الثروة النفطية.. والتنافس الدولي»االستعماري«اجلديد يف إفريقيا جنالء حممد مرعي باحثة دكتوراه كلية االقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة ملخص الدراسة

النسخ

1 الثروة النفطية.. والتنافس الدولي»االستعماري«اجلديد يف إفريقيا جنالء حممد مرعي باحثة دكتوراه كلية االقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة ملخص الدراسة أضحى مفهوم أمن الطاقة أحد أبرز جتليات املفاهيم األمنية التي بدأت تتشكل وتأخذ مكانتها في التفاعالت الدولية ضمن العديد من التغيرات واملفاهيم التي تلت حقبة ما بعد احلرب الباردة شأنه شأن العديد من احملددات التقليدية األخرى التي باتت تشكل السياسة اخلارجية للدول السيما القوى الصناعية الكبرى. لذلك فإن أولويات القوى الكبرى في عالقاتها مع إفريقيا باتت تتركز على ضمان وارداتها من مصادر الطاقة واملواد اخلام الالزمة لصناعاتها االستراتيجية هذا باإلضافة إلى فتح األسواق اإلفريقية أمام سلع ومنتجات هذه القوى األمر الذي ي خرج تلك األولويات عن كونها شأن ا جتاري ا أو اقتصادي ا محض ا لتصل إلى مصاف الضرورات االستراتيجية امل لحة بحكم ما يعبر عنه من مصالح كبرى جلانب هذه القوى. وقد أسهم التنافس الدولي من ق ب ل القوى الكبرى على النفط في القارة بشكل مباشر أو غير مباشر في إضفاء املزيد من التعقيد والتشابك على مجمل الصراعات التي تشهدها القارة وهو ما أثر سلبي ا على واقع القارة ومستقبلها السياسي واالقتصادي واالجتماعي. وعلى الرغم من ذلك فقد وف ر النفط إطار ا آخر للتعاون بني الدول العربية واإلفريقية حيث أضحت التكتالت االقتصادية ضرورة استراتيجية في عصر أصبح ال ميكن فيه ضمان موطئ قدم للقوى الصغرى واملتوسطة في األسواق العاملية من دون تعاون وتنسيق. لذا ي توقع أن يكون للنفط دور كبير في دعم العالقات بني العديد من الدول العربية واإلفريقية خاصة وأن األولى لديها من اخلبرات في مجال النفط ما ميك نها أن تساعد به في تطوير هذا القطاع في نظيرتها اإلفريقية األمر الذي يسهم في تعظيم االستفادة من هذا النفط وموارده املالية واستثماراته في نصرة قضايا العرب واملسلمني في العالم والضغط على دول مثل أمريكا بسالح االستثمارات النفطية كي توازن موقفها من العرب وإسرائيل بدال من االنحياز األعمى احلالي للدولة العبرية والبحث عن وسائل أو طرق وأفكار متطورة الستخدام النفط كسالح فع ال وقت السلم واحلرب. 415

2

3 الثروة النفطية.. والتنافس الدولي»االستعماري«اجلديد يف إفريقيا جنالء حممد مرعي باحثة دكتوراه كلية االقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة أضحى مفهوم أمن الطاقة أحد جتليات املفاهيم األمنية التي بدأت تتشكل وتأخذ مكانتها العلمية ضمن العديد من التغيرات واملفاهيم التي تلت حقبة ما بعد احلرب الباردة شأنه شأن العديد من احملددات التقليدية األخرى التي تشكل السياسة اخلارجية للدول السيما القوى الصناعية الكبرى فأصبح الصراع بني الواليات املتحدة األمريكية والصني وروسيا والعديد من القوى الصناعية الصاعدة حول مصادر الطاقة. لذا أصبحت القارة اإلفريقية في بؤرة االهتمام العاملي والسيما بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 م ملا متثله من أهمية جيوبوليتيكية واستراتيجية واقتصادية متنامية فإفريقيا تطرح بديال قوي ا ملصادر نفط الشرق الوسط األمر الذي أدى بدوره إلى احتدام التنافس الدولي على النفط واملوارد الطبيعية اإلفريقية والذي يتوقع له أن يأخذ منح ى جديد ا خالل السنوات القادمة إذ حتول منط الصراع الدولي حول القارة من منطق»املباراة الصفرية«-الذي يعني أن مكسب قوة معينة هو خسارة لألخرى كما حدث إبان احلرب الباردة- إلى نظرية»الربح للجميع«فيما بعد احلرب الباردة مبعنى الشراكة في تقاسم النفوذ في القارة ولعل هذا التحول يفسر التطور في سياسات القوى الكبرى وأدواتها في القارة والذي لم يراع فقط مصاحلها الثابتة واملتغيرة وإمنا متت صياغته من منظور الصراع بني القوى الدولية املتنافسة. ومن املتوقع أن يستمر اعتماد هذه القوى على النفط اإلفريقي في املستقبل املنظور ولذلك فإن النتيجة الطبيعية هي اشتعال حدة املنافسة بني الشركات الغربية واآلسيوية على استغالل حقول النفط والغاز في إفريقيا وعلى الرغم من امتالك الشركات الغربية لقدرات مالية وخبرات فنية عالية والسيما في مناطق التنقيب البحرية مقارنة بنظيراتها اآلسيوية فإن األخيرة تستفيد من األوضاع الداخلية السائدة في بعض الدول اإلفريقية الغنية بالنفط وكذلك من الدعاوى السياسية واأليديولوجية املناهضة لهيمنة الدول الغربية على دول اجلنوب. ونظر ا لذلك تعالج هذه الدراسة موضوع الثروة النفطية كمحدد من محددات التنافس الدولي االستعماري اجلديد في القارة اإلفريقية بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 م وذلك ألن أولويات القوى الكبرى في عالقاتها مع إفريقيا تتركز على ضمان وارداتها من الطاقة واملواد اخلام منها وفتح األسواق اإلفريقية أمام بضائع هذه القوى وتعزيز املكانة العاملية لها. وهذا النوع من األولويات ال يعتبر شأن ا جتاري ا أو سياسي ا محض ا وإمنا هو في الوقت نفسه شأن استراتيجي بحكم ما يعبر عنه من مصالح كبيرة لهذه القوى كما أن رغبة األفارقة في االستفادة من هذه القوى حيث إنها مصدر لالستثمارات والتكنولوجيا احلديثة واملساعدات التنموية هي كذلك شأن استرتيجي فليست مصالح اقتصادية أو جتارية محدودة األمر الذي ينعكس بدوره على واقع ومستقبل 417

4 الباب اخلامس : عالقات دولية القارة السياسي واالقتصادي واالجتماعي وهذا الذي سنناقشه من خالل احملاور الرئيسة التالية: احملور األول: واقع القدرات النفطية اإلفريقية وموقع إفريقيا النفطي يف العامل أخذ النفط اإلفريقي يفرض نفسه كأحد أبرز العوامل املؤثرة في النظام العاملي حيث أخذ اجلدل السياسي يدور حول استراتيجيات إدارة النفط اإلفريقي الذي أصبح على أولوية أجندة القوى الكبرى في العالم السيما بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 م وذلك مع اجتاه الدول الصناعية الكبرى نحو التنويع في مصادر اإلمدادات النفطية ساعد على ذلك األحداث املضطربة في الشرق األوسط وارتفاع أسعار النفط فالواليات املتحدة األمريكية والصيني تأتيان في مقدمة الدول العاملية األكثر استهالك ا للطاقة البترولية لهذا جند أنهما من أشد الدول اهتمام ا بالبترول اإلفريقي مما يوسع من دوائر االضطراب السياسي في هذه القارة ولهذا بدأت الدول الكبرى تضع استراتيجيات للتعامل مع البلدان اإلفريقية النفطية. هذا وحتتل القارة اإلفريقية موقع ا مهم ا في خريطة النفط العاملية حيث بلغ معدل تزايد إنتاج القارة من النفط %36 مقابل %16 لباقي القارات بعد 11 سبتمبر 2001 م بزيادة في اإلنتاج اليومي للقارة تقدر ب 9 ماليني برميل يومي ا خالل عام 2006 م بينما بلغ االستهالك اإلفريقي 3 ماليني برميل يومي ا وفق ا لتقرير اللجنة اإلفريقية للطاقة )أفراك(. وبلغت نسبة اإلنتاج اإلفريقي إلى اإلنتاج العاملي %12 عام 2008 م ويتوقع أن تصل إلى %30 بحلول 2010 م. ))) وليم إنغداهل ترجمة د. محمد زكريا إسماعيل قرن من احلروب: خفايا السياسات النفطية واملصرفية األجنلو-أمريكية والنظام الدولي اجلديد دمشق: وزارة الثقافة 2007 م ص 381. حتتل الق}}}ارة اإلفريقية موقع ا مهم ا يف خريطة النفط العاملية حيث بلغ معدل تزايد إنتاج القارة من النفط %36 مقابل %16 لباقي القارات بعد 11 س}}}بتمرب 2001 م بزيادة يف اإلنتاج اليومي للقارة تقدر ب 9 ماليني برميل يومي ا خالل عام 2006 م. وتساهم بنسبة كبيرة من هذا النمو حقول عمالقة جديدة في نيجيريا وأجنوال واجلزائر ويتوقع لالستكشافات العمالقة في االمتدادات العميقة في شبة الصحراء اإلفريقية أن تضيف أكثر من مليوني برميل يومي ا بحلول 2010 م. أما االحتياطي اإلفريقي فقد تنامى بشكل ملحوظ ليصل إلى 114 مليار برميل عام 2007 م وفق ا ملا جاء في مؤمتر األمم املتحدة للتجارة والتنمية أي بنسبة %8 إلى االحتياطي العاملي مما يجعله يتفوق على االحتياطي في بحر قزوين الذي لم يتجاوز 33 مليار برميل إال أن هذا االحتياطي يتركز في نيجيريا حيث تصل نسبته فيها إلى %70 من نسبة االحتياطي اإلفريقي للدول األعضاء في منظمة الدول املنتجة للنفط )أوبك(. ولهذا تسعى الدول الكبرى إلى وضع استراتيجية من شأنها حتقيق أقصى استفادة لها من النفط اإلفريقي. هذا ويتركز إنتاج النفط في منطقة غرب إفريقيا وتأتي نيجيريا في مقدمتها فهي الدولة احلادية عشرة من بني أكبر منتجي النفط في العالم إذ بلغ إنتاجها 3 ماليني برميل يومي ا عام 2008 م كما تبلغ االحتياطيات النفطية 2.35 مليار برميل كما تسعى نيجيريا إلى رفع مخزونها إلى 40 مليار برميل بحلول عام 2010 م. وجنحت غينيا االستوائية في زيادة احتياطياتها النفطية إلى 28.1 مليار برميل وفي زيادة إنتاجها إلى 420 ألف برميل يومي ا وتسعى الشركات األمريكية التي متتلك أكبر عدد من الرخص املتداولة للتنقيب فيها إلى رفع اإلنتاج إلى 740 ألف برميل يومي ا عام 2020 م. ))) خالد حنفي علي موقع إفريقيا في استراتيجية أمريكا اجلديدة السياسة الدولية ع 154 أكتوبر 2003 م ص ))) كولن كامبيل وفراوكدة ليزينبوركس وآخرون ترجمة د.عدنان عباس علي نهاية عصر البترول الكويت: املجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب 2004 م ص التقرير االسرتاتيجي السابع

