أ. أ. د. الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي جامعة وهران كليةاآلداب واللغات والفنون قسم اللغةالعربية وآدابها بح

الحجم: px
بدء العرض من الصّفحة:

Download "أ. أ. د. الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي جامعة وهران كليةاآلداب واللغات والفنون قسم اللغةالعربية وآدابها بح"

النسخ

1 أ. أ. د. الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي جامعة وهران كليةاآلداب واللغات والفنون قسم اللغةالعربية وآدابها بحث م قد م لنيل شهادة الدكتوراه تحت عنوان داللة األلف اظ بين المعجم و التفسير في ضوء المنهج السياقي إعداد الطالب: قاسم قادة رئيسا مشرفا مقررا مناقشا مناقشا مناقشا مناقشا إشراف الدكتور: قادة محمد جامعة وهران جامعة مستغانم جامعة تلمسان جامعة وهران جامعة مستغانم جامعة سعيدة لجنة المناقشة 1. أ.د. عبد الحليم بن عيسى 2. د.قادة محمد 3.د.عبد الجليل مرتاض 4.أ د. عبد الخالق رشيد 5.د مختار لزعر 6 ميمون مجاهد / 2112 م السنة الجامعية 1432 / ه م ه

2

3 إهداء الدنيا و الد عاء لهما إلى م ن أمرنا اهلل باإلحسان إليهما في الحياة بالر حمة و المغفرة: الوالدين الكريمين أهدي هذا الجهد المتواضع. إلى من اتخذته مثال و قدوة في حب العلم و العمل أحي روحه الطاهرة إلى الذي كان يتعهد ني و يدعوني إلى تفقد دفاتري و م ارجعة دروسي إلى الذي غرس في ذاتي حب العلم و العمل به أبي طي ب اهلل ث اره الطيب إلى التي ارفقته الحياة و هي اآلن ت شرف علينا باعتبار طلعها النضيد هي النخلة الباسقة في و ذاتها تظل ل نا بغصونها و نسترزق بثمارها أم ي أطال الل ه في عمرها - اسمها _ إلى رفيقة دربي و سندي في الحياة إليك زوجتي تقدي ار على عونك لي دون كلل أو ملل. _ إلى فلذات كبدي و أملي في حياتي و بعد مماتي أمينة أم ن الل ه حياتها و عوالي أعلى اهلل مقامها- إلى زوجها و عائلته و إلى التي خرجت إلى الدنيا فأغنت باسمها مريم شف عه الل ه ومحمد ياسين سما الل ه بها في الد ارين قاموس أسماء العائلة و أسماء جعله الل ه من عباده القادرين و فاطمة الزه ارء بسمة بخير البرية محمد- و عبد القادر أزهر اهلل حياتها و حياتهم أجمعين. الشفتين و نور العينين و زوجها سعيد رحمه اهلل و جعله من سعداء اآلخرة إلى فاطمة _ إلى إخوتي : فطومة الطاهر قدارية عبد القادر و حورية إلى أزواجهم و أبنائهم و بناتهم أجمعين - إلى إخوتي الذين اقتطفهم الموت و هم في ريعان صباهم: الميلود - ابن عيسى و محمد أدعو اهلل لهم و لجميع موتانا و موتى المسلين أن يكونوا بجوار رب هم في جنات النعيم..آمين. _ إلى كل من عل منا القليل أو الكثير فأحيى بذلك حياتنا و أنار دربنا. - إلى أهل زوجتي رجاال و نساء و أبناء دون أن ننسى األب الكريم عبد القادر ال ازهد في الدنيا و ال ارغب في اآلخرة جعله اهلل من شهداء األم ة. _ إلى كل األصدقاء و األحب ة دون استثناء. إلى كل من كان له الفضل من بعيد أو قريب في إخ ارج هذا المولود أهدي هذا العمل _ المتواضع...

4 مقد مة

5 مقد مة : الحمد هلل رب العالمين خلق اإلنسان و عل مه البيان أنزل ك تبه عل أنبيائه لتبليغها إلى عباده بالحكمة و الكلمة الطي بة و الص الة و الس الم على م ن بعثه رحمة للعالمين نبي نا محم د و على آله و صحبه أجمعين أم ا بعد: فإن داللة األلفاظ حقل من حقول الل غة اهتم به األوائل و هو ما تجل ى في تتبعهم و جمعهم لمعاني األلفاظ في المعاجم الل غوية األولى حفظا لها من الض ياع و تثبيتا لداللتها و قد جاء هذا العمل نتيجة جهود م عتبرة لل غويين العرب في الحفاظ على الث روة الل غوية و ح رصهم على فض ك ل ن ازع في شأن ما أ ق ف ل على األم ة و استعصى عليهم في شأن معرفة د اللته و معناه حيث سعوا جاد ين في جمع الموروث الل غوي و تتب ع أش هر ما قيل فيه ب غية تطويعه و تذ ليله. إن الحديث عن المعنى األصلي للكلمة يجعلها تتمركز حول ميزتين أساسيتين في شأن الد اللة إذ هناك الد اللة األصلية التي اصطلح عليها في بداية الت أسيس وبين التي تط أر عليها عند كل استعمال و هو ما سعت إليه المعاجم الل غوية من خالل تدوين دالالتها عبر مختلف الحقب و قد ازداد اهتمامهم بها حينما ازدهرت حركة التفسير لكتاب اهلل العزيز نتيجة الحاجة إلى ذلك. إن داللة األلفاظ لم تبق محصورة في المعجم بل ارح الم فسرون بدورهم يستندون إليها في كثير م م ا اعترضهم من ألفاظ في القرآن الكريم حيث رجعوا إلى ما قالته العرب في هذه الل فظة و ربطوا هذه الد اللة بما يتماشى و الق ارئن الموحية لها الشيء الذي جعل من حركية األلفاظ في عالقتها باألحوال و المقامات ت ؤتي أكلها حين مبدأ اإلطالق أو االستعمال الل غوي. ث م إن ه في حالة هذا الن وع من الت الزم بين األلفاظ و االستعمال و المعاني نجد كثي ار من الد ارسات في هذا المجال من بينها: داللة األلفاظ إلب ارهيم أنيس و التكملة للمعاجم العربية من األلفاظ العباسية إب ارهيم السم ارئي علم الداللة ألحمد مختار عمر تمام حسان اللغة العربية معناها ومبناها - حلمي خليل

6 الكلمة د ارسة لغوية و معجمية - السيد أحمد عبد الغفار الت أويل الصحيح للن ص الد يني... قد تعاملت مع واقع الل فظ و فق ما يحمله من دالالت جم ة و اإلطار المرجعي الذي ي حاول تحديد مثل هذه الد الالت حسب ما تقتضيه طبيعة الق ارئن الت ارثية األمر الذي يجعل من مثل هذا الت صور أن تكون كل من داللة الل فظ على مستوى المعجم و داللة الل فظ على م ستوى الت ركيب يطلبان حقيقة موفية اصطلح عليها عند القدامى و الم حد ثين بمفهوم السياق هذا األخير الذي له القدرة في أن يجعل من داللة الل فظ تأخذ شرعية موفية داخل اإلطار االستعمالي الذي هم ه الوحيد هو انتقاء الل فظ تبعا لما تقتضيه طبيعة السياقات من هذا المنطلق القرآني منذ زمن و األحوال المعاينة. لقد ساورتني فكرة تتبع داللة األلفاظ بين المعجم الل غوي و التفسير أق أر اآلية القرآنية تستوقفني الل فظة ألتفت إليها في المعجم ث م في التفسير فانطبع لدي حكم مفاده أن داللة األلفاظ في المعجم تمتاز بالشمولية أم ا في التفسير فقد حرص الم فسرون على تخصيص داللتها بناء على معطيات ذات صلة بأسباب النزول و غيرها... و عموما فداللة الل فظ في القرآن محصورة في البيان و الكشف عم ا أ شك ل في لفظ ما حت ى أشار إلي األستاذ المشرف إلى البحث في المجال مع ربطه بوجهات نظر علماء األصول و السياق و التأويل ألن األلفاظ في التركيب تخضع داللتها للسياق و التأويل مع التخص ص أم ا و هي في الم عجم فداللتها تمتاز باالت ساع و الشمولية فكان أن عملت بتوجيهاته وولجت في الموضوع الذي تكبرني فكرته. و مم ا ازد في تشجيعي لتناوله ما يقف عليه القارئ في بعض مصاحف القرآن الكريم من باب تيسير الفهم تلك الشروحات الخاص ة لبعض األلفاظ التي تبدو صعبة كتلك تتجلى التي في مصحف القرآن الم ذي ل بالشرح.

7 و من خالل مقارنة بين الدالالت الل غوية الواردة في مثل هذه المصاحف التي تسعى إلى تيسير معنى اآلية و بين ما نقف عليه في التفسير من شروحات وافية قد تصل بالقارئ إلى معاني عميقة و بتوفيق من اهلل و توجيهات أستاذي المشرف تمثلت جوانب البحث أمامي و كل ما استعصت علي قضية من قضايا هذا البحث وجدت تطويعها و تذليلها منه. و لقد واجهتني في هذا البحث صعوبات ترجع إلى عدة أسباب منها : طبيعة البحث نفسه الذي يجمع بين الداللة في المعجم و الداللة في التفسير حيث يقتضي طابع الد قة ثانيا :. داللة األلفاظ ال تختص بنوع م عي ن من األلفاظ األمر الذي اقتضى م ن ي أن أسعى جادا في اإلحاطة بها ثالثا : اربعا : كل ما اقتضى األمر إن الكتب التي اهتم ت بقضية الداللة ج ل ها تتبعتها من جوانب اصطالحية نظرية. إن الداللة التي قصدت د ارستها قائمة بين المعاجم و التفاسير مع ربط العمليتين بما جادت به الن ظرية السياقية التي عرفها األوائل و المتأخرون من علماء العرب و الغرب غير أن ه من باب اإلنصاف داللة المعجم بالت فسير جعلت م نا تبيان العلمي أن مثل هذا الن وع من الت صو ر في شأن عالقة أهم األطر المعرفية و اإلج ارئية التي يلتقي فيها الرسالة هذا النوع من بما هو كائن في الن ظرية الس ياقية الحديثة بحكم أن نا حاولنا أ ن نن طلق من م سل مة مفادها أن شرعية الموروث الل ساني العربي لن يتحق ق في الوجود العرفي إال إذا استطعنا أن نجد بعضا من العالئق الت اربطية بين القضية السياقية و عيها : المعجمية و السياقية و هي من ثم ة ليست باألمر الهي ن في الداللية على نو تحقيقها و تجسيدها على أرض الواقع. على هذا الز عم الذي نحسبه بأن ه م بر ر من جهته الت صورية ارح تصو رنا يرسي قواعده على إشكالية نعتقد بأن ها تفي بالغرض المقصود و ذلك فيما حاولنا وفق ما تي سر لنا جمعه من ماد ة موفية بغية اإلحاطة به و قد وسمناها ب : داللة األلفاظ بين المعجم و التفسير في ضوء المنهج السياقي

8 و قد ينجذب قارئ هذا العنوان لشطره الثاني في ضوء المنهج السياقي العالقة بين المصطلحين: و أي هما أولى المنهج و الن ظرية و يسأل عن و بعد البحث و التنقيب في شأن الم صطلحين تبي ن لنا أن نورد العنوان وفق ما هو م دو ن قاصدين بالمنهج النظرية بناء على ما وقفنا عليه من ق ارءات في هذا المجال حيث أن أصحابها عنوا بالمنهج السياقي أداة السياق و هي األلفاظ و كيف ي مكن لل فظ الواحد أن يأخذ أكثر من داللة تبعا للموقع الذي يأتي فيه ل ذا وجدت نفسي م ضط ار أن أربط بين داللة الم عجميين و الم فسرين بما ي نادي به علماء السياق. األلفاظ عند ث م إن ه لد ارسة هذه اإلشكالية د ارسة علمية موضوعية استوجب م ن ا مقام البحث أن يتوز ع هيكلها الخارجي على مقدمة و مدخل و أربعة فصول و خاتمة. أم ا المدخل فقد عنونته ب: الل غة بين الن شأة و الجمع و قد تمحورت تحته المباحث الت الية: -ماهية اللغة بين الم عجم و االصطالح - أصل اللغة - اللغة و مبدأ التوقيف - الل غة و مبدأ التواضع - نشأة اللغة - جمع اللغة و أم ا الفصول الثالثة فقد تضم نت الت الي: الفصل األو ل: بين الكلمة و الل فظ و الد اللة و فيه ثالثة مباحث : 1- اللفظ و الداللة - مكونات المستوى الداللي - مظاهر التطور الداللي - 2 داللة األلفاظ عند اللغويين - المستويات الداللية لأللفاظ في المعاجم العربية أ - المستوى الص وتي - ب المستوى الص رفي - ج المستوى النحوي د المستوى الداللي. العالقات الداللية - 3 داللة األلفاظ عند األصوليين الفصل الثاني: المعجم و قد اشتمل على المباحث التالية: - اإلرهاصات األولى للمعجم العربي - المعاجم العربية و طرق تأليفها - المعنى المعجمي - أثر البنية العميقة في تحديد داللة الل فظ الفصل الثالث : التفسير و قد تضمن أربعة مباحث :

9 -إرهاصات و دواعي نشأة علم التفسير -أنواع التفسير: : أو ال الت فسير المأثور : ثانيا - -العوامل المساعدة على إجالء داللة األلفاظ في التفسير الفصل ال اربع: -بين المعنى الظاهر و التأويل -بين داللة اللفظ في المعجم و داللة السياق -األلفاظ بين داللة التفسير و داللة السياق -أثر القرينة في تحديد الداللة السياقية عند المفسرين و فيما يتعل ق بالد ارسة التطبيقية بين العنوان و المحتوى. أم ا الخاتمة و فيما يخص و آخر لألبيات فقد تضمنت التفسير بال أري فقد حرصت على توزيعها عبر الفصول الثالثة لألقلمة أهم النتائج التي توصلت إليها. الفهارس فقد ضبطتها في نهاية البحث حيث أفردت فهرسا لآليات القرآنية الشعرية و دليل للم ارجع المعتمدة و آخر للموضوعات. أم ا في ما يخص المنهج الم تب ع في هذه الر سالة فالحقيقة التي ينبغي أن طبيعة الموضوع ألزمتنا أن نستقي عد ة مناهج حسب ما تقتضيه خط ة اإلشارة إليها كون و البحث الفصول الم وز عة عليه الشيء الذي جعلنا نقتفي في كثير من مقامات البحث المنهج التاريخي و المنهج الوصفي و المنهج المقارن غير أن المنهج الط اغي كان يأخذنا في كثير من المقامات باالعتماد على المنهج الوصفي الت حليلي. و أخي ار أتقد م بالشكر الوافر بعد شكر المولى سبحانه و تعالى لألستاذ المشرف الدكتور قادة محمد على وقوفه إلى جانبي و على صبره و تحمل ه ألعباء البحث طيلة هذه الم د ة فأشكره على ما قام به من توجيه و تعديل رغم انشغاالته العلمية الكثيرة أسأل اهلل القدير أن يجازيه أحسن الج ازء. و لقد كان من تيسير اهلل أن هي أ لهذا البحث لجنة موق رة من المناقشين فأشكر األساتذة األفاضل على قبولهم الرسالة و تفضلهم بتقويمها.

10 كما ال يفوتني أن أشكر كل م ن ساعدني في هذا البحث بفكرة أو توجيه لكتاب أو إعارة فج ازهم اهلل خي ار. و بعد فهذا جهد المقل و ما تضمنه من صواب فمن اهلل المن ان و ما جاء فيه من خطأ فمن ي و من الش يطان أسأله و هو الجدير بالجواب أن يتجاوز عن ي و يغفر لي فإن ه ال يغفر الذ نوب إال هو و الحمد هلل رب العالمين. و الل ه من و ارء القصد و هو الهادي إلى سواء السبيل قاسم قادة بن الطي ب تيسمسيلت يوم الخميس 33 ربيع األو ل 1333 ه الموافق ل: 33 مارس 3313 م

11 مدخل ماهية اللغة بين الم عجم و االصطالح - - أصل اللغة اللغة و مبدأ التوقيف الل غة و مبدأ التواضع نشأة اللغة جمع اللغة

12 ماهية اللغة بين الم عجم و االصطالح لقد تجل ى اهتمام اللغويين القدامى باللغة حيث تت ب عوا د ارستها ب غية اإلث ارء واإلفادة ). 1( وهو ما نستشف ه في ك تبهم و قد تنو عت تعاريفهم لل غة من عال م آلخر ومهما يكن في شأن تعدد تعاريفها بين العلماء فإن ر ؤاهم تكاد ت جمع و تت فق على أرضية واحدة و هي أن الل غة أصوات بها ن ترجم ما يختلج في النفس و هي الحقيقة التي أشار إليها القرآن الكريم في قوله تعالى : و م ن آي ات ه خ ل ق الس م او ات و األ ر ض. ) 2( و اخ ت ال ف أ ل س ن ت ك م و أ ل و ان ك م إ ن ف ي ذ ل ك آل ي ات ل ل ع ال م ين - لقد عر ف ابن جن ي )ت 393 ه( الل غة بقوله : أم ا حد ها : فإنها أص وات ي عب ر بها كل قو م عن أغ راضهم. )- أبو الفتح عثمان بن جني ( ت 393 ه ( الخصائص تحقيق: عبد الحكيم بن محمد المكتبة التوقيفية د. تا 1/ 33. ) و يكون بذلك قد حصر الل غة في ثالث مسائل: - اللغة أصوات أي: أداة تعبير. - اللغة : أنواع من مجتمع إلى آخر - اللغة أشكال. كما التفت إليها ابن منظور ( 036 ه ه ( و م م ا قاله في شأنها : اللغة من األسماء الناقصة وأصلها ل غوة من لغ ا إذا تكل م... و الل غة: الل س ن و ح د ها أن ها أص وات ي عب ر ب ها ك ل قوم عن أغراض ه م و هي ف ع ل ة من ل غ و ت أ ي تكل م ت... )- ابن منظور لسان العرب تحقيق : عبد هللا علي الكبير محمد أحمد حسب هللا هاشم محمد الشاذلي مادة ( لغا ( دار المعارف القاهرة طبعة جديدة محققة باب العين ( / إن الل غة هي الر افد القويم لفكر اإلنسان و كل ما هو منطوق يدخل في نطاق الل غة و من علماء العرب الذين اهتم وا بالل غة ابن خلدون ( 233 ه ه ) حيث عد ها : ترجمان عم ا في الض مائر من تلك المعاني ي ؤد يها بعض إلى بعض. )- ابن خلدون المقدمة: المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذي الشأن األكبر دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع بيروت لبنان ط م حققة 2664 م ص 003.( إن الذي عناه ابن خلدون من تعريفه لل غة أن ها أداة للت عبير عن حاجاتنا فال ي عب ر الواحد م ن ا وي بل غ عن م راده إال بل غة يتواصل بها أبناء المجتمع الواحد و من دعائمها عند الن اطقين: األلفاظ و هي في إطارها العام تهدف إلى إحداث الت بليغ عن المقاصد و تختلف في بناءها و رموزها و داللتها من مجتمع آلخر. كذلك من تعار يف الل غة تلك التي رأى أصحابها أن ها ذلك النظام الذي يمكن بواسطته تحليل أي صورة أو فكرة ذهنية إلى أجزائها أو خصائصها و الذي يمكن تركيب هذه الصورة مرة أخرى في أذهاننا أو أذهان غيرنا بواسطة تأليف كلمات ووصفها في ترتيب خاص. )عبد العزيز عبد المجيد اللغة العربية و أصولها النفسية و طرق تدريسها ط 3 القاهرة دار المعارف د. تا 1 /. 11 ) و منهم من ضبط لفظ الل غة في الوحدات و هو ما عب ر عنه أحمد شامية في قوله : و قد كانت كلمة ( لغة ) ت طلق على الم عطيات الل غوية التي قام بجمعها جامعو الل غة من مصادرها الموثوق بها و ما تبع ذلك من تصنيف وشرح و كان يفرق بين الل غوي الذي يقوم بهذا العمل مثل األصمعي و ابن األعرابي و الن حوي مثل سيبويه و الخليل. )-أحمد شامية دراسة تمهيدية منهجية في م ستويات البنية الل غوية دار البالغ للن شر و الت وزيع ط م ص 12 ). 2 - سورة الروم اآلية. 33

