ع ع 107 جملة اآلداب م 29 3 ص ص 107-138 جامعة امللك سعود الرياض ) 1438/2017 ه( جملة اآلداب م 29 3 جامعة امللك سعود الرياض ) 2017 م/ 1438 ه( العنف يف اخلطاب عرب الفيسبوك: مقاربة تواصلية سيميو لسانية عايدة حويش أستاذة حمارضة "أ" مشاركة قسم اللغة واألدب العريب كلية اآلداب واللغات جامعة عبدالرمحن مرية بجاية )اجلزائر( )قدم للنرش يف 1437/6/23 ه وقبل للنرش يف 1438/1/1 ه( الكلامت املفتاحية : اخلطاب عنف اللغة لغة العنف مواقع التواصل االجتامعي الفيسبوك. ملخص البحث: يركز هذا املقال عىل ظاهرة العنف )أساس البالغة 2004 م. ص: 437 ( يف اخلطاب )أساس البالغة 2004 م. ص: 168-167 ( عرب مواقع التواصل االجتامعي متخذ ا صفحات الفيسبوك نامذج وعينات عن ذلك بغية تسليط الضوء عىل ما تشكله من هتديد اجتامعي جنيس وسيايس عىل لغة اخلطاب... ما يسعى مقالنا إلبرازه ومقاربته يف سبيل الوصول إىل املفاهيم التعيينية يف هذا املجال واملتعلقة بعنف اللغة ولغة العنف اجتامعي ا نفسي ا ولساني ا. )*( د عم هذا املرشوع البحثي من قبل مركز بحوث الدراسات 107
عايدة حويش : العنف يف اخلطاب عرب الفيسبوك : مقاربة تواصلية سيميو لسانية 108 Violence in the discourse Communicative & semiolinguistic approach Aida Haouchi Senior Lecturer class «A» in Semiotics, Department of arabic language and literature, Faculty of letters and languages, University of Bejaia, Algeria (Received 23/6/1437H; Accepted for publication 1/1/1438H) Keywords: Discourse/ Violence of language/ language of violence Social networks/ Facebook. Abstract: This article looks at the violence in the discourse through the social networks taking as model the pages of the Facebook. It aims to shed light on the present of a social / linguistic, sexual, political... and even religious threat, in order to arrive at a designative conception of this virtual world which does not cease to produce to us an enunciative and Also psycho-linguistic.
109 جملة اآلداب م 29 ع 3 جامعة امللك سعود الرياض ) 2017 م/ 1438 ه( املقدمة اخلطاب "عبارة عن فن مواجهة اآلخرين بالكالم. أو هو نظام صياغة الكالم املؤثر فيهم وإقناعهم بوجهة النظر التي يتبناها املخاط ب بالكرس" )اخلطاب والنص 2008 م. ص: 12 ( كام ورد يف معجم املصطلحات الفلسفية عرب اللغات املختلفة لعبداملنعم احلفني أن "خطاب DiscourseE,DiscoursF,, DiscursusL DiskursG بحسب أصل اللغة توجيه الكالم نحو الغري لإلفهام. ثم نقل إىل الكالم املوجه نحو الغري لإلفهام. وقيل هو اللفظ املتواض ع عليه املقصود به إفهام من هو متهيء لفهمه. والكالم يطلق عىل العبارة الدالة بالوضع عىل مدلوهلا القائم يف النفس فاخلطاب إم ا الكالم اللفظي أو الكالم النفيس املوجه به نحو الغري لإلفهام" )املعجم الشامل للمصطلحات الفلسفية 2000 م. ص: 330 331(. أما يف قاموس )املصطلحات املفاتيح لتحليل اخلطاب( فقد ورد أن :" مصطلح خطاب من حيث معناه العام املتداول يف حتليل اخلطابات حييل إىل نوع من التناول للغة أكثر ما حييل إىل حقل بحثي حمدد فاللغة يف اخلطاب ال تعد بنية اعتباطية بل نشاط ا ألفراد مندرجني يف سياقات معينة واخلطاب هبذا املعنى ال حيتمل صيغة اجلمع: يقال )اخلطاب( و)جمال اخلطاب(...إلخ وبام أنه يفرتض متفصل اللغة مع معايري غري لغوية فإن اخلطاب )مدخل إىل علم لغة النص 2004 م.ص: 4 ( ال يمكن أن يكون موضوع تناول لساين رصف)املصطلحات املفاتيح لتحليل اخلطاب 2005 م. ص: 35-34 ( ألنه ال لتناوله بعيد ا عن التجسيد غري اللغوي. جمال اللغة كام يقول جان جاك لورسكل يف كتابه عنف اللغة: " هي جسم قبل أن تكون مارسة إ نا جسم من األصوات وهناك عنف يف رصخة اخلوف وكام نقول بالفرنسية يستطيع الصوت أن خيرتق طبلة أذين ويعود تصوري لعنف اللغة املادي إىل قراءيت يف وقت مبكر من حيايت ملغامرات تان تان إلحدى مغامراته التي كانت فيها صورة ل الكاتاسرتوف «la catastrophe» فاوست Faust تؤدي غناء دور مارغاريت يف حيث أدى الصوت املنبعث من صدرها الكبري إىل تكرس عدة قطع زجاجية ويؤخذ العنف هنا بمعناه احلريف البحت جسد خيرتق جسد ا... وربام كان التقاء اللغة واألمل )مثله مثل التقاء العنف املادي والعنف الالمادي(" 2005 م. ص: 400-399 ( )عنف اللغة وذلك عىل اختالف النصوص وصعوبة تقديم مفهوم نائي هلا )القاموس املوسوعي اجلديد لعلوم اللسان 2007 م. ص: 533 ( فإىل جانب النصوص التي تتحقق لغو يا:" ثمة وحدات تواصلية غري لغوية تتحقق عرب حركات اليدين والنظرات وتعبريات الوجه وتعمل هذه الوحدات اللغوية وغري اللغوية يف سياق اجتامعي أكرب هو الذي يميل معايري فهمها وتصنيفها كذلك
عايدة حويش : العنف يف اخلطاب عرب الفيسبوك : مقاربة تواصلية سيميو لسانية 110 2005 ص: 71 ( تذهب )أومن( إىل أن املعايري النحوية املحضة ال تؤدي القرن العرشين" )عنف اللغة دور ا مهيمن ا يف حتديد أنواع النصوص إذ توجد نصوص يمكن أن يكون هلا تأثري تواصيل تام. وإن فلقد أورد شانون Shannon( )Claude يف مقدمة كتابه communication) (A mathematical theory of عام كانت غري نحوية إىل حد ما وتتضمن أخطاء نحوية 1948 م. أن "امل ش كل األسايس للتواصل )لسان يف حال عرب املتحدث باللغة األم" )اخلطاب والنص العرب 2003 م. ص: 870(. )خمتار الصحاح 2008 م. ص: 112 (. فإذا كانت هذه مشكلة من 1967 م. ص: )القاموس املحيط 1952 م. )316 املشكالت التي ترتبط ارتباط ا قو يا بتصنيف النصوص ص: 66( Linguistique et philisophie, 1975, p:15-( )القاموس املوسوعي اجلديد لعلوم اللسان 2007 م. 16( )املعجم املوحد ملصطلحات ال سلسانيات. ص: 534( يمكن القول إذن: إن الر ؤى قد تعددت 2002 م. ص: 32 ( )القاموس املوسوعي اجلديد كثري ا يف سبيل حتديد طبيعة اخلطاب النهائية ألن خطاب ا ذا طواعية لن يكو ن اخلطاب الذي أنتجه عنف جعل من اللغة مصدر ا من مصادر األمل وهتديدا للمشاعر ألن عنف اللغة من شأنه أن خيد ش بالقيم لعلوم اللسان 2007 م. ص: 52( 51. 50. 49. هو إعادة اإلنتاج بنقطة واحدة متا ما أو تقري با حينام ترسل رسالة إىل نقطة أخرى فالرسائل غالب ا ما حتمل (A mathematical theory of communication, معنى " التواصلية للخطاب ويشوش عليها )عنف اللغة introduction),1948 ألننا ال نرسل الرسائل ألجل 2005 م. ص: 403 (. الرسائل بل لكي حتمل املعاين التي نصبو إىل توصيلها للمرسل إليه ولغاية التأكيد عىل القيمة الفعلية Warren ( آليات التواصل اللغوي وغري اللغوي يف خطاب للتواصل قدم شانون مع زميله ويفر العنف عرب الفيسبوك )Weaver عام 1949 م. حتدي دا مشرت كا للتواصل مفاده La théorie de نالت نظرية املعلومات ( أن" كلمة التواصل سوف تستخدم هنا ضمن معنى مهمة ضمن التوجهات غاية يف االتساع لتشمل كل اإلجراءات التي قد تؤثر )l information مكانة التواصلية املختلفة حيث متكنت من إثبات رشعيتها عىل اعتبارها واحدة أخرى )كلمة أخرى( وهنا العلمية التي كانت باعث ا لعدة ختصصات وال سيام بالطبع ال تشمل الكلمة املكتوبة والشفوية فقط ولكن اللغوية منها ناهيك عن كو نا مثلت وما زالت متثل أيض ا املوسيقى والفنون املصورة واملرسح والباليه "ذروة اجلهود البحثية التي بدأت يف العقد األول من ويف الواقع تشمل كل سلوك اإلنسان. يف بعض
