العدد السادس عشر سورية من منظور مراكز األبحاث اإلسرائيلية في هذا العدد: مالحظات حول االستراتيجية اإلسرائيلية تجاه مرتفعات الجوالن مركز أبحاث )التحالف اإلسرائيلي من أجل الجوالن( نشرة نصف شهرية 3 أيلول
حول اإلصدار: نشرة نصف شهرية تصدر عن مركز دمشق لألبحاث والدراسات-مداد تتناول بالعرض أهم ما ينشر في مراكز الدراسات اإلسرائيلية حول سورية سياسيا اقتصاديا اجتماعيا وع سكريا. عن م داد: مؤسسة بحثية مستقلة تأسست عام 2015 مقرها مدينة دمشق تعنى بالسياسات العامة والشؤون اإلقليمية والدولية وقضايا العلوم السياسية واالجتماعية والثقافية واالقتصادية والقانونية والعسكرية واألمنية وذلك باملعنى املعرفي الشامل )نظري وتطبيقي( باإلضافة إلى عنايتها بالدراسات املستقبلية/االستشرافية وتركيزها على السياسات والقضايا الراهنة ومتابعة فاعلي السياسة املحلية واإلقليمية والدولية على أساس النقد والتقييم واستقصاء التداعيات املحتملة والبدائل والخيارات املمكنة حيالها. أ. تحسين الحلبي وحدة الدراسات اإلسرائيلية
1 سورية من منظور مراكز األبحاث اإلسرائيلية العدد السادس عشر: 3 أيلول 1 "مالحظات حول االستراتيجية اإلسرائيلية تجاه مرتفعات الجوالن" مركز أبحاث )التحالف اإلسرائيلي من أجل الجوالن( عدد بقلم: املحامي تسفي هاوزر سكرتيرالحكومة اإلسرائيلية السابق 2 ايتسيك تسارفاتي مدير مركز )ياحدا( من أجل الجوالن يستهل البحث الصادر بالعبرية مقد مته باالستشهاد بما قاله تيودور هيرتزل رئيس الحركة الصهيونية ومؤسسها عام 1091 في كتابه "األرض القديمة الجديدة" Alten Neue Land باألملانية: "ال بد من بناء سكك حديدية تمتد من لبنان إلى البحر امليت ومن ساحل املتوسط إلى الجوالن وحوران وكأنها قناة من القوة البشرية اليهودية". وتحت عنوان: "تجزئة سورية من املنظور السرائيلي : انعكاس لواقع أثني وملصلحة أمنية جيو-استراتيجية إسرائيلية" يؤكد الباحثان أن "سورية شكلت منذ نشوئها عام 1091 تجم عا لشعوب عاشت ضمن معادلة توازن هش لكنها نجحت في البقاء لسبعين سنة تقريبا رغم األزمات الكثيرة التي شهدتها بعد الحربين العامليتين إلى أن نالت االستقالل 1 https://kohelet.org.il/wp-content/uploads/2018/03/kpf075_egolan_290118.pdf 2 تسفي هاوزر عمل سكرتيرا لحكومة نتنياهو منذ عام 1990 حتى عام 1912 وخدم في الجيش السرائيلي في كلية تطوير القيادات وكان سكرتيرا ملجلس الوزراء املصغر لشؤون األمن في الوقت نفسه. سورية من منظور مراكز األبحاث اإلسرائيلية العدد السادس عشر
1 ولم تكن مسيرة سورية كدولة مستقلة سهلة بل تعرضت النقالبات كثيرة حتى عام 1099 بدأ فيها ترسيخ سلطة حافظ األسد على الدولة وضمنت القيادة سلطتها عن طريق تحالفات وائتالفات ضمت مختلف األقليات والطوائف إزاء أغلبية س ن ي ة تشكل %19 من السكان. وفي ظل تركيز العداء على الصهيونية وإسرائيل تمكن النظام من خلق وحدة وطنية على قاعدة قواسم مشتركة محدودة ضد عدو مشترك وكان الجيش السوري طوال مد ة وجوده موج ها للحرب ضد إسرائيل وع ر ضها ألخطار كثيرة كان أكبرها حرب تشرين 1092 لكن تعط ل مرجل االنصهار وبلغ نقطة الغليان في عام 1919 إلى أن انفجر الوضع عام 1911. ويضيف الباحثان: "وفي وقتنا الراهن ومن وجهة نظر أمنية استراتيجية تستشرف املستقبل