاجا "وربما استخداما حتى تاريخه" يدل على تعالق المكتوب البشري مع المكتوب بحسيب تعبير ابن عربي أو مع سيمياء الكون ضمن المرحلة الثالثانية الپرسية على وفق تعبير السيميائيين ي نظر: المفاهيم معالم ص )3(- Younger) :(Ceneca The فيلسوف وخطيب روماني متعدد المشارب الفلسفية ذو نزعة إنسانية قتله نيرون) Nero ( سنة) 99 م(. أما :(Hypatia) فيلسوفة مصرية وثنية وعالمة رياضية قتلتها الكنيسة ذبحا سنة) 999 م(. )4(- ي نظر: )التشابه واالختالف ص 19-1 (.)رؤيا التماثل ص (.

85 الشعبي المتصالح مع الحياة والعاشق عاطفية يرتاح لها الوجدان الجمعي البشري ويأنس لها المخيال إياها إضافة إلى ما فيها من انسجام رؤيوي للصيرورة التاريخية وتناغم خ ل قي وديني تستكين إليه النفس البشرية وبعيد عن المجهول العلمي الذي يخشاه األنسان إذ والخالص. إنها تفسر الخليقة على وفق رواية الرعاية وتسير هذه النزعة باتجاهين متناظرين أحدهما نحو اإلنسان وما فيه من إنسانية واخوة وأصل مشترك تطغى عليه روح االجتماع والحب والتعاون ال فرق بين دين ودين )1( وال فلسفة وأ خرى )2( وال عرق وآخر وال مكان فيها للتطرف والرفض بل عمادها التفاعل الحضاري المنسجم مع الفطرة البشرية )3( إنها نزعة تقوم على التوس ط خيا ار )4( وترتكز على حسن المعشر/ Affability )5(. وهناك اتجاه آخر يتجاوز حدود اإلنسان تاريخا ومكانا وتصو ار وينشد هذا التناغم الكوني المنتظم الذي تسري فيه روح الحب واالنسجام والتشابه )6(. فالكون واحد وأشياؤه واحدة وما هذا التنوع واالختالف إال اختالف وتنوع في الدرجات والن سب وأما االصل والنشأة فواحدة. وكل ما في وقوانين أبدية ال تبديل فيها وال تغيير. الوجود مرتبط بحركة منتظمة وقد أفاد صاحب المنهاجية من هذه الر ؤيا المستندة إلى مبادئ االتصال والتشابه ومن سريان روحها وقوانينها على كل ما في الوجود والنص هو أحد أشياء هذا الوجود لذلك فهو يحتوي ضرورة على تلك القوانين والمبادئ وأما الطارئ فدرجات وأشكال. ولكل آليته في تحقيق ذلك وقد فعل مفتاح اآلليات النصية التي تحققها وهي معهودات لغوية معروفة كامنة في االستعارة والكناية والتشبيه/التقييس... وغيرها )7( فيكون بذلك النص كونا صغي ار كما الكون نص كبير وتاريخ الخليقة خطاب وتاريخ نصوص بعضها تشكل وآخر في طور التشكيل وثالث ينتظر )8(. وجعل مفتاح ما يجري على الكون والحياة يجري على النص من س ن ن الوالدة والنشأة واالستم اررية )9( الر وح الواحدة التي تجتذب الجميع. والوظيفة والموت مع التأكيد 69 -)1( يقول مفتاح: إن " الطرق إلى معرفة الحقيقة اإللهية عدد أنفاس الخالئق." ي نظر: مشكاة المفاهيم ص 999. )2(- ي نظر: )التشابه واالختالف ص (.) رؤيا التماثل ص ( )3(- ي نظر: المفاهيم معالم ص )4(- ي نظر: الشعر وتناغم الكون ص 99. )5(- وان جعل المحور الذي تدور حوله هذه الر ؤيا محصو ار في حوض البحر األبيض المتوسط إال أن هذا ال ينفي شموليتها اإلنسان كأين ما كان وحيثما يكن ومتى. )6(- ي نظر:) رؤيا التماثل ص (.)مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص (. )7(- ي نظر: مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص )8(- ي نظر: مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص 999. )9(- مفهوم الجذب من المفاهيم العاملة في مؤلفات مفتاح. ينظر: دينامية النص ص 99.

86 (( وحاول مفتاح من خالل ذلك أن يجعل رؤيا االنفتاح والتسامح هي التي تحد د آليات عمل النص وترسم معالم تفسيره ألنها رؤيا كفيلة بنشر القيم اإلنسانية في الحب والتسامح والتشار ك وهي رؤيا جديرة بأن ت بعث وت نشر بين الناس في هذا الزمن الذي هيمن فيه التعصب واألنانية والفقر الفكري.(( )1(. ومن الالفت للنظر أن صاحب المنهاجية يجعلها قيما تشييدية ي عتمد في نهوضها على اإلبداع الفني والفكري أوال وعلى م خرجات التأويل النصي ثانيا مضبوطين بمحد دات الجمال الزمكانية )2(. وفي هذا تأكيدان األول التأكيد ضرورة هذه الر ؤيا وأنه ال مفر منها وال عذر في إغفالها أو إهمالها. والثاني التأكيد مسؤولية اإلنسان مبدعا وناقدا ومهما كان. ومن هذا التأكيد األخير ي مكن تفسير تلك الصبغة اإللهية التي تعطيها المنهاجية لإلنسان إذ ت ك ر ر في أكثر من موضع أن اإلنسان على صورة الرحمن )3( وأن الشاعر منظ م للكون ومدب ر له )4( بل وأحيانا أ خرى يشبه النص اإلنساني ومبدعه بالنص القرآني وخالقه )5(. وفي أحايين أ خرى يتحول من آليات اللغة ليستعيض بها بعض آليات علم الكالم والفقه وتحديدا قياس الغائب على الشاهد واالستصحاب وذلك إلثبات هذا التأليه/الربوبية وللتأكيد وحدة القوانين الكونية إذ يستغني عن آليات اللغة التي ع ه د ت على إلحاق األنقص باألكمل أو األدنى باألعلى وهذا عندما يجعل القوانين التي تجري على اإلنسان تنطبق على خالقه الرحمن حينما النصي الذي خلقه مفهوم التناص القائل يرفض فكرة الخلق من عدم )6( إذ هي قياس على الشاهد بتداخل النصوص وتواصلها وأنه ال ن ص إال ونص قبله موجود فيه على نحو من األنحاء. )7( وهذا التأليه/التربيب يفسر التناغم الكوني بكل مجاالته ومحتوياته وهو ما يعطي دو ار للخصوصية والمحيط إذ إن اتصال الكون وانتظامه ووحدته ال تلغي فردانية المبدع وال تأثير المحيط فلكل مجاله ودوره. وهذه الر ؤيا المتداخلة التي يقدمها مفتاح جعلت بعض نقاده يضيع في عوالمها أو يتعمد الضياع عندما يرى في ذلك تجاهال يحق ق مغنما أسلم من علم مجادل محاجج يجلب يشوش على أفكار ومعتقدات مهيمنة ومتسلطة مأخوذ بها ومركون إليها )8(. مغرما إذ )1(- التشابه واالختالف ص 99. كذلك ي نظر: رؤيا التماثل ص 9-8. )2(- اإلبداع يشمل النص األول والتأويل يكون في النص الثاني ومن هنا تتحقق القيمة اإلنسانية في تعاون المبدع والناقد في بناء مشروع اإلنسان الكامل. ي نظر: مشكاة المفاهيم ص )3(- )رؤيا التماثل ص 911 (.)الشعر وتناغم الكون ص 99 (. )4(- مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص )5(- الشعر وتناغم الكون ص 918. )6(- )التشابه واالختالف ص 10 (.)المفاهيم معالم ص (.)مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص (. )7(- تم اعتماد هذه الثنائية]التأليه/التربيب أو الربوبية[ ألن نص مفتاح يحتملهما كليهما. وهذا التسليم بالتأرج ح يضع طرح المنهاجية في شموليتها للمقاصد الثالثة المؤل ف أو النص أو المتلقي أمام بعض الحرج. )8(- ي نظر: محمد مفتاح: المشروع النقدي المفتوح تنسيق: د. محفوظ)عبداللطيف(ود. بندحمان)جمال( منشو ارت االختالف)باالشت ارك( الج ازئر الج ازئر ط م ص حيث قدم الدكتور "محمد ق ارش" ورقة عمل من أهم ما ق دم من د ارسات حول هذه النزعة 71

87 هذه الر ؤيا التي ي ي م م شطر ها صاحب المنهاجية وي ؤ م بها خطا به كما أم بها "ابن عربي" الصوفية إلى يومنا هذا ومثلما أم بها فالسفة الفيض واإلش ارق فلسفتهم إنها إرث إنساني قديم وقد توارثها وارث عن وارث متصلين ب ن سب الفكر واإلنسانية مستعيضين بها عن كل ق اربة أ خرى أو عقيدة مي ار ث أثري ملكيته ملكية رعاية وانماء ال ملكية استحواذ وارتهان ألنه إرث إنساني يحق للبشرية جميعا الت سي ح )1( خالل دياره. وقد مر وا على س د ن ت ه رموز إنسانية باسقة األعناق من "الفيثاغوريين" إلى "األفالطونيين" حوالي 9090 م( و"مسكويه")ت 9010 م( و" اربي" و"ابن الفا ثم "األفلوطينيين" ثم مر به من هنا "التوحيدي")توفي )ت 9990 م( و"لسان الدين ابن الخطيب") ت 9198 م( ثم "أدونيس")ولد سينا" وصوال إلى "ابن عربي" 9110 م( )2(. وعندما تحدث مفتاح عن "ابن الخطيب" قال: إنه وريث هؤالء الذين سبقوه جميعا )3( وهو يريد من ذلك على قارئه إتمام سلسلة الذهب في الن سب فيكون هو وريثهم جميعا. وهي مسألة ت حسب لصاحب المنهاجية أو عليه إذ إنه استطاع وسط هذا الحشد المهول من نظريات علمية وانجا ازت تقنية كانت سببا لجموح عقلي لم ي سبق أن عرفه تاريخ الفكر ولظهور رؤى ض و ية وسببا لهواجس القلق العلمي على مصير اإلنسان والمصا د فية والف و نسبية متطر فة في الشك ية والحياة ونهاية العالم من هذا الوسط كله استطاع أن ي نه ض منهاجيته بما تحمله من رؤية شعرية إنسانية تنشد الجمال غاية وتقول باالنتظام والرعاية والخالص قوانين أبدية للكون )4( حتى وقع في اإلنسانية الكونية ورؤيتها الفلسفية قد جعلت البحث ي ارجع بعض ما رآه إذ كان قد تمعنها بعد تدوين محتويات هذا العنوان علما أنها لم ت غير شيئا في محتويات البحث ال زيادة وال نقصانا لكنها بعد أن أسرته سرو ار وقوت فيه الر وح العلمية ل ما وجده من توافق في استكشاف ل ن وى الر ؤيا ومدا ارتها مع باحث أ ستاذ في مجاله جعلته يحتاط لبعض ما اهتدى إليه ببعض الركائز والدعائم إذ وجد في الورقة من المآخذ على هذه الر ؤيا ما قد تنطبق على البحث حين يسير ولو لحين و ارء مقاصد صاحب المنهاجية وبعض رؤياه... وهنا ال بد من تقييد بعض المالحظات على هذه الورقة وهي جعل رؤية مفتاح الهرمسية محو ار لمنهاجيته في حين أنها عامل من بين العوامل والمحور هي المنهاجية. كذلك فقد اعتمدت الورقة على الق ارءة اإلسقاطية بحسب تعبير تودوروف ولم ت حلل النصوص بنيويا. كما أنها أخذت بالنظرة الجزئية وجعلتها رؤيا محصورة في التحقيب المغاربي على حين أنها رؤيا منهاجية شاملة. واألهم أنها خلطت ما بين التعدد والتوسط في نهج مفتاح. )1(- لقد دعا مفتاح الستبدال التوحيد الديني واالستعاضة عنه بتوحيد جديد قديم وهي رؤيا وحدة العالم والكون والوجود ي نظر: رؤيا التماثل ص 919. )2(- اكتفى البحث بمن ذ ك ر في مؤلفات مفتاح وقد تجنب البحث بعضهم]الشاطبي[ ألن صاحب المنهاجية أ قحمه بينهم إقحاما وتحي از ولم يقد م المؤل ف ب ارهين تدعم هذا ) ق.م(. أفلوطين/ (Plotin (. )3(- مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص 991. التحي ز)رؤيا التماثل ص 91 (. أما األعالم: فيثاغورس/ Puthagoras )القرن 9 ق.م(.أفالطون/ Plato )4(- يقول علم الذرة في ذروة ما وصل إليه: إن الذرة وهي أصغر وحدة في الكون صورة مصغرة عن الكون بكل امتداده االفت ارضي إذ هناك تطابق تام في التكوين والحركة والنظام بين أصغر ج ز يء في الكون وأكبر جزء فيه ونسبة حجم الذرة إلى اإلنسان يوازي حجم األرض إلى الكون وكل ذرة لها مركز/نواة تدور حولها مجموعة ألكترودات بعدد قدره ثالثة مليا ارت دورة في الثانية الواحدة وهذه النواة تدور حول نفسها بالعدد والزمن نفسه. وهي كلها نتائج علمية ال غنوصية لهذا قال مفتاح: إ ن " كثي ار من التصو ارت الفلسفية والعلمية 71

88 أحايين كثيرة تحت تأثير ردة الفعل ومقابلة التطر ف بمثله عندما قال بالعدم ل ما هو نقيض هذه القوانين على مستوى الحياة والن ص. )1( 2 المبادئ الشمولية المثالية إن تلك األ سس المعرفية السابقة الذكر تقوم اعتمادا على مبادئ مثالية ت حق ق لها وجودها وتمكنها من تشريع آليتها. وهي مبادئ عامة تصلح لجميع جوانب الحياة وفروع المعرفة والعلوم ومتعالية زمانيا ومكانيا. واذا كانت كل من األسس والمبادئ تخرج من تصور كلي واحد فإن االفت ارق يكون في جملة من الن قاط أهم ها أن الثانية أدوات ووسيلة واأل ولى آلية وغاية واأل سس اختيار منهجي أما المبادئ فارتكاز جوهري أخالقي وأخي ار فإن تلك األ سس تشكل جذو ار سفلية ومصد ار خ ل فيا محركا للمنهاجية الش مولية يحتاج إد اركها وتحديدها إلى آلية العمل االستنتاجية أما المبادئ فهي منصو ص عليها بحروفها ودالالتها وال تحتاج إلى أكثر من التتب ع االستق ارئي وهي التدرج واالتصال والتشابه واالنسجام والتوسط. 2 1 الت د رج (Fuzzy) (( كل شيء يمكن أن يدر ج )...( كما أن المنطق المتدر ج هو لب الحياة بتعقيداتها وحركي اتها فهو متداخل )). متحرك )2(. هكذا يقول محمد مفتاح وهذا ما تنتهجه منهاجيته ويمكن القول من خالل تتبع آلياتها: إ ن هذا المبدأ بمنزلة قطب الرحى لها الذي ال تخرج عنه أبدا ويشكل أهم المبادئ التي تنبني عليها ألنه هو الرابط بين جميع المبادئ األ خرى وهو الم وص ل إليها وشرط إنجازها فال اتصال من غير تدر ج وال تشابه وال انسجام كما أنه ال يمكن تحديد الوسط من دون التدرج. وبما أن صاحب المنهاجية لم يشرح الرابط الع ل ي بينها واكتفى بذكرها وتحديد بعض عالقاتها الظاهرة ما جعل نصه يشوبه شيء من التشويش والتعمية جرت بعض قرائه نحو الخلط ت ب عا ل ما توحي 72 هو] واألصح هي[ في جزء كبير منه]منها[ إنساني]إنسانية[.":)المفاهيم معالم ص 999 (. بل أ ثبت وهذا على يد عربي شقيق لمفتاح في العروبة أن هناك حياة ونظاما متكامال ومتطابقا مع الكون داخل زمن قياسه إلى الثانية مثل قياس الثانية إلى 19 مليار سنة... ي نظر: عصر العلم د. زويل)أحمد( دار الشروق القاهرة مصر ط م ص )1(- وهذا ما يفس ر دفاعه عن الش عر الحداثوي الموغل في التعمية والذاتية في خروجه عن المعجم الجماعي والجمعي وجعله مشمول بمبدأ "مفتاحي" خاص إلى درجة ما: " و ارء كل فوضى نظام ". ي نظر: المفاهيم معالم ص )2(- مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص

89 به الدالالت السياقية في هذا ال كذلك الموضوع )1(. وبغض الطرف عما هو خارج البنيات النصية المكونة للبنية العامة لخطابه إذ الذهاب إليها سيوقع البحث ال محالة في اإلسقاطية فقط سي كت فى بمحاولة إجالء الصورة المنطقية من خالل الكشف عن تعر جات البنية العميقة ووحداتها المنفصلة وهذا بدوره ما ل م اختار البحث المبدأ المتدرج قطبا ورئيسا للمبادئ اآلتية واعتبر ذلك. سيوضح التدرج يعني االختالف إذ ال تدرج في الوحدة. ولوال هذا االختالف النتفى ادعاء االتصال ألنه اتصال إال بين المتع)د ()د ( د وال يجوز االتصال في الواحد ال قوال وال واقعا أي إنه ينتفي على صعيدي اللغة والمادة وكل ما ينتفي على هذين الصعيدين يكون ضرورة منتفيا على صعيد ي الفكر والخيال الذي هو أبعد مد ى بشريا في الوصول. واألمر ذاته ينطبق على التشابه وعلى الصعيدين وجد السابقين األول ي ن فال البالغة وال علم الجمال يقوالن بالتشابه المتطابق ألنه في حكم العدم وان فسيخرج من إطار التشابه إلى آخر. وما قيل في تلك األمور السابقة ي قال في االنسجام. وأما التوس ط )2( ) ( فال ت حق قه شروط االتصال واالنسجام والتشابه وحدها بل يحتاج إلى التدر ج وذلك ألن التدرج يحول العالقة من حيز االتصال الدائري إلى الخطي التشييدي) 3 ( حيث هناك طرفان ووسط. وت ع د المنهاجية (( المنطق المتدرج من بين اجتهادات اإلنسان الفكرية للتغلب على تعقد الحياة وعلى مشاكلها.(( )4(. وقد لجأت إليه في جميع آليات عملها حتى صار عندها مبدأ مطلقا غير قابل للتدر ج فال مكان لإلبداع المطلق )5( وهو ما يتوافق ومذهب ال شيء من العدم وانما هو تدر ج يتناسل عن سابق. وكذلك ترفض المنهاجية انطالقا من هذا المبدأ الت اردف اللغوي الذي تحيل إليه الدالالت المعجمية والسياقات التداولية )6(. لكن كل ما في هذا الكون مبني على التدر ج وهو ما ينعكس على الكون الصغير المختصر في النص. وتماشيا مع منظور مثالية هذا المبدأ وتجذ رها في أساس التكوين صيرت )1(- أحد أساليب التعالي المبطن عند مفتاح والذي لم ي نتبه له أنه ال يرد على منتقديه فهو يقول ثم يترك نقاده" يسهرون جر ها ويختصمون" من دون التعقيب عليهم من هنا قد يقع بعض الفهم الخاطئ والتفسير المخالف لبعض كتاباته. وسيرد الحقا الحديث عن ذلك. )2(- هنا لم ي شر مفتاح أية إشارة إلى العالقة بينهما ربما الستشعاره الحرج حول التداخل/الخلط بين التدر ج والت وس ط الحاصل في منهاجيته. ) (- البد من اإلشارة أنه ال توس ط مع انعدام االتصال ألن التوس ط يقوم على اشت ارط االتصال في األشياء أو في المسافة وجودا أو تشييدا [ االتصال المعرفي والسببي[. )3(- علما أن مفتاحا يصنع ذلك على مستوى التنظير فقط وعندما ينتقل إلى التطبيق تجده يجعل العالقة دائرية فال يعود معنى للوسط ألنه يتحول إلى مجال االدعاء فحيثما كان يمكن أن ي دعى وسطا. )4(- مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص 19. )5(- النص ص 98. )6(- )تحليل الخطاب الشعري ص 91 (.)الشعر وتناغم الكون ص 19 (.)في سيمياء الشعر القديم ص 98 (. وقد يوحي هذا الرأي العائد لمفتاح أنه يتبع الت ارث في ذلك في أحد مذاهبه وآ ارء بعض سابقيه بما يخص عدم الت اردف في اللغة لكن الق ارءة البنيوية التكوينية لخطابه تؤكد أنه يقول بذلك انسجاما مع منطق التدرج الذي يأخذ به في منهاجيته. 73

90 المنهاجية التدر ج يوازي تاريخ النص ويبدأ ونشأته فتكاد ال تعالج نصا شع ار ونقدا وثقافة أو مسألة إال وت خضعها لمنطقه )1(. وجعلته حال لكثير من القضايا التي تعاني تضاربا على مستوى الن ص أو تناقضا في آلية عملها ومنها منطق السيميائي )3( وكذلك دليلية )5(. قابل للتدرج.(( "أرسطو"/ (Arist0tleق.م( الحتمي بين " إما واما" )2( والمربع "پرس" )4( كل هذه تم حل تناقضاتها واضط ارباتها البيانية وفق مبدأ: )) كل شيء وقد أسس مفتاح تدرج منهاجيته على نواة رياضية تعتمد مبدأ الكثرة والقلة )6( بعيدا عن خصائص اللغة التي تجنب االرتكاز ومنتهى الدقة تنبئ عن ب ارعة عليها في تفعيل التدر ج. وهذه مسألة بحسب البحث في غاية األهمية وريادة تحسب لصاحبها ألنه قد نقل مبدأه من حيز اللغة وما ينطوي عليه من خصائص زئبقية غير ثابتة "وتاريخانية" نسبية ال تعرف المعيارية وفق آلياتها على والعمل الزما وعلى المعيارية نظاما ثابتا. وكان عليه االنطواء تحتها متحوال إلى حيز أ م العلوم المتعالية زمكانيا والمنطوية على المطلق قانونا )8( ويقوم هذا التدرج على أنواع مفاهيمية رئيسة وهي تدرج التشابه/االختالف )7( وتدرج المفاهيم )1(- ي نظر: )التشابه واالختالف ص (.)رؤيا التماث ل ص (.)الشعر وتناغم الكون ص (.)مشكاة المفاهيم ص (.)المفاهيم معالم ص (.)مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص (.)مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص (. علما أن هذه اإلحاالت تحيل إلى العنوانات التي تنص على التدرج وال تحيل على التدرج كامال إذ يمكن القول إن نتاج مفتاح جميعه يدخل فيه التدر ج. )2(- ي نظر: )مشكاة المفاهيم ص (.)مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص 91 (. )3(- ي نظر: مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص )4(- ي نظر: المفاهيم معالم ص )5(- )التشابه واالختالف ص (.)الشعر وتناغم الكون ص 19 (. )6(- ي نظر: )التشابه واالختالف ص 99 (.)المفاهيم معالم ص 99(. إذ جعل التدرج يقوم على ت اركم العناصر تصاعديا أو تنازليا وفق تسلسل تدريجي من الواحد حتى الثمانية قابلة للزيادة الت اركمية الرياضية غير المنتهية. )7(- هذه التسمية تعود الجتهادات البحث في ضوء الق ارءة الشاملة لنتاج مفتاح وتأسيا بعنوان الكتاب الذي ظهرت فيه أوال وذلك ألنه يظهر على تسمية صاحبها بعض االضط ارب إذ جعلها أوال درجات التناص ثم عدل عنها إلى درجات أخرى للتناص في نتاج الحق. وهذه الدرجات هي للتشابه)تصاعديا حسب ت اركم العناصر(: المشابهة)+ 9 (] وقد جعلها األقل ربما ليقول بتجاوز حيز علم البيان العربي[ المشاكلة)+ 9 ( المضارعة)+ 1 ( المضاهاة)+ 9 ( المماثلة)+ 8 ( المحاذاة)+ 9 ( المناظرة)+ 9 ( المطابقة)+ 9 ( واألخيرة بنية ذهنية مجردة تدخل في باب العدم اللغوي. أما درجات االختالف)تصاعديا هندسيا سلبيا عموديا وتنازليا رياضيا عكسيا ) ف:االختالف)- 9 ( التمايز)- 9 ( التغاير)- 1 ( التضاد)- 9 ( التقابل)- 8 ( التطابق)- 9 (]وتختلف عن نظيرتها التشابهية في أنها ليست مصد ار ميميا كما هي حال جميع الدرجات اإليجابية[ التناقض)- 9 (]كذلك وضعه درجة أقل من التالية ربما ليقول بتجاوز حيز المنطق األرسطي[ الم ازيلة)- 9 (. ي نظر:التشابه واالختالف ص )8(- مفتاح وضعها عنوانا ولم يضع تحتها درجات إذ كان مقصود ه تدر ج النص لكن البحث أبقاها نوعا ألهمية تدرج المفاهيم التي يشتغل عليها مفتاح كثي ار ومجهوداته ال ازلت تترى في المجال المفهومي وال ازلت تعد بجديد وتنشط. فربما يحمل لنا القادم من نتاجه شيئا 74

91 وتدرج المعنى والداللة )1( وتدرج النص )2( ثم تدرج التناص )3(. وهي تدرجات مفاهيمية حاول بوساطتها صاحب ها ما أمكنه إلى ذلك سبيال حل مشاكل النص وتعالقاته الداللية وصوره الجمالية. وهذا تعبير عن اختيار رؤيوي وتبن أخالقي يؤكده بقوله: )) قد تبنينا منطق الدرجات في مقابل الثنائية الصارمة ومنطق هذا وهذا في آن واحد نظير منطق إم ا وام ا.(( )4(. 2 2 االتصال االتصال هو النسغ الذي يص ل بين أج ازء البنية المنهاجية وي ص لها بالحياة بما يؤمنه لها من تماسك وانسجام داخلي وبما يوفره من ع رى وص ل بالعالم الخارجي تمكنها من تشكيل تعالقاتها الر ؤيوية معه. وهو في ذلك كله يمدها بالطاقة التي تعطيها القدرة على الحركة وعلى محاولة التمك ن النصي الذي تبتغيه. فاالتصال مثل المبادئ األخرى فلسفة حياة تنعكس في خطا ب ونهج ن ص يرتسم في معالم مفاهيمه ويرسم طريقة تلقيه. وتسير المنهاجية على مبدأ " كل ما في الحياة متصل" وهو نظام كوني أزلي وسرمدي وان تكون صور تحق قه ودرجاتها متفاوتة ت ب عا لتحق ق شروط إنتاجه وظروفها وتماشيا مع طبيعة العناصر التي من هذا. ي نظر المفاهيم معالم ص 99 حيث المبدأ." كذلك: مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص 999 حيث يقول: " واذ كل مفهوم قابل للتدرج من )1(- تجدر اإلشارة هنا إن مفتاحا أطلق عليها: "درجات المعنى" دون الداللة تأسيا بتسمية الت ارث وفاته أن ما يعطيه لها من مضامين يجعلها تدخل في باب الداللة أيضا والسيما في النوعين الخامس والسادس. وهذا بخالف مضامين تقسيمات الت ارث التي ال تحيل إال على المعنى دون الداللة. ودرجاته: 9 (الواضح: الذي ال يقبل التأويل 9 (البين: الذي يجوز تأويله مع أفضلية عدم التأويل 1 (الظاهر: وهو ما يحتمل تأويالت عديدة 9 ( المحتمل: وهو ما يجب تأويله 8 (الممكن: الذي يعطي المتلقي حرية التشييد 9 (العمي: الذي يحتاج لجهود المؤو ل حتى يجعله مقبوال. وهنا مفتاح يتحيز التعبير المعاصر إذ عمله ال يتعدى نقل المضامين من حيز الت ارث إلى حيز المعاصرة حين يعتمد على التقسيم الت ارثي لدرجات المعنى: المحكم والنص والظاهر والم ج م ل ص )2( درجات النص : والمؤو ل والمتشابه. ي نظر: المفاهيم معالم 9( شبه النص: اللوحات التشكيلية واأليقونات واألحالم. 9 ( النص : بسيط ذو خصائص معطاة ومستنبطة. 1 (التناص: مركب ذو خصائص تنتمي لمجال وحيد. 9 (النصنصة: ذو خصائص تنتمي لمجاالت متعددة. ي نظر: المفاهيم معالم ص وي الحظ هنا أنه يتجاوز ما كتبه سابقا عن التناص ليصل إلى مفهوم الن ص ن ص ة. -)3( تنازليا هي: 9 (التطابق. 9 (التفاعل. 1 (التداخل. 9 (التحاذي. 8 (التباعد. 9 ( التقاصي. وهنا يظهر كذلك تجاوز مفاهيمه التدر جية السابقة.وتجدر اإلشارة إلى أنها بقيت في حيز النظرية ولم يجر تجريبها في حيز التطبيق. ي نظر:المفاهيم معالم ص )4(- مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص 91.

92 يص ل بينها المهم في األمر أنه ال يمكن أن يصل إلى درجة العدم ( )1 لذلك ترفض المنهاجية القول بالقطيعة التي يتفلسفها ويروج لها بعض دعاة ما بعد الحداثة وال سيما أ ولئك الذين يصلون إلى درجات قياسية تبلغ التمام )2(. ومع هذا إن المنهاجية ت ارعي منطق الدرجات في هذه المسألة ذلك أنها ال ت نكر االستقاللية الوجودية و الحركية لألنساق ولكنها في الوقت ذاته تعتمد هذه األنساق على التعاون واالقت ارض الذي تحق قه بوساطة مساقات اتصالية اربطة بينها )3(. وبهذا تمكنت المنهاجية من تحقيق توازن يقف على التوس ط في التأصيل المعرفي/األبستمي وذلك في تبني رؤى المبادئ وهضم إنجا ازتها وان اقتصر هذا التوازن في مواضع عديدة على مستوى فروض النظرية دون تطبيقاتها فهي و ف قت في رفض القطيعة وما ينتج عنها من قطائع بين الشعوب )4( من خالل التمس ك بمبدأ االتصال وتسفيه منطق الجوهريات والفطريات النقية )5( كما أنها رفضت وجود التناقض في األدب الذي يعكس حياة اإلنسان التي ال تعرفه علمي بعيد عن جوهر الحياة البشرية )6( وأكدت اتصالية اللغة أيضا ألن التناقض منطق مختبري وت اربطها بوساطة االتصال بين الدال والمدلول والداللة وبين البنيتين العميقة والسطحية وأكدت أن هذا كله ينعكس على النص والنص استثمار التصال آخر أو انعكاس له: وهو االتصال اإلنساني فاألديان متصلة ومتواشجة )7( والت ارث العلمي متصل ومتواشج )8(. إذن لقد تبنت هذه المنهاجية االتصال مبدأ مثاليا فاعال على صعيد اللغة والثقافة وعلى صعيد حياة اإلنسان عضويا/ biological واجتماعيا. وكانت جميع نقاشاتها في هذا الصدد تأخذ المنحى الفلسفي األبستمي ما أعطاها مسحة علمية تبعدها في أحايين كثيرة عن النحو الجمالي لألدب وقد أوقع هذا النهج الفلسفي في تناول االتصال صاحب المنهاجية في هفوات وتناقضات سياقية حينما أ ارد نقلها من حيز النظرية والممكن إلى حيز التطبيق والفعلي هذه التناقضات ت خ ي ل إلى المتلقي أن صاحبها يجهل تلك الخلفيات المعرفية/األبستمية والع ق دية ل ما يناقشه على حين أن االطالع على نتاج مفتاح ي زيل هذا الم ت خ ي ل إذ يستق ر في قناعة المتلقي تمك ن المؤل ف في هذا المجال ويتضح جليا س عة اطالعه عليه )1(- وهذا هو جوهر الت وسط الذي يبتغيه مفتاح إذ ال يصل االتصال إلى درجة التطرف في امتداد طرفيه فال اتصال تام يصل حد التطابق وال امتداد في الط ر ف المقابل يصل درجة العدم. لفهم جوهر االتصال ي نظر: نظرية النسبية أينشتين)ألبرت( ترجمة: د. رمسيس شحاته إعداد وتحرير: د. سمير سرحان و د. محمد عناني الهيئة المصرية للكتاب د ط 9000 م ص )2(- ي نظر: )التشابه واالختالف ص (.)المفاهيم معالم ص (. )3(- ي نظر: )الش عر وتناغم الكون ص 99 (.)مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص 98 (. )4(- هذه هي الر ؤيا التي جاءت يحملها كتاب )رؤيا التماثل(. )5(- ي نظر: مشكاة المفاهيم ص )6(- ي نظر: )دينامية النص 99-1 (.)مشكاة المفاهيم ص 90 (. )7(- ي نظر: رؤيا التماث ل )8(- هذه الر ؤيا يحملها كتابي ( التلقي والتأويل( و )مشكاة المفاهيم(. 76

93 بشكل يجعله بمستوى التنظير ل ما ي عالجه )1( لكن القضية تكمن في ث ق ل الحمولة الفلسفية وقوة تأثيرها وقدرتها على الطغيان والف ر ض النصي هي ما جعلت الناقد يترنح تحت عبء الممارسة. وجوهر هذا الخلل جاء في النزعة اإلنسانية والر ؤية الشمولية للمنهاجية وما تقومان عليه في األخذ باالتصال جعلت مفتاحا ي نظ ر لمعظم نتاج الفكر العربي واإلسالمي ضمن النسقية الخطية ذات المنبع اإلغريقي وهو ال يجعلها ضمن النسقية الدائرية وهذا ما ي وحي ظاهريا بعدم تشربه النظرية المعرفية القائمة على االتصال والتشابه وما ينطوي على ذلك من جهل بالخلفية األبستمية لهذه النظرية ويوحي بضياع بوصلة الهوية لديه وهذا يفسر إطالقه صفة م ت ف ل س ف على فالسفة المسلمين: من الكندي إلى ابن رشد إذ تعني في بنيتها السطحية تكل ف الفلسفة واكتسابها ولكنها في بنيتها العميقة تعني إثقال الكاهل بحمل )2( إغريقي ثقيل 2 3 التشابه/االنسجام تشكل هذه الثنائية عامل/عاملي توازي آللية العمل النقدي التي تنتهجها المنهاجية في مقاربتها النصوص على اختالف أجناسها وأنواعها: أدبا وثقافة ش ع ار ونقدا. وهذا التوازن الذي تحققه هو ما يزيل االلتباس الذي قد يبدو من تلقي العنوان على هذا الشكل الثنائي لمبدأي ن ت وحي داللتهما بالوحدة وتبتعد بالدرجة ذاتها عن داللة التناظر التي اختارها البحث مستفيدا من التلقي الشمولي للخطاب "المفتاحي" ومتجنبا الر ؤية الناتجة عن الق ارءة الجزئية في نصوصه أل ن وحدة هذين المبدأين إغواء تداول تناظرهما فصدع خطاب ي أو يمكن القول: إن األ ولى وحي نص والثانية تصريح خطاب. نصي أما والتشابه الذي تأخذ به المنهاجية وتتبناه في رؤيتها للعالمين: النصي والخارجي ينطلق من تشييدات ماو ارئية غيبية ومعرفية ثقافية ويبدأ من م بدع ي العال م ين اإلنسان: مبدع العالم النصي الخارجي )3( وهو تشابه غيبي يستند إلى انتظام الكون وانسجامه/ Cosmology والرحمن: مبدع العالم وصدوره الفيضي المتصل وهذا التشييد الماو ارئي يجعل كل شيء يشبه كل شيء )4( وان كان بدرجات مختلفة أي)) صحة مبدأ كل شيء يشبه كل شيء بجهة من الجهات ويختلف معه بجهة من الجهات.(( )5(. وهذا الذي يوصل إلى االختالف هو ما ينقل التشييد من الحيز الماو ارئي الغيبي إلى الحيز الثقافي يتم عبره التحول من الغيبي العلوي/الكوني إلى األبستمي. وهنا يكون التشابه هو الوسيط الناقل الذي الواقعي السفلي العال مي بنوعيه: الخارجي والنصي وذلك بتمث ل الواقعي السفلي للم ت ص و ر الغيبي إذ )1(- من ذلك ي نظر: )مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص (.) مشكاة المفاهيم ص (. )2(- من ذلك على سبيل المثل ي نظر: الش عر وتناغم الكون ص 90. )3(- ي نظر:)الشعر وتناغم الكون ص 99 (.)رؤيا التماثل ص 919 (. )4(- )التشابه واالختالف ص 98 (.)الشعر وتناغم الكون ص 19 (. )5(- )مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص 999 (. كذلك ي نظر: )مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص 991 (. أيضا : )الش عر وتناغم الكون ص 19 (. 77

94 يكون العالم الصغير صورة عن العالم الكبير وهي صورة شبهية يؤك دها تاريخ الثقافة عامة والثقافة اإلسالمية خاصة فهناك عالم علوي مكو ن من عوالم متعد دة يبدأ بعالم اإللهية ثم عوالم األرواح فعالم األفالك بعد ذلك يأتي العالم السفلي الم ك و ن من الجماد والنبات والحيوان وصوال أعلى قمة الهرم السفلي وهو اإلنسان )1( وهذه كل ها متشابه ومت اربطة ب ن س ب و ح دة الوجود وب ن س ب اتصالية يعود تقديرها )2( إلى مصدرها الفيضي األول. وهذا الشبه تؤك ده قوانين الفيزياء وعلم األحياء/ Biology وتشهد توص التها العلمية على ذلك )3(. وهو ش ب ه يشمل العلوم ويربطها في تضافرها وتعاونها على غايتها التي هي خدمة اإلنسان وتقديم المعرفة له )4( وهذا يعني أن التشابه يجعل اإلنسان محور الكون وم شيده بالتشابه )5(. وهنا يأتي دور النص وعالمه العالئقي فأهمية التشبيه تزداد ألنه خصائصه وألنه أشد ها فاعلية بوساطة النص يمتلك أكثر اللغة ووسائلها )6(. ويبلغ التشييد شأوا عاليا ويصل مداه إذ يصبح )7( ويتم من خالل الن ص التشبيه مغنيا عن الحقيقة ألنها ليست أكثر من مالئمة صيغة لصيغة أ خرى. تجاوز الحقيقة الغيبية المطابقة للحقيقة التشييدية الجاعلة األخيرة اإلنسا ن محو ار لها فالنص يتحول إلى عالم متكامل ي خلق اإلنسا ن فيه كائناته ويصلها بالتشابه واالنسجام عال م يعب ر عن غايات اإلنسان طرفي ويرفده بالفائدة ويصنع له ثقافته ورؤاه أي يصير اإلنسان غاية النص ومنطلقه ويجري تحول في التشبيه حيث يص ير الن ص مشبها به وكائنات العالم م ش بها أو يمكن أن يبقى العالم الخارجي مشب ها به ولكن بحسب الصورة التي ت خل ق له في النص. وهو تشابه ذو درجات وجهات يصل كما أ سلف إلى جهة االختالف ويتضمنه أي إنه تشابه يقوم على أساس االختالف وال يصير لكل توازنه وانسجامه وهو ي نك ره وهذا االختالف شرط وجودي للخالئق وشرط تفاعلي من خالله دوره الذي ال يسد مسده آخر )8(. وهذا االختالف يخلق للنص أولياته الثنائية التي بها يصنع ذاته الدور الذي تقوم به الثنائيات الكونية القديمة التي كذلك تؤم ن للكون انسجامه 78 -)1(.)999 ي نظر:)التشابه واالختالف ص 91 (.)رؤيا التماثل ص (.)المفاهيم معالم ص (.)مفاهيم موسعة) 1 ( ص )2(- وهذا يعود إلى نوع خاص من الثقافة التي يأخذ بها مفتاح. )3(- ي نظر: التشابه واالختالف ص 99. )4(- ي نظر: مفاهيم موسعة) 9 ( ص 99. -)5( ي نظر: مشكاة المفاهيم ص 99 حيث ينقل عن فيورباخ قوله: " إن واجب العصور الحديثة هو تحقيق وتجسيد اهلل وقلب علم اهلل إلى علم األنسان." )6(- ي الحظ أن مفتاحا أحيانا يجعل النص انعكاسا للعالم وأخرى يجعل العالم مثاال ي قاس عليه النص وأحيانا العكس أي أن التشبيه هنا صار مبدأ ع ق د يا ثابتا مع تبادل مواقع األط ارف. )7(- ي نظر: المفاهيم معالم ص 909 وهو ينقل ال أري األخير حول الحقيقة عن أحد فالسفة االسمية. )8(- ي نظر: رؤيا التماثل ص 91.

95 وتوازنه )1(. إذن العالم نصا كان أو واقعا يتأسس على التشابه وهذا التشابه يتضمن االختالف عنص ار مكو نا للتشابه ومتمما له ولكن هذين العنصرين ال يمكن جمعهما من دون آلية تناغم تحقق انسجامهما ولهذا ال يمكن بناء التشابه الم ت م م باالختالف إال بتحقيق شرط االنسجام هذا االنسجام الذي ت بدعه ي د الرحمن بوساطة نواميس محددة للكون وهو ما تصنعه يد اإلنسان في الن ص وبالغة التعبير. بوساطة علوم البيان ولكن حقيقة النصوص تؤكد أن مفتاحا لم ي قدر االختالف حق تقديره ألنه تغافل عن شروط وجوده القائمة على االستقاللية في الوجود والذاتية في القيمة والحركة النسقية األفقية وهي شروط لم ي ارع ها صاحب المنهاجية ألنها تتعارض وخصائص بعضها يعود لمنهاجيته وبعضها مرتبط بشخص صاحبها و ارتباطه الم حيطي أما ما يخص المنهاجية فإن خاصية الميوعة الزئبقية تحول دون تبلور مفهوم النسقي االستقاللية االختالفية المتسامح )2(. وأما ما يرجع إلى عوامل المحيط فهي تكمن في االتصال العمودي وذاك دون األفقي المتساوي مع األخر الغربي على وفق المنظور العمودي البرجي التفوقي حتى صارت العالقة تعتمد على ثنائية: الغالب/المغلوب )3( الجاعلة المسالة ذات خصائص فيزيائية محتومة الحركة: نزول/صعود تصير معه حركة النقد محكومة بأحكام قيمة ثابتة في معطيات الفوقية ) ( والتحتية. واألفضلية 2 4 التسامح)التوسط( التسامح ليس مفهوما نقديا اسميا /مفتاحيا وانما هو خيار منهجي واستق ارر تركيبي تنتظمه المنهاجية وينظ مها ويشك ل وحدة قياس غائية للمبادئ األ خرى مؤداه أن أيا من المبادئ إذا ما انتهى إلى التوس ط نتيجة يكون قد بلغ الم ارد منه في آلية عمل المنهاجية وحركتها. وهذا تفسير وص فها بأنها خيار واستق ارر أي إن المنهاجية تنطلق من مبدأ االتصال وتتحرك على وفق قانون التشابه القائم على االنسجام بين الم تتاليات متدر جة في تنق لها حتى تتوقف على التو سط المتسامح مع األقطاب أو األط ارف المتنافرة وهذا ما يمكن إجماله بالقول: إن المنهاجية تعتمد على الت در ج في حركتها وعلى التوسط في ق اررها واستق اررها. عاصف مع أن مفهوم الهوية العربية واستقالليتها وما ينتج عنها من عالقة أفقية مع اآلخر متجذ رة في تربة هذه البالد. 79 -)1( من أهم الثنائيات: التطابق/التقابل الكلية/الجزئية الحركة/السكون االستق ارر/االستحالة االتصال/االنفصال التشابه/االختالف الوضوح/الغموض المبنى/المعنى الجمال/القبح.. ي نظر: مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص 81.حيث تم ذكر بعض هذه الثنائيات. )2(- غير أن مفهوم االستقاللية االختالفية قد يتحقق بوساطة التسامح وهذا ما سيتم التطرق له في الفقرة القادمة. -)3( هناك نص البن خلدون يقتبسه مفتاح يذكر: "أن المغلوب مولع إبدا باالقتداء بالغالب في شعاره وزيه ونحلته وسائر أحواله وعوائده." المقدمة)ج 9 ( ابن خلدون)عبدالرحمن بن محمد( تحقيق: عبداهلل محمد الدرويش ط م.]الفصل الثالث والعشرون[ ص 991. علما أن النسخة التي اعتمدها مفتاح تحقيق درويش جويدي ي نظر:)رؤيا التماثل ص 80 (. ) (- وهذا عامل بيئي ال يتوقف على بالد الغرب "اإلسالمي" فقط وانما رياحه تصل إلى بالد المشرق العربي وأحيانا على نحو

96 ( الذاتي وقد حاولت المنهاجية الشمولية االتكاء على هذا الفهم سلوكا نقديا الزما في وص ف ها وتوصيف ها النقدي للنص. وعلى وفق استحضار هذا المفهوم الثنائي يمكن فهم المنهاجية بطريقة أكثر تعمقا وتفسير ها على نحو أوضح. لهذا فضلت هذه المنهاجية المفهوم/المدلول على المفردة/المصطلح ل ما في الخيار األول من طاب ع إنساني على خالف المصطلح ذي الطابع العنصري ومن هذا المنطلق أيضا رفضت القطيعة )1( 2( والتناقض وقدمت عليهما التدرج ورحبت باالختالف من غير تشرذم أو عصبي ة أرت فيهما نهجا قطيعيا ال يتوافق وروح التسامح العلمية وال التعاي ش االجتماعي وعلى هذا األساس أنكرت المنهاجية على ابن خلدون رؤيته لالجتماع البشري القائم على العصبية والدم )3( وانتهجت تفسي ار تسامحيا للتاريخ يستند إلى آلية التفاعل الحضاري المنسجم مع الفطرة البشرية )4( هذه الفطرة التي ال ترفض اآلخر وال تنفر من المختلف بل تقوم على الجمع بين المتناقضات )5( وهذا ما يقف و ارء تمجيد صاحب المنهاجية للعبث الشعري واالنتصار له ضد منطق أرسطو ألن الش عر بتناقضاته أقرب إلى الحياة من ذاك المنطق االنع ازلي الحاد في تصنيفه البعيد عن الحياة )6(. وألجل هذا عدت استبعاد نمط معين من الثقافة بدعوى العقالنية والعلمانية فتوى متطرف ة )7(. )1(- ي نظر: النص ص 99. وأما ما يقصده البحث من تقديم المدلول/المفهوم على المفردة/المصطلح فيعني أن خطاب مفتاح يهمش المصطلحات وال يتقيد بها أو يحفل وانما يأخذ منها مدلوالتها مع تصرف في شكل المصطلح وحروفه بل قد يقدم المفهوم من دون أصله االصطالحي. وهو قليال ما يقيد المصطلحات وال سيما األعجمية المعمول بها عنده في نصه إذ يمكن الزعم أن مفتاحا ال يعرف خطاب ه المصطلح بقدر زحام المفاهيم لديه. وهذا مالم يتنبه له نقاده فضال عن تعليله وب ل ها بل تاه عنه كل دارسيه بحسب مطالعة البحث ألنهم أ غووا بضالالت الخطاب المفتاحي الفلسفي المعقد المبهرج بالمصادر العلمية ف أ غر قوا بالحشود المفاهيمية فيه وما تحمله من طاقات داللية ثرة. ومفتاح ينتهج هذا آلية منهاجية وأسلوبا نقديا وخيا ار فلسفيا وتحي از ذاتيا عن وعي وقصد معبرين. )2(- ي نظر: )تحليل الخطاب الشعري ص (.)التشابه واالختالف ص 9 (. 81 )3(- ي نظر: رؤيا التماثل ص )4(- ي نظر: المفاهيم معالم ص )5(- ي نظر: رؤيا التماثل ص 919. )6(- إنساني لقد حاول مفتاح تبرئة منطق أرسطو واالعتذار له من خالل التفريق بين نوعين من التناقض: علمي صوري مجرد وعملي نسبي. كما أكد أن منهج أرسطو الوسطية. ي نظر: مشكاة المفاهيم ص )7(- رؤيا التماثل ص 89 ي نظر:]اإلحالة 99 [.

97 وجعلت الحروب والدعوات الجهادية والغزوات الصليبية من حاالت الخلل التاريخي والصو ر )1( العربي الفاقدة لالنسجام ألن الصورة الصحيحة هي ذاك التعايش بين الشرق والغرب وهذا الت داخ ل الفارسي )2(. ولم تقبل المنهاجية فكرة االنع ازل اللغوي وفندت دعوى نقائها واكتفائها ل ما فيها من قصور وخيار خاطئ فكما أن هناك عال م اجتماع بشري أيضا يوجد عال م اجتماع لغوي واللغة مثلما اإلنسان تحتاج للغة )3(. هذا هو نهج التسامح للمنهاجية الشمولية التي قامت على نقد التطرف أيا كان: في النسبية أو متوسطية )5(. الحتمية وابتعدت عن المطلق لتختار ثقافة البين بين )4( وأشهرت أن الت وس ط ثقافة المفاهيم من الت ق ع ي د... إلى الت ع ق ي د ت أ ل ل المنهاجية الش مولية ممارستها النقدية باستم ارر وهي دائما تعمل على بلورة هذه اآللية بما ختامي )6( وتختص بكثرة مفاهيمها وتنوعها التي تسعى تصطنعه من تنظير تمهيدي واستتباع استش ارفي بوساطتها إلى تغطية كامل مساحة الن ص وسبر متاهاته طموحا إلى االنتهاء إلى تصو ر شمولي يمكنها من تمث ل الن ص وي ع ض د رؤيتها للعالم وينسجم معها. وسيحاول البحث ضبط هذه اآللية بعدما تتبع حركتها وفرز تنوعها ورد ه إلى أجناسها الع ليا الجامعة إذ معظمها تنويعات مفاهيمية دالة على مداليل جنسية محددة )7(. )1(- حقا مفتاح حلل قصائد استنفارية والق ارءة المكتفية بتحليالته الشعرية من دون وصلها بباقي نتاجه ستؤول إلى تأويالت في غير مآلها الصحيح وهذا ما حصل مع من ق أر تحقيبه المغاربي منفصال عن غيره ألن االتصال والكلية من خصائص األعمال التي تمتلك مشروعا. وق ارءتها على وجهها ال تحتاج ملكات بقدر حاجتها لروية وحسن أناة. 81 )2(- ي نظر: المصدر نفسه ص )3(- ي نظر: رؤيا التماثل ص )4( التلقي والتأويل ص 9. كذلك ي نظر: مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص 998. حيث يضع عنوان فقرة داال على منهاجيته: "منهاجية ب ي ن ي ة". )5(- ي نظر: الشعر وتناغم الكون ص )6(- ي قص د أن مفتاحا دائما م ث ل ه في ذلك م ث ل معظم أقطاب الحداثة يبدأ بالعرض المنه)ا(جي آللية تحليله مستبقا به التطبيق ثم يتبع تطبيقاته بخواتيم تأتي أحيانا بعنوان " استش ارف" يقدم فيها بعض النتائج والم ستخلصات. وسيرد الحديث عن أسلوبه في الخواتيم الحقا )7(- وهي محاولة العتبا ارت عديدة أهم ها: أن البحث لم ي سبق إلى هذا فيقتديه أو يستأنس به. كما أنها تقع تحت ضغط مفاهيمي قوي بعض ها خاص بالمنهاجية وبعض آخر يقع خارجها ويأتي من مفاهيم النقد األدبي الم هيمنة وهو ضغط يضع البحث أمام مسؤولية االختيار واالستبعاد. واألمر األهم أن البحث سيخرج على بعض التحديدات الخاصة المهيمنة في منهاجية مفتاح وال سيما التي يضعها صاحبها نفسه.