ت 111 جملة اآلداب م 29 ع 3 جامعة امللك سعود الرياض ) 2017 م/ 1438 ه( الوصالت قد يكون من املستحسن استخدام تعريف ما يزال أوسع لالتصاالت واحد من شأنه أن يشم ل إجراءات الوسائل اآللية..." The mathematical ( )theory of communication, 1964, p3 فتتبع املعلومة وداللتها مل يتجاوز التفكري البنيوي إىل الوظيفية وحسب بل اقرتن اجلانب الدال ي بالفكر اهلنديس يف السيربنيطيقا أيض ا لذلك نجدها يف اهتاممات ميلكا إفيتش )اجتاهات البحث اللساين( للمعلومات حيث: " بوصفها نظرية ت عنى بالبحوث العلمية التي ت لقي الضوء عىل العمليات ببث املعلومات واستقباهلا ويشمل ذلك كل العمليات" األمور التي تتكيف تب عا هلا هذه )اجتاهات البحث اللساين. 2000 م. ص: 423 ( ألن هذه النظرية هي األرضية التي استفاد منها الل سانيون الالحقون للسيربنيطيقيني وطو روا فكرهتا اهلندسية إىل ما خيدم االهتامم الل غوي من الناحية الرياضية. حيث ظهرت اللسانيات احلاسوبية Computational Linguistics وأصبح باإلمكان احلديث عن عقل اصطناعي يف مقابل البرشي أين اللغة ستتزاوج مع احلاسوب ويمكننا احلديث عن عنف يف العامل االفرتايض. لقد نال التواصل حي زا مه ام داخل دائرة الكالم عند فرديناند دي سوسري حيث عكف عىل توضيح العديد من حماوره الل سانية ( Cours de linguistique générale,,1995( pp 26-28 فدروسه التي قدمها بني 1906 م. - املباد رب تع " 1911 م. املؤسسة ملنهجيات هذه النظرية فقد اعترب عامل األلسنية السويرسي أن اللغة مؤسسة اجتامعية بينام اعترب الكالم فعال فرد يا فاللغة لكو نا مؤسسة اجتامعية هي نسق منظم من العالمات للتعبري عن األفكار إذ متثل البعد الرتميزي للكالم. وتتمثل وظيفة عامل األلسنية يف دراسة قواعد هذا النسق املنظم واستثامرها يف إنتاج املعنى" )تاريخ نظريات االتصال 2005 م. ص: 98 ( لكنه مع ذلك ع ورض بتصور تقلييص "اجليالي دالش" (Réductionniste) ( بتعبري فلقد "اقرتح عامل النفس الل غوي األملاين بوهلر يف نموذجه التبليغي ثالث وظائف Sémiotique dictionnaire raisonné de la théorie du p.150 )langage, 1979-1986, أساسية للدليل رافض ا حتليل الل غة الذي قام به دي سوسري العتقاده بأن التحليل الذي أنجزه إنام جرى بواسطة ساطور جزار واقرتح "بوهلر" صيغة تداولية التداولية 1992 م. ص: 13 ( )مدخل إىل ال سلسانيات انطالق ا من اعتبار الدليل الل غوي بمثابة الرمز الذي يعكس ما هو خارج العادي فهو "مثل" أي يبني أم را )شي ئا( للمرسل إليه من خالل وظيفة النداء وبالتاي حتيل املرجعية الدالة إىل ما يوجد داخل الل غة من مسميات أما فيام خيص التشفري أو وضع السنن فإ نا ال خترج من قيمة النداء... ومع ذلك يقي د "بوهلر" أفكاره من خالل اإلحلاح عىل أن الوظائف يمكن أن يتزامن وجودها
112 ضمن مركز النشاط الل غوي. عايدة حويش : العنف يف اخلطاب عرب الفيسبوك : مقاربة تواصلية سيميو لسانية نخلص ما تقدم إىل القول: إن جمال احلركية الل غوية أهم ما يصبو "بوهلر" إليه من خالل نفي سكون النشاط الل غوي وهكذا فالدور الذي يقوم به الرتكيب الل غوي ال يستدعي حاال سكونية من الوصف اجلاف بقدر ما حيتاج إىل بيان التبليغ داخل الل غة ولو كان ذلك عرب النقد الالذع الذي و جه إىل سوسري. وعمق" جاكوبسون" هذا املفهوم ليس فقط عرب هذه اجلهود بل كذلك يف ضوء إسهامات بورس األمريكي ونظرية الداللة الل غوية األساسية يف علم ال سلغة. 2002 م. ص: 59 (. )االجتاهات يقول جاكوبسون:" وحينام نقول إن الل غة أو أي نظام من أنظمة العالمة األخرى تقوم بدور وسيط التواصل فإننا جيب أن نكو ن حذرين من أن أي تصور تقييدي لوسائل التواصل وغاياته وغالب ا ما لوحظ أنه فض ال األشخاص وهو عن جانب التواصل القائم بني اجلانب األكثر ملموسية فإن جانب التواصل ضمن الشخص نفسه ذو أمهية بارزة عىل حد سواء وهكذا فإن الكالم الداخيل مث ال الذي تصوره بريس بذكاء بوصفه " حوار ا داخليا" والذي أمهلته اللسانيات حتى هذه الل حظة هو عامل أسايس يف شبكة اللغة إذ يقوم بوصل املرء بذاته املاضية واملستقبلية ال سلغة. )االجتاهات األساسية يف علم 2002 م. ص: 59 (. ناهيك عام أسفرت عنه آراء بوهلر الذي "بني أنه يمكن استنتاج بعض الوظائف اإلضافية وذلك من خالل النموذج امل ث ل ث ي" )فلسفة ال سلغة وال سلسانيات. 1993 م.ص: 150 ( املوا ي: ( à Analyse sémiotique du discours de l'énoncé )l énonciation, 1991, p.48 فهذا التمثيل وإن كان ال خيتلف متا ما عن خمطط ريتشاردز وأوغدن Ogden( )Richards et إال أن النظرة التوسيعية هلذا املخطط الثالثي وجدت طريقها احلقيقي إىل الربوز عرب ما قام به جاكوبسون رغم أن التحديد احلقيقي ملفهوم الوظيفة قد م ه د سبيله "جلاكوبسون" قبل مخسة وعرشين سنة بواسطة مفهوم الوظيفة اجلاملية الذي وضعه مؤسس آخر من مؤسيس حلقة براغ وهوج. موكاروفسكي" حتليل األسلوب )معايري 1993 م. ص: 89 ( حيث تظهر عنارص التواصل وفق الشكل املوا ي Essais de ( : )linguistique générale, 1963, p.224 مرسل... سياق رسالة. اتصال شفرة مرسل إليه
جملة اآلداب م 29 ع 3 جامعة امللك سعود الرياض ) 2017 م/ 1438 ه( أما ارتباط الوظائف بالعنارص املالئمة هلا أو الباعثة عليها فيربزها الشكل املواي: 113 Essais de linguistique ( السياق Contexte )générale, 1963, p.220 املرسل الوظيفة املرجعية F. Référentielle Destinateur الوظيفة االنفعالية اإلرساليةMessage املرسل إليه Destinataire F. Emotive وما الوظيفة الشعرية F. Poétique االتصال Contact الوظيفة االنتباهية الوظيفة اإلفهامية F.conotive F. phatique السنن Codes الوظيفة امليتالسانية F.Métalinguistique يعكس هذا الشكل التوضيحي عنارص التواصل يقابلها من وظائف. إنه مرتبط ارتبا طا وثي قا بالشكل األول الذي يشري إىل" مكونات ومراحل حتقق التواصل ونظر ا إىل طبيعته الشاملة من جهة ومتثيليته الواقعية من جهة أخرى فإنه ينفتح عىل كل التنوعات املمكنة للغة. كام أن فحص كل مكون من هذه املكونات يفتح آفاق ا الكتشافات جديدة وهبذا جيسد عملية وصل خالقة بني اللسانيات ونظرية التواصل يؤسس من خالهلا الشعرية كعلم متضمن يف اللسانيات )اللسانيات بوصفها ونظرية التواصل دراسة البنيات اللغوية عامة" 2003 م. ص: 39 ( وهو ما فتح املجال أمام الدارسني لتقديم آرائهم حول املخطط )اجلاكوبسوين( حيث آثر )مايكل ريفايرت( تسمية الوظيفة الشعرية بالوظيفة األسلوبية وهذا التغيري يف املصطلح سيتبع بالرضورة ربط املصطلح اجلديد بحقيقة االهتامم الذي أواله "ريفايرت" للوظائف الل غوية لكن األهم عرب كل هذه املستويات هو ما يرتتب عن مجلة احللقات التواصلية ألن "بنية كالمية لرسالة ما تتوقف أساس ا عىل الوظيفة الغالبة عليها ولئن كان حضور املرجع والتوجه إىل سياق أوقل الوظيفة املعرفية أو املرجعية هي املهمة األساسية لكثري من الرسائل فال ينبغي عىل عامل الل سان أن يغفل عن اإلسهام الثانوي لسائر الوظائف يف مثل هذه الرسائل )حتليل النسص الرسدي بني النظرية والتطبيق 1997 م. ص 33 ( وألجل هذا سنتوقف عند عنارص التواصل ووظائفها عرب العنفني املادي والالمادي يف الفيسبوك هبذا الشكل:
114 أوال : العنف املادي عرب الرسالة: عايدة حويش : العنف يف اخلطاب عرب الفيسبوك : مقاربة تواصلية سيميو لسانية الشكل رقم )1(. الشكل التوضيحي. النص" ضمن نظرية املعلومات رسالة حمولة من قبل مرسل إىل مستقبل عن طريق قناة هي وصلة من العالمات" ( Sémiotique dictionnaire raisonné de la p.223 )théorie du langage, 1979-1986, ومن جمموع العالمات ما كان لغوي ا وغري لغوي فقد ورد عرب صفحة ثقافة الشارع ملن يفوق عمره 18 يف شكل مؤرشات للداللة عىل حظر الدخول لكل من مل يبلغ من السن 18 سنة أي نوع من مراقبة العنف اللغوي وغري اللغوي الذي سيلحق بمشموالت هذا املوقع التواصيل عل ام أن داللة الثقافة املستخدمة تسرتعي االنتباه جي دا أل نا أردفت بفكرة الشارع بكل ما حيمل من الدالالت احلسية وغري احلسية لكن مستخدم املوقع قد حتدث لديه الداللة العكسية لدخول املوقع رغبة منه يف ولوج املحظور رغم علمه املسبق بام يمكن أن يلحق به من عنف سواء من الناحية األخالقية أم اللغوية واجلسدية )كاالنحطاط إىل درجة احليوانية( ألن الرقابة الالزمة يف مثل هذه احلال هي رقابة األخالق والدين من خالل احلفاظ عىل إنسانية اإلنسان ولو بنسب متفاوتة فالنص (Texte) جمموع ملفوظات منطوقة أو مكتوبة توضع للتحليل ( sciences Dictionnaire de linguistique et des )du langage, 1999, pp 123, 124, 483 وعنرص تفاعيل
115 جملة اآلداب م 29 ع 3 جامعة امللك سعود الرياض ) 2017 م/ 1438 ه( يولد احلركية االتصالية بني املرسل واملرسل إليه ناهيك عن كونه يشكل جمموع وحدات متضمنة داخل نسيج لغوي ال يمكن عزله ضمن مكوناته عن وظيفته اإليصالية فهو النموذج الل غوي اإليصاي ملا هو حادث )نظرية ال سلغة األدبية 1992 م. ص: 248 ( واحلادث هنا هو التفاعل من عدمه عرب هذا اخلطاب الذي ال نشك يف تأثريه عىل املرسل إليه وإن من ع صوري ا عرب امللفوظ عرب" النسق الدال الذي ينتج ضمنه لسان ولغة مرحلة وجمتمع حمددين )علم النسص 1997 م. ص: 10 ( أي إنه معطى أوي مفتوح عىل التحليل عن طريق مستقبل مفكك للسنن يف ضوء الطبقات الداللية واألوصاف الل سانية. حيث يل ج املتواص ل معه هذه الصفحة ليجد نفسه بني أحضان العنف اللغوي الذي ينزل قيمة الفتاة إىل درجة احليوانية عرب نصيحة يسدهيا املخاطب إىل كل ذكر يف شكل نص عام خيدش باألخالق وينزع عن الفتاة قيمها العقلية عرب عنف مفتوح عىل حواسيب العامل أمجع وهو العنف الشبقي متمثال يف عنف الشارع: الشكل رقم )2(. الشكل التوضيحي.
