جامعة القدس المفتوحة عمادة الد ارسات العليا والبحث العلمي " األدبي " المصطلح الن قدي حتى القرن الخامس الهجر ي أماني اعداد: حسن محمد حمد جامعة القدس المفتوحة )فلسطين( 7 كانون ثاني 9102
جامعة القدس المفتوحة عمادة الد ارسات العليا والبحث العلمي األدبي " المصطلح الن قدي حتى القرن الخامس الهجر ي " أماني اعداد: حسن محمد حمد أ. إش ارف: د. مشهور حب ازي كانون ثاني 9102
جامعة القدس المفتوحة كلية الد ارسات العليا والبحث العلمي األدبي الن قد ي حتى القرن الخامس الهجر ي " " المصطلح أماني اعداد: حسن محمد حمد بإش ارف: أ.د. مشهور حب ازي ق د مت هذه الرسالة استكماال لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير من كلية الد ارسات العليا/ جامعة القدس المفتوحة في برنامج اللغة العربية وآدابها الفصل الد ارسي االول جامعة القدس المفتوحة )فلسطين( كانون ثاني 9102 أ
اإلهداء أهدى ثمرة جهدي المتواضع إلى مدينتي التي ال تنام... إلى أمي إلى ذلك الرجل الذي ال يشبه أحدا ولواله لما وصلت إلى هنا... إلى أبي إلى شريكي في النجاح... إلى زوجي إلى ليلكتي االستثنائية... وحيدتي ارمة إلى بلبلي سمائي... إلى ولدي إلى جا ارت القمر... إلى أخواتي إلى مشرفي األستاذ الدكتور مشهور حب ازي الذي ارفقني طيلة هذه المسيرة المتعبة الجميلة إلى دكتوري النقد األدبي اللذي ن كانا معي في أولى خطواتي األستاذ الدكتور عمر عتيق واألستاذ الدكتور فيصل غوادرة إلى الزميل يوسف الرفاعي إلى كل ما ساعدني في والدة هذا البحث وخروجه إلى النور. إليكم جميعا أهدي هذا البحث المتواضع و
شكر وتقدير الشكر مذهب اإلنسان واإلنسانية لذا أتقدم بجزيل الشكر واالمتنان إلى من مد لي يد العون والمساندة وشكر من األعماق يرفرف من أعماق وجداني.. إلى مشرفي األستاذ الدكتور مشهور حب ازي إلى فرسان المكتبة العربية أخص بالذكر السيد عامر عوض اهلل والسيد إب ارهيم مصطفى والسيد محمود أبو عبيد والسيدة أم عامر أبو قطيش إلى الناقد األستاذ الدكتور عمر عتيق إلى ح ارس اللغة العربية والنقد األدبي إلى محبي ابنة عدنان آملة أن أكون قد قدمت بحثا يليق بالنقد األدبي والمكتبة العربية واهلل ولي التوفيق ز
األدبي حتى القرن الخامس الهجر ي " " المصطلح الن قدي اعداد : أماني حسن محمد حمد بإش ارف: أ.د. مشهور حب ازي 9102 الملخص دار البحث حول مصطلحات النقد األدبي منذ نشأتها حتى القرن الخامس الهجري وبدأت بالحديث عن حال النقد في العصر الجاهلي ثم اإلسالمي ثم األموي ببيئاته الثالثة ثم العباسي ومالمح النقد في كل عصر ونماذج نقدية متتبعة تطور النقد كيف بدأ والى أين وصل حتى القرن الخامس الهجري. في الفصل األول تحدثت عن النقد في العصر الجاهلي حيث كان يعتمد على الذوق فهو الحكم على جودة العمل األدبي أو رداءته دون تقديم تفسير أو تعليل ومن أهم مي ازت النقد في العصر الجاهلي: التعميم وعدم التعليل والجزئية واإليجاز بحيث يتم أحيانا نقد بيت واحد من قصيدة كاملة. أما المبحث الثاني من الفصل األول فقد تحدثت عن النقد في العصر اإلسالمي فكان للنبي صلى اهلل عليه وسلم موقفا محددا من النقد بشكل عام ومن الشعر بشكل خاص ومن التجني أن نتبع من قال أن موقف الرسول عليه الصالة والسالم غير واضح من الشعر فالمتمع ن في موقفه يرى أنه ذم الشعر الذي يجافي روح اإلسالم وتعاليمه ويشعل نار الفتنة ويوقد لهب العصبية القبلية أما الشعر الذي يدافع عن اإلسالم ويلتزم باألخالق الحميدة والصدق فال بأس عليه بل شج عه ولكن ال شك أن بعض الشع ارء قد فتر شعرهم بعد أن وج هوا طاقاتهم إلى نشر الدين والفتوحات وبعضهم اآلخر استمروا في قول الشعر مدافعين عن اإلسالم ومنتصرين له مثل: حس ان بن ثابت. ومن الخلفاء ال ارشدين الذي اهتموا في النقد عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه وكان يفضل زهي ار ومعياره في النقد: خلو الشعر من التعقيد والغموض والصدق. وفي المبحث الثالث كان الحديث عن النقد في العصر األموي حيث كان النقد مقس ما إلى ثالث بيئات وهي: بيئة الحجاز وفيها ارتقى النقد ورقي الذوق واتسع األفق وتعمقت النظرة وأهم شع ارء بيئة الحجاز عمر بن أبي ربيعة وأهم نقاد الحجاز عبد اهلل ابن أبي عتيق وسكينة بنت الحسين. ح
أما بيئة الع ارق وبخاصة في الكوفة والبصرة فكان محورها شع ارء النقائض: جرير واألخطل والفرزدق ومحورها من النقد اللغوي أبو عمر بن العالء واسحق الخضرمي. وفي بيئة الشام كان األدب والنقد ضعيفين قياسا إلى البيئتين السابقتين وأهم شع ارء الشام عد ي بن زيد الر قاعي وأهم ناقد عبد الملك بن مروان. وفي المبحث ال اربع واألخير من الفصل تحدثت عن النقد في العصر العباسي الذي طال الحديث عنه حيث أصبح النقد أكثر نضوجا وتطور تطو ار كبي ار وتحول إلى فن وصناعة وأضيف إليه إضافات كثيرة وترك نقاد هذا العصر ثروة عظيمة تفوق العصور السابقة ومنهم: اآلمدي والقاضي الجرجاني والجاحظ وغيرهم الكثير. أما الفصل الثاني فبدأته بتمهيد تناول مفهوم المصطلح ومعاييره ثم تحدثت عن المصطلحات التي تخص الناقد)المتلقي( والتي استعملها في وصف المبدع والنص: كاالنتحال والتأليف والتثقيف والتحبير والتخييل والترسل... الخ. وجعلت الفصل الثالث في مبحثين تحدثت في األول عن مصطلحات التشكل اللفظي: كاإلبانة واالبتذال واإلعنات واألوابد والحوشي والتنافر والجرس والج ازلة.. الخ وفي الثاني تحدثت عن مصطلحات التشكيل التركيبي: كاالئتالف واالبتداع واالتساع واالستط ارد واالستقصاء واإلشارة واالقتباس واالقتصاد واالقتضاب وغيرها من المصطلحات واتبعت الترتيب الهجائي في ترتيب المصطلحات. وحاولت قدر المستطاع أن أتناول جوانب معينة في حديثي عن كل مصطلح وهي: أول من أنشأه وتطوره وعالقته بالمصطلحات األخرى. ومن خالل حديثي عن تلك المصطلحات اتضح لي أن ا كثير من المصطلحات متداخلة بعضها ببعض وأن بعض المصطلحات تقودنا إلى مصطلحات أخرى ومنها ما توقف عن االستعمال ومنها ما تغي رت مدلوالتها ومنها ما تغيرت معانيها ومنها ما بقيت مستعملة حتى وقتنا الحاضر في النقد الحديث ومنها ما تعددت مسمياتها. ط
The literary criticism from its inception until the fifth Hijri century Prepared by: Amani Hasan Mohamad Hamad Supervised by: Prof. Dr. Mashhour Habbazi 9102 Abstract This researchdealt with the literary criticism from its inception until the fifth Hijri century.the researcher started his work with exploring the state of criticism during the pre- Islamic era, then in the Islamic era and later in the Umayyad era, (including its three environments), to end with the Abbasid era. The research tried to recognize the features of criticism in each era, presenting models of criticism, and tracking the evolution of criticism: how it started, and where it arrived until it reached the fifth Hijri century. In the first chapter, the researcher dealt with the criticism in the pre-islamic era, where it depended on taste, as it is the criterionfor judging the quality of the literary work, without providing any explanation or reason. The most important features of criticism in the pre- Islamic era are generalization, the absence of reasoning, partiality and brevity, since one verse is sometimes criticized of a full poem. As for the second topic of the first chapter, the researcher covered criticism in the Islamic era. The Prophet Mohammad (peace and blessings of God be upon him) had a specific position of criticism in general, and of poetry in particular.it is unfair to agree with those who say that the position of the Prophet (peace and blessings be upon him) towards poetry is unclear.if we look deep into his position, we will find that he defamed the poetry which is contrary to the spirit of Islam and its teachings, and that type of poetry which explodes the fire of agitation, and the flame of tribal anxieties. As for the poetry that defends Islam, and is committed to good morals, honesty, it is considered as fine and should be encouraged. Some poets have lost their enthusiasm towards poetry after they directed their energies to spreading religion and conquests. Others continued to write poetry, supporting and defending Islam, such as the poet Hassan bin Thabit. Of those Righteous Caliphs, who were interested in criticism,was CaliphOmar bin Al- Khattab, (may God bless him), who preferred the poet Zuhair, and his criterion of criticism: was its free of complexity, ambiguity and honesty. In the third topicthe researcher explained that criticism in the Umayyad era was divided into three environments, namely: the environment of the Hijaz,in which criticism and taste enhanced, and its outlookdeepened. The most important poet of Hijaz environment wasomar bin Abi Rabia, and the most important critics of Hijaz were Abdullah bin Abi Atiq and Sakina Bint Al Hussein. As for the environment of Iraq, especially in Kufa and Basra, the centered poets were the contraries poets (AlNaqa id):jarir, Al Akhtal, Al Farazdaq, and the center of linguistic criticism were Abu Omar bin Alaa, and Isaac al-kharadmi. ي