98 وفي البدء يجب االنطالق من واقعة المفهوم النقدي األدبي وواقعيته وذلك في أمرين متواقعين متر ابطين األول هو التذكير بأن النقد األدبي بدواله ومحدداته وع دته ما ي ازل ضمن الدائرة المفهومية ولم يبلغ بعد الدائرة المصطلحية التي يصير ضمنها "علم الن قد ". واألمر اآلخر أن هناك تقط عات في الرمي االتصالية الضابطة بين الحقلين الم عجمي و التطبيقي الخاصين بالنقد لهذا قد ال يتعدى الدقة بأنه إذا كان المعجم يبتعد عن الدائرة االصطالحية خطوة فإن الممارسة تبتعد خطوتين )1( ومن ذلك هذا الخلط بين مفاهيم مثل: النقد والتحليل وبينهما وبين الق ارءة أو حتى الكتابة كما ي قدمها أصحاب التفكيك بله الد ارسة والبحث التي قد يسهل تحديدهما ومن دون السؤال عن الفوارق العلمية الم حد دة بين التحليل والتركيب اللذين ال ينفك ذكرهما في أيما د ارسة إذ كل ما هنالك فوارق ذوقية ترتكز على الت اركم في الخبرة والم ل كة في النقد. وغير هذا كثير. من هذه االنطالقة التي تم بوساطتها تجاوزها أوال تم الدخول إلى عالم المفهوم النقدي لخطاب المنهاجية الشمولية حيث األمر يزداد تعقيدا ال تقعيدا فهناك التركيب والتفاعل والتوليد والدينامية والتناسل والتشييد والمقصدية... وهناك مفاهيم من نوع آخر أضعاف ما هو مذكور إال أن آلية المنهاجية الش مولية في ق ارءة النص وتقديم رؤيتها له تقوم على بعض هذه المفاهيم التي تتضمن ما سواها وهذه هي: التركيب والتفاعل والتوليد والتشييد. وأما بعض المفاهيم األخرى مثل التحليل فيبدو أنه آلية إج ارئية مهمشة وهذا يمكن أن يعود لسيطرة الر ؤيا الكونية الماو ارئية ذات الطابع الع ق دي ideological/ وتاريخ العلم ي ظهر أن كل العقائد التحليلي )2( ألن التحليل عملية استرجاعية الغيبية/ Otherworldliness تنحو نحو الفكر التركيبي ال "حيادية" أما التركيب فهو استباقي نهائي هادف يسير باتجاه المستقبل وهذا هو طابع العقائد التي دائما تأخذ باتجاه النهاية والمآل فاآلخ ر في التحليل هو ما قبل واآلخ ر في التركيب هو ما بعد ) 3 (. ومن هنا يمكن القول: إن المنهاجية يطغى فيها التركيب على التحليل الذي يكاد ي قصر إذا ما ظهر على المنحى اللساني وأكثر ظهوره يكون في النقد الشعري أما في سواه فيكاد ينعدم. )1(- وهذا على خالف علم البالغة العربية الم ستق رة ضمن دائرة الدوال االصطالحية. ومن أهم األسباب التي تقف و ارء قصور المفهوم النقدي وتشتته هي أنه ليس أصيال في حيزه هذا وانما هو ابن ت حي ازت علمية أ خرى. 82 )2(- ي نظر: االتجاه العقلي في التفسير: د ارسة في قضية المجاز في القرآن عند المعتزلة د. أبو زيد)نصر حامد( المركز الثقافي العربي الدار البيضاء/بيروت المغرب/بيروت ط م. فلسفة التأويل: د ارسة في تأويل القرآن عند محي الدين ابن عربي د.أبو زيد)نصر حامد( دار التنوير بيروت لبنان دط دت. نقد الفكر الديني د. العظم)صادق جالل( دار الطليعة بيروت ط م. )3(- لهذا يستطيع المرء أن يقول: اليوم اآلخ ر أو اآلخ ر في وصف يوم القيامة أي أن الفوارق تزول بين اآلخ ر واآلخ ر. علما أن التحليل المعجمي يفرق بين داللتيهما. وهناك أيضا دالئل أخرى على هذا منها نظام التوبة أو الغف ارن فهو يسير على وفق مبدأ ال ج ب واالستئصال

99 ولقد نحى البحث مفهوم الد ينامية/ Dynamism واستعاض عنها بمفهوم التفاعل ألن الثاني يحق ق شروطا تبدو أنها غير متوف رة في األول ومنها شرط المفهومية واالستق ارر اللغوي الذي يتحيز مفهوم التفاعل وال ي عثر عليه في مفهوم الد ينامية فهو دال أعجمي أوال وثانيا وهذا األهم ذو مدلول مشوش في لغته األ ولى وغير مستقر الداللة إذ معناه اللغوي يت اردف مع معاني دوال أ خرى فهو يشير إلى الطاقة والى الحركة والى التوليد والى الحماس )1(. وهذه أمور ي شترط نقاء المفهوم منها وفوق هذا فإن مفتاحا لم يقدم لمفهومه/مصطلحه الجديد أي تحديد نقدي يعطيه صفة الفاعلية والنجاعة العلمية والتحديد شرط الزم ألي مفهوم ومطرد معه عدما ووجودا. غير أنه يبدو من هذه األمور التي ذهب البحث إلى جعلها معو قات علمية هي من أغرت مفتاح لتحي ز هذا المفهوم إذ إن حاجز اللغة ي ضفي عليه نوعا من القداسة المرتبطة بالمسافة اللغوية الفاصلة بين حيز المنشأ وحيز التلقي )2(. 3 2 اآللية المنهاجية الش مولية هذه المفاهيم اآللية تنتمي إلى حقل داللي واحد في اللغة العربية وهي ليست وليدة الحيز النقد ي األدبي وانما تعود إلى تحي ازت بنيوي ة أ ولى كيميائية وعضوية وهندسية والعالقة بينها سببية استقاللية في تحي ازتها تلك أما في تحي زها النقدي فالعالقة الوضعية األولى بين الدال والمدلول هي السائدة إذ تضطرب الضوابط العلمية النقدية المحد دة لها. لهذا سيكون منطق البحث تشييديا في إضفاء الفوارق الضابطة في ظل غيابها العلمي اعتمادا على تجر بة المنهاجية النقدية في حيز الممارسة التركيب تتكون آلية التركيب في المنهاجية من التعداد المنهجي النظري والت اركم المفاهيمي المستقى من تجارب نقدية لسانية وبنيوية وسيميائية وأ خرى متنوعة ثم استثمارها كلية أو جزئية بعد إج ارء بعض التحوي ارت الم علنة أو الم ضمرة على و ف ق ما يتناسب وحركة النص المدروس. وتشكل هذه اآللية حالة نقدية إشكالية في خروجها على المألوف في حركة النقد األدبي خاصة العربي منه المدافع عما ير اها انضباطية منهجية على حين إن صاحب المنهاجية يرى هذه االنضباطية Mechanized/ ج ب إيماني لهذا جاء تركيبه تعبي ار مضادا رية تكشف عن انقياد وتسليم تعبي ار عن آلية )3(-See: The Cambridge Dictionary of Philosophy, pp. 97,250. Also: Oxford,(dynamism), p )2(- قدم مفتاح أحد كتبه تحت عنوان )دينامية النص( فعرف المفهوم في المدخل على هذا النحو: " يرى المتصفح لهذا الكتاب أننا 83 استعملنا مفاهيم مثل»النمو«و»الحوار«و»التناسل«و»الصراع«و»الحركة«و»السيرورة«و»االنسجام«. وهذه المفاهيم ترجع كلها إلى مقولة جامعة هي»الدينامية«وقد اعتبرناها]هكذا[ جميعا أولية]يقصد بديهية[ غير معرفة ألن المتلقي يدرك معناها وداللتها بالسليقة والحدس. ص 9. ويعرفها في موضع آخر من الكتاب: تعني الدينامية التحول واالنتقال من حال إلى حال في خطية أو دورية أو انكسار. ص 11

100 وم ع ل نا عن ممارسة حرة ال تخرج عن إطار المسؤولية )1( ولكنها في الوقت نفسه تؤكد على االستقالل الوجودي / ontological والتفاعل الوظيفي. إذن هذه اآللية كانت إلى جانب تحي زها المنهجي الذي أخذ التكويني الكثير من عناء نقاد مفتاح تعبي ار عن موقف فلسفي حول مفهوم اله وية ورؤيتها في إطارها العالمي الذي يسير صاحبها ضمن فلكه وهو ما أغفله النقاد الحداثيون ربما ألن ذلك سيثير بعض الر ؤى األبستمية اإلشكالية التي طالما أثارها بعض خصومهم " الت ارثيين" )2( التفاعل قد يبدو أن التفاعل والتركيب شيء واحد في عمل المنهاجية ال شيئان وهذا مسو غ لغياب األصل المعرفي/األبستمي لهذه اآلليات المفاهيمية في حيزها النقدي ولبقائها مرتبطة بأحيازها األولى التي أ نشئت فيها ألن المفاهيم واآلليات عند تنقالتها من حيز إلى آخر يتم لها ذلك على و ف ق نمط األنظمة الحاسوبية عبر تقنيات النسخ والتعديل أو النسخ فقط عندما ال يحتاج األمر إلى ذلك حيث يكون الحيز الثاني قابال الستقبال المنسوخ بصيغته األ ولى وهذه العملية في كلتا الحالتين ت بقي على " الجذر" المعرفي ضمن حيز المنشأ لهذا يمكن استحضار التجربة من دون الجذر واالستئناس بهديها مع االتكاء على المقط ع على وفق منطق التعديل التقني والتشييد البنيوي الم ستقى من آلية التشييد الم ت بعة في المنهاجية والتي تحتفظ بجذرها المعرفي ألنه ذو أصل بنيوي مشترك بين األدبي والهندسي. ومن وحي التجر بة لحركة المفهوم يتأتى التحول في الحيز والخصائص فالتفاعل في أ س ه الكيميائي يكسب بعض الخصائص ويفقد بعضها ضمن الحيز العضوي/ البيولوجي وهذا ما يحدث له ضمن الحيز النقد ي الذي تسير فيه المنهاجية. إن التفاعل في المنهاجية الش مولية ت اربط ثقافي وربط منهجي بين مكونات النص وتعالقاتها مع العالم الخارجي من طريق قانون التأث ر والتأثير ولهذا وضعته المنهاجية درجة متقدمة من درجات )3(. وهي تعتمد على هذه اآللية لتتمكن بوساطتها من تأمين تواصل ثالثي األركان ي حق ق لها التناص التنقل المنهجي: من النص إلى منتجه ومبدعه من ث م إلى المحيط الخارجي والبيئة الراعية لهذه اإلنتاجية وبهذا تتوفر للمنهاجية الشروط المنهجية التي تؤهلها لتجاوز نظريات الجمال " األوسكاري" 84 -)1( ي نظر: النص ص 99 حيث يقول: " وهناك محلل حر ومسؤول." )2(- سيقترب البحث من جزء من مفهوم اله وية عند مفتاح الحقا من دون تناول هذه اإلشكالية ألن دون ذلك "خرط القتاد" وال سيما أن التعرض قد يثير حساسية تيا ارت أدبية ونقدية مدعومة من مؤسسات ثقافية ومالية وربما سياسية نافذة تعبر عن تغيير حتمي في مفهوم اله وية لالطالع حول مقصد البحث عن مفهوم المؤسساتية ي نظر: ما بعد ذهنية التحريم د. العظم)صادق جالل( المدى دمشق سورية ط م ص مقال مصطفى طالس:]الخارجون من جلودهم[. وهذا بغض النظر عن تبني مضمون المقال من عدمه إذ القصد االطالع المعرفي. )3(- درجة أ ولى على الحقيقة أو في الوعي الفعلي. ي نظر: المفاهيم معالم ص 99.

101 )1( ولتخطي حدود البنيوية المنغلقة على النص )2(. كذلك مكنتها هذه اآللية من خلق ذات النزعة الذاتية قناة اتصال تربط النقد بباقي العلوم األ خرى بما يتفق ومبدأ التماث ل واالختالف )3(. كما أنها استثمرتها لخلق التفاعل النصي الداخلي بين المتكلم والمخاطب والنص. )4( وتربط المنهاجية بين آلية التفاعل واأل سس المعرفية وما تقوم عليه من مبادئ مثالية إذ تعد التفاعل آلية كونية ذرية تبدأ من أصغر الكائنات وتنتهي إلى آخ ر عناصر الوجود )5(. ولقد كان صاحب المنهاجية متحمسا لهذه اآللية حتى إنه دعا لتخصيص النقد األدبي ح صصا في علم األعصاب وعلم التشريح وعلم الوظائف )6( وعلى هذه الدروس أن تكون منضبطة بآلية التفاعل التي تقي األدب األخذ األدبي )7( إذن آلية التفاعل كانت الحرفي بالمفاهيم العلمية القادمة من حي ازت أ خرى أخذا ال يفيد الدرس آلية منهجية منسجمة مع الر ؤية العلمية للمنهاجية ومتناغمة مع الر ؤيا الكونية لها التوليد التوليد آلية بنيوية نصية ترتكز عليها المنهاجية لسبر أغوار النص واستكناه رؤيته ولرسم معالمه واستيحاء توج هاته وذلك من طريق البحث عن عالمات لغوية اربطة ومحاور نح وية ناظمة وعن )8( سياقات بالغية فاعلة وذلك كله بغية إيجاد أو خلق كلية جامعة ت شك ل بنية النص وتؤط ر بنيويته. أنظمة بنيوية محد دة تتعاضد وت ست كم ل في بنية فالتوليد يأتي من تلك العالقات التي تخلقها اللغة داخل النص ومع ما تحيل إليه من عالقات )9( أ خرى تقع خارجه على أن تكون هذه العالقات الخارجية محصورة ضمن بنية اللغة وال تخرج عنها أي إنها في إطار بنية نسقية يشكل النص في ناحية منه جزءا من امتدادها وحركتها ومن هنا يأتي تعالقه المفاهيمي مع التناص الذي تعول عليه المنهاجية في أحايين كثيرة لضمان مبدأ االتصال ) ( النصي مع نسقه البنيوي الفوقي/الثقافي. غير أن اعتماد مفتاح على البعد الر ؤيوي الع ق د ي/ ideological )1(- نسبة إلى أوسكار وايلد Wild(.O( أديب إنگليزي ولد وتوفي دبلن) (: المنجد في األدب والعلوم مادة]وايلد[ ص 990. )2(- ي نظر:)رؤيا التماثل ص (.)في سيمياء الشعر القديم ص 99-1 (.)مشكاة المفاهيم (. )3(- ي نظر:)التلقي والتأويل ص 999 (.)مفاهيم موسعة)ج 9 ( (. )4(- ي نظر: تحليل الخطاب الشعري ص )5(- ي نظر: )التشابه واالختالف (.)التلقي والتأويل ص (.)مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص (. )6(- مفاهيم موسعة)ج 1 ( ص 199. )7(- النص ص 18. )8(- مفتاح ال ي عفي المتلقي الناقد من خلق وتشييد انتظام النص. ي نظر: دينامية النص ص 89. )9(- وهذا هو ما يجعل التوليد آلية تختلف عن التفاعل. ) (- ي ارعي البحث الفرق الداللي والمفهومي بين]البنية النسقية[ و]النسق البنيوي[ وقد تم استخدامهما في سياق هذه الفقرة. 85

102 للتناص جعله يظهر مفهوما تنظيريا قياسا عليه تطبيقيا إذ يت ارءى هامشيا. ويبدو أن صاحب المنهاجية أخذ يتخلى عنه رويدا رويدا ويستعيض به مفاهيم جديدة من وح ي المنهاجية وعالمها بعد أن اكتمل )1( لها المنهاجية تكوين ها وتنظير ها وصارت في حيز النظرية كما يعتقده لها صاحبها وي اره فيها. لكن على الرغم م ما أعطاه مفتاح للتناص من تنظير وتعويل يبقى التوليد آلية أعم وأشمل ألنها كما أ سلف تقوم على نوعين من العالقات: خارجية تناصية وعالقات داخلية بنيوية منتظمة لهذا فالتنا ص هو جزء من التوليد وبعض آلياته. واذا كانت المنهاجية تعتمد على التناص لتحقيق االتصال فإن التوليد الداخلي يؤمن لها انسجام النص وانتظامه ويساعدها على تشييد أفق الق ارءة وتوسيعها وربط جسور المعنى بين النص ومتلقيه بوساطة األدوات التي يوفر ها وهي أدوات يتم تفعيلها من داخل النص وتتنوع بين النحو والبالغة والمعجمية من مثل االستعارة والمجاز والكناية والضمائر وأسماء اإلشارة وأحرف العطف واالشت ارك )2( اللغوي وت اردفه والتماثل الداللي وتناقض وتضمن وج ها ت واختالفات )3( إمكان وضرورة واستحالة. المعنى وما يتعلق بذلك من ارتباطات منطقية من تضاد التشييد )4( يمكن النظر إلى آلية التشييد بوصفها إوالية جذب محورية في المنهاجية الشمولية وذلك لدورها الفعال في رسم وتعضيد رؤي)ة()ا( العالم التي تتبناها هذه المنهاجية. وهو مفهوم جامع لمفاهيم أ خرى يمكن أن يؤدي دورها ويحل محلها مثل القصد مفهوما ت ارثيا والمقصد والمقصدية مفهومين لغويين فلسفيين والتلقي مفهوما جماليا وموت المؤل ف مفهوما بنيويا تفكيكيا والكتاب ة التفكيكية. ويقوم التشييد مقاما جلال في بنية المنهاجية الشمولية ألنه يقوم مقام اإلبداع في الكتابة الشعرية وهذا هو الدور الرئيس ومركز الجذب الم عطى آللية هذا المفهوم فقد دافع مفتاح عن البعد اإلبداعي في )1(- من هذه المفاهيم ]التفان[ وهو مفهوم ما ي ازل ضمن التطبيق الش عري. والبحث ال يريد أ ن يستطرد هنا عن أسباب أخرى تقف و ارء هجر هذا المفهوم أي التناص إن صحت هذه الق ارءة التكوينية التي يسلكها البحث إذ لم يقل أحد بهذا عن أهم مفاهيم مفتاح مثل 86 خصومته للبنيوية األور پية التي نحا بعض أعالمها نحو التفكيك وهم ذاتهم أقطاب التناص ومؤسسوه لذا فالتناص يعبر عن رؤية مختلفة عن أدبنا العربي ويأتي في سياق تاريخي وفلسفي بعيد عما هو عليه أدبنا بحسب مفتاح. لمزيد من االطالع حول التناص عند مفتاح ي نظر:)تحليل الخطاب الشعري ص (.)دينامية النص ص معالم ص (.)النص ص ( (.)مشكاة المفاهيم (.)المفاهيم )2(- مع أن مفتاحا يرفض وجود الت اردف اللغوي إال أنه يأخذ به نظريا إذا كان ذلك يفيد آلية الق ارءة وسيذكر البحث ذلك في موضعه. -)3( ي نظر: )التشابه واالختالف ص ()التلقي والتأويل ص (.)مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص ()النص ص )91 18 )4(- العربي األجنبي] Mechanism [ وذلك دون مدلوله عبداهلل العروي مقابال تعريبيا للفظ اإلوالية: مفهوم تعريبي أدخله إلى التعبير التداولي وهذا ما يغفل عنه عادة بعض مستخدميه وقد تنبه مفتاح لذلك إال أنه لم يشر إلى مصدره العروي.

103 الكتابة النقدية وساواها باإلبداعات الشعرية ورد الفروق بين اإلبداعين إلى اختالفات في النهج والمقاصد )1( والتجارب. ) ( ومن هذا المنطلق النقدي الذي يأخذه صاحب المنهاجية مبدأ آليا لحركة المنهاجية عوضا وفضال نقديا أخذ البحث بالتشييد مفهوما عن المفاهيم السابقة عن مفهوم التأويل علما أن األخير مستخدم أيضا في نصوص مفتاح ولكن كون البحث جعل المرجعية فيما ينمو ويرتقي إلى بنية خطابه ال ما ي كتفي وي كتفى بانتشاره في النصوص المتعددة فيقتنع وي قن ع ببقائه فيها من المفاهيم واآلليات واإلج ارءات لذا فقد اختاره البحث منسجما في اختياره مع رؤيتين مقروؤتين إحداهما ت ق أر من داخل المنهاجية واأل خرى من خارجها: فالتأويل مفهوم بالغي مرتبط بالبلوغ والغاية المحد دة قبال وال الغيبي يخرج عن القصد والمعنى في إحاالت البنية العميقة إلى هذه المفاهيم وحبل وصله بالمقد س متين مما يفيد أن التأويل مرتبط باإلبداع كشفا واظها ار ال وحيا وانتاجا وبهذا جاء اسمه الذي يحيل إلى األولية بمعنى األصل )2( والقديم ويبتغي الوصول إليها ويحصر المتلقي بذلك الدور فقط. وما ي ق أر داخل المنهاجية يدعم وقد يؤكد صوابية تقديم التشييد إذ إن مفتاحا يضع النقد ضمن ناصي دائرة اإلبداع كما أ سل ف وهو إن كان يرفض اإلبداع من العدم فإن مرفوض ه يقع على العدم الت الداخلي ال العدم النصي أي إ ن اإلبداع ال يستغني عن التوليد الخارجي ولكنه ال يحتاج إلى التوليد )3( وهو موجود ضمن النص ومن هذا االستغناء األخير يتحقق التشييد كما أن نمط اآللية المنهاجية في قر اءة النص أقرب إلى التشييد ال التأويل فهو حتى عندما يستخدم المفهوم األخير ي خرجه من إطار المعجمية إلى السياقية التشييدية ومن ذلك تأكيده )) أن القارئ أو المستمع يمكن أن يتجاوز ما في النص أو ما يسمعه فيه ليؤوله ويعطيه أبعادا )...( بل يمكن أن يؤول النص أو الخطاب تأويالت قد ال يقبلها النص أو الخطاب بكامل السهولة واليسر.(( )4(. وهذا منطق تشييدي ال تأويلي توض حه عبارته اآلتية: )) فقد يكون النص عبارة عن أصوات مشتتة أو كلمة مشطورة أو عبارة مبعثرة داخل فضاء... ومع كل هذا فإن الم ح ل ل غير معفى من استخالص معنى منسجم ))للنص(( مهما كلفه ذلك من عناء ومن منحه داللة مالئمة م ه م ا كل فه ذلك من مشقة.(( )5(. )1(- ي نظر: النص ص ) (- مبدأ هنا بمعناه اللغوي الرياضي الدال على البداءة واألولية العددية. )2(- للدكتور نصر حامد أبو زيد د ارسة سيميائية في تاريخ التأويل تؤكد نتائجها أن هذا المفهوم لم تخرج داللته عن التفسير والرجوع لمصدر أول أو لمآل ما وهو في كلتا الحالتين ثان عن أول موجود مسبقا. ي نظر: النص السلطة الحقيقة: الفكر الديني بين إ اردة المعرفة وااردة الهيمنة د. حامد أبو زيد)نصر( المركز الثقافي العربي الدار البيضاء/بيروت المغرب/لبنان ط ص )3(- حقا هكذا اإلبداع ولكن ليس دائما يتم فيه االستغناء عن التوليد الداخلي واال صار النقد عند المنهاجية الش مولية تشييدا خالصا وهذا يخرجه عن دائرة النقد. األمر اآلخر أن في هذا التحليل تأكيد آخر على صوابية ما أخذه البحث من اعتماد التوليد مفهوما أعم ومقدما على التناص. )4(- النص ص 99. )5(- دينامية النص ص

104 هذه هي آليات المنهاجية الشمولية التي اعتمدها البحث بناء على ق ارءته الشمولية لخطاب مفتاح وانطالقا من نصوصه أوال ومن خالل هذه النصوص استبان أسسها المعرفية التي تشكل أوليات المنهاجية ووقف على مبادئها المثالية الالئي كانت إواليات حيوية لها وقد استغنى البحث عن هذا التصنيف المفاهيمي بالتوصيف المعنون به: من أ سس ومبادئ وآليات ألنها يرى فيها أكثر انضباطية وأد ق داللة وليس أدل على ذلك من مفهوم التشييد الذي تختلط في داللته المفاهيمية اآللية واإلوالية وهو خلط غير حاصل بين المبادئ واآلليات وال بينها وبين األ سس. المفاهيمي:)الهندرة(/ Reengineering 3 3 إعادة هندسة الجهاز ال شك في أن المفهوم عنصر أساس في مكونات الخطاب أيا كان نوع هذا الخطاب وجنسه ثقافي أ دبيا أم سياسيا أم اجتماعيا وسواء أكان علميا تطبيقيا أم جماليا تنظيريا ووجود المفهوم شرط علمي الزم لوجود النص بل إن درجات النص وما ينتمي إليه من حقول معرفية تتفاوت لتفاوت المفاهيم التي تحتويها ليس وجودا وعدما فقط وانما انضباطا ودقة أيضا ولهذا كانت العلوم الدقيقة علوم مصطلحاتها فمن ملك المصطلحات ملك الحقول التي تعود إليها. والنقد األدبي أحد هذه الحقول المعرفية فهو يقوم على مناهج لها أ سسها ومفاهيمها الخاصة. المصطلحي وبغض الطرف وبعيدا عن الطرح حول وصول المفهوم النقدي األدبي إلى مستوى النضج من عدمه بعد إذ المسألة خارج حدود البحث وبعيدة عن متناول أدواته الم تاحة. لكنه يمكن القول إ ن المنهاجية الش مو لية التي ينتهجها مفتاح هي منهاجية مفاهيمية ل ما تزخر به من جهاز مفاهيمي متعد د في أ صوله ومتنوع في عمله ومتفاوت في وظائفه. وقد أحاط البحث بكثير من هذه المفاهيم ولم يغادر منها إال تلك التي اقتصرت على التحليل الش عري الص رف وهو ما يقع خارج دائرة البحث. بيد أنه ال بد من أن يستكمل بعض هذه اإلحاطة بما ي ع د ضرورة منهجية يرتكز إليها البحث في نهجه البنيو ي التكويني المنتهي إلى اإلنتاج الكلي للقضايا والتوصيف الشمولي لها. تتكون البنية المفاهيمية للمنهاجية الش مولية من جهاز مفاهيمي يتفرع إلى خمسة أنواع من المفاهيم بحسب الوظيفة والشكل البنيوي المكون لها. فهناك مفاهيم كونية ي رجع إليها مسل مات نصية ضامنة لبقاء النص تحت سيطرة المنهاجية مثل: االتصال والتشابه والتدر ج والتوس ط... وهناك مفاهيم ع ق د ية/ ideological : كالتأغرق والتثاقف والتفلسف والنظرية... وذلك عندما تأتي أط ار تحليلية استباقية أو ختامية لتوصيفات الحقة أو سابقة. وتوجد مفاهيم تحليلية تكون محد دات بيانية للن ص المدروس مثل : الب ن ي ن ة والتفان ن والتناسب والتناظر والتناص... إذ إنها تبين ما يعتري النص أو يتخل له من عالقات وروابط بنيوية وداللية. كما أنه توجد مفاهيم آلية تتحكم بحركة النقد على النص وتؤمن استم ارره وهي: التفاع ل والتشاك ل والتشييد والدينامية وغيرها وقد شرح البحث نظام عملها قبال. وث م ة مفاهيم إج ارئية تتخذها المنهاجية توصيفا تركيبيا يتواءم مع الحي ز الذي يحتويه والسياق الذي 88

105 )1( يسير فيه وهي قد تكون أجناسا نقدية أي مفاهيم جنسية تحتوي على أنواع مفاهيمية أخرى تم تجنيسها إلج ارء توافقات تحي زية معينة قد تنتهي وتتغير وينفك هذا التجنيس حال الخروج إلى أحياز أ خرى وهذه األفقي مثل: األوليات واإلواليات واآلالت والفطريات واأل طر والمدو نات والسينار يوهات والمحور والمحور العمودي. كما أنها قد تكون مفاهيم نصية بيانية أو ع ق د ية ولكنها متغيرة ومتحولة ت بعا لتغير الحي ز ومن تلك المفاهيم: الت ح ص ن والتخذيل والتكي ف والفطريات والط رف والس رف والنص وشبه الكوني. الن ص وال نص هذه هي هندسة بنية المفاهيم للمنهاجية الش مولية وقد تمت إعادة ب ن ي ن ت ها أو "هندرتها " )2( بما يتواءم و الدور الذي تقوم به والشكل النقدي أو النصي الذي تأتي فيه وانسجاما مع التحي ز الذي تتخذه. وقد أفاد البحث من مفهوم الهندرة ونظامها ومن وحي تجربة مايكل هامر/ Hammer M.M. في هندسة المفاهيم الحاسوبية خصوصا أ ن المنهاجية تعتمد في عملها على مفاهيم حاسوبية وأنظمة تقنية فاعلة في هذا المفاهيمي المجال. وحاول البحث استثمار بعض ما يمكن من معطيات الهندرة استكماال ل ب ن ي نة الجهاز للمنهاجية وذلك برصد سياقها التفاعلي الحركي أمال بالوصول إلى ثابت نظامها البنيوي فمفاهيمها )3( جاءت أكثر عددا بما ال يتناسب وآلية حركتها النقدية إذ المعهود في المناهج أن تكون اآللية أقوى وأكبر من المفاهيم ألن إنتاج المفاهيم الفاعلة أصعب من إيجاد آلية الحركة واستق ارر أنظمتها لكن اآللية معكوسة هنا. ويبدو أن ما جعل صاحب المنهاجية يتجه هذا االتجاه المعكوس في الر ؤية المنهجية القائمة على رفض الحرفية االصطالحية وعدم التسليم بثبوتها واألخذ ع و ضا عن ذلك بمبدأ التشك ل التحي زي المتوائم مع حيز النقد األدبي واعتبار حاجياته وخصوصيته مع إد اركه لحرج الموقف الم وق ع في )1(- كان ي نت ظر من مفتاح أن يقدم تجنيسا )تدرجا ) للمفاهيم أو لمفاهيمه خاصة لكنه اكتفى ببعض المفاهيم. )2(- الهندرة (Reengineering) إعادة الهندسة/ الهندسة واإلدارة: نظام هيكلي علمي انتشر في كثير من الساحات العلمية المختلفة يقوم على إعادة هندسة وهيكلة البنية ليس على مثال سابق. يعود تأسيس هذا العلم وتحويله من حيز النماذج إلى حيز النظرية للعال مين األمريكيين مايكل هامر وجيمس شامبي وقد استفادت منه كثير من المؤسسات العلمية وت عد جامعة تشرين من أوائل الجامعات في العالم العربي التي استثمرت في هذا العلم على مستوى الموارد البشرية. وتأتي أهمية كتاب هامر المشترك ليس من قيمته االبتكارية بقدر ما يحتوي عليه من روح علمية قوامها الصدق والنشاط واإليمان بالبحث المستمر والدؤوب عن األفضل واألنفع. فمحتوى الكتاب بسيط قياسا للتطلعات التي يرجوها وصوال وقد كانت له نتائج مخيبة لآلمال في بديات ظهوره في كل من أ روپا وأميركا إذ إ ن قيمته الفعلية كامنة في جوهر التنظيم والتخطيط الذي يدعو إليه ي نظر: الهندرة: إعادة هندسة نظم العمل في المنظمات هامر)مايكل( و شامبي)جيمس( ترجمة: شمس الدين عثمان الشركة العربية لإلعالم القاهرة مصر ط م. )3(- ما ي الحظ في المنهاجية غياب مفاهيم نقدية شائعة كثي ار مثل االنزياح/ Deviation. وهو يبدو أنه مقصود إذ مع كل هذا االنتاج النقدي الممتد على زهاء أربعة عقود ال ي عثر على هذا المفهوم بتاتا )باستثناء: مجهول البيان ص 99 "نظرية االنزياح". مشكاة المفاهيم ص 99 اإلحالة] 91 [" ارتكبنا هذا االنزياح" ص 19 " لم تنزح". مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص 99 " ما يقع من انزياح". ي الحظ أنها تأتي ذك ار 89 سياقيا وليس مفهوما عامال عدا األولى التي اكتفى بذكرها فقط.( في منهاجية "يظهر أن أفقها يتسع لكل المفاهيم والمبادئ." كما يصفها أحد النقاد:)محمد مفتاح المشروع النقدي المفتوح ص 909 والقول للدكتور محمد ق ارش وهو في سياق االنتقاد والرمي بالتلفيقية(

106 إشكاالت التحيز فاعتذر لذلك بقوله: إن ))المؤرخ أو المحلل تصادفه صعوبات عديدة منها أن أغلب المفاهيم التي يوظفها مستقاة من مجاالت علمية اخرى واذا وظفت كما هي في المجال المنقولة إليه فإنه يصل إلى نتائج خاطئة بل وضارة وقد أدى النقل الحرفي في التأريخ للثقافة إلى أخطاء شنيعة ومع ذلك فإنه ال مفر من التعامل مع المفاهيم 91 المعاصرة.(( )1(. علما قد النهج هذا أن ينتج عنها من موقف فلسفي يرفض الت اردف وهو ما ينعكس ي وق عه في تناقض آخر ال ينسجم ورؤيا العالم التي يتبناها هي وما معرفيا/ epistemological على نظامه المفاهيمي الحركي الذي تعمل به منهاجيته وقد فرضت عليه هذه الر ؤيا التسليم بتناقضاتها والقول )) إن هذه االعت ارضات وجيهة ولذلك فال بد من المشاحة في االصطالح وااللت ازم بمفهوم واحد.(( )2( كما أنه انتقد المفاهيم المرتجلة )3( هذا على حين أنه توجد في المنهاجية مفاهيم لغوية مثل: السياق/المساق والتناسب/القياس والشاهد األمثل/ النموذج األمثل واآللية/ األداة والفلسفة/النظرية والنقد/التحليل والمحلل/الناقد المفاهيم/المقوالت وغيرها )4( مما يت اردف سياقيا وال يقد م لها مفتاح تفريقا مفاهيميا ينسجم مع رؤاه وهذا ربما يعود نظام إلى عددا وأكبر حجما من صفحات الم ؤ ل ف الذي شر عه بها )5(. الكتابة عند مفتاح الذي ي ع د بأشياء وتكون في معظمها أكثر غير أن كثي ار من هذه اإلشكاالت قد يبد دها تبني هندرة هذه المفاهيم على هذا الشكل الذي تم وال سيما في النوع األخير الذي تعتمده ليست ثوابت اصطالحية نقدية وانما هي أدوات إج ارئية وظيفية. مستوى المنهاجية وهو األخذ بالمفاهيم اإلج ارئية التي تؤك د أن مفاهيم مفتاح ولدى مفتاح توليد أو آلية ابتكار من الدرجة الثانية إذا ما صح هذا الوصف أي هو دون المصطلح أو المفهوم وانما هي مفردة وصفية قريبة من المفردة االصطالحية فهو ال يقول باصطالحيتها بل ي سيق ها وسطا فوق المفردة ودون المصطلح ويترك لألجيال القادمة تبن يها مصطلحات متأسيا بذلك صنيع معظم أصحاب المصطلحات والمفاهيم العلمية التي أنتجوها مفردات واصفة ثم تبناها التالون مصطلحات جامعة )6(. )1(- المفاهيم معالم ص 999. )2(- الش عر وتناغم الكون ص 19. )3(- ي نظر: رؤيا التماثل ص 999. )4(- ي نظر:)تحليل الخطاب الشعري ص (.)التلقي والتأويل ص (.)في 999 سيمياء الشعر القديم ص 89 (.)مفاهيم موسعة) 1 ( ص 999 (.)النص ص 99 (. )5(- هناك أطروحة دكتو اره حول مفاهيم مفتاح لم ي ت مكن من الحصول عليها وال ي عرف محتواها ومدى توافقها مع ما قدمه البحث وهي بعنوان: األصول والمفاهيم: د ارسة تحليلية نقدية في كتب مفتاح مر ازق)أحمد( جامعة محمد األول المملكة المغربية 9090 م. وثمة بحث منشور باالشت ارك لعمر عيالن اطلع عليه البحث بعد انجازه الهندسي لكنه لم يجد فيه ما يضطره إلعادة النظر فيما أ نج ز. ي نظر: المصطلح في است ارتيجية النقد األدبي)محمد مفتاح أنموذجا( د. عيالن)عمر( و)دالل( فاضل مجلة العلوم اإلنسانية جامعة محمد خيضر بسكرة الج ازئر ع 99 مارس 9099 م. )6(- هناك جملة من المفاهيم التي ولدها مفتاح إما إعادة إنتاج واما نحتا وهي: أوضوعة: قياسا على أطروحة/ب ص م ع ة: بصر وسمع/ تفان ن: أدب وتشكيل/الثواريخية: الثوابت والتاريخ/ح ق ح قة: عين الحقيقة/ح ق م لة: حقيقة واحتمال/سواض: سواد وبياض/ش ع ثرة: شعر

107 شكل توضيحي لهندرة المنظومة المفاهيمية للمنهاجية الشمولية المرجع اللغوي األفهومي المفهوم الكوني المفهوم العقد ي )الحكمي( المفهوم التحليل ي المفهوم اآلل ي المفهوم اإلجرائ ي في الكتابة )1( عهود المنهاجية وأطوارها نسغ حياة ي مكن الزعم أن المصادر المعرفية والمرجعيات المنهجية شكلت غذاء لحياة المنهاجية الش مولية أو لبيولوجيتها النقدية أعطتها القدرة على االستم ارر والنمو. وليس بزعم بعيد عن ذلك وصف مرونتها المنهجية وتحي ازتها االختصاصية بالرياضة الحركية التي تؤمن لها النشاط والشمولية وهذان العامالن مكناها من التحي ز الزمكاني أو بلغاها التمك ن التحي زي القائم على التحيزين ذلك وما يعنيه المكاني والزماني من تمك ن فاعل لصاحبها على الساحة النقدية الحداثية األدبية تشهد به كتبه تنوعا وعددا ومبيعا إذ ال يوجد له كتاب توقف نشره على الطبعة األ ولى )2( وهي ارئجة ومتداولة غربا وشرقا في عالمها الناطق بلغتها وت عد مرجعيات نقدية ت د ر س في أعلى المستويات األكاديمية وال سيما اللسانية من األخيرة )3( وليس ذلك فحسب بل ع ق دت لها وحولها ندوات عديدة وحصلت على جوائز مرموقة في المغرب وخارجه وقد اشتملت على مسائل أدبية كثيرة من قضايا لغوية وبالغية ونقدية بعضها يغور في أعماق الت ارث وبعضها األخر يصول في هيجاء الحداثة وما بعدها وامتدت لتطال حقوال نقدية خارج حدود األدب وكأنها أستاذ ازئر أ اردت م ز ا ارت ه أن يشغل ك ارسي شاغرة تشكو الكفاءات القادرة على الحفر في صخور التاريخ )4( والمتجر ئة على هز شموخ الحاضر )5( هكذا م ك ن لها التحي ز المكاني. وأما التحيز ونثر/شعسقى: شعر وموسيقى/ص ح ص حة: جوهر الص حاح/صواف : شعر دادي أو س وريالي/ 91 ص لة: فصل ص وم تة : صوت وصمت/ ف و ووصل/ماتن: منتج المتن/م ص م ت: م ق ط ع صامت/م ص م وتة: مقطوعة/ناص : منتج النص /نثيرة: أقرب إلى قصيدة النثر. )1(- هذه الفقرة تستند في آلية عملها إلى مفهوم الهندرة. )2(- كل دور النشر التي نشرت له مغاربية ومعظم مؤلفاته تصدر عن دار المركز الثقافي العربي إذ ال تخرج كتبه عن توجهات الدار )3(- هناك ملحوظة الفتة وهي حضور نتاج مفتاح في قاعات الدرس اللساني أكثر منها في مناقشات الدرس األدبي. )4(- هنا لإلشارة إلى ما يصعب من ذلك ال ما يحر م ومنها جهوده في إعادة تحقيب تاريخ الغرب اإلسالمي. -)5( أي األماكن التي يسجل حاضرها إزدها ار علميا وحضاريا والمقصود هنا العالم الغربي ومن ذلك مثال ال حص ار تعويم المعاصرة الغنوصية وموا ازتها مع المعاصرة العقالنية كذلك تسفيهه للتفكيكية وربطها بالتطرف اليهودي. وفي هذه اإلحالة وما قبلها إحاطة ألمرين األول هو أن أغلب قضايا التاريخ تحتاج عادة للتجر ء سلبا أو إيجابا أكثر من حاجتها للمقدرة على حين أن الحاضر هو من يحتاج للمقدرة. واألمر الثاني ليس كل الحواضر ذات شموخ فيحتاج هزها للقدرة.

108 - - - الزماني فكان في قدرتها على االستجابة للمعاصرة ال بالمعنى االصطالحي التاريخي للمعاصرة وانما المقصود هو جوهر المعاصرة وكنهها بإطالق في أي زمان أو عهد حيث تكون المنهاجية حديثة عصرها. والمتتب ع لنتاج مفتاح ال شك في أن عينه لن تخطئ بريقه وم ازمنته لمتطلبات حاضره وال بد أنه ي درك أن التجد د سمة من سمات هذا اإلنتاج. ولقد مرت المنهاجية بعهود منهجية ومرت عليها أطوار وجودية متعددة )1( اعتمد البحث في تبيانها ورسم تقسيماتها على أربع دعائم أ سس ثالثة منها تك وينية وهي رؤية العالم والمصادر المعرفية ومرجعياتها المنهجية ونوع الوجود الفلسفي وهي ما تشكل هيكل التكوين المنهجي وعموده الفقري. وأما األ خرى فهي اعتبار البعد الزمني وربطه بنوع الوجود الفلسفي لضمان تاريخية اإلج ارء وقابليته للتطوير فكانت النتائج التي انتهى إليها هي: عهد اللسانية وطور التجربة التأسيسية وهي ما يمكن أن ي طلق عليها مرحلة اله و ية والوجود بالقوة التي استندت إلى الدرس اللساني وتمتد على كامل مساحة العقد التاسع من القرن الماضي وتشتمل على ثالثة كتب نقدية وعدد من االبحاث المنشورة التي في معظمها ال تخرج عن بعض فصول كتبه إضافة إلى تحقيق ديوان ابن الخطيب وقد التزم فيه النهج المتبع في هذا الميدان مع بعض االهتمام اللساني على صعيد الصوت الصرفي لمفردات الديوان قدم فيه أنموذجا تحقيقيا ي حتذى انضباطا ودقة وتشكيال كما يقول بعض نقا ده. ثم يأتي طور الر ؤية وعهد الفلسفة وهي مرحلة الماهية واستكمال الوجود بالقوة وقد امتد ت على كامل العقد الثاني من حياة الدكتور األكاديمية في العقد األخير من القرن الم نصرم والتي شه دت فورة نتاجه النقدي وغاية تشع به وانصب االهتمام فيها على البحث عن ماهية وه ي و لي ها وكانت الفلسفة هي الركيزة األ ولى ومستندها الم فضل في هذا العقد. األشياء ومع بداءة القرن الجديد بدأت مرحلة جديدة هي مرحلة التجوه ر والوجود بالفعل التي كانت استثما ار للمرحلة السابقة وتجاو از لها إذ تم فيه االنتقال من الر ؤية إلى الر ؤيا لهذا يمكن أن ت وس م بطور الر ؤيا وعهد الرياضيات التي جعلته مستندها األول في هذا العقد وال سيما الرياضيات النظرية. )1(- تمت بعض المحاوالت لتقسيم نتاج مفتاح على م ارحل هي أقرب إلى التصنيف النقدي فجاءت م ارحل يمكن وصفها بأنها ال تاريخية أوال وذلك لتداخلها وتقطع بعضها ولعدم ارتباطها بالزمن وبعدها عن التسلسل التاريخي المعرفي وما نتج عنه من تطور رؤيوي يعود لصاحب المنهاجية باإلضافة لجزئيتها المحدودة وغير المكتملة. كذلك يمكن وصفها بالسطحية من جهة نوع الوصف وبعده عن الدقة واالنضباطية إذ إنه وصف يلهج و ارء عنوانات كتب مفتاح أو يتابع بعض أري مفتاح في منهاجيته. وهذا ما تجنبه البحث المعتمد على الكلية ورصد الممكن والفعلي دون االكتفاء أو االنخداع بالممكن فقط. لالطالع على بعض هذه التصنيفات ي نظر: بين عتبات التنظير وعالمات اإلنجاز د. بلعاد)عبدالحق( ضمن كتاب "محمد مفتاح المشروع النقدي والمفتوح" ص كذلك هناك مؤل ف لم يتم االطالع عليه يتضمن بعض هذا التصنيف: الت ارث والق ارءة: د ارسة في الخطاب النقدي المعاصر بالمغرب ابن الوليد)يحيى( المجلس األعلى للثقافة القاهرة مصر ط م ص

109 ثم تال تلك العهود عهد الموسيقى وطور الش عرية وهي مرحلة االستقاللية المنهاجية. وكانت بؤرة التركيز في أبحاث هذا العهد تقوم على رسم الوجود والتنظير لروحه وتشكيل صورته اله ي و لي أي إ نه أصبح للمنهاجية في كتب مفتاح مدرست ها الخاصة وصار لها ال سابقة لتكوينه شعريت ها المستقلة التي تبحث عنها في النصوص وت عق دها برباط عقيدتها. وكانت الموسيقى هي الركيزة المرجعية في هذا العهد الذي ابتدأ مع العقد الحالي والذي اف ت ت ح بثالثية مفاهيمية ي مكن من سيمياء العنوان أن ي ستخلص اسم المرحلة ويؤ كد ه الم ارجع تمثل الم ارجع حالة الحضور البنيوي للخلفية المعرفية التي تدفع الخطاب وتوجهه وت شك ل مع نظرية المعرفة التي يتبناها هذا الخطاب ثنائية: الحضور/ الغياب لرؤيته للعالم. وقد تكلم البحث وسلط بعض الضوء على نظرية المعرفة عند المنهاجية وعلى مصادرها ومرجعياتها وهنا ي ستكمل الكالم بالنظر إلى الوجه اآلخر منه وهو الوجه الم ضاء بالنص سعيا و ارء استكمال ما تبقى من بعض معالم الر ؤية. إن ق ارءة خطاب مفتاح قد تجعل المتلقي العربي يتعثر بريقه المتلعثم بمداد الكلمات والمفاهيم والر ؤى المنهجية حينما يصادف نصا نقديا جديدا عليه. وتثير االستغ ارب أكثر تلك القدرة النصية على توليد األفكار وتطويرها مع االكتفاء بروح الم ارجع ووحيها دون االلتجاء إلى الغوص في متاهات نصية ارفدة ألن الغاية كما يبدو هي إيجاد السند لمشروع الكتابة ومنهاجيتها وليس االستي ارد والنسخ )1( فم ارجع صاحب المنهاجية تعطي شيئا من المفارقة في حال المقارنة بين ما تمثله من حالة الوجود بالقوة وحالة الوجود بالفعل أي عند قياس ما هو موجود في ثبتها إلى وجودها الفعلي ضمن النص وبين طيات المؤلفات حيث يكون وجودها هناك خافتا. وال يعتمد مفتاح على نصية المرجع وانما على االكتفاء بالمضامين والمجمل منها وقد ي صادف في بعض كتبه أكثر من عشرين صفحة ال توجد أية إحالة )2(. وهو يعتمد على ثالث لغات مرجعية: العربية والفرنسية واإلنگليزية وال يوجد بين الم ارجع األجنبية مرجع مترجم إلى العربية )3( ألنه يعتمد على ترجمته الذاتية. وكانت الثقافة الفرنسية هي مصدر )1(- هناك بحث بعنوان: )إشكال التحقيب في أعمال محمد مفتاح: د ارسة في الرؤيا والمنهج واألدلوجة( للدكتور محمد ق ارش يقول فيه 93 متحد ثا عن صورة المنهج عند مفتاح: " لقد كانت هذه القاعدة بارزة في عمل محمد مفتاح حين جعل من التعريف بمنهاجيته ممارسة احت ارفية حافلة تبدو أحيانا وكأنها مقصودة لذاتها من فرط االستغ ارق في التعريف بمصطلحها.". والبحث منشور ضمن كتاب "محمد مفتاح المشروع النقدي المفتوح" ص 909. )2(- أطول كالم من دون إحالة: ي نظر: مفاهيم موسعة)ج 1 ( ص حيث ال توجد أية إحالة على طوال هذه النص الممتد. -)3( هذا باستثناء كتاب: مذاهب التفسير اإلسالمي لگولدزيهر/ Goldziher ترجمة عبد الحليم النجار.

110 ت() )1( ثم المعاصرة النقدية من الحداثة وما بعدها معظم عهده األول والذي كان يحضر فيه مفهوم اله وية حصل بعد ذلك انقالب مرجعي على صعيد هاتين اللغتين إذ صارت األنگليزية هي المرجعية األ ولى المتقدمة على اللغتين األ خريين )2(. وال يحتاج البحث إلى مقاربات أخرى يبحث عنها تفسي ار لهذه اآللية في الكتابة كما أنه لن يحتاج إلى مزيد من العناء لتأكيد ما قاله غير االسترشاد بقول صاحب المنهاجية: (( في ضوء تصور عقالني ) ( معتدل للتاريخ)...( جعلنا نخفف من غلواء المقاربات التاريخية التقليدية التي ال تكاد تجرؤ على طرح افت ارض إال إذا كان لها شهادات من الوثائق.(( )3(. واقعية وفيما يخص م ارجعه العربية ي لحظ هيمنة الم ارجع المغاربية على الثبت العربي وهي ملحوظة "هيگلية )4( " مألوفة إذا ما ع لم أن معظم مسائل مفتاح النقدية مرتبطة بالحيز المغاربي وان كانت هذه المسائل جزءا من قضايا تتعدى مساحة هذا اإلقليم غير أن هذه الواقعية سرعان ما تتبدد وتتبخر في لهيب التحيز الق ض وي عندما تكون الكتابة في قضايا نقدية ي فترض فيها االشتمال على.)5( أيضا بل وربما ت فترض أولويت ها في الحسبان كتابات مشارقية وضمن هذه الم ارجع تستجلب الحركية الذهنية ثنائية: الحضور/الغياب فيتبادر إليها بعض الم ارجع )6( الغائبة على مكانتها وصلتها بصاحب المنهاجية مثل محمد أرگون. وأما من ناحية اإلحاالت التي هي جزء عضوي من الم ارجع في الح ظ فيها ظهور األنا Ego/ "المفتاحية" واستقاللية المنه)ا(جية فهو ال يتقيد باالعتبا ارت األكاديمية المعهودة التي تعتمد صيغا )1(- أول ثبت م ارجع يحتوي على كتب باللغة اإلنگليزية كان عام) 9119 م(. علما أن اإلفادة الفعلية كانت عام) 9199 م( إذ اعتمد على بعض المقاالت بهذه اللغة. )2(- كانت هناك أمور سياسية قد حصلت في تلك الفترة مثل: سقوط جدار برلين وانهيار االتحاد السوفياتي وظهور القطب الواحد وسيطرة أميركا بشكل واضح على سياسة العالم. (Hardly had he dared to suggestion هكذا وردت والصواب: تكاد ال تجرؤ وهو أسلوب أعجمي يتداوله المتأثرون بالترجمة( ) (- 94 )3(- الش عر وتناغم الكون ص 19. )4(- نسبة إلى هيگل) Hegel مفهوما م اردفا للعلمية م( الذي يقول: كل ما هو واقعي فهو علمي وكل ما هو علمي فهو واقعي. أي يجعل الواقعية )5(- ي نظر إلى ثبت مشكاة المفاهيم الذي قال فيه إنه يناقش مفهوم الخيال بمعناه اإلنساني ولكنه لم يأت على ذكر المشارقيين واكتفى بالموروثين: اإلغريقي والمغاربي. كذلك ي نظر إلى كتاب رؤيا التماثل الذي ي فترض أنه لثقافة البحر االبيض المتوسط فال ي غر لبعض ديوان أبجدية ثانية ألدونيس وانما الع برة بثبت المصادر والم ارجع واد ارك الفرق. بتحليله )6(- أرگون هو أستاذ مفتاح المشرف على أ طروحته للدكتو اره وله العديد من المؤلفات التي تتقاطع مع االتجاه النقدي الذي يأخذ به األخير وهي تربو على خمسة عشر مؤلفا. وكتاب التشابه واالختالف هو الوحيد الذي يحيل إلى مرجع له وهو أطروحته للدكتو اره حيث يستثمره في ست إحاالت متتالية.

111 إحالية م حد دة على تفاوت طفيف لكن مفتاح يتجاوزها جميعا فتوجد عنده صيغ مثل:) ما تقدم أعاله/ ما تقدم فويقه/ ما تقدم نفسه/ نفس المرجع]بدال من: المرجع نفسه[/ ي ارجع/ المرجع المذكور(. وهذا بخالف اإلحاالت إلى الم ارجع األجنبية التي يلتزم فيها صيغها المعروفة:) Cit Op. المرجع نفسه أو نفس المكان/ Idem مثله/ Passim يخلط فيها بين بعض المفاهيم الصيغية مثل: هنا وهناك/ المرجع السابق/ Ibid Voir Idem انظر( وان كانت هناك حاالت )1( وCit. Op. كذلك يحصل بين كتاب وكتاب اختالف في التنسيق ففي كتبه األولى كانت اإلحالة إلى بعض الم ارجع األجنبية تكون أحيانا بالصيغة العربية لفظا وكتابة )2( وأخرى تأتي باألعجمية. كما أنه تختلف الجهة التي يتم فيها وضع اإلحاالت األجنبية مرة في اليمين وأخرى إلى اليسار وهذا يصير أحيانا في الكتاب الواحد نفسه )3(. وأيضا ي الحظ تأثره باألسلوب األعجمي في اإلشارة إلى الصفحات حيث يستخدم صيغة)صص( عند اإلحالة إلى عدد من الصفحات وهو تطابق مع الصيغة األعجمية) pp ( وتجدر أغلب إحاالته إال أنه يحيل على اإلحاالت. اإلشارة إلى أن مفتاحا على الرغم من اعتماده على مضمون م ارجعه )4( قد يقتبس فقرة تزيد على مئة كلمة. وكثير دون كلماتها في من من إحاالته هي إحاالت ذاتية أي إنه كتبه السابقة أو أبحاثه المنشورة حتى صارت في كتبه األخيرة تصل إلى ما يقارب ثلث وهناك ظاهرة يلجأ إليها أحيانا صاحب المنهاجية وهي تدليس اإلحالة إذا ما جاز استخدام مفاهيم أصول الحديث حيث يشير أحيانا إلى قول محد د أو أري مهم في مجاله دون )5( اإلحالة إلى مرجعه أو مصدره وأحيانا يقدم حكما نقديا خاصا ال يكون له وال يذكر ذلك وانما ي لبسه )6( شيئا من لفظه. 95 )1(- مجهول البيان ص )2( ي نظر: في سيمياء الشعر القديم الطور األول اإلحاالت: ص )3(- ي نظر: مجهول البيان ص )4( أطول مقبوساته على التوالي 9 - مشكاة المفاهيم ص اإلحالة] 1/.]19 - مقبوس البن الخطيب: التلقي والتأويل ص اإلحالة] 9/.]9 - مقبوس البن عربي: مقبوس لمقد م كتاب" الر وض المريع" والمشرف على تحقيقه: النص ص 99 اإلحالة.] 99 [ وتجدر اإلشارة هنا إلى أن هذا الكتاب)النص من الق ارءة للتنظير( أقل كتبه قيمة تنسيقية وأ سلوبية على الرغم من قيمة محتواه. )5(- ي نظر: )الشعر وتناغم الكون ص 90 (.) مجهول البيان ص 81 (. )مشكاة المفاهيم ص 89 91(.) المفاهيم معالم ص 911 (. -)6( ي نظر: مشكاة المفاهيم ص 19. يقول: " المثقف العربي المسلم فيه السلفي وفيه الحداثي وفيه الما بعد حداثي وفيه من تمتزج فيه مختلف اآلفاق وفيه المترحل الذي ال يقر له ق ارر وفيه المقلد اإلمعة. وهذه هي ظاهرتا )المثقفين الر ح ل/الترحال الثقافي( اللتان تحدث عنهما الجابري. ي نظر: تكوين العقل العربي الفصل الثاني]الزمن الثقافي العربي ومشكلة التقدم[ ص

112 4 3 األسلوب: االختالف واالنفصال االختالف جوهر من جواهر الوجود الذي ال يمكن للحياة االستغناء عنه وهو معادل وجودي للتشابه وأصل في تكوينه إذ ال تشابه من دون اختالف وهو أصل معرفي ي ع د م العلم وجوده إذا خال منه فهو واإلد ارك صنوان. ولكل اختالفه الم حد د للصوت اختالفه في خامته تأكيد ونبرته وللشكل اختالفه في لونه وللبنية اختالفها في هيكلها وهندستها. كذلك للكتابة اختالفها في أ سلوبها فقد تتطابق وجهات النظر والر ؤى والنتائج لكن ال يمكن لألساليب ذلك ألنها هي اختالف الكتابة ووجودها ومن هنا جاء القول البالغي المشهور: المعمول النقدي. إ ن ولمفتاح أ سلوبه الذي يجمع بين تم األسلوب هو الرجل ف أناه و ه ويته نقله من حيز المأثور البالغي إلى حيز في عالقة عكسية مطردة بما تعنيه األنا من تمحور فرداني نفساني يدور في فلك التعالي وبما تعنيه اله وية من أ س اجتماعي تتأسس على مجموعة متشابهات لتخلق اختالفا مائ از تبدأ فيه األنا من المختلف وتنتهي بالمتشابه وتنطلق اله وية لتنتهي إلى االختالف. من المتشابه وأول سمات أسلوبه تظهر في ما يعنون به كتبه سواء أكان عنوانا رئيسا للكتاب أم تلك التي تأتي على أرس األقسام والفصول والمباحث والفق ارت أما الرئيسة منها فهي معظمها تأتي م ت م مة بعنوان فرعي وهذا أسلوب حداثي وأكاديمي معهود لكن الغالب في عنواناته أن تكون ذات بعد ش عري تحمل طاقات داللية أكبر من محتوى المؤل ف ودائما يكون متم م ها هو جوهر الكتاب وغايته وهو في هذا ربما لم يأت بجديد غير أن أسلوبه تتضح معالمه أكثر في النوع اآلخر وهي العنوانات الداخلية التي تتميز بكثرتها وتشعبها وكأن صاحبها يريد بها تحقيق تكامل نصي م كتفى به شبيه باألسلوب المدرسي الشارح. ويظهر أسلوبه في طريقته البيانية التي يعتمد فيها على تحقيق توازن بين شعرية البناء وعمق المضمون وتشعبه ويقوم خطابه على الت ازم المعالم المفهومية أو العنوانية تحديدا لرسمه البياني حتى )1( وصل به إلى وضع عنوان لفقرة ال تتجاوز السطرين وعلى التركيز على خواتيم كتاباته التي يعمد إليها الستجالء البنية العميقة مما سبقها والستش ارف أفق المأمول لنصه وهو يبتعد فيها عن أسلوب االختصار واجمال ما سبق واظهاره على شكل نتائج وملخصات وانما غالبا ما تكون توليدا بنيويا وخالصات ت علن عن أشياء قد ال يصل إليها المتلقي بمحض الق ارءة ولكنه بحاجة دائمة )2( الخاتمة. ألن مورد إلى كل ذلك من أجل الحفاظ على ثبات النص وبقائه ضمن الدائرة التفاعلية التي تربطه بالمتلقي تشعب خطابه واتصاله بقيم فلسفية ومنطقية جعلته يخشى على متلقيه من انفالت النص من بين )1(- رؤيا التماثل ص 919. )2(- تعد الخاتمة في منهاجية مفتاح بحسب البحث من أبرز معالم نصه وأهمها ويبدو أنه ي وليها عناية مختلفة ويهتم لوجودها وبيانها ويجعل أسلوبها يميز الخالصة من الملخص. حتى أنه قد يضع ثالثة خواتيم متتالية لإلطالع على سبيل المثال ينظر:)رؤيا التماثل ص ) 96

113 يديه خاصة إن منهاجيته يطغى عليها نوع من التك اررية في الطرح ولكن بتشك ل متجدد لها وال سيما أن مبدأ التدرج الذي يركن إليه كثي ار ما يحيجه إلى الحشو والحشر واالعتماد على مفاهيم ذات مدلوالت ) 1 ( مشوشة وغير واضحة وال تعطي فوارق أكاديمية ظاهرة. وهي أسلوبية منهاجية تقوم على عرض غير قابل للحفظ ألنه عرض دائم التشك ل والحركة. وكذلك يظهر اتكاءه على م ل ك ته البيانية أكثر من تحك مه إلى الصنعة والتنقيح وهذا ما يكشفه وجود بعض العبا ارت واأللفاظ في نصوصه وهي من تلك التي دائما ما يكر رها في محادثاته الشفهية أو )2( في محاض ارته اإلمالئية وهو في هذا أقرب إلى أ سلوب أصحاب األمالي في طريقتهم القائمة على االقت ارح واالرتجال. ولصاحب المنهاجية أسلوبه في اإلمالء الذي يخرج به أحيانا من حيز دائرة المشهور في قواعد الخط العربي ورسمه ليدور حول محور الذات التي تدور هي األخرى في فلك فضاء التقاليد المغار بية بعض مثقفيها في نهجهم اإلمالئي ومنها كتابة )أ لف( الهمزة المتوسطة المفتوحة بعد ألف على أ ل ف )4( اإلاله. واثبات )3( الرحمن/الرحمان واإلله/ )5( ثانية عوضا عن وضعها على السطر وكأنه بذلك يقدم )6( صورة الصوت والقياس على السماع في الرسم والشذوذ وهذا ربما يفسر ميله إلى النحو الب صري )7( سالمي الذي قدمه على النحو الكوفي المنفتح على الر واية وقوله به مذهبا سائدا في نحو الغرب اإل والسماع وعلى تأصيل اآلحاد من الشواهد. كما أن العين ال يمكن أن ت خط ى عناية صاحب المنهاجية )8( بسيمياء نصه من تبئير وتشكيل حرفي واستخدام بعض األحرف )پ/گ ( واهتمام واضح بعالمات )9( الترقيم. )1(- ي نظر: )دينامية النص ]الفصلين الثاني والثالث[ ص (.)رؤيا التماثل ص 919 (. )2(- هناك العديد من الندوات التي شارك فيها حيث تتضح مالمح االرتجال والعادات اللغوية المعتادة لديه مثل عبا ارت:] إذن/ لعمري/ هذا يعني...[ وهي موجودة بوفرة في كتاباته. )3(- ينظر:)مشكاة المفاهيم ص 990 (.)المفاهيم معالم 909 (.)مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص 999 (.)مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص 99 (. )4(- ينظر:)مجهول البيان ص 919 (.)رؤيا التماثل ص (.)مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص 989 ( 97 -)5( ينظر: تحليل الخطاب الشعري ص )6(- ي نظر: )الش عر وتناغم الكون ص (.) مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص 98 (. حيث ورد وضع الشدة على بداية الكلمة للماثلة الصوتية هكذا جاءت الحاالت: "مشكل م ا". وجه ما " علم ما". )7(- التشابه واالختالف ص 999. )8(- مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص 99. كما أن مفتاحا يتحيز أحيانا األسلوب األعجمي في االختصار على الحرف من أسماء األعالم مثل: " م. ع. الجابري" ص 999. )محمد عابد الجابري( النص ص 89. كذلك: " أ. ر. بنشقرون" )األستاذ رضوان بنشقرون( مفاهيم موسعة)ج 9 ( )9(- تشكل الفاصلة المنقوطة] [ ركنا أساسا من أركان سيمياء الخطاب عند مفتاح بما تحمله من دالالت على البين بين التدرجية. كما أن تتب ع خطاب مفتاح بين للبحث من خالل عالمات الترقيم وحدة أ سلوبه وأنه ذاته يكتب نصه األخير الم عد للطباعة أو ي شرف عليه

114 والى جانب هذا فإن أسلوبه يعتمد على االقتصاد النح وي في صياغة الجملة وتوزيعها بين الفعلية واالسمية مع ندرة ملحوظة في الجملة الشرطية منهاجيته على رؤية الحتمية النظرية وال سيما وهو ما يتوافق مع رؤيا التسامح والتوسط الغالبة في التي يعمل فيها الجزم. ويتم عادة تغليب المحور )1( ارصفي/ Syntagmatic على محور االنتقاء/ Paradigmatic لكن بالغة الخطاب لديه لها اعتبارها الت وهي على اتصال غير منقطع باإلرث األسلوبي القرآني عبر التناص كلما سمحت ظروف الحال )2( والمقال. غير أن هذا لم يمنع صاحب المنهاجية من الخروج على الت اربطية وعن بعض الدالالت المعجمية من مثل: تعليق الظرف )دون( )3( التوكيد على المؤكد واإلغضاء عن استقاللية الجملة االعت ارضية صناعيا )عناوين( واستخدام صيغة ) 4 ( )تتماشى ( وزيادة أيضا االعتماد على القياس بدال من السماع في في كلمة )الع روض( وتذكيرها واستخدام )بمثابة( )الفاء( بعض قواعد النظم النح وي وعالقاته بحرف الجر الباء وتقديم وجمع عنوان على في جواب شرط جوابها جملة فعلية ومن ذلك )نزع الخافض( وتك ارر الظرف بمعنى بمنزلة وجعل مفردة ) 5 ( إلى مفعولين بدال من مفعول واحد ووضع حرف جر ليس له تعليق. )بين( )اعتبر( واعتبار الشكلية ومشتقاتها تتعدى وال يعدم أسلوبه بعض الجمل ذات التعبير الشعري الص رف والمغرق في الفردانية واالنع ازلية وهي ما يطلق عليها " كارناب" اسم الجمل العاطفية الفارغة ومن تلك على سبيل المثال قوله: )) إذا كان التأريخ المغربي القديم يصح أن يفسر في ضوء قوانين الفيزياء التقليدية وخصوصا المبدأ الثاني للدينامية الح اررية الذي )6( يعني انتهاء التنامي في حالة االستق ارر.((. ومن ذلك قوله في أثناء حديثه عن المقاربتين األمريكية م ارجعة هذا ما يبين من خالل االختالف الترقيمي بين "النص من الق ارءة..." والكتب األخرى. وكتاب " النص.." أشرف على جمعه واعداده كاتب آخر. ي نظر: النص ص )1(- يمكن أن ت ستثنى المفاهيم من ذلك. -)2( كثير ما يكون هناك تناص مع األسلوب القرآني ومع طريقة التأليف العربي في عصره األول. من ذلك ي نظر:) رؤيا التماثل ص 98 في اإلحالة 99 : " تعكس هذه الرؤيا أضا "]تناص مع أسلوب عربي قديم[(.)مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص 998 : "ولن ترضى عنك األعداد واألشكال حتى توجد ما يطابقها"]تناص مع سورة البقرة اآلية 990 [ ص 999 : "يأخذ زينته عند كل وضع ومقام"]تناص مع سورة األع ارف اآلية 19 [ (.)مفاهيم موسعة) 1 ( ص 99 : "فالت حين مهرب"]تناص مع ص اآلية 1 [ ص 991 في وصف الشاعر: " ويمشي في األسواق" ]تناص مع عبارة الجاحظ في وصف الرسول الكريم[ (.)النص ص 99 : " بله الهاوي"] أسلوب شعري قديم: بله األك ف[(. وغيرها وفير في أسلوبه ونصه. علما أن هذا االعتبار في التناص بحسب الر ؤية التي يأخذها التي ال تجعل نصا خارج التناص. )3(- كثير من الكتابات تعترض بما ليس اعت ارضا وتحسبه صحيحا. ص 8 )4(- هذه جاءت في كتاب )النص( ويغلب أنها من وضع المنسق الذي أعده للطباعة نتيجة انشغال صاحبه والسيما أنه لم ت عهد عنده. )5(- بعض هذه األشياء تؤكد ما ذهب إليه البحث حول الكتابة على طريقة ]األمالي[ التي ينتهجها أحيانا. لالطالع ي نظر:)دينامية النص (.)تحليل الخطاب الشعري ص 918 (.)رؤيا التماثل ص (.)الش عر وتناغم الكون ص (.)مشكاة المفاهيم ص (.)مفاهيم 910 موسعة)ج 9 ( ص (.)النص ص 19 19( )6(- التشابه واالختالف ص 10.

