المعالجة الصحفية للمواضيع البيئية في الجزائر دراسة تحليلية لعينة من جريدة الخبر Journalistic treatment of environmental issues in Algeria Analytical study of a sample from Al-Khabar newspaper أ/ طالبة دكتوراه جامعة محمد الصديق بن يحيى جيجل البريد اإللكتروني: bouamouchahadjer123@gmail.com الملخص: تعد الصحافة المكتوبة من أقدم وسائل االعالم واالتصال من حيث الظهور ويعود لها الفضل الكبير في الحفاظ على الثقافات ونقلها من جيل إلى آخر في مختلف أنحاء العالم لتحتل بذلك حيزا كبيرا من اهتمام الجمهور فاستطاعت أن تجد لنفسها مكانة متميزة نظرا الهتمامها بقضايا املجتمع ومشاكله كتلك المتعلقة باملحيط أو الوسط البيئي الذي يعيش فيه لذلك جاءت هذه الورقة البحثية لتسلط الضوء على المعالجة الصحفية للمواضيع البيئية في الجزائر من خالل تحليل مضمون عينة من جريدة الخبر وهذا بغية الوصول إلى األهداف التي سطرت بغرض انجاز هذا البحث وسعت هذه الدراسة في شقيها الخاص بفئات الشكل والمضمون إلى معرفة الموقع الذي احتلته المواضيع البيئية عبر أبواب الجريدة والقوالب الصحفية التي اعتمدتها جريدة الخبر في طرحها للمواضيع البيئية باإلضافة إلى طبيعة اللغة المستعملة في األعداد محل التحليل وأهم المضامين التي طرحتها المعالجة الصحفية والكشف عن أهم المصادر المعتمدة في الحصول على األخبار المتعلقة بالظاهرة محل التحليل وتجيب الدراسة كذلك عن أهم األهداف والقيم المتضمنة في جريدة الخبر من خالل معالجتها للمواضيع البيئية. الكلمات المفتاحية: المعالجة الصحفية المواضيع البيئية جريدة الخبر. 148
Abstract : The written press is one of the oldest media and communication in terms of appearance, and is greatly credited with preserving cultures and transmitting them from one generation to another in different parts of the world to occupy a large part of the public's attention, so they were able to find themselves a privileged position due to their interest in the issues of society And its problems such as those related to the environment in which he lives, so this paper came to highlight the journalistic treatment of environmental topics in Algeria by analyzing the content of a sample of the newspaper El Khabar, and this in order to reach the goals that were set for the purpose of completing this research, this study expanded In its sections of the categories of form and content to know the location occupied by environmental topics through the doors of the newspaper, and the press templates adopted by El Khabar newspaper in its presentation of environmental topics, in addition to the nature of the language used in the numbers analyzed, and the most important contents put forward by the treatment The study also answers the most important objectives and values included in El Khabar newspaper through its handling of topics. Keywords : Press treatment, environmental issues, El-Khabar newspaper. مقدمة يحتل اإلعالم في العصر الحالي مكانة هامة ومتميزة لدى املجتمعات فال يمكن تصور وجود مجتمع حديث بمعزل عن الدور الكبير لوسائل اإلعالم في النهوض بهذه املجتمعات والرقي بها وتطويرها فقد تعددت الوظائف واألدوار التي تؤديها واألهداف التي يسعى إلى تحقيقها والوصول إليها وبفضل ما يمتلكه اإلعالم من قدرة هائلة على االنتشار بين فئات املجتمع بمختلف مستوياته الثقافية والفكرية واالجتماعية أصبح األداة المناسبة لتوجيه األفراد ونقل المعرفة خاصة ما تعلق منها باهتمامات وانشغاالت أفراد املجتمع في الحياة اليومية والوسط الذي يعيشون فيه. تعرف الصحافة المكتوبة في الجزائر سواء العمومية أو الخاصة تطورا كبيرا خاصة منذ مطلع التسعينات مع فتح املجال أمام التعددية السياسية واإلعالمية التي سمحت بظهور أشكال عديدة 149