5 الثروة النفطية والتنافس الدولي»االستعماري«اجلديد يف إفريقيا 419 وجنحت اجلابون في زيادة احتياطياتها النفطية إلى 5.2 مليار برميل كما بلغ إنتاجها اليومي منه 230 ألف برميل. فيما بلغت احتياطيات الكاميرون النفطية 85 مليون برميل وإنتاجها 83 ألف برميل يومي ا. وتعد موريتانيا من الدول الواعدة التي دخلت سوق اإلنتاج إذ يتوقع وصول إنتاجها إلى 85 ألف برميل يومي ا وت قدر احتياطياتها مبليار برميل. أما منطقة جنوب إفريقيا فتضم أجنوال التي تعد ثاني أكبر منتج للنفط في هذه املنطقة حيث بلغ حجم إنتاجها اليومي من النفط مليوني برميل بنهاية عام 2008 م ويقدر االحتياطي فيها ب 25 مليار برميل أما زامبيا فتنتج 120 ألف برميل يومي ا ومدغشقر 90 ألف برميل يومي ا. وأما منطقة شمال إفريقيا والتي هي األقرب إلى أسواق القارة األوروبية وتضم دولتني من أعضاء أوبك هما ليبيا واجلزائر فإن االحتياطي الليبي من النفط يقدر بحوالي 40 مليار برميل وتنتج يومي ا 1.6 مليون برميل أما اجلزائر فإن االحتياطي البترولي يصل فيها ما يقارب 12.4 مليار برميل بينما ال يتعدى إنتاجها اليومي 1.3 مليون برميل وتنضم مصر إلى الدول النفطية إذ تنتج 700 ألف برميل يومي ا ويقدر االحتياطي لديها مبا يعادل 2.7 مليار برميل. وتعد منطقة شرق إفريقيا ضعيفة اإلنتاج باستثناء السودان الذي يعتبر من الدول املهمة في مجال إنتاج النفط إذ ينتج ويصد ر اخلام اخلفيف الذي يحظى بإقبال كبير جد ا هذه األيام وقد بلغ إنتاجه وفق ا لوزارة الطاقة السودانية 5 ماليني برميل عام 2007 م على الرغم من االضطرابات الداخلية التي يعاني منها السودان في مناطق عديدة ويبلغ االحتياطي املثبت ))) خالد عبد احلميد احملدد النفطي في السياسة األمريكية جتاه القارة اإلفريقية ملف األهرام االستراتيجي ع 160 أبريل 2008 م ص.47 ))) نادية عبد الفتاح»تكالب القوى الكبرى على البترول والغاز في إفريقيا«التقرير االستراتيجي اإلفريقي م جامعة القاهرة: مركز البحوث اإلفريقية 2007 م. ص التقرير االسرتاتيجي السابع حوالي 1.25 مليار برميل وجتدر اإلشارة إلى أنه يوجد احتياطي أكبر من ذلك لم ي كشف عنه بعد في املناطق الريفية التي يصعب الوصول لها بسبب النزاعات الداخلية. أما منطقة وسط إفريقيا والتي تضم كال من تشاد والكونغو فال يتجاوز اإلنتاج اليومي في الكونغو الدميقراطية أكثر من 22 ألف برميل أما االحتياطي فيقدر بنحو مليار ونصف برميل أما تشاد فقد بدأت في اإلنتاج في يوليو 2003 م من حوض دوبا في اجلنوب وبلغ اإلنتاج 225 ألف برميل عام 2006 م. احملور الثاني: أهمية النفط اإلفريقي.. وإعادة التنافس االستعماري بني القوى الدولية يعتبر النفط محور اهتمام العالم منذ اكتشافه وحتى اآلن ومن املتوقع أن يستمر هذا االجتاه قائم ا في السنوات القادمة وذلك ملا يلي: 1- تزايد الطلب العاملي على الطاقة وارتفاع األسعار وهو ما يجعل هناك نوع ا من التنافس والتصارع على البترول واملناطق الغنية به. 2- سياسات القوى الكبرى اخلاصة بتأمني الطاقة ألنها عصب االقتصادات ومن ث م أصبحت القضايا اخلاصة بالطاقة توضع مباشرة في أولويات األمن القومي لهذه البلدان ))) حيث أصبح أمن الطاقة شأنه شأن العديد من احملددات التقليدية األخرى -كاحلفاظ على مكانة الدولة والتوسع في تأميني احلدود- التي تشكل السياسة اخلارجية للدول السيما القوة الصناعية. فالصراع بني الصيني والواليات املتحدة وروسيا والعديد من القوى الصناعية الصاعدة أصبح ))) علي حسيني باكير»الصني.. تسبق اجلميع وحتاول التهام نفط إفريقيا«مجلة املجتمع ع 1695 أبريل 2006 م. ))) نادية عبد الفتاح مرجع سابق ص 117. ))) د. محمود أبو العينني «الواليات املتحدة وإفريقيا بعد 11 سبتمبر 2001 م«التقرير االستراتيجي اإلفريقي م جامعة القاهرة: مركز البحوث اإلفريقية 2006 م ص 336.

6 الباب اخلامس : عالقات دولية ح ول مصادر الطاقة فض ال عن األرباح الكبيرة التي جتنيها الش ركات من وراء إنتاج وتوزيع هذا املصدر احليوي االستراتيجي. فالثق ل البترولي في إفريقيا فرض اس تراتيجية للتعامل الدولي مع إفريقيا مما تسبب في رفع وتيرة التنافس بني الدول الكبرى وخاصة الواليات املتحدة األمريكية والصني وذلك ألن هذا البترول يتمتع مبزايا متعددة ال توجد في نفط مناطق أخرى من أهمها : -1 أن البترول اإلفريقي أفضل في اجلودة وأحسن ف ي النوعية من مثيله في الش رق األوس ط نظ را الحتوائه على نسبة ضئيلة من الكبريت. -2 كم ا أن البت رول اإلفريقي قريب من س وق االستهالك في أوروبا وأمريكا إذ إن الساحل الغربي إلفريقيا على مسافة قريبة نسب يا من الساحل الشرقي للواليات املتحدة مما يخف ف من تكاليف النقل خاصة إذا أخذنا في االعتبار األوضاع السياس ية القلقة في الشرق األوس ط وإمكانية تعطل خطوط نقل النفط عبر قناة السويس. -3 أن ال دول اإلفريقي ة املنتجة للنفط باس تثناء نيجيريا وليبيا واجلزائ ر ال تنتمي إلى منظـمة الدول املصدرة للنفط (أوبك) التي تعمل على التحكم في أسعار النفط العاملية مما مي كن هذه الدول من حرية اإلنتاج. -4 أن القارة اإلفريقية من حيث االس تهالك تعد أقل اس تهال كا من غيرها مما ميكنه ا من تصدير الفائض. -5 يترك ز االحتياطي النفطي الكبي ر في مواقع نفطية فوق املاء بعي دا عن الش اطئ مما يجعله في مأمن من االضطرابات السياس ية واالجتماعية التي ميكن أن تتعرض لها تلك الدول. فإذا نظرنا إلى احتياجات العالم من الطاقة وجدنا أن االستهالك العاملي سوف يرتفع عام 2020 م مبعدل %59 وهذا م ا يضاعف من التناف س الدولي على مهما البترول اإلفريقي وعليه فإن إفريقيا حتتل موق عا في استراتيجيات الدول الكبرى نتيجة ملا متلكه القارة من خيرات طبيعية ومواد أولية والسيما النفط الذي ي عد عام مهما في تفوق األمم وفي حتقيق األمان ال د. حم دي عبد الرحم ن إفريقيا وحتديات عص ر الهيمنة.. أي مستقبل القاهرة : مكتبة مدبولي 2007 م ص خالد عبد احلميد «النف ط في إفريقيا محور متجدد في اهتمامات السياسة األمريكية» التقرير االسرتاتيجي السابع

