وفد ملك النوبة إلي الخليفة المعتصم العباس

النسخ

1 وفد ملك النوبة إلي الخليفة المعتصم العباسي سنة 218 ه /سنة 833 م أد/ نعمة علي مرسي وآثاره عميد كلية دار علوم جامعة المنيا األسبق وأستاذ التاريخ اإلسالمي والحضارة اإلسالمية الوفد أو السفارة لها معان في المعاجم العربية فالوفد أي وفد على المكان أو جاء إليه والسفارة هي اإلصالح بين القوم أو الكشف بين قلب هذا وقلب هذا لإلصالح بينهما والسفير سفر بين القوم إذا انتقل بالسفر وأصلح والجمع سف ارء. يرجع االتصال بين بالد النوبة وديار اإلسالم إلى العالقات التجارية القديمة قبل فتح المسلمين لمصر التي يسرت االتصال سبيل في العاص بن عمرو القائد يد على سواء النوبة بالد فتح المتكررة العرب محاوالت مع بينهما خالفة عمر بن الخطاب أو على يد القائد عبد اهلل بن سعد بن أبي السرح في خالفة عثمان بن عفان. ويسلط البحث الضوء حول ما حققه الوفد النوبي في سفارته للخليفة المعتصم سنة 218 ه 833 /م وتدور محاول البحث حول العناصر التالية: أوالا :وفد ملك النوبة يزور عاصمة الخالفة العباسية. ثانيا :معاهدة البقط. ثالثا :أحوال بالد النوبة االقتصادية. Delegation king of Nubia to the Abbasid Caliph Mutasim The year 218 AH / year 833 AD and its effects Dr / Namaa Ali Morsi Dean of the Faculty of Darul Uloom- Minia University ( former), and professor of Islamic History and Islamic Civilization. The delegation or the embassy have meanings in Arabic dictionaries, delegation was any delegation to place or came to him, and the embassy is the reform among the folk or detected between the heart and the heart of this reform themselves, and Ambassador travel between the people if he moves to travel and the fittest and the combination ambassadors. The case of communication between Nubia and the lands of Islam to the ancient trade relations befor Muslims open to Egypt, which facilitated for contact between them, with frequent open Nubia attempts Arabs, whether at the hands of the commander Amr ibn al-aas in the succession of Omar ibn al-khattab, or at the hands of the commander Abdullah bin Saad bin Abi Sarh in succession Othman bin Affan., and sheds light on what research has achieved Nubian delegation in his embassy to the Caliph Mutasim the year 218 AH / 833 AD. Spin essayed research on the following elements: 1- The king of Nubia delegation to visit the capital of the Abbasid Caliphate 2- Treaty of Bakt 3- The conditions of the Nubia country s economic DOI: /

2 - 2 - مقدمة : يتناول هذا البحث موضوعا دقيقا أرن أنه حري بالبحث ذلك أنه يركز على الدور الذي لعبته السفا ارت السياسية والوفود الدبلوماسية في عصر الخالفة العباسية فالمدقق في تاريخ الدولة العباسية ووجودها السياسي داخل مصر يلمس دور السفا ارت في دعم الهيمنة العباسية بطرق بعيدة كل البعد عن الحروب نتيجة الستجابة السلطة السياسية نذاك للجنوح إلى السلم مع مملكة النوبة المسيحية بجنوب مصر رغبة في حماية هذا الثغر المهم للخالفة العباسية. ومن األسئلة التي تخطر على الذهن : ما هي العوامل التي ساعدت على إنهاء حالة التوتر السياسي التي خيمت على األجواء بين مملكة النوبة ووالة مصر نذاك وما اآلثار المستفادة من تلك السفا ارت فنجد أن هناك العديد من اآلثار منها : السياسي واالقتصادي بل وأيضا االجتماعي لكال الطرفين كما أن هناك ثا ر ا دينية تبلورت نتيجة لحالة السلم العام. إن أهمية موضوا البحث تنبع من كونه يرتكز على استق ارء التاريخ وربط د ارسة السفارة بين ملك النوبة والخالفة العباسية بمحور من أهم محاور وأهداف المؤ تمر أال وهو تسليط الضوء على جانب حضاري مهم من تاريخنا. و السفارة لها معان في المعاجم العربية فالوفد أي وفد على المكان أو جاء إليه والسفارة هي اإلصالح بين القوم أو الكشف بين قلب هذا وقلب هذا لإلصالح بينهما والسفير سفر بين القوم إذا انتقل بالسفر وأصلح )1( والجمع سف ارء. )2( يرجع االتصال بين بالد النوبة وديار اإلسالم إلى العالقات التجارية القديمة قبل فتح المسلمين لمصر التي يسرت سبيل االتصال بينهما مع محاوالت العرب المتكررة فتح بالد النوبة سواء على يد القائد عمرو بن العاص في خالفة عمر بن الخطاب أو على يد القائد عبد اهلل بن سعد بن أبي السرح في خالفة عثمان بن عفان. أولا: وفد ملك النوبة يزور عاصمة الخالفة العباسية:- من المعروف أن السفا ارت والوفود القادمة للدولة العباسية كانت من المجاالت التي ح يت باهتمام الخلفاء ورجاالت الدولة بحكم عالقاتهم السياسية بالدول المجاورة ألقاليم دولتهم المختلفة في حالتي الحرب والسلم وكان إرسال السفا ارت واستقبالها أحد الم اهر التي تنم عن الجوانب الحضارية لذا كان الجانبان المتبادالن للسفا ارت حريصين على اختيار الثقات من سف ارئهم لتمثيلهم أمام الجانب اآلخر وقد تحدث )3( القلقشندن عن رسوم استقبال الرسل فذكر أنه قبل وصول الوفد كان يبعث إلى الخليفة من يست ذن في الحضور ف ذا أذن لهم بالحضور خرجت إليه بع الخليفة تقبيل األر بين يديه وعلى الخليفة إك ارمهم إك ارما شديدا. أكابر األم ارء الستقبال الرسل وعليه عند الدخول على أما عن العالقات الدبلوماسية بين ملك النوبة المسمي زكرياء بن يحنس والخالفة العباسية في عهد )4( الخليفة المعتصم العباسي والتي كانت تربط بين الدولتين معاهدة منذ عام 31 ه 651 م هي معاهدة البقط التي عقدها القائد عبد اهلل بن سعد بن أبي السرح وبين ملك النوبة المسمي فليدورث ف ن هذه العالقات الدبلوماسية

3 استهدفت أغ ارضا سياسية من أجل التحقيق من مدي سيطرة العرب على بالد النوبة وبسبب منع ملك النوبة تقديم ما قرر عليه من سبي سنويا والتي قام جورج قيرقي ابن ملك النوبة بتحري أبيه على عدم دفعها لمدة أربع عشرة )5( سنة. وت كيدا على رحيل وفد ملك النوبة إلى سام ارء ف ن ابنه المسمي جورج قيرقي ذهب بصحبة رئيس البجه )6( حيث انحدر بانحداره رئيس البجة وأول ما يقابلنا من د ارسة تلك السفارة اإلج ارءات المتبعة في الدولة العباسية عند استقبال هذا الوفد وأهمها أن يستصدر األمر ب ن يعد العدة الستقبال الوفد رسميا ويتضمن األمر تعليمات ب ن يعاملوا بما ينطوي على الود واللين ويرحب بالمبعوثين وأن ينزل الوفد معز از مكرما في قصر فخم في )7( سام ارء. وال ننسي أن نشير هنا إلى أن وفد ملك النوبة وضع نصب عينيه أهدافا معينة لسفارته إلى بالط المعتصم ي تي في مقدمتها محاولة إسقاط ما قرر عليهم منذ عام 31 ه 651 م من سبي وهو تقديم عدد ثالثمائة وستون أرسا من العبيد األصحاء ذكو ار واناثا إلى والى مصر سنويا وهو ما عرف في التاريخ باسم معاهدة البقط والتي استمرت قائمة حتى حر جورج قيرقي ابن ملك النوبة أباه المسمي زكريا بن يحنس على عدم إرسالها عصيانا للمسلمين وأال يقبل مذلة أو مهانة ب دائه البقط ونتيجة لفورة الشباب وبدافع العزة القومية امتنع النوبيون عن أدائها مدة أربعة عشر عاما تعرضوا خاللها لضغط من قبل والة الصعيد األعلى بمصر. ومن ثم أري ملك النوبة زكريا بن يحنس أال يبدأ بالصلح مع المسلمين إال بعد استطالا أحوالهم وأن يحدث كبيرهم متمثالا في )8( الخليفة العباسي المعتصم نفسه. لذا تنفيذا لهذا أري ملك النوبة إرسال ابنه جورج إلى سام ارء خاصة أنه نتيجة لت ارخي أهل النوبة في دفع البقط المفرو عليهم جعل والة مصر يمتنعون في إرسال المؤن والغالل والكسوة إلى بالدهم ف ثر ذلك على الجوانب االقتصادية في بالد النوبة باإلضافة إلى أن هذا السبي قد مثل عبئا ثقيالا على النوبيين فكان تقديم هذا العدد إلى مصر يعد استن ازفا أليديهم العاملة )9( وكان يؤدي على مض وخوف منهم من سطوة الدولة اإلسالمية )10( فيحصلون على هذا العدد بشن الغا ارت على جي ارنهم أو يقدمونه من أبنائهم ووالة المسلمين في مصر من جانبهم ال يتهاونون في هذا البقط ف ذا ما امتنع النوبيون عن أدائه شنوا عليهم الحمالت إلرغامهم على دفعه أو امتنعوا عن دفع ما يقابله من غالل ومنسوجات. أما الهدف الثاني من و ارء العالقات الدبلوماسية ب رسال وفد النوبة إلى سام ارء هو أن الملك زكريا بن يحنس أري أال يبدأ الحرب إال بعد استطالا أحوال المسلمين ومعرفة مدي قوتهم العسكرية وبناء عليه يقيس استعدادات النوبة لمحاربتهم من عدمه وفي ذلك شيء من المبالغة من قبل ملك النوبة فكيف تحارب دولة صغيرة في جنوب مصر قوة الخالفة العباسية بع متها وجاللها وما تمتلك من المعدات والعتاد والجيوش وقد عرف النوبيون مدي قوة ونفوذ والة مصر فقط وهي جزء صغير من كيان الخالفة العباسية نفسها. ومن الطبيعي أن نشير في كالمنا هنا إلى أن تلك السفارة من ق بل ملك النوبة لم تكن األولي من نوعها فقد توثقت العالقات الدبلوماسية بين ملوك النوبة والخلفاء العباسيين على مدي العصر اإلسالمي وكانت الصالت السياسية المتبادلة بين الطرفين فقد استعان ملك النوبة بالخليفة الم مون العباسي عند دخوله إلى مصر لف منازعات نشبت بينه وبين العرب القحطانيين ون ازر بن ربيعة المقيمين في منطقة أسوان على ملكية بع األ ارضي

