Article

ملفّات مشابهة
هاروت وماروت كما وردت يف القرآن الكريم )من خالل تفسري ابن جرير الطربي - -ت 310 ه املسمى جامع البيان يف تفسري آي القرآن ) دكتور سناء بنت عبد الرحيم بن

اململكة العربية السعودية وزارة التعليم العالي جامعة اجملمعة عماده خدمه اجملتمع كليه الرتبية بالزلفي دبلوم التوجيه واالرشاد الطالبي ملخص منوذج توصيف مق

وزارة التعليم العالي والبحثالعلمي الجامعة المستنصرية كلية اآلداب قسم الفلسفة الوجود اإلهلي يف فلسفة كانط النقدية رسالة تقدمت بها الطالبة: زينب وايل شو

easy - translation

الجامعة الأردنية

بسم الله الرحمن الرحيم

1

اإلحتاد املصري لتنس الطاولت بطىلت اجلمهىريت املفتىحت لفردي مجيع االعمار السنيت للبنني والبناث صالت رقم ( 1 ) استاد القاهرة خالل الفرتة من 04 اىل 12 فر

19_MathsPure_GeneralDiploma_1.2_2015.indd

الذكاء

اإلصدار الثاني محرم 1436 ه الكلية: القسم األكاديمي: البرنامج: المقرر: منسق المقرر: منسق البرنامج: تاريخ اعتماد التوصيف: العلوم والدراسات اإلنسانية رما

بسم رلا هللا من قوله : وبعدها أمر بالهجرة إلى المد نة... إلى قوله : حتى تطلع الشمس من مغربها... وبعدها أمر بالهجرة عن بعد ان مكث النب هللاىلص ف مكة عش

المملكة العربية السعودية

AnyFileYY675SLX

الجلسة الأولى: الابتكار والملكية الفكرية

اسم المفعول

عرض تقديمي في PowerPoint

Morgan & Banks Presentation V

الدرجة والخطة الدراسية الكلية: القسم: الدفعة: الدرجة: التخصص: التخصص الدقيق: التربية العلوم اإلسالمية 1122 وما بعد بكالوريوس التربية التربية اإلسالمية

)) أستطيع أن أفعلها(( المادة : لغة عربية الصف و الشعبة: السابع االسم : عنوان الدرس: ورقة مراجعة )) العمل الفردي (( األهداف: أن يجيب الطالب على جميع اأ

طور المضغة

الشريحة 1

Sum Practical Attendence Mid

اإلحتاد املصرى لتنس الطاولة بطولة اجلمهورية املفتوحة األوىل لفردى الرباعم والربعمات حتت 12 سنة واألشبال والشبالت حتت 15 سنة صالة رقم ( 1 ) - استاد الق

االسم الكامل: معيد. الوظيفة: رمي بنت سليمان بن أمحد امللحم. المعلومات الشخصية الجنسية سعودية. تاريخ الميالد 1407/4/19 ه القسم الدراسات اإلسالمية. البر

جامعة عين شمس كلية الحاسبات و المعلومات كنترول الفرقة الرابعة بيانات الطالب )رقم الجلوس-الحالة الدراسية-االسم( النمذجة والمحاكاة نتيجة طالب الفرقة الر

REPUBLIQUE ALGERIENNE DEMOCRATIQUE ET POPULAIRE وزارة التعليم العالي والبحث العلمي Ministère de l enseignement supérieur et de la recherche scientifiq

PowerPoint Presentation

الدرجة والخطة الدراسية الكلية: القسم: الدفعة: الدرجة: التخصص: التخصص الدقيق: التربية العلوم اإلسالمية 2010 بكالوريوس التربية التربية اإلسالمية ملخص ال

المواصفات الاوربية لإدارة الابتكار كخارطة طريق لتعزيز الابتكار في الدول العربية

وزارة الرتبية الوطنية امتحان بكالوراي التعليم الثانوي الشعبة: تقين رايضي اختبار يف مادة: الرايضيات اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية الديوان الو

Diapositive 1

جامعة الانبار – قسم ضمان الجودة والاعتماد - السيرة الذاتية لعضو هيئة تدريس


19_MathsPure_GeneralDiploma_1.2_2016.indd

كلية الدراسات التطبيقية وخدمة المجتمع قسم العلوم اإلدارية واإلنسانية جدول االختبارات النهائية للفصل الدراسي األول 1440/1439 ه اليوم والتاريخ الفترة ال

قررت وزارة التعليم تدري س هذا الكتاب وطبعه على نفقتها الريا ضيات لل صف االأول االبتدائي الف صل الدرا سي الثاين كتاب التمارين قام بالت أاليف والمراجعة

الــــــرقم الــــقياسي لتكاليف اإلنــــشاءات مــشاريع األبـــــــراج ﺍﻟـــﺮﺑــﻊ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ 2017 )سنة األساس (2013 ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﺻﺪﺍﺭ : ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ 2017 الـرقم الـــ

الدرس : 1 مبادئ ف المنطق مكونات المقرر الرسم عناصر التوج هات التربو ة العبارات العمل ات على العبارات المكممات االستدالالت الر اض ة: االستدالل بالخلف ا

2 nd Term Final Revision Sheet Students Name: Grade: 4 Subject: Saudi Culture Teacher Signature 1

مقدمة حظيت الصناعة المالية اإلسالمية منذ انطالقتها باهتمام كبير من قبل المختصين والباحثين والمؤسسات العلمية الداعمة في سبيل تطوير أدواتها لمواكبة النم

الصفة المشبَّهة باسم الفاعل

15 فائدة يف شهر ذي الق ع دة 15 فائدة يف شهر ذي الق ع دة

الحل المفضل لموضوع الر اض ات شعبة تقن ر اض بكالور ا 2015 الحل المفص ل للموضوع األو ل التمر ن األو ل: 1 كتابة و على الشكل األس. إعداد: مصطفاي عبد العز

الرقابة الداخلية والرقابة الخارجية

تصحيح مادة الرياضيات شعبة الرياضيات التمرين األول : و أي ان تكون النقط بما أن و و و α β α β α β و منه الشعاعان و غير مرتبطان خطيا إذن النقط من نفس الم

السيرة الذاتية للدكتور محمد شلال العاني

Microsoft Word - ?????? ??? ? ??? ??????? ?? ?????? ??????? ??????? ????????

) NSB-AppStudio برمجة تطبيقات األجهزة الذكية باستخدام برنامج ( ) برمجة تطبيقات األجهزة الذكية باستخدام برنامج ( NSB-AppStudio الدرس األول ) 1 ( الدرس

أنواع املنح التركية 1. منح حر ان : هو برنامج لتقديم املنح للمرحلة الجامعية األولى )البكالوريوس(. ويشمل التخصصات العلمية واالقتصاد والعلوم االجتماعية.

اإلحتاد املصرى لتنس الطاولة بطولة اجلمهورية املفتوحة لفردى الرباعم والربعمات واالشبال والشبالت والناشئني والناشئات الصالة املغطاة - رأس الرب خالل الفر

الــــــرقم الــــقياسي لتكاليف اإلنــــشاءات مــشاريع األبـــــــراج ﺍﻟـــﺮﺑــﻊ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ 2017 )سنة األساس (2013 ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﺻﺪﺍﺭ : ﻣﺎﺭﺱ 2018 الـرقم الــــق

نتائج تخصيص طالب وطالبات السنة األولى المشتركة بنهاية الفصل الدراسي الثاني 1438/1437 ه يسر عمادة شؤون القبول والتسجيل بجامعة الملك سعود أن تعلن نتائج

تحليل الانحــدار الخطي المتعدد

الوحدة األولى المالمح البشرية للوطن العربي عنوان الدرس : سكان الوطن العربي أوال :أكمل الجدول التالي: 392 مليون نسمة %5.3 %39.9 %60.1 عدد سكان الوطن ال

برنامج المساعدات المادية الذكي خطوات التقديم للمساعدة المادية...2 خطوات رفع المستندات المرفوضة...10 خطوات التاكد من حالة الطلب

جملة جواب الشرط الغير جازم

التقريرالسنوي لمالكي الوحدات البيت 52 الفترة من يناير 2017 إلى ديسمبر 2017 تقارير الصندوق متاحة عند الطلب وبدون مقابل

صندوق استثمارات اجلامعة ومواردها الذاتية ( مركز تنمية أوقاف اجلامعة ) إدارة األصول واملصارف الوقفية إدارة االستثمارات الوقفية إدارة إدارة األحباث وامل

الشريحة 1

توزيع املساقات الدراسية في برامج ماكاديمية على ماقسام العلمية )1( قسم القانون الدولي العام م املساق القانون الدولي العام التنظيم الد

RAK Chamber of Commerce & Industry Studies & Information Directorate غرفة تجارة وصناعة رأس الخيمة إدارة الدراسات والمعلومات 1122/21/21 مليار درهم حجم

Ministry of Higher Education& scientific Research University of technology Department of Architecture Faculty of Staff Researches وزارة التعليم العالي

لقانون العام للمساواة في المعاملة - 10 أسئلة وأجوبة

PowerPoint Presentation

Microsoft PowerPoint - Session 7 - LIBYA - MOH.pptx

االبداع في صياغة المواقف المضحكة من خصائص الشخص ذو الذكاء: الفكاهي A. الذاتي B. اللغوي C. العاطفي D. االتصال الذي يتخذ فيه الفرد قراراته بناء على المع

التعريفة المتميزة لمشروعات الطاقة المتجددة في مصر

المحاضرة الثانية عشر مقاييس التشتت درسنا في المحاضرة السابقة مقاييس النزعة المركزية أو المتوسطات هي مقاييس رقمية تحدد موقع أو مركز التوزيع أو البيانات

المرشح ن للمقابلة المنوف ة الدفعة الثالثة وم األربعاء 7102/8/9 م م

األزهر الشريف قطاع املعاهد األزهرية عدد أوراق اإلجابة )10( ورقة خبالف الغالف وعلى الطالب مسئولية املراجعة والتأكد من ذلك قبل تسليم الكراسة الرقم السرى

حساب ختام موازنة السلطة المركز ة للسنة المال ة 2013 م قسم) 23 (:وزارة الصحة العامة والسكان فرع ( 02 ) :المعهد العال للعلوم الصح ة صنعاء

. رصد حضور المرأة في وسائل اإلعالم المحلية 2017

تحصن القرار الاداري - دراسة مقارنة

1 مراجعة ليلة امتحان الصف السابع في الدراسات اإلجتماعية. ********************************************************************************* األول السؤا

السيرة الذاتية دكتور / عاطف محمد أحمد أحمد أوال: البيانات الشخصية: أستاذ مشارك بقسم المحاسبة كلية التجارة - جامعة بنى سويف مصر والمعار لكلية الدراسات

المحاضرة الرابعة التكامل المحدد Integral( (Definite درسنا في المحاضرة السابقة التكامل غير المحدد التكامل المحدد لها. ألصناف عدة من التوابع وسندرس في ه

وزارة التعليم العالي والبـحث العلمي

حالة عملية : إعادة هيكلة املوارد البشرية بالشركة املصرية لالتصاالت 3002 خالل الفرتة من 8991 إىل مادة ادارة املوارد البشرية الفرقة الرابعة شعبة نظم امل

الرسالة األسبوعية/ الصف السادس 2018 / 9 - األحد 16 أولياء األمور الكرام : إليكم الرسالة األسبوعية وما سيتم إنجازه هذا األسبوع: األسبوع الماضي : تم اال

درس 02

PowerPoint Presentation

Date: م :17 الجودة ضمان تقرير CAD Website: app.nawroz.edu.krd Page 1 from 6

منطقة العاصمة التعليمية عدد الصفحات / مخس صفحات التوجيه الفني للغة العربية الزمن / ساعة واحدة اختبار الفرتة الثالثة يف مادة اللغة العربية للصف العاشر