13 و تجدر اإلشارة إلى أن صاحب التفسير الكبير ارح بدوره ي عطي لها ب عدا يتماشى و اختالف األلسنة في عالقتها باألصوات حيث قال:... فإن عربيين هما أخوان إذا تكل ما بلغة واحدة يعرف أحدهما من اآلخر حت ى أن من يكون محجوبا عنهما ال يبصرهما هذا صوت فالن وهذا صوت فالن اآلخر و فيه حكمة بالغة و ذلك ألن اإلنسان يحتاج إلى الت مييز بين األشخاص ليعرف صاحب الحق من غيره... ) 3( فمن المعايير الم عتم دة في الت مييز بين الناس م ارعاة اختالف أصواتهم و إن تشابها في المالمح الفسيولوجية فالفارق بينهما قد يكون ما ي سمع من أصوات ت صدر منهما. و لم ينحصر االهتمام باللغة عند اللغويين القدامى بل تجل ى اهتمام المحدثين بها ) 4( كذلك فهي من هذا المنظور ت عد بحق مجموعة غير متناهية من العالمات التي ترمز إلى أشياء يوظفها المتكلم للتعبير عن أفكاره كتابة أو نطقا قصد التبليغ و اإلفادة األمر الذي ينجر عنه تحقيق الت واصل الل غوي بين األف ارد الذي به تنفرد الل غة اإلنسانية عن غيرها من الكائنات. - اإلمام محمد الر ازي فخر الدين ابن العالمة ضياء الدين عمر المشتهر بخطيب الرأي ( 133 ه ه ( تفسير الفخر الرازي المشتهر بالتفسير الكبير و مفاتيح الغيب الطبعة األولى 1331 ه م دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع لبنان بيروت 1 / باعتبار أن الل غة الزمت و ت الزم اإلنسان مادام حيا فمن الم حدثين من ع ر فها بأنها نظام ع رفي م كو ن من رموز وعالمات يستغلها الناس لالتصال بعضهم ببعض والتعبير عن أفكارهم أو هي األصوات التي يحدثها جهاز النطق اإلنساني وتدركها األذن فتؤدي إلى دالالت اصطالحية معينة في مجتمع م عين. )محسن علي عطية الكافي في أساليب تدريس اللغة العربية دار الشروق للنشر والتوزيع عمان األردن- ا طل بعة األولى 3334 م ص ( فالل غة من هذا المنظور تجسيد لنظام رمزي الهدف منه تحقيق التواصل بين أفراد الم جتمع الواحد. و مم ا التفت إليه دي سوسير في مجال مفهوم اللغة حصره إي اها بين الفكرة و الص وت و هو ما تجل ى في قوله : إلثبات أن اللغة ليست إال نظاما من القيم الخالصة فإن ه يكفي أن نأخذ باالعتبار للعنصرين المستخدمين في أداتها لوظيفتها )) fonctioning (( : األفكار و األصوات إن أفكارنا من ناحية نفسية منفصلة عن التعبير عنها في كلمات ما هي إال كتلة مشبوهة و غير واضحة يتفق الفالسفة و الل غويون دائما على االعتراف بأن ه من غير االستعانة بالعالمات فإن نا ال نستطيع عمل فواصل واضحة و فارق ثابت بين فكرتين. )فرديناند دي سوسير فصول في علم اللغة العام ترجمة: أحمد نعيم الكراعين دار المعرفة الجامعية إسكندرية ص 191.( بل حت ى من الن احية اإلجرائية ال ي مكن الفصل بين الل غة و الفكر فحينما ي فكر الواحد من ا حتما سي فكر بلغة و لكن ها صامتة. 3

14 و من الت عليقات التي يقف عليها الباحث في الحقل الل ساني و التي أثبت صاحبها أن تعريف الل غة عند دي سوسير مشدود بمنهجه اللساني البنيوي فالوحدات بمعزل عن بعضها البعض ال معنى لها فالل غة بذلك عبارة عن نسق من الكلمات الم شك ل ة لجمل ) 5( ذات داللة فهي من هذا المنظور نظام م تكامل و ال مجال فيه للوحدات التي ال يتجل ى دورها منفردة و ال يتم إال في نسق المجموعة و بها تتم عملية الت حليل لما هو مرئي و ما هو م جر د األمر الذي توصل إليه البحث في الحقل الل غوي حينما حد دوا معالمها باعتبارها ذلك النظام الذي ي مكن بواسطته تحليل أي صورة أو فكرة ذهنية إلى أج ازئها أو خصائصها و الذي ي مكن تركيب هذه الصورة مر ة أخرى في أذهاننا أو أذهان ) 6( غيرنا بواسطة تأليف كلمات ووصفها في ترتيب خاص و بهذا الن سق كذلك ت ركب األفكار قصد تبليغها للغير إال أن إذا اعت م د فيه على االنتقاء و الت أليف السليم بين الوحدات. إال هذا الت بليغ لن يتم بالصورة الم ثلى إن ميزة اللغة العربية لها طابع خاص يختلف عن األنظمة اللغوية األخرى على اإلطالق و ذلك بحكمها أن ها الزمت و صاحبت نزول القرآن الكريم فأضحى م ن ي ريد تناولها و البحث في عالمها الداخلي و الخارجي أن يعود إلى أصلها األمر الذي جعل من أهلها و أنصارها أن يولوا لها االهتمام البالغ و ذلك ل تماشيها مع هذا الواقع و هو ما دفعهم إلى الت صريح بصريح العبارة عن هذه الحقيقة إن م ن أحب اهلل أحب رسوله المصطفى- - و من أحب النبي العربي أحب العرب و من أحب العرب أحب العربية التي بها نزل أفضل الكتب على أفضل العجم و العرب و من أحب العربية ) 7( غنى بها و ثابر عليها و صرف نعمته إليها. - الطيب دبه مبادئ اللسانيات البنيوية دراسة تحليلية ابستمولوجية جمعية األدب لألساتذة الباحثين د. ط د. تا ص عبد العزيز عبد المجيد اللغة العربية و أصولها النفسية و طرق تدريسها ا طل بعة الرابعة القاهرة دار المعارف د. تا.11 /1 - أبو منصور الثعالبي فقه اللغة و سر العربية تحقيق: فايز محمد دار الكتاب العربي بيروت لبنان الطبعة األولى 3334 م ص

15 ث م إن ه ل د ارسة الل غة و فق ما يقتضيه الض ابط العلمي المنهجي يستوجب المقام أ ن نعود إلى أصل هذا الن ظام الذي استطاع أن يمتاز بهذه الخاصية في كونه قاد ار على تحقيق ب عد تواصلي في داخله و خارجه مع أبناء المجتمع. و مم ا سبق يتضح لنا أن اللغة نظام تتحكم فيه قواعد وقوانين لها دالالت تؤدي معنى التواصل بين أف ارد المجتمع و ألهميتها في حياة األف ارد و المجتمعات خ ص ت بالد ارسة و الت نقيب فتتب عوا أصلها و حقيقتها و ال شك أن الحديث عنها وفق الم عطى العلمي يستدعي العودة إلى تلكم الينابيع األولى التي ت مثل بحق الحجر األساس في قضية الن شأة و التطور و األصل. أصل اللغة كثيرة هي الد ارسات اللغوية التي تتب عت بالبحث و الت نقيب قضايا الل غة للكشف ) 9 ( ) 8 ( عن أصلها و الباحث في هذا المجال يستقر أريه على أمر اختالف العلماء في تفسير أصلها وقد ذهب المتعصبون له في تصوير منشأ اللغة مذاهب ساذجة و هو ما توصل إليه الباحثان حينما التفتا إلى بيان وظيفة الل غة عند الجاحظ حيث بي نا أن ها ترتكز أساسا على عنصر اإلبانة و الوضوح و من ثم فهي ضرورة من ضرورات االجتماع البشري و ذلك قصد تناول المعرفة و نقل الخبرة فيما بينهم.. ( - حنفي بناصر مختار لزعر اللسانيات منطقاتها الن ظرية و وظيفتها المنهجية ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر 3339 م ص و نقصد بها األلفاظ العربية التي لفتت انتباه العلماء و الباحثين منذ القدم فبحثوا عن أصلها و توصلوا إلى أن العرب من أقدم األمم ولغتها من أقدم اللغات وجودا كانت قبل إبراهيم وإسماعيل وقبل الكلدانية والعبرية والسريانية وغيرها بل الفارسية وقد ذهب منها الشيء الكثير بذهاب مدنيتهم األولى قبل التاريخ فلعل األلفاظ القرآنية التي يظن أن أصلها من لسان العرب و ال يعرف مصدر اشتقاقها و لعل ها من بعض ما فقد أصله و بقي الحرف وحده. )- الجواليقي المعرب الطبعة الثانية وزارة الثقافة المصرية مطبعة دار الكتب 1949 م ص 32. ) إن البحث في أصل الل غة العربية و بيان جذورها األولى من البحوث التي تتطلب الر جوع إلى األزمنة الغابرة و ربط نتائجها بما هو ملموس قصد بلوغ ما هو علمي موضوعي. - و هو ما أثبتته الد راسات الل سانية و التي جس دته الن ظريات الم تبناة من الباحثين في الحقل الل غوي و قد بلغ بهم الخالف حتى في كيفية داللة األلفاظ على معانيها و نوع العالقة بين ال لفظ و مدلوله و عل ة اقترانهما فهل تد ل األلفاظ على المعاني بذواتها أو بوضع للا عز و جل إي اها أو بوضع الن اس. )- حامد محمد أمين شعبان أسرار الن ظام الل غوي عند مصطفى صادق الر افعي عالم الكتب القاهرة 1929 م ص 32. ) و لم تقف تلك الن ظريات عند هذه االستفسارات بل منها التي راحت ت قد م تفسيرات خارقة. 9 - علي عبد الواحد وافي نشأة اللغة عند اإلنسان و الطفل دار النهضة للطباعة و النشر و التوزيع مصر الطبعة الثانية 3331 م ص 33.

16 ) 10( غريبة تدل أبلغ داللة على مبلغ انح ارفه عن جادة الصواب ونطاق المعقول األمر الذي جعل من أهل االختصاص في هذا المجال بالذات ي قر رون بأن البحث في قضية - - أصل الل غة و نشأتها لم يكن في حقيقة أمره وليد هذا العصر بل نشأ منذ مئات السنين وشغل العلماء حتى أوائل القرن العشرين ولقد احتدمت حوله المناقشات وتباينت فيه اآل ارء و اختلفت بسببه وجهات النظر بين الباحثين اختالفا كان خليقا أن ي لف ت النظر ) 11( و يأخذ باأللباب. و سأجد نفسي م ضط ار لتتب ع تلك الن ظريات لما لها من األهمية في إجالء الجوانب التاريخية و الكشف عن حقيقة الل غة و هو ذلك السؤال الذي تضاربت في اإلجابة عنه اآل ارء و تعددت المذاهب ما بين قائل بأن الل غة ( أو إنها إلهام رباني( ( ) ( م واضعة و اصطالح اجتماعي ) غريزة كالمية أو أن ها أو م حاكاة ألصوات ( : ) 12( الطبيعة ) و سأكتفي بتتبع أشهر ما قيل في الن ظريتين التوقيفية و االصطالحية باعتبارهما ي مثالن األساس في البحث عن أصل الل غة. اللغة و مبدأ التوقيف من علماء العربية و الباحثين م ن رد أصل الل غة إلى أن ها توقيفية م ستدلين على ذلك بقوله تعالى و ع ل م آد م األ س م اء ك ل ه ا ث م ع ر ض ه م ع ل ى ال م ال ئ ك ة ف ق ال أ نب ئ ون ي ب أ س م اء ) 13( ه ؤ الء إ ن ك نت م ص اد ق ين فالفعل التعليمي من الل ه - جل عز و آلدم اقتضى أن ي مد ه بأسماء األشياء التي على م نوالها ي مكنه أن ي مي ز بينها علي عبد الواحد وافي نشأة اللغة عند اإلنسان و الطفل ص مختار لزعر الت صور الل غوي في الفكر االعتزالي دار األديب للن شر و الت وزيع 3334 م ص هادي نهر علم الل غة االجتماعي عند العرب الطبعة األولى 1988 م الجامعة المستنصرية ص سورة البقرة اآلية. 37

17 جل - ) 14( فالل غة العربة على حد قول بعضهم هي لغة توقيف و دليل ذلك قوله تعالى ثناؤه - و ع ل م آد م األ س م اء ك ل ه ا فكان ابن عباس يقول: عل مه األسماء كلها و هي هذه التي بتعارفها الناس من دابة و أرض و سهل و جبل وحمار وأشباه ذلك من ) 15( األمم و غيرها. بهذا العلم أصبح سي دنا آدم- - على د ارية ب مسميات األشياء التي توارثها األبناء عن اآلباء من خالل هبة الل ه وفطر اإلنسان عليها حيث ترى أن نشأتها ترجع إلى إلهام إلهي هبط على اإلنسان فعلمه النطق و أسماء األشياء ) فالل غة من 16( منظور أصحاب هذا االت جاه هبة من الل ه و وديعة أودعه إي اها للت فاهم و الت واصل بين الن اس و هي بذلك إلهام إلهي باعتبار أن الن طق عملية متفاوتة فمن لم ي وف ق من الل ه - عز جل - و بجهاز نطقي سليم ال ي مكنه أن يتواصل مع األسوياء بلغة مفهومة من هذا الم نطلق فهم يعتبرون الل غة توقيف من عند جل عز و الل ه- فهو الذي كر م اإلنسان و شر فه بنعم جم ة حيث خص ه بالنطق على سائر المخلوقات فمك نه من الكشف عن األفكار بأدوات معروفة هي األلفاظ. ) 17 ( و في هذا االت جاه أرى األشعري و الجباني و الكعبي: الل غات ك ل ها توقيفية بمعنى أن الل ه تعالى خلق علما ضروريا بتلك األلفاظ و تلك المعاني و بأن - لقد استوقفت هذه اآلية الكثير من العلماء حيث رك زوا على بيان داللة القصد من تعليم األسماء علما أن اللغة ليست أسماء خالصة بل فيها من األفعال و الحروف و الذي ينبغي أن ي طرح كاستفهام لماذا خص األسماء دون غيرها إن الذي ي مكن أن ن جيب به على السؤال المطروح أن القرآن خاطب العرب بأساليبهم الل غوية و لما كانت العرب في نظامها الل غوي ت خاطب الر جل - باعتباره يمتاز بمواصفات تكفي من ينضوي تحته - و ت ريد به المرأة كذلك جاز قياسا على قوله تعالى أن ه أراد باألسماء و خص ها وحدها كلفظ - باعتبارها أقوى من غيرها - : األفعال و الحروف و هو من هذا المنظور يعني باألسماء الل غة أحمد بن فارس بن زكري ا الرازي اللغوي الصاحبي في فقه اللغة العربية و مسائلها و سنن العرب في كالمها تحقيق: عمر فاروق الطباع مكتبة المعارف بيروت الطبعة األولى 1313 ه م ص علي عبد الواحد وافي نشأة اللغة عند اإلنسان و الطفل ص في هذا المقام يطلعنا الفكر األصولي لحقيقة م ؤكدة مفادها أن المدرسة األشعرية قد نشأت في القرن الرابع للهجرة و قد ساهم بتأسيسها تالمذة األشعري و هذه المدرسة ظلت مهيمنة عدة قرون على الدين اإلسالمي ))السني(( و ناطقة باسمه في القسم األكبر من العالم االسالمي و في القرن السادس للهجرة واجهت مصاعب كبيرة و توقف نشاطها و قد حاربها ))بنو بويه(( الشيعة في العراق و بالد فارس عندما كانوا أسياد الموقف في الدولة العباسية و قبل ذلك ازدهرت و خاصة عندما سيطر السلجوقيون على الموقف في بغداد و انتزعزا صالحيات

18 تلك األلفاظ موضوعة لتلك المعاني و احتجوا عليه بقوله تعالى) ك ل ه ا ) و ع ل م آد م األ س م اء ) 18( ) فموقف األشاعرة من األلفاظ و معانيها توقيفي من عند الل ه و هو ما سليم بالن ص القرآني فابن كثير)ت تبن اه كثير من العلماء السنيين من باب الت ي عق ب عليها بقوله: 114 ه و الصحيح أن ه عل مه أسماء األشياء ك ل ها ذواتها و صفاتها و أفعالها كما قال ابن عب اس حت ى الفسوة و الفسية يعني أسماء الذ وات و األفعال ) 19( المكبر و الم صغر إال أن االختالف الواقع بين العلماء إن ما يكمن في الكيفية التي و قفت عليها الل غة لعل ظانا يظن أن اللغة التي دللنا على أنها توقيف إنما جاءت جملة واحدة و في زمان واحد و ليس األمر كذا بل وقف اهلل جل و عز آدم- الخليفة العباسي و في تلك الفترة كان ))نظام الملك(( وزيرا في دولة السلطان ألب أرسالن و نظام الملك هذا قتل سنة 410 ه و في حياته أسس مدرستين لتدريس علوم ))األشعرية(( األولى في بغداد و الثانية في نيسابور و هذه العلوم أصبحت أخيرا مذهب الدولة الرسمي أما نظام الملك فكان معدودا من العلماء و محبا لمجالسهم بعهد الخليفة العباسي ))المقتدي بأمر هللا((. )- فخر الد ين الر ازي المناظرات لشيخ الم تكلمين و المنطقيي ن تحقيق: عارف تامر د. ط د. تا ص.( 70 إذا كان لكل ات حاه فكري أعالم و أقطاب فمم ن حملوا لواء الحركة الدينية األشعرية : الباقالني االسفرائيني السمعاني الغزالي ابن تومرت الشهرستاني فخرالدين الرازي الجرجاني الجويني السنوسي أما ))أبو الحسن األشعري(( فهو المؤسس لهذه الفرقة و كان من تالميذ ))أبو علي الجبائي(( المعتزلي ثم إنهما افترقا. تحقيق: عارف تامر مؤسسة عز الد ين للط باعة )- فخر الد ين الر ازي المناظرات لشيخ الم تكلمين و المنطقيي ن والن شر بيروت لبنان الطبعة األولى 7442 م ص 70.( و لقد بحث أعالم األشاعرة في كثير من المسائل كتلك التي تتعلق بصفات هللا و مم ا توصلوا إليه في هذا المجال قولهم : و هي معان أزلية قائمة بذات هللا و لكنها قالت بصفات جسمانية فلله يد و عرش غير أن البشر ال يعرفون كيف هذه الصفات كما ال يمكن تشبيهها بما عند البشر و قالوا : برؤية هللا ال على أن له مكانا و صورة و جسما و إنما تتم الرؤية بمعرفة و إدراك عن طريق العين و لكن األبصار ال تتم بما يتم به عند البشر. و قالوا بالعدل أي بالعدل االلهي و نزاهة عن الشر و الظلم فاهلل هو الذي يعفو عمن يشاء و بمحض عدله و حكمته و تفرعت من ذلك مسألة القبح و الحسن العقليين التي ناقشتها ))المعتزلة(( فقالت : إن العقل يستطيع أن يدرك القبح و الحسن و لكنه ال يلتزم بذلك إال إذا فرضه الدين و يفضلون الدين على العقل ألن الدين هو األصل و يقولون : إن أفعال الشر إضطرارية و إرادية فاإلظطرارية ال يحاسب عليها المرء ألنها إرادية أما اإلرادية و منها الواجبات الدينية و الفرائض الشرعية فيحاسب عليها عندما يكون هناك تقصير و عادوا فقالوا : إن األفعال كلها هلل في األصل كما قالوا : بالجوهر الفرد و حدوث األجسام من الجواهر بقدرة هللا و بفناءها عند فناء هذه الجواهر. )- فخر الد ين الر ازي المناظرات لشيخ الم تكلمين و المنطقيي ن تحقيق عارف تامر ص 14.( - محمد الرازي تفسير الفخر الرازي المشتهر بالتفسير الكبير و مفاتيح الغيب / 19 - عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي )ت 223 ه ( تفسير القرآن العظيم دار األندلس للطباعة و الن شر و التوزيع بيروت لبنان / 18

19 - على ما شاء أن يعل مه إي اه مم ا احتاج إلى علمه في زمانه ثم علم بعد آدم- من عرب األنبياء-صلوات اهلل عليهم - نبيا نبيا ما شاء أن يعلمه حتى انتهى - األمر إلى نبينا محمد- - فآتاه اهلل- جل و عز - من ذلك ما لم يؤته أحدا قبله تماما على ما أحسنه من اللغة المتقدمة ثم قر األمر ق ارره فال نعلم لغة من بعده حدثت الل ه محمد ) 20( فالصاحبي في تفسيره لظاهرة التوقيف الل غوي ي قر حقيقة مفادها أن جل عز و أوقف الل غة على عباده تدريجيا من آدم- - - فالل غة العربية النبي إلى أنزل بها القرآن الكريم فالتوقيف إذا حاصل في كالم الل ه الم قد س و الم ؤمن به ي سل م بقدسية ألفاظه و معانيه فهي من عند اهلل م صداقا لقوله تعالى إ ن ا ن ح ن ن ز ل ن ا الذ ك ر و ا ن ا ل ه 21( ل ح اف ظ ون ) و تكون بذلك ظاهرة جها في القرآن الكريم لذا أرى الصاحبي أن الت وقيف لل غة العربية قد بلغت أو الر عيل األو ل من الصحابة كان ال يحيد عم ا نزل من القرآن على الر غم من فصاحتهم و هو ما وقفنا عليه في قوله: البلغاء و الفصحاء و قد كان في الصحابة رضي اهلل تعالى عنهم - وهم ( الن ظر في العلوم الش ريفة ما ال خفاء به وما ع ل م ناهم اصطلحوا ) 23( ) 22 أو إحداث لفظة لم تتقد مهم على اخ ت ارع ل غة إن الحكم باقتفاء ل غة العرب التي نزل بها القرآن من جيل الص حابة - رضوان الل ه عليهم كان يمثل بحق خلفية ينبغي أن تتماشى و الن ظام الل ساني الذي أ نزل به القرآن بما احتواه من معان و حقائق تختلف باختالف السياقات و األحوال إلى أن استقر ت األوضاع و ثبتت دعائم - أحمد بن فارس الصاحبي في فقه اللغة العربية و مسائلها و سنن العرب في كالمها تحقيق: عمر فاروق الطباع ص سورة الحجر اآلية لقد انتقد محمد مصطفى رضوان رأي الص احبي بقوله : و لست أرى في هذا الت دليل ما يقنع بتوقيفية الل غة ألن عدم اصطالح الصحابة رب ما كان راجعا إلى أن هم وجدوا فيما اصطلح عليه غيرهم مم ن تقد مهم أو عاصرهم ما يكفي حاجاتهم فانصرفوا عنه اكتفاء بمجهود الم تقدمين على أن عدم اصطالحهم هذا ال ي رج ح لديهم جانب الت وقيف ألن هم لو كانوا يقولون به لصر حوا بذلك ثم عارضوا غيره. )- محمد مصطفى رضوان العال مة الل غوي ابن فارس الر ازي دار المعارف مصر 1921 م ص. 338 ) 23 - أحمد بن فارس الصاحبي في فقه اللغة العربية و سنن العرب في كالمها ص