منها الصحف الوطنية واليومية واألسبوعية وغيرها والتي تهتم بدورها بقضايا املجتمع املحلي خاصة وتعبر عن واقعه ومشاكله واهتماماته كتلك المتعلقة بالوسط البيئي الذي ينتمي إليه. ونظرا لتزايد الممارسات الخاطئة وغير المسؤولة التي لحقت بهذا املحيط بمختلف مكوناته وعناصره وما خلفته من آثار مدمرة على البيئة سواء من الناحية االجتماعية والسياسية واالقتصادية استلزم األمر زيادة التناول اإلعالمي في الجزائر لمواضيع البيئة وقضاياها ال سيما وأن الواقع الراهن للبيئة في الجزائر يحمل العديد من مالمح وصور التدهور البيئي نتيجة للظروف الطبيعية والبشرية التي انعكست نتائجها السلبية على املجتمع ككل. أوال: مشكلة الدراسة وتساؤالتها: أصبح موضوع البيئة وحمايتها من أهم األولويات في وقتنا الحاضر كونه يحتل مكانة بارزة في حياتنا اليومية على اعتبار ان البيئة هي كل ما يحيط باإلنسان الذي يتفاعل معها بشكل مستمر ودائم وهذا ما أدى إلى ظهور بعض السلوكات التي تس يء للبيئة كالرمي العشوائي للنفايات وتلوث البحار والشواطئ واالعتداء على المساحات الخضراء والعديد من املخالفات البيئية الكثيرة بسبب التصرفات اإلنسانية غير المسؤولة حيث يبقى االنسان المصدر الرئيس ي لالختالالت البيئية المسجلة في كل دول العالم فاإلنسان ال يستطيع القيام بنشاطاته بعيدا عن بيئته كون هذه األخيرة مرتبطة بطريقة مباشرة مع نشاطات اإلنسان لذلك أضحت الصحافة المكتوبة مطالبة بتركيز اهتمامها على تنمية الوعي البيئي لدى األفراد وتعديل اتجاهاتهم وسلوكاتهم البيئية املحيطة بهم وبذل أقص ى ما بوسعها من أجل تزويد الجمهور بمختلف األخبار الصحيحة عن البيئة وكيفية املحافظة عليها وتقليص أخطارها حتى يتمكن القراء من تكوين اتجاه سليم حول البيئة وتبني سلوكات صحيحة وإيجابية تجاهها. ومن الصحافة المكتوبة الجزائرية وقع اختيارنا على جريدة الخبر إلجراء هذه الدراسة التي سوف تجيب عن التساؤل الرئيس ي التالي: كيف عالجت جريدة الخبر المواضيع البيئية في الجزائر من حيث الشكل والمضمون وتنبثق عنه أربع تساؤالت فرعية: 1. ما هي طبيعة اللغة المستخدمة في تحرير المواضيع البيئية في جريدة الخبر 2. ما هو الموقع الذي احتلته المواضيع البيئية عبر أبواب جريدة الخبر 3. ما هي القوالب الصحفية المعتمدة في جريدة الخبر لمعالجة المواضيع البيئية في الجزائر 4. ما هي طبيعة المواضيع البيئية األكثر تناوال في المعالجة الصحفية لجريدة الخبر 150
5. ماهي المصادر التي اعتمدت عليها جريدة الخير في معالجة المواضيع البيئية 6. ما هي طبيعة القيم البيئية التي تفرزها جريدة الخبر من خالل تناولها ألخبار ومواضيع البيئة ثانيا: أسباب اختيارالموضوع: ترجع معالجتنا للمواضيع البيئية في الجزائر من خالل المعالجة الصحفية لجريدة الخبر لعدة أسباب ذاتية وأخرى موضوعية وهي كاآلتي: 1.2 األسباب الذاتية: -الرغبة الشخصية في دراسة موضوع البيئة من أجل التعرف على معطيات المعالجة الصحفية ملختلف المواضيع البيئية عبر جريدة الخبر. -التأثر بالسلوكات الخاطئة في حق البيئة من قبل االنسان واآللة والتعدي عليها. 2.2 األسباب الموضوعية: -أهمية الدور الذي تقوم به الصحافة المكتوبة الجزائرية في التعريف بالمواضيع البيئية وتوعية القراء والتأثير فيهم. -فوز جريدة الخبر بجائزة رئيس الجمهورية للصحفي املحترف طبعة 2710 في إطار اليوم الوطني لحرية الصحافة المصادف ل 22 أكتوبر من كل سنة وحصولها على المرتبة الثالثة في مجال الصحافة المكتوبة حول موضوع "الحفاظ على البيئة...