7 الثروة النفطية والتنافس الدولي»االستعماري«اجلديد يف إفريقيا 421 إلى جانب أنه عصب احلضارة ويلعب دور ا رئيس ا في احلياة االقتصادية. ودائم ا ما متثل القارة محور سياسات التكالب االستعماري وذلك ألنها حتتفظ بنحو %8 من إجمالي احتياطيات البترول في العالم. وتتجلى أهمية ذلك في تسابق الدول الكبرى وتنافسها على نسج عالقات قوية مع البلدان املنتجة للبترول في القارة والتعاون معها في شتى املجاالت. وقد حاولت الواليات املتحدة ومازالت جاهدة إقصاء منافسيها عن املناطق املنتجة للبترول أو استيعابهم ضمن مخططاتها بحيث تكون هي وشركاتها العمالقة -ما فوق القومية- اجلهة املسيطرة التي لها النصيب الكبير من الغنائم. واستناد ا على هذه القدرات النفطية يحظى النفط اإلفريقي بأهمية كبيرة لدى الواليات املتحدة إذ اعتبر والتر كانشتاينر مساعد وزير اخلارجية للشئون اإلفريقية األسبق أنه»بات يشك ل مصلحة قومية استراتيجية«. وفي هذا اإلطار أك دت العديد من التقارير أنه ميثل أولوية بالنسبة لألمن القومي وضرورة قومية للواليات املتحدة منها تقرير مجلس العالقات اخلارجية األمريكية عام 2005 م»ما وراء التدخل اإلنساني: املوقف األمريكي االستراتيجي جتاه إفريقيا«فإنه»في نهاية العقد احلالي سوف تصبح إفريقيا مصدر ا مهم ا لواردات الطاقة األمريكية متام ا كما هو احلال بالنسبة للشرق األوسط«. هذا ومتتلك منطقة غرب إفريقيا حوالي 60 مليار برميل من االحتياطيات النفطية املعروفة وطبق ا لبعض التقديرات األمريكية فإن واحد ا من كل خمسة براميل نفط جديدة تدخل االقتصاد العاملي في النصف األخير من هذا العقد ستأتي من خليج غينيا وهو ما يؤدي إلى رفع واردتها من إفريقيا من %16 إلى %20 (1) John Deutch, National Security Consequences of U.S Oil Dependency, Council On Foreign Relations, Oct التقرير االسرتاتيجي السابع عام 2010 م وتزود نيجيريا حالي ا الواليات املتحدة بنحو %10 من إجمالي نفطها املستورد وتسهم أجنوال بنحو %4 من الواردات النفطية األمريكية. وتبدو هناك عدة منافع للواليات املتحدة من رفع واردتها النفطية من إفريقيا وسيطرة شركاتها على االستثمار في هذا القطاع وذلك طبق ا لدراسة أجرتها»املجموعة الوطنية لتطوير سياسة الطاقة«في واشنطن حيث إن سيطرة الواليات املتحدة على مخزونات النفط اإلفريقية بجانب سيطرتها على نفط العراق يعني حتكمها في االقتصاد العاملي واقتصادات الدول املنافسة بشكل كبير فاليابان تستورد %98 من احتياجاتها النفطية بينما تستورد أوروبا %52 من احتياجاتها النفطية فضال عن تنويع مصادر النفط حيث تستورد من أربع مصادر رئيسة هي بالترتيب: كندا والسعودية ثم املكسيك وفنزويال باإلضافة إلى احلصول على النفط بأسعار منخفضة ومن مناطق آمنة. وبعد أحداث 11 سبتمبر 2001 م وظهور عدم االستقرار في منطقة الشرق األوسط اعتمدت الصني لنفسها استراتيجية جديدة متثلت في»تنويع مصادر النفط«مع إعطاء إفريقيا أولوية جيوبوليتيكية في هذه االستراتيجية على الرغم من أن هذه االستراتيجية لها مظهر اقتصادي إال أنها تتمتع بقيمة أخرى من الناحية االستراتيجية ذلك أن التوجه الصيني نحو الطاقة اإلفريقية إمنا يتم في إطار استراتيجية كبرى وهي استراتيجية»املساعدات مقابل النفط«. وعلى هذا األساس فإن استمرار النمو االقتصادي وعدم االستقرار في منطقة الشرق األوسط التي هي املنطقة النفطية األولى في العالم تعد من جملة األسباب الرئيسة التي دفعت الصني نحو االهتمام ))) د. حمدي عبد الرحمن ثنائية النفط واإلرهاب: إفريقيا تدخل عصر الهيمنة األمريكية ملف األهرام االستراتيجي ع 140 أغسطس 2006 م ص ))) خالد حنفي علي مرجع سابق ص 207.

8 الباب اخلامس : عالقات دولية مبصادر الطاقة اإلفريقية خاصة بعد أن استوردت الصني 38.3 مليون طن نفط من إفريقيا عام 2005 م وهو ما شك ل %30 من إجمالي وارداتها من الطاقة. احملور الثالث: أبرز القوى الدولية املتنافسة.. ودوافع رؤيتها للنفط اإلفريقي استمر التكالب الدولي في أعقاب احلرب الباردة وإن اختلفت أشكاله وأطرافه على مناطق النفوذ والثروة في القارة اإلفريقية وعندما وقعت أحداث 11 سبتمبر 2001 م في الواليات املتحدة باتت إفريقيا تشك ل أهمية محورية في التفكير االستراتيجي األمريكي اجلديد. وبدت سياسات التنافس األمريكي األوروبي واآلسيوي في إفريقيا على النحو التايل: 1- الواليات املتحدة األمريكية والنفط اإلفريقي: تتطل}}}ع الوالي}}}ات املتح}}}دة إىل املزيد من االعتم}}}اد على البرتول اإلفريقي مم}}}ا جيعلها تس}}}عى للس}}}يطرة على املخ}}}زون العامل}}}ي للنف}}}ط وه}}}ذا م}}}ا دعاها إىل حماصرة النفوذ األوروبي يف الق}}}ارة اإلفريقي}}}ة ومواجه}}}ة التحرك الصيين تتطلع الواليات املتحدة إلى املزيد من االعتماد على البترول اإلفريقي مما يجعلها تسعى للسيطرة على املخزون العاملي للنفط وهذا ما دعاها إلى محاصرة النفوذ األوروبي في القارة اإلفريقية ومواجهة التحرك الصيني والسيطرة على العراق واالقتراب من بحر قزوين بعد إسقاط نظام طالبان عام 2001 م. فإفريقيا جنوب الصحراء توفر خ مس واردات الواليات املتحدة من النفط وكما ذكرنا سلف ا تتوقع بعض املصادر أن تزيد واردات أمريكا من النفط اإلفريقي بنسبة %30 بحلول 2015 م مما يعني أن واردات الواليات املتحدة من هذا النفط سوف تفوق وارداتها النفطية من اخلليج العربي. ويتوقع أن يصبح خليج غينيا الذي يحتوي على احتياطي ي قد ر بنحو 24 مليار برميل املركز األول في إنتاج النفط بعيد ا خارج احلدود. ومن ث م فقد آثرت الواليات املتحدة االعتماد على نصف القارة الغربي للحصول على %50 من وارداتها النفطية من اخلارج وهو االجتاه الذي عززته توصيات تقرير»سياسة الطاقة القومية«2001 م الذي ذكر أن غرب القارة يعتبر أحد أهم وأسرع مصادر النفط منو ا بالنسبة للسوق األمريكي كما أكد على أهمية الدور الذي قامت به الشركات األمريكية في بناء خط األنابيب الرابط بني تشاد والكاميرون والتي بلغ حجم استثماراتها ضمن كونسورتيوم دولي 5.3 مليار دوالر. وعليه فقد استخدمت الواليات املتحدة األمريكية مجموعة من األدوات من أجل تأمني النفط اإلفريقي وضمان تدفقه إليها دون أي عقبات أو مشاكل خاصة مع وجود تهديدات متزايدة يتعرض لها هذا النفط ألسباب داخلية وخارجية والتنافس الدولي الشرس على موارد النفط في إفريقيا وفي هذا الصدد ميكن اإلشارة إلى عدة أدوات رئيسة منها: األداة األوىل: العمل على تسوية النزاعات وإهناء االضطرابات الداخلية خاصة في مناطق إنتاج النفط ولذا لعبت الواليات املتحدة دور ا في التوصل لتسوية صراعات مزمنة مثل أجنوال )فقد انتهى الصراع بني حركة يونيتا واحلكومة في أبريل 2002 م( وليبيريا عام 2003 م وتدعيم مفاوضات السلالم في السودان خالل 2003 م وتأييدها التفاق السالم في بوروندي 2003 م كما لعبت الشركات األمريكية دور ا في احتواء االضطرابات الطائفية التي نشبت في الشمال النيجيري عامي م وذلك من أجل احلفاظ على مصاحلها النفطية كما ضاعفت اإلدارة من مساعداتها االقتصادية والفنية والعسكرية لنيجيريا من 10 إلى 40 مليون دوالر. ))) نادية عبد الفتاح مرجع سابق ص ))) خالد عبد احلميد»احملدد النفطي في السياسة األمريكية جتاه القارة اإلفريقية«مرجع سابق ص التقرير االسرتاتيجي السابع