20 ) 24 ( اإلسالم انصرفت اهتماماتهم إلى د ارسة القضايا التي لها عالقة بالل غة و غيرها. لعل من بين الت ساؤالت الوجيهة فيما أشرنا إليه سابقا و المتعلقة بألفاظ الل غة من الوجهة الت وقيفية ما يلي : - هل ألفاظ الل غة العربية الواردة في القرآن الكريم عرفت مستوى من الثبات في الواقع االستعمالي لها و باألحرى لم تخرج عن القالب الشكلي و المضمون الد اللي الذي ساير األجيال المتعاقبة إن هذا النوع من الطرح المتعلق بأصل الل غة و الذي حاولنا اإلشارة إليه في جانبه األو ل التوقيفي يجر نا الحديث فيه إلى الجانب المقابل و هو ما ي عرف باالصطالح أو التواضع لقد تعامل الكثير من أهل االختصاص مع الن ظرية االصطالحية وفق خلفية متعد دة و م تنو عة األمر الذي جعل من مفهوم التواضع يختلف من باحث إلى آخر. الل غة و مبدأ التواضع وقيفية قد استندوا في تعليل موقفهم من الل غة على إذا كان أصحاب الن ظرية الت الن ص القرآني كدليل على الت وقيف في قوله تعالى ( و ع ل م آد م األ س م اء ك ل ه ا ( فمن رو اد النظرية االصطالحية ابن جني) ت ) 342 ه الذي رك ز على نفس سياق الن ص - و من الر دود التي يق فف عليها الباحث في هذا المجال و التي يرى صاحبها أن استخدام حوادث العالم التي ال تنتهي ال ت مثل الدليل القطعي على التوقيف الل غوي و بالتالي فهو ح ج ة عليه ال له فإن حوادث العالم الم تجد دة ال تن قضي تحتاج إلى أسماء جديدة و تعبيرات جديدة تكون أو فى بالد اللة و أحكم في اإلبانة... )- محمد مصطفى رضوان العال مة الل غوي ابن فارس الر ازي ص. 339 )

21 م عتمدا على تأويله قائال : وذلك أنه قد يجوز أن يكون تأويله: أقدر آدم على أن واض ع عليها و هذا المعنى من عند اهلل سبحانه ال محالة فإذا كان ذلك م حتمال غير م ستنكر ) 25( سقط االستدالل به و من التعقيبات على أري ابن جني تلك التي وقف أصحابها على نفس الن ص القرآني م رجحين داللة م غايرة للفعل عل م : و معنى هذا أن ابن جن ي ي فس ر في اآلية بمعنى عل م ل ق ن ال بمعنى أ ق د ر كما فه م ابن فارس وغيره من الم نادين بنظرية الت وقيف أي أن اآلية و هي الد ليل على نظرية الت وقيف تحتمل أكثر من معنى و الد ليل إذا تطر ق إليه االحتمال سقط به االستدالل كما يقول األصوليون ) 26(. اهلل إن الذي ي الحظ في شأن خروج داللة الفعل عل م إلى داللة أقدر - يعكس حقيقة مفادها أن الكلمة في الجملة ي مكن أن تأخذ عد ة دالالت و هو بذلك يقصد أن عظمة جل عز و - شاءت أن ي ركب في اإلنسان ما ي مكن ه من تعل م وم مارسة الل غة التي تمتاز ألفاظها بالت نوع الداللي و هو بهذا يميل إلى أن الل غة تواضع من هذا المنطلق يعتقد ابن جني بأن اللغة تواضع و اصطالح ال وحي و توقيف. و الذي ي ؤيد منحاه هذا ما نواجهه من انشغاالت في شأن الموضوع فإذا سل منا بتوقيفية الل غة نكون بذلك قد أض في نا عليها طابع الكمال و يستحيل في ظل هذا التقديس أن حاها الل ه تعالى آلدم و إذا كان نقف على غير الل غة األولى التي أو األصل في األلفاظ التي ترجع إلى تواضع المجتمع و اصطالحه عليها فإن هذه الظ اهرة تعكس حقيقة مفادها حتمية التنو ع الل غوي و هي الحقيقة التي نقف عليها في شأن ما هو ثابت و ما هو م تغي ر فالموجود في األعيان و األذهان ال يختل ف باختالف البالد و األمم بخ الف األلفاظ و الكتابة فإن هما دالتان بالوضع و االصطالح ) 27(. - أبو الفتح عثمان بن جني الخصائص تحقيق: عبد الحكيم بن محمد / - حلمي خليل مقدمة لدراسة فقه الل غة دار المعرفة الجامعية 3331 م ص أبو حامد الغزالي معيار العلم تحقيق: سليمان دنيا دار المعارف بمصر 1991 م ص

22 مثل هذه األحكام من عالم كفيلة لتبرير مبدأ التواضع اللغوي فواقع الكالم كما بي نه ( سيبويه ) 28( منه 183 ه( ت قبيح و ما هو م حال كذب فأم ا المستقيم الحسن فقولك المحال فأن تنتقض أول كالمك بآخره فتقول: المستقيم الكذب فقولك : : مستقيم حسن و م حال و مستقيم كذب و مستقيم أتيتك أمس و سآتيك إذا أما أتيتك غدا و سآتيك أمس و أم ا حملت الجبل و شربت ماء البحر و نحوه و أم ا المستقيم القبيح فأن تضع الل فظ في غير موضعه نحو قولك : ) 29( قد زيدا أريت و كي زيد يأتيك مثل هذا الت نو ع في األساليب الل غوية تجسيد فعلي على أن الل غة اصطالح و هي تختلف من بيئة إلى أخرى و من فرد آلخر و لألسرة و المجتمع األثر البالغ في ترسيخها و هو ما أقر ه علماؤنا حيث أثبتوا أن الل غة ت ؤخذ اعتيادا كالصبي العربي يسمع أبويه و غيرهما فهو يأخذ اللغة عنهم على مر األوقات و ت ؤخذ تلقنا من م لقن و ت ؤخذ سماعا من الر واة الثقاة ذوي الص دق و األمانة و ي ت قى المظنون ) 30(. إن الذي ي مكن ق ارءته و استخالصه من قول ابن فارس أن األصل فيما ي نقل من ألفاظ و أفكار قد ي حو ر و ي بد ل نتيجة تعارف المجتمع على ذلك و بالت الي فالل غة ليست م جر د ماد ة هامدة كالحجر و إن ما هي ذاتها من إبداع اإلنسان و لذلك فه ي مشحونة بالت ارث الث قافي لكل مجموعة ل غوية ) 31(. و عن الكيفية التي ب ها تم ت عملية االصطالح بي ن ابن جن ي أن الحاجة إلى الت عبير تستد عي ضبط األشياء بمسميات ي ت فق عليها كأن يجتمع حكيمان أو ثالثة فصاعدا فيحتاجوا إلى اإلبانة عن األشياء المعلومات فيضعوا لكل واحدة منها سمة ولفظا إذا ذكر عرف به ما مسماه ليمتاز عن غيره ولي غني بذكره عن إحضاره إلى م رآة العين فيكون ذلك أقرب وأخف وأسهل من تكلف إحضاره لبلوغ الغرض في إبانة حاله... - أبو بشر عمرو بن عثمان أكبر نحاة العربية بس ط النحو العربي في مؤل فه الكتاب وروى الكثير عن شيخه الخليل سيبويه الكتاب تحقيق: عبد السالم هارون مكتبة الخانجي القاهرة الطبعة الثانية 1983 م 31- / ابن فارس الصاحبي في فقه اللغة العربية و مسائلها و سنن العرب في كالمها ص رينيه ويليك و أوستن وارين نظرية األدب ترجمة محي الد ين صبحي المؤس سة العربية للد راسات و الن شر بيروت الطبعة الثالثة 1982 م ص

23 هذا م م ا هو جار في االستحالة و الب عد مج اره فكأنهم جاءوا إلى واحد من بني ادم فأومؤوا إليه وقالوا: الضرب من المخلوق... إنسان إنسان إنسان فأي وقت سمع هذا اللفظ علم أن الم ارد به هذا فمتى سمعت اللفظة من هذا عرف معناها وهلم ج ار فيما سوى هذا من األسماء واألفعال والحروف ) 32( مثل هذا الت خريج في تفسير بداية الل غة اإلنسانية الذي بي ن صاحبه أن ها ناتجة عن ات فاق و تفاهم هو أقرب إلى التأقلم مع الطبيعة االجتماعية لإلنسان و أن مصدر الل غة هو الطبيعة الخارجية التي تفرض اتفاق أف ارد المجتمع على مسميات يغني استعمالها حضور الشيء. و مم ا يستدعي التريث في شأن واقع اللغة أن ها من عند اهلل تعالى فهي على الر غم من تالزمها لواقع البشر فإن ها ال تخلو من صفات الن قص و الكمال الم جسد في المنجز الكالمي بين البشر فيما بينهم تماما األمر الذي دفع بصاحب التفسير الكبير أن ي شير إلى هذه الحقيقة و قال أبو هاشم : إن ه ال ب د من تقد م ل غة اصطالحية و احتج على أن ه ال ب د وأن يكون الوضع مسبوقا باالصطالح بأمور أحدها: لو حصل العلم الضروري بأن ه تعالى وضع هذه الل فظة لهذا المعنى لكان أن ه ذلك العلم إم ا أن يحص ل للعاقل أو لغير العاقل ألن ه لو حصل العلم الضروري بأن ه تعالى وضع ذلك الل فظ لذلك المعنى لصارت صفة اهلل تعالى معلومة بالضرورة مع أن ذاته معلومة باالستدالل و ذلك م حال و ال جائز أن ي ح ص ل لغير العاقل ألن ه يبعد في العقول أن يحص ل العلم بهذه الل غات مع ما فيها من الح كم العجيبة لغير العاقل فثبت أن القول بالت وقيف فاسد... ) 33( و هو بهذا المنحى يبر ر موقفه االصطالحي اتجاه الل غة و لو كانت ف عال توقيفية لتساوى فيها جميع خلقه و هو ما ينفيه الواقع الت واصلي بين الن اس. إذا كان الفكر البشري هو ال ارفد لتطور المجتمع فإن الل غة ترجمان ذلك فهي تعكسه إذ ك ل ما وقفنا على تطو ر مجتمع ما إال و تجل ت لنا تطور لغته حيث أن إتباع الل غة للتطور االجتماعي الذي ي صيب األمة و ضرورة الوقوف على م ارحل هذا التطور تمهيدا للت حليل األصيل للن ص بما ي بين قد ارت الل غة و إمكاناتها و تعبيرها عن الفكر - أبو الفتح عثمان بن جني الخصائص 13/1. - محمد الرازي تفسير الفخر الرازي المشتهر بالتفسير الكبير و مفاتيح الغيب / 32 33

24 ) 34( مهما اختلفت ألوانه واتجاهاته ففي ظل تنوع العصور من القوة إلى الضعف و ما أ ل ف فيها من نصوص بلغة تختلف حسب طبيعة المجتمع دليل على أن الل غة ترجمة فعلية لواقع المجتمع من حيث الر قي الفكري مثل هذه الحقيقة القائمة بين اللغة و الفكر و المجتمع و االجتماعي. تعكس اربطة قوية بين هذه العناصر إذ يستحيل أن نقف على تطور م جتمع دون تطو ر في لغته فهي من هذا المنظور نابعة من المجتمع و م تأثرة به تزدهر بارتقاء المجتمع و تضعف و تنهار بضعفه تلك إذا هي حقيقة اللغة التي تنهل من واقع أفر ادها ولعل أعمق د ارسة ظهرت في القرن الثامن عشر هي التي قام بها المفكر األلماني هيردر )Herder(7063 عندما صدر كتاب له تناول فيه موضوع أصل اللغة فنال به جائزة أكاديمية برلين وقد تصدى بادئ ذي بدء لهدم االعتقاد ال ارسخ في زمانه من أن اللغة لم يبدعها اإلنسان بل هي هبة من عند اهلل وملكة غرسها في نفسه فدحض حجج من يرى هذا الر أي قائال بان اللغة لو كانت من عند اهلل لكانت أقرب إلى المنطق وقوانين العقل مما هي عليه فاللغات ال يتحكم فيها قانون االط ارد بل إن األمثلة التي تشذ فيها عن القاعدة أكثر من أن تحصى ) 35( وهذا دليل على أنها من وضع اإلنسان. إن تركيز الباحث في الحقل الل غوي على تنو ع القواعد و األساليب الل غوية من األدل ة التي يمكن من خاللها الحكم على أن الل غة تواضع و اصطالح باعتبار أن ما هو توقيفي يمتاز بالكمال و الثبات. و تبقى الل غة عند اإلنسان من أهم ما ي مي زه عن بقية الكائنات و اكتسابه إي اها يرجع إلى غريزة زو د بها اإلنسان في األصل للتعبير عن مدركاته بأصوات مركبة ذات مقاطع كما زو د باستعداد فطري للتعبير عن انفعاالته بحركات جسمية وأصوات بسيطة - الغزالي أبو حامد محمد بن محمد بن محمد الغزالي الم ستصفى في علم األصول تحقيق: محمد مصطفى أبو العالء شركة الطباعة الفنية الم تحدة طبعة 1921 م ص حنفي بن عيسى محاضرات في علم النفس اللغوي الطبعة الثانية 1983 م الشركة الوطنية للنشر و التوزيع الجزائر ص

25 ) 36( و هو كذلك أن نتيجة االنتماء االجتماعي األمر الذي أك ده إب ارهيم أنيس حيث أرى نم و الحياة االجتماعية منذ نشأة اإلنسان هي التي ساعدت إلى حد كبير على ل غته ولكن العامل األكبر لرقي هذه الل غة و بلوغها ما بلغت هو ما امتاز به اإلنسان من ذكاء لم ي شركه فيه غيره من الحيوانات فكثير من الحيوانات تعيش حياة اجتماعية و لها من الحناجر ما تستطيع به الت صويت بأنواع م تباينة من األصوات ولكن ها لم تستطع أن تن ط ق كما نطق اإلنسان ألن ها لم توهب الق د رة العقلية الكافية أو االستخدام الفطري لت كو ن ) 37( من تلك األصوات ل غة لها. إذا كان لإلطار االجتماعي األثر البالغ في الت وريث الل غوي نتيجة العالقات و التواصل بين أف ارد المجتمع اإلنساني الذي يبدو أثره في إنشاء الل غة باديا فوجود )) الل غة الل سان )) يختلف باألعصار و يتفاوت في عادة أهل األمصار... و األلفاظ... عبارة عن الحروف المقطعة الموضوعة باالختيار اإلنساني للد اللة على أعيان األشياء و ي قال سم ى ف الن ولد ه إذا وضع لفظا يد ل عليه و ي سم ى وضع ه تسمية فإن ما أكرمنا به الل ه ) 38(... جل عز و من سمع و بصر وعقل ساعد كثي ار على آد م ترقية الفعل الكالمي و مي ز بذلك اإلنسان عن سائر مخلوقاته و ل ق د ك ر م ن ا ب ن ي و ح م ل ن اه م ف ي ال ب ر و ال ب ح ر و ر ز ق ن اه م م ن الط ي ب ات و ف ض ل ن اه م ع ل ى ك ث ير م م ن خ ل ق ن ا ت ف ض يال ) 39( و مم ا استخلصه ابن كثير في تفسيره لهذه اآلية قوله... : و جعل له سمعا و ) 40(. بصر ا و فؤادا يفقه بذلك كل ه و ينتفع به و يفر ق بين... األشياء علي عبد الواحد وافي نشأة اللغة ص إبراهيم أنيس األصوات الل غوية مكتبة األنجلو المصرية 1999 م ص الغزالي أبو حامد المقصد األلسني في شرح أسماء للا الح سنى مكتبة الجندي القاهرة 1948 م ص سورة اإلسراء اآلية إلمام الجليل الحافظ عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن كثير تفسير القرآن العظيم. 338 / 3

26 إن الت مييز بين األشياء في ظل عدم حضورها لن يتم إال بواسطة الل غة التي بدورها لن ت فهم بين ) 41( الجماعة التي ت ن جزها إال إذا كانت قد تعارفت عليها. إن احتدام الن قاش حول موضوع أصل اللغة يعكس أهميته و هو ما نتج عنه انقسام العلماء نتيجة اجتهادهم في هذا المجال حيث استمر الخالف بعد عصر ابن جن ي وابن فارس بين علماء اللغة و أهل الكالم و كان يدعى أحيانا بأن يقف بعضهم موقفا وسطا بأن اللغة بدأت توقيفية ثم انتهت إلى االصطالح و المواضعة و هكذا نرى ) 42( أن علماء العرب لم يهتدوا إلى أرى يجمعون عليه أو ي رجحونه بصدد النشأة اللغوية. و لعل الص عوبة في ذلك مرد ها إلى أن البحث في مجال الل غة يقتضي جملة من اآلليات التي ال ي مكن أن ت تاح لجميع الباحثين فالد قة و بعد النظر و تصو ر األزمنة الغابرة من خالل الن صوص الل غوية ك ل هذه وس عت في اله و ة بين الباحثين ناهيك عن اختالف المرجعية العقائدية و الل غوية في أوساط الباحثين و عدم - و في هذا المنحى ي بر ر حنفي بن عيسى مفهوم االصطالح الل غوي قائال : و للا خلق من الطين جميع حيوانات الحقول وجميع طيور السماء ثم عرضها على آدم ليرى كيف ي سميها وليحمل كل منها االسم الذي يضعه له اإلنسان فوضع آدم أسماء جميع الحيوانات المستأنسة ولطيور السماء ودواب الحقول. ( حنفي بن عيسى محاضرات في علم النفس اللغوي ص 19. ) و هو بذلك ي ؤكد حقيقة الخلق اإللهي لألشياء ث م بسطها آلدم عليه السالم- قصد تسميتها فالل غة من منظوره في أصلها نابعة من البيئة االجتماعية الر اقية فهي تعارفية اصطالحية و أي تعارض مع ما هو معروف و م تداول قد يقصي صاحب القول من الحي ز الت واصلي و هو ما ذهب إليه إبراهيم أنيس في تحديد معالم الخطاب الن اجح في قوله : و ليؤدي الخطيب رسالته كاملة واضحة وليترك سامعيه مشدودين م عجبين بقوله و بلباقته كان عليه أن يتحاشى تلك الصفات المحلية التي تتصل بلهجة من الل هجات و أن يتحدث إلى القوم بلغة تواضعوا عليها و ألفوها جميعا كذلك كان الب د ألولئك الش عراء الذين جاءوا من بيئات متباينة أن ي نظموا شعرهم بلغة خالية من عنعنة أو عجعجة أو كشكشة لينال إعجاب سامعيه و ال يكون موضع سخريتهم و هزئهم و إال فكيف كان من الممكن أن ي فض ل شاعر على شاعر في تلك الم ناظرات إذا كان المقياس م ختلفا و أداة القول م تباينة. )- إبراهيم أنيس في الل هجات العربية مكتبة األنجلو المصرية ص.( 34 إن حسن التموقع في الوسط الل غوي للجماعة ي كسب الكالم فهما حيث يس ه ل تلقيه ال لشيء إال لكون أن مثيله معروف و م ت فق عليه فهذا التنوع و االختالف الحاصل في البنية و الداللة الل غوية ي جسد حقيقة االصطالح و يبقى البحث في هذا المجال إلى يومنا هذا جدير بالت نقيب العتبار واحد هو أن العلماء لم ي جمعوا رأيهم فمنهم من مال إلى الت وقيف و منهم من أي د االصطالح و منهم من وقف موقفا وسطا بينهما فالجاحظ ( ت 311 ه ) يرى ان ه إذا كان العرب يشتقون كالما من كالمهم و أسماء من أسمائهم و اللغة عاربة في أيديهم ممن خلقهم و مكنهم و و علمهم و كان ذلك منهم صوابا عند جميع الن اس فالذي أعارهم هذه النعمة أحق ألهمهم باالشتقاق وأوجب طاعة و كما أن ه له أن يبتدئ األسماء فكذلك له أن يبتدئها مم ا أحب فقد سم ى كتابه المنزل قرآن و هذا االسم لم يكن حت ى كان. ( - الجاحظ الحيوان تحقيق: عبد السالم محمد هارون دار إحياء التراث العربي بيروت لبنان 1.( /338 و هو بذلك ينح منحى وسطا بين التوقيف و االصطالح أنظر: إبراهيم أنيس داللة األلفاظ ص 33.