هناك مصلحة استراتيجية إسرائيلية في تفتيت وتقسيم أي وجود لقوة عسكرية معادية مقبلة في جبهة الغد الشرقية ذلك أن ميزان ر ملصلحة إسرائيل إلى الق وى في مفاهيمه األساسية لن يتغي حين أن تتجزأ املنطقة السورية-العراقية إلى عدة كيانات سياسية كيال تضطرإسرائيل إلى مجابهة قوة عسكرية واحدة وموحدة تخصص كل مصادرها ملحاربة إسرائيل التي تفضل مجابهة قوات مبعثرة مجزأة فمواجهة حشد من قوات تدعمها إيران أو تم إعدادها من ق ب ل الجيش اليراني أو مقاتلين من حزب هللا وقوات سورية وميليشيات شيعية ستشكل بالنسبة إلى إسرائيل تحديا أمني ا جديدا ومعقدا. ولذلك تصبح عملية تأسيس كيانات مستقلة قديمة جديدة تنعكس عن االنقسام الديني واألثني في املنطقة السورية قادرة على خلق توازن قوة جديد بل وقادرة بالضرورة على تغيير ميزان القوى الجيو-االستراتيجي في الحدود الشمالية لسرائيل كما لن يكون هناك ما يمنع جزءا من هذه الكيانات الجديدة من رؤية نفسها شريكا في تحالف أقليات جديد في املنطقة مع إسرائيل بينما يضطر جزء آخر من هذه الكيانات الصغيرة إلى خوض مجابهة في ساحة متعددة الجبهات املستثيرة للنزاعات وبهذه الطريقة يجري توجيه غاياتها الهجومية والعدائية نحو أعداء آخرين وليس نحو إسرائيل فقط. وباختصار ال بد من تفتيت الدولة السورية ألن مصلحة إسرائيل تتطلب تفكيك وحدة سورية املعادية لسرائيل بطريقة تؤدي إلى إضعاف التهديد املوجه من الحدود الشمالية لسرائيل بشكل استراتيجي وعلى املدى البعيد". وتحت عنوان: "إيجاد منظومة تحالفات" يوضح الباحثان في خطتهما أنه: "في الظروف التي نشأت في املنطقة في السنوات الست املاضية ظهرت برامج تدعو إلى تأسيس كيانات سياسية على شكل دويالت أو مناطق حكم ذاتي جديدة ال يكون لسكانها أي نزاع ديني أو تاريخي مع دولة اليهود بشكل خاص وال مع الغرب بشكل عام. ويمكن أن نعد أحد هذه الكيانات لألقلية الكردية في سورية وكذلك للدروز واملسيحيين وفي بعض الظروف املناسبة لطائفة العلويين أيضا وفي حالة كهذه ستتحقق لسرائيل نتائج إيجابية بشكل خاص وللغرب وللواليات املتحدة بشكل عام ذلك عن طريق التعاون مع هذه املجموعات وتقديم الدعم لها واالستمرار في متابعة إعداد وبناء كياناتها في املستقبل. وإذا كان هناك ما يدل على أن األسد قد استعاد سلطته على مناطق واسعة في سورية بدعم روس ي - إيراني مكثف فإن هذا الوضع مصطنع وهش ويعتمد على وجود قوات من خارج حدود سورية. وفي موضوع التعاون بين إسرائيل واألقليات في املناطق السورية والعراقية يتوجب أن يقوم على القاعدة التي وضعها
2.1.1.2 ديفيد بن غوريون في خطته "لحلف األقليات مع إسرائيل في الشرق األوسط" وحين تقوم القيادة السرائيلية بالنظر في هذا التعاون عليها إدراك ما يتوافرفيه من إمكانات على املدى الطويل مع هذه األقليات ودراسة قدرة تأثير كياناتها في املحافظة على أمن إسرائيل وحدودها مع سورية بل ومدى قدرتها على تشكيل ثقل مواز لألطراف املتشددة في عدائها لسرائيل في املنطقة. ومع ذلك يكتنف التعاون القائم مع إسرائيل في إطار "حلف األقليات " عددا من األخطار: يمكن أن يؤدي التدخل العلني السرائيلي في ساحة أطراف الحرب األهلية داخل سورية إلى تعريض هذه املجموعات أو األقليات للخطر ويولد ضدها أعداء آخرين. يمكن أن يؤدي