9 الثروة النفطية والتنافس الدولي»االستعماري«اجلديد يف إفريقيا 423 األداة الثانية: تنشيط االستثمارات األمريكية يف النفط اإلفريقي وفي هذا اإلطار أعلنت»شركة شيفرون تكساكو«في 2002 م أنها ستستثمر 20 مليار دوالر عام 2007 م في النفط اإلفريقي. وكذلك قامت الواليات املتحدة بزيادة مساعدات التنمية اخلارجية إلى بلدان جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا إلى أكثر من 6.4 مليار دوالر عام 2003 م ويتوقع مضاعفة املساعدات إلى الدول التي جتري إصالحات اقتصادية وسياسية عام 2010 م. كما قدمت الواليات املتحدة دعم ا اقتصادي ا مهم ا لدول القارة حيث تلقت صناعة اجلابون النفطية دعم ا من شركة»أميرادا هيس«األمريكية وضخ ت شركات النفط األمريكية 18 مليار دوالر عام 2004 م بهدف الوصول باإلنتاج األجنولي من النفط إلى 2.3 مليون برميل يومي ا وسعت لتطوير حجم التجارة مع القارة والذي بلغ خمسة مليارات دوالر عام 2004 م. األداة الثالثة: تدعيم الشراكة االقتصادية وهو ما جتس د من خالل قانون النمو والفرص في إفريقيا الذي مت التصديق عليه من الكوجنرس في عام 2001 م والذي يقوم على فرض عدة شروط تتعلق مبحاربة الفساد وتقليل الدعم احلكومي مقابل إعطاء معاملة تفضيلية لصادرات الدول اإلفريقية إلى الواليات املتحدة ))) فضال عن تنشيط دور املنظمات الدولية غير احلكومية التي متولها الواليات املتحدة للعب دور في مشاكل القارة السياسية واالقتصادية السيما في ضوء تراجع الدول اإلفريقية وعدم قدرتها على التعامل مع هذه املشكالت كما أن هذه املنظمات قد توفر أداة للتدخل بشكل غير مكلف للواليات املتحدة في مناطق الصراع داخل القارة. باإلضافة إلى تشكيل»مجموعة املبادرة السياسية للنفط اإلفريقي«وهي تضم ممثليني عن اإلدارات ))) خالد حنفي علي»السياسة األمريكية جتاه إفريقيا..رؤى وأدوات متغيرة«السياسة الدولية ع 163 يناير 2006 م ص 148. ))) د. محمود أبو العينيني»التكالب األمريكي على إفريقيا«التقرير االستراتيجي اإلفريقي م ص التقرير االسرتاتيجي السابع األمريكية وشركات القطاع اخلاص وأصدرت هذه املجموعة كتاب ا بعنوان»النفط اإلفريقي أولوية لألمن القومي األمريكي وللتنمية اإلفريقية«يدعو إلى اتخاذ سياسات معينة لتأمني مصاحلها النفطية في إفريقيا منها زيادة التسهيالت اجلمركية األمريكية للمنتجات اإلفريقية. األداة الرابعة: تكثيف الزيارات السياسية إىل إفريقيا فقد زار الرئيس األمريكي السابق بوش خمس دول إفريقية في فبراير 2008 م )بنيني وتنزانيا ورواندا وغانا وليبيريا( وفي يوليو 2003 م زار )السنغال وجنوب إفريقيا وبتسوانا وأوغندا ونيجيريا( كما زار وزير اخلارجية األسبق كولن باول في عام 2002 م اجلابون وقام مسئول رفيع في القيادة العسكرية األمريكية كارلتون فولفورد بزيارة كل من ساوتومي وبرنسيب عام 2002 م من أجل دراسة مسألة أمن العاملني في مجال النفط في خليج غينيا. األداة اخلامسة: تكثيف الوجود العسكري األمريكي لتأمين منابع النفط وضمان تدفقه إليها وتشير»استراتيجية الطاقة القومية«إلى ضرورة أن يكون هناك قواعد عسكرية على جميع منافذ النفط من كازاخستان إلى أجنوال في إفريقيا لذا توجد قوات أمريكية في الساحل الغربي إلفريقيا بغرض تأمني أنبوب»تشاد-الكاميرون«الذي يضخ 250 ألف برميل من النفط يومي ا وحصلت واشنطن على إذن باستخدام األجواء اإلريترية وأرسلت اإلدارة قوات أمريكية من مختلف التخصصات إلى نيجيريا منذ أبريل 2001 م ومت تخصيص 65 مليون دوالر للقيام بالتدريب العسكري في مالي والنيجر وتشاد وموريتانيا 2004 م والقيام مبناورات عسكرية بحرية في خليج غينيا في 2005 م فضال عن إنشاء قيادة عسكرية أمريكية جديدة للقارة اإلفريقية )أفريكوم( (3) Daniel Volman, «The Bush Administration and African Oil: The Security Implication of US Energy Policy», Review of African Political Economy, No.98, 2003, P ))) د. عبد امللك عودة»الرئيس بوش يزور خمس دول إفريقية«األهرام االقتصادي ع 2008/3/3 م. 2043

10 الباب اخلامس : عالقات دولية وذلك بقرار رئاسي أمريكي في فبراير 2007 م وهي قيادة مستقلة هدفها حماية املصالح األمريكية األمنية واالستراتيجية في قارة إفريقيا والبحار احمليطة بها وتكون هذه القيادة مسئولة عن جميع أنواع النشاط األمريكي في جميع دول القارة باستثناء مصر التي تظل في إطار مسئوليات قيادة احمليط الباسيفيكي. 2- الصن والنفط اإلفريقي: حتاول الصني شأنها في ذلك شأن الواليات املتحدة األمريكية البحث عن دول ومناطق جديدة لتأمني حاجاتها النفطية. ونظر ا لوجود احتياطيات نفطية مهمة في إفريقيا فإن الصني لم تأل جهد ا في جتنيد مواردها الدبلوماسية والسياسية واالقتصادية والعسكرية بهدف ضمان السيطرة على املوارد النفطية اجلديدة في القارة حيث حتصل الصني على ربع وارداتها النفطية من إفريقيا ويوضح اجلدول التالي حجم واردات الصني من النفط اإلفريقي عام 2006 م. الدولة أجنوال نيجيريا تشاد غينيا االستوائية جدول رقم )1( واردات الصن من النفط اإلفريقي عام 2006 م حجم الواردات )مليون طن( 18,2 الدولة الكونغو الدميقراطية حجم الواردات )مليون طن( 3,4 8 ليبيا 3 5 اجلابون 3 3,8 السودان 2 لذا جنحت في إيجاد موطئ قدم لها في أجنوال ونيجيريا واجلابون وغينيا والسودان بزيادة االستثمارات النفطية فيها وقد استغلت خروج الواليات املتحدة من السودان عام 1995 م لتحظى باستثمارات نفطية حيث أصبح أكثر من نصف صادرات السودان النفطية يذهب إلى الصني ومتكنت مؤسسة النفط الصينية من شراء %40 من أسهم شركة النيل األعظم النفطية في السودان والتي تضخ 300 ألف برميل يومي ا. كما قامت شركة»سينوبك«الصينية بإنشاء خط أنابيب بطول 1500 كيلو متر لنقل اإلنتاج إلى ميناء بورسودان على البحر األحمر ومنه إلى ناقالت البترول املتجهة للصني. ))) واشترت الصني %45 من حقل اكبوا البحري النيجيري بتروال بقيمة مقدارها 7.2 مليار دوالر كما انضمت كشريك لالستثمار في حقل بحري في أجنوال برأسمال قدره 725 مليون دوالر. كما جنحت بكني في مضاعفة التبادل التجاري مع إفريقيا حيث بلغت 200 مليار دوالر عام 2004 م ويتوقع أن تتجاوز 100 مليار دوالر بحلول 2010 م. واتخذت عدد ا من اإلجراءات لدعم العالقات االقتصادية والتجارية مع الدول اإلفريقية ومن ذلك إلغاء الرسوم اجلمركية على السلع املستوردة من الدول اإلفريقية األقل منو ا حيث أصبحت 190 سلعة من 25 دولة إفريقية تتمتع بهذا اإلعفاء. فضال عن تشكيل منتدى التعاون الصيني اإلفريقي بهدف العمل على تلبية احتياجات العوملة االقتصادية ))) ومساندة الوحدة والتعاون والتحالف بني الدول اإلفريقية وفق ا لقناعتها ومصاحلها والدفاع عن جهود هذه الدول في معارضة التدخل اخلارجي (3) Peter Goodman,China invest Heavily in Sudan s Oil I - dustry, Washington post, Dec (4) Chietgi Bajpaee «Sino-U.S Energy Competition», www. pinr.com ))) أحمد حجاج»الصني تعيد اكتشاف إفريقيا«السياسة الدولية ع 163 يناير 2006 م ص 140. ))) د. عبد امللك عودة»أفريكوم تبحث عن مقر دائم في إفريقيا«األهرام االقتصادي ع 2008/1/14 م و د.أحمد إبراهيم محمود»أبعاد تشكيل قيادة عسكرية أمريكية إلفريقيا«ملف األهرام االستراتيجي ع 147 مارس 2007 م ص 26. ))) نادية عبد الفتاح مرجع سابق ص التقرير االسرتاتيجي السابع