مفتاح الرفاه العمومي والسعادة االجتماعية" عن تحقيق بعنوان "غازات السيارات...الموت البطيء". -االطالع على نقاط القوة والضعف في االعالم الجزائري المقروء تجاه المواضيع البيئية ومشكالتها. ثالثا: أهمية الدراسة: إن أسباب قيام البحث العلمي هو اإلحساس بأهميته فاألهمية تكمن في القيمة العلمية التي تقدمها هذه الدراسة من خالل محاولتها تسليك الضوء على معالجة جريدة الخبر للمواضيع البيئية في الجزائر والمساهمة في توعية األفراد وتعديل سلوكاتهم تجاه البيئة من خالل الوظائف واألدوار التي تقوم بها الصحافة المكتوبة الجزائرية في معالجة مختلف المواضيع البيئية حيث أن للصحيفة دورا فاعال ورئيسيا في معالجة مثل هذه القضايا باالعتماد على التغطية اإلعالمية واالستفادة من أدواتها وتقنياتها. رابعا: أهداف الدراسة: نسعى من خالل هذه الدراسة إلى تحقيق جمة من األهداف أهمها: 151
1. معرفة طبيعة اللغة المستخدمة في تحرير المواضيع البيئية في جريدة الخبر. 2. معرفة الموقع الذي احتلته المواضيع البيئية عبر أبواب جريدة الخبر. 3. معرفة القوالب الصحفية المعتمدة في جريدة الخبر لمعالجة المواضيع البيئية في الجزائر. 4. معرفة طبيعة المواضيع البيئية األكثر تناوال في المعالجة الصحفية لجريدة الخبر. 5. معرفة المصادر التي اعتمدت عليها جريدة الخير في معالجة المواضيع البيئية. 6. معرفة طبيعة القيم البيئية التي تفرزها جريدة الخبر من خالل تناولها ألخبار ومواضيع البيئة. خامسا: مفاهيم الدراسة: 1.5 المعالجة الصحفية: 1.1.5 اصطالحا: -يعرفها الغاليتي قائال: "ونعني بها نقل المعلومات من عدة مصادر بدقة وتبصر وسرعة وبطريقة تخدم الحقيقة وتجعل الصواب يبرز ببطء وذلك من وجهة نظر الصحيفة أو المؤسسة التي تتبعها. -كما يعرفها الحقباني بأنها : طريقة عرض المادة الصحفية من خالل أربعة مستويات : سرد وحوار وتحليل ومختلط". )الشيباني 2772 ص 10 (. 2.1.5 إجرائيا: هي طريقة عرض المواضيع البيئية في الصحافة الجزائرية المكتوبة وبصفة خاصة في جريدة الخبر اليومي حيث تحتوي كل المضامين التي نشرت في جريدة الخبر حول المواضيع البيئية باستخدام مختلف القوالب واألشكال الصحفية التي تستخدمها الجريدة في طرح المواضيع البيئية. 2.5 المواضيع البيئية: 1.2.5 اصطالحا: "هي مجموعة القضايا واألحداث واألزمات التي تواجه البيئة سواء الطبيعية أو االجتماعية وتؤثر في مكوناتها مثل قضايا التلوث بأنواعه واملخلفات وتغير المناخ". )قنشوبة 2716 ص 75 بتصرف(. 2.2.5 إجرائيا: هي كافة قضايا ومشكالت البيئة املحلية الجزائرية وكل المواضيع البيئية المتصلة بالجوانب الحياتية املختلفة للمجتمع الجزائري وتتمثل في موضوعات التلوث بأنواعه التغيرات المناخية االحتباس الحراري الحرائق استنزاف الموارد الطبيعية الكوارث الطبيعية انتشار األوبئة واالمراض والنفايات وغيرها. 152
3.5 نبذة تعريفية عن جريدة الخبر: هي يومية جزائرية خاصة وشاملة تصدر باللغة العربية وتوزع عبر كامل الوطن في 42 والية وقد صدر أول عدد لها بتاريخ 71 نوفمبر 1997 وبعد عشر سنوات من تأسيسها صارت "الخبر" تحتل المرتبة األولى في الجزائر من حيث حجم السحب بمعدل ربع مليون نسخة يوميا وتمتلك مكتبين جهويين أحدهما في شرق البالد بوالية قسنطينة والثاني غرب البالد بوالية وهران باإلضافة إلى مكاتب والئية عبر كامل التراب الوطني مقرها يوجد بالجزائر العاصمة الذي انتقلت إليه سنة 2772 حيث كانت في السابق تتخذ من دار الصحافة مقرا لها ضم المبنى الجديد لها مديرية املحاسبة والمالية المديرية التجارية مديرية العالقات العامة والتسويق التحرير بمختلف أقسامه قسم