تعاونها العلني مع إسرائيل إلى إلحاق الضرر بشرعيتها من قبل دول في الشرق األوسط. يمكن أن تظهر صعوبة في بلورة عالقات استراتيجية بين هذه األقليات مع إسرائيل ألن معظمها غير منظم ضمن نظام سياس ي بل مجرد منتم ملجموعة أقلية قابلة لتبديل والءاتها بحسب التغيرات على األرض لكن التعاون الذي تتوافر فيه إمكانية تشكيل تحالف مع إسرائيل هو مع مجموعة ألن الشعبين السرائيلي والكرد ي األكراد مرفوضان في املنطقة ويجمعهما تصميم ومصالح مشتركة وتعاون تاريخي وال وجود لنزاع ديني أو ثقافي بينهما. وفي واقع األمر ال ي ع د تحالف املصالح بين إسرائيل ومجموعات األقليات في الشرق األوسط فكرة غير مسبوقة فقد أقامت القيادة السرائيلية بطرق وبمستويات متعددة تحالفات وتعاونا استراتيجي ا مشتركا مع شاه إيران حتى سقوطه عام 1090 ومع أكراد العراق في الستينيات والسبعينيات ومع املسيحيين املوارنة في السبعينيات والثمانينيات وكذلك مع تركيا. ورغم ذلك ال يتوجب أن يكون وقوف إسرائيل مع أي أقلية سواء أكانت كيانا أم مجموعة على طريق التحول إلى كيان سياس ي علني ا بالضرورة بل يمكن أن يجري ذلك على نحو سري تتحد د مهمة إسرائيل على أساسه بتقديم العلم والتكنولوجيا واملعلومات االستخباراتية والخبرة في املسائل الدبلوماسية ذلك مقابل اعتراف هذه الكيانات بإسرائيل وحقها في تقرير مصير الشعب اليهودي وتجسيد وجوده بدولة يهودية ذات سيادة في الشرق األوسط وضمان أمنها ومن أجل تطوير مصالح إضافية مثل: االعتراف بضمها للجوالن بموجب القانون أو األمر الواقع. وإجراء كهذا لم يكن ممكنا في واقع املنطقة قبل اندالع نار الحرب األهلية في سورية ولذلك على إسرائيل اآلن تثبيت إجراءات كهذه والنظرإليها بصفتها فرصة تاريخية من أجل تشكيل واقع جديد يتعلق بمكانة إسرائيل واالعتراف بها وبحدودها اآلمنة في املنطقة". ويضيف الباحثان أن " الحرب في سورية ولدت نتائج قاسية على املستويين البشري والتاريخي بما يتعلق بالخسائر البشرية والضرار باألنفس واملمتلكات وولدت حركة هجرة وجرائم حرب ضد املدنيين. وهذه النتائج التي يصعب احتمالها نتج عنها وضع ثابت يتصف بعدم االستقرار ونشوء العداوات والنزاعات الدموية بين مختلف املجموعات السكانية وفقدان المكانية الفعلية للمصالحة على مدى سنوات كثيرة وهناك افتقاد تام ألدنى مستوى من القواسم املشتركة بين الناس الذين يشكلون سكان سورية وعبرهذا الواقع عن نفسه على شكل انقسام وتشتت السكان إلى
9 مجموعات وشبه مجموعات تدعم بعضها دول ترفض السالم مع إسرائيل. وواقع معقد كهذا يؤكد بشكل متزايد مصلحة املجتمع الدولي من استمرار السيادة السرائيلية على مرتفعان الجوالن. ويتضح للجميع أن الواقع السائد في املنطقة سي ع د فيه انسحاب إسرائيل من الجوالن بمثابة التخلي عن أراض أخرى في الشرق األوسط وتسليمها للنظام اليراني أو للمجموعات واملنظمات الداعمة لإلرهاب. وفي ظل هذا الوضع يصبح استمرار السيادة السرائيلية على مرتفعات الجوالن هو الذي يتطابق مع املصالح الدولية الستقرار وتقدم املنطقة. الحيوية وإن واقع التشتت وتجزئة األراض ي السورية-العراقية وطول مد ة الحرب املستمرة وتزايد عدد القتلى والالجئين وتصاعد وتيرة الرهاب والفوض ى في املنطقة كل ذلك يضع املجتمع الدولي أمام أكبر تحد في هذا