4 الز ارعية التي اشت ارها العرب وكانوا يؤدون عنها الخ ارج لملك النوبة وذلك في سنة 216 ه 831 م عندما أرسل ملك النوبة وفدا إلى الفسطاط عاصمة مصر يشكو إلى الخليفة الم مون العباسي من بع الجماعات العربية من قبائل قحطان ون ازر بن ربيعة القاطنين في أسوان والتي تسربت إلى بالد النوبة وتملكوا بع ضياا بها وكانت شكواه على أساس أن هذه األ ارضي ملك خاص له وجميع ما عليها من الفالحين عبيدا لملكهم ال يستطيعون بيع )11( أو شر اء أو التصرف في هذه األ ارضي إال بالرجوا إلى مليكهم. وبناء على تلك الشكايا من ملك النوبة أمر الخليفة الم مون والى مصر بالن ر في فحواها والعمل على حل تلك المعضلة وبالتالي عهد والى مصر إلى حاكم أسوان -على أساس قربه من بالد النوبة- ولوجود الطرف الثاني في الشكون وهم القبائل العربية في أ ارضيه لن ر هذه القضية. أثارت هذه القضية ثائرة ملك النوبة وحاول تسوية أمرها وديا في بادئي األمر وحجته في ذلك أن النوبيين عبيد له والحق لهم في بيع هذه األ ارضي أو التصرف فيها ألنها ملك خاص لملكهم وال أمالك لهم على أرضه و لما أحيلت هذه المشكلة إلى حاكم أسوان للفصل فيها لج العرب في أسوان إلى حيلة تحف لهم حقوقهم في أ ارضي بالد النوبة ف وعزوا إلى النوبيين ب ال يعترفوا لملكهم بالرق ففعلوا ومضي البيع وت كدت حقوق العرب المادية على أر المريس وتوارثوا هذه األ ارضي جيال بعد جيل ومعني هذا أن القبائل العربية أضحي لهم حق )12( اإلقامة الدائمة في أ ارضي المريس هذه وهي جزء أساس من بالد النوبة. )13( ونستخلص من القصة التي رواها المقريزي في هذا الش ن أن هؤالء النوبيين ذكروا أمام حاكم أسوان- أثناء سير التحقيق قولهم: يسبيلنا معاشر النوبة سبيلكم مع ملككم ويجب علينا طاعته وترك مخالفته ف ن كنتم أنتم عبيدا لملككم وأموالكم له فنحن كذلكي وبذلك لم يقروا بالعبودية لملكهم وتخلوا عن أ ارضيهم للعرب فجاز للقحطانيين أن يمتلكوا تلك الضياا وأضحت من ضمن ممتلكات المسلمين ومما يجب اإلشارة إليه أن هؤالء العرب المسلمين كانوا يدفعون خ ارج هذه األ ارضي لملك النوبة المسيحي الديانة على مذهب اليعاقبة ويدل هذا على اعت ارف هؤالء العرب بامتداد نفوذ النوبة إلى هذه المنطقة التي يعيشون فيها وتن يم العالقات االقتصادية بينهم وبين ملك النوبة غير أن هذا النفوذ لم يعد أن يكون اسميا فقط وذلك أن سكانها النوبيين أنفسهم أصبحوا أح ار ار غير عبيد ش نهم في هذا ش ن العرب األح ارر الذين اختلطوا بهم وت ثروا بهم وأخذوا عنهم بع. أفكارهم )14( )15( وبالتالي نتج عن هذا االختالط انتشار الدين اإلسالمي بين سكان منطقة المريس من بالد النوبة. وال يفوتنا قبل االنتهاء من هذه النقطة وهي العالقات الدبلوماسية مع ملك النوبة والخليفة الم مون العباسي أن الخليفة عين شخصا يدعي عبد اهلل بن الجهم حاكما على البالد الواقعة جنوب أسوان مثل عينونا والحو ارء نتيجة لمهاجمة البجة مدينة انبوا المسلمة حتى يتمكن من صد غا ارت البجة ولكي تكون للمسلمين قوة عسكرية تتصدن ألي اعتداء على جنوب مصر ومن ثم جهز عبد اهلل بن الجهم جيشا كبي ار وأثخن في البجة قتال وسبيا حتى أعاد )16( مدينة ابنوا من أيديهم وأوقف غا ارتهم على تلك المناطق وذلك في نهاية عام 216 ه 831 م. وهناك سفارة ثانية بين أهل البجة وملكهم والخليفة المتوكل على اهلل العباسي وذلك في 242 ه 856 م إلى بغداد. وكان سبب وفد ملك البجة للخالفة أن البجاويين امتنعوا عن دفع الجزية المقررة على بالدهم لمدة أربع )18( )17( سنوات متتالية ومقدارها أربعمائة مثقال ذهب عن كل سنة ومن ثم حارب القائد محمد بن عبد اهلل القمي - 4 -

5 البجاويين الذي منح سلطات واسعة في حربه وواله معونة عدة مدن في صعيد مصر مثل قفط وأسنا وأرمنت )19( وأسوان. )20( وعندما أري ملك البجة عدم جدوي محاربة القمي وكث رة عدد رجاله والحيلة التي نادي بها وهي أن يرفع كتب مذهبه على أسنة الرماح ازعمين أنها مرسلة من قبل أمير المؤمنين المتوكل على اهلل العباسي إلى )21( معاشر أهل البجة وقد أضاف إلى حيلته هذه أن وضع األج ارس في أعناق خيله عندما شاهد أن جمال أهل البجة تنفر منها وال تثبت لصلصة األج )22( ارس وبناء عليه قتل صاحب البجة في المعركة وتم تعيين ابن أخته خلفا له على حكم البجاويين وبالتالي طلب الهدنة واألمان من العرب وعلى أرسهم القمي الذي أبي أن ي ؤمنه إال )23( بعد أن يط بالط الخليفة المتوكل على اهلل في بغداد. وبناء على ذلك أمر القمي ملك البجة الجديد بالذهاب إلى سام ارء ومقابلة الخليفة المتوكل على اهلل العباسي ومن ثم استخلف على العرش ابنه المسمي يلعيسيي وسار إلى العاصمة وبعد لقائه بالخليفة أخذ العهود والمواثيق على حياته وأمنه على ملكه ثم أعاده حاكما على البجة بعد أن تعهد بمعاملة العرب معاملة حسنة )24( وأتاح لهم الفرصة للعمل في استخ ارج معدن الذهب بوادي العالقي دون المساس بهم وبحقوقهم وبذلك أصبح أهل البجة على الهدنة يؤدون الجزية المفروضة عليهم وال يمنعون المسلمين من العمل في استخ ارج المعدن. وبهذا عاد نفوذ العرب على البجة كما أعاد البجة إلى ح يرة السيادة اإلسالمية وولي الخليفة المتوكل على اهلل أحد قواده حاكما على منطقة المعادن يطلق عليه اسم سعد الخادم اإليتاخي الذي مالبث أن ترك األمر لمحمد القمي لمعرفته بطرق هذه البالد الوعرة ومسالكها وب ساليب حرب أهالي هذه البالد وطبيعتهم ولم يذهب )25( اإليتاخي إلى واليته بل مكث في عاصمة الخالفة. على ذلك ف ن تاريخ السفا ارت بين ملوك النوبة والخالفة العباسية تعطينا دالالت واضحة على حسن العالقات بينهما وعلى نجاح الصالت الدبلوماسية. ما حققه الوفد النوبي في سفارته للخليفة المعتصم سنة 218 ه/ 833 م: لقد حقق وفد ابن ملك النوبة امتيا ازت كثيرة بلقائه للخليفة المعتصم وعرضه لموضوا السبي الذي يقدم كل عام لوالة مصر فقد حقق كثي ار من اآلمال التي ارودته عندما وافق المعتصم على: )26( - أن يقدم البقط مرة واحدة كل ثالث سنوات بدال من كل عام. وبذلك خفف الخليفة العبء الثقيل الذي كان يؤديه النوبيون على مض كل سنة خوفا من سطوة الدولة اإلسالمية والذي كان يستنزف األيدي العاملة في بالدهم وربما يحصلون عليه ممن جاورهم بعد شن الغا ارت عليهم كما يقدم إذا تعذر ذلك عليهم من )27( أبنائهم. - اعتذر قيرقي ابن ملك النوبة زكريا بن يحنس للخليفة المعتصم عن المدة السابقة وقدرها أربع عشرة سنة التي منع فيها تقديم السبي فعفا المعتصم عنها. وأصبح دفع البقط مرة واحدة كل ثالث سنوات دون توقف. - طلب قيرقي من الخليفة العباسي المعتصم إطالق س ارح األسرن النوبيين في البالط العباسي ف صدر الخليفة )28( أوامره باإلف ارج عنهم. -تشدد المعتصم فيما طلبه قيرقي بش ن إ ازلة الحامية العسكرية التي أقامها المسلمون على حدود بالد النوبة )29( عند مدينة القصر ولم يسمح بالمساس بها أو إ ازلتها ألنها تعد أمنا قوميا وحدا فاصالا بين الدولتين.

