Chronos- Revue d Histoire de l Université de Balamand, is a bi-annual Journal published in three languages (Arabic, English and French). It deals particularly with the History of the ethnic and religious groups of the Arab world. Journal Name: Chronos ISSN: 1608-7526 Title: Author(s): The exports of European cloths to the Mamluk sultanate during the fourteenth and fifteenth centuries Pierre Moukarzel To cite this document: Moukarzel, P. (2019). The exports of European cloths to the Mamluk sultanate during the fourteenth and fifteenth centuries. Chronos, 39, 173-191. https://doi.org/10.31377/chr.v39i0.599 Permanent link to this document: https://doi.org/10.31377/chr.v39i0.599 Chronos uses the Creative Commons license CC BY-NC-SA that lets you remix, transform, and build upon the material for non-commercial purposes. However, any derivative work must be licensed under the same license as the original.
Chronos Revue d Histoire de l Université de Balamand Numéro 39, 2019, ISSN 1608 7526 صادرات األقمشة األوروبي ة إىل الس لطنة اململوكي ة إ ب ان القرن ني الرابع عرش والخامس عرش 1 بيار مكرزل ملخص ا با ان القرنني الرابع عرش والخامس عرش نشطت صناعة السفن يف أوروبا وازدهرت حركة النقل البحري وترافق ذلك مع تطوا ر مصانع النسيج مع ا عتامد تقنيا ات جديدة تزيد من كميا ة اإلنتاج وتحسا ن نوعيا ته. فأصبح األوروبيا ون يعتمدون بشكل أسايس عىل األقمشة لتوسيع تجارتهم وصارت األقمشة بديل للعملت النقديا ة يف األعامل التجاريا ة لألوروبينيا. يعرض هذا املقال العوامل التي ساعدت األوروبينيا عىل توسيع تجارتهم مع الرشق وصولا ا ىل فرض سيطرة شبه كاملة عىل األسواق يف السلطنة اململوكيا ة. كام يدرس كيفيا ة تشكيل األقمشة أساس الصادرات األوروبيا ة ا ىل السلطنة اململوكيا ة دون غريها من السلع واملنتوجات املختلفة غري املتوافرة يف الرشق. Abstract During the fourteenth and fifteenth centuries, shipbuilding in Europe was active and maritime transport flourished, accompanied by the development of textile factories, which, thanks to the adoption of new technologies, increased the quantity and quality of production. Europeans became dependent on textiles to expand their trade, and cloths became an alternative to currency in the European commerce with the Mamluk sultanate. This article examines the factors that helped the Europeans develop their trade with the Levant; they finally imposed almost full control on the markets in the sultanate. It also analyses how cloths formed the basis of European exports to the Mamluk sultanate even though other goods and products were not available in the Levant. Chronos nº 39-2019 1. الجامعة اللبنانيا ة.
174 صادرات األقمشة األوروبي ة إىل الس لطنة اململوكي ة إ ب ان القرن ني الرابع عرش والخامس عرش أحدثت الصا ادرات األوروبيا ة لألقمشة إىل الرشا ق تغيري ا يف الحركة التا جاريا ة بني أوروبا والسا لطنة اململوكيا ة. ولكنا هذه املسألة مل ت عال ج بشكل دقيق بسبب نقص املعلومات املتوفا رة يف املصادر العربيا ة واألوروبيا ة لذلك اختلف املؤرا خ ون يف تحديد الفريق الذي كانت متيل لصالحه كفا ة ميزان املدفوعات وميزان التا بادل التا جاريا. ففي القرن ني التاسع والعارش كان األوروبيا ون يشرتون من الرشا ق التا وابل وبعض السا لع الفاخرة كالعاج واألقمشة واألسلحة. ولكنا هم يف املقابل مل يستطيعوا تصدير سلع إىل الرشا ق تضاهي تلك التي يستوردونها. وابتداء من القرن الثاين عرش ونتيجة إقامة دويلت التينيا ة يف الرشا ق ستزدهر تجارة األوروبيا ني يف البحر املتوسا ط وسيصدا رون األقمشة والخشب واألسلحة وستزداد الحركة التا جاريا ة مع مرص يف القرن الثالث عرش مع توقيع معاهدات بني املدن التا جاريا ة اإليطاليا ة والسا لطني األيا وبيا ني واملامليك )187-188.)Moukarzel :2016 ولكنا األوروبيا ني مل يستطيعوا أن يصدا روا إىل الرشا ق البضائع والسا لع التي توازي تلك التي يستوردونها فكانوا مضطرا ين أن يدفعوا بالعملت الذهبيا ة والفضا يا ة أمثان مشرتياتهم لذلك كانوا يحملون معهم كما يا ات كبرية من العملت النا قديا ة إىل األسواق الرشا قيا ة: كان البنادقة ينقلون سنوي ا حواىل 300000 قطعة نقديا ة ذهبيا ة إىل أسواق الشا ام ومرص )65.)Ashtor 1971 : واستمرا هذا الوضع قامئ ا طيلة القرنني الرابع عرش والخامس عرش فلجأ األوروبيا ون إىل سياسة تجاريا ة تقيض بتصدير كما يا ات كبرية من األقمشة واملعادن والجلود وغريها من السا لع إىل الرشا ق لخلق توازن يف حركة التا بادل التا جاريا بني ضفا ت ي البحر املتوسا ط فنجحوا يف تحقيق هدفهم بعد أن أغرقوا األسواق الشا اميا ة واملرصيا ة مبختلف منتوجاتهم غري املتوفا رة يف الرشا ق. يف الواقع ليك يتمكا ن التا جا ار األوروبيا ون من تحقيق األرباح من خلل التا جارة العامليا ة ال بدا لهم من تحقيق توازن بني الصا ادرات والواردات. فكل ام ازدادت القروض املاليا ة والفوائد وكلفة النا قل ازدادت الحاجة أكرث إىل تحقيق التا وازن يف التا بادالت التا جاريا ة ليك يتمكا ن التا جا ار من خلل البضائع التي يصدا رونها من أن يغطا وا بسعر بيعها تكاليف السا فر ذهاب ا إىل الرشا ق وبديل مساوي ا لقيمة البضائع التي يستوردونها. ويف حال مل ينجح التا جا ار يف تطبيق هذه املعادلة عندها يصبحون مضطرا ين لل جوء إىل وسطاء تجاريا ني لتحقيق الرا بح. ففي تجارة البحر املتوسا ط التي تشمل أنواع ا عديدة من البضائع والسا لع الغالية والرا خيصة يتحقا ق التا وازن بني الصا ادرات والواردات من خلل سلعتني غاليتني وقليلتي الحجم نسبي ا هام األجواخ األوروبيا ة والتا وابل الرشا قيا ة. فام العوامل التي ساعدت األوروبيا ني عىل توسيع تجارتهم مع الرشا ق وصولا إىل فرض سيطرة شبه كاملة عىل األسواق يف السا لطنة اململوكيا ة وملاذا شكا لت األقمشة خصوص ا