الوقت. كما أن استمرار تحديد سورية كدولة ذات حدود دولية "بحكم القانون" De jure بحكم األمر الواقع بينما هي تقوم بوظيفتها De Facto كدولة مجز أة إلى كيانات مختلفة بعضها على شكل قبلي أو على شكل حكم ذاتي أو على شكل دويلة داخلها غير معترف بها أصبح تحديدا غير مسبوق تقريبا بل إن هذا الوضع ربما بات يشبه بدرجة ما الوضع الذي ساد في البلقان أثناء حرب عام 1001 التي انتهت باتفاقية "خط دايتون" لتقسيم البوسنة وهيرتسغوفينيا فما جرى في السنوات املاضية في سورية والعراق لم يؤد إال إلى نتيجة مركزية واحدة وهي: ال أفق آخر في موضوع الجوالن إال األفق السرائيلي فسيطرة إسرائيل على الجوالن هي التي تؤمن املحافظة على الهدوء واالستقرار والطمأنينة التي تعد شروطا للسالم وإن السيادة السرائيلية هي التي تخدم املصلحة االستراتيجية لدول كثيرة في العالم بشكل عام ودول املنطقة بشكل خاص ذلك ليقاف استمرار سيطرة إيران على الشرق األوسط. فاالنسحاب السرائيلي سوف يتولد عنه فراغ يعرض دولة إسرائيل للخطر. ويمكن أن يزعزع استقرار دولة األردن املتاخمة في حدودها للجوالن. وفي ظل واقع كهذا تصبح مطالبة إسرائيل باالنسحاب من الجوالن غير معقولة ولذلك يتوجب على واشنطن وموسكو إجراء محادثات بناءة حول كل ما يتعلق بالشرق األوسط وكذلك بالوضع الخاص لألسد وارتباطه بروسيا لكي تتمك نا من التوصل إلى صيغة لتوافق املصالح بينهما كدولتين من الدول الكبرى وبينهما وبين إسرائيل حول تسوية ملا بعد الحرب في سورية. ويجب أن تتضمن تسوية من هذا القبيل موافقتهما على أن يكون الجوالن جزءا من دولة إسرائيل وينبغي على العالم أن يقوم بتحديد أهداف واتجاهات الشرق األوسط في مرحلة ما بعد الحرب في سورية. وإذا كان املطلوب هو املحافظة على الهدوء وتعزيز حقوق النسان والتصدي لألطراف املتطرفة كأهداف عليا فإن انسحاب إسرائيل من الجوالن لن يساعد على تحقيق هذه األهداف بل سيولد وضعا عكسيا". ويؤول البحث إلى استنتاج أنه "ألول مرة منذ خمسين سنة تتولد فرصة ممكنة لتغيير الحدود في الشرق األوسط وتجد إسرائيل في ذلك فرصة لنيل االعتراف بسيادتها على الجوالن كمنتج تحصل عليه من منتوجات الحرب التي جرت في سورية. كما أن مفهوم الدولة بدأ يفقد جزءا من أهميته في مناطق معينة في الشرق األوسط ويبدو أن تحركات شبه أرضية جرت في العقود املاضية أخذت تفرض طبوغرافية اجتماعية وبشرية جديدة". وبعد توجيهه انتقادات للسياسة السرائيلية التي لم تستطع تركيز نشاطها وتدخلها في سورية إال لتحقيق أهداف تكتيكية ولم تستطع تحقيق أي هدف استراتيجي يبين
1 البحث أن: "إسرائيل ستتعرض لفشل تاريخي إذا اكتفت بالرد التكتيكي على أعدائها لذلك ينبغي عليها املبادرة بالرد على كل ما يجري ضدها ورؤية أن التحديات بالغة األهمية والفرص املتوافرة لسرائيل كثيرة". "مقابلة مع قائد جبهة الشمال اإلسرائيلية حول الجوالن" 3 مع وفي مقابلة خاصة أجرتها مجلة "يسرائيل هايوم" قائد جبهة الشمال السرائيلية العميد "آشير بن لولو" في 12 آب 1912 حول الجوالن ما بعد مرحلة الحرب في سورية تحت عنوان: "إسرائيل تتطلع إلى أن تكون الحرب املقبلة آخر الحروب مع الشمال". يرى العميد بن لولو أنه "بعد سيطرة األسد من جديد على حدود الجوالن يبدو أن املنطقة كما تظهرلنا على األرض عادت إلى حالتها القديمة التي سادت أربعين عاما على حدود الجوالن لكنه رغم ذلك ما زال الجيش السرائيلي في ذروة استعداداته وما تزال قيادة جبهة الشمال السرائيلية تؤكد على عدم وجود أي ضمانة لسيادة الهدوء على تلك الجبهة. فالنظام السوري عاد إلى الحدود لكنه ليس النظام نفسه وإن كان األسد هو نفسه فالجيش السوري لحق به ضرر كبير وفقد جزءا كبيرا من قدراته. 