المنازعات مركز الدراسات الدولية وقد زودت مختلف األقسام بأحدث ما أبدعته التكنولوجيا مما يحفز العمال على العطاء وبدل المزيد من الجهد. )الخبر_)صحيفة(#بطاقة_تقنية/ ar/wikipedia.org/wiki.)21:37 2719/72/21 سادسا: الدراسات السابقة: الدراسة رقم )71(: بعنوان "المعالجة اإلعالمية لمشكالت البيئة في المواقع اإلسالمية عبر اإلنترنت موقع شبكة االلوكة نموذجا -دراسة تحليلية-" وهي عبارة عن مقال علمي للباحثة زكية منزل غرابة بجامعة األمير عبد القادر قسنطينة -الجزائر- وقد نشر هذا المقال شهر جوان سنة 2710 بمجلة ميالف للبحوث والدراسات في عددها الخامس وتدور إشكالية الدراسة حول طبيعة المعالجة اإلعالمية لمشكالت البيئة في موقع شبكة األلوكة عبر االنترنت من حيث المضمون والشكل ومن اهم النتائج التي توصلت إليها الباحثة تسجيل اهتمام واضح ببعض المشكالت البيئية التي عرضها موقع شبكة االلوكة وهي مشكلة التلوث بشكل عام ثم تليها مشكلة تلوث المياه والهواء ومشكلة التصحر والنفايات. )منزل غرابة 2710 بتصرف(. الدراسة رقم )72(: بعنوان "المعالجة اإلعالمية لمشكالت البيئة في الصحافة الجزائرية جريدة الشروق نموذجا" وهي عبارة عن رسالة ماجيستير للباحثة زينة بوسالم جامعة منتوري قسنطينة سنة 2711-2717 وتدور إشكالية الدراسة حول كيف تعالج مشكالت البيئة في جريدة الشروق اليومي ومن أهم النتائج التي توصلت إليها الباحثة انخفاض حجم اهتمام جريدة الشروق اليومي بمشكالت البيئة واستخدام القالب الخبري بجريدة الشروق اليومي من خالل معالجتها للمشكالت البيئية عبر صفحاتها. )بوسالم 2711-2717 بتصرف(. 153
سابعا: نوع الدراسة ومنهجها: تندرج هذه الدراسة ضمن البحوث الكمية والتي تعد من أكثر البحوث انتشارا واستعماال من قبل الباحثين وهي "تلك البحوث التي تستخدم األرقام في تحليل بياناتها وتخضع لشروط الصدق والثبات وتعالج بياناتها إحصائيا". )هالل المزاهرة 2714 ص 154 (. ونظرا لطبيعة دراستنا الحالية والمتعلقة بمضمون الصحف فإن المنهج المتبع هو منهج تحليل المضمون الذي يدرس محتويات وسائل اإلعالم بمختلف أشكالها من ناحية الشكل والمضمون. ويركز منهج تحليل املحتوى أساسا على دراسة مضامين وسائل اإلعالم ووصف محتواها الظاهر دون البحث في الخلفيات وذلك من ناحية الشكل والمضمون من خالل مجموعة التصنيفات والفئات التي يتم وضعها وفق أسس منهجية وعلمية واضحة وبشكل موضوعي للوصول إلى نتائج وبيانات كمية لوصف مختلف الرسائل التي تتضمنها وكذلك تحليل العالقات بين متغيرات المضمون اإلعالمي المدروس. 1.0 فئات التحليل: تعتبر فئات التحليل من أهم خطوات البحث وأكثر المراحل أهمية لضمان نجاح تحليل املحتوى بحيث تسهل عملية التحليل على الباحث باإلضافة إلى الوصول إلى نتائج أكثر دقة وموضوعية. وتعرف فئات التحليل على انها "التقسيمات التوزيعات واألركان التي يعتمدها الباحث في توزيع وحدات التحليل المتوصل إليها في المادة المدروسة وهذا بناء على ما تتحد فيه من صفات أو تختلف فيه من خصائص". )نفس المرجع ص 391 (. وفئات التحليل نوعان هما: فئات الشكل )كيف قيل ( وفئات المضمون )ماذا قيل (. 1.1.0 فئات الشكل: وهي تلك الفئات التي تصف املحتوى الشكلي للمضمون المزمع دراسته وعادة ما تحاول اإلجابة عن السؤال كيف قيل وهذه الفئات أحد ركائز تحليل املحتوى فالشكل الذي يقدم به المضمون إلى جمهور القراء يعد باألهمية التي تجعل هؤالء يميلون إلى االضطالع على المضمون أوال". )حمدي 2710 ص 52 (. -فئة الموقع: هي الفئة التي تهتم بموقع المواضيع البيئية عبر أبواب جريدة الخبر. -فئة طبيعة المادة المستعملة: هي الفئة التي تسمح لنا بتقسيم المواضيع البيئية المتناولة في جريدة الخبر حسب القوالب الصحفية التي استخدمت لنقل هذه المواضيع. 154