بيار مكرزل 175 األجواخ أساس الصا ادرات األوروبيا ة إىل السا لطنة اململوكيا ة دون غريها من السا لع واملنتوجات املختلفة غري املتوافرة يف الرشا ق عوامل تفعيل الت جارة األوروبي ة مع الشر ق إ با ان القرنني الرا ابع عرش والخامس عرش عرفت حركة التا بادل التا جاريا بني أوروبا والسا لطنة اململوكيا ة ا ندفاع ا كبري ا. ففي هذة الحقبة تطوا رت التا قنيا ات التا جاريا ة بشكل الفت )الكمبيالة الحوالة الشيك املحاسبة املزدوجة التأمني البحريا ( ونشأت الرشا كات التا جاريا ة التي أسا ست وكاالت لها يف مختلف املدن واملوانئ وأقام فيها عملء لها وعرفت صناعة السا فن والنا قل البحريا تقدا م ا كبري ا بسبب التا قنيا ات الجديدة التي أ دخ ل ت عىل امللحة البحريا ة. فاال بتكارات املستحدثة يف تقنيا ات امللحة البحريا ة التي عرفتها أوروبا بني العام ني 1250 و 1350 ساهمت يف زيادة حركة النا قل عرب البحر املتوسا ط. وازداد التا طوا ر التا قنيا إ با ان القرنني الرابع عرش والخامس عرش فصار باستطاعة املدن التا جاريا ة األوروبيا ة تجهيز عدد كبري من السا فن للس فر إىل مختلف مناطق البحر املتوسا ط. وانخفضت كلفة الشا حن ألنا الرا أسامل املستثمر سنوي ا يف التا جارة صار موزا ع ا عىل عدد كبري من الرا حلت ):1974 Lane 287(. ولكنا كلفة النا قل البحريا ارتبطت أيض ا بتنظيم األسواق وخطوط امللحة البحريا ة.)Heers 1965: 13( واحتلا النا قل البحريا مرتبة مهما ة بعد أن عرفت صناعة السا فن تقنيا ات جديدة سمحت بزيادة طاقة حمولة السا فن ومكا نتها من القيام بأسفار طويلة. إستعملت مدينة البندقيا ة سفن الكالري التي كانت تبلغ طاقة حمولتها 200 إىل 300 طنا لشحن التا وابل والحرير واألحجار الكرمية. أما ا الج نويا ون فقد صنعوا سفن ا تسما ى كوكا cocca بلغت طاقة حمولتها 1000 طنا )14.)Melis :1984 كام أنا اخرتاع البوصلة مع إبرة محوريا ة وغريها من أدوات امللحة البحريا ة ووضع خرائط بحريا ة سها لت اإلبحار يف البحر املتوسا ط وأصبح بإمكان السا فن أن تنطلق يف رحلتها خلل فصل الشا تاء يف حني أنا ه يف الفرتات السا ابقة كان البحر يغلق يف الشا تاء وتتوقا ف فيه حركة امللحة تجن ب ا للعواصف )72.)Tucci 1958 : كلا هذه التا قنيا ات الجديدة ساهمت يف تكثيف حركة التا بادل التا جاريا عرب البحر املتوسا ط وأحدثت تغيري ا يف وضع التا جا ار الذين لهم أعامل يف الرشا ق فتكوا نت طبقة من التا جا ار األغنياء وازدادت استثامرات التا جارة مع السا لطنة اململوكيا ة. Chronos nº 39-2019
176 صادرات األقمشة األوروبي ة إىل الس لطنة اململوكي ة إ ب ان القرن ني الرابع عرش والخامس عرش وخلل هذه الحقبة إزداد عدد فنادق التا جا ار األوروبيا ني يف املوانئ واملدن الخاضعة لحكم املامليك نتيجة ازدهار الحركة التا جاريا ة بني الغرب والرشا ق. فقد أدا ى تحسا ن العلقات السياسيا ة بني السا لطنة اململوكيا ة وأبرز القوى األوروبيا ة إىل عقد معاهدات صلح واتا فاقيا ات تجاريا ة حصل مبوجبها التا جا ار األوروبيا ون عىل تسهيلت تسمح لهم باإلقامة يف املدن الخاضعة لحكم السا لطان وتؤما ن لهم الحامية وتسهيل أعاملهم. هدفت هذه السا ياسة إىل تشجيع التا جارة عرب البحر املتوسا ط وجذب التا جا ار إىل مراكز وأسواق السا لطنة اململوكيا ة يف بلد الشا ام ومرص. فشكا ل الفندق عامل أساسي ا النتشار وتوسا ع الحركة التا جاريا ة للتا جا ار األوروبيا ني يف السا لطنة اململوكيا ة ما سها ل عليهم عمليا ات البيع والرشا اء ومراقبة األسواق الرشا قيا ة وتقلا بات األسعار فساعدهم ذلك عىل إغراق األسواق يف بلد الشا ام ومرص بالبضائع واملنتوجات األوروبيا ة. يف املقابل ساهم غياب هذا النا ظام يف املدن األوروبيا ة بسبب عدم وجود جامعات من التا جا ار املسلمني املقيمني بشكل دائم يف إضعاف نشاط التا جا ار املسلمني يف موانئ أوروبا ومدنها والبحر املتوسا ط عموم ا فتحوا لت أسواق السا لطنة اململوكيا ة إىل أسواق يقترص دورها عىل تجارة العبور للسا لع والبضائع بني الرشا ق وأوروبا )مكرزل 2011-2010: 36-15(. كام أنا تبادل الرا سائل بشكل متواصل بني التا جا ار املقيمني يف السا لطنة اململوكيا ة والتا جا ار يف أوروبا ساعد يف اال طا لع عىل تقلا بات أسعار البضائع يف األسواق واتا خاذ ما يلزم من احتياطات ملواجهة األحداث التي ميكن أن تلحق الضر ر بالتا جارة )99.)Doumerc :1994 ومل يقترص تبادل املعلومات التا جاريا ة عىل أوروبا بل إنا التا جا ار األوروبيا ني يف بلد الشا ام ومرص كانت تربط بينهم شبكة نقل رسائل هدفها مراقبة األسواق ومعرفة حاجاتها من بضائع وسلع. فالتا جا ار البنادقة يف بلد الشا ام كانوا يرسلون مع القوافل التا جاريا ة رسائل تتضما ن املعلومات التي يحتاجون إليها لتوسيع أعاملهم )165-166.)Vallet :1999 وكانت العادة يف الرشا ق منذ العهد الفاطميا تقيض بأن يتوىلا مهما ة نقل البضائع والرا سائل أشخاص مسلمون يق ود ون القوافل بني منطقة وأخرى )285.)Goiten :1999 ويف حال كانت املعلومات مهما ة جد ا وتحتاج إىل أن تصل بسعة فكان وا يرسل ون بريد ا رسيع ا مع رجال متخص صني. فالتا جا ار البنادقة كان وا يستخدم ون أشخاص ا يسافر ون سري ا عىل األقدام ويقطع ون مسافة تقارب 65 كيلومرت ا يف اليوم الواحد وكان وا أرسع من األشخاص الذين يق ود ون قوافل محما لة بالبضائع. فكان نقل رسالة من اإلسكندريا ة إىل دمشق يستغرق بني عرشة أيا ام واثني عرش يوم ا وعرشة أيا ام للوص ول إىل عكا ا. ومن عكا ا إىل بريوت كان حامل الرا سالة يحتاج إىل يوم ني ):2010 Bauden.)185-186