In the environment of Damascus,literature and criticism were weak, compared to the two previous environments. The most important poet of Damascus was Uda iy bin Zaid Al- Raqa'i, and the most important critic was Abdul Malik bin Marwan. In the fourth and final topic of the chapter,the researcher covered criticism in theabbasid era, which has been long talked about,as criticism has become more mature and has developed criticism into a great art and industry with many additions have been added to it. The critics of that era have left a great literary wealth that exceeds the previous eras. Of those critics were Al Qadi Al Jarjani, and Al Jahiz, and many others. The second chapter began with an introduction that identified the concept of the term, its criteria; and then it covered the terms that belongs to the critic (the recipient), which it used in describing the creator and the text: such as plagiarism, composing,education, ratification, envisioning and texting. And the third chapter consisted of two topics; the first isabout the terminology of verbal morphology: such as Al Inabah (deputization), (Al Ibtithal (vulgarity), Al I nat, Alawabd,Al Hushi, Al Tanafur (contradiction) Al Jirs, Al Jazalah (eloquence) etc. The second is about the terms of the structural form: such as thecoalition, creation, shortening and other terms. The researcher adopted the alphabetical arrangement in ordering the terms. As far as possible, the researcher tried to address certain aspects in his explaining each term: who was the firstto create it, its evolution, and its relation to other terms. In his talking about these terms, it became clear to the researcher that many of the terms are intertwined, and that some of the terms lead us to other terms.someof these terms have ceased to be used; some have changed their pedagogy, and some have changed their meanings. Some terms are still used in modern criticism until our present day and some have several names. ك
المقدمة باسم اهلل والحمد هلل والصالة على خير األنام سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد فإن النقد األدبي من المواضيع الشائكة التي يجب أن ت درس بدقة وتعطى حقها في البحث والد ارسة ومن هنا يتوج ب على دارس النقد اإللمام بشيء من تاريخ األدب لما له من أهمية في د ارسة النقد ويجب إد ارك حقيقة أخرى وهي أن النقد لم يكن بمعزل عن األدب وانما يحتل منه موقع القلب إن لم يكن موقع الروح وعليه فإن األدب والنقد متالزمان. وقد وقع اختياري على موضوع النقد األدبي القديم ومصطلحاته حتى أصل إلى العالقة بين النقد القديم والنقد الحديث وماذا أخذ الثاني عن األول وماذا أضاف األول إلى الثاني ألثبت لنفسي ولغيري أن الفضل األول للنقاد القدماء فهم حجارة األساس في عالم النقد وعليه تم بناء النقد الحديث وذلك من خالل الحديث عن النقد وتطوره وتطور المصطلح النقدي إلى حد ما من حيث تغي ر المصطلح أو تغير داللته أو بقائه كما هو. وقد كان مخطط البحث على النحو اآلتي: فقد قسمته إلى ثالثة فصول: الفصل األول كان من نصيب النقد القديم حركة النقد من متتبعة العصر الجاهلي حتى العصر العباسي وقسمته إلى أربعة مباحث تناولت في المبحث األول النقد في العصر الجاهلي وفي المبحث الثاني تحدثت عن النقد في العصر اإلسالمي وفي المبحث الثالث تكلمت عن النقد في العصر األموي متنقلة في بيئات ثالث هي: الحجاز والع ارق والشام وفي المبحث ال اربع تحدثت عن النقد في العصر العباسي وتتبعته من أواخر القرن الثاني الهجري حتى القرن الخامس الهجري ثم تناولت أهم القضايا النقدية في ذلك العصر ومنها الص ارع بين القديم والحديث والخالف حول اللفظ والمعنى واالنتحال في الشعر وما تبعها من سرقات أدبية والموازنة بين الشع ارء وأهم الكتب التي تحدثت عن ذلك. وفي الفصل الثاني تحدثت عن المصطلح من حيث مفهومه ومعاييره ثم حد دت مفهوم المصطلح الذي يخص بحثي وهو المصطلح النقدي ثم تحدثت عن مصطلحات الناقد )المتلقي( وهي المصطلحات التي استعملها الناقد في وصف المبدع سواء أكان ا شاعر أم ناثر ا أو في وصف النص الشعري والنثري وبعض المصطلحات شكلت قضايا نقدية اختلف فيها النقاد القدماء وحاولت أن أرجح األقرب إلى الصواب من وجهة نظري- معل لة بعض الشيء وقد طال الحديث في هذا الفصل حيث أنه جمع وتوضيح لكل المصطلحات النقدية التي أطلقها ل
النقاد عبر أربعة قرون لذلك جاء في مائة صفحة وني ف ولم أستطع إغفال أي مصطلح ظهر في حقبة الدارسة أما الفصل الثالث فقسمته إلى مبحثين وتحدثت في المبحث األول عن مصطلحات التشكيل اللفظي وهو الذي أطلقه النقاد على ما يخص اللفظ المفرد وفي المبحث الثاني تحدثت عن مصطلحات التشكيل التركيبي وقد رتبت تلك المصطلحات ترتيبا ألفبائيا حتى يسهل تناول الموضوع. وفي الخاتمة كتبت ما توصلت إليه من نتائج وبعض التوصيات وآمل من اهلل أن أكون قد وف قت في عرض هذا الموضوع. أما الد ارسات السابقة فقد كانت وبكل صدق كثيرة ولكن منها ما تناول النقد وتطوره وال أستطيع أن أنفي ذكر مصطلحات النقد األدبي ولكن بما يخدم الحديث عن النقد األدبي ككتاب األغاني ألبي الفرج األصفهاني وكتاب العمدة البن رشيق القيرواني وكتاب البيان والتبيين للجاحظ وكتاب الشعر والشع ارء البن قتيبة وغيرها الكثير ومنها ما تناول المصطلحات من حيث المفهوم كالمعاجم كمعجم مصطلحات النقد األدبي القديم ألحمد مطلوب والمصطلح النقدي في الت ارث األدبي العربي لمحمد ع ازم ولكن دون التطرق إلى الجوانب التي هي في صلب موضوعي من حيث: نشأة المصطلح وتطوره أو إذا كان توقف أم بقي مستعمال ومن هنا وجدت صعوبة في الحديث عن بعض المصلحات من تلك الجوانب. واعتمدت في هذا البحث المنهج التكاملي فأخذت من المنهج التاريخي في د ارسة النقد في العصور األدبية وتتبع تطور المصطلح ومن المنهج الوصفي في تعريف المصطلحات وسرد الظواهر األدبية ومن المنهج التحليلي في فهم اآل ارء المختلفة حول المصطلحات النقدية ومقارنتها بعضها ببعض والحصول على تعريف واحد للمصطلح. واهلل ولي التوفيق م
الفصل األول تمهيد- معنى النقد وشروط الناقد. المبحث األول-النقد األدبي في العصر الجاهلي. المبحث الثاني-النقد األدبي في العصر اإلسالمي. المبحث الثالث- النقد األدبي في العصر األموي. المبحث ال اربع- النقد األدبي في العصر العباسي. 41
التمهيد- معنى النقد وشروط الناقد النقد لغة أ( ناقد والمفعول فهو ن ق دا ي نق د نق د م ن قود ونق د الش يء : بي ن حسن ه ورديئه وأظهر عيوبه ومحاسنه. ون ق د الد ر اه م : م ي ز ه ا ن ظ ر ف يه ا ل ي ع ر ف ج ي د ه ا م ن ر د يئ ه ا ونق د صديق ه ماال : أعطاه إي اه الت اج ر ونق د الث من ونق د للتاجر الث من : أعطاه إي اه معج ال نقد ا وال ي بصر الدينار غي ر الناقد : ال يبصر حقيقة األمر إال الخبير به ونق د الن اس : أظهر ما بهم من عيوب و نق د الش ي ء أ و إ ل ي ه ب ن ظ ر ة : اخ ت ل س الن ظ ر إ ل ي ه ونق دته الحي ة : لد غ ت ه ونقد الطائر الحب: لقطه بمنقاره حب ة حب ة. وبذلك يظهر أن المعنى اللغوي يدور حول تمييز الجيد والرديء فالنقد هو تمييز الد ارهم واخ ارج ال ازئف منها ومنه قول الفرزدق. )البسيط( ت نفي يداها الحصى في ك ل هاجرة نف ي الد ارهم تنقا د الص ياريف النقد األدبي اصطالحا: اختلف الدارسون حول تعريف النقد ويمكن تعريفه بأنه : استع ارض القطع األدبية لمعرفة محاسنها من مساوئها. وهو بهذا المعنى ضد التقريظ فالتقريظ.1 مدح الشيء أو الشخص والثناء عليه وهو مأخوذ من قرظ الجلد إذا بالغ في دباغته بالقرظ وهذا المعنى يستعمله بعض الكتاب المحدثين في محاسن النص األدبي ومساوئه. باب النقد والتقريظ والهدف من ذلك ذكر 2. تقدير القطعة الفنية ومعرفة قيمتها ودرجتها في الفن سواء أكانت القطعة أدبا أو تصوي ار أو موسيقا. ينظر: ابن منظور ابو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم لسان العرب. مادة نقد. ينظر: أمين أحمد النقد األدبي مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة مصر 2112 ص 12 وينظر أيضا: الحكيم توفيق فن األدب مكتبة االداب. ص 41.11