27 توفر العي نات لبعد الحقبة الزمنية بين عصرنا و العصور األولى و بذلك تكون قضية و الت وقيف االصطالح من أهم قضايا الت فكير الل غوي و الد يني عند العرب القدامى و لقد رجح عندهم ردهة من الز من في قرب عهدهم باإلسالم القول بتوقيفية الل غة و إن استقر عندهم تدريجيا بعد ذلك طابعها االصطالحي ( 43) و هو ما وقف عليه علماء الل غة العربية في العصور األولى حيث كان موقفهم في غالب أحواله يميل إلى التوقيف و بعد استق ارء الن صوص و الت معن فيها أصبحت نظرة الكثير منهم تميل إلى أن حقيقة الل غة تواضع و اصطالح. و م م ا اط لع نا عليه في هذا المجال فريق آخر وقف م وقفا يكون أقرب إلى المعقول رج ح حقيقة أصل الل غة في الجانب االصطالحي كما لم ينف بداية أصولها حيث بشيء من التوقيف و هو موقف وسطي بين الت وقيف و االصطالح حيث اختلف العلماء في أصلها فقال فريق منهم إنها وحي و توقيف و قال فريق إنها تواضع و اصطالح و رآها فريق آخر على االثنين معا و أجدني - سندا لعمر سلخت شطره األكبر في الد ارسة والمقابلة و البحث - أميل إلى أنها تواضع و اصطالح أكثر م م ا هي وحي و توقيف و أعني أنها) ( ال ) تواطئية أللفاظ معلومات لم تأت بالتواضع و االصطالح ) توقيفية ) 44(... إال ما شاء اهلل تعالى من توقيف إن معقولية هذا المنحى ي مكن للواحد م ن ا أن يتصوره فكما هو الشأن بالنسبة للسوي من البشر الذي ال ي مكن أن يهتدي إلى التفكير المنطقي دون توظيف العقل كذلك هو الشأن بالنسبة للمتكلم الذي ال ي مكنه أن ينطق و يستفيض في الحديث و هو يشكو خ لال في جهازه النطقي و لم ا كانت هذه و غيرها من الن عم التي أنعمها اهلل جل - و على عباده و تسليما م ن ا بالن ص القرآني عز ( و ع ل م آد م األ س م اء ك ل ه ا كيفما ) - الهادي الجطالوي قضايا الل غة في كتب الت فسير المنهج - الت أويل اإلعجاز دار محمد علي الحامي الجمهورية الت ونسية ص شوقي حمادة معجم عجائب اللغة نوادر و مدهشات علمية و يتضمن األلفاظ الدخيلة على اللغة العربية دار صادر بيروت الطبعة األولى 3333 م ص

28 كانت داللة الفعل ( عل م ) ب فحكمة اهلل لقن أو ب أقدر جل - عز و تقتضي ح ي ن ا إ ل ي ه أ ن هذا اإلمداد مثلما اقتضت مع سي دنا نوح إمداده بالكائنات تمكينا له ف أ و ج ي ن اص ن ع ال ف ل ك ب أ ع ي ن ن ا و و ح ي ن ا ف إ ذ ا ج اء أ م ر ن ا و ف ار الت ن ور ف اس ل ك ف يه ا م ن ك ل ز و اث ن ي ن ال ق و ل م ن ه م و ال ت خ اط ب ن ي ف ي ال ذ ين ظ ل م وا إ ن ه م م غ ر ق ون و أ ه ل ك إ ال م ن س ب ق ع ل ي ه ) 45( و هو إذ نحا هذا المنحى في شأن ال لغة يكون بذلك قد سل م بالن ص القرآني الم نز ل - على سيدنا محمد - والعتبار آخر و هو أن سيدنا آدم أب األنبياء و البشرية شاءت قدرة الل ه جل - عز و الجانب الل ساني فعل مه الكثير من األسماء أن تخص ه بالر عاية الكاملة بما في ذلك و عليه تبقى غالبية اللغة من صنع اإلنسان نتيجة الحاجة باعتبارها مجموعة من األلفاظ الد الة على المعاني و طريقها الكالم و الكتابة و بهذا االعتبار تختلف صيغ ها باختالف األ مم و درجات علومهم و تمد ن هم بما هي مجموعة من الر موز االصطالحية في مفرداتها و مجموعة من القواعد الن حوية االتفاقية في ضبط تلك المفردات فهي لهذا ال تخضع لمنطق عقلي عام ) ألن ها اصطالحية اتفاقية و ق ل معي ( تقليدية موروثة الل غة من أن و أعني به األمور االعتبارية و األمور االعتبارية ال ي شتر ط فيها أن تكون عام ة بين األ مم جميعا ) 46( فمثل هذه االختالفات الحاصلة في الشأن الل غوي و المجسدة في اختالف صيغها و أساليبها و أنظمتها بمثابة تبرير الصطالحها بين الن اس. نشأة اللغة إذا كانت الصفحات السابقة قد حاولت بالقدر الم ستطاع تبيان البعد المعرفي و الفكري لواقع الل غة و هي ت حاول أن ت عطي لكل جانب حق ه من البيان و الش رح سواء ما تعل ق األمر بالت وقيف أم باالصطالح فال ضير من أن نبسط القول عن الطبيعة التي نشأت في ظل ها الل غة العربية مولينا االهتمام البالغ إلى البيئة و تلك السياقات التي من - سورة المؤمنون اآلية شوقي حمادة معجم عجائب اللغة نوادر ومدهشات علمية ص

29 شأنها إب ارز الخلفية المعرفية و المنهجية لنشأة الل غة و م م ا جاء على لسان حال أهل االختصاص أن ها قد نشأت ضعيفة محدودة في ألفاظها وتصرفاتها ألن مظاهر الحياة آنذاك كانت محدودة وفي غضون قرون عديدة تشعب ت حاجات أهلها وكثرت متطلباتهم تبعا لنمو هم المطرد وتنقالتهم في موطنها )شبه الجزيرة العربية( ) 47( فحاجة اإلنسان إلى الل غة قد تبدأ بسيطة تبعا لبساطة البيئة و ك ل ما توسعت هذه األخيرة احتاج أهلها إلى ألفاظ جديدة فتتولد بذلك اللغة نتيجة تلك الحاجة إال أن الذي ي مكن الوقوف عنده هو أن الل غة ال ي مكن حصرها سوى في األلفاظ المجسدة ألسماء واقعة في البيئة المادية التي نحياها بل الل غة أوسع من ذلك و إال كيف يمكن أن ن فسر تاريخ الل غة العربية الغني في ظل واقع ماد ي بسيط و ما ي اره إب ارهيم أنيس في هذا المجال جدير بالت نويه حيث يقول و ال شك أن األلفاظ العربية في بدء نشأتها و ال ندري متى كانت هذه الن شأة قد قصد بها أن يعب ر ك ل لفظ عن معنى م عين و أن تكون له داللته المستقلة ومهما قيل عن نشأة األلفاظ في لغة اإلنسان األول ال نستطيع أن نتصور أن ها ي مكن أن توجد في عصورنا الت اريخية إال حين تدعو الحاجة إليها بعد أن استقرت تتخذ وسيلة الت فاهم بين أف ارد اللغة اإلنسانية و أصبحت م همتها األساسية أ ن الم جتمع )48(. إن التوسع اللغوي الذي ينتج عنه ذواب لغة أو أكثر في لغة أ خرى يرجع إلى أسباب لها عالقة ببيئة اللغة وقدرتها على تلبية المواقف الخطابية ففكرة توحيد القرآن الكريم للهجات العربية يعكس بحق غ نى اللغة العربية و توسعها بنشر اإلسالم و قد أرجع علي عبد الواحد وافي نشأة اللغة إلى المجتمع نفسه ) 49( و إلى الحياة االجتماعية فحركية المجتمع و تطوره الشامل ال يتم في معزل عن اللغة بل تعد من أساسياته مم ا ي يس ر محاضرات في المدارس اللسانية المعاصرة منشورات جامعة باجي مختار عنابة 2660 م 47 - بوقرة نعمان ص إبراهيم أنيس داللة األلفاظ مكتبة األنجلو المصرية ص على عبد الواحد وافي نشأة اللغة ص

30 عملية اإلبداع اللغوي من خالل استحداث األلفاظ أعني فاللغة ليست واقعا ذهنيا مجردا ال اربط يربطه بالواقع االجتماعي فللكلمة قوتها الخاصة في أداء األعمال وانجازها وهي الكلمة إن فقدت فعلها في الحياة االجتماعية فال يمكن لعمل إنساني أن ينجز أو أن يؤدي على النحو الذي تكون فيه تأدية العمل فاعلة في حركة اإلنسان داخل المجتمع الذي يعيش )50( ما يمكن تأكيده في الكلمات فتثرى بذلك اللغة وتتوسع وتنتشر بفعل عملية التدوين وهو ومعانيها الجديدة الذي و يكون ذلك بطريق تسجيلها في المعجم. ) 51( يأتي االعت ارف متأخ ار بعض الوقت ) 52( إن تحوالت المجتمع و حركيته ت فرز توس عا في القاموس اللغوي حيث تتجلى إلى الوجود ألفاظ جديدة كما يتم التوسع في داللة ومعاني بعضها اآلخر فيقع ما يعرف باالتساع الل غوي على أساس أن اللغة العربية لغة تتغير فيها الدالالت بتغير بنية الكلمات فكلمة علم يمكن أن تكون مصد ار و فعال ماضيا وفعال مضارعا و : ع ج م ي - هادي نهر علم الل غة االجتماعي عند العرب ص 42. جاء في لسان العرب : الع ج م و الع ج م : خ الف الع ر ب و الع ر ب يع تقب هذان الم ثاالن كثير ا ي قال وجمعه ع ج م و خ الف ه ع ر بي و ج م ع ه ع ر ب و ر ج ل أع ج م و قوم أ عجم قال : 50 س لوم لو أص ب ح ت و س ط األع ج م في الروم أو فارس أو في الد ي ل م إذ ا لز ر ناك ولو بس ل م وقو ل أبي النجم : و طالم ا و طالم ا و طالم ا *** غلب ت ع ادا وغلب ت األع ج م ا! قال ذو الرمة : وال ترى مثلها ع ج م و ال ع ر ب فأراد بالع ج م ج م ع الع ج م ألنه عطف عليه الع ر ب. قال أبو إسحاق : األع ج م الذي ال ي ف ص ح و ال ي بي ن ك الم ه وإن كان ع ر بي النس ب كزياد األع ج م قال الشاعر : م ن ه ل ل ل ع باد ال ب د م ن ه *** م ن ت هى ك ل أ ع ج م و ف ص يح ( - ابن منظور لسان العرب المحيط مادة )عجم( 7.( 2020 / - مم ا يراه شوقي حماده في هذا المجال أن حياة اإلنسان ال تستقر على حال فعلومه تتطور و أفكاره تتسع و حضارته تتقدم و حياته االجتماعية و االقتصادية تتعقد و هذا يعني أن ه يطرأ في حياة اإلنسان معاني جديدة تتطلب وضع ألفاظ لها لهذا يلجأ اإلنسان إلى ل غته بمفرداتها و قواعدها يستعين بها فيجعل لهذه المعاني ألفاظا أ و ينقل ألفاظا من معانيها اآلفلة إلى هذه المعاني الماثلة التي تدل عليها... )- شوقي حماده م عجم عجائب الل غة ص 9.(

31 أمر و أن تدل على ال ارية أو تضاف إلى اسم بعدها لتدل على اسم لمادة خاصة مثل: علم الحساب... إلى آخره و يشتق منها أو ازن جديدة كاسم الفاعل واسم المفعول و صيغة المبالغة و اسم الزمان و المكان و اسم التفضيل... و هكذا... يبرز مع كل تغيير جديد في الكلمة معنى جديد و تعب ر هذه الظاهرة عن ث ارء اللغة و اتساعها للتعبير عن مختلف المطالب و الحاجات ) 53( فبهذه الصيغ و هذا التنوع في الل فظ الواحد أصبحت الل غة العربية على درجة من الت وس ع األمر الذي يوحي لنا أن نشأتها تم ت في بيئات شبه متفاوتة في االصطالح اللغوي حيث كانت خير وعاء يعكس و يتضمن هذا الر كب الحضاري الهائل و ما جد فيه من معارف عديدة كما أن ه لم يصبها عجز و ال عقم على استيعاب كل ذلك فقد استطاعت أن تحوي حضارة اليونان و الفرس و أن تكون األداة طي عة لتقبل كل ما جد على الس احة الل غوية آنذاك ) 54(. إن غ نى الل غة العربية يرجع في أساسه إلى عنصر النشأة في البيئة العربية التي احتضنتها حيث مكنها ذلك من احتواء حضا ارت األمم السابقة م م ا أفادها في الت وس ع و. اإلث ارء جمع اللغة إن حقيقة الل غة العربية في قرونها األولى جس دت السليقة في تعلم ها و التعامل معها بين أف ارد المجتمع فلم تدع الحاجة آنذاك إلى ما ينتاب لغتهم فيما بينهم من استعصاء في فهم األلفاظ نتيجة البديهة في القول و االنجاز الذ اتي و اآلني للملفوظ الل غوي و لعل من أسباب ودواعي جمع اللغة ما له عالقة بالقرآن الكريم و هو ما رآه الكثير من الباحثين في هذا المجال و الشك في أن غريب القرآن كان حاف از من أهم الحوافز لجمع الل غة العربية إضافة إلى الدوافع المعروفة المنسوبة إلى األجداد و المتمثلة خاصة في حفظ لغة القرآن من االندثار و التالشي لتفشي الل حن و م خالطة األعاجم ) 55(. باإلضافة إلى حرصهم على تذليل األلفاظ الص عبة الواردة في القرآن الكريم بات ل ازما عليهم من الر جوع إلى كالم العرب لمعرفة داللته قصد فهم المعاني التي استغلقت عليهم هذا فضال عن تقويم الل سان و تعديله نتيجة ما أصبح عليه من العلل بفعل علي أحمد مذكور تدريس فنون اللغة العربية القاهرة دار الفكر العربي 3333 م ص عبد الحميد بوفاتيت الل غة مستويات مجل ة آمال العدد م ص الهادي الجطالوي قضايا الل غة في كتب الت فسير المنهج - الت أويل اإلعجاز ص. 13

32 م خالطة األعاجم للمسلمين و لم تزل العرب تنطق على سجيتها في صدر إسالمها و ماضي جاهليتها حتى أظهر اهلل دينه على سائر األديان فدخل الناس فيه أفواجا و أقبلوا ) 56( إليه أرساال... العربية و اجتمعت فيه األلسنة المتفرقة و اللغات المختلفة ففشا الفساد في اللغة حتى دعاهم الحذر من ذهاب لغتهم و فساد كلمتهم إلى أن سببوا األسباب ) 58( ) 57( في تق ييدها لمن ضاعت عليه و تث قيفها لم ن ازغت عنه. إن صفاء اللسان و سالمته تزدهر في ظل األحادية اللغوية فالعربي في العصر الجاهلي و بداية العصر اإلسالمي عرف ظاهرة االكتساب اللغوي البديهي و نظ ار لعالمية الرسالة المحمدية استجاب لدعوتها األعاجم فكانت نتيجة ذلك أن تأثر الل سان العربي بما أصبح م تداوال من سلوكات ل غوية غريبة عن العربية ففشت ظاهرة الل حن بين أوساط المسلمين العرب و لوضع حد لها اجتهد العلماء في الرجوع إلى أصلها و نبعها. ) 59( إن ميالد الد ارسة اللغوية العربية العربي في قرونه األولى للغة كان م بك ر ا و قد ساير التحو ل الكل ي للمجتمع فحين ن ن شد التقصي لظاهرة العلوم اللغوية لدى المسلمين نجد أن القرن األو ل الهجري كان قرن افتخار فكري ارئع ظهرت فيه الد ارسات اللغوية المتعددة ) 60( العربية الفصحى الل غوي منذ القرن األو ل ي جسد حقيقة ارتباط الل غة و لعل خوض علماء الل غة آنذاك و تحملهم لعبئ الد رس و البحث فيها بما يخدم الدين اإلسالمي من خالل معرفة داللة ألفاظه لفهم آياته ل ذا فقد تول ى عملية جمع الل غة - أرساال : أي طوائف. - و تحقيقها. - أبو بكر محمد بن الحسن الزوبيدي األندلسي طبقات النحويين و اللغويين تحقيق: محمد بن أبو الفضل إبراهيم دار المعارف مصر 1923 م ص 11 م. - و هي الحقيقة التي جاءت على لسان الكثير من العلماء و الباحثين منهم محمد حسن باكال حيث قال : كان للعرب دور كبير مشهود في تطوير الدراسات الل غوية على أسس علمية منذ القرن األول الهجري فقد ساهم رواد البحث اللغوي بدءا بأبي األسود الدؤلي )ت 29 ه \ 489 م ) ومرورا بالخليل بن أحمد الفراهيدي ( 133 ه _ 123 ه \ 218 م 282 م ) وتلميذه سيبويه ( ت 183 ه \ 292 م ) و أبي الفتح عثمان بن جني )ت 393 ه \ 1333 م ) و غيرهم ممن ساهموا ليس في خدمة اللغة العربية فحسب بل و في تطوير البحث اللغوي كك ل. )محمد حسن باكال و آخرون معجم مصطلحات علم الل غة الحديث مكتبة لبنان الطبعة األولى 1983 م ص.ز. ) 60 - نشأة ظبيان العلوم اللغوية في سنا اإلسالم مجلة الفيصل العدد 82 رمضان 1333 ه يونيو 1983 م ص

33 ا) من البوادي العربية بداية األمر- ) 61 ( ث ل ة من الع لماء و قد اقتضت عملية الجمع من علمائنا- في منهجية أولية حيث قاموا بضبط المداخل المعجمية و فق نظام مبني على الموضوعات المعالجة و ذلك القتضائها في تلك الحقبة بغية ضبط الموضوعات من جهة و الت حكم في محتوياتها من جهة أ خرى. ) لقد ر وعي في عملية الجمع اللغوي الجانب التقني في تصنيف البيئات و السعي الحثيث في التعامل معها للمحافظة على بلوغ أساس اللغة العربية األصيلة و هو ما تم من خالل تعاملهم الموضوعي مع الظاهرة حيث مع جمعها أن ي ركزوا و هو ما جس ده ع لماؤنا - كان ل ازما على علماء اللغة أثناء تعاملهم 62( على البادية باعتبارها الحي ز الرسمي و المحافظ على ألفاظها و ال ي ازل ي جس د - في العمل الم عجمي الذي خضع في بداية مطافه إلى الواقع الفعلي لل غة من خالل عملية الجمع التي شملت بعض البوادي العربية. و لم ا أ شكل األمر على المسلمين في األلفاظ الواردة في آيات الذ كر الحكيم ا إلى تذليلها و إ ازلة الغموض تتب ع علماء الل غة آنذاك هذه اإلشكاالت و سعو عنها إال أن هذه االجتهادات لم تسلم من االنتقاد و من المآخذ التي وقف عليها - ومن األوائل الذين اهتم وا بعملية الجمع األصمعي عبد الملك بن قريب ( 313 ه ) نشأ بالبصرة و قدم بغداد في أي ام الر شيد ثم عاد منها إلى البصرة لم ا ولى المأمون... و قد ذكر له ابن الن ديم في كتابه الفهرست نيفا و أربعين كتابا في موضوعات م ختلفة ذهب معظمها و مم ا بقي له : ) األصمعيات مجموعة م ختارة من الش عراء. )ب(رجز العجاج. )ج ) أسماء الوحوش )د ) كتاب اإلبل. )ه ) خلق اإلنسان. )و ) الخيل. )ز ) الش اة. )ح ) كتاب الد ارات. )ط ) الفرق. )ى ) الن بات و الش جر. )ك ) الن خل و الكروم. ( ل( الغريب )ابن قتيبة أبي محمد عبد للا بن مسلم ) 313 ه ه ) المعارف تحقيق: ثروة عكاشة الطبعة الثانية دار المعارف مصر د.تا ص.( 13 ولم يتوقف هذا العمل على األصمعي فحسب بل تعد اه ليتبن اه كذلك أبا زيد سعيد بن أوس األنصاري ( 311 ه ) نشأ بالبصرة وقدم بغداد حين قيام المهدي ومن كتبه التي بقيت لنا : )ا ) كتاب الن وادر في الل غة. )ب( المطر. )ج ) الل بن )ابن قتيبة المعارف ص.( 11 - و في هذا المقام يرى محمد عابد الجابري أن جمع اللغة من األعراب دون غيرهم معناه جعل عالم هذه اللغة محدودا بحدود عالم أولئك األعراب ولما كان هؤالء يعيشون حياة حسية بدائية فلقد كان البد أن ينعكس كل ذلك على لغتهم وبالتالي على العالم الذي تقدمه اللغة التي ج معت منهم وقيست بمقاييسهم ومن هنا ال تاريخية اللغة العربية وطبيعتها الحسية إن العالم الذي فيه نشأت هو عالم حسي ال تاريخي عالم البدو من العرب الذين يعيشون زمنا ممتدا كامتداد الصحراء )محمد عابد الجابري التراث و الحداثة دراسات.. و مناقشات مركز دراسات الوحدة العربية الطبعة األولى 1991 م ص 133.(

34 بعض المفكرين منهم محمد علي الجابر ي و التي وج هها إلى الخليل كونه قد تعامل مع اللغة من اإلمكان الذهني ال من المعطى الل غوي لقد كان من الطبيعي والحالة هذه أن ينتهي األمر إلى تحكيم القياس بدل السماع الشيء الذي جعل اللغة المعجمية لغة اإلمكان ال لغة الواقع: فالكلمات صحيحة ألنها ممكنة وليس ألنها واقعية وهي م مكنة مادام هنالك أصل يمكن أن ترد إليه أو نظير تقاس عليه وهي ليست واقعية ألن الفرع هنا هو في الغالب فرض نظري وليس معطى من معطيات االستق ارء أو التجربة ) 63( االجتماعية. و مهما يكن من أمر فإن العمل المعجمي قد أفاد اللغة العربية في ضبط كثير من القضايا التي ترتبط بالكلمات و هو غير مسؤول عن بعثها و استعمالها في الواقع الفعلي العتبار واحد و هو أن الت اريخ أثبت لنا أن توظيف الل غة في األعمال اإلبداعية ارتقى في حقب زمنية معي نة ولم يرتق في حقب أ خرى- ألسباب جم ة- فلإلنتاج الفكري و األدبي الفضل في بعث األلفاظ المعهودة و لكن في داللة جديدة العتبار أن األلفاظ ) 64( تن زلق أحيانا انزالقا يسي ار عم ا و ضعت له بمرور الزمن الشيء الذي أفاد الل غة في الت وس ع الد اللي و خروج األلفاظ من المعاني المعهودة إلى تأدية معاني لم تعهدها من قبل. إن التركيز على بيئات معينة أثناء عملية جمع الل غة ال يعني البت ة ضياع ألفاظها في قبائل أخرى لم يؤخذ عنها بل لم ا كانت هذه القبائل تمتاز بمواصفات حد دها العلماء جاز لهم أن يأخذوا منها و بالتالي فاللغة لم تؤخذ عن حضري قط و ال عن سكان الب ارري م م ن كان يسكن أط ارف بالدهم المجاورة لسائر األمم الذين حولهم فإن ه لم ي ؤخذ من لخم و ال من جذام لمجاورتهم أهل مصر و القبط و ال من قضاعة وغسان و إياد لمجاورتهم أهل الشام ( وأكثرهم يقرؤون بالعب ارنية ( و ال من تغلب واليمن) فإن هم - محمد عابد الجابري التراث و الحداثة دراسات.. و مناقشات ص إحسان عب اس تاريخ الن قد األدبي عند العرب ا طل بعة األولى بيروت 1921 م ص