3 https://www.israelhayom.co.il/article/581811 http://rotter.net/forum/scoops1/496847.shtml
1 هذا ومع عودة النظام السوري إلى الحدود بدأ األسد بإعادة تنظيم قواته وبإنشاء املتاريس والتحصينات من أجل تشكيل دوريات وتقديم مساعدات للمدنيين هناك لكن إسرائيل طرحت من جانبها مطلبا ذلك لعادة الوضع إلى ما كان عليه وتطبيق صالحيات اتفاق فصل القوات لعام 1099 بدقة. وفي هذا الطارقدمت إسرائيل في األيام املاضية لألمم املتحدة طلبا بإعادة نشر قوات األندوف في مواقعها في منطقة الحدود السورية بعد أن تخلت هذه القوات عن ثلثي مواقعها عند تلك الحدود أثناء الحرب في سورية في منتصف عام 1912 فقد سحبت النمسا من حدود الجوالن مئات من جنودها خوفا على حياتهم وفي عام 1919 وقعت ثالثة أحداث خطف وهجوم على معسكرات أندوف في حدود الجوالن السورية فتقرر في أعقاب ذلك سحب معظم القوات من تلك املنطقة إلى مناطق داخل املنطقة السرائيلية. وفي الثلث الشمالي لهذا القطاع أي في منطقة جبل الشيخ السورية بقي جنود األندوف في منطقة كان النظام السوري هو الذي يديرها. ومنذ انسحاب قوات األندوف من املنطقة السورية ذكرت تقارير األمم املتحدة أن الجيش السرائيلي قام بتحركات على طول الحدود مع سورية شاهدنا بعضها قبل أسبوع وأن الذي كان يجري على الجانب اآلخر أي السوري توقف وإسرائيل أصبحت معنية اآلن بإعادة قوات األندوف على طول حدود الجوالن من الجانب السوري بل طلبت إسرائيل من األمم املتحدة زيادة قوات األندوف بعدة مئات إضافية بعد أن انخفض عددها إلى ألف من األفراد فإسرائيل تتطلع إلى إعادة فاعلية وعمل معبر القنيطرة الذي كان ينتقل عبره مدنيون ومنتوجات زراعية من قرى الجوالن إلى داخل سورية". ويضيف العميد ابن لولو أن: "الجيش السوري يواجه اآلن عملية ترميم نفسه. كما أن التغيير الذي تعرض له لم يكن التغيير الوحيد الذي ولدته الحرب األهلية في سورية الدولة املجاورة ففي سنوات الحرب املاضية انضمت إلى قوات األسد قوات من حزب هللا وميليشيات وقوات إيرانية قاتلت كتفا إلى كتف مع الجيش السوري وشكلت عامال هام ا في نجاحه. وإسرائيل تخش ى اآلن من انتشار قوات لحزب هللا مع قوات األسد على طول حدود الجوالن فتهدد قوات حزب هللا إسرائيل من جبهة أخرى غير جنوب لبنان. كما تخش ى إسرائيل كثيرا بالقد ر نفسه أن تحاول إيران استغالل هذا الظرف الجديد ملصلحة تمركزها في سورية وإنشاء قاعدة متقدمة لها في منطقة حدود الجوالن فقد أعلن املسؤولون عن السياسة السرائيلية والقادة العسكريون في مناسبات عديدة أن إسرائيل تعد أي تمركز إيراني من هذا النوع خطا أحمر. وإسرائيل كما يعلم الجميع قامت بعمليات وما تزال تقوم بذلك بشكل غير قليل في سورية من أجل منع هذا األمر تحديدا حين نسبت مثل هذه األعمال لسرائيل في مناسبات كثيرة دون أن تعترف بها بشكل رسمي فالجيش السرائيلي نفذ في سورية عشرات العمليات املتنوعة وهاجم فيها مواقع كانت تشكل خطرا على إسرائيل. وينبغي على الجيش السوري أن يعود إلى منطقة الحدود دون اصطحاب حزب هللا وإيران. ونحن نتابع بشكل دقيق كل ما يجري في سورية ونتابع التدقيق في ه وي ة القوات: من هو سوري ومن هو من حزب هللا أو إيران في هذه املرحلة. ونحن اآلن ال نرى وجودا لحزب هللا أو إيران على طول حدود املنطقة وربما لن يأتوا إليها رافعين أعالمهم بل قد يأتوا بغطاء بريء على ما يبدو لكننا رغم ذلك نواصل متابعة هذا األمر. ومن ناحيتنا ما زال الجيش السرائيلي في حالة االستعداد بشكل قوي جدا على
9 طول حدود الجوالن مع سورية ولن نحو ل سيوفنا إلى سكة املحراث ولن نضع الورود على فوهات مدافع دباباتنا ونحن لدينا قوة وقدرات مخابراتية وهجومية. ونريد أال نرى عدم ظهور ش يء آخر هنا تحت عنوان سوري وسوف يشكل ذلك امتحانا كبيرا لنا ألن الرسالة املركزية دقيقة وحادة. وأن يتمركز جيش سوري في تلك املنطقة نقول: نعم أما حزب هللا وإيران فكال. وسيحتفظ الجيش السرائيلي لنفسه بحق العمل والرد من أجل منع وضع كهذا".
2 وفي التحليل واالستنتاج أن البحث يشبه تماما في عرضه لألهداف ي ع د واضحا السرائيلية وفي توصياته للقيادة السرائيلية خطة شبه تفصيلية لثاني وثيقة يعلن فيها مصدر إسرائيلي هو سكرتير مجلس الوزراء السرائيلي السابق "تسفي هاوزر" وبقلمه عن ضرورة قيام إسرائيل بتجزئة سورية والعراق للتخلص من أخطار مباشرة قريبة وبعيدة املدى على إسرائيل من الجبهة الشمالية والجبهة الشرقية وي قصد من ذلك مشاركة العراق مع سورية في هذه الجبهة فالوثيقة األولى حول خطة تجزئة وتقسيم سورية والعراق ومعهما لبنان ومصر وهي الدول املحيطة بفلسطين املحتلة كانت قد صدرت في بداية الثمانينيات عن عوديد يينون 4 موظف في الخارجية السرائيلية وجرت متابعتها عملي ا منذ االجتياح السرائيلي للبنان عام 1021. ويثبت هاوزر وزميله في بحثهما الذي يعد وثيقة تفصيلية إسرائيلية لتقسيم وتجزئة سورية والعراق في هذه الظروف أن هذه الخطط بقيت جزءا من مشروع أول رئيس حكومة إسرائيلية عام 1090 وهو ديفيد بن غويون الذي وضع خطة )تحالف إسرائيل مع األقليات( منذ ذلك الوقت. وهذا يعني أن القيادة السرائيلية ال يمكن أن تتوقف عن متابعة هذه املشاريع ضد الدول العربية املجاورة لها منذ العالن عنها بل هي جزء من استراتيجية املحافظة على بقائها والوسيلة التي تسهل لها تحقيق توسع إقليمي الستكمال املشروع الصهيوني االستعماري في املنطقة وتحويله إلى قوة عسكرية في املنطقة لكي تضمن إسرائيل وجودها. أكبر وي الحظ من السجل السرائيلي لتنفيذ هذا املشروع التقسيمي الدائم على جدول العمل السياس ي والعسكري السرائيل ي أن سورية نجحت في عرقلته وإحباطه في مراحل ومحطات تاريخية عديدة حين نجحت هي ومصر في شن حرب مشتركة في تشرين عام 1092 إلى أن انتكست نتائج الحرب وآفاقها باستفراد إسرائيل بمصرفي اتفاقية كامب ديفيد عام 1090 وتعطيل دورها املشترك مع سورية ورغم ذلك تمكنت سوريا أثناء مواجهتها لالجتياح السرائيلي للبنان وتحالف املقاومة الوطنية والسالمية اللبنانية معها على اللبنانية وحافظت أراضيه. من بفعل إحباط األراض ي املخطط السرائيلي لتقسيم لبنان هذه الشراكة على سالمة سيادته ووحدة وفي