116 لقد ذهبت جوليا كريستيفا عايدة حويش : العنف يف اخلطاب عرب الفيسبوك : مقاربة تواصلية سيميو لسانية (Julia Kristeva) إىل أن لتموضع الن ص ضمن مستواه اإليصا ي قاعدة متكن الل سانيات أن من تصبح النموذج العام لكل سيميولوجيا بالرغم من كون الل سان ليس سوى النسق اخلاص ضمن األنساق السيميولوجية فبهذا" فتحت أمام السيميائيات إمكانية االنفالت من داللة اخلطابات كأنساق للتواصل" )علم النسص 1997 م. ص: 15 (. ن لفي ضمن اإلطار نفسه تقريب ا أن طبيعة النص موجهة بشكل أو بآخر لوظيفته التواصلية كام يمكننا أن ننظر" إىل الن صوص كتشييدات من متتالية من اجلمل فاجلملة عنرص أو وحدة أو مكون يف نص ما والنص م ش ك ل من مجل باملعنى العادي" )ال سلسانيات والرواية 1997 م. ص: 22 ( أي ما خيص وحدات النص التي تكون مجلة كربى حيث تصبح بنيته حمتملة كو نا نسق ا أو مجلة يؤلفها نسيج ذو عنارص تركيبية تظهر أمهيتها التنظيمية داخل البنية ومن خالل مستويات تشكل اإلنتاجية الداللية. الن ص إذ ا مادة وحمتوى كام أظهر ذلك هيلمسليف ( Essais )linguistiques, 1971, p.116-117 ضمن اجللوسيمية حيث يتشكل كل تعبري ومضمون من: مادة املحتوى املدرسة :(the substance of the content) ويعني هبا الواقع احلي يف ذاته وجممل العامل من حولنا( )األشياء والبرش عرب املتواصل مع هذا املوقع التواصيل وكل ما حييط به من قبول العنف أو اجلنيس اىل جانب العنف احليس عرب الصورة املثرية الذي تظهره الصورة يف احلط من قيمة الفتاة وجعلها ال تنقاد إال لشهواهتا ناهيك عن الصورة اللغوية يف قوله:" تلهث الفتاة" من خالل تشبيهها بالكالب..." فاللفظ اإلنجازي مل حيقق للفتاة قيمة بل انحطاط ا واض حا نظ را إىل عنف اللفظ الذي محل املعنى. شكل املحتوى : ويعني (the form of the content) به التصور النفيس ملادة املحتوى أي كيف نستقبل ونتصور الواقع احلي من حولنا داخل هذا املستوى ال يكون العنف سوى حالة من حاالت األمل التي تلم بالنفس البرشية أو قد حيدث العكس مع املرىض أي الشاذين فيتلذذون باألمل. وهو أمر جائز عرب الصور واللغة عىل السواء أي إن اللغة متارس أمل املعاجلة للبعض والعالج املؤمل للبعض اآلخر كالتأمل من اإلثارة عرب موقع ثقافة الشارع بكل مستوياهتا. : وهو مادة التعبري( expression (the substance of اجلانب الصويت الفيزيائي من اللغة. ويدخل جانب عنف اللغة املادي ألن عرب األصوات مادة خترتق األذن وعرب هذا املوقع ال تكون إال عن فا جسدي ا وذلك من خالل قول" ال تلعب بعقل فتاة حتى ترضخها"... أ نه عنف األصوات التي تشكل منها اخلطاب الذي ال نتجرأ عىل مواصلته ملا ينتابنا
117 جملة اآلداب م 29 ع 3 جامعة امللك سعود الرياض ) 2017 م/ 1438 ه( من عنف يف استقبال أصوات اللغة العنيفة عربه اإلباحية التي بلغت مبلغها من اللغة الفصيحة وأنزلتها أي:" من خالل العنف الذي توقعه تلك درجة الدونية... لتخدش بجزء من املشاعر. األصوات العنف اللغوي للفهم احلريف الذي هيدد فالنصيحة املوجهة إىل شباب قد وردت يف شكل بالتحول إىل عنف حريف من قبل اللغة. إن عنف خطاب رصيح يسهل مهمة التعامل مع أي فتاة كانت املشاعر والغضب ومشاعر الذنب حامل ا نفرسها حيث يمكن بعدها اللعب بعقلها ومعارشهتا انسيابي ا. باملعنى احلريف للغة تصبح عن فا مؤ ملا ذا طبيعة متك ن وظيفة اجلملة بوصفها وحدة من الوحدات جسدية" )عنف اللغة 2005 م. ص: 403 (. الرتكيبية الن صية الدارس من وضع الدال يف إطاره البنائي مفصوال عن عنارص التواصل املتبقية دون أن : وهو (the form of شكل التعبري( expression التصور النفيس ملادة التعبري أي كيف نستقبل يدخلنا هذا ضمن احلدود الفاصلة ما بني االهتاممات ونتصور عالمة ال سلغة يف عملية التواصل )اجتاهات البحث اللساين 2000 م. ص 327 ( وهنا يكون التداولية ألن جهود )بوهلر( التواصلية يف توضيحه للفعل الل غوي تعني الدارس عىل ضبط مقومات اخلطاب اجلنيس عرضة للرفض أو للقبول حسب الرسالة املبلغة يف حني" ملا كان الدليل متوق فا عىل نوع الرسالة املوجهة لالتصال فالرسالة اجلنسية استخدام املرسل إليه فهو يعرب بشكل من األشكال تثري املشاعر أل نا تؤكد عىل العالقة بني اللغة عن ج وانيته كما يضطلع بوظيفة اإلبانة عن واجلسم )عنف اللغة 2005 م. ص: 403 ( وختاطب الرغبة اجلنسية أكثر من غريها. وتصورها النفيس حيوي درجات حسب قوة الرتكيز يف اجلنس أو االنحرافات السلوكية واألمراض سواء عرب األغراض وأخري ا فإن استخدام هذه األدلة ليس مسعى جماني ا ألن املرسل يمارس من خالل هذا االستخدام تأثري ا عىل املرسل إليه وتتحقق آنذاك وظيفة النداء " )عنف اللغة 2005 م. ص: 12-11 ( القول أم الفعل أم الصور. ومن هنا يمكن أن تكو ن الرسالة نواة العملية وكل هذا يمر عرب مفهوم اإلحالل (commutation) التواصلية ألن املتكلم يف عالقته بالعامل حييل إرساليته الذي يعني االستبدال املنظم لكل عالقة لغوية يف إىل طرف آخر من األجدر أن تقو م بني شخصني سياق معني" )عنف اللغة 2005 م. ص: 332 ( حيققان عملية تواصل نموذجية قد تتعدامها يف كثري من فالسياق الذي افرتض هذا النوع من مواقع التواصل األوقات إىل أشخاص آخرين. حيث ال تنتج الرسالة هو سياق ثقافة الشارع ليس يف جمملها إنام عرب من خالل معطيات املتكلم وحسب إنام تنتج أي ضا من
عايدة حويش : العنف يف اخلطاب عرب الفيسبوك : مقاربة تواصلية سيميو لسانية 118 خالل تبلورها بني املتخاطبني إذ ال يعترب املتكلم بنية خارج نصية بل بنية فاعلة يف الن ص له وظيفة مزدوجة بدء ا من الرسالة وص وال إىل املرسل إليه. نستنتج من هذا أن بنية النص هذه مل تكن من خالل جهد )بوهلر( عن االهتاممات البنيوية وحسب بل خرجت يف تصوره إىل احتامل كون العملية التواصلية ذات معطى مزدوج من خالل أبعادها ووظائفها. فهو ثاني ا: امل رس ل عرب عنف اللغة االجتامعي يقوم املرسل بدور بالغ األمهية يف عملية التواصل مسنن الرسالة وواضع أنساقها البنائية )معايري حتليل األسلوب 1993 م. ص: 24 ( وهو كذلك ح د البد أن ي كتب بشكل واضح داخل عالقته النوعية )Hypéronimique( مع املتلفظ له يف حالة التواصل التشاركي )املتحقق أو املتجسد فع ال( أل ن " التفاعل موجود ولكن درجته هي التي ختتلف فليس هناك خطاب أحادي اجلانب موجه إىل ذاته " )دينامية النسص 1990 م. ص: 41 ( لكن ختصيص احلديث عن املرسل جيعلنا ن ركز عىل وظيفته التي ي نت ج من خالهلا رسالته حتى تكون:" مالئمة للسياقات العديدة املرتبط هبا أثر التواصل وخيتار نامذج الل غة التي تشفر بطرق عرفية" )ال سلسانيات والرواية 1997 م. ص: 152 (. والنموذج الذي نسوقه يتحدث عن حالة الوعي االجتامعي عرب تعنيف املجتمع سياسي ا من خالل صفحة: )السياسة اجلزائرية(: الشكل رقم )3(. الشكل التوضيحي.