Microsoft Word - Q2_2003 .DOC

منحهما جائزة "الوسام الذهبي لإلنجاز": - Monitoring Media إتحاد المصارف العربية يكر م عدنان وعادل القص ار في القمة المصرفية العربية الدولية في باريس Ta

INTERNATIONAL INDIAN SCHOOL RIYADH SA1 WORKSHEET SUBJECT: ARABIC STD.V أسنان في فرشاة صباح Write the meaning in English ينهض و معجون من نوم

Public Sector Institutions Reform & Development (in Arabic)

وزارة التعليم العالي والبـحث العلمي

نظرية الملاحظة

جمعية زمزم للخدمات الصحية التطوعية بإشراف وزارة الشؤون االجتماعية تصريح رقم )411( نظام إدارة الجودة Quality Management System إجراءات الئحة تقنية املع

التقديم الإلكتروني

SP-1101W/SP-2101W eciug niitallatini kciuq 1.0v /

وث _ 2018 اململكة العربية السعودية وزارة التعليم جامعة اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية كلية االقتصاد والعلوم اإلدارية كا ة ر سات عليا ث علمي وكال ة الدر

ABU DHABI EDUCATION COUNCIL Abu Dhabi Education Zone AL Mountaha Secondary School g-12 science section Mathematics Student Name:.. Section: How Long i

اجيبي علي الاسئلة التالية بالكامل:

جامعة عين شمس كلية التربية النوعية ة امتحان دور : ف نتيجة الفرقة : يناير األولى قسم تكنولوجيا التعليم الفرقة األولى العام الد ارسى : / ( عام

بسم الله الرحمن الرحيم الخطة الدراسية لدرجة الماجستير في قانون الملكية الفكرية ( مسار الشامل ) 022 ش 5 رقم الخطة أوال : أحكام وشروط عامة : ثانيا : ثال

بسم الله الرحمن الرحيم

النسخ:

التاريخ )2020( املجلد )بانتظار الطباعة( العدد )بانتظار الطباعة( البحث متوفرمن خالل الرابط: https://doi.org/10.37575/h/art/1696 اجمللة العلمية جلامعة امللك فيصل فرع العلوم اإلنسانية واإلدارية Creed Agreement and Disagreement between Ashaairah and Maturidiah: Roots and Causes Suleiman ben Abdul-Aziz Alrabai Aqeedah and Contemporary Doctrines Department, Faculty of Sharia and Islamic Studies, Qassim University, Qassim, Saudi Arabia االتفاق واالختالف العقدي بني األشاعرة واملاتريدية: اجلذور واألسباب سليمان بن عبدالعزيز الربعي قسم العقيدة واملذاهب املعاصرة كلية الشريعة والدراسات اإلسالمية جامعة القصيم القصيم اململكة العربية السعودية امللخص تعود أهمية هذا البحث إلى كونه يتناول جذور وأسباب االتفاق واالختالف بين األشاعرة واملاتريدية في العقائد حيث تغلب عادة-اإلشارة إلى مس ل مة اتفاقهما على دراسة خلفياته وينصرف االهتمام عن عوامل اختالفهما إلى االشتغال بتفاصيل مسائله. وغايات البحث هي الكشف عن طبيعة العالقة بين الفريقين وإخضاع األسباب املشهورة في تفسير ثنائية تقاربهما وتباعدهما لالختبار مع محاولة التعليل املوضوعي للحالتين وهي أهداف استوجبت -على املستوى اإلجرائي- جمع وتحليل تلك املقوالت واملقارنة بينها وتقييمها واستقراء أهم األسباب التي يرى الباحث وجاهتها لفهم الظاهرة املدروسة بما تستلزمه مؤشراتها من تتب ع الظروف التكوينية واملعرفية إلمامي هاتين املدرستين الكالميتين أبي الحسن األشعري وأبي منصور املاتريدي. وقد انتهت الدراسة إلى أن األسباب املتداولة في تفسير االتفاق العقدي بين ب وتأثرهما األشاعرة واملاتريدية ال تسلم من املعارضة وأن العامل الحقيقي في ذلك هو أخذهما املشترك عن ابن ك ال بطريقته وأن اختالفهما مفسر بتباين منهجيهما في النظر واالستدالل ولتعميق الرؤية في ذلك أوص ى الباحث بتسجيل رسائل علمية في املقارنات املنهجية والعلمية بين هذين الفريقين. معلومات عن الورقة الكلمات املفتاحية: الصالت العقدية الفرق الكالمية. التسلسل التاريخي للورقة: الستقبال 2014/01/20 القبول 2014/12/23 النشر )بانتظار الطباعة( 2020/04/23 النشر )في عدد( 0000/00/00 للوصول للورقة: https://doi.org/10.37575/h/rel/1696 KEYWORDS creed links, theological groups ABSTRACT The importance of this work arises from dealing with the roots and causes of agreements and disagreements between Ashaairah and Maturidiah on creeds. This work aims to detect the nature of the relationship between the two groups, to test the integrity of previously proposed reasons used to explain their agreement or disagreements, and to justify objectively such cases. To achieve these aims, data of agreements or disagreements are collected, analyzed, compared, and evaluated. The epistemological and constitutional background of the leader of both groups, Abu Al- Hassan Al-Ashaari and Abu Mansour Al-Maturydi, are also reviewed to assist on having better understanding of the situations. The findings of this work reveal that earlier reasons of creed agreements are questionable. It also indicates that the main factor is that both leaders obtained their knowledge from and were influenced by Ben Kullab. The disagreement could be explained based on the differences in their examination and argumentation methods. It is recommended that further work in comparative studies of these two groups should follow. املقدمة الحمد هلل رب العاملين والصالة والسالم على خير الخلق أجمعين نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين.. وبعد فإن البحث في علم العقيدة -وفق منهج علمي صحيح- يدل املكلف على الحق ويهديه إلى اتباع طرائق أهله في التلقي والستدلل. وكما يحصل هذا املقصد الشرعي العظيم بمعرفة عقيدة السلف من أهل السنة والجماعة ابتداء فإنه يحصل أيض ا بمعرفة مناهج ومقولت الفرق العقدية املخالفة ملنهج أهل السنة واعتقادهم ألن "فساد املعارض مما يؤيد معرفة الحق ويقويه وكل م ن كان أعرف بفساد الباطل كان أعرف بصحة الحق" )1(. ومن األحوال املرشحة للبحث في الدرسين العقدي والكالمي حالة الختالف الشديد بين الفرق والطوائف مع ما بينها من التشابه والتداخل حتى إنه ليقع من ذلك في الحدود والصطالحات - فضال عن املفاهيم واملضامين- ما ل يكاد يخطر ببال ألن األصل إذا كان فاسد ا تباينت العقول في تصوره ثم تعددت املناهج في تأسيس املعاني عليه األمر الذي ي نتج اختالف ا واسع ا في العقائد وإن تقاربت أو اتفقت في بعض املظاهر وهذا األمر نسبي بحسب )1( ابن تيمية درء تعارض العقل والنقل 258/5. * املؤلف املراسل: سليمان بن عبدالعزيز الربعي tamam888@gmail.com

2 سليمان بن عبدالعزيزالربعي. )2020(. االتفاق واالختالف العقدي بين األشاعرة واملاتريدية. املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل فرع العلوم اإلنسانية واإلدارية املجلد )بانتظارالطباعة( العدد )بانتظارالطباعة( حقيقة الخالف وطبيعته. وإذا كانت هوة الخالف بين الفرق الكالمية والعقدية تضيق وتتسع تبع ا ملا بين أصولها من التقارب والتباعد بما يجعلها مجال للمالحظة والدراسة أو ل يجعلها مرشحة لذلك فإن املشهور عن فرقتي األشعرية واملاتريدية أنهما تقاربتا في مسائل العتقاد تقارب ا كبيرا ومع ذلك و جد الخالف بينهما ويسعى البحث إلى كشف أهم أسباب التوافق والختالف بينهما وقد جعلته بعنوان: )التفاق والختالف العقدي بين األشاعرة واملاتريدية: الجذور واألسباب(. أسباب اختياراملوضوع 1. الخالف في األسباب الحقيقية لالتفاق العقدي بين األشاعرة واملاتريدية. 2. النزاع حول وجود خالف بين هاتين الفرقتين مع ما يظهر بينهما من تقارب. 3. عدم تحرير كثير من أسباب الخالف بين األشاعرة واملاتريدية. أهداف البحث 1. إجالء الخلفيات التكوينية لألشعري واملاتريدي بوصفها مقدمة لتفسير حالة التقاطع والتالقي العقدي بين مدرستيهما الكالميتين. 2. دراسة األسباب التي يفسر بها بعض الباحثين التفاق األشعري املاتريدي. 3. استقراء مؤشرات األسباب املباشرة التي يراها البحث أسباب ا مؤثرة في هذا التفاق العقدي بين الفريقين. 4. تحليل أبرز أسباب الختالف العقدي بين األشعرية واملاتريدية. مشكلة البحث من املشهور والشائع أن التقارب العقدي بين األشاعرة واملاتريدية كبير حتى قيل بأنهما فرقة واحدة ومع هذا وقع بينهما خالف في مسائل كثيرة فما جذور وأسباب التفاق والختالف العقدي بينهما هذا اإلشكال املركزي يحاول البحث اإلجابة عنه. حدود البحث سوف يكون البحث محدود ا بدراسة جذور العالقة بين األشعرية واملاتريدية وتتبع أسباب التفاق والختالف بينهما سواء األسباب املشهورة من أجل فحصها وتقييمها أم األسباب التي يتوصل إليها البحث من خالل املظان العلمية املعنية للخروج بتصور واضح ومقارب للمؤشرات املعرفية عن طبيعة الصالت العقدية الحقيقية بين هاتين املدرستين الكالميتين. الدراسات السابقة لم يجد البحث دراسة خاصة تتناول جذور وأسباب التفاق والختالف العقدي بين األشاعرة واملاتريدية. نعم ثمة إشارات في بعض البحوث العلمية كما في رسالة املاجستير ألحمد الحربي بعنوان: "املاتريدية: دراسة وتقويم ا" ورسالة الدكتوراه للدكتور بالقاسم الغالي بعنوان: "أبو منصور املاتريدي: حياته وآراؤه العقدية" إل أنهما لم توفيا هذه الظاهرة حقها ولذا رأيت من األهمية إفرادها ببحث مستقل. منهج البحث اعتمد البحث على املنهج التاريخي لرصد الجذور التي تستدعيها املقارنة املوضوعية بين فرقتي األشعرية واملاتريدية وما يتعلق بذلك من تتبع أبرز أسباب التفاق والختالف العقدي بينهما وباملنهجين التحليلي والنقدي تمت دراسة هذه املادة وتقويهما. خطة البحث يتكون البحث من مقدمة ومبحثين وخاتمة وفهرسين. فاملقدمة تضمنت تعريف ا بأهمية هذا املوضوع ثم بيان أسباب اختياره ومشكلته التي يحاول حلها وحدوده واملنهج العلمي املتبع فيه. وأما املبحث األول فهو بعنوان: جذور وأسباب التفاق العقدي بين األشاعرة واملاتريدية. واملبحث الثاني بعنوان: جذور وأسباب الختالف العقدي بين األشاعرة واملاتريدية. وفي الخاتمة رصد ألهم النتائج. املبحث األول: جذور وأسباب االتفاق العقدي بني األشاعرة واملاتريدية مع ما يدل عليه مجمل ومفصل اعتقاد األشعرية واملاتريدية من أن تقاربهما هو األصل وخالفهما استثناء منه إل أن هذا ل يعني أنهما فرقة واحدة ول أن خالفهما شكلي وصوري بالضرورة فقد تتقارب املقولت العقدية لدى فرق ما في مسائل أو دلئل دون أن يستلزم ذلك التفاق التام أو األغلبي فضال عن أن تكون تلك الفرق شيئا واحدا من حيث ا ألصل كما ل يلزم من تقاربها العقدي أل يقع بينها خالف أو نزاع ول أنه -إن وقع- كان شكلي ا وغير حقيقي. ولهذا فكما نظر بعض الباحثين إلى مسائل الخالف بين الفرقتين على أنها دليل على أن عقيدتيهما واحدة تعليال بمحدودية الخالف أو بصوريته أو بأنه في تفاصيل العتقاد أو بهذه األمور مجتمعة )2( نظر إليها -في املقابل- آخرون على أنها دليل على عكس ذلك تمام ا بأن األشعرية واملاتريدية فرقتان متغايرتان بحمل طبيعة الخالف على الحقيقة واملعنوية وأن له أثرا في تمايز عقيدتيهما وافتراقهما )3( ويبقى ذهاب فريق ما إلى الستقالل أو بمزيد اختصاص بمعرفة حقيقة وطبيعة هذا الخالف مجرد دعوى ليس طرفها النافي لحقيقته ومعنويته وأثره بأولى من طرفها املثبت لذلك كله. إل أن الذي يعنينا بدرجة أساس هنا- هو تتبع الجذور واألسباب التي تفسر طبيعة وحقيقة التفاق والختالف العقدي بين الفريقين وهذا وذاك مما سوف يتضمنه مبحثا هذه الدراسة بإذن هللا تعالى. وألننا في سياق الحديث عن جذور وأسباب التفاق يمكن القول في فاتحته إنه ل يقابل حقيقة التقارب بين عقيدتي األشاعرة واملاتريدية إل حقيقة تاريخية تمثل النقيض املوضوعي لها وهي عدم لقاء إماميهما بالرغم من تعاصرهما الزمني. فأبو الحسن األشعري -رحمه هللا- عاش أكثر حياته في بصرة العراق حتى ل قب بالبصري ثم انتقل إلى بغداد إلى أن وافته املنية فيها سنة 324 ه )4( وفي املقابل لم يغادر أبو منصور املاتريدي -رحمه هللا - بالد ما وراء النهر وتحديد ا مدينة سمرقند التي بها توفي في حدود سنة 333 ه طوال حياته )5( ومن ثم فهما لم يلتقيا لقاء شخصي ا فضال عن أن يكونا قد اجتمعا في الطلب على شيخ فأخذا منه مأخذا واحدا أو متقارب ا بحيث يفسر توافق وتقاطع مقولتهما وآرائهما العقدية بل إن الغالب على الظن - فيما هو أبعد من ذلك- أن الرجلين لم يعرف أحدهما اآلخر بدليل أن األشعري استقص ى في كتابه املوسوعي "مقالت اإلسالميين" عقائد ومقولت امللل والطوائف والفرق املختلفة حتى إنه حكى األقوال املنفردة وتتبع اآلراء الشاذة ومع ذلك لم يجر في كتابه هذا - فضال عن غيره- ذكر للماتريدي ول ( وكذلك األمر بالنسبة ملدى معرفة املاتريدي 6( إشارة إلى املاتريدية اب املقالت كابن النديم في )6 ) ل يختص األشعري بعدم معرفة أبي منصور املاتريدي بل هو واقع كثير من مؤرخي الفرق وك ت "الفهرست " وابن حزم في "الف ص ل " والبغدادي في " الف رق " وابن خلدون في "املقدمة " وغيرهم. انظر: خليف مقدمة كتاب التوحيد للماتريدي ص 9. والحربي املاتريدية دراسة وتقوي ما ص 84-79. وانظر في أسباب ذلك: الغالي أبو منصور املاتريدي حياته وآراؤه العقدية ص 43 وما بعدها. )2( انظر: فودة مقدمة شرح مسائل الختالف بين األشاعرة واملاتريدية لبن كمال باشا ص 16. ومحمد وحمادي أبو منصور املاتريدي ودوره في نشأة املاتريدية ص 594. )3( انظر: قاسم مقدمة تحقيق كتاب مناهج األدلة في عقائد امللة لبن رشد ص 123. )4( انظر: ابن خلكان وفيات األعيان 446/11. )5( انظر: القرش ي الجواهر املضي ة في طبقات الحنفية 562/2.

