مجلة الاتحاد العام للآثاريين العرب

النسخ

1 الملخص: الممارسات والطقوس طقوس اللعنة ومظاهرها في مصر خالل عصور ما قبل التاريخ والعصور المبكرة Ritual curse in Egypt during prehistoric and early dynastic Periods زينب عبد التواب رياض خميس أستاذ مساعد بقسم اآلثار المصرية )تخصص آثار ما قبل التاريخ( كلية اآلثار جامعة أسوان Zainab Abd Eltwab Riyad Assistant Professor (Prehistoric Archeology), Department of Egyptology, ت عد اللعنة نوعا Faculty of Archeology Aswan University إن ازل من أنواع العقاب أو الحرمان اإللهي وذلك عن طريق القيام ببعض التي من شأنها إلحاق األذى بشخص معين إما بطريقة مباشرة أو بطريقة غير مباشرة بحيث ينال الم ذنب والم عتدي عقوبة اللعن على أفعاله. ع رفت طقوس اللعنة في مصر القديمة منذ عصر ما قبل األس ارت ووضحت مظاهرها من خالل القيام ببعض الممارسات الجنائزية كفصل أعضاء جسد المتوفى أو نزع جمجمته بطريقة مقصودة أو دفنه م قيدا لتعجيزه عن الحركة ومنع انبعاث روحه بعد وفاته في العالم اآلخر وبالتالي وقف أذاه عن األحياء. ووضحت مظاهر طقوس اللعنة أيضا كأن ي شكل تمثال من خالل القيام ببعض الممارسات الدنيوية ذات المغزى السحري بهيئة شخص معين سواء من الطين أو الشمع أحيانا وي تعمد إحداث تشويه أو تحطيم للتمثال لكي يمرض أو يهلك صاحبه في عاقب باللعنة الرمزية وذلك إلفنائه أو إهالكه أو النيل منه. ومن الناحية الدينية وضحت ممارسات طقوس اللعنة من خالل القيام بالدفن الشعائري للحمير باعتبارها أحد رموز المعبود "ست" وبالقضاء عليها يتم إهالك الشر وافنائه. وال شك أن لهذه الطقوس والممارسات الشعائرية جذور تمتد إلى عصور ما قبل التاريخ ومن ثم فستلقي الد ارسة الضوء على بعض مظاهر تلك الممارسات التي ع رفت في مصر خالل عصور ما قبل التاريخ والعصور المبكرة لتوضيح أسبابها والغرض منها. الكلمات الدالة:)اللعنة فصل الجمجمة العقوبة بتر األعضاء الحرمان التشويه الدفن( Abstract: The curse in this article is intended to obtain a person kind of punishment or abuse, or by doing some rituals to Cursing a specific person, whether through some burial customs, or by breaking a statue of a specific person, or erase his name, or insert a blade or bone into his clay figurine, or separate his body parts, or remove his skull after death, or to be buried in a certain way that prevents him from leaving the tomb to preventing his evil soul, as if to be buried bound as a prisoner, or by placing some stone blocks over his body in his burial /JGUAA DOI زينب عبد التواب رياض خميس 125

2 املجلد 22 العدد ) م( The curse rituals were also illustrated by acting some practices with magical significance; For example, if a statue is formed in the form of a certain person, whether from clay or wax at times, and deliberately distorting or destroying the statue in order to make him sick or destroy his owner, he will be punished with a symbolic curse in order to exterminate him or destroy him or harm him. The practices of the ritual curse are clarified religiously, by performing the ritual burial of donkeys, as they are one of the symbols of the "Seth", And by eliminating them, evil will be eliminated and annihilated. The article will study these items in Egypt during prehistoric and early dynastic periods, explaining the similarities and differences between these elements at the time. Key Words: (Curse, Skull separation, punishment, body parts separation, Handcuffs, Amulets, Magic) مقدمة: ت عد اللعنة نوعا من أنواع العقوبة أو الحرمان اإللهي الذي ي قصد به شخص بعينه "م ذنب أو م عتدي" وتتمثل عقوبة اللعن في اإلتيان ببعض األفعال التي من شأنها إلحاق األذى بهذا الشخص إما بطريقة مباشرة أو بطريقة غير مباشرة بحيث ينال عقوبة اللعن على أفعاله اللعنة جنائزيا ودينيا ودنيويا منذ عصر ما قبل األس ارت. وال بد من توضيح الفرق بين اللعنة والعقوبة كي ال يختلط األمر بينهما: ولقد وضحت مظاهر طقوس العقوبة: أمر دنيوي يناله المجرم أو الم دان نتيجة ما قام به من أعمال سيئة تستوجب العقاب كأن ي حكم عليه بجزع األنف أو بقطع اليد أو إلى إرساء العدالة في المجتمع. ولقد عرف المصريون التفرقة بين الج ارئم بقسوة وكانت األسرة عقوبتهم في بداية بالسجن أو اإلعدام. وتعد العقوبة جزءا األس ارت اإلعدام الحاكمة بالصلب هو وأسرته أما مفشي أس ارر من التشريعات التي تستهدف العامة والخاصة فكان الملوك ينظرون إلي مثيري القلق والفتن كما كانت عقوبة كل من االستثنائية في حالة الج ارئم الخاصة بالملك مثل التي حدثت في عصر أما اللعنة: فالعقاب جزء منها ولكن العقاب باللعن باللعن الصبغة الطقسية أو السحرية وتلعب الداللة الرمزية فيه ا دور يتستر علي المؤام ارت علي الدولة فكان يعاقب بقطع لسانه وكانت هناك المحاكم )1( الملك رمسيس الثالث. له مردود دنيوي وجنائزي وديني ويغلب على العقاب باللعن الرمزي بحرقه أو تحطيمه مثال فهو في هذه الحال ي صيبه ما أصاب تمثاله. مهما كأن ي عاقب تمثال شخص ما (1) حامد أحمد عبيد على الفيوم مج. 9 ع. 21 سبتمبر 2015 م 63. "العدالة والقانون بين الفهم والممارسة في مصر القديمة" مجلة كلية السياحة والفنادق جامعة طقوس اللعنة ومظاهرها في مصر خالل عصور ما قبل التاريخ والعصور املبكرة 126

3 إذا العقوبة أمر فعلي ي طبق على شخص ما نتيجة سوء أعماله أم اللعنة فهي عقوبة قد تكون واقعية أو رمزية وقد ينالها إنسان أو بديله كرمز له وقد ت صب اللعنة أحيانا على حيوان معين يرمز إلى الشر وبالقضاء عليه يكون القضاء الرمزي على الشر. ولقد جاءت طقوس اللعنة في مصر خالل عصور ما قبل وبداية األس ارت على ثالث صور: الصورة األولى: ممارسات جنائزية: 1 كانت تتم بغرض إن ازل العقوبة أو الحرمان اإللهي على شخص ال ي رجى له نيل مرضاة اإلله وكانت ت طبق سواء بالتعذيب أو التنكيل أو بأية صورة من صور العقاب كأن ي حرم من الحصول على التكريم بالدفن أو ي حرم من اصطحاب متاعه الجنائزي أو ي نكل به بفصل جمجمته أو نزع أعضائه بعد وفاته أو بمحو اسمه من مقبرته أو بتحطيم وتشويه تماثيله عمدا إلى غير ذلك من صور إن ازل اللعنات. 2 الصورة الثانية: ممارسات دنيوية: كانت ت ؤدى من ق بل بعض األف ارد بغرض إن ازل نوع من األذى السحري على أشخاص بعينهم من خالل القيام ببعض األفعال على بديل الشخص المقصود كتمثال أو صورة له بحيث ينال هذا الشخص ما يناله تمثاله من أنواع اإليذاء. 3 الصورة الثالثة: ممارسات دينية: وهي طقوس شعائرية تؤدى لغرض ديني يتم إن ازل كأن رموز الشر وبقتله والقضاء عليه يتم القضاء الرمزي على الشر والتخلص منه. ولقد وضحت إرهاصات الثالث ق.م تقريبا إذ تلك الممارسات اللعنة على حيوان بعينه "كالحمار مثال " باعتباره أحد منذ عصور ما قبل التاريخ و ازد األمر وضوحا منذ بداية األلف أصبح من اليسير رسم صورة م فصلة عن أفكار ومعتقدات المصريين القدماء سواء من خالل األدلة األثرية الملموسة أو من خالل التعبير عن تلك األفكار كتابة حيث قد ظهرت آنذاك بداية )2( استخدام العالمات الكتابية. تستهدف الد ارسة إلقاء الضوء على بعض مظاهر ممارسات طقوس اللعنة عص ور ما قبل التاريخ والعصور المبكرة لتوضيح أسبابها والغرض منها. التي ع رفت في مصر خالل (2) BAINES, J., & LACOVARA, P., "Burial and the Dead in Dncient Egyptian society", Journal of Social Archaeology, Vol 2,N O.1, 2002, /JGUAA DOI زينب عبد التواب رياض خميس 127

4 املجلد 22 العدد ) م( أوال : الطقوس الجنائزية للعنة: 1 الحرمان من الدفن: كان دفن المتوفى وتشييد مقبرة له ي عد من أهم أدلة تقدير واحت ارم الشخص فهو دليل على مكانته االجتماعية بين أف ارد عائلته وكلما ازدت فخامة المقبرة و ازد متاعها الجنائزي كلما تأكدت أهمية ومكانة صاحب المقبرة والعكس صحيح.. فمن ي حرم من الدفن أو من ال ي زود بالمتاع الجنائزي أو ي محى اسمه من )3( مقبرته فهو تماما كمن م حيت سيرة حياته وكان من المنبوذين عديمي التقدير واالحت ارم من المجتمع كان الغضب فالمقابر ولقد الملكي على أي شخص يمثل تهديدا للوجود في الحياة الدنيا وفي اآلخرة أيضا لهذا الشخص والمحطمة أحيانا المكتملة غير والتي جميعها نوعا من إن ازل اللعنات أو الغضب وعدم الرضى قد تكون مصحوبة بمحو والغاء اسم وألقاب صاحبها تمثل )4( الملكي على هذا الشخص. ولقد تم العثور في العديد من جبانات العصر العتيق في مصر على مقابر ش يدت ولم ي دفن فيها أصحابها فسرها البعض بأنها ربما كانت مقابر رمزية للروح )5( عزت" وموقع" أبو صير". من الطمي وهي الدفنات لم ت ستخدم مقابر وذلك على غ ارر ما جاء في موقع "منشأة ففي جبانة "منشأة عزت" ع ثر على مجموعة من المقابر الفارغة الم شيدة بكتل استخداما فعليا ع د إلى الغرب والجنوب من المصطبة رقم )36( البعض بمثابة "دفنات رمزية أو هذه جاءت وهمية" واتخذت شكل المصطبة األصلية بنفس انح ارفها )6( وحجمها تقريبا وفي جبانة "أبو صير" شمالي سقارة ع ثر على مجموعة من المقابر تحمل أرقام (EXVII ) )7( )الكا( مع وجود بقايا لون أحمر عظمية أو أمتعة جنائزية )8( المتوفى. جاءت على شكل أكوام من الطوب اللبن أسفل مصطبة منخفضة وقد ن حت فيها عالمة جاءت هذه المقابر فارغة ولم ي عثر فيها على أية ولذا ف سرت بأنها ربما كانت مقابر رمزية لألسالف أو ربما تمثل وفي الحالتين السابقتين ف سرت تلك المقابر بأنها رمزية أو مقابر لل "كا" "مقابر رمزية" أو مقابر للروح آثار لبقايا هياكل مقبرة "لكا" روح ولكن ربما صدق تفسير م سمى في حالة المقابر الملكية آنذاك إذ ظهرت في العصر العتيق فكرة االزدواجية (3) BAINES, J. & LACOVARA, J., Burial and the Dead in Ancient Egyptian Society,1718. (4) BRUNNER, H.,"Gefährdungsbewußtsein", LÄ II, 481. (5) أثرية )6 ) "عادات نديم مي الحايك الدفن في بعض مواقع شرق الدلتا وموقع "أبو صير" )شمالي أنثروبولوجية(" رسالة دكتو ارة غير منشورة كية اآلثار جامعة القاهرة 2009 م 186. الحايك عادات الدفن في بعض مواقع شرق الدلتا سقارة( في العصر العتيق )د ارسة (7) RADWAN. A., Mastaba XVII at Abusir (First Dynasty) Preliminary results and general remarks, in Abusir and Saqaara,2000, 510. (8) الحايك عادات الدفن في بعض مواقع شرق الدلتا 186. طقوس اللعنة ومظاهرها في مصر خالل عصور ما قبل التاريخ والعصور املبكرة 128