115 والبريطانية في ق ارءة النص: ")) فإن التنظيم اإلخباري للغة جامع بين الموضوعة وااللتحام ليكو ن الوظيفة النصية )1( ضمن نموذج نحوي ذي وظائف متعددة. ((. وغيرها كثير. وهناك أيضا جمل مفتاحية ذات مضامين نقدية زمكانية خالدة يصح أن تكون أيقونات تعبيرية متداولة مثل حديثه عن جهات الوجود المنطقية وقوله: )) الحقيقة المطابقة عسيرة المنال والحقيقة التقريبية )2( تفرضها الطبيعة البشرية واللغات اإلنسانية.((. وتأكيده )) أن الصيرورة التأريخية والمعرفية تجعل الفطريات متحولة ومصيرة بتحول محيط اإلنسان ومعارفه وآالته. فما يكون علما في زمن ما يصبح في زمن آخر حديث خ ارفة وما يكون من أساطير األولين في حقبة معينة يصير كشفا علميا مثي ار للدهشة في حقبة أخرى )). )3(. أو قوله: )) ذلك أن اهلل خلق العالم من الص و ت والص م ت فال كالم بإطالق وال صمت بإطالق إنهما متكامالن تكامل الثنائيات الوجودية: الليل/النهار الخير/الشر.(( )4(. خاتمة: الهوية والماهية/ Quiddity Identity & لقد حاول مفتاح أو هكذا يبدو أن يحافظ على أربع دوائر تكوينية متداخلة حفاظا وجوديا وليس استقالليا وهي دوائر: التكوين الكوني والتكوين اإلنساني والتكوين المحلي))اله وية(( ثم دائرة إد اركها يعد قيمة بارزة ومميزة ))الذاتية((. وتعدد هذه التكوين الفردي الدوائر وشموليتها وال ي نكر أ ن تحسب لصاحبها خلق تشويشا على الر ؤية النقدية والسيرورة المنهجية فكانت الم حص لة الناتجة عنه ضياع الدائرتين اآلخيرتين ضياعا وجوديا سببيا أي إن ضياع الدائرة األصغر الذاتية أدت إلى ضياع الدائرة الثانية فغابت اله وية لغياب الذاتية أما غياب الذاتية فقد جاء محصلة آللية منهجية مارسها مفتاح بحماس م فرط فأعطت مردودا عكسيا وهي أن حماسه في التشديد على مسألة الذاتية والفردانية وقفت به عند تضييق دائرتها التكوينية إحكاما لها لكنما المبالغة في التضييق أوقعها في صيرورة وجودية فكرية معروفة وهي أن تضييق الدائرة بشكل ال متناه يجعلها تصل إلى نقطة التركيز الصفرية والصفر على المستوى الرياضي ال شيء وعلى مستوى المنطق هو العدم وضمن الحيز الجغ ارفي الخطي هو الفيزيائي الالنهاية وأما في الفكر الفلسفي ذي البعد الصوفي فهو المدى األوسع وعلى المستوى )5( األدبي الفضائي هو االتصال الكوني الالمحدود وهو مبدأ عاطفي معروف ضمن دائرة الوجدان ويتقاطع مع القول المشهور))اشتدي أزمة تنفرجي(( )6(. لذلك أدى هذا التضييق إلى انعدامها في الدوائر )1(- مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص )2(- مشكاة المفاهيم ص 999. )3(- الش عر وتناغم الكون ص 99. )4(- مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص 999. )5(- هذه العلوم تشكل مصد ار معرفيا لمنهاجية مفتاح كما ذكر البحث سابقا. )6(- من بيت مشهور البن النحوي األندلسي)ت 891 ه(:]المتدارك[ اشتدي أزمة تنفرحي قد آذن ليلك بالبلج. 99

116 األ خرى إذ ال توجد حدود ترسم معالم أفق الذاتية فالتناص وما ي اردفه من مفاهيم آلية أو إج ارئية تابعة يهيمن على كل منتوج بشري كذلك البيئة هي امتداد ال نهائي وال محدود للدائرتين المحلية والفردية فعندما يتحدث صاحب المنهاجية عن ابن الخطيب وتكوينه الفكري )1( يذكر له ثالث سياقات)دوائر(: عام)الدائرة الكونية( وخاص : يتحدث فيه عن الت ارث اإلغريقي ومن اشتغل عليه من اإلغريق والعرب ثم أخص )جهوي مغربي( وي الحظ هنا تجاهل السياق العر بي/اإلسالمي مشرقا ومغربا. وربما يقال عن ية. صنيعه: هذا تحي ز والتحي ز ه وية ما بل رؤية حادة لله و والبحث أكد أن هناك مجموعة تحي ازت وليس تحي از واحدا تكتنف صاحب المنهاجية وهي تحي ازت تلفيقية مائعة تشوش على اله وية وال تدعمها. ثم إن تحيزه الج ه وي للثقافة المغاربية هو على مستوى البنية السطحية فقط ال العميقة ألن عمق هذا التحيز هش مشوب )) م ش ر ب (( بأخالط من الشمال اإلغريقي. 111 )1(- ي نظر: مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص

117 الفصل الثالث الماهية و)نقد(القطبية تحي ز الزمكانية: بين حيزين تمهيد م ن تتب ع خطاب مفتاح في ما كتب عبر زهاء أربعة عقود تبين بحسب البحث أنه يتوزع أربعة ثم النق د أنواع نقدية )1( وهي تحليل ود ارسة النص اإلبداعي نظما ونث ار من قصائد ونصوص صوفية. الثقافي المتمثل في مقاربة النص التاريخي المعرفي الذي يشكل حضو ار نسقيا موج ها أو موج ها في حاضر ينا الحديث والمعاصر. وأما النوع اآلخر فم ت ج ل في تلك الد ارسات للنصوص النقدية الخاصة بالمجال األدبي أو ذات اتصال وما يتفرع عن بعضها من مناهج نقدية وهو ما ينطوي تحت نقد النقد. وأما النوع الرابع فهو نتاج نقدي منهجي خاص يكون استثما ار لألنواع السابقة وتتويجا لها نحو نظرية نقدية جديدة. وسيتناول البحث النوع الثالث إذ هو موضوع البحث ومداره بوصفه جنسا عاليا تحت جنس خطابه النقدي األعلى )2( أو كونه نوعا يتمفصل تشعبات نقدية جديدة. واذ ال مشا حة في كال التفريع ين التشجيري ين فإن البحث ينطلق من اتخاذه جنسا إجر ائيا تكوينيا يتسنى له تنويعه بحسب ق ارءة البحث إلى األنواع التالية: نوع كان مدار الحديث فيه حول الت ارث النقدي العربي ونوع آخر درس فيه مفتاح البالغة العربية في بعض جوانبها البيانية مع مقارنتها بأطروحات حداثية غربية وآخر تناول فيه قضية الشعرية النصية وما يتجاذبها من رؤى وتنظير ونوع اربع قدم فيها صاحب المنهاجية مقاربته لنظرية األدب وخامس ق أر فيه بعض أ طروحات المناهج النقدية الحداثوية وأخير درس فيه شيئا من الرؤى النقدية األدبية ألعالم عربية بعينها. وي لحظ هنا تداخل وتشابك في الموضوعات تجعل الفصل والفرز ومن ث م الوصف يحتاج إلى تت بع دقيق ولكنها تجعل ثمرت ها في وضع رؤية بنيوية تكوينية جلية الم عالم واضحة الحدود. وهذا ما يحاول البحث الصدع به واإلع ارض عن إغواء بقاء الم شتركات النقدية على جمودها عله يساعد على المفتاحي" وانحجابه الم تأتي من كثرة تفرعاته وعمق تشع باته. وسيقسم تقديم ما يكفيه اضط ارب النص " )1(- عدا التحقيق. )2(- ي نظر: الفصل األول من البحث المصادر المرجعية ]المنطق[. كذلك حول الجنس األعلى: الشعر وتناغم الكون ص

118 الحديث عنه على فصلين هذا الفصل يكون للت ارث والمناهج النقدية وما ينطوي على ذلك من كالم على الشعرية وبعض مقاربته في نظرية األدب. ثم ي رجئ مطارحاته في األعالم والبالغة إلى الفصل اآلخر. 1- نقد الت ارث لنقد الت ارث داللته البالغة في األهمية شأو بعيد في خطاب مفتاح ونتاجه الفكري وجودا وعدما. )1( كمي )2( وهذه المصادرة أو البديهية جاءت مع تتبع البحث لخطابه وفق معطيين: معطى استقصائي وآخر نوعي كيفي ما أوجب على البحث األخذ بثنائية الحضور/ الغياب البنيوية لي م ك ن البحث من استظهار القيمة الداللية لنقد الت ارث عند صاحب المنهاجية. مفهوم معظم ما كتبه مفتاح بهذا الخصوص هي آ ارء نقدية أكثر منها د ارسات تحليلية باستثناء مسألة النص ويمكن أن ي ضاف إليها هنا قضية المحاكاة لذلك جاء أقرب إلى المنطق النقد الت ركيبي القائم على التأصيل النظري للرؤى. ي ومن أ ولى تلك الر ؤى تأكيده على وجوب عدم تجاوز الت ارث فيما كتبه النقاد القدماء وما قدموه من مفاهيم إذا كانت صالحة وتحتوي على شرط بقائها إذ ال حاجة إلى كد الذهن وادعاء االخت ارع طالما كانت هذه المخترعات الجديدة لها ما ي ماثلها لدى األسالف وعد ذلك فيه )) وفاء للتاريخ وت و ف ي ر ل ج ه ود ق د ت ب ذ ل ه د ار (( )3(. و أرى الحديث عن شيء نقدي دون الحديث عنه في الت ارث ي حسب تجنيا بحق هذا الت ارث )4(. وفيما يبدو أنه من تطبيقات هذا النهج الر ؤيوي النظري تفضيل ه للمعجمات العربية على مثيالتها من اللغات األ خرى في عدم حصرها لمدلوالت المادة وفي انفتاحها على حقول داللية واسعة )5(. وقد جاء هذا التفضيل في أثناء حديثه عن االستعارة والتحليل بالمقومات الم تبع في بعض المناهج النقدية الغربية. وربما كان مقصود مفتاح من هذا الذهاب إلى أن اللغة العربية هي لغة منفتحة على المجاز ولذا كان تكوينها المعجمي تكوينا استعاريا. وهذا يفسر ثقة صاحب المنهاجية بدقة الموجهات اللغوية وشموليتها في المعجم العربي ما جعل االلتجاء إليها لتحديد الجهات المعيارية في أ صول التشريع اإلسالمي سببا في تفوقها على الجهات المعيارية السيميائية وقر ر أن جهات األخيرة دون المستوى الذي وصل إليه القدماء في صنيعهم حين أوجبوا ست جهات هي الواجب والمندوب والمتردد والمباح )1(- لكل حقل ومجال م صاد ارته أما البديهية أو البدهية فهي حقيقة عقلية عامة. لمزيد من االطالع ي نظر: معجم مصطلحات العلوم االجتماعية ص كذلك: معجم المصطلحات العربية في اللغة واألدب ص 199. )2(- هذا المفهوم يستخدمه مفتاح وهو أحد مفاهيم التداولية. ي نظر: في سيمياء الشعر القديم ص 89. )3(- في سيمياء الشعر القديم ص 99. )4(- ي نظر: تحليل الخطاب الشعري ص 99. )5(- ي نظر: المصدر نفسه ص

119 والمكروه والمحظور على حين وقف هؤالء على ثنائية: وجوب الفعل/ عدم الوجوب مع درجتين متوسطتين بينهما وازنها مفتاح بمقابالتها األ صولية العربية فكانت أربعة هي والمباح والمحرم )1(. وضمن حساب رؤية "جان كوهين" المنحى ذاته االنتصار بم س ت د ر ك نقدي فسر عدم إتيان األخير اإلغريقي )2(. وهو األصل الوجوب والمندوب كان انتصاره للنقد العربي القديم حول رؤيته للمحاكاة على الذي لم يأت بجديد يزيد على مفهوم الشعرية العربية. لكنه استتبع هذا بجديد يعود النطالق كال النظريتين من مرجع واحد هذه رؤى نقدية يبدو عليها مسحة من التأثيل المعرفي األدبي غير أن هناك رؤى أ خرى تزول معها هذه المسحة لتشوش عليها وتتحيز حيزها توج هات نقدية مختلفة عنها إذ ي طلب المنهاجية صاحب استبدال مفاهيم حداثية ذات تكوين بنيوي نقدي غربي بمصطلحات نحوية متأصلة في الت ارث اللغوي العربي وان كانت ذات وجود لغوي إنساني م ش ت م ل في معظم لغات العالم. ومفتاح يعني هنا مفهومي الفاعل والمفعول به اللذين أ ارد إلغائهما واالستعاضة بهما مفهومي العامل والمعمول. وطلبه وان كان يظهر عليه أنه محصور في األ سلوب التحليلي السيميائي أو البنيوي إال أن هذه االستعاضة تشكل مقدمات لمعول هدم في محددات الهوية اللغوية وثوابتها التي من الممكن أن يستفيد منها كل تال يريد اقتباس نهج مفتاح وهديه وال سيما أن اسمه أمسى فنا ار وهاجا لكثير من األجيال الجديدة ممن يركبون يم النقد العربي خاصة أن البديل ليس بأدل على الم ارم من الم ست بد ل من هذه المفاهيم. والكبار أقوالهم يغلب عليها سياق التعميم ال الخصوص )3( وال سيما أن في خطاب صاحب المنهاجية ما يعز ز هذا إغريقي )4( وأن المقايسة اإلغريقية التوجه مثل الزعم أن كثي ار من قواعد النحو العربي ذات أ صل المستندة إلى مبدأ تناغم الكون موجودة في آداب العرب نحوا وشع ار وعلم كالم وتصوفا وتاريخا وموسيقى وفي السحر والطلسمات )5(. واذا كانت الحداثة قد تجاوزت الداللة المعجمية وخرقت الثنائية البنيوية والثالثية السيميائية في ت اربطها وجعلت ذلك ألية شعرية ت حتذى فإن مفتاحا )6( أو الشاذة في النص اإلبداعي على درجة مساوية مع الت اركيب النحوية قد تجاوز هذه الدعوة إلى قبول الت اركيب الالنحوية 113 )1(- مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص )2(- في سيمياء الشعر القديم ص )3(- ي نظر: تحليل الخطاب الشعري ص 99. )4(- التلقي والتأويل ص 908. )5(- الش عر وتناغم الكون ص 11. )6(- تحليل الخطاب الشعري ص 89.

120 ( وقد جعل صاحب المنهاجية السبق النقدي العربي القديم على النقد الغربي الحداثي في بعض المسائل البالغية ضمن ما ي طل ق عليه " قانون االستقصاء" من 1( المفارقات بما يعنيه هذا المفهوم الفلسفي من معنى سلبي يسفه السبق النقد ي )2(. وهذا ربما يأتي منسجما مع موقفه من علم النصوص وتحليلها الذي يرفض فيه الخصوصية محد دا نقديا لتبيان بالغة النص ودالالته ويحيل مبدأ الخصوصية إلى مكانة ثانوية مقد ما عليها النزعة اإلنسانية التي ت عد ه علما عاما صالحا لجميع النصوص على اختالف أجناسها الفاعلة فهو يساوي بين النص اللغوي وعلوم الطب والفيزياء وغيرها.. حيث يقول: )) فيما أنه ليس هناك طب أو فيزياء أو كيمياء أو بيولوجيا خاصة بأمة من األمم فكذلك يمكن أن يقال في ))علم النصوص(( (( )3(. الناحية على جله تركيزه مفتاح وضع ومع البيولوجية ودو ر الذاكرة في الثقافة واإلبداع لكنه يقدم مفهوما جديدا للثقافة يسعى بوساطته )) لصياغة فكر أصيل متحرر منفتح ينقذ ناشئتنا من ثقافة الذاكرة ومستملحات السمر والمسكوكات المحنطة (( والذاكرة. وتطرق صاحب المنهاجية إلى. )4( مفهوم علما أن مفتاحا يدرك االرتباط القديم بين ثالوث اله و ية والثقافة المحاكاة في الت ارث العربي ولم يخرج عما أكده سابقوه درسوا هذه الظاهرة حول تأثر النقد العربي القديم بالر ؤية اإلغريقية فيما يخ ص هذا المفهوم. وسار ممن مع ما يقوله "جابر عصفور" حول ضيق الخيال في الشعر العربي بسبب ظروف دينية وما نتج عن ذلك بحسب مفتاح من تغل ب التشبيه على االستعارة في اإلبداع العربي وكذلك وضوح المعنى على غموضه إضافة إلى ترجيح السماع على القياس في أنظمة التقعيد العربي. و ازد على ذلك في ذهابه إلى أن ه أي الخيال غير مرغوب فيه عند العرب ال في البالغة وال في النقد حتى أ صول الفقه وقد حاول عبد الديني القاهر الجرجاني والقول لمفتاح أن يرفع من قيمته ثم ما لبث أن ت ارجع تحت وطأة الضغط والثقافي )5(. وسفه مفتاح كل ما كتبه الدكتور "عصام قصبجي )6( " فيما يخص مواطن الخلل أو الشطط عنده. هذه النظرية من ولكن بالعودة إلى كتاب األخير وق ارءته يتبين أن مفتاحا دون أن يذكر يأخذ عليه قوله )1(- ي نظر: في سيمياء الشعر القديم ص علما أن مفتاحا لم يكن هذا مقصوده ولكنه ي حسب عليه وهو المشتغل بالحقل الفلسفي فحقيق بهثله التقيد بمصطلحاته وسياقه النقدي والفلسفي. )2(- لالطالع على معنى المفارقة ي نظر: معجم المصطلحات العربية في اللغة واألدب ص 199. )3(- دينامية النص ص 98. )4(- مجهول البيان ص 90. )5(- ي نظر: )الش عر وتناغم الكون ص 18 (.)في سيمياء الشعر القديم ص (.)النص ص 989 (. )6(- أستاذ النقد القديم في جامعة حلب سورية. معروف بعروبيته وتحامله الشديد على صاحب كتاب )األغاني(. 114

121 بت اردف مفهومي الخيال والمحاكاة عند العرب وبناء كتابته على هذا األساس ألن مفتاحا "ابن يستند إلى و" خلدون" السجلماسي" ويتحيز إلى منهجهما الذي يبدو له أنهما جعال المحاكاة تفترق عن التخييل وت اردف الوصف وألن الوصف يشتمل على المجاز فهذا يعني أن المحاكاة أعم من التخييل ))كما ح د د ه النقاد العرب المتأخرون (( )1(. ولكن يعود مفتاح ليحتاط لهذا االستنتاج الذي لم تسلم به على نحو صريح النصوص التي ركن إليها فعاد وحس ب الرأيين على رجحان واحد مما جعل قوله في ما كتب " يؤول مرجوحا عليه بفحوى القول ال نصه. قصبجي" ويظهر للبحث أن التكلف واضح عند دارسي هذه المسألة في ربط مفهوم الشعر العربي القديم في مذاهبه البيانية بمفهوم المحاكاة في الفلسفة اإلغريقية. وهذا ال ي حسب هنا تجر ؤا على هذه األعالم التي قالت أريها يطرحه البحث وينفرد به وانما يستند فيه إلى مبادئ المنطق في اله و ية وعدم التناقض والثالث المرفوع التي هي مبادئ للمرتك ازت المعرفية/ epistemological القائمة عليها نظرية المحاكاة اإلغريقية أي إن البحث ال يخرج عن المألوف إذ يحلل النص على ضوء مرتك ازت نتاجه. ووجه التكلف يكون في ربط البيان العربي تشبيها واستعارة ومجا از برؤيتين متناقضتين لكل من أفالطون وأرسطو ثم جعل اإلبداع العربي يأخذ بمذهب الثاني من الناحية النظرية واألول من الناحية التطبيقية أي يركن لموقف ثالث ناتج عنهما. وأخذوا من هذا الموقف النقدي مقياسا تحاكم إليه آ ارء فالسفة العرب ونقادهم وت ق ي م على هديه لذلك قال "عصفور": )) وكان ذلك التحريف في مفهوم المحاكاة ) ( األرسطية يمهد الطريق أمام حازم القرطاجني ليقع في نفس األخطاء التي وقع فيها ابن سينا وابن رشد لقد فهم )1(- في سيمياء الشعر القديم ص ) (- هكذا وردت والصحيح عند جمهور النحاة: ]األخطاء نفس ها[.

122 ) ( حازم المحاكاة باعتبارها تصوي ار وتمثيال للعالم الخارجي.(( )1(. وهذا ما ذهب إليه "عصام قصبجي" )2( ومفتاح العربي ومعظم من كتب في الموضوع قبلهم. وكان األجدى بهم األخذ بظاهر األمور والقول بأن النقد جاء تنظي ار للشعر العربي القائم على الحسية والمهارة في الوصف والتجسيد وبإن الربط بين البيان والمحاكاة كان حك ار على النتاجات النقدية الفلسفية كذلك حلل القول في الفوارق المفهومية له أو الذاهبة مذاهبها في العصور العربية التالية. مفتاح مفهوم النص وأسهب في تحديد فروقه الداللية المعجمية والتداولية وعرض وفلسفية لبعض تيا ارت الحداثة وما بعدها التي الرائدة في هذا المجال )3(. بين اللغة العربية واللغات الغربية الرئيسة وتعرض أهم تناولت هذا المفهوم وذك ر إلى أ طروحات أدبية التجارب العربية الحداثية وبوساطة النهج الوصفي اللغو ي الذي اتبعه في بحث هذا المفهوم وفي تقصي شيوع استعماله تبين له أن المفهوم العربي يضيق عن استيعاب نظيره اآلخر المتداول في تلك اللغات األخرى وهذا يعود األعجمي )text"e"( ب أريه إلى الترجمة التي لم تكن موفقة في المواقعة على النظائر إذ إن الم اردف يشتمل على دالالت لغوية ومفهومية متعددة ومتطورة على حين أ ن "الن ص" عربيا يبقى مشدودا إلى وثاقه الت ارثي الدال على الظهور والبروز والبيان والقطعية الداللية. وأما ما جرى عليه من بعض التطو ارت والتوس ع فال ي ازل )) يكتنفه كثير من الغموض وااللتباس (( )4(. حقا قد م صاحب المنهاجية بحثا السيما في قيمة مصادره ودقة مآخذه األخرى غياب هذه معرفيا/ epistemological وكثافة لغته ومن هنا عاب هذا الناقد "األبستمية" بحسب أريه. بيد أن ما فات مفتاحا جدي ار بجعله مرجعية في الموضوع على الد ارسات العربية بحسب البحث هو هذا التفارق األبستمي" وليس غيابه ألن لكل من الد ارسات األ خرى التي ذكرها أصل ها المعرفي الذي المعرفي أو " تنطلق منه فهي كانت تعالج المفهوم من معطيات فلسفية )5( ودينية )6( تحت جامع فكري يوحد بينها ) (- هكذا وردت وهذا الفعل ال يتعدى إلى مفعولين إال أن الحداثيين يصر ون على تداوله متعديا إلى مفعولين م اردفا ل أرى القلبية أو قريبا منه. )1(- الصورة الف ني ة في الت ارث النقد ي والب الغي ع ند العرب د. عصفور)جابر( المركز الثقافي العربي بيروت لبنان ط م. ص 190. )2(- أ صول الن قد الع ر بي الق د يم د. قصبجي)عصام( مطابع األصيل حلب سوريا ط م ص 81. حيث يقول المؤل ف: " ال غ اربة إذن في أن العرب ترجموا أفكار )) أرسطو(( ولكنهم فهموا أفكار ))أفالطون(( ذلك أن مفهوم ))أفالطون(( عن المحاكاة كان أقرب إلى طبيعة الشعر العربي." )3(- ي نظر: )انتقال الن ظري ات والمفاهيم ص (.)المفاهيم معالم ص (. 116 )4(- انتقال الن ظري ات والمفاهيم ص 99. )5(- ي نظر: نقد النص حرب)علي( المركز الثقافي العربي الدار البيضاء/بيروت المغرب/لبنان ط م. -)6( ي نظر: م فهوم الن ص : د ارسة في ع لوم القرآن د. أبو زيد)نصر حامد( المركز الثقافي العربي الدار البيضاء/بيروت المغرب/لبنان ط وهنا ي لحظ أم ارن: األول أن هذه الكتابات تعود لدار نشر واحدة والثاني عدد طبعات النشر.

123 لهذا قال أحدهم: ))إن النص حين يكون محو ار لحضارة أو ثقافة ال بد أن تتعدد تفسي ارته وتأويالته. (( )1(. فهناك محددات ثقافية معينة خلف تلك األبحاث السابقة مرتبطة ارتباطا وثيقا بالنص الديني وقضية التأويل لذا كان المفهوم نابعا من محور القضية ذاته. ويرى البحث أن هناك توه ما في المسار الذي حدده مفتاح للسير فيه وهو توه م منهجي نعم يحق له ولغيره أن يتساءل عن ترجمة المفردة األعجمية والتي ليست أصال وانما هي مستقلة بمقابلها. وانما على أال يكون ذلك مآال لعكس السير المنهجي عندما ي تخذ من هذا السؤال بداية ثم ت قل ب المسألة في ت ناسى مبدأ البحث ويو ح د بين المفهومين ثم ي جع ل المقابل الالتيني أصال ليرتد تجعله ينطلق منه جاعال إياه أصال ت قاس عليه األشباه والنظائر ومنبعا تصدر عنه )2( " ر د ة منهجية " ثم يعود في ) ( مرحلة الحقة في لحقه بتساؤل آخر حول موا ازة المفهوم العربي نظير ه األعجمي في الث ارء الداللي. وهذا يتبعه قلب في األ صول المعرفية ناتج عن التأث ر بالد ارسات الغربية وهو ي نب ئ عن قلق في اله و ية )3( ألن األصل المعرفي يقول اآلتي: إن الوضع المعجمي يأتي الحقا لالستخدام ويتبعه فهو يدخل تحت سلطة الواقع ال العكس االصطالحي بعدها تصير العالقة بينهما جدلية فيأتي االستخدام مستمدة من الداللة المعجمية والحقل المعرفي المعمول فيه )4(. واألمر اآلخر أن النقد عبر تواضع وتفاهمات نص ثان وليس أو ل )5(. ولو كانت اله و ية مستقرة لما احتيج لمثل هذه التمح الت ألن استق ارر اله و ية يجعلها تنطلق من الواقع المحلي لتشييد المعرفة اللغوية بكل جوانبها أي جعل السلطة التداولية هي السلطة المتحكمة في الذهنية المعرفية لكنما هذا القلق في اله و ية يحيلها م ت بعة نتاجا وعليه يكون األسهل استردا د نتاجا وانتخابا. نتاج اآلخرين الذي هو نتاج تداولي محلي ل ه و ية ما تعطيه بما لديها من استق ارر القدرة على االنفتاح الم ؤث ر ال التحول المتأث ر )) وبهذا المعنى األول فإن كل أثر فني حتى وان كان مكتمال ومغلقا من خالل اكتمال بنيته المضبوطة بدقة. هو أثر "مفتوح" على األقل من خالل كونه يؤول بطرق مختلفة دون أن تتأثر خصوصيته التي ال يمكن أن تختزل. (( )6( )1(- مفهوم النص ص 1. -)2( ي نظر: النص ص 98. حيث يقول مفتاح: " وليس ذلك بضائر للثقافة العربية اإلسالمية إال إذا حوكمت بمفاهيم وتصو ارت ومسلمات المركزية األوربية الحديثة والمعاصرة." ) (- هو نظيره في االستخدام واللغة وم اردفه في المعنى ومقابله في الترجمة. )3(- تناول البحث بعض ذلك في خاتمة الفصل الثاني. )4(- ي نظر: التعريفات مادة ]االصطالح[ ص 99. ) 5 (-ينظر:المغامرة الثانية: د ارسات في الرواية العربية د. الصالح)نضال( اتحاد الكتاب العرب دمشق سوريا د ط 9111 م ص 9. )6(- األثر المفتوح إيكو)أمبرطو( ترجمة: عبدالرحمن بو علي دار الحوار الالذقية سورية ط من ص

124 وقد يتبادر إلى الذهن أن ث م ة غموض ا يكتنف اآللية النقدية لدى مفتاح لكن هذا يزول إذا ما ر بطت آليته في ذلك باأل سس المعرفية والمبادئ المثالية التي تشكل رؤيته للعالم وهي تفيد هنا التنبيه إلى )1( المغاربي أن هناك حي ازن ثقافيان ت ؤ ث ر التوس ل بهما المنهاجية الشمولية وهما الحي ز اإلسالمي والحي ز اإلغريقي الشمالي. وهذا ما يفسر تحامله على الثقافة المشارقية واتهامها بمحاربة المنطق في وق ت أو الغرب الثقافة كانت المغاربية تعيش ازدهاره ونضجوه والقول لمفتاح )2(. على حين إن التاريخ يذكر أن العكس هو ما كان حاصال وأن القوم كانوا تحت وطأة التشد د الفقهي المسيطر على مجمل نواحي الثقافة هناك )3(. وال يرد هذا ما قدمه مفتاح من محاولة تصحيح تاريخي تفيد أن ما حور ب في المنطق والفلسفة هو اإللهيات.)4( فقط مؤك دا أن التلفيق وتداخل األنساق نهج مغاري قديم بقي أن ي ذكر أن مفتاحا يرفض الت اردف اللغوي وهو في هذا ينضم إلى مذهب لغوي فاعل في )5( الت ارث العربي قد يكون أبو هالل العسكري في مقدمتهم. غير أن ما يود البحث تأكيده مرة أ خرى أ ن هذا الرفض يأتي منسجما مع موقفه من رؤية العالم وقد مر البحث على هذه المسألة آنفا بيد أنه ال بد من إرداف القول بتوضيح فرق معرفي بين مفتاح وأقطاب هذا المذهب وهو أنهم ينطلقون من عبقرية اللغة ودقتها حين يعود صاحب المنهاجية إلى مبدأ تناغم الكون وما يحركها من نظرية الفيض التي تجعله يؤمن أنه ال يمكن ل م ن أو ل ما أن يشغل مكان م ن أو ما آخر) 6 (. )1(- هذا في البنية السطحية أما في بنيتها العميقة فهي تبتغي رفعهما متوازيين. 118 )2(- التلقي والتأويل ص 99. -)3( ي نظر: المقدمة )ج 9 ( [ الفصل العشرون: العلوم العقلية وأصنافها[ ص 989. حيث يذكر ابن خلدون متحدثا عن الفلسفة: " ثم إن المغرب واألندلس لما ركدت ريح العم ارن بهما وتناقضت العلوم بتناقضه اضمحل ذلك منها إال قليال من رسومه تجدها في تفاريق من الن اس تحت ر ق ب ة من علماء السنة. ويبلغنا عن أهل المشرق أن بضائع هذه العلوم لم تزل موفورة." )4(- التلقي والتأويل ص )5(- الحسن بن عبداهلل بن سهل) ه( إمام في اللغة وآدابها. )6(- مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص 999.

125 2 المناهج الغربية تناول صاحب المنهاجية كثي ار من الد ارسات الغربية وتيا ارتها ومناهجها النقدية إما مستفيدا مقتبسا واما محلال فاحصا واما ناقدا داحضا وم حذ ار ويجده البحث على ذلك بين بشير ونذير في حمل ) ( رساالت الش مال العربي )1(. وتصويرها ثم وضعها بين يدي متلقيه في الحيز وألن حركة البحث هنا ال تدور في مدا ارت الحالة اآلنفة األ ولى فلن تكون ضمن الدو ارن سيكون على الحالتين األ خريين. مناطه وانما تنعقد رؤية البحث على توصيف البنية النقدية المتناو لة للد ارسات الغربية في مؤل فات مفتاح بالتشاك ل بنيويا والنفعية معرفيا/ epistemological إذ إن التشابه والت اربط واضح في مختلف سمات هذه الد ارسات وهذا غير مستغرب طالما أنها جميعا تعود إلى حقل معرفي واحد. كما أن الغائية طاغية طغيانا ال تخطئه العين الحوالء ترمي إلى دعم المنهاجية الشمولية كسبا ونفيا في ترسيخ دعائم هذه المنهاجية وتنمية بنيتها التكونية وفي التركيز على مواطن الخلل مثلما يفهمها صاحب المنهاجية في بعض المناهج والد ارسات األ خرى فتكون أيضا المنهجي )2(. لتشريعها هي األخرى عامال في شرعنة المنهاجية وموط ئا وحتى ال يتيه البحث أوال في مفازة التفاصيل غير المجدية فإنه سيصنفها بحسب النوع العائدة إليه ثم ي جري تفصيلها بعد أن ي ض م ن له انتظام ها وتخصيص ها. المنهجي الس يميائية 2 1 إن السيميائية مادة قصبة الد ارسات النقدية عند مفتاح ومحظيت ه ل ما تلقاه من اهتمام وتمحيص لم يك لغيرها. وهذا مرده إلى الطريقة التي يتكلفها ويتمذهب بها منهجا تحليليا وتأويليا مختصا في السيميائيات فكان ال بد عنده من عرض هذه النظرية كما يسميها صاحب المنهاجية أحيانا ومعرفة ) (- الغرب: تحديد سياسي. والش مال ت ح ي ي ز جغ ارفي وهما داال ن مت اردفان على مدلول واحد مشترك )1( ي نظر: النص ص 98. حيث يقول: " يمكن أن يتحرك الناقد ]العربي[ بسهولة ويسر في أرض األدب العربي بدون]هكذا وردت[ خوف من التيه في ب ن ي ات الطريق)...( كما أنه بهذه العمليات نفسها يقي ذاته من االرتماء في عباب الت ارث النقدي األوربي واألمريكي وهو غير ماهر في السباحة مما يؤدي به إلى إغ ارق نفسه واغ ارق غيره." -)2( ي نظر: محمد مفتاح المشروع النقدي المفتوح ص 909. حيث يقول الدكتور محمد ق ارش عن مفتاح : " جعل من التعريف بمنهاجيته ممارسة احت ارفية حافلة تبدو آحيانا وكأنها مقصودة لذاتها من فرط التعريف مصطلحاتها)...( ففي التعريف بمنهاجيته شكل الباحث "بؤرة" منهجية تلتقي فيها حقول معرفية متعددة)...( وبقدر ما كان عمله متعارضا ومشوبا بأع ارض التعقيد والغ اربة بقدر]هكذا وردت[ ما كان وفيا لرؤيته..."

126 أ سسها وخصائصها وتحليل أنظمتها الفاعلة ثم التدليل على لمعالجتها ورتق خللها. بعض مواطن اإلشكال فيها والتصدي وكما ذ كر سالفا من هذا البحث إن مفتاحا أعلن السيميائية منهجه النقدي وقد تبنى هذا منذ بداءة تأليفه وكتابه األول الذي جمع محاض ارته في سني عطائه البواكير يشي عنوان ه بفرط حماسه لهذا المنهج وبمدى إيمانه به طريقا قويما في تتب ع النص وق ارءته. وقد تعرض البحث فيما سبق لهذه الممارسة النقدية المستمرة لدى مفتاح والمنطوية على هذا النهج. فصاحب المنهاجية ال ي ازل يثني على الس يميائية ويشيد بمساهماتها النقدية التي ت عد "فتوحات" علمية في مجالها. ويؤكد أن هذا التيار هو أساس النقد ومحوره وبإمكانه تجاوز ما تعجز عنه أ طروحات المناهج ونظريات المدارس األخرى فهو قابل ألن يصبح "علم العلوم" و" نظرية النظريات" )1( وقال فيه: )) إن المرء ليستطيع أن يقول إنه أشمل نظرية لتحليل الخطاب اإلنساني. (( )2(. ولكن من يتمحص هذه المقولة األخيرة سيجدها قريبة جدا من المصطلح البالغي المعروف ب: إلى عمومية هذه النظرية وت خرج ها من خصوصية النقد " الذم بما يشبه المدح" إذ تؤول عبارته األدبي وذلك بوصفها نظرية شاملة واحالتها إلى الخطاب اإلنساني عامة. ويؤك د هذا ما ي ت ب عه من وصف وتحليل لبعض نماذج التيار فهي جميعها لم ت عن بالخطاب األدبي عامة والش عري خاصة وذلك ألنها في معظمها لم تحدد الخطوط الفاصلة بين الخطاب الشعري وغيره من أنواع الخطاب األ خرى وألن مجمل ما وضعته مقاربات تحليلية تستند إلى أ سس بالغية تميز بها القول الش عري مما سواه. وحاول أ ن يعتذر لذلك مفتاح من خالل تسويغ جاء به گ" ريماس" الذي وضعه أبا لهذا التيار فهو لم ي عر الخطاب النقدي خصوصية ذات بال ألنه ي اره: ال يخضع للمقاييس الموضوعية وتأطي ارته النظرية وانما يستند إلى مقاييس الذوق الخاصة بحسب اللغة والمكان والزمان )3(. وال يخفي وجدانه وفكره صاحب المنهاجية إعجابه الشديد "بگريماس" )4(. وتمث ل تجربته إذا ما كانت الكتابة تنبئ عن المكنونات وتفصح السيميائية حاضرة في فقد وصفه بأنه أهم ممثل لهذا التيار )5( وأن نتاجه يشكل مدرسة في التحليل. وهذا على الرغم مما تشوب بعض أ طروحاته من هنات )1(- ي نظر: )التشابه واالختالف ص 90 (.)النص ص 900 (. )2(- تحليل الخطاب الشعري ص 1. )3(- ي نظر: التشابه واالختالف ص 99. )4(- ي نظر: المصدر نفسه ص 1. )5(- ال ت ازل العلوم اإلنسانية تتداخل فيها كثير من المفاهيم ويضطرب استخدامها ومنها: تيار مذهب منهج. لمزيد من االطالع حول محد دات هذه المفاهيم ي نظر: معجم المصطلحات العربية في اللغة واألدب ص 999 مادة]تيار[. كذلك: معجم مصطلحات العلوم االجتماعية ص مادة] Doctrine [. 111

127 واشكاالت )1( وال سيما مربعه السيميائي الذي ع د عند أتباع مدرسته ثروة فكرية ومنهجية تجاوزت به الب و ل ية " )2( والثالثية القديمة في الضرورة واالستحالة الثنائيات اللسانية "ال پ ارگية" والثنائيات العددية " واإلمكان ولكنها ألقت رحلها عند الرباعية المنطقية حتى تحول رويدا رويدا إلى سجن ي ؤت س ر المشتغلين به )) أس ار ى منطلقاتهم الميتافيزيقية النظرية كأأل و ض و عي ة االستنباطية والدورية. (( )3(. ولم تنفعهم محاوالتهم الخروج بوساطة االستعانة باالستق ارء حينا وبالتدر ج أحيانا بل إن هذه أوقعتهم في بلبلة المنهاجي )) مما جعل القارئ يتيه في عماء المفاهيم المت اركمة المتداخلة. (( )4(. واتهم مفتاح " الت أرجح النظري گريماس" واتباعه بالقصور المعرفي فيما يتعلق بالمنطق وأصوله مستدال على ذلك ببعض "المفارقات" التي قيدها عليهم ومنها تبني مبدأ الثالث المرفوع في الجهة المنطقية واإلق ارر بخلخلة هذا المبدأ في الجهة المعرفية )5(. وهنا يظهر بعض التحامل وشيئا من مجافاة الواقعية ألنه كأين من عال م بمستوى " مكانة ومنهجية ودأبا على التقصي واالحت ارز يمكن له أن ينظر في مسألة أو يتابع في نظرية گريماس" دون من العودة إلى أصولها المعرفية وروافدها النظرية. وأما مبدأ الثالث المرفوع فيظهر أن المعجم الذي أعده باالشت ارك مع زميل آخر له لم يكونا فيه يتبنيان بقدر ما كانا يوصفان الجهات ويعرضانها عرضا معرفيا نقديا وقد نبها إلى هذه القضية وأشا ار إلى إمكانية تجاوزها في الجهة المعرفية لكنما مفتاح وقع " في فخ شهوة النقد ألجل النقد". وهذا ليس رجما بالغيب أو تسليما لصاحبي المعجم وانما السياق الذي المفتاحي" لجهود الر جل يعرض فيه صاحب المنهاجية تحليله يؤيد ذلك )6(. ويذهب البحث إلى أن التحليل " كانت مقدمة نقدية ت ضفي إلى استد ارك هذه الهنات واتمام النص بمبادئ االتصال والتدرج و التحر كية التي هي جزء من منهاجيته الش مولية )7(. كما أن مفتاحا تنبه لشخصية هذا الرجل وسلطت ه الثقافية التي وقع تحت تأثيرها كثير من األروپيين المهتمين بالسيميائية ما جعلهم ذلك ال يخرجون عن الدائرة االستقطابية التي رسمها )8( حول رؤيته لهذا العلم والتي شكلت ما ي عرف ب"السيمياء الپاريزية" "گريماس" )1(- تعرض البحث لبعض هذه اإلشكاالت في الفصل األول. )2(- نسبة إلى مدرسة پ ارگ. ثم جورج ب ول عالم الرياضيات. وهنا ي لح ظ أن تجاوز التعريب والترجمة إلى النقل الحرفي يصير إلى تجاوز قوانين الهجاء واإلمالء والصرف العربية. )3(- مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص 99. )4(- المصدر نفسه المكان نفسه. )5(- ي نظر: المصدر نفسه)ج 9 ( ص )6(- ي نظر: المصدر نفسه)ج 9 ( ص 91 فقرة ]الجهة المعرفية[. )7(- ي نظر: المصدر نفسه)ج 9 ( ص )8(- ي نظر: تحليل الخطاب الشعري ص

128 گ" والحقيقة أن مفتاحا كان متفاعال على نحو واضح في نتاجه النقدي والمعرفي مع كتابات الرجل وأفكاره وهناك مفاهيم إج ارئية "گريماسية" عدا المربع السيميائي أفاد منها صاحب المنهاجية مثل ي والتشاكل والتباين. فهذه لها حضور ال ينضب في آلية التحليل "المفتاحية" ما يجعله األنموذج العامل هو اآلخر جزءا في ناحية ما من هذه الدائرة. أال إ ن هناك شخصية سيميائية أخرى كثي ار ما يذكرها مفتاح وهي ما يمكن أن تكون خارج دائرة ريماس" وفوق سلطته. هذا ما تخب ره السياقات النقدية التي يرد فيها ذكر " أمبيرتو إيكو )1( " إذ ال مماحكة قد تحصل جراء هذا الزعم حين يسلم البحث أنه يشكل في مؤلفات صاحب المنهاجية ثالثة األثافي التي ينتصب عليها التيار السيميائي. وحال المنهاجية معه حال نبيي اهلل يعقوب ويوسف )2( فهي ال ت ازل تفتأ تذكره كلما كرب كرب فتكون لمساته النقدية ورؤاه التحليلية عنصر الخالص والنجاة الذي عدته في السيميائية بحسب البحث في البحوث "الش افعي " في أ صول الحديث )3( فهو "ناصر الشعرية" وم علي شأنها السيميائية )4(. وقلما ي عثر على تصويب أو تعقيب و ارء " إيكو" حتى لقد ي ستغرب عندما يجد البحث مفتاحا تعرض وعقب ولم يسلم من ق ارءاته أمثال "گريماس" و "پرس" الفيلسوف اإليطالي. ولقد د ر س بالمنهاجية الشمولية فيلسوف السيميائية وكبيرها في حين هذا ال يكون مع "پرس" الذي يكون أهم األثافي وأ والها )5( وقدم مفتاح تحليال وتفسي ار لسيموطيقية هذا الع ل م اجتمعت له فيه عناصر نقدية ورؤى )6( تحليلية وتفسي ارت فلسفية صيرته تجربة ج ع لت مهوى أفئدة بعض المعجمات السيميائية العربية فقد عمل صاحب إثبات تماسكه واتساقه. المنهاجية )) )7(. وذلك على تعديل نموذج "پرس" على المثالي/ metaphysics وثانيها الكشف عن المبدأ الذي )) اعترف كثير من الباحثين باستحالة وفق ثالثة إج ارءات )8( أولها تدريج مقوالته إلى ثالث درجات ثالثي عنده وهي النظرة الالهوتية القائمة على تقسيم )1(- أديب وناقد وفيلسوف إيطالي ولد سنة) 9119 م(. له العديد من المؤلفات النقدية والر وايات الفنية. )2(- تاهلل تفتأ تذكر يوسف يوسف: اآلية 98. )3(- لقد تحيز الحديث النبوي الشريف مكانة متقدمة في فقه الشافعي حتى و ص ف بناصر الحديث. )4(- من ذلك ي نظر: )تحليل الخطاب الشعري ص (.)مجهول البيان ص (.)النص ص (. هذا ويذهب البحث إلى أن تأثير ( إيكو( في مفتاح يفوق ما سواه. )5(- ي نظر: )المفاهيم معالم ص (.)النص ص (. )6(- مثل: معجم السيميائيات لخلف األحمر. مصطلحات النقد العربي السيميائي لموالي علي بوخاتم. والمقصود هنا أن د ارسة مفتاح حول پرس أصبحت مرجعا معتب ار لهذه المؤل فات. )7(- المفاهيم معالم ص 19. )8(- بعض هذه اإلج ارءات موجودة مسبقا. وانما له فيها التفسير وربطها بالتكوين الفلسفي لصاحبها. 112

129 للعالم: موجود أو الوجود وهو عالم األذهان القائم بذاته ثم عالم األذهان األعيان ثم عالم الواقع والتوقعات. وكان اإلج ارء الثالث اعتماد العالقة الرباعية واستبدالها بالثالثية أي االنطالق من الصفر بدال من األوالنية والتفريق بين الممثل والعالمة. ويسوغ صاحب المنهاجية التفاصيل بقدر ما تهم الكيفية التي ما قد يكون فيها من تعقيد أكثر من األصل بإرجاعه إلى أن المهم ليس يجب االشتغال بها وأن في هذا تأكيدا ويمكن حذف بعض مكوناتها واضافة أ خرى لتتواءم مع العصر وليزول تناقضها. أعقد حقا أن دليلية "پرس" تاريخية لقد كانت د ارسته ارئدة ومميزة على الرغم من تعقيدها وصعوبة مأخذها وقلة جدواها في التحليل اللغوي كما ذكر ذلك نفسه ولكنها في الوقت ذاته تكشف عن ناقد يمتلك أدواته ويستطيع معالجة وأعوص النصوص الفلسفية الغربية المتعالية. بل وينزلها من عليائها متعاليا عليها ومقوما ما فيها من اعوجاج. مفهومي وتجدر اإلشارة هنا إلى أن صاحب المنهاجية مثله مثل معظم المختصين ي فرق بين السيموطيقيا والسيميائية أو السيميولوجيا ويسلم بوجود أكثر من سيميائية )1(. وما ي لت فت إليه في هذا الخصوص هو حالة االنفصال والتفاوت في تناوله للسيميائية بين المستويين النظري واآلخر التطبيقي فهو يتبنى السيموطيقيا ويرج حها ممث لة "بدليلية "الپاريزية" أو األوروپية على المستوى الثاني. پرس" على المستوى األول ولكنه يجنح إلى السيميائية 2 البنيوية 2 والتفكيكية البنيوية لم يتعرض محمد مفتاح نقد إلى المقوالت البنيوية بما هي بنيوية كثي ار إذ إن معظم قوانينها وأفكارها من المشتركات بين الحقول التي تشتمل على اللغة وعلومها إضافة إلى أغلبها إلى تسر ب المناهج األخرى ما جعلها تفقد عذريتها البنيوية لتصير نتاج تالقح وتهجين. ويرى البحث أنه كان يتجنبها ألنه ال يريد أن ي حس ب عليها والسيما أن نقد النقد لديه كان نفعيا كما أ سلف أي ال ينتقد إال ليوط ئ للبديل أو يشرعن للمخالف الذي تمتلكه في كلتا الحالتين منهاجيت ه )2(. كما أنه كان يتجاهل اسمها فال يذكره إال لم ما مضط ار أو غام از. وقد يثير هذا التوصيف بعض االستغ ارب أو االستنكار بيد أن تتبع الواقع الخطابي لصاحب المنهاجية يفسر ذلك وي زيل ما قد يلحق التوصيف ابتداء. )1(- ي نظر: )التشابه واالختالف ص 991 (.)النص ص 19 (. )2(- وهو في أكثر منهاجيته مع البنيوية متجنب غير مخالف. 113

130 للتبيان عن ذلك يجب االبتداء من قضيتين جوهريتين عند مفتاح وهما الشعرية بمقوماتها ومكوناتها ونظرية األدب بمفهومها وبنيتها ثم العالقة بينهما في الشعرية فالشعرية عنده تقوم على المقصدية واالنسجام واالستقاللية وعلى إعادة اإلنتاج والتفاعل/التناص والخيال واإليقاع. وقانونها التكويني يعتمد على الوحدة العضوية التي ال تقبل الت جز ؤ ولكن يمكن أن تتشوه إذا افتقدت أحد هذه المقومات. وآليتها تعمل على التداعي النقدي الحر أي إ ن المحلل يتبنى قضايا النص ولكنه يستقبل ما يتداعى معها وي ظه ره على شكل أسئلة منتجة )1(. ذلك على أن تبقى المقصدية نواة هذه الش عرية ول بها فيها. ومركزها الشمسي وواسطة عقدها التي تتحيز مركز التشك ل وي لحظ من مكونات الشعرية ما هو متعارض وعدمها متحقق فيها ونفيها في وجودها وتشظيها ملزوم جمعها فإعادة اإلنتاج تخلخله المقصدية والتفاعل ال يستقيم واالستقاللية لهذا فوجود أحدهما ينفي ما يقابله كما أن الجمع بينها في عالقة واحدة يجعلها عالقة غير منسجمة. وال ي قبل االستغناء عن بعضها إذ في هذا ما يخالف قانون تكوينها العضوي في وحدتها التي ال تتجزأ. إنما هذا اإلشكال تحله المبادئ التي تنطلق منها المنهاجية الشمولية )2( وال سيما التدرج والتوسط الذي سبق ذكرهما وتفصيلهما. فاالستقاللية ال تعني االنغالقية واالنع ازلية كما تفهمهما البنيوية )3( ولهذا فقد رفض طرحها ووصفه ب:" األغلوطة االنطلوجية" المبنية على الوجود المستقل للماهية الشعرية المحصورة في شعرية اللغة )4(. وهو في ذلك قد ماز بين نوعين من النصوص: نص يمثل نسقا مغلقا وآخر يشكل نسقا مفتوحا )5( واألول غير موجود وانما يصير كذلك بفعل الق ارءة النسق الثاني المطروحة بنيويا أما فموجود بالقوة في كل نص وما على الق ارءة إال نقلها إلى حيز الفعل أل ن )) كل نص مركزي يحتوي بالضرورة على نصوص فرعية تختلف نسب وجودها. فما على المحلل إذن إال أن يتبين درجة صحتها )1(- ي نظر: دينامية النص ص 99 ]العنوان الثاني[. )2(- وهذه بدورها تحيل إلى إشكالية أخرى. )3(- ي نظر: مجهول البيان ص 909. )4(- ( التشابه واالختالف ص (.)النص ص 99 (. )5(- ي نظر: التشابه واالختالف ص وقد أخذ هذا التمييز من د ارسات غربية ذكر منها: )هاليدي( و)رقية حسين(. ومن الذين لم يذكرهم: )أمبيرو إيكو( ي نظر كتاب األخير المترجم: " األثر المفتوح" وهو مرجع سابق. 114

131 ووظائفها المختلفة والعالقات فيما بينها داخل النسيج النصي (( )1(. وهذا يعني أن إغالق النص قتله وتشويه النصوصي شعريته حين ي فق د فاعليت ه اإلبداعية الكامنة في تفاعله مع خارجه فال يكفي فيه تناصه المستغنية به األطروحة/األغلوطة البنيوية )2( ألن التفاعل كما تريده المنهاجية هو السياق ذاته وشرطه فيمكن القول: إنهما اسمان الذي يرتبط به النص ضرورة. وعبور. مت اردفان لمسمى واحد ألن السياق لدى مفتاح يحيل إلى المحيط الخارجي ومن هنا ي فهم أن االستقاللية تعني القدرة على التفاعل وذلك عندما يكون األخير حركة تواصل ومفتاح لم يقدم تأصيال نظريا لحدود االستقاللية لكنه اعتمد وان لم يقل ذلك في ذلك على مفهوم النفي أو المخالفة الذي استخدمه أيضا " أمبيرتو إيكو"في فهم التأويل عند كل من "پرس" )3( و"دريدا" وذلك من خالل دحض األطروحات/األغلوطات البنيوية و التفكيكية. أما المقصدية والتي هي نواة النظرية الشعرية وركيزتها ألنها تعبر عن القيمة الحقيقية الم عطاة لفعل الكتابة من طريق نسبتها المعلومة إلى فاعلها والحفاظ عليها تجسيد لك ارمة المبدع وصيانة لن س ب اإلبداع فهي مصدر غنى نقدي وذات بعد فلسفي تتعدى حدود النظرية الشعرية لتشكل إحدى عارضتين تحافظان على توازن البناء المنهجي للمنهاجية الشمولية )4(. وقد أعطاها يتعدى المعنى إلى المبنى واإليقاع والشكل )5(. مفتاح بعدا جديدا وهنا أيضا يحتاج فهم المقصدية إلى الركون إلى معطيات التدرج والتوسط اللتين ي حت كم إليهما في ضبط حدود المفهوم وتأويله. فالمقصدية مفهوم جامع يحتوي الكتابة والق ارءة وما بينهما من عناصر مثل المرسل والمرسل إليه والرسالة )6( أي إن فعل الق ارءة يشتمل دائما على مقاصد المؤل ف ومقاصد النص ومقاصد المتلقي. وال يجوز االكتفاء بإحدى هذه المقصديات ألنها ستودي بعناصر الكتابة )1(- دينامية النص ص 91. وقد يقال: هذه صفة النص المركزي فما بال الفرعي بحسب المقبوس واإلبانة في محتوى المقبوس وفحواه أي إن النص الفرعي يرتبط بنص مركزي. والنص كلما شكل مركزية ما أو اقترب منها كان أقرب إلى األنموذج وأكثر انفتاحا. )2(- يذهب البحث إلى أن مفتاحا حاول التخلص من التناص على مستويين: المستوى المفهومي والمستوى النقدي مع اإلبقاء على المستوى التحليلي فحال األخير بينه وبين الوصول إلى البديل حين صار أشبه بالبطانة غير المؤتمنة التي ال تدور إال حول مصالحها ولم يستطع الخروج من دائرة النص وان قدم المثاقفة بديال مفهوميا )3( ي نظر: التأويل بين السيميايئات والتفكيكية إيكو)أمبيرتو( ترجمة وتقديم: سعيد بنگ ارد المركز الثقافي العربي الدار البيضاء المغرب ط م ]الفصل الثالث: التأويل بين بورس ودريدا[ ص ولقد استعار البحث هذا التوصيف من قول ]إيكو[ ذاته في نهاية مقاله: "ولذلك لم تكن غايتي إعطاء تعريف للسيموزيس الالمتناهية بل حاولت تحديد الشكل الذي ال يمكن أن تكونه." أما المفهوم فمن ت ارثنا العربي. )4(- سيأتي الحديث عن الوظيفة]العارضة األخرى[ في أثناء الحديث عن نظرية األدب لدى مفتاح. )5(- ي نظر: )تحليل الخطاب الشعري ص 80 (.) في سيمياء الشعر القديم ص (. )6(- تجدر اإلشارة إلى أن مفتاحا ال يميل كثي ار إلى هذه المفاهيم ويفضل عوضا عنها: كاتب/مؤلف متلقي نص /قصيدة...