3 سليمان بن عبدالعزيزالربعي. )2020(. االتفاق واالختالف العقدي بين األشاعرة واملاتريدية. املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل فرع العلوم اإلنسانية واإلدارية املجلد )بانتظارالطباعة( العدد )بانتظارالطباعة( باألشعري حيث إنه لم يذكره في كتبه ومصنفاته ألن أبا الحسن لم ي عرف ويشتهر في بلده العراق نفسه إل بعد وفاته ووفاة أبي منصور املاتريدي بزمن طويل وهو ما يكون معه عدم معرفة األشعري فيما وراء العراق من بالد راجح ا من باب أولى )7(! هذا اإلشكال الناتج عن تقارب األشعرية واملاتريدية مع عدم لقاء إماميهما بل عدم معرفة أحدهما اآلخر اختلفت إجابات الدارسين عنه ومما ذكروه من األسباب ما يلي: 1. أن اتفاقهما كان بسبب اتحاد غاية الفريقين باجتماعهما في الرد على )8 ). ورغم أن الحكم بخصومة األشاعرة واملاتريدية الخصم املعتزلي للمعتزلة ليس على إطالقه ألن الخصومة األولى مقيدة بمتقدميهم ) 9( دون متأخريهم الذين تماهوا بالعتزال مع التصوف والفلسفة والخصومة الثانية مقي دة باملسائل املختلف فيها دون ما تناصر فيه )10 ) فإن النظر يدل على أن هذا الفريقان من مسائل وهي كثيرة التعليل ل يمكن أن يكون سبب ا وجيه ا أو مقدمة تبنى عليها نتيجة صحيحة ألن التقارب -أو حتى التفاق- في الرد ل يستلزم تطابق عقائد أهله والشواهد غير متناهية في توافق وتوارد الردود مع اختالف عقائد الرادين اختالفا بي ن ا في عقائد أهل امللل ومقولت أرباب الفرق ومن املستقر أن الردود ومناهجها تختلف باختالف املقدمات والغايات وقد تتشابه فيها النتائج وربما تتوافق بعض ا أو كثيرا من التفاق فكيف إذا تشابهت مناهجها كحال بعض الفرق الكالمية )11( بما يكون معه تشابه الردود أمرا متوقع ا كما أنه لو كان اتحاد الخصم سبب ا للقول باتفاق العقائد للزم طرده على كثير من العقائد املتباينة ولدخل في حكم التوافق العقدي مع هاتين الفرقتين اللتين نحن بصدد دراسة عالقتهما كثير من الفرق التي تمثل نقيضهما في املنهج ومضامين العتقاد. 2. وفس ر آخرون التقارب األشعري املاتريدي في العقيدة بالتفاق املنهجي وفضال )12( ببقاء الستدلل السؤال عن سبب الذي أن هذا عب روا عنه الحكم من بالتوسط قبيل بين تحصيل العقل والنقل الحاصل في عن كون منهج هاتين الطائفتين وسطي ا -على فرض صحة النتيجة- معلق ا دون إجابات )13 ) وكونه -وفق الفرضية السابقة- يستلزم الدور ول يؤدي إلى نتيجة محددة في املسألة فهو كذلك من اإلطالق املرسل من جهة أنه مبني على فرضية غير مسلمة بأن األشعرية واملاتريدية تمثالن الوسطية في منهج الستدلل على مسائل العتقاد كما يستبطن معنى مدفوع ا -بدللة الفحوى ومفهوم املخالفة- بأن عقائد غير هاتين الفرقتين ليست وسطية وهو ما ل ي وافق عليه ناهيك -من وجه رابع- عن أن هذا املفهوم ليس أمرا متفق ا عليه حتى عند من يذهبون إلى القول بل الجزم بوسطيتهما في الجملة حيث يرى بعضهم أن األشعرية واملاتريدية فرقتان مختلفتان في حقيقة الوسطية وأن املاتريدية أقرب إليها من األشعرية ويعبرون عن هذا بقولهم: إن "األشاعرة في خط بين العتزال وأهل الفقه والحديث واملاتريدية في خط بين املعتزلة واألشاعرة" )14(! ومن ثم فهذه الوسطية املنسوبة إلى الفريقين ليست وسطية مطلقة بل هي نسبية كما أنها ليست وسطية مستقلة وإنما بمعنى إضافي. والغاية التي يريد البحث لفت النظر إليها من هذا السياق هي أن أمر التقارب األشعري املاتريدي في العتقاد أبعد وأعمق من أن يفسر بسبب عارض أو جزئي من قبيل اتحاد أو تقارب الرد على خصم أو خصوم ما فضال عما سبقت اإلشارة إليه من أن الواقع يدل على إمكان تشابه وتقاطع الردود مع اختالف العقائد كما أن التقارب بين هذين الفريقين أبعد وأعمق من دعوى الوسطية في املنهج لديهما ففضال عن أن هذا الحكم - وسطية املنهج- غير صحيح كما تقدم قريب ا فهو غير منضبط لوجود شواهد على خالفه في عقيدتي الفريقين وفي منهجيهما )15( وإذا كان ذلك كذلك فالذي يظهر للبحث -وهللا أعلم- أن سبب التقارب العقدي بين الفريقين راجع إلى التقاء إماميهما في نقطة اشتراك أساسية وعميقة وإن لم يتواطآ ويتفقا عليها وأن هذه النقطة املركزية املهمة حملت معالم األصول واملناهج واملضامين التي اشترك فيها الفريقان وصبغت عقيدتيهما فيما بعد. إن التتبع املنهجي الدقيق للمؤثرات العلمية في شخصيتي إمامي هاتين الفرقتين -أبي الحسن األشعري وأبي منصور املاتريدي- يقود إلى ما يمكن أن يكون وسيلة أولي ة ومحورية في تعيين هذه النقطة ومن ثم تقريب القضية وإزالة وحشة املقارنة بينهما مع ما قيل سلف ا من عدم لقائهما بل عدم معرفة أحدهما ا آلخر وهذه اإلشارة متمثلة في أن الرجلين عاشا م ناخا تكويني ا متقارب ا و أنهما خاضا -باإلضافة إلى ذلك - تجربة متشابهة من حيث املعرفة التي أفاداها ومن حيث الردود واملناظرات مع املخالفين ولعل املدخل إلى استقراء ذلك امل ناخ وبيان تلك التجربة هو في معرفة العقائد واألفكار املؤثرة في عصر الرجلين. لقد كان العتزال ضارب ا أطنابه وجذوره قبل زمن األشعري واملاتريدي وامتد ذلك - نوع ا ما- حتى الفترة التي عاشا فيها بسبب دعم بعض خلفاء بني العباس له واستغالل املعتزلة لهذا الدعم بحمل الناس عليه بالقوة وجبر )16 ) ومع نجاحهم -أعني املعتزلة- في إشاعة علم الكالم في أبواب اإلكراه 17( ) إل أن العقائد وإدخال الطرق الفلسفية في مناهج الستدلل عليها النفوس اشتكت من سطوتهم والقلوب نفرت منهم لستغاللهم السلطة في نشر وإشاعة مذهبهم من خالل امتحانهم الخاصة والعامة فيه )18( فانتدب بعض العلماء والنظار أنفسهم للرد على املعتزلة ومن دار في فلكهم من عبدهللا بن ) 19( املعطلة ومناظرتهم وكان ممن تصدوا لهذا الشأن املهم سعيد القطان )كان حي ا قبل 240 ه( الذي ي عد من رؤوس املتكلمة بالبصرة حيث جادلهم على وفق طرائق املتكلمين فغلبهم وأفحمهم ولهذا ل قب ب لشدة جذبه مناظريه ومغالبته إياهم بحججه بي أو بابن كال بالك ال ب الش يء بقوة )20( ونتج عن هذا انتشار وحسن منطقه كما يجذب ا لك ال معتقده وذيوع كتبه ومصنفاته واجتماع الطالب عليه وأخذهم طريقته وكان هذا الرجل املتكلم اختط في العتقاد في ذلك الوقت -وفي الصفات خاصة- طريق ا ثالثا بين معتقد أهل السنة ومعتقد املعطلة يقوم على إثبات الصفات الخبرية وتأويل الصفات الفعلية املتعلقة باملشيئة يقول شيخ ب صنفين: اإلسالم ابن تيمية )ت: 728 ه(: "كان الناس قبل أبي محمد بن ك ال فأهل السنة والجماعة يثبتون ما يقوم باهلل تعالى- من الصفات واألفعال التي يشاؤها ويقدر عليها والجهمية من املعتزلة وغيرهم تنكر هذا وهذا ب قيام الصفات الالزمة به ونفى أن يقوم به ما يتعلق فأثبت ابن ك ال بمشيئته وقدرته من األفعال وغيرها" )21( وألن كثيرا من املتكلمين املخالفين للجهمية وللمعتزلة -من سائر الفرق والطوائف التي خالفتهم- لم يستطيعوا التخلص من النزعة الكالمية املنتشرة في مناهج الستدلل آنذاك فقد ب واملهم هنا اإلشارة إلى أن األشعري واملاتريدي تأثروا بمنهج وطريقة ابن ك ال )7( انظر: األفغاني املاتريدية وموقفهم من األسماء والصفات اإللهية 242/1. )8( انظر: أبو زهرة تاريخ املذاهب اإلسالمية ص 185. )9( انظر: صبحي في علم الكالم: األشاعرة ص 280-279. )10( انظر: املغربي حقيقة الخالف بين املتكلمين ص 84-59. )11( انظر: املغربي الفرق الكالمية اإلسالمية: مدخل ودراسة ص 46-17. )12( انظر: مدكور في الفلسفة اإلسالمية: منهج وتطبيق ص 56 املغربي إمام أهل السنة والجماعة أبو منصور املاتريدي وآراؤه الكالمية ص 424. )13( انظر: املحمود موقف ابن تيمية من األشاعرة 432/1. )14( أبو زهرة تاريخ املذاهب اإلسالمية ص 185. وانظر: الكوثري مقدمة تبيين كذب املفترى لبن عساكر ص 27. و. )15( الخالف بين األشعرية املاتريدية في املنهج والعقائد ل يمكن حصره لكن يمكن اإلحالة إلى بعض املصادر التي ع نيت بموارده. انظر على سبيل املثال: الغالي أبو منصور املاتريدي حياته وآراؤه العقدية ص 27-23 و. األفغاني املاتريدية وموقفهم من األسماء والصفات اإللهية 384-381/1. )16( انظر: الطبري تاريخ األمم وامللوك. 197/7 )17( انظر: البندر مذهب املعتزلة من الكالم إلى الفلسفة ص 91. )18( انظر: جار هللا املعتزلة ص 180. )19( لم تعرف عقيدة املعتزلة منه جا في الرد أقوى من منهج أهل السنة لكن الكالم هنا هو عن منهج خاص في الرد وهو الذي خالطته األوجه الكالمية واملنهج أنه ي قبل صوابه ويرد خطؤه يقول اإلمام ابن تيمية: "أبو محمد عبدهللا بن ب القطان له فضيلة ومعرفة رد بها على الجهمية واملعتزلة نفاة الصفات..". ابن تيمية النبوات 358/1. سعيد بن ك ال )20( انظر: الذهبي سير أعالم النبالء 174/11 وما بعدها. والسبكي طبقات الشافعية الكبرى 52-51/2. )21 ) ابن تيمية درء التعارض 6/2.