-فئة طبيعة اللغة المستعملة: هي الفئة التي تسمح لنا بتقسيم المواضيع البيئية حسب المستوى اللغوي عبر جريدة الخبر وتقسم إلى لغة عربية مزيج بين اللغة العربية واللهجات املحلية مزيج بين اللغة العربية واللغة األجنبية. 2.1.0 فئات المضمون: وهي الفئات التي تهتم بمضمون المادة محل الدراسة وعادة ما يحاول اإلجابة عن سؤال ماذا قيل وتنقسم هذه الفئات بدورها إلى عدة فئات أخرى. قمنا باختيار الفئات التي ارتأينا خدمتها ألهداف دراستنا وتتمثل هذه الفئات في: -فئة الموضوعات: هي الفئة التي تسمح بتحديد نوع المواضيع البيئية في جريدة الخبر كما يمكن تصنيف هذه المواضيع حسب المنطقة الجغرافية. -فئة المصادر: هي الفئة التي تبحث في الجهة التي تنسب إليها المواضيع البيئية المتداولة في جريدة الخبر. -فئة األهداف: هي الفئة التي تسمح لنا بتحديد الهدف أو الغرض الذي يريد إيصاله مضمون كل المواضيع البيئية والمتناولة من خالل جريدة الخبر. -فئة القيم: هي الفئة التي تسمح لنا بتحديد القيم البيئية المتضمنة في المواضيع البيئية عبر جريدة الخبر. ثامنا: مجتمع البحث والعينة: يتمثل مجتمع الدراسة في جميع األعداد الصادرة عن جريدة الخبر الصادرة خالل شهر أوت 2710 نظرا لتوفر أرشيف الجريدة وبما أنه يتعذر على الباحثة القيام بهذه الدراسة على جميع مفردات املجتمع األصلي ككل بحكم أن البحث تحكمه عوامل مادية وطاقة بشرية ومدة زمنية إلنهائه فقد تم اختيار عينة ممثلة للمجتمع الكلي وذلك عن طريق اختيار نوع من العينات العشوائية وهي عينة األسبوع االصطناعي ألنها ترتبط ارتباطا مباشرا مع موضوع البحث وأهداف الدراسة المرجوة. ولقد لجأنا إلى عينة األسبوع االصطناعي نظرا لسهولة استخدام هذا النوع من العينات خصوصا في الدراسات اإلعالمية حيث يرى شامبل في هذا الصدد "أن زيادة حجم العينة في تحليل مضمون الصحف اليومية عن 12 عدد ال يخلق اختالفات معتبرة في النتيجة عند تصنيف الموضوعات كما يعتبر شامبل أن زيادة حجم العينة عن 12 عددا استثمارا فقيرا لوقت الباحث". )عبد الحميد 1909 ص 79 (. 155
وقد تم استخدام أسلوب األسبوع االصطناعي في اختيار أعداد الجريدة التي سيتم تحليلها وذلك بطريقة منتظمة ويضمن عدم تكرار التواريخ واأليام الخاصة بمفردات العينة حيث اخترنا اليوم األول من األسبوع األول من شهر أوت ثم اليوم الثاني من األسبوع الثاني من شهر أوت ثم اليوم الثالث من األسبوع الثالث من شهر اوت...وهكذا إلى غاية الحصول على جميع مفردات العينة والتي بلغ عددها 12 عددا موزعا على شهر اوت 2710. اليوم الثالثاء األربعاء الخميس الجمعة السبت األحد االثنين األسبوع األسبوع األول ع 1 1 أوت ع 9 0 أوت ع 5 5 أوت األسبوع الثاني ع 0 9 أوت ع 18 18 أوت ع 6 10 أوت األسبوع الثالث ع 0 11 أوت ع 11 10 أوت ع 1 01 أوت األسبوع الرابع ع 0 00 أوت ع 4 05 أوت ع 10 06 أوت العدد التاريخ العدد التاريخ 11 أوت 0811 0680 81 أوت 0811 0506 10 أوت 0811 0680 80 أوت 0811 0501 01 أوت 0811 0686 85 أوت 0811 0598 00 أوت 0811 0681 89 أوت 0811 0594 05 أ تو 0811 0618 18 أوت 0811 0595 156
06 أوت 0811 0611 10 أوت 0811 0590 تاسعا: أدوات جمع البيانات: انطالقا من طبيعة الدراسة والمنهج المتبع فقد اعتمدنا على استمارة تحليل املحتوى كأداة أساسية باعتبارها من أكثر أدوات جمع البيانات استخداما وشيوعا في الدراسات الخاصة ببحوث تحليل املحتوى بهدف استخراج النتائج الكمية وتحليلها وتفسيرها. وتعرف استمارة تحليل املحتوى بأنها "نموذج يتم تصميمه بحيث يتضمن مجموعة من الفئات الرئيسية أو الفرعية التي على أساسها يتم تصنيف المضمون المراد تحليله بما يتفق وأهداف الدراسة". )بركات 2711 ص 229(. وبهذا يمكن