11 الثروة النفطية والتنافس الدولي»االستعماري«اجلديد يف إفريقيا 425 في شئونها ونزاعاتها الداخلية ودعم احملاوالت اإلفريقية حلل النزاعات بيني الدول اإلفريقية من خالل الطرق السلمية. وتقوم الصني ببيع أسلحة إلى دول القارة وذلك لتأمني طرق املواصالت فيها وتخفيض سعر املنتجات النفطية إذ ال قيود عليها في بيعها ألنها ليس لها سجل من التدخل في شئون اآلخرين وتعتبر زميبابوي في مقدمة الدول املستوردة للسالح من الصني ففي عام 2005 م حصلت على 6 طائرات نفاثة خاصة بالعمليات القتالية منخفضة احلدة. 3- فرنسا والنفط اإلفريقي: رمبا ميثل االهتمام األمريكي والصيني املتزايد بالقارة اإلفريقية تدخلال بالطبع في مناطق النفوذ األوروبية التقليدية السيما الفرنسية منها. وقد اتخذت العالقة بني النفوذين األمريكي والفرنسي طابع التنافس على الكعكة النفطية اإلفريقية فهناك قلق فرنسي كبير من االستراتيجية األمريكية اجلديدة في إفريقيا بحيث تبدو االستراتيجية الفرنسية في وضع دفاعي وهي حتاول احلفاظ على مواقع نفوذها إزاء الهجوم األمريكي بل والصيني على إيجاد موضع قدم في هذه املناطق اإلفريقية إلى احلد الذي دفع الرئيس الفرنسي للهجوم -في تصريحات سابقة- على من قال:»إنهم يتطلعون إلى إعادة استنزاف موارد القارة وموادها األولية«كما تطرح فرنسا مفهوم الرابطة األورو-إفريقية وهو ما يعني إضفاء الطابع األوروبي على السياسة اإلفريقية لفرنسا. وقد بدا هذا األمر جلي ا في حالة التنافس األمريكي - الفرنسي حول دولة جيبوتي ذات األهمية ))) رضا محمد هالل»الوجود االقتصادي الصيني في إفريقيا: الفرص والتحديات«السياسة الدولية ع 163 يناير 2006 م ص 143. ))) د. أحمد إبراهيم»األبعاد االستراتيجية للعالقات بني الصني وإفريقيا«آفاق إفريقية ع 23 أكتوبر 2007 م ص 59. ))) د. حمدي عد الرحمن حسن»التنافس الدولي في القرن اإلفريقي«السياسة الدولية ع 177 يوليو 2009 م ص 174. التقرير االسرتاتيجي السابع االستراتيجية نظر ا الحتاللها موقع ا متقدم ا في منطقة بحرية مير عبرها ربع إنتاج العالم من النفط باإلضافة إلى وجودها على الشريط االستراتيجي بني الساحل والقرن اإلفريقي الذي تسعى واشنطن إلى فرض األمن فيه. وبالرغم من احتفاظ فرنسا بقاعدتها العسكرية األساسية هناك»كامب لوموان«فإن النفوذ األمريكي في جيبوتي في تنام مستمر. وقد استطاعت فرنسا تدعيم وجودها االقتصادي والعسكري في القارة حلماية مصاحلها النفطية فيها من خالل العديد من اآلليات ومن أهمها زيادة التجارة البينية فما زالت فرنسا املستورد األول للمواد اخلام واملصد ر األول للسلع املصنعة في بعض الدول الفرانكفونية واالستثمارات األجنبية في بعض الدول الفرانكفونية )ساحل العاج واجلابون( كما رفعت مساعدتها للقارة إلى ما يزيد عن %7.0 من دخلها القومي دون ربطها بالدميقراطية. وقد أدلى الرئيس ساركوزي خلالل زيارته لدولة جنوب إفريقيا في فبراير 2008 م بتصريحات قال فيها:»سوف تقوم فرنسا بإعادة التفاوض حول كل االتفاقيات العسكرية التي سبق أن وق عتها مع الدول اإلفريقية وستكون بكل شفافية ويجب أن تكون فرنسا حاضرة في القارة بشكل يختلف عما سبق وتقوم فرنسا اآلن بإعداد مبادرة تنموية إلفريقيا قيمتها 5.2 مليار يورو«. وفي 28 يناير 2008 م صادق مجلس وزراء خارجية دول االحتاد األوروبي على قرار بدء تنفيذ عملية»يوفور تشاد وإفريقيا الوسطى«تطبيق ا لقرار مجلس األمن رقم 1778 في سبتمبر 2007 م بتكليف االحتاد األوروبي بتشكيل القوة وعملها ملدة عام من تاريخ ))) جورج ثروت فهمي»أوروبا وإفريقيا..استراتيجية جديدة للتنافس«السياسة الدولية ع 163 يناير 2006 م ص 155. ))) د. جمال السيد ضلع»الفرانكفونية في ظل التنافس الفرنسي األمريكي في إفريقيا«آفاق إفريقية ع 14 ص ))) د. عبد امللك عودة»الوجود العسكري الفرنسي في إفريقيا«األهرام االقتصادي ع 2008/3/24 م. 2046

12 الباب اخلامس : عالقات دولية انطالقها وقوامها 3700 جندي - مبساهمة فرنسية قوامها 2100 جندي من القوة- على أن تكون باريس هي املقر الرئيس للقيادة العامة وأن يقوم جنرال فرنسي بالقيادة امليدانية على األرض في منطقة االنتشار. وهذا اجلنرال هو قائد القوات الفرنسية في تشاد طبق ا التفاقية ايبيرفيه بني فرنسا وتشاد التي تقضي بدعم فرنسي للجيش التشادي في املجاالت اللوجيستية واالستخباراتية. احملور الرابع: واقع ومستقبل القارة اإلفريقية.. يف ظل التنافس الدولي على ثرواتها النفطية ثمة عالقة ارتباطية بني نشوب الصراعات الداخلية املسلحة وامتالك الدول ملوارد أولية أهمها املوارد النفطية وهو ما مثلته اخلبرة اإلفريقية في حاالت عديدة بدء ا من السودان شرق ا ومرور ا بالكنغو الدميقراطية في الوسط وأجنوال وموزمبيق جنوب ا وانتهاء بنيجيريا وسيراليون غرب ا. ورغم أن تلك املوارد مثلت مغنم ا اندفع الفرقاء السياسيون في الداخل لنيل أكبر نصيب ممكن منه خاصة مع غياب آليات دميقراطية تضمن العدالة االقتصادية والسياسية إال أن العامل اخلارجي املتمثل في القوى الكبرى وشركاتها املتعددة اجلنسيات ساهم بدرجة أو بأخرى في تعميق الصراع على هذه املوارد السيما في ظل تزايد الطلب عليها حيث لعبت هذه القوى دور ا مؤثر ا في صنع السياسات الداخلية واخلارجية للدول اإلفريقية مستفيدة من مفهوم»الدولة- العصابة«الذي كرسته بعض النظم اإلفريقية وحركات التمرد التي مو لت حروبها عبر استنزاف هذه املوارد مقابل احلصول على السلالح كما حدث في ليبيريا وسيراليون والكونغو الدميقراطية والسودان وغيرها. ))) د. عبد امللك عودة»انتشار عسكري فرنسي حتت مظلة أوروبية«األهرام االقتصادي ع 2008/2/11 م وحتى بعد أن شهدت بعض مناطق الصراع في إفريقيا استقرار ا إثر اتفاقيات السلالم كما حدث في السودان وليبيريا والكونغو الدميقراطية وأجنوال وغيرها فإن شركات القوى الكبرى بدت فاعلة في هذه املرحلة عبر الدخول في عالقات حتالف مع األنظمة السياسية لنيل أكبر قدر من املوارد النفطية في مرحلة السلالم كما حدث في السودان )صراع الشركات األمريكية والصينية على النفط بعد اتفاق السالم(. ولم تؤسس هذه الشركات في مرحلة الصراع والسلالم في القارة لعالقة شراكة اقتصادية بل أسست لعملية نقل ألكبر قدر من النفط الذي يحتاج إليه االقتصاد العاملي دومنا مساهمة حقيقية في االقتصادات اإلفريقية التي لم تضع نظمها السياسية استراتيجيات واضحة للعالقة مع هذه الشركات في ظل انشغالها بصراعاتها الداخلية وتوجيه أموال بيع تلك املوارد ملواجهة املعارضة السياسية. وبالرغم من أن القارة اإلفريقية حتتل موقع ا مهم ا في خريطة النفط العاملية وهو ما ميك نها من االستفادة من النفط في حتقيق التنمية فإنه في املقابل لعب دور ا في تغذية الصراع عليها بني الفرقاء السياسيني الذين وجدوا أنفسهم إزاء دولة يصفها البعض ب»العصابة«فاألمور الرسمية في بعض الدول اإلفريقية ال ت دار وفق ا لقواعد الشفافية والعدالة االقتصادية والسياسية فبعض الرؤساء األفارقة ال يفكرون كرؤساء جمهوريات ضامنني للمصلحة العامة وإمنا يتصرفون كزعماء مافيا فإدارة قطاعات النفط ت فضي إلى تصرفات عشائرية وعرقية من توقيع عقود استثمار املواد األولية إلى تكريس سياسات معينة وفق ا ملصالح معينة وهو األمر الذي أدى إلى تفشي الفساد وغياب أولويات التنمية الوطنية املالئمة لالقتصادات اإلفريقية. وفي هذا السياق يشير بول كوللير في مقال له حتت عنوان»سوق احلرب األهلية«إلى أن عدة باحثني 426 التقرير االسرتاتيجي السابع