35 كانوا بالجزير ة مجاورين لليونان( وال من بكر ( لمجاورتهم للنبط والفرس ( وال من عبد ) القيس و از د ع مان ( ألن هم كانوا بالبحرين م خالطين للهند و الفرس و ال من أهل اليمن ( لم خالطتهم للهند و الحبشة ( و ال من بني حنيفة و سكان اليمامة و ال من ثقيف و أهل الط ائف لمخالطتهم ت ج ار اليمن المقيمين عندهم و ال من حاضرة الحجاز ألن الذين نقلوا اللغة صادفوهم حين ابتدؤوا ينقلون لغة العرب قد خالطوا ) 65( غيرهم من األمم و فسدت ألسنتهم. بهذا التحديد للقبائل يكون عمل الل غويين قد ص بغ بصبغة فيها من الموضوعية ال لشيء إال لكون أن اإلطار الجغ ارفي كان يشوبه شيء من تأثر اللسان العربي بغيره إم ا ) 66 ( بفعل المجاورة أو التجارة. إن الذي يستدعي الت ريث في هذا المقام بالذ ات هو تلكم التساؤالت المنهجية المتعلقة بقضية االستعمال الل غوي و لعل من أهم ها أث ار - هل عملية الجمع أث رت في الواقع االستعمالي للغة آنذاك باعتبار أن ها انطلقت من الواقع الفعلي للغة إذا افترضنا اإلجابة بنعم. - فبم ي مكن أن ن فس ر دخول ألفاظ جديدة بعد ترسيخ عملية التأليف المعجمي فارسية و رومية... في التأليف الشعري كالذي نقف عليه مع بعض شع ارء العصر العباسي إن الذي ي مكن أن نستجليه من طرحنا هذا هو أن حركة جمع اللغة في عهدها األو ل جاءت ب غية وضع األصيل من ألفاظها في رسائل و كتب و معاجم و بما أن الل غة م تغيرة و م تأثرة بغيرها جاز أن ت ضاف لها فيما تالها من العصور و األزمنة من األلفاظ ما شاء لها و هو ما ي مكن أن ن فس ر به ظاهرة توالي بناء و تأليف المعاجم. إن عملية جمع اللغة لم تت خذ منحى شكليا وان ما اعت م د فيها على مناهج و طرق أشهرها ما تم تصنيفه وفق حقول داللية م ما يس ر عملية الرجوع واالستفادة منها وقد 65 - شوقي حمادة معجم عجائب اللغة نوادر و نوادر ومدهشات علمية ص 2. - األمر الذي مك ن العلماء من تصنيف الشعراء الذي جاء فيه أفصح الشعراء لسانا وأعذبهم أهل السروات و هن ثالث: الجبال المطلة على تهامة ثم بجيلة السراة الوسطى وقد شاركتهم ثقيف في ناحية منها ثم سراة األزد أزد شنوءة وهم بنو الحارث بن كعب بن الحارث بن نصر بن األزد. )- عبد الحميد الشلقاني رواية اللغة دار المعارف القاهرة 1921 م ص 81. )

36 أخذت داللة األلفاظ واألسماء اتجاهات عدة فمنها ما تعكس شكل المسمى ومنها ما تعكس مضمونه ومنها ما تعكس صوته لحيوانات هي في عمومها ألقاب ت ذك ر بخصوصية جسمية أو من جهة أخرى و في اللهجات العربية أسماء معنوية ) 67(. لقد ارعى علماء العربية أثناء جمعهم لل غة عنصر الد قة م م ا يوحي توخ يهم للموضوعية فوضعت ل لد اللة ضوابطها ببيان أنواعها وتق ييد مسالك رواية الل غة وشروطها تقييد ا م قتبس ا من قواعد رواية الحديث النبوي فاستفاد تفسير القرآن من ذلك أي ما استفادة وأصبحت داللة اللفظ المعجمية طرفا م ساهما وم ؤث ر ا في قضايا مختلفة ) 68( ومن هذا المنطلق يمكن اعتبار عملية جمع األلفاظ وضبطها بمثابة العامل الم يس ر لتحديد دالالتها في معاجم ذات اتجاهات متنوعة. فالعملية إذا كانت ت ركز كثي ار على الواقع االستعمالي لأللفاظ حيث قامت تلك الد ارسة على المشافهة والرحلة إلى البادية وهذه الد ارسات نشأت في أول أمرها لحفظ القرآن من الل ح ن الذي بدأ ي س ت ش ر ي في أوساط العامة والخاصة بعد إقبال نفر كثير على الدخول في الدين اإلسالمي ) 69( فمن أبرز دواعي عملية جمع الل غة تفشي ظاهرة الل حن نتيجة دخول األعاجم في الد ين اإلسالمي و لم ا كان خوفهم من انح ارف الل سان العربي نتيجة تنو ع الوسط التواصلي الذي أصبح يفرض نموذجين أحدهما قويم اكتسب الل غة عن طريق الس ليقة والثاني دخيل يسعى إلى الت واصل معه بكيفية قد تكون على حساب سالمة الموروث الل ساني و قد تأك دت هذه الفكرة في كثير من القولي للعرب إن صح أو الت ارث البحوث الل غوية حيث بدأت حركة جمع الل غة الت عبير بناء على دوافع دينية من ناحية و ل غوية عل مية من ناحية أ خرى فقد زحف الل ح ن من الكالم إلى الن ص القرآني ) 70( فعملية جمع الت ارث القولي للعرب ت عد مرجعية رسمية لكالم العرب فما قالته العرب توارثته األجيال و ق ي د خشية الضياع. - d autre part dans les dialectes arabes les noms d animaux sont généralement des surnoms, rappelant une particularité physique ou morale. p 178, - Vincent Monteil, l'arabe moderne, librairie l, klinck bieck هادي الجطالوي قضايا اللغة في كتب التفسير ص صالح بلعيد التراكيب النحوية وسياقاتها المختلفة عند اإلمام عبد القاهر الجرجاني ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر 7444 م ص حلمي خليل م قد مة لدراسة التراث الم ع جمي العربي دار المعرفة الجامعية ا طل بعة األولى 1992 م ص 113.

37 في ظل هذه الثنائية اجتهد علماء اللغة على ضبطها و التركيز على تقييدها باعتبار أن الل غة العربية بدأت م شافهة ت تناقل قواعد ها وآداب ها باأللسنة أم ا الكتابة والق ارءة فقد كانت قليلة ال ي جيدها إال القليلون وكان خطيب القوم يعتلي ر بوة يلقي على السامع بليغ القول ال يني و ال يتلعثم و كانت قصائد شع ارئهم تطير يتذاكرها كبار القوم و صغارهم من جمال في الل فظ و شرف في المعنى في القبائل و كان لألدب شعره و نثره تأثير كبير في نفوسهم بماله ) 71(. لعل من األسباب التي ساعدت على انتشار الل غة بالسليقة و البديهة ميل العربي إلى األلفاظ الجميلة و المعاني الشريفة و لم ا كانت هذه األخيرة م تضمنة في القصائد الش عرية و الن صوص األدبية توارثتها األم ة أجياال عن أجيال فح فظت الن صوص في الذاكرة و تواصل بها األف ارد فيما بينهم إلى أن جاء جمعها اللغة مجموعة من الكتب و الرسائل اللغوية. وقد أثمرت حركة جمع لقد جمع اللغويون ما عرفته القبائل الفصيحة من ألفاظ وص نف وها في مجموعات داللية و أل فوا في هذا مجموعة كبيرة من الكتب أل ف األصمعي في خلق اإلنسان أل ف أبو زيد األنصاري في الشكل الوحيد الوحش و الخيل و اإلبل و الشجر و و و النبات المطر و اللبن والنبات والشجر و ظل ت الرسائل هي الذي ات خذته د ارسة األلفاظ العربية من الناحية الداللية وقتا طويال إلى أن برزت إلى الدوائر العلمية حركة تأليف المعاجم )72(. نظ ار الت ساع الل غة العربية في ألفاظها و داللتها من قبيلة إلى أخرى تطل ب من جامعيها أن يخ ص وا الموضوع الواحد بأكثر من كتاب النبات فاألصمعي مثال جمع كتابا في الشجر و كما جمع أبو زيد األنصاري في الشجر و النبات و هو ما يمكن تفسيره بث ارء الل غة العربية و هي الحقيقة التي تجسد ها عملية تنو ع األلفاظ و اختالف داللتها فأيقن جامعوا األلفاظ أن هم أمام بحر خضم من األلفاظ العربية التي تحتاج إلى تنظيم و ترتيب فقنعوا بحصرها أو مسحها على حد تسيير المهندسين مع أو عد ة القليل من الشواهد أو الن صوص األدبية حت ى يمكن أن يضم ها جميعا كتاب واحد - عيسى أمين صبري اللغة بين السمع و البصر مجلة األمة العدد السادس و األربعون السنة الرابعة شوال 1333 ه/ 1983 م ص محمود فهمي حجازي علم اللغة العربية )مدخل تاريخي مقارن في ضوء التراث واللغات السامية( دار غريب للطباعة و النشر و التوزيع - د. تا ص

38 ) 73( مجلدات فعملية الجمع من هذا المنظور مر ت بم ارحل اعتمدها علماء الل غة أثناء جمعها و قد ض بطت في ثالث م ارحل المرحلة األولى: : جمع الكلمات حيثما اتفق فالعالم يرحل إلى البادية سمع كلمة في المطر و سمع كلمة في اسم السيف و أخرى في الزرع و النبات في دو ن ذلك كل ه حسبما سمع من غير ترتيب إال الس ماع المرحلة الثانية:. جمع الكلمات المختلفة بموضوع واحد في موضوع واحد و توجت هذه المرحلة بكتب ألفت في الموضوع الواحد. المرحلة الثالثة: وضع معجم يشمل كل الكلمات العربية على نمط خاص ليرجع إليه من أ ارد البحث عن معنى كلمة و صاحب معجم العين أو ل من وضع هذا المعجم هو الخليل بن أحمد الف ارهيدي ) 74( فبعد الجرد العام للكلمات المسموعة في البادية العربية التي لم يلحقها تأثير خارجي ج معت الكلمات الم ختلفة ذات الموضوع الواحد في كتب أو ما ي عرف بالر سائل الل غوية المجموعة على شكل حقول داللية و التي كانت بمثابة الماد ة الخام للت أليف الم عجمي في مرحلة ثالثة. أو كما أك د هذا المسعى و بي ن أن م ارحل جمع اللغة العربية بدأت بمرحلة أولى انتابها الال تنظيم و كان هم الجامعين محاصرتها و تدوين ألفاظها حيث جمع علماؤنا األجالء تلك األلفاظ كيفما اتفق لهم دون ترتيب أو تنظيم ألن الغاية كانت تتجه ال إلى الجمع والتدوين دون غيره خوفا على العربية من الغريب الدخيل ومن أبرز كتب هذه المرحلة كتب الغريبي ن و كتب النوادر ) 75( فنتج عن عملهم هذا تأليف عدد من الكتب و لم تتوقف العملية عند هذه المرحلة بل تعدتها إلى مرحلة م والية و هو ما سم اه بالمرحلة الثانية حيث فيها تم تدوين األلفاظ في رسائل صغيرة متفرقة عرفت قد ار أكبر من التنظيم بحيث جمعت كل رسالة منها مجموعة من األلفاظ التي يربطها اربط لفظي معين كجمع األلفاظ التي تشترك في حرف واحد مثال أو التي ترتبط ب اربطة - إبراهيم أنيس داللة األلفاظ ص رجب عبد الجواد إبراهيم دراسات في الد اللة و المعجم د. ط د. تا ص عبد اللطيف الصوفي اللغة و معاجمها في المكتبة العربية دار طالس دمشق د. تا ص

39 و ضد ه األضداد حيث اللفظة الواحدة تدل على الشيء ) 76( فبعد الن ظرة الش املة لعملية الجمع مالت منهجيتهم إلى شيء من الد ق ة مع ما هو جزئي خاص و هي كخطوة ثانية تعكس بحق ارتقاؤهم في المنهج الم ت بع أثناء عملية الجمع التي تطلبت توافر جملة من العناصر : الجامع مادة الجمع مكان الجمع فعل الجمع. الجامع: أ - و يمثل فئة العلماء التي أخذت على عاتقها عملية الجمع. ب مكان الجمع: و نقصد به البيئة التي وقعت فيها عملية الجمع ج فعل الجمع: و نعني به الجانب المنهجي و الطريقة التي تم ت بها و كيف. د - ماد ة الجمع: و هي في عمومها مجموع األلفاظ العربية مثل هذه الجهود في عملية الجمع األو لي لل غة تعكس حقيقة مفادها أن عملية الجمع لم تكن اعتباطية بل كانت عملية ترتكز على الد قة و المنهجية فانتقاء بيئات عربية و تخي رها على أخرى بناء على معايير موضوعية و األخذ عنها ي جس د عامل الد قة كما 3 المرجع نفسه ص 39.

40 أن لتنويع الحقول و تغطيتها بالمفردات و األلفاظ العربية تجسيد فعلي للجانب المنهجي الم ت بع من قبل جامعي الل غة.

41 الفصل األو ل: بين اللفظ و الكلمة و الداللة أو ال : داللة األلفاظ عند اللغويين أ األلفاظ عند النحويين ب - عند الص رفيين ج - داللة األلف اظ عند البالغيين ثانيا - داللة األلف اظ عند األصوليين

42 إن الدارس ل ل غة العربية و المتأمل في داللة ألفاظها يقف على حقيقة مفادها أن ه كيفما كانت هذه األخيرة فإن القصد من توظيفها و استعمالها هو إحداث الت واصل بين أف ارد المجتمع الواحد الذي يعتمد على الكالم الذي تمثل فيه الكلمة وحدة ) 77 ( صغرى و هي النواة األولى التي ترتكز عليها الجملة لذا فهي ت درس من وجهات عد ة فعلم األصوات يتتب ع الت بدالت الص وتية التي تط أر على الكلمة و تتجل ى في تلك التغي ارت التي تظهر أثناء النطق و علم الصرف يتتبعها من حيث ما يط أر عليها من تبدالت في بنائها و أثر تلك البنيات في دالالتها و هي في ثنايا الترتيب تأخذ دالالت خاص ة كما يتناول علم المفردات الكلمة باعتبارها وحدة أساسية في المعجم. و من المهام التي ت ؤد يها الكلمة في الل غة إشارتها للمقصود بها ل ذا فهي بمثابة رمز له و باستعمالها تتحد د المسميات و هي في المعجم ال ترتبط بمعنى واحد فالفعل جلب مثال من معانيه : إحضار الشيء و الزجر و الصيح و القشرة التي تعلو الجرح إذا ب أر و السحاب الرقيق... فالكلمة بحق تمثل الوحدة الصغرى بها ت بنى الجمل و بها )78( تتحد د المعاني.. - و من تعريفات الكالم ما يشد االنتباه قول ابن األنبا ري: ما كان من الحروف داال بتأليفه على معنى يحسن السكوت عليه. )- عبد الرحمن بن محمد بن عبيد للا األنبا ري ( ت 122 ه ( أسرار العربية تحقيق:محمد حسين شمس الدين الطبعة األولى 1992 م دار الكتب العلمية بيروت لبنان- ص 33.( و هو ما رآه علماء الل غة الذين أجمعوا أن الكالم ما كانت كلماته دال ة في ذاتها و في اجتماعها. كما أن للم حدثين رأي في ذلك تجل ى في قول بعضهم : و من وجهة نظر علم اللغة التركيبي تعرف الكلمة word بأن ها وحدة في جملة تحدد معالم كل منها بإمكانية الوقوف عندها ( ليس من الضروري أن يتم الوقوف فعال ) ففي جملة مثل the houses are being built من الممكن نظريا الوقوف بعد being - are - houses the built و لكن وقوفا بين )hous( و )es( أو بين )be( و )ing( ربما يعطي الحدث الكالمي شيئا من الالمنطقية. و الجملة نفسها تعرف بأن ها تتابع من الكلمات و المورفيمات التنغيمية. )- ماريو باي أسس علم اللغة ترجمة و تعليق أحمد مختار عمر عالم الكتب الطبعة الثامنة 1998 م ص 113.( 78 - أنظر: ابن فارس أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا )ت 391 ه (- جممل الل غة حتقيق: زهري عبد احملسن سلطان الرسالة مؤسسة العراق الطبعة الثانية 1984 م /

43 و الذي ثبت لدى القائمين في هذا المجال أن بلوغ الكالم المفيد يبدأ بتآلف الحروف في ) 79 ( الكلمة الواحدة األمر الذي أجمع عليه بعض النقاد كون أن الكلمة ثمرة للفكرة ) 80( فمتى نضجت الفكرة سقطت كما تسقط الثمرة الناضجة و لكنها تسقط على كلمتها. إن نضج الفكرة و اكتمالها أساسه الكلمة المناسبة و إذا كانت العالقة بين الفكرة و الكلمة مشدودة بنضج هذه األخيرة فإن الذي يترتب على العالقة التناسبية بين الفكرة و ) 81( الكلمات في الجملة الواحدة ج ملة من العناصر كالتنظيم و الترتيب - لذا اهتم الن قاد بها وتتب عوا بنائها لما له من أثر في ترقية العمل األدبي و من الخصائص التي ينبغي أن تكون عليها الكلمة: يجب أن تكون جارية على القواعد العربية في التصريف غير شاذة وأال تكون كثيرة الحروف فمثال كلمة مغناطيسهنغير مرضية لكثرة حروفها في قول أبي نصر بن نباتة : فإياك م أ ن ت ك ش ف وا عن ر ؤ وس ك م *** أ ل إ ن مغ ناط يسهن الذوائ ب )محمد غنيمي هالل النقد األدبي الحديث دار العودة بيروت الطبعة األولى 7402 م ص.( 204 و هي الحقيقة التي أكدتها الدراسات النقدية التي رأت أ ن كثرة حروف الكلمة إذا استعملت في الشعر خاصة كانت قبيحة ولو كانت عربية كما في )سويداراتها ) من قول المتبنى : إن الك ر يم ب ال ك ر ام م ن ه م *** م ثل الق ل وب ب ال س و ي دارات ه ا فالمتنبي خرج إلى الشاذ النادر في تركيب لفظ من حروف كثيرة فقبح لطوله وكثرة حروفه والطول وحده قبيح )- حسين جمعة في جمالية الكلمة)دراسة جمالية بالغية نقدية( منشورات اتحاد الكتاب العرب دمشق 2662 م ص 34.( و قد يرجع الس ر في ذلك إلى صعوبة قراءتها والت والي عليها نتيجة عدد حروفها الم عتبر. إن لحروف الكلمة الواحدة التي إذا أ حسن التأليف بين أجزائها أفضت إلى بناء وحدة كاملة و هي الظاهرة التي تتبعها حنفي بن عيسى و اعتبر عملية التصويت ( أي العملية الكالمية ) أشبه ما تكون بعملية انبعاث األنغام عن آلة موسيقية ذات أوتار م هتزة فالصدر و الر ئتان يقومان مقام المنفاخ و القصبة الهوائية تقوم مقام قناة الهواء و الحنجرة منطقة يتحول فيها الهواء الخارج من الرئتين إلى صوت ي دعى الصوت المزماري فإذا وصل هذا الصوت إلى األقسام العليا من أنبوب الهواء ( البلعوم و الحفرتان األنفيتان و الفم ) فإن ه يتحول إلى نغمات تتخذ شكل الحروف و هذه الحروف التي كانت باألصل مجرد أصوات فيزيائية تنتظم فيما بينها لتؤلف كلمات. )- حنفي بن عيسى محاضرات في علم النفس اللغوي ص 112.( باعتبار أن مفهوم الصوت الل غوي محصور فيما يصدر عن الجهاز الن طقي و ك ل ما كانت وفق هذا المنحى أد ى ذلك إلى بيان الكلمة و ب لوغها و التي بدو رها إن تآلفت و ان تظمت أد ت إلى بناء جملة م فيدة و ت فضي إلى فقرات م نسجمة في معانيها و هكذا محمد عبد المنعم خفاجي محمد السعدي فرهود عبد العزيز شرف األسلوبية و البيان العربي الطبعة األولى 1993 م الدار المصرية اللبنانية ص التي ت عرف بأن هاوحدة متماسكة العناصر لها نظامها و عالقاتها الداخلية و لها توز ع و تعد د و نظم مدلول تام فمن المبادئ في بلورة الجملة حسن االختيار و انتقاء المفيد المتمي ز و معرفة مرتبة كل عنصر من النظام. )- المنصف عاشور التركيب عند ابن المقفع في مقدمات كليلة و دمنة دراسة إحصائية وصفية ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر 1983 م ص 13.( و هي المعايير التي ينبغي أن تتبلور في نسج و بناء الجمل.