4 سليمان بن عبدالعزيزالربعي. )2020(. االتفاق واالختالف العقدي بين األشاعرة واملاتريدية. املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل فرع العلوم اإلنسانية واإلدارية املجلد )بانتظارالطباعة( العدد )بانتظارالطباعة( كانا من أبرز الذين يمثلون آثار اعتزالية في اعتقاديهما. هذا املنزع من الن ظار وأئمة املتكلمين مع بقاء فاألشعري الذي سلخ من عمره أربعين سنة كاملة على معتقد املعتزلة مالزم ا ألبي علي الجبائي )ت: 303 ه( ومك با على علم الكالم )22( ملا رجع عن العتزال ب في مسائل ورد على أئمته ونقض عقائدهم اعتقد طريقة ابن ك ال كثيرة )23( ألنه "لم يعرف غيرها فإنه لم يكن خبيرا بالسنة والحديث وأقوال الصحابة والتابعين وغيرهم" )24( وعلى هذه العقيدة اجتمع مريدوه وطالبه وفي ضوئها صنف ج ل مصنفاته حتى التي وافق فيها جملة منعقائد السلف في عدد من األبواب واملسائل فذاعت هذه العقيدة على أنها عقيدة األشعري ب الذي درس اسمه مع وهي -في الواقع- مستفادة من عقيدة ابن ك ال الزمن )25( مع تأثر أبي الحسن بعقيدة السنة وميله الذي استعلن به إلى أصحاب الحديث وموافقة اإلمام أحمد في بعض كتبه )26(. ب كان مستقر ا ومن املالحظ أن هذا "الصدور" األشعري عن معتقد ابن ك ال عند العارفين بمقولت الفرق والطوائف كشيخ اإلسالم ابن تيمية -رحمه ب نسبة صريحة هللا- ولذا فهو ينسب األشعري أحيان ا- إلى عقيدة ابن ك ال بية واألشع رية باعتبار الفروق مع أن منهجه العام هو املمايزة بين الك ال العقدية بينهما ومن املواضع التي نسب فيها اإلمام ابن تيمية أبا الحسن إلى بية ما جاء عند حديثه عن مسألة العالقة بين الخلق واملخلوق حيث الك ال يقول في ذلك: "وطائفة قالت: الخلق هو املخلوق وهو قول كثير من بية كاألشعري وأصحابه.." )27(. املعتزلة وقول الك ال كما فعل شيخ اإلسالم ابن تيمية ذلك مع بعض أكابر أصحاب األشعري كأبي ب وهو ما يش عر أن املعالي الجويني )ت: 478 ه( حيث نسبه إلى ابن ك ال بية تمثل خلفية املعتقد األشعري وأن األشعري استقر عليها العقيدة الك ال بأخ رة يقول وهو في سياق مناقشة أحد منكري الصفات: "وحقيقة األمر )28 ) ألنها هي املشهورة عند املتأخرين من أنك أثبت هذه الصفات السبع بية كأبي املعالي وأمثاله أنها من العقليات " )29( وربما أطلق ابن تيمية الك ال بية" على بعض أئمة متأخري مذهب األشاعرة )30( مصطلح "متأخري الك ال ب وهذا وذاك دالن بصفة صريحة على أن األشعري يعتقد عقيدة ابن ك ال وأن ما انفرد به بعد- من مقولت ب نيت -بشكل عام- على أساس من بية والتأثر بها. مقولت وعقائد الك ال وأما أبو منصور املاتريدي فاختلف األمر بالنسبة إليه من حيث الظروف واملقدمات إل أنه اتفق في املآل الذي انتهى إليه األشعري من حيث كونهما بية في الحقيقة فقد انتشرت هذه العقيدة في صارا داعيين للعقيدة الك ال ب الكثيرة والشديدة مع أئمة أقاليم بالد ما وراء النهر بعد مناظرات ابن ك ال بية الذين كان لبعضهم املعتزلة )31( وزاد من انتشارها وجود بعض أئمة الك ال -وخاصة أبو العباس القالنس ي )ت: 255 ه( الذي اقترن اسمه باسم ابن بية ب )32( - تأثير كبير في تلك األنحاء )33( لكن يبدو أن انصراف أئمة الك ال ك ال املشهورين عن الرد على املعتزلة وانشغالهم بجدال بعض أهل الحديث وما جرى بسبب ذلك من األحداث كفتنهم املشهورة مع اإلمام ابن خزيمة )ت: 240 ه( في صفات األفعال )34 ) جعل املاتريدي ينتدب نفسه للرد على املعتزلة )35( خاصة بعد تكاثرهم في بالد سمرقند وتواردهم إليها وما حولها من أقاليم إثر خروجهم من بغداد بعد إنهاء محنة القول بخلق القرآن على )36 ) فظهر اعتقاده يد الخليفة املتوكل )ت: 247 ه( وغلبة السنة فيها واشتهرت طريقته ووفد عليه طالب العلم من مدن ما وراء النهر ونسبوا العقيدة التي أفادوها في مجالسه ودروسه ومناظراته إليه مع أنها -في ب )37(. الحقيقة- ليست إل عقيدة ابن ك ال بية صريحة وقد جاءت اإلشارة إلى أن املاتريدي كان يعتقد عقيدة الك ال ) 38( بإقرار من أحد أبرز أئمة املذهب وهو أبو املعين النسفي )ت: 508 ه( عندما ناقش -وهو في سياق شرح مفهوم صفة التكوين - مواقف املخالفين لهم في هذا العتقاد حيث أشار إلى أن أحد ألد خصومهم من الكر امية وهو محمد بن الهيصم )كان حي ا سنة 425 ه( ملا أراد صرف األنظار عن ضعف معتقده في الصفات ش نع وأنكر على من قال بصفة التكوين ثم ب أراد التنفير والتحذير ممن يقول بذلك ف " ن س ب ه إلى املنتسبين إلى ابن كال من أهل مرو وسمرقند عنى بذلك عبدهللا بن سعيد القطان وإنما نسبهم إليه ألن أهل السنة والجماعة كانوا ينتسبون إليه.." )39(. كما يشير اإلمام ابن تيمية -في بعض املواضع- إلى أن املاتريدي من أتباع ابن ب ويصفه باملحقق في املذهب )40(. ك ال 41( ) فإن بية كثيرة وإذا كانت دلئل تأثر العقائد األشعرية بالعقائد الك ال ب في عقائد املاتريدية متوافرة وكثيرة كذلك وهو ما موارد معتقد ابن ك ال جعل بينها وبين العتقاد األشعري أوجه اتفاق عديدة بل إن املعتقد الذي اشتهرت وانفردت به املاتريدية من بين سائر الفرق والطوائف -وهو القول بصفة "التكوين" وأنها من الصفات األزلية هلل -عز وجل- لتف سر بها أفعاله وصفاته الختيارية املتعلقة بمشيئته وإرادته- كان املاتريدية متأثرين فيه )42( ب وفي بيان هذا يقول اإلمام ابن تيمية رحمه هللا: "ومنهم بعقيدة ابن ك ال من قال: بل فعل الرب قديم أزلي وهو من صفاته األزلية وهو قول قدماء ملا وقع بينه وبينهم بسبب )43( بية وهو الذي ذكره أصحاب ابن خزيمة الك ال هذا األصل )44( فكتبوا عقيدة اصطلحوا عليها وفيها: إثبات الفعل القديم بية يقولون: إنه ل يتكلم بمشيئته األزلي. وكان سبب ذلك أنهم كانوا ك ال وقدرته بل كالمه املعي ن لزم لذاته أزل وأبدا " )45(. بية من لدن األشعري واملاتريدي إضافة وإذ ا فهذا األخذ من العقيدة الك ال إلى تأثرهما بالعتزال هو -في نظر البحث- السبب الرئيس في اتفاق معتقديهما في مسائل وتقاربه في مسائل أخرى لكن مع مالحظة أن هذا التقارب لم يكن قاصرا على الرجلين وإنما وقع لكل من سلك طريقة ابن ب من املتكلمين وإن كان انتسابهم العقدي في الظاهر مخالف ا فإن ال ب ك "بعض هؤلء وإن كانوا منتسبين إلى اإلمام أحمد فهم يوافقون ابن ك ال بية وأمر بهجر الحارث املحاسبي على أصله الذي كان أحمد ينكره على الك ال )22( انظر: ابن عساكر تبيين كذب املفتري على أبي الحسن األشعري ص 43. )23( انظر: ابن تيمية مجموع الفتاوى. 178/12 )24( ابن تيمية منهاج السنة النبوية. 9/8 بية العقدية وأثرها في األشعرية في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة ص 55. )25( انظر: الشاللي آراء ال ك ال )26( انظر في ذلك: األشعري مقالت اإلسالميين م 2-1 ج 325/1. واألشعري اإلبانة عن أصول الديانة ص 43. )27 ) ابن تيمية درء التعارض 339/1. )28( يعني الصفات التي يثبتها األشاعرة بالعقل ويسمونها صفات املعاني وهي: الحياة والقدرة واإلرادة والعلم والسمع والبصر والكالم. انظر: الجويني اإلرشاد إلى قواطع األدلة في أصول العتقاد ص 29. )29( ابن تيمية شرح العقيدة األصفهانية ص 32. )30( انظر: ابن تيمية مجموع الفتاوى 433/7. )31( انظر: املغربي إمام أهل السنة والجماعة أبو منصور املاتريدي وآراؤه الكالمية ص 17 ص 422. )32( انظر: الشهرستاني امللل والنحل. 105 44/1 )33( انظر: املحمود موقف ابن تيمية من األشاعرة 467/1. )34( انظر في تفصيلها: ابن تيمية مجموع الفتاوى 169/6. )35( انظر: الغالي أبو منصور املاتريدي حياته وآراؤه العقدية ص 67. )36( انظر: املقدس ي أحسن التقاسيم في معرفة األقاليم ص 323. )37( انظر: ابن تيمية درء التعارض 84-78/2. )38 ) ي عد أبو املعين النسفي في املاتريدية كالقاض ي أبي بكر الباقالني في األشعرية. انظر: الغالي أبو منصور املاتريدي حياته وآراؤه العقدية ص 19. )39( النسفي تبصرة األدلة في أصول الدين 310/1. )40( انظر: ابن تيمية مجموع الفتاوى 431-430/7. بية العقدية وأثرها في األشعرية في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة ص 57 وما بعدها. )41( انظر: الشاللي آراء ال ك ال )42 ) يعني املتكلمين. )43 ) من أبرزهم أبو علي محمد بن عبدالوهاب الثقفي وأبو بكر أحمد بن إسحاق الصبغي. انظر: ابن تيمية درء التعارض 76/2. )44( أي ملا وقع بينهم نزاع وفتنة. )45 ) ابن تيمية مجموع الفتاوى 662/7.