بيار مكرزل 177 باإلضافة إىل ذلك كان التا جا ار األوروبيا ون يستخدمون وسائل تقنيا ة تجاريا ة تسها ل أعاملهم وتزوا دهم بكلا ما يحتاجون إليه من معلومات عن األسواق يف املناطق التي يقصدونها يف مرص وبلد الشا ام لتحقيق األرباح التي هي أساس أعاملهم. فقد كانوا يستخدمون الحواالت لتسهيل نقل األموال وتسيع عمليا ات الص ريفة والتا بادل النقديا فأدا ى ذلك إىل زيادة املكاسب وربح الوقت واملال. وأبرز ما ميا ز الحركة التا جاريا ة كان تعدا د العقود الخاصا ة التي مل تعد تخضع ملصادقة كتا اب العدل فرجال األعامل صاروا يعتمدون عىل الحواالت املرصفيا ة التي تجنا ب نقل األموال من بلد إىل آخر وبالتا ايل تخفا مخاطر النا قل )263.)Lane :1985 وكانوا مزوا دين بكتيا بات تجاريا ة mercatura( )manuali di تتضما ن معلومات عن األصول املتا بعة يف عمليا ات البيع والرشا اء يف األسواق. فبسبب اختلف وحدات القياس والوزن املستخدمة يف القرن ني الرا ابع عرش والخامس عرش كانت هذه الكتيا بات التا جاريا ة تضما فصولا عن وحدات الوزن والقياس وأنواع البضائع وخصائصها واألسعار والعملت املتداولة فت سه ل عىل التا اجر عمليا ات الحساب وإمكان معرفة جودة البضائع والسا لع أو عدمها ورشاء أفضل ما يوجد يف األسواق خصوص ا التا وابل والحرير )117-119.)Moukarzel :2013 ساهمت هذه العوامل جميعها يف إنشاء رشكات تجاريا ة مع شبكة عملء يف املوانئ واملدن الرشا قيا ة فازدادت اال ستثامرات وتوسا عت األعامل التا جاريا ة فسهل عىل األوروبيا ني التا حكا م التا دريجيا باألسواق يف السا لطنة اململوكيا ة. صادرات األقمشة األوروبي ة إىل الشر ق كانت األقمشة تحتلا مكانة مهما ة يف صادرات األوروبيا ني إىل الرشا ق وتشكا ل أكرث من %50 من مجموع البضائع والسا لع التي تحملها السفينة الواحدة. وكانت السا فن تقصد موانئ مرص وبلد الشا ام حاملة أنواع ا مختلفة من األجواخ واألقمشة واألنسجة الكتا انيا ة والصا وفيا ة باإلضافة إىل األجواخ املطرا زة بخيوط الذهب واألقمشة الحريريا ة واملخمليا ة التي كانت أساس مبيعات األوروبيا ني يف أسواق مرص وبلد الشا ام. كانت أنواع األجواخ املختلفة يف طليعة األقمشة املصدا رة من أوروبا إىل السا لطنة اململوكيا ة. ووفق ا ملا ذكره القلقشنديا )تويفا يف العام 1418( نقل عن ا بن سعيد )تويفا يف العام 1286( كان الجوخ البندقيا أفضل األجواخ. فقد ذكر يف حديثه عن مدينة البندقيا ة»وإليها ي نس ب الجوخ البندقي الفائق كلر نوع من الجوخ«)القلقشنديا 404(. 5: 1915 Chronos nº 39-2019
178 صادرات األقمشة األوروبي ة إىل الس لطنة اململوكي ة إ ب ان القرن ني الرابع عرش والخامس عرش مل يحدا د ا بن سعيد والقلقشنديا نوع الجوخ البندقيا ولكن بالعودة إىل املصادر األوروبيا ة كان التا جا ار البنادقة منذ القرن الثا الث عرش يحضون إىل بلد الشا ام ومرص أنواع ا مختلفة من األجواخ مصنوعة يف مدينة البندقيا ة وهي األجواخ البندقيا ة النا اعمة واألجواخ القرمزيا ة اللون واألجواخ املطرا زة بالذ هب واألقمشة الحريريا ة وأنواع ا مختلفة من األجواخ املصنوعة يف أبرز مراكز النا سيج يف املدن األوروبيا ة كاألجواخ الفلورنسيا ة واألجواخ املصنوعة يف مدن بادوفا وبريشيا وبرغامو اإليطاليا ة وغيلفورد وسومثبتون وإسكس اإلنكليزيا ة وجنيف ومايوركا واألقمشة البولونيا ة وغريها من أنواع األقمشة املختلفة. وكانت الصا ادرات تضما أيض ا األنسجة القطنيا ة املصنوعة يف فرنسا وإيطاليا وأملانيا وسويسا )303-375.)Ashtor :1986 وذكر املقريزيا )تويفا يف العام 1442( أنا ه يوجد يف القاهرة سوق معروف با سم»سوق الجوخي ني وهو معد لبيع الجوخ املجلوب من بالد الفرنج لعمل املقاعد والس تائر وثياب الرس وج وغواشيها«. 2 ويضيف املقريزيا أنا الرا ؤساء واألكابر واألعيان مل يكون وا يلبسون الجوخ إالا يف وقت املطر وكان لبس الجوخ يقترص فقط عىل»من يرد من بالد املغرب والفرنج وأهل اإلسكندري ة وبعض عوام مرص«. وقد أورد رواية عن أحد قضاة الحسبة يف القاهرة يظهر فيها أنا األعيان وكبار املسؤولني يف املدينة كانوا يستهجنون لباس الجوخ ويعتربونه ملبوس البغال:»فقال يل: وكيف ترىض أن تلبس الجوخ وهل الجوخ إال ألجل البغلة «. ولكن بسبب ما 3 شهدته مرص من أحداث يف مطلع القرن الخامس عرش يف عهد السا لطان فرج )1412-1399( جعلت أهل القاهرة يعانون»الفقر والفاقة وقل ة املال وخراب الض ياع والقرى وتداعي الد ور للس قوط وشمول الخراب أكرث معمور القاهرة واختالف أهل الد ولة وقرب انقضاء مد تهم وغالء سائر األسعار«ارتفعت أسعار األقمشة املصنا عة محلا ي ا يف مرص وبلد الشا ام وصار جميع النا اس عىل اختلف مناصبهم ومكاناتهم اال جتامعيا ة يلبسون الجوخ. حتى أنا السا لطان فرج كان يرتدي لباس ا من الجوخ يسما ى»قمجون«وأصبح رائج ا لبسه بني الناس. فكرث الطلب عىل الجوخ الفرنجيا وصار التا جا ار األوروبيا ون يحضون إىل مرص كما يا ات كبرية من أنواع األجواخ املختلفة. ويقول املقريزيا :»فلام كانت هذه الحوادث وغلت املالبس دعت الض ورة أهل مرص إىل ترك أشياء مام كانوا فيه من الرتفة وصار معظم الناس يلبسون الجوخ فنجد األمري 2. يف املصادر العربيا ة»الجوخ«ي قصد به نوع من القامش األورويبا يف حني أنا»الصا وف«هو التعبري املستخدم لألقمشة التي يتما إنتاجها محلا ي ا يف الشا ام ومرص. ملزيد من املعلومات راجع: )671-672.)Ashtor :1976 3. يف عهد السا لطان فرج عرفت مرص أزمة اقتصاديا ة ال مثيل لها وانترشت األوبئة وحصلت مجاعة وازدادت غزوات البدو وقامت حرب أهليا ة يف بلد الشا ام بني العامني 1406 و 1412 )67-68.)Apellániz :2009