119 جملة اآلداب م 29 ع 3 جامعة امللك سعود الرياض ) 2017 م/ 1438 ه( يرى )مايكل ريفاتري( أن وظيفة املرسل " باعتباره م سنن ا للرسالة هي أكثر إجبا را من مهمة املتكلم" لكن دون جرأة عىل جماهبة هذا الواقع بام فيه عرب سؤال جريء أين الرئيس فرغم الطرح املبارش نلحظ )معايري حتليل األسلوب 1993 م. ص: 24 ( ألن أن امللفوظ حيمل من األبعاد ما جيعل العنف مصاح با الل غة املنطوقة يمكن أن تصد ر ضمن بيئة غري مكتملة للتعنيف الذي ال بد أن يوجه للشعب اجلزائري حتى نطق ا بل تكملها أشباه مجل )حتليل اخلطاب 1997 م. ص: 19 ( لكن عىل املرسل يف الل غة املكتوبة مراعاة يشعر بأنه حمكوم من قبل شخص غائب. فلمن إذن نتوجه هبذا اخلطاب والكل يعلم بأن العنف حمكوم وجود أكرب قدر مكن من العالمات الل غوية بعنف أكرب منه هو عنف التحجر أمام اإلجابة عن واألصناف الدالة داخل رسالته فإذا كان عىل املتكلم هذا النوع من األسئلة أين الرئيس وأين الشعب رص عىل مخول املتلقي ورشوده وعىل املجرى ثالث ا: املرسل إليه وعملية تفكيك السنن " أن ينت املتشعب والعدواين لتفكريه " )حتليل اخلطاب 1997 م. ص: 19 ( عليه أن "يعمل أكثر لكي يمرر رسالته" )حتليل اخلطاب 1997 م. ص: 19 ( وفحوى هذا العمل هو أن يشغ ل نفسه يف كتابته بالطريقة التي ستحلل من خالهلا شفراهتا أوسننها. حيث أصبح للتاريخ مزبلة يرمى فيها كل من مل يرشف منصبه وهذا عرب أسلوب عنيف ال ساخر حتى يوضع للداللة حد بأال رجعة يف اعتبار الرئيس جز ءا من التاريخ وهو حكم عنيف عنف املسح الذي يقوى عليه احلاسوب ملا يلغي من ذاكرته حمتوى من حمتوياته ليكون الرئيس ال شي ئا والشعب غري موجود فمن املرسل الذي متوضع بينهام للحكم عام حتياه اجلزائر إنه املرسل الذي حييا العنف ومل جيد ليونة ما حييط به من ظروف ألن الشعب موجود عىل أرض الواقع (Destinataire et décodage) إن مفهوم تفكيك السنن الذي يعد ريفاتري- يستدعي مهمة منا يقوم الكشف هبا عن املرسل عملية إليه مفهوم التشفري أي حسب قاعدي معامل الشفرة التي تشكل قاعدة ينطلق منها املرسل إليه يف عملية تواصلية )معايري األسلوب 1993 م. ص: 28-25 ( يمكن التمثيل هلا عرب الصفحة اآلتية: إىل الشفرة code( )Le يف نظرية التواصل كام يذهب ذلك جرد هي غريامس للرموز متبوعة بمجموعة من القواعد اخلاصة بنظام الكلامت املشفرة والتي غال با ما تكون موضوعة بموازاة القاموس نعني يف شكلها الل غوي العادي بينام إذا كانت اصطناعية مشتقة فإ نا تتجاوز القاموسية إىل مرحلة إحيائية حيث نجد أسس معاجلتها يف ضوء جتزيئها إىل جمموعات من الرموز لكن الذي جيب أن يفهم من خالهلا ليس فقط جمموعة حدود للعالمات أو وحدات تنتزع من
عايدة حويش : العنف يف اخلطاب عرب الفيسبوك : مقاربة تواصلية سيميو لسانية 120 الشكل رقم )4(. الشكل التوضيحي. املورفولوجيا لكن أيض ا إجراءات )Procédures( لتنظيم الل غة وتركيبها حتى تسمح بإنتاجية املعنى فعند السيميائيني نج د إمجا عا حول هذه التسمية إذ تعني جمموع وحدات غري منتهية ال يدخل بينها إال رابط وحيد حمكم جد ا يؤسس عىل جمموعة من التنظيامت املعجمية ( raisonné Sémiotique dictionnaire p.39.)de la théorie du langage, 1979-1986, حيث ال تنطوي الشفرة عىل املالمح التمييزية وحسب بل أي ضا كام يقول جاكوبسون:" عىل املالمح الزائدة والتصويرية التي تدل عىل تنوعات سياقية وكذلك عىل مالمح تعبريية تكمن وراء التنوعات االختيارية )االجتاهات األساسية يف علم الل غة. 2002 م. ص 49 ( ولنا أن نتوق ف عند قيمة الصورة من حيث التشكل الدال ي لغو يا أل نا أيقون واأليقون (Icon) عموم ا هو" دليل حييل إىل موضوعه الذي يدل عليه عن طريق الصفات التي حيملها سواء أ و ج د املوضوع أم مل يوجد وبالفعل هناك استثناء فإذا مل يوجد املوضوع فعال ال يعمل األيقون كدليل وهذا ال عالقة له بصفته دلي ال أي يشء صفة إنسان موجود أو قانون وأيقون يشء ما بالنظر إىل أنه يشبه هذا اليشء وسيتم إعامله كدليل هلذا اليشء" p.102( )Philosophical writings of Peirce, 1955, كام
أن األيقون ال يشتغل إال جملة اآلداب م 29 ع 3 جامعة امللك سعود الرياض ) 2017 م/ 1438 ه( يف إطار ما بني املمثل واملتامثالت بالصور. فمن ناحية الصورة متثل العنف يف التقليل من قيمة العملة اجلزائرية يف مقابل عمالت الدول األخرى ومن ناحية اخلطاب شبه من حكمونا بالبهائم. يف حط شنيع من قيمة اإلنسان عىل سبيل املشاهبة التي تقوم عليها األيقونة يف ضوء الرمز األيقوين الذي تشكل العملة عربة داللة رصحية للدولة التي تتبناها وهنا العنف أصاب اجلزائر ورفع من شأن من قامت عىل أساسه املفارقة. وهناك جمموع 121 52 شخص ا أعجبوا هبذا العنف الساخر من قبل املعنف. إ نا نظام اإلشارات )بام يف ذلك العالقات القائمة بينها( التي جيري بواسطتها نقل جزئية معينة من املعلومات " )اجتاهات البحث اللساين 2000 م. ص: 427 ( أي إن إشارات أي رسالة هلا شفرات توصلها إىل مفكك السنن فطبيعة الشفرات تكون حسب طبيعة الرسالة وهي هنا ال متثل إال كاريكاتورا ساخر ا قائ ام عىل املقارنة بغية احلط من شأن احلكم يف اجلزائر عرب العملة الوطنية هلذا البلد أما من جانب تفكيك السنن فيجب أ ن نأخ ذ بعني االعتبار أن املرسل إليه ليس بتعدده عىل قدر ما جيب أ ن ضمن أمهيته يف مفهوم التفكيك أي يفهم تفكيك الشفرات ففي نظرية التواصل حل الشفرة )décodage( هو: عملية أو برنامج لعمل املرسل إليه يعطينا من خالله الشفرات مفككة العنارص. إذا وضعت صيغة الشفرة يف معناها الل ساين فإن حل ها ي ظهر مثل عملية توجيهية ملعرفة مكونات الرسالة بقصد إبعاد البنية املشاعة ضمن وظيفة الرسالة التي تظهر عىل مستوى اإلشارات وهذه احلال مثال ف نإ هي: أن عدد العمليات حلل الشفرة يعادل السامت التي يتواجد فيها مدلول اإلشارة Sémiotique ( dictionnaire raisonné de la théorie du langage, 1979-89.p,1986( أل ن ما تشري إليه هذه الرسالة هو ليس ظاهر العملة إ نام جمموع سامت اخلطاب السيايس املوج ه للحكام ال إىل العمالت لكن يف كل األحوال إذا كانت إرسالية املرسل تؤكد وعيه الزائد برسالته مهمة املرسل إليه يف حتديد الشفرات وتفكيكها هو إجراء ملحتمالت من السنن- ريفاتري- )معايري حتليل األسلوب بتعبري مايكل 1993 م. ص: 26 ( واملحتمالت ال تعني اجلزم بتقبل الرسالة ضمن السياق الذي توجد ضمنه فعىل الصعيد الداخيل يمكن أن يتقبل املرسل إليه هذا النوع من التشفري لكن استقبال هذا النوع من الرسائل ضمن سياق خارجي ملرسل إليه ال ينتمي إىل البيئة ذاهتا قد جيعل اخلطاب أكثر عن فا ما هو عليه بني املرتاسلني اجلزائريني. ومن ث م يبقى عىل املرسل إليه "أن يفهم بالطبع وأن يقاسم املؤلف وجهات نظره يف اإلرسالية سواء بالنسبة إىل ما هو مهم أو غري ذلك " حتليل األسلوب )معايري 1993 م. ص: 27 ( حتى تكون هناك مراقبة لدرجات العنف بعد إرسال الرسالة ألن