5 )9( في تشييد المقابر الملكية كأن تكون مقبرة في الشمال في سقارة وأخرى في الجنوب بأبيدوس ربما بغرض )10( تأكيد سيطرة الملك على قطري مصر شماال وجنوبا حتى بعد وفاته. أما في حالتي جبانة "منشأة عزت" و"أبو صير" فترى الدارسة أن األمر يختلف فهي مقابر أصحابها وع ثر فيها على دالئل تؤكد تعمد عدم الدفن لم ي دفن فيها كعدم ذكر أسماء وال حتى رموز تشير إلى أصحابها فيما عدا عالمة ال "كا" آنفة الذكر في جبانة أبو صير والتي صاحبها وجود آثار للون األحمر. ومن الجدير بالذكر أن اللون األحمر ي عد من األلوان الرئيسية التي استخدمت في الرسوم منذ عصور ما قبل )11( التاريخ وكان هو اللون الملكي الدال على النصر والقوة والغضب بسبب ارتباطه بلون الدم والنار وهو لون تاج مصر السفلى وقد استعمل في كتابات معينة منها أول الفصول وبداية الفق ارت وفي (12) على الشر. )13( وهو أيضا من األلوان التي ارتبطت بالحياة وبالتجدد واالستم اررية. ومن ثم فلو تم االفت ارض بأن ولذا الكلمات الدالة تلك المقابر كان من المعروف أصحابها طبقا للقاعدة المسلم بها )لكل مفعول فاعل( فلماذا لم ي دفنوا بها هل كانت بالفعل مقابر رمزية للروح كما فسرها البعض أم هي مقابر ب دلت بأخرى أم أنها مقابر ح رم أصحابها من الدفن فيها عمدا كنوع من العقاب أو اللعن تعتقد الدارسة في الحاالت آنفة الذكر فاألمر لم ت ستخدم أو كانت ربما أن تفسير تلك المقابر بأنها مقابر رمزية للروح قد يصد ق في حالة المقابر الملكية أما يختلف فهي إما أن تكون دفنات فرعية م لحقة بالمصطبة األصلية ولسبب ما مقابر ل عن أصحابها بالغضب الملكي عليهم فح رموا من الدفن فيها كي ال تتوصل إليهم الروح في العالم اآلخر وربما كان في العثور على بقايا اللون األحمر في دفنات أبو صير ما يؤكد ذلك ال سيما لو تم الربط بين الدفنة ورمزية اللون األحمر الدالة على الشر في بعض األحيان. 2 فصل جمجمة المتوفى ونزع فروة ال أرس: حرص المصري القديم على الحفاظ على جسد المتوفى قدر المستطاع إذ كان فقدان ج زء من الجسد كفيل بإفنائه واهالكه في عالم الروح إال أنه قد ع ثر على العديد من الهياكل العظمية اآلدمية منزوعة الجماجم في بعض جبانات عصور ما قبل التاريخ وبداية األس ارت وال شك أن لهذا أسبابه التي ستوضحها الد ارسة قدر المستطاع. (9) المي لوسي أس ارر الحضارة المصرية مترجم القاهرة 2015 م 96. (10) See: EMERY, W.B., Great Tombs of the 1 st dyn., vol.1, Cairo, (11) BRUSATIN, M., A History of Color, Translated by R.H. Hopke and P. Schwartz, Shambhala Publications, Inc. Boston, 1991, 27. (12) FOROUGHI, M. & JAVADI, S., "Examining the Symbolic Meaning of Colors in Ancient Egyptian Painting Art and Their Origin in Environment", in The Scientific Journal of NAZAR research center (Nrc) for Art, Architecture & Urbanism, Bagh e Nazar, 14 (53), Nov 2017,7347. (13) GILL, S. D., "The Color of Navajo Ritual Symbolism: An Evaluation of Methods", in Journal of Anthropological Research, Vol. 31, N o. 4, Winter, 1975, /JGUAA DOI زينب عبد التواب رياض خميس 129

6 املجلد 22 العدد ) م( )أ( فصل الجمجمة كنوع من العقوبة باللعن: كانت عادة فصل الجمجمة الشرق األدنى القديم ال سيما النطوفية وكانت الجماجم ت دفن تحت أرضية المسكن وكانت تشير المكانة االجتماعية لصاحب الجمجمة أما في مصر القديمة ودفنها منفصلة عن الهيكل العظمي من العادات التي ع رفت في بعض بالد بالد الشام خالل عصور ما قبل التاريخ ووضح ذلك بشدة منذ عهد الثقافة فاألمر يختلف إذ كان من وصول روحه إليه في العالم اآلخر فهو عقاب العقوبات وربما كانت تستخف دم في أداء طقوس شعائرية معي نة )14( بالنسبة لعشيرته أو أسرته. إلى فصل جمجمة المتوفى يوحي بنوع من اللعن أو الحرمان باللعن يناله الم ذنب على إثم قام به ولقد تنوعت وتعددت التي كان ي القيها الم دان في العالم اآلخر في مصر القديمة بين ذبح وتقييد وحرق وفصل ألعضائه إذ كان عدم تواجد الشخص مع مكوناته في العالم اآلخر بشكل دائم ومطلق يفيد بدوام العقاب واستم ارر )15( العذاب بشكل أبدي. من خالل ممارسة بعض الطقوس الجنائزية عنه أو فصل أعضائه عمدا ولقد ع رفت اللعنة وظهرت سماتها خالل عصور ما قبل التاريخ والعصور المبكرة والتي ربما كان منها فصل جمجمة المتوفى أو نزع فروة ال أرس وذلك على غ ارر ما جاء في بعض جبانات تلك الفترة ففي جبانة البداري ع ثر على مقبرة لسيدة عجوز جاء هيكلها العظمي كامال بينما ف صلت الجمجمة عن قصد واس تعيض عن )16( الجمجمة بإناء فخاري مستدير وتكرر األمر نفسه في الجبانة T ببالص اآلدمية مفصولة الجماجم وكانت أغلب تلك الدفنات لنساء وكثي ار ما تم إذ ع ثر على العديد من الدفنات االستعاضة عن جماجمهم بأوان )17( مستديرة أو بيض نعام احتفاظا بالشكل المستدير للجمجمة األصلية وفى جبانة نقادة تكرر األمر نفسه إذ ع ثر في المقبرة رقم 1419 )18( استبدال الجمجمة بواحدة من بيض النعام. بالجبانة على جسد لسيدة بال جمجمة وقد أ حيطت ببعض المتاع الجنائزي وتم ولقد ع ثر في جبانة تل حسن داوود باإلسماعيلية على العديد من المقابر اآلدمية غير الم عتادة والتي )19( تؤرخ بالعصر المبكر وكان من بين هذه المقابر المقبرة رقم 900 وهي دفنة مزدوجة لسيدتين تم فصل )14( )15( الحايك مي نديم "عقائد الدفن وعبادة األسالف في بعض مواقع شرق البحر المتوسط في عصور د ارسة)أثريةأنثروبولوجية(" رسالة ماجستير غير منشورة كلية اآلثار جامعة القاهرة 2005 م 55. مه ارن أمل 2015 م 42. ما قبل التاريخ عقوبة النار الداللة والرمزية من منظور الفكر المصري القديم ع. 16 (16) MURRAY, M.A., Burial Customs and Beliefs in the Hereafter in Predynastic Egypt, JEA 42, 1956, 87. (17) MURRAY, M.A., Burial Customs and Beliefs, 92. (18) MURRAY, M. A., Burial Customs and Beliefs, 90. (19) TASSIE, G.J., Early Cemeteries of the East Delta: Kafr Hassan Dawood, Minshat Abu Omar, and Tell Ibrahim Awad, in: Egyptology at the dawn of the Twentyfirst Century, proceeding of the Eighth International Congress of Egyptologists, Cairo, 2000, 500. طقوس اللعنة ومظاهرها في مصر خالل عصور ما قبل التاريخ والعصور املبكرة 130

7 جمجمتيهما عن قصد وتم وضعهما بشكل متعمد في منتصف )20( اآلدمية تعلو تلك الجماجم المنفصلة. المقبرة فبدت الدفنة أشبه بكومة من العظام وربما كانت هذه الممارسات من العادات الجنائزية التي ع رفت آنذاك مصر وجي ارنها وبناء على ذلك يمكن القول: إن نتيجة وجود صالت وروابط بين تفسير األمر في حالة دفنات النساء منزوعي الجماجم قد يكون بغرض التقديس الرتباط النساء بالخصوبة فربما عبرت تلك الدفنات عن طقوس شعائرية متعلقة بالم أرة على وجه الخصوص يرى الروح Murray )هذا في حالة دفنات النساء منزوعي الجماجم(. أن عادة فصل جماجم الموتى ربما كانت م تبعة تجاه أشخاص بعينهم كان لديهم قوة أو مكانة غير عادية أو ع رف عنهم الشر أثناء حياتهم فكان فصل الجمجمة عن الجسم فيه إعاقة لوصول )21( إلى الجسد وبالتالي جعل الشخص الشرير عاج از عن إيذاء األحياء وي ؤكد موري Murray أيضا أن الشخصية التي كانت تتمتع بنوع من القوى الخارقة أو الصفات المميزة كان يتم إعطاء جمجمتها بعد )22( فصلها من الهيكل العظمي للعائلة لالحتفاظ بها في المنزل أو مكان ما تحفه المهابة كسلف صالح أما جمجمة الشخص الشرير فكان هناك حرص على عدم كان نوعا إلحاقها بجسد صاحبها من العقاب وأحيانا كان فصل جمجمة العجوز بعد موته طبقا لما ذكره كل لمنع شره" وهذا في حد ذاته من Friedman Dougherty )23( في العالم اآلخر ولكن الدارسة ترى أن و يوحي بالرغبة من تخلصه من آثامه الدنيوية وذنوبه ليبدأ حياة أخرى جديدة خالية من اآلثام هذا يتناقض مع الفكر المصري القديم الذي آمن بضرورة اكتمال جسد المتوفى حتى يستطيع االستم ارر والبعث من جديد في العالم اآلخر. 147 رقم ظهرت بوضوح 15 ولقد وضحت دالئل فصل جماجم بعض الموتى في جبانة "نخن"/ هي اركونبوليس إذ ع ثر في المقبرة بجبانة "نخن"/ هي اركونبوليس على دفنة مزدوجة متشابكة بشدة لرجل وسيدة من كبار السن وقد عالمة من عالمات القطع على فق ارت العنق وكذلك الحال في المقبرة رقم إذ ع ثر 123 على دفنة مزدوجة الثنين من الشباب الذكور جاءت عالمات القطع على فق ارت عنق أحدهما دون )24( اآلخر )شكل: 1 ( وكان هناك حرص على وجود الجمجمة مع عدم اتصالها بالجسد. وقد اقترح موري بشأن تلك الدفنات منزوعة الجماجم أنها كانت ألشخاص تم اعتبارهم أثناء حياتهم من ذوي القد ارت الخارقة للطبيعة وأشار أنه عندما يكون الشخص ا خير أو محبوبا بين أف ارد قومه فإن جمجمته المفصولة عن جسده ت نقل إلى بيت العائلة أو مقر العبادة بالقرية أما إذا كان الشخص ذو سمعة سيئة (20) TERI, L., TUCKER, Biocultural Investigations at Kafr Hassan Dawood, in Bioarcheology in Egypt, Human Remains Workshop, Quantara, April 2000, 9. (21) MURRAY, M.A., Burial Customs and Beliefs, 92. (22) MURRAY, M.A., Burial Customs and Beliefs, 92. (23) DOUGHERTY, S.P. & FRIEDMAN, R., Sacred or Mundance; Scalping and Decapitation at Predynastic Hierakonpolis, OLA 172, Egypt at its Origins 2, Paris, 2008, 328. (24) DOUGHERTY, S.P. & FRIEDMAN, R., Sacred or Mundance, /JGUAA DOI زينب عبد التواب رياض خميس 131