3. حكم ومي ازن دقيق يحتاج إلى دستور وقانون يسن ليتم من خالله مقاضاة هذا األثر الفني باالستحسان أو االستهجان. وبذلك أتفق مع أحمد أمين أن النقد األدبي مكون من كلمتين: أدبي منسوب لألدب وفي تعريف األدب أنه التعبير عن الحياة أو بعضها بعبارة جميلة. وفي تعريف النقد أنه تقويم الشيء والحكم عليه بالحسن أو القبح وهذا يعني أن النقد تابع لألدب. شروط الناقد ب- ال بد من توافر شروط عديدة في الناقد وأهمها : 1. أن يكون لديه استعداد فطري أي موهبة فطرية وأن تقوم هذه الموهبة على أساس: حسن الفهم والتذوق وقوة المالحظة. 2. أن يكون على قدر كاف من الثقافة والمعرفة واألخبار واإلحاطة بعلوم اللغة. 3. أن يكون على قدر كبير من المعرفة بأساليب التعبير المختلفة ومعرفة الفروق الدقيقة بينها. 4. أن يكون قاد ار على: التفسير والتحليل والتقدير والتقويم واعطاء العلل لألحكام التي يصدرها أي تعليل هذه األحكام. 5. أن يكون ملما بالدين والفلسفة وعلم االجتماع وعلم النفس...الخ. 6. أن يواكب حركة النقد ويعرف اتجاهاته الجديدة. 7. أن يكون دائم الق ارءة للنصوص االبداعي ة والتصدي لها بالدربة والممارسة. 1. أن يمتلك لغة خاصة وأسلوبا ا مميز. ينظر:أمين أحمد:النقداألدبي.ص 21. ينظر: مصطفى فائق وعلي عبد الرضا في النقد األدبي الحديث منطلقات وتطبيقات ط 1 دار الكتب للطباعة والنشر الموصل 41 1111 ص.14
المبحث ألول : الجاهلي النقد في العصر الجاهلية مصطلح ظهر بعد ظهور اإلسالم وهي الحال التي كانت عليها العرب قبل اإلسالم من الجهل بوحدانية اهلل سبحانه وتعالى ورسوله وش ارئع الد ين وغير ذلك. وهي الحقبة التي سبقت اإلسالم والتي حد دها الجاحظ ب )211-151( سنة قبل البعثة النبوية. 1. مالمح النقد األدبي في العصر الجاهلي وبعض من نماذجه ظهرت في العصر الجاهلي بعض مالمح النقد األدبي التي كانت تنسجم مع طبيعة حياة العرب الجاهليين وقد مارس النقاد نقدهم اعتمادا على: الذوق وسالمة الفطرة وأصالة الملكة بعيدا عن تقديم التعليالت والتفسي ارت. الجاهلي. 9 اتجاهات النقد األدبي في العصر تمث ل النقد األدبي في العصر الجاهلي في ثالثة اتجاهات رئيسة هي : النقد الفني: يهتم بالمعنى واألسلوب من حيث النقد اللغوي: يهتم بحصر األخطاء اللغوية. استحسانه أو استهجانه والربط بين ألفاظه. -1-2 3- النقد العروضي: يهتم بموسيقا الشعر وقوافيه واستخ ارج ما يخالف قواعد علمي العروض والقافية. ومن خالل اط العنا على نماذج من الشعر الجاهلي نجد أنه وصل إلى أعلى مستويات الجودة واالتقان فالمعلقات مثال واضح على جودة الشعر الجاهلي وكذلك الحوليات التي كان أصحابها يتعهدونها بالتهذ يب والتقويم لمدة عام كامل. ينظر: نصر محمد إب ارهيم: النقد األدبي في العصر الجاهلي وصدر اإلسالم. ط: 1 دار الفكر العربي القاهرة 1311 ه ص 13-16. 41 ينظر: لسان العرب مادة: جهل. ينظر: الجداونة حسين: في النقد األدبي القديم عند العرب. ط: 1 عمان: دار اليازوري 2113 ص 34+33
وقد وجدت هذه االتجاهات بشكل رئيس في أسواق العرب في الجاهلية مثل: سوق عكاظ حيث كانت هذه األسواق بمثابة مكان اللتقاء الشع ارء واألدباء فينشدون أشعارهم ويتلقاها السامعون بالنقد والتعليق ومن أبرز هؤالء النقاد: النابغة الذبياني إذ كانت له قبة حم ارء من أدم )جلد( بسوق عكاظ تأتيه الشع ارء فتنشده ويحكم لها أو عليها ومن ذلك قصة حسان بن ثابت عندما قال للنابغة: أنا أشعر منك ومن أبيك وذلك عندما فضل األعشى والخنساء عليه. ومن النماذج النقدية أيضا عندما احتكم علقمة وامرؤ القيس إلى أم جندب زوج امرئ القيس في أيهما أشعر في وصفه الفرس حيث حكمت لعلقمة وفضلت شعره على شعر زوجها امرئ القيس. ففي هذه األحكام كان الذوق الفطري الشخصي هو الدافع األساسي في الحكم على هذا الشاعر أو عليه وبناء على هذا النقد الفطري غير الم ع ل ل ظهرت عند نقاد العصر الجاهلي صور نقد ية عديدة : أهمها ما يتناول اللفظ والصياغة وهذا ما يدل على عدم تمك ن الشاعر من دالالت األلفاظ واظهار -1 األخطاء اللغوية الجزئية. ويظهر ذلك حين عاب طرفة بن العبد على المسي ب بن علس قوله : وقد أتناسى الهم عند احتضاره )الطويل( بناع عليه الص يعرية م كدم إذ أنه استنوق الجمل ألن الصيعرية سمة في عنق الناقة ال في عنق البعير )5(. ينظر: عتيق عبد العزيز: تاريخ النقد األدبي عند العرب. ط 4 بيروت: دار النهضة العربية 1116 ص 21-11 41 ينطر: الجداونة حسين: في النقد األدبي القديم. ص, 35+34 ينظر: إب ارهيم طه تاريخ النقد األدبي عند العرب من العصر الجاهلي إلى القرن ال اربع الهجري بيروت: دار الحكمة ص 17-11 عتيق عبد العزيز مرجع سابق ص.27-21 ص.11 الشجري المرشد باهلل يحيى بن الحسين : اآلمالي. تح: محيي الدين محمد القرشي ط 3 بيروت: عالم الكتب 1113 )5( ينظر: إب ارهيم طه تاريخ لنقد األدبي عند العرب ص 13 وينظر أيضا: عتيق عبد العزيز : مرجع سابق ص 24-22
2- نقد تناول المعاني كقول األعشى: ون ب ئت قيسا ولم أبل ه فجئتك مرتاد ما خبروا كما زعموا خير أهل اليم ن ولوال الذي خبروا لم ترن ففي البيت األول لم يوفق الشاعر ألن عدم اختبار الممدوح يضعف الحكم والزعم في عرف العرب هو الكذب. نقد تناول الصورة الشعرية ومعرفة قدرة الشاعر على أدائها أو عدمه ومن أمثلة ذلك خبر احتكام -3 علقمة بن عبدة وامرئ القيس إلى أم جندب زوج األخير في أيهما أشعر. 4- نقد الغلو في المبالغة باعتبارها تمتنع عقال وعادة ومثال ذلك ما قيل في بيت زهير حين قال) 1 (: )الكامل( وألنت أشجع حين تتجه ال أبطال من ليث أبي أجري فأخذوا عليه أن هذا القول مبالغ فيه وأنه ال يكذب في شعره فكيف جعل الممدوح أقوى من األسد فبرر زهير ذلك أنه فتح مدينة وحده وهذا ما فعله أسدا. 5- الحكم على الشاعر بإصدار أحكام عامة وهذا يدل على تذوق الروح العامة للشعر من خالل االنطباع. الحكم على قصائد محد دة واطالق ألقاب عليها. مثل: البت ارة لحس ان بن ثابت وسمطا الدهر -6 على قصيدتين لعلقمة بن عبدة. 7- كان العرب يعرضون أشعارهم على قريش فما قبلته شاع وما رد ته اختفى. ابن أبي سلمى زهير: الديوان. ص 56. البتارة: قصيدة حسان بن ثابت التي مطلعها: أسألت رسم الدار أم لم تسألي بين الجوابي فالبضي ع فحومل سمطا الدهر: قصيدتان لعلقمة مطلع األولى هو: هل ما علمت وما استودعت مكتوم ومطلع الثانية هو: طحا بك قلب في الحسان طروب بعيد شباب عصر حان مشيب 41
3. مي ازت النقد األدبي في العصر الجاهلي تمي ز النقد األدبي في العصر الجاهلي بعدد من الممي ازت أهمها : 1 -الذاتية والبعد عن الموضوعية حيث تأثر الناقد بذوقه الخاص للشعر وبأهوائه وبعوامل أخرى خارجة عن النص. 2 -الجزئية كان الناقد يحكم على العمل األدبي للشاعر من خالل بيت أو بيتين أو قصيدة واحدة من مجمل شعر الشاعر أي أن ه ال يتتبع الن صوص األدبي ة للشاعر ويبحث في جميع مناحيها وأج ازئها. 3 -عدم التعليل كان الناقد يصدر أحكامه باالستحسان أو االستهجان دون تقديم أسباب إعجابه بالشعر أو عدم إعجابه به. 4 -اإليجاز كان النقاد يصدرون أحكامهم النقدية من خالل عبا ارت موجزة ومرك زة ومن دون شرح أو تفسير لتلك األحكام. 5 -موافقة األع ارف كان الناقد في العصر الجاهلي ي ارعي في أحكامه العرف العربي السائد في القبائل العربية بعامة وقريش بخاصة فما وافق ذلك العرف كان حسنا وجميال وما خالفه كان سيئا وقبيحا. ينظر: الطاهر علي جواد : مقدمة في النقد األدبي. ط 1 المؤسسة العربية للد ارسات والنشر 1171 ص 341-02 344 وينظر أيضا: عتيق عبد العزيز: تاريخ النقد األدبي عند العرب. ص 33 وص.25
6 -الذوق الفطري واالرتجال في األحكام اعتمد الناقد في العصر الجاهلي على ذوقه الفطري وسالمة سليقته حيث لم يكن للنقد مقاييس معل لة بل كان النقد ومضات ذوقية ولمحات شخصية يصدرها الناقد فور سماعه النص الشعري سواء أكان بيت ا أم أكثر. 7 -التعميم في األحكام أصدر بعض النقاد أحكاما ات سمت بالتعميم ومن أمثلة ذلك: أ( إطالق لقب الفحولة على عدد من الشع ارء مع وجود تفاوت في أشعارهم ولكن جل ها تكون ضمن دائرة الجودة. ب( إطالق أسماء على مجاميع شعرية مشهورة مثل: المعل قات والمذهبات. ج( إطالق حكم عام على قصيدة كاملة من خالل نقد لفظ أو معنى أو بيت. 8 -العجز عن تحديد خصائص الجودة وتعليلها كان أكثر نقاد الشعر غير قادرين على بيان خصائص الشعر الجيد وتعليل تلك الخصائص بل لم يكن مطلوبا منهم بيان تلك الخصائص وتعليلها ألن م ن يسمع نقدهم كان بسليقته يفهم أسباب تلك األحكام ويستطيع تعليل ما يسمعه من أحكام. ينظر: الجداونة حسين: حركة النقد األدبي حتى أواخر القرن الثالث هجري. ط 1 دار اليازوري عمان- األردن 04 2113 ص.61+61 ينظر: جداونة حسين: في النقد األدبي القديم عند العرب. ص 51.