القول ان تصميم استمارة تحليل املحتوى يكون بعد االطالع على المضمون أو املحتوى المراد تحليله وذلك حتى يتسنى للباحث وضع الفئات والتصنيفات التي تخدم أهداف البحث وتجيب عن التساؤالت. وقد احتوت استمارة تحليل املحتوى الخاصة بموضوع دراستنا الحالية على أربعة محاور أساسية وهي: -املحور األول: المتعلق بالبيانات الخاصة بالوثيقة ويضم اسم الجريدة تاريخ الصدور رقم العدد. -املحور الثاني: المتعلق بفئات الشكل )كيف قيل ( ويضم توزيع موضوعات البيئة حسب موقع المادة الصحفية عبر أبواب الجريدة واللغة المستعملة في التحرير إضافة إلى القوالب الصحفية التي جاءت بها الموضوعات المتعلقة بالبيئة. -املحور الثالث: المتعلق بفئات المضمون )ماذا قيل ( ويضم توزيع موضوعات البيئة حسب طبيعة الموضوعات والمصادر المعتمدة وكذلك أهداف الجريدة والقيم المتضمنة في المادة الصحفية. -املحور الرابع: يضم مالحظات عامة. وبعد تشكيل استمارة تحليل املحتوى تم عرضها على لجنة من األساتذة المتخصصين في مجال العلوم االجتماعية واإلنسانية بغية تحكميها وبعد االنتهاء من مرحلة التحكيم قمنا بطباعة )12( استمارة حسب حجم عينة الدراسة املختارة جريدة الخبر وبعدها قمنا بعملية تفريغ البيانات اعتماد على وحدة الفكرة من خالل حساب تكرار المعاني واألفكار الخاصة بالمواضيع البيئية في جريدة الخبر والتي تسهل على الباحث إنهاء عملية التفريغ في أقصر مدة ممكنة عاشرا: نتائج الدراسة: 157
من خالل هذه الدراسة التي حاولنا فيها معرفة كيفية المعالجة الصيفية للمواضيع البيئية في الجزائر بجريدة الخبر من حيث الشكل والمضمون وانطالقا من تساؤالت وأهداف الدراسة توصلنا على جملة من النتائج ونلخصها فيما يلي: املحور األول: فئات الشكل )كيف قيل (: أظهرت نتائج الدراسة التحليلية أن توزيع المواضيع البيئية حسب موقع المادة الصحفية عبر أبواب الجريدة قد وردت بنسبة كبيرة في صفحة الجزائر العميقة بنسبة ) 24( ويرجع ذلك إلى كونها تهتم برصد كل أخبار الوطن ونقلها بصفة دائمة ويومية الهتمامات وانشغاالت المواطنين خاصة ما تعلق منها باملجال البيئي في كل ربوع الوطن من خالل صفحات الجزائر العميقة التي تعتبر العمود الفقري للجريدة ألنها تمس مباشرة المواطن وبيئته حيث تشتهر مع قرائها بهذا المصطلح "الجزائر العميقة" وهو بمثابة ميزة تنفرد بها الخبر منذ تأسيسها مقارنة مع منافسيها من الصحف األخرى سواء العمومية منها أو الخاصة. بينت نتائج الدراسة التحليلية ان توزيع المواضيع البيئية حسب اللغة المستخدمة في تحرير المواضيع الخاصة بالبيئة قد جاءت باللغة العربية الفصحى بنسبة ) 30 6( وتعتبر هذه النسبة منطقية إلى حد ما كون جريدة الخبر في حد ذاتها تصدر باللغة العربية إضافة إلى االعتماد في بعض األحيان على اللهجة املحلية في عرض انشغاالت المواطنين خاصة ما تعلق منها بانشغاالت سكان المشاتي والقرى والمداشر ذوي المستوى العلمي املحدود ومن جهة أخرى تستخدم في بعض األحيان حسب الضرورة اللغة العربية الممزوجة باللغات األجنبية مثل اللغة الفرنسية خاصة ما تعلق منها بالمصطلحات العلمية الخاصة بالبيئة في المواد المنشورة ويشير هذا التنوع اللغوي إلى حرص جريدة الخبر على ضمان إيصال الرسالة اإلعالمية بتبسيطها وتكييفها حسب طبيعة الجمهور المستهدف. وهذا ما تؤكده الدراسة رقم )71( بعنوان المعالجة اإلعالمية لمشكالت البيئة في المواقع البيئية اإلسالمية عبر األنترنت للباحثة زكية منزل غرابة حيث أكدت "أهمية اللغة العربية في المعالجة اإلعالمية لمشكالت البيئة باعتبارها لغة القرآن فإن تبني الجريدة للغة واحدة في المعالجة يجعل منها حبيسة اإلطار المكاني الذي ولدت فيه هذه اللغة وعم انفتاحه على الثقافات األخرى". )منزل غرابة مرجع سابق ص 15 (. أثبتت نتائج الدراسة التحليلية أن جريدة الخبر اعتمدت على قالب الخبر الصحفي في تحرير موضوعات البيئة بنسبة ) 10 95( ويرجع ذلك كونها يومية إخبارية بالدرجة تعتمد على الخبر 158