8 املجلد 22 العدد ) م( معروف بالشر في حياته فكانت جمجمته توضع بعد فصلها معه بحيث ال يمكن ربطها بالجسم مرة أخرى )25( ومن ثم يصبح الشرير عاج از عن البعث والتحرك. الجمجمة ولقد أشارت العديد من األعمال الفنية في عصر ما قبل وبداية األس ارت إلى كانت قد ارتبطت عادة فصل أن بالعقوبة وباللعنة فكثي ار ما جاء تصوير األسرى وقد ق طعت رؤوسهم وو ضعت بين أقدامهم داللة على اعتبارهم أعداء وال بد من النيل منهم وعقابهم بقطع رؤوسهم فربما العنق مقر ار للج ارئم السياسية إذ ن شاهد على صالية الثائرين عليه كما نشاهد أيضا على أرس )27( رموز مقاطعاتهم المختلفة فلقد مقمعة وكأن الملك أ ارد م عاقبة )26( "نعرمر" كان ذبح المذنبين وقطع رقابهم من أهم وسائل العقوبة اإلعدام بقطع كان الملك وهو يقطع رؤوس عشرة من أعدائه الملك العقرب سكان مدن الدلتا وقد ظهروا مشنوقين في )28( أعدائه الثائرين عليه بالذبح. "باإلعدام" في مصر القديمة وكان من بين صور اإلعدام األخرى التي ع رفت في مصر القديمة )اإلعدام على الخازوق قطع الرقبة اإلح ارق واإلغ ارق( وجميعها )29( عقوبات استحقها الم دان على ج رم أتى به أما ممارسة طقوس اللعنة من خالل قطع رؤوس الموتى فكان يتم باستخدام أداة من الصوان أو سكين )30( ذو نصل صواني وكان األمر يصطبغ بصبغة طقسية شعائرية العقوبات التي ينالها الم دان في حياته الدنيا كنوع من العقاب فإنه كان كذلك )31( في مملكة الموتى حيث كان فإذا كان من أكثر الذبح بالسكين وسائل العقاب أحد أهم انتشا ار يتم تقطيع أجساد ورؤوس األعداء الم دانين بالسكاكين ضمانا إلبادتهم ولقد تعددت المناظر المصورة لهؤالء األعداء مقطوعي ال أرس ووردت أول إشارة لقطع رؤوس في صالية األعداء )32( المدانين "نعرمر" آنفة الذكر. ولقد أوضحت كذلك العديد من المناظر منذ عصر ما قبل األس ارت هيئات وهم يجلسون في وضع الركوع أو الوقوف بينما ق طعت رؤوسهم وقيدت أيديهم وقد ح رموا من ال أرس بما فيها )33( من حواس اإلبصار والتنفس والسمع والشم والكالم وذلك كنوع من أنواع التعذيب الشديد. (25) DOUGHERTY, S.P. & FRIEDMAN, R., Sacred or Mundance, 328. )27( )26( ع ثر على صالية الملك نعرمر في جبانة نخن/ "هي اركونبوليس" وهي تؤرخ ب 3150 ق.م تقريبا. أديب سمير أضواء علي الجريمة والعقاب في مصر القديمة أدوماتو ع م (28) ANDELKOVA, B., "Political, Organization of Egypt in the Predynastic Period", in: Before the Pyramids, the Origins of Egyptian Civilization, Teeter, E., (edit.,), Chicago, 2011, 25. )29( منال محمود محمد محمود اآلثار جامعة القاهرة 1999 م )30( "العقوبة في مصر القديمة حتى نهاية الدولة الحديثة" رسالة ماجستير غير منشورة كلية لوركر مانفرد "معجم المعبودات والرموز في مصر القديمة" ترجمة صالح الدين رمضان القاهرة 2000 م (31) ZANDEE, J., Death as an Enemy, According to Ancient Egyptian Conception, Leiden, 1969, 16. )32( )33( بدر الدين دعاء محمد "صور وتعبي ارت الثواب والعقاب في المصادر األدبية والدينية المصرية القديمة حتى نهاية الدولة الحديثة" رسالة ماجستير غير منشورة كلية اآلثار جامعة القاهرة 2009 م 153. مه ارن عقوبة النار الداللة والرمزية من منظور الفكر المصري القديم 48. طقوس اللعنة ومظاهرها في مصر خالل عصور ما قبل التاريخ والعصور املبكرة 132

9 إذا ففصل الجماجم في أغلب الحاالت آنفة الذكر كان يغلب عليه الصبغة الطقسية الشعائرية بما يؤكد المغزى الم ارد من هذا الفصل وهو لعن أصحابها وعدم تمكينهم من البعث مرة أخرى وتعجيزهم عن الحركة بفقدانهم أهم أج ازء الجسد بما يحتويه من حواس. )ب( التشويه ونزع فروة ال أرس كنوع من العقوبة باللعن لما كان فصل جمجمة المتوفى ي عد نوعا من أنواع العقوبة باللعن فربما كان التشويه أيضا أحد مظاهر ممارسة طقوس اللعنة في مصر القديمة ال سيما وأن التشويه كان من العقوبات التي استخدمها )34( المصري القديم كعقاب على بعض الج ارئم ولقد ع ثر على بعض الدفنات اآلدمية التي وضح بها التشويه المقصود وذلك على غ ارر الدفنة رقم الدفنة وجود العديد من آثار التعذيب الجمجمة لعملية إ HK43 بجبانة هي اركونبوليس إذ وضح على جمجمة المتوفى ووجود الكثير من عالمات القطع بفق ارت العنق )شكل: 2 ( بتلك وتعرضت )35( ازلة لفروة ال أرس )شكل: 3 ( ولقد أرجع بعض الباحثين ذلك لنوع من التعذيب أو العقاب. كما عثر في مقبرة أخرى بالجبانة على سكين من الصوان وبقايا عظام آدمية كانت منفصلة ومكدسة في شكل كومة ولم يعثر على الجمجمة ولكن عثر على ع ثر على السكين )36( وبقايا شعر ال أرس. إناء فخاري وضع بديال عنها وفي جبل السلسلة ع ثر على حفرة دفن بأحد المقابر التي تؤرخ بعصر ما قبل األس ارت على شعر آدمي بني اللون كان ي ؤرخ الطبق بعصر نقادة ولو )37( الثالثة. قد تم تقديمه وأسفل احتوت هذا اإلناء الحفرة كقربان في طبق خشن الصنع ذو لون بني يميل إلى الرمادي تم الربط بين طبق جبل السلسلة بما يحتويه من بقايا شعر آدمي وبين دفنة هي اركونبوليس آنفة الذكر التي اشتملت هي األخرى على بقايا شعر آدمي لكان باإلمكان القول: مغزى معين فربما كانت هذه العادة واحدة من الطقوس الجنائزية التي يمكن اعتبارها إن هذه طقسه مقصودة وذات إرهاصات أولية بمثابة لشعيرة تقدمة قربان الشعر التي ع رفت في مصر القديمة والتي كان لها رمزيتها السحرية ففي مصطبة صغيرة تؤرخ بعصر األسرة ال اربعة في أبيدوس عثر على ثالث ك ارت من الطين المختلط بالشعر اختلطت إحدى تلك الك ارت بقطعة الثالثة حملت نقشا من الكتان واألخرى بأج ازء صغيرة من أعواد البردي وكل واحدة من الك ارت بكلمة معناها "عقد أو اتفاق" بما يوحي طبقا لما ذكره Tassie بأن هذه الك ارت كانت /JGUAA DOI زينب عبد التواب رياض خميس 133 )34( عبد اللطيف سو ازن عباس العقوبة البدنية في مصر الفرعونية ابان عصر الدولة الحديثة مجلة كلية التربية جامعة اإلسكندرية مج. 6 ع (35) FRIEDMAN, R.F., "The Predynastic Cemetery at HK43", FRIEDMAN, R.F., MAISH, A., FAHMY, A.G., DARNELL, J.C. & JOHNSON, E.D., Preliminary Report on Fieldwork at Hierakonpolis: JARCE 36, 1999, 311. (36) FRIEDMAN, R., He s got a Knife! Burial 412 at HK43, in: Nekhen news, Vol. 16, 2004, 810 (37) TASSIE, G.J., Hair Offerings: An Enigmatic Egyptian Custom, Paper from the Institute of Archaeology 7,1996, 61.

10 املجلد 22 العدد ) م( بمثابة عقد بين المتوفى والكاهن المنوط بعملية الدفن وأن هذا العقد يؤكد صحة واتمام طقوس الدفن بطريقة )38( صحيحة. استمرت عادة تقديم ولقد ك ارت الشعر من الطين أو الصلصال وكانت ت عرف بتقدمة "ك ارت الشعر" وارتبط تقديمها بأغ ارض سحرية في أغلب األحيان واستمرت تلك العادة ت مارس في مصر القديمة وظهرت بوضوح خالل العصر البطلمي وتوارثها األجيال فظهرت في بعض قرى )39( بأنواعه وببعض الطقوس المتعلقة بميالد األطفال أو التقدمات النذرية. مصر ونجوعها وارتبطت بالسحر ومن ثم فربما كان نزع فروة ال أرس في دفنة هي اركونبوليس آنفة الذكر له مغزى شعائري يوحي بالشر المقصود بصاحب الدفنة والحاق األذى به وربما كان بمثابة تقدمة ت شبه تماما تقدمة قربان الشعر التي ع رفت في مصر القديمة فكالهما ارتبط بنوع من الشعائر والطقوس السحرية المتعلقة بالشر واللعن في مصر القديمة. 3 بتر أعضاء المتوفى: كان االحتفاظ بجسم المتوفى كامال عند دفنه من أهم األمور التي حرص عليها المصري القديم لموتاه حتى يمكنهم التمتع بحياتهم في العالم اآلخر فقد المتوفى أن يستمتع بحياته األخرى نصوص األه ارم ففي التعويذة رقم وهذا 477 في حد ذاته كان فقدان من العقاب يعد نوعا على سبيل المثال ينادي "تحوت" على إع از از جزء من الجسم معناه عدم استطاعة الم تسم باللعن طبقا لما ورد في من ي شحذ له السكين "التي ستذبح وت قطع" التي ستفصل الرؤوس وت خرج القلوب ويؤكد النص كيف أن اإلله سيأمر بفصل رؤوس )40( أولئك المعتدين الذين سيقفون في وجه الملك أو يخرجوا عليه. ورغم أهمية االحتفاظ بجسد المتوفى كامال دون ن قصان إال أنه قد ع ثر على العديد من الدفنات التي وضح فيها الفصل الم تعمد المتوفى ففي ألعضاء جسم إحدى مقابر الجبانة رقم HK43 هي اركونبوليس" ع ثر على دفنة آدمية ف صلت عظامها قصدا ووضعت على طول جد ارن المقبرة في مقبرة أخرى بنفس )42( كومة ولم يعثر على الجمجمة. الجبانة على سكين من الصوان وبقايا عظام آدمية "نخن / ب )41( كما عثر كانت منفصلة ومكدسة في شكل (38) TASSIE, G.J, Hair Offerings, (39) TASSIE, G.J., Hair Offerings, (40) DOUGHERTY, S.P. & FRIEDMAN, R., Sacred or Mundance, 2008, 330. (41) FRIEDMAN, R.F., "The Predynastic Cemetery at HK43", 311. (42) FRIEDMAN, R., He s Got a Knife! Burial 412 at HK43, in: Nekhen News, Vol. 16, 2004, 810 طقوس اللعنة ومظاهرها في مصر خالل عصور ما قبل التاريخ والعصور املبكرة 134

11 وفى نقادة تكرر األمر نفسه إذ عثر على بقايا عظام آدمية متناثرة بين المقابر أو مفككة عن قصد في العديد من الدفنات الفردية والجماعية فسرها وحوش صالح )43( الصح ارء مما أدى إلى بعثرة هياكلها العظمية. بأنها ربما كانت دفنات تعرضت للنهب والسرقة أو اعتداء ولكن قبل وضع أية تفسي ارت لتلك الدفنات ال بد أن نضع أمام أعيننا طبيعة تلك الفترة موضوع الد ارسة عصر ما قبل وبداية األس ارت ق طري مصر شماال وجنوبا العقرب من تحقيق انتصا ارت واضحة على الشمال فلقد قامت في ذلك العصر العديد من الحروب األهلية من أجل توحيد مما أدى إلى نشوب حروب أهلية بين شمال مصر وجنوبها وقد استطاع الملك آنذاك وهذا ما أظهرته نقوش أرس مقمعته حملة وظهور الم اروح وخلفهما صفين من نبات البردى مما يعنى بناء على ما ذكره الطلي انتصار الملك العقرب في تلك الحروب األهلية التي استمرت وأكملها الملك نعرمر واالفت ارض المسموح به هنا.. لما ال تكون تلك الدفنات ألسرى تلك المعارك األهلية والذين جماجمهم عند الدفن كنوع من اللعن. )44( لتنتهي باتحاد الشمال والجنوب. اآلدمية تم اعتبارهم من األعداء ومن ثم تم مفصولة األعضاء منزوعة الجماجم دفنات التنكيل بهم بفصل أعضائهم هذا ولم تكن طقوس إن ازل اللعنات في مصر القديمة تتم بغرض السحر فقط وانما كان الغرض منها ونزع كذلك )45( تطبيق نوع من التشريع واالقتصاص الذي ي عاقب من خالله الم دان على ج ارئم أتى بها في دنياه وكان الحرق )46( واإلعدام من العقوبات التي كانت ت طبق على األعداء أو المغضوب عليهم من قبل الحاكم وكان األشخاص المذنبون تتم إدانتهم كأعداء ويقدر لهم مصير أعداء اإلله أوزوريس أو رع في العالم اآلخر )47( ومنذ عصر الدولة القديمة كان اإلله "ست" أول الم عاقبين حيث ق طع جسده إلى قطع وتعفن. ومن ثم يمكن القول أن تقطيع األوصال في مصر القديمة كان يعد نوع من أنواع العقوبة باللعن حيث أنه بهذا القطع أو البتر لن ينعم المتوفى بالحياة في العالم اآلخر فالبتر هنا رغم كونه "عقاب" إال أنه ال يخلو من غرض اللعن بالتنكيل بجثمان الشخص المقصود /JGUAA DOI زينب عبد التواب رياض خميس 135 )43( )44( صالح الطلى عبد العزيز حضارة مصر القديمة واثارها ج 1 مكتبة األنجلو المصرية القاهرة 2006 م خالد محمد "الحرب األهلية خالل عصر األسرة األولى والثانية مظاهرها الدينية ودوافعها السياسية واالقتصادية" ع م (45) PINCH, G., Magic in Ancient Egypt, Great Britain, 1994, 160. (46) ASSMANN, J., When Justice Fails: Jurisdiction and Imprecation in Ancient Egypt, in: Originalveröffentlichung, JEA 78, 1992, 149. )47( هبة محمد عمر ج م 989. علي الج ازء المبرئين وحال الموتى محاكمة بعد والمذنبين مجلة البحث العلمي في اآلداب ع. 13

12 املجلد 22 العدد ) م( 4 تقييد األيدي كنوع من العقاب باللعن: اعتبر المصريون القدماء أن "مصر" مركز العالم وأن هذا المركز هو بالد ست والفوضى وبسبب موقع مصر فقد وفد ص ور الملك وهو يقمع هؤالء األجانب ليؤكد أنه قد األجانب الفوضويين الذين يهددون مصر وقد ظهر أول منظر بمنطقة "نخن" "الكوم األحمر/ هي اركونبوليس" فهي التي جاءت على صالية الملك األس ارت )شكل: "ماعت" "العدالة" وما خارجه هو إليها منذ عصور ما قبل األس ارت العديد من األجانب وقد ثبت العدالة وأخضع الفوضى المتجسدة في المتمردين لقمع األعداء على جد ارن مقبرة رقم 100 )48( نعرمر. ولقد ع ثر في موقع تل حسن داوود باإلسماعيلية 4( أما أول حالة رسمية للفرعون وهو يقمع األعداء على دفنة آدمية تؤرخ بعصر ما قبل وبداية لرجل تم دفنه في وضع السجود وقد ق يدت ذ ارعاه خلف ظهره وتم دفنه بتلك الوضعية غير )49( الم عتادة ربما كنوع من العقوبة باللعن ولكن ولألسف الشديد نظ ار للرطوبة منسوب المياه الجوفية الناتجة عن صرف )50( ما تم اكتشافه بالجبانة. ظهورهم ولقد رمز تقييد األيدي إلى كأعداء األرض الز ارعية المحيطة بالموقع فقد المرتفعة وازدياد بالموقع حدث تلف وتحلل ألغلب األسرى منذ فجر التاريخ إذ كان يتم تصويرهم وقد ق يدت أذرعهم وفي عصر الدولة القديمة كان م صطلح sḳrwᶜnḫ و ارء بمعنى "الم قيد للحياة" ي طلق على )51( األسرى من األجانب وكان أعداء النظام أو أعداء الضوء كما أظهرتهم كتب العالم اآلخر يتم تقييدهم )52( بالحبال باعتبارهم "أعداء رع" وكانت أذرعهم ت قيد خلف ظهورهم ومن ثم كان يتم تقييد المذنبين وحبسهم )53( في أعمق حفرة باألرض حتى ال يقوموا مرة أخرى ويتسببوا في المزيد من المتاعب. ومن ثم يمكن القول إن تقييد األيدي سواء عبرت عنه األعمال الفنية المختلفة أو عادات الدفن ي عد أحد مؤش ارت ودالئل العقوبة في مصر القديمة إذ ارتبط تقييد األيدي باألسرى واألسرى من األعداء سواء أعداء اإلله أو أعداء الحاكم ولذا وجب لعنهم وعقابهم بالفناء. )48( )49( ع ي ل عيل عبد الحليم المفهوم السياسي لإلسفت في مصر القديمة المؤتمر الدولي الثالث بعنوان التأثير والتأثر بين الحضا ارت القديمة مركز الد ارسات البردية والنقوش جامعة عين شمس القاهرة 2012 م 271 تم رؤية الدفنة في زيارة ميدانية للموقع تحت إش ارف أ. د/مصطفى عطا اهلل أثناء د ارستي بمرحلة الدبلومة العليا في آثار ما قبل التاريخ بكلية اآلثار جامعة القاهرة عام (50) HASSAN, F.A., TASSIE, G.J. & ROWLAND, J.M., Social Dynamics at the late Predynastic to Early Dynastic site of Kafr Hassan Dawood, East Delta, Egypt, in: ArcheoNil N o.13, January 2003, (51) ANTONIO, L., Slavery and Servitude, UCLA Encyclopedia of Egyptology1, N O.1, 2012,1121, 5. (52) PINCH, G., Magic in Ancient Egypt, Great Britain, 1994, 84. )53( بدر الدين صور وتعبي ارت الثواب والعقاب في المصادر األدبية والدينية 149. طقوس اللعنة ومظاهرها في مصر خالل عصور ما قبل التاريخ والعصور املبكرة 136

13 5 تكسير األواني والمتاع الجنائزي: كان التحطيم والتكسير المتعمد لألواني ولبعض المتاع الجنائزي من الطقوس التي ع رفت في مصر )54( خالل عصر ما قبل األس ارت إذ كان يتم تكسير بعض األدوات الحجرية كرؤوس السهام والرماح أو األواني واألدوات الحجرية ثم توضع برفقة المتوفى واستمر هذا التقليد م تبع خالل عصر بداية األس ارت إذ )55( انتشرت آنذاك عادة تكسير األواني الحجرية ووضعها عن قصد مع المتوفى في مقبرته. من وأكد كال )56( رضوان وصالح العالم األخر إذ أن تحطيم األواني الحجرية إنما يعني خروج كاوات أو على ارتباط تلك الشعيرة برمزية عقائدية ونفعية بالنسبة للمتوفى في "أرواح" هذه األواني فيصبح من )57( اليسير استفادة "روح" أو "كا" المتوفى من كاوات أو أرواح هذه األواني. وربما كان هذا التحطيم المتعمد )58( للمتاع الجنائزي ي عد في حد ذاته إشارة إلى القضاء على الشر بلعن األرواح الشريرة الكامنة فيها. ولم تنحصر عادة تحطيم المتاع الجنائزي على األدوات واألواني الحجرية وانما تعدتها إلى أنواع أخرى من المتاع الجنائزي فقد عثر زكريا غنيم عام عصر األسرة الثالثة على 1954 م في الهرم غير الكامل للملك سخم خت بسقارة كميات كبيرة من السفن الحجرية وجدت معظمها مكسورة وان كان من غير )59( المؤكد العدد الذى تم تحطيمه عمدا والعدد الذى تعرض للكسر نتيجة سقوط الكتل الحجرية عليه. وفى عصر الدولة القديمة استمر التحطيم المتعمد لبعض أنواع المتاع الجنائزي وانتشرت عادة "تحطيم األواني الحم ارء" وهي من الطقوس ذات الصبغة الطقوسية التي ارتبطت برمزية القضاء على )60( الشر حيث كان يتم تكسير اثنين من األواني الحم ارء )وهي ترمز ألعداء الملك( وبتحطيمها يتم التخلص من األعداء )61( المكتوب أسمائهم على تلك األواني. (54) GRINSELL, L.V., The Breaking of Objects as a Funerary Rite, Folklore, Vol. 72, N o. 3, Sep., 1961, 480. (55) GRINSELL, The Breaking of Objects as a Funerary Rite, 481. (56) RADWAN, A., Recent Excavations of the Cairo University at Abusir A Cemetery of the 1 st dynasty" in KESSLER, D., SCHULZ, R., Gedenk schtrift für W. BARTA, 1995, 313; RADWAN, A., Kopfer und Bronzem Gelässe, 1983, 37. )57( صالح عبد العزيز "مداخل الروح )األبواب الوهمية( وتطو ارتها حتى أواخر الدولة القديمة" حوليات كلية اآلداب جامعة القاهرة مج. 22 ع /JGUAA DOI زينب عبد التواب رياض خميس 137 )58( ال زلنا إلى اآلن عند وقوع أي حادث لكسر أو تحطيم كوب أو إناء أو خالفه نقول مباشرة باللغة الدارجة "أخذ الشر و ارح" كتعبير عن أن هذا الكسر ي عد نوعا من القضاء على الشر وبحدوثه تذهب العين الشريرة معه. (59) GRINSELL, L.V., The Breaking of Objects as a Funerary Rite, 481. (60) RITNER, R.K., The Mechanic of Ancient Egyptian Magical Practice, the Oriental Institute of the University of Chicago, Studies in Ancient Oriental Civilization. N o.54, Chicago, 1993, 210. (61) GRINSELL, L.V., The Breaking of Objects as a Funerary Rite, 477.

14 املجلد 22 العدد ) م( ثانيا : الطقوس الدنيوية للعنة: 1 تشويه التمثال أو تحطيمه: لعبت الرمزية ا دور مهما في التعبير عن الداللة السحرية لألعمال الفنية والعصر الحجري النحاسي وعصر ما قبل األس ارت فقد ع ثر على العديد من ذات الهيئات األحيان أغلب البشرية والتي خالل المنحوتات العصر الحجري الحديث ولا ص نعت من العظم والعاج والقرون واألصداف والطين المحروق ت ثقب من أسفل لتعليقها بخيط في وضع تشكيالت والتمائم وكانت في معكوس وهو الوضع األمثل لتمكين المرتدي من )62( رؤية التميمية في وضع طبيعي فكان للتمائم منذ عصور ما قبل التاريخ أهمية كبرى لما كانت تحمله في كثير من األحيان الكيفية نوعا تلك من نقوش اعتمدت آنذاك على الوخز والثقب والخدش وكأن صانعها قد أضفى عليها بهذه )63( من الع ازئم السحرية ثم انتقلت األهمية السحرية من التمائم إلى التماثيل فكان للتمثال أهميته أيا كان حجمه ولقد بدأ اإلنسان صناعة التماثيل بمنحوتات صغيرة الحجم متنوعة األشكال ولقد استخدمت التشكيالت )64( بينها طقوس اللعنة. والمنحوتات الفنية الصغيرة في ممارسة العديد من الشعائر والطقوس المختلفة والتي كان من فلقد كان للتمثال في مصر القديمة أهمية وقوة خالقة وكان االعتقاد الشائع بأن تمثال أو صورة شخص ما هي إال وسيط هذا المبدأ في تنفيذ ينتقل من خالله جزءا من الشخصية الروحية الحقيقية لصاحب التمثال واستعمل بعض األغ ارض السحرية الرمزية بقصد النفع أو الضر واستعملت التماثيل فيما يعرف بالسحر الوقائي ولقد سمح الموروث الثقافي بمعرفة العديد من هذه الممارسات عن كثب ال سيما في قرى مصر شماال وجنوبا وأحيانا كانت ت كتب على هذه التماثيل أسماء األمم أو أسماء رؤساء القبائل التي ي خشى )65( جانبها وكان يتم تحطيم هذه التماثيل أو حرقها أو دفنها تجنبا لضرر من تمثلهم في واقع األمر. وكثي ار ما قصد المصري القديم إن ازل اللعنات على شخص بعينه من خالل استخدام بعض المنحوتات اآلدمية الطينية وكانت هذه التشكيالت اآلدمية تشير في كثير من األحيان إلى األعداء أو إلى رموز األعداء لو صح التعبير وهي رموز تجسد الشخصيات الخارجة على األع ارف ممن ي حدثون الفوضى واالضط ارب الذي يترتب عليه ضرورة القضاء عليهم لوقف )66( شرهم وأذاهم. واعتبر المصري القديم أن التماثيل هي األجسام البديلة ألصحابها وكثي ار ما كانت ت صنع تلك التماثيل البديلة من الشمع و يالحظ أن التماثيل الشمعية كانت ت ستخدم في الغالب في طقوس السحر الموجهة ضد األعداء حيث يقوم الساحر بتوجيه )62( )63( محمود سليمان األشكال التشخيصية في السحر الشعبي مجلة الفنون الشعبية ع ديسمبر 1997 م 77. محمود األشكال التشخيصية 77. (64) ORDYNAT, R., Egyptian Predynastic Anthropomorphic Objects, A study of their function and significance in Predynastic burial customs, Oxford, 2018, 55. )65( )66( محمود األشكال التشخيصية في السحر الشعبي 78. ف ارنكو إي ازبيل معجم األساطير المصرية مترجم دار المستقبل العربي القاهرة 2001 م 218. طقوس اللعنة ومظاهرها في مصر خالل عصور ما قبل التاريخ والعصور املبكرة 138

15 القوى الكونية لمعاقبة أصحاب هذه التماثيل وتقطيع أوصالهم وتقييدهم باألغالل كما يحدث ألعداء )67( العالم السفلي رع في ولقد ع ثر في حلوان على أحد التماثيل الشمعية في موقع يؤرخ بعصر ما قبل وبدية األس ارت ويمتد حتى نهاية عصر الدولة القديمة ويوجد التمثال حاليا بالمتحف المصري EM00130 ارتفاع هذ التمثال حوالي 14 سم وسمكه حوالي 5 سم وهو بهيئة آدمية ذكورية كان عاريا )شكل: 5 ( يبلغ من المالبس وظهرت عليه من الخلف بقايا حبل ربما كان م قيدا به وكانت ذ ارعاه قصيرتان ومالمح الوجه كانت خشنة الصنع والتمثال من الواضح أنه قد أصابه نوع من األذى المتعمد بتعرضه للحرق وكان هناك حرص على إلحاق األذى به دون تدميره وبد ارسة كان شخصا عاديا وهذا يشير إلى ق صد بها إن ازل اللعنة على شخصية معينة هيأته المتواضعة وصناعته الخشنة يتبين أن صانعه لم يكن فنانا وانما أن هذا التمثال هو صناعة منزلية )68( المقصود هنا شخص مصري أم أجنبي فالسمات غير واضحة. ويمكن القول: إن هذا التمثال الشمعي كان تم نحته بهدف االستخدام الشخصي تم تجسيدها في شكل هذا التمثال الشمعي ولم يتبين بعد هل كان بمثابة مثال واضح ي جسد طريقة إن ازل اللعنة أو إصابة شخص ما باللعنة إذ تم تعرضه للبتر والطعن والتقييد و الحرق ليكون له تأثير سلبي على الهدف نفسه وان كان كيفية ظهور هذا التأثير السلبي بالضبط في الواقع غير معروف لكن اإلج ارءات الجسدية العنيفة التي تم إحداثها بهذا الشكل تشير إلى النتائج المرجوة وهي إصابة الهدف المقصود بالتدهور والقهر والسيطرة عليه وهذا هو المقصود أي أن هذا التمثال استخدم كوسيط تم من خالله القيام بأعمال سحرية للتغلب على عدو واازلة التهديد الذي يشكله أو ربما تم استخدام هذا التمثال كبديل للسيطرة والتحكم بالسحر الرمزي في شخص )69( ما. ولقد استمرت أهمية التماثيل كبدائل ألصحابها طوال عصر الدولة القديمة وظلت ت ستخدم لغرض إن ازل اللعنات على أصحابها فقد كانت تماثيل األسرى توضع في مداخل ومم ارت معابد األه ارم في عصر الدولة القديمة وقد ق يدت أذرعهم وهم اركعون وقد اعتقد المصري القديم أن الملك كان يحطم الشعوب األجنبية رمزيا بتكسير هذه التماثيل أو بإلقاء تعويذة )70( معينة عليهم وكان يطأهم بقدميه في قضى عليهم /JGUAA DOI زينب عبد التواب رياض خميس 139 )67( جان كريستيان السحر والماو ارئيات في مصر القديمة مترجم القاهرة 2002 م 86. (68) COLLEDGE, S.L., The Process of Cursing in Ancient Egypt, Thesis Submitted in Accordance with Requirements of the University of Liverpool for the degree of Doctor, September 2015, (69) COLLEDGE, S.L., The Process of Cursing in Ancient Egypt, 76. )70( عبد الحليم المفهوم السياسي لإلسفت في مصر القديمة 272