المبحث الثاني - اإلسالمي النقد في العصر العصر اإلسالمي أو عصر صدر اإلسالم: هو الحقبة التي بدأت بظهور اإلسالم وانتهت بقيام دولة الخالفة األموي ة على يد الخليفة معاوية بن أبي سفيان رضي اهلل عنه سنة )41 ه(. وهو يشمل دعوة الرسول صلى اهلل عليه وسلم والخلفاء ال ارشدين األربعة أبي بكر الصد يق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عف ان وعلي بن أبي طالب رضي اهلل عنهم جميعا. وم ما ال شك فيه أن النقد يرتبط باألدب ارتباط ا مباشر ا فال بد من معرفة طبيعة الحياة األدبية في العصر اإلسالمي والتي تأثرت ا تأثر واضح ا باإلسالم وبمعجزته الخالدة "القرآن الكريم" لكي نستطيع معرفة طبيعة النقد الذي تشك ل في هذا العصر. 0. طبيعة الحياة األدبي ة ظهر اإلسالم والبالغة العربية في أوجها ومع هذا فقد كانت قاصرة أمام بالغة القرآن الكريم والحديث النبوي الش ريف ووجد في قريش من أسلم لبالغة القرآن عند استماعه له اعت ارف ا ببالغته ثم حسن إسالمه وقوي إيمانه. 9. موقف الرسول )صلى اهلل عليه وسلم( من الشعر والنقد: اتخذ الرسول صلى اهلل عليه وسلم موقف ا واضح ا من األدب بعامة والشعر بخاصة وتمثل موقفه في محورين هما: األول ذم الشعر الذي يجافي روح اإلسالم وتعاليمه ويفر ق كلمة العرب وي شعل روح العصبي ة والفتنة. 00 ينظر: جداونة حسين: في النقد األدبي ص.51 (2) ينظر: عتيق عبد العزيز: تاريخ النقد األدبي ص 42.
والثاني تشجيع الشعر الذي تغلب عليه روح التدي ن ويدافع عن اإلسالم وينتصر للحق ويدعو إلى الفضائل ومكارم األخالق وقد استمد الرسول صلى اهلل عليه وسلم هذا الموقف من القرآن الكريم. وبناء على هذا الموقف النبوي الشريف انقسم الشع ارء إلى فريقين: فريق فتر شعره بعد أن شرح اهلل صدره لإلسالم و ازد فتوره جر اء مشاركته في الجهاد في سبيل اهلل ورفع ارية الد ين الجديد وانشغاله ببالغة األساليب القرآنية ثم توج ه إلى الخطابة التي لجأ إليها الستنهاض همم المسلمين وحث هم على نشر دينهم التوحيدي ونصرة المسلمين والدفاع عنهم. أما الفريق الثاني فقد ظل يقول الشعر دفاعا عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ور د ا على شع ارء قريش الذين كانوا يهجون الرسول صلى اهلل عليه وسلم من أمثال: حسان بن ثابت وكعب بن مالك وعبد اهلل بن رواحة وغيرهم وقد كان لشعرهم تأثير قوي على أعداء الرسول صلى اهلل عليه وسلم واإلسالم ومن أقواله فيهم: "هؤالء النفر أشد على قريش من نضح النبل" وقوله لحسان: "اهجهم )يعني قريشا( فو اهلل ل هجاؤك عليهم أشد من وقع السهام في غلس الظالم. اهجهم ومعك جبريل روح القدس وألق أبا بكر ي عل مك تلك الهنات". ط أر اختالف واضح في عدد الموضوعات التي نظم الشع ارء فيها شعرهم في عصر صدر اإلسالم عم ا كانت عليه في العصر الجاهلي وكذلك الحال في المعاني التي تضمنتها تلك الموضوعات والروح التي شاعت فيها وقد برز من تلك الموضوعات ثالثة هي: المدح والهجاء والفخر. 02 (1) ينظر: المرجع السابق ص 43 1111 ص واب ارهيم مصطفى عبد الرحمن: في النقد األدبي القديم. د ط مكة للطباعة 71-61 واب ارهيم طه أحمد: تاريخ النقد األدبي عند العرب من العصر الجاهلي حتى القرن ال اربع هجري. دار الحكمة- بيروت لبنان ص.21-26 (3) (4) ينظر: عتيق عبد العزيز: تاريخ النقد األدبي عند العرب ص. 44 (2) القيرواني ابن رشيق: العمدة. تح: عفيف نايف حاطوم ط 1 دار صادر- بيروت 2113 ج 22.22/1 ينظر: عتيق عبد العزيز: تاريخ النقد االدبي عند العرب ص 45.
تابع النقاد شعر شع ارء عصر صدر اإلسالم وفق معايير إسالمية وكان أول نقاد الشعر الرسول صلى اهلل عليه وسلم فقد كان خير ناقد للشعر وكان معياره للحكم على الشعر أو له مدى مطابقته للحق أو عدم مطابقته له وظهر ذلك من خالل تعبيره عن مفهوم الشعر فالشعر عنده: كالم مؤل ف فما وافق الحق فهو حسن وما لم يوافقه فال خير فيه. ومن الشع ارء الذين تأثروا ب أري الرسول صلى اهلل عليه وسلم الشاعر حسان بن ثابت الذي ترجم المعيار الذي وضعه الرسول صلى اهلل عليه وسلم للمفاضلة بين الشع ارء وما ينظمونه في قوله: )البسيط( وان أشعر بيت أنت قائله بيت يقال إذا أنشدته- صدقا خالصة القول فيما سبق هي أن النقد في عصر الرسول صلى اهلل عليه وسلم كان نقدا فطري ا مجر د ا عن التعليل لكن معيار ا جديد ا وضع للحكم على العمل األدبي هو مدى مطابقته للحق أي )الص دق( والبعد عن الكذب. 3. النقد في عهد الخلفاء ال ارشدين كان أكثر الخلفاء ال ارشدين تأث ر ا بالشعر ومتابعة له هو الخليفة العادل عمر بن الخط اب رضي اهلل عنه إذ كان ناقدا مهما في ذلك العصر وظل - في إسالمه كما كان في جاهليته - حفي ا بالشعر شديد الش غف به وذلك على الر غم من ثقل أعباء الخالفة واالنشغال بمهامها التي ال تدع 01 ينظر: الجداونة حسين: في النقد األدبي القديم عند العرب ص.56-55 األنصاري حسان بن ثابت: الديوان. تح عبد مهنا ط 2 دار الكتب العلمية بيروت-لبنان 1114 ص 174. (2) ينظر: الجداونة حسين:حركة النقد األدبي حتى أواخر القرن الثالث الهجري. ص.11 (3)
له من وقته ف ارغا فكان: يتمثل بالش عر ويرويه ويستقبل الوفود ويخوض معهم في الحديث عن شعرهم وشع ارئهم وقد قيل عنه: كان من أنقد أهل زمانه للشعر وأنفذهم فيه معرفة. وروي عن عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه أن ه قال لقوم من العرب: أشعر شع ارئكم: م ن لم ي عاظل الكالم ولم يتتب ع حوشيه وفي حديث عمر رضي اهلل عنه - أيض ا أن ه قال البن عباس: أنشدنا لشاعر الشع ارء قال: وم ن هو قال: الذي ال ي عاظل بين القول وال يتتب ع حوشي الكالم قال: وم ن هو قال: زهير ال يعاظل بين القول: أي ال يعق ده وال يوالي بعضه فوق بعض. يظهر من هذا الخبر أن عمر الفاروق رضي اهلل عنه كان يحكم على الشعر بناء على موضوعه والقيم التي يتضم نها ثم أن ه كان يعل ل حكمه فهو جعل زهير ا شاعر الشع ارء لثالثة أسباب هي 1. خلو الشعر من التعقيد والغموض. 2. االبتعاد عن الوحشي والغريب. 3. الص دق وعدم الكذب. : وقد كان عمر رضي اهلل عنه يفض ل الشعر الذي يحوي القيم األخالقية والقيمة األدبية أي الشعر الذي يجمع بين الحذق في الصناعة والصدق في القول وال يحب شعر الهجاء والمفاخ ارت والغزل المادي. وهذا ليس بغريب عن تلك الشخصية التي طالما ات سمت بالعدالة وحب الحق فهذا نهج حياة ي طب قه في كل مناحيها والسيما ما يخص األدب والنقد. 01 ينظر: القيرواني ابن رشيق: العمدة 24/1 وينظر ايضا السوافيري كامل: د ارسات في النقد األدبي. ط 1 مكتبة الوعى العربية (2) اللسان: مادة عظل. 1171 ص.17 ينظر: إب ارهيم مصطفى عبد الرحمن: في النقد االدبي القديم ص 15. 15-71 (3) ينظر: عتيق عبد العزيز: تاريخ النقد األدبي عند العرب ص 67-65.