الصحفي بشكل كبير في تقديم مضامينها وذلك من أجل ضمان سرعة إطالع القراء بكل األحداث واالخبار الحية والمستجدة المتعلقة بالبيئة مقارنة بالقوالب الصحفية األخرى التي تتطلب وقتا أكبر في الوصف والتحليل واإلحاطة بكل جوانب الموضوع البيئي كالتحقيق والربورتاج. املحور الثاني: فئات المضمون )ماذا قيل (: كشفت نتائج الدراسة التحليلية أن جريدة الخبر تعالج موضوعات التلوث النفايات والخلفات التنمية المستدامة األمراض واألوبئة والحرائق بنسب متساوية قدرت ب) 17 02 ( لكل موضوع وتعكس هذه النسبة مدى اهتمام جريدة التحليل بمعالجة مواضيع البيئة بالذات خالل موسم الصيف حيث تتزامن أعداد التحليل في الدراسة الحالية مع شهر أوت الذي يدخل ضمن هذا الموسم إضافة إلى الحرائق التي غالبا ما تستفحل شرارتها أيضا مع انطالق موسم الصيف وتفسر هذه النسبة المعتبرة حرص الجريدة على عرض قضايا التلوث بمختلف أشكاله مثل تلوث الماء والهواء التربة الغذاء وكذلك التلوث اإلشعاعي والكيميائي والصناعي وغيرها من أشكال التلوث إضافة إلى مشاريع التنمية المستدامة التي تسعى الدولة الجزائرية من خاللها إلى تحقيق الرفاهية للمجتمع وذلك في إطار النهوض بجميع أبعادها االقتصادية واالجتماعية والبيئية وغيرها. وهذا ما تؤكده أيضا الدراسة رقم )73( بعنوان المعالجة اإلعالمية لمشكالت البيئة للباحثة زينة بوسالم حيث أن "معظم المواضيع المتناولة بالجريدة محلية وأغلبها يدور حول التلوث بصفة عامة كتلوث املحيط بالقاذورات وانتشار الروائح الكريهة وكذلك المواضيع المتعلقة بنقص وقلة الموارد الطبيعية من ماء وغاز وكهرباء ثم تليها المواضيع المتعلقة بتلوث الغذاء وغيرها" )بوسالم مرجع سابق ص 299 (. أكدت نتائج الدراسة التحليلية أن توزيع موضوعات البيئة وردت بمنطقة الشرق بأعلى نسبة قدرت ب ) 20 92( وتفسر هذه النسبة اهتمام جريدة الخبر بنقل الغالبية العظمى من المواضيع البيئية التي تحدث في منطقة الشرق الجزائري ويرجع ذلك الى امتالك جريدة الخبر ألربعة مطابع موزعة على كل من مطبعة الشرق الغرب الشمال والجنوب وفي هذا تحوز منطقة الشرق على مطبعة خاصة بها مما فتح املجال لتغطية أوسع ألخبار وانشغاالت سكان هذه المناطق هذا من جهة ومن جهة أخرى تخصص صفحة الجزائر العميقة حسب الجهة التي تصدر بها وهو نفس الش يء لباقي المناطق حيث تخصص كل منطقة صفحة الجزائر العميقة للمواضيع البيئية الخاصة بها ماعدا في بعض الحاالت أين تفرض طبيعة الموضوعات المستجدة منها خصوصا تواجدها عبر كل صفحات الجريدة بمختلف ربوع الوطن. 159
أظهرت نتائج الدراسة التحليلية أن جريدة الخبر تعتمد على المراسلين والشهود العيان كمصدر للمادة الصحفية وذلك بأعلى نسبة قدرت ب ) 16 46( لكل مصدر وتفسر هذه النسبة االعتماد الكبير لجريدة التحليل على المراسلين الذين يقومون بإيصال الخبر إلى أبعد نقطة عبر مختلف مناطق الوطن من المدن واألرياف بما فيها القرى والمداشر والمشاتي البعيدة لنقل االنشغاالت والتقرب من المواطن فالخبر تفتح لهم املجال للتعبير عن آرائهم واهتماماتهم اليومية مما يسمح بتزويد مراسليها وطاقمها الصحفي بما يهمه من قضايا ومشكالت متعلقة بمواضيع البيئة وذلك من خالل مختلف الشكاوي التي تتلقاها الجريدة وبهذا يكون الشاهد العيان قد شارك في العملية التحريرية بطريقة أو بأخرى وذلك بعد استقصاء األحداث والتأكد منها. بينت نتائج الدراسة التحليلية أن جريدة الخبر تهدف من وراء معالجتها الصحفية للمواضيع البيئية إلى اإلعالم واإلخبار وكذلك املحافظة