13 قاموا بإجراء حتليل شامل لنحو 54 حرب ا مدنية كبرى في العقود األربعة األخيرة في العالم ومنها إفريقيا حيث وجدوا أنه كلما زادت نسبة الصادرات من املواد األولية بالنسبة للناجت احمللي اإلجمالي فإن ذلك يزيد من مخاطر حدوث صراع. وتلك العالقة شهدتها القارة اإلفريقية بدرجات متفاوتة. وتشير منظمة الشاهد الدولية -وهي متخصصة في دراسة العالقة بني الصراعات واملوارد- إلى أن الكونغو على الرغم من أنها تعتبر رابع أكبر منتج للنفط في إفريقيا فإنها تعاني من ديون خارجية تقدر ب 4.6 مليار دوالر بسبب الشركة الفرنسية إلف أكويتان التي سعت لنشر الفساد والرشوة. إن هذه النماذج وغيرها في إفريقيا مثلت بدورها محفز ا الستنزاف موارد القارة حيث قامت الشركات العاملية -مدعومة أو حتى مستقلة عن القوى الكبرى- مبساعدة الفرقاء املسلحني مقابل احلصول على حق االمتياز في مناطق يسيطرون عليها أو وفق ا ملعادلة السالح مقابل املوارد. الثروة النفطية والتنافس الدولي»االستعماري«اجلديد يف إفريقيا تش}ي}ر منظمة الش}}}اهد الدولية -وهي متخصصة يف دراس}}}ة العالقة بني الصراع}}}ات واملوارد- إىل أن الكونغو على الرغم من أنها تعترب رابع أكرب منتج للنفط يف إفريقي}}}ا فإنها تعاني من ديون خارجية تقدر ب 4,6 مليار دوالر بس}}}بب الشركة الفرنسية إلف أكويتان اليت سعت لنشر الفساد والرشوة. وميكن تقسيم تعامل القوى الكبرى والشركات النفطية العاملية مع املوارد النفطية اإلفريقية إلى مرحلتني: أولهما: مرحلة الصراعات التي ساهمت فيها تلك الشركات سواء بشكل مشروع أو غير مشروع في نهب موارد القارة عبر دعم الصراعات بيني الدول اإلفريقية وداخلها وساعدها على ذلك مناخ احلرب الباردة حيث لعبت هذه الشركات أدوار ا لصالح القطبني املتنافسني على النفوذ في القارة. وثانيهما: مرحلة السلالم الذي بدأ يستتب في بعض ))) خالد حنفي علي»الشركات العاملية.. لعبة الصراع واملوارد في إفريقيا«السياسة الدولية ع 169 يوليو 73 ص مناطق الصراع وصاحب ه تغير في أدوات االستغالل. وبدا أن الصراع أكبر بني تلك القوى خاصة في ظل تزايد الطلب العاملي على النفط فضال عن اصطدامها مع الرأي العام الداخلي في عدة دول إفريقية. وجتسد النماذج التطبيقية التالية املرحلتني فثمة حتركات للواليات املتحدة خاصة في منطقة خليج غينيا النفطية لتوفير بيئة تستطيع الشركات األمريكية من خلالل زيادة نسبة نصيبها من نفط القارة عبر تكثيف التعاون العسكري في هذه املنطقة كما بدأت في إيجاد بيئة سياسية مستقرة من خالل تسوية الصراعات كما حدث في أجنوال في أبريل 2002 م والكونغو الدميقراطية وليبيريا ثم جنوب السودان يناير 2005 م والتغافل عن فساد بعض األنظمة مادامت تستطيع حتقيق استقرار ما. ففي أجنوال ميول الدخل البترولي حرب ا داخلية دولية بلغت خسائرها ما يزيد على مئات اآلالف من القتلى وقد أسهمت الشركات النفطية العاملية ب 900 مليون دوالر في متويل غزو حربي ضد حزب»االحتاد الوطني لالستقالل التام ألجنوال«UNITA وهو أكبر أحزاب املعارضة والذي تأسس عام 1966 م في أجنوال. وقد نشر»االحتاد البريطاني لتقدم العلم BA تقرير ا يتهم فيه هذه الشركات بالتواطؤ في البلد الذي جنم عنه أكبر كارثة بشرية ففي هذا البلد النفطي والذي كان يتمتع بثروات زراعية وصناعية كبيرة ومتنوعة قبل النفط أصبح سكانه من أفقر الشعوب في العالم حيث ساعد النفط في تكريس (2) «U.S Increasing Operation in the Guinea», American Forces Press Service, sep. 5, ))) منظمة تستهدف النهوض بالبحث العلمي وتدريسه وكثير ا ما تسمى اختصار ا ب«االحتاد البريطاني«)BA( ويهدف االحتاد إلى تفسير أهمية التطورات العلمية وغير العلمية ويتبع االحتاد 16 قسم ا متثل علوم األحياء والطبيعة واالجتماع. 427 التقرير االسرتاتيجي السابع

14 الباب اخلامس : عالقات دولية الثروات الطائلة لكبار املسئولني والبقاء في السلطة مبساعدة شركة )شل(. وفي نيجيريا حيث مثلت املوارد النفطية مغذي ا للصراع فيها فقد شهدت منطقة دلتا النيجر مواجهات مسلحة بيني حركة دلتا النيجر -والتي تتهم شركة )شل( بإبادة محاصيلها الزراعية وعدم مراعاة مصالح القبائل احمللية التي تتعرض أراضيها لالستغالل وبيئتها للدمار ونهب الثروات- وبني قوات األمن النيجيرية املكلفة بحماية اإلمدادات البترولية. وكذلك في السودان فالسلطات األمريكية وشركاتها البترولية هي التي شجعت على إيجاد املتمردين في جنوب السودان مما كب د السودان حرب ا انفصالية شديدة راح ضحيتها ما يزيد عن مليوني نسمة ولم يكن لها ما يبررها إال وجود البترول في اجلنوب. وقد وجهت التهمة مرار ا إلى احلكومة اإلسالمية في السودان بالقسوة ونقل السكان من مكان آلخر وتسامحها فيما تقوم به ميليشياتها من جرائم أدت إلى تهجير مئات اآلالف من املدنيني رغم ا عنهم. ولقد انعكست أحداث 11 سبتمبر على الوضع في السودان وحتسني العالقات السودانية - األمريكية بعض الشيء إذ أخذت اإلدارة األمريكية بسياسة تهدف إلى وقف احلرب وإيجاد حل سلمي ملشكلة جنوب السودان وذلك متهيد ا إلحالل استقرار سياسي في السودان كما قامت بإرسال مبعوث خاص للرئيس جورج بوش وهو السيناتور جون دانفورث إلى السودان الذي قام بكتابة تقرير عن األوضاع تضمن إشارات صريحة عن البترول ومشكلة اقتسام العائدات. فشجعت أمريكا األطراف على االجتماع في ))) د. نعيمة شومان العوملة بداية ونهاية )بداية مع الصهيونية ونهاية مع نفاد البترول( بيروت: دار الفارابي 2007 م ص (2) «The Curse of Oil in Africa», يف تش}}}اد أدى تش}}}غيل حقول النفط وخ}}}ط األنابيب املمتد من تش}}}اد إىل الكام}ي}رون إىل انته}}}اكات حلق}}}وق اإلنس}}}ان ومضايق}}}ات للمزارع}ي}ني الفق}}}راء يف املنطقة ومت منعهم من الوصول إىل أراضيهم. ماشاكوس بكينيا للعمل على التوصل حلل املشكلة. مما حف ز شركات النفط األمريكية لدخول مجال االستثمار النفطي الواعد هناك حيث إن نظام العقوبات األمريكية املفروضة على السودان كان قد فرض حظر ا صريح ا على هذه الشركات لذا قامت جماعات الضغط النفطية )لوبي شركات النفط األمريكية( بالضغط لتخفيف العقوبات املفروضة على السودان والشركات العاملة في مجال البترول في الدولة بل سمحت بصفة غير رسمية لشركاتها بالعودة إلى مناطق امتيازها وممارسة عملها في السودان وبدأت في التدخل املباشر والضغط على الشماليني واجلنوبيني للعمل على التوصل حلل مشكلة اجلنوب بالتوقيع على اتفاقية مشاكوس 2002 م. وتزايد ضغط هذه اجلماعات مع فتح السودان للمجال أمام العديد من شركات جنوب شرق آسيا وشركة»تاليسمان«الكندية والتي واجهت بعد ذلك ضغوط ا سياسية واقتصادية من واشنطن ولكن جنحت هذه اجلماعات في إخراج»تاليسمان«من السودان وبعد 48 ساعة من االنسحاب وجهت الواليات املتحدة لألطراف السودانية املتصارعة دعوة لزيارة واشنطن وتضمنت تلك الدعوة تلميحات بأن االتفاق النهائي سوف يوقع في العاصمة األمريكية بدال من ماشاكوس. وفي تشاد أدى تشغيل حقول النفط وخط األنابيب املمتد من تشاد إلى الكاميرون إلى انتهاكات حلقوق اإلنسان ومضايقات للمزارعني الفقراء في املنطقة ومت منعهم من الوصول إلى أراضيهم حيث أشارت (3) Report to the President of the United State on The, out look for peace in Sudan From Jan. Danforth, ( gov). ))) جنلالء محمد مرعي السياسة األمريكية جتاه السودان ) م( رسالة ماجستير )جامعة القاهرة: كلية االقتصاد والعلوم السياسية 2006 م( ص التقرير االسرتاتيجي السابع