بيار مكرزل 179 والوزير والقايض وم ن دون هم ممن ذكرنا لباس ه م الجوخ. ولقد كان امللك الن ارص فرج ينزل أحيان ا إىل اإلصطبل وعليه قمجون من جوخ وهو ثوب قصري للكمر ني والبدن يخاط من الجوخ بغري بطانة من تحته وال غشاء من فوقه. فتداول الناس لبسه واجتلب الفرنج منه شيئ ا كثري ا ال توصف كرتته...«)املقريزيا 590-589(. 2: 1998 من خلل ما أورده املقريزيا ميكن أن نستنتج أنا الجوخ املستورد من أوروبا كان الناس يف القاهرة ينطرون إليه بازدراء واستهجان واقترص استعامله يف الب داء ة فقط عىل املفروشات وأغطية رسوج الخيل ومل يلبسوه إالا ابتداء من مطلع القرن الخامس عرش. وساهمت األزمات التي شهدتها بلد الشا ام ومرص يف زيادة الطا لب عىل األجواخ ما أدا ى إىل إغراق األسواق باألجواخ األوروبيا ة املختلفة. ولكن كيف ميكن تفسري تصدير هذا الكما الكبري من أنواع األقمشة األوروبيا ة إىل السا لطنة اململوكيا ة عىل الرا غم من أنا مراكز النا سيج يف مرص وبلد الشا ام كانت تنتج أقمشة كالحرير والقامش البعلبيكا والخملة وتصدا ر قسام منها إىل أوروبا إرتبطت صادرات األقمشة األوروبيا ة املختلفة إىل السا لطنة اململوكيا ة بعاملني: أحدهام تقنيا واآلخر اقتصاديا. فاال زدهار الذي عرفته مصانع النا سيج األوروبيا ة كان نتيجة التا قنيا ات الحديثة التي اعت مدت يف صناعة غزل النا سيج والتي أدا ت إىل تحسني نوعيا ة األقمشة وزيادة كما يا اتها املنتجة. وكان أكرث التا قنيا ات حداثة استخدام طاحون دقا األقمشة وتبييضها وهو عبارة عن دواليب مسنا نة متداخلة بعضها ببعض تعمل عىل املياه وقد عرفته أوروبا إبا ان القرنني العارش والحادي عرش وعرف انتشار ا يف جميع بلدان أوروبا الغربيا ة. ومنذ القرن الثالث عرش است بدلت طريقة دقا األقمشة ود عكها يدوي ا لتبييضها بالدا قا امليكانييكا الذي اعتمدته مصانع النا سيج يف مختلف أنحاء أوروبا ما أدا ى إىل تطوير صناعة غزل النا سيج وإنتاج 4 األقمشة املختلفة التي أصبحت أساس التا جارة يف أوروبا والصا ادرات األوروبيا ة عرب املتوسا ط. ففي العام 1273 أدخل شخص من مدينة بولونيا Bologna اإليطاليا ة يدعى فرنشيسكو بورغيزانو Francesco Borghesano فكرة استخدام طاحون املاء يف صناعة النا سيج وقيل إ نا هذه املكينة حلا ت محلا العمل اليدويا ألربعمئة عامل. ونتيجة نجاح هذه التجربة ا نترشت التا قنيا ة الجديدة يف مدن أخرى ومل يقترص استخدامها يف مجال غزل النا سيج بل شملت أيض ا صناعة الحديد وطحن الحبوب ودبغ الجلود )9-11.)Gimpel :2002 يف املقابل عرف الرشا ق تقنيا ة الطا احون الذي يدور بواسطة املياه وانتقلت هذه التقني ة إىل األندلس 4. للمعلومات عن صناعة النا سيج يف أوروبا يف القرون الوسطى وتطوا رها راجع:.)Cardon 1999 ; Pipponier 1967: 864-880) Chronos nº 39-2019
180 صادرات األقمشة األوروبي ة إىل الس لطنة اململوكي ة إ ب ان القرن ني الرابع عرش والخامس عرش ولكنا ها مل ت ستخدم يف الصا ناعة بل اعتمدت فقط لهرس الحبوب وطحنها ):1991 Lagardère 59-118(. يعترب املؤرا خ إلياهو أشتورAshtor Eliyahu أنا الرا كود التا قنيا يف املصانع الرشا قيا ة الحاصل نتيجة عدم إدخال تقنيا ات حديثة لتحسني نوعيا ة إنتاج األقمشة وزيادة كما يا تها وفقدان القدرة عىل املنافسة سها ل أمام األوروبيا ني تصدير كما يا ات كبرية من األقمشة املختلفة إىل األسواق الشا اميا ة واملرصيا ة ما أتاح لهم إقامة توازن يف ميزان التا بادل التا جاريا بني أوروبا والرشا ق إ با ان القرنني الرابع عرش والخامس عرش وجعل السا لطنة اململوكيا ة تعتمد عىل أوروبا يف تأمني ما يلزمها من أقمشة فنتج عن ذلك أن سيطر األوروبيا ون عىل األسواق الرشا قيا ة )308.)Ashtor :1986 ولكنا هذا اال ستنتاج ليس دقيق ا ألنا ركود مصانع النا سيج يف الرشا ق وتراجع إنتاجها حصل نتيجة ضخا كما يا ات كبرية من األقمشة األوروبيا ة ويف طليعتها األجواخ الرا خيصة ومل يكونا السا بب الذي سمح لألقمشة األوروبيا ة مبنافسة األقمشة الرشا قيا ة والتفوا ق عليها. فبالعودة إىل املصادر األوروبيا ة والعربيا ة يتا ضح أنا العامل األساس الذي أتاح لألوروبينيا تصدير كما يا ات كبرية من األقمشة إىل الرشا ق مت ث ل باملعرفة العميقة للتا جا ار األوروبيا ني لحاجات أسواق السا لطنة اململوكيا ة والرتا كيز عىل تجارة أنواع معيا نة من األقمشة جرى اختيارها بدقا ة لتتامىش مع القدرة الرشائيا ة للنا اس فاألقمشة الحريريا ة واملخمليا ة واملطرا زة بالذهب واألجواخ الصا وفيا ة الثا مينة كانت تخصا ص للفئة اال جتامعيا ة الرثا يا ة يف حني أنا األقمشة واألجواخ الرا خيصة كانت تصنا ع لفئات املجتمع األقلا يس ا وثراء. لذلك بسبب األحداث التي شهدتها السا لطنة اململوكيا ة منذ مطلع القرن الخامس عرش كانت مصانع النا سيج املنترشة يف املدن األوروبيا ة ت صدا ر إىل الرشا ق أنواع األقمشة الرا خيصة التي كانت تباع يف األسواق بأسعار منخفضة لتنترش بني القسم األكرب من فئات املجتمع الرشا قيا. هذا اال زدهار الذي عرفته صناعة النا سيج يف أوروبا حصل نتيجة مراقبة كبار التا جا ار لعمليا ات اإلنتاج وتنظيمها ما ساعدهم عىل توسيع مجال نشاطهم التا جاريا ليشمل بلدان ا بعيدة وعدم حرصه باألسواق املحلا يا ة األوروبيا ة وتوزيع الكما يا ات املنتجة وفق ا لحاجات األسواق وتقلا بات األسعار محقا قني أرباح ا كبرية 230-237(.)Favier 1987: وبالعودة إىل األحداث التي شهدتها السا لطنة اململوكيا ة يف مطلع القرن الخامس عرش نجد أنا اجتياح تيمورلنك لبلد الشا ام يف العام 1401-1400 وتدمريه كربى املدن الشا امية حلب وحامه ودمشق رسا عا تدهور قيمة العملت املتداولة يف الشا ام ومرص. فباال ستناد إىل ما ذكره املقريزيا يف العام 1400-1399 كان الدا ينار يساوي 30 درهام ويف العام 1401 صار يساوي 40 درهام و 50 درهام يف العام 1402 و 60 درهام يف العام
بيار مكرزل 181 1403 )املقريزيا 452 :5 1997.)90 70 60 37 :6 تدهورت قيمة الدرهم بسعة كبرية ألنا تيمورلنك صادر القسم األكرب من مخزون الفضا ة يف مدن حلب وحامه ودمشق )179-208.)Heidemann 1999 : كذلك حصل نقص يف العملت املتداو لة ألنا ه صادر كما يا ات كبرية من الدا نانري والدا راهم: فمثل صادر يف مدينة دمشق كما يا ات كبرية من النا قود تساوي حواىل عرشة مليني دينار ذهبيا )املقريزيا 52-51(. 