5 سليمان بن عبدالعزيزالربعي. )2020(. االتفاق واالختالف العقدي بين األشاعرة واملاتريدية. املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل فرع العلوم اإلنسانية واإلدارية املجلد )بانتظارالطباعة( العدد )بانتظارالطباعة( من أجله كما وافقه على أصله من أصحاب مالك والشافعي وأبي حنيفة.. في مسائل متعددة من مسائل الصفات وما يتعلق بها كمسألة خلق )46 ) لكن اشتهر توافق األشعري واملاتريدي باشتهارهما وكونهما القرآن" رأسين يدعوان لهذا العتقاد. وثمة سبب آخر لالشتراك بين األشعري واملاتريدي وإن كان -في رأيي- ل بية إل أنه يبقى سب با ذ ا أهمية وهو تأثرهما يضاهي التأثر بالعقيدة الك ال بالعتزال خاصة من الناحية املنهجية مع أن موارد ذلك في املعتقدين مختلفة في املضامين وحجم املسائل العقدية )47( إل أنه سمة لهما في أصل الستدلل ولهذا سماهم اإلمام ابن تيمية تسمية لفتة هي "معتزلة ب وما أضافوه إليها من بية" إشارة إلى ما وافقوا فيه عقيدة ابن ك ال الك ال عقائد املعتزلة فقال في كالم ي بي ن فيه عقيدة ابن عربي )ت: 638 ه(: "فأول بية الذين ينفون الصفات الخبرية ويثبتون ما ي ظه ر اعتقاد معتزلة الك ال )48 ) ومن املعلوم أن املاتريدية هم الذين الصفات السبعة أو الثمانية" يثبتون ثماني صفات حيث يزيدون على الصفات السبع التي يثبتها األشاعرة صفة التكوين )49(. والغريب أن سبب ا مهم ا ورئيسي ا كهذا السبب يغيب -إذا نحن استبعدنا فرضية الترك املتعمد- عن الذين ع نوا ببحث ودراسة أسباب التقارب األشعري املاتريدي في مسائل العتقاد ول سيما أن ما ذكروه من األسباب ل يسلم من املعارضة عند أدنى نظر كما سبقت اإلشارة إلى هذا املعنى في فاتحة املبحث فضال عن أنها لو كانت أسباب ا صحيحة -على سبيل التنزل- لم تكن مؤثرة إلى القدر الذي بلغته العقيدتان من التقارب والتفاق. وبعد فإنه ل يعني التقارب والتوافق العقدي األشعري املاتريدي -وإن كان ظاهرا ومتوافرا- التطابق بين عقيدتيهما بل يمكن أن نقرر -مطمئنين- أن ثمة خالف ا وفروقا كثيرة بينهما في املناهج وفي املضامين لعدد من األسباب التي ستتضح في املبحث الثاني التالي بإذن هللا تعالى. املبحث الثاني: جذور وأسباب االختالف العقدي بني األشاعرة واملاتريدية من املالحظات السلبية على بعض املناهج العلمية أنها ربما غل بت في أحكامها آراء أو نتائج ذهنية دون أن تكون مستوفية للشروط العلمية واملوضوعية من قبيل العتماد على النظرة الجزئية في الظاهرة املدروسة والتفسير الداخلي الخاص بكل مسألة أو قضية منها على حدة دون العناية بالنظرة الكلية والتحليل املنهجي العام بما يحد من إمكانية اختبار النتائج أو ما يسميه علماء املنهجيات بالتحليل وإعادة التركيب )50( ومن نماذج ذلك في الدراسات املعنية بتحليل واستقراء ظواهر التأثر والتأثير بين الفرق والطوائف العقدية التأسيس على حالت التشابه أو حالت التنافر بين الفرق واملذاهب إلطالق أحكام عامة عليها مع أنها تمثل حالت نسبية غير مطلقة بحيث ل تتفق النتائج مع املقدمات على كل حال ومن مظاهره املهمة والدالة -على سبيل املثال- التأسيس على نسبية التشابه والتوافق بين العقيدتين األشعرية واملاتريدية في عديد من مسائل العتقاد من أجل إطالق القول بتطابقهما التام ومن ثم تفسير حالت الختالف الواقعة بين الفريقين بما ل يتناقض مع هذا اإلطالق إل أنه كما تغري كثرة ووضوح مظاهر التوافق في قضية أو ظاهرة ما على بحث أسبابه والكشف عن عوامله وبواعثه فاملنهج العلمي املوضوعي يقتض ي النظر إلى نقاط الختالف في املسألة نظرة موضوعية مشابهة كما أنه يحمل الباحث املنصف على تتبع حقيقة أسبابه وإبراز عوامله خارج التفاصيل الجزئية لختبار صحة فرضية التفاق املطلق من عدم صحة ذلك. ونحن إذا أردنا أن نربط هذا املطلب بسابقه ذك رنا بما قيل في أوله من أنه من غير الدقيق التعليل الذي فس ر به بعض الدارسين -ضمن تعليالت وتفسيرات أخرى- التقارب بين األشعرية واملاتريدية متمثال في اتفاق إمامي الفرقتين في املنهج فيما عب ر عنه بعضهم كما سبق ب"التوسط في الستدلل بين العقل والنقل" وذلك لإليرادات والتعقبات التي تقدمت وع رض لها من قبل بل يمكن أن نعكس املسألة بالذهاب إلى أن مظاهر الخالف العقدي بين هاتين الفرقتين تعود إلى اختالف منهجي ما لدى إماميهما فإن املطلع على عقائد الفريقين بتفاصيل مسائلها وأدلتها وتوجيه أئمة كل فريق لها عقدي ا وكالمي ا ل يسعه إل اإلقرار بحقيقة وجود هذا الختالف بينهما وإن كان التفاق هو األصل يقول أحد الباحثين وهو يقرر أن األصل هو التوافق العقدي بين املعتقدين األشعري واملاتريدي: "فاملاتريدية واألشاعرة متفقون في املذهب أما من الناحية املنهجية فإن بينهم بعض الختالف" )51(. ويقول باحث آخر في املعنى نفسه: "فاألشاعرة واملاتريدية رغم أنهما اتفقا على املنطلق والغاية إل أنهما -فيما نتوقع- يختلفان في الوسائل والنتائج فاملاتريدية نظرا لخلفيتها املرجعية في الحتفاء بفكر أبي حنيفة الذي يعلي من شأن الجتهاد والعقل أو تغليب الدراية على الرواية في بعض األحيان بخالف األشعرية التي تنتمي في خلفيتها املرجعية إلى الفكر الشافعي" )52(. وعليه فإنه وإن خالف الباحثون في سبب تباين األشعرية واملاتريدية عقدي ا واختلفنا معهم نحن في دقة اإلحالة إلى خلفيته العقدية الحقيقية فإنهم يقرون بوقوع الختالف وحصول ش يء من التباين املنهجي والعقدي بين الفريقين وأما إذا أردنا التدقيق في سبب التباين فالحقيقة أنه بخالف ما ل له في النص السابق ألن خلفية منهج املاتريدي بتغليب العقل وجعله ع ل ح ك م ا ومهيمن ا على النقل لعتقاد قطعية األول وظنية الثاني )53( ل تعود إلى اإلمام أبي حنيفة رحمه هللا فإن منهجه في التلقي والستدلل يقوم على التسليم ألدلة الوحي وعدم معارضتها بالعقل وعليه فهي خلفية ومنهجية مباينة ملنهج املاتريدية عند أدنى مقارنة )54( وإنما انتسبت كثير من الفرق واملذاهب إلى أبي حنيفة لنشر عقائدها املخالفة لعقيدة السلف في أبواب العتقاد وإن صح انتسابها إليه في مسائل الفروع وعلى مستوى األصول فإن الحنفية الكاملة التي يصح انتسابها إلى هذا اإلمام هي التي اتبعت طريقته )55 ) وفي املقابل فإن اإلمام الشافعي -رحمه هللا - العقدية السنية إجمال ليس مرجع ا للمنهج الستدللي الذي سلكه أبو الحسن األشعري بل منهجاهما في ذلك مختلفان تمام الختالف حيث كان الشافعي يتلق ى العتقاد باألصلين العظيمين الكتاب والسنة وكان يستدل بهما وفق منهج التسليم ملدلولهما ويؤسس عليهما في العقيدة ول يغالبهما بعقل ول بغيره من األدلة بما جعل منهجه مطرد ا في اإلثبات والتسليم املطلقين بخالف أبي الحسن األشعري فإنه تأثر في منهجه بطرائق املتكلمين في بعض املسائل العقدية الكبار خاصة مسألة تعلق صفات األفعال باملشيئة )56(. وكون األشعري منتسب ا إلى الشافعي واملاتريدي منتسب ا إلى أبي حنيفة ل يلزم منه إلحاق منهجيهما ومعتقديهما بهذين اإلمامين وغاية أمرهما أنهما كانا من متكلمي املذهبين ونظ اره املشهورين في األصول مع انتسابهما إليه - نسبة صحيحة- في الفروع غالب ا )57( وأما في مسائل العتقاد فإنهما وافقا )46( املصدر السابق 433/7. )47( للتوسع انظر: موس ى املسالك في الخالفيات بين املتكلمين والحكماء ص 72. 143 والعتيبي أثر الفكر العتزالي في عقائد األشاعرة ص 11. والحربي املاتريدية: دراسة وتقوي ما ص 502. )48 ) ابن تيمية مجموع الفتاوى. 113/2 )49( انظر: البزدوي أصول الدين ص 43 وما بعدها والنسفي بحر الكالم ص 90. )50( انظر: شي ا مناهج التفكير وقواعد البحث في العلوم اإلنسانية والجتماعية ص 108. والدسوقي منهج البحث في العلوم اإلسالمية ص 109. )51( أحمد منهج األشاعرة واملاتريدية في علم الكالم ص 231. )52( سيدبي في علم الكالم: منهج وتطبيق ص 101. )53( انظر: التفتازاني شرح العقائد النسفية ص 21-19. )54 ) انظر: الخمي س أصول الدين عند اإلمام أبي حنيفة ص 577. )55( انظر: اللكنوي الرفع والتكميل في الجرح والتعديل ص 179-178. )56( انظر: العقيل منهج اإلمام الشافعي في إثبات العقيدة ص 80 وما بعدها. )57( انظر: ابن تيمية مجموع الفتاوى 438/8.