أعقاب االحتالل األميركي -الغربي للعراق وتغيير دستوره وأسس نظام الحكم فيه بما يخدم تسهيل تنفيذ مخطط تقسيمه تعرضت سورية ألخطر التهديدات األميركية- لا سرائيلية بعد عام 1992 بهدف تقسيمها وتفتيت سيادتها فوق أراضيها ولكنها تجاوزت كل هذه التهديدات وتوافرت لها وللعراق فرص لتعزيزوحدة وسالمة أراض ي الدولتين بعد صمودهما وانتصارهما على املجموعات الرهابية التي اجتاحت أراضيهما منذ عام 1911. أحد يمكن أن يتوقع أن تتراجع إسرائيل ومع ذلك ال وحلفاؤها عن العمل على تقسيم سورية ولبنان والعراق بل ومصر واألردن. كما ال يمكن أن يزال هذا الهدف من جدول ألن أعمال إسرائيل السياس ي والعسكري واالستخباراتي أحدا ال يمكن أن ينكر أن إسرائيل ولدت بقوة االحتالل في ظروف حربين عامليتين انتصر فيهما حلفاء الحركة الصهيونية 4 https://www.globalresearch.ca/greater-israel-the-zionist-plan-for-the-middle-east/5324815
0.1 ثم توسع كيانها السرائيلي عن طريق الحروب التي شنتها على جوارها بعد عدوان حزيران عام 1019 وهي ما تزال تحتل منذ ذلك الوقت الضفة الغربية وتحاصر قطاع غزة وتواصل احتاللها ملرتفعات الجوالن السورية التي حملت عنوان هذا البحث الذي يستنتج بشكل مكشوف أن نجاح إسرائيل في املحافظة على السرائيلية ال يمكن أن يتحقق ضم الجوالن تحت السيادة إال بأحد حلين: إما أن تتنازل عنه سورية مقابل سالم تفرض فيه إسرائيل شروطها أو أن تستمر إسرائيل في العمل على تنفيذ مخطط تقسيم سورية بكل الوسائل املمكنة إلى كيانات مذهبية وأثني ة وقبلية بموجب ما ي بي ن البحث فيتحقق لها عندئذ التخلص من وحدة القدرات السورية السياسية والوطنية والسيادية واالحتفاظ به وتوسيع حدودها على حساب ضم املزيد من األراض ي املتاخمة لحدود الجوالن وهذا الهدف ال يعد نتاجا لرغبة انتقائية بقدر ما هو هدف مصيري إسرائيلي يرتبط ديناميكيا ووظيفيا بوجود إسرائيل نفسه وبقائها في املنطقة. ولذلك تصبح أي تسوية سلمية مع سورية أو لبنان في الجوار حتى لو تضمنت انسحابا إسرائيليا من جزء مما احتلته عام 1019 أو معظم ما احتلته مجرد مرحلة تكتيكية لن تتوقف إسرائيل عن استغاللها من أجل تحقيق الهدف االستراتيجي النهائي وهو تفتيت قدرات وسيادة أراض ي أي دولة مجاورة ومصادرة قرارها املوحد بعد تحويلها إلى كانتونات متنازعة فيما بينها وليس ضد إسرائيل بموجب ما ينص البحث. وبهذا النجاز النهائي والحاسم فقط تعتقد القيادة السرائيلية أنها تضمن حياة وبقاء "دولة إسرائيل" وتستكمل من هذا طريق مشروعها الصهيوني من ناحية استراتيجية واألدلة على ذلك كثيرة: نجحت القيادة السرائيلية في تقسيم وتفتيت منظمة التحريرالفلسطينية بعد اتفاقية أوسلو عام 1002 وفرضت معظم شروطها الالحقة بقوة األمر.1 الواقع على األراض ي املحتلة وتخلت عن غزة لصالح وضعها تحت الحصار وراهنت على تنفيذ خطة إقامة دويلة فلسطينية خارج أراض ي الضفة الغربية والقدس ونشرت املستوطنات في الضفة الغربية والقدس ذلك تمهيدا لضمهما نهائيا فكان اتفاق السالم السرائيلي الفلسطيني مجرد مرحلة تكتيكية على طريق تحقيق الهدف االستراتيجي. نجحت القيادة السرائيلية في فرض نزع سالح شبه جزيرة سيناء بعد االنسحاب منها مقابل السالم مع مصر وفتح قناة السويس وبعد 21 سنة تحولت منطقة سيناء إلى