6: 1997 وفشلت كلا محاوالت السا لطات اململوكيا ة لتثبيت قيمة الدا رهم وإعادة الدا ورة اال قتصاديا ة إىل عملها الطبيعيا فلم تنتظم األمور يف الشا ام إالا يف العام 1412 ويف مرص يف العام 1415 عندما رضبت دراهم فضا يا ة بقيمة ثابتة. )1961:142.)Bacharah :1971 ;280 Balog ثما إ نا موجات الغلء التي شهدتها السا لطنة اململوكيا ة منذ العام 1400 وما نتج عنها من مجاعات ألحقت خسائر كبرية يف األرواح وشهدت قطاعات الصا ناعة والزا راعة والتا جارة تراجع ا. وعانت خزينة السا لطنة نقص ا يف عائداتها بسبب فراغ األرياف وترشا د الفلا حني وهلك الدا وابا وانعدام القدرة عىل تحصيل الضر ائب. وساهم يف تفاقم األوضاع انتشار الرا شوة والفساد بني كبار املسؤولني يف السا لطة وسوء إدارة واستغلل األرايض الزا راعيا ة التي كانت مبعظمها ملك ا لكبار األمراء ورجال الدا ولة وتقل ب قيمة الدا ينار والدا رهم بسب رواج استعامل الفلوس النا حاسيا ة بدلا من العملت الذهبيا ة والفضا يا ة التي بسبب تداولها يقول املقريزيا»فسدت به األمور واختلت به األحوال وآل أمر الناس بسببه إىل الزوال وأرشف من أجله اإلقليم عىل الدمار واال ضمحالل«)املقريزيا 120-116 : 2007 154(. يف ظلا هذه األجواء التي كانت مترا بها السا لطنة اململوكيا ة زاد التا جا ار األوروبيا ون من صادراتهم إىل األسواق الشا اميا ة واملرصيا ة لسدا النقص الذي كانت تعانيه وتأمني ما يلزمها. فازداد حجم صادرات األقمشة األوروبيا ة بسبب كرثة الطلب عليها خصوص ا أنواع األجواخ الرا خيصة ونتيجة الكما يا ات الكبرية التي كانت تصل سنوي ا إىل الشا ام ومرص ا نخفضت أسعار األقمشة األوروبيا ة بشكل تدريجيا. فعىل سبيل املثال تفيد املصادر الكتلنيا ة أنا ه بني منتصف القرن الرا ابع عرش ومنتصف القرن الخامس عرش كانت السا فينة الكتلنيا ة الواحدة تحمل أكرث من ألف قطعة جوخ كتلينا إىل مرص والشا ام )165.)Coulon :2003 كان التا جا ار األوروبيا ون يركا زون عىل تصدير األجواخ الرا خيصة الستهداف الرشا يحة الكربى من املجتمع الرشا قيا ويق وم ون سنوي ا بالتا خطيط لضخا كما يا ات األجواخ وفق ا لحاجة كلا من السا وقني الشا اميا واملرصيا. فباال ستناد إىل لوائح البضائع التي كانت تحملها السا فن البندقيا ة إىل اإلسكندريا ة وبريوت يف أوآخر القرن الخامس عرش ومطلع القرن السادس عرش بني العامني 1498 و 1513 يظهر بوض وح أنا كما يا ات الجوخ التي كانت Chronos nº 39-2019
182 صادرات األقمشة األوروبي ة إىل الس لطنة اململوكي ة إ ب ان القرن ني الرابع عرش والخامس عرش تصل إىل بريوت ومنها يتما توزيعها عىل جميع األسواق يف بلد الشا ام تفوق بكثري تلك التي كانت تصل إىل اال سكندريا ة يف مرص 355( 94; 2: 74, 183, 254, :)Priuli 1921, 1: املكان/ السا نة بريوت اإلسكندريا ة النا سبة املئويا ة 1513 241 بالة ال يشء %100 إىل بريوت 1504 450 بالة 1502 560 بالة 127 بالة %81 إىل بريوت و %19 إىل اإلسكندريا ة 1501 300 بالة 1500 400 بالة 133 بالة %75 إىل بريوت و %25 إىل اإلسكندريا ة 1498 418 بالة 71 بالة %85 إىل بريوت و %15 إىل اإلسكندريا ة جدول رقم 1: كما يا ات الجوخ التي حملتها السا فن البندقيا ة إىل بريوت واإلسكندريا ة يف أواخر القرن الخامس عرش ومطلع القرن السادس عرش ميكن تفسري سبب الكما يا ات الكبرية من األجواخ التي يحملها األوروبيا ون إىل بلد الشا ام بأنا تجارة األجواخ واألقمشة عموم ا مل تقترص عىل بريوت ودمشق بل كانت توزا ع عىل جميع املراكز التا جاريا ة الشا اميا ة. فاملعدا ل الوسطيا لألجواخ التي كانت تصل إىل بريوت سنوي ا يصل إىل حواىل 400 بالة )بني 3200 و 4800 قطعة تقريب ا( 5 حتا ى أنا قسام منها كان ي رس ل إىل الحجاز: ففي رسالة وصلت إىل البندقيا ة يف العام 1484 يرد أنا التا جا ار البنادقة يف دمشق أرسلوا قطع ا من الجوخ إىل مكا ة )186.)Melis 1972 : تعطينا املصادر أمثلة عن انخفاض أسعار بعض أنواع األجواخ يف أسواق دمشق بسبب وفرتها وكرثة الطا لب عليها :)Ashtor 1986: 305-368( األجواخ الجوخ الفلورنيسا الجوخ املسما ى»جوخ الفندق«Fontego الس نة 1411 1413 1417 1411 1413 سعر القطعة بالد وكة )عملة مدينة البندقي ة الذهبي ة( 33-18 23-16 20-14 16-14 12-11 5. البالة هي حزمة تضما بني 8 و 12 قطعة من الجوخ )39.)Laurent :1935 ;203 Edler :1934
بيار مكرزل 183 جوخ مدينة غيلدفورد )إنكلرتا( جوخ مدينة ساومثبتون )إنكلرتا( 9 20-19 18-17 17 16 20-1416 1417 1413 1417 1427 1442 1417 19 1424 14 1442 28-25 1413 جوخ مختلط 24-20 1417 20 1442 جدول رقم 2: مناذج من أسعار قطع الجوخ يف سوق دمشق يف القرن الخامس عرش من خلل هذه األمثلة ميكن اال ستنتاج أنا منافسة األجواخ األوروبيا ة الرخيصة ساهمت يف تشكيل عائق أمام تطوا ر معامل النا سيج يف الرشا ق وسها لت لألوروبينيا عمليا ات التا صدير املنظا مة. فسعر قطعة الجوخ كان ينخفض بنسب مختلفة من سنة إىل أخرى بسبب الكما يا ات الكبرية املتوافرة يف األسواق وشدا ة اإلقبال عليها. أما ا قطع الجوخ الفاخرة فكانت غالية الثا من يرتاوح مثن القطعة الواحدة منها بني 70 و 123,4 دوكة )363.)Ashtor :1986 كانت األجواخ الفاخرة الحريريا ة واملطرا زة بالذا هب مطلوبة من األثرياء وأصحاب السا لطة كالسا لطان وكبار األمراء وكبار رجال الدا ولة وكبار التا جا ار واألعيان. فمثل يذكر ابن أياس )تويفا يف العام 1523( أنا األمري إبن زنبور»و جد عنده من القامش امللو ن ما بني صوف وجوخ وحرير وبياضات ألفان وستامئة قطعة«)إبن أياس 544(. 1/1: 1982 وبالرا غم من أنا األقمشة والثا ياب الفاخرة كانت تصنا ع يف دمشق والقاهرة إالا أنا السا لطان وكبار أمراء قرصه كان وا يفضا ل ون األقمشة املصنا عة يف مدينة البندقيا ة 186-187(.)Thenaud 1864: Chronos nº 39-2019