6 - ن ر الخليفة المعتصم إلى ما كان يدفعه المسلمون ألهل النوبة من المؤن والمنسوجات فوجده أكثر مما يقدم من أهل النوبة من جزية وهو عبارة عن ألف أردب من القمح وثالثمائة ألف أردب من الشعير ومن الخمر ألف أقتيز لملكهم وثالثمائة أقتيز لرسله وفرسان من خيل اإلمارة ومن الثياب مئة ثوب من )30( القباطي- صنع أقباط مصر. وأربعة أثواب لمليكهم ورسله ثالثة وغيرها من المنسوجات. وعلى الرغم من كثرة ما كان يرسل من المنسوجات وغالل ألهل النوبة سنويا فقد أجاز المعتصم إرسالها سنويا مع )31( إنكاره عطية الخمر حيث رف إعطائها إياهم. - وزيادة في ترحيب الخليفة المعتصم بوفد ملك النوبة ف نه قام ب هداء جورج قيرقي قصر الضيافة النازل به في سام ارء وأمر باإلضافة إلى ذلك ش ارء قصرين خرين له في مصر أحدهما بمنطقة الجيزة واآلخر في )32( خطة بني وائل بالفسطاط وبذلك أهدي إليه الخليفة ثالثة قصور متفرقة بين سام ارء والجيزة والفسطاط مما يدل على مدي العالقات الدبلوماسية وترحاب الخليفة بهذا الوفد واتساا كرمه ومدي الحفاوة واإلكبار الذي لقيه الوفد من حسن معاملة الخليفة لهم. وبذلك عاد وفد ملك النوبة إلى دياره محققا الكثير من االنتصا ارت واآلمال التي ارودتهم بعد ما شاهدوا االستعدادات العسكرية الكبيرة في الخالفة وما شاهدوه من قوة الجيش العباسي وما اطلع عليه الوفد من م اهر الحضارة اإلسالمية في العاصمة التي بهرتهم وقارن قيرقي بين قوة دولته المتواضعة وقوة واتساا سلطان ونفوذ المسلمين وت كيدا على ما تقدم ف ن هذا الوفد ما كان ليحقق ماله وأحالمه في تلك ال روف واألجواء لوال حالة األمن واالستق ارر والثقة التي عاشت فيها العالقات السياسية بين النوبة والدولة اإلسالمية في ل معاهدة البقط في كل منطقة وادي النيل. لذا وجب علينا أن نتحدث قبل االسترسال في اآلثار المترتبة على وفد ملك النوبة للخالفة العباسية عن معاهدة البقط التي تدور حولها العالقات الدبلوماسية بين ملك النوبة والدولة العباسية في عصورها المختلفة. *ثانيا: معاهدة البقط: )33( البد أن نشير بادد ذي بدء عن معاهدة البقط وهي الهدف األول للوفد النوبي إلى الخالفة العباسية و محور الحديث الدائر بينهم والهدف الذي سعي إليه الوفد في إلغائها أو التقليل من بنودها وعليه قامت تلك العالقات الدبلوماسية فهي محور السفارة إلى سام ارء. وفي حقيقة األمر ف ن والة مصر في عصر ال ارشدين أروا ضرورة مد الفتوحات اإلسالمية إلى جنوب مصر وبالذات إلى بالد النوبة التي كانت تربطها بمصر العديد من العالقات االقتصادية قبل اإلسالم فهناك التبادل التجاري بين البلدين منذ العصر الفرعوني وهناك الصالت الدينية فقد كانت المسيحية هي الديانة السائدة )34( بين أهليهما إلى جانب ت مين حدود مصر اإلسالمية من أية غا ارت جنوبية. ومن ثم زحف الجيش اإلسالمي في حدود سنة 31 ه 651 م وعلى أرسه والى مصر عبد اهلل بن سعد بن أبي السرح إلى بالد النوبة وكانت الحملة تتكون من خمسة الف فارس مزودين بالمؤن والسالح وأوغلت جنوبا )35( حتى وصل الجيش إلى دنقلة عاصمة بالد النوبة

7 والبد أن نشير هنا إلى أن الغلبة في بادد األمر كانت لصالح الجانب النوبي نتيجة إلجادتهم استخدام )36( النبال والسهام. ولكن نتيجة لخبرة القائد العربي ومهارته القتالية ف نه بعد عدة محاوالت شدد الحصار على )37( النوبيين ورماهم بالمنجنيق مما دفع ملك النوبة المسمي فليدروث إلى طلب الصلح. ومن ثم بدأت المباحثات الدبلوماسية إلق ارر طلب الصلح بين الطرفين وتم عقد معاهدة عرفت في )38( التاريخ باسم معاهدة البقط بمقتضاها يقدم ملك النوبة عددا من عبيدها كل عام إلى والة مصر وقد اختلف )40( )39( المؤرخون في هذا العدد فابن خرداذبه يشير إلى أربعمائة أرس. بينما يشير المسعودي إلى أن ما اتفق عليه )41( ثالثمائة وخمسة وستون أرسا بعدد أيام السنة بينما يري ابن عبد الحكم أن عددهم ثالثمائة وستين أرسا من السبي وأضاف أربعين أرسا لوالي مصر وعشرين لنائبه ب سوان وخمسة للقاضي الذي يحضر مع أمير أسوان والى جانب السبي فقد اشترط والى مصر على ملك النوبة عدة شروط من أهمها: عدم تعر الطرفين بعضهم البع على أساس أنهم ال يغزونهم وال يغزوا النوبة المسلمين كذلك أمر عبد اهلل بن سعد ببناء مسجد أطلق عليه جامع النوبة لت دية الصلوات الخمس فيه وأمر النوبيين بعدم التعر للمسلمين فيه وكنسه وتن يفه )42( وتكريمه. )43( وبمقتضى هذه المعاهدة ف ن الجانب اإلسالمي تعهد ب رسال كميات معلومة من الطعام والكسوة وذلك لكي يضمن وفاء النوبيين لإلسالم والمسلمين. ولكي يحسن العالقات بين الطرفين ويضمن حسن الجوار )44( وذلك عندما شكا ملك النوبة قليد وروث من قلة الطعام في بالده. )45( وقد حدد المسعودي الهدية التي اتفق عليها الطرفان لتقديمها إلى ملك النوبة سنويا ب نها عبار ة عن ألف أردب قمحا وثالثمائة أردب من الشعير ومن الخمر ألف اقتيز لملكهم ولرسله ثالثمائة اقتيز وفرسان من نتاج خيل اإلمارة ومن أصناف الثياب مائة ثوب ومن القباطي أربعة أثواب للمتملك - ملك النوبة- ورسله ثالثة )46( ومن البقطرية ثمانية أثواب ومن المقلمة خمسة أثواب ومن أخامي عشرة أثواب. وعلى هذا صارت هذه المعاهدة سنة جارية حيث يحمل ملك النوبة في كل عام السبي المقرر إلى قرية القصر على بعد خمسة أميال جنوب مدينة أسوان باعتبارها أقرب مكان إلى بالده فيتسلمها حاكمها مع حضور اثني عشر شاهدا من أبناء مدينة أسوان وبالتالي يقوم حاكم أسوان ب رسال هذا السبي إلى مصر في العاصمة الفسطاط في مقابل إرسال القدر المعلوم من الغالل والمنسوجات ن ار ل روف النوبة االقتصادية القاسية وقلة )47( المحاصيل الز ارعية في بالدهم. واآلن دعونا نتساءل عن شكل هذا الصلح وهل هو تبعية للدولة اإلسالمية أم هدنة بين الطرفين )48( يرد علينا المؤرخ ابن عبد الحكم على تلك النقطة بقوله: إن هذا الصلح يليس عهدا وال ميثاقا وانما هدنة أمان بعضا من البع ي وعلى ذلك ف نه ينفي تبعية بالد النوبة لحكم ونفوذ الدولة اإلسالمية ويحدد نوا هذا الصلح على أساس أنها هدنة ال يجوز فيها التدخل من قبل الجانب اإلسالمي في الحكم الذاتي لبالد النوبة أو التدخل في عزل وتعيين ملوكها وال يجوز فيها الحرب بين الطرفين طالما التزم كل طرف ببنود هذا الصلح )49( المقرر. وبالت كيد ف ن من أهم بنود هذه المعاهدة أال يقوم المسلمون بغزو النوبة وال يغزو النوبة بالد المسلمين أي أنها معاهدة أمن وسالم بين الطرفين أو بعبارة أخري يمكن تفسيرها على أنها معاهدة حسن جوار يحقق