16 املجلد 22 العدد ) م( 2 استخدام رموز الوشم: ع رف "الوشم" في مصر منذ األلف ال اربع ق.م على أقل تقدير والوشم ليس مجرد عالمة وانما هو أيضا وسيلة للحماية فعن طريق رسم الفرد لوشم برمز ديني أو حماية ذلك المعبود أو يرغب في إبعاد الشر عنه. ولقد ع ثر بمعبود م عين فإنما مميزة للفرد هو بذلك يطلب في بعض جبانات عصر ما قبل وبداية األس ارت على العديد من التماثيل ذات الرموز الوشمية والتي ربما كان الغرض منها جلب الخير أو 5769 رقم )71( درء الشر )شكل: 6 ( ولقد تأكدت أهمية الوشم وارتباطه بالرمزية السحرية من خالل ما ع ثر عليه من أدلة أثرية على تمثال ع ثر بالبداري )72( ندبات أو وشم أشبه بالتنقيط وأنه يحمل خطوطا وقد وصف عطا اهلل علي الظهر تنزل حتي هذا التمثال بأنه. )73( مخصصا ألن يكون دمية بسبب عدم جودة صناعته ربما كان ربما كان المنتصف قد المقبرة ففي تقريبا وهي ربما تمثل تم نقعه في شمع الب ارفين وتميل الدارسة إلى األخذ بهذا ال أري وترى أنه يمكن الربط بين هذا ال أري وبين إمكانية اعتبار هذا التمثال من التماثيل البديلة التي است خدمت في ممارسة بعض الطقوس لشخص م عين وكان ي ؤدى من خالله طقوس السحر الرمزي أو السحر البديل. وقد عثر في العديد من المقابر التي بعالمات ملونة باللون األسود لحيوانات ونباتات ورموز متنوعة رموز وعالمات تلك التماثيل وبين ما جاء ضمن المناظر إلى مدى التشابه بينها وبين العالمات "التمحو" خالل ص ورت الليبيين والذين يشبهون في التي الليبيين مناظر على أجسادهم أشكال التي السحرية فربما تم استخدام هذا التمثال كبديل تؤرخ بعصر نقادة األولى على تماثيل أنثوية حملت ا رموز )74( علي الجزع واألط ارف. التي صورت مقبرة في الليبيين وشمية ي قرب عطا اهلل بين سيتي األول مشي ار كان يستعملها سكان المناطق الغربية من مصر والمعروفين باسم )75( أسلوب حياتهم المصريين في العصور التاريخية. جاءت مصورة على العديد من اآلثار المصرية و شوم في تنوعت ما بين الهندسية ورموز المعبودات المصرية تأكد من وهذا ما عصر الدولة الحديثة وقد سيما المعبودة ال (71) TASSIE, G.J., Identifying the Practice of Tattooing in Ancient Egypt and Nubia, Institute of Archaeology , 87. (72) BRUNTON, G. & CATON THOMPSON, The Badarian Civilization and Prehistoric Remains near Badari, London, 1929, 29. )73( عطاهلل مصطفى هيئات الرجال والنساء غير المألوفة على آثار عصور ما قبل التاريخ والعصر المبكر في مصر مجلة اتحاد اآلثاريين العرب القاهرة ع. 6 يناير 2005 م 176. )75( عطاهلل هيئات الرجال والنساء غير المألوفة 176. (74) MASSOULLARD, E., Prehistoire et Protohistoire d'egypte, Paris, 1949, 153. طقوس اللعنة ومظاهرها في مصر خالل عصور ما قبل التاريخ والعصور املبكرة 140

17 نيت وكان زعيم القوم لديهم هو الذى يضع الوشم ومن ثم اعتبر لديهم واختص به الرجال دون النساء الليبيون )76( كدليل على المكانة االجتماعية للفرد. وبالربط بين هذين ال أريين يمكن قبول فكرة أن تكون تلك التماثيل ذات القدماء الوشم أحد رموز الحكم الرموز الوشمية المتشابهة مع الرموز الليبية هي تماثيل أدى المصريون القدماء من خاللها بعض طقوس اللعنة وذلك باعتبار أن الليبيين من األجانب واألجانب بالنسبة للمصريين القدماء أعداء ال بد من النيل منهم بإهالكهم فإذا ما ر سمت رموزهم على تلك التماثيل ثم تم تعريضها للكسر والتحطيم من األعداء. ويرى الوشمية ال Petrie من الهيئات األنثوية التي أن هناك ا تأثير سيما وأن هناك تشابها التي في سواء )77( قام بترى بد ارستها ذكرها بشأن وجود صالت بين مصر وجنوب هلك أصحابها ول عنوا بالفناء وهذا كفيل بالخالص من النوبة والسودان وجنوب أفريقيا قد وضح من خالل تلك الرموز مكان الوشم على الصدر أو شكل الرموز ويؤكد أفريقيا Schuster ال ما ذكره بترى مرجحا البداريين وأن البداريين قد استعبدوا بعض قبائل جنوب أفريقيا وأن تلك الرموز ما العبيد الذين خدموا أسيادهم )78( اآلخر. التماثيل في حياتهم ثم دفنوا برفقتهم في العديد على المرسومة نفس وجهة نظره سيما منذ األلف الخامس قبل الميالد من قبل هي مقابرهم أو بالقرب منها إال تأثي ارت من أولئك العالم في ليصحبوهم وهكذا مرة أخرى نجد أنفسنا أمام رموز أجنبية لتتأكد نفس وجهة النظر التي ت رجح اعتبار مثل هذه حد سواء ذات الرموز الوشمية تماثيل ذات مغزى طقوسي وسحري مرتبط بلعن األعداء والحماية منهم على واذا كان المصري القديم قد عبر خالل العصور التاريخية القديمة عن التعاويذ السحرية ونصوص اللعنة بالكتابة فليس من المستبعد أن تكون الرسوم والخطوط والوشم من وسائل التعبير عن تلك التعاويذ والطالسم السحرية بل وان ازل اللعنات في بعض األحيان. استمرت ولقد بقايا المومياوات النسائية عادة الوشم ترجع التي طوال عصور )79( للمعبودة حتحور ومن خالل ما ع ثر عليه الحضارة المصرية القديمة وتأكد إلى عصر األسرة الحادية عشرة والتي ذلك حملت ا رموز من خالل العديد من وشمية أغلبها كان مؤخ ار في بعض دفنات الجبانة الملكية بدير المدينة إذ ع ثر على العديد من الهياكل العظمية اآلدمية غير المنشورة التي حملت بعض الرموز الوشمية والتي ت ؤكد على /JGUAA DOI زينب عبد التواب رياض خميس 141 )76( عبد القوى مهجة رمضان عبد القادر الوشم في العصور 1815 أكتوبر كلية االثار جامعة القاهرة 2014 م مصر القديمة المؤتمر الدولي األول: مصر ودول البحر المتوسط عبر (77) PETRIE, W. M. F., Prehistoric Egypt, London, 1920, 9. (78) SCHUSTER, C. & MYERS, O.H., Modern Parallels for Ancient Egyptian Tattooing, Sudan Notes and Records, Vol. 29, N o. 1,1948, (79) FRECENTESE, V., Tattooing Identity, An Analysis of Historical and Contemporary Tattooing Practices among Members of the Military Community, an honors thesis Presented to the Department of Anthropology, the Colorado College, USA, 2013, 5.

18 املجلد 22 العدد ) م( )80( استم ارر ممارسة الوشم آنذاك ومن الجدير بالذكر أن عادة الوشم ت مارس بين النساء اليوم إلى ال ازلت في بعض األماكن خاصة في صعيد مصر فأحيانا يقمن النساء بوشم الشفة السفلى باللون األخضر أو ي رسم على الذقن خطوط تصل من الشفة إلى أسفل الذقن أو يقمن بوشم ظهور أيديهن وأذرعهن وأقدامهن )81( والخصر بشكل السمكة رمز الخصوبة والحماية تماماف كما جاء على بعض المومياوات المصرية القديمة. وهكذا كان الوشم وسيلة عالجية لشفاء بعض األم ارض وع د أيضا بمثابة درع واق وطارد لألرواح الشريرة كما اعتقد بأنه يمنع الحسد وعلى الصعيد اآلخر يعكس بسحره الوقائي الشر على الشخص الشرير أو العين )82( الحاسدة. 3 محو االسم كنوع من العقاب "باللعن": كان لالسم الشخصي في مصر القديمة أهمية كبيرة جدا إذ االسم جزءا ع د الزما من كيان صاحبه يتميز به في دنياه ويتأكد به خلوده وسعادته في أخ اره وتخيل المصري القديم أن ما يلحق باالسم من خير وشر يلحق كذلك بصاحبه وأن اإلنسان يمكن أن ي سيء إلى خصومه أحياء )83( بأسمائهم بالمحو أو بالسحر ولعنات الدين ولقد ع د وأمواتا عن طريق اإلض ارر المصري القديم أن االسم جزءا أساسيا من الشخص وكان يكفي معرفة اسم الشخص حتى يمكن السيطرة عليه بأن ت لقى عليه تعويذة فيقع عليه ضرر أو يهلك بالموت )84( ولذا كانت عادة تشويه أسماء األعداء بعد موتهم ي عد نوعا من األخذ بالثأر. ولقد م ثلت معظم مناظر القمع انتصا ار على األعداء من خالل مناظر األسرى األجانب المقيدين أسفل المقاعد الملكية وتحت أقدام الملوك وفي الصاليات واألختام األسطوانية والرسوم الصخرية المعابد الدينية وغيرها كما صورت مناظر األسرى األجانب ق يدت ذ ارعاه من الخلف يخرج من حصن ك تب بداخله اسم الشعب وكان لالسم أهميته في نصوص اللعنة التي ت عد نوعا خالل عصر الدولة القديمة وواجهات بهيئة جذع آدمي )85( تأكيدا على الرغبة في إهالكه. من الصيغ ذات الدور السحري التدميري والتي كان لها تأثير سلبي وقد استخدمت في ذلك الشأن أشكال من الطمي على هيئة تماثيل أسرى م قيدين ك تب على صدورهم االسم باللون األحمر أحيانا والشمع وك ارت طمي بها شعر آدمي وهذا منذ نهاية عصر الدولة القديمة خاصة في جبانة إلفنتين حيث ق صد بها النوبيون وأرواح الموتى المسببة لألم ارض وكان االعتقاد (80) AUSTIN, A., "Recent Evidence for the Practice of Tattooing in Ancient Egypt", in: The First Annual Meeting of the American Research Center in Egypt, (Printed in the USA), Toronto, on, Canada. April 35, 2020, 23. (81) LANE, E. W., An Account of the Manners and Customs of the Modern Egyptians, 5th edition. London, 1860, (82) MYERS, C. S., Contributions to Egyptian Anthropology N o. 1. Tattooing, in: Journal of the Anthropological Institute of Great Britain and Ireland, vol.33, 1903, )83( صالح عبد العزيز ماهية 1965 م )84( )85( محمود األشكال التشخيصية 78. اإلنسان ومقوماته في العقائد المصرية القديمة مجلة كلية اآلداب جامعة القاهرة مج. 27 ج عبد الحليم المفهوم السياسي لإلسفت في مصر القديمة 272 طقوس اللعنة ومظاهرها في مصر خالل عصور ما قبل التاريخ والعصور املبكرة 142