6 سليمان بن عبدالعزيزالربعي. )2020(. االتفاق واالختالف العقدي بين األشاعرة واملاتريدية. املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل فرع العلوم اإلنسانية واإلدارية املجلد )بانتظارالطباعة( العدد )بانتظارالطباعة( ب ول سيما في أخص ما انفردت به وهو نفي الصفات عقيدة ابن ك ال الختيارية عن هللا أي نفي قيامها بذاته وتجددها وتعلقها باملشيئة )58(. والذي يهمنا هنا أن الراجح في سبب الختالف العقدي بين األشعرية واملاتريدية -في نظر البحث- هو اختالف منهجي إمامي الفرقتين مع اجتماعهما في أصله املؤثر من جهة غلبة املنهج الكالمي عليهما في التلقي والستدلل )59( وإن اختلفا في درجة هذا التأثر فلقد كان األشعري أقرب إلى اعتبار منهج أهل السنة وطريقتهم في بعض املسائل العقدية من املاتريدي ألسباب كثيرة ومركبة من أبرزها أنه كان قريب ا من بيئة أهل السنة متأثرا بها وهذا بخالف ما عليه أبو منصور املاتريدي الذي كان بعيد ا عن بيئة أهل الحديث واألثر قريب ا من بيئات املتكلمين مخالطا لهم هناك في سمرقند وهو األمر الذي جعله يتأثر بهم ويتبع طرائقهم في التلقي ومنهج الستدلل )60( بل إن سائر من كان من أصحاب الفرق واملذاهب العقدية إلى مخالطة ومجالسة السلف أقرب كان أكثر تأثرا بهم وفيما يخص األشاعرة واملاتريدية فإن "العراقيين املنتسبين إلى أهل اإلثبات من أتباع ب كأبي العباس القالنس ي وأبي الحسن األشعري وأبي الحسن علي بن ابن ك ال وأمثالهم أقرب إلى السنة وأتبع ) 61( مهدي الطبري وأبي بكر بن الباقالني ب ولهذا ألحمد بن حنبل وأمثاله من أهل خراسان املائلين إلى طريقة ابن ك ال كان القاض ي أبو بكر بن الطيب يكتب في أجوبته أحيان ا: محمد بن الطيب الحنبلي كما كان يقول األشعري إذ كان األشعري وأصحابه منتسبين إلى أحمد بن حنبل وأمثاله من أئمة السنة" )62(. وهذه النتيجة من أن األشعري أقرب إلى التأثر بمنهج السلف من أبي منصور املاتريدي ل تخالف تاريخ الرجلين ول خلفيتهما العقدية ول ما انتهيا إليه ول ما قد ي ظن من حيث إن التصور ربما ذهب -في بادئ الرأي- إلى أن األشعري أبعد من عقيدة أهل السنة من املاتريدي ملسيس عالقته باملعتزلة ومخالطته إياهم وطول بقائه على معتقد العتزال وأن املاتريدي أقرب إلى اعتقاد لم من النتساب الصريح إلى العتزال ولكونه -فيما السلف من جهة أنه س هو أدل من ذلك - واجه أئمة املعتزلة وناظرهم حتى أفحمهم وإنما نرد هذا التصور إلى األمر الذي نلفت إليه النظر -وهو أمر في غاية األهمية في تبين حقيقة املآلت التي انتهى إليها هذان العلمان األشعري واملاتريدي- بأن أبا الحسن األشعري وإن اعتقد العتزال أربعين سنة وبقيت في منهجه واعتقاده بقايا منه إل أنه كان حر يص ا على التخلص من هذا األثر بعد رجوعه عنه وبراءته منه ومما يؤكد ويقوي ذلك حرصه على مالزمة أهل السنة واألخذ عن أئمة الحديث )63( ناهيك عما تقدم من إعالنه في بعض أهم مؤلفاته كاإلبانة واملقالت -وهي املؤلفات التي تعكس تحوله عن العتزال- أن اعتقاده هو اعتقاد أئمة السنة كأحمد وفي هذا يقول ابن تيمية رحمه هللا: "وأما األشعري فهو أقرب إلى أصول أحمد.. وأتبع لها فإنه كلما كان عهد اإلنسان بالسلف أقرب كان أعلم باملعقول واملنقول وكنت أقرر هذا للحنبلية وأبي ن أن األشعري وإن كان من تالمذة املعتزلة ثم تاب فإنه تلميذ الجبائي ومال أصول الحديث بالبصرة )64( ب وأخذ عن زك ريا الساجي إلى طريقة ابن ك ال ثم ملا قدم بغداد أخذ عن حنبلية بغداد أمورا أخرى وذلك آخر أمره كما ذكره هو وأصحابه في كتبهم" )65(. من وجه آخر فإن لنا أن نجري في هذه القضية - وتحديد ا في دعوى دوران التفاق بين الفريقين على املنهج - إجراء القلب بتقرير أن املنهج هو مدار الختالف وعلته ووجه ذلك أن نقول إن انتساب األشعري إلى اإلمام الشافعي الذي ع ل لت به كالميته هو -في الحقيقة- من األسباب املهمة واملؤثرة في تصحيح كثير من العقائد لديه بحيث إنها جرت على هدي من اعتقاد أهل السنة نظرا لكون منهج الشافعي -كما تقدم قريب ا- هو عين منهج السلف أهل السنة والجماعة في اعتبار دليل النقل وتقديمه على غيره من األدلة واملصادر وعدم معارضته بعقل أو رأي أو ذوق أو سواها من املعارضات. وأما أبو منصور املاتريدي فإنه وإن خالف املعتزلة في كثير من عقائدهم وكان خصم ا شديد ا عليهم ومناظ را مفحم ا لهم في مسائل ومواقف كثيرة وتلك حقيقة ل مرية فيها فإنه قد تأثر بهم في منهج النظر والستدلل ومن أبرز مظاهر ذلك أصل منهجي عام ومؤثر وهو تقديمه العقل على النقل وجعله حكم ا ومهيمن ا عليه وبهذا وافقهم في جملة من املسائل العقدية )66(. واملقصود هنا أن الخالف الواقع بين األشعرية واملاتريدية عائد إلى اختالف منهجي بين الفريقين في مصادر التلقي وفي طرق الستدلل بحيث يقارب املعتقد األشعري اعتقاد السلف بما قارب فيه التسليم للنص وابتعد عن املنهج الكالمي وكذلك األمر بالنسبة للماتريدية كما أنهما يخالفان مناهج املتكلمين والفالسفة بقدر ابتعادهما عنها وإن حاول بعض الدارسين جاهدين- تأكيد أن منهجي األشعري واملاتريدي في العتقاد والتلقي والنظر منهج واحد وأن ما يقال في عقيدة أحد إمامي الفرقتين أمر مطرد في اإلمام اآلخر )67( وهي محاولة سبقتها محاولت قديمة للغاية نفسها عندما اعتمد بعض علماء املاتريدية -في بعض مصنفاتهم- منهج التوفيق بين معتقدي املذهبين محاول تجاوز مسائل الخالف ما أمكن )68(. ي ضاف إلى هذا أن املضامين املترتبة على الخالف والتباين املنهجي بين فرقتي األشعرية واملاتريدية ليست عقائد محصورة في عدد معين كما يذهب إلى هذا بعض من يحاول تصوير املعتقدين بأنهما معتقد واحد وأن األشعري واملاتريدي يصدران عن منهج معرفي واحد )69( فإن هذا مما رده بعض كبار )70 ) كما أن املعتقدين ل متأخرى املاتريدية ممن ع ني بدراسة الخالف يتفقان في املنهج وألجل هذا رد بعض الباحثين -مع أنه ممن يظهر الدعوة إلى التقريب بين املذاهب والفرق اإلسالمية- على ما قرره محقق كتاب "التوحيد" ألبي منصور املاتريدي من أنه -أي املاتريدي- وأبا الحسن األشعري "يلتقيان على منهج واحد ومذهب واحد في أهم مسائل علم الكالم التي وقع فيها الخالف بين فرق املتكلمين" )71( بقوله عقب ذكره عدد ا من مسائل الخالف العقدي بين الرجلين: "هذه املسائل التي اختلف فيها املاتريدي واألشعري تميط الستر عن وجه املنهجين وتوقفنا على الختالف الهائل السائد فيهما.. وعلى ضوء هذا ل يصح ملحقق كتاب "التوحيد" للماتريدي أن يقول -ثم ساق كالمه املتقدم- فال شك أن الشيخين يلتقيان في عدة من املسائل.. لكن التفاق فيها وفي بعض األصول األخرى.. ل يضفي لون الوحدة للمنهجين.. فلكل واحد أسلوب خاص والقول بوحدة املنهاجين وكون الختالف جزئي ا.. مداهنة جد ا وإخفاء للحقيقة وإسدال الستار على وجهها" )72(. ولو كان الخالف بين األشاعرة واملاتريدية أمرا صوري ا واملسائل الخالفية العقدية بينهما مسائل لفظية وشكلية ل حقيقة لها لم يكن ألحد كبار أئمة املاتريدية ومحققي مذهبهم أن "يحر م" على أتباع املذهب امتالك كتب إمام )58( انظر: ابن تيمية املصدر السابق 433/7 و 269/16. )59( انظر: الغنيمي علم الكالم وبعض مشكالته ص 61. بية ص 20. ب وال ك ال )60( انظر: محمد عبدهللا بن سعيد بن كال )61( توفي أبو الحسن الطبري سنة ) 380 ه( وتوفي أبو بكر الباقالني سنة ) 403 ه(. )62( انظر: ابن تيمية درء التعارض 270/1. )63( انظر: الذهبي سير أعالم النبالء 198/14. )64( توفي أبو زكريا الساجي سنة ) 307 ه(. )65( ابن تيمية مجموع الفتاوى 228/3. وانظر: املصدر نفسه 208/12. )66( انظر: الذهبي سير أعالم النبالء 174/11. و. )67( انظر على سبيل املثال: خليف مقدمة كتاب التوحيد للماتريدي ص 10. وتركي مقدمة كتاب التمهيد لقواعد التوحيد لألمش ي ص 22. )68( انظر على سبيل املثال: النسفي العتماد في العتقاد ص 4. )69( انظر: السبكي طبقات الشافعية الكبرى 378/3 ابن كمال باشا مسائل الختالف بين األشاعرة واملاتريدية ص 20. وأمين ظهر اإلسالم ص 735. )70( انظر: البياض ي إشارات املرام من عبارات اإلمام ص 24. )71( خليف مقدمة كتاب التوحيد للماتريدي ص 18-17. )72( السبحاني بحوث في امللل والنحل. 60 55/3