على البيئة بأعلى نسبة قدرت ب) 22 52 ( لكل واحدة منها وتليها التوعية بمخاطر البيئة بنسبة ) 23 27( وهذا يعود إلى طبيعة الجريدة كونها يومية إخبارية تعتمد على نقل وإيصال االحداث واالخبار حيث تقوم بنشر مواضيع البيئة خاصة المتعلقة منها بقضايا التلوث بمختلف أشكاله وكذلك قضايا املخلفات واستنزاف مورد الطاقة وغيرها من اجل املحافظة على البيئة وكذلك توعيتهم باملخاطر التي تنجر عنها وهو ما تثبته النسب المتحصل عليها فيما يخص فئة التوعية بمخاطر البيئة التي جاءت متقاربة في النسبة مقارنة بالفئتين المتصدرتين للمرتبة األولى وهي إشارة واضحة على أن جريدة الخبر تتخذ على عاتقها مسؤولية اجتماعية كبيرة من أجل تصحيح السلوكات البيئية الخاطئة للمواطن الجزائري من أجل الحفاظ على الوسط البيئي وحمايته. أفرزت الدراسة التحليلية أن جريدة الخبر من خالل معالجتها لمواضيع البيئة تسعى إلى نشر قيم بيئية إيجابية كقيمة النظافة التي تصدرت الترتيب بنسبة ) 12( وتليها في المرتبة الثانية قيمة التوعية والتحسيس بنسبة ) 11( وهذا بدوره يترجم الدور الكبير الذي تلعبه الجريدة في نشر الوعي البيئي في أوساط المواطنين بهدف الحفاظ على البيئة وإحياء روح المسؤولية تجاه املجتمع الذي ينتمي إليه وهذا بتغيير سلوكه نحو األفضل والذي ال يتحقق إال من خالل غرس القيم اإليجابية والتغطية المستمرة والهادفة لمواضيع البيئة. خاتمة: من خالل هذه الدراسة التي حاولنا فيها معرفة كيفية المعالجة الصحفية لمواضيع البيئة في الجزائر من حيث الشكل والمضمون بجريدة الخبر كنموذج عن الصحافة المكتوبة الجزائرية والتي تطرقت 160
إلى الطريقة التي عرضت بها موضوعات البيئة من حيث الشكل فقد اعتمدت جريدة التحليل في تغطيتها لهذه المواضيع على عدة قوالب صحفية حيث ركزت على قالب الخبر الصحفي وكان الدور في تغطية األخبار على المراسلين الصحفيين وكذلك الشهود العيان باعتبارهم العمود الفقري للمجلة. وقد افرزت هذه المعالجة جملة من القيم اإليجابية التي تهدف إلى نشر الوعي البيئي لدى المواطن الجزائري وذلك من أجل الحفاظ على البيئة وحمايتها من املخاطر كالقيم المتعلقة بالنظافة والتوعية والتحسيس وهذا يترجم بدوره االهتمام الواضح لجريدة الخبر بمعالجتها لمواضيع البيئة وقضاياها. قائمة المصادر والمراجع: 1. بركات عبد العزيز )2711(. مناهج البحث اإلعالمي األصول النظرية ومهارات التطبيق القاهرة: دار الكتاب الحديث. 2. بن نايف الشيباني مناحي )2772-2770(. معالجة صحيفة الرياض لجرائم العنف األسري. رسالة ماجيستير غير منشورة قسم العلوم االجتماعية كلية الدراسات العليا جامعة نايف العربية للعلوم األمنية: السعودية. 3. بوسالم زينة )2711-2717(. المعالجة اإلعالمية لمشكالت البيئة في الصحافة الجزائرية. رسالة ماجيستير غير منشورة قسم علم االجتماع كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية جامعة منتوري قسنطينة: الجزائر. 4. حمدي محمد الفاتح )2710(. منهجية البحث في علوم اإلعالم واالتصال دروس نظرية وتطبيقات األردن: دار أسامة للنشر والتوزيع. 5. عبد الحميد محمد )1909(. تحليل املحتوى في بحوث اإلعالم الجزائر: ديوان المطبوعات الجامعية. 6. قنشوبة عبد الرحمن )ديسمبر 2716(. أخالقيات المهنة في ضوء قوانين اإلعالم الجزائرية. مجلة دراسات وأبحاث العدد 25. 0. منزل غرابة زكية )جوان 2710(. المعالجة اإلعالمية لمشكالت البيئة في المواقع اإلسالمية عبر األنترنت موقع شبكة األلوكة نموذجا-دراسة تحليلية- مجلة ميالف للبحوث والدراسات العدد.75 161
2. هالل المزاهرة منال )2714(. مناهج البحث اإلعالمي األردن: دار الميسرة للنشر والتوزيع والطباعة. 9. الخبر_)صحيفة(#بطاقة تقنية/ ar/wikipedia.org/wiki 162