132 األخرى وتضحي بالتفاعل فتكون الق ارءة تشويها لشعرية النص 116 وانتقاصا منه. ومن هنا عاب البنيوية تضحيت ها بما عدا النص ومقاصده وجعل إغفال مقاصد الكاتب ال يؤثر على المقصدية وحدها وانما يقود إلى انتقاص مقوم آخر من مقومات الشعرية بحسب "است ارتيجياتها": أال وهو التفاعل لذا كانت أنماط الق ارءة لديه متنوعة منها التنازلية التشييدية ومنها التصاعدية النصية وهناك التفاعلية التي يتفاعل فيها المؤلف والمتلقي على سطح النص فالتركيز على مقاصد المؤل ف هي ق ارءة إسقاطية وعلى النص تكون بنيوية وال يجوز االكتفاء بإحداهما. وبذلك ي فهم أن التفاعل في المنهاجية جماع لعالقات متعددة فهو يعني تفاعل المرسل والمتلقي وتفاعل النص مع نفسه وتفاعل المتلقي مع النص وتفاعل الجميع مع السياق الخارجي بحسب هذا الفهم استحضر صاحب المنهاجية " النظرية الكارثية" و" نظرية التشكل الهندسي" اللتين تقومان على تحطيم الحدود المصطنعة بين العلوم البحتة والعلوم اإلنسانية )1(. وانطالقا من هذه المعطيات الشعرية فرق مفتاح بين القصد/المقصد والمقصدية فالمفهوم األول يرتكز على المعنى الذي يرمي إليه المؤلف عن وعي واد ارك ابتدائيين أما المقصدية فتؤول إلى الداللة التي يمكن أن يقدمها النص سواء أكانت عن وعي أم غير ذلك )2(. لذلك ال يمكن الكشف عن شعرية النص من دون تحقيق هذا التكامل والتفاعل وكل انتقاص أو جزئي تشويه ناتج عن محدودية ألن النص عامة والشعري خاصة يتألف من مكونات متعددة هي حد األحداث والمعجم والتركيب والداللة والفضاء )3( فال يستقيم األمر مع اإلقصاء بدعوى االقتصاد ولهذا لم يرض شكلية محدودة )4(. -)1( صاحب المنهاجية عن رؤية "جان كوهين" للشعرية ألن األخير يحصرها في عناصر ويمكن القول إن جوهر الشعرية عند مفتاح يكمن في التوتر المتأتي من إتمام العالقة النصية الرابطة بين مقومات الشعرية سالفة الذكر )5( وهذا التوتر يتمظهر بأشكال مختلفة فقد يكون أحيانا في البعد وأحيانا في التطابق وأخرى في التناقض الكيفي. فالشعرية المنهاجية تكمن في الدفاع عن التضاد "والتناقض" في التركيب الشعري) 6 (. وهذا ما يكفله التحليل النصي الذي ي ارد منه إثبات انسجام النص ي نظر: )التشابه واالختالف ص (.)النص ص ( 909 (.)دينامية النص ص )2( (.)المفاهيم معالم ص 11 - ي نظر: )تحليل الخطاب الشعري ص (.)مجهول البيان ص (. فقد افاد صاحب المنهاجية هذا التنوع المفهومي في القصد والمقصدية من ]هرش[ حول المعنى والداللة ومن ]يوهل[ و]سورل[ حول الوعي والالوعي. )3(- التشابه واالختالف ص 990. أحيانا يذكر الزمان مكونا نصيا )دينامية النص ص 11 ( لكن يبدو أنه يعد األحداث متضمنا للزمان. )4(- ي نظر: )تحليل الخطاب الشعري ص 91 (.)في سيمياء الشعر القديم ص (. -)5( ي نظر: الشعر وتناغم الكون ص 99. حيث ذ كر : " إذا سلم ب ش ع ر ي ة الذهن البشري فإن جوهر الشعرية هو الخيال". )6(- ي نظر: النص ص كذلك: مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص 999. حيث هنا يقول: " هذيان الشع ارء محكم ومنسجم مهما ظهر أنه مشتت ومبعثر إن له انتظاما داخل ما يبدو أنه عماء."

133 واظهاره أو البحث عن انسجامه بعد إعادة انتاجه )1( ما يجعل الشعرية عنده تتأسس على فكرة تبعية النصي وتقييم ه على هذا األساس سواء أ ارد ذلك صاحبها أم لم يرد أي إ ن النقد ليس النقد لإلبداع حاكما على النص بل كاشفا أل ن )) كل نص منسجم مهما ت ارءت فوضويته وع ب ث ي ت ه وعدم التحام أج ازئه(( )2(. وهنا تتقاطع الر ؤية الشعرية مع النظرية الت ارثية األ صولية لمفهوم اإلبداع أو االجتهاد. وهو أمر يظهر أن مفتاحا لم ي ع ه أو يتفطن له وربما لم ي ف ط ن له إن كان قد وعاه وف ط ن وتفسير هذا اإلغفال يعود لغياب الدائرة التكوينية الثانية لديه )3( ضمن الممارسة الكتابية الواعية أو غير الواعية أو ضمن مقصود الكاتب أو مقصدية اللغة بحسب تعبير مفتاح. أما وجه الشبه والتقاطع المفهومي فيتأتى تفصيله ويتم استحضاره من دائرة المجمل بوساطة الربط بين الم ش ع ارت الوصفية النصية أو التأويلية في كال الطرفين. ففي شعرية مفتاح مقاصد المؤل ف ركيزة لها اعتبارها في ق ارءة النص وتحليله ونقده مثلها مثل االعتبا ارت التفسيرية أو البالغية المترتبة على الن ص القرآني الكريم التي ال مجال فيها للخروج على مقاصد المتكلم. واألمر ذاته يجري في مضمار نقد القصيدة العربية حين حرص النقاد األوائل على تبيان جماليات النص أو عيوبه من طريق الر بط بين م ارد الشاعر ومعقول اللغة وكذلك الربط بين م ارده ومقتضيات السياق فالقدرة على التعبير أساس تقييم الشاعر )4( وليس أدل على ذلك من الثنائية الشهيرة: اللفظ/المعنى بما تستند إليه داللة المعنى من مدلول اإل اردة والوعي. )1(- ي نظر: دينامية النص ص 91. وبهذا التأويل فإن الشعرية تصير عند مفتاح منتجا ق ارئيا ال كتابيا وتنظي ار نقديا ال إبداعيا وذلك عندما تصير الممارسة النقدية تابعة لإلبداع ووجها آخر له. هذا هو تفسير البحث فمفتاح لم يتحدث قط عن الشعرية نصا وان ما تم مقومات قابلة للزيادة دون النقصان. إذ يكفل ذلك مفهوم السعي هنا الستخالص ما يتقاطع مع متطلبات البحث دون الحصر وهي االنسجام الذي يحيل إلى تلونه مع نوع النص أي لكل انسجامه الخاص المرتبط به بحسب التقليد األدبي ومشهوره. مع التأكيد مرة أخرى أن مفتاحا ال يشرح أو يبين طابع االنسجام في نظرياته أو أ طروحاته وانما يترك ذلك لدارسيه. )2(- دينامية النص ص 99. حقا هذا على المستوى التنظيري لكنما في التطبيق غير ذلك إذ يتداخل في النقد ما هو كشف وما هو تشييد. وتصبح المسألة مسألة طرح فقط. وهذا ال ي حص ر على مفتاح وحده فهي على امتداد التاريخ البالغي النقدي. 117 )3(- ي نظر: خاتمة الفصل الثاني. )4(- ي نظر: نقد الشعر ص حيث ي رج ح نظم حسان بن ثابت على أري النابغة الذبياني متسلحا بمقاصد األول إذ هو الشاعر هنا. أيضا ص ]عيوب ائتالف اللفظ والمعنى[. حيث يعيب البيت الشعري انطالقا من مقصد الشاعر من دون االلتفات لجمال البيت ذاته ولبنيته. كذلك ي نظر: ق ارضة الذهب في نقد أشعار العرب ابن رشيق القيرواني)أبو علي الحسن( تحقيق: الشاذلي أبو يحيى الشركة التونسية للتوزيع تونس تونس 9199 د ط ص 99. حيث يدافع ابن رشيق عن أحد الشع ارء من تهمة السرقة أل ن المقاصد مختلفة.

134 وحين يتحدث صاحب المنهاجية عن مقاصد النص فهي عنده البح ث عن مرج حات داللية الزمكاني )1( وهي مرجحات ظنية أشبه بحكم العلة مستنبطة من قواعد اللغة وجنس النص والسياق الفقهي ومآلهما كالهما إلى مقاصد المؤل ف غير المقطوع بها. أما عن المتلقي حين يفرق بين نوعين منهم ويجعل الناقد أنموذجا للمتلقي فهو بذلك يجعل مقاصده تابعة لفهم النص أي وجها آخر من )2(. وهذا ذاته ما يؤكده الباحثون المعاصرون عن معاني االستنباط واالجتهاد عند الت ارث مقاصد النص وأصحابه ))فصار عمل العقل عندهم يعني ))استثمار(( النص وهو ما يسمونه ب))االجتهاد(( وصار ))المعقول(( في عرفهم هو ))معقول النص(( (( )3(.))فاالجتهاد سواء كان اجتهاد فرد أو جماعة هو دوما اجتهاد في نص أو انطالقا منه أو استنادا عليه]هكذا[ (( )4( في نظرية األدب لقد حاول مفتاح أن يصوغ أو يؤس س نظري ة أدبية مغاربية متكاملة ذات استقالل زمكاني معلوم وواضح وج ه د في استحضار مقومات هذه النظرية من طريق التأصيل النظري والعمل التطبيقي اللذين جادت بهما مؤلفاته الممتدة على مدى أربعة عقود ونيف معتمدا في الحيز النظري على بعض المفاهيم وذلك من خالل د ارستها واعادة طرحها بما ينسجم ومنهاجيته الشمولية وبما يخ دم األسس البنائية لنظريته األدبية. كما أن ممارسته النقدية على المستويين األدبي والثقافي/المعرفي كانت تعضيدا لها وتطبيقا وبرهنة على وجودها أي إن مفتاحا سعى كشف إلى أو خلق إلى نظرية أدبية مغاربية قوال وفعال بالمعنى التداولي للعبارة ونقلها من الوجود بالقوة حيث المستوى التنظيري إلى الوجود بالفعل عند التداولي عتبات التطبيق وهذا على وفق التوصيف الفلسفي ألطروحته مع اإلحاطة والتبيين أن التعبير يجعلها في حيز الكشف وأما الوصف الفلسفي فيضعها ضمن نطاق الخلق. والواقعة كما تبدو للبحث تشهد بحضور كال المفهومين م ارفقين لم ارحل النظرية في وعي صاحبها وترجمته لها فهو بين كاشف عن بعضها ومشيد ألج ازء منها. وال يريد البحث الدخول في غياهب هذا التداخل الفلسفي الذي وعاه صاحب المنهاجية جيدا وفطن إلشكالياته لكنه لم يصرح بها حتى ال يتصدى للنتائج اإلسقاطية ويدخل في دوامة االفت ارض قبل المنج ز الواقعي المنت ج لتلك النتائج فتضيع النظرية في متاهة الطرح الفلسفي المعقد بإرغامات التشابك 118 )1(- ي نظر: مجهول البيان ص )2( ي نظر: مفاهيم موسعة)ج 1 ( ص حيث يقول: " لهذا حاولنا تقديم منهاجية مالئمة تقرب هذا الشعر إلى القر اء ز ل فى مهما اختلفت أنواع ثقافتهم وأعمارهم وتجعل ذلك الهذيان أو الجنون أو الح م ق أو السحر... منطقا استدالليا. وعقال خالصا وحكمة حكيمة وحقيقة الحقائق." )3(- بنية العقل العربي ص 81. )4(- المصدر نفسه ص 91.

135 األبستمي" وتجنبا لذلك نزع صاحبها منزعا نفعيا pragmatic/ نحو إيجاد الواقعة ثم التفرغ إلشكالياتها " معرفي مستعي ار القاعدة السياسية الشرعية "الوالء لمن مستفيدا في ذلك من أسالفه وت ارثه على نحو )1( غلب". وأهم المفاهيم التي اتكأ عليها هي: الحقيقة والوظيفة واإلبدال والقطيعة والتفاعل واإلواليات والتناص وأما الممارسة التطبيقية فتتمثل جلية واضحة في المواضيع والنصوص التي درسها صاحب المنهاجية فلوال مفهوم التشابه الذي درس بوساطته الوحدة العضوية في كتاب " اإلمتاع والمؤانسة" إضافة إلى تحليله مفهوم رؤية العالم في بعض مقطوعات " أبجدية ثانية" ألدونيس لخلت جهوده من أي د ارسة مشارقية )2(. لثقافي والى األدبية منها إلى النقد األدبي ولن يذهب البحث بعيدا معها إذ هي أقرب إلى ا وطغيان البعد الفلسفي عليها واضح. ولكنه سيكتفي ببعض اإلشا ارت التي ترتبط على نحو ما بموضوع البحث والتي يمكن طريقها من epistemological/ و ارء مواقفه من بعض المناهج. أن يتم تسليط مزيد من الضوء على الدوافع أو األسس المعرفية إن البناء النظري الذي يحاوله مفتاح يخص النص جنسا أدبيا يتفرع في أنواع إبداعية شتى يشمل النص الشعري والقصصي والصوفي والس ي ر ي )3( وذلك ألن الوحدة العضوية األدبية تقوم على ثالثة ثم جوامع كما يسميها وهي: "الجامع األنطولوجي" ويعني به المجتمع الذي تخرج منه هذه النصوص "الجامع الوظيفي" ويقصد به الغاية التي ترمي إليها مجموعة من النصوص بناء على رؤيتها المشتركة للعالم وأخي ار "الجامع المادي" وهو عنده السلطة السياسية المبنية على الشرعيتين الدينية والثقافية أ ي إنها تستمد سلطتها من الرابط الع ق دي والثقافي. وما يهم البحث هنا هو الجامع الثاني فهو جامع يرتكز على الوظيفية التي يجعلها سابقة على الشكل ومحددة له ال كما تذهب البنيوية في تقديمها الشكل على الوظيفة ما ينزع عن األدب في الطرح األخير بحسب مفتاح جوهر األدب وانتظامه ويجعله خاضعا للتهيمات والتوهمات الالعقالنية المجردة من الغائية والقيمية والرافضة لها بدعوى رفضها لألديولوجيات الم هل كة للعالم )4(. وأما عند النظرية األدبية التي يتبناها صاحب المنهاجية. )) فقد يلتقي النص الفلسفي 119 -)1( لى حتى لو جر دما. علما أن هذا على وفق مذهب أهل السنة فقط. إذ المذاهب األخرى تغلب األ و السياسية عند كل المذاهب. -)2( التاريخ يؤكد تغليب المقاصد درس مفتاح: التوحيدي وابن طفيل وابن رشد وابن عربي وابن عميرة وابن عبدون المكناسي وأبا البقاء الرندي وحازما والسجلماسي وابن البناء وابن الخطيب وابن بط وطة والشاطبي وابن خلدون والشابي وعال ل الفاسي والگنوني وعبداهلل فيصل ومحمد السرغيني وأدونيس ومحمد بنيس ورشيد المومني والمهدي أخريف وعبد الرحمن بو علي وحسن نجمي إضافة إلى مجموعة من أقطاب التصوف المغاربي. )3(- مجهول البيان ص 901 ]اإلحالة 99 [. )4(- ي نظر:)التشابه واالختالف ص (.)الش عر وتناغم الكون ص 81 (.)مشكاة المفاهيم ص (.

136 والمقطوعة الشعرية واآلثار الشعبية في مجمع واحد وهو الرؤية للعالم من قبل فئة معينة في زمان ومكان معينين(( )1(. ولكنها رؤية منضبطة ومحددة بغايات بنائية أ نموذجية ال هامشية وليست هدمية أو عبثية. لهذا أنكر على بعض التيا ارت والمناهج الفلسفية واألدبية األخذ بالقيمة األ حادية في ممارسة التأويل النصي فلم يستسغ االعتبا ارت المنفردة مثل المقصدية أو اللغة أو المتلقي. وال يحتاج المطلع على من مزيد إلى نتاج مفتاح الجهد حتى يقدم تفسي ار لموقفه هذا ألن تلك التوج هات المنفردة تقود إلى الغلو والتطر ف والتهميش واإلقصاء )2(. فاقترح ضوابط إنسانية علمية للمسألة ت ارعى فيها االعتبا ارت جمعاء من الطبيعة البشرية إلى الخصائص اللغوية فجنس النص ثم السياق/المحيط التناقض )4(. )3( وأخي ار مبدأ عدم كما رفض مفتاح مفهوم الحقيقة التي تقدمه كثير من تيا ارت ما بعد الحداثة القائم على التطرف في النسبانية والتشييد الرافض للثوابت التاريخية والمستبدل بها مفاهيم مثل: الاليقين والتشظي والالحتمية والعدمية والقطيعة. وأكد أن تبني هذه المفاهيم جعل الواقع العربي بين تطرفين أحدهما "ميتافيزيقي" يقود إلى التخلف والتعصب الديني والفتن والدم وآخر عبثي ينزع عن اإلنسان ق ي م ه العقلية ويجرده من روحانيته وضوابطه األخالقية )5( لذلك ألح على التنب ه إلى الخلفيات "األبستمية والفلسفية" للعلوم والمناهج النقدية والتيا ارت الفكرية والثقافية وما ينتج عنها من مفاهيم ال يمكن أن تخلو من خلفيات مماثلة. وبالمقابل من هذا فقد شكا ودعا إلى ضبط األسس األبستمولوجية" " والتاريخية للعلوم اإلسالمية والى رسم الحدود بينها ليتسنى الحال للدارس فيتمكن من تمييز التداخل من التفارق بينها فيتم تجاوز تلك الثقافة البلهاء التي ال تثمر وال تغني )6(. ويذهب مفتاح إلى أن األدب ال يقوم إال على نظرية نقدية ومناهج نظرية مرنة )7( تقوم على مفاهيم إنسانية مثل: التدر ج واالتصال والتوس ط والفطريات والتحصن والتكيف والم ح ي طات والواقعيات واإلواليات واألوليات والفطريات والظرفيات والوظيفة والتشابه والتأويل )8(. )1(- دينامية النص ص 91. )2(- يمكن الربط اآلتي: الغلو البنيوي والتطرف التفكيكي والتهميش التداولي والفلسفي واإلقصاء عند أصحاب المقصدية. )3(- تجدر اإلشارة أن مفتاحا يعطي السياق مدلوال مساويا لمعطيات النسق متجاو از بذلك مفهوم السياق في نظرية النظم وفلسفة اللغة. )4(- مجهول البيان ص )5(- ي نظر: المفاهيم معالم ص )6(- ي نظر: )دينامية النص ص (.)النص ص 999 (. )7(- ي نظر: النص ص 999. )8(- ي نظر: )مجهول البيان ص (.)مشكاة المفاهيم ]الفصلين: الرابع والخامس[(.)المفاهيم معالم ص (. 121

137 وقد ضغط مفتاح على مفهومين أساسين في نظريته ليستخرج منهما ع صارة مذهبه في األمر إنهما التحقيب والتفاعل فأكد أنه البد من إعادة تحقيب الثقافة العربية وتخليصها مما تشهده من تداخل وتضارب وفوضى أما هو فجعل جهده ينحصر على الثقافة المغاربية التي وضع لها أ سسا تحقيبية وربما يقال أنجز لها تحقيبا أدبيا ثقافيا شبه مكتمل تاركا ما يتبعه من إشكاليات وعقبات ربما أهمها االخت ازل والقولبة والبساطة والتسرع و اضط ارب اله وية أم ار واقعا مطلوبا حل ها بعد ما كان لها أ ن وجودية لوال أنه أرجأها ونقلها من حيز الحاظ ر والمانع إلى حيز المحظور والممنوع )1(. وأما تكون موانع التفاعل فقد أرى فيه مفتاح الم خلص لنظريته خاصة ولمنهاجيته عامة إذ ي حر رها من أ طروحة التناص البنيو تفكيكية ))وقد نتج عن المضاهاة بين مفاهيم المثاقفة وبين ستغني مقاربة التفاعل النصي(( )2(. ) ( مفاهيم التناص أن مقاربة التفاعل الثقافي هكذا يستطيع البحث الزعم أنه قدم رؤية نقدية واضحة حول موقف مفتاح من البنيوية واتجاهاتها. وال تثريب في إعادة التأكيد البع د األبستمي والتوج ه المنهجي و ارء نقده فهو دائما يؤكد نصا وفحوى على أن السيميائيات هي الحل ال البنيوية التي تسير في ركاب اللسانيات وان أقر أن اللسانيات ال بد منها )3( التفكيكية لقد عرض البحث بعض م الش عرية عند مفتاح وشيئا في النظر ية األدبية لديه. ولم يقدمها لذاتها وانما أ ارد أن يتوسل بها إلى فهم االرتباطات المعرفية epistemological/ بين المنهاجية الشمولية ) ( ) ( والمناهج والتيا ارت األخرى وهي ارتباطات تستند إلى عالقات منطقية بعضها تضادي واآلخر ثم تضميني. وال شك في أنه عرض أجلى بعضا من معالم الر ؤية النقدية حول التفكيكية نصا وفحوى تمهيدا وها هو البحث ي ت م م المنصوص ويصدع عن الفحوى وي م ت ن التمهيد فيستكمل المعالم وي ج لي الر ؤية كاملة. )1(- ي نظر: محمد مفتاح المشروع النقدي المفتوح ص فقد قدم الدكتور "ق ارش" د ارسة تفصيلية عن مفهوم التحقيب عند مفتاح وهي د ارسة قيمة ومهمة وان انطلق من فهم مختزل للمفهوم إذ لم ينظر إليه داخل المشروع األكبر الذي ينطوي عليه وهو نظرية األدب واكتفى بمفهوم التحقيب تاركا المفاهيم األخرى ومتجاو از األهم وهي الممارسة التطبيقية لهذا المشروع. وهو ي عذ ر في هذا ألن طبيعة خطاب مفتاح متطورة ويحتاج لمداومة وشمولية. ) (- هكذا وردت والصواب عدم إعادة الظرف] بين[. )2(- مشكاة المفاهيم ص 9. وهناك مالحظة تجدر اإلشارة إليها وهي أن أغلب إحاالت مفتاح هنا ليست مصادر وانما م ارجع نقدية ما يعني أن نظريته تتأسس على رؤية نقدية جاهزة. )3(- ي نظر: النص ص ) ( يضعها البحث هنا في مقام مواز مع تلك المناهج. ) (-هنا االرتباط مفهوم يتبع نظرية المعرفة. والعالقة مفهوم منطقي. 121

138 ت رك ز مؤلفات مفتاح نقدها للتفكيك في ثالثة أ سس يأخذ بها هذا التيار وهي رفض الثنائيات تهتم ثم موت المؤل ف. هذه مسائل فتعويم الدال وال نهائية المدلول أو التشييد المتطرف بحسب مفتاح بها المنهاجية ل ما تعتمد عليه من مبادئ مثالية وأ سس معرفية فالثنائيات عند صاحب المنهاجية متجذرة في الفكر البشري وال مفر منها ألنها ثوابت ذهنية متعالية ون وى بركانية ضابطة لعالقة اإلنسان بالحياة ضامنة لتوازنه ج ع لت اللغة متنفسها الوحيد ومخرجها األك يد لهذا فإن رف ض ها ال يعني إلغاءها وانما إدامة حبسها داخل ذهنها تغلي وتفور فت ت ل ف ما حولها وتحرق ضوابط عالقته بالحياة وتشل توازنه. و هية منضبطة بأطر معجمية ومقاييس زمكانية ومحد دات ق ي مية لكنها بحاجة إلى اختيا ارت ف ومرجعيات أخالقية أي إن الثنائيات تعبي ارت لغوية تمييزية ال فكاك منها إذا ما أ ارد اإلنسان أن يحافظ على وجوده كائنا مائ از مدركا عاقال. وت عد المنهاجية المربع المنطقي /السيميائي األنموذج التاريخي الذي صاغه اإلنسان لينقل بوساطته الثنائيات من حيز الع ر ف البشري المنطوق إلى حيز الكتابة وبذلك تكون الثنائية قد عاشت طورها الثالث منتقلة من حيز الذهن حيث وصوال إلى طور الكتابة والنظرية العلمية )1(. الطور األول والوجود بالقوة مرو ار بطور النطق والوجود بالفعل وفيما يتعلق بالتشييدية المتطرفة والتأويل الالمتناهي الذي يعتمده التفكيك ترى فيه المنهاجية مسلكا إلهدار قيمة النص ومرجعياته ولتجريده من هويته وإلنكار معطياته والنتهاك فضاءاته وبابا للعبثية واألهواء والشطط )2(. وأما موت المؤل ف فكان أم ار طبيعيا أن تؤول تنظي ارت التفكيك إليه ونتيجة حتمية له األمر الذي ال يتفق وما تأخذ به المنهاجية بعين االعتبار من ثوابت منهجية ومقومات شعرية كاإلبداع وتأليه المؤل ف والمقصدية التي تصبح جميعها ال قيمة لها وال وجود بعد إذ ت ح ر ف وي سيطر عليها. تلك مواقف منهجية بنيوية تقف منها المنهاجية الشمولية هذا الموقف. ولكن ثمة رؤى معرفية epistemological/ تكمن خلفها فمفتاح ال ينظر إلى التفكيك منهجا نقديا بريئا بل ي اره من خالل تاريخ األفكار ضمن حقل فلسفي تاريخي معين يضم السفسطائيين والثقافة القبالية اليهودية والالعقالنية والشعوبية. وعلى الرغم من أن هناك من سبق مفتاح إلى مثل هذه التصانيف والتشبيهات لكن الجديد عند صاحب المنهاجية ذاك التسفيه واالخت ازل والتكفير النقدي الذي يطبع صيغه المتكر رة فهي تخلو من أي نقد منهجي بنيوي يحيل إلى داخل اللغة بل التطابق الهندسي ت ر د في معظم كتبه التفكيك في األمر بخالف ذلك إذ هي عبا ارت متماثلة إلى درجة محملة بشحنات نقدية إسقاطية حادة/ radical يعتمد )1(- ي نظر: )تحليل الخطاب الشعري ص 10 (.)مفاهيم موسعة) 9 ( ص 10 (. حقا هذه ق ارءة البحث وتفسير لرؤية خطاب مفتاح حول الثنائية وليست تصوي ار نسخيا Photocopy/ وهذا ديدن البحث كما هو الحرفي. 122 معهوده على كامل مساحته إذا ما تم استثناء التنصيص )2(- ي نظر: )التشابه واالختالف ص (.)مجهول البيان ص (.)مشكاة المفاهيم ص (.

139 فيها صاحبها على أ سلوب التهميش والتنميط فالتفكك فلسفة ع د مية عبثية فوضوية تهدف إلى اإلطاحة بالثوابت والقيم وتصرح بموت المؤلف وتدعو إلى تجاوز المنطق واألنظمة والى المؤسسات ومنها مؤسسة األدب وتختلق منطقها الخاص القائم على الغ ارئبية والمفارقة واإلح ارج )1(. نسف وي لحظ أ سلوب التهميش في تجاهله كتاباتهم حتى فيما يخص االقتباسات والتدليل على مواطن "الخلل" لديهم وال ي عثر في م ارجعه على "دريدا) 2 ( " نهائيا بل على أي تفكيكي آخر. واما التنميط فجاء في تحويله التفكيك إلى الع ل مية الكنائية أو الجنسية الدالة على الذم وما نتج عن ذلك من تعابير واصفة مثل:" ما يدعى بالتيار التفكيكي" و" تهمة التفكيك" و" معاذ اهلل" أن يكون من التفكيك )3(. ولفهم هذا أكثر ال بد من ربط ما يقوله في التفكيك مع آ ارئه في ما بعد الحداثة نتاجه النقدي يبدو أنه يجعل الحداثة على تنوع تيا ارتها فلسفة واحدة مكونة من مذاهب ق ارءة فمن خالل فلسفية كثيرة لكنها تعود إلى جوه ر رؤيوي واحد إنها تنويعات وترية على نغم واحد ال تنويعات نغمية على وتر واحد. وحقا التفكيك كما نص هو وغيره واحد من أهم هذه التيا ارت وي ت ضح أن مفتاحا ي خرج مفهوم ما بعد الحداثة من الوجود الزمني إلى الوجود المذهبي أي ال يشير إلى عالقته التاريخية التعاقبية فيجعله نتاجا زمنيا طبيعيا يضم كل ما يأتي فيه كما يفعل كثير من نقاد ما بعد الحداثة العرب حين يماهون بينه ) ( مفهوما وبين المعاصرة وانما صاحب المنهاجية ي اره اتجاها سائدا ويرى مخالفيه وهو منهم خارج ما بعد الحداثة. ويربطه بمفاهيم فلسفية كبرى مثل: القطيعة والعماء والاليقين أو الالنسجام والالعقالنية والع د مية التي أماتت اإلله واإلنسان والقيم والخيال والمؤسسات )4( لهذا فهو يضع "بارت") 9198 م م( و"الكان") 9109 م م( ( و"بودرياد") 9191 م م( و"فوكو") 9199 م م( و" ألتوسير") م( و"دريدا" ) و"فوكوياما")ولد 9189 م( إضافة إلى التاريخانية الجديدة في سلة واحدة عارية من الغطاء األخالقي وم فتق دة إلى االحتضان األمومي ال ع لمي ما جعلها عرضة لس ن ن الحياة التي تتجاوز الفاسد المكشوف جديد لتيار انتظام الكون. للشمس فمهما بلغ من تضخم أو أ حيط به مآله إلى االندثار وي فسح المجال من وت بين السياقات النصية للكاتب عن رغبة ملحة منه في إيصال إشا ارت نصية إلى بأنه مليء ثقة بإخفاق متلقيه توحي هذا التيار وانتهائه ما حدا به إلى تبني الرأي بأ ن ))تيا ارت ما بعد الحداثة وتنظي ارتها )1(- ي نظر: )مجهول البيان ص (.)مشكاة المفاهيم ص (.)النص ص 98 (. )2(- Derrida. 9110(.Jم م(. فيلسوف التفكيك األكبر ومؤسس نظريتها. ج ازئري المولد فرنسي اله وية. )3(- مجهول البيان ص ) (- بعض الحداثيين ي خرجون مفهوم الحداثة من حيز الوجود الزمني التعاقبي إلى حيز الوجود الزمني الت ازمني. )4(- مشكاة المفاهيم ص 91. -) ( ربما ي عترض على ذلك بالقول إن "ما بعد الحداثة" هي من ثارت على معظم هؤالء فيجاب باإليجاب لكن البحث يريد التأكيد على وصل ركسي. وهو ما دفع مفتاح للبنيوية بما بعد الحداثة معاديا في البنيوية انغالقها وما نتج عنه من تحييد سلبي للعلم مع نزوع حالم تجاه اآلخر الما الجيل الصاعد للثورة عليها أمال باستعادة المؤسسة الثقافية مكانتها العتيدة التي تخلت عنها للغرب اإلطلنطي. ومفتاح يعادي في الثانية المفهوم ذاته تماشيا مع مفهومه للنظرية األدبية وما فيها من تحقيب ينحصر على المنعطفات األدبية مقياسا للتغيير. 123

140 ) ( الثقافية واالجتماعية والسياسية انتهت ألنها لم تكن إال تو رمات تعبيرية من قبل مثقفين خابت أمالهم التي كانت لهم في سنوات الستين]من القرن المنصرم[ (( )1(. هذه جملة القول وتفصيله في الر ؤية النقدية لصاحب المنهاجية من التفكيك وأض اربه. وهذا يستتبع أمرين األول مفاده أن اإلسقاط ي ارد له ربطه بوساطة الذهاب باالتجاه المعاكس له مدار إعادة طريق من إنتاجه بنيويا تكوينيا والبحث عن عالئقه التحتية بغية استكناه الوعي الممكن فيه. وأما الثاني فسيكون الحديث فيه منحص ار داخل البنية الفوقية ل ما سبق استكماال للوعي الفعلي فيتم بذلك استنباط شرطه االمتناعي. وينطلق البحث من عنوانين يبني عليهما تفاصيل المسألتين التاليتين تاركا كل واحد منهما قنطرة عبور ومفتاحا لواحدة منهما. والعنوان األول المركز ية األ روپية الذي قد يبدو للوهلة األ ولى مستغربا جلبه ههنا. بيد أن األمر بخالف ذلك ألنه غير مجلوب وانما هو داخل البنية النصية في نقد مفتاح وألنه المعجم الداللي لعقيدة مفتاح فيما يخص الموضوع. فقد ذكر صاحب المنهاجية أن إر ادة التفكيك هدم تسعى إلى إ اردة هدامة المركزية األوروپية )2(. وهذه ليست قضية مفردة بين جملة من القضايا في نص مفتاح مساوية لغيرها في القيمة واألهمية ضمن السياق الذي وردت فيه أي إنها ليست حكما نقديا بين مجموعة من األحكام بحسب التعبير المنطقي وهذا ملتصق بمعنى أنها ليست تركيبا نحويا دالليا حياديا ضمن سياق نقدي دائري القيمة فال ي عرف طرفاها وال ي ماز عمدت ه من فضلته إنها عنده القضية المركزية حول التفكيك. وربما يلقى هذا الرأي معتر ضا بالسؤال االستنكاري عن عالقة مفتاح بالمركز ية األور پية في جاب بأن التوج ه العام لخطابه والمتوافق مع األ سس والمبادئ التي تقوم عليها منهاجيته يرتكز في الدفاع عن وحدة األمم ومؤسساتها الكبرى وعلى هذا انبثقت نظريته األدبية التي تحرص على وظيفة األدب الجوهرية في الحفاظ على ما يجمع ويوحد ال ما يفرق ويشتت وهذا عنده ليس خاصا باألدب المغاربي بل هو سمة الجنس األدبي أنى كان )3(. ويعضد تلك الر ؤية ما يكنه من تقدير واحت ارم ومحبة لألمم القاطنة على ضفتي المتوسط وللثقافة اإلغريقية وقيمها المثالية والعقالنية الذي يظهر جليا تحي زه إليها )4(. ومما يؤكد محورية هذه القضية/المسألة صفة الشعوبية التي أطلقها عليهم التفكيكيين فهي وصفه الخاص لم يقلها أحد غيره وهو ال يمكن أن يقصد بها مدلولها التاريخي وانما أ ارد مدلولها المفهومي الفكري السلبي الذي يشير إلى الدعوة إلى التمزيق والتفرقة. ويدلل البحث على ذلك من ) (- ]من ق ب ل[ هكذا وردت. واألفضل االكتفاء بحرف الجر فقط. واستخدمها هكذا حداثي فيه ل م حات بالغية. )1(- المفاهيم معالم ص 911. )2(- النص ص 98. )3(- في كل ما كتب مفتاح هناك جملة وحيدة يصرح فيها بموقف سياسي داعم لوحدة المملكة المغربية ارفضا الدعوات التي ي نادى بها إلى تدويل قضية الصح ارء الكبرى أو انفصالها. ي نظر: تحليل الخطاب الشعري ص 999. )4(- ي نظر:)رؤيا الت ماثل ص 998 (.)المفاهيم معالم ص 919 (. 124

141 ب) ناحيتين إحداهما متصلة بالمسألة اتصاال مباشر وهي في األسماء التي ينتقدها دائما فهي جميعها لها مواقف معادية للمركزية األور پية من "بارت" الماركسي التفكيكي إلى " ألتوسير" الماركسي ثم "بودرياد" اليساري ففوكو وكتاباته الفاضحة للهيمنة الثقافية األور پية. ي ازد على ذلك غمزه في الماركسية وعدم ارتياحه لها )1(. ولكي ي فهم موقفه أكثر ال بد من تبيان بعض مستويات التعامل مع المركزية األور پية في خطابه النقدي إذ هناك تحي ز إلى الكالسيكية األور پية وتقاليدها القديمة العريقة وهناك ميل إلى المدرسة اللسانية )2( األمريكية المعاصرة. وغير خاف على المطلعين ذاك العداء بين البنيوية ذات الطابع اليساري النفعي/ pragmatic. وهناك مستوى آخر من التعامل مع هذه المركزية واللسانية األمريكية ذات الطابع األول األورپ ية/الغربية أحيانا يكشف عنه نسق الكتابة وأحيانا يضمره يشي بتأثير المركزية فيها.. من مثال وقوعه في ش ارك التقويم التاريخي الغربي الذي يعد العصر الوسيط عصر ظلمات فيعمم تأريخيته الذاتية على العالم أجمع وهذا وارد في نتاجه غير مرة وبصيغ متعددة )3(. وأما الثاني المضمر في كت فى بمثالين أحدهما تعددت مواطنه يبين فيه مذهبه في انسجام النص الشعري والكشف عن انتظامه العميق في فوضاه ))إذ ليس هناك فوضى للفوضى (( )4(. والش عر المعاصر تعبير عن الحياة المعاصرة يحتاج استقباله إلى الخروج من التقليدية والرجعية. إنه تعبير عن زمن "الكوارث التي تحرك الماء الراكد والتاريخ المتثاقل والتقاليد المتكل سة )5(.))واالنتظام والتوليف والحركة مبادئ مجردة ينطلق منها كل ذي وجود في هذه الحياة وان كان يظهر أنه فوضى (( )6(. وهو في هذا يوافق الذين يتبن ون المنجز الفيزيائي الثالث الكم في تفسير نظام الحياة إلى نظرية الفوضى قانونا مفس ار لحركة المتجاوز لنظريتي النسبية "وميكانيكيا" الحياة )7(. والمثال اآلخر ل ما تضمره لغة الخطاب النقدي للكاتب هو ذاك المشروع المنهاجي المقترح )1(- ي نظر:)رؤيا الت ماث ل ص 9 (.)النص 99(. وال بد من التنويه بأن )ألتوسير( و)دريدا( ج ازئريا المولد وتلقى كتاباتهم إضافة إلى ارت( و)فوكو( رواجا عاليا واهتماما واضحا في األوساط الثقافية المغاربية. وهي ال ت فسر في الغالب كما يفسرها مفتاح. )2(- لقد أشار البحث آنفا إلى تحي ز إلى القوة األمريكية األنگلوساكسونية الوارثة لهيمنات القارة العجوز والمتاب عة لنهجها فهي الوجه اآلخر للمركزية األور پية التي صار معها مفهوم المركزية الغربية عبارة أدق. )3(- ي نظر: )التشابه واالختالف ص 919 (.)رؤيا الت ماثل ص 901 (. 125 )4(- مفاهيم موسعة) 1 ( ص 99. )5(- مفاهيم موسعة) 9 ( ص 919. )6(- المصدر نفسه) 9 ( ص 991. )7(- لم يذهب البحث باتجاه السياسي األيدلوجي الفج فيطرح "فوضى بوش" أو "تدمير مايكل ليدن البناء" كما تطرحه بعض الكتب. وانما أخذ بالمنحى العلمي البحت الذي يكثر فيه تناول هذا المفهوم. لالطالع على الموقف العلمي ي نظر: نظري ة الفوضى: علم الالمتوق ع جايمس غليك ترجمة: أحمد مغربي دار الساقي بيروت لبنان ط م ص ]الفصلين األخيرين[. كذلك لالطالع على الرأي الثاني ي نظر: الفوضى الخال قة: الربيع العربي بين الثورة والفوضى رمزي الميناوي دار الكتاب العربي حلب سوريا ط م ص

142 األدبي )1( عن طريق بعض اإلج ارءات التصنيفية الذاتية التي يفرضها الموسيقي للنص لمالءمة العلم الم صن ف المتحك م تأسيسا على مبدأ وهو يسميها نظرية االستحالة أي التحو ل/التحويل والتغي ر/التغيير. وقد اقترح ست خ ط وات ي مكن اختصارها بالتالي: اقت ارح مقوالت أو تسميات تحديدية رئيسة إلقامة شج ارت تصنيفية. ثم صنع تقابالت ثنائية لهذه المقوالت حتى ي صار بالمستطاع إيجاد أوساط بين الطرفين. بعدها يتم البحث عن المشتركات والمختلفات بينها لفرز األجناس واألنواع. ثم إقامة عالقات وجودية أو تجميعية بين األصول وعالقات ترتيبية بين الفروع. وأخي ار العمل على نظام االستحالة لتحقيق االمت ازج أو التشابه بين ما يريد له المصنف ذلك. هذه المقترحات على علميتها وان كانت معقدة وصعبة المنال في تحقيقها األنموذجي الكلي تتناص ويمكن أن يقال ت ت ن ص ن ص أو تتفاعل بحسب مفتاح ومقترحا ت/ قوانين الحضا ارت الثالثة حول نظام مالءمة الحضا ارت البشرية القائمة ويمكن إجمالها بقانون االمتناع وقانون الوساطة المشتركة وقانون العوامل المشتركة )2(. تلك بناءات برؤية صاحب المنهاجية مؤل ف كتاب صدام من دون تفصيل تكوينية حاول البحث فيها رصد حركتي الوعيين الممكن والفعلي من خالل عالقتهما للعال م في الممارسة النقدية لديه حول التفكيك وما بعد الحداثة معتمدا في ذلك على مفهوم مركزية الغرب. وهي رؤية ال تنحصر على الفلسفتين أو التيارين السابقين بل تشمل غيرهما وان لم ينص عليها البحث وسيحاول اآلن رصد امتناعه الفعلي من داخل بنية الممارسة النقدية منطلقا من عنوان يستعيره من د ارسة قدمها كتاب " نقد النص " في أحد مدروسيه حيث يختم د ارسته بتك ارر العنوان ذاته الذي يرى البحث استعارت ه منطلقا رشيدا وقد ختم قائال : ))إنه خطاب ينفي ما يتكلم عليه أو باألحرى يؤكد ما يعمل على نفيه. أعني أنه يناهض]ها[ ولكنه يقف على أرضها(( )3(. فمفتاح يرفض التفكيك رفض ه الثنائيات علما أن المربع السيميائي إضافة إلى األسس المعرفية التي ترتكز عليها منهاجيته تقوم على رفض الثنائيات على نحو ما عن طريق تهميشها وتمييع الحدود بينها وسلوك مسلك التدرج والميوعة الزئبقية. وكال الطرفين يؤوالن إلى مآ ل واحد في إ ازلة الحدود يبقى واأليدولوجي" فالتفكيك يهدم الت ارتبية النوعية في شكلها فقط االختالف المعرفي والع ق دي أ ي" األبستمي العمودي ليستبدل بها التموضع األ فقي ومن هنا ي لحظ أنها تعود مرة أخرى إلى الثنائية ( منهجي أنا/منهج اآلخر أنت(. أما المنهاجية الشمولية فتبقي على الرسم الثالثي "الپرسي" لألشياء والماهيات وعلى الشكل الهرمي الفورفوري أي أن التفكيك يعدل تموضع الحاجز من العمودية إلى األفقية ويحوله إلى قناة وصل محورية يصبح النوعان فيها طرفين اسميين من دون النظر إلى الجنس الجامع الذي ال 126 -)1( ي نظر: رؤيا الت ماث ل ص والذي يسميه: " إعادة البناء" )2(- ي نظر: صدام الحضا ارت: إعادة صنع النظام العالمي هنتنغتون)صامويل( ترجمة: طلعت الشايب تقديم: د. صالح قنصوة شركة سطور القاهرة مصر ط م ص )3(- نقد النص حرب)علي( المركز الثقافي العربي الدار البيضاء/بيروت المغرب/لبنان ط م ص 990.

143 كتابي غائب مستندا في ذلك إلى قيم الفلسفة األسمية يبقى له سوى اعتبار الشمولية تحتفظ بجميع الحواجز على شكل بوابات عبور مصرعة. وفيما يخص اإلنكار على التفكيك التشييد المتطر ف وال الرغم من بنائه منهاجية تتأسس على رفض اإلطالق كيفما التوس ط فأعلنت على حين أن المنهاجية نهائية المدلول فصاحب المنهاجية على و ايان وأينما أي مرفوض في ذاته ولها به على هذا: ال للنصية المطلقة البنيوية وال للذاتية المطلقة التفكيكية وال للنسبانية المطلقة التاريخانية وكذلك ال للحرفية المطلقة الوضعية )1(. لكنه لم يقدم تحديدا نقديا لماهية التطر ف وربما ي عذر في هذا ألن الحقل حقل أدب ذخيرته الكلمة ومآله الذوق والطبع ال محفل أم م يناقش قضايا السياسة ) ( والدم. وقد أعطى في نظريته الشعرية مقاييس نقدية تساعد على ضبط المفهوم إال أنها تبقى من طبيعة األدب الذي ال يمكن أن يتخلص من نسبانيته واال ل ما جاز القول بإعادة اإلنتاج/الق ارءة أو تعدد المقاصد أو تعدد التأويالت يضاف إلى ذلك أن مفهوم انسجام النص الذي تطرحه المنهاجية الشمولية يتقاطع على نحو واضح مع انفتاح النص على الق ارءات المتعددة ذات المفهوم التفكيكي وهو يتقاطع أيضا مع مفهوم موت المؤلف. هذا المفهوم األخير الذي يثير حساسية مفتاح النقدية ما جعله يش ن هجوما الذعا وعنيفا يعتقد فيه البحث أنه لب الخصام وجوهره الذي قاد صاحب المنهاجية إلى التوجه الع ق د ي ضد هذا التيار توجه أبعده بعض الشيء عن التحليل األكاديمي ما جعل بعض دارسيه يضطرب في متاهته وتضيع الع ق دية عليه إشا ارت النص "الب و صلية" )2( ذلك أن الفاعلية النقدية المقننة بضوابط المنهجية تغيب لتحل محلها ممارسة متمردة على الضوابط ونازعة إلى متاهة الخصامية الشخصية والر ؤية الشخصانية التي كان قاد ار على تجنبها لو اعتصم بأسباب النقد المنهجي في تناول البنية النصية ال الظاهرة الشخصانية )3(. وتجنبا لجنوح البحث نحو اإلسقاط يعود فيسأل: لماذا ي رفض مفتاح موت المؤلف واألجدى السؤال ب: ما الذي يرفضه في مفهوم موت المؤلف. هناك عبارة وردت لديه توصف هذا التيار يستطيع )1(- )مجهول البيان ص 909 (.)المفاهيم معالم ص (.)مفاهيم موسعة)ج 1 ( ص 19 (. ) (- هناك نقاش ذو شجون في أروقة األمم المتحدة حول التطرف واإلرهاب وكل حروب هذا القرن ضد التطرف الذي تحتكر الدول الخمس إطالقه من دون تحديد ماهوي )2( ورد في كتاب "د ارسات في نقد النقد" مقبوس من أحد مؤل فات مفتاح ولم يكن سياق الحديث يناسبه ألمرين: األول أن مفتاحا أورده على سبيل القدح والذم فال يناسب سياقا حياديا. واألمر اآلخر أن المقبوس كان مقبوسا في التفكيك على حين أنه تم عرضه في سياق التيار التأويلي األلماني والفلسفة الظاهرية. وهذه إشكالية ما تنفك ال تغادر الد ارسات التي تناولت نتاج مفتاح لما فيه من تركيب مكثف وانفصال ضد التمنهج. ي نظر: د ارسات في نقد النقد ص 998. )3(- إن الد ارسة/الد ارسات التي قدمها )أمبيرتو إيكو( بهذا الخصوص تقوم على التحليل المنهجي والر ؤية الموضوعية على نحو ما وهو م ن ربط التفكيك بالسفسطائية وبالقبالية واألخيرة بحسب مفتاح الذي ذكرها عن إيكو بيد أن هناك ربطا آخر يعود إليكو تجنب ذكره صاحب المنهاجية وهو رب ط ها بالهرمسية والغنوصية حول اإلحاالت الالمتناهية للعالمة واالتصال الدائم. ي نظر: التأويل بين السيميائيات والتفكيكية ص

144 البحث مستندا إلى ق ارءته الكلية لخطاب صاحب المنهاجية أن يضعها عن ارحة بال واطمئنان ع لة لرفضه وهي قوله: ))تيا ارت فلسفية تهدف إلى تحطيم البنيات العتيقة بمختلف أشكالها وأنواعها(( )1(. فقد ال ي طم ئن إلى هذا التسليم بيد أن البحث يزعم أن خطاب مفتاح النقدي أدبيا وثقافيا /معرفيا األصل بمعناه الفلسفي الذي حاولت الفلسفة تجاوزه وقد " النيتشية )2( " البداءة عندما جعل منهاجيته تأخذ بمبدأ انتظام الكون ذي الزمن الدائري. يتمسك بمفهوم قدمه صاحب المنهاجية على ولكن أال يمارس مفتاح سلطة تنحي المؤل ف بعيدا أو قربيا جه ار أو سرا أال يعني هذا ممارسة تتقاطع مع الممارسة الكهنوتية التي تتخذ تأويال يجهر بقصد الرحمن وي س ر كثي ار من وسوسة الشيطان!! لقد صرح مفتاح ذات مرة أنه أفاد من بعض أطروحات التفكيك اإليجابية ساخ ار ممن لم يدرك ذلك )3( قاصدا بهم بال شك اتباع التفكيك أنفسهم الذين نعتهم ومن يأخذ مأخذهم من اتباع ما بعد الحداثة باالفتقار إلى األصالة والرصانة ما يتركهم عرضة للتشويش والوقوع تحت تأثير هذه األطروحات )4(. غير أن البحث يرى كثي ار من تطبيقات مفتاح تفكيكية في بعضها ينزع منها أساسها المعرفي/ epistemological وأحيانا يحتفظ بها كاملة من دون مفاهيمها وسيحيل البحث فقط إلى بعض المواقع لمن أ ارد الم ارجعة )5(. ويختم بهذا المقبوس: ))إن اللغة تضمر أكثر مما تعبر وتلبس أكثر مما توضح وتقطع أكثر مما تستوفي(( )6(. 2 3 المناهج األخرى بعد ما أبان البحث الر ؤية النقدية لمفتاح وما تقوم عليه من أ سس معرفية ومباد ئ مثالية ترسم توج هاته األدبية والفكرية صار يسي ار إد ارك مواقفه من المناهج النقدية األخرى. وأصبحت عالقته المنهاجية بها على بينة من أمرها فال حاجة إلى االستكناه إلى االستنباط داعيا وال واالستنتاج وانما ي كتفى فقط بعرضها استكماال لمعالم الصورة التي صارت مالمحها الذهنية معروفة وال ي ارد لها إال تجسيدا كتابيا ينقلها من حيز اإلد ارك والوجود بالقوة إلى حيز الر ؤية بالفعل. فلم يكن مستغربا منه أن يتجنب منهجيا أطروحات المدرسة الوضعية وينحيها بعيدا عن منهاجية تقوم على التدرج والتشييد والتوس ط مستأث ار بها نظريات تحليلية تعتمد الحدس واإلبداع الخال ق )7(. واألمر )1(- مجهول البيان ص )2(- نسبة إلى فردريش نيتشه) Nietzshe (الفيلسوف األلماني) 9999 م م(. )3(- مجهول البيان ص 909 اإلحالة] 99 [. وليته لم يفعل لبقي البيان مجهوال على أصحاب التفكيك العرب حتى يشاء اهلل...!!!. )4(- مشكاة المفاهيم ص 91. )5(- ي نظر: )دينامية النص ص (.)رؤيا الت ماث ل ص ( )6(- التشابه واالختالف ص 80. )7(- ي نظر: دينامية النص ص

145 ذاته اتبعه مع أكثر أطروحات التوليدية للسانية وذلك إلغ ارقها في البعد الرياضي وتكريسها للجوه ارنية وجمودها على الصورنوية/الصو ارنية وهذا لم يمنعه اإلج ارئية مثل االستقاللية والتوليد والتفاعل )1(. اإلفادة من بعض مساهماتها اللغوية ومفاهيميها وجهر صاحب المنهاجية بصوت عال ارفضا تلك النسبانية المطلقة التي تبنتها التاريخانية ومن ث م رفض كل ما ينبني عليها ألنه أرى فيها توج ها ال يستقيم وفلسفة انتظام الكون التي تنزع إليها منهاجيته ومعاديا إلنسانية الع ل م إضافة إلى ما تحمله من رؤية انفصالية تستند إلى فلسفة القطيعة التي تعممها قانونا للحياة بكل ما فيها من علم وثقافة واجتماع وتاريخ وانسان ومن هذا المدخل المعرفي/ epistemological كان تهجمه على النظرية المعرفية التي يحمالنها "فوكو" و" وبودرياد" )2(. لكنما هناك ظاهرة غريبة يالحظها البحث في خطاب مفتاح تجاه بعض النظريات اللغوية والمناهج النقدية. وغ اربتها قد ال تبدو واضحة إذا ج هلت رؤية العالم التي تنبني عليها الر ؤية الكلية لخطابه أي إن حضور رؤية العالم وقياسها إلى النصوص المتعلقة بتلك النظريات شرط وجود الظاهرة ومالزمها الغ ارئبي. ويكمن االستغ ارب في ثناء صاحب المنهاجية على التداولية واعتبار معظم أطروحاتها وتسخيرها واالستفادة منها إضافة إلى مالطفة التأويلية الفلسفية واج ارئها ضمن سياقات نقدية توحي باإليجاب )3(. ووجه الغ اربة يتأتى من غياب التشييدية في األولى واقت اربها من الحرفية الوضعية ما يجعلها على شبه طرفي نقيض مع ما تتبعه المنهاجية الشمولية. أما التأويلية األلمانية فهي تكاد تكون الوجه اآلخر للتفكيكية حتى إنه تم ربطها بأطروحات "دريدا" إلى حد جعل األخير لم يأ ت بجديد عليها ي ذكر في نظر الكثير )4(. وتفسير ذلك بحسب مفتاح يعود مقولة إلى أكد البحث على جوهريتها في شعرية مفتاح ما جعل منهاجيته تخص بعض المقصدية التي تعتبرها التداولية على نحو ما والتي مفاهيمها بالعناية واالستي ارد. وأما التأويلية/الظاه ارتية فمفتاح يعتقد أن فيها من الضوابط ما يجعلها مقبولة وأنموذجا مرنا قابال للتطور هذه المرونة جعلت منها وهنا بحسبه أيضا لمدرسة التلقي فيما بعد. المدرسة األم التي خرجت منها الب نى التأسيسية تلك المدرسة التي تلقى استحسان مفتاح واشادته بنظرياتها والعمل على اإلفادة من مفاهيمها وال سيما أ فق االنتظار وملء الف ارغات/الثغ ارت وجذر البياض والتنويه باعتدالها التشييدي. بل إن مفتاحا سلم ببعض أ سسها المعرفية وتقبلها على وجه حسن خا صة منحييها: الجمالي في استقبال عطاءات )1(- ينظر:)دينامية النص ص (.)الشعر وتناغم الكون ص (.)النص ص (. )2(- ينظر:)التشابه واالختالف ص (.)المفاهيم معالم ص (.)مفاهيم موسعة)ج 1 ( ص 19 (. )3(- ينظر:)مجهول البيان ص (.)النص ص 18 (. )4(- هذا ما جعل بعضهم يخلط بينها وبين التفكيك في خطاب مفتاح في بعض المواطن. 129

146 النص المتكورة ضمن ب ناه اللغوية والمنحى االستيعابي الذي أرى فيه المخلص للنص والقارئ من "دكتاتورية المناهج" )1(. إذن لم يدرس مفتاح أي تيار نقدي أو منهج أو مدرسة أو تجربة لقصد الد ارسة والتحليل الخالص وهذا ملتصق بمعنى أنه لم ي قدم د ارسة نقدية مجردة عما خارجها خالصة لوجه النقد فيترتب عليه إد ارجها ضمن نقد النقد وانما هي في بنيتها العميقة مجموعة من الم هادات النظرية المؤط رة للمنهاجية الشمولية التي يبتغي لها صاحبها السؤد د الثقافي أو السؤد د في مجالها. فمفتاح الناقد العربي الذي يقف من المناهج الحداثية الغربية الحسد والغيرة والكره موقف المنافس والند الغيور أي إ ن مشاعر صادقة داخله يمكن التماسها من خالل التعم ق في خطابه وهي مشاعر ال تكون مع مشاعر اإلكبار واإلجالل والنقص والتبعية. فالمطارحات النقدية التي يعوم عليها وسط لجة هذه المنهاج ت برز ثنائية: أنا/اآلخر لكن األنا هنا قاصية م)ت()ن(فردة ال تحيل هي طاقة مكنونة تستأثر بذاتها وتحيل إلى نفسها فمفتاح ال يطرح ثنائيتة طرحا شخصيا يضع ذاته ونتاجه ومنهاجيته في مواجهة اآلخر المهيمن والمنافس. إلى هوية جماعية وانما طرحا قوميا بل يف)ت(رض ها 131 )1(- )النص ص (.)مجهول البيان ص (.