184 صادرات األقمشة األوروبي ة إىل الس لطنة اململوكي ة إ ب ان القرن ني الرابع عرش والخامس عرش ولكن ال ميكن القول إنا صناعة النا سيج مل تعد متوفا رة يف الرشا ق بسبب عدم قدرتها عىل مواجهة الكما الكبري من األقمشة األوروبيا ة التي كانت تصل سنوي ا إىل الشا ام ومرص. فكثرية هي مصانع النا سيج يف الشا ام ومرص التي استمرا ت يف إنتاج األقمشة الرشا قيا ة التي كانت تصدا ر إىل أوروبا. فعىل سبيل املثال بلغ املعدا ل الوسطيا سنوي ا لقطع القامش البعلبيكا التي اشرتاها التا جا ار البنادقة يف مطلع القرن الخامس عرش من أسواق دمشق وبريوت حواىل 1888 قطعة )439.)Moukarzel :2010 كام أنا تجا ار ا من العراق كان وا يقصد ون أسواق الشا ام ومرص ويحض ون معهم أقمشة مصنوعة يف بلدهم. فقد أفاد الصرييفا )تويفا يف العام 1495( أنا تجا ار ا من املوصل قدم وا إىل القاهرة ومعهم ثياب موصليا ة )الصرييفا 155(. : 3 1973 ولكن بقيت األسواق الرشا قيا ة بحاجة إىل األقمشة األوروبيا ة خصوص ا األجواخ الرخيصة إذ إنا الرشا قيا ني بسبب عدم إدخالهم تقنيا ات حديثة يف مجال صناعة األقمشة عىل غرار األوروبيا ني مل ينجحوا يف زيادة اإلنتاج وتحسني نوعيا ته ليك يتمكا نوا من تخفيض األسعار ومنافسة األقمشة األوروبيا ة. كانت تتوفا ر للرشقينيا كلا العوامل التي تسمح لهم بأن يطوا ر وا صناعاتهم ويفرض وا هيمنتهم عىل تجارة البحر املتوسا ط عىل غرار التا جا ار األوروبيا ني. فقد كانوا يتمتا ع ون بقدرة اإلنتاج وميلك ون كلا األدوات واآلالت اللا زمة باإلضافة إىل توفا ر اليد العاملة واملوادا األوا ليا ة والتا قنيا ات وتوزيع القوى العاملة. ولكنا املشكلة كانت تكمن يف العلقات بني القوا ة العاملة واملصانع أو مالكيها فالضا عف مل يكن حاصل يف أداء القوى العاملة بل يف تنظيم نشاطاتها وأعاملها )405-406.)Shatzmiller :1994 فتطوا ر الصا ناعات والتا خصا ص يف اإلنتاج وتقسيم األعامل وتوزيعها كانت ترتبط بالوحدة السا ياسيا ة الحاكمة وتركيبة املجتمع والعقليا ات والثا قافات. فالفارق بني أوروبا والرشا ق يف مجايل الصا ناعة والتا جارة وتطوا رهام يعود إىل أنا الحكم يف الرشا ق يتوالا ه أمراء مامليك ينتمون إىل طبقة أرستقراطيا ة عسكريا ة ال يهتما ون بتفعيل الصا ناعة. لذلك مع مرور الزا من إندثر عدد كبري من مصانع النا سيج ومطابخ السكا ر وغريها من املصانع يف املجاالت املختلفة كصناعة الورق والزا جاج. فالقسم األكرب من املصانع كان ملك ا لألمراء والسا لطني وبسبب سياسة اال حتكار التي اعتمدوها جرى إلغاء دور املصانع الخاصا ة التي ميلكها أعيان أو تجا ار وإضعافه وقضوا عىل عامل املنافسة بفرضهم الضر ائب والرا سوم عليها لصالح املصانع التي ميلكونها. لقد اعتمد األمراء املامليك سياسة تحفظ لهم مصالحهم تقوم عىل وضع اليد عىل القسم األكرب من القطاعات اال قتصاديا ة التي تشكا ل مصدر الرثوة ولكن نتيجة الفساد وسوء إدارة املصانع وغياب املنافسة شهدت املصانع
بيار مكرزل 185 انحطاط ا ولكنا إنتاج األقمشة الرشا قيا ة عىل اختلف أنواعها مل يتوقا ف واستمرا ت تتوفا ر يف األسواق والفائض منها يتما تصديره إىل أوروبا. ضمن هذا اإلطار مل يعمد الرشا قيا ون إىل إدخال تقنيا ات جديدة عىل عمليا ات اإلنتاج متكا نهم من منافسة األوروبيا ني واكتفوا باعتامد الطا رق التقليديا ة القدمية القامئة عىل العمل اليدويا بدلا من املاكينات. باإلضافة إىل هذه األسباب فإنا عدم استقرار األوضاع الداخليا ة للسا لطنة اململوكيا ة نتيجة الرصا اعات بني األمراء املامليك والثورات التي كانت تقوم بني الحني واآلخر أوجد عائق ا كبري ا مينع قيام صناعة محلا يا ة متطوا رة تهدف إىل زيادة اال نتاج وتحسني نوعيا ته وتخفيض سعر الكلفة. فكانت النا تيجة أن ضعفت املصانع وتراجع إنتاجها. وفق ا ملا ذكره املقريزيا بدأ انحطاط املصانع يف السا لطنة اململوكيا ة يف نهاية القرن الرابع عرش واستمرا إبا ان القرن الخامس عرش. ففي العام 1388/790 كان يوجد يف اإلسكندريا ة أكرث من أربعة عرش ألف ن ول ولكن يف العام 1434/837 مل يبق منها سوى مثامنائة ن ول. ويرشح املقريزيا سبب ذلك فيقول:»شت ت أهلها ظلم والة األمور وسوء سريتهم«)املقريزيا 264(. 7: 1997 تظهر هذه األرقام الرتا اجع التا دريجيا لل نتاج يف مصانع النا سيج بني العامني 1388 و 1434 حيث انخفض خلل هذه املدا ة عدد األنوال بنسبة %. 94 نتج عن هذا الرتا اجع يف إنتاج األقمشة ارتفاع أسعارها ونقص توافرها يف األسواق ما يزيد من حاجة استرياد األقمشة الرا خيصة من أوروبا وبالتايل سيسمح فرق السا عر بني الجوخ األورويبا والقامش املصنا ع محلا ي ا بإدخال كما يا ات كبرية من األجواخ األوروبيا ة إىل أسواق السا لطنة اململوكيا ة. ولكن بالرا غم من التا غيريات التي شهدها قطاع صناعة النا سيج مل تفقد مراكز صناعة النا سيج يف مدن دمشق والقاهرة واإلسكندريا ة وطرابلس وبعلبك مكانتها وأهما يا تها التا جاريا ة. فاملصادر األوروبيا ة تشري بوضوح إىل توافر األقمشة الرشا قيا ة يف أسواق دمشق والقاهرة واإلسكندريا ة كام أنا مدينة بعلبك كانت أهما املدن يف بلد الشا ام املنتجة لنوع من القامش املسما ى»القامش البعلبيكا «الذي كانت تستخدمه الفئات الرثا يا ة من املجتمع وكان مطلوب ا جد ا من التا جا ار األوروبيا ني لدرجة أنا ه ورد ذكره يف املعاهدة التي عقدها الفلورنسيا ون مع السا لطان النا ارص محما د يف العام )504 1497.)Wansbrough 1965 : ويف العام 1422 ذكر الحاجا األورويبا جوهانس بولونري Johannes Poloner أثناء رحلته إىل فلسطني أنا ه سمع حقيقة أنا مدينة طرابلس تضما ألف ا ومائت ي نول حرير وخملة )266.)Tobler :1874 Chronos nº 39-2019
186 صادرات األقمشة األوروبي ة إىل الس لطنة اململوكي ة إ ب ان القرن ني الرابع عرش والخامس عرش خالصة عرفت السا لطنة اململوكيا ة إبا ان القرنني الرابع عرش والخامس عرش أوضاع ا سياسيا ة مضطربة نتيجة الرصا اعات بني األمراء املامليك وفساد اإلدارة وتدهور قيمة العملت التي صارت تعتمد عىل النا حاس بسبب نقص الذا هب والفضا ة. كام أنا تراجع عائدات الزا راعة ألحق رضر ا كبري ا باال قتصاد وأدا ى إىل إضعاف اإلنتاج الصا ناعيا. مل يسع السا لطني املامليك إىل تحفيز بعض الصا ناعات صناعة النا سيج بشكل خاصا أو العمل عىل زيادة الصا ادرات الزا راعيا ة خصوص ا الحبوب عىل اختلف أنواعها إلقامة توازن يف امليزان التا جاريا الذي أخذ مييل يف القرن الخامس عرش لصالح األوروبيا ني. إعتمد السا لطني املامليك سياسة اال حتكار للتا وابل والقطن والسا كا ر والقيل )الرا ماد( املستخدم يف صناعة الزا جاج والصا ابون تأمين ا ملصالحهم من دون اال كرتاث بالخسائر التي ميكن أن تصيب املصانع ذات امللكيا ات الخاصا ة بسبب تراجع إنتاجها واندثارها التدريجيا نتيجة قلا ة