19 في قوة الكلمة المكتوبة والمنطوقة سببا في السيطرة على العدو في أي شكل يريده )بشريا أو روحيا حيا الفاعلية الم سلم بها للعنات وهي تعتمد على السحر الذي يمكنه أو ميتا ) وأهم خطوة في ذلك هو تحديد شخصية العدو بكتابة اسمه ثم ممارسة شعيرة معينة عليه يصحبها وصف ألي عمل محتمل أو فعلي ثم جملة الحماية ضد أية )86( حركة عدوانية. ولقد ع رفت تلك النصوص بنصوص اللعنات المصرية القديمة وكانت وهي نصوص هي ارطيقية كهنوتية تضم قوائم بأعداء الملك المصرية أو من الجي ارن تسمى أحيانا بقوائم التحريم وعادة ما يكون معظمهم من أعداء الدولة األجانب المزعجين وفي أغلب األحيان كانت تلك النصوص ت كتب على مجموعة من تماثيل األجانب أو األواني الفخارية أو كتل الطين أو الحجر حيث يتم تحطيمها عمدا وكان ي قصد من الطريقة الطقسية محو األسماء أو دفنها كنوع من السحر ال ازئف الذي يؤثر على األعداء أو األماكن ذكرها الو ارد في النص وكانت الشظايا الناتجة عن الكسر ت وضع بالقرب من المقابر أو مواقع القيام بالطقوس وكانت هذه الممارسات شائعة ثالثا : الطقوس الدينية للعنة: )87( في أوقات الن ازعات مع الجي ارن اآلسيويين. 1 دفن "الحمير" كطقسه من طقوس اللعن: )88( ارتبط "الحمار" في مصر منذ أقدم العصور وحتى نهاية العصر المتأخر بالمعبود "ست" إذ ظهر )89( المعبود "ست" في أحد هيئاته ب أرس حمار وكان ست أحد أعداء إله الشمس تماما ك "أبو فيس" الذي كان يتم معاقبته باعتباره كبير الخطأة وزعيم أعداء الشمس بوسائل عديدة: عن طريق ربطه وذبحه كحيوان األضحية ونزع قلبه كما كان أتباع "ست" ي قيدوا وت قطع رؤوسهم وي ذبحوا وت نزع قلوبهم وت شرب دماؤه ومن ثم كان الربط بين "الحمار" وبين "ست" كأحد الرموز الحيوانية التي ت مثله. )90( وعلى الرغم من وجود عدد قليل من السجالت المكتوبة من هذه الفترة إال أن وجود نماذج من تشكيالت بهيئة أف ارس النهر وأمشاط العاج التي ربما تصور حيوان المعبود "ست" Seth هذا اإلله قد ترجع إلى هذا الوقت ومن المؤكد أن حكام مرحلة نقادة بعصر ما قبل األس ارت وروعة مقابرهم ي وحي بأنهم كانوا قد مرتبط ا ارتباط ا وثيق ا بالملك في أوقات األس ارت المبكرة تشير إلى أن عبادة بناء على حجم سيطروا على منطقة ذات حجم معين وكان إلههم المحلي "سيت" وان تصوير حيوان "سيت" على أرس صولجان /JGUAA DOI زينب عبد التواب رياض خميس 143 )86( عبد الحليم المفهوم السياسي لإلسفت في مصر القديمة 272. (87) EDWARDS, E.S., GAD, C.J. & HAMMOND, N.G.L., The Cambridge Ancient History, vol. I, part I: Prolegomena and Prehistory, third edition, Cambridge, at the University Press, 1971, 508. (88) TAYLOR, I.R., Deconstructing the Iconography of Seth, A Thesis Submitted to the University of Birmingham for the Degree of Philosophy, Department of Classics, Ancient History and Archaeology College of Arts and Law, University of Birmingham, 2016, 255. (89) JENSEN, A.S., "The Sacred Animal of the God Set", in: Det Kgl. Danske Videnskabernes Selskab, Biologiske Meddelelser, X I, 5, Kobenhaven, 1934, 6. (90) ZANDEE, J., Death as an Enemy, New York, 1969, 155.

20 املجلد 22 العدد ) م( العقرب من شأنه أن ي وحي بتصوير غزو أتباع حورس ألتباع "سيت" مما يمهد الطريق لتوحيد مصر في )91( دولة واحدة مع حورس إلهها الرئيسى. )شكل: 7 ( ولقد وضح الربط بين "الحمار" وبين "ست" كأحد الرموز الحيوانية التي ت مثله منذ عصر ما قبل األس ارت على أقل تقدير إذ ع ثر على عدد من الدفنات الشعائرية للحمير في بعض جبانات عصر ما قبل وبداية األس ارت ففي جبانة أبو صير شمالي سقارة ع ثر علي دفنة فرعية لثالثة من الحمير م لحقة بمصطبة ت ؤرخ بعصر الملك "دن" اربع ملوك األسرة األولي 3000 ق.م كانت الحمير قد د فنت بطول الجانب )92( الجنوبي من المصطبة وكان وضع الدفنة م لفتا للنظر إذ كانت الحمير الثالثة قد دفنت الواحد تلو األخر في صف واحد في وضع الوقوف وكأنهم علي أهب ة االستعداد للتحرك ولم تكن في وضع الرقود كما هو )93( مفترض وقد تم قتلها عمدا قبل إنهاء عملية الدفن وقبل أن يه ال الت ارب علي رؤوسها وذلك من خالل الضرب العنيف علي رؤوسهم وهذا ما أكدته الكسور الموجودة على جماجم الحمير وربما أيضا قد تم شنقهم بالحبال ال سيما وأنه قد تبين وجود ضغط علي فق ارت رقاب الحمير الثالثة وع ثر بالدفنة علي حبال )94( ربما كانت قد استخدمت في هذا الغرض ولقد غ طيت أجسام الحمير بعد قتلها تدريجيا بالرمال ثم )95( أ حيطت بالدقشوم والرديم لتدعيم وقوفهم ومنع وقوعهم ومن ثم )96( قصد بطريقة يغلب عليها التعذيب صير ا مقر وقد فسر رضوان يتبين بوضوح أن تلك الحمير د فنت عن تلك الدفنة بأنها تأصيل للعقيدة األوزيرية التي ع رفت في مصر القديمة إذ كانت أبو لتلك العقيدة ومن الجدير بالذكر أن الحمير كانت من الحيوانات الشريرة التي ارتبطت بالمعبود ست وبالتالي يمكن تصور أن القتل العمد للحمير الثالثة كان بمثابة قتل وطرد لألرواح الشريرة وابعادها عن )97( المقبرة وأن اختيار العدد )ثالثة( دون سواه إنما هو إشارة إلي الكثرة العددية لدي المصري القديم. ولقد تكرر العثور على دفنات الحمير في الجبانة على دفنة فرعية من الطوب اللبن لعشرة حمير تؤرخ ب الملكية لملوك العصر العتيق في أبيدوس إذ ع ثر 3000 ق.م جاءت الحمير في وضع الرقود ودفنت (91) TURNER, P. J., Seth A Misrepresented God in the Ancient Egyptian Pantheon? A thesis submitted to the University of Manchester for the Degree of Doctor of Philosophy in the Faculty of Life Sciences, 2012, 29. (92) ADAMS, B., Excavation in the Locality 6 cemetery at Hirakonpolis 1979, Oxford, 2000, 171; VAN NEER, w., LINSEELE, V., & FRIEDMAN, F.R., He s Got a Knife! Burial 412 at HK43, 76. (93) RADWAN, A., " Recent Excavations of the Cairo University at Abusir Cemetery of 1 st Dynasty" in Kessler, D., and Schulz, R., gedenkschrift für W. Barta, 1995, 311. (94) RADWAN, A., Recent Excavations of the Cairo University at Abusir Cemetery, 312; BOESSNECK, J. & EISSA, A. "Eine Eselsbestattung der 1 dynasty in Abusir ", MDAIK 48, 1992, 2. (95) BOESSNECK, J. & EISSA, A., "Eine Eselsbestattung der 1 dynasty", (96) BOESSNECK, J. & EISSA, A., "Eine Eselsbestattung der 1 dynasty", 2; RADWAN, A., Recent Excavations of the Cairo University at Abusir Cemetery, 312. (97) RADWAN, A.: " Recent Excavations of the Cairo University at Abusir Cemetery, 312; Darby, W.J., Food: the Gift Osiris, vol. 1, London 1977, 235. طقوس اللعنة ومظاهرها في مصر خالل عصور ما قبل التاريخ والعصور املبكرة 144

21 )98( في مجموعات يفصل بينها جدار من الطوب اللبن. )شكل: 8 ( وربما تشابهت دفنة حمير أبيدوس مع دفنة حمير أبو صير من حيث الغرض فكالهما كانا بمثابة دفنات طقوسية رمزية تشير إلى القضاء على الشر متجسدا في الحمير رمز المعبود ست وانتصا ار ألوزير في ص ارعه مع ست السفلى النظير )99( الكوني. لإلله رع" السماوي" ولقد حوت أبيدوس بين جنباتها عصر بداية األس ارت فإذا كان فباعتبار أن المعبود أوزير هو كان ال بد من هزيمة وتدمير أعدائه للحفاظ على استق ارر النظام أطالل معبد "خنتي إمنتيو" وهو االسم الذي اتخذه المعبود أوزير خالل الظهور األول السم المعبود أوزير كان قد جاء في عصر األسرة الخامسة ضمن متون األه ارم إال أن هذا ال ينفي معرفته قبل ذلك الوقت وي عتقد أن تأصيل الص ارع بين حورس وست قد بدأ من منتصف عصر األسرة األولى والدليل على ذلك هو العثور على اثنين من التشكيالت العاجية في مقبرة تؤرخ بعصر األسرة األولى في جبانة حلوان اتخذت تلك التشكيالت هيأة عمود ال )100( وهو ذلك الرمز الذي ارتبط بالمعبود أوزير فيما بعد. ملكية وأهميتها كمكان له من المهابة والقداسة ما يجعلها ولعل كل ما سبق يؤكد على أهمية )101( ا مركز جنائزيا ودينيا وملكيا. "جد" أبيدوس كجبانة ولما كانت عصور ما قبل التاريخ والعصور المبكرة من الفت ارت التي ي عتمد في د ارستها بقدر كبير على االستق ارء فيمكن القول: إن دفنات حمير جبانتي أبو صير وأبيدوس كانتا بمثابة ت عبر عن إهالك ست شعائريا )بصورة رمزية( انتصا ار ألوزير. ترجمة عملية لطقسة مبكرة ولقد استمر "ست" حتى نهاية العصور التاريخية المصرية القديمة وطوال العصر البطلمي واليوناني والروماني رم از للشر ولما كان أعداء مصر من الخارج من أول الشرور التي كان المصري ون القدماء يرجمونها باللعن فقد استمر ظهور ست متخذا هيأة أرس الحمار ومتجسدا )102( على األعداء وبالتالي القضاء على الشر. ولقد أظهرت بردية المتحف البريطاني BM الممارسات المرتبطة بطقوس اللعنة في مصر القديمة إذ أظهرت الشمع للمعبود "ست" في النار المشتعلة وربما أشار ذلك والتي ترجع بهيأة األسير كإشارة إلى القضاء إلى العصر المتأخر بعض إحدى فق ارتها ما ي شير إلى إلقاء تمثال من إلى القضاء على الشر بالقضاء على "ست" (98) ROSSEL, S., MARSHALL, F., PETERS, J., PILGRAM, T., ADAMS, M.D. & O'CONNOR, D., Domestication of the Donkey: Timing, Processes, and Indicators, Proceedings of the National Academy of Sciences of the United States of America, Vol. 105, N o. 10, Mar. 11, 2008, (99) HODJASH, S. & BERLEV, O., The Egyptian Reliefs and Stelae in the Pushkin Museum of fine arts in Moscow, Translated by: O. BERLEV, Leningrad, 1982, 266. (100) WILKINSON, T.A.H., Early Dynastic Egypt, New York, 1999, 253. (101) MORRIS, E.F., Sacrifice for the State: First Dynasty Royal Funerals and the Rites at Macramallah s Rectangle, in: Performing Death Social Analysis of Funerary Traditions in the Ancient Near East and Mediterranean, LANERI, N., (edit.,), Chicago, 2008, 15. (102) CARDS, P., Anubis, Seth, and Christ. The Significance of the " SpottCrucifix", In: The open court, A Monthly Magazine, Vol. XV. (N O. 2) February, N O. 537, 1901, /JGUAA DOI زينب عبد التواب رياض خميس 145