15 الثروة النفطية والتنافس الدولي»االستعماري«اجلديد يف إفريقيا 429 منظمة العفو الدولية إلى أن الشركات التي تتبنى اخلط كشيفرون واكسون وبتروناس قد تخلت عن مسئوليتها جتاه حقوق اإلنسان عبر حتالفها مع األنظمة السياسية في الدولتني ورفضت إكسون موبيل تعويض املزارعني أو إعادة أرضهم إليهم كما منعت بعض القرى من احلصول على مصادر املياه النظيفة الوحيدة املتوفرة لها وتعرضت معيشة صيادي األسماك في كربيى الذين يصطادون قبالة ساحل الكاميرون للخطر الشديد بسبب خط األنابيب. وتفتح عقود املشروع الباب أمام املزيد من االنتهاكات املماثلة من دون توفير تعويض فعلي طوال مدة املشروع والتي تصل إلى 70 عام ا. وفيما يتعلق مبستقبل الثروات النفطية اإلفريقية يف ظل التنافس الدويل عليها فهناك سيناريوهان: أوهلما: أن تظل العالقة بني القوى الكبرى وشركاتها النفطية واألنظمة اإلفريقية كما هي دون ضوابط الشراكة االقتصادية حيث يتوقع أن تستمر في عمليات نزح املوارد عبر حتالفها مع كل األنظمة السياسية والبرجوزيات الرأسمالية اإلفريقية اجلديدة املرتبطة بالغرب الرأسمالي والتي كانت نتيجة لعمليات اإلصالح االقتصادي في عدة بلدان إفريقية. وثانيهما: أن تتشكل حركات مناهضة في املجتمع اإلفريقي ملنع استنزاف املوارد أو على األقل إيجاد شراكة اقتصادية تقوم على الضغط لالستفادة من عوائد املوارد اإلفريقية في عمليات التنمية. ولعل ذلك ميكن مالحظته في فرض التزامات من قبل البنك الدولي على احلكومات اإلفريقية بتخصيص نسب محدودة من عوائد املوارد األولية للتنمية. ومن أمثلة ذلك ما حدث من خالفات بني احلكومة التشادية والبنك الدولي على النسبة املخصصة من ))) خالد حنفي علي»الشركات العاملية..لعبة الصراع واملوارد في إفريقيا«مرجع سابق ص التقرير االسرتاتيجي السابع عوائد النفط لدعم التنمية في ديسمبر 2005 م وافقت بعدها احلكومة التشادية -بعد جوالت من التفاوض مع البنك الدولي- على إنفاق %70 من العائدات النفطية على التنمية واالحتفاظ ب %30 للميزانية العامة. كما أن ثمة محاوالت من منظمات دولية غير حكومية لصياغة برامج تساعد املجتمعات املدنية اإلفريقية على إدارة مواردها في مرحلة ما بعد الصراع عبر مجموعة من البرامج مثل احلكم اجليد ( (2) Governance )Good والتوزيع العادل للثروات وفرض شفافية محاسبية على عمليات بيع املوارد من قبل احلكومات ملواجهة عمليات جتذ ر الفساد املؤسسي الذي يحد من فائدة عوائد النفط على الشعوب اإلفريقية فضال عن بلورة مواقف وطنية داخل الدول اإلفريقية للتعامل مع املوارد األولية مبا يساعد األجيال القادمة. احملور اخلامس: كيفية توظيف األمة اإلسالمية للتنافس العاملي على ثرواتها النفطية.. رؤية اسرتاتيجية نظر ا ألن النفط هو أحد أبرز املوارد التي متتلكها الدول النفطية اإلسلالمية والعربية وألنه محور صراعات القرن احلالي وخاصة مع ارتفاع أسعاره ألرقام فلكية وتضاعفها ست مرات في ربع قرن فينبغي على هذه الدول أن توحد مواقفها وتفكر في كيفية االستفادة من هذا الصراع العاملي على نفطها وكيف تستفيد من ذلك بدال من أن تصبح مجرد مغنم ا يستنزفه الغرب ويسعى للسيطرة على نفطها أو استنزاف ثرواتها بصفقات سالح ال ت ستخدم أو مفاعالت نووية يتحكم في إدارتها الغربيون. واحلقيقة أنه مع تصاعد أسعار النفط ألرقام ))) مفهوم احلكم اجليد هو الذي يبشر بنظام حكم وأسلوب لصنع السياسة يتميز بعدة أمور أساسية: أهمها درجة كبيرة من احترام سيادة القانون والشفافية في صنع القرار وتشجيع املشاركة في احلياة العامة. As defined by UNDP,

16 الباب اخلامس : عالقات دولية فلكية وتضاعف الفوائض املالية النفطية العربية واإلسلالمية ازداد احلديث بني سياسيني عرب عن هذا السلالح اإلسلالمي والعربي املهم وسر عدم استخدامه استثماري ا ومالي ا )ال مبعنى حظر النفط(. وذكر بعض اخلبراء أن الدول العربية واإلسالمية رمبا جتهل أهميته أو ال تتنبه له مع أن الغرب قد انتبه له وبدأ يطرق األجراس للتحذير من هذا السالح العربي املالي الناجت من عوائد النفط ومخاطر انعكاسه على ميزان السياسة الدولية. فهذه الفوائض أو العوائد النفطية تكفي -لو جرى استثمارها بشكل جيد- لتحقيق طفرة في القوة االقتصادية العربية ومن ث م القوة السياسية للعرب واملسلمني لكبر حجمه مقارنة بسوق االستثمار العربي الضعيف. وتكمن أهمية صناديق الثروة التي متتلكها احلكومات العربية في أنها تسيطر على أصول استراتيجية أمريكية في مؤسسات مالية كبرى مثل»بالك ستون«و»يو بي إس«و»ميريل لينش و»مورجان ستانلي«و»سيتي«ما يجعلها تتحكم في االقتصاد األمريكي ورمبا تؤثر على السياسة األمريكية الحق ا لو أردت الدول العربية مالكة هذه الصناديق استعمال هذا السالح. وبعبارة أخرى بات السؤال هو: كيف ميكن استخدام هذا النفط كسالح في املستقبل ليس فقط مبعنى»احلظر«أو»تخفيض اإلنتاج«إلرباك اخلطط الصناعية الغربية ورفع األسعار وكبح جماح االنحياز الغربي إلسرائيل كما حدث في عام 1973 م ولكن مبعان أخرى جديدة تتضمن االستغالل احلسن لعوائد وفوائض النفط الضخمة الناجتة عن زيادة األسعار وتنمية الدول العربية لتصبح قوى منتجة كبيرة ووضعها في موقع الندية للغرب في صراعات املستقبل والسياسة الدولية فضال عن استغالل عوائد زكاة هذا النفط في التغلب على ظاهرة الفقر في العديد من الدول اإلسالمية. وهل ميكن استخدام سالح تصنيع النفط بدال من بيعه في صورته األولية )خام( مبا يعود على العرب واملسلمني بأرباح كبيرة أو نستغل الصراع األمريكي الصيني في حتديد ملن يبيع العرب نفطهم بصورة أكبر أو ملن تتدخل صناديق االستثمارات العربية لنصرة شركاته بحيث يكون الطرف الرابح هو من يخدم القضايا اإلسالمية والعربية أكثر! وإن كانت أمريكا قد تنبهت لهذا وبدأت من اآلن في السعي للتصدي له بل وتغيير بعض التشريعات بطلب من الكوجنرس واللوبي اليهودي- ملعادلة هذا الضغط املالي العربي -إذا حدث-. فينبغي على الدول العربية والنفطية أن تسرع في وضع أسس وسياسات استراتيجية جديدة متزج بني قوة النفط االقتصادية وقوته املالية وكيفية استخدام هذا السالح اجلبار في نصرة قضايا العرب واملسلمني. ولنتذكر مثال أن الصني ودوال آسيوية أخرى أشد طلب ا على النفط بفعل النمو املتسارع بها حتركت من تلقاء نفسها ودون أن متارس الدول النفطية أي ضغط عليها وفتحت -وفق تقرير بثته وكالة رويتر في نوفمبر 2006 م- مساجد كانت مغلقة حتى إن الوكالة قالت إن:»نفط املسلمني فتح مساجد الصني )الشيوعية( على مصراعيها«. هذا مجرد دور بسيط لسلالح النفط وأمواله حلماية األقليات املسلمة التي تعاني القهر بخالف لعب دور آخر مطلوب مواز للدور األمريكي املنحاز إلسرائيل وضد املصالح العربية على غرار التدخل إلنقاذ االقتصاد األمريكي في األزمة املالية األخيرة عقب إفالس بنك ليمان برازرز.. فهل ينجح العرب واملسلمون في استغالل االرتفاع احلاد في أسعار النفط لصالح قضايا العرب واملسلمني وميكن للدول العربية واإلسالمية أن توظف التنافس ))) محمد جمال عرفة»صناديق الثروة.. والدور السياسي لنفط املسلمني« التقرير االسرتاتيجي السابع

17 العاملي على ثروات القارة اإلفريقية النفطية لصالح إحداث تنمية مستدامة دون الدخول كطرف في هذا التنافس ملصلحة هذا الطرف أو ذاك وذلك عن طريق تفعيل رابطة منتجي النفط األفارقة»األبا«التي مت تأسيسها في 27 يناير 1987 م وتضم في عضويتها أربع عشرة دولة من أبرز الدول املنتجة واملصدرة للنفط في إفريقيا منها ثالث دول عربية أعضاء في منظمة الدول العربية املصدرة للنفط»أوابك«هي مصر وليبيا واجلزائر ومنها كذلك أربع دول أعضاء في منظمة الدول املصدرة للنفط»أوبك«هي نيجيريا واجلزائر وليبيا وأجنوال. والباقي دول إفريقية هي )الكاميرون الكونغو كوت ديفوار اجلابون غينيا االستوائية تشاد جنوب إفريقيا(. وقد قامت هذه الدول باالتفاق على إنشاء هذه املنظمة إدراك ا منها ألهمية النفط كثروة في هذه الدول وكركيزة أساسية من ركائز التنمية االقتصادية واقتناع ا منهم بضرورة التشاور والتباحث ودعم التعاون فيما بينهم من أجل حتقيق استغالل أفضل للثروة النفطية لصالح الدول األعضاء في الرابطة. الثروة النفطية والتنافس الدولي»االستعماري«اجلديد يف إفريقيا ميكن للدول العربية واإلسالمية أن توظ}}}ف التنافس العامل}}}ي على ثروات الق}}}ارة اإلفريقي}}}ة النفطي}}}ة لصاحل إحداث تنمية مستدامة دون الدخول كط}}}رف يف ه}}}ذا التناف}}}س ملصلحة هذا الطرف أو ذاك 4- دراسة الطرق والوسائل الكفيلة بتقدمي املساعدة للدول اإلفريقية املستوردة للنفط في تأمني حصولها على احتياجاتها من الطاقة. 5- تدعيم العالقات العربية اإلفريقية من خالل منظمة الدول املصدرة للنفط»أوبك«والتي تأسست عام 1960 م باتفاق خمس دول هي فنزويال وإيران والعراق والكويت والسعودية وتضم حالي ا في عضويتها 12 دولة منها 7 دول عربية هي: السعودية ليبيا اإلمارات قطر الكويت اجلزائر العراق ودولتني إفريقيتني هما نيجيريا وأجنوال إلى جانب فنزويال وإندونيسيا وإيران وتهدف إلى تنسيق السياسات النفطية للدول األعضاء وتوحيدها حتى تضمن استقرار األسعار في األسواق العاملية وذلك حلماية مصالح الدول املنتجة للنفط التي تعتمد على دخل ثابت للتنمية والتطوير كما تضمن الدول املصدرة للنفط حمايتها من الدول املستهلكة التي تؤثر عليها من الناحية االقتصادية وتهدف املنظمة إلى حتقيق مردود ملموس لرءوس األموال املستثم رة في الصناعات النفطية. 431 هذا وهتدف الرابطة إىل حتقيق عدد من األهداف منها: 1- تطوير التعاون في مجاالت استكشاف الهيدروكربونات واإلنتاج والتكرير والبتروكيماويات وتطوير القوى العاملة والشئون القانونية واحلصول على التقنية وتطبيقاتها. 2- تنمية وتطوير املساعدات الفنية بني الدول األعضاء في املجاالت التي اكتسبت فيها بعض الدول األعضاء خبرات قيمة. 3- تطوير التنسيق في سياسات التسويق بني الدول األعضاء عن طريق تبادل املعلومات بهدف حماية مواردها النفطية الناضبة واحلصول على عوائد عادلة لصادراتها منها. التقرير االسرتاتيجي السابع 6- ضرورة إدراك الدول النفطية أنه من الناحية االقتصادية والسياسية ال ينبغي وضع كل مواردها في جهة واحدة إعماال ملبدأ عدم وضع البيض كله في سلة واحدة وهو املبدأ املعبر عنه في املجال النقدي بسلة العمالت أو في مجال االستثمار بتنويع حافظة االستثمار مما يسمح مبواجهة التقلبات االقتصادية واحلد من آثارها الضارة. وهذا يعني: تنويع االجتاه اجلغرافي في استثمارات الفائض املالي للدول النفطية وذلك من خالل االجتاه لدول نامية أو صناعية حديثة مثل الصني والهند وباكستان ودول عربية نامية لديها مجاالت ))) صباح فرج»النفط والعالقات العربية اإلفريقية«التقرير االستراتيجي اإلفريقي م ص