7 سليمان بن عبدالعزيزالربعي. )2020(. االتفاق واالختالف العقدي بين األشاعرة واملاتريدية. املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل فرع العلوم اإلنسانية واإلدارية املجلد )بانتظارالطباعة( العدد )بانتظارالطباعة(.2.3.4.5.6.7 األشعرية أبي الحسن األشعري بل تحريم مجرد النظر فيها وأن يبين أن ذلك ل يجوز إل ملن كان عارف ا بما في تلك الكتب واملصنفات من أخطاء األشعري في العقائد التي خالف فيها أئمة املاتريدية ثم يشير إلى أن هذه هي طريقة علماء املاتريدية وأئمتهم يقول هذا العلم املاتريدي وهو أبو الي سر البزدوي ) 493 ه(: "فمن وقف على املسائل التي أخطأ فيها أبو الحسن األشعري وعرف خطأه فال بأس بالنظر في كتبه وإمساكها وقد أمسك كتبه كثير من أصحابنا ونظروا فيها" )73(. ول شك أن هذا النص املهم والدال يؤكد حقيقة الخالف بين األشاعرة واملاتريدية ومعنويته كما يشير إلى أن له أثرا في تباين طبيعة املعتقدين واختالفهما فإن الخشية من عدم تبي ن املتبع لعقيدة ما الخطأ الذي يقع فيه املخالف لها ومن ثم احتمال التأثر بعقيدته -كما هو منهج شيوخ املعتقد املاتريدي مع كتب األشعري- ل ي تصور أن تكون في خالف فرعي أو في تفاصيل العتقاد أو في مسائل صورية ل أثر لها ولكنها تدل على أن هذا الخالف املعني هو خالف أصولي حقيقي وأنه مؤثر في هوية العتقاد وخصوصيته وفي التمايز عن العقائد األخرى. بل ذهب بعض الدارسين في مسألة اختالف معتقدي األشاعرة واملاتريدية إلى أبعد من تأكد الخالف بينهما وأنه معنوي عندما عكس الفكرة املشهورة واملستقرة عند عدد من الباحثين في املسألة بتقري ره أن الجزم بأن األصل في عالقة الفريقين في العتقاد هي التفاق ليس إل مجرد فكرة شائعة و"سائدة" مع أنها مجانبة للواقع مبين ا أن السمة الحقيقية واألساسية في ص التهما هو الختالف والتضاد وأن التفاق والتقارب هو الستثناء من ذلك بل يبين أن الذي يتعلق باملسائل الجزئية التفصيلية هو ما وقع فيه التفاق دون الختالف والتباين الذي يختص باألصول! يقول الدكتور محمود قاسم: "ي ظن عادة أن األشعرية واملاتريدية يمثالن فريق أهل السنة وأنهما فرسا رهان يسيران جنب ا إلى جنب في هدم آراء املعتزلة املبتدعة. تلك هي الفكرة السائدة! وليست كل األفكار السائدة صادقة بل إن أضعف اآلراء يبدو في مظهر الحقائق املسلم بها كلما طال الزمن وغلبت روح التقليد التي تعفي صاحبها من البحث والتي تتيح له أن يزهى بآراء ل يفهمها وقد ينكرها إذا فهمها.. وفي هذه املسألة التي نحن بصددها فقد تبي ن لنا أن املاتريدية كانوا أقرب إلى املعتزلة.. حق ا إنهم يتفقون مع األشعرية في مسائل قليلة ليست بالجوهرية.." )74(. وعلى أن ملا انتهت إليه وجهة نظر الدكتور قاسم والتي ضمنها نصه السابق قدرا من الصواب من حيث األصل إل أنها تحمل مبالغة ل يسعفها النظر في معتقد الفريقين بما يدل عليه من التفاق والتقارب في مقولتهما بصفة عامة لكنها مهمة ومن أوجه ومظاهر أهميتها التدليل على أن ثمة آراء علمية تقابل اآلراء التي تجزم بمحدودية الخالف بين األشاعرة واملاتريدية أو تقول بصوريته وعدم معنويته أو تحاول التقليل من قيمته وأهميته بأنه في تفاصيل العتقاد وفروعه حتى إن بعضها يكاد يكون معادل لهذه الرؤية من حيث املبالغة في النفي بما يجعلنا نستعيد ما قلناه في مقدمة الدراسة من أن القناعات والرؤى حول الخالف العقدي األشعري املاتريدي متباينة وفق تباين واختالف مناهج وأهداف الباحثين وأن الواجب املعياري فيه ليس مجرد الدعوى وإنما هو الدليل والحجة والبرهان وحسب هذا البحث أن يكون شارك في تأكيد أهمية هذه الغاية. اخلامتة بعد حمد هللا -عز وجل- وهو املستحق للحمد والشكر والثناء الحسن على ما يسر وأعان من إتمام هذا البحث أذكر فيما يلي أهم نتائجه وتوصياته: 1. أن األصل في عالقة األشعرية واملاتريدية هو التفاق وأما الختالف فهو استثناء منه. أن ما يشتهر من أسباب تقارب األشاعرة واملاتريدية -كالتفاق في الرد على الخصم أو التوسط املنهجي في الستدلل- ل يصمد أمام اإليرادات وعلى فرض صحة تلك األسباب فإنها ل تنهض بسببية تقارب الفريقين. أن التفاق والتقارب بين فرقتي األشعرية واملاتريدية راجع إلى عامل رئيس هو اتفاق إماميهما أبي الحسن األشعري وأبي منصور املاتريدي ب والتأثر بها. في األخذ من عقيدة ابن ك ال أن حقيقة التقارب بين األشاعرة واملاتريدية ل يعني عدم وجود اختالف معنوي وحقيقي بينهما حيث و جد هذا الختالف وأ لفت فيه مصنفات خاصة. أن الختالف بين األشاعرة واملاتريدية راجع إلى تباين منهجيهما العقدي في التلقي والستدلل. أن رجوع األشعري عن العتزال سبب مركزي في مخالفته املاتريدية من حيث كان حريص ا على متابعة أهل السنة في صور كثيرة في حين كان تأثر املاتريدية بطريقة املعتزلة ظاه ر ا رغم خصومة إمامها لهم مع األخذ بالعتبار تشابه منهجي األشعري واملاتريدي فيما تأثرا به من منهج العتزال. يوص ي البحث بتسجيل رسائل علمية وإجراء بحوث متخصصة في املقارنات العلمية بين األشاعرة واملاتريدية في املنهج واملضامين. نبذة عن املؤلف سليمان بن عبدالعزيزالربعي قسم العقيدة واملذاهب املعاصرة كلية الشريعة والدراسات اإلسالمية جامعة القصيم السعودية tamam888@gmail.com دكتوراه في العقيدة أستاذ مشارك رأس قسم العقيدة فترتين عضو املجلس العلمي بالجامعة در س وأشرف على طالب املاجستير والدكتوراه ناقش وحك م رسائل وبحوثا علمية له: توجيه املعنى بين الطبري والزمخشري موافقات املتكلمين ألهل السنة في أصول العتقاد منهج الشيخ محمد العثيمين في الدليل العقلي املسائل الخالفية بين األشاعرة واملاتريدية التكفير عند املعتزلة الحد املنطقي عند ابن رشد: دراسة نقدية التطور العقدي في اليهودية.. وغيرها املراجع ابن تيمية أحمد. تحقيق: الطويان عبدالعزيز. النبوات. الطبعة األولى مكتبة أضواء السلف الرياض اململكة العربية السعودية 1420 ه. ابن تيمية أحمد. تحقيق: سالم محمد رشاد. منهاج السنة النبوية. الطبعة الثانية مكتبة ابن تيمية القاهرة مصر 1409 ه.. ابن تيمية أحمد. درء تعارض العقل والنقل. جامعة اإلمام محمد بن سعود الرياض اململكة العربية السعودية )دون تاريخ طباعة(. ابن تيمية أحمد. شرح العقيدة األصفهانية. الطبعة األولى مكتبة الرشد الرياض اململكة العربية السعودية 1415 ه ابن تيمية أحمد.. مجموع الفتاوى. الطبعة الثانية دار الوفاء املنصورة مصر 1422 ه.. ابن خلكان أحمد بن محمد. وفيات األعيان. دون رقم الطبعة مكتبة الثقافة بيروت لبنان )دون تاريخ طباعة(. ابن عساكر علي بن الحسن. تبيين كذب املفتري على الشيخ أبي الحسن األشعري. الطبعة األولى املكتبة األزهرية للتراث القاهرة مصر 1999 م. ابن كمال باشا أحمد بن سليمان. مسائل الختالف بين األشاعرة )73( انظر: البزدوي أصول الدين ص 14. )74( قاسم مقدمة تحقيق كتاب مناهج األدلة لبن رشد ص 123-122.