147 الفصل الرابع اله و ية بين الشمال والغرب: الفعلي تحيز الوعي تمهيد ال يمكن لكائن ما أن يجعل ه و يته حب ار ي رق م على الماء أو تالوين ت رسم في الهواء لكنها الصورة ول يتها المتحيزة ضرورة إذ ال ه و ية من دون تحي ز زمكاني ما. والكتابة المت اركمة زمانيا الم ش ك لة له ي الفلسفي يعبر عن ذهني م قد م بالقوة مؤخ ر بالفعل تجسيد سابق لتحي ازت الكالم البشري يتبعه تحيز واقعي وعي اإلنسان واختياره الق د ري أو الج ب ري. وتجسيد الكتابة عند مفتاح في البالغة والع ل م ية تعبير ل ه و ية تتحيز حي از ما. 1 البالغة تشهد كتب مفتاح وعلى نحو واضح على اهتمام صاحبها بالدرس البالغي العربي وال سيما البياني منه. ويظهر أنه أ ارد أن يتحمل مسؤولياته بوصفه ناقدا مختصا في تحليل الخطاب فال يكتفي بالتلقي الثقافي السلبي القائم على االستهالك التداولي وانما يدلي بدلوه بين الدالء متحوال إلى الممارسة البالغي واالبتعاد عن الق ارءة التقليدية اإليجابية المنتجة والمشار كة. فهو يدعو إلى إعادة ق ارءة الت ارث )1( وكذلك الق ارءة المعاصرة التي ترسخ التبعية وانما ذلك يكون بالوسطية التفاعلية وقد نص قائال : ))سي ار على سنن السلف الذي حاول أن يصلح البالغة العربية ومنها البيان فإن ن ا ال نرى حرجا في أن نعيد النظر في الت ارث )2( البياني العربي. (( ولكن من يق أر خطابه في هذا المجال يجد تداخال وتضاربا قد يصل حد القطيعة المعرفية والتناقض النصي. وانطالقا من إيمان البحث بأن لكل نص وال سيما النماذج منها مغاليقه الخاصة به التي منها مفاتيحه... ومن إيمانه بأن التناول الكلي يعطي تأويالت ناجعة لدهاليزه الجزئية بحسب النظرية "الجشتالتية" فإن ق ارءة البحث الكلية لهذا الخطاب تجعل تفسير ذاك على نحو تعاقبي وصوال إلى بؤرة الفاعلية ومكمنها. التداخل يكون في تبيان هذا الطرح 131 )1(- التلقي والتأويل ص 89. )2(- مجهول البيان ص 99.

148 1-1- األ ولى المرحلة لقد عبر مفتاح منذ بداءات التأليف عن شيء ما في نفسه تجاه هذا التاريخ البالغي يوحي ببعض التململ من واقع بياني سكوني يوشك أن يتداعى أمام مذاهب التعبير الجديدة وما يتبعها من تيا ارت نقدية تقدم بيانات متطاولة في البنيان وأ طروحات بالغية ذات أنظمة معقدة التبيين غير أن تفاصيل هذا البنيان الجديد لم ترف ده من أول جولة في معالمها بر واء بديل يغني عن ينابيعه البالغية العتيدة. ويمكن الزعم أنها امتدت حتى مرحلة " تحليل الخطاب الشعري" التي تشكل االمتداد الزمني للمرحلة المرحلة األولى والتجوال في معالم البالغة الجديدة والتي هي خليط بين التصور البالغي العربي ونظيره الغربي وعليه يكون كتاباه " في سيمياء..." و " تحليل الخطاب..." يحمالن مضمون المرحلة. وهنا حاول صاحب المنهاجية التوس ل بأهم منج ازت األطروحات الجديدة وما فيها من آليات تبيينية تساعد النقد في الكشف عن جوانب إبداعية ووجوه شعرية مختلفة عما سبق يبين عنها التحليل الجديد للخطاب. وكان نهجه في هذه المرحلة يقوم على التحليل البالغي المقار ن في االستفادة من عدد من الد ارسات الغربية الوليدة إكماال لمنج ازت البيان الت ارثي وتتميما لما أفاده منه. وهذا حصل بإحدى طريقتين: األ ولى تكون فيه اإلفادة قبل االستفادة أي جعل الدرس البالغي العربي هو المنطلق ثم يأتي اآلخر الوافد الحقا. وهذا ما كان " في سيمياء الشعر القديم " طريقة ونهجا. وأما الطريقة األخرى فتأتي االستفادة قبل اإلفادة أ ي تصير فيه التجربة البالغية الغربية وأنموذجها التحليلي منطلقا ومبدأ تليها مساهمات المنجز البالغي العربي القديم وقد تمثل هذا سويا في " تحليل الخطاب الشعري ". أهم وقد درس مفتاح االستعارة وبين آلياتها في التجارب الحداثية وذكر مذاهب النقاد فيها وحلل نظرياتها حيث جعلها ثالث نظريات رئيسة )1( وهي النظرية اإلبدالية وهذه األكثر " كالسيكية" واألقدم وجودا وأساسها االرتكازي يقوم على التشبيه وتكوينها يعتمد على الوضعية الثنائية في طرفين أساسين وفي داللتين متجاورتين: داللة حرفية وأخرى تأويلية. إال أن هذه النظرية يشوبها كثير من النواقص الحائلة بينها وبين القدرة على استيعاب مقتضيات تعابير الحداثة وما بعد الحداثة مما استدعى بعض النقاد للتنظير لنوع آخر من االستعارة تقوم على أساس النظرية التفاعلية التي تتجاوز إطار التشبيه فاتحة آفاقا متنوعة من السياقات اللغوية ومؤس سة لعالقات جديدة مع العالم الخارجي... وهناك النظرية العالئقية التي نظر أصحابها والتعدد الداللي والبعد التأويلي خاصة المعاني البعيدة منها. تلك نظريات ثالث سيطرت على الفكر البالغي الغربي بحسب وحظيت بد ارسات معم قة كثيرة التركيب دور إلى مفتاح والقت انتشا ار واسعا وان بقيت األ ولى هي المقدمة اهتماما والسائدة رواجا وقد الحظ المؤلف أن هناك خصائص مشتركة تجمع بينها أمكن له جمعها في ثالثة مفاهيم هي: مفهوم االنسجام ومفهوم 132 )1(- ي نظر: تحليل الخطاب الشعري ص 19-99

149 ( المشابهة ومفهوم االنتقاء )1( على أن مفتاحا بوساطة نماذج تحليلية مقارنة يتحق ق من طريقها في اآللية المنهاجية التي يقد م صاحب المنهاجية لم ينقل للمتلقي صورة نقدية ذات انعكاس مرآتي مستقر توازن الصورة وثباتها وتنهي االرتعاش النقدي الحاصل بوساطتها المعلومة للمتلقي )2( وهذا ربما يعود إلى اضط ارب الصور في حيزها النقدي األول الذي جرى فيه التنظير لها. ويبدو أن هذا إذا أصابت الق ارءة السابقة رج ح الظن التالي ما دفع صاحب المنهاجية إلى توضيح هذه االستعا ارت وما تستند إليه من نظريات نقدية من طريق استق ارض نماذجها من حيز البالغة العربية مدعومة بما هو م ن ظ ر لها في حيزها أيضا. وقد انتهت م ح صلة هذا النهج المت بع في هذه المرحلة إلى قوله: ))إن هذا الخصب الذي نجده في البالغة العربية ال نكاد نعثر عليه لدى البالغيين الغربيين. (( )3(. ولكن هذا ال يعدم بعض اإلرهاصات تخللت المرحلة وهيأت القابلية للمرحلة البالغة الغربية والتي سيكون لها األ خرى في عالم دالئل منهجية مختلفة تت ب ع ها المنهاجية الشمولية في الكشف عن جماليات بيانية غير مألوفة قبال وفي التنبيه إلى شروط بالغية جديدة وأساليب حياتية على الرغم من حديثه عن خصوبة البالغة العربية فقد تفط ن إلى التداخل " نحيا بها" 4( الحاصل بين الكناية والمجاز في آلية البيان العربي حيث هناك العديد من الت اركيب اللغوية التي ينطبق عليها المجاز والكناية في الوقت ذاته والسياق عينه )5( االستعارة تفسي ار كنائيا وهذا أمر جعله هو اآلخر يتساهل في هذه المسألة فيفسر في مرات عديدة ويخلط المجاز والكناية أو يجعل الثانية نوعا تحت جنس األول )6(. كما أن صاحب المنهاجية يرفض المجاز العقلي لفقدانه مبدأ الدهشة واالستغ ارب وذهب إلى أن كثي ار من الت اركيب قد تفقد داللتها المجازية نتيجة االستخدام أو تبد ل الواقع )7(. وهي مسألة من األهمية بمكان جديرة باالهتمام ألنه يذهب إلى تاريخية الجملة البالغية وخضوعها لتأثير التغي ر والتغيير الزمكاني أو حتى لتأثير البعد الرابع بإضافة التغيير اللغوي الذاتي الناتج عن التبد الت والتطو ارت الد اللية المعجمية. وهذا وال شيء غيره ما يفس ر دعوته بالغية متكاملة إلى البحث عن مصادر تشييدية جديدة تساعد في صياغة نظرية )) ألن الكتب البالغية العربية القديمة ال توفر شرط االنسجام المطلوب. إذ نجد فيها آيات قرآنية وأحاديث وأقواال مأثورة وأشعا ار مستقاة من عصور مختلفة مما يجعل استخالص )) قوانين(( عامة ضربا من )1(- تحليل الخطاب الشعري ص )2(- قال الشاعر ]من البسيط[: والحت الشمس تحكي عند مطلعها )3(- المصدر نفسه ص 99. -)4( مرآة تبر بدت في كف مرتعش. ي نظر: المصدر نفسه ص 999. حيث يقول: " إن مختلف وجهات النظر في االستعارة ال تت ازحم ولكنها تتكامل." 133 )5(- المصدر نفسه ص )6(- ي نظر: المصدر نفسه ص )7(- ي نظر: في سيمياء الشعر القديم ص

150 المغامرة.(( )1( إذ بغير هذا التأويل فإن دعوته على وفق هذا النص هي ما ستبدو ضربا من التناقض في سياقها مع ما قبلها وما بعدها وشيئا من المغامرة الدع و ية غير المحسوبة أو الفاسدة فالنص يحيل م و ق ف ه إلى مظ ان بالغية تصل مستوى الكمال اللغوي في الذهنية العربية. ويعتقد البحث أن هذه مسوغات واحدة من السياقات اللغوية الكثيرة التي تجاوزها دارسوا مفتاح لعدم إيجاد التفسير المنطقي المناسب لما يظهر على سطحه أنه نوع من التخبط والتضارب )2(. هكذا كانت بعض إرهاصات المرحلة أدخل فيها وأقرب إليها وألصق بها ووضوح الفكرة الكلية. معنى الالحقة وهناك بعض آخر قد أرجأه البحث إلى القادم ألنه ونقدا وسياقا فيتحقق بإرجائه انسجام الر ؤية وتماسك الطرح 2-1- الثانية المرحلة يمكن القول: إن الخطاب النقدي لمفتاح أخذ ينحو نحوا بالغيا مختلفا بعد كتاب " تحليل الخطاب الشعري". وهو جزء من تحول عام جرى في مسار آلية الت وج ه النقدي لصاحب المنهاجية الشمولية. وهذا إن كانت له بوادر في نتاجه السابق إضافة إلى جينات بنيوية ون وى تكوينية تؤسس له وتمهد إال أنه ظهر عيانا وجها ار في كتاب " دينامية النص " )3( حيث ظهرت األنا "المفتاحية" لتطغى على ما سواها من مناهج ومرتك ازت نقدية ولتصبح هي محور ما حولها. وقد اعتمد مفتاح في سبيل تحقيق ذلك على أ سلوبية منهجية فريدة لم ي سبق إليها وهذا في حدود علم البحث في النقد العربي المعاصر الما بعد الحداثي أال وهي استحضار سلوكية سياسية نمطية قديمة وجلبها إلى حقل النقد األدبي إنها سلوكية التوطيد باالستبدال واالنف ارد. تلك سلوكية أفاد منها صاحب المنهاجية وحولها إلى أسلوبية الزمة إذ انقلب على نظريات أدبية ومناهج نقدية عتيدة ليعلن محدوديتها وقصورها ثم نص ب مكانها بدائل جديدة مت ب عا في ذلك إج ارءين سياسيين: األول أخذ هذه البدائل من أحضان الم ب د الت القديمة وهذا لشرعنة البدل وضمان المقبولية ضمن المحيط األدبي ولدى أنظمته الفاعلة والثاني اختيار الجديد غير المألوف أو ليس ذا سلطة ع ل م ية متداو لة. وربما هذه الج د ة وغياب المألوفية هي ما كانت و ارء منح "دينامية النص" جائزة علمية دونما النظر إلى المضمون والجدوى المأمولة )4(. )1(- تحليل الخطاب الشعري ص 19. )2(- من أولئك اللذين أشاروا إلى غموض العبارة وتشتتها عند مفتاح إضافة إلى تناقضها عبد العزيز حمودة. ي نظر: الم اريا المقعرة: نحو نظرية نقدية عربية د. حمودة)عبدالعزيز( عالم المعرفة 999 الكويت 9009 م ص )3(- الكتاب الذي حصل جائزة المغرب الكبرى للكتاب في اآلداب والفنون سنة 9199 م. )4(- هناك ست نظريات نقدية كما يسميها مفتاح يعتمد عليها الكتاب خمس منها هي: نظرية الشكل الهندسي ونظرية الحرمان ونظرية الذكاء االصطناعي ونظرية التواصل والعمل والنظرية الكارثية. واألعالم الذين يعود إليهم هم: جان ماري ب اردي/ Jean Marie.Jean Petito جان پتيطو- كوكوردا/. Cocorda Renè وروني توم/. Thom Thomas..T و توماس بالمر/. Ballmer Pradier. 134

151 حقا في هذا الكتاب ال توجد أية التفاتة بالغية يمكن للبحث تناولها ولكن كان ال بد من ذكر ما ذ ك ر ألن هذا الكتاب يشكل قنطرة عبور تساعد المتلقي على تلقي التوج ه الجديد وفهم ما يجري بعده. بعد عودة الدكتور مفتاح من المنحة العلمية التي قضاها في جامعة برنس تون/ Princeton الشرق األمريكي واطالعه على آخر األبحاث )1( في المتعل قة في المسألة البيانية هناك أرى أنه ثمة تفاوت "مخز )2( " بين الد ارسات العربية والمستوى العالمي وت ب ي ن له أن التأطير النظري " للبالغة العربية الكريمة )3( " تعجز عن اإلجابة على أسئلة البيان المعاصر وال تستطيع استيعاب النماذج التطبيقية الم حدثة. لهذا يقر ر صاحب المنهاجية عن ارحة بال وثقة ارسخة أن النظرية التفاعلية من كثرة خلصته التقسيمات البالغية لالستعارة مثل: التصريحية والكنائية والتبعية والتخييلية كما ساعدت على تجاوز االستعارة في الجملة إلى د ارسة االستعارة النصية )4(. ولتحقيق التجاوز على نحو شامل فإنه يطرح مفاهيم جديدة بدال من المفاهيم البالغية العربية وهي: مفاهيم التشع ب بدال من االستعارة والت اربط بدال من الكناية والمجاز المرسل لكنه يضطرب عند مفهوم )الرسم( دون تحقيق دقيق ويجعله جامعا لما قبله )5(. ويجعل هذه المفاهيم تنحي نهائيا أقسام الكناية والمجاز المرسل وأنواع االستعا ارت: من ترشيحية ومجردة ومطلقة. ويبين مفتاح أن هناك نوعين من االستعارة التفاعلية هما: االستعارة ذات المستوى القاعد ي) Basic )Level Metaphors وهي االستعارة الحسية المعتمدة على معطيات الحواس المباشرة )6( إضافة إلى االستعارة التأسيسية " التكوينية" المجردة المعتمدة على معطيات الوجدان والعقل والتخييل والتجريد )7(. ويريد صاحب المنهاجية تبيين )8( : أن الرسم يشتمل على سلم من الداللية العالقية فهناك )9( : عالقة ثنائية تناظرية وعالقة ثنائية ال تناظرية واأل ولى هي التشابه الحاصل من التساوي الداللي بين طرفي )1(- جامعة أمريكية في المدينة التي تحمل االسم ذاته في والية نيوجرسي) Jurses.)New تأسست عام 9999 م. مي ازنيتها لعام 9099 م وصلت لواحد وعشرين مليار دوالر أمريكي. وهي واحدة من جامعات النخبة وت ص ن ف ضمن أفضل عشر جامعات في العالم. وهي ذات توج ه استعماري أنگلوساكسوني. )2(- هذه المفردة للمؤلف. ي نظر: مجهول البيان ص 9. )3(- التنصيص للمؤلف. ينظر: المصدر نفسه المكان نفسه. )4(- ي نظر: مجهول البيان ص )5(- ي نظر: )مجهول البيان ص (.)النص ص (. )6(- وي ط ل ق عليها أيضا اسم االستعارة التشبيهية. ي نظر: الش عر وتناغم الكون ص 19. )7(- لم يقدم مفتاح الم اردف األعجمي لها كسابقتها. ي نظر: )الش عر وتناغم الكون ص 19 (.)مجهول البيان 81-89(. )8(- ال بد من القول: إن نص مفتاح معقد غير مقعد وخطابه تركيبي مكثف لذا يصعب تفكيكه في إطار نظري متسلسل ومنظم. وهذه الد ارسة األولى بحسب ق ارءات البحث ومدا ارته التي تتجاوز التحليل الوصفي لنصه لتصل إلى مستوى الر ؤية التكوينية التفصيلية لخطابه. )9(- ي نظر: مجهول البيان ص

152 العالقة وأما الثانية فهي التشبيه الحاصل من إلحاق طرف أدنى حقيقة أو ادعاء بطرف آخر غير مساو له في العالقة. وهاتان العالقتان تندرجان ضمن إطار التشبيه البياني إحداهما يتساوى فيهما المشبه والمشبه به في وجه الشبه واألخرى ي ر ج ح فيه أحد طرفي التشبيه في الوجه )1(. ثم بعد ذلك تأتي المماثلة وهي على قسمين: مماثلة كلية ومماثلة جزئية بحسب درجة الت اربط. وهي مماثلة معجمية م عطاة أو سياقية مبنية تشييدا. وهذه وان لم يحددها مفتاح تندرج ضمن إطار ما أ طلق عليه الت اربط. وهي هنا تشتمل على الكناية )2(. ) ( ثم يتلو ذلك التفارق وهو مفهوم عالئقي يقع هو اآلخر أيضا ضمن إطار الت اربط. ويقوم على نوعين من العالقات الثنائية: عالقة ثنائية تناقضية وهذه غير موجودة على مستوى اللغة أو يجب تجن بها ألنها تفسد النص وتخلخل منطقه. أما العالقة الثنائية الال تناقضية فهي ما يحتاج إليها الن ص وينمو بها وهذه هي التي تغني عن المجاز المرسل وتتضمنه وتستند إلى أنواع إج ارئية من الت اربط يذكر مفتاح ثالثة أنواع فقط : المجال مفتوحا للتشييد )3(. االسته ازء والسخرية والدعابة. ومفتاح بعد هذا التدر ج على س ل م الرسم ت ختتم نهايته بمفهوم التش ع ب/االستعارة إن لم يشر إلى ذلك إال أنه يترك الذي يستوعب ما قبله ويكم له. وتنبغي اإلشارة هنا إلى أن هذا الرسم يأخذ شكال محقنيا عكس الهرم أقرب إلى التفريع التشجيري أو الهرم المقلوب يكون التشع ب ج ذ ر ه ويكون فيها السابق مستوعب لال حق ومشتم ل عليه أي التالي يصبح عنص ار من عناصر السابق ضمن حركة تصاعدية في الشكل على حين تنعكس اآلية حركيا في التعبير اللغوي والتحليل البالغي. وهي إذ ج علت مفاهيم بديلة لمفاهيم البالغة العربية في البيان إال أنها ال تنحصر عليها وال تتقيد بها بل تمتد لتحيط بما هو أبعد منها ويتجاوزها حيث تتسع لمختلف أنماط التعبير اللغوي البشري أدبيا وفلسفيا وغير ذلك. لكن السؤال الواجب طرحه: هو عن مدى جدوى استبدال هذه المفاهيم بالمفاهيم البالغية العربية طالما أن الثانية منها تحتوي على المضمون ذاته فهي عنوانات حديثة لمضامين قديمة. واألمر اآلخر أن المفاهيم التي يقدمها صاحب المنهاجية أقل انضباطا من المحددات البالغية العربية وتفصيالتها ذات حدود زئبقية غير مستقرة وهو أمر مرجوح عليه بالثبات واالستق ارر وهذا إن لم يكن خاصية للمفاهيم العربية فإنه أقرب إليها من تلك المفاهيم التي تحيز إليها مفتاح )4(. )1(- مجهول البيان ص )2(- ي نظر: التشابه واالختالف ص 11 حيث يجعل المحسنات البديعية ضمن هذا المفهوم إذا جاز للبحث الربط بين مختلف نصوصه وقياس بعضها على اآلخر. ) (- ذلك: في محل نصب مفعول به مقدم. )3(- ي نظر: مجهول البيان ص 89 حيث يفض ل التحليل الذي يعتمد على نهايات مفتوحة. )4(- هناك محاوالت عديدة للخروج من أفق البالغة العربية أو تجاوزها. من ذلك أ طروحة دكتو اره التي قدمها تيسير جريكوس وهي جديرة بالق ارءة في هذا المجال بيد أنها أخذت مبدأ التوفيقية/التلفيقية بين القديم والحديث ولم تقدم حلوال جذرية ونهائية وهي ما أسماه 136

153 ( وهناك أحايين عديدة تظهر فيها آلية التحليل للمنهاجية الشمولية على نهج ينزع نزوعا مغاي ار لقيم البالغة العربية وثوابتها ويأخذ بأسباب القيم الحداثية القائمة على كونية الر ؤية الش عرية وتجاوز ها المنطق اللغوي الم حد د باأل طر المعجمية )1(. وهو في هذا يأخذ بمبدأ وحدة العلوم واتصالها لهذا وقف إلى ارفي )3( " في موقفهما من كونية المنطق أو خصوصية اللغة وعلومها )4(. ويعز ز جانب " متى )2( " ضد " الس ي لديه هذا الموقف المتحيز إلى األول أن الثقافة العر بية األصلية ذات نزعة إنسانية وهي متفقة مع الفلسفة الر واقية واألفالطونية واألفلوطينية )5(. وذهب إلى أن البالغة العربية في قالبها 6( المنعزلة ال الجمل الشعرية الحرة المتجددة التي هي عليه قادرة على التفاعل مع الجمل السكونية ودعا إلى صياغة نظرية عربية متكاملة في االستعارة )7( وكأنه بذلك ينطلق من أن االستعارة هي البالغة بأجمعها )8(. ووجه سهام االنتقاد إلى التقسيمات والتفريعات التي أتعبت كاهل ت ارثنا البالغي فال مناص عنده من التخل ص منها واالكتفاء بمبدأ االنتقاء القائم على أساس خرق العادة )9( مع م ارعاة قانوني اإليجاز واإلطناب اللذين يختزالن عنده فحوى البيان الباحث المبادئ الت ص و ر ية التي تقوم على ثالثة مبادئ األول مبدأ اإلبدال: وهو يشتمل على التشبيه واالستعارة. والثاني مبدأ المجاورة: المتضمن للمجاز المرسل والكناية. أما الثالث فيسميه مبدأ اإليهام: الذي يرتكز على اإلغ ارق العالئقي األسطوري. ي نظر: بالغة الصورة في شعر عبدالوهاب البياتي: د ارسة تحليلية جمالية)دكتو اره( جريكوس)تيسير سلمان( إش ارف: أ. د. أحمد كمال زكي جامعة عين شمس القاهر مصر 9119 م ص )1(- ي نظر: مشكاة المفاهيم ص ]حيث يحلل أبيات لمحمد السرغيني ] وموطن الشاهد هنا مأخوذ من خارج نطاق نقد النقد ولكنه مؤس س عليه بحسب البحث. )2(- أبو بشر متى بن يونس المنطقي)ت 190 م( فيلسوف وطبيب نسطوري عاش في بغداد. إليه انتهت رئاسة أهل المنطق في زمانه. أستاذ الفا اربي. أول من ترجم كتاب )الش عر( ألرسطو. وشرح كتاب )إيساگوجي(. ي نظر: المنجد في األدب والعلوم مادة]متى[. )3(- أبو سعيد الحسن بن عبداهلل)ت 191 م( نحوي عالم باألدب معتزلي نساخ. ي نظر: األعالم)ج 9 ( ص )4(- ي نظر: التشابه واالختالف ص 90. )5(- ي نظر: المصدر نفسه ص 99. وقد ذكر مفتاح أن التوحيدي ناقل القصة كان يميل هذا الميل علما وهذا بغض الطرف عن مذهب التوحيدي في هذا أن تحي ز ه إلى السي ارفي كان جليا لالطالع ي نظر: اإلمتاع والمؤانسة)ج 9 ( التوحيدي)أبو حيان( ضبط وتصحيح وشرح: أحمد أمين وأحمد الزين دار مكتبة الحياة القاهرة مصر دت ]الليلة الثامنة[. ص )6( النص.19 )7(- ي نظر: تحليل الخطاب الشعري ص 19. )8(- هناك مفهوما ]االستعارة المفهومية/النووية ] و]االستعارة التعبيرية[ اللذان طرحهما مفتاح مستعي ار إياهما من حيز الد ارسات الغربية واأل ولى نواة تتوالد منها الثانية والعالقة بينهما عالقة نسبية شبيهة بعالقة الجنس والنوع. ي نظر: )التلقي والتأويل ص (.) رؤيا التماثل ص 980 (.)مجهول البيان ص (. كما طرح مفهوم االستعارة "الهذايانية" و"البايانية" اللتين ال تخضعان للقرينة. ي نظر:)مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص (. )9(- ي نظر: تحليل الخطاب الشعري ص 999. وهو هنا يتضح بشكل جلي تأثره بأسلوب كتاب " االستعارة نحيا بها" 137

154 1( البالغي الموروث من التداخل الحاصل )2( وليس أدل والبديع ( أل ن في ذلك سبيال إلى تنقية التقعيد على هذا الخلط مما هو عليه الحال في الكناية والمجاز المرسل )) فبينهما تداخالت رغم ما بذلته البالغة العربية من مجهود في عملية الفرز والتصنيف. ((. )3( وقد حاول مفتاح االستفادة من مختلف آليات تحليل االستعارة في تمكين التحليل البالغي للن ص مثل: التحليل بالمقومات )4( التحليل باإلطار والشبكة الداللية والمدونات والسيناريوهات والمناسبة المنطقية وهذه جميعها امتداد للتشجير الفورفوري وقيمتها تأتي من كونها ذات نهايات مفتوحة إال أ ن اإلشكال الذي يعترض في وجه تجارب هذا الناقد المستقاة من حي ازت أخرى يكمن في هذا االنفتاح المبني على معطيات لغوية غير صارمة في اإلشارة وال محددة في التدليل وعليه يستطيع الباحث التالعب بها وبالمقابل ال يستطيع المتلقي الثبوت عليها )5(. مما ال شك فيه أن نهج صاحب المنهاجية التاريخي أمر ال بد منه وت ارثه المرء لغة في تناول لمن أ ارد البقاء ضمن التاريخ. ومبدأ االجتهاد الذي يدأب عليه مبدأ خال ق وشرط حضاري أصيل لالستم ارر والتقدم على أن ال يأتي هذا النهج متناقضا مع ذاته ومنطلقه وعلى أن يحافظ على مبدأ اله و ية في الشيء )6( وهذا يستدعي الحديث عن المنطلق االجتهادي الذي يبدأ منه صاحب المنهاجية في كل ما سبق وهو منطلق المتدرجة التي يتبناها مفتاح رفض" الفكر بالمشابهة )7( " علما وتشك ل أهم ركائز منهاجيته. وهناك إشكال أنها ال تختلف عن التشييدية الوسطية آخر حول مبدأ اله و ية يكمن في البالغي النحو البالغي الذي ينحوه صاحب المنهاجية نحو التجديد والتغيير فهو يجعل آليات التناول للنص آليات تجريدية تكوينية أي إنه يوحد بين البالغة والنقد ولو في هذا النوع من التناول تحديدا في آلية التناول على حين إن منهاجيته الشمولية تفرق بينهما وترى أن النقد غير البالغة فالنقد يبحث 138 )1(- ي نظر: في سيمياء الشعر القديم ص )2(- ي نظر: الشعر وتناغم الكون ص حيث استخدم مفهوم ]المناسبة اللغوية[ بدال من الجناس والتورية وهو مفهوم قريب من مفهوم المناسبة الذي استخدمه السجلماسي. ي نظر: المنزع البديع ص )3(- التشابه واالختالف ص 910. )4(- وهو التحليل بالمتواليات ذاته. ويطلق عليه مفتاح أيضا مع بعض الفروق التحليل التشاك لي كما جاء في أثناء تحليله لبعض شعر ابن عربي. ي نظر: الش عر وتناغم الكون ص )5(- ي نظر: )تحليل الخطاب الشعري ص (.)الش عر وتناغم الكون ص (.)مجهول البيان (. )6(- ي نظر: مجهول البيان ص 89. حيث يؤكد على مبدأ هوية النص : " وال يمكن ألي نص أن ينمو ويتسق باجتماعهما]أي التناقض الثنائي في قضية لغوية واحدة[ ألنه يكون محتويا على التدافع بين هويتين. إذن ال بد من مبدأ المحافظة على الهوية." )7(- ي نظر: المصدر نفسه ص

155 في اآلليات العميقة المطلقة للنص والبالغة تبحث في الصياغة الفنية السطحية وعليه فإن نهجهما مختلف )1(. وهذا ما يبدو غير متماسك وال منسجما مع اجتهاده البالغي ذي النزوع النقدي الفاضح )2(. والبد من التذكير هنا بأن المؤل فات البالغية هي مؤل فات وصفية تفسيرية تسويغية وليست مؤلفات تشييدية إبداعية أي هي تصف اإلبداع وال تشيده وانما هذه من وظيفة النص األول وليس النص النقدي أو البالغي الذي هو نص ثان وهذه الخصيصة صارت محط ن ازع وتنافس إذ تحاول الد ارسات النقدية الحداثية التطاول لبلوغها وانت ازعها من النص األدبي الش عري أو الر وائي أو القدسي وهو ما كانت ترفضه الد ارسات اللغوية والنقدية القديمة التي كانت تتحاشى الحاالت اللغوية والبالغية االفت ارضية )3( وكانت تعدها نوعا مذموما. و جدت عادية وهناك الكثير من المفردات األعجمية لها قداستها ال لفظية مع أنها إذا ما ت رجمت جدا تفقد معها بريقها الذي كان لها قبل مقارنة بما كانت تشكله من حالة نفسية لدى المتلقي األجنبي حينما كانت بلغتها األم وال سيما إذا كانت تدل على أسماء معنوية شائعة حو لها شيوع ها إلى درجة من االبتذال تجعل السامع يميل إلى األلفاظ الجديدة غير المألوفة أو المستخدمة عوضا عن تلك التي تعب ر عنها عادة. وهذه حالة نفسية جمالية بعيدة عن األ صول المعرفية ولهذا ركز سلفنا على النواحي الجمالية والنفسية للبالغة وهذا ما لم ينتبه له مفتاح وال سيما أنهم كانوا يعيشون مرحلة تقد م وسيطرة حضارية وسياسية وعسكرية فهم كانوا مطمئنين إلى أن هذا الميل سيكون في صالح أمتهم وحضارتهم. ولهذا البعد النفسي نواح خطيرة حاول أن يتسلق عليها كثير من الحداثيين ليرفعوا من شأنهم ويسج لوا مكاسب وان كانت على حساب أم تهم وهوي تهم أي االعتماد على الدور النفسي الجمالي للمفردات األعجمية التي يتأتى جمالها فقط من كونها غريبة وغير مألوفة يذهب الذهن معها مباشرة إلى التوحيد بين اللفظ وداللته وكلما و ح د بين الدال والمدلول وجعل الدال داال على ذاته غير ذاهب إلى مدلول منفصل.)4( جاذبيته أكثر وهالته أعظم إذ إن المسافة شرط القداسة كانت )1(- ي نظر: النص ص ويبدو أن هذا ناتج عن االنفصال المعرفي/ epistemological عنده إذ إن هذا الكتاب جاء بعد مجهوداته البالغية 139 -)2( تجدر اإلشارة هنا إلى مالحظة سيميائية في الس ياق األ سلوبي وردت في تعبير مفتاح عن البيان العربي وهي قوله: " كما حللنا سابقا ما يسمى بالكناية والمجاز المرسل..." )مجهول البيان ص 19 ( وهي الصيغة ذاتها التي يستخدمها مع التفكيكية: " نظر إليها بغير اكت ارث ما يدعى بالتيار التفكيكي..." )مجهول البيان ص 909 (. علما أنه ال يذكر التفكيكية إال بازد ارء وتنفير. )3(- تنبغي اإلشارة إلى أن أغلب استشهادات مفتاح لتنظي ارته النظرية هي جمل ذاتية. ط 9 )4(- ي نظر: الحق العربي في االختالف الفلسفي د. عبدالرحمن)طه( المركز الثقافي العربي الدار البيضاء/بيروت المغرب/لبنان 9009 م ص 999. حيث يتحدث الكاتب عن أسباب التقليد " والترجمة االتباعية" قائال: " قد نحصي من أسباب هذا التقليد الشيء الكثير فنقول مثال منها ميل النفوس إلى الجديد ونفورها من القديم ومنها أيضا التنقيص للذات والتعظيم للغير ومنها كذلك طلب االستفادة وااردة التغيير ومنها أخي ار تسلط الثقافة األجنبية وقمع الثقافة القومية قد تكون هذه األسباب وغيرها من و ارء ترسيخ التقليد للمنقول الفلسفي لكنها تبقى مجرد آثار لسبب موضوعي تعلقت به الفلسفة )...( تعلقا ملحا ومستم ار أال وهو الترجمة!"

156 2 األعالم 2 1 حازم القرطاجني: الوجه األخر لألنا القرطاجني" )1( وآل ارئه ولتطبيقاته ويستطيع أن يقدر يكاد ال يخلو كتاب لمفتاح من ذكر " لحازم المطلع ودونما عناء أو كد ذهن قدر المحبة واإلعجاب اللذين ي كنهما الرجل للرجل بله التحي ز والقريظ. وكان تناوله له يدخل ضمن ثالث تنويعات نقدية: إشادة واستشهاد وتحليل أي إن الجملة القرطاجني" إما تكون حاملة ح كم قيمة ينطوي على بنية عميقة تتحيز الحضور النقدية فيما يخ ص " المغاربي المنصوص بديال اشتماليا في وجه الغياب المشارقي. وهذا حضور مفتعل معادل للحضور التاريخي المشارقي ضمن ثنائية: المشارقة/المغاربة... واما تتمثل في عرض لفكرة أو لقول ضمن سياق تأريخي أو وصفي دونما التعرض لالستشهاد في ذاته... وهاتان حالتان فأما الثالثة فتأتي ضمن الحازمي" وتكشف عن آلياته النقدية وآ ارئه الش عرية. سياق تحليلي في بنية النص " القرطاجني" هو الناقد الوحيد في الت ارث العربي الذي يملك منهاجا نقديا فقد ذكر مفتاح أن "حازما وأنه "أرسطو" العرب في مجال الشعرية و أرى أنه أعد كتابا بز فيه األولين )2( وال سيما في األسس التي يقوم عليها المستندة إلى األصول المنطقية والرياضية والموسيقية )3(. وعلى الرغم من غنى الكتاب وتنوعه إضافة إلى أثيريته عند صاحب المنهاجية وحضوره مصد ار رئيسا في معظم كتبه الممتدة على مسافة زمانية تربو على أربعة عقود لكنه لم يدرس منه سوى قضيتين فقط وهما المحاكاة والوزن الش عري مضافا إليهما األغ ارض الشعرية التي تتفرع عنهما وتتصل بهما. القرطاجني" تجاوز ما كان موجودا لدى الفالسفة والمتفلسفة قبله حول ويذهب مفتاح إلى أن " المحاكاة وذلك من خالل تجاوز ثنائية الصدق/الكذب بوساطة مبدأ التدر ج والتنويع. وقد قسم "صاحب المنهاج" المحاكاة إلى ثالثة أنواع: محاكاة تحسين ومحاكاة تقبيح ومحاكاة مطابقة ارفضا إد ارج النوعين األولين تحت ثنائية الصدق/ الكذب مخالفا في ذلك معظم من سبقه من الفالسفة عربا واغريقا من "الكندي إلى ابن سينا فابن رشد وفالسفتهم السابقين أفالطون وأرسطو" إذ جعل الغ ل بة في الشعر لمحاكاتي التحسين والتقبيح على محاكاة المطابقة كما وكيفا وفي هذين النوعين ال يوصف الشعر بالكذب أو الصدق وانما ي قصر ذلك على محاكاة المطابقة فقط )4(. والكالم لمفتاح )1(- ال بد من التنبيه إلى أن مفتاحا يعتمد في طبعة المنهاج على دار نشر تتحيز المشرق بلبوس /عنوان مغاربي:]دار الغرب اإلسالمي بيروت 9199 م[. والبحث يعتمد على دار تتحيز الغرب األسالمي بلبوس عربي:]الدار العربية للكتاب تونس 9009 م[. وطبعة محق ق ه األ ولى اعتمدت على دار مغاربية تتحيز لبوس مشارقي عنوانا ومعتمدا:]دار الكتب الشرقية تونس 9199 م[.أي أن تاريخ التحي ز يسجل اآلتي: مغرب يعتمد على المشرق/ مغرب يجتاح المشرق ويعتمد عليه/ المغرب يتجاوز مشرقا ويحمل االسم عنه. )2(- مفتاح لم يقل "بز " وانما صارت عبارته: يضع قوانين " أكثر مما وضعت األوائل". مشكاة المفاهيم ص 19. )3(- )مشكاة المفاهيم ص (. )النص (. )4(- )الشعر وتناغم الكون ص 91 (.)مشكاة المفاهيم ص (. 141

157 ومن األحكام الالفتة للنظر والتي تستحق اإلمعان بحسب مفتاح هي في النتيجة التي خرج بها القرطاجني" من المناظرة بين أنواع المحاكاة في الشعر العربي وتدرجاته وأنواعها في الش عر اإلغريقي " فتبين له أن الشعر العربي أغنى وأخصب من نظيره الذي يعاني فق ار في األو ازن وانحصا ار في األغ ارض وتدنيا في المحاكاة المقصورة على الخ ارفات والتقليد األسطوري ما حدا بمفتاح إلى اعتبار النص النقدي والطرح الش عري لمنهاج البلغاء وتفوقه على مساهمات "أرسطو" في هذا المجال ألن كال من الكتابين يذخر بالقيمة الش عرية والنقدية المتأتية من النص المعالج )1(. ووجد صاحب المنهاجية أ ن صاحب المنهاج هو الناقد الوحيد الذي ربط الوزن الشعري بالمعنى واستطاع أن يقدم وصفا لبعض البحور مع ما يناسبها من المعاني النفسية )2( ثم تمكن من سبر أغوار العروض العربي واكتناه وحلل وعقب وصحح وخالف وهو مبثوث القرطاجني أقوال ه بهذا الخصوص فحواه ومدلوله وروحه ومعناه. وقد تت بع مفتا ح ومكر ر في كتبه ويمكن الرجوع إليه كما يمكن الرجوع إلى أصله في النص الثاني لكن البحث سيحاور الجديد في النص الثالث وسي عد ل عن عرض العرض وعن مالحقة تفاصيل الوصف توا إذ سيرجئها لمناسبتها من نواظم البحث وفق آليتي التدليل والتحليل. دارت إن د ارسة مفتاح لبعض منهاج البلغاء كان تناوشا غائيا وهو غير مدا ارته حول أ مور ثالثة: نظرية المعرفة/ Epistemology م ست غر ب في الد ارسات األدبية في المنهاج والتي تعتمد على األصول )3( القرطاجني على غيره من الفالسفة في التأصيل النظري للشعرية ثم أسبقية المنطقية والرياضية. العربية ولتفوقها على الت ارث الش عري اإلغريقي العريق. وأخي ار وكما هو معهود من و ارء أية تجربة أو مشروع أو تيار أو فلسفة أو نظرية يعرضها أو يدرسها يريد ابتغاء وجه كمال مشروعا بديال. منهاجيته وارضائها القرطاجني" كان وفيا لتقاليد الحركة العلمية والثقافية في بالد الغرب فهو يريد أن يؤكد أن "حازما اإلسالمي فيما يتعلق بالنهج المنطقي واالستئناس الرياضي اللذين يع مان الممارسة التدوينية ويطبعان القرطاجني" في العقل الفاعل هناك )4(. ولكنه ضمن هذا الحيز النقدي يتحيز رؤية أ خرى تقول بأسبقية " المكان وأفضليته في الزمان على م ن تناوش ما تناوش في الشعرية والممارسة النقدية. فقد وظف القرطاجني" المنطق معتمدا على نظريت ي التجنيس والتقابالت ووظف الرياضيات من خالل آليات " التناسب مستثم ار المنطق تجنيسا وتقابال في تفصيل مفهوم المحاكاة وما يتفرع عنه من أغ ارض الشعر العربي. في حين استثمر التناسب الرياضي في تحليل البحور وما تتضمنه من تفاصيل عروضية مبينا )1(- ي نظر: مشكاة المفاهيم ص 19. )2(- حقا يمكن ألي متلق أن يتساءل: هل حازم هو الوحيد الذي تفطن لهذا األمر )3(- حقا مفتاح ذكر الموسيقى والهندسة ولكن األ ولى هنا تتطابق مع التناسب الرياضي الذي ذ ك ر فكان عليه االستغناء عن أحدهما وهذا ما فعله البحث. أما الهندسة فلم تتجاوز التشكيل المنطقي وي قال فيهما ما قيل في ما سبقهما. )4(- وهذا بخالف التداول المنطقي في المشرق اإلسالمي المحصور على أهله من المناطقة والفالسفة. هكذا يريد. 141

158 درجات االنسجام وتفاضالته اإليقاعية لذلك يرى مفتاح أن هذه اآلليات العلمية التي يحتكم إليها منهاج البلغاء تحتم على المتلقي أن يكون على علم ود ارية بمكوناتها واال سيجد صعوبات جمة في فهم النص إذ يحوي على خلط كبير )1(. ويشرح صاحب المنهاجية هذا التوظيف الذي أج اره صاحب المنهاج وكيف تتعاضد لديه آليات المنطق والرياضيات إضافة إلى الهندسة والموسيقى وجودهما الناقد. ويعرض شرح ه على علم العروض العربي على يصر اللتين على نحو تبدو فيه اآللية التحليلية التي يتبع ها صاحب المنهاجية أكثر جمالية وأعلى قيمة من تلك التي عليها النص المدروس وال تعدم التعقيد المفتعل في بعض النواحي القرطاجني" التقاليد األدبية التي تقسم الش عر إلى مديح وهجاء ورثاء... أو غضب فيبين كيف تجاوز " وطرب... متبعا التشجير المنطقي في تنويع الش عر إلى: االرتياح االكت ارث ثم يعمد إلى مبدأ التدرج فيجعل بينهما م شربة أوساطا من النوعين السابقين. وهكذا حتى يصل إلى قاعدة الهرم فيكون على ثمانية أنواع متوالدة )2(. بعدها يشرع في تبيان االستثمار الرياضي "الموسيقي" المدعوم بالمنطق في العروضي في المنهاج ويقترح ثالثة أنساق: النسق البنائي ويقصد به األصوات مجال التنظير والحروف ثم النسق التشك لي وهو الص رف فالنسق الوظيفي الذي لم يعطه م اردفا توضيحيا مثل سالف يه وهو أقرب إلى "ثمرة العلم باصطالح القدماء )3( ". وقد حاول مفتاح هذا التحليل بوساطة أن ي قدم رؤية أقرب إلى الشرح منها إلى النقد وكان موف قا في تقريب البعيد وتسهيل العويص وان كانت تجربة تعتمد على جماليات التلقي والتأويل الس يميائي ما يجعل المقصدية والحرفية مكونا بين المكونات وليست غاية وحيدة األمر الذي يدفع البحث إليها في ق ارءة المنهاج )4(. للزعم أنها كانت صورة تحليلية إبداعية ال بد من الرجوع لقد حاول مفتاح تقديم رؤية جديدة تتقصى منهجية المنهاج وتقعدها على وفق أ سس رياضية توليدية ال تبدعها من العدم وانما تستخرجها من بطون المنهاج فتزيل غموض بعضها وتعيد ترتيب ما التبس منها وما أدركته بعض النواقص متبعا بذلك تحويل النص النقدي إلى معادالت رياضية بوساطة تساعد أشكالها السيميائية ورموزها التقطيعية الرياضية على تقريب الفهم وتسهيله إلى مخيال المتلقي إذ يصبح النص بين يدي مفتاح صورة كلية منتقال من حيز اللغة إلى حيز التشكيل والرسم وهنا تتحول ممارسة الق ارءة والنقد بين يدي مفتاح إلى ممارسة إبداعية جمالية ال تكتفي بتتبع دالالت )1(- مشكاة المفاهيم ص 19. كذلك: الش عر وتناغم الكون ص حيث يذكر هنا أن نظرية التجنيس التي تهيمن على معظم كتاب المنهاج تأتي في " غير تنظيم وفي تك ارر وفوضى بيد أن من له إلمام بالصناعة يرد األمور إلى نصابها." )2(- ي نظر: )الش عر وتناغم الكون ص 99 (.)مشكاة المفاهيم ص 11 (. حيث يوجد بعض االختالف على مستوى األنواع الثمانية ويبدو أن ما ي عرض في تشجير الكتاب األول هو الصحيح والتصحيح ل ما كان في " مشكاة المفاهيم" فيما يخص توزيع االستغ ارب والنزوع. 142 )3(- الش عر وتناغم الكون ص 99. )4(- ي نظر: )الش عر وتناغم الكون ص (.)مشكاة المفاهيم ص (.

159 النص والجري بين الدوال والمداليل وانما تصنع فعلها الخاص القادر على استباق الداللة والوصول قبلها والمتلقي هناك وان تعثر مجيئها أو تعذر فلن يعدم االنتظا ر إلى نهاياتها السياقية ثم انتظارها المتلقي الذي قد يرضى بالتخلي عن نص المنهاج بنص المنهاجية الش مولية وما ب ني عليه من صر ح القرطاجني" في تنظيره تأويلي مغر. وأكثر ما يتجلى ذلك في "نظرية" التناسب التي يرتكز عليها " القرطاجني" الستكناه أنظمة الشعر لجماليات الشعرية العربية وعلى الرغم من الجهد المبذول الذي يقدمه " ورسم مجاريه مقدما رؤية نقدية إبداعية عز نظيرها في النقد العربي بحسب كثير من النقاد إال إنها ال تخلو من بعض الهنات والنواقص التي هيأت لها المنهاجية الشمولية ما يجلوها ويستدرك ما اعت ارها من افتقار إلى أمثلة توضيحية ومن عدم اط ارد في بعض الن سب معوضة ذلك ب ص ي غ النسبة "الهندسية" تأويال لما ورد في المنهاج من أنواع التناسب المذكورة دون شرح: التام والمتركب والمقابل والمتضاعف )1(. والنسبة الهندسية بنيتها= أ : ب :: ج : د// واإلبدال= أ : ج :: ب: د// والقلب= ب : أ :: د : ج = وأما النسبة المركبة = أ ب = أ ج د ب أب و ج د = ج د // والنسبة المفصلة= أ ب أ ج د ج و أ ب ب ج د د. = وجرت عادة مفتاح على أن ال يشرح أو يفصل في الرموز الهندسية التي يستخدمها ولذلك فالبد من توضيح ما قد يغمض منها: ):( تعني القسمة) ) أو خط الكسر على. وأما )::( فتعني يساوي)=(. وال يخلو بعض هذا الطرح من أخطاء علمية فيما يسمى النسبة المركبة إذ شرطها اآلتي: =حاصل ضرب البسط األول بالمقام الثاني مساو. )2( = لحاصل ضرب المقام األول بالبسط الثاني أي يساوي العروضي بين التام والتقابل والقلب )3(. ثم اعتمد مفتاح على هذه الطريقة الستيضاح بنية التناسب وهذا التناسب الهندسي ال يخلو من أنه يجعل المسألة أكثر تعقيدا في بعض نواحيها وأكثر ن فا ار للطابع األدبي القائم على الذوق والمقاربة غير الصارمة إال إنه ال بد منه إذا ما أ ريد للنقد األدبي أن ينحو منحى التقعيد واالنضباطية المنهاجية وأن يكون له نحوه الخاص. )1(- ي نظر: منهاج البلغاء وس ارج األدباء القرطاجني)أبو الحسن حازم( تقديم وتحقيق: محمد الحبيب الخوجة الدار العربية للكتاب تونس تونس ط ص 911. )2(- ي نظر: مشكاة المفاهيم ص )3(- ي نظر: المصدر نفسه ص

160 القرطاجني" مبدأ االستقاللية " األرسطي" )1(. وأورد وقد أوضح مفتاح أن من ثوابت النقد عند "حازم نصين يؤكدان ذلك أي استقاللية الشعر عن غيره من األنواع األدبية واألجناس القولية. ولكن مفتاحا لم يقف عند ذلك القول ولم يربطه بمنهاجيته التي وان كانت تأخذ هذا المبدأ بعين االعتبار تتيح االتصال والتدرج وصاحبها من المدافعين عن فوضوية الشعر المعاصر وداعميه واألهم أنه ي ورد مقبوسا من األهمية بمكان من ناحية الداللة النقدية وال سيما قوله: ))ويجب للشاعر أن يعتمد من ذلك المشهور الذي هو أوضح في معناه من المعنى الذي يناسب بينه وبينه)...( ألن الشاعر يحيل بالمعهود على المأثور.(( )2(. فهذا حكم نقدي يرفض ما ي ت داول في الشعر المعاصر من معاني مغرقة في ذاتية خارجة عن قواعد اللغة ومعجم ها الوحيد شاعرها ويرفض تلك التي تعتمد مبدأ المثاقفة والتناوش من العلوم األخرى خاصة العلوم التطبيقية أو الفلسفية )3(. القرطاجني" حول: غنى الشعر العربي ويعقد صاحب المنهجية مقارنة بين آ ارء " ابن رشد" و" وأنواع المحاكاة الثالثة ومناسبة األعاريض للمعنى في الشعر العربي وتعدد أنواعه أو أغ ارضه ليؤكد القرطاجني" يجعل من الشعرية العربية منطلقا تجاوز الثاني األول في الطرح والر ؤية والحظ فيها أ ن " تنظيريا له في حين إ ن " ابن رشد" كان منطلقه الشعر اليوناني وقوانينه. وحماس مفتاح لفكرته جعلته يغفل أحيانا عن بعض الدالالت النصية عند " القرطاجني" التي هي األخرى تتكئ على قوانين ذاك الشعر وروحه ومن ذلك تأكيده على المناسبة بين الوزن والغرض فبرغم التفسير الذي قدمه مفتاح والقرطاجني واإللحاح على أن األول منطلقه يوناني إلثبات التفارق بين منطلقي الرجلين ابن رشد القرطاجني" ينقصها بعض التروي واألناة والت ازم وهذا غير مجاف للحقيقة لكن دعوته فيما يخ ص " ي" كان هو اآلخر ينطلق من روح المأثور منهج أكثر حيادية إلجالء الصورة إذ إن "حازما القرطاجن اليوناني أو على األقل يقيس عليه وهذا ما يعضده نصه الذي اقتبسه مفتاح وخصوصا نهايته حيث )4( )) وكانت شع ارء اليونان تلتزم لكل غرض وزنا يليق به وال تتعداه فيه إلى غيره.(( العربي. وواقع الشعر يقول: يبين أن معظم البحور تصلح لمعظم األغ ارض وان كان ذلك يحدث على تفاوت متبادل سواء أكان في البحور أم في األغ ارض والسيما البحور المركبة الشهيرة مثل الطويل والبسيط والكامل والوافر فهي ميادين امتطاء في المديح والهجاء والفخر والرثاء وهذا ما تشهد به مؤلفات موسيقى الشعر العربي وفي )1(- ي نظر: المصدر نفسه ص علما أن هذا المبدأ مبدأ بالغي عربي كما يذكر مفتاح. )2(- مشكاة المفاهيم ص 999. كذلك: منهاج البلغاء وس ارج األدباء ص )3( ي نظر: منهاج البلغاء وس ارج األدباء ص 999. حيث يقول: " وال ي حس ن فيه ]الش عر[ أيضا أن تؤخذ ألفاظ قد نقلت إلى علم ما فتجعل العبارة بها صالحة لما تدل عليه في ذلك العلم والمتكلم ال يريد إال المعنى الذي تدل عليه في أصل اللغة)...( فأما المعاني التي يوقف فهمها على المعرفة بعلم أو صناعة فمنزلتها من المعاني منزلة استعمال اللفظ الحوشي." )4(- مشكاة المفاهيم ص 999. كذلك: منهاج البلغاء وس ارج األدباء ص 911.