المبحث الثالث - النقد في العصر األموي 132 امتد حكم الخالفة األموي ة اإلسالمي ة تسعة عقود وني ف ما بين سنتي )41 و ه( فكانت ثاني خالفة إسالمية وأكبر دولة في تاريخ اإلسالم وكان بنو أمية أول األسر المسلمة الحاكمة دمشق وات خذوا عاصمة لدولتهم وبلغت الدولة األموية ذروة اتساعها في عهد الخليفة العاشر هشام بن عبد الملك إذ امتدت حدودها من أط ارف الصين شرقا حتى جنوب فرنسا غربا وتمكنت من فتح إفريقية شمال واألندلس والسند (1) وما و ارء النهر. لقد شهد األدب في العصر األموي ازدهار ا كبير ا حيث خطا خطوات بارزة نحو التطو ر واالرتقاء وتنو عت موضوعاته وظهرت حركة نقدية نشطة وهذا يعود إلى عوامل عدة أهمها : 1. اهتمام الخلفاء األمويين بالشعر وتشجيعهم إي اه وبخاصة في بالد الشام مقر الخالفة األموية. 2. الص ارع السياسي الذي ظهر منذ بداية الخالفة األموي ة حيث نافست بني أمية على الخالفة والحكم جماعات عد ة ومنها: الخوارج والشيعة والزبيريون وغيرهم كما عادت المفاخرة بين القبائل بشكل واضح. 3. استق ارر العرب في األقطار المفتوحة وتأثرهم بالحضا ارت األجنبي ة. 4. المنافسة بين الشع ارء حيث إن الشعر في هذا العصر أصبح صناعة يتكس ب بها بعض الشع ارء. وبهذا عد العصر األموي من أخصب العصور في تاريخ األدب العربي بتعد د ألوانه ومجاالته. وقد انعكس تطور األدب في العصر األموي في بيئاته الثالثة الشام والع ارق والحجاز على النقد األدبي الذي نما في تلك البيئات وتطو ر ويظهر ذلك من خالل اآلتي: 01 (1) ينظر: غريب جورج: عصر بني أمية نماذع شعرية محللة. د.ط دار الثقافة بيروت- لبنان د.ت ص ينظر: الجداونة حسين: حركة النقد األدبي حتى أواخر القرن الثالث هجري ص. 2.117 (2)
0- بيئة الحجاز كانت بيئة الحجاز في العصر األموي عبارة عن مزيج من الحضارة العربي ة والحضا ارت األخرى وبالتالي فهي بيئة جديدة اختفت منها قيم الجاهلية القديمة وحل ت مكانها قيم أخرى جديدة تصقل النفوس وترهف الحس. وأثرت هذه البيئة في موضوعات الشعر فقد انتقلت موضوعاته من: الهجاء والمديح والمفاخ ارت إلى الغزل الحضري وكان عميد هذا الغرض الشعري )أي الغزل( وفارسه هو عمر بن أبي ربيعة فهو أول من حمل ارية هذا النوع من الشعر وكانت له مكانة كبيرة عند شع ارء العرب وبه أقر ت العرب لقريش بالشاعرية ثم سار على دربه كثير من الشع ارء الذين ظهروا في عصر بني أمية والعصر العباسي الحقا. حركة النقد في الحجاز رقي نهض النقد األدبي في بالد الحجاز بنهوض الشعر واتسم هذا النقد بسمات عديدة من أهمها: الذوق واتساع األفق ودقة النظرة وااللتفات إلى بعض الجوانب التي لم يلتفت إليها النقاد من قبل. وبذلك فإن بذرة النقد التي غرست في العصر الجاهلي وس ق ي ت في عصر صدر اإلسالم فاهتزت وشق ت األرض استطاعت أن تنمو وتترعرع في عصر بني أمية سمات النقد في بيئة الحجاز اتسم النقد في البيئة الحجازية بسمات عديدة أهمها: 1. نقد الشع ارء بعضهم بعض ا:. (1) األصفاني أبو الفرج علي بن حسين: األغاني. تح إحسان عباس ط 3 دار صادر-بيروت 71/1. 2111 01 (2) ينظر: عتيق عبد العزيز: تاريخ النقد األدبي عند العرب. ص 116+113.
ارء الشع أكثر وكان الشعر بنقد النقاد الهتمام إضافة وذلك بعضا بعضهم شعر بنقد ارء الشع اهتم ارء الشع انقسم الذي ربيعة أبي بن عمر الشاعر أمي ة بني عصر في ارء الشع زمالئه الهتمام مثار ا وهم: غيره على بالتفوق له ومقر لغزله مؤيد األول قسمين إلى فيه والفرزدق رباح بن نصيب بثينة. وجميل وجرير لعبد جرير وقال والنسيب الغزل باب في ارء الشع أحسن بأنه ربيعة أبي البن حكما والفرزدق فجرير وان النسيب يعجبكم المدينة أهل يا "إنكم شعره: من يسمعه أن منه طلب حين ذلك في أسلم بن اهلل ربيعة" أبي ابن يعني: المخزومي الناس أنسب. النقاد هؤالء ومن المسلمين من الناشئة على السلبية آلثاره غزله على وساخط معارض والثاني الذي األنصاري المقو م وأبو الغزل في اإلباحية عمر على عاب الذي الزبير بن اهلل عبد ارء: والشع ربيعة" أبي ابن بشعر عصي كما بشيء اهلل ع صي "ما ربيعة: أبي بن عمر شعر في قال. دخل "ما فقال: ربيعة أبي بن عمر شعر من المسلمات الفتيات أخالق على جريج ابن خشي وقد ربيعة" أبي ابن شعر م ن عليهن أضر شيء حجالهن في العواتق على عروة بن هشام خاف كما شعر فتياتكم و وا ت ر "ال فقال: الفاحشة في ربيعة أبي بن عمر شعر يسمعن اللواتي الفتيات تقع أن ا" تورط الزنا في يتورطن ال ربيعة أبي بن عمر )5(. أمية بني عصر ارء شع بعض لصالح النقاد من عدد من معل لة وغير عامة نقدية أحكام وظهرت الشاعر لصالح الحكم ذلك: ومن الجاهلي والعصر اإلسالم صدر عصر نقاد إلى أقرب بذلك فكانوا والجاهلية اإلسالم أهل وأشعر اإلسالم أهل أشعر بأن ه وصف إذ بثينة( )جميل معم ر بن جميل 61/1 األغاني. الفرج: أبو األصفهاني ينظر: ينظر:عتيق عبدالعزيز:تاريخالنقداألدبيعندالعرب.ص 441. 142/7 األغاني. الفرج: أبو األصفهاني 01 (1) (2) األغاني. الفرج: أبو األصفهاني 16/1 (3) السابق: المصدر 61/1 (4) ) 5)
وأشعر الناس. كما حكم للشاعر نصيب بن رباح بأنه أنسب الناس )أي أكثرهم نظما في النسيب ) وأن ه أشعر أهل جلدته )أي أشعر أهل السودان( 2. نقد غير الشع ارء للشع ارء:. خير ما يمثل النقاد من غير الشع ارء في ذلك العصر هو محمد بن أبي عتيق وسكينة بنت الحسين فقد خاضا في بعض القضايا النقدية المهمة وذلك على النحو اآلتي: نقد أ( ابن أبي عتيق: ابن أبي عتيق هو عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق بن أبي قحافة القرشي التميمي )ت 53 ه( كان ناقدا نزيها بن اء يسعى إلى التصحيح والتوجيه وأكثر ما بقي من آ ارئه في شعر عمر بن أبي ربيعة فعلى الرغم من الصداقة التي جمعت بينهما وعلى الرغم من إعجابه بشعر عمر بن أبي ربيعة إال أنه في نقده لشعره كان يأخذ عليه مآخذ عديدة ومن ذلك: كان يرى أن 1- عمر بن أبي ربيعة مفتون متغز ل بنفسه وهذا مناف لطبيعة الغزل فالم أرة هي محور هذا الغزل بمعنى أن عمر في شعره كان يرخ ص عواطف الم أرة ويستهين بها ويصو ر (1) النسيب:هوالكالمحلواأللفاظ سهلالمعاني وهومنأغراضالشعرالعربي. ينظر: المصدر السابق 217 1/ (2) (3) صحابي ابن صحابي كان اسمه في الجاهلية عبد الكعبة فجعله الرسول صلى اهلل عليه وسلم عبد الرحمن وكان من أشجع قريش وأرماهم بسهم حضر اليمامة وشهد غزو إفريقية. وحضر وقعة الجمل ودخل مصر. وكان شاع ار له في الجاهلية غزل بليلى بنت الجودي الغسانية )وكان أبوها أمير دمشق قبل اإلسالم وقدم عبد الرحمن الشام في تجارة فرآها فأحبها وهام بها( ثم تزوجها بعد فتح الشام ولما أ ارد معاوية أخذ البيعة البنه يزيد كان عبد الرحمن حاض ار فقال: "أهرقلية كلما مات قيصر كان قيصر مكانه ال نفعل واهلل أبداع" فبعث إليه معاوية بمئة ألف درهم فرد ها وخرج إلى مكة و مات فيها قبل أن تتم البيعة ليزيد وله في كتب الحديث ثمانية أحاديث ينظر: الزركلي خير الدين: األعالم دار العلم للماليين ط 2112 15.312+311/3 01 (4) ينظر: عتيق عبد العزيز: تاريخ النقد األدبي عند العرب ص 117 وينظر أيضا: ينظر: عتيق عبد العزيز: ابن أبي عتيق ناقد الحجاز أخباره ونقده. 1172 ص 7 وينظر أيضا: المبرد محمد بن يزيد: الكامل في اللغة واألدب. تح: عبد الحميد هنداوي القاهرة دار الفكر العربي.251/2 ه 1417