22 املجلد 22 العدد ) م( )103( باعتباره من أعداء اإلله ولقد استمر تصوير "ست" بهيئة العدو أو األسير كذلك خالل العصر اليوناني )104( والروماني وهذا ما أشارت إليه أيضا لوحة صغيرة من الحجر الجيري تؤرخ بالعصر اليوناني )105( والروماني ن حت عليها منظر يبين "ست" ب أرس حمار وقد بدى جاثيا على ركبتيه بينما ق يدت ذ ارعاه من الخلف في وتد مثبت باألرض في هيئة األسير أو السجين ربما أيضا كرمز للقضاء على الشر )106( ولقد ذكر بلوتارخ أن الحمار كان يتم التضحية به في العصر القبطي بقذفه من أعلى منحدر عالي أشبه بالهاوية وذكر كذلك أن سكان أبو صير وسكان إقليم ليكوبوليس "أسيوط" كانوا يمتنعون عن استخدام األبواق ألن )107( صوتها يشبه صوت الحمار. أي أن الحمير كانت من أكثر الحيوانات ارتباطا بطقوس اللعنة في مصر منذ عصور ما قبل التاريخ وانتهاء بالعصر القبطي وكان القضاء عليها مرتبطا رمزيا بالقضاء على الشر. البحث: نتائج اللعنة صورة من صور العقاب سواء الجسدي أو الرمزي الذي كان ي طبق على أشخاص بعينهم سواء باعتبارهم أعداء للملك أو أعداء لإلله وال بد من عقابهم أو ال بد من تدميرهم واهالكهم باعتبارهم من رموز الشر. وضحت مظاهر طقوس اللعنة من الناحية الجنائزية من خالل القيام ببعض الممارسات كفصل أعضاء جسد المتوفى أو نزع جمجمته أو دفنه م قيدا لتعجيزه عن الحركة ومنع انبعاث روحه بعد وفاته في العالم اآلخر وبالتالي وقف أذاه عن األحياء. وضحت مظاهر طقوس اللعنة من الناحية الدنيوية من خالل القيام ببعض الممارسات ذات المغزى الرمزي السحري كأن ي شكل تمثال بهيئة شخص معين سواء من الطين أو الشمع أحيانا وي تعمد إحداث تشويه أو تحطيم للتمثال لكي يمرض أو يهلك صاحبه في عاقب باللعنة الرمزية وذلك بإفنائه أو إهالكه أو النيل منه. وضحت مظاهر طقوس اللعنة من الناحية الدينية من خالل القيام بالدفن الشعائري لبعض األنواع الحيوانية التي كانت ترمز للشر في غالب األحوال كإشارة إلى القضاء على الشر بقتلها. (103) TAYLOR, I.R., Deconstructing the Iconography of Seth, A Thesis submitted to the University of Birmingham for the Degree of Philosophy, Department of Classics, Ancient History and Archaeology College of Arts and Law, University of Birmingham, 2016, 15. (104) TAYLOR, I.R., Deconstructing the Iconography of Seth, 80. (105) MICHAÏLIDIS, G., Éléments de Synthèse Religieuse Grécoégyptienne [avec 12 planches], BIFAO 66,1966, 82, fig.9. (106) RITNER, R.K., The Mechanic of Ancient Egyptian Magical Practice, the Oriental Institute of the University of Chicago, Studies in Ancient Oriental Civilization54, Chicago, 1993, 210. (107) CARDS, P., Anubis, Seth, and Christ, 76. طقوس اللعنة ومظاهرها في مصر خالل عصور ما قبل التاريخ والعصور املبكرة 146

23 مارس المصري القديم طقوس اللعنة منذ عصور ما قبل التاريخ وظهرت مظاهر تلك الممارسات من خالل )الحرمان من الدفن فصل جمجمة المتوفى أو نزع فروة تشويه تماثيله أو تحطيمها تكسير متاعه الجنائزي(. ت عد العقوبة ا أمر فعليا أرسه تقييده كأسير بتر أعضائه عند الدفن ي طبق على شخص ما نتيجة سوء أعماله أم اللعنة فالعقوبة جزء منها وقد تكون ممارسة طقوس اللعنة واقعية أو رمزية وقد ينالها إنسان أو بديله كرمز له وقد ت صب اللعنة أحيانا على حيوان معين يرمز إلى الشر وبالقضاء عليه يكون القضاء الرمزي على الشر. يمكن الربط بين نزع فروة أرس المتوفى )كما في حالة دفنة نخن/هي اركونبوليس( وبين طقوس اللعنة وعالقتها بتقدمة )قربان الشعر( التي ع رفت منذ عصر الدولة القديمة وارتبطت بممارسات ذات صبغة جنائزية وسحرية. ع رفت عادة فصل جمجمة المتوفى منذ عصور ما قبل التاريخ وربما كان الغرض منها إحداث نوع من العقاب وذلك لو تم االفت ارض بأنها كانت دفنات ألسرى أو أشخاص م ذنبين تم اعتبارهم من أعداء الملك وأن المصري القديم أ ارد بدفنهم تحجيم شرهم ومنعهم من االنبعاث مرة أخرى خوفا من إحداث أية أذى لألحياء. فوضى أو ربما كان تقطيع أوصال المتوفى في مصر القديمة خالل عصر ما قبل وبداية األس ارت ي عد أنواع العقوبة باللعنة بحيث إنه بهذا القطع أو البتر لن ينعم بالحياة في العالم اآلخر. من نوعا كان للتمثال في مصر القديمة أهمية وقوة خالقة إذ كان االعتقاد الشائع بأن تمثال أو صورة الشخص هي وسيط تنتقل من خالله جزء من الشخصية الروحية الحقيقية لصاحب التمثال واستعمل هذا المبدأ في تنفيذ بعض األغ ارض السحرية الرمزية بقصد النفع أو الضر. لما كانت الكتابة من أهم وسائل التعبير عن معتقدات المصري القديم خالل العصور التاريخية القديمة فإن الرموز والخدوش والوشم على التشكيالت والمنحوتات اآلدمية أو الحيوانية ربما كانت من وسائل التعبير عن إن ازل اللعنات على األعداء أو من وسائل التعبير عن الحماية الرمزية من الشر خالل عصور ما قبل التاريخ. اعتبر المصري القديم االسم جزءا أساسيا من الشخص وكان يكفي معرفة اسم الشخص حتى يمكن السيطرة عليه بأن ت لقى عليه تعويذة فيقع عليه ضرر أو يهلك بالموت ولذا كانت عادة تشويه أسماء األعداء بعد موتهم ي عد نوعا من األخذ بالثأر من خالل اللعن. ارتبطت طقوس اللعنة في مصر القديمة برموز حيوانية معينة وكان الحمار أحد أهم تلك الرموز ولقد ص ور الحمار باعتباره أحد رموز المعبود ست في كثير من المناظر وهو ي طعن أو ي قيد أو ي ضرب أو حتى ي ذبح وفي أحيان أخرى ي دفن وهو على قيد الحياة /JGUAA DOI زينب عبد التواب رياض خميس 147

24 املجلد 22 العدد ) م( كانت دفنات حمير جبانتي أبو صير وأبيدوس تعد بمثابة ممارسات طقوسية شعائرية للقضاء على الشر متجسدا في أوزير وبدفن الحمار رمز "ست" ي هزم أعداء اإلله وأعداء الملك متمثال في ست وم ناصرة للخير على األرض. تنوعت مظاهر طقوس اللعنة في مصر القديمة ووضحت مفرداتها منذ عصور ما قبل التاريخ واستمرت ممارستها حتى نهاية عصور الحضارة المصرية القديمة والجنائزية والدينية أيضاف. ال ازل الموروث الثقافي ي خبرنا بالكثير ممارسات كان ي ؤتى بها في القديم وظل صداها مسموعا ووضح ذلك من خالل مختلف الممارسات الحياتية عن ماضينا الذي اندثر بفعل الزمان وال ازل هناك بقية من إلى يومنا الحالي.. كطقوس السبوع وطقس ال ازر وثقب الد مية لدرء الحسد وغيرها من عادات ال ازلت ت مارس حتى اليوم وجذورها تمتد إلى آالف السنيين. طقوس اللعنة ومظاهرها في مصر خالل عصور ما قبل التاريخ والعصور املبكرة 148

25 قائمة الم ارجع العربية والمعربة: أديب سمير "أضواء على الجريمة والعقاب في مصر القديمة" أدوماتو ع م. 8 Adib, Samīr, Adwaʾ ʿala alğrimah waʾlʿiqab fī Miṣr alqadīma, Adumatu, vol 8, 2003 كريستيان السحر والماو ارئيات في مصر القديمة القاهرة 2002 م. Christian, Jacq, Al siḥr waʾlmāwāraʾyat fī Miṣr alqadīma, Cairo, "الوشم في مصر القديمة" المؤتمر الدولي األول: مصر ودول البحر المتوسط عبر /JGUAA DOI زينب عبد التواب رياض خميس 149 ج كا عبد القوى مهجة رمضان عبد القادر العصور 1815 أكتوبر كلية االثار جامعة القاهرة Abd alqawī, Muhğa Ramaḍān Abd alqadir, al wašm fī Miṣr alqadīma, al muʾtamr al dawlī alʾūal: Miṣr wa diwal al baḥr ʾal mutawasiṭ abr al usūr 1518 October, faculty of archaeology, Cairo university, صالح عبد العزيز "مداخل الروح )األبواب الوهمية( وتطو ارتها حتى أواخر الدولة القديمة" حوليات كلية اآلداب جامعة القاهرة مج. 22 ع م. Ṣaliḥ, Abdʾal Azīz, "Madāḫil alrūḥ (alabwāb alwahmiyā) wa ṭaṭawurātiha ḥata awaḫir aldawlā alqadīma, Annals of the College of Arts,Cairo University, Vol. 22, N o 1, حضارة مصر القديمة واثارها ج. 1 القاهرة 2006 م., Ḥaḍārit Miṣr alqadīma wa aṯāruhā, vol.1, Cairo, الطلى خالد محمد "الحرب األهلية خالل عصر األسرة األولى والثانية مظاهرها الدينية ودوافعها السياسية واإلقتصادية" ع. 11 لعام 2010 م. al Ṭalī, H alid Muḥammad, "al Ḥarb alahlīyā ḫilal aṣr ʾalusra ʾalūlā waʾl ṯanīyā maẓahiruhā aldinīyā wa dwafi uha alsīyāsīyā waʾliqtiṣadīyā", Journal of the General Union of Arab Archaeologists, vol.11, عبد اللطيف سو ازن عباس العقوبة البدنية في مصر الفرعونية اإلسكندرية مج. 6 ع م. إبان عصر الدولة الحديثة مجلة كلية التربية جامعة Abd ʾalLāṭif, Sūzān Abas, al uqūba albadanīya fī Miṣr alfirʿūnīyā ibān ʿaṣr aldawla alḥadiṯa, Journal of the College of Education, Alexandria University, Alexanderia university, Vol.6, N o 1, "المفهوم السياسي لإلسفت في مصر القديمة" المؤتمر الدولي الثالث: التأثير والتأثر بين الحضا ارت عبد الحليم على على القديمة مركز الد ارسات البردية والنقوش جامعة عين شمس 2012 م. ʿAbd al Ḥalīm, ʿAlī ʿAlī, almafhūm alsīyasīya liʾlisft fī Miṣr alqadīma, The Third International Conference:Influence and Influence among Ancient Civilizations, Papyrus Studies and Inscriptions Center, ʿAin shams University, أحمد عبيد على حامد الفيوم مج. 9 ع. 21 سبتمبر 2015 م. "العدالة والقانون بين الفهم والممارسة في مصر القديمة" مجلة كلية السياحة والفنادق جامعة Aḥmad, ʿibīd ʿAlī Ḥāmid, alʿadala waʾlqanūn bain al fahm waʾlmumarsa fī Miṣr alqadīma, Journal of the Faculty of Tourism and Hotels, Fayoum University, Vol.12, September, عطاهلل مصطفى هيئات الرجال والنساء غير المألوفة على آثار عصور ما قبل التاريخ والعصر المبكر في مصر مجلة االتحاد العام لآلثاريين العرب ع. 6 يناير 2005 م. Atallah, Mūstafa, Hāīyʾāt alriğāl waʾlnisāʾ ġair almʾlūfa ala aṯār usūr ma qabl altarīḫ waʾl asr almubakir fī Miṣr, Journal of the General Union of Arab Archaeologists, vol. 6, Franco, Isabel, mu ğam alasatīr al miṣrīya, Cairo, Lamy, Lucy, Asrār alḥadāra ʾal miṣrīyā, Cairo, معجم األساطير المصرية القاهرة 2001 م. ف ارنكو إي ازبيل المي لوسي أس ارر الحضارة المصرية القاهرة 2015 م.