161 القرطاجني" هذا مخالفة " لما ذهب إليه في المقبوس المذكور الذي ربط فيه بين الهجاء واألو ازن القليلة البهاء )1(. العربي وهذا ال ينفي أصالة الخطاب النقدي الذي يصوغه " القرطاجني" وارتباطه بواقع الشعر وعروبته. وهنا يسجل البحث بعض التعن ت عند صاحب المنهاجية في المبالغة في ربط ن ص القرطاجني" بالت ارث اإلغريقي الفلسفي األرسطي في أغلب مفاصله وأحكامه فجعل يلجأ إلى كثير من " العنوانات الحشرية الزائدة التي جاء بها لتأكيد هذا الت اربط ويقصد البحث تلك الفق ارت الخاصة باألصول القرطاجني" بمبادئ مثل: االستقاللية الحكمية التي ص نعت لتدعم وجهة نظر صاحبها حول أخذ " والواقعية الذرية واالنسجامية وهي إن كانت ثابتة الوجود في المنهاج ومأخوذا بها وهو أمر ال مشاحة فيه لكنها أدخل في باب الكليات البالغية العربية التي أكدها صاحب المنهاج )2( لهذا جاءت معظم النصوص المقتبسة لتعضيد هذا الربط م ت ص يدة ومنزوعة من سياقها النصي ما ترك التكل ف في سياقها )3( الجديد واضحا وناف ار القرطاجني" وتحدث وجهد مفتاح لتقديم صورة مكتملة لنظرية/آلية التناسب الع روضي التي قدمها " األخير فيها عن أو ازن الشعر وجمالياتها وتفاوت حالوتها وكيفية صناعتها من خالل ضوابط مفهومية سماها مفتاح قوانين وهي قوانين: التماثل والتشافع والتضارع التضاد والتنافر. وهذا كما أ ارد أ ن يؤكده مفتاح صنيع ش ه دت له به النقاد ويخص البحث هنا تحريه الدقة المفهومية وهو ما لم يذكره صاحب المنهاجية التي تجاوز بها " القرطاجني" ألول مرة بحسب البحث وحدود مطالعاته وذاكرة مسموعاته تلك العمومية والضبابية المفهومية السائدة على مدى تاريخ النقد العربي كما هي الحال مع بعض المفاهيم مثل: الج ازلة والطالوة والحالوة وحسن الر ونق أو المفاهيم التي ذ ك رت في المنهاج مثل إضافة إلى بعض ما سبق من قوانين/مفاهيم اللين والشدة والجعد والسبط... وغيرها. ولكن مع ذلك فإن صنيعه يعاني بعض التك ارر وعدم الدقة في نواح )4( وهذا أدركه مفتاح فحاول أن ي ضفي على المشروع نوعا من التأويل العروضي أ ضطر فيه للدفاع عن " القرطاجني" إلى 145 -)1( إن مفتاحا ذاته في كتاب آخر تصدى لهذا ال أري ورفضه وأكد أنه حكم متسرع "فجاءت استنتاجاته مناقضة للواقع الشعري العربي". ي نظر: تحليل الخطاب الشعري ص )2(- ي نظر: منهاج البلغاء وس ارج األدباء ص )3(- ي نظر: مشكاة المفاهيم ص حقا البحث ال يمكن له أن ينفي هذا التأثير الواضح والمعلوم لكنه ال ي ارها على الدرجة ذاتها التي ارتآها صاحب المنهاجية والتي يريد من خاللها على ما يبدو شيئا من التحي ز الفلسفي ي ثبث به ندية التجربة الفلسفية القرطاجنية للتجربة الرشدية مع االحتفاظ للقرطاجني بالسبق األدبي المعلوم. )4(- ي نظر: منهاج البلغاء وس ارج األدباء ص 999 حيث يصف البحر السريع بأن فيه ك اززة ويجمعه مع الرجز مع أنه بحسب قوانينه السريع يقع ضمن المتشافع األج ازء وهو أكمل األو ازن وأفضلها.

162 " " الرياضي االستنجاد بأقوال من مؤلفات أخرى حول التناسب و" ابن خلدون" )1(... وغيرهم. والهندسي والموسيقي مثل إخوان الصفا ومن األمور التي يجدها البحث جديرة بالتنبيه إليها العالقة بين النقد والبالغة وعالمات التفارق القرطاجني" في النقد وليس في البالغة )2( وهذا أري بينها كما يتداولها النقاد فقد ذكر مفتاح أن كتاب " القرطاجني" يذكره في عداد البالغة ومن ذلك قوله مسلم به في حقول الد ارسات اللغوية واألدبية. لك ن " ردا على من تكلم من المتكلمين في الشعر وفي فصاحته وتقييمه وتفضيل بعضه على بعض: ))وكيف يظن إنسان أن صناعة البالغة يتأتى تحصيلها في الزمن القريب. وهي البحر الذي لم يصل أحد إلى نهايته مع استنفاد األعمار فيها وانما يبلغ اإلنسان فيها ما في قوته أن يبلغه. )...( فقلما يأتي تحصيلها بأسرها والعلم بجميع ق و ا نينها لذلك. وسائرها من العلوم ممكن أن يتحصل كله أو جله.(( )3(. وهذا نص صريح يؤكد فيه " القرطاجني" أنه يشتغل في البالغة ويبين انتماءه إلى حقل البالغيين. وهنا إشكالية ليست محصورة على نص مفتاح وانما تشمل ساحة النقد األدبي العربي الحديث عامة كما أ سلف إذ تجعل المنهاج كتابا في النقد ال البالغة وهي ربما تعود إلى إشكالية أكبر حول الحد أو الحدود الفاصلة بين البالغة والنقد. كما أنه من األمور التي لم يناقشها صاحب المنهاجية هي هذا الحضور الواضح والفاعل للمدرسة علي " ابن سينا" ولكنه فقط تساءل عن سبب غياب أو إغفال " ابن الفلسفية المشارقية وال سيما أبو صفو حل م استقاللها رشد" وعدم ذكره في المنهاج. أي إن تحيزه إلى مدرسة مغاربية فلسفية كان يع كر واكتمال ها الن ص الذي ي ار هن عليه وي قس م به )4(. وأخي ار يمكن للبحث االطمئنان إلى القول بأن ما قدمه مفتاح من شرح وتفسير وتأويل ل ما ذكره القرطاجني" مما جاء في كتب األول مدعاة إلى االحتذاء ويبقى األنموذج المقدم بادرة نقدية جديرة " باالهتمام والمتابعة وحقيق بها االقتداء واالستفادة. وذلك كله ال ي خفي الغاية الحقيقية التي يبتغيها صاحب من المنهاجية المنهاج وصاحبه حين يجعله أداة وصل بين ما هو كائن على الساحة النقدية وما يريده 146 )1(- ي نظر: الش عر وتناغم الكون ص )2(- النص ص 999. في حين ورد في كتابي)التلقي والتأويل ص 90 /مشكاة المفاهيم ص ( ما يدل على التداخل الحاصل. )3(- منهاج البلغاء وس ارج األدباء ص 99. )4(- ي نظر: التلقي والتأويل ص 90. حيث يأخذ بالرأي الذي يعد مساهمة الفالسفة المشارقة تدخل ضمن األرث اليوناني األرسطي. كذلك: مشكاة المفاهيم ص 998. وحقا هنا مفتاح ذكر أن الفا اربي وابن سينا وغيره ير دان في كتابات بعض البالغيين المغاربة من دون ابن رشد. وهنا ي طرح إشكاالن متصالن فأ ال يعني هذا أن المغاربة أنفسهم كانوا ي يم مون صوب المنارة المشارقية ولم ي سلموا بوجود مدرسة مغاربية مستقلة عن منارتها وقد لمح مفتاح إلى نوع من التجاهل الذي تقتضيه الطبيعة اإلنسانية تجاه المعاصرة تفسي ار لهذا. وهذا يقود للسؤال عن تبني القرطاجني لعلم البالغة من دون النقد ع لما أن النقد كان قائما وم تداوال مفهومه عند المشارقة لكن الكتب التي وصلت منها إلى الغرب اإلسالمي بحسب مفتاح)التلقي والتأويل ص ( هي كتب البالغة. أال يعني هذا أن الشرق كان لغربه اإلسالمي ما يكونه الغرب األور پي لكليهما اليوم.

163 أن يكون تهيأت له من جديد بجعله ت ارثا منفردا قبال للحياة فال بد من إعادة إنتاجه ومتابعة تطوره أو تطويره بعد أن بنيات االستقبال االجتماعية والسياسية والثقافية والعلمية التي كان قد فقدها بعد )1( القرن الثامن الهجري فصارت " أث ار بعد عين". وهكذا كان يسوق ذلك ليكشف عن مشروعه أو يمهد له عن طريق البداءة بشرعنته واإلجالء عن جذوره الم ك ف رة بغبار النسيان بإحياء ماضيه ثم تنميته واتمامه باستيحاء أ صوله وآلياته من التناسب الرياضي إلى التفعيل السيميائي الهندسي. وأ ولى ثم ارته الجديدة على يد صاحب المنهاجية كانت دعوته إلى تطبيق نظرية التناسب وخواصه على بحور الشعر العربي أي تفعيل آليات التبديل والقلب والعكس ألنه أرى في ذلك سبيال إلى إعادة غناه وث ارئه بعد أن أفقره محفوظة.(( )2(. ومفتاح يعلم أنه مسبوق بهذا )) تغييب األسس الحكمية والرياضية والموسيقية واالقتصار على قواعد جاهزة بوساطة ما ي عرف ب:" دوائر العروض" التي هي تقليبات عن البحور الخليلية لكنه يبدو أنه أ ارد توسيع هذه اآللية وتفعيلها لتصير قانونا شامال وقائما في علم العروض العربي كما أنه يظهر أن مفتاحا ال يعبأ بالتسميات الخليلية العروضية هذا ما يمكن أن ي ق أر من اآلليات التي أج ارها على البحر السريع " مستفعلن مستفعلن فاعلن" فأخرج منها " فاعلن مستفعلن مستفعلن" المعروف بالمنسرح. لكن مفتاحا فاتته مسألة غاية في األهمية وهي قوانين التناسب ذاتها التي أكدها صاحب المنهاجية نفسه تلك التي عاب عليها المشتغلين بصناعة الشعر وعلم العروض على فصلهم بين الشعر والموسيقى والعروض والغناء )3( فنسي أو تناسى أن أجداده عرفوا التقاليب جميعها لكنهم وقفوا على ما يناسب السمع والحس وهو ما يماشي خصوصية المحيط وروحه فهذا ما أكده جني" عندما رفض رفضا قاطعا أن يكون المضارع مما وضعت العرب )) ألن طباع العرب كانت "القرطا أفضل من أن يكون هذا الوزن من نتاجها.(( )4(. واألهم من ذلك أنه يرفض قياس الذي حدا بأصحابه إلى وضع هذا البحر وع د ه نوع من التدنيس وليس اإلث ارء أو اإلغناء )5(. ويقول ابن خلدون )) وليس كل وزن يتفق في الطبع استعمله العرب في هذا الفن وانما هي أو ازن مخصوصة تسميها أهل تلك الصناعة البحور. وقد )1(- ي نظر: مشكاة المفاهيم ص 999. حيث يتحسر صاحب المنهاجية على تغير أنماط الثقافة في الغرب اإلسالمي بعد القرن الثامن الهجري تغير كان سببا في عدم تتطور اآلليات التي وظفها القرطاجني فعادت البالغة والنقد إلى ما كانتا عليه قبل. وهذا ما يسميه الثقافي". مفتاح ب:"االندحار )2(- الش عر وتناغم الكون ص 99. )3(- المصدر نفسه المكان نفسه. )4(- منهاج البلغاء وس ارج األدباء ص 991. )5(- لقد رفض مفتاح فكرة التنافر التي قال بها القرطاجني وذلك ألنها ال تنسجم مع ما يطرحه من تناسب عروضي. ي نظر: )مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص ( علما أنه مر عليها قبل بقبول ومن دون نك ارن. ي نظر: )الشعر وتناغم الكون ص (. 147

164 حصروها في خمسة عشر بح ار.(( )1( لهذا فإن علم الموسيقى الذي ينطلق منه مفتاح هو من يقف حائال بينه وبين هذه التوسعة التي يتبعها. لكنه يبدو أن مفتاحا يجد سنده في ما استجد من لهجات وأشعار لذلك فقد دعا إلى توسيع العروض ليشمل الفصيح والملحون ألن ))ما جد من أشعار عامية في جهات متعددة من العالم العربي اإلسالمي تجاوزته ]الش عر الفصيح[.(( )2(. وهو ال يرى في العروض إال ع ل م ين اثنين القرطاجني" الم جدد. وأما القاسم المشترك بينهما فهو األسس العقلية القائمة على "الف ارهيدي" المؤس س و" الرياضيات والمنطق والموسيقى التي أ هملت عند س واهما لهذا فإنه ال سبيل إال بإحيائها وذلك للتخلص من سكونيته علم العروض العربي ومعياريته وجزئيته ومن ث م مضاهاته بأعاريض الشعر العالمي ورفع دعوى فقر أعاريضه )3(. غير أن النقلة الواضحة التي أنجزها مفتاح كانت في تحوله من عروض البيت/الكمية إلى القرطاجني" سبقه المقطع واعتماده على نظرية األقدام المتبعة في صناعة الش عر الغربي. وقد أ كد أ ن " وماني )4(. وأما أهم مالمح وسمات إلى هذا إذ إن هذه النظرية جزء من الموروث الموسيقي االغريقي والر هذه النظرية المقطعية فهي في أنواع المقاطع التي جعلها على النحو التالي تنازليا : ط وال مثل: ماء )وزنه.)cvv v c أطول مثل: قال )وزنهcvvc (. طويل مثل: ما)وزنهcvv (. ثم قصير مثل: م ن )وزنهcvcc (. أقصر مثل: م ن )وزنهcvc (. وأخي ار ق صار مثل: م )وزنهcv ( )5(. وهذه من اجتماعها تكون األقدام مثل: القدم الهجائية/ Iambic المكو ن من )ق صار + طويل( والقدم الخببية/ Trochaic األصبوعي/ Dactylic من)ق صار + ق صار + طويل( والخمري من)طويل + ق صار( ثم المعكوس/ Anapestic من )طويل + ق صار + ق صار( )6(. )1(- المقدمة)ج 9 ( ]الفصل السادس والخمسون: في ص ناعة الش عر ووجه تعلمه[ ص 119. علما أن في نص ابن خلدون بحبوحة أكثر مما يدل عليه نص القرطاجني. 148 )2(- الش عر وتناغم الكون ص )3(- )تحليل الخطاب الشعري ص 98 (.)الش عر وتناغم الكون ص (. )4(- مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص 999. ومفتاح إن لم ينص على ذلك وانما من خالل فق ارت أ خرى في بعض كتبه ي عرف أنه يقدمها ألنها تحتوي على خصائص شمولية كونية إنسانية تجعلها صالحة لكل زمان ومكان وألي نوع من القول واإلبداع فهي نظرية تتجاوز الخصوصية. ي نظر:)الشعر وتناغم الكون ص 999 (. )5(- مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص وقد فسر مفتاح في أحد كتبه سبب استخدام مفهومي)طوال وق صار( أنه استيحاء من القرآن الكريم. -)6( األنگليزي. وهناك استخدام نحوي سابق على استخدام مفتاح وهو "اشتقاق الك بار" ل:)ابن جني(. مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص علما أن مفتاحا بدل بين وزني )الدكتيلك واألناپيستك( عما هما عليه في العروض

165 ومعلوم أن هذا الصنيع هو تحول من العروض العربي إلى العروض الغربي التي تستخدم النظام المقطعي وتعتمد على البحور التي يسميها مفتاح " األقدام" واألقدام/ Foot في العروض الغربي هي أج ازء هذه البحور المعروفة بالتفعيلة/التفعلة ) ( في العروض العربي. وكل قدم عندهم تتكون من تفعيلتين أو ثالثة وهي ما يسميها مفتاح بالمقاطع. هذه التفعيالت/المقاطع إما تأتي مشددة/ stressed ورمزهاالعروضي) ۸ ( التي يسميها صاحب المنهاجية "طويل" واما تأتي غير مشددة/ unstressed ورمزها) ( المسماة هنا " ق صار". والبحر في العروض الغربي ال ي شترط له عدد محدد من األقدام على أن ال تتجاوز الثمانية وال تقل عن االثنتين ومن أمثلة ذلك على البحر الهجائي/ Iambic : Come live / with me syllable syllable / syllable syllable ثم ربط مفتاح بين البحر الشعري واإليقاع الموسيقي من طريق الربط بين المقاطع العروضية وما يقابلها من مقاطع/جمل موسيقية تتم فيه عملية التفاعل الفني/ التفان ن بين التقطيع النظمي واإليقاع الموسيقي ضمن تشكل لحني ي ارعي تناغم الصوت والصمت فيصل مستوى االنسجام إلى درجة النصنصة النصية التي تعانق اإليقاعية هي: )المستديرة =الطوال = وحدة القياس] 4 = وحدة القياس] 2 أفق اإلبداع الجمالي تحت لواء الكمال البشري الصوفي. وهذه الوحدات زمن الصوت/وقفة صمت[( ثم )البيضاء = أطول زمن الصوت/لحظة صمت[( و)السوداء = طويل = وحدة قياس] 1 الصوت/طرفة صمت( ثم) ذات الس ن = قصير = وحدة قياس] الس ن ي ن = أقصر = وحدة القياس] وحدة قياس] والترتيب )1(. زمن زمن الصوت/ومضة صمت[( و)ذات زمن الصوت/لمعة صمت[( وأخي ار )ذات الثالثة أسنان = ق صار = زمن الصوت/برقة صمت[(. وتبعا لذلك هناك مقطع منفتح وآخر مغلق بحسب النهايات هذه مالمح بسيطة وغيض من فيض لعمل نقدي شعري جبار ومعقد أوضح البحث منه ما يستدعيه المقام ههنا صاحبها في مؤل ف مكون أهل مما يتناسب مع محتوى البحث من ثالثة أج ازء ومن االختصاص والد ارية وهي ليست وغاياته. والتجربة مذكورة في مظانها قدمها دون الخوض في ما لها وما عليها ألن ذاك موك ل إلى من مظان البحث وال من غاياته... فقط ال بد من اإلق ارر وال خجل وال وجل بصعوبة تناول هذا المشروع وهضمه ألن " دون ذلك خرط القتاد" فيحتاج إلى د ارية كافية في علم الموسيقى وال يفضح مستو ار أو يفشي عيبا إذا اعترف البحث بعدم فهم إال القليل من هذا ) (- مفتاح يستخدم مفهوم)التفعلة( بدال من )التفعيلة(. )1(- ي نظر: )تحليل الخطاب الشعري ص 99 (.)مفاهيم موسعة) 9 ( ص (.) مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص (. 149

166 المشروع الجديد والفريد والسابق ما سبقه وهو متروك لأليام تبين عن مدى جدواه وتظهر غثه من سمينه. أما هنا في خت م بهذا المقبوس: )) علم الموسيقى قائم الذات وهو من أ ت ل د العلوم وأرقاها لذلك فإن الم خ ت ص ي ن أنفسهم ال يستطيعون الحديث عنه في صفحات فما الحال إذا تعلق األمر بمن ال يعرف إال الل م م!...(( )1(. " 2 2 ابن رشد )2( : االبن الطبيعي للنسق/ Son Natural ابن رشد" اسم مألوف في مؤلفات مفتاح ويتم التطرق أقواله إلى بعضها فلسفي وبعضها فقهي وآخر أدبي وغالبا ما تأتي متداخلة متعالقة ورؤاه في مواضيع متعددة في الموضع الواحد والموضوع ذاته. أما البحث فسيعمل على ق ارءة ما يخص األدب منها ضمن سياقها الذي وردت فيه آخذا بعين االعتبار الحفاظ على االرتباطات المعرفية/ epistemological للنصين الن هناك نص أول نسبة الديني وهو نصه األول نسبة إلى البحث يعود إلى ابن رشد ال بد من الرج وع معه إلى نسقه الفلسفي إليه وث مة نص ثان قائم عليه على النسبة ذاتها يعود إلى مفتاح يلزم الخروج معه من نسقه أي إ ن البحث سيعالج نصين مركبين تركيبا تفاعليا dynamic/ ويسي ارن باتجاهين مختلفين أحدهما اتجاه تأصيلي واألخر اتجاه تهميشي م نك ر للنسق إنكا ار مزدوجا. نسقي وما ي ه م البحث هنا هذا التركيب وتفسير حركته التفاعلية إذ إن مدا ارت نقد النقد حول الكيفية ال الكمية أي يبحث في األدوات واآلليات والنهج التي بها تم عرض المادة فيصير معه النص الثاني هو المقصود وت مسي الوسيلة غايت ه والغاية وسيلت ه. من هذا المنطلق وعلى وفق هذا االتجاه سي ق أر ابن رشد في خطاب صاحب المنهاجية. )3( يشير مفتاح إلى أن الثقافة العربية اإلغريقية تتمثل في " ابن رشد" وأنه األخير م لخص وشارح أكثر منه مؤل فا وم ت ص ر فا ومؤوال )4(. وهاتان مقدمتان ي بنى عليهما كل ما هو آت في نص مفتاح عن هذا الرجل فهما ترسمان نقطة القطب التي تتحرك نحوهما ق ارءة مفتاح لنتاج هذا الفيلسوف/المتفلسف )5( هكذا ستكون قضايا البحث هنا من نصوص مفتاح عن الرشدية هي ثالث: )1(- مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص 991. )2(- أبو الوليد محمد) 9999 م م(. الفيلسوف العربي الذي سارت بذكره الركبان ولد في )قرطبة( وتوفي في )مراك ش(. ي نظر: المنجد في اآلداب والعلوم مادة]ابن رشد[. )3(- ي نظر: النص ص 981. )4(- مشكاة المفاهيم ص 98. )5(- مفتاح ال يستخدم صيغة)فيلسوف( ال مع ابن رشد وال مع غيره إال ما ندر إذ يستبدل بها عبارة)متفلسف(. واألمر ذاته يتكر ر مع المفاهيم المشابهة مثل)متفقه( بدال من )فقيه( وهذا قد ي فهم على أنحاء وتأويالت مختلفة إال أن البنية التكوينية لخطابه تؤكد أنها أح د أساليب التعالي)األنا( لدى هذا الناقد. علما أنه ينعت )أفالطون( و)أرسطو( بالفالسفة. 151

167 ( النسق التأصيلي ثم الخروج واإلخ ارج النسقي المزدوج فالتشخيص النقدي. وذلك ما سيتضح في العرض اآلتي. لقد تعرض صاحب المنهاجية لمسألتين أدبيتين وهما: المحاكاة والقياس وتناولهما خالل من ثم بعض كتب "ابن رشد" مثل: " تلخيص كتاب فن الش عر" و" الضروري في السياسة" و"فصل المقال" "بداية المجتهد". أما المحاكاة ف أرى أن "ابن رشد" يجعلها ضربا من ضروب التشبيه أو كما نقل عنه: "المحاكاة هي التشبيه". وجعل هذا خطأ منهجيا ناتجا عن 1( الترجمة الت مث لية أو المفهومية الجزئية وذاك ألن مفتاحا يضع المحاكاة جنسا للتشبيه ويجعل التخييل جنسا عاليا للمحاكاة. وهذا تحديد نقدي السجلماسي" )2( الذي صير التخييل جنسا عاليا للمحاكاة وهو األنموذج الذي مشهور وال سيما عند " ارتآه صاحب المنهاجية لتعديل تعريف فيلسوف قرطبة. ثم تحدث عن أنواع المحاكاة كما يعرضها ابن رشد وهي محاكاة تحسين ومحاكاة تقبيح ومحاكاة مطابقة. وهذا غير جديد عند من يأخذ بالفلسفة اإلغريقية وانما الجديد فيه كما يقدمه مفتاح قوله بندرة النوعين األولين في الشعر العربي الذي يكاد يقتصر على النوع الثالث أي إن شعر العرب أكثره في المطابقة )3( وهذا إلى اآلن يبقى وصفا نقديا مقبوال لظاهرة أدبية ما مثل الشعر العربي لكن الخطورة تكمن في ما يترتب على هذا التوصيف والفرز من أحكام نقدية مرتبطة بالنهج الذي ينتهجه " في الش عر وهو ما سوف يبين مع حديثه عن القياس. وأما القياس فهو مرفوض وم نك ر عند " ابن رشد" وباألصول المعرفية التي يحتكم إليها وي ح ك مها ابن رشد" )4( ويفرعه إلى أنواع يطلق عليها اسم األقاويل وهي: البرهانية والجدلية والسفسطائية والخطابية والشعرية. وقد ازد عليها مفتاح نوعا سادسا أسماه الحكائية التوهمية ولم يبتدع هذا النوع ابتداعا وانما استقاه من نصوصه وأقواله )5(. وال يرضى " ابن رشد" إال بالنوع األول الذي هو حكر على الفالسفة الذين هم من عناهم القرآن الكريم بوصف الراسخون في )1(- ي نظر : مشكاة المفاهيم ص والت م ث ل: إوالية نفسية ال تكون إال مع مفهوم مستق ر لله و ية ما يجعلها قادرة على استقبال اآلخر واستيعابه وصهره. وهو التمث ل منتج جمعي ومنجز حضاري ال يتأتى لألف ارد إال في حاالت االستق ارر االجتماعي والنهوض العلمي المت ارفقين مع النفوذ السياسي والقوتين االقتصادية والعسكرية إضافة إلى السطوة الحضارية. والتمث ل كما يقصده مفتاح يعني تمث ل ثقافة اآلخر واستيعابها وصهرها ضمن القالب المحلي منسسجمة مع قيم الفرد المستقبل لها.)التفسير للبحث(. )2(- أبو محمد القاسم بن محمد. توفي نحو) 9108 م( ولد بسجلماسة من أعمال المغرب عالم في اللغة والمنطق. وتفاصيل حياته مجهولة.)األعالم)ج 8 ( ص 999 (. )3(- مشكاة المفاهيم ص )4(- الشعر وتناغم الكون ص 91. كذلك: فصل المقال وتقرير ما بين الش ريعة والحكمة من االتصال ابن رشد)أبو الوليد محمد بن أحمد( دار المشرق بيروت لبنان تقديم وتعليق: د. ألبير نصري نادر ط م. ص )5(- مشكاة المفاهيم ص

168 العلم )1( ولذلك فهو يخرجه من القياس ويبقي عليه نوعا من أنواع األقاويل وهو النوع الوحيد الموصل إلى أحكام يقينية وحقائق مطابقة لألشياء والتصو ارت وأما البقية بعيدة عن اليقين وغير موصلة إليه ومنها األقاويل الشعرية إذ أحكامها تخييلية وقد سبق ألفالطون أن ازد ارها وجعلها لتعليم الصبية ومخاطبة الجمهور فقط. وما دام الشعر العربي أقل قيمة من نظيره اليوناني عند فيلسوف األندلس فال يجدر به حتى تعليم الصبية ألنه يقوم على النوع المبت ذ ل من المحاكاة البعيدة عن التهذيب األخالقي أو التصوير الملحمي. وعن طريق الربط بين مفهومي المحاكاة والقياس يخرج " ابن رشد" بنتيجة مؤداها أن شعر العرب أقل من الشعر اليوناني قيمة وعروضا وأنه كما يقول الفا اربي: " أغلبه في الن هم والك دية" )2(. لقد حرص مفتاح على تقديم تفسير متماسك لمقاربته النقدية عن " ابن رشد" وآلية تلقيه للنص اإلغريقي فسخر بعض مفاهيم منهاجيته التي يسميها " اإلواليات" وهي مفاهيم إج ارئية ترتكز على تحليل االستعدادات النفسية والذهنية وتستثمر فيها من طريق النص المكتوب الذي يتحول إلى وسيلة م ارحلية لتفسير الدال وفهم المدلول وتأويل الداللة ابتغاء إعادة بناء الم ن ت ج ال الم ن ت ج وتكون بذلك المن ت ج ال النص الم ن ت ج أي إن الكتابة الق ارءة هي البعد الرابع للنص. فاإلواليات تهتم بآلية تلقي العقل الفعلي للم ن ت ج العقلي عبر م ارحل االنتقال والعودة من النص ثنائي األبعاد بين يديها تتحول إلى الم ن ت ج إلى استقباله الب ص ري ثالثي األبعاد وصوال إلى تأويله العقلي رباعي األبعاد. وهنا يكون تفسير الدال تفسي ار كيفيا ي جاب فيه عن آلية االختيار التي تم فيها انتخاب هذا الدال دون السيميائي التمثيلي ذاته وبوساطة اإلجابة يتم بناء المدلول عليه سواه مما ينتمي إلى الحقل وفهمه ومن ث م يمكن أن ي ؤال إلى يتم عبر التمكن من كسر زمن الق ارءة وزوال الحواجز بين الم ارحل. وهذه المآل األول للداللة وكل ذلك ق ارءة تعتمد على آلية مفاهيمية معقدة الحركة صعب ضبط ها وا ن كان ذاك ال يظهر أو يكشف عن نفسه على نحو دائم للمتلقي ألنه يعتمد على آليات الحجب خلف االخت ازل والتكثيف وتعدد االستثمار األدواتي لي صار إلى للعبارة الواحدة. وهي ق ارءة على ما يبدو تحتاج إلى قدر عال من التمكن والث ارء إيهام المتلقي أنها ليست إعادة لكتابة بالقدر الذي تخفق فيه كثير من الكتابات في إيهامه أنها ليست تك ار ار لق ارءة. ولكنها أيضا ال ي ستبعد فيها حرونا على صاحبها ذاته مهما توافرت لديه من ق د ارت وامكانات حين يعوم معها في عالم فيزيائي فوق قوانين المادة الم در كة واقعيا والم س ل م بها عقليا كما أنها ال ت ب أر من إغواءات المقصدية السابقة على الق ارءة. نعم لقد قدم مفتاح نصا نقديا عن الجلوس تحت ظالله التاريخية " ابن رشد" ال يسلم كثير من الزاهدين من الوقوع في إغ ارء والفكرية وال سيما ما يحتوي عليه من محف ازت مفاهيمية جاذبة لها القدرة على تشكيل بناء رؤية تستدعي حضو ار معرفيا/ epistemological م اردا وتحجب عن غير م ارد واضعة )1(- سورة آل عم ارن [ اآلية 9 [. )2(- ي نظر: )الشعر وتناغم الكون ص (.)مشكاة المفاهيم ص (. 152

169 إياه ضمن دائرة الغياب. وسوف يسير البحث ضمن الر ؤية المعرفية الم اردة وفق عقد الت ارضي مع صاحب المنهاجية إلى حين يصل البحث حدود دائرة الغياب حيث تكون نقطة الطالق واالفت ارق وذلك كله من أجل استكمال الدائرة النسقية التي تفاعلت فيها النصوص النقدية المت اركبة. سبق أن ذكر البحث أنه ثمة نسق تأصيلي يعود إليه " ابن رشد" وهذا ما أدركه مفتاح عندما أرى أن ابن قرطبة ينطلق من خلفيته الفلسفية والشرعية في رؤاه وأحكامه النقدية الفلسفية منها والشرعية وكذلك األدبية )1( فهو حافظ أمين للفكر األرسطي وم ارع حصيف للدين. وهذه فكرة يقول بها كثيرون. ولكن لماذا أ ارد مفتاح تأكيدها لقد أ ارد أن يثبت أن فكر ابن رشد" " يتحيز الفلسفة اإلغريقية األرسطية ويعبر عنها وأن نتاجه نقلي ذو ارتباط ضعيف بالبيئة الجديدة التي ال يتحيز إال لغتها كما أ ارد أن يثبت أن تناوله للشعر العربي ينطلق من المرجعية الشرعية القائمة على ثنائية التحليل/التحريم البعيدة عن طبيعة الشعر والغريبة عنه لذلك عندما فاضل بينه وبين " ابن سينا" قدم األخير وكانت ميزته عنه أنه من خ يرة المتصرفين في الفلسفة األرسطية إذ أعاد إنتاجها بأسلوب عربي مبين وأدخل عليها تعديالت وتكييفات تناسب البيئة العربية اإلسالمية )2(. وفكرة الحفاظ على النسق الفلسفي اإلغريقي عامة واألرسطي خاصة عند " ابن رشد" ذكرها أحد أهم أعالم الفكر الفلسفي المغاربي المعاصر في كتاب صدر قبل د ارسة مفتاح بعقدين من الزمن تقريبا ويكاد التوافق بين المؤل ف ي ن في النتائج المعرفية/ epistemological المؤل فين لديهما تحيز جلي إلى نهج قدم " الجابري" )3( " ق ارءة " يصل درجة التطابق في آلية الق ارءة وما فيها من تحليل لكن االختالف يأتي التركيبية عند الق ارءتين التي تصل جهة التناقض نظرية المعرفة المغاربية. البن رشد" علما أن كال يتفق فيها مع الق ارءة السابقة حول النسقية الفلسفية لهذا الفيلسوف في حفاظه على نقاء النص األرسطي وعدم تحريفه أو التصرف فيه ويتفق حول اختالفه عن ابن سينا" في تعامله مع فلسفة أرسطو ولكنه فسرها على نحو أخر )) فلم يكن هدف ابن رشد الدفاع عن أرسطو في كل األحوال بل لقد كان هدفه منحص ار في الحصول على فهم حقيقي آل ارء أرسطو. وفي محاولته هذه تبرز حقا أصالة ابن رشد(( )4(. كما أنه فاضل بينه وبين " ابن سينا" مقارنا بين تصر ف الثاني وتمس ك األول 153 -)1( ي نظر: مشكاة المفاهيم ص 99. حيث يقول: "ينبغي اإلق ارر بأن ابن رشد كان مشروطا بالخلفيات الفلسفية والمنهاجية اإلغريقية التي جعلته ينظر إلى الشعر العربي بعيونها مما أدى به إلى تجاوزه والبحث عن تلك المكونات في االقاويل الشرعية." )2(- ي نظر: مشكاة المفاهيم ص )3(- ولد وتوفي في المغرب) 9119 م م( حاصل على دكتو اره الدولة سنة) 9190 م( أستاذ محاضر وله العديد من الكتب ذائعة الصيت متحيز إلى الفكر المغاربي ولكنه يختلف مع تحيز مفتاح في ثالث نواح: 9 (األبستمية)المنهل الصوفي( 9 (ابن رشد 1( االنفصال/االتصال. )4(- نحن والت ارث: ق ارءة معاصرة في ت ارثنا الفلسفي د. الجابري)محمد عابد( المركز الثقافي العربي بيروت لبنان ط م ص

170 بالمضمون األرسطي فوصل إلى أري واضح ))أن ابن رشد يجمع ابن سينا والغ ازلي وسائر المتكلمين في المشرق في كفة واحدة ويتهمهم جميعا بأنهم ال يستعملون الطرق البرهانية(( )1(. هاتان د ارستان ال يحصل بينهما تفارق ال في النهج وال في األدوات المستخدمة وال في مكوناتها المنطقية المقدمات ذاتها والنتائج البنيوية نفسها وانما االختالف في التأصيل epistemological/ أو الخلفية المعرفية التي تأتي مترتبة على هذه النتائج. لقد أ ارد مفتاح أن يؤث ل النسق الفكري " البن رشد" تأصيال إغريقيا فيخرجه من مسا ارت النسق العربي األصيل ويعطل الزمكانية " الرشدية" إذ يصل إلى النقطة التي ينحي فيها البعد الرابع مكتفيا بأبعاد المكان اربطا وحيدا قياد ه لصاحب المنهاجية بيسر وسهولة ألنه " يتركه يضطر هو نفسه البن رشد". وهذا اإلخ ارج ال ي سلم إلى الخروج من نسقه الفكري فيتخ المعتاد على التشريع لنظرية أدبية مغاربية مستقلة ومكتملة لى عن أهم معالمها ودعائمها اإلنتاجية وان كان الخروج من النسق ديدنا فكريا ونقديا لصاحب المنهاجية أجاد فيه حتى أبدع وبقي وفيا له حتى وصل إلى الخروج من نسقه الخاص فكان الخروج على الخروج وهذا هو التناقض الذي هو نسقه حيث يتساوى فيه الخروج على الخروج والخروج من الخروج )2(. واآللية التي استخدمها مفتاح معتمدا على المفاهيم اإلوالية جعلت زمن النص النقدي يسبق المتواليات السيميائية النصية: داال مدلوال داللة منت جا فعليا منت جا عقليا ضمن مسار زمني دائري استرجاعي حتى وصلت إلى مآلها األول فكانت سمة النقد ذات طابع تشخيصي على نحو تهميشي وكأن به يريد إلغاء المدرسة الرشدية بالحازمية. وقد ساعد التاريخ األدبي نهج مفتاح كثي ار إذ "أهمل أو )3( األدبي رؤى " ابن رشد" وتجاوزها. وهو غير م الم في ذلك ليس أبعد" والتعبير له ويريد التاريخ لصعوبتها وعسر فهمها كما ذهب مفتاح وانما لمجافاتها جبلة الشعر األدبي وسجيته ولمخالفتها كثي ار من أع ارف النقد األدبي. 2 3 ثالوث البالغة هناك أسماء ال تبارح نتاج صاحب المنهاجية أدبا ومثاقفة نقدا استشهادا تحليال أو تنويها السجلماسي للسجلماسي "المنزع البديع في تجنيس أساليب البديع" فكان اهتمامه البالغي درس مفتاح النتاج منصبا على المنهجية المتبعة في تصنيف الكتاب وتوزيع مواده التي ارتكزت على المنطق والرياضيات )1(- نحن والت ارث ص 999. )2(- هذا ال يتعارض مع مفهوم التشابه الذي يغلبه على االختالف. )3(- مشكاة المفاهيم ص

171 وال سيما التجنيس والتناسب. وهذه منهجية بال شك ت عجب المنهاجية صاح بها السجلماسي وتستهويه. ولقد عد مفتاحا صاح ب أفضل من استخدم " نظرية التجنيس" في البالغة العربية وت ارثها و أرى عمله صنيعا ي حتذى إذ جاء األكثر تنظيما وشموال ولقد وظفها "الطبيعية" حتى قدمه على والتقارب. "حازم القرطاجني" إلى أقصى ما تسمح به اللغة في م ارعاة قواعد المنطق خاصة الترتيب واالسبقية وشرح كيف أ قيم الكتاب على عشرة أجناس عالية ثم ف رع إلى أجناس متوسطة ومتأخرة وت اروح تقسيمه بين الثنائية وما فوقها وصوال إلى أربعة أنواع وقد أخذت صناعة الكتاب بعين االعتبار شروط التجنيس اإلضافية مثل التنضيد والتدر ج. وبين صاحب المنهاجية القوانين الناظمة للعالقة النسقية في السجلماسي" على مبدأ نقاء األجناس العالية واستقاللية األنواع في كامل التشجير المتبع وكيف حافظ " الكتاب لوال قليل من االستثناءات في بعض األساليب القائمة على التوسع. كما بين كيف احتلت " نظرية التناسب" بمكوناتها وخواصها وتطبيقاتها مكانة رئيسة في "المنزع البديع" حيث ورد " االكتفاء بالمقابل" و"القلب" و"تناسب األجناس" ففعل النسبة الشهيرة: نسبة األول إلى الثاني كنسبة الثالث إلى الرابع ونسبة األول إلى الثالث كنسبة الثاني إلى الرابع )1(. ومع كل ما بدا من إط ارء صاحب المنهاجية واعجابه نحو هذا الصنيع لم يفته بعض الهنات التي عابها على النهج وهي: قلة المفاهيم في بعض النواحي وفيضها في نواح أخرى وصعوبة الفرز بين بعض األجناس وان كان األخير عذ ار الزما في تاريخ التشجير المنطقي فعذ ره له. كما أدرك مفتاح بسبب صلته المتينة بتفاصيل هذا العلم ضعف األسس المعرفية Epistemolog/ التي و ارء التجنيس السجلماسي مثل الغائية والتوس ط والحقيقة والواقع... ضعف أدى بصاحب المنهاجية والتناسب عند إلى وصم ع رض الكتاب المنطقي ب: ))مجرد تمرينات ت ع ل يم ية غير ذات أبعاد فكرية(( )2(. السجلماسي" وتحدث مفتاح بإيجاز شديد ومكر ر في معظم كتبه عن مفهوم التخييل عند " فعرضه على غير عادته على نحو وصفي بعيد عن التركيب النقدي المعتاد في منهاجيته. لكن يمكن للبحث أن يخرج باستنتاجين اثنين أ ارد تبيانهما صاحب المنهاجية األول خا ص واآلخر معن ي بالتحديد المفهومي بطبيعة المفهوم البالغية والمعرفية.epistemological/ فالمنزع البديع أفضل أو هكذا يبدو من قدم تحديدا منضبطا وشامال لمفهوم التخييل وما يتضمنه من مساحة تعبيرية تنطوي على تنويعات )1(- ي نظر: المنزع البديع في تجنيس أساليب البديع ص )2(- مشكاة المفاهيم ص 998. وهذا الوصف تعبير منطقي ال يضير الناحية البالغية. وال يحمل قيمة سلبية في علم المنطق. 155

172 لغوية وأسلوبية وافية. وأما حول طبيعته فلم ير فيه مفتاح جديدا يتجاوز القديم إذ ال يختلف عن األسس المعرفية التي حددها له الفالسفة والبالغيون وما ي ازل يشكو معه تاريخه الضيق المالزم له )1( )2( ابن البناء " ابن البناء الم اركشي العددي" أحد البالغيين المعاصرين للسجلماسي من الهجري. وقد ع رف عنه إلى جانب علم البالغة تعاطيه معارف أ خرى أبناء القرن الثامن كالرياضيات والفلسفة وربما الهندسة والموسيقى بحسب مفتاح. وأثر هذه العلوم وال سيما الرياضيات بائن في نتاجه البالغي. له أكثر من كتاب مطبوع أشهرها " المنزع البديع في تجنيس أساليب البديع" الذي حظي باهتمام اللغويين والنقاد في بالد الغرب اإلسالمي ومفتاح أحد هؤالء المهتمين بصناعة البالغة عند " ابن البناء" ولكن كان أكثر ما اعتنى به منهج ه في الصناعة والتأليف وهو االهتمام ذاته الذي أبداه تجاه من سبقه: "حازما والسجلماسي". والسبب في ذاك معلوم وظاهر إنها العلوم عينها التي يتكئ عليها هؤالء في القرطاجني تنهيجهم قواعد عملهم وفي رسم طريقة تأليفهم أال وهي المنطق والرياضيات... ذكر مفتاح: أن " ابن البناء" ممن وظفوا اآلليات المنطقية والرياضية في الدرس البالغي قاصدا من و ارء ذلك تقعيده ونقله إلى دائرة الكليات المتعالية على الزمان والمكان ولم يك همه في هذا هما جماليا وانما كان ينشد المنفعة والمصلحة التي يرجو تحقيقها خدمة وذلك بجعل ألمته ثمرة هذا العلم ضبط التأويل النصي عصمة ألمته من الشطط والخالف والش قاق الناتج عن الفهوم المختلفة للن القرآني يتأسس وما عليه من تفاسير وشروح )3(. ص السجلماسي" القرطاجني" و" وذهب مفتاح إلى أن " ابن البناء" كان أفضل من " ابن رشد" و"حازم في تفعيل آليات التناسب الرياضي فقد أجاد في ذلك حتى ذهب بعيدا )4(. وي لحظ البحث أن مفتاحا لم يعتن بالعرض البالغي لدى صاحب "الر وض المريع" بمثل ما اهتم باألسس المعرفية Epistemology/ التي يقوم عليها نتاجه إذ يعز أن يجد المتلقي في د ارسته النقدية مفاهيم بديعية أو بالغية متبوعة بتحديداتها وتفاصيلها وتفسير ذلك يعود بحسب البحث اعتبا ارت إلى عديدة أهم ها التحك مات المقصدية لصاحب المنهاجية التي تجعل إ اردته تدور حول غايات منهجية وتأصيلية تتمثل في إظهار هذا النوع من المنهجيات المستندة إلى علوم المنطق والرياضيات وغيرها وأيضا في تأصيل النظرية )1(- ي نظر:)التشابه واالختالف ص 19 (.)التلقي والتأويل ص (.)الشعر وتناغم الكون ص (.)مشكاة المفاهيم ص (. )2(- أبو العباس أحمد توفي نحو 9191 م. من كتبه:)رفع الحجاب عن وجوه الحساب(. )3(- ي نظر: مشكاة الفاهيم ص 989. )4(- ي نظر :الشعر وتناغم الكون ص

173 األدبية المبتغاة والمأمول تحقيقها وتثبيت دعائمها. وهذه غايات مرجو تحصيلها في كتب هذا العالم ولهذا السبب لم يقتصر مفتاح على " المنزع البديع" بل تناول معه بعض كتبه األخرى. وبعد فال غ اربة إذا ما انطلق صاحب المنهاجية من مسلمة أن منهج " ابن البناء" يقوم على تنظيم المعرفة أكثر من إيجادها واكتشافها )1( فكان اهتمامه في تأليفه منصبا على حفظ األوليات العقلية وحضور اآلليات المنطقية وصيانة مبادئ االنسجام الكونية وبناء على هذه المقاربة النقدية سلم مفتاح أن مدروسه يرفض التناقض في الش عر )2( وأن نهجه الرياضي عامل ضبط يقف و ارء "عقل الخيال" مدفوعا في ذلك بدوافع دينية وسياسية وهو ما سبق أن أكده مع من سبقوه ممن درسهم. وأشهر العالقات التناسبية التي اعتنى بها " ابن البناء" كما قدمها مفتاح كانت شبيهة بعالقات السجلماسي" وهي: نسبة األول إلى الثاني كنسبة الثالث إلى الرابع. واذا كانت النسبة بين شيئين كالنسبة " بين شيئين آخرين فإن األشياء األربعة متناسبة. واألشياء المتناسبة إذ ب دلت تبقى متناسبة )3( ابن عميرة )4( : في رحابه ثأرا لمتى ينتمي " ابن ع ميرة" إلى تيار البالغة المنطقية الذي نشط في القرنين السابع والثامن الهجريين في بالد الغرب اإلسالمي هذا ما يؤكده مفتاح نقال عن دارسيه اآلخرين )5(. وقد درس صاحب المنهاجية اآلليات المنطقية التي اعتمد عليها "صاحب التنبيهات" فتبين له أنه يأخذ بالقياس على وجه الخصوص وينحو منحى الفالسفة الوضعي ين حول النقد والتحليل الشعري ين )6( كما تنبه إلى أن " ابن عميرة" كثي ار ما يحاول التخل ص من التقسيمات البالغية الكثيرة والمتنوعة ويميل عوضا عن ذلك إلى التقليل منها وتوسيع محتواها المفهومي. وقسم األخير الداللة إلى نوعين: داللة صريحة وداللة مفهومية واشترط الت ارتبية في االنتقال بينهما إذ ال يجوز تجاوز الداللة األولى للوصول إلى الثانية إال إذا حتم السياق ذلك. )1(- المفاهيم معالم ص 99. )2(- التلقي والتأويل ص 89. )3(- الر وض المريع في صناعة البديع ابن البناء الم اركشي العددي تحقيق: رضوان بنشقرون دار النشر المغربية الرباط المغرب دط 9198 م ص كذلك: الشعر وتناغم الكون ص )4(- أبو المطر ف أحمد بن عبداهلل بن ع م ي ر ة ولد في بلنسية وتوف في تونس ) 9999 م م(. أديب وشاعر وقاض له في البالغة كتاب )التنبيهات على ما في التبيان من المغالطات(. يرد فيه على )ابن الزملكاني النحوي( الذي يعتمد على قواعد النحو العربي. ي نظر: األعالم)ج 9 ( ص 981. )5(- لالطالع على تلك الد ارسة ي نظر: التلقي والتأويل ص )6(- مفتاح لم يصرح حرفيا عن منحاه الوضعي لكن سياق التركيب النقدي لديه يؤكد ذلك. ينظر: التلقي والتأويل ص

174 ويستنتج صاحب المنهاجية أنه ثمة ركيزة بالغية مهمة عند " ابن عميرة" فيما يخص التأويل وهي ما أسماها األول: " إبطال الن ص" فيفهم من هذا إذ مفتاح لم يشرحها أن صاحب التنبيهات يرى أ ن تأويل النص من دون الحاجة إلى ذلك ال يؤدي إلى تحريفه أو تشويهه إنما إلى تعطيل حقيقته وابطاله. ولقد بين مفتاح أن غاية ابن عميرة كانت تحديد المفاهيم وضبط التأويل بغية الوصول إلى علم بالغي شامل ومقعد وقريب المأخذ وسهل اإلد ارك يمكن القرآني الكريم. هكذا يكون بوساطته الحفاظ على فهم محد د آليات الن ص هناك جانبان رئيسان ارتكزت عليهما د ارسة مفتاح وأ ارد أن يظهرهما وهما النهج المنطقي عند ابن عميرة واحتكامه إلى قوانينه في تأطير البالغة العربية إضافة إلى الوظيفية وأهميتها المحورية في نتاجه البالغي. وهذان الجانبان قاسمان مشتركان عند أصحاب هذا التيار نصا ومفهوما وهما جزء ال يتجزأ من النظرية األدبية المغاربية المأمولة نهجا وتكوينا. 2 4 موطن االستشهاد: الهوى المشارگي المغارب ي إن نتاج الكتابة عند مفتاح متنوع الحقول متعدد القضايا متكثر المفاهيم متداخل متشعب اجتمع والموسيقي... ويعاين خطابه جوانب إبداعية وفكرية والشرعي و الفلسفي التاريخي األدبي مع له النص شتى وهو ال يقدمها ارتجاال وال ينثرها ارتحاال وانما يعتمد في طرحها على أ سس منهجية وضوابط علمية ومسلمات اختصاصية مرتك از على مصادر وم ارجع اربطة وداعمة. شكال ونسغا بها لكن من يتتبع نصوص صاحب المنهاجية تربطه باألرض إليها مفتاح. أي هناك تنوع وث ارء عبر كت ب ه ومقاالته يجد مفهوم معرفي متفرع األغصان وارف الظالل يعود إلى "الشجرة" حاض ار فيها متشبثا واحدة جذور ويتغذى عليها. ويقصد البحث بهذه الجذور المصادر والم ارجع المكتوبة التي يحيل إن نتاج الغرب اإلسالمي يشكل معظم دعائم البنية المعرفية صرحها صاحب المنهاجية. لقد جعل من فكر هذا وأهم أ سسها التي يعمل على تشييد الحيز منبعا ثرا ينهل منه ويريد أن يكتفي به فإ ن بالشاطبي" وان أ ارد التاريخ وأحداثه استشهد "بابن خلدون" الشرعي جاء " تحدث عن االجتهاد في النص أما "ابن عربي" و" لسان الدين ابن الخطيب" فهما صورة النص الصوفي وفلسفته ومحور ثقافته العال مة وهذا غير الشعر والنقد والبالغة والفلسفة التي غطى البحث بعضها وأحال إلى بعضها اآلخر. ذلك حال مرجعية خطاب مفتاح الذي يكاد يقتصر على نتاج المغاربة وفكرهم وعلى وفق الدرجة ذاتها التي يكاد يخلو بها من مرجعيات مشارقية إسالمية تكون لها صفة حقيقية في المرجعية ألن ما 158

175 يرد منها لمما على مكانتها وارتفاع قامات أصحابها وعلو كعبهم في العلوم مستوى النسبة والتناسب المعياري مع غيرها. هي مصادر هامشية دون عربي من جهة الخلق واإليجاد )1( واعترض على وجود فكرة فلقد تحدث عن مفهوم الخيال عند ابن الخيال " الخال ق" لديه التي قال بها أحد دارسيه من المستشرقين مستندا مفتاح إلى مبدأ التدرج في تحليل المفهوم فهناك عند هناك ذكر للخيال الخال ق "الشيخ األكبر" الخيال بدا ما هذا الفعال والخيال الموح د والخيال المتجلي ولكن ليس لصاحب المنهاجية. وهو في ذلك ينتصر لمنهاجيته التي تحافظ سببي أي إ ن على التدرج بوساطة االستقاللية المعتمدة على نك ارن الت اردف اللغوي ضمن تسلسل وجودي عربي. وأرجع سبب هذا الخلل عند المستشرق تأثره بثقافته الغربية " الخال ق " مختلف عما موجود عند ابن أوال ثم بعقيدته المسيحية ثانيا وأخذ عليه عدم إتيانه بشواهد نصية تؤيد مذهبه لكن ما حصل أ ن عربي فذهب إلى أن األخير ال يقول مفتاحا أ ارد أن ي سقط أحد مباد ئ منهاجيته على نصوص ابن بالخلق من العدم واستنتج من النصوص التي عالجها ))أن ليس هناك خلق من عدم بعكس ما يذهب إليه األشاعرة والمعتزلة(( )2(. علما أن ما جاء به هو اآلخر من نصوص بهذا الخصوص ال تؤيد ق وله فوقع عربي وما استشهد به هما مقبوسان في ما عاب غير ه عليه من تأويل مجانب للسياق في نصوص ابن األول: ))الخيال ال موجود وال معدوم وال معلوم وال مجهول وال م ن ف ي وال مثبت(( )3( والثاني: ))الخيال )) يعلم وال يدرك ويعقل وال يشهد(( )4(. ويحاول أن يجتهد ويؤول بما ينسجم ومنهاجيته التي تنكر الخلق من العدم وتأخذ التناصي غير أن اجتهاده القائل بقيام الخيال عند ابن عربي كما هي الحال بمبدأ "اإلبداع" التسلسلي عند من سبقوه على التجربة الحسية وخضوعه لمدركاتها ال تنفي مفهوم "الخلق من عدم" ألن وصف الخيال ب"مرآة" كما فعل صاحب المنهاجية )5( ينطبق على األدب انطباقا تاما وهذا الوصف لم ينف األدبي )6(. علما أن مفتاحا عند متبنيه صفة الخلق واإلبداع ))وللخيال اإليجاد على اإلطالق ما عدا نفسه((. )7( يستشهد بنص من الفتوحات المكية يقول: )1(- محمد بن علي ولد في مرسية وتوفي في دمشق) 9989 م م( صوفي وفيلسوف لقب بالشيخ األكبر له تصانيف كثيرة. ي نظر: األعالم)ج 9 ( ص )2(- ي نظر:مشكاة المفاهيم ص 91. )3(- المصدر نفسه ص 91. وحقا استشهد مفتاح بنصوص أ خرى حول مفهوم الخيال عند ابن عربي ولكن في سياق آخر. )4(- مشكاة المفاهيم ص 91. )5(- مشكاة المفاهيم ص )6(- ي نظر:)الشعر وتناغم الكون ص 98 (.)مشكاة المفاهيم ص 99 (. )7(- مشكاة المفاهيم ص 99. وجدير بالذكر هنا أن هناك أخذ ورد حول مفهوم الخيال عند ابن عربي ومن الذين يوافقون مفتاح )نصر حامد( في كتابه عن )ابن عربي(. حيث يقول: " والخلق في ظل هذا الفهم ليست عملية إيجاد من عدم بل هو نتاج التخيل 159