8 )50( للمسلمين االطمئنان على سالمة حدودهم الجنوبية. وهذا البند يوضح أنه لم يكن في نية المسلمين ضم بالد )51( النوبة لنفوذهم. وبهذا البند قد تحقق عنصر المساواة فجعل هذا العهد النوبيين والمسلمين على قدم المساواة فال غالب وال مغلوب بدليل ما يدفعه المسلمون من محاصيل ومنسوجات متساوية تقريبا لما يدفعه النوبيون أو يزيد وأنها مصالح مشتركة. والبد أن نشير هنا إلى أن محاولة عبد اهلل بن سعد فتح بالد النوبة لم تكن المحاولة األولى لفتحها وضمها للدولة اإلسالمية بل سبقتها حملة أرسلها والى مصر عمرو بن العاص بقيادة عقبة بن نافع الفهري ولكن لطبيعة بالد النوبة ومسالكها الصعبة فقد فشلت هذه الحملة في اقتحام تلك المناطق حيث لقي العرب )52( مقاومة شديدة من الجانب النوبي ورشقوهم بالنبال في عيونهم ف طلق على هذا اليوم اسم رماة الحدق. على أن هذه المحاولة إن لم تكن ناجحة فهي كذلك لم تكن فاشلة والدليل على ذلك ما جاء في معاهدة الصلح بين عمرو بن العاص والمقوقس الحاكم البيزنطي والمعروفة بمعاهدة عين شمس عن ذكر بالد النوبة )53( ألول مرة في وثيقة عربية فقد تعهد النوبيون بتقديم عدد من العبيد لوالة مصر وفتح بالدهم لتجارة المسلمين. هذا يوضح وجود هدنة بينهما في هذا الوقت المبكر على أن النوبيين نقضوا هذه الهدنة و بالذات بعد عزل عمرو بن العاص من والية مصر وتولية عبد اهلل بن سعد بن أبي السرح حكمها خاصة عندما قام ملك )54( النوبة بالهجوم على جنوب مصر واإلغارة على أهله. واآلن علينا أن نوضح نقطة جوهرية وهي هل استمر إرسال العدد المقرر من السبي إلى والة مصر بانت ام بناء على معاهدة البقط واإلجابة على ذلك نقول : إ ن السبي استمر بانت ام طوال العصور اإلسالمية )55( حتى العصر المملوكي فيما عدا فت ارت الضعف التي مرت على السلطة المركزية في مصر وهي الفت ارت التي انتهز فيها ملوك النوبة هذا وامتنعوا عن دفعه بل شجعوا أنفسهم على مهاجمة حدود مصر الجنوبية ولكن سرعان ما قامت الحكومة المركزية في مصر بصد هجماتهم وارجاعهم إلى بالدهم أو إرسال وفود سلمية ألخذ )56( تعهدات عليهم ب عادة دفع السبي من جديد. وهذا دليل على عدم رضي ملوك النوبة عن تقديم السبي السنوي إلى الحكومة المركزية في مصر ومحاوالتهم المتكررة لف أيديهم من ذلك. * ثالثا: أحوال بالد النوبة القتصادية:- للت كيد من صدق نوايا وفد ملك النوبة للخليفة المعتصم من أن سوء األحوال االقتصادية في بالده كانت من األسباب التي منعتهم من إرسال السبي لمدة أربعة عشر عاما فالبد أن نطلع على أحوال النوبة االقتصادية ولو بشيء من االختصار. لقد اعتمد النوبيون في حياتهم على حرفتي الز ارعة والتجارة فضال عن وجود الرعي في مملكة علوه. فالز ارعة في بالد النوبة في مملكة الشمال مقرة تنحصر في مواضع الخصب في شريط ضيق يحاذي النيل وتحفه الجبال من الجانبين وتمتد القرن على حافة النهر ويزرا النوبيون مساحات محدودة على شكل مدرجات تت اروح مساحتها من فدان إلى ثالثة أفدنة اعتمدوا في ريها على الساقية ون ار لضيق الرقعة الز ارعية )57( اضطر األهالي إلى ز ارعتها مرتين في السنة. وقد اقتصرت ز ارعتهم على أنواا محدودة من الذرة وقليل من الشعير والسمسم واللوبيا هذا فضالا عن انتشار أشجار النخيل في المدرجات العليا.

9 ولكن المالح أن مملكة علوه كانت أغني من مملكة مقرة من حيث اتساا أرضها وخصوبة تربتها وكثرة أمطارها فضال عن كثرة مزروا النيل وتشعبه بها باإلضافة إلى مبانيها وبساتينها المت ارمية األط ارف )58( وكنائسها المليئة بالذهب مع وجود مناجم الذهب في أ ارضيها. أما بالنسبة للجزء الجنوبي من المريس حتى المقس األعلى فهو أشد أج ازء النوبة فق ار إذ يمتد النيل بين حافتين جبلتين شديدتي االنحدار وصح ارء قاحلة وفي ج ازئرها نخل يسير وزرا حقير وأكثر أكلهم السمك. والى الجنوب من سان حتى دنقلة يختلف عر الوادي من منطقة ألخرن ويعتر مجري النهر عدد من الجزر العامرة ويكثر شجر النخيل والمقل وت هر أحيانا بع حدائق الكروم. والى الجنوب من دنقله حتى حدود علوه تزيد المسافة بينهما وبين أسوان ويبدو أن هذه المنطقة أغني جهات مقرة حيث يتسع الوادي قليالا فتكثر قطعان الماشية وتتسع حقول القمح وحدائق الكروم وأشجار )59( النخيل ولعل هذا يعود إلى أن النوبيين لوا ين رون إلى مصر على اعتبار أنها تمثل مصد ار مهما من مصادر غذائهم وثرواتهم وتجارتهم بسبب طبيعة بالدهم القاسية لضيق الرقعة الز ارعية المعتمدة على مياه النيل. منها في أغ ار ونستنج من كل هذا أن الز ارعة في بالد النوبة لم تكن من الوفرة والتنوا بحيث يمكن استغالل فائ تجارية ويبدو أن تجار النوبة كانوا يقومون بدور الوسيط للحصول على عموالت أو رسوم حماية التجارة وطرق القوافل. ولم تعرف العملة الذهبية أو غيرها من أنواا العمالت المعروفة إال في منطقة المريس أما الجهات الجنوبية من النوبة فكان يتم التبادل عن طريق المقايضة بالرقيق والمواشي والحبال والحديد والحبوب ومن أهم النقاط التي تنتهي عندها التجارة على طول وادي النيل نقطتان هما مدينة بالق التي تنتهي عندها م اركب النوبة شماالا والثانية بلدة تقون عند الشالل الثاني حيث تنتهي عندها م اركب النوبة الصاعدة من )60( القصر. * اربعا: اآلثار اإليجابية والسلبية لوفد ملك النوبة:- لقد ترتب على سفر وفد ملك النوبة بع اآلثار اإليجابية والسلبية لتلك المفاوضات الدبلوماسية ت تي في مقدمة اآلثار اإليجابية ما حققته القبائل العربية من استق ارر واستيطان في أر النوبة حيث نزوح القبائل العربية إلى بالد النوبة واستقروا في مناطق المريس فقد صارت جبهة مفتوحة أمامها لتغذيتها بالدماء العربية ونشر الثقافة اإلسالمية بها. فقد تمركزت القبائل العربية في وادي العالقي وعملوا على استخ ارج معدن الذهب حيث أتاحت البالد )61( أمامهم للنزوح ب عداد كبيرة خاصة بعد إسقاط الخليفة المعتصم أسماء العرب من ديوان العطاء ومن ثم نزح العرب إلى أر المريس ووادي العالقي واختلطوا بالنوبيين وبقبائل البجة وتزوجوا من بناتهم واستغلوا مبدأ )62( الو ارثة عندهم وهو توريث ابن البنت وابن األخت دون ولد الصلب. وقد فر على العرب المقيمين في أر )63( المعدن تقديم الخمس من الذهب والفضة الذي كان يستخرج لخليفة البالد وبذلك صارت الفائدة مضاعفة وهي استق ارر العرب ونزوحهم إلى بالد البجة والنوبة وتقديم الجزية المقررة على أعمالهم إلى خ ازنة الدولة اإلسالمية في بغداد. والبد أن نشير هنا إلى أن هناك أصواتا هرت تدعو إلى تثبيت نفوذ القبائل العربية التي هاجرت إلى تلك المناطق وتؤيد استق اررها في مواطن المعادن خاصة أن جماعات كثيرة من قبائل بلى وجهينه نزحوا إلى هناك