ع نفسه على أن ه المطلوب المتمنع وهي )الم أرة( الطالبة ال اركضة و ارءه وهذا معاكس تماما لمبدأ الغزل والحب. ومن شعره الذي يجعل فيه نفسه معشوقا ال عاشقا قوله : )الر مل( قالت الكبرى: أتعرفن الفتى قالت الوسطى: نعم هذا عمر قالت الصغرى وقد تي م ت ها قد عرفناه وهل يخفى القمر فقال له ابن أبي عتيق: "أنت لم تنسب بها وانما نسبت بنفسك وكان ينبغي أن تقول: قلت لها فقالت لي: فوضعت خدي فوطئت عليه". واتفاقا مع ابن أبي عتيق أخذ عليه ك ثي ر عز ة قوله : )المنسرح( ثم اسبطر ت تشتد في أثري تسأل أهل الط واف عن عمر إن ه لم يتشب ب بالم أرة لكنه يدعها ويتشبب في نفسه وقال له: " واهلل لو قلت هذا في هر ة أهلك ما عداع أردت أن تنسب بها فنسبت في نفسك أهكذا يقال للم أرة ع إنما توصف بالخ ف ر وأنها مطلوبة ممتنعة". ينظر: األصفهاني أبو الفرج: األغاني. 22 15/1 (1) األصفهاني أبو الفرج: األغاني. 15/1 (2) (3) ابن أبي ربيعة: الديوان. قدمه ووضع هوامشه وفهارسه: فايز محمد دار الكتاب العربي بيروت 1116 ص 111 من الشعر المنسوب إليه حسب الديوان. (4) المبرد: الكامل. 176/2
ج ج ع ع معايير النقد عند ابن أبي عتيق الشعر الجيد عند محمد بن أبي عتيق هو: الشعر الذي رق معناه ولطف مدخله وسهل مخرجه ومت ن حشوه وتعط فت حواشيه وأنارت معانيه وأعرب عن حاجته كما أن ابن أبي عتيق كان يعل ل أحكامه التي يصدرها على شعر الشع ارء الذين ينقد شعرهم. بناء على المعايير السابقة التي اعتمدها ابن أبي عتيق في الحكم على الشعر أو له فقد عاب على الشاعر كثي ر عز ة أن كالمه كالم مكافئ وليس كالم عاشق في قوله : )الطويل( ولست ب ارض من خليل بنائل قليل وال أرضى له بقليل وفض ل ابن أبي عتيق عمر بن أبي ربيعة على كثي ر عز ة ألن ه أصدق وأقنع حيث قال )الخفيف( : ليت حل ي كلحلة العين منها وكثير منها القليل المهن ا وقول ابن قيس الرقيات : رق ي بعيشكم ال تهجرينا ومن ينا المنى ثم امطلينا ينظر: األصفهاني أبو الفرج: األغاني 63/5 المرجع السابق: 63+62/5 24 (1) (2) ينظر: العقاد عباس: شاعر الغزل عمر بن أبي ربيعة. القاهرة مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة 2113 ص وينظر أيضا: عتيق عبد العزيز: تاريخ النقد األدبي عند العرب ص األصفهاني أبو الفرج: األغاني 25.126 63/5 (3) (4)
وأخذ ابن أبي عتيق على عبيد اهلل بن قيس الرقيات في قوله : )الطويل( تقد ت بي الشهباء نحو ابن جعفر سواء عليها ليلها ونهارها فقد سم ى ابن ابي عتيق هذا البيت ب "فارس العمياء" وعندما سأله عن سبب تسميته بهذا االسم أجابه: أنت أسميت نفسك حين قلت: "سواء عليها ليلها ونهارها" فما يستوي الليل والنهار إال على عمياء فأجابه: إن ي عنيت التعب فقال: بيتك هذا يحتاج إلى م ن يترجمه. وعاب ابن أبي عتيق على الشع ارء جهلهم بأحوال المحبين وما يستحسنه المحب وما ال يستحسنه من طبائع النساء مثل قول كثي ر عز ة : )الطويل( أبائنة س عدى نعم ستبين كما أنبت من حبل القرين قرين حتى بلغ قوله: وأخلفن ميعادي وخن أمانتي وليس لمن خان األمانة دين فقال له ابن أبي عتيق: أعلى األمانة تبعتهاع أي أن الم أرة ت حب أن ت وصف بالبخل والتدل ل والت منع ال باألمانة والوفاء فهي محبوبة ال تاجرة. و أرى ابن أبي عتيق أن عبيد اهلل بن قيس الرقيات كان أفضل من كثي ر وأعلم بأحوال محبوبته حين قال : )المديد( حب ذاك الدلع والغنج والتي في عينها دعج (1) المرجع السابق 53/5 األصفهاني أبو الفرج: األغاني. المرجع السابق/ 65 21/5 (2) (3) األصفهاني أبو الفرج: األغاني. 66/5 (4) 20
كما أخذ محمد بن أبي عتيق على بعض الشع ارء المبالغة في المعنى إذ أرى أن ها تبعد الشعر عن الصدق وتقر به من الكذب وكل هذا سرده بأسلوب فكاهي تغلب عليه روح الفكاهة والدعابة ومثال ذلك أنشده نصيب بن رباح قائال : )الطويل( وكدت ولم أخلق من الطير إن بدا لها سنا بارق نحو الحجاز أطير فقال له: "يا ابن آدم قل غاق فإنك تطير يعني أنك غ ارب أسود وهنا مبالغة بل شطحات خيال. ب-سكينة بنت الحسين الناقدة هي سكينة بنت الحسين بنت علي بن أبي طالب رضي اهلل عنهم سيدة نساء عصرها ناقدة وأديبة وصاحبة مجلس أدبي وع رفت بذوقها األدبي وكان الشع ارء يذهبون إلى مجلسها األدبي ويتحاكمون إليها توفيت سنة ) 117 ه( ومن صور نقدها للشع ارء: عندما سمعت قول نصيب )5( : -1 )الطويل( أهيم بدعد ما حييت فإن أمت فواحزني من ذا يهيم بها بعدي عابت عليه أن ه صرف اهتمامه إلى م ن سيعشقها بعده وقالت له األفضل أن تقول: أهيم بدعد ما حييت فإن أمت فال ص ل ح ت دعد لذي خل ة بعدي نصيب بن رباح: الديوان. تح: داود سالم مطبعة اإلرشاد بغداد 1167 ص 11. (1) األصفهاني أبو الفرج: األغاني. 237/1 ينظر أيضا: عتيق عبد العزيز: تاريخ النقد األدبي عند اعرب 144+143. نصيب بن رباح: الديوان ص 14. 22 (2) (3) (4) الجداونة حسين: في النقد األدبي القديم. ص 71 الصفدي صالح الدين: الوافي بالوفيات. تح أحمد األرناؤوط ط 1 دار إحياء الت ارث العربي-بيروت 112/15 (5)
2- وعندما أنشد األحوص األنصاري قوله: )الكامل( م ن عاشقين تواعدا وت ارسال ليال إذا نجم الث ريا حل قا باتا بأنعم ليلة وألذ ها حتى إذا وضح الصباح تفر قا فقالت له: كان من األولى أن تقول: تعانقا بدل تفرقا. 3. المفاضالت بين الشع ارء من أهم مالمح النقد في العصر األموي المفاضلة أو الموازنة بين الشع ارء وهذا النوع لم يلتفت إليه النقاد من قبل فقد تطرق النقاد في الموازنات الشعرية إلى الصدق الشعري في المعنى والعاطفة أو إلى الشعر الذي يصدر عن العقل والمنطق والشعر الذي يصدر عن القلب والعاطفة وتفضيل أحدهما على اآلخر. ومن المفاضالت ما جاء عاما غير مسب ب كتفضيل كثير لجميل على نفسه واتخاذه إماما له في الشعر زيد. : 4. عدم المشاكلة أو عدم الجمع بين الشيء وما يناسبه )م ارعاة النظير( ومثال ذلك قول الكميت بن )البسيط( وقد أرينا بها حور ا منع مة بيض ا تكامل فيها الد ل والش ن ب الصفدي صالح الدين: الوافي بالوفيات. 114/15 األسدي الكميت بن زيد: الديوان. تح:محمد نبيل طريفي ط 1 دار صادر- بيروت 2111 ص 36. 21 (1) (2) المرجع السابق ص 154-151 (3)
فبدأ نصيب يعد ويحصي أخطاء الكميت وقال له: هال قلت كما قال ذو الر مة: )البسيط( لمياء في شفتيها حو ة لعس وفي الل ثات وفي أنيابها شن ب 4. السرقات الشعرية على الر غم من أن مرحلة النقد األدبي هنا ما ازلت مبكرة إال أن ها شهدت بدايات ظهور السرقات الشعرية وأخذ الشع ارء بعضهم عن بعض ومثال ذلك قول مولى ابن أبي ربيعة لمولى الحارث: "واهلل ما يحسن موالك في شعر إال نسب إلى موالي". وكذلك قصة الفرزدق وجرير حين سرقا بيتين لجميل بثينة إذ قال كل واحد منهما بيتا وقد كشف االثنان 5. الم ازوجة بين ج ازلة البداوة ورق ة الحضارة:. أخذ النقاد على بعض شع ارء عصر بني أمية استخدامهم أساليب ازوجوا فيها بين ج ازلة ألفاظ البدو ورقة ألفاظ الحضارة في التعبير عن معانيهم ومن ذلك قول جميل بن معم ر : )الطويل( أال أي ها الن وام ويحكم هب وا أسائلكم هل يقتل الرجل الحب ثانيا - بيئة الع ارق قبل أن أتحدث عن النقد في الع ارق أريد أن أشير إلى نوعين من الشعر ظه ار في هذه البيئة هما: الشعر السياسي وخير م ن يمث له الكميت بن زيد وقد التزم الشع ارء السياسيون بوجهة نظر أح ازبهم األصفهاني أبو الفرج: األغاني. 333/1 211/3 جميل بثينة: الديوان. دار بيروت للطباعة والنشر 1112 ص 62. 21 (1) (2) األصفهاني أبو الفرج: األغاني. المرجع السابق /1 71 253/1 (3) (4)