8 سليمان بن عبدالعزيزالربعي. )2020(. االتفاق واالختالف العقدي بين األشاعرة واملاتريدية. املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل فرع العلوم اإلنسانية واإلدارية املجلد )بانتظارالطباعة( العدد )بانتظارالطباعة( واملاتريدية. الطبعة األولى دار الفتح عم ان األردن 2009 م. أبو زهرة محمد. تاريخ املذاهب اإلسالمية. دون رقم الطبعة دار الفكر العربي القاهرة مصر 1430 ه. أحمد محمد حسن. منهج األشاعرة واملاتريدية في علم الكالم. رسالة دكتوراه كلية أصول الدين جامعة األزهر مصر 1416 ه. األشعري أبو الحسن علي بن إسماعيل. اإلبانة عن أصول الديانة. الطبعة الرابعة مكتبة املؤيد الرياض اململكة العربية السعودية 1413 ه. األشعري أبو الحسن علي بن إسماعيل. تحقيق: عبدالحميد محمد محيي الدين. مقالت اإلسالميين. الطبعة الثانية دار الحداثة بيروت لبنان. 1405 ه. األفغاني شمس الدين. املاتريدية وموقفهم من األسماء والصفات اإللهية. بدون بيانات الناشر وبلد النشر 1419 ه. أمين أحمد. ظهر اإلسالم. الطبعة األولى دار كلمات عربية القاهرة مصر 2013 م. البزدوي محمد. تحقيق: بيترلنس هانز. ضبط: السقا أحمد. أصول الدين. بدون رقم الطبعة املكتبة األزهرية للتراث القاهرة مصر 1424 ه. البندر رشيد. مذهب املعتزلة من الكالم إلى الفلسفة. الطبعة األولى دار النبوغ بيروت لبنان 1415 ه. البياض ي أحمد بن الحسن. إشارات املرام من عبارات اإلمام. الطبعة األولى مكتبة زمزم باكستان 1425 ه. تركي عبداملجيد. مقدمة كتاب التمهيد لقواعد التوحيد لألمش ي. الطبعة األولى دار الغرب اإلسالمي بيروت لبنان 1995 م. التفتازاني مسعود بن عمر. شرح العقائد النسفية. الطبعة األولى مكتبة الكليات األزهرية القاهرة مصر 1408 ه. جار هللا زهدي. املعتزلة. الطبعة السادسة املؤسسة العربية للدراسات والنشر بيروت لبنان 1410 ه. الجويني عبدامللك بن عبدهللا. تعليق: عميرات زكريا. اإلرشاد إلى قواطع األدلة في أصول العتقاد. الطبعة األولى دار الكتب العلمية بيروت لبنان 1416 ه. الحربي أحمد. املاتريدية: دراسة وتقويم ا. الطبعة األولى دار العاصمة الرياض اململكة العربية السعودية 1413 ه. خليف فتح هللا. مقدمة كتاب التوحيد للمات ريدي. دون رقم الطبعة دار الجامعات املصرية اإلسكندرية مصر )دون تاريخ طباعة(. الخمي س محمد. أصول الدين عند اإلمام أبي حنيفة. الطبعة األولى دار الصميعي الرياض اململكة العربية السعودية 1416 ه. الدسوقي محمد. منهج البحث في العلوم اإلسالمية. الطبعة الثانية دار الثقافة الدوحة قطر 1424 ه. الذهبي محمد بن أحمد. تحقيق: األرناؤوط سير أعالم النبالء. الطبعة التاسعة مؤسسة الرسالة بيروت لبنان شعيب. 1413 ه. السبحاني جعفر. بحوث في امللل والنحل. الطبعة األولى مؤسسة اإلمام الصادق بدون بلد النشر 1415 ه. السبكي عبدالوهاب بن علي. طبقات الشافعية الكبرى. الطبعة الثانية دار هجر القاهرة مصر 1413 ه. سيدبي جمال رجب. في علم الكالم: منهج وتطبيق. الطبعة األولى مكتبة وهبة القاهرة مصر 1433 ه. بية العقدية وأثرها في ا ألشعرية في الشاللي هدى بنت ناصر. آراء الك ال ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة. الطبعة األولى مكتبة الرشد الرياض اململكة العربية السعودية 1420 ه. الشهرستاني محمد بن عبدالكريم. تحقيق: مهنا عبداألمير. امللل والنحل. الطبعة األولى دار املعرفة بيروت لبنان 1419 ه. شي ا محمد. مناهج التفكير وقواعد البحث في العلوم اإلنسانية والجتماعية. الطبعة الثانية املؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع بيروت لبنان 1429 ه. صبحي محمود. في علم الكالم: األشاعرة. دون رقم الطبعة دار الثقافة الجامعية اإلسكندرية مصر 1993 م. الطبري محمد بن جرير. تحقيق: إبراهيم محمد أبو الفضل. تاريخ األمم وامللوك. الطبعة األولى دار املعارف القاهرة مصر 1963 ه. العتيبي منيف. أثر الفكر العتزالي في عقائد األشاعرة. رسالة دكتوراه كلية الدعوة وأصول الدين جامعة أم القرى 1420 ه. العقيل محمد. منهج اإلمام الشافعي في إثبات العقيدة. الطبعة األولى مكتبة أضواء السلف الرياض اململكة العربية السعودية 1419 ه. الغالي بلقاسم. أبو منصور املاتريدي: حياته وآراؤه العقدية. الطبعة األولى املطابع املوحدة تونس 1989 م. الغنيمي أبو الوفاء. علم الكالم وبعض مشكالته. الطبعة األولى دار الثقافة للطباعة والنشر القاهرة مصر 1979 م. فودة سعيد. مقدمة شرح مسائل الختالف بين األشاعرة واملاتريدية لبن كمال باشا. الطبعة األولى دار الفتح للدراسات والنشر عم ان األردن 1430 ه. قاسم محمود. مقدمة تحقيق كتاب مناهج األدلة في عقائد امللة لبن رشد. الطبعة الثانية مكتبة األنجلو املصرية القاهرة مصر 1964 م. القرش ي عبدالقادر بن محمد. الجواهر املضي ة في طبقات الحنفية. الطبعة األولى مطبعة مصطفى البابي الحلبي القاهرة مصر 1399 ه. الكوثري محمد زاهد. مقدمة تبيين كذب املفترى لبن عساكر. الطبعة األولى املكتبة األزهرية للتراث القاهرة مصر 1999 م. اللكنوي محمد عبدالحي. تحقيق: أبو غدة عبدالفتاح. الرفع والتكميل في الجرح والتعديل. بدون رقم الطبعة مكتبة ابن تيمية بدون بلد النشر. )دون تاريخ طباعة(. بية. مجلة الفتح جامعة ب والكال محمد صدام. عبدهللا بن سعيد بن ك ال ديالى بالعراق املجلد )4( العدد )37( ص )22-16( 2008 م على الرابط اإللكتروني )استرجاع 2013-10-24(:- محمد صدام وحمادي محمود. أبو منصور املاتريدي ودوره في نشأة املاتريدية. مجلة جامعة ديالى العدد السادس والعشرون 2007 م على الرابط اإللكتروني )استرجاع 2013-10-24(: املحمود عبدالرحمن. موقف ابن تيمية من األشاعرة. الطبعة األولى دار ابن الجوزي الدمام اململكة العربية السعودية 1433 ه. مدكور إبراهيم. في الفلسفة اإلسالمية: منهج وتطبيق. الطبعة األولى دار املعارف القاهرة مصر 1976 م. املغربي علي عبدالفتاح. الفرق الكالمية اإلسالمية: مدخل ودراسة. الطبعة األولى مكتبة وهبة القاهرة مصر 1407 ه. املغربي علي عبدالفتاح. إمام أهل السنة والجماعة أبو منصور املاتريدي

9 سليمان بن عبدالعزيزالربعي. )2020(. االتفاق واالختالف العقدي بين األشاعرة واملاتريدية. املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل فرع العلوم اإلنسانية واإلدارية املجلد )بانتظارالطباعة( العدد )بانتظارالطباعة( Noble Figures. Verficiation By Al-Arna'odh. Ninth edition, Al-Resalah Foundation, Beirut, Lebanon, Shoaib. Al-Dosugei, Mohammed. 2004. Research Methodology at Islamic Sciences. Second edition, Dar Al-Thawafah, Doha, Qatar. Al-Ghonaimi, Abu Alwafa. 1979. The Speculative Theology and Some of Its Issues. First edition, Dar Al-Thaqafah For Printing and Publishing, Cairo, Egypt. Al-Harbi, Ahmed. 1993. The Maturidis :Study and correction. First edition, Dar Al-Asimah, Riyadh, Kingdom of Saudi Arabia. Al-Jwaini, Abdulmaleek bin Abdullah. 1996. The Guidance to Evidences in Faith Faculty. Commentary By Omerat, Zakariya. First edition, Dar Al-Kotob Al-Elmeiah, Beirut, Lebanon. Al-Khumais, Mohammed. 1996. The Faculty of Islamic Theology with Al-Imam Abu Hanifah. First edition, Dar Al-Sumaiei, Riyadh, Kingdom of Saudi Arabia. Al-Lucknawi, Mohammed Abd al-hayy. n/a. The Rise and Completion in Impugnment and Validation. Ibn Taymiyyah Library. Al-Maghribi, Ali Abdulfatah. 1987. The Islamic Speculative Theologian Sects: Entrance and Study. First edition, Wahbah Library, Cairo, Egypt. Al-Maghribi, Ali Abdulfatah. 1995. The Truth Behind the Differences among Speculative Theologians. First edition, Wahbah Library, Cairo, Egypt. Al-Maghribi, Ali Abdulfatah. 2010. Imam Ahel Al-Sunnah wa Al-Jamm'ah Abu Mansour Al-Maturidi and his Speculative Theology Opinions. Second edition, Wahbah Library, Cairo, Egypt. Al-Mahmoud, Abdulrahman. 2012. Ibn Taymiyyah Attitude from Al-Ash'arieh. First edition, Dar Ibn Al-Jawzi, Dammam, Kingdom of Saudi Arabia. Al-Maqdisi, Mohammed bin Ahmed. 1877. The Best Divisions at Regions knowledge. First edition, Brill, Leiden, Netherlands. Al-Nasfy, Abu Al-Barakat Abdullah bin Ahmed. 2010. Confirmation in Creed. First edition, El Azharia Lltorath Library, Cairo, Egypt. Al-Nasfy, Maimoun bin Mohammed. 1990. The Insight of Evidences at Fundamentals of Religion. First edition, French Scientific Institute For Arabic Studies, Damascus, Syria. Al-Nasfy, Maimoun bin Mohammed. 2000. The Sea of Speculative Theology. Second edition, Dar Al-Farfor Library, Damascus, Syria. Al-Otaibi, Munif. 1999. The Effect of Intellectual Al-E'tizali at Al-Ash'arieh's Doctrines. Faculty of Dawa and Fundamentals of Religion, Umm Al-Qura University. Alqhali, Bilqaseem. 1989. Abu Mansour Al-Maturidi: His Life and Doctrined Opinions First edition, The Unified Printing Houses, Tunisia. Al-Qurashi, Abdulqader bin Mohammed. 1979. Shining Jewels at Hanafieh Layers. First edition, Mustafa Al-Babi Al- Halabei Printing House, Cairo, Egypt. Al-Sabhani, Ja'fer. 1995. Bohoth fi Al-Milal wa Al-Nihal Researches at different religious doctrines. First وآراؤه الكالمية. الطبعة الثانية مكتبة وهبة القاهرة مصر 1430 ه. املغربي علي عبدالفتاح. حقيقة الخالف بين املتكلمين. الطبعة األولى مكتبة وهبة القاهرة مصر 1415 ه. املقدس ي محمد بن أحمد. أحسن التقاسيم في معرفة األقاليم. الطبعة األولى بريل ليدن هولندا 1877 م. موس ى عبدهللا بن عثمان الشهير بمستجي زاده. تحقيق: باغجوان سيد. املسالك في الخالفيات بين املتكلمين والحكماء. الطبعة األولى استانبول مكتبة اإلرشاد استانبول تركيا 1428 ه. النسفي أبو البركات عبدهللا بن أحمد. تحقيق: إسماعيل عبدهللا محمد. العتماد في العتقاد. الطبعة األولى املكتبة األزهرية للتراث القاهرة مصر. 1430 ه. النسفي ميمون بن محمد. تحقيق: سالمة كلود. تبصرة األدلة في أصول الدين. الطبعة األولى املعهد العلمي الفرنس ي للدراسات العربية دمشق سوريا. 1990 م. النسفي ميمون بن محمد. دراسة وتحقيق: الفرفور محمد صالح. بحر الكالم. الطبعة الثانية مكتبة دار الفرفور دمشق سوريا. 1421 ه. Abdulhameed, Mohammed Moheei Aldean. 1985. Maqalat al- Islamiyyin The Discourses of the Proponents of Islam. Second edition, Dar Al-Hadathah Library, Beirut, Lebanon, 1405 Hijri. Abu Alhassan, Ali bin Isma'il. 1993. The clarification of the bases of the religion,. Fourth edition, Almoaeid Library, Riyadh, Kingdom of Saudi Arabia. 1413 Hijri. Abu Zahrah, Mohammed. 2010. Islamic schools history. Dar Alfiker Alarabi Library, Cairo, Egypt. Ahmed, Mohammed Hassan. 1996. The method of The Ash'aris and Maturidis in speculative theology. PhD, The Faculty of Islamic Theology College, Al-Azhar University. Al Kauthari, Mohammed Zahed. 1999. Tabyi n kadhib almuftari The clarification of lies Introduction by Ibn Assaker. First edition, El Azharia Lltorath Library, Cairo, Egypt. Al-Afghani, S. 1998. The Maturidis and their attitude about the names and attributes of Allah. n/a: n/a. Al-Aqeel, Mohammed. 1999. The Methodology of Al-Imam Al-Shafi'i at Islamic Doctrine Confirmation. First edition, Adwa Al-Salaf Library, Riyadh, Kingdom of Saudi Arabia. al-ash'ari, Muhammad ibn Mahmud. 1995. Explanation by Imam Ibn Taymiyyah on the creed as written. First edition. Rushd Library, Riyadh, Kingdom of Saudi Arabia. Al-Baiathei, Ahmed bin Al-Hassan. 2004. Isharat Al-maram min ebarat Al-Imam Objective Interpretations from Al-Imam speech. First edition, Zamzam Library, Pakistan. Al-Bander, Rasheed. 1995. The Mu'tazilah school from speculative theology to philosophy. First edition, Dar Al-Nobogh Library, Beirut, Lebanon. 1415 Hijri. Al-Bazdoei, Mohammed. 2003. The Faculty of Islamic Theology. El Azharia Lltorath Library, Cairo, Egypt. Al-Dhahabi, Mohammed bin Ahmed. 1993. The Lives of