مردودها. يضاف إىل ذلك اجتياح تيمورلنك لبلد الشا ام يف العام 1401-1400 واألمراض واألوبئة التي أصابت السا لطنة اململوكيا ة وما تركته من أثار سلبيا ة عىل جميع األصعدة: السياسيا ة واال قتصادية واال جتامعيا ة )250-252.)Isawi :1970 يف تلك الحقبة نشطت يف أوروبا صناعة السا فن وازدهرت حركة النا قل البحريا وترافق ذلك مع تطوا ر مصانع النا سيج مع اعتامد تقنيا ات جديدة تزيد من كما يا ة اإلنتاج وتحسا ن نوعيا ته. فأصبح األوروبيا ون يعتمدون بشكل أسايسا عىل األقمشة خصوص ا األجواخ لتوسيع تجارتهم وصارت األقمشة بديل للعملت النقديا ة يف األعامل التا جاريا ة لألوروبينيا. يف مجال التا بادل التا جاريا بني أوروبا والرشا ق كان ميزان املدفوعات لصالح الرشا قينيا ولكنا امليزان التا جاريا كان لصالح األوروبيا ني. فقيمة البضائع والسا لع خصوص ا التا وابل التي كان الرشا قيا ون يبيعونها لألوروبينيا تفوق قيمة مشرتيات األوروبيا ني من أسواق الشا ام ومرص ولكن كانت يف غالبيا تها تجارة عبور أو ترانزيت. فاألوروبيا ون كانوا يشرتون القطن الخام من مختلف مناطق الشا ام فيصنعون األجواخ ويعيدون بيعها مع غريها من أنواع األقمشة يف أسواق الشا ام ومرص فصار الرشا قيا ون»مستهلكني«أكرث منهم»منتجني«. وبسبب إغراق أسواق السا لطنة باألجواخ األوروبيا ة الرخيصة أصاب الرا كود صناعة النا سيج املحلا يا ة التي فقدت قدرتها عىل املنافسة. ركا ز األوروبيا ون يف تجارتهم مع الرشا ق عىل األجواخ الرا خيصة التي تلقى رواج ا بني الرشا يحة الكربى من فئات املجتمعني الشا اميا واملرصيا فنجحوا يف توسيع تجارتهم ومامرسة هيمنة شبه كاملة عىل أسواق السا لطنة.
بيار مكرزل 187 عرف اقتصاد السا لطنة اململوكيا ة ضعف ا وتراجع ا نتيجة ارتفاع صادرات األقمشة األوروبيا ة إىل الشا ام ومرص وزاد من انهياره اعتامد السا لطني املامليك سياسة اال حتكار التي أفقرت القسم األكرب من الشا عب وأضعفت قدرته الرشائيا ة. فهذه العوامل جميعها ساهمت يف خلق األجواء املناسبة لألوروبينيا لتحقيق األرباح الكبرية والتحكا م باقتصاد السا لطنة اململوكيا ة. ويف العام 1511 عندما زار جان تونو Jean Thenaud مرص ذكر أنا التا جا ار األوروبيا ني بالرغم من املصاعب التي تواجههم أثناء إقامتهم يف مرص يرغبون بالسفر إىل مرص للتا جارة ألنا هم يجنون فوائد كبرية ويربحون مائة يف املائة وأكرث ألنا البضائع املوجودة يف األسواق راكدة 6 وقيمتها متدنا ية 27(.)Thenaud 1864: نجح األوروبيا ون بالتا غلغل يف األسواق الرشا قيا ة من خلل زيادة صادراتهم من األجواخ الرا خيصة مستفيدين من عدم استقرار األوضاع الداخليا ة للسلطنة اململوكيا ة. ثما إنا التا طوا ر التا قنيا الذي شهدته املصانع األوروبيا ة والتفوا ق التا جاريا الذي توصا ل إليه التا جا ار األوروبيا ون جعل من الرشا ق تابع ا ألوروبا عىل الصعيد اال قتصاديا. هذا الوضع الذي بدأت معامله تتا ضح يف القرن الخامس عرش ستزداد حدا ته يف أواخر القرن الخامس عرش مع اكتشاف الربتغاليا ني طريق رأس الرا جاء الصا الح ووصولهم إىل الهند يف العام 1498 وسيخس الرشا قيا ون قدرتهم عىل مراقبة اقتصادهم لتنميته وتطويره مبعزل عن األوروبيا ني. مت وز 2017 6 «Et combien que les chrestiens soient mal traictez audict lieu, toutefois le prouffict à celuy qui scet le traffic de marchandise est si grant que les marchans ont, tout temps, vouloir de retourner, car ilz gaignent cent pour cent et plus, en marchandises qui icy sont desperées et de peu de valeur». Chronos nº 39-2019
188 صادرات األقمشة األوروبي ة إىل الس لطنة اململوكي ة إ ب ان القرن ني الرابع عرش والخامس عرش املصادر واملراجع إبن إياس محما د بن أحمد 1982 بدائع الز هور يف وقائع الد هور تحقيق محما د مصطفى خمسة أجزاء القاهرة. الص رييفا الخطيب الجوهريا عيلا بن داود 1973-1970 نزهة الن فوس واألبدان يف تواريخ الز مان تحقيق حسن حبيس ثلثة أجزاء مطبعة دار الكتب مركز تحقيق الرتا اث الجمهوريا ة العربيا ة املتا حدة. القلقشنديا أبو العبا اس أحمد 1918-1912 صبح األعىش يف صناعة اإلنشا 14 جزء ا دار الكتب السا لطانيا ة القاهرة. املقريزيا تقيا الدا ين أحمد بن عيلا 2007 إغاثة األم ة بكشف الغ م ة دراسة وتحقيق كرم حلمي فرحات عني للدا راسات والبحوث اإلنسانيا ة واال جتامعيا ة مرص. املقريزيا تقيا الدا ين أحمد بن عيلا 1998 املواعظ واال عتبار يف ذكر الخطط واآلثار املعروف بالخطط املقريزي ة ثلثة أجزاء تحقيق محمد زينهم ومديحة الرشا قاويا مكتبة مدبويل القاهرة. املقريزيا تقيا الدا ين أحمد بن عيلا 1997 الس لوك ملعرفة دول امللوك مثانية أجزاء تحقيق محما د عبد القادر عطا دار الكتب العلميا ة بريوت. مكرزل بيار 2011-2010»فنادق التا جا ار األوروبيا ني يف مدن السا لطنة اململوكيا ة ومرافئها«األبحاث السنة 59-58 الجامعة األمريكيا ة يف بريوت بريوت ص. 40-15. Appelaniz Francisco, 2009, Pouvoir et finance en Méditerranée pré-moderne : Le deuxième État mamelouk et le commerce des épices (1382-1517), Barcelona, Consejo Superior de Investigaciones Científicas. Ashtor Eliyahu, 1971, Les métaux précieux et la balance des paiements du Proche- Orient à la basse époque, Paris, S.E.V.P.E.N. Ashtor Eliyahu, 1976, «Les lainages dans l Orient médiéval», in Produzione, commercio e consumo dei panni di lana. Atti della seconda settimana di studio, éd. Marco Spallanzani, Istituto Francesco Datini, Firenze, pp. 657-687. Ashtor Eliyahu, 1986, «L exportation de textiles occidentaux dans le Proche- Orient musulman au bas Moyen Âge (1370-1517)», in East-West trade in the medieval Mediterranean, IV, Edited by Benjamin Z.Kedar, London, Variorum Reprints, pp. 303-377. Bacharach Jere L., 1971, «Circassian monetary policy: Silver», Numismatic Chronicle, 11, pp. 267-281.