فأعلنوا تأييدهم لها ودافعوا عنها بكل ما استطاعوا. والشعر القبلي الذي يذكرنا بالشعر الجاهلي في بواعثه وأغ ارضه وخير م ن يمثله شع ارء النقائض )جرير واألخطل والفرزدق(. من هنا نجد أن هذه البيئة كانت بيئة خصبة بالشعر والشع ارء ومليئة ببواعث جديدة لقول الشعر من: عصبيات قبلي ة وص ارع سياسي فمن الطبيعي أن ينخرط أولئك الفحول في معترك السياسة وكان الهجاء من الفنون الشائعة وقتها وذلك نتيجة الوضع السياسي وتبع هذا الخصب الشعري في بيئة الع ارق حركة نقدية ناهضة 0 -النقد في الع ارق. كان أول ما يذكر اسم الع ارق في العصر األموي يتبادر إلى الذهن األدبي والعلم ذكر مدينتي الكوفة والبصرة باعتبارهما مركزي الثقافة والحضارة وهما مدينتان انشأهما الخليفة عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه ليكونا معسكرين للعرب ما بين الصح ارء ودجلة والف ارت فكانت البصرة أم الشعر واألدب والكوفة أم العلم والعقل وبسبب النشاط األدبي نشط النقد وكان من مظاهر نشاط النقد األدبي ما يلي : 1. عقدت له المجالس العامة والخاصة في األسواق والمساجد وقصور األم ارء وكانت أشهر األسواق سوق مربد الذي كان بمثابة سوق عكاظ في الجاهلية. 2. اهتم بنقد الشعر الع ارقي في العصر األموي طوائف كثيرة وكانت متفاوتة في ثقافتها بخاصة ومتباينة في أذواقها. الجداونة حسين: حركة النقد األدبي حتى أواخر القرن الثالث هجري ص 131-137 21 (1) عتيق عبد العزيز تاريخ النقد األدبي عند العرب ص 152. الجداونة حسين: في النقد األدبي القديم عند العرب. ص 15 (3)
3. امتاز النقد بطابع عام اعتمد على المفاضلة بين الشع ارء بوجه عام وبين الفحول منهم مثل: جرير واألخطل والفرزدق فاتفق النقاد على أن هم أشعر العرب ولكنهم اختلفوا فيمن كان أشعرهم وأحقهم بالتفضيل. وقد تباينت اآل ارء حول ذلك فمنهم م ن كان يميل لج ازلة األلفاظ فيفضل الفرزدق ومنهم م ن كان يميل إلى سهوله األلفاظ فيفضل جرير ا )أي أن جرير ا والفرزدق( كانا متساويين ومفضلين على األخطل وكان معيار تفو ق الشع ارء عندهم هو إتقان فن الهجاء 9 -صور النقد في بيئة الع ارق. الرواة والنقد أ( كان من أهم رواة العصر األموي حم اد ال اروية الذي كان يفض ل جرير ا على صاحبيه األخطل والفرزدق كما كان يفض ل كال من جرير والفرزدق على األخطل في بعض شعره حيث قال: "كان جرير ميدان الشعر من لم ي جر فيه ولم يرو شيئا وكان من هاجى جري ار فغلبه جرير أرجح عندهم ممن هاجى شاعر ا آخر غير جرير فغلب". إضافة إلى آ ارء أخرى عديدة منها ما تفضل األخطل تفضيال تاما ومنها ما تفضل الفرزدق وجري ار على صاحبه في بعض شعره أو تفضيال لجرير في الهجاء والنسيب وحسن التشبيه. أيا كانت هذه األحكام فجميعها أحكام عامة غير معللة عائدة إلى الذوق الفطري التأثري شبيه بما كانت عليه في الجاهلية )5(. األصفهاني أبو الفرج األغاني ج: 1 ص 211-216 21 (1) الجداونة حسين حركة النقد األدبي عند العرب. ص 143 (2) األصفهاني أبو الفرج: األغاني. 1/1 (3) (4) (5) ينظر: عتيق عبد العزيز تاريخ النقد األدبي عند العرب ص ينظر: عتيق عبد العزيز: تاريخ النقد األدبي عند العرب ص 162-155 166
ب( الشع ارء والنقد ظهر في عصر بني أمية نقد الشع ارء بعضهم لبعض وأكثر م ن صدر عنهم هذا النقد هم فحول شع ارء ذلك العصر وهم: جرير والفرزدق واألخطل فمنهم م ن قصر نقده على معاصريه ومنهم م ن امتد إلى شع ارء العصر الجاهلي. وقال الفرزدق في هذا المقام: "إ ن ي واي اه يعني جرير ا-لنغترف من بحر واحد وتضطرب دالؤه عند طول النهر" إليها. واألخطل عند الفرزدق هو أمدح العرب. وأما جرير فقد أرى أن أشعر الناس في الجاهلية هو زهير وفي اإلسالم: الفرزدق واألخطل حيث يجيد كل منها صفة الملوك ويصيب نعت الخمر. وقد قال عن نفسه: إن ه مدينة الشعر التي يخرج ثم عاد وقال: إن ه نحر الشعر نحر ا أي أنه تفن ن في ضروب الشعر فهو أجاد في كل فنون الشعر فيما اقتصر كل من الفرزدق واألخطل على اإلجادة في موضوع واحد )5( ع-ومن صور النقد األخرى :. 1. النقد الجزئي: وهو المفاضلة بين المعاني الجزئية مثل: المفاضلة بين شاعرين في أحد معاني المدح فبعدما كان عبد الملك بن مروان رضي اهلل عنه يفضل بيت كثي ر وهو قوله )6( : )الطويل( فما تركوها عنوة من مود ة ولكن بحد المشرفي في استقالها األصفهاني أبو الفرج: األغاني. 21 1/1 (1) ينظر المرجع السابق. 1 /1 (2) المرجع السابق 54+41/1 (3) المرجع السابق: 92+95/8 (4) (5) عتيق عبد العزيز: تاريخ النقد األدبي عند العرب. ص 111-171 ديوانه. ص 11 (6) كثير.
أصبح يفضل عليه قول األخطل : )الطويل( أهل وا من الشهر الح ارم فأصبحوا موالي ملك ال طريف وال غ ص ب 2. نقد الشعر لذاته بغض النظر عن قائله أو عن عقيدته. 3. بيان أثر التشبيه وقيمته عد النقاد التشبيه من جيد الكالم ومن ذلك قول جرير لما سمع عدي بن الرقاع ينشد: )الكامل( ت زجي أغن كأن إبرة روقه قال له: "أي شيء ت اره يناسب هذا تشبيها فقال جرير: )الكامل( قلم أصاب من الد واة مدادها فما رجع الجواب حتى قال عدي: "قلم أصاب من الدواة مدادها " قلت لجرير: ويحكع لكأن سمعك مخبوء في فؤادهع قال جرير: اسكتع شغلني سبك التشبيه فعد اه من جيد الكالم عن جيد الكالم ". فجرير والفرزدق يدركان قيمة. 4.المقارنه في الجودة بين البيتين في موضوع واحد وفي هذا المقام استشهد بعض النقاد ببيت لجرير وآخر لألخطل "حين سأل معاوية بن أبي سفيان وعمرو ابن العالء محمد بن سال م: أي البيتين أجود األخطل : الديوان.تح: مهدي محمد ناصر الدين ط 2 دار الكتب العلمية بيروت 1114 ص. 21 األندلسي أحمد بن محمد بن عبد ربه: العقد الفريد. تح عبد المجيد الترحيني ط 1 دار الكتب العلمية-لبنان 163+162/6 1113 21 (1) ينظر األصفهاني أبو الفرج: األغاني. 233/1 (2) (3)
قول جرير: )الوافر( ألستم خير من ركب المطايا وأندى العالمين بطون ارح أم قول األخطل : )البسيط( شمس العداوة حتى يستقاد لهم وأعلم الناس أحالما إذا قدروا فقال ابن سالم: "بيت جرير: أحلى وأيسر وبيت األخطل: أجزل وأرزن فقال معاوية: صدقت" 5.السرقات الشعرية في بيئة الع ارق: تردد الحديث في العصر األموي عن أخذ الشع ارء بعضهم عن بعض أو ما س م ي بالس رقات الشعري ة ومن األمثلة على هذا ما كان يأخذه كثي ر والفرزدق من شعر جميل. والفرزدق هو أكثر شع ارء عصره أخذا منهم ومغتصبا لشعرهم ودليل ذلك ما رواه الري اشي حيث قال: "كان الفرزدق مهيبا تخافه الشع ارء" فمر يوما بالش مردل وهو ينشد قصيدته حتى بلغ إلى قوله: )الطويل( وما بين من لم ي ع ط سمع ا وطاعة وبين تميم غير حز الحالقم 211/1 األخطل: الديوان. ص 116. (1) األصفهاني أبو الفرج: األغاني. ينظر المرجع السابق 253 /1 (3) المرجع السابق 221/21 (4) 12
قال له الفرزدق: واهلل يا شمردل لتتركن هذا البيت أو لتتركن عرضك. فقال: خذه ال بارك اهلل فيه. فأخذه وجعله في قصيدة له والتي أولها: )الطويل( تح ن بزو ارء المدينة ناقتي حن ين عجول تبتغي البو ارئم وكان الفرزدق يقول: خير السرقة ما ال يجب فيه القطع" يعني سرقة الشعر. 6. التشريع ويسمى التوشيح والتوأم وهو بناء البيت على قافيتين يصح المعنى عند الوقوف على كل منهما. ويشترط في هذا النوع أن يبني الشاعر بيته على وزنين من أو ازن القريض وقافيتين فإذا أ سقط جزء من أج ازء البيت أو جزآن صار ذلك البيت من وزن آخر غير األول. ومن الشع ارء الذين تطر قوا إلى هذا النوع األخطل بشهادة من سلمة بن عياش حيث كان يقول إذا ذكر األخطل: "وم ن مثل األخطل وله في كل بيت شعر بيتان " )5( ثم ينشد: )الكامل( لقد علمت إذا الرياح تناوحت ه وع الر ئال ت ك ب ه ن ش ماال أن ا ن ع ج ل بالع بيط لضيفنا )6( قبل العيال ونضرب األبطاال 14 (1) األصفهاني أبو الفرج: االغاني..251+215/13 عتيق عبد العزيز: علم البديع. دار النهضة- بيروت 1115 ص 241 (2) (3) السبكي بهاء الدين: عروس األف ارح في شرح تلخيص المفتاح. تح عبد الحميد هنداوي ط 1 المكتبة العصرية بيروت 316/2 2113 الحموي تقي الدين أبو بكر: خ ازنة األدب وغاية األرب 266/1 (4) (5) األصفهاني أبو الفرج: األغاني 214+213/1 (6) األخطل: الديوان. ص 246 العشار: مفردها عش ارء و هي الناقة التي مضى على حملها عشرة أشهر ترو حت: عادت إلى مبركها الهدج: سير النعام الرئال: اوالد النعام العبيط : اللحم الطازج الطري المقطع للشواء.