44 و العالقات بين الكلمات فعنصر التماسك و العالقة بين الكلمات في الجملة الواحدة له من األثر في إفادة المعنى و تبليغه. إن العلم الذي يهتم بالكلمات مثلما أشرنا سابقا - - معناها و يقف عند جزئياتها و ي حل ل بن يتها هو علم المفردات و يتتب ع أصلها و ي ذل ل lixicologie الذي يبحث في جزئيات الكلمة المفردة فيستقصي أصواتها و يتعر ف على أصولها األولى و ي وضح ما غمض من تركيبها و ي ؤص ل بن يتها و ي بي ن صيغتها و ي قابلها ب مدلولها م شي ار أو إبداال في صوت منها إلى ك نه الت غي ارت التي تط أر على المدلول بتغي ر الص يغة زيادة أو أكثر من هذه األصوات أو حذ فا لواحد ) 82( فمن مجاالت هذا العلم كذلك أن ه ) 83 ( ي قابل الم فردة بمدلولها حيث ي فيدنا في بيان دالالتها و استعمالها في الن صوص فيسعى بذلك إلى تذليل داللتها. لقد انصرفت اهتمامات العلماء و الباحثين إلى التقص ي عن داللة العالمات و الوحدات الل غوية قصد الوقوف على العالقة القائمة بينهما ألن بين الكلمة وداللتها ال يوجد في أغلب األحيان إال عالقة خارجية ق ح ة وعلى الرغم من استعمالها المتعد د تضحى هذه العالقة أكثر محدودية إلى درجة أن نا تعودنا أخذ الكلمة انطالقا من معناها حتى وان تبد ى لنا من خالل المتمثالت الموضوعية أن الكلمات تحدد الموضوعات التي تشير )84( إليها. - نشأة محمد رضا ظبيان علم المفردات في إرثنا الل غوي دار العلوم للطباعة و الن شر الرياض المملكة العربية السعودية 1981 م ص باعتبار أن الطريقة الوحيدة لتعريف معنى كلمة من الكلمات هو وصف توزيعها الد اللي بواسطة العبارات و الجمل الت وضيحية )- علي القاسمي علم الل غة و صناعة المع جم الر ياض 1921 م ص.( «Entre le mot et sa signification.il n y a dans la plupart des cas qu un lien purement - exterieure et. Pourtant du fait de son emploi frequent.ce lien devient si etroit que nous avans tendance à prendre le mot pour son contenu méme et par suite d une objectivisation des representations à identifier les mots avec les objets qu ils designent» Adam schaff Introduction a la semantique. traduit du polonais par Georges lisowski. edition anthropos paris1980. P18 82

45 القضية التي اعتبرها البحث الل ساني جديرة باالهتمام ال لشيء إال لكون أن مركز اإلنقطاب في الحضارة اإلنسانية كان العالمة و سيظل العالمة من حيث هي معطى نفسي و ثقافي و اجتماعي و حضاري بشكل عام و لذلك فال جرم من أن تنصرف الجهود إلى تدارسها تدارسا أوفر من أجل استكشاف حقيقتها الداللية و مجالها اإلج ارئي ) 85( و هو ما أصبحت تهتم به العلوم اإلنسانية على مختلف مشاربها فد ارسة العالمة بشيء من الت حليل أضحت ضالة علم الن فس و علم االجتماع و غيرها من العلوم فتوسعت بذلك دائرة نطاق د ارستها. اللفظ و الداللة لقد شد ت قضية الداللة الل فظية اهتمام علماء الل غة منذ القديم و هو ما عن وه إال بالل فظ و المعنى و العالقة بينهما فالكالم ال يقوم بهذه األشياء الثالثة: لفظ حامل و معنى به قائم و رباط لهما ناظم و إذا تأملت القرآن وجدت هذه األمور منه في غاية الشرف و الفضيلة حتى ال ترى شيئا من األلفاظ أفصح و ال أجزل و ال أعذب من ألفاظه و ال ترى نظما أحسن تأليفا و أشد تالؤما و تشاكال من نظمه و أم ا المعاني فال خفاء على ذي عقل أن ها هي التي تشهد لها العقول بالتقدم في أبوابها أعلى درجات الفضل من نعوتها و صفاتها و الترقي إلى ) 86( و قد عالجوها بشيء من الج أرة حيث ينتصرون تارة لأللفاظ و تارة أ خرى للمعاني كما أن منهم م ن وقف موقفا وسطا بينهما األمر الذي كان دافعا للمحدثين في البحث و التنقيب فاهتموا بهذا المجال و تتبعوا أو كما ي سميها الل غويون الم حدثون بين الل فظ و الد اللة من العالقة بين الل فظ و المعنى أو في هذا القرن وذلك ألن البحوث التي حظيت بعناية أولئك الباحثين في هذه الفترة - أحمد حساني مباحث في اللسانيات ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر 1999 م ص أبو سليمان أحمد بن محمد بن إبراهيم الخطابي ( 319 ه ه ( ثالث رسائل في إعجاز القرآن للر ماني و الخط ابي و عبد القاهر الجرجاني في الدراسات القرآنية و النقد األدبي بيان إعجاز القرآن تحقيق:محمد خلف للا أحمد و محمد زغلول سالم دار المعارف بمصر الطبعة الثانية 1924 م ص 32.( 85

46 أو أو على جزء منه الل فظ رمز لهذه الد اللة و قد يكون الر مز داال على جملة المعنى ) 87( على الزمة من لوازمه ي مكن أن يستدل به على المعنى نفسه... فتكون بذلك داللة الل فظ م عب رة عن المعنى اإلجمالي أو على جزء منه و قد تتحكم في تحقيقها بعض الل وازم. ) 88 ( و في أمر دق ة األلفاظ و تقييد داللتها في الل غة العربية أرى علماء الل غة أن ه كما ال يجوز أن يدل الل فظ الواحد على معنيين فكذلك ال يجوز أن يكون الل فظان ) 89( يدال ن على معنى واحد ألن ذلك تكثي ار لل غة بما ال فائدة فيه ) 90 ( تعد د المعاني لل فظ الواحد فهو بهذا الحكم ينفي و يرى أن كثرة األلفاظ للمعنى الواحد غير م جدية لل غة ع لما أن ه يوجد في كل ألسن لغات العالم و بأعداد محددة و معتبرة كلمات ذات ) 91 ( دالالت واضحة أكثر تعبيرية من كونها مرجعية تفتح متصوات ذات أهمية إال - السيد أحمد خليل المدخل إلى دراسة البالغة العربية دار الن هضة العربية بيروت لبنان 1948 م ص إن داللة اللفظ قد ت قي د و هو ما رآه اآلمدي في ثالثة أوجه : 87 األول: انه يلزم منه الخروج عن العهدة بيقين... الثاني: أن المطلق إذا حمل على المقيد فالعمل به فيه ال يخرج عن كونه موفيا للعمل باللفظ المطلق في حقيقته و لهذا لو أداه قبل ورود التقييد كان قد عمل باللفظ في حقيقته و ال كذلك في تأويل المقيد و صرفه عن جهة حقيقته إلى مجازه. الثالث: أن الخروج عن العهدة بفعل أي واحد كان من اآلحاد الداخلة تحت اللفظ المطلق لم يكن اللفظ داللة عليه بوضعه لغة بخالف ما دل عليه المقيد من صفة التقييد و ال يخفى أن المحذور في صرف اللفظ عما دل عليه اللفظ لغة أعظم من صرفه عما لم يدل عليه بلفظه لغة )- علي بن محمد اآلمدي اإلحكام في أصول األحكام علق عليه العالمة الشيخ عبد الرزاق عفيفي دار األصمعي للنشر و التوزيع الرياض الطبعة األولى 3333 م 2- / 3 8.( 89 - أبو هالل العسكري الفروق الل غوية تحقيق: محمد إبراهيم سليم دار العلم و الثقافة للنشر و التوزيع القاهرة د. تا ص إال أن من العلماء من يرى عكس ذلك خاص ة فيما يتعل ق باختالف القراءات القرآنية حيث أن المراد بسبعة أحرف في غالب التخريجات سبعة أوجه من المعاني المتفقة بألفاظ مختلفة و إن شئت فقل : سبعة لغات من لغات العرب المشهورة في كلمة واحدة تختلف فيها األلفاظ و المباني مع اتفاق المعاني أو تقاربها وعدم اختالفها و تناقضها ذلك مثل: هلم و أقبل و تعال و إلي و نحوي و قصدي و قربي فإن هذه ألفاظ سبعة م ختلفة يعب ر بها عن معنى واحد و هو طلب اإلقبال. )- محم د محم د أبو شهبة المدخل لدراسة القرآن الكريم دار الل واء للن شر و الت وزيع المملكة العربية السعودية الط بعة الثالثة 1982 م ص 124.( 91 «il existe dans toutes les langues du monde, en nombre variable, parfois important le plus - souvent limité, des vocables a la sémantique fluide, plus expressifs que cognitifs.» ) - Roman Jakobson et Linda Waugh La charpente phonique du langage. Traduit par Alain kihm. c 1980 les editions de minuit paris. Page : 238

47 أن حقيقة األلفاظ في الل غة العربية ليس فيها هذا الثبات ألنها قائمة على االنتقال والتحول بين األشياء تبعا للمعاني التي يضيفها عليها اإلنسان و األشياء التي ليست إن متقدمة على المعاني الشيئية بدورها جزء من المعنى و هي ليست أشياء إال من حيث ) 92( هي موضوعات للنشاط اإلنساني الذي تتحول معه إلى مسميات نحتاج إلى أسماء. األصل في العالقة بين العناصر الل غوية الت كافؤ بين وحداتها فالمعاني إذا كثرت على األلفاظ ضاق دونها ذرع الكتبة فذهبوا في إب ارزها إلى الخلق و عرضها على األذهان مذاهب الضعف و مسالك السخف فأقسووا لغتهم و أعجموا منطقتهم و إذا كثرت األلفاظ على المعاني بين قوم سادت بينهم الصناعة الل فظية و لها الم شتغلون بنوع ) 93( من الحفظ لم يقصد لذاته فكان العي و الحصر و هي الحقيقة التي مر ت بها الل غة العربية على مر الحقب الت اريخية فحين ضعف الفكر اإلبداعي اشتغل الك ت اب بالت رصيع الل فظي الذي كان على حساب المعنى و هو ما تجل ى في عصر الض عف كإنتاج أدبي. لقد اهتمت البحوث في المجال البالغي بهذا المنحى و هو ما أك ده أبو هالل العسكري)ت- 340 ه( في قوله: و من تمام آالت البالغة التوسع في معرفة العربية و ) 94( وجوه االستعمال لها و العلم بفاخر األلفاظ و ساقطها و م تخير ها و رديئها فالذي ي مي ز بين هذه العناصر في الخطاب الل غوي ترد كلمته م نسجمة األمر الذي ينتج عنه اإلبانة و الوضوح. إن احتواء العلوم العربية ال يتم إال بعلم ألفاظها باعتبارها الماد ة الخام التي عليها و بها ت ب نى كل العلوم و في د ارسة لطه أحمد إب ارهيم خص بها نظرة ابن قتيبة - لطفي عبد البديع فلسفة المجاز بين البالغة العربية و الفكر الحديث مكتبة لبنان ناشرون الشركة المصرية العالمية للنشر لونجمان الطبعة األولى 1992 م ص محمود علي صبيح الد رة اليتيمة من حكم الكاتب البليغ األشهر عبد للا بن الم قفع المكتبة المحمودية مصر د. تا ص العسكري أبو هالل الحسن بن عبد للا بن سهل بن سعيد )ت 391 ه( كتاب الصناعتين الكتابة و الشعر تحقيق: علي محمد البيجاوي محمد أبو الفضل إبراهيم الطبعة األولى 1913 م دار إحياء الكتب العربية ص

48 الدينوري)ت 210 ه( للش عر م م ا جاء فيها قوله: تدب ر ابن قتيبة الشعر فوجده أربعة أضرب: ضرب منه ح سن لفظه و جاد معناه كقول أبي ذؤيب الهذلي : و الن فس ارغبة إذا رغ بتها *** و إذا ت رد إلى قليل تقنع وضرب منه حسن لفظه و حال معناه فإذا أنت فت شته لم تجد هناك فائدة في المعنى لقول جرير إن الذين غدو ا بلب ك غادروا *** و شال بعينك ما ي ازل م عينا عي ض ن من عب ارتهن و ق ل ن لي *** ماذا لقيت من الهوى و لقينا : وضرب منه جاد معناه و قصرت ألفاظه عنه كقول لبيد بن ربيعة ما عاب ت المرء الكريم كنفس ه *** و المرء ي صلح ه الجليس الصالح فهو و إن كان جي د المعنى و الس بك قليل الماء و الر ونق. و ضرب منه تأخر معناه و تأخر لفظه كقول األعشى: و قد غدوت إلى الحانوت يتبعني *** شاو م شل ش لول شل شل فهذه األلفاظ األربعة في معنى واحد و قد كان يستغني بأحدها عن جمعها و يريد ابن قتيبة بالل فظ الت أليف و الن ظم و ي ريد بالصياغة كلما تضمه من لفظ ووزن ) 95( وروي و يريد بالمعنى الفكرة التي ي بي ن عنها البيت أو األبيات. إن من معايير معرفة الشعر حسب ابن قتيبة - النظر إلى ل فظه و معناه فالجي د منه ما جادت ألفاظه و تأقلمت مع معانيه و الرديء منه ما تكررت فيه ألفاظ ذات داللة واحدة فأساءت بذلك إلى معناه. - طه أحمد إبراهيم تاريخ الن قد األدبي عند العرب من العصر الجاهلي إلى القرن الر ابع الهجري دار الكتاب العلمية بيروت لبنان ا طل بعة األولى 1981 م ص

49 و من الذين أبدوا أريهم في هذا المجال الباقالني ه( )ت- 304 حيث أرى أن ه من البالغة أن نجمع بين الل فظ القوي و المعنى الر اقي فإ ذا برع الل فظ القوي في المعنى البارع كان ألطف و أعجب من أن يوجد اللفظ البارع في المعنى الم تداول ) 96( المتكر ر خالفا ل ما وصفه بوجود الل فظ القوي في المعنى العادي الذي ال يرقى إلى قو ته. و فيما يتعل ق بالمعاني و الن ظم و كيفية اكتسابهما أرى الخطابي) 374 ه- 300 ه( أن األمر في معاناتها أشد ألن ها نتائج العقول و والئد األفهام و بنات األفكار و أما رسوم النظم فالحاجة إلى الثقافة و الحذق فيها أكثر ألنها لجام األلفاظ و زمام المعاني وبه تنتظم أج ازء الكالم و يلتم بعضه ببعض فتقوم له صورة في النفس يتشكل بها ) 97( البيان و أم ا عن تحقيق الن ظم فلن يبلغ إال بسعة الثقافة و اعتماد النباهة فيه تتآلف األلفاظ و تنسجم أج ازء الكالم فتتحقق بذلك بالغته. الل غة في ذلك و ألهمية األلفاظ أجمع بعض المفكرين منهم ابن لقد اختلف علماء 060 ه( ه خلدون) األلفاظ ال في المعاني على أن س ر ) 98( ي حاول ملكة الكالم في الن ظم و الن ثر )99( العرب صناعة الكالم نظما و نث ار إن ما هي في و إن ما المعاني تبع لها و هي أصل فالصانع الذي إن ما ي حاولها في األلفاظ بحفظ أمثالها من كالم فهو بهذا الحكم لأللفاظ في صناعة الكالم بنوعيه ي قر مي له لأللفاظ على المعاني باعتبار أن الن اس يشتركون في المعاني و األفكار و يختلفون في وسيلة - الباقالني القاضي أبو بكر محمد بن الطيب)ت 333 ه( إعجاز القرآن تحقيق: السيد أحمد صقر دار المعارف مصر د. تا ص أبو سليمان أحمد بن محمد بن إبراهيم الخطابي ( 319 ه ه ( ثالث رسائل في إعجاز القرآن للر ماني و الخط ابي و عبد القاهر الجرجاني في الدراسات القرآنية و النقد األدبي بيان إعجاز القرآن تحقيق: محمد خلف للا أحمد و محمد زغلول سالم ص غير أن من العلماء كالش اطبي في كتابه الموافقات في أصول األحكام - رأى عكس ذلك و اعتبر اللفظ وسيلة و المعنى هو المقصود ابن خلدون عبد الرحمن أبو زيد ولي الدين المقدمة: ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن األكبر ص

50 التعبير عنها األلفاظ فالذي ي حس ن انتقاؤها يصل إلى إقناع الغير و استمالة عواطفهم كما أن ه لم يتوقف عند أهمية األلفاظ في تبليغ المعاني بل ذهب إلى أبعد من ذلك حيث أرى أن ه حت ى يتمكن الواحد م ن ا من تحقيق ملكة الكالم أن يحذ و حذو فطاحل. الش ع ارء و الخطباء من خالل حفظ ما جاؤوا به فيستقيم بذلك ل سانه إن مفهوم األلفاظ في نظر جماعة الد يوان ال يختلف عم ا أوردناه سابقا و ما ي جس د ذلك أريهم و معلوم أن الكالم ال قيمة له من أجل حروفه فإن األلفاظ كل ها سواء من حيث هي ألفاظ و إن ما قيمته و فصاحته و بالغته و تأثيره تكون من الت أليف الذي تقع به المزية في معناه ال من أجل جرسه و صداه الت أليف و ليس فيما ي ؤد يه كنغم موسيقي. و هو ما أي ده بعض الن قاد الم حدثين حيث أروا أن الجمل بوصفها الوسائل التي بها يؤد ى المعنى و ) 100( فقيمته ما ي ؤد يه من معنى نتيجة األهمية لأللفاظ في مواقعها من ال أهمية لها في ذاتها و إن ما تظهر أهمية األلفاظ في أداء المعاني و يتجل ى ذلك في تأليف الكالم و هنا تظهر مزية ) 101( الصياغة و ما فيها من ألفاظ في جالئها للص ورة و من موقع الل فظ في الجملة ي مكن ق ارءة داللته لذا ينبغي أن ي ارعى ذلك أثناء عملية التأليف بين الكلمات حيث ي قد م ما له أهمية في ؤد ي بذلك داللة. ) 102 ( و عن كيفية إحداث العالقة بين الل فظ و المعنى و أي هما يتحكم في اآلخر ترى مجموعة من الباحثين و على ر أسهم محمد عبد المنعم خفاجي أن المعنى هو المتحكم عباس محمود العقاد و إبراهيم عبد القادر المازني الديوان) في األدب و النقد ( الطبعة الرابعة مطابع مؤسسة دار الشعب للصحافة و الطباعة و الن شر القاهرة 1992 م ص محمد غنيمي هالل النقد األدبي الحديث ص و من تقسيمات الل فظ التي أوردها اآلمدي: - المجمل و هو اللفظ الذي ال ي فهم منه عند اإلطالق شيء و هو فاسد فانه ليس بمانع و ال جامع. أما إنه ليس بمانع فألنه يدخل فيه اللفظ المهمل فإنه ال يفهم منه شيء عند إطالقه و ليس بمجمل ألن اإلجمال و البيان من صفات األلفاظ الدالة و المهمل ال داللة له و يدخل فيه قولنا: مستحيل فإنه ليس بمجمل مع أنه ال يفهم منه شيء عند إطالقه ألن مدلوله ليس بشيء باالتفاق. و أما انه ليس بجامع فالن اللفظ المجمل المتردد بين محامل قد يفهم منه شيء و هو انحصار المراد منه في بعضها و إن لم يكن معينا و كذلك ما هو مجمل من وجه و مبين من وجه كقوله تعالى: و آتوا حقه يوم حصاده فانه مجمل و إن كان يفهم منه شيء )- علي بن محمد اآلمدي اإلحكام في أصول األحكام ص 11.(

51 في اللفظ و هو الذي يستدعيه فهي فكرة صحيحة من الناحية العلمية و إذا نظرنا إلى المسألة من ناحية أخرى وجدنا أن الفكرة )المعنى( ال تستدعي اللفظ إذا كانت جنينية أي قبل اكتمال خلقها فإذا اكتمل خلقها و اجتمعت لها صفاتها و حددت تحديدا حقيقيا أي 103( إذا وصلت إلى منتهاها و ثبت إليها الكلمة المواتية وث با فالفكرة حينما تكون ) واضحة في الن فس تستجيب لها ألفاظ تتأقلم و منحاها الذي ينبغي أن ت ؤد يه. و لعل من الذين وقفوا موقفا وسطا بين ال لفظ و معناه أبو حيان التوحيدي حين أرى بأن الجمال ال يتحقق إال بم ارعاة جانب اللفظ وجانب المعنى و االهتمام بهما معا وأنه ليس من األدب في شيء ذلك الكالم الذي يعتمد على ألفاظ رنانة وعبا ارت محفوظة دون أن يكون و ارءها كبير معنى كذلك المعاني الشريفة إذا ألبست ألفاظا ال تناسبها جنت ) 104( عليها وذهبت بقيمتها و هو ما يجسد الفهم القويم لمصطلح البالغة عند الر ماني حيث حصر مفهومها في تبليغ الم ارد بألفاظ م ناسبة و هو ما وقفنا عليه في قوله: و ليست البالغة إفهام المعنى ألنه قد يفهم المعنى متكلمان أحدهما بليغ واآلخر غير بليغ وال البالغة أيضا بتحقيق اللفظ على المعنى ألنه قد يحقق اللفظ على المعنى وهو غث مستكره ونافر متكلف.وانما البالغة إيصال المعنى إلى القلب في أحسن صورة ) 105( من الل فظ فبلوغ الفكرة إلى الغير من البالغة شريطة أن ترد في لفظ حسن الص ورة. إن األصل في الر بط القويم بين الل فظ و معناه يبدأ من وضوح الفكرة على مستوى إال الن فس و هو ما ذهبت إليه جماعة الد يوان و معلوم كذلك أن األلفاظ ليست واسطة لألداء فال بد أن يكون و ارءها شيء و أن المرء ي رتب المعاني أو ال في نفسه ك ل زيادة في الل فظ ال ت فيد زيادة مطلوبة في ث م يحذو على ترتيبها األلفاظ و أن المعنى و فضال معقوال فليست س وى هذيان يطلبه من أخذ عن نفسه و غي ب عن عقله - محمد عبد المنعم خفاجي محمد السعدي فرهود عبد العزيز شرف األسلوبية و البيان العربي ص محمد عبد الغني الشيخ أبو حيان التوحيدي رأيه في اإلعجاز وأثره في األدب والنقد الدار العربية للكتاب 1983 م / الرماني أبو الحسن علي بن عيسى) 394 ه ه( النكت في إعجاز القرآن د. ط. د. تا ص