بيار مكرزل 189 Balog Paul, 1961, «History of the dirhem in Egypt from the Fatimid conquest until the collapse of the Mamluk empire 358H-922H/968AD-1517AD», Revue Numismatique, 3, pp. 109-146. Bauden Frédéric, 2010, «D Alexandrie à Damas et retour. La poste privée à l époque mamelouke à la lumière d une commission accomplie pour le compte d un vénitien (821 A.H./1418 È.C.)», in Egypt and Syria in the Fatimid, Ayyubid and Mamluk eras, VI, Proceedings of the 14th and 15 th International Colloquium organized at the Katholieke Universiteit Leuven in May 2005 and May 2006, Leuven-Paris-Walpole, MA, Uitgeverij Peeters, pp. 157-189. Cardon Dominique, 1999, La draperie au Moyen Âge. Essor d une industrie européenne, Paris, CNRS Éditions. Coulon Damien, 2003, «L expansion occidentale vers le Levant à la fin du Moyen Âge. La mise en place de structures de domination commerciale», in L expansion occidentale (XI e -XV e siècles). Formes et conséquences, Société des Historiens Médiévistes de l Enseignement Supérieur Public, Paris, Publications de la Sorbonne, pp.159-175. Doumerc Bernard, 1994, «Par Dieu écrivez plus souvent! La lettre d affaires à Venise à la fin du Moyen Âge», in La circulation des nouvelles au Moyen Âge, XXIV e congrès de la SHMES (Avignon, juin 1993), Paris, Publications de la Sorbonne, pp. 99-109. Edler Florence, 1934, Glossary of medieval terms of business. Italian series 1200-1600, Cambridge-Massachusetts, Medieval Academy of America. Favier Jean, 1987, De l or et des épices. Naissance de l homme d affaires au Moyen Âge, Paris, Fayard. Gimpel Jean, 2002, La révolution industrielle du Moyen Âge, Paris, Éditions du Seuil. Goiten Shelomo Dov, 1999, A Mediterranean society. The Jewish communities of the World as portrayed in the documents of the Cairo Geniza, vol. 1, California, Economic Foundations, University of California Press. Heers Jacques, 1965, «Rivalités ou collaboration de la terre et de l eau? Position générale des problèmes», in Les grandes voies maritimes dans le monde (XV e - XIX e siècles), Rapports présentés au XII e congrès international des sciences historiques par la commission internationale d histoire maritime à l occasion de son VII e colloque, Paris, S.E.V.P.E.N., pp. 13-63. Heidemann, Stefan, 1999, «Tīmūr s campmint during the siege of Damascus in 803/1401», in Matériaux pour l histoire économique du monde iranien, Studia Iranica, cahier 21, Paris, L Association pour l avancement des études iraniennes, pp. 179-208. Chronos nº 39-2019
190 صادرات األقمشة األوروبي ة إىل الس لطنة اململوكي ة إ ب ان القرن ني الرابع عرش والخامس عرش Isawi Charles, 1970, «The decline of the Middle Eastern trade, 1100-1850», in Islam and trade of Asia, ed. by D.S.Richards, pp. 245-266. Lagardère Vincent, 1991, «Moulins d Occident musulman au Moyen Âge (IX e au XV e siècle)», Al-Qantara. Revista d Estudios Arabes, vol.xii, Fasc.I, Madrid, pp. 59-118. Lane Frederic, 1974, «Progrès technologique et productivité dans les transports maritimes de la fin du Moyen Âge au début des temps modernes», Revue Historique, tome 251, pp. 277-302. Lane Frederic, 1985, Venise une république maritime, Traduction de Yannick Bourdoiseau et Marie Ymonet, Paris, Flammarion. Laurent Henri, 1935, La draperie des Pays-Bas en France et dans les pays méditerranéens, Paris, Librairie E.Droz. Melis Federigo, 1972, Documenti per la storia economica dei secoli XIII-XVI, a cura di E. Cecchi, Prato, Istituto internazionale di storia economica. Melis Federigo, 1984, «Werner Sombart e i problemi nella navigazione nel Medioevo», in I transporti e le communicazioni nel medioevo, con introduzione de Michel Mollat, éd. L. Frangioni, Florence, Le Monnier, pp. 3-68. Moukarzel Pierre, 2010, La ville de Beyrouth sous la domination mamelouke (1291-1516) et son commerce avec l Europe, Éditions de l Université Antonine, Baabda. Moukarzel Pierre, 2013, «Les unités de poids et de mesures aux marchés de Damas aux XIVe et XVe siècles d après les manuels de commerce italiens», CHRONOS, Revue d Histoire de l Université de Balamand, Numéro 28, 2013, pp. 117-135. Moukarzel Pierre, 2016, «Venetian merchants in thirteenth-century Alexandria and the sultans of Egypt. An analysis of treaties, privileges, and intercultural relations», Al-Masaq. Journal of Medieval Mediterranean, 28/2, pp. 187-205. Piponnier Françoise, 1967, «À propos des textiles anciens, principalement médiévaux», Annales. Économies, Sociétés, Civilisations, 22 e année, N.4, pp. 864-880. Priuli Girolamo, 1921, «I diarii di Girolamo Priuli (1494-1512)», in Rerum Italicarum Scriptores, Raccolta degli storici italiani dal cinquecento al millecinquecento ordinata da L.A.Muratori, Tomo XXIV-Parte III, Volume I-II-IV, Bologna. Shatzmiller Maya, 1994, Labour in the medieval Islamic world, Ed. J. Brill, Leiden- New York- Köln.
بيار مكرزل 191 Thenaud Jean, 1864, Le voyage d outremer de Jean Thenaud Gardien du couvent des Cordeliers d Angoulême suivi de la relation de l ambassade de Domenico Trévisan auprès du soudan d Égypte-1512, Publié et annoté par Charles Schefer, Paris. Tobler Titus, 1874, Descriptiones Terrae Sanctae : ex saeculo VIII, IX, XII et XV : S.Willibaldus, Commemoratorium de casis Dei, Bernardus Monachus, Innominatus VII, Johannes Wirziburgensis, Innominatus VIII, La Citez de Iherusalem, Johannes Poloner, Éd. J.C. Hinrich, Leipzig. Tucci Ugo, 1958, «Sur la pratique vénitienne de la navigation au XVI e siècle», Annales ESC, 13, pp.72-86. Vallet Éric 1999, Marchands vénitiens en Syrie à la fin du XV e siècle: Pour l honneur et le profit, Paris, Adhe. Wansbrough John, 1965, «Venice and Florence in the Mamluk commercial privileges», BSOAS, vol.28, 3, pp. 483-523. Chronos nº 39-2019