عايدة حويش : العنف يف اخلطاب عرب الفيسبوك : مقاربة تواصلية سيميو لسانية 122 النص املكتوب له شكل إمالئي ومركبات لغوية جتعل عملية احتامل فهمه قليلة الصعوبات مقارنة باملسموع ومشكالته "فمن الرضوري أن يكون ق لب ا )Capricieux( أكثر ما هو عليه األمر داخل السلسة الكالمية مادام يف اإلمكان جتاوز اخلطأ يف االنتباه بواسطة إعادة القراءة " )معايري حتليل األسلوب 1993 م.ص: 27 ( وهنا لدينا حلقة تواصلية بني مقاصد املرسل وما يتوصل إليه املرسل إليه وهي عملية ملراقبة تفكيك السنن )معايري حتليل األسلوب 1993 م. ص: 27 ( أي توقعه ملا سيقوم به املرسل. يرى )أمربتو أن إيكو( نظرية يف الشفرات ت عنى ببنية الوظيفة الداللية وقواعد تأليفها أي اإلمكان العام للتشفري واالستشفار ولذلك تصدر هذه العملية عن منظور حتلييل جزئي يصبح فيه ما تعودنا اعتباره شكال عاد يا جز ءا آخر... يكون فيه ما ي سمى أشياء املظهر السطحي الذي تتخذه شبكة ضمنية من الوحدات األكثر أولية وهذا ما يقصد به التوصل إىل املعنى العادي املوجود يف العرف بقدر ما هو سمة تنتمي إىل عامل التجريد وإنتاجيات الدليل بوصفه مؤطر ا ضمن إطار ثقايف هو الذي يوجه املضامني )دالئليات الشعر 1997 م. ص: LXIV (. أ العنف عرب أسلوبية اخلطاب: ختص الوظيفة الشعرية الرسائل" التي هتيمن فيها هذه الوظيفة عىل الرسالة ذاهتا وينبه )جاكوبسون( إىل أن الوظيفة ال تقترص عىل الشعر وإنام ينبغي دراستها يف أشكال الرسائل اللفظية األخرى وكذلك غري اللفظية. وتعمل هذه الوظيفة عىل إبراز قيمة الكلامت واألصوات والرتاكيب... يف ذاهتا مكسبة إياها قيمة مستقلة" )اللسانيات ونظرية التواصل 2003 م. ص: 50 ( يف حني يقر )ريفايرت( وهو يميز بني مهمة الل ساين ومهمة األسلويب أ ن نوعية التواصل الذي يعرب عن حتد استثنائي ملقاصد املؤلف هو يف جانبه اآلخر مهمة يف كيفية وجود تلك املقاصد داخل الن ص )معايري حتليل األسلوب 1993 م. ص: 34 ( فإن فصال مه ام بني املهمتني هو املعطى األساس يف جتميع وظيفتني ضمن إطار واحد فإذا كانت "مهمة الل ساين )البسيطة نسبي ا( هي جتميع كل سامت اخلطاب وتسميات مبلغه )Informateur( دون أ ن يلغى بواحدة منهام فإ ن األسلويب ينبغي أن خيتار فقط تلك السامت التي تثبت املقاصد أكثر وعي ا عند املؤلف وهو ما ال يعني أ ن وعي املؤلف حييط بكل سامت اخلطاب" )معايري حتليل األسلوب 1993 م. ص: 34 (. يرتبط امللفوظ "بصفة عامة بالفعل مرتمج ا نمط التواصل القائم بني املتكلم )الباث( وخماطبه )املستقبل( )حتليل اخلطاب الروائي 1989 م. ص: 89 ( أما إطاره من ناحية سيميائية فإنه يتمحور حول ملفوظي )املوجه والوصف( ملفوظ الفعل )énoncé d état( وملفوظ احلالة )énoncé de faire(
123 جملة اآلداب م 29 ع 3 جامعة امللك سعود الرياض ) 2017 م/ 1438 ه( ( Sémiotique dictionnaire raisonné de la théorie du pp.230-231.)langage,,1979-1986 وهي من ناحية ( التحديدات التي وضعت يف املعجم الل ساين للمقوالت املنطقية تعني: خمتلف الطرائق التي يربز من خالهلا حممول اجلملة كحقيقة أو جواز أو رضورة احتامل أو إمكان ذلك أن السيميائي يراعو ن ني االختالفات املوجودة بني عنارص هذه املقوالت من خالل ( théorie Sémiotique dictionnaire raisonné de la :)du langage, 1979-1986, pp.231 موجه اجلواز موجه االتصال اجلهة = يقابل = موجه الرضورة اإلمكان. املوجه. وكام يوضح سعيد يقطني عملي ا يف اجلملتني: 1 -جيب أن ينطلق القطار يف اخلامسة. 2 -عىل القطار أن الرواية 1989 م. ص: 189 (. ينطلق يف اخلامسة )أسلوبية نالحظ أ نام تدالن م عا عىل االحتامل غري أن األوىل تكلف هبا املتكلم والثانية تكل ف هبا بدرجة أقل وينطلق يف ذلك من خالل املعاين التي حيملها املوجه )modalisateur( يف املعجم. واملقصود بذلك "الوسائل التي بواسطتها جييل املتكلم الطريقة التي برز هبا ملفوظه اخلاص )ربام -ال شك-يف اعتقادي...( وتشري هذه املعينات أ ن امللفوظ يتكفل به كام ال من لدن املتكلم. أما التوجيه )Modalisation( فهو الطابع الذي يعطيه املتكلم مللفوظه" )أسلوبية الرواية 1989 م. ص: 190-189 ( واملفهوم ذاته الذي يوض حه سعيد يقطني يذهب إليه السيميائيون ذلك أن التوجه الل غوي الذي ال يفصل بني اجلانبني الل ساين والسيميائي يسعى دائام إىل حتقيق إنتاجية امللفوظ Sémiotique dictionnaire raisonné de la théorie du 230.p )langage,,1979-1986 باعتباره مرادف ا للتحريك وهو يف شكله اإلرسا ي حال للمتكلم موجه إىل املرسل إليه )مفكك السنن( حيث تكون "األسلوبية يف هذه احلالة علام لسان يا لتأثريات اإلرسالية وملردودية التواصل ولوظيفة اإلكراه التي متارسها عىل انتباهنا" )معايري حتليل األسلوب 1993 م. ص: 68 (. يعترب فعل التكلم ضمن حتققاته اخلاصة فعال من أفعال التلفظ أي: إنه كل فعل إنتاجي للملفوظ أ يا كان ذلك امللفوظ L'énonciation en grammaire du texte, ( " )1994, p.9 فامللفوظية تظهر و فق جمالني اثنني خمتلفني إما بوصفها بنية غري لسانية )مرجعية( أو حتقق ا لسان يا يف شكل اهليئة )Instance( ( Sémiotique dictionnaire raisonné de la théorie du langage, 1979- pp.125-126,1986( وهذا ما يرجع يف حتققه اإليضاحي إىل )إميل بنفنست( Benveniste( )Emile الذي يعرض إىل مفهوم امللفوظية التارخيية مربر ا تواجدها احلاي ضمن الل غة املكتوبة و ف ق الوحدات املوالية: "حكاية )Récit( حدث )Evènement( يف إطار ماضوي )أ ي املايض( مسط را بذلك حتت كل عنرص زمني ا ومكان يا مفهوم التلفظ داخل احلكي"
124 أن بد ال Problèmes de linguistique générale, 1966, p.236-( 237( أما كورتاس جوزيف Joseph( )Courtés فقد توخى التحليل السيميولساين انطال قا من التلفظ إىل امللفوظية فالعوامل داخل التلفظ )L énonciation( يف ضوء األبعاد النحوية الداللية تفرتض عملية للتلفظ تتوافق وما يفرضه القالب الل غوي فهو أي امللفوظ: عايدة حويش : العنف يف اخلطاب عرب الفيسبوك : مقاربة تواصلية سيميو لسانية يؤخذ بالفعل بوصفه منت جا بفعل التلفظ حمقق ا بذلك شك ال ملفوظ يا بفعل األشكال املتلفظ هبا ألنه يف طابعه العام ليس دائ ام تصو را لسان يا أوسيميائ يا )كام هو الثنائي دال/مدلول( لكن أهم قاعدة تربز اخلطوط الفاصلة بني جزئي هذا الرتكيب "السيميولساين" هو أن هناك تلفظ لساين أو سيميائي للملفوظات وهذه الرشوط املحيطة بالتوجه التحلييل ال بد أن توضع موضع االهتامم من اجلانب العلمي دون خلط بينهام (Sémiotique du discours de l énoncé pp.245-246) à l énonciation, 1991, عرب صفحة أساتذة جامعيني: الشكل رقم )5(. الشكل التوضيحي.