176 " وأما ابن الخطيب" )1( فيجعله صاحب المنهاجية وريثا شرعيا لت ارث تليد العالمة من المشارقة والمغاربة. وهو تلميذ " كان شائعا عند النخبة البن البناء" وابن هذا التيار اآلخذ بأسباب المنطق الرياضي وتبيان والرياضيات. ولقد فاق الجميع في الربط بين الشعر والموسيقى والتناسب النفوس البشرية. وأكد أن هناك تصورين يحكمان " ابن الخطيب" هما: نظرية المطابقة بالشعر )2(. في أثر ذلك وتناغم الكون الشاطبي" )3( الذي يقوم على م ارعاة مقاصد الشريعة ويأخذ كما تحدث عن قانون التأويل عند " بعين االعتبار سياقات النص ومساقه )4(. وصاحب المنهاجية لم يذكر هذا لترف فكري أو استع ارض ثقافي وانما جاء به بديال أنموذجيا لتخبطات التفسير والتأويل الحاصلة عبر آليات التلقي غير المنسجم وآليات النص وجوهر ه أي يقترحه حال يغني عما سواه من قوانين تأويلية في مشارق األرض وربما مغاربها ويغلبه عليها. وهو يرجع إليه لالسترشاد به كلما حزبه حازب أو ألمت بنصه قضية للطرح أو المثاقفة. ونص " ابن خلدون" دائم الحضور في خطاب صاحب المنهاجية فقد استرشد برؤيته حول مفهوم المقايسة التي خالف بها مذهب العلماء الذين حكموا الذهن على الواقع فقاسوا المادي على المجرد حين هو قلب اآلية في علم التاريخ وجعل الواقع منطلقا للمقايسة ونوه مفتاح بهذا الخالف المعرفي/ epistemological كما أشار إلى وجود خالف منهجي آخر يأخذ بأسباب االستقاللية والوظيفية أي فساد قياس السياسة وشؤونها إلى اللغة وخواصها )5(. كذلك بين بعض آ ارء " ابن خلدون" في المحاكاة والتناسب الشعري فهو ي اردف بين المحاكاة والوصف ويميزها من التخييل )6( وينتقص من قيمة التناسب في أشعار العرب معل ال ذلك ببعدهم عن العلم ولتغلب البداوة على ج بل ت هم )7(. الخال ق للذات اإللهية. )المرجع اآلتي ص 89 (. وقد أحال صاحب المنهاجية في د ارسته إلى كتابه. ي نظر: فلسفة التأويل: د ارسة في تأويل القرآن عند محيي الدين بن عربي د. أبو زيد)نصر حامد( دار التنوير بيروت لبنان ط م. ص )1(- لسان الدين) 9191 م ( أديب ومؤرخ وشاعر وصوفي أندلسي ل ق ب بذي الو ازرتين أ ت ه م بالزندقة فق تل. ي نظر: المنجد في األدب والعلوم مادة]ابن الخطيب[. )2(- ي نظر: )الشعر وتناغم الكون ص (.)مفاهيم موسعة)ج 9 (. ص ( )3(- إب ارهيم بن موسى)ت 9199 ه( أصولي من أهل غرناطة له كتب في الفقه والنحو. ي نظر: األعالم)ج 9 ( ص 98. )4(- مجهول البيان ص )5(- الشعر وتناغم الكون ص 18. )6(- في سيمياء الشعر القديم ص 99. )7(- الشعر وتناغم الكون ص 81. كذلك: المقدمة)ج 9 ( ]الفصل الثاني والثالثون في صناعة الغناء[ ص

177 ( ومع أن صاحب المنهاجية يقف موقفا معاديا المعرفية epistemological/ 2( المفارقات(( الخلدونية التي يرى لنهج ابن خلدون التاريخي ويسفه وتصو ارته العم ارنية التي ليس هنا محل نقاشها )1( ويعد معظم ثوابته األخذ بها ))مفارقة مع هذا تكون المفارقة حاضرة لديه وان كانت ليست على صعيد الوضعانية التاريخانية الناقد وعقلت عقله وقيدت خياله(( )4(. وأخرجها أنها)) صارت تجري منه مجرى الدم في عروقه(( )3( وهناك قضايا ورؤى ومطارحات فكرية وفلسفية من مؤلفات أو استنبطها حتى )) حصرت أفقه النظري ودينية أخرى استشهد بها صاحب المنهاجية هؤالء األعالم مثل مفهوم الحقيقة ومكانة اإلنسان وم ارتب الوجود ومفهوم الحب... وغيرها. لكنما البحث أشار إلى تلك التي تتعلق في النقد األدبي قاصدا إعطاء والم ارجع والر وافد. خاتمة: تكويني مشهد إن طغيان اله وية المغاربية على وجدان مفتاح وتاريخ الزمان جهة عن الحضور الوجودي لهذا النبع من واستحضارها معادال حضاريا الجهات بقضايا ومسائل وغم ره لغيره من المصادر يختصر امتداد المكان يمثل بدايات تأسيسية لمشروع حضاري متكامل. وهو مشروع له مشروعيته وجدانيا وتاريخيا وقابلية إذ يشكل هاجسا وح ل ما عند المثقف وغيره من أبناء هذا اإلقليم صار له من العمر ما الثقافي أيا كان اختصاصه عالمة منا ظرة لفنا ارت صار للعروبة واإلسالم هناك. فلطالما قدم المنت ج الشرق المماثلة. لكنه مشروع طال أمد البداية لديه ولم يستطع حتى العصر الراهن مفارقة المرحلة التأسيسية وذلك ألنها ما ت ازل تعاني جرثومة شعرية الزمان المسيطرة ش ارك التماهي ألن تاريخ والتفارق واالمتياز تأتي حيث المكان. على شاعرية المكان الحضارة العربية اإلسالمية يعيش مصدرية زمانية واحدة وانما ما أوقعها في التعد د فهو مشروع ال يقتصر على مفتاح ال ماضيا وال حاض ار بيد أ ن مكانته جعلت مكانة مشروعه. لكنما تبين بحسب البحث أن هناك بنية عميقة مشتتة مالمحها عبابيد وت ضاف إلى العقبة السابقة تكشف عن أ سس هشة اإلغريقي ما يحول اله وية إلى أمشاج مخلطة )5(. الشمال ي بنى عليها صرح هويتها ألنها تمتزج بأخالط )1(- وهي رؤية معاكسة لما يطرحه )الجابري( الذي يدعو الستحضار وإلحياء " الخلدونية". ي نظر: نحن والت ارث ص )2( )3( )4(- رؤيا الت ماث ل ص 999 ص 909 ص 908. )5(- وردت كلمة)الت ح ي ز( ثالث مرات) 1 ( في كتب مفتاح:) 9- التلقي والتأويل ص دينامية النص ص رؤيا التماث ل ص 911 (. كما ورت كلمة)م ت ح ي ز( مرة واحدة) 9 (:)في سيمياء الشعر القديم ص 91 (. كذلك جاءت كلمة)حي ز( مكر رة ) 9 (:)مفاهيم موسعة)ج 9 ( ص 99 (. 161

178 الخاتمة لقد عمل البحث على تقديم ق ارءة نقدية للتحي ازت عبر أ ربعة فصول جاء الفصالن األوالن في إلى الخروج البحث االكتفاء بتفسير وقد القول 162 اإلشكالية نقد النقد واآلخ ارن في في منهاجية مفتاح وممارساتها النقدية نقد نقد النقد على بعض أنماط النقد مثل تلك التي تقوم: إما على رصد أو تأويله. وهذان نمطان مشهو ارن سعى بوساطتها األخطاء واما على وجاذبان مغريان في الممارسة النقدية ولك ل و ءته التي إذما انكشفت نقضت نقده وأوجبت عليه إعادة بعض إج ارءاته ذلك ألن النمط األول منهما س يتمحور حول الناقد ورؤاه وثقافته وهي ممارسة غالبا ما تكون ذات طابع سردي حين الثاني يظل نقدا خائفا يسير خلف النص المدروس يردد ويكر ر ثم يعلل وي لمح يدرسه بعقلية الطالب الذي يقف أمام أستاذه النص محاوال إرضاءه إما بالقدرة على فهمه أو باقت ارح تأويله. اعترضت البحث عقبتان األخرى أي إن في العقبة األولى إحداهما تأصيلية شيئا من اإلشكالية وفي الثانية واألخرى إشكالية وان كان في كل منهما علة من افتقا ار فتتمثل في مفهوم التحيز وهو مفهوم معاصر في الكتابات العربية يحذو حذو واآللية ويفتقد إلى المهاد النظري المؤث ل. وحقا عند حدود الن سب التاريخي دون الم ارد العلمي الناجع لهذا بقي ارتباطه لبعض التأصيل. أما األولى نظيره الغربي في المفهوم حاول بعضهم تقديم شيء من التأثيل لكن تجربته وقفت بت ارثه ومعجمه العربي ارتباط الغربي. فتمكن البحث وهذا بشيء من الدأب دال فقط في حين أنه ما ي ازل مشبعا بجينات المدلول والسعي على قدر طاقته وأكثر قليال وبكثير من الحظ والتوفيق من الوصول إلى أقدم وجود مد ون له في لغته وقدم د ارسة تحليلية تركيبية تكوينية بينت تهافت القول باصطالحه وأكدت تأصيله مفهوما ما يعني نفض الغبار عن حدوده المرسومة على قدر قياس المفهوم الغربي إل ازلتها وي ط ل ق ه في رحاب فضاء داللته العربية. وشرع البحث تطبيقه على خطاب مفتاح فكانت النتيجة اآلتية: يقوم مفهوم التحي ز على ثالثة عناصر حي از ن وم ت حي ز واحد يتحيز أحدهما. وأما الحي ز اآلخر فإن الذهن عند تلقي هذا التحي ز يستحضره قائما بوصفه أصال أول للمتحي ز أو أولى به... هكذا قدم البحث تحديدا ماهويا فيزيائيا رياضيا جعل من العناصر الثالثة أبعادا مكانية ومن الذهن بعدا زمانيا اربعا إذ يمكن الخروج به مفهوما وممارسة من هناته االصطالحية والمعرفية)األبستمية( أي من ضيق المدلول المقتصر على االنحياز بعد فك ارتباطه من بنظيره الغربي ورسم هويته المحلية الذي كان نقد أزمة وليس نقد التحي ز. ثم قام العلمي ق در المستطاع البشري. البحث بقرن المفهوم بمفهوم اإلشكال وهذا ليحقق له الحياد والعقبة الثانية تأتي مع نقد النقد الذي يتمثله ويعالجه ويدور في فلكه البحث وهي عقبة إشكالية جهتين: الع ل م ية واإلج ارئية أي في الهوية واالختالف ثم الماهية والوصف. أما الع ل م ية االسمية فقد أوضح البحث أريه فيها مستندا إلى الذهن إلى القياس اللغوي وقواعد اللسان النحو ي كما استند إلى أهم تيا ارت النقد الجديد المعتمدة على فلسفة اللغة. ولم ي سبق البحث إلى هذا الطرح فيما يخص هذا الوضع وقد يتبادر أنها ليست قضية صحيحة قياسها النحوي في جاب عن في ذاتها وانما هي مغالطة بدأت بمصاد ارت خاطئة وال سيما في ذلك بأن عدم طرحها شبه إلى يعود القطيعة الحاصلة بين مدرسة الت ارث

179 وتيا ارت الحداثة فال تناقشها المدرسة وال تثيرها التيا ارت ثانوية ال كبيرة مشاحة بجديد بل بادر إلى تطبيق منسي عفا عليه غبار 163 حين ال تعبأ بإشكال تمريرها. علما أنها إشكالية فيها ألن اإلشكالية الكأداء تكمن في الماهية واإلج ارء. وهنا البحث لم يأت الممارسات الوصفية وت ر ك حبيس النظرية إذ أغلب ممارسات نقد النقد يغلب عليها النهج الوصفي كما لو أن المادة المدروسة قصيدة أو رواية وهي إشكالية شكا منها كبار منظري الحداثة العربية من أهل االختصاص فما كان من البحث إال أ ن نهج نهج ما حددوه وابتعد عما عابوه مترسما رؤاهم ومحتذيا خطاهم يساعده في ذلك من أدوات وآليات يصبح معها ليس من المغاالة الزعم بأن الفضل أعظمه له. المنهج الذي اتبعه بما يوفره كما يمكن الزعم أن البحث سلك مسلكا مفارقا إلى حد ما في تفعيل آليات المنهج البنيوي التكويني وال سيما ما يرتبط منها باألطر الفلسفية واالجتماعية. ولقد أولى البحث في هذا اإلطار العلمي الم ارجع ودور النشر وعدد الطبعات بعض العناية وشيئا من داللتها التي يلح عليها المنهج في بعض أعمال رواده إذ يأتي منسيا من ذلك في تطبيقاته العربية الناسخة. وقام البحث بتحليل المنهاجية التي يصطنعها مفتاح أداة لق ارءة الن ص وتأويله و ر ص د روافدها المعرفية والمنهجية ما يقع منها داخل الحقل النقدي وما يكون خارجه ملتمسا من و ارء ذلك الكشف عن الخلفيات المعرفية التي تشكل قلما يوجد منهج نقدي يحتوي جزءا من بنيتها وتعد أهم معالمها على هذه المعارف العلمية وهو ما يعطيها تكوينا بنيويا مفارقا إذ مجتمعة ويستطيع تسخيرها على وفق آلية شمولية ضابطة ال يقلل من قيمة هذه الضوابط بعض الهنات هنا وهناك مما ال تفتأ تبارح اآلليات الشمولية. والبحث بحسب ق ارءاته وفي حدود علمه وفهمه غير مسبوق بد ارسة من هذا النوع في مجال الد ارسات النقدية األدبية المعرفية/ epistemological مفارقتها من حيزها تفسير بنية المنهاجية إذ تتناول االرتباطات المنهجية العلمية وتقف على مرتك ازتها وتتابعها في أ صولها التحي زية األول إلى حيزها الجديد. لتتحصل وهذا يساعد على تقديم على أنماط وآلياتها الحركية ويصبح تركيبها أيسر إتاحة لمن أ ارد ربما يرى الكثير فيها أنموذجا حصريا على "مفتاحها" وصاحبها. فبين مفهوم كذلك فقد وقف البحث على األسس النسقية ودور ه والمعرفية)الميتافيزيقية واألبستمية( المنهاجية المعرفية أو ما يعتقده في بناء الن ص. وأما المرتجى االختالف والتحول في فهم علمي جديد يمكن من خالله احتذاء هذه التجربة التي المعرفية والمبادئ المثالية التي تقوم عليها منهاجية مفتاح في بناء نظرية مغاريبية متكاملة ووضح األبعاد الغيبية له. كما كشف عن الدور النزعة اإلنسانية والكونية وتعالقاتها البنيوية ارفعا اللثام عن وجهي الر ؤية والر ؤيا بنيويا وتركيبا تكوينيا البحث ذلك ما يمنحها بعض آليات الدفاع عنها المتسامح لمفهوم الوظيفية فحدد البحث اآللية الفلسفية لها ومبينا الوجه الصحيح الذي تعطيه له فيها معطيا الفوارق في وجه خصومها. وقدم البحث لهذه النزعة تحليال آللية الكتابة ونظام ها األ سلوبي في مؤل فات صاحب المنهاجية وما تنطوي عليه من مفهومي األنا واله و ية عبر ق ارءة النص على المحورين األفقي والعمودي ومن خالل البنيتين السطحية والعميقة/. وكانت من نتائج هذه الق ارءة في أسلوبه التعرف نمط الكتابة لديه إذ يمكن القول: إ ن

180 استطاع البحث من المنسق) كما التمييز بين ما يكون من تنسيقه في كتبه 164 وما يخضع لتنسيق حصل مع كتاب " النص : من الق ارءة إلى التنظير"( غيره حتى إن جاء التأكيد أو لم ي علن عنه) مثل كتاب " تحليل الكتابي فيه عن مذهب مفتاح في الخطاب الشعري" الذي يذهب البحث إلى اختالف أسلوب التنسيق ذلك(. وان كانت رؤية البحث تذهب إلى اعتماد مفتاح على نفسه في تنسيق كتبه الباقية. ودرس البحث أثر المنهاجية الشمولية وممارساتها التطبيقية على النصوص البالغية والنقدية األدبية ارصدا بنيتها في حالة الحركة والعمل وتحوالت ها من حيز التك و ن إلى حيز الت ك و ي ن ومن الفاعلية المرجعية الواصفة إلى المفعولية الموصوفة عندما تتحول بؤرة التركيز من رؤيتها للمفاهيم بعض مفاهيمها لها أي إن الحديث يصير عنها المنهاجية من خالل سيما اله وية والماهية ال كما ي ارهما صاحب المنهاجية بل كما ي ريان فيه. كان ينحو وقد تبين إلى البحث أن قلق فيه منحى سلبيا مفهوم اله و ية وهو لم يتضح إلى وغموض البنية العميقة واستتارها تحت تشويش البنية السطحية. وبين البحث المفهوم النفعي لمفتاح في تناول المناهج تلك إلى رؤية ال: "بعض" المفاهيم وال لديه وعدم استق ارره انعكس على تعامله مع الت ارث الذي معظم الد ارسات السابقة بسبب طبيعة الن ص الغربية واستحضار صورة المفتاحي" " الحاضر والحيز والعلمي المشترك في سقط اآلخر البعيد مثل المشترك بوساطة نقد اآلخر المقبول في الحيز المكاني بعض األعالم الذين تناولهم البحث: " بارت" و" فوكو" و" دريدا"... وغيرهم على اآلخر القريب الشريك في اله و ية خاصة أن هذه األعالم تلقى قبوال حسنا عند الغفير اء الجماء من مثقفي المغرب العربي ونقاده الجم ونقد له. ما يترتب على ذلك بحسب البحث استكناه م ب ط ن عن هذا ووقف البحث على أطوار تعامل مفتاح مع الدرس البالغي العربي وكيف مر بمرحلتين: أ ولى تفاعلية شهدت انقالبا بين الدرسين العربي والغربي مرة تبدأ بالبالغة العربية وأ خرى تختم بها. وأما المرحلة الثانية فقد على الدرس البالغي العربي ولكنه انقالب بقي على مستوى األسماء والعنوانات. وعرض البحث ق ارءة صاحب المنهاجية بعض الممارسات النقدية األدبية والبالغية العربيتين ألعالم بعينها دون سواها وهو لم يتناول غيرها في هذا المجال وظهر أنها ق ارءة تحي زية احتكارية إذ المغاربي وتحتكر السبق عليه ماضيا وحاض ار فال ترى في النقد م ب ر از غير حازم تتحيز المنتج القرطاجني صاحب الم ن هاج ومن وااله واقتفاه وسار على نهجه وهديه وبمقتضاه بعد أن جعل توريث القرطاجني مبقيا على السبق النقدي سهال يسي ار سهولة إلحاق الياء الصناعية والتاء المربوطة بمنهاج فارق اقتصار "المنهاج" على البلغاء واألدباء حين المنهاجية مفتوحة على رحاب الشمولية... وهذا النهج بدا بحسب ق ارءة صاحب المنهاجية نهجا مغاربيا ص رفا لم ينقض طهارة نقائه أجنبي. وهذه الق ارءة جزء من النظرية األدبية ومن منهاجية شمولية اللتين يسعى لتشييدهما مس تشييدا يؤكد المرجعية المغاربية ليس على صعيد النهج فحسب بل الفكر واله و ية. أي ما مفتاح ويمكن الزعم أن العال م المغاربي يشهد في الوقت الراهن استق ار ار ظاهريا علميا وسياسيا المشارقي فال تثريب على أصحاب هكذا تطل عات اليوم واجتماعيا أكثر مما عليه الوضع في العالم

181 و ه م أعرف العارفين بحالهم واقع مستغنى فيه عن الوصاية المشارقية وما يغفر الواقع لهم نزوعهم تنطوي عليه من فوقية في جوانب عديدة منها جوفاء. وهذا نهج تصدع به اآليات النقدية التي يسوقها مفتاح. 165

182 166 عجرا ملاو رداصملا تبث رداصملا ميركلا نآرقلا )1 ليلحت باطخلا ةيجيتارتسا(يرعشلا )صانتلا.د حاتفم )دمحم( زكرملا يفاقثلا يبرعلا رادلا توريب/ءاضيبلا 3ط نانبل/برغملا.م1992 )2 هباشتلا فلاتخلااو وحن( ةيجاهنم )ةيلومش.د حاتفم )دمحم( زكرملا يفاقثلا يبرعلا رادلا توريب/ءاضبلا 1ط برغملا.م1996 )3 يقلتلا ةبراقم(ليوأتلاو )ةيقسن.د حاتفم )دمحم( زكرملا يفاقثلا يبرعلا رادلا توريب/ءاضيبلا نانبل/برغملا 1ط.م1994 )4 ةيمانيد صنلا ( ريظنت )زاجنإو.د حاتفم )دمحم( زكرملا يفاقثلا يبرعلا رادلا توريب/ءاضيبلا 3ط نانبل/برغملا.م2116 )5 ايؤر لثامتلا.د حاتفم )دمحم( زكرملا يفاقثلا يبرعلا رادلا توريب/ءاضيبلا 1ط نانبل/برغملا.م2115 )6 لا رعش مغانتو :نوكلا لييختلا ىقيسوملا ةبحملا ةكرش سرادملا رادلا ءاضيبلا 1ط برغملا.75ص م2112 )7 يف ءايميس رع شلا :ميدقلا ةسارد ةيرظن ةيقيبطتو.د )دمحم(حاتفم راد ةفاقثلا رادلا ءاضيبلا برغملا ط د.م1989 )8 لوهجم نايبلا.د )دمحم(حاتفم راد لاقبوت رادلا ءاضيبلا 1ط برغملا.م1991 )9 ةاكشم :ميهافملا دقنلا يفرعملا ةفقاثملاو زكرملا يفاقثلا يبرعلا رادلا توريب/ءاضيبلا 2ط نانبل/برغملا.م2111 )11 ميهافملا :ملاعم وحن ليوأت يعقاو حاتفم )دمحم( زكرملا يفاقثلا يبرعلا رادلا توريب/ءاضيبلا نانبل/برغملا 2ط.م2111 ميهافم )11 ةعسوم ةيرظنل :ةيرعش ةغللا ىقيسوملا ءزجلا(ةكرحلا :لولأا )تاراسمو ئدابم.د )دمحم(حاتفم زكرملا يفاقثلا يبرعلا رادلا توريب/ءاضيبلا 1ط نانبل/برغملا.م2111 ميهافم )12 ةعسوم ةيرظنل :ةيرعش ةغللا ىقيسوملا ءزجلا(ةكرحلا :يناثلا )قاسنأو تايرظن زكرملا يفاقثلا يبرعلا رادلا توريب/ءاضيبلا 1ط نانبل/برغملا.م2111 ميهافم )13 ةعسوم ةيرظنل :ةيرعش ةغللا ىقيسوملا ءزجلا(ةكرحلا :ثلاثلا ماغنأ )زومرو زكرملا يفاقثلا يبرعلا رادلا توريب/ءاضيبلا 1ط توريب/برغملا م2111 )14 :صنلا نم ةءارقلا ىلإ ريظنتلا حاتفم )دمحم( سرادملا رشنلل رادلا ءاضيبلا 1ط برغملا.م2111 عجارملا )1 اجتلاا يلقعلا يف :ريسفتلا ةسارد يف ةيضق زاجملا يف نآرقلا دنع ةلزتعملا.د وبأ رصن(ديز )دماح زكرملا يفاقثلا يبرعلا رادلا توريب/ءاضيبلا 3ط توريب/برغملا.م1996 )2 ءابدأ فقاومو )ءاجر(شاقنلا ةبتكملا اديص ةيرصعلا نانبل ط د.ت د )3 :قارشتسلاا ميهافملا ةيبرغلا قرشلل )دراودإ(ديعس :ةمجرت.د دمحم ينانع ةيؤر رشنلل عيزوتلاو ةرهاقلا 1ط رصم.م2116 )4 سسأ ةيئايميسلا )لايناد(ر لدناشت للاط :ةمجرت ةبهو :ةعجارم لاشيم ايركز زكرم تاسارد ةدحولا )كارتشلااب(ةيبرعلا توريب 1ط نانبل.م2118 )5 ةيلاكشإ لا زيحت يف ن فلا :ةرامعلاو ةيؤر ةيفرعم ةوعدو داهتجلال ريرحت :ميدقتو.أ.د باهولادبع فيلأت( يريسملا )كرتشم راد ملاسلا رشنلل ةرهاقلا 1ط رصم.م2118 )6 تارادصإ دهعملا يملاعلا ركفلل دلجملا(يملاسلإا )ل ولأا :دادعإ.د رصانلادبع(يساسعلا )يكز زكرم تاساردلا ةيفرعملا ةرهاقلا رصم ط د.م2111

183 167 )7 لوص أ دق نلا ي ب ر علا مي د قلا.د )ماصع(يجبصق عباطم ليصلأا بلح 1ط ايروس.م1981 )8 ملاعلأا يلگ ر زلا ريخ( )نيدلا راد ملعلا نييلاملل توريب 15ط نانبل.م2112 )9 ةينسللأا ةيديلوتلا ةيليوحتلاو دعاوقو ةغللا ةيرظنلا(ةيبرعلا )ةينسللأا.د )لاشيم(ايركز ةسسؤملا ةيعماجلا تاساردلل رشنلاو عيزوتلاو توريب.م1986 2ط نانبل. )11 عاتملإا ةسناؤملاو وبأ(يديحوتلا طبض )نايح حيحصتو :حرشو دمحأ نيمأ دمحأو نيزلا راد ةبتكم ةايحلا ةرهاقلا رصم د.ت )11 لاقتنا تايرظ نلا ميهافملاو ةعومجم نم نيثحابلا تاروشنم ةيلك بادلآا مولعلاو 76ةيناسنلإا ةعماج دمحم سماخلا طابرلاب 1ط برغملا.م1999 )12 فاصنلإا يف لئاسم فلاخلا نيب نييوحنلا نييرصبلا نييفوكلاو نبا وبأ(يرابنلأا تاكربلا نمحرلادبع ) :قيقحت.د ةدوج كوربم دمحم كوربم :ةعجارم.د ناضمر باوتلادبع ةبتكم يجناخلا ةرهاقلا 1ط رصم.ت د )13 ةينب لقعلا :يبرعلا ةسارد ةيليلحت ةيدقن مظنل ةفرعملا يف ةفاقثلا ةيبرعلا.د دمحم(يرباجلا )دباع زكرم تاسارد ةدحولا ةيبرعلا توريب 8ط نانبل.م2117 )14 ةيوينبلا يف دقنلا يبرعلا رصاعملا.د فسوي(رباج )دماح باتك 128ضايرلا ةسسؤم ةماميلا ةيفحصلا ضايرلا 1ط ةيدوعسلا.م2114 )15 ليوأتلا نيب تائيايميسلا ةيكيكفتلاو )وتريبمأ(وكيإ ةمجرت :ميدقتو ديعس دارگنب زكرملا يفاقثلا يبرعلا رادلا ءاضيبلا برغملا 2ط.م2114 )16 جات ةغللا حاح صو ةيبرعلا يرهوجلا ( وبأ رصن ليعامسإ نب دامح يرهوجلا ) قيقحت ةداعإو :بيترت.د دمحم دمحم رمات ( نيرخآو ) راد ثيدحلا ةرهاقلا رصم ط د.م2119 )17 خيرات روتسدلا يف تاناملربلا ةيعيرشتلا يف نرقلا عساتلا )1ج(رشع.د فراع دينجلا ةضورلا ءانغلا طقسم نام ع د ط.م1991 )18 خيرات ةفسلفلا ةثيدحلا ةعومجم نم نيفلؤملا ةعبطم دلاخ نب ديلولا قشمد ةيروس ط د.م1982 )19 خيرات ةفسلفلا ةميدقلا بيط ةطيسولاو ينيزيت ناسغو سنانيف ةعبطم ةعماج قشمد قشمد ةيروس ط د.م1982 )21 ليلحت باطخلا يبدلأا ءوض ىلع جهانملا ةيدق نلا ةيثادحلا )دمحم(مازع داحتا باتكلا 1ط برعلا.م2113 )21 زيحتلا يبرعلا دقنلل يبرغلا يقيدص.د يلع( )يدامح ةلجملا ةيبرعلا ضايرلا ةكلمملا ةيبرعلا ةيدوعسلا ط د.ه1432 )22 عماج سوردلا ةيبرعلا )ىفطصم(ينييلاغلا :ةعجارم ملاس سمش نيدلا ةبتكملا اديص ةيرصعلا.م2112 1ط نانبل )23 ةيلدج جهنملا يدقنلا.د )رخاف(ايم عمجملا يملعلا دادغب قارعلا.م2111 )24 قحلا يبرعلا يف فلاتخلاا يفسلفلا.د )هط(نمحرلادبع زكرملا يفاقثلا يبرعلا رادلا توريب/ءاضيبلا نانبل/برغملا 2ط.م2118 )25 صئاصخ بدلأا :يبرعلا يف ةهجاوم تايرظن دقنلا يبدلأا ثيدحلا )رونأ(يدنجلا راد باتكلا ينانبللا توريب 2ط نانبل.م1985 )26 تاسارد نع نبا مزح قوط هباتكو ةمامحلا.د رهاطلا(يكم )دمحأ ةبتكم ةبهو ةرهاقلا 2ط رصم م1977 )27 تاسارد يف دقن دق نلا.د مهرب ( ةيفطل ميهاربإ ) راد عيبانيلا قشمد 1ط ةيروس.م2119 )28 لئلاد ركب وبأ( يناجرجلا زاجعلإا رهاقلا دبع )نمحرلا دبع نب ركاش دمحم دومحم :قيلعتو ةءرا ق ةرهاقلا يندملا ةعبطم رصم 1ط م9119 )29 ليلد دقانلا :يبدلأا ةءاضإ رثكلأ نم نيعبس ارايت احلطصمو ايدقن ارصاعم.د ناجيم يليورلا و.د دعس يعزابلا زكرملا يفاقثلا يبرعلا توريب 2ط نانبل.م2112 )31 ضورلا عيرملا ةعانص يف عيدبلا نبا دمحأ(ءانبلا يشكارملا )يددعلا :قيقحت ناوضر نورقشنب راد رشنلا ةيبرغملا رادلا ءاضيبلا برغملا ط د.م1985 )31 ايجولويسوس :بدلأا ةسارد ةعقاولا ةيبدلأا ءوض ىلع ملع عامتجلاا.د نيسحلا )يصق( راد راحبلا توريب نانبل ط د.م2119 )32 ايجولويسوس دقنلا يبرعلا ثيدحلا.د )يلاغ(يركش راد ةعيلطلا توريب 1ط نانبل.م1981 )33 ةيئايميسلا ةفسلفو ةغللا )وتربمأ(وكيإ :ةمجرت دمحأ يعمصلا زكرم تاسارد ةدحولا ةيبرعلا توريب 1ط نانبل.م2115 )34 :لماشلا سوماق تاحلطصم مولعلا ةيعامتجلاا - يزيلجنإ يبرع.د حلصم حلاصلا راد ملاع بتكلا ضايرلا ةكلمملا ةيبرعلا 1ط ةيدوعسلا.م1999 )35 حرش ناويد )2ج(يبنتملا :هعضو يقوقربلا دبع( )نمحرلا راد باتكلا يبرعلا توريب نانبل ط د.م1986

184 36( صدام الحضارات: إعادة صنع النظام العالمي هنتنغتون)صامويل( ترجمة: طلعت الشايب تقديم: د. صالح قنصوة شركة سطور القاهرة مصر ط م. 37( الصورة الف ني ة في الترا ث النقد ي والب الغي ع ن د العرب د. عصفور)جابر( المركز الثقافي العربي بيروت لبنان ط م. 38( طبيعة التفاعل الكون ي وعالقته بالتفاعل الفلسفي أحمد )احمد علي( مطبعة الم و ص ل الم و ص ل العراق دط دت. 39( عصر البنيوية كيروزيل)إديث( ترجمة: جابر عصفور دار سعاد الصباح الكويت الكويت ط م. 41( عصر العلم د. زويل)أحمد( دار الشروق القاهرة مصر ط م. 41( الفروق اللغوية العسكر ي)أبوهالل الحسن بن عبدهللا بن سهل( تعليق ووضع حواشي: محمد عيون السود دار الكتب العلمية بيروت لبنان ط م. 42( فصل المقال وتقرير ما بين الش ريعة والحكمة من االتصال ابن رشد)أبو الوليد محمد بن أحمد( دار المشرق بيروت لبنان تقديم وتعليق: د. ألبير نصري نادر ط م. 43( فلسفة التأويل: دراسة في تأويل القرآن عند محيي الدين بن عربي د. أبو زيد)نصر حامد( دار التنوير بيروت لبنان ط م. 44( الفوضى الخال قة: الربيع العربي بين الثورة والفوضى رمزي الميناوي دار الكتاب العربي حلب سوريا ط م 45( في أ صول النحو )األفغاني( سعيد دار الفكر بيروت لبنان د ط 1971 م. 46( في البنيوية التكوينية: دراسة في منهج لوسيان غولدمان د. شحيد )جمال( دار ابن رشد بيروت لبنان ط م. 47( في معرفة الن ص يمنى العيد دار اآلفاق الجديدة بيروت لبنان د ط 1983 م. 48( في الن قد األدبي العربي الحديث: مقدمات مداخل نصوص)ج 1 ( د. اصطيف )عبدالنبي( مطبعة االتحاد دمشق سورية د ط 1991 م. 49( قاموس المحيط الفيروزآبادي )مجد الدين محمد بن يعقوب( إعداد وتقديم: محمد المرعشلي دار إحياء التراث العربي بيروت لبنان ط م. 51( ق راضة الذهب في نقد أشعار العرب ابن رشيق القيروان ي)أبو علي الحسن( تحقيق: الشاذلي أبو يحيى الشركة التونسية تونس د ط 1972 م. 51( القضايا اإليمانية د. موسى)كامل( و د. معروف)نايف( دار النفائس بيروت لبنان ط م. 52( كشاف اصطالحات الفنون والعلوم)ج 1 ( التهانوي ( محمد علي ( تحقيق: علي دحروج تقديم ومراجعة: د. رفيق العجم ترجمة فارسية: د. عبدهللا الخالدي ترجمة غربية: د. جورج زيناتي مكتبة لبنان بيروت لبنان ط م. 53( الكل يات معجم في المصطلحات والفروق اللغوية الكفوي ( أبو البقاء أيوب بن موسى الحسيني ( إعداد ومراجعة ووضع فهارس: د. عدنان درويش ومحمد المصري مؤسسة الرسالة بيروت لبنان ط م. 54( لسان العرب ابن منظور ( أبو الفضل محمد بن مكرم بن منظور ( تحقيق: عبدهللا علي الكبير ( وآخرين ( دار المعارف القاهرة مصر ط 1 د ت. 55( اللسان والميزان أو التكوثر العقلي د. عبد الرحمن)طه( المركز الثقافي العربي الدار البيضاء المغرب ط م. 56( المئة األوائل د. هارت )مايكل( ترجمة: خالد عيسى وأحمد سبانو دار قتيبة ط م. 57( ما بعد ذهنية التحريم د. العظم)صادق جالل( المدى دمشق سورية ط م. 58( محمد مفتاح: المشروع النقدي المفتوح تنسيق: د. عبداللطيف محفوظ و د. جمال بندحمان منشورات االختالف الجزائر الجزائر ط م. 59( مدخل إلى مناهج الن قد األدبي مجموعة من المؤلفين ترجمة: د. رضوان ظاظا مراجعة: د. المنصف الشنوفي عالم المعرفة الكويت الكويت مايو/ 1997 م. 61( مذكرات نقدية د. ميا)فاخر( دار الينابيع دمشق سورية ط م. 61( مرايا المحدبة: من البنيوية إلى التفكيكية د. حمودة )عبد العزيز( عالم المعرفة 232 الكويت 1998 م. 62( الم اريا المقعرة: نحو نظرية نقدية عربية د. حمودة)عبدالعزيز( عالم المعرفة 999 الكويت 9009 م. 63( المرشد السليم في المنطق الحديث والقديم د. حجازي)عوض هللا( دار الطباعة المحمدية القاهرة مصر ط م. 64( مشروع رؤية جديدة للفكر العربي في العصر الوسيط: المرحلة األولى د. تيزيني)طيب( دار دمشق دمشق سورية د ط 9199 م. 65( مصطلحات النقد العربي السيميائي: اإلشكالية واألصول واالمتداد د. بوخاتم)موالي علي( اتحاد الكتاب العرب دمشق سورية د ط 2115 م. 66( معجم األلفاظ القانونية محمد رشيد هدي هللا و د. كريم عبدالكريم مكتبة عاطف القاهرة مصر ط م. 168

185 67( معجم التعريفات الشريف الجرجان ي ( علي بن محمد ( تحقيق ودراسة: محمد صد يق المنشاوي دار الفضيلة القاهرة مصر د ط د ت. 68( معجم السيميائيات األحمر)فيصل( منشورات االختالف)باالشتراك( الجزائر الجزائر ط م. 69( المعجم الفلسفي د.صليبا)جميل( دار الكتاب اللبناني بيروت لبنان ط م. 71( معجم محمود محمد شاكر إعداد: منذر أبو شعر المكتب اإلسالمي بيروت/عمان لبنان/األردن ط م. 71( معجم المصطلحات األدبية فتحي )إبراهيم( المؤسسة العربية للناشرين صفاقس تونس ط م. 72( معجم المصطلحات العلمية العربية للكندي والفارابي والخوارزمي وابن سينا والغزالي تصنيف وتعليق: د. فايز الداية دار الفكر دمشق سوري ة ط م. 73( معجم مصطلحات العلوم االجتماعية د. بدوي )أحمد زكي( مكتبة لبنان بيروت لبنان ط م. 74( معجم المصطلحات الفلسفية د. سعيد )جالل الدين( دار الجنوب تونس تونس د ط 2114 م ص ( معجم النقد العربي القديم ( ج 2 ( د. أحمد مطلوب دار الشؤون الثقافي ة بغداد العراق ط م. 76( معجم الوسيط مصطفى )إبراهيم( وآخرون دار الفكر دمشق سورية د ط د ت. 77( معيار العلم في ف ن المنطق الغزالي )أبو حامد محمد بن أحمد( المطبعة العربي ة القاهرة مصر ط م. 78( المغامرة الثانية: دراسات في الرواية العربية د. الصالح)نضال( اتحاد الكتاب العرب دمشق سوريا د ط 1999 م. 79( مفاتيح العلوم الخوارزمي) محمد بن أحمد ( مراجعة وتعليق: محمد األدهمي مطبعة خليل عثمان القاهرة مصر ط م. 81( المفاهيم: تكوينها وسيرورتها مجموعة من الباحثين تنسيق: مفتاح)محمد( وبوحسن)أحمد( منشورات كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية 87 جامعة محمد الخامس بالرباط المغرب ط م. 81( الم فص ل في علوم البالغة العربية: المعاني البيان البديع د. العاگوب)عيسى علي( مطبعة جامعة حلب حلب سورية د ط 9000 م. 82( م فهوم الن ص: دراسة في ع لو م القرآن د. أبو زيد)نصر حامد( المركز الثقافي العربي الدار البيضاء/بيروت المغرب/لبنان ط ( مقاربة الخطاب الن قدي المغرب ي: الت أسيس د. أقضاض )محمد( شركة المدارس الدار البيضاء المغرب ط م. 84( مقاييس اللغة ابن فارس) أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا ( تحقيق وضبط: عبدالسالم هارون دار الفكر دمشق سورية د ط 1979 م. 85( المقدمة )ج 2 ( ابن خلدون )عبدالرحمن( تحقيق وضبط: عبدهللا محم د الد رويش دار يعرب دمشق سورية ط م. 86( المنجد في األدب والعلوم ]م لحق بذيل المنجد في اللغة[ األب توتل اليسوع ي ( فردينان ( دار المشرق بيروت لبنان ط م. 87( الم نجد في اللغة معلوف)لويس( دار المشرق بيروت لبنان ط م. 88( من فلسفة الوجود إلى البنيوية ساخاروفا )ت. أ( ترجمة وتقديم: د. أحمد برقاوي دار دمشق دمشق سورية ط م. 89( المنزع البديع في تجنيس أساليب البديع السجلماسي )أبو محمد القاسم ( تحقيق: عالل الغازي مكتبة المعارف الرباط المغرب ط م. 91( المنطق الصوري: التصو رات التصديقات د. محمود )يوسف( دار الحكمة الدوحة ط م. 91( منهاج البلغاء وسراج األدباء القرطاجني)أبو الحسن حازم( تقديم وتحقيق: محمد الحبيب الخوجة الدار العربية للكتاب تونس تونس ط م. 92( منهج البحث األدبي د. علي جواد الطاهر مكتبة العاني بغداد العراق د ط 1971 م. 93( نحن والتراث: قراءة معاصرة في تراثنا الفلسفي د. الجابري)محمد عابد( المركز الثقافي العربي بيروت لبنان ط م. 94( النص السلطة الحقيقة: الفكر الديني بين إرادة المعرفة وإرادة الهيمنة د. حامد أبو زيد)نصر( المركز الثقافي العربي الدار البيضاء/بيروت المغرب/لبنان ط م. 95( نظري ة الفوضى: علم الالمتوق ع جايمس غليك ترجمة: أحمد مغربي دار الساقي بيروت لبنان ط م. 96( نظرية النسبية أينشتين)ألبرت( ترجمة: د. رمسيس شحاته إعداد وتحرير: د. سمير سرحان و د. محمد عناني الهيئة المصرية للكتاب د ط 2111 م. 97( النظم اإلبداعي عند بدر شاكر السياب د. ميا)فاخر( دار بصمات الالذقية سورية ط ( ال نقد األدب ي الحديث: قضايا ومناهجه د. هويدي)صالح( دار التراث القاهرة مصر ط م. 169

186 99( نقد الشعر قدامة )أبو الفرج بن جعفر( تحقيق وتعليق: د. محمد عبدالمنعم خفاجي دار الكتب العلمية بيروت لبنان د ط د ت. 111( نقد النص حرب)علي( المركز الثقافي العربي الدار البيضاء/بيروت المغرب/لبنان ط م. )111 نقد النقد: رواية تعلم تودوروف )تزفيتان( ترجمة: سامي سويدان م ارجعة: د. ليليان سويدان دار الشؤن الثقافية العامة بغداد الع ارق ط م. 112( النقد ضيف )شوقي( دار المعارف القاهرة مصر ط م. 113( الهندرة: إعادة هندسة نظم العمل في المنظمات هامر)مايكل( و شامبي)جيمس( ترجمة: شمس الدين عثمان الشركة العربية لإلعالم القاهرة مصر ط م. الدوريات والرسائل العلمية والمواقع على الشابكة بالغة الصورة في شعر عبدالوهاب البياتي: دراسة تحليلية جمالية)دكتورا ( جريكوس)تيسير سلمان( إشراف: أ. د.أحمد كمال زكي جامعة عين شمس القاهر مصر 1996 م. التجربة النقدية عند محمد مفتاح)رسالة ماجستير( مصباحي)علي( إشراف: أ. د. بودربالة )الطيب( جامعة الحاج لخضر باتنة/الجزائر د ط 2112 م. تحليل الخطاب في النقد العربي الحديث: دراسة مقارنة في النظرية والمنهج)أ طروحة دكتورا ( د. العتوم)مهى محمود( مطبعة الجامعة األردنية عمان األردن د ط 2114 م. حوار مع عبد العزيز حمودة سالم )ممدوح( مجلة الواحة الرياض شو ال 1418 ه. في الوعي بمصطلح نقد الن قد وعوامل ظهور د. القسطنطيني )نجوى الرياحي( مجلة عالم الفكر العدد 1 المجلد 38 يوليو سبتمبر 2119 م. قراءة في نقاد نجيب محفوظ: مالحظات أولية عصفور )جابر( فصول م 1 ع 3 إبريل الموسوعة العربية العالمية مجموعة من المؤلفين وجزء من النسخة الدولية لدائرة المعارف العالمية ( Book World )International المكتبة الشاملة اإللكترونية الشابكة: أو ال اربط العربي : )المكتبة الشاملة(. المنهج النقدي عند محمد مفتاح بين التوفيق والتلفيق بوالي)كاملة( منشو ارت جامعة قاصدي مرباح ورقلة ورقلة الج ازئر 9099 م موقع )العنوان( على الشابكة )نت( الرابط.)manifest.univ-ouargla.dz/(: نقد النقد أم الميتا نقد: محاولة في تأصيل المفهوم محمد)باقر جاسم( مجلة عالم الفكر العدد الثالث المجلد 37 مارس 2119 م. )1 )2 )3 )4 )5 )6 )9 )8 )9 المراجع األجنبية The Cambridge Dictionary of Philosophy, R. Audl, Published in the United States of America by Cambridge University Press, New York, 2nd, The Changing Nature of World Power, Joseph S. Nye, Political Science Quarterly, 105, )6 Summer MacMillan Dictionary, Martin H. Manser, MacMillan Education LTD, London and )1 Basingstoke, 2 nd Edition, Oxford Advanced Dictionary of Current English, A. S. Hornby and Michael Ashby, Oxford )1 University Press,8Th Edition, Student Dictionary(English-Arabic),F.Y. Mohammad and G. M. Dayyoub, Dar EL-Chimal, )9 Tripoli-Lebanon, 6th Edition. )3 171

187 171 ف هرس الممصطلحات رقم الصفحة اللغة العربية الفرض االستكشافي المثاقفة أحد بحور الشعر األعجمية/الخمري المعكوس)عند مفتاح( علم األجناس البشرية األلية/الذاتية االستعارة التشبيهية االنحياز التشعب عضوي علم الحياة من القاعدة إلى القمة خلية الفوضى الكيمياء الحاسوب الترابط علم الكون/ انتظام الكون نقد النقد النقد نقد النقد النقد الثقافي نظرية الثقافة/ الدراسات الثقافية اسم بحر شعر أعجمي/ األصبوعي) عند مفتاح( دارويني التفكيكية تعاقبي عقيدة/ حتمية تفاعلي حركي / دينامي بشكل تفاعلي حركي / بشكل دينامي التفاعلية الحركية/ الدينامية األنا األليكترون معرفي / أبيستمي اللغة األعجمية Abduction Acculturation Anapestic Anthropology Automatism Basic Level Metaphors Bias Bifurcation Biological Biology Bottom-up Cell Chaos Chemistry Computer Connectivity Cosmology critique of criticism Criticism Critique du Critique Cultural Criticism Culturl Theory Dactylic Darwinian Deconstruction Diachronic Dogma Dynamic Dynamically Dynamism Ego Electron Epistemological Epistemology نظرية المعرفة

188 Ethnical Ethnology Euro centrism Existence Feminist Fission Focus Folk Model Frames Gender Geometry Iambic Ibid Idem Identity Ideological Ideology Interaction Isotope- Isotopie Localize Logics Mathematics Mechanized Mediterranean Mental Models Meta-Criticism Metaphor Metaphysical Metaphysics Natural Son Nucleolus Ontological Op. Cit Otherworldliness Paradigmatic Partiality Passim Photocopy Physics Poetry Post-colonialism Posturing Pragmatic Predicable Prejudice Professional Psycholinguistics Psychological عرقي علم األعراق المركزية األورپية الوجود النسوية االنشطار البؤرة النماذج العامة األ طر الجنوسة الهندسة اسم بحر شعر أعجمي/ الهجائي )عند مفتاح( المرجع نفسه مثله)المرجع نفسه( اله و ية ع ق د ية عقيدة التفاعل التشاك ل التحيز المنطق الرياضيات م ؤ ل ل البحر األبيض المتوسط النماذج الذهنية نقد النقد االستعارة / المجاز غيبي غيبية االبن الطبيعي )غير شرعي ) النواة الوجودي المرجع السابق الغيبية / األ خروية محور االنتقاء البالغي التحيز هنا وهناك نسخة طبق األصل)تصوير( الفيزياء الشعرية ما بعد االستعمار التحيز نفعي الكلية التحيز اختصاصية علم اللغة النفسي نفسي

189 Psychology Quiddity Radical Reengineering Schemata Scripts Semantic Semiology Sociology Spatialization Strategy Structuralism Syllable Synchronic Syntagmatic The Literary Theory The Other Theory Folk Theory of Literature Text Top-down Trochic tyre & form Universality Voir Vorurteil علم النفس الماهية حادة / متطرفة الهندرة المخططات السيناريوهات/ المدو نات الشبكة الداللية السيميولوجية علم االجتماع التحيز التطلع والقصد البنيوية التفعيلة التزامني المحور التركيبي النحوي النظرية األدبية اآلخر النظريات الشعبية نظرية األدب النص من القمة إلى القاعدة اسم بحر شعر أعجمي / الخببي ( عند مفتاح( اإلطار/ الشكل الشمولية / العالمية انظر التحيز

190 الفهرس المقدمة...)من إلى ز( أ )31 مدخل...)من 1 إلى 1 تمهيد المنه)ا(ج/ المنه)ا(جي ة الشمولية التحيز اإلشكالية نقد النقد مفتاح: 9- اإلنسان والموضوع 9- مقاصد البحث المنهاجية المنهج بين سؤالين ما قبل النص... الفصل األول ) 32 إلى 61( 19 البنية الت كوينية للمنهاجية الش مولي ة: الت حي ز بالقوة... تمهيد المصادر المعرفية للمنهاجية الش مولية

191 19 المنطق الرياضيات الهندسة م االجتماع ع ول 9 9 واألجناس واألحياء واألع ارق والنفس الفيزياء والكيمياء علم الحاسوب المرجعية المنهجية للمنهاجية الشمولية: الجزئيات والت حي ز الت صاع د ي )111 خاتمة... الفصل الثاني...)من 62 إلى رؤي)ة()ا( العال م عند المنهاجية الشمولية: تحي ز الوعي الممكن تمهيد... 1 األسس المعرفية للمنهاجية الشمولية: التحيز الصوري النسقية الوظيفية... النزعة اإلنسانية... 9 المبادئ الشمولية المثالية التدرج االتصال التشابه/االنسجام: التسامح)التوسط(: 175

192 المفاهيم من الت ق ع ي د... إلى الت ع ق ي د اآللية المنهاجية الشمولية التركيب التفاعل التوليد التشييد إعادة هندسة الجهاز المفاهيمي...)الهندرة( في الكتابة عهود المنهاجية وأطوارها الم ارجع األسلوب: االختالف واالنفصال )131 خاتمة: الهوية والماهية... الفصل الثالث...)من 111 إلى 909 الماهية و)نقد(القطبية الزمكانية: تحي ز بين حيزين... تمهيد نقد الت ارث: المناهج الغربية الس يميائية

193 البنيوية والتفكيكية: البنيوية: في الشعرية في نظرية األدب التفكيكية المناهج األخرى: 910 خاتمة... ) الفصل الرابع...)من 131 إلى الفعلي... اله و ية بين الشمال والغرب... تحيز الوعي تمهيد البالغة المرحلة األ ولى... المرحلة الثانية األعالم حازم القطاجني: الوجه األخر لألنا ابن رشد: االبن الطبيعي للنسق ثالوث البالغة... السجلماسي ابن البناء

194 ابن عميرة: في رحابه ثأ ار لمتى موطن االستشهاد: المغاربي... الهوى المشارگي 999 خاتمة... الخاتمة ثبت المصادر والم ارجع فهرس... المصطلحات الفهرس

195 Abstract Methodological Inclusiveness and Problematic Biases in critique of criticism of Muhammad Moftaah The letter examined the monetary method, whom the critic Mohammed Moftaah relies upon in literary and critical analysis of texts.the letter is based on four major aspects to deal with, three of them in the method of Moftaah: First: trying to consolidate the concept of bias.this is part of substance of the letter prefix. Second: the structure which is made of this approach; it is the first chapter substance. Third: the vision which method is based on, its kinetics philosophy; which is expressed by a vision of the world with the method structural formative concepts. This is the second chapter substance. Fourth: the letter studied critical practices of this approach about literary critical texts; which is critique of criticism.this practice includes third and fourth chapters. The letter tried to detect the methodological structural biases and the epistemological orientations (Epistemology), which is causes problematic cases within the field of the cultural pattern in which Moftaah is working. The study endeavored to introduce a new concept about the bias, avoiding the traditional vision followed in this concept, which relies on the narrow tendentiousness cases. This study benefits on signify of the concept of bias in Arabic lexicon and its deliberation of Arabic theology and Arabic philosophy in the first ages. The Contents: 1. Preface: 2. Chapter I: The Genetical Structure of the Methodological Inclusiveness. 3. Chapter II: The vision and the mystic vision of world of the Inclusiveness Methodism. 4. Chapter III: The essence and critic of temporal and spatial polarity. 5. Chapter IV: Identity between the North and the West. 6. Conclusion.

196 Syrian Arab Republic High- Education Ministry Tishreen University Arts Humanities college Arabic language department Methodological Inclusiveness and Problematic Bias in Critique of Criticism of Mohammed Moftaah The student Haiham Al-Sadian Supervision Dr. Fakher Mayya م

REPUBLIQUE ALGERIENNE DEMOCRATIQUE ET POPULAIRE وزارة التعليم العالي والبحث العلمي Ministère de l enseignement supérieur et de la recherche scientifiq

REPUBLIQUE ALGERIENNE DEMOCRATIQUE ET POPULAIRE وزارة التعليم العالي والبحث العلمي Ministère de l enseignement supérieur et de la recherche scientifiq ماستر. 1 لسان ات تطب ق ة ق: 16 النظر ات اللسان ة إنجلز ة 2018-06-19 ش خ إدر س المنهج و المنهج ة فن ات البحث و الكتابة فارس حس ن الطرش التحل ل التول دي خالدي هشام المبادئ المنهج ة للتحل ل اللسان الهادي

المزيد من المعلومات

الجامعة الأردنية

الجامعة الأردنية ر 5 الجامعة األردنية كلية اآلداب/ قسم الفلسفة ================== المادة : إشكاليات في الفكر العربي المعاصر )دكتوراه( أستاذ المادة: أحمد ماضي رقمها: )4393032( بالنظر إلى تعذر د ارسة كافة اإلشكاليات كما

المزيد من المعلومات

اسم المفعول

اسم المفعول اسم المفعول اسم المفعول اسم ي شتق من الفعل المتعدي المبني للمجهول المتعدي وهي تدل على وصف من يقع عليه الفعل. يصاغ اسم المفعول على الن حو التالي : 1 الفعل الثالثي : على وزن م ف ع ول مثل: ك ت ب : م ك ت وب

المزيد من المعلومات

الصفة المشبَّهة باسم الفاعل

الصفة المشبَّهة باسم الفاعل الصفة المشب هة باسم الفاعل ه اسم صاغ من الفعل الالزم للداللة على معنى اسم الفاعل وتشابه اسم الفاعل ف المعنى وتفترق عنه ف أن ها تدل على ثابتة. صفة وأوزانها متعددة ثالثة منها مختصة بباب) وأربعة ف ع ل ( مختصة

المزيد من المعلومات

جامعة عين شمس كلية التربية النوعية ة امتحان دور : ف نتيجة الفرقة : يناير األولى قسم تكنولوجيا التعليم الفرقة األولى العام الد ارسى : / ( عام

جامعة عين شمس كلية التربية النوعية ة امتحان دور : ف نتيجة الفرقة : يناير األولى قسم تكنولوجيا التعليم الفرقة األولى العام الد ارسى : / ( عام الفرقة 42 79 36 39 42 69 69 62 65 69 45 46 53 46 43 54 9 1 131 117 1 95 16 142 139 1 1 138 17 143 11 64 142 1 124 55 56 51 63 55 58 ابتسام كميل جوهر غبلاير اب ارهيم على اب ارهيم مصطفى احمد باتع عبد الحكيم

المزيد من المعلومات

السيرة الذاتية للدكتور محمد شلال العاني

السيرة الذاتية للدكتور محمد شلال العاني السيرة الذاتية لألستاذ الدكتور أولا : معلومات شخصية: محمد شاللحبيب 1 - السم الرباعي واللقب: محمد شالل حبيب يوسف 2 - اللقب العلمي: أستاذ 3 - التحصيل العلمي: دكتو اره في القانون الجنائي 5 - عنوان السكن الحالي:

المزيد من المعلومات

وزارة الرتبية الوطنية امتحان بكالوراي التعليم الثانوي الشعبة: تقين رايضي اختبار يف مادة: الرايضيات اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية الديوان الو

وزارة الرتبية الوطنية امتحان بكالوراي التعليم الثانوي الشعبة: تقين رايضي اختبار يف مادة: الرايضيات اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية الديوان الو وزارة الرتبية الوطنية امتحان بكالوراي التعليم الثانوي الشعبة: تقين رايضي اختبار يف مادة: الرايضيات اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية الديوان الوطين لالمتحاانت واملسابقات 710 املدة: دورة: 10 د و 01

المزيد من المعلومات

وزارة الترب ة بنك األسئلة لمادة علم النفس و الح اة التوج ه الفن العام لالجتماع ات الصف الحادي عشر أدب 0211 / 0212 األولى الدراس ة الفترة *************

وزارة الترب ة بنك األسئلة لمادة علم النفس و الح اة التوج ه الفن العام لالجتماع ات الصف الحادي عشر أدب 0211 / 0212 األولى الدراس ة الفترة ************* وزارة الترب ة بنك األسئلة لمادة علم النفس و الح اة التوج ه الفن العام لالجتماع ات الصف الحادي عشر أدب 2 / 22 األولى الدراس ة الفترة ************************************************************************************

المزيد من المعلومات

. رصد حضور المرأة في وسائل اإلعالم المحلية 2017

. رصد حضور المرأة في وسائل اإلعالم المحلية 2017 . رصد حضور المرأة في وسائل اإلعالم المحلية 2017 المقدمة : عينة الدراسة الصحافة المطبوعة : الرأي والغد والدستور والسبيل. المواقع اإللكترونية : عمون وسرايا وخبرني والوكيل. التلفزيون : التلفزيون األردني ورؤيا.