52 ) 106( فوضوح المعنى في الذ ات يقتضي ألفاظا م ناسبة كما و عددا و ك ل ما كانت األقلمة بينهما قائمة أد ى ذلك إلى تحقيق المعنى. الم بتغى إن لعدد األلفاظ في الجملة الواحدة األثر البالغ في تحديد داللتها و هو ما أشار إليه علماء الل غة في قولهم بأن األلفاظ في داللتها الوضعية إما أن تكون مفيدة مسمياتها بالكمال أو ال تفيد شيئا منها أصال فأما أن تفيد إفادة ناقصة فذلك غير معقول مثاله إذا أردت تشبيه زيد باألسد في الشجاعة فإن أفدت هذا المعنى بالداللة الوضعية قلت: فقد زيد يشبه األسد في الشجاعة و فقد أفدت مقصودك بألفاظ دالة عليه داللة وضعية وهذه اإلفادة يمتنع تطرق الزيادة و النقصان إليها ألن ك إن نقصت من هذه األلفاظ شيئا نقصت من المعنى ال محالة و إن ز دت فيها شيئا فقد ز د ت في المعنى ال محالة ) 107( فالداللة من هذا الم نطلق تتحكم فيها األلفاظ الواردة في الجملة حيث إذا ازدت لفظة أو نقصت أد ى ذلك إلى خلل في المعنى. و من التحليالت الواردة في شأن نظرة عبد القاهر الجرجاني لأللفاظ و المعاني ما أورده عبد العظيم إب ارهيم محمد المرطعي حينما فس ر موقف الجرجاني و هو ينتصر للمعاني على األلفاظ كان يرد على م ن جعلوا المزية في اللفظ و بالغوا في قيمته و حافوا على المعنى و حين انتصر لل فظ على المعاني كان يواجه المغالين في قيمة المعاني الحائفين على األلفاظ أم ا حين سوى بين المعاني و األلفاظ فإن ه كان يبدي أريه ) 108( الخالص في هذه القضية فال ذي ي مكن ق ارءته من موقف الجرجاني الذي أبدى في األخير إنصافه لأللفاظ و المعاني على حد سواء ل ما لهما من أثر في تحقيق ) 109( العنصر الد اللي يتجل ى لنا اهتمامه بهما في تحقيق الد اللة الل فظية عباس محمود العقاد و إبراهيم عبد القادر المازني الديوان ( في األدب و النقد ) ص فخر الدين محمد بن عمر بن الحسين الرازي نهاية اإليجاز في دراية اإلعجاز تحقيق: نصر للا حاجي دار صادر بيروت الطبعة األولى 3333 م ص عبد العظيم إبراهيم محمد المرطعي المجاز عند ابن تيمية و تالميذه بين اإلنكار و اإلقرار مكتبة وهيبة القاهرة الطبعة األولى 1991 م ص التي هي محصورة في عناصر أساسية هي:- فهم األلفاظ مراعاة قصد المتكل م و هي إشارة منه بضرورة مراعاة حال المنتج لل غة و هو يتكلم و بالت الي فداللة الل فظ كوحدة ل غوية تتحكم فيها وضعيات أخرى حيث يرى أن العبرة في معرفة اللغات بفهم األلفاظ و فهمها يقتضي الوقوف على مقاصد المتكلمين بها و ما تقوم عليه من مضامين تتعاطاها الجماعة اللغوية... )- لطفي عبد البديع فلسفة المجاز بين البالغة العربية و الفكر الحديث ص 00.( إن الت حكم في الل غة لن يتم إال إذا تم الت حكم في ألفاظها و معرفة داللتها وقد يحص ل هذا الفهم بالممارسة الفعلية لنشاط الكالم إن كان األمر م تعل قا بالفعل الكالمي و قد ت ذل ل العملية بعد ذلك نتيجة الممارسة وربطها بقصدية الم تكلم

53 أ مكونات المستوى الداللي إن الذي نقصده من المستوى الداللي هو ما ينصرف إليه اللفظ في الذهن من معان معنوية أو محسوسة و هو يحمل أركانا ثالثة ب ج : على الد ال و هو اللفظ المنطوق و قد ير د م فردا أو المدلول و ي قصد به الفكرة التي تحملها الكلمات. م رك با. النسبة و ي ارد بها العالقة القائمة بين األلفاظ و المعاني التي تدل عليها و مدارها حاالت الكالم و أوضاعه الل غوية تتعد د الد الالت التي سبق و أن و المتكلم و السامع أشرنا إليها سابقا ) 110( 1 الد اللة الص وتية: من هذا المنظور و و ي مكن ضبطها في األنواع اآلتية: و هي التي تستخلص من بعض األصوات و بتعبير أد ق هي الداللة التي توحيها أصوات الكلمة و يطلق على هذا النوع من الداللة اسم المعنى االستدعائي حيث أن الد اللة في هذا المقام تستدعي استخدام الجرس الصوتي في ضبط الداللة ال المعنى المعجمي. -3 الداللة الصرفية: و هي التي تهتم بالكلمات من حيث هيئتها و بنيتها و هي غير م قترنة بمادة اشتقاقية م عينة بل تمتد لتشمل جميع ما يترتب على األصول من المفردات وفق هيئة م عينة نحو قولنا: ( على ) باحث فمن المشتقات ) ب ح ث ( تتغير داللة الكلمة من وزن آلخر. ( و في تفكيكنا لهذه المادة و إرجاعها ألصلها نقف ) مبحوث ( و ) باحث ( و ) البحث -3 الداللة النحوية: و هي نتيجة العالقات التي تنتظم وفقها الجملة فمثال و بهذا الشكل ( العابد ) ت صبح وفق تركيب : النجم الرجل مثل هذه الكلمات ليس لها معنى نحوي حتى توضع في تركيب معين كأن الرجل العابد كالنجم و هنا تتجلى العالقات النحوية بين هذه )111( الكلمات فت شك ا داللة م عي نة ت عرف بالوظائف الن حوية أو المعاني الن حوية. فتزول تلك الغرابة و يحصل له فهمها كما يحصل فهم األلفاظ في الن ص القرائي بناء على معرفة دالالتها المعجمية و ربط إحدى الدالالت بالقرينة الموحية لها م - أ نظر:عبد الغفار حامد علم اللغة بين القديم و الحديث ا طل بعة الثانية ص أ نظر: فاضل مصطفى أقسام الكالم العربي من حيث الشكل و الوظيفة مكتبة الخانجي القاهرة ص

54 مظاهر التطور الداللي إن حياة األلفاظ شبيهة بحياة البشر حيث تتأثر و يؤث ر بعضها في البعض اآلخر تموت ألفاظ و تحيى ألفاظ أخرى كما تتوس ع بعض األلفاظ في داللتها و تضيق أ خرى و قد درس بعض الباحثين الل غويين هذه الظاهرة و حاولوا تفسيرها فمنهم م ن أثبت أن تغي ر داللة األلفاظ ناتج عن أسباب منها التطور االجتماعي االنح ارف الل غوي االنتقال المجازي االبتداع و الخلق هما ظاهرتي: تخصيص الداللة أ. )112(... : و لعل أكثر مظاهر الت غي ر الد اللي برو از الت خصيص و الت عميم و هو ما سنوليه بشيء من الت وضيح. )113( و هو ما يعرف عند كثير من الباحثين بتخصيص المعنى حيث يضيق و ال يت سع ألداء معان أخرى و قد تعر ض ابن منظور لمثل هذا الن وع من مظاهر التبدل الداللي فمثال في مادة )حوت( الحوت: هو ما عظم منه و الجمع أحوات و حيتان السمكة و في المحكم: )114(... الحوت السمك معروف و قيل و الذي يتجل ى لنا في تغي ر الد اللة هنا أن كلمة الحوت كانت ت طلق على السمك الكبير و الصغير ث م تخص صت داللتها فأصبحت تدل على السمك الكبير فقط و هو ما وقف عليه المفسرون لآليات التي ( حوت ( تضمنت لفظ نحو يتماشى و تخصيص داللتها ف ال ت ق م ه ال ح وت و ه و م ل ي م )115( يبتلع األشياء و ال يعض بأسنانه و يقال: و اإللتقام: حيث فس رها ابن عاشور على البلع و الحوت الذي التقمه: إن ه الحوت الذي ي سم ى ) بالين ( حوت عظيم. باإلفرنجية ) 116( إن الحقيقة الم ؤك دة في المعاجم الل غوية في شأن تخصيص األلفاظ في داللتها كثيرة و من األمثلة الم جس دة لها بأصحاب رسول اهلل- كلمة )الصحابة( - التي كانت تعني مطلق الصحبة ث م خ ص صت و في حديث قيلة: خرجت أبتغي الص حابة إلى رسول - أ نظر: فايز الداية علم الداللة العربي بين النظرية و التطبيق دار الفكر دمشق 1981 م ص أ نظر: محمود السعران علم اللغة ص ابن منظور لسان العرب تحقيق: عبد للا علي الكبير محمد أحمد حسب للا هاشم محمد الشاذلي.1332 / سورة الصافات اآلية محمد الطاهر بن عاشور تفسير التحرير و التنوير الدار التونسية للنشر 1983 م /

55 - اهلل - القيس: ب. هو بالفتح جمع صاحب و لم ي جمع فاع ل على ف عال ة إال هذا قال امرؤ فك ان ت دان ين ا و ع ق د ع ذ ار ه تعميم الد اللة: *** و ق ال ص ح اب ي : ق د ش أ و ن ك فاط ل ب ي )117( من مظاهر الد اللة الل فظية أن ها تتمظهر في كثير من حاالتها بخاص ية الت عميم حيث يقوم هذا األخير على إلى معنى أعم و أكمل نعت بها اهلل عز و جل توسيع معنى الل فظ و مفهومه و نقله من المعنى الخاص الد ال عليه )118( و من األمثلة المجسدة لهذا المنحى كلمة ) فرعون ( - التي الطاغية الذي نعته اهلل في كتابه بجملة من األوصاف منها ف ر ع و ن ي س وم ون ك م س و ء ال ع ذ اب ي ذ ب ح ون أ ب ن اءك م ما جاء في قوله: و ا ذ ن ج ي ن اك م م ن آل )119( و ي س ت ح ي ون ن س اءك م و ف ي ذ ل ك م ب الء م ن ر ب ك م ع ظ يم و من مظالم فرعون سفك الدماء و هتك أع ارض النساء و هو ذروة الظلم الذي ات صف به فرعون و في المعجم تتضح لنا داللة هذه الكلمة أكثر حيث وقفت على شرحها التالي: فالن و ما هو إال فرعون من الف ارعنة و تقول: الف ارعنة )120(. و قد تفرعن علينا أعوذ باهلل من تيه الف ارعنة و من سفه إن المالحظ لداللة هذه اللفظ يستقر أريه على أن ها لم تعد محصورة في شخصية فرعون األو ل بل تجاوزته لتشمل كل م ن ات صف بصفاته فأصبحت داللتها عام ة مقارنة لما كانت عليه. و في م قارنة لطيفة بين تعميم الداللة و تخصيصها أرى بعض الباحثين أن تعميم الداللة )121( أقل شيوعا في اللغات من تخصيها. إذا كان مفهوم داللة األلفاظ محصور في المعنى الذي ت ؤد يه فجدير بي أن أتتب ع داللتها عند علماء الل غة و األصوليين و كيف تعامل معها كل فريق و بمعنى أد ق هل داللة الل فظ الواحد ثابتة في معناها بين الل غويين و األصوليين أم أن ها تخرج بين الحين - ابن منظور لسان العرب 3333 / 3 - أ نظر: محمد المبارك فقه الل غة و خصائص العربية ص سورة البقرة اآلية الزمخشري أساس البالغة.19 / 3 - و هو ما وقفت عليه في كتاب داللة األلفاظ إلبراهيم أنيس ص

56 و اآلخر إلى دالالت جديدة في االتجاه الواحد ما طبيعة هذه الد اللة و ما هي الحيثيات الل غوية التي تتحكم فيها هذا ما سأسعى إلى تبيينه و توضيحه في المحور اآلتي. أو ال : داللة األلفاظ عند اللغويين لقد وقف ع ىل الل غويون الد ال و المدلول و فرقوا بين الداللة القائمة بينهما إن الد اللة على الشيء ما ي مكن ك ل ناظر فيها أن يستدل بها عليه كالعالم لما كان على الخالق كان داال عليه لكل م ستدل به و عالمة الشيء ما ي عر ف به المعلم له و ل م ن شاركه في معرفته دون ك ل واحد كالحجر تجعله عالمة ل دف ين تد فنه فيكون دولة لك دون غيرك و ال ي مك ن غيرك أن يستدل به علي ه إال إذا وافقته على ذلك كالت صفيق تجعله زيد عالمة لمجيء فال يكون ذلك داللة إال ل م ن ي وافقك عليه ث م يجوز أن تزيل عالمة الشيء بينك و بين صاحبك فتخرج من أن تكون عالمة له و ال يجوز أن تخرج الد اللة على الشيء من أن تكون داللة عليه فالعالمة تكون بالوضع ) 122(. إليه العالمة و الد اللة باالقتضاء و من هذا المنطلق ي مكن اعتبار ما توحي إليه الداللة أعم و اشمل لما تهدف إن ما أثبته العلماء من تفريق بين الدالالت ي جس د حقيقة هذا المسعى في التمييز بينهما باعتبار أن العرف إم ا قولي أو عملي و العرف القولي نوع من التغيير الداللي يسير بداللة الكلمة من االتساع إلى التضييق غالبا كإطالق لفظ الدابة على ذوات الحمل خاصة وهي في األصل لك ل من يد ب عليه عمل الناس وتعارفوا عليه في سلوكهم و تصرفاتهم. على األرض أما العرف العملي فهو ما جرى ) 123( إن داللة األلفاظ من هذا المنطق قائمة على ما هو قولي و ما هو عملي و كالهما ) 124 ( ناتج عن حتمية عرفية قائمة بين أف ارد المجتمع الواحد. - أبو هالل العسكري الفروق في الل غة ص أبو الفضل جالل الدين عبد الرحمن أبي بكر السيوطي) ت 911 ه ( معترك األقران في إعجاز القرآن تحقيق: أحمد شمس الدين دار الكتب العلمية بيروت الطبعة األولى 1988 م ص و هو ما أك ده أحمد مختار عمر في تعريفه لها حيث قي دها في دراسة المعنى أو العلم الذي يدرس المعنى أو ذلك الفرع الذي يدرس الش روط الواجب توفرها في الر مز حت ى يكون قادرا على حمل المعنى. )- أحمد مختار عمر علم الد اللة عالم الكتب القاهرة الطبعة الثانية 1988 م ص 11.(

57 ) 125( و من الم حدثين م ن حصر علم الداللة في د ارسة المعنى حيث تتتب ع القضايا الم بهمة و تسعى إل ازلة الغموض عن عناصرها خاص ة في الجمل الم رك بة باعتبار أن لتآلف األلفاظ و اجتماع عناصرها و وحداتها في جمل تنتج عنه داللة ما فإن ك ل كلمة لها معنى و ليس لها داللة ألن الداللة من خصائص الجملة و الجملة ال تتوفر إال بتوفر التركيب... ) 126( داللة بدون تركيب. فإذا كان المعنى يوجد بدون تركيب فإن ه يستحيل أن توجد وهو بذلك ي قر حقيقة مفادها أن الد اللة ال تحدث إال في توالي وحدات كالمية أو لفظية ففي ثنايا هذا الت ركيب توجد الد اللة إال أن من الباحثين م ن ال ي فر ق بين داللة الل فظ و داللة الجملة و رب ما يرج ع هذا إلى م نطلق الد ارسة البالغية التي تولي للكلمة المفردة أهمية في تحوير المعنى العام للجملة و هو ما وقف عليه أحد الباحثين في قوله: إن البحث عن داللة المفردة أو داللة الجملة ال يتهيأ لإلنسان إال إذا عاد إلى هذه األصول و عرفها و فهم دالالت المفردات بالقياس إليها فكانت قاعدة األصل أساسية لمعرفة دالالت األلفاظ أو دالالت الت اركيب ) 127( فهو ال ي جزم القول بالفصل بين معنى المفردة و داللة الجملة بل ن اره ال ي فر ق بين داللة الم فردة و داللة الج ملة و ي خي رنا بينهما فداللة التركيب ال ي مكن بلوغها و تحقيقها إال بفهم و معرفة داللة األلفاظ التي بدورها لن تتحق ق إال إذا اجتمعت بعض الشروط التي حصرها صاحبها في قوله: - لكي تن عق د الد اللة الل فظية ال ب د من ثالثة أمور: الل فظ و هو نوع من الكيفيات المسموعة. - و المعنى الذي ج ع ل الل فظ بإ ازئه. إذا كان علم الد اللة عند العرب القدامى و المحدثين قد أخذ مفهوم المعنى بشكله العام فهو عند الغربيين الم حدثين ال يخرج على نطاق هذه الد اللة المعنى و هو ما أكده بيار جيرو حيث يعتبرها القضية التي يتم خاللها ربط الشيء و الكائن و المفهوم و الحدث بعالمة قابلة ألن توحي بها... (- بيار جيرو علم ال داللة ترجمة أنطوان أبو زيد الطبعة األولى 1984 م منشورات عويدات بيروت - لبنان ص 11.) جون ليونس علم الداللة ترجمة مجيد عبد الحليم الماشطة عليم حسين فالح كاظم حسين باقو كلية اآلداب البصرة جامعة البصرة مطبعة جامعة البصرة 1983 م ص علي آيت أوحشان السياق و الن ص الشعري من البنية إلى القراءة د. ط د. تا ص سمير أحمد معلوف حيوية اللغة بين الحقيقة و المجاز ( دراسة في المجاز األسلوبي و اللغوي منشورات اتحاد كتاب العرب دمشق الطبعة األولى 1994 م ص 23.

58 - و إضافة عارضة بينهما هي الوضع أي جعل الل فظ بإ ازء المعنى على أن الم خترع ) 128( قال: إذا أطلق هذا الل فظ فافهموا هذا المعنى. و من العلماء والباحثين م ن قد موا مفهوما أوسع للداللة حيث توسموها في المعنى المستنبط من النصوص واأللفاظ باإلضافة إلى الل فظة. ) 130( ) 129( و هي بذلك تشمل فضاء الن ص لقد أث ر القرآن الكريم في الت وسع الد اللي لأللفاظ حيث أفاد الكثير منها بدالالت جديدة فإن ذلك بدوره قد أث ر في تنو ع المجاالت الد اللية عند علماء العرب و شملت بذلك اهتمامات الل غويين فتكون بذلك قد شغلت به عد ة بيئات ألسباب متنوعة فالل غويون من أصحاب المعاجم اهتم وا بالداللة في إطار تحديدهم لداللة األلفاظ ) 131( و البالغيون شغلوا بقضية الحقيقة و المجاز الت حتاني قطب الد ين الر ازي تحرير لوامع األسرار في شرح مطالع األنوار مطبعة الس ناوي القاهرة 1333 ه ص 38.عن طريق عادل فاخوري علم الداللة عند العرب دار الطليعة للطباعة و النشر بيروت الطبعة األولى 1981 م ص و من الدراسات التي أثبتت صعوبة ضبط داللة اللفظ و هو ما نقف عليه في بعض الن صوص الواردة في الكتب المدرسية حيث يلجأ المؤلف إلى حصر م ختلف الد الالت المعجمية لل فظ الواحد حيث ترد في الكتب الدراسية أحيانا كلمات تفسر بألفاظ و عبارات متعددة و قد تكون هناك فوارق دقيقة بين معاني هذه األلفاظ و العبارات و ال يتمكن الناشئ من تمييز هذه الفوارق و ال من تحديد المراد أو تعيين اللفظ الذي يفسر الكلمة المشروحة على نحو واضح و محدد فيبقى معنى الكلمة قلقا مضطربا في ذهنه و تظل الكلمات الشارحة المتعددة مختلطة متراكبة في تفكيره. )- أحمد محمد المعتوق ظاهرة اللفظية:أسبابها نتائجها وسائل عالجها مجلة جامعة الملك سعود المجلد الخامس اآلداب] 3 [ 1993 م مطابع جامعة الملك سعود ص.( 134 األمر الذي دفع بضرورة م راعاة داللة الل فظ في الن ص و تقييدها بناء على جملة من الم عطيات. إن ما رآه جياللي حال م في شأن تعد د القراءات للنص الواحد تفرضه ج ملة من الم عطيات المعروفة بالقرينة والرمز والسمة واألمثولة وهي كلها تحيل على عالقة بين طرفين )مرسل ومستقبل( في شكل تنظيم صوري للمحتوى فيما بين المدلوالت ويتم التوافق في هذه الحال بين أشكال التلقي من حيث فهم المحموالت اإلشارية وتعدد القراءات وفق عملية استكشاف للمعاني المصاحبة وهي معان ال توجد في المعاجم وإنما تستنطق من السابق والالحق و المتشاكل والمتناقض والمتناص وغيرها من المظاهر التي تزخر بها وحدات النص القرائية. )- حال م الجياللي المنهج السيميائي و تحليل البنية العميقة للن ص الموقف األدبي مجلة أدبية اتحاد الكتاب العرب بدمشق العدد 341 أيلول 3331 م ص 34.( فالمعاني الحقيقية الم توخاة من الن ص ال ي مكن استجالؤها من المعاجم و إن ما من خالل وحدات الن ص و ربط بعضها ببعض أ نظر: فايز الداية علم الداللة العربي بين النظرية والتطبيق ص محمود فهي حجازي مدخل إلى علم اللغة دار قباء للطباعة و النشر و التوزيع القاهرة د. تا ص