جملة اآلداب م 29 ع 3 جامعة امللك سعود الرياض ) 2017 م/ 1438 ه( ففي ضوء هذه املعطيات ال بد أن نضع يف االعتبار أمهية كل ما يتعلق بالتلفظ امللفوظ ( 125 énonciation )énoncé énoncé( إضافة إىل امللفوظ امل ت لف ظ )énoncée والداللة األساسية والثانوية) * ) ذلك أ ن امللفوظ والتلفظ ركن مهم االهتاممات الل سانية والسيميولوجية إذ التمييز بني التلفظ يف حد امللفوظة فعال بعبارة أخرى التمييز بني ال يمكن إمهاله من بني كلام تلفظ يا وأنتج ملفو ظا ذاته "من بد ال وموضوعه املادة أحتدث فالتلفظ أكتب أنجز هو توظيف الل غة عن طريق فعل استعامل فردي إنه ال حيوي ما يف الكالم السوسريي )جمموع امللفوظ والتلفظ( إذ ال بد من مراعاة الرشط اخلاص بالتلفظ إنه فعل امللفوظ وليس نص امللفوظ" إنتاج )مدخل إىل السيميولوجيا 1991 م. ص: 34 (. فاللغة املستخدمة من قبل األستاذ اجلامعي ال أن بد تعكس املتلفظ الفعيل هلذا امللفوظ الذي ينم عن وعي وعلم بامدة امللفوظ إعالن ا وداللة ومل ال اقتبا سا أو نح تا إلصاق يا )*( هنا يرى )كورتاس( أن جنب والرباغامتية النفعية هذه النظرة تقودنا إىل السري جن با إىل التي يؤكدها )ريفاتري( ضمن االهتامم الشامل بفواعل الل غة )وكورتاس( بدوره جيمع بني امللفوظية السيميوطيقية إىل جانب الل سانية من خالل هذا الشكل: Enoncé Enonciation énoncée Enoncé énoncé من مجلكية إبداعية لئال تكون اجلزائر اجلمهورية ملكية يف الوقت عينه وهو ما خصه املتلفظون بقوهلم إ نم يتحدثون كل ما يعرقل مسرية الشعب ليس فقط العهدة الرابعة لكن ما احلل هو السؤال املوج ه إليهم من قبل أحد املتواصلني معهم... األسلوب إذ ا هو"معطى فيزيقي ملتصق بذاتية الكاتب وبصميميته الرسية إنه لغة األحشاء الدفقة الغريزية املنبثقة من ميتولوجيا األنا" )درجة الصفر للكتابة 1980 م. ص: 12 ( فجراء العنف نتج عنف اللفظ عرب "رضورة تربط مزاج الكاتب بلغته" )درجة الصفر للكتابة 1980 م. ص: 35 ( وكأ نه نوع من التحرر يف إطار العبودية داخل األسلوب العام. ونوع من التفرد رغم أ ن األسلوب هو الكاتب" النقد التقليدي قد تبنى مقولة )أسلوبية الرواية 1989 م. ص: 53 ( املقصدية التي أرادها املرسلون من ملفوظهم وعرب تطلعاهتم لغد أفضل. ب: عنف الوظيفة االنفعالية: تنعكس من خالل" الرسائل التي تركز عىل احلمولة االنفعالية والوجدانية ومن ث م فإ نا ترتبط باملرسل أي تقدم انطباعه وانفعاله جتاه يشء. وترتبط هذه الوظيفة ببنية تعبريية خاصة عىل مستوى النحو والصوت واملعجم. ويرتتب عن هذا تباين بني ظواهر لسانية متنوعة" )اللسانيات ونظرية التواصل 2003 م. ص: 48 (. تعترب الوظيفة االنفعالية إذ ا حمطة
126 مهمة من حمطات التواصل عايدة حويش : العنف يف اخلطاب عرب الفيسبوك : مقاربة تواصلية سيميو لسانية "املتحورة عىل املتكلم. هتدف إىل إقامة تعبري مبارش ملوقفه إزاء من يوجه إليه الكالم. وهي متيل إىل إعطاء انطباع حقيقي أو مصطنع )األسلوبية 1994 م. ص: 99 ( فالتعبري أو االنفعال كالمها متمركز حول املرسل وموجه إىل عبارة مبارشة حلال املوضوع بموازاة ما يقول أل نا وظيفة تعطي انطباع ا بانفعال خاص صحيح أو مقنع ذلك أن الل غة تسمح بالتواصل لكن أيض ا الفعل والتعبري واالنفعال يكتف p.vi(.)les voies du langage, 1982, حيث مل صاحب اخلطاب بقول:" بورما" بل أراد أ ن هكذا يقتل املسلمون يف يضيف عىل انفعاله صورة فيها إشارات التصفيق وجثث املسلمني حترق. لقد دعم خطابه بالصورة املرئية موجه ا أنظار من يشاهدها إىل العنف الذي تكتسيه ليتحكم يف درجة انفعال املرسل إليه عرب عنف لفظي مل ن مل يتأثر ومل يكتب عىل الصفحة:" ال حول وال قوة إال با.هل. خاصة املسلمني منهم والذين ال يدافعون عن إخوا نم ولو بقلوهبم. مثلام يظهر عرب الصفحة املوالية: الشكل رقم )6(. الشكل التوضيحي.
127 جملة اآلداب م 29 ع 3 جامعة امللك سعود الرياض ) 2017 م/ 1438 ه( يشكل تعلق هذه الوظيفة باملرسل خاصية لغوية خيتص هبا صاحب الرسالة و"تبدو العالمات للكاتب )معايري حتليل األسلوب من خالل 1993 م. ص: 68 ( كام ترمى إىل إحداث خاصية أسلوبية سواء منها املبارشة أو غريها إذ يمكن التعبري عنها ضمن السياق العام للرسالة بأدوات التعجب التي "تلون إىل حد ما كل أحاديثنا يف املستويات الصويت النحوي )Essais de linguistique générale, 1963, p.125( واملعجمي" )النسص الروائي تقنيات ومناهج 1992 م. بد ص: 73 (. وتكمن خاصية املرسل يف تعلقه العنيف عرب تدعيم عنيف بصور أعنف من اخلطاب فلو مل تكن الصورة لكان باإلمكان فهم احلرق فهام جماز يا لكن خصوصية هذه الرسالة بأ ن جتعل املرسل إليه يعلم ب أن األمر بلغ مداه لذلك فلن تكفي اللغة وحدها بل ال أن يتبعها الواقع املؤمل أي ضا. ج: العنف عرب الوظيفة اإلفهامية: الصفحة التي سنحاول مقاربة العنف اإلفهامي فيها هي الصفحة التي تعرب بنفسها عام ييل: الشكل رقم )7(. الشكل التوضيحي.
عايدة حويش : العنف يف اخلطاب عرب الفيسبوك : مقاربة تواصلية سيميو لسانية 128 يقول عبدالقادر " غزا ي: تكتيس نوعية اإلبالغ املوج ه للمستمع صبغة األداة التمييزية التي تطبع الرسائل بدالالت خاصة وتسم متظهراهتا وبناها الرتكيبية والنحوية بخصيصات حمددة تعني تعالق مكونات اجلملة واخلطاب وأقسام الطبقات التعبريية فالوظيفة اإلفهامية التي تتصل وتركز عىل املرسل إليه حتدد لنفسها إطار ا خا صا للتبادالت العالئقية والتمفصالت اللسانية التي تتفاعل داخلها فهي جتد تعبريها النحوي: األكثر خلو صا يف النداء واألمر اللذين ينحرفان من وجهة نظر تركيبية ورصفية وحتى فونولوجية" )اللسانيات ونظرية التواصل 2003 م. ص: 49 (. وهنا بالذات و جه صاحب هذه الصفحة خطاب ا عني فا حث عربه كل غيور عىل سالمة اللغة العربية أ ن ينتفض حفا ظا عىل العربية وسمعة اجلامعة وإذ هو يعمد إىل احلفاظ عىل كل هذا انصب العنف عىل صاحب املقال الذي كانت مقالته مألى باألخطاء اللغوية وعرب التأشري باللون األمحر إىل اخلطأ من خالل حاسوب مفتوح عىل مجيع حواسيب العامل. مل يراع عرب هذا النداء موقع املعنف هبذه اإلرسالية. وهنا وجدنا أنفسنا أمام إشكال ما يعرف بمن محل هذا العنف:" من يكون املتكلم هل هو الشخص بذاته أم إن اللغة هي التي تتكلم بكالم آخر: هل يكون الشخص املتكلم مسيطر ا سيطرة تامة عىل األداة التي يستعملها وهي اللغة بحيث إنه يفعل هبا ما يريد وف ق رشوطه اخلاصة ويشكلها و ف ق تصوراته املسبقة أم إن اللغة تلعب دور ا أساس يا يف عملية التعبري " )عنف اللغة 2005 م. ص: 7 (. لقد بني )جاكوبسون( أن هذه الوظيفة تتجه صوب املرسل إليه وجتد عبارهتا النحوية ضمن ما ي سمى النداء واألمر من خالل التجليات الل غوية اخلالصة Essais de linguistique générale, 1963, " ( 216.p( فمقولتاها: ( ختتلفان عن سائر املقوالت االسمية والفعلية من النواحي الرتكيبية والرصفية ووظائف األصوات" )حتليل النسص الرسدي 1997 م. ص: 33 ( أل نا تتشكل بمثابة رد فعل املرسل إليه فتظهر ضمن أسلوب تعبريي خاص من خالل تضادها والوظائف التعبريية واملرجعية Sémiotique dictionnaire raisonné de la théorie du )langage, 1979-1986, pp.56-57 وهلذا تتحدد جتليات التعبري يف ضوء هذه الوظيفة عن طريق إدراكية املرسل إليه وهنا بالذات ترتاءى لنا درجة بلوغ العنف مداه رغم أن اللغة رصحت بذاهتا أن القاعدة النحوية قد خدشت فنداء صاحب الصفحة لالنتفاض قد صاحبته حمافظة عىل املتبقي وإمهال ملا قد تسببه شظايا اخلطاب يف املرسل إليه عرب التشهري بكتاباته عىل موقع التواصل االجتامعي. وهنا نتساءل ما األسلوب التعبريي الذي جيب أن ينتج عن مثل هذا اخلطاب عند املرسل إليه عرب قصدية التعنيف التي قام هبا املرس ل
129 جملة اآلداب م 29 ع 3 جامعة امللك سعود الرياض ) 2017 م/ 1438 ه( د العنف عرب الوظيفة املرجعية: ترتبط هذه الوظيفة بالسياق و" يمكن أن تتحقق يف اللغة اليومية واللغة العلمية ألن الرسائل يف هذه احلالة تعتمد عىل املواضعة اللغوية املشرتكة بني أفراد اجلامعة اللسانية" )اللسانيات ونظرية التواصل 2003 م. ص: 48 (. إذا اعترب املرجع من الناحية املنطقية م ؤط ر ا لكل املحيط الل ساين فإننا لو أخذنا عىل سبيل املثال الضامئر ال نجد هلا مرجعية خاصة بقدر ما نجد للسياق الل غوي العام اخلاص بالرسالة اقرتان ا عام ا بني الدال واملدلول ففي هذا املجال ترجع اجلهود أساسي ا إىل الالحقة فإن دي سوسري أما املجهودات أبرز من اهتم هبا هم املشتغلون بنظرية التواصل انطال قا من أوغدن وريتشاردز) Sémiotique dictionnaire raisonné de la théorie du langage, 1979-311.p,1986( فقد اهتام باملرجعية يف إطار املدلول )Signifié( أما جاكسون فقد واصل من خالل جهود كارل بوهلر االهتامم هبا بوصفها وظيفة مصاحبة للسياق أي الداللة عىل املسميات وتطابق وظيفة التمثيل الذي يعني أن الدال واملدلول كالمها يمثالن العامل اخلارجي الذي يشكل بنية الرسالة وما حييط هبا. اهتم جاكسون هبذه الوظيفة فحللها ضمن إطار البنية التواصلية وقرر أن السياق الفعيل الفعيل هو الباعث األول عىل املرجعية أو غري )مدخل إىل ال سلسانيات التداولية 1992 م. ص: 14 ( أي ليست عىل املستوى الداخيل وحسب بل حلظة التلفظ ذاهتا - وهنا نشري إىل رضورة توافر التالحم الن يص) Cohésion ( - الذي يسهم يف حتقيق اإلحالة ( سواء من الداخل أومن اخلارج ولكي يتوافر عليها أي نص ال بد أن يعتمد كل عنرص داخل اخلطاب عىل ما يسبقه وما يليه فحينام "يعتمد فيه عنرص معني يف اخلطاب عىل عنرص آخر األول يفرتض الثاين بمعنى أننا ال يمكننا فك شفرته بنجاح إال بالعودة إىل الثاين" Sémiotique dictionnaire raisonné de la théorie du 312.p )langage,,1979-1986 أين أشار جاكوبسون إىل رضورة توافر الروابط الوصلية داخل الل غة اليشء الذي اهتمت به الل سانيات منذ دي سوسري. أما املثال الذي نسوقه فهو مثال من صفحة: اإلسالم ديني والعربية لغتي واجلزائر وطني وهو موقع رغم سهولة التوقف عند مرجعياته إال أنه عنيف عرب إحالته إىل أن العربية هي اللغة األصلية لكل اجلزائريني: تعترب الضامئر الشخصية الثالثة بؤرة الروابط التواصلية من الناحية املرجعية. " نإ ا متيز األشخاص داخل موضوع اخلطاب بموجب أدوارهم ضمن اإليصال الذي يتكلم. والذي نوجه إليه الكالم. والذي نتكلم عنه" )حتليل اخلطاب 1997 م. ص: 228 ( إ نا ضامئر )هي هو وهم( وعرب هذه املرجعية أمكننا أن نتعرف عرب الغائب عن كل ليىل يصدق عليها هذا القول وإن عكسته أسامء أعالم رمزية كسندريال والذئب الذي بنيت عليه القصص...