المزيد من المعلومات

بسم الله الرحمن الرحيم

بسم  الله الرحمن الرحيم بسم اهلل الرحمن الرحيم السيرة الذاتية اوال البيانات الشخصية االسم بدر رفعت سلمان دويكات 1691 تاريخ الميالد مكان الوالدة الحالة االجتماعية متزوج ولي أربعة أوالد الجنسية فلسطيني الوظيفة الحالية أستاذ مساعد

المزيد من المعلومات

نموذج السيرة الذاتية

نموذج السيرة  الذاتية بسم اهلل الرحمن الرحيم البيانات الشخصية االسم تاريخ ومكان الميالد الكلية القسم عمان العلوم التربوية المكتبات و المعلومات المؤهالت الد ارسية الدرجة العلمية التخصص الجهة المانحة لها 2012 دكتو اره علم المعلومات

المزيد من المعلومات

دائرة التسجيل والقبول فتح باب تقديم طلبات االلتحاق للفصل األول 2018/2017 " درجة البكالوريوس" من العام الدراسي جامعة بيرزيت تعلن 2018/2017 يعادلها ابتد

دائرة التسجيل والقبول فتح باب تقديم طلبات االلتحاق للفصل األول 2018/2017  درجة البكالوريوس من العام الدراسي جامعة بيرزيت تعلن 2018/2017 يعادلها ابتد دائرة التسجيل والقبول فتح باب تقديم طلبات االلتحاق للفصل األول 2018/2017 " درجة البكالوريوس" من العام الدراسي جامعة بيرزيت تعلن 2018/2017 يعادلها ابتداء من عن فتح باب تقديم طلبات االلتحاق بإمكان الطلبة

المزيد من المعلومات

ص)أ( المملكة العرب ة السعود ة وزارة التعل م اإلدارة العامة للتعل م بمحافظة جدة الب ان النموذج ة ( تعل م عام ) انفصم اندراسي األول انفترة انثانثت العام

ص)أ( المملكة العرب ة السعود ة وزارة التعل م اإلدارة العامة للتعل م بمحافظة جدة الب ان النموذج ة ( تعل م عام ) انفصم اندراسي األول انفترة انثانثت العام ص)أ( المملكة العرب ة السعود ة وزارة التعل م اإلدارة العامة للتعل م بمحافظة جدة الب ان النموذج ة ( تعل م عام ) انفصم اندراسي األول انفترة انثانثت العام الدراس - 8 المعلمة المرحلة الصف المادة وفاء المالكي

المزيد من المعلومات

مؤتمر: " التأجير التمويلي األول " طريق جديد لالستثمار لدعم وتنمية المشروعات القومية والشركات الصغيرة والمتوسطة تحت رعاية : و ازرة االستثمار و ازرة اال

مؤتمر:  التأجير التمويلي األول  طريق جديد لالستثمار لدعم وتنمية المشروعات القومية والشركات الصغيرة والمتوسطة تحت رعاية : و ازرة االستثمار و ازرة اال مؤتمر: " التأجير التمويلي األول " طريق جديد لالستثمار لدعم وتنمية المشروعات القومية والشركات الصغيرة والمتوسطة تحت رعاية : و ازرة االستثمار و ازرة االتصاالت وتكنولوجيا المعلومات الهيئة العامة للرقابة المالية

المزيد من المعلومات

الشريحة 1

الشريحة 1 2 األشكال الثالثية األبعاد 4 الف ص ل السادس 5 6 ن 2 : املئ الجدول بالرقم المناسب عدد أضالع القاعدة 4 ن 3 8 عدد أحرف المجس م 6 كانت إذا قاعدة الهرم مثلثة الشكل ذ فكم عدد أضالعها كم حرف ا كانت إذا للهرم

المزيد من المعلومات

جملة جواب الشرط الغير جازم

جملة جواب الشرط الغير جازم جملة جواب الشرط غير الجازم . جملة جواب الشرط الغير جازم وهي الجملة التي تكون جواب ا إلحدى أدوات الشرط غير الجازمة أدوات الشرط غير الجازمة تتكون من : أسماء )إذا لما كلما أحرف )أما لو لوال لوما( ) وهي ال

المزيد من المعلومات

جامعة الانبار – قسم ضمان الجودة والاعتماد - السيرة الذاتية لعضو هيئة تدريس

جامعة الانبار – قسم ضمان الجودة والاعتماد - السيرة الذاتية لعضو هيئة تدريس االسم علي محمد عبد السيرة الذاتية) CV ( : 1 اوال : معلومات عامة 1.العنوان: العمل : جامعة التخصص:...األدب االندلسي..كلية االداب / قسم اللغة العربية الدرجة العلمية:...استاذ مساعد. العنوان البر د :......

المزيد من المعلومات

صفوت مصطفي حميد ضهير مدرسة الدوحة الثانوية ب أي خطأ طباعي أو إثناء التحويل من صيغة آلخري يرجي إبالغي به والخطأ مني ومن الشيطان أما توفيقي فمن هللا عرف

صفوت مصطفي حميد ضهير مدرسة الدوحة الثانوية ب أي خطأ طباعي أو إثناء التحويل من صيغة آلخري يرجي إبالغي به والخطأ مني ومن الشيطان أما توفيقي فمن هللا عرف أي خطأ طباعي أو إثناء التحويل من صيغة آلخري يرجي إبالغي به والخطأ مني ومن الشيطان أما توفيقي فمن هللا عرف المصطلحات التالية: الكميات الفيزيائية القياسية: هي كميات التي يعبر عنها بعدد ووحدة قياس مثل "درجة

المزيد من المعلومات

اململكة العربية السعودية وزارة التعليم العالي جامعة اجملمعة عماده خدمه اجملتمع كليه الرتبية بالزلفي دبلوم التوجيه واالرشاد الطالبي ملخص منوذج توصيف مق

اململكة العربية السعودية وزارة التعليم العالي جامعة اجملمعة عماده خدمه اجملتمع كليه الرتبية بالزلفي دبلوم التوجيه واالرشاد الطالبي ملخص منوذج توصيف مق اململكة العربية السعودية وزارة التعليم العالي جامعة اجملمعة عماده خدمه اجملتمع كليه الرتبية بالزلفي دبلوم التوجيه واالرشاد الطالبي ملخص منوذج توصيف مقرر )نظريات التعلم ) 435/434 ه منوذج توصيف مقرر دراسي

المزيد من المعلومات

الحل المفضل لموضوع الر اض ات شعبة تقن ر اض بكالور ا 2015 الحل المفص ل للموضوع األو ل التمر ن األو ل: 1 كتابة و على الشكل األس. إعداد: مصطفاي عبد العز

الحل المفضل لموضوع الر اض ات شعبة تقن ر اض بكالور ا 2015 الحل المفص ل للموضوع األو ل التمر ن األو ل: 1 كتابة و على الشكل األس. إعداد: مصطفاي عبد العز الحل المفص ل للمضع األ ل التمر ن األ ل: كتابة على الشكل األس k ' cos s cos s e e ب( تع ن ق م العدد الطب ع بح ث كن العدد حق ق ا e e e arg حق ق معناه k منه k عل ه k ' k ح ث e ج( عدد مركب ح ث حساب ط لة العدد

المزيد من المعلومات

6 الجمهورية الج ازي رية الديمق ارطية الشعبية مديرية التربية لولاية الطارف و ازرة التربية الوطنية امتحان البكالوريا التجريبي في مادتي التاريخ والجغ ارف

6 الجمهورية الج ازي رية الديمق ارطية الشعبية مديرية التربية لولاية الطارف و ازرة التربية الوطنية امتحان البكالوريا التجريبي في مادتي التاريخ والجغ ارف 6 الجمهورية الج ازي رية الديمق ارطية الشعبية مديرية التربية لولاية الطارف و ازرة التربية الوطنية امتحان البكالوريا التجريبي في مادتي التاريخ والجغ ارفيا ) دورة ماي ( 2017 المدة : 03 ساعات ونصف الشعبة :تسيير

المزيد من المعلومات

)) أستطيع أن أفعلها(( المادة : لغة عربية الصف و الشعبة: السابع االسم : عنوان الدرس: ورقة مراجعة )) العمل الفردي (( األهداف: أن يجيب الطالب على جميع اأ

)) أستطيع أن أفعلها(( المادة : لغة عربية الصف و الشعبة: السابع االسم : عنوان الدرس: ورقة مراجعة )) العمل الفردي (( األهداف: أن يجيب الطالب على جميع اأ )) أستطيع أن أفعلها(( المادة : لغة عربية الصف و الشعبة: السابع االسم : عنوان الدرس: ورقة مراجعة )) العمل الفردي (( األهداف: أن يجيب الطالب على جميع األسئلة بعد قراءتك * لنص الشعري بعنوان )أعطني الناي(

المزيد من المعلومات

هاروت وماروت كما وردت يف القرآن الكريم )من خالل تفسري ابن جرير الطربي - -ت 310 ه املسمى جامع البيان يف تفسري آي القرآن ) دكتور سناء بنت عبد الرحيم بن

هاروت وماروت كما وردت يف القرآن الكريم )من خالل تفسري ابن جرير الطربي - -ت 310 ه املسمى جامع البيان يف تفسري آي القرآن ) دكتور سناء بنت عبد الرحيم بن هاروت وماروت كما وردت يف القرآن الكريم )من خالل تفسري ابن جرير الطربي - -ت 310 ه املسمى جامع البيان يف تفسري آي القرآن ) دكتور سناء بنت عبد الرحيم بن عبد اهلل حلواني أستاذ مساعد بقسم الكتاب والسنة بكلية

المزيد من المعلومات

التقريرالسنوي لمالكي الوحدات البيت 52 الفترة من يناير 2017 إلى ديسمبر 2017 تقارير الصندوق متاحة عند الطلب وبدون مقابل

التقريرالسنوي لمالكي الوحدات البيت 52 الفترة من يناير 2017 إلى ديسمبر 2017 تقارير الصندوق متاحة عند الطلب وبدون مقابل التقريرالسنوي لمالكي الوحدات البيت 52 الفترة من يناير إلى ديسمبر تقارير الصندوق متاحة عند الطلب وبدون مقابل أ( معلومات صندوق االستثمار: 1. إسم صندوق اإلستثمار صندوق البيت 52 2. أهداف وسياسات االستثمار

المزيد من المعلومات

مشروع قانون المحكمة الدستورية التقرير العليا الرابع والسبعون مشروع قانون مقدم من الحكومة تقرير لجنة الفصل التشريعى األول دور

مشروع قانون المحكمة الدستورية التقرير العليا الرابع والسبعون مشروع قانون مقدم من الحكومة تقرير لجنة الفصل التشريعى األول دور https://www.ilovepdf.com مشروع قانون المحكمة الدستورية التقرير العليا الرابع والسبعون مشروع قانون مقدم من الحكومة تقرير لجنة الفصل التشريعى األول دور االنعقاد العادى الرابع الشئون الدستورية والتشريعية

المزيد من المعلومات

الشريحة 1

الشريحة 1 القيادة 1 القيادة -الم ادة - تعر فات الم ادة -الفرق ب ن الم ادة واإلدارة - عناصر الم ادة اإلدار ة - نظر ات الم ادة اإلدار ة 2 القيادة تنطوي الم ادة على عاللة تبادل ة ب ن من بدأ بالفعل وب ن من نجزه وهذه

المزيد من المعلومات

الرقابة الداخلية والرقابة الخارجية

الرقابة الداخلية والرقابة الخارجية الرقابة الداخلية - التدقيق الداخلي الرقابة الخارجية القاضي أفرام الخوري الرقابة الداخلية - التدقيق الداخلي والرقابة الخارجية الفقرة االولى : المقاييس العامة ألي نظام رقابي 1 هدف الرقابة : الرقابة على الوسيلة

المزيد من المعلومات

الدِّيكُ الظَّرِيفُ

الدِّيكُ الظَّرِيفُ ﺍﻟﺪﻳﻚ ﺍﻟﻈﺮﻳﻒ ﻛﺎﻣﻞ ﻛﻴﻼﻧﻲ ال ديك ال ظر يف ال ديك ال ظر يف تا ليف كامل كيلاني كامل كيلاني رقم إيداع ١٦٤٠٧ / ٢٠١٢ تدمك: ٩٧٨ ٩٧٧ ٧١٩ ٠٠٨ ٤ مو سسة هنداوي للتعليم والثقافة جميع الحقوق محفوظة للناشر مو سسة هنداوي

المزيد من المعلومات

Morgan & Banks Presentation V

Morgan & Banks Presentation V المحرم 1433/ ديسمبر 2011 1 1 د. صنهات العتييب االستاذ بجامعة الملك سعود د. مسري الشيخ مستشار تطوير المصرفية اإلسالمية 2 علي اإلجابة الندوة تحاول التساؤالت التالية: املصرفية أين اإلسالوية يف البنوك التقميدية

المزيد من المعلومات

اجيبي علي الاسئلة التالية بالكامل:

اجيبي علي الاسئلة التالية بالكامل: أساليب توزيع السكان وكثافتهم أوال: التوزيع السكاني Population Distribution التوزيع السكاني هو عبارة عن توزيع البشر األعداد المطلقة على الرقعة المساحية. إن التوزيع الجغ ارفي للسكان هو الجغ ارفية. انعكاس

المزيد من المعلومات

اسم الطالب: ألمدرسة األحمدية الخميس 24 آذار ربيع الثاني 2442 إمتحان فهم مقروء فصلي للصف الخامس إق أر النص التالي ثم أجب عن األسئلة التي تليه:

اسم الطالب: ألمدرسة األحمدية الخميس 24 آذار ربيع الثاني 2442 إمتحان فهم مقروء فصلي للصف الخامس إق أر النص التالي ثم أجب عن األسئلة التي تليه: اسم الطالب: _ ألمدرسة األحمدية الخميس 24 آذار 2122 21 ربيع الثاني 2442 إمتحان فهم مقروء فصلي للصف الخامس إق أر النص التالي ثم أجب عن األسئلة التي تليه: العصفورتان والر يح جميلتان العرب ب ال د إحدى في كانت

المزيد من المعلومات

المحاضرة الثانية عشر مقاييس التشتت درسنا في المحاضرة السابقة مقاييس النزعة المركزية أو المتوسطات هي مقاييس رقمية تحدد موقع أو مركز التوزيع أو البيانات

المحاضرة الثانية عشر مقاييس التشتت درسنا في المحاضرة السابقة مقاييس النزعة المركزية أو المتوسطات هي مقاييس رقمية تحدد موقع أو مركز التوزيع أو البيانات المحاضرة الثانية عشر مقاييس التشتت درسنا في المحاضرة السابقة مقاييس النزعة المركزية أو المتوسطات هي مقاييس رقمية تحدد موقع أو مركز التوزيع أو البيانات وهي مهمة في حالة المقارنة بين التوزيعات المختلفة وكان

المزيد من المعلومات

الوحدة األولى المالمح البشرية للوطن العربي عنوان الدرس : سكان الوطن العربي أوال :أكمل الجدول التالي: 392 مليون نسمة %5.3 %39.9 %60.1 عدد سكان الوطن ال

الوحدة األولى المالمح البشرية للوطن العربي عنوان الدرس : سكان الوطن العربي أوال :أكمل الجدول التالي: 392 مليون نسمة %5.3 %39.9 %60.1 عدد سكان الوطن ال 0 الوحدة األولى المالمح البشرية للوطن العربي عنوان الدرس : سكان الوطن العربي أوال :أكمل الجدول التالي: 392 مليون نسمة %5.3 %39.9 %60.1 عدد سكان الوطن العربي: نسبة سكان الوطن العربي إلى سكان العالم: نسبة

المزيد من المعلومات

الخطة الاستراتيجية ( 2015 – 2020 )

الخطة الاستراتيجية ( 2015 – 2020 ) / كلية العلوم الاجتماعية ) 2018 2017 الخطة ( االست ارتيجية مركز التطوير األكاديمي وضبط الجودة 2 صفحة االسم أ. د. يونس الشديفات د. سطام الشقور د. عمر السقرات د. هايل البري د. رضوان المجالي د. مسلم الرواحنة

المزيد من المعلومات

نتائج تخصيص طالب وطالبات السنة األولى المشتركة بنهاية الفصل الدراسي الثاني 1438/1437 ه يسر عمادة شؤون القبول والتسجيل بجامعة الملك سعود أن تعلن نتائج

نتائج تخصيص طالب وطالبات السنة األولى المشتركة بنهاية الفصل الدراسي الثاني 1438/1437 ه يسر عمادة شؤون القبول والتسجيل بجامعة الملك سعود أن تعلن نتائج نتائج تخصيص وات السنة األولى المشتركة بنهاية الفصل الدراسي الثاني 1438/1437 ه يسر عمادة شؤون القبول والتسجيل بجامعة الملك سعود أن تعلن نتائج تخصيص وات السنة األولى المشتركة بعد نهاية الفصل الدراسي الثاني

المزيد من المعلومات

PowerPoint Presentation

PowerPoint Presentation عرض لنظام المعماري الاستراتيجي لمتابعة الأداء وتنفيذ الاستراتيجيات 1999 مقدمة تاسست عام في مصر شركة مساهمة خاصة من عام 2002 المقر الرئيسي بالقاهرة 35 موظف شركاء استراتيجيين في الشرق الأوسط خبرات دولية

المزيد من المعلومات

اإلحتاد املصري لتنس الطاولت بطىلت اجلمهىريت املفتىحت لفردي مجيع االعمار السنيت للبنني والبناث صالت رقم ( 1 ) استاد القاهرة خالل الفرتة من 04 اىل 12 فر

اإلحتاد املصري لتنس الطاولت بطىلت اجلمهىريت املفتىحت لفردي مجيع االعمار السنيت للبنني والبناث صالت رقم ( 1 ) استاد القاهرة خالل الفرتة من 04 اىل 12 فر ( الدور الرئيسي ال ) صفحة فردى السيدات دينا عالء الدين وفيك دمحم مشرف يوم : ط همسه حسين دمحم االشمر يوم : ط هدى هشام احمد عبدالسميع الناغى الرواد يوم : ط ندى عبدالرحمن دمحم رحمو يوم : ط رنا اشرف السيد

المزيد من المعلومات

مكثف الثالثة الوحدة البوابات املنطقية 1 هاتف : مدارس األكاد م ة العرب ة الحد ثة إعداد المعلم أحمد الصالح

مكثف الثالثة الوحدة البوابات املنطقية 1 هاتف : مدارس األكاد م ة العرب ة الحد ثة إعداد المعلم أحمد الصالح مكثف الثالثة الوحدة البوابات املنطقية هاتف : 798226 النظ ري الج زء و الثاني األ ول للد رسين وضح ان قصىد ت ا يهي : انرعثير انعالئقي ج هح خثريح ذكى قي رها إيا صىاب )( و إيا خطأ )( ان عايم ان طقي راتط يسرخذو

المزيد من المعلومات

قررت وزارة التعليم تدري س هذا الكتاب وطبعه على نفقتها الريا ضيات لل صف االأول االبتدائي الف صل الدرا سي الثاين كتاب التمارين قام بالت أاليف والمراجعة

قررت وزارة التعليم تدري س هذا الكتاب وطبعه على نفقتها الريا ضيات لل صف االأول االبتدائي الف صل الدرا سي الثاين كتاب التمارين قام بالت أاليف والمراجعة قررت وزارة التعليم تدري س هذا الكتاب وطبعه على نفقتها الريا ضيات لل صف االأول االبتدائي الف صل الدرا سي الثاين كتاب التمارين قام بالت أاليف والمراجعة فريق من المتخ ص صين طبعة 9 0 ه 08 09 م ح وزارة التعليم

المزيد من المعلومات

Kingdome of Saudi Arabia Ministry of Education Taibah University University Testing Center المملكة العربية السعودية وزارة التعليم جامعة طيبة مركز االخ

Kingdome of Saudi Arabia Ministry of Education Taibah University University Testing Center المملكة العربية السعودية وزارة التعليم جامعة طيبة مركز االخ Kingdome of Saudi Arabia Ministry of Education Taibah University University Testing Center اللكة العربية السعودية وزارة التعلي جاعة طيبة ركز االختبارات بالجاعة األرقا الجاعية لطالبات كلية اآلداب والعلو

المزيد من المعلومات

االبداع في صياغة المواقف المضحكة من خصائص الشخص ذو الذكاء: الفكاهي A. الذاتي B. اللغوي C. العاطفي D. االتصال الذي يتخذ فيه الفرد قراراته بناء على المع

االبداع في صياغة المواقف المضحكة من خصائص الشخص ذو الذكاء: الفكاهي A. الذاتي B. اللغوي C. العاطفي D. االتصال الذي يتخذ فيه الفرد قراراته بناء على المع االبداع في صياغة المواقف المضحكة من خصائص الشخص ذو الذكاء: الفكاهي A. الذاتي B. اللغوي C. العاطفي D. االتصال الذي يتخذ فيه الفرد قراراته بناء على المعلومات التي يتلقاها من حواسة هو االتصال: A. الجمعي B.

المزيد من المعلومات

اإلحتاد املصرى لتنس الطاولة بطولة اجلمهورية املفتوحة األوىل لفردى الرباعم والربعمات حتت 12 سنة واألشبال والشبالت حتت 15 سنة صالة رقم ( 1 ) - استاد الق

اإلحتاد املصرى لتنس الطاولة بطولة اجلمهورية املفتوحة األوىل لفردى الرباعم والربعمات حتت 12 سنة واألشبال والشبالت حتت 15 سنة صالة رقم ( 1 ) - استاد الق - -, -, - - -, -, - -,, - - - - // // // : : : - - فردي البراعم تحت سنة - مجموعة ( محمد جمال عبدالحميد يوسف محمد محروس ابوشادى مهند مصطفى محمد مصطفى الترام سبورتنج -,, -,, -,, مارتن إيهاب وليم شحاته -

المزيد من المعلومات

Microsoft Word doc

Microsoft Word doc جامعة فيلادلفيا الكلي ة: الا داب والفنون القسم: التصميم الجرافيكي الفصل:الاول من العام الجامعي 2010/2009 المادة: النقد الفني مستوى المادة: الرابع موعد المحاضرة: نر ) 9:458:15 ( خطة تدريس المادة Course

المزيد من المعلومات

الدرس : 1 مبادئ ف المنطق مكونات المقرر الرسم عناصر التوج هات التربو ة العبارات العمل ات على العبارات المكممات االستدالالت الر اض ة: االستدالل بالخلف ا

الدرس : 1 مبادئ ف المنطق مكونات المقرر الرسم عناصر التوج هات التربو ة العبارات العمل ات على العبارات المكممات االستدالالت الر اض ة: االستدالل بالخلف ا الدرس : 1 مبادئ ف المنطق مكونات المقرر الرسم عناصر التوج هات التربو ة العبارات العمل ات على العبارات المكممات االستدالالت الر اض ة: االستدالل بالخلف االستدالل بفصل الحاالت االستدالل بالتكافؤ نبغ تقر ب

المزيد من المعلومات

الجامعة الاردنية:الصحة النفسية

الجامعة الاردنية:الصحة النفسية الجامعة األردنية مخطط المادة الد ارسية 1. اسم المادة الصحة النفسية 2. رقم المادة 0105314 الساعات المعتمدة )نظرية عممية( ٣ الساعات الفعمية )نظرية عممية( ٣.3 المتطمبات السابقة/المتطمبات المت ازمنة 4. اإلرشاد

المزيد من المعلومات

ص)أ( المملكة العرب ة السعود ة وزارة الترب ة والتعل م اإلدارة العامة للترب ة والتعل م بمحافظة جدة الب ان النموذج ة ( تعل م عام ) انفصم اندراسي األول ان

ص)أ( المملكة العرب ة السعود ة وزارة الترب ة والتعل م اإلدارة العامة للترب ة والتعل م بمحافظة جدة الب ان النموذج ة ( تعل م عام ) انفصم اندراسي األول ان ص)أ( المملكة العرب ة السعود ة وزارة الترب ة والتعل م اإلدارة العامة للترب ة والتعل م بمحافظة جدة الب ان النموذج ة ( تعل م عام ) انفصم اندراسي األول انفترة انثانثت العام الدراس - 1 18 ه االسم المرحلة الصف

المزيد من المعلومات

مقدمة أ- إن البلاغة الفصل الا ول أساسية البحث من كلمة بلغ المعنى وصل المراد وصول رسالة لها كلام تسليمها واحد إلى آخر. و من الا صطلاح هي بلوغ المتكلم ف

مقدمة أ- إن البلاغة الفصل الا ول أساسية البحث من كلمة بلغ المعنى وصل المراد وصول رسالة لها كلام تسليمها واحد إلى آخر. و من الا صطلاح هي بلوغ المتكلم ف مقدمة أ- إن البلاغة الفصل الا ول أساسية البحث من كلمة بلغ المعنى وصل المراد وصول رسالة لها كلام تسليمها واحد إلى آخر. و من الا صطلاح هي بلوغ المتكلم في تا دية المعاني حدا له اختصاص ١ بتوفة خواص التراكيب

المزيد من المعلومات

Layout 2

Layout 2 الفعل العري ة القواعد في الاختار نتية الاختار في الص فهة الاخيرة 1 عي ن ي هذف ي هذف ي ي ر يار يار و ر ي نر ي ر و ر ل ل ي ر يار ف ع ت ف ع ت يا ر ف ع ت ي نر و ي ين ر يا ي ي ي ياي ياي و ي و ي ياي يا ي و ني

المزيد من المعلومات

CME/40/5(b) Madrid, April 2015 Original: English لجنة منظمة السياحة العالمية للشرق األوسط اإلجتماع األربعون دبي اإلما ارت العربية المتحدة 5 أيار/مايو

CME/40/5(b) Madrid, April 2015 Original: English لجنة منظمة السياحة العالمية للشرق األوسط اإلجتماع األربعون دبي اإلما ارت العربية المتحدة 5 أيار/مايو Madrid, April 2015 Original: English لجنة منظمة السياحة العالمية للشرق األوسط اإلجتماع األربعون دبي اإلما ارت العربية المتحدة 5 أيار/مايو 1025 البند 5 )ب( من جدول األعمال المؤقت 5. تنفيذ برنامج العمل العام

المزيد من المعلومات

جامعة حضرموت

جامعة حضرموت جاهعة حضرهوت التسجيل االلكتروني لمرحلة التنسيق بالجامعة عبر الموقع www.hu-registration.com الصفحة الرئيسية زر الدخول على النظام ف حالة التسج ل سابقا ولد ك اسم مستخدم وكلمة مرور زر تسج ل متقدم جد د اذا

المزيد من المعلومات

easy - translation

easy - translation From: http://ar.miraath.net/audio/5030/01 Shaikh Ahmad Bazmool Http://ar.miraath.net/audio/download/5030/usool_us_sunnah_01.mp3 أما األمر األول فھو أنه يظن أن ھذا العلم ثقيل وال يفھمه فھذا خطأ فھذا خطأ

المزيد من المعلومات

جمعية زمزم للخدمات الصحية التطوعية بإشراف وزارة الشؤون االجتماعية تصريح رقم )411( نظام إدارة الجودة Quality Management System إجراءات الئحة تقنية املع

جمعية زمزم للخدمات الصحية التطوعية بإشراف وزارة الشؤون االجتماعية تصريح رقم )411( نظام إدارة الجودة Quality Management System إجراءات الئحة تقنية املع جمعية زمزم للخدمات الصحية التطوعية بإشراف وزارة الشؤون االجتماعية تصريح رقم )411( نظام إدارة الجودة Quality Management System إجراءات الئحة تقنية املعلومات زمزم 19 إعداد االسم : هاني عبدالعزيز فلمبان الوظيفة

المزيد من المعلومات

Sum Practical Attendence Mid

Sum Practical Attendence Mid Sum 36 4 36 Practical Attendence Mid 1 2 1 1 2 1 1 1 1 2 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 2 1 1 1 1 1 1 1 1 2 1 7 1 2 مسلسل 1 2 3 4 5 6 7 1 2 21 22 23 24 25 26 27 2 2 3 31 32 33 جامعة بنها كلية الهندسة بشبرا

المزيد من المعلومات

وزارة التعليم العالي والبحثالعلمي الجامعة المستنصرية كلية اآلداب قسم الفلسفة الوجود اإلهلي يف فلسفة كانط النقدية رسالة تقدمت بها الطالبة: زينب وايل شو

وزارة التعليم العالي والبحثالعلمي الجامعة المستنصرية كلية اآلداب قسم الفلسفة الوجود اإلهلي يف فلسفة كانط النقدية رسالة تقدمت بها الطالبة: زينب وايل شو وزارة التعليم العالي والبحثالعلمي الجامعة المستنصرية كلية اآلداب قسم الفلسفة الوجود اإلهلي يف فلسفة كانط النقدية رسالة تقدمت بها الطالبة: زينب وايل شويع إىل جملس كلية اآلداب اجلامعة املستنصرية وهي جزء

المزيد من المعلومات

الذكاء

الذكاء ا ل ذ ك ا ء و ا ل ف ر و ق ا ل ف ر د ي ة ا ل ذ ك ا ء ع ل ى ا ل ر غ م م ن تشابه كافة أ ف ر ا د ا جل ن س ا ل ب ش ر ي ف ي م ظ ا ه ر ا ل ن م و ا مل خ ت ل ف ة أ ن ه ن ا ك ت ف ا و ت ا ف ي م ا ب ي ن ه م ف ي ا

المزيد من المعلومات

1

1 1 اهلل ال ح س ن ى ماء أ س م ن ظ و مة في للشيخ العالمة زيد بن محمد بن ىادي المدخلي رحمو اهلل - 2 . اهلل رحمن ر حيم غاف ر...وحاف ظ ح ي ح ليم ناص ر. وخال ق وبار ئ م ه يم ن...ثم ل طيف م حس ن وم ؤ م ن. وم ان

المزيد من المعلومات

AnyFileYY675SLX

AnyFileYY675SLX 49 44 59 55 49 52 38 57 60 47 23 33 39 46 0481 02 2 B 202 0481 02 2 B 203 0481 02 2 B 103 0481 02 3 B 301 0481 02 3 B 303 0481 02 3 B 304 0481 02 3 B 305 3783 سعد محمد جديع القحطاني اقبال جاويد 3936 2807

المزيد من المعلومات

توزيع املساقات الدراسية في برامج ماكاديمية على ماقسام العلمية )1( قسم القانون الدولي العام م املساق القانون الدولي العام التنظيم الد

توزيع املساقات الدراسية في برامج ماكاديمية على ماقسام العلمية )1( قسم القانون الدولي العام م املساق القانون الدولي العام التنظيم الد توزيع الساقات الدراسية في براج اكاديية على اقسا العلية )( قس القانون الدولي العا 7 8 9 الساق القانون الدولي العا التنظي الدولي القانون الدولي العا ع التعق القانون الجنائي الدولي القانون الدولي إلانساني

المزيد من المعلومات

الا سم :... الشعبة :... ورقة عمل للصف الخامس في مادة الدراسات الاجتماعية والتربية الوطنية درس مجلس التعاون لدول الخليج العربية ) طبيعيا ( السو ال الا

الا سم :... الشعبة :... ورقة عمل للصف الخامس في مادة الدراسات الاجتماعية والتربية الوطنية درس مجلس التعاون لدول الخليج العربية ) طبيعيا ( السو ال الا الا سم :... الشعبة :... ورقة عمل للصف الخامس في مادة الدراسات الاجتماعية والتربية الوطنية درس مجلس التعاون لدول الخليج العربية ) طبيعيا ( السو ال الا ول : ا كتب المفاهيم والمصطلحات لكل من العبارات التالية

المزيد من المعلومات

منح مقد مة من مبادرة ألبرت أينشتاين األكاديمية األلمانية لالجئين إلى النازحين السوريين في لبنان يعرف باسم "دافي (DAFI) العام األكاديمي الجامعي 4102/41

منح مقد مة من مبادرة ألبرت أينشتاين األكاديمية األلمانية لالجئين إلى النازحين السوريين في لبنان يعرف باسم دافي (DAFI) العام األكاديمي الجامعي 4102/41 منح مقد مة من مبادرة ألبرت أينشتاين األكاديمية األلمانية لالجئين إلى النازحين السوريين في لبنان يعرف باسم "دافي (DAFI) العام األكاديمي الجامعي طلب مساعدة تعليمية مالحظة: إن الموعد النهائي لتقديم الطلبات

المزيد من المعلومات

16 أبريل 2019 االطالق الرسمي للجائزة

16 أبريل 2019 االطالق الرسمي للجائزة 16 أبريل 2019 االطالق الرسمي للجائزة إطالق جائزة ولي العهد ألفضل تطبيق خدمات حكومية والموجهة لطالب الجامعات في المملكة األردنية الهاشمية نبذة عن الجائزة 300+ جامعة +30 حكومية وخاصة في المملكة األردنية

المزيد من المعلومات

اإلصدار الثاني محرم 1436 ه الكلية: القسم األكاديمي: البرنامج: المقرر: منسق المقرر: منسق البرنامج: تاريخ اعتماد التوصيف: العلوم والدراسات اإلنسانية رما

اإلصدار الثاني محرم 1436 ه الكلية: القسم األكاديمي: البرنامج: المقرر: منسق المقرر: منسق البرنامج: تاريخ اعتماد التوصيف: العلوم والدراسات اإلنسانية رما اإلصدار الثاني محرم 6 ه الكلية: القسم األكاديمي: البرنامج: المقرر: منسق المقرر: منسق البرنامج: تاريخ اعتماد التوصيف: العلوم والدراسات اإلنسانية رماح الدراسات اإلسالمية الدراسات اإلسالمية فقه الجنايات والحدود

المزيد من المعلومات

PowerPoint Presentation

PowerPoint Presentation مشروع التسويق ولوجيستيات االعمال الزراعية المتقدمة التحليل المالي كيبف تحدد سعر التكلفة والسعر النهائي الى أي مدى يعكس السعر الجودة 50 قرش للكيلو جنيه للكيلو هل التكاليف هي المكون الوحيد للسعر 3 مالذي

المزيد من المعلومات

) NSB-AppStudio برمجة تطبيقات األجهزة الذكية باستخدام برنامج ( ) برمجة تطبيقات األجهزة الذكية باستخدام برنامج ( NSB-AppStudio الدرس األول ) 1 ( الدرس

) NSB-AppStudio برمجة تطبيقات األجهزة الذكية باستخدام برنامج ( ) برمجة تطبيقات األجهزة الذكية باستخدام برنامج ( NSB-AppStudio الدرس األول ) 1 ( الدرس ) NSB-AppStudio ) 1 ( أهداف الدرس : بعد انتهاء هذا الدرس ستكون الطالبة قادرة على أن : )1 توضح مميزات برنامج ( NSB-AppStudio ) 2( تعدد لغات البرمجة المستخدمة في برنامج ( NSB-AppStudio ) 3( تذكر خطوات كتابة

المزيد من المعلومات

دبلوم متوسط برمجة تطبيقات الهواتف الذكية

دبلوم متوسط برمجة تطبيقات الهواتف الذكية دبلوم متوسط برمجة تطبيقات الهواتف الذكية الهواتف الذكية عدد مرات تنزيل التطبيقات توقع ارتفاع عدد مرات تنزيل التطبيقات 178B 2017 258B 2020 66% 54% عدد مستخدمي 3,8B االجهزة الذكية 4/2018 استخدام التطبيقات

المزيد من المعلومات

لقانون العام للمساواة في المعاملة - 10 أسئلة وأجوبة

لقانون العام للمساواة في المعاملة - 10 أسئلة وأجوبة القانون العام للمساواة في المعاملة Allgemeines Gleichbehandlungsgesetz (AGG) 10 أسئلة وأجوبة Arabisch 1 ما أهداف قانون AGG يستهدف قانون AGG منع أي شكل من أشكال التمييز بسبب: األصل العرقي العمر الجنس الهوية

المزيد من المعلومات

مـــــن: نضال طعمة

مـــــن: نضال طعمة طمب تجديد ترخيص نشاطات وأعمال االو ارق المالية ) PCMA طمب رقم : ( االسم الكامل لمشركة:... االسم المختصر ( الرمز (:... عنوان الشركة الكامل: المدينة :... الشارع:... رقم الياتف:... البريد االلكتروني:... رقم

المزيد من المعلومات

الــــــرقم الــــقياسي لتكاليف اإلنــــشاءات مــشاريع األبـــــــراج ﺍﻟـــﺮﺑــﻊ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ 2017 )سنة األساس (2013 ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﺻﺪﺍﺭ : ﻣﺎﺭﺱ 2018 الـرقم الــــق

الــــــرقم الــــقياسي لتكاليف اإلنــــشاءات مــشاريع األبـــــــراج ﺍﻟـــﺮﺑــﻊ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ 2017 )سنة األساس (2013 ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﺻﺪﺍﺭ : ﻣﺎﺭﺱ 2018 الـرقم الــــق الــــــرقم الــــقياسي لتكاليف اإلنــــشاءات مــشاريع األبـــــــراج ﺍﻟـــﺮﺑــﻊ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ )سنة األساس (2013 ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﺻﺪﺍﺭ : ﻣﺎﺭﺱ 2018 الـرقم الــــقياسي لتكاليف اإلنشاءات 1 مفصال حسب : مجموعات المواد والخدمات

المزيد من المعلومات

كلية الدراسات التطبيقية وخدمة المجتمع قسم العلوم اإلدارية واإلنسانية جدول االختبارات النهائية للفصل الدراسي األول 1440/1439 ه اليوم والتاريخ الفترة ال

كلية الدراسات التطبيقية وخدمة المجتمع قسم العلوم اإلدارية واإلنسانية جدول االختبارات النهائية للفصل الدراسي األول 1440/1439 ه اليوم والتاريخ الفترة ال اسم 20 22 24 0481 02 3 B 304 0481 02 3 B 306 1203 سطب 1417 نظم 1206 حسب نظم المعلومات الصحية احكام الملكية الصناعية والتجارية المحاسبة الضريبية والزكاة محمد ابراهيم محمد التميمي فهد ابراهيم محمد الضويان

المزيد من المعلومات

الرسالة األسبوعية/ الصف السادس 2018 / 9 - األحد 16 أولياء األمور الكرام : إليكم الرسالة األسبوعية وما سيتم إنجازه هذا األسبوع: األسبوع الماضي : تم اال

الرسالة األسبوعية/ الصف السادس 2018 / 9 - األحد 16 أولياء األمور الكرام : إليكم الرسالة األسبوعية وما سيتم إنجازه هذا األسبوع: األسبوع الماضي : تم اال الرسالة األسبوعية/ الصف السادس 2018 / 9 - األحد 16 أولياء األمور الكرام : إليكم الرسالة األسبوعية وما سيتم إنجازه هذا األسبوع: األسبوع الماضي : تم االنتهاء من مراجعة أهم المهارات النحوية وسيتم إرسال األوراق

المزيد من المعلومات

الــــــرقم الــــقياسي لتكاليف اإلنــــشاءات مــشاريع األبـــــــراج ﺍﻟـــﺮﺑــﻊ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ 2017 )سنة األساس (2013 ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﺻﺪﺍﺭ : ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ 2017 الـرقم الـــ

الــــــرقم الــــقياسي لتكاليف اإلنــــشاءات مــشاريع األبـــــــراج ﺍﻟـــﺮﺑــﻊ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ 2017 )سنة األساس (2013 ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﺻﺪﺍﺭ : ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ 2017 الـرقم الـــ الــــــرقم الــــقياسي لتكاليف اإلنــــشاءات مــشاريع األبـــــــراج ﺍﻟـــﺮﺑــﻊ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ 2017 )سنة األساس (2013 ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﺻﺪﺍﺭ : ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ 2017 الـرقم الــــقياسي لتكاليف اإلنشاءات 1 مفصال حسب : مجموعات المواد

المزيد من المعلومات

المملكة العربية السعودية م ق س ..../1998

المملكة العربية السعودية م ق س ..../1998 SFDA.FD 2483 /2018 الدهون )األحماض الدهنية( المتحولة Trans Fatty Acids ICS : 67.040 تقديم الهيئة جهة مستقلة الغرض األساسي لها هو القيام بتنظيم وم ارقبة الغذاء والدواء واألجهزة الطبية ومن مهامها وضع اللوائح

المزيد من المعلومات

كلية الطب البيطري ملتقي التوظيف الثاني كلية الطب البيطري- جامعة الزقازيق األربعاء 7122/2/72 تحت رعاية رئيس الجامعة: أ.د/ أحمد الرفاعي عميد الكلية: أ.د

كلية الطب البيطري ملتقي التوظيف الثاني كلية الطب البيطري- جامعة الزقازيق األربعاء 7122/2/72 تحت رعاية رئيس الجامعة: أ.د/ أحمد الرفاعي عميد الكلية: أ.د ملتقي التوظيف الثاني - جامعة الزقازيق األربعاء 7122/2/72 تحت رعاية رئيس الجامعة: أ.د/ أحمد الرفاعي عميد الكلية: أ.د/ مهدي عبدالجواد عبدالقادر رابطة الخريجين: أ.د/ آمال أنيس مهدي )رئيس مجلس اإلدارة( كلمة

المزيد من المعلومات

طبيعة بحته و أرصاد جوية

طبيعة بحته و أرصاد جوية طبيعة بحته و أرصاد جوية 3 206-2007 الضوء محاضرة 3 قوانين األنعكاس واألنكسار المرايا العدسات التلسكوب الفلكي قوانين األنعكاس و األنكسار عند سقوط شعاع ضوئي علي سطح فاصل بين وسطين ينعكس جزء منة و ينكسر جزء

المزيد من المعلومات

مخطط المادة الدراسية

مخطط المادة الدراسية ية الدرن الجامعة مدركز االعتمان وضمان الجونة مخطط المانة الن ادرسية 1. اسم المادة اقتصاديات التعليم 2. رقم المادة 770000 الساعات المعتمدة )نظرية عملية( 0 الساعات الفعلية )نظرية عملية( 0. 4. المتطل بات

المزيد من المعلومات

عرض تقديمي في PowerPoint

عرض تقديمي في PowerPoint المحاكاة وتمثيل األدوار أوال : مفهوم طريقة تمثيل األدوار : أن يقوم الطالب بدور شخصية أخرى, سواء كانت هذه الشخصية تاريخية أو خيالية أو واقعية, ويعبر عن آرائها وأفكارها في الموضوع أو القضية المطروحة.] 1

المزيد من المعلومات

اسم المدرس: رقم المكتب: الساعات المكتبية: موعد المحاضرة: جامعة الزرقاء الكمية: الحقوق عدد الساعات: 3 ساعات معتمدة نوع المتطمب: تخصص اختياري عنوان المق

اسم المدرس: رقم المكتب: الساعات المكتبية: موعد المحاضرة: جامعة الزرقاء الكمية: الحقوق عدد الساعات: 3 ساعات معتمدة نوع المتطمب: تخصص اختياري عنوان المق اسم المدرس: رقم المكتب: الساعات المكتبية: موعد المحاضرة: جامعة الزرقاء الكمية: الحقوق عدد الساعات: 3 ساعات معتمدة نوع المتطمب: تخصص اختياري عنوان المقرر: ج ارئم تكنولوجيا المعمومات )0602344( المتطمب السابق:

المزيد من المعلومات

WHAT’S NEW

WHAT’S NEW الجديد في انجز تطبيق إصدارات X.4 المحتويات المحتويات... 1 المواصفات الجديدة بالنظام... 3.1.1.1 عدد المهام التي يجب إنجازها... 3 انشاء مهمة... 3.1.2 2. تعديل تكليف المهمة... 3 تاريخ حالات المهمة... 4.2.1.2.2.3

المزيد من المعلومات

بسم الله الرحمن الرحيم الخطة الدراسية لدرجة الماجستير في قانون الملكية الفكرية ( مسار الشامل ) 022 ش 5 رقم الخطة أوال : أحكام وشروط عامة : ثانيا : ثال

بسم الله الرحمن الرحيم الخطة الدراسية لدرجة الماجستير في قانون الملكية الفكرية ( مسار الشامل ) 022 ش 5 رقم الخطة أوال : أحكام وشروط عامة : ثانيا : ثال بسم الله الرحمن الرحيم الخطة الدراسية لدرجة الماجستير في قانون الملكية الفكرية ( مسار الشامل ) 022 ش 5 رقم الخطة أوال : أحكام وشروط عامة : ثانيا : ثالثا : 0 2 شروط خاصة : تتفق هذه اخلطة مع تعليمات برامج

المزيد من المعلومات

8 مادة إثرائية وفقا للمنهاج الجديد األساسي الثامن للصف الفصل الدراسي األول إعداد املعلم/ة: أ. مريم مطر أ. جواد أبو سلمية حقوق الطبع حمفوظة لدى املكتبة

8 مادة إثرائية وفقا للمنهاج الجديد األساسي الثامن للصف الفصل الدراسي األول إعداد املعلم/ة: أ. مريم مطر أ. جواد أبو سلمية حقوق الطبع حمفوظة لدى املكتبة 8 مادة إثرائية وفقا للمنهاج الجديد الساسي الثامن للصف الفصل الدراسي الول إعداد املعلم/ة:. مريم مطر. جواد و سلمية حقوق الطع حمفوظة لدى املكتة الفلسطينية رقم إيداع )017/614( من وزارة الثقافة تطل من املكتة

المزيد من المعلومات

السؤال الأول: ‏

السؤال الأول: ‏ الدولي المجمع العري للمحاسين القانونيين 4102 امتحان محاس اإلجاات المقترحة ألسئلة دولي عري قانوني معتمد /)IACPA( : الثانية القسم األول الورقة : المادة المحاسة عدد األجوة : 5-1 - 41] السؤال األول: ضع دائرة

المزيد من المعلومات

الدرجة والخطة الدراسية الكلية: القسم: الدفعة: الدرجة: التخصص: التخصص الدقيق: التربية العلوم اإلسالمية 1122 وما بعد بكالوريوس التربية التربية اإلسالمية

الدرجة والخطة الدراسية الكلية: القسم: الدفعة: الدرجة: التخصص: التخصص الدقيق: التربية العلوم اإلسالمية 1122 وما بعد بكالوريوس التربية التربية اإلسالمية الدرجة والخطة الدراسية الكلية: القسم: الدفعة: الدرجة: التخصص: التخصص الدقيق: التربية العلوم اإلسالمية وما بعد بكالوريوس التربية التربية اإلسالمية ملخص الساعات المعتمدة متطلبات جامعة )( لغة عربية المجتمع

المزيد من المعلومات

Microsoft Word - ٖٗخص عربÙ−

Microsoft Word - ٖٗخص عربÙ− إ اد إ اف ١٤٣٨ ه / ٢٠١٧ م ١ ت ل م لة ال ارسة ال ال ة في ت ني م مها ارت ال ف العل ا ل تلام ال ف الا ول الا ع اد وه ا ما أشارت إل ه ال ارسة الاس لاع ة ال ي قام بها ال اح ة ل ع فة م تلام ال ف الا ول الا ع

المزيد من المعلومات

اشارات رقم النتيجة الجلوس نتيجة امتحان التعليم المفتوح يناير )2016 ) 1 المستوى الثامن- شعبة االرشاد ( قديم ) جامعة عين شمس كلية االداب- التعليم المفتو

اشارات رقم النتيجة الجلوس نتيجة امتحان التعليم المفتوح يناير )2016 ) 1 المستوى الثامن- شعبة االرشاد ( قديم ) جامعة عين شمس كلية االداب- التعليم المفتو اشارات رق انتية اوس نتية اتحان اتعي افتوح يناير ) ) طاب ستد 0 ابراهي سيد ياسين 0 0 9 احد ران احد شحات 0 9 احد حد عاد فؤاد 9 0 رفع ثاث درات تاريخ عاصر خود ران وده حد 9 9 راى حد عبد افتاح 0 0 9 زينب ابراهي

المزيد من المعلومات

1

1 1 2 كلمة املدير العام للتعليم بمحافظة جدة 3 كلمة مدير إدارة املراجعة الداخلية بتعليم جدة... 4 مقدمه 5 فريق إعداد الدليل اإلجراي بإدارة املراجعة الداخلية 6 مسرد الدليل اإلجراي 7 العملية الهدف مجال التطبيق

المزيد من المعلومات

الجلسة الأولى: الابتكار والملكية الفكرية

الجلسة الأولى: الابتكار والملكية الفكرية الجلسة الثانية :الملكية الفكرية واالبتكار في المجتمعات األكاديمية الملكية الفكرية والمؤسسات األكاديمية دور الملكية الفكرية الجامعية إدارة الملكية الفكرية الجامعية وسياساتها ما الهدف األساسي الذي خلقت من

المزيد من المعلومات

Slide 1

Slide 1 تصميم السيرة الذاتية كصفحات الويب د. احمد عادل اسماعيل عمادة المركز الجامعي لخدمة المجتمع و التعليم المستمر. WWW.Dr-Ahmed.Info Info@Dr-Ahmed.Info -------------- المرجع: www.support.office.com اهداف المحاضرة

المزيد من المعلومات

Microsoft PowerPoint - Session 7 - LIBYA - MOH.pptx

Microsoft PowerPoint - Session 7 - LIBYA - MOH.pptx دولة ليبيا وزارة الصحة مركز المعلومات والتوثيق 1 إعداد : محمد إبراھيم صالح مدير مركز المعلومات والتوثيق 2 المحتويات. المؤسسات المسئولة في مجال االحوال المدنية واإلحصاءات الحيوية. االطار القانوني لتسجيل.

المزيد من المعلومات

دليل المستخدم لبوابة اتحاد المالك التفاعلية

دليل المستخدم لبوابة اتحاد المالك التفاعلية دليل المستخدم لبوابة اتحاد المالك التفاعلية الشاشة الرئيسية 3 إنشاء مستخدم جديد 4 أوال: التسجيل كفرد 5 - نوع الهوية «سعودي» : 5 - نوع الهوية «مقيم :» 6 - نوع الهوية «خليجي» : 7 : التسجيل كمنشأة : 9 ثانيا

المزيد من المعلومات

Full Mark الفرعين : األدبي والفندقي السياحي الوحدة : األولى النهايات واالتصال إعداد وتصميم األستاذ : خالد الوحش مدرسة أبو علندا الثانوية للبنين

Full Mark الفرعين : األدبي والفندقي السياحي الوحدة : األولى النهايات واالتصال إعداد وتصميم األستاذ : خالد الوحش مدرسة أبو علندا الثانوية للبنين الفرعين : األدبي والفندقي السياحي الوحدة : األولى النهايات واالتصال إعداد وتصميم األستاذ : خالد الوحش مدرسة أبو علندا الثانوية للبنين 0798016746 http://www.youtube.com/uer/moonkaled http://khaledalwahh.wordpre.com/

المزيد من المعلومات

2 nd Term Final Revision Sheet Students Name: Grade: 4 Subject: Saudi Culture Teacher Signature 1

2 nd Term Final Revision Sheet Students Name: Grade: 4 Subject: Saudi Culture Teacher Signature 1 2 nd Term Final Revision Sheet Students Name: Grade: 4 Subject: Saudi Culture Teacher Signature 1 Saudi Culture Gr.4 راجعة اجتاعيات للصف الرابع االبتدائي 1 /الئي الجدول با يناسب ناخ كة الكرة )صيفا شتاء(ن

المزيد من المعلومات

الدرجة والخطة الدراسية الكلية: القسم: الدفعة: الدرجة: التخصص: التخصص الدقيق: التربية العلوم اإلسالمية 2010 بكالوريوس التربية التربية اإلسالمية ملخص ال

الدرجة والخطة الدراسية الكلية: القسم: الدفعة: الدرجة: التخصص: التخصص الدقيق: التربية العلوم اإلسالمية 2010 بكالوريوس التربية التربية اإلسالمية ملخص ال الدرجة والخطة الدراسية الكلية: القسم: الدفعة: الدرجة: التخصص: التخصص الدقيق: التربية العلوم اإلسالمية بكالوريوس التربية التربية اإلسالمية ملخص الساعات المعتمدة متطلبات جامعة )( لغة عربية المجتمع العماني

المزيد من المعلومات

Cambridge University Press Cambridge IGCSE Arabic as a First Language Coursebook Luma Abdul Hameed, Hanadi Al Amleh, Shoua Fakhouri

Cambridge University Press Cambridge IGCSE Arabic as a First Language Coursebook Luma Abdul Hameed, Hanadi Al Amleh, Shoua Fakhouri الف ل اأ اإنترنت ال ح ف اإعا الف ل في سطو : ي ح ل ل عن إعا ي م ض ع ت ي ي عن إن نت ف ح ل لي مي. حي ت في إعا ي ع ل ت ثي إل ني في ه ا الف ل سي و الط لب ق ا ع : القراء : ف م ج ع مع ني مح. ف م ش ن م ل ع ني

المزيد من المعلومات

منحهما جائزة "الوسام الذهبي لإلنجاز": - Monitoring Media إتحاد المصارف العربية يكر م عدنان وعادل القص ار في القمة المصرفية العربية الدولية في باريس Ta

منحهما جائزة الوسام الذهبي لإلنجاز: - Monitoring Media إتحاد المصارف العربية يكر م عدنان وعادل القص ار في القمة المصرفية العربية الدولية في باريس Ta منحهما جائزة "الوسام الذهبي لإلنجاز": - Monitoring Media إتحاد المصارف العربية يكر م عدنان وعادل القص ار في القمة المصرفية العربية الدولية في باريس Table of Content الوسام الذهبي لعدنان وعادل القص ار في

المزيد من المعلومات

1 مراجعة ليلة امتحان الصف السابع في الدراسات اإلجتماعية. ********************************************************************************* األول السؤا

1 مراجعة ليلة امتحان الصف السابع في الدراسات اإلجتماعية. ********************************************************************************* األول السؤا 1 مراجعة ليلة امتحان الصف السابع في الدراسات اإلجتماعية. ********************************************************************************* األول السؤال : التعريفات:-.... 1. الموقع الفلكي :....2 أرخبيل

المزيد من المعلومات

الشريحة 1

الشريحة 1 تعريف الفيزياء الفيزياء في الحياة اليومية الفيزياء في القران المراجع من يدرس الفيزياء هل ترغب في معرفة كيف تعمل األشياء من حولنا مثل الكمبيوتر والليزر والصواريخ الفضائية وهل ترغب في إيجاد تفسير لما يدور

المزيد من المعلومات

Slide 1

Slide 1 الفصل 25: الجهد الكهربي فرق الجهد الكهربي والجهد الكهربي فرق الجهد الكهربي لمجال كهربي منتظم -1-2 -3 الجهد الكهربي وطاقة الوضع الكهربية لمجموعة من الشحنات النقطية. Slide 1 Fig 25-CO, p.762 : فرق الجهد

المزيد من المعلومات

المرأة "عدوة نفسها"... الكوتا النسائية "في ذمة هللا" روزيت 22 شباط :45 المصدر: "النهار"الق انون والكوتا يا سادة.) االنترن

المرأة عدوة نفسها... الكوتا النسائية في ذمة هللا روزيت 22 شباط :45 المصدر: النهارالق انون والكوتا يا سادة.) االنترن المرأة "عدوة نفسها"... الكوتا النسائية "في ذمة هللا" روزيت فاضل@ rosettefadel @ 22 شباط 2018 20:45 المصدر: "النهار"الق انون والكوتا يا سادة.) االنترن خسرنا الجولة ال المعركة: احترام الكوتا النسائية غاب

المزيد من المعلومات

حساب ختام موازنة السلطة المركز ة للسنة المال ة 2013 م قسم) 23 (:وزارة الصحة العامة والسكان فرع ( 02 ) :المعهد العال للعلوم الصح ة صنعاء

حساب ختام موازنة السلطة المركز ة للسنة المال ة 2013 م قسم) 23 (:وزارة الصحة العامة والسكان فرع ( 02 ) :المعهد العال للعلوم الصح ة صنعاء حساب ختام موازنة السلطة المركز ة للسنة المال ة األول :اإليرادات الضريبية الثاني : المنح الثالث : إيردات دخل الملكية ومبيعات السلع والخدمات والتحويالت والمتنوعة 7,,79,8,79 الجدول اإلجمال للموارد واإلستخدامات

المزيد من المعلومات