26 املجلد 22 العدد ) م( لوركر مانفرد معجم المعبودات والرموز في مصر القديمة القاهرة 2000 م. Lorker, Manfred, mu ğam alm būdāt waʾlrumūz fī miṣr alqadīma, Cairo, بدر الدين دعاء محمد "صور وتعبي ارت الثواب والعقاب في المصادر األدبية والدينية المصرية القديمة حتى نهاية الدولة الحديثة" رسالة ماجستير غير منشورة كلية اآلثار جامعة القاهرة 2009 م. Badr AlDīn, Du āʾ Muḥammad, ṣiwar wa t bīrāt alṯawāb waʾl iqāb fī almaṣadir aladabīya waʾldinīya almiṣrīyā alqadīma ḥata nihayt aldāwla alḥadiṯa, master thesis, faculty of archaeology, Cairo University, عمر هبة محمد علي "الج ازء بعد محاكمة الموتى وحال المبرئين والمذنبين" مجلة البحث العلمي في اآلداب ع. 13 ج م. Umar, Hiba Muḥammad ʿAlī, alğazāʾ ba d muḥakamat almawta wa ḥal almubraʾaīn waʾlmuznibīn, Journal of Scientific Research in the Arts, Vol. 13, N o 4, محمود منال محمود محمد "العقوبة في مصر القديمة حتى نهاية الدولة الحديثة" رسالة ماجستير غير منشورة كلية اآلثار جامعة القاهرة 1999 م. Maḥmūd, Manāl Maḥmūd Muḥammad, al uqūba fī Miṣr alqadīma ḥata nihayt aldāwla al ḥadiṯa, master thesis, faculty of archaeology, Cairo University, محمود سليمان "األشكال التشخيصية في السحر الشعبي" مجلة الفنون الشعبية ع ديسمبر 1997 م. Muḥmūd, Solaymān, alaškal altašḫīṣīya fī alsiḥr alša bī, journal folklore, Vol 5657, December, مه ارن أمل "عقوبة النار الداللة والرمزية من منظور الفكر المصري القديم" ع م. Mahrān, Amal, uqūbat alnār aldlāla waʾl ramzīya min manzūr alfikr almiṣrī alqadīm, Journal of the General Union of Arab Archaeologists, vol. 16, الحايك مي نديم "عقائد الدفن وعبادة األسالف في بعض مواقع شرق البحر المتوسط في عصور )أثريةأنثروبولوجية(" رسالة ماجستير غير منشورة كلية اآلثار جامعة القاهرة 2005 م. ما قبل التاريخ د ارسة alḥayk, May Nadīm, qa id aldafn wa ibadat ʾalaslāf fī ba d mawāqi šariq albaḥr almutawasiṭ fī usūr ma qabl altariḫ dirāsa aṯarīya anṯrūpūlūgīya), master thesis, faculty of archaeology, Cairo University, "عادات الدفن في بعض مواقع شرق الدلتا وموقع "أبو صير" )شمالي سقارة( في العصر العتيق )د ارسة أثرية أنثروبولوجية(" رسالة دكتو ارة غير منشورة كية اآلثار جامعة القاهرة 2009 م..., Adāt ʾaldafn fī ba d mawaqi šariq aldilta wa mawaqi Abu Ṣīr" (šamālay Saqarā) fī al aṣr al atīq dirāsa (aṯarīya anṯrūpūlūgīya), Phd thesis, faculty of archaeology, Cairo University, ADAMS, B., Excavation in the Locality 6 Cemetery at Hierakonpolis 1979, Oxford, قائمة الم ارجع األجنبية ANDELKOVA, B.: "Political, Organization of Egypt in the Predynastic Period", in: Before the Pyramids, the Origins of Egyptian Civilization, Teeter, E., (edit.,), Chicago, ANTONIO, L., "Slavery and Servitude", UCLA Encyclopedia of Egyptology 1, N O.1, 2012, ASSMANN, J., When justice Fails: Jurisdiction and Imprecation in Ancient Egypt, in: Originalveröffentlichung in: JEA, 78, 1992, طقوس اللعنة ومظاهرها في مصر خالل عصور ما قبل التاريخ والعصور املبكرة 150

27 AUSTIN, A., "Recent Evidence for the Practice of Tattooing in Ancient Egypt", in: The First Annual Meeting of the American Research Center in Egypt, (Printed in the USA), Toronto, ON, Canada. April 35, BAINES, J. & LACOVARA, J., "Burial and the Dead in Ancient Egyptian Society: Respect, Formalism, Neglect", in: Journal of Social Archaeology, Vol.2 (1), February 2002, 536. BIANCHI, R.S., Tattoo in Ancient Egypt, in Rubin, A., (edit.,), Marks of Civilization, Artistic Transformation of the Human Body, Los Angeles, BLACKMAN, W. The Fellahin of Upper Egypt, London, 1927, BOESSNECK, J. & EISSA, A.: "Eine Esels Bestattung der 1 dynasty in Abusir " in: MDAIK 48, BRUNNER, H., "Gefährdungsbewußtsein", in: LÄ II, BRUSATIN, M., A History of Color, Translated by Robert H. Hopke and Paul Schwartz, Shambhala Publications, Inc. Boston, BRUNTON. G. & CATON THOMPSON., The Badarian Civilization and Prehistoric Remains near Badari, London, CARDS, P., "Anubis, Seth, and Christ. The Significance of the " SpottCrucifix", In: The Open Court, A Monthly Magazine, VOL. XV, N o. 2 February, N O. 537, 1901, COLLEDGE, S.L., The Process of Cursing in Ancient Egypt, Thesis Submitted in Accordance with Requirements of the University of Liverpool for the Degree of Doctor, United Kingdom, DOUGHERTY, S.P. & FRIEDMAN, R., Sacred or Mundance: Scalping and Decaitation at Predynastic Hierakonpolis, OLA172, Egypt at its Origins 2, Paris, 2008, EDWARDS, E.S., GAD, C.J. & HAMMOND, N.G.L., The Cambridge Ancient History, vol. I, part I: Prolegomena and Prehistory, third edition, Cambridge, at the University Press, EMERY, W.B., Great Tombs of the 1 st dyn., vol.1, Cairo FOROUGHI, M. & JAVADI, S., "Examining the Symbolic Meaning of Colors in Ancient Egyptian Painting Art and Their Origin in Environment", in The Scientific Journal of NAZAR research center (Nrc) for Art, Architecture & Urbanism, Bagh e Nazar, 14 (53), Nov 2017, 6980 FRECENTESE, V., Tattooing Identity: An Analysis of Historical and Contemporary Tattooing Practices among Members of the Military Community, an honors Thesis Presented to the Department of Anthropology, the Colorado College, USA, FRIEDMAN, R., "The Predynastic Cemetery at HK43", in Friedman, and others, Preliminary Report on Fieldwork at Hierakonpolis: , JARCE 36, 1999, 311. FRIEDMAN, R., He s Got a Knife! Burial 412 at HK43, in: Nekhen news, Vol. 16, GILL, S. D., "The Color of Navajo Ritual Symbolism: An Evaluation of Methods", JAR, Vol. 31, No. 4, Winter, 1975, 354. GRINSELL, L. V., "The Breaking of Objects as a Funerary Rite", Folklore, Vol. 72, N o. 3 Sep. 1961, HASSAN, F.A. TASSIE, G.J. & ROWLAND, J.M., Social Dynamics at the late Predynastic to Early Dynastic site of Kafr Hassan Dawood, East Delta, Egypt, in: ArcheoNil No.13, January 2003, HENDRIX, E. A., Painted Early Cycladic Figures: An Exploration of Context and Meaning, in: The Journal of the American School of Classical Studies at Athens, Vol. 72, No. 4, Oct. Dec HODJASH, S. & BERLEV, O., The Egyptian Reliefs and Stelae in the Pushkin Museum of Fine Arts in Moscow, Translated by: O. BERLEV, Leningrad, JENSEN, A.S., "The Sacred Animal of the God Set", in: Det Kgl. Danske Videnskabernes Selskab, Biologiske Meddelelser, X I, 5, Kobenhaven, LANE, E. W., An Account of the Manners and Customs of the Modern Egyptians, 5th edition. London, 1860, MASSOULLARD, E., Prehistoire et Protohistoire d'egypte, Paris /JGUAA DOI زينب عبد التواب رياض خميس 151

28 املجلد 22 العدد ) م( MICHAÏLIDIS, G., Éléments de Synthèse Religieuse Grécoégyptienne [avec 12 planches], BIFAO 66,1966, MORRIS, E.F., Sacrifice for the State: First Dynasty Royal Funerals and the Rites at Macramallah s Rectangle, in: Performing Death Social Analysis of Funerary Traditions in the Ancient Near East and Mediterranean, LANERI, N., (edit.,), Chicago, MURRAY, M.A., Burial Customs and Beliefs in the Hereafter in Predynastic Egypt, JEA 42, Dec. 1956, MYERS, C. S., Contributions to Egyptian Anthropology No. 1. Tattooing, in: Journal of the Anthropological Institute of Great Britain and Ireland, vol.33, 1903, ORDYNAT, R., Egyptian Predynastic Anthropomorphic Objects, A study of their Function and Significance in Predynastic Burial Customs, Oxford, PETRIE, W. M. F., Prehistoric Egypt, London, PINCH, G., Magic in Ancient Egypt, Great Britain, RADWAN, A., Kopfer und Bronzem Gelässe, RADWAN, A., Recent Excavations of the Cairo University at Abusir A Cemetery of the 1 st Dynasty" in KESSLER, D., SCHULZ, R., gedenk schtrift für W. BARTA, RADWAN, A. Mastaba XVII at Abusir (First Dynasty) Preliminary Results and General Remarks, in Abusir and Saqaara,2000. RITNER, R.K., The Mechanic of Ancient Egyptian Magical Practice, the Oriental Institute of the University of Chicago, Studies in Ancient Oriental Civilization. N o.54, Chicago, ROSSEL, S., MARSHALL, F., PETERS, J., PILGRAM, T., ADAMS, M.D., & O'CONNOR, D., Domestication of the Donkey: Timing, Processes, and Indicators, Proceedings of the National Academy of Sciences of the United States of America, Vol. 105, N o. 1, Mar. 11, SCHUSTER, C. & MYERS, O.H., Modern Parallels for Ancient Egyptian Tattooing, in Sudan Notes and Records, Vol. 29, N o. 1,1948: TASSIE, G.J., Hair Offerings: An Enigmatic Egyptian Custom, Paper from the Institute of Archaeology, 7, TASSIE, G.J., Early Cemeteries of the East Delta, Kafr Hassan Dawood, Minshat Abu Omar, and Tell Ibrahim Awad, in Egyptology at the Dawn of the Twentyfirst Century, proceeding of the Eighth International Congress of Egyptologists, Cairo, TASSIE, G.J., Identifying the Practice of Tattooing in Ancient Egypt and Nubia, Institute of Archaeology 14, TAYLOR, I.R., Deconstructing the Iconography of Seth, A thesis Submitted to the University of Birmingham for the Degree of Philosophy, Department of Classics, Ancient History and Archaeology College of Arts and Law, University of Birmingham, TERI L. TUCKER, Biocultural Investigations at Kafr Hassan Dawood, in Bioarcheology in Egypt, Human Remains Workshop, Quantara, April TURNER, P. J., Seth A Misrepresented God in the Ancient Egyptian Pantheon?, A Thesis Submitted to the University of Manchester for the degree of Doctor of Philosophy in the Faculty of Life Sciences, VAN NEER, W., and LINSEELE, V., and Friedman, F.R, He s Got a Knife! Burial 412 at HK43, 76, VANDIER, J., Manuel d'archéologie Egyptienne, tome 1: Les Epoques de Formation: La Préhistoire, volume 1, 1988, 430. WILKINSON, T.A.H., Early Dynastic Egypt, New York, ZANDEE, J., Death as an Enemy, According to Ancient Egyptian Conception, Leiden, طقوس اللعنة ومظاهرها في مصر خالل عصور ما قبل التاريخ والعصور املبكرة 152

29 الصور واألشكال )شكل: 1 ( المقبرة رقم 123 بجبانة نحن/ هي اركونبوبيس الثنين من الذكور بدت عالمات القطع على عنق األيسر منهما DOUGHERTY, S.P. & FRIEDMAN, R.: Sacred or Moondance; Scalping and Decapitation at Predynastic Hierakonpolis, OLA 172, Egypt at its Origins 2, Paris, 2008, fig.3. )شكل: 2 ( عالمات قطع على فق ارت العنق بالدفنة رقم 350 بجبانة نحن/ هي اركونبوبيس DOUGHERTY, S.P. & FRIEDMAN, R., Sacred or Mundance, fig.10b. )شكل: 3 ( جمجمة منزوعة فروة ال أرس من الدفنة رقم 350 بجبانة نخن/هي اركونبوليس ي الحظ وجود عالمات القطع والتكسير بالجمجمة DOUGHERTY, S.P. & FRIEDMAN, R., Sacred or Mundance, fig.10a /JGUAA DOI زينب عبد التواب رياض خميس 153

30 املجلد 22 العدد ) م( )شكل: 4 ( تصوير جداري ي ظهر منظر لقمع األعداء أقصى يسار المشهد المقبرة رقم 100 نخن/هي اركونبوليس ADAMS, B.: Hierakonpolis Home Page, Nekhen News, 11, 1999, 28. )شكل: 5 ( تمثال شمعي موجود بالمتحف المصري بالقاهرة EM00130 COLLEDGE, S.L., The Process of Cursing in Ancient Egypt, Thesis Submitted in Accordance with Requirements of the University of Liverpool for the Degree of Doctor, September 2015, 284, fig.1. )شكل: 6 ( تمثال بهيئة أنثوية من الت اركوتا عليه وشم باألخضر واألحمر 3500 ق.م SCOTT, N.E.: Egyptian Jewelry, in: The Metropolitan Museum of Art is collaborating with JSTOR to digitize, preserve, and extend access to The Metropolitan Museum of Art Bulletin, Bulletin, 1964, 224, fig.2. طقوس اللعنة ومظاهرها في مصر خالل عصور ما قبل التاريخ والعصور املبكرة 154

31 )شكل: 7 ( مقمعة الملك العقرب وقد ص ور عليها حيوان المعبود "ست" المتحف األشمولي بأكسفورد TURNER, P. J.: Seth A Misrepresented God in the Ancient Egyptian Pantheon? A Thesis Submitted to the University of Manchester for the Degree of Doctor of Philosophy in the Faculty of Life Sciences, 2012, fig. 56. )شكل: 8 ( مقبرة من الطوب اللبن تبين دفنة حمير جبانة أبيدوس ROSSEL, S., MARSHALL, F., PETERS, J., PILGRAM, T., ADAMS, M.D., & O'CONNOR, D., Domestication of the Donkey: Timing, Processes, and Indicators, Proceedings of the National Academy of Sciences of the United States of America, Vol. 105, N o. 10, Mar. 11, 2008, fig /JGUAA DOI زينب عبد التواب رياض خميس 155