عايدة حويش : العنف يف اخلطاب عرب الفيسبوك : مقاربة تواصلية سيميو لسانية 130 للصوت voix( )Identifiable à la أنا زوي ( moi C est (L'énonciation en grammaire du texte, 1994, ")zoé (49.p. ألن إلخ وهو ما ال يعني أن مرجعية أمام هذه الروابط باقي الضامئر ال حتقق بل يضاف إليها روابط أخرى فأسامء اإلشارة وبعض ظروف املكان مثل: هنا هناك... إلخ تشري إىل املرجع يف عالقته مع مكان اإليصال وتقوم هبذا أزمنة األفعال وبعض ظروف الزمان: البارحة اليوم. غد ا وذلك يف عالقتها بلحظة اإليصال )األسلوبية 1994 م. ص: 100 (. إذا أخذنا عمل")أنا( و)أنت( فإنه يتمحور حول املرجعية احلالية )الوصفية وضع حال...( أي إننا ال نصل إىل املرجع إذا غابت عنا حال امللفوظية: م ن يتكلم. إىل من مث ال عرب اهلاتف املتكلم locuteur( )Le يضيف اسمه ن حو يا من خالل وظيفة التبادل )Opposition( ولكي نخصص املرجع ل: )أنا( ليس دائام ماثال الق لليىل واحدة أو ص هبذا الشكل غري مطابق يف أصله لذئب واحد... ناهيك عن األلفاظ العنيفة التي م ست هبا شخصية الفتاة من: خبث/ ترمى يف القاممة/ مل يأكلها الذئب... من خالل عنوان موجه للفتيات فقط ويفتح شهية الرجال لاللتهام ألن املمنوع مرغوب عرب سياق اجتامعي خارجي ال خيتلف حوله الكثريون... فهو عنف احلس غري السليم جتاه الفتاة التي تتعمد الفتنة ولن يأخذها ابن عمها ح با فيها يف شكل اقتباس من احلكايات التي عهدناها ومل تؤد إال الفرتاق املتحابني... الشكل رقم )8(. الشكل التوضيحي.
و العنف عرب الوظيفة املا وراء لسانية: جملة اآلداب م 29 ع 3 جامعة امللك سعود الرياض ) 2017 م/ 1438 ه( الشفرة هي الل غة التي نستعملها حتى نتواصل مع اآلخرين لنتعرف عىل نظام اتفاقي من قوانني تسمح باإلنتاجية وفهم الن ص الوظيفة املاوراء لسانية هي الوظيفة التفكريية للغة كل الكلامت يف مدلوهلا وليس 131 فيام ترمز إليه )antonyme( التي توجه باعتبارها غري موظفة ضمن إطار ذي داللة عادية بل م و ر اة p.97( )Approches de la linguistique, 1994, وغالب ا ما تكون نظرات سياسية عنيفة: الشكل رقم )9(. الشكل التوضيحي. فتوجيهات جاكوبسون هبذا اخلصوص ال تربز حدا بل يف عمومه لغوي ا حتى يف الل غة لساني ا وحسب فحينام نتحدث عن املوضوعات العادية اليومية واملاوراء لغوي )Métalangage( ( Sémiotique dictionnaire raisonné de la théorie du langage, 1979-224.p,1986(. نتحدث عن الل غة ذاهتا ألن املاوراء لغوي ليس دائام أداة عملية رضورية يف االستعامل عند املناطقة أو األلسنيني أل نا تلعب دو را مه ام يف لغة كل يوم. أي إن اخلطاب متمركز حول الشفرة ويمأل وظيفة املاوراء لسانية ( générale, Essais de linguistique 218.p,1963( متام ا كام تكون النظم التشفريية املوج هة من خالل العنارص التي تشكل الوحدات امللفتة لالنتباه يف الن ص فاملاوراء لغوية يمكن أن تربز ضمن مستويات كثرية وهي مستويات تطرح نوعني من املشكالت:
132 عايدة حويش : العنف يف اخلطاب عرب الفيسبوك : مقاربة تواصلية سيميو لسانية - من جهة جمموع العبارات إذا اجتمعت مرة هل يمكننا توضيح املاوراء - متظهرات ابتدائية حتدد السيميوطيقا املاوراء لغوية أي هل تتوفر عىل كذلك من جانب آخر اإلقصاء لكل اجلمل لسانية هل يمكن من إعطاء لغة صافية من التأشري ) Dénotation ( حسب هذا التحديد ال يمكن أ ن نقف دائ ام عند إجابة إجيابية فالسيمياء بوصفها جمموع نظم من العالمات ال يمكنها إال أن تتجاوز هذا اإلطار للاموراء لسانية ألنه إثبات )Constatation( حدد منذ دي سوسري فمشكل املاوراء لغوي غري العميل scientifique( )Métalangage non يطرح أيض ا يف السيميوطيقا ومن ثم جمموع العالقات بني الل سانيات والسيموطقيا عامة يبقى موضوع تساؤل) Sémiotique dictionnaire raisonné de la théorie du langage, 1979-224-226.p,1986( وجيعلنا نلحق تعريف املاوراء ( لساين بام هو ماوراء سيميوطيقي عرب السيموطيقا ذات الداللة املرافقة )غري العملية( عن املاوراء سيميوطيقا العملية متام ا كام ميزت الل سانيات بدورها بينهام Sémiotique dictionnaire raisonné de la théorie du 228.p )langage,,1979-1986 فالتمييز الذي يستطيع غريامس تأسيسه بني السيميولوجيا والسيميوطيقا ( La )sémiotique et la sémiologie وعلوم الطبيعة وعلم اإلنسان هو عىل األقل ضمن مستوى النامذج الرباديغامتية املختارة ملناقشة هذه الفكرة ليس متييزا بنائي ا بل إجرائي procédure( )De متام ا كام يفعل الل ساين حني جيرب الصالبة الشكلية للنموذج األنثربولوجي p.34(.)du sens, 1983, يعرض )أمربتو إيكو( من جانبه للرتكيبة اخلاصة بالشفرة بشكل توضيحي مهم يف جمال السيميوطيقا واقرتا نا بالل سانيات فمفهوم الشفرة سلسلة واسعة من النظم الداللية La structure absente, 1984, ( 110.p( حيث ترتكز الوظيفة املاوراء لسانية أسا سا "حول السنن املشرتك بني املرسل واملرسل إليه" )معايري حتليل األسلوب 1993 م. ص: 68 ( وذلك عرب رمزية دقيقة للحذاء العسكري الذي يتحكم يف ثوابت األمة عرب العلم الذي غاب عنه شكله املتعارف عليه دولي ا فتحول شكل النجمة واهلالل فيه إىل حذاء عسكري يف شكل داللة إحيائية ختفيها لغة الرمز )Symbol) التي ختص دلي ال متف قا عليه Philosophical writings of Peirce, 1955, pp.113-( 114( عىل مستوى التعبري وعالقته باملستوى اإلحيائي. وهي تابعة بالرضورة إىل طابع التشفري يف الن ص ولبيان امليتا لغوية اخلاصة هبذه الوحدات يربز "روالن بارث" عن جهود هيلمسليف نظا ما من املعاين حيمل مستوى تعبرييا )تع/ E ( ومستوى للمضمون )مض/ C( أما املعنى فمتعلق بالعالقة املوجودة بني االثنني )تع عل مض( )E (,C RC, وكل نظام شبيه هبذا النظام يتحول بدوره إىل نظام ثان يتسع فيصبح لدينا