ثم يقول لو قال فقط : )مجزوء الكامل( ولقد علمت إذا العشا ر ت روحت هدع الرئال لكان أيضا شعر ا وما ازده كان كذلك شعر ا. 7. طول القصيد وقصره ومن أمثلة ذلك تفضيل األخطل ألنه كان أكثر الشع ارء عدد طوال جياد ليس فيها سقط وال فحش وأشدهم تهذيبا للشعر. النحاة والنقد: حين تأملت مسيرة النقد في العصر األموي وجدت أن هناك نقدين نقد فطري قائم على الطبع والسليقة وهو نقد الشع ارء واألدباء والرواة واآلخر نقد موضوعي يخلو من روح التعصب واألهواء الشخصية وكان بمثابة الموج ه والمعلم المكر س لخدمة الشعر مستندا إلى أصول وقواعد محد دة في اللغة والنحو ودخل العلماء )علماء اللغة والنحو( عالم النقد بعد أن كان ا مقتصر على أصحاب الشعر وحكر ا لهم الرواة والشع ارء- وهذا عر ضهم إلى هجاء بعض الشع ارء وبخاصة المطبوعين منهم فلم يتقب لوا النقد والتوجيه مم ن اكتسب اللغة اكتسابا. ومن أوائل اللغويين والنحاة الذين خاضوا عالم النقد في عصر بني أمية: يحيى بن يعمر البصري وعنبسة الفيل وأبو عمرو بن العالء. األصفهاني أبو الفرج: األغاني. 10 214/1 (1) (2) المرجع السابق. المرجع السابق 213/1 213/1 (3) عتيق عبد العزيز: تاريخ النقد األدبي عند العرب. ص 111 (4)
وقد وجد النقاد النحويون األوائل في شعر الفرزدق تربة خصبة للنقد النحوي فقد كان يداخل في الكالم وهذا يعجب النحويون وقال في ذلك يونس بن حبيب النحوي: "لوال شعر الفرزدق لذهب ثلثي اللغة". ومن أمثلة النقد النحوي في بيئة الع ارق نقد إسحق الخضرمي حين سمع الفرزدق ينشد في مديحه ليزيد بن عبد الملك : )البسيط( مستقبلين شمال الشام تضربنا على زواحف ت زجى م خ ها رير قال له: أسأت إن ما "رير " بالر فع وكذلك قياس النحو في هذا الوضع. وألح الناس عليه فقلبها إلى : مستقبلين شمال الشام تضربنا على زواحف نزجيها محاسير وبعد هذا هجاه فقال: الفرزدق )الطويل( فلو كان عبد اهلل مولى هجوته ولكن عبد اهلل مولى مواليا فقال له إسحق: "لقد لحنت أيضا في هذا البيت في قولك: "مولى مواليا" وكان ينبغي أن تقول مولى موال " وكأن ه لم يهمه هجاء الفرزدق بمقدار ما يهمه استخ ارج األخطاء التي وقع فيها الشاعر من أخطاء نحوية )5(. األصفهاني أبو الفرج األغاني 12 277/21 (1) الفرزدق الديوان شرح: علي فاعور ط 1 دار الكتب العلمية بيروت-لبنان 1117 ص 111 (2) (3) البغدادي عبد القادر بن عمر: خ ازنة األدب ولب ل باب لسان العرب. تح عبد السالم هارون ط 4 مكتبة الخانجي- القاهرة 231+231/1 (5) (4) ابن األنباري كمال الدين عبد الرحمن بن محمد: نزهة األلباء في طبقات األدباء تح إب ارهيم السام ارئي ط 3 مكتبة المنار األردن ص 27 عتيق عبد العزيز تاريخ النقد األدبي عند العرب ص 171-161
ومن صور هذا النقد ما أخذه عمرو بن إسحق على الفرزدق في رفع "مجلف" حين سمعه ينشد : )الطويل( وعض زمان يا ابن مروان لم يدع من المال إال م س ح ت ا أو م ج ل ف إن نقد النحاة وعلماء اللغة آنذاك فيه اعت ازز بالمقاييس النقدية فهم ال يعتمدون إال أرى طائفتين هما: النحاة أنفسهم ألن أحكامهم معل لة تسند إلى معايير. وأع ارب البادية لفصاحتهم وج ازلة لغتهم وسالمة ذوقهم. ثالثا_ بيئة الشام كان األدب في الشام ضعيف ا مقارنه مع الع ارق ومن أسباب ذلك: أن أكثر سكان الشام كانوا من العرب اليمنيين أي أن هم اكتسبوا لغة عرب الشمال اكتسابا وذلك لم يؤهلهم لقول الشعر ونظمه وبالتالي لم يوجد لديهم شع ارء مشهورين سوى عد ي بن الر قاع العاملي وهو بالنسبة لمستوى شعره أقل جودة من شع ارء الع ارق. وأكثر شع ارء الشام كان من شع ارء وفدوا إليها من مكانين )5( هما: 1. الشعر اء الوافدون من الحجاز ونجد والع ارق بشعرهم إلى دمشق عاصمة الخالفة حيث كانوا ينشدون ويمدحون الخلفاء واألم ارء وينالون عطاءهم. 2. شع ارء القبائل اليمني ة والقبائل القيسي ة المهاجرة من الحجاز ونجد وما نشأ بينهم من حروب قبلية كانت سببا في والدة الش عر وهذا الشعر الذي دار حول الفخر والهجاء لم يكن نابعا من بيئة الشام وال يحسب لها فهو طارئ عليها جلبته القبائل التي عرفت بالشعر معها. ابن األنباري كمال الدين عبد الرحمن بن محمد نزهة األلباء في طبقات األدباء ص 21 11 (1) (2) الفرزدق الديوان ص 316 الجداونة حسين: في النقد األدبي القديم عند العرب ص 15-14 (4) عتيق عبد العزيز تاريخ النقد األدبي عند العرب ص 111 المرجع السابق ص 112 (5)
النقد األدبي في بيئة الشام صدر أغلب النقد األدبي في بيئة الشام عن الخلفاء األمويين وأم ارء بني أمية وذلك ألسباب أهمها : سعة إحاطتهم باللغة واألدب. معرفتهم الدقيقة بمحاسن الكالم. مشاركتهم الفعلية فيما كان يجري حول الشعر من حوار ونقاش..1.2.3 نقد عبد الملك بن مروان رضي اهلل عنه كان عبد الملك بن مروان رضي اهلل عنه ملك الحلبة وخير م ن عرض للشعر بالنقد وكان له منهجه النقدي الخاص وقد كان الخليفة عبد الملك بن مروان رضي اهلل عنه يفضل الشاعر الذي يتود د له ويبالغ في مديحه ومن مواقفه النقدية: 1- وفد عليه شاعر إسالمي م ق ل وهو "العجير السلولي" فأقام ببابه شهر ا ال يصل إليه لشغل ش غل به عبد الملك وحينما وصل إليه وم ث ل بين يديه أنشده فقال له عبد الملك: يا عجير ما مدحت إال نفسكع ولكن ا ن عطيك لطول م قامك وأمر له بمائة من اإلبل. كان يفضل 2- األخطل على أساس جودة مدحه فدخل مر ة على عبد الملك بن مروان رضي اهلل عنه فاستنشده فقال: "قد يبس حلقي فم ر م ن يسقيني فقال: اسقوه ماء فقال: ش ارب الحمار وهو عندنا كثير قال: اسقوه لبنا فقال: عن اللبن ف طمت قال: اسقوه عسال قال: ش ارب الجداونة حسين: في النقد األدبي القديم عند العرب ص 11 11 (1) (2) عتيق عبد العزي: تاريخ النقد األدبي. ص 211 (3) العجير السلولي: هو العجير بن عبد اهلل بن عبيدة بن كعب بن سلول شاعر إسالمي مقل من شع ارء الدولة األموية وجعله ابن سالم في الطبقة الخامسة من طبقات شع ارء اإلسالم. انظر: األصفهاني األغاني الصفدي الوافي.346/11 (4) األصفهاني األغاني. 45+44/13 31/13