59 و قصد الوقوف على نظرة الل غويين لداللة األلفاظ و كيف تعاملوا معها سأعمد على تتب ع نظرة كل فريق و لكن ليس من باب المسار التاريخي لها و ذلك لكون أن الد ارسات التي سبقتنا في هذا المجال تعر ضت لهذا الجانب بشيء من التوس ع ) 132 ( لقد اهتم العرب أي ما اهتمام باأللفاظ على أن من أس ارر تسميتها بذلك يرجع إلى أن الفم من أصوات. ق و ل إ ال ل د ي ه ر ق يب ع ت يد م ن لفظ بالكالم و تلفظت به أي: و تكاد البحوث في هذا المنحى ت جمع الل فظ من الكالم: تكل م ت به قال تعالى: ما يخرج من م ا ي ل ف ظ ) 133( و هو ما أقر ه ال لغويون فاللفظ في عرفهم هو ما يخرج من الفم في صورة أصوات لكلمات و رمز له بأشكال كتابية للداللة على منطوق له معنى ) 134( فالل فظ من هذا المنظور هو ك ل منطوق من القول في شكل أصوات دالة على معنى. و من العلماء الل ذين أفردوا أبوابا في مؤلفاتهم لهذا الجانب المبر د في كتابه الكامل سماه: من ألفاظ العرب البي نة القريبة المفهمة بعد أن ضبط كالم العرب و خص ه بجملة من الخصائص حيث قال : فمن ألفاظ العرب البينة القوية المفهمة الحسنة الوصف الجميلة الر صف قول الحطيئة : و ذاك فت ى إن ت أته في ص نيع ة *** إلى مال ه ال ت أ ت ه ب ش في ع - و اللفظ في عرف اللغويين هو ما يخرج من الفم في صورة أصوات لكلمات و رمز له بأشكال كتابية للداللة على منطوق له معنى. و في تفسير البغوي بين أن المقصود من الت لفظ م طلق الكالم حيث نقرؤه في قوله: ما يل فظ من ق و ل ما يتكلم من كالم فيلفظه أي : يرميه من فيه... )- اإلمام محي السنة أبي محمد الحسين بن مسعود البغوي )ت 114 ه ( تفسير البغوي معالم التنزيل حق قه محمد عبد للا الن مر و آخرون دار طيبة للن شر و الت وزيع الرياض 1311 ه سورة ق ( / - و قد فر ق حنفي بن عيسى بين اللفظة و الكلمة و بي ن أن الفرق بينهما كائن في داللة الوضع و هو ما نقرؤه في قوله : وأما الل فظة فهي جنس للكلمة وذلك أن تشمل المهمل و المستعمل فالمهمل ما ي مكن ائتالفه من الحروف )) (( ولم يضعه الواضع بإزاء معنى نحو صص و كق ونحوهما فهذا وما شابهه ال ي سم ى كلمة ألن ه ليس من وضع الواضع بل ي سم ى لفظة ألن ه مجموعة من الحروف الملفوظ بها. ( - حنفي بن عيسى محاضرات في علم النفس اللغوي ص.( 43 فاأللفاظ من هذا المنظور فيها من الم همل و هو ال ي جس د داللة و فيها من الم ستعمل و هو المجس د لداللة ما خالفا للكلمات التي هي من وضع الواضع سورة ق اآلية محمود عكاشة الداللة اللفظية مكتبة األنجلو المصرية 3333 م ص. 19

60 *** و كذلك قول عنترة : ي خ ب ر ك م ن ش ه د الو قيع ة أن ن ي أ غ شى الو غ ى و أع ف ع ن د الم غ ن م و كما قال ز هي ر : ) 135( ي ع ت ر يه م *** على م ك ث ر يه م ر ز ق م ن و عن د الم ق ل ين الس م اح ة و الب ذ ل إن من الخصائص التي استحسنها المبرد في هذه األبيات و التي على ضوئها حكم ألصحابها باإلبانة في األلفاظ يوحي بأن من معايير االرتقاء باألعمال ما له عالقة باأللفاظ. و البن جن ي موقف بارز من األلفاظ و عالقتها بالمعاني حيث اعتبرها بمثابة الد ليل لبلوغ المعنى و تحقيقه و م م ا جاء في هذا الش أن قوله: اعلم أن ه لم ا كانت األلفاظ للمعاني أز م ة و علي ها أد ل ة و إليها م وصلة و على الم ارد م نها محص لة ع ن ي ت العرب )136( فأو لت ها صد ار صالحا من تث قيفها و إصالحها. بها ) 137 ( كثيرة هي العلوم التي تعتمد على األلفاظ في مجال بحثها حيث ت عد ها أرضية ) 138 ( الستقصاء حقائق و هي في الحقل الل غوي تتموقع في الم ستوى الد اللي فك ل - أبو العباسي محمد العباس محمد بن زيد المبرد الكامل للمبرد في اللغة و األدب تعليق: محمد أبو الفضل إبراهيم المكتبة العصرية صيدا بيروت 3333 م. 34 / ابن جن ي أبو الفتح عثمان ( ه ( الخصائص تحقيق:عبد الحكيم بن محمد. 342 / 1 - و هو ما ذهب إليه إبراهيم أنيس حينما بي ن عالقة الحدود الل غوية بين م ختلف العلوم فاأللفاظ التصالها الوثيق بالت فكير كانت - و مازالت مجاال م هم ا للد راسة الفلسفية و لصلتها بالعقل و العاطفة يتناولها أصحاب علم الن فس و لكن ها قبل هذا و ذاك عنصر من عناصر الل غة و لذا يعرض لها الل غويون أيضا في بحوثهم و يتناولونها من زاويتهم الخاص ة و إن كانت دراسات ك ل هؤالء من أهل العلم تتشابك حدودها و تتقارب في بعض نواحيها حين تعرض لأللفاظ و داللة األلفاظ. )- إبراهيم أنيس داللة األلفاظ ص ) - في هذا المجال يرى منقور عبد الجليل أن اهتمام اللغويين بدراسة الداللة كان مقتصرا على الناحية التاريخية االشتقاقية لأللفاظ كأن تقارن الكلمة بنظائرها في الصورة والمعنى حتى يتسنى إرجاعها إلى أصل معين )- أ نظر: منقور عبد الجليل علم الداللة: أصوله ومباحثه في التراث العربي ص 14. ) 135

61 أو سامع إن ما يدور معرفة هي في واقعها أفكار و معاني تحملها ألفاظ و إن ك ل م تكل م ) 139( في فلك األلفاظ و المعاني. و لإلحاطة بداللة األلفاظ في الحقل الل غوي أريت أن أتتبعها من مناظر و مستويات ذات صلة بالد رس الل غوي و كيف نظر إليها كل فريق العالقات الداللية لقد كان ألثر الل هجات العربية و اختالفها بين القبائل الدور البالغ في اختالف داللة األلفاظ و تباين معانيها األمر الذي أد ى إلى ظهور بعض المصطلحات في هذا المجال و التي فر ق بينها الل غويون كتلك التي سنوليها بالش رح و الت حليل. التي تتعل ق بالت اردف و المشترك واألضداد و التباين... الت اردف أ هو أن يدل أكثر من لفظ على معنى واحد و قد اهتم الل غويون القدامى بهذا المجال و ما ي مكن استنباطه من د ارساتهم له أن هم اختلفوا حوله فمنهم م ن أثبته و منهم م ن أنكره إال أن الذي ينبغي أن ن قر ه هو أن الت اردف قائم في الل غة و أن األلفاظ المت اردفة ال ت ؤد ي دوما نفس المعنى و بالتالي فحتمية وجود فروق معنوية تجعل كل لفظ يمتاز عن اآلخر في داللته م م ا ي كسب األلفاظ شيئا من االستقالل و قد أك د هذه الفكرة السيوطي في قوله: و احترزنا باإلف ارد عن االسم و الحد فليس م ت اردفين و بوحدة االعتبار عن ) 140( المتباينين كالسيف و الص ارم فإنهما دال على شيء واحد لكن باعتبارين: - عبد القادر عبد الجليل الل غة بين ثنائية الت وقيف و المواضعة دار صفاء للنشر و الت وزيع عمان األردن الطبعة األولى 1992 م ص إن األصل في عالقة ألفاظ الل غة بمعانيها إم ا أن تت حد ببعضها البعض و هي التي ت سم ى بالمفرد باعتبارها واحدة و مدلولها واحد فالل فظ إذا ينفرد بمعناه أم ا حينما يتعد اه فهي األلفاظ المتباينة كاإلنسان و الفرس و غير ذلك من األلفاظ الم ختلفة الموضوعة لمعان م ختلفة و حينئذ إم ا أن يمتنع اجتماعها كالس واد و البياض و ت سمى المتباينة 139

62 أحدهما على الذ ات و اآلخر على الص فة و الفرق بينه و بين التوكيد أن أحد المت اردفين ) 141( ي فيد ما أفاده اآلخر كاإلنسان و البشر و لعل الس ر في ذلك يرجع إلى تعد د الل هجات العربية التي بدورها ساعدت على بلورة الت اردف الل فظي و األمثلة على ذلك كثيرة منها ما جاء في شرح مادة )أسف(: الحزن و قال الضحاك في قوله تعالى: و األسف عند العرب الحزن و قيل أشد...إ ن ل م ي ؤ م ن وا ب ه ذ ا ال ح د يث أ س فا ) 142( معناه حزنا و القول اآلخر أن يكون معنى أسف على كذا و كذا أي جز ع على ما فاته فلفظ الحزن و الجزع دال على معنى األسف. )143( ) ( و كذلك من األمثلة الم جس دة للت اردف لفظ حصب الوارد في قوله تعالى: )144( إ ن ك م و م ا ت ع ب د ون م ن د ون الل ه ح ص ب ج ه ن م أ نت م ل ه ا و ار د و ن و في شأن بيانها الوارد في معجم لسان العرب قوله: قال الفر اء : ذكر أن الح ص ب في علي كر م اهلل وجهه أن ه ق أر ح ط ب جهن م و ك ل ل غة أهل اليمن الحطب و ر وي عن ما أل ق ي ت ه في الن ار فقد حصبت ها به و ال يكون الحصب حصبا حت ى ي سج ر به و قيل: الحصب : الحط ب عام ة القارئ لل غة على مكنونها في المعنى الواحد. )145( فالت اردف الل فظي من فوائده في الت حصيل الل غوي إطالع ب المشترك الل فظي 141 الم تفاضلة أو ال يمتنع كاالسم و الص فة نحو السيف و الص ارم أو الص فة و صفة الص فة كالناطق و الفصيح و ت سم ى الم تباينة الم تواصلة )- عبد الرحمن جالل الدين السيوطي المزهر في علوم اللغة العربية و أنواعها تحقيق: محمد أحمد جاد المولى بك محمد أبو الفضل إبراهيم علي محمد البجاوي الطبعة الثانية مكتبة دار التراث القاهرة 300.( / 7 فالمتباين من األلفاظ نوعان: أ - م تباين م تفاضل ب م تباين م تواصل. و آخرون عبد الرحمن جالل الدين السيوطي المزهر في علوم اللغة العربية و أنواعها تحقيق محمد أحمد جاد المولى بك.333 / 1 - سورة الكهف اآلية 4. - ابن منظور لسان العرب باب األلف مادة أسف 29. / 1 - سورة األنبياء اآلية ابن منظور لسان العرب مادة حصب. 893 /

63 و قد حد ه أهل األصول بأن ه الل فظ الواحد الد ال على معنيين م ختلفين فأكثر داللة على الس واء عند أهل تلك الل غة و اختلف الناس فيه فاألكثرون على أن ه م مكن الو قوع لجواز أن يقع إم ا من واضعي ن بأن يضع أحد هما لفظا ل معنى ث م يضعه اآلخر ل معنى آخر و يشتهر ذلك الل فظ بين الط ائفتين في إفادته المعنيين و هذا على أن الل غات غير )146( توقيفية فهو من هذا المنظور أن يدل الل فظ الواحد على أكثر من معنى قد عرفه القدامى و بي نوا أسبابه حيث حصروها في االستعمال المجازي لأللفاظ عموما و اعلم أن الحنفية إنما أخذوا الت كوين من قوله تعالى إنما أمرنا لشيء إذا أردناه أن نقول له ك ن فيكون فجعلوا قوله ك ن م قد ما على الم كون و هو الم سم ى باألمر و الكلمة فقالوا عب ر اهلل تعالى عن الت كوين بكلمة ك ن و عن الم كو ن بقوله فيكون و التكوين و االخت ارع و اإليجاد و الخلق ألفاظ م شتركة في معنى و تتباين بمعان و المشترك في كون الشيء م وجدا من ( ) 147( العدم من األمثلة و عليه لفظ الدالة السربال: سربل( القميص و الد رع و قيل: ك ل ما ل ب س فهو س ربال و قد تسربل به و سربله إي اه و سربلته فتسربل أي ألبس ت ه الس ربال و في حديث عثمان السربال: القميص و كن ى به عن رضي اهلل عنه )148( الخالفة. ال أخلع س رباال سربلنيه اهلل تعالى إن خ ر وج لفظ ( سربل( من معنى م طلق الل باس إلى المعنى المجازي)الحكم و الخالفة ) هو تجسيد الشت ارك نفس الل فظ في أكثر من معنى. و من األمثلة التي وقفت عليها في المعجم لفظ )شطر( الشطر: نصف الشيء و الجمع أش ط ر و ش ط ور. شطر ت ه : و جعلت ه نصفين و في المثل: أحل ب ح ل با لك ش ط ر ه. - عبد الرحمن جالل الدين السيوطي المزهر في علوم اللغة العربية و أنواعها تحقيق: محمد أحمد جاد المولى بك و آخرون 349. / العالمة الحسن بن عبد المحسن المشهور بأبي عدية رحمه للا تعالى - الر وضة البهية فيما بين األشاعرة و الماتريدية الطبعة األولى مطبعة مجلس دائرة المعارف النظامية الهند 1333 ه ص ابن منظور لسان العرب مادة سرب / 146

64 و شطر ه مال ه : و من دالالته كذلك: و شطر الشيء: ناحيت ه و شطر )149( ناص ف ه ك ل شيء: نحو ه و قصد ه. الج ذامي: و قصد ت ش طر ه أي ن حو ه قال أبو ز مباع أ ق ول أل م ز نباع : *** أ ق يم ي ص د ور الع يس ش ط ر ب ن ي ت م يم و في الت نزيل العزيز: ف و ل و ج ه ك ش ط ر الم س ج د الح ر ام و ال فعل له. قال الفر اء: )150( ي ريد نحو ه و ت ل قاء ه. فالمالحظ لهذا المدخل الم عجمي يقف على حقيقة اهتمام الم عجميين بالعالقات الد اللية. األضداد ج- إن المتضاد من األلفاظ هو نوع من المشترك الل فظي و هو يعني اتف اق الل فظين و اختالف المعنيين و هو ما أثبته السيوطي في قوله: أم ا اختالف الل فظين و المعنى واحد فقولك: ظ ن نت و حس ب ت و قعدت و جل ست و ذ ارع و ساع د و أنف و م ر سن. و أم ا ات فاق الل فظين و اختالف المعنيي ن فقولك: وجدت شيئا إذا أرد ت و جدان الض الة ووجدت على الر جل من الم وجد ة ووجدت زيدا كريما أي عل مت و كذاك ضريت زيدا و ضرب ت مثال و ضرب ت في األرض إذا أب عدت. و كذلك العين عين المال و العين التي ي بص ر بها و عين الماء و العي ن من الس حاب الذي يأتي من قبل القبلة و عين الشيء إذا أردت حقيقته و عين المي ازن - المصدر نفسه مادة شطر / 3 - المصدر نفسه مادة شطر /

65 )151( و الم تصف ح للمعجم الل غوي يقف على التفات أصحاب المعاجم له بين الحين و ) اآلخر كتلك التي وقفت عليها في ماد ة ( و جلل الجلل األمر العظيم قال و علة بن *** الحارث : ق و م ي ه م ق ت لوا أ م ي م أخ ي فإذا رميت ي ص يب ني س ه م ي فلئن ع ف و ت أل ع ف و ن ج ل ال *** و لئن س ط و ت ألوه ن ن ع ظ م ي و الج ل ل أي ضا : الهي ن و هو من األضداد. قال امرؤ القيس لم ا ق تل أبوه : أال ك ل شيء س و اه ج ل ل )152( أي هي ن يسير و األمثلة المبي نة لهذه العالقة كثيرة في المعاجم الل غوية منها ما تضمنته ماد ة )صرخ( الص ارخ : الص وت تقول: ب م عنى. صرخ ص ر خ ة واص ط ر خ و الت صر خ : تكل ف الص ارخ. ي قال الت صر خ به ح م ق أي بالع طاس. و الم صر خ : الم غيث. و الم س تص ر خ الم ست غيث. تقول منه: استصرخني فأص رخ ت ه. و الصريخ : صوت الم ست ص ر خ. و الصريخ أيضا الصارخ و هو الم غيث و الم ستغيث أيضا و هو من األضداد. مثل هذا الت بيين من المعجميين في شأن العالقات الداللية يوحي بحق شمولية )153( محتوى المعجم و لو بشيء من الت عميم فيما له عالقة بالجوانب الل غوية. ثانيا - داللة األلفاظ عند األصوليين - عبد الرحمن جالل الدين السيوطي المزهر في علوم اللغة العربية و أنواعها تحقيق: محمد أحمد جاد المولى بك و آخرون 388. / الجوهري الص حاح.1419 / المصدر نفسه.334 / 3 151

66 إن الل غة عند األصوليين ليست غاية في ذاتها بل هي مبدأ من مبادئه و بما أ ن الن ص المتعامل معه عربي الل غة وجبت معرفة س عة لسان العرب و كثرة وجوهه و جماع معانيه و تفر قها )154( ألن من عادة العربي الت وس ع في ل غته و هو في ثنايا ذلك يستعمل العام الظ اهر و قد ي ريده كما ي ريد به الخ صوص و قد يتكل م بالشيء بالمعنى دون اإليضاح بالل فظ بعلوم الل غة العربية و ذلك )155( يعرفه مثل هذه المعرفة في نظر األصوليين ال تتم إال لتوقف معرفة دالالت األدل ة الل فظية من الكتاب و الس نة و أقوال أهل الحل و العقد من األم ة على معرفة موضوعاتها ل غة من جهة الحقيقة المجاز و العموم و الخصوص و اإلطالق و الت قييد و الحذف و اإلضمار و و المنطوق و المفهوم و االقتضاء و اإلشارة و الت نبيه و اإليماء و غيره م ما ال ي عرف في )156( غير علم العربية. و م م ا ي مكن استخالصه من قول اآلمدي أن الد اللة الشرعية عند األصوليين ال تتحق ق إال بتحديد داللة ل غة الن ص و قد نقف على دالالت م خالفة للد اللة الل غوي و قد يدل وظيفيا داللة م خالفة لداللتيه الل غوية و الن سقية و في هذه الحالة بالط بع تكون عملية استخالص الد الالت و حصرها م تعد دة اإلمكانات و هو ما ال يتم إال بفضل نوع آخر من القواعد و يتعل ق األمر بالقواعد الت رجيحية التي بفضلها يتم تحديد درجة حجية ك ل مجموعة من مجموعات القواعد الثالثة ( الل غوية النسقية الوظيفية ) )157( األخرى إلى)حروف المعاني( فالقواعد الل غوية قد تحتمل ع د ة ترتيبات و يظهر ذلك جلي ا حيث أن للحرف الواحد تتفاوت في القو ة و الظ هور و من األمثلة على ذلك حرف دخل زيد فخرج عمرو كما ت فيد الت عليل نحو: فكان ال ب د ل فهم نص يتكو ن من اربط الفاء ( من المجموعات عندما ننظر عد ة مستويات داللية في الل غة و هي بذلك )الفاء( زنى ماعز فر ج م. ) الذي ي فيد الت رتيب نحو: مثال من أن ت قد م داللته على الت رتيب أو ت قد م داللته على العلي ة و بذلك احتيج إلى قاعدة ترجيحية ترفع التعارض عند وقوعه - الش اطبي الموافقات في أصول الش ريعة تحقيق: عبد للا درار دار المعرفة بيروت لبنان 94. / 3 - ينظر: محمد بن إدريس الشافعي ( ت 333 ه ( الرسالة تحقيق أحمد شاكر مكتبة دار التراث القاهرة ص اآلمدي سيف الدين أبو الحسين) ت 431 ( اإلحكام في أصول األحكام تحقيق: سيد الجميل دار الكتاب العربي ا طل بعة الثانية 1984 م 13. / أ نظر: حمو الن قاري المنهجية األصولية و المنطق اليوناني من خالل أبي حامد الغزالي وتقي الد ين بن تيمية الشركة المغربية والدة الد ار البيضاء المغرب ا طل بعة األولى 1991 م ص

67 )158( و من هذا المنطلق فإن األصوليين أثناء تعاملهم مع الن صوص الش رعية مي زوا بين ما هو ل غوي و ما هو نسقي و ما هو وظيفي. لقد اهتم األصوليون بتحديد العالقة بين الل فظ و المعنى في الخطاب الشرعي و من هنا تتحد د لنا أهمية البحث الل غوي عندهم و لتبيين هذه العالقة و توضيحها وقفت على ما قاله ابن خلدون في شأن العالقة بين الل غة و الن صوص الش رعية ث م إن هناك استفادات أ خرى خاصة من ت اركيب الكالم و هي استفادة األحكام الشرعية بين المعاني من أدل تها الخاص ة بين ت اركيب الكالم و هو الفقه و ال يكفي فيه معرفة الد الالت الوضعية على اإلطالق بل ال ب د من معرفة أمور أ خرى تتوقف عليها تلك الدالالت الخاص ة و بها ت ستفاد األحكام بحسب ما جعلوه قوانين لهذه االستفادة )159(... أصل أهل الش رع و جهابذة العلم من ذلك و من هذه المقولة ي مكن أن نستشف بنية الفكر الل غوي عند األصوليين و كيف أن هم جمعوا بين طرق الفقه و االستدالل بها و ربط ذلك بالجوانب القائمة في البحث الل غوي وخاص ة ما تعل ق بالل فظ و المعنى و في هذا المنوال يقول الجويني: الكالم في األصول يتعل ق باأللفاظ و المعاني )160( اعلم أن م عظم و من هذا المنظور فالمحور الر ئيسي الذي به تنتظم المباحث األصولية هو قضية الد اللة و هكذا فإذا نظرنا إلى البحث األصولي من الز اوية االبستمولوجية الخالصة أمكن القول للفاحص و بدون ترد د )161( أن ه أساسا بحث في الد اللة. على لقد كان لتنو ع الن صوص من حيث الوضوح الل غوي دافع إلى اعتماد منهج دقيق يقوم تصنيف الن صوص إلى م ارتب