18 الباب اخلامس : عالقات دولية لالستثمار وتنويع الشركات العاملة في صناعة النفط من حيث االستكشاف والتكرير والتسويق والنقل -جدير بالذكر أن السياسة السعودية في مجال النفط تسمح للشركات األجنبية باالستثمار فقط في التكرير وليس في التنقيب- فضال عن بناء كوادر جديدة تؤمن بالتنوع في الفكر العاملي وأن العالم ليس هو الغرب فقط بل والشرق أيض ا وتنويع مصادر احلصول على السلالح لتحقيق األمن وبناء كوادر أمنية وطنية ومن ثم ميكن ترشيد استيراد السلالح وتخفيض اإلنفاق على التسلح وتطوير العلوم والتكنولوجيا في مراكز األبحاث واحلصول على التكنولوجيا من الدول املتعاونة خاصة في مجال النفط حتى ال تظل صناعة النفط صناعة أجنبية على أرض وطنية وتطوير النظم السياسية واالقتصادية واالجتماعية في الدول النفطية. 7- ضرورة إدراك الدول النفطية اإلسلالمية والعربية بوجه خاص أن أمامها حتدي ا رئيس ا هو التحدي االقتصادي ففي عصر التكتالت والتجمعات االقتصادية ال ميكن التفكير مبنطق جزئي محلي أو حتى إقليمي فرعي بل من الضروري أن يكون التفكير على أساس منظور إقليمي شامل كحد أدنى لبناء كوادر ثقافية وتكنولوجية ولتحقيق تناسق في السياسات االقتصادية والصناعية والعلمية والسكانية ولعله مما يذكر هنا أن سياسة الدوائر املوالية إلسرائيل في الواليات املتحدة تركز على العمل من أجل حث الواليات املتحدة على تفكيك مجلس التعاون اخلليجي ومنظمة أوبك والتعامل مع الدول اخلليجية والنفطية فرادى مع أهمية رفع احلصار االقتصادي واجلمركي بني األقطار العربية واإلسالمية. يف عص}}}ر التكت}ل}الت والتجمع}}}ات االقتصادية ال ميك}}}ن التفك}ي}ر مبنط}}}ق جزئي حمل}}}ي أو حتى إقليم}}}ي فرع}}}ي ب}}}ل م}}}ن الض}}}روري أن يك}}}ون التفك}ي}ر عل}}}ى أس}}}اس منظ}}}ور إقليم}}}ي ش}}}امل كحد أدن}}}ى لبناء كوادر ثقافي}}}ة وتكنولوجية ولتحقي}}}ق تناس}}}ق يف السياس}}}ات االقتصادي}}}ة والصناعية والعلمية والسكانية 8- أهمية قيام الدول العربية املنتجة للنفط ببناء شبكة من العالقات مع الصني -كقوة صاعدة في حاجة متزايدة للنفط- هذه العالقات لها أبعادها السياسية واالقتصادية واالجتماعية ويرتبط ذلك بضرورة اتباع الصني سياسة أكثر جرأة اقتصادي ا بالنسبة لعمليات البحث واالستكشاف للنفط في مناطق جديدة في الدول النامية على غرار ما قامت به في السودان أو اليمن وما تسعى للقيام به في السعودية وع مان. 9- أهمية إعادة مفهوم التنسيق والتعاون بني الدول النامية هذا املفهوم الذي تعرض ملأزق رئيس بدء ا من ارتفاع أسعار النفط ووجود مشكلة للدول النامية استغلتها الدول الغربية وباعتبار أن استخدام النفط ارتبط بالسياسة العربية املتصلة بقضية فلسطني ومن ث م برزت حالة من التعاون والتساند املتبادل بني الدول اإلفريقية والعربية في السبعينيات من القرن العشرين أسفرت عن صدور قرارين مهمني من اجلمعية العامة لألمم املتحدة: أحدهما اعتبار الصهيونية صورة من صور العنصرية وثانيهما اعتبار منظمة التحرير الفلسطينية حركة حتريرية ومنحها صفة مراقب في اجلمعية العامة لألمم املتحدة. 10- أهمية إعادة صياغة رؤية جديدة للعالقات العربية اإلفريقية ووضع هذه العالقات في منزلة اخليار االستراتيجي والشراكة االستراتيجية وفي إطار اتفاق جماعي يعزز أهداف التعاون ويعظ م مكاسبه املتبادلة مع توحيد الرؤية بني الطرفني حيال عدد من القضايا اإلقليمية مثل الصحراء الغربية وفلسطني والصومال وجنوب السودان ))) حيث توجد ))) د. محمد البشير التجاني»النفط سالح استراتيجي فاعل ميكن توظيفه حلماية األمن القومي العربي«. ))) د. محمد نعمان جالل»استراتيجية مستقبلية للتعامل مع النفط«. ))))( أحمد حسني الشيمي»القارة السمراء.. حضور إسرائيلي وغياب التقرير االسرتاتيجي السابع

19 الثروة النفطية والتنافس الدولي»االستعماري«اجلديد يف إفريقيا عشر دول إفرو-عربية جتمع بيني عضوية االحتاد اإلفريقي وجامعة الدول العربية كما تضم الكوميسا في عضويتها 20 دولة من بينها خمس دول عربية ولنتذكر بأن ربع سكان القارة اإلفريقية هم من العرب وثلثا العرب أفارقة فضال عن التمازج اإلثني واحلضاري واللغوي والديني عبر العصور. على دول مثل أمريكا بسالح االستثمارات النفطية كي توازن موقفها من العرب وإسرائيل بدال من االنحياز األعمى احلالي للدولة العبرية والبحث عن وسائل أو طرق وأفكار متطورة الستخدام النفط كسالح وقت السلم واحلرب. يتضح مما سبق أنه مع تزايد الثقل اإلفريقي في خريطة النفط العاملية بسبب تزايد احتياطيات القارة وإنتاجها مع انضمام املزيد من دولها إلى نادي الدول املصدرة للنفط عاملي ا فإن هذه الدول لم تستطع حتى اآلن على غرار غيرها من الدول املنتجة له خارج القارة االستفادة من هذه اإلمكانيات في قاطرة التنمية إذ إن التنافس الدولي من قبل القوى الكبرى على النفط في القارة قد ساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في إضفاء املزيد من التعقيد والتشابك على مجمل الصراعات التي تشهدها القارة وهو ما أث ر سلبي ا على واقع القارة ومستقبلها السياسي واالقتصادي واالجتماعي. وعلى الرغم من ذلك فقد وف ر النفط إطار ا آخر للتعاون بني الدول العربية واإلفريقية ولكن على املستوى الرسمي خاصة وأن هذه الدول تدرك مدى أهمية التكتالت االقتصادية في عصر ال ميكن فيه لهذه الدول أن توجد في األسواق العاملية مبفردها دون تنسيق لذا يتوقع أن يكون للنفط دور كبير في دعم العالقات بني العديد من الدول العربية واإلفريقية خاصة وأن األولى لديها من اخلبرات في مجال النفط ما ميك نها أن تساعد به في تطوير هذا القطاع في نظيرتها اإلفريقية األمر الذي يساعد على تعظيم االستفادة من هذا النفط وموارده املالية واستثماراته في نصرة قضايا العرب واملسلمني في العالم والضغط عربي« ))))( د. يوسف احلسن العالقات العربية اإلفريقية.. الضرورة وحتمية التعاون التقرير االسرتاتيجي السابع

20

21 الثروة النفطية والتنافس الدولي»االستعماري«اجلديد يف إفريقيا معلومات إضافية استهالك النفط ونسبته إىل إمجالي االستهالك العاملي * * * احتياطيات النفط والغاز واستهالكهما مقارنة بني الواليات املتحدة والصني واهلند الواليات املتحدة األمريكية النسبة املئوية إلى اإلجمالي العاملي الصن النسبة املئوية إلى اإلجمالي العاملي اهلند النسبة املئوية إلى اإلجمالي العاملي احتياطيات النفط املثبتة )مليار برميل( استهالك النفط )مليار برميل يومي ا( احتياطيات الغاز املثبتة )تريليون متر مكعب( استهالك الغاز )مليار متر مكعب( 435 التقرير االسرتاتيجي السابع