نظامان مرتاكامن جملة اآلداب م 29 ع 3 جامعة امللك سعود الرياض ) 2017 م/ 1438 ه( 133 Eléments de sémiologie, 1964, ( )p.130 )Imbriqués( الواحد يف اآلخر يف اتصال عالئقي بني مستوى التعبري ومستوى املضمون أما سقوط التامسك بني املستويني فيمكن أن يتحقق و ف ق وجهتني خمتلفتني: احلالة األوىل: 2 -مستوى التعبري عت- 1 )تابع( -عل- ضم العالقة )عل( مستوى املضمون )مض( 2 -مستوى التعبري )تابع( العالقة )عل( مستوى املضمون )مض( -عل- ضم عت- 1 أو أي ضا )عل. مض )تع.عل.مض( هي حال كل امليتالغوية التي ت نظا ما. عد أين يتكون مستوى املضمون من نظام الدالالت )املعاين( فهي سيميوطيقا متاثل هذا االزدواج يف التوجه Eléments ( )de sémiologie, 1964, p.130 :)Eléments de sémiologie, 1964, p.130( من خالل الشكل اآليت هذا ما يسميه سيميوطيقا الداللة اإلحيائية )Commutative( أي ذات مفهوم مرافق للمفهوم األصيل خاص باملستوى ذي الداللة التأشريية )Dénotation( أما الثاين فمخطط للداللة غري املبارشة. نقول إذن: إن نظا ما دالل يا غري مبارش ينبني أسا سا من خالل مستوى من املعاين وحاالت خاصة به. احلالة الثانية: أي سقوط التامسك يف النظام األول )تع عل- مض( حيث ال يتكون خمطط العبارة من املفاهيم املرافقة ذات الداللة غري املبارشة إنام يكون خمط طا ملضمون املدلول داخل النظام الثاين: الدال املدلول الدال املدلول املاوراء لسانية linguistique-méta( ) إذا أخذنا احلذاء بوصفه داال عني فا ال بد أن نربز يف مستوى امليتالوغوية للتشفري يف الن ص تلك الشفرات التي تقوم عىل تشفري قوي وآخر أقل قوة من خالل جوهرها أو مادة تكوينها )Substance( أي من خالل كل التحديدات بوصفها دوال داخل العالمة الل سانية فالبحث السيميائي هيدف إىل معرفة كيفية عمل األنظمة الداللية غري الل سانية وذلك حسب املرشوع البنوي الذي يبتغي بناء نموذج لألشياء املالحظة "وإذن ال بد يف هذا البحث من
134 القبول بمبدأ حمدد هو مبدأ املواءمة ) Pertinence ( املبدأ الذي أقرته األلسنية" 1987 م. ص: 25-24 ( عايدة حويش : العنف يف اخلطاب عرب الفيسبوك : مقاربة تواصلية سيميو لسانية )حمارضات يف السيميولوجيا رغم توافر األحداث املتنافرة أي عدم تقبل فكرة املدلول يف شكل الصورة الذهنية التي مست الرمز بوصفه حمكوم ا بواسطة العرف فهو الدليل بل جيب أن توجه العناية هبا من قبل مفكك السنن من غري أن يسمح لعوامل أخرى مثل: التحليل السيكولوجي واالجتامعي أو الفيزيائي بتغيري جمرى املضمون املحدد مراعاة أي: جمال العالمة الل سانية فبام أن املوضوع اخلاص بالدليل يفرتض معلومة خاصة عن ذاته من خالل اتصاله بام يوجد بينه وبني الدليل فإنه من الرضوري أن يتوافر عىل سياق من خالل مؤوله فإننا قبل أن نلج املستوى املاوراء لساين حيث تواجهنا مؤوالت خاصة تعرب يف كامل الن صوص عن حتديد هويات املضموين ألن متعددة باملعنى السياق غري معطى من قبل الدليل فاملؤوالت هي التي تربط املوضوع. ومن هذه املؤوالت كرس ثابت من الثوابت التي أقرها العرف ومل يسمح املجتمع بتغيريه بعد أال وهو العلم الرمز. الشفرة هي الل غة التي نستعملها حتى نتواصل مع اآلخرين لنتعرف عىل نظام اتفاقي من قوانني تسمح باإلنتاجية وفهم الن ص فالتشفري هو جرد للرموز متبوعة بمجموعة من القواعد التي ختص نظام الكلامت املشفرة وغالب ا ما تكون موضوعة بموازاة القاموس: نعني يف شكلها الل غوي بينام إذا كانت اصطناعية مشتقة فإ نا تتجاوز القاموسية إىل مرحلة إحيائية حيث تظهر معاجلتها يف ضوء جتزيئها إىل جمموعة حدود العالمات أو املورفولوجيا لكن أيض وحدات تنتزع من ا إجراءات لتنظيم الل غة وتركيباهتا حتى تسمح بإنتاجية املعنى فعند السيميائيني نجد إمجاع ا حول هذه التسمية إذ تعني جمموع وحدات غري منتهية ال يدخل بينها إال رابط وحيد حمكم جد ا يؤسس عىل جمموعة من التنظيامت املعجمية Sémiotique dictionnaire raisonné de la.)théorie du langage, 1979-1986, p.39 ( هتتم نظرية يف الشفرات حسب أمربتوإيكو بإعطاء القيمة للوظيفة الدليلية من خالل قواعد تأليفها املمكن أي اإلمكان العام للتشفري)كفاءة املتكلم( واالستشفار ( كفاءة القار ( ف" السنن يف التلغيز نظام من القواعد يسمح بكتابة رسالة معينة )يكون بصفة عامة مضمونا تصوري ا وهو يف الواقع متوالية لغوية مكونة مسبق ا ويقع التعبري عنها يف لغة طبيعية بواسطة سلسلة من االستبداالت عىل نحو يمكن املتلقي الذي يعرف قاعدة االستبدال من احلصول جمدد ا عىل الرسالة األصلية ويطلق عىل الرسالة األصلية اسم )الواضح( وعىل كتابتها اسم )الشيفرة(" )السيميائية وفلسفة اللغة. 2005 م. ص: 407 ( وهذا ما يقصد به التوصل إىل املعنى
( ( العادي املوجود يف العرف بقدر ما هو سمة تنتمي إىل عامل التجريد وإنتاجيات الدليل بوصفه مؤطر ا ضمن إطار ثقايف يوجه مضامينه )دالئليات الشعر 1997 م. ص: LXIV التشفريي هو ألن جملة اآلداب م 29 ع 3 جامعة امللك سعود الرياض ) 2017 م/ 1438 ه( أبرز ما يسهم يف إحالة املستوى تلك القيمة الشفرة ذاهتا خاصة القيم التعارضية التي تصدر عن تركيب 135 Sémiotique ( dictionnaire raisonné de la théorie du langage, 1979-.)1986, p.334 يرى أمربتو إيكو أن نظرية يف الشفرات تعنى ببنية الوظيفة الدليلية وقواعد تأليفها أي اإلمكان العام للتشفري واالستشفار ولذلك تصدر هذه العملية عن منظور حتلييل جزئي يصبح ما تعودنا اعتباره أشكا ال عادية جزءا آخر... يكون فيه ما ي سمى أشياء املظهر السطحي الذي تتخذه شبكة ضمنية من الوحدات األكثر أولية وهذا ما يقصد به التوصل إىل املعنى العادي املوجود يف العرف بقدر ما هو سمة تنتمي إىل عامل التجريد وإنتاجيات الدليل بوصفه مؤطر ا ضمن إطار ثقايف يوجه مضامينه )دالئليات الشعر ( 1997 م. ص: LXIV ( وبالتا ي نجد أهم ما يساهم يف إحالة املستوى التشفريي القيمة التي تصدر عن تركيب الشفرة ذاهتا خاصة القيم التعارضية Sémiotique dictionnaire raisonné de la théorie du La structure absente, ( )langage, 1979-1986, p.334 1984, p.56 أل نا ستعمل إىل جانب احلقول التي تفرضها الفئات التشفريية سواء القوية منها أم الضعيفة فاجلدير بالذكر هنا هو أن تواجد الشفرة الدنيا يوجه هلا قوة خاصة يف أي نص من الن صوص وذلك عرب كامل ما يمكن أن تقدمه لنا نظرية اإليصال السيميولساين املعوقات يف التحليل... من مساعدات لتجاوز العديد من التواصل من خالل كل ما تقدم هو كيفيات إجرائية ذات مستلزمات لغوية وغري لغوية تبنى أساس ا عىل دوري املرسل واملرسل إليه سواء أتعلق باجلوانب اللغوية أم بغريها ألنه من العلوم "القليلة التي تتكثف وتتقاطع فيها جمموعة من العلوم. إذ يعترب عل ام ملتقى للكثري من التخصصات العلمية.)Iterdisciplinarity( فقد أثارت سريورات االتصال اهتامم الكثري من العلوم املتنوعة" االتصال )تاريخ نظريات 2005 م. ص: 19 ( ألجل هذا مل تكن نظرية االتصال أقل إشكالية من املصطلح نفسه ( Le )culte de l internet, 2000, p.92 الذي ملا تزاوج بالعنف أنتج لغة عنيفة جعلتنا نتساءل: من حيمل العنف أهي اللغة أم الذي وظفها أم السياق الذي فرضها فلو مل تكن ثقافة الشارع املتحدثة أكان بإمكان صاحب القول أن يقول ما قال وخيدش بالداللة مشاعر املتواص ل معهم لغة أهي لغة العنف حسب )لورسكل( أم هو عنف الذي جعلنا ال نقوى عىل إظهار ما حوته صفحات الفيسبوك لئال نؤمل من ال يقوى عىل عنفها لغة وصورة األمر الذي سيسيل الكثري من احلرب يف