منصة عمليات إرهابية ضد مصر وبهدف إسقاط الحكم حتى لو أدت هذه الحرب الرهابية على مصر من سيناء وتحويل سيناء إلى مشروع دويلة إلى تقسيم مصر منفصلة قرب حدود إسرائيل فمنطقة سيناء لم تتحول إلى جبهة حرب ضد مكثف إسرائيل إلى بل جبهة حرب إرهاب ضد الجيش املصري ومؤسسات الحكم املصرية منذ عام 1911 حتى اآلن. كما أن نشر مراقبين عسكريين من قوات متعددة الجنسيات فيها لم يتم برعاية قرار من األمم املتحدة بل تحت رعاية أميركية غربية. كما فرضت اتفاقية كامب ديفيد تخفيض عدد أفراد الجيش املصري إلى 919 ألفا بشكل قوات نظامية و 199 ألف
19 في االحتياط وال يمكن زيادتها إال بموافقة الطرفين 5 علما أن عدد سكان مصر أصبح 01 مليونا في حين أنه كان في وقت اتفاقية كامب ديفيد 92 مليونا فقط. كما ال يسمح ملصربإدخال آالف الجنود ومعداتهم وطائراتهم ملحاربة إرهاب داعش والقاعدة في سيناء إال بموافقة إسرائيل. وتدرك القيادة السرائيلية أنها قادرة على ابتزاز أي دولة عربية تعقد معها اتفاق سالم عن طريق ممارسة الضغوط عليها في موضوع تطبيع العالقات بشكل علني وموسع أمام الجميع لكي تحرج قادة هذه الدولة أمام جمهورهم الذي تعرف أنه يرفض هذا التطبيع فتنتقص بهذه الطريقة من درجة احترام قادة الدولة وتؤثرسلبا في استقرار سياستها. وتثبت تجارب التسويات التي عقدتها مصر واألردن ومنظمة التحرير الفلسطينية أن جمهور كافة هذه األطراف يرفض ممارسة أي نوع من التطبيع فبعد 20 عاما ما تزال مصرتعيش دوامة هذه الحقيقة وتدفع املسؤولين إلى إليها بحسابات كثيرة في السياسة الخارجية والداخلية. النظر على املستوى العسكري والسياس ي في أدق الظروف التي مرت بها في تلك السنوات إضافة إلى املوقع القليمي الذي تتبوأه في املنطقة في هذه األوقات بينما تسلم إسرائيل بما رفضت التسليم به تجاه سورية أثناء سنوات الحرب التي شهدتها. وهذا ما أجبر نتنياهو على االعتراف به 6 حين قال في 11 تموز املاض ي بعد يوم من عودته من اجتماع مع الرئيس بوتين في موسكو: "ال مشكلة لنا مع األسد ولن نتدخل إذا تمت املحافظة على االتفاقات". وربما يكون املقصود اتفاقية فصل القوات وعودة قوات األندوف إلى منطقة حدود الجوالن. وربما يشير ذلك إلى أن نتنياهو يعرف اآلن أن استحقاق استعادة الجوالن بكل الوسائل القانونية والشرعية والدفاعية املمكنة أصبح على جدول عمل سورية وبدعم من كل من يقف إلى جانب الشرعية الدولية وقرارات األمم املتحدة. وي توق ع أن تدفع أطماع إسرائيل في الجوالن السوري حكومة نتنياهوإلى فرض شروط تعجيزية تشبه شروط شعار "السالم مقابل السالم" وليس السالم مقابل االنسحاب من كامل الجوالن وإعادته دون أي تنازالت سورية تمس سيادة واستقالل القرار السوري الوطني واألمني. وتدرك إسرائيل أكثرمن أ ي وقت مض ى أن سورية بعد صمودها وانتصارها في مواجهة حرب السنوات الثماني تتمتع بقدرة عسكرية متزايدة وتحالفات سياسية أثبتت جدواها 5 https://www.haaretz.com/1.5408311 6 https://www.haaretz.co.il/news/politics/1.6268138?utm_source=app_share&utm_medium=ios_native
سورية - دمشق - مزة فيالت غربية - خلف بناء االتصاالت - شارع تشيلي - بناء الحالق 85 Damascus - syria Tel: +963 116 114 776 Fax: +963 116 114 731 www.dcrs.sy info@ dcrs. sy