10 للتجارة ووجدت جماعات أخري من عرب هوازن عبروا البحر األحمر واستقروا في أ ارضي البجة وعرفوا هؤالء باسم الحالنقة )64( كذلك تسرب بع الجماعات من قبيلة ربيعة واستقروا فيها وعملوا في استخ ارج المعدن )65( هناك. كما وجدت بع الجماعات العربية من أصل أموي لج ت إلى هناك هربا من مذابح العباسيين )66( واستقر مع مهم في ميناء باضع. وثر أف ارد بني ربيعة الذين اشتركوا في حملة ابن الجهم البقاء في وادي العالقي والعمل في مناجم الذهب ولحقت بهم أعداد كبيرة من أخوانهم سكان اليمامة وبع )67( جهينة كل هذه الجماعات العربية استقرت مطمئنة في مناطق المعدن بوادي العالقي. جماعات من عرب ومن ثم رغب شخص يطلق عليه أبو عبد الرحمن بن عبد اهلل بن عبد الحميد ويعرف بالعمري أن يؤمن هؤالء العرب في أماكنهم الجديدة ويساندهم في استق اررهم إذا ما حدث هجمات من النوبة والبجه عليهم فجهز حملة )68( عسكرية كبيرة انضم إليها كثير من عرب ربيعة وجهينة وسارا إلى مالقاة البجاويين الذي هاجموا مدينة إسنا يوم العيد ف دبهم وقتل زعيمهم المسمي األعور ثم و اصل زحفه إلى ديار النوبة فاجتاز وادي العالقي إلى إقليم )69( شنقير والتقي مع قوات جورج األول ملك النوبة وتغلب عليهم وصدهم عن الهجوم على صعيد مصر. وقد اهتدي العمري في هذا إقليم شنقير إلى موقع جديد للذهب عرف بالشلة فتمكن رجاله من الحصول )70( على حق إقامة قواعد على النهر للحصول على المياه الكافية لحياة مستقرة في هذه المناطق وعلى ذلك كثر العم ارن في تلك الجهات حتى صارت الرو احل التي تحمل المؤن والميرة من أسوان تربو على ستين ألف ارحلة غير الجالب التي تحمل من الق ازم إلي عيذاب وذاا صيت العمري في تلك المناطق و ازدت شوكته واستقرت القبائل العربية و ازد نفوذهم خاصة بعد اشت اركهم مع العمري في صد ثورة ابن الصوفي العلوي عن مدينة أسوان )71( واجباره على الف ارر إلى ميناء عيذاب ومنها هرب إلى مكة المكرمة وبذلك صارت السيطرة الكاملة للعمري والقبائل العربية في تلك المناطق. ومن الالفت للن ر هنا أن القبائل العربية تقاربت مع أهل النوبة والبجة خاصة قبيلتي ربيعة وجهينة )72( وبذلك سمح رؤساء البجة ب عطاء الحق لهؤالء العرب في االستق ارر الدائم بينهم تم الت ازوج بين رجاالت العرب )73( وبنات البجة وبالتالي استولي هؤالء العرب على معدن الذهب في وادي العالقي فكثرت أموالهم. وذلك الستغاللهم ن ام الو ارثة عند البجة وهو توريث ابن البنت أو ابن األخت دون ولد الصلب فقويت البجة بمن صاهرها من ربيعة على أعدائها وقويت قبيلة ربيعة بالبجة على من ناوأها وحاورها من قحطان وغيرها من مضر )74( بن ن ازر ممن سكن تلك الديار. وشيئا فشيئا تحول كثير من أهل البجة من الديانة الوثنية إلى الديانة )75( اإلسالمية ودخل في المجتمع البجاوي كثير من األفكار الجديدة واآل ارء العربية. على بع وعلى ذلك ف ن األبحاث األثرية في منطقة المريس تؤكد أن هناك جاليات عربية قد استقرت بها وعثر األماكن ب ر المريس التي يوجد بها كثير من الكتابات العربية يرجع تاريخ أقدمها إلى القرن الثالث الهجري التاسع الميالدي أما عن اللغة العربية ف نها ت خرت في انتشارها فقد كانت تتم عن طريق التجار العرب )76( ولكن االنتشار الحقيقي لإلسالم كان في عهد الدولة الفاطمية حيث شهد العصر الفاطمي قيام إمارة عربية نوبية اتخذت من مدينة أسوان مرك از لها وامتد نفوذها جنوبا في أر المريس هذه اإلمارة بدأت على يد أبي المكارم هبة اهلل حاكم أسوان من قبيلة ربيعة الذي وقف إلى جانب قائد الحاكم ب مر اهلل للقضاء على ثورة أبي ركوة عليه- هو الثائر األموي الفار من األندلس إلى مصر والذي قام بعدة أعمال تخريبية في الفيوم والواحات

11 )77( وغيره- حتى تمكن أبو المكارم من اإلمساك به عند منطقة الجبل وقد بعث أبو المكارم ب بي ركوة إلى القاهرة )78( حيث شهر به في شوارعها وزينت باألعالم ووقف الجنود على الصفين يحملون رؤوس القتلى من أنصاره. وبناء على ذلك فقد كاف ه الخليفة الحاكم الفاطمي رئيس قبيلة ربيعة أبو المكارم هبة اهلل بمنحه لقب كنز الدولة لمساعدته في القب على الثائر األموي أبي ركوة )79( وترتب على ذلك ازدياد نفوذ قبيلة ربيعة في وادي العالقي وأسوان وأر المريس وأنش وا دويلة إسالمية امتد نفوذها من أسوان جنوبا في بالد النوبة وشرقا في الصح ارء إلى البحر األحمر حيث سيطر بنو ربيعة على النوبيين في هذه المنطقة وذلك نتيجة لت ازوج بنات النوبة من رؤساء ربيعة وتكوين طبقة حاكمة مسلمة ومع مرور الوقت انتهز أم ارء بني الكنز اضط ارب أحوال مصر في فترة الشدة الع مي في عهد المستنصر وأخذ بنو الكنز في تثبيت أقدامهم وكان من الطبيعي أن تستغل قبيلة )80( ربيعة ضعف الخالفة الفاطمية وتخرج عن طاعتهم واستفحل أمرهم وأعلن أميرها كنز الدولة محمد استقالل )81( إمارته التام عن الدولة الفاطمية في حدود سنة 466 ه 1073 م. - ومن اآلثار اإليجابية لوفد ملك النوبة إلى المعتصم العباسي انتشار اإلسالم بين أهل النوبة وتركهم ما كانوا عليه من المسيحية على المذهب اليعقوبي ويعد العمري وهو شخصية دينية فذة نشر بحملته على أر البجة والنوبة اإلسالم والثقافة العربية و ازد من عدد العرب الذين استقروا في تلك المناطق وبالتالي في الفرص التي أتاحها لالختالط بين سكان البالد األصليين والعرب الوافدين وحدث ما يمكن أن يحدث في مثل هذه ال روف عند التقاء حضارة ناشئة ذات فعالية بحضارة متدهورة إذ البد من غلبة األولى على الثانية وبذلك يشير إلى وصول اإلسالم إلى جزيرة سواكن حيث تقيم جماعة اعتنقت اإلسالم تعرف بالخاسة وفي بالد النوبة )82( السفلى الموالية ألسوان وبذلك جنى المسلمون الفائدة الكبرن باستق اررهم في بالد النوبة واستغالل المعادن فيها واألهم من ذلك هو انتقال النوبيين شيئا فشيئا العتناق الدين اإلسالمي والمورثات الحضارية من العادات والتقاليد بين الطرفين. - أما عن اآلثار السلبية ف ننا نرن أنه على الرغم من استق ارر واستتباب األمن بين الدولتين بناء على هذا الوفد وبتحديد البقط وتقديمه للجانب اإلسالمي مرة كل ثالث سنوات ومسامحة الخليفة المعتصم لملك النوبة عن المدة التي امتنع فيها عن تقديمه وقدرها أربع عشرة سنة إال أننا نري أن الجانب النوبي كان ينتهز الفرص ويتحين المواقف أثناء فت ارت الضعف في الحكومة المركزية في مصر وسريعا ما كان يمنع إرسال البقط من جديد أو يشن الغا ارت المتتالية على مناطق الصعيد األعلى وهذه النقطة من اآلثار السلبية المترتبة على وفد ملك النوبة لخليفة المعتصم. )83( ومن أمثلة تلك االعتداءات التي قام بها النوبيون في سنة 344 ه 951 م على الواحات خاصة الواحة الخارجة ولما وجد النوبيون تخاذل الحكومة المركزية في مقاومتهم تمادوا في هجومهم على منطقة الصعيد فهاجموا مدينة أسوان في 345 ه 956 م حيث قتل ملك النوبة جمعا من المسلمين العاملين في المعدن وقام بنهب أموالهم وقد ازد من هول هجومهم أن انخف ماء النيل في ذلك الوقت ف حدث مجاعة في مع م )84( أرجاء البالد

12 وعلى ذلك فقد قام أنوجور اإلخشيدي ب رسال حملة بقيادة محمد بن عبد اهلل الخازن الذي تصدي للنوبيين ب ار وبح ار وأسر الكثير منهم وأرسلهم إلى أسوان فضربت أعناقهم وتمكن من فتح مدن منها مدينة أبريم وسبي أهلها وأنهى حملته في سنة 345 ه )85( 956 م وقدم مصر بعد أسر أكثر من مائة وخمسين أسي ار. وعلى الرغم من هذه الهزيمة التي مني بها النوبيون فما لبثوا أن هاجموا صعيد مصر مرة أخرن في عهد كافور األخشيدي وتقدموا بقواتهم حتى مدينة أدفو ثم انتهز ملك النوبة فرصة تهديد الفاطميين لحدود مصر الغربية فهاجموا أسوان ووصلوا بتقدمهم حتى مدينة أخميم ونهبوا وقتلوا أهالي تلك المناطق وأحرقوا المدن )86( وعاثوا فسادا فيها. وليس من المستبعد أن تكون هذه اإلغا ارت النوبية نتيجة لدعاية فاطمية واسعة الغر منها إضعاف عليه اإلدارة الحكومية في مصر وشغلها في أكثر من جهة حتى ال تركز جهودها ضد الزحف الفاطمي هذا إلى جانب أن ملك النوبة قد امتنع عن دفع البقط المفرو. )87( استمرت األوضاا مع بالد النوبة مضطربة حتى دخول الفاطميين مصر فعملوا على إعادة األوضاا الطبيعية للبالد وأقاموا ح ارسة مشددة على ثغر أسوان وشجعوا العرب في العالقي على العمل في استخ ارج الذهب. وخالصة القول ف ن وفد ملك النوبة وما ترتب عليه من مباحثات دبلوماسية في عاصمة الدولة اإلسالمية أدن إلى انفتاح بالد النوبة للوجود العربي الذي لم ي ل حبيس الجهات الشمالية منها بل امتد وتوسع جنوبا مع كل هجرة من هج ارت القبائل العربية. حاملين معهم دوافعهم في نشر العقيدة اإلسالمية والدين اإلسالمي وبالتالي الثقافة اإلسالمية والموروثات العربية من العادات والتقاليد للجانب اآلخر من أهل النوبة مع التركيز على أن ملوك النوبة بالرغم من ذلك كانوا يميلون إلى التملص من ارتباطهم تجاه الدولة اإلسالمية عندما تسنح لهم الفرصة فيبادروا سريعا بالهجوم على صعيد مصر ومنع تقديم ما عليهم من البقط الخاتمة وأهم النتائج حقق وفد ابن ملك النوبة امتيا ازت كثيرة بلقائه للخليفة المعتصم وعرضه لموضوا السبي الذي يقدم كل عام لوالة مصر فقد حقق كثي ار من اآلمال التي ارودته عندما وافق المعتصم على أن يقدم البقط مرة واحدة كل ثالث سنوات بدال من كل عام وبذلك خفف الخليفة العبء الثقيل الذي كان يؤديه النوبيون على مض كل سنة خوفا من سطوة الدولة اإلسالمية. اعتذر قيرقي ابن ملك النوبة زكريا بن يحنس للخليفة المعتصم عن المدة السابقة وقدرها أربع عشرة سنة التي منع فيها تقديم السبي فعفا المعتصم عنها وأصبح دفع البقط مرة واحدة كل ثالث سنوات دون توقف كما أطلق س ارح العديد من األسرن النوبيين في البالط العباسي. تشدد المعتصم فيما طلبه قيرقي بش ن إ ازلة الحامية العسكرية التي أقامها المسلمون على حدود بالد النوبة عند مدينة القصر ولم يسمح بالمساس بها أو إ ازلتها ألنها تعد أمنا قوميا وحدا فاصالا بين الدولتين..4 من اآلثار اإليجابية لوفد ملك النوبة إلى المعتصم العباسي انتشار اإلسالم بين أهل النوبة وتركهم ما كانوا عليه من المسيحية على المذهب اليعقوبي.

13 الصلح الذي نتج عن هذه السفارة لم يكن تبعية من النوبيين للدولة اإلسالمية وانما هدنة بين الطرفين. إن وفد ملك النوبة وما ترتب عليه من مباحثات دبلوماسية في عاصمة الدولة اإلسالمية أدن إلى انفتاح بالد النوبة للوجود العربي الذي لم ي ل حبيس الجهات الشمالية منها بل امتد وتوسع جنوبا ا مع كل هجرة من هج ارت القبائل العربية. لت معاهدة البقط سارية المفعول منذ عقدها والى مصر عبد اهلل بن سعد بن أبي السرح في سنة 31 ه 651 م حتى سقوط مملكة النوبة الشمالية مقرة في أيدي المماليك في سلطنة الناصر محمد بن قالوون. إن د ارسة الوفود والسفا ارت التاريخية من صميم د ارسة العالقات الدبلوماسية التي شكلت الحياة السياسية في الحقب التاريخية المختلفة والمكتبة التاريخية في حاجة للمزيد من الد ارسات في هذا الحقل التاريخي )1( ممالك النوبة المسيحية ) 1 ( مصطفى مسعد: اإلسالم والنوبة ص 73.

14 ملحق رقم )1( نص معاهدة البقط ي هذا كتاب نسخته بعد البسملة عهد من األمير عبد اهلل بن سعد بن أبي السرح لع يم النوبة ولجميع أهل مملكته عهد عقده على الكبير والصغير من النوبة من حد أر أسوان إلى حد أر علوة : أن عبد اهلل بن سعد جعل لهم أمانا وهدنة جارية بينهم وبين المسلمين ممن جاورهم من أهل صعيد مصر وغيرهم من المسلمين وأهل الذمة إنكم معاشر النوبة منون ب مان اهلل وأمان رسوله محمد النبي )صلى اهلل عليه وسلم( أال نحاربكم وال ننصب لكم حربا وال نغزوكم ما أقمتم على الش ارئط التي بيننا وبينكم على أن تدخلوا بلدنا مجتازين غير مقيمين فيه وندخل بلدكم مجتازين غير مقيمين فيه وعليكم حف من نزل بلدكم أو يطرقه من مسلم أو معاهد حتى يخرج عنكم وان عليكم رد كل بق خرج إليكم من عبيد المسلمين حتى تردوه إلى أر اإلسالم وال تستولوا عليه وال تمنعوا منه وال تتعرضوا لمسلم قصده وجاوره إلى أن تنصرف عنه وعليكم حف المسجد الذي ابتناه المسلمين بفناء مدينتكم وال تمنعوا منه مصليا وعليكم كنسه واس ارجه وتكرمته وعليكم في كل سنة ثلثمائة وستون أرسا تدفعونها إلى إمام المسلمين من أوسط رقيق بالدكم غير المعيب يكون فيها ذك ارن واناث ليس فيها شيخ هرم وال عجوز وال طفل لم يبلغ الحلم تدفعون ذلك إلى والى أسوان وليس على مسلم دفع عدو عر لكم وال منعه عنكم من حد أر علوة إلى أر أسوان ف ن أنتم أويتم عبدا لمسلم أو قتلتم مسلما أو معاهدا أو تعرضتم للمسجد الذي ابتناه المسلمون بفناء مدينتكم بهدم أو منعتم شيئا من الثلثمائة أرس وستين أرسا فقد ب رئت منكم هذه الهدنة واألمان وعدنا نحن وأنتم على سواء حتى يحكم اهلل بيننا وهو خير الحاكمين علينا بذلك عهد اهلل وميثاقه وذمه رسوله محمد صلى اهلل عليه وسلم ولنا عليكم بذلك أع م ما تدينون به من ذمة المسيح وذمة الحواريين وذمة من تع مونه من أهل دينكم وملتكم اهلل الشاهد بيننا وبينكم على ذلك.. كتبه عمرو بن شرحبيل في رمضان سنة )1( إحدن وثالثين. 1 (( المقريزي: المواع واالعتبار ج 1 ص 561 :

15 ملحق رقم) 2 ( هجرة القبائل العربية إلى النوبة أولا: القبائل القحطانية:- بنو ج ازم: سكن بن ج ازم الحوف منذ الفتح العربي لمصر ومنهم بنو عقبة الذين انفصلوا عن بقية الجذاميين ليلحقوا ببني هالل في شمال أفريقيا. بنوطي: هبط بنوطي مصر عقب الفتح العربي لها بنحو قرنين أو ثالثة وسكنوا جهات الدلتا. بلي: فرا من قضاعة من حمير جاءوا مصر مع الفتح العربي وقد قام ن ازا بينهم وبين جهينة ثم تم الصلح بينهما واستقرت بلي في صح ارء عيذاب وسكن بعضهم جهات إخميم. جهينة: اشتركوا مع ربيعة في حملة العرب على البجة وانتقل مع مهم إلى الصعيد واشتركوا في الحمالت على النوبة. لخم : فرا من طي من بطونهم يشكر الذين جاءوا مع الفتح العربي لمصر واستقروا في الجبل الذي يعرف باسمهم استقر كثير من بطون لخم في إقليم الصعيد. * ثانيا: القبائل العدنانية:- كنانة وقريش سكن كثير منهم الصعيد بجوار عرب جهينة واستقروا بين قوص وأسوان حيث عرفوا باسم األش ارف الجعافرة. ف ازرة: هاجرت جماعات منهم إلى مصر ولحق بهم أقاربهم مع بني هالل. بنو هالل وبنو سليم: هم فرا قيس عيالن نزح كثير من بني هالل وبني سليم وبني قيس ومعهم بنو قرة من صعيد مصر إلى شمال أفريقيا. ربيعة وبنو كنز: هاجر كثير من ربيعة إلى مصر ثم اندفعوا جنوبا واستقر عدد كبير منهم حول أسوان )1( وشمال النوبة وانضموا إلى جهينة في حمالتهم ضد البجة واستقر كثير منهم في أسوان وشمال النوبة. 1 (( مصطفي مسعد: اإلسالم والنوبة ص 259 إلى

16 ص الهوامش ابن من ور: لسان العرب ج 8 طبعة دار صادر بيروت- لبنان ص 370 لقد تعددت أنواا السفا ارت في اإلسالم فمنها السفا ارت السياسية والعسكرية و سفا ارت لعقد المعاهدات التجارية والثقافية وسفا ارت خصيصة للتجسس لمعرفة استعداد الجانب المقابل للحرب والسفا ارت الخاصة بطلب الكتب القيمة والنادرة )إب ارهيم أحمد العدوي: السفا ارت اإلسالمية إلى أوربا في العصور الوسطى طبعة القاهرة-مصر سنة 1957 م 705 ( وقد أورد ابن خرداذبه أن هناك سفا ارت لتبادل األسرن بعد الحروب )المسالك والممالك طبعة ليدن بمطبعة بريل سنة 1889 م ص 106 (. بالد النوبة: هي البالد الممتدة على جانبي نهر النيل فيما بين الشالل األول عند أسوان شماالا إلى ملتقي النيلين األبي واألزرق ببالد النوبة وعرفوا بالدهم من ناحية مصر من قرية تعرف بالقصر )اليعقوبي: تاريخ اليعقوبي ج 1 طبعة بيروت-لبنان سنة 1960 م ص 191 ( انقسمت بالد النوبة قبل الفتح اإلسالمي لمصر إلى مملكتين األولي مملكة النوبة السفلي أو مملكة مقرة في الشمال وهي اتحاد مملكتين مسيحيتين نافة ومقرة المتجاورتين في مملكة واحدة على الرغم من اختالف المذهب الديني بينهما)المقريزي: المواع واالعتبار بذكر الخطط واآلثار المعروف بالخطط المقريزية ج 1 تحقيق محمد زينهم ومديحة الشرقاوي ارجعه أحمد أحمد زيادة الطبعة األولى مكتبة مدبولي القاهرة مصر سنة 1998 م ص 539 ( وكانت تنقسم مقرة بدورها إلى عدة أقاليم يحكم كل إقليم منها واليا من قبل ملك النوبة وكان أرفع هؤالء الوالة ش نا صاحب إقليم المريس ويعرف بصاحب الجبل)المسعودي: مروج الذهب ومعادن الجوهر ج 2 ارجعه كمال حسن مرعي الطبعة األولى المكتبة العصرية بيروت -لبنان سنة 1425 ه 2005 م ص 15 :14 ( أما مملكة النوبة الثانية فهي مملكة علوة حدها الشمالي يبدأ عند مدينة األبواب من الناحية الشرقية ولها وال يعرف بالرح ارح)عطية أحمد القوصي: تاريخ دولة الكنوز اإلسالمية الطبعة األولي دار المعارف بمصر سنة 1976 م ص 42 ( صبح األعشى في صناعة اإلنشا ج 4 طبعة القاهرة-مصر سنة 1951 م ص 59 :58. سوف أتحدث بشئ من التفصيل عن معاهدة البقط في النقطة القادمة من البحث. المقريزي: المواع واالعتبار ج 1 ص 563. المقريزي: نفس المصدر السابق والجزء والصفحة. -7 عبد اهلل حسين: السودان منذ التاريخ القديم إلى رحلة البعثة المصرية ج 1 الطبعة األولي سنة 1354 ه 1965 م ص مكي شبيكه: السودان عبر القرون طبعة لجنة الت ليف والترجمة والنشر القاهرة- مصر سنة 1964 م ص ابن عبد الحكم: فتوح مصر وأخبارها تحقيق محمد الحجيري طبعة دار الفكر بيروت-لبنان سنة 1416 ه 1996 م ص 40 عبد اهلل حسين: السودان منذ التاريخ القديم ج 1 ص مكي شبيكه: السودان عبر القرون ص المسعودي: مروج الذهب ج 2 ص مصطفي محمد مسعد: اإلسالم والنوبة في العصور الوسطي - بحث في تاريخ السودان وحضارته حتى أوائل القرن السادس عشر الميالدي مكتبة األنجلو المصرية مصر سنة 1960 م ص المواع واالعتبار ج 1 ص مصطفي مسعد: اإلسالم والنوبة ص 130: المسعودي: مروج الذهب ج 2 ص ابن حوقل: صورة األر نشر ك ارمرز- ليدن سنة 1938 م ص 57.

17 ص 17 - الطبري: تاريخ الرسل والملوك المعروف بتاريخ الطبري ج 9 تحقيق محمد أبو الفضل إب ارهيم الطبعة ال اربعة دار المعارف ذخائر العرب القاهرة مصر سنة 1967 م ص ابن حوقل: صورة األر ص البالذري: فتوح البلدان تحقيق عبد اهلل أنيس الطباا وعمر أنيس الطباا مؤسسة المعارف بيروت-لبنان ص 333 ابن األثير: الكامل في التاريخ ج 6 أحداث سنة 241 ه ارجعه وصححه محمد يوسف الدقاق الطبعة األولى دار الكتب العلمية بيروت لبنان سنة 1407 ه 20 - ابن األثير: المصدر السابق والجزء ص 21 - ابن حوقل: صورة األر ص المقريزي: المواع واالعتبار ج 1 ص م ص : البالذري: فتوح البلدان ص 335 : البالذري: نفس المصدر السابق والصفحات الطبري: تاريخ الرسل والملوك ج المقريزي: المواع واالعتبار ج 1 ص 564 عبد اهلل حسين: السودان من التاريخ القديم ج 1 ص البالذري: فتوح البلدان ص مكي شبيكه: السودان عبر القرون ص مكي شبيكة: المرجع السابق والصفحة المسعودي: مروج الذهب ج 1 ص المقريزي: المواع واالعتبار ج 1 ص عبد اهلل حسين: السودان منذ التاريخ القديم ج 1 ص معاهدة البقط: هي معاهدة الصلح التي تمت بين والى مصر عبد اهلل بن سعد بن أبي السرح وبين ملك النوبة فليدورث في عام 31 ه 651 م والبقط هو ما يقب من سبي النوبة في كل عام ويحمل إلى مصر ضريبة عليهم وقيل أن كلمة بقط كلمة عربية األصل فهي من قولهم في األر بقط من بقل وعشب أي نبذ من مرعي فيكون معناها نبذة من المال وقيل بقط األر فرقة منه والبقط ما سقط من التمر)المقري زي: المواع واالعتبار ج 1 ص 560 ( يجتهد المؤرخون في تعريف أصل لف البقط فمنهم من يرجعه إلى أصل التينيpactum أي االتفاق بين طرفين متساويين )محمود الحويري: أسوان في العصور الوسطي الطبعة األولى سنة 1996 م ص 53 ( ومنهم من يرجعه إلى أصل مصري قديم وهو باق ومعناها الضريبة التي تدفع عينا )عطية القوصي: تاريخ دولة الكنوز اإلسالمية ص 42 ( المسعودي: مروج الذهب ج 1 ص ابن عبد الحكم: فتوح مصر وأخبارها ص أصيب في تلك المعركة معاوية بن حديج وأبو سهم بن أبرهه بن الصباح وحيويل بن ناشر)الكندي: الوالة والقضاة طبعة بيروت-لبنان سنة 1908 م ص 12 ( ابن الفقيه الهمذاني: مختصر كتاب البلدان طبعة ليدن سنة 1967 م ص 76 مكي شبيكه: السودان عبر القرون ص 19 لقد استخدم عبد اهلل بن سعد خطة جديدة لقتال أهل النوبة حتى يتفادن نبالهم وسهامهم ففر حصا ار على عاصمتهم دنقله وقذفها بالمنجنيق فخ ربها ولم يكن لهم علم بالمنجنيق وبذلك فاج هم بهذا األسلوب الحربي الذي لم يعهدوه من قبل )المقريزي: المواع واالعتبار ج 1 ص 560 ( وقد تبع ذلك شن الغا ارت من النوبيين على

18 أسوان والصعيد في نواحي متفرقة )بتلر ألفرد: فتح العرب لمصر ترجمة محمد فريد أبو حديد طبعة القاهرة سنة م ص 375 (. 38 -ان ر ملحق البحث نص معاهدة البقط المسالك والممالك ص مروج الذهب ج 3 ص فتوح مصر وأخبارها ص 205 : المقريزي: المواع واالعتبار ج 1 ص 562 : 561 لقد انتشر بناء المساجد في صعيد مصر بعد فتحها مما سهل على أهالي البالد الدخول في اإلسالم فبني مسجد الفرشوطي بسوهاج والجامع العمري بقوص. (Carcin: un centre Musulman de la Haute Quos, p.37(paris, 1976). 43 -ابن خلدون: تاريخ ابن خلدون المسمى ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الش ن األكبر ج 2 ضبط المتن والحواشي خليل شحادة م ارجعة سهيل زكار طبعة دار الفكر بيروت لبنان سنة 1421 ه 2000 م ص المقريزي: المواع واالعتبار ج 1 ص 560 مكي شبيكه: السودان ص مروج الذهب ج 1 ص عبد الناصر عبد الحميد يوسف: البقط وتاريخها طبعة الريا - المملكة العربية السعودية سنة 1980 م ص 2 يقال أن أهل النوبة أهدوا إلى عمرو بن العاص أربعين أرسا من عبيدهم فكره أن يقبل منهم ذلك فرد ذلك إلى ع يم من ع ماء القبط يقال له نستقوس فاشتري لهم جها از فاعتقدوا بذلك أن عم ار ا بعث إليهم القمح والخيل في المقابل)ابن عبد الحكم: فتوح مصر وأخبارها ص 205 ( المسعودي: مروج الذهب ج 2 ص فتوح مصر وأخبارها ص البالذري: فتوح البلدان ص مصطفي مسعد: اإلسالم والنوبة ص محمود الحريري: أسوان في العصور ص البالذري: فتوح البلدان ص 332 : المسعودي: مروج الذهب ج 2 ص 17 المقريزي: المواع واالعتبار ج 1 ص 560. مصطفي مسعد: اإلسالم والنوبة ص 112 يبدو أن العرب المسلمين اهتموا في أول أمرهم بغزو بالد النوبة و ذلك ارجع إلى اتحاد النوبة مع الدولة البيزنطية دينيا ويتضح ذلك في ذكر صلح عين شمس الذي جاء فيه على النوبيين الذين يدخلون في الصلح مع المسلمين دفع كذا وكذا من الرؤوس وفتح بالدهم للصادر والوارد وهذا يدل على اشت ارك النوبيين بصورة من الصور في القتال ضد العرب )بتلر: فتح العرب لمصر ص 238 ( ابن خرداذبه: المسالك والممالك ص لت معاهدة البقط سارية المفعول منذ عقدها والى مصر عبد اهلل بن سعد بن أبي السرح في سنة 31 ه 651 م حتى سقوط مملكة النوبة الشمالية مقرة في أيدي المماليك في سلطنة الناصر محمد بن قالوون )كرم كمال الدين الصاوي: مصر والنوبة في عصر الوالة الطبعة األولى القاهرة سنة 2006 م ص 289 ( عطية القوصي: تاريخ دولة الكنوز اإلسالمية ص مصطفي مسعد: اإلسالم والنوبة ص 101.

19 ص 58 - المقريزي: المواع واالعتبار ج 1 ص مصطفي مسعد: اإلسالم والنوبة ص 102 : مصطفي مسعد: المرجع السابق ص أبو المحاسن: النجوم ال ازهرة في ملوك مصر والقاهرة ج 2 طبعة مصورة عن طبعة دار الكتب المصرية ص البالذري: فتوح البلدان ص 300 : الطبري: تاريخ الرسل والملوك ج ابن حوقل: صورة األر ص المقريزي: المواع واالعتبار ج 1 ص 552 : حسن إب ارهيم حسن: انتشار اإلسالم والعروبة فيما و ارء الصح ارء الكبرن طبعة جامعة الدول العربية سنة 1957 م ص ابن حوقل: صورة األر ص البلوي: سيرة أحمد بن طولون تحقيق محمد كرد على مطبعة دمشق سنة 1358 ه 1939 م ص ابن األثير: الكامل ج 6 أحداث سنة 259 ه ص المقريزي: المواع واالعتبار ج 1 ص 552 : البلوي: سيرة أحمد بن طولون ص 65 عبد اهلل خورشيد البري: القبائل العربية في مصر في القرون الثالثة األولي للهجرة طبعة دار الكاتب للطباعة والنشر بالقاهرة -مصر سنة 1967 م ص 78 ثورة ابن الصوفي العلوي: قامت في صعيد مصر سنة 253 ه 867 م انضم إليه كثير من العلويين بها وملك مدينة أسنا وحا ول ابن طولون القضاء عليه ب رسال العديد من الجيوش منها جيش ابن يزداد الذي انهزم أمام قوة ابن الصوفي وقتل وأمر ابن الصوفي بقطع رجليه ويديه وصلبه )البلوي: سيرة أحمد بن طولون ص 62 الكندي: الوالة والقضاة ص 213 ( عطية القوصي: تاريخ دولة الكنوز اإلسالمية ص المقريزي: البيان واألع ارب عما ب ر مصر من األع ارب طبعة المعارف سنة 1334 ه 1916 م ص المسعودي: مروج الذهب ج 2 ص حسن إب ارهيم حسن: انتشار اإلسالم والعروبة فيما و ارء الصح ارء الكبرن ص 11 بالرغم مما حققه العمري من نتائج ع يمة استفاد منها العرب من ربيعة وغيرها إال أن ابن طولون خشى على نفوذه منه وخاصة أنه يمتلك أدوات التمرد وهي المال والرجال لذا عمل ابن طولون على إرسال جيش كبير للقضاء عليه ولكن العمري انتصر على هذا الجيش واضطر قائد الجيش المسمي شعبة بن خركام البابكي إلى االنسحاب بجيشه إلى الفسطاط)البلوي: سيرة أحمد بن طولون ص 66 ( ولكن وصلت األخبار البن طولون بقتل العمري غد ار على يد بع غلمانه )ابن الداية: المكاف ه ص 64 ( وقد حمل الغلمان أرس العمري البن طولون فاستجوبهم فعرف أنهم غدروا به حتى يكاف هما ابن طولون ومن ثم أمر ب خذهما بالسياط حتى سقطوا وضربوا على رؤوسهم بالحجارة حتى ماتوا وأمر ابن طولون بدفن أرس العمري وتكريمها)ابن الداية: المكاف ة ص 65 ( عبد الناصر عبد الحميد يوسف: البقط وتاريخها ص Mac Michael: History of Arab Tribes in the Sudan, p. 46 (London, 1935) أبو المحاسن: النجوم ال ازهرة ج 4 ص المقريزي: البيان واألع ارب عما ب ر مصر من األع ارب ص Lane Poole: A History of Egypt in the Middle ages, p.29.(london, 1901).

20 81 - عطية القوصي: تاريخ دولة الكنوز اإلسالمية ص مكي شبيكه: السودان عبر القرون ص المقريزي: المواع واالعتبار ج 1 ص 556 مكي شبيكه: المرجع السابق ص مصطفي مسعد: اإلسالم والنوبة ص المقريزي: المواع واالعتبار ج 1 ص عبد اهلل حسين: السودان منذ التاريخ القديم ج 1 ص مصطفي مسعد: اإلسالم والنوبة ص 132. أولا: المصادر العربية:- -1 أسماء المصادر والمراجع ابن األثير )ت 630 ه 1238 م(: أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني ي الكامل في التاريخي ج 6 ارجعه وصححه محمد يوسف الدقاق الطبعة األولى دار الكتب العلمية بيروت لبنان سنة 1407 ه 1987 م. -2 البالذري )ت 279 ه 892 م(: أبو العباس أحمد بن يحيى بن جابر يفتوح البلداني تحقيق عبد اهلل أنيس الطباا وعمر أنيس الطباا مؤسسة المعارف بيروت-لبنان. 3 - البلوي )ت في النصف األول من القرن 4 ه 10 م(: عبد اهلل بن محمد المديني. يسيرة أحمد بن طولوني تحقيق محمد كرد على مطبعة دمشق سنة 1358 ه 1939 م. 4 - ابن حوقل )ت في النصف الثاني من القرن 4 ه 10 م(: أبو القاسم أحمد النصيبي يصورة األر ي نشر ك ارمرز- ليدن سنة 1938 م 5 - ابن خرداذبه )ت 300 ه 912 م(: أبو القاسم عبيد اهلل بن عبد اهلل يالمسالك والممالكي طبعة ليدن بمطبعة بريل سنة 1889 م ابن خلدون )ت 808 ه 1405 م(: عبد الرحمن بن محمد المغربي يتاريخ ابن خلدوني المسمى ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الش ن األكبر ج 2 ضبط المتن والحواشي خليل شحادة م ارجعة سهيل زكار طبعة دار الفكر بيروت لبنان سنة 1421 ه 2000 م 7 - ابن الداية )ت 330 ه 941 م(: يالمكاف هي بدون طبعة وبدون تاريخ نشر. 8 -الطبري )ت 310 ه 922 م(: أبو جعفر محمد بن جرير يتاريخ الرسل والملوكي المعروف بتاريخ الطبري ج 9 تحقيق محمد أبو الفضل إب ارهيم الطبعة ال اربعة دار المعارف ذخائر العرب القاهرة مصر سنة 1967 م. 9 - ابن عبد الحكم )ت 257 ه 871 م(: أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد اهلل بن عبد الحكم ي فتوح مصر وأخبارهاي تحقيق محمد الحجيري طبعة دار الفكر بيروت-لبنان سنة 1416 ه 1996 م ابن الفقيه الهمذاني) ت 290 ه 902 م(: أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق يمختصر كتاب البلداني طبعة ليدن سنة 1967 م 11 - القلقشندن )ت 821 ه 1418 م(: أبو العباس أحمد يصبح األعشى في صناعة اإلنشاي ج 4 طبعة القاهرة-مصر سنة 1951 م 12 - الكندي )ت 350 ه 961 م(: محمد بن يوسف بن يعقوب يالوالة والقضاةي طبعة بيروت-لبنان سنة 1908 م

21 13 - المسعودي )ت 346 ه 957 م(: أبو الحسن على بن الحسين بن على يمروج الذهب ومعادن الجوهري ج 2 ارجعه كمال حسن مرعي الطبعة األولى المكتبة العصرية بيروت -لبنان سنة 1425 ه 2005 م أبو المحاسن )ت 874 ه 1469 م(: جمال الدين يوسف بن تغري بردي يالنجوم ال ازهرة في ملوك مصر والقاهرةي ج 2 ج 4 طبعة مصورة عن طبعة دار الكتب المصرية المقريزي )ت 841 ه 1437 م(: تقي الدين أحمد بن على بن عبد القادر يالبيان واألع ارب عما ب ر مصر من األع اربي نشرة إب ارهيم رمزي نقال عن النسخة األلمانية المطبوعة في مدينة جوتنجن في 1847 م طبعة المعارف سنة 1334 ه 1916 م. : ي المواع واالعتبار بذكر الخطط واآلثاري- المعروف بالخطط المقريزية ج 1 تحقيق محمد زينهم ومديحة الشرقاوي ارجعه أحمد أحمد زيادة الطبعة األولى مكتبة مدبولي القاهرة مصر سنة 1998 م ابن من ور )ت 630 ه 1232 م(: أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم المصري: لسان العرب ج 8 طبعة دار صادر بيروت -لبنان اليعقوبي ) ت 284 ه 897 م(: أحمد بن جعفر بن وهب المعروف بابن واضح األخبارن يفتوح البلداني ج 1 طبعة بيروت-لبنان سنة 1960 م. ثانيا: الم ارجع العربية: إب ارهيم أحمد العدوي: السفا ارت اإلسالمية إلى أوربا في العصور الوسطى طبعة القاهرة-مصر سنة 1957 م بتلر ألفرد: يفتح العرب لمصري ترجمة محمد فريد أبو حديد طبعة القاهرة سنة 1946 م حسن إب ارهيم حسن: يانتشار اإلسالم والعروبة فيما يلي الصح ارء الكبرن طبعة جامعة الدول العربية سنة 1957 م عبد اهلل حسين: السودان منذ التاريخ القديم إلى رحلة البعثة المصرية ج 1 الطبعة األولي سنة 1354 ه 1965 م 23 - عبد اهلل خورشيد البري: يالقبائل العربية في مصر في القرون الثالثة األولى للهجرةي طبعة دار الكاتب للطباعة والنشر بالقاهرة -مصر سنة 1967 م عبد الناصر عبد الحميد يوسف: يالبقط وتاريخهاي طبعة الريا - المملكة العربية السعودية سنة 1980 م عطية أحمد القوصي: يتاريخ دولة الكنوز اإلسالميةي الطبعة األولى دار المعارف بمصر سنة 1976 م كرم كمال الدين الصاوي: يمصر والنوبة في عصر الوالةي الطبعة األولى القاهرة- مصر سنة 2006 م محمود الحويري: يأسوان في العصور الوسطيي الطبعة األولى سنة 1996 م مكي شبيكه: يالسودان عبر القروني طبعة لجنة الت ليف والترجمة والنشر القاهرة مصر سنة 1964 م مصطفي محمد مسعد: ياإلسالم والنوبة في العصور الوسطىي- بحث في تاريخ السودان وحضارته حتى أوائل القرن السادس عشر الميالدي مكتبة األنجلو المصرية مصر سنة 1960 م. ثالثا: الم ارجع األجنبية:- 30.Garcin: Un Centre Musulman de la Haute Egypt Medieval QUE, (Paris, 1976). 31-Lane Pool: A History Of Egypt In the middle ages, (London, 1901). 32-Mac Michael: History of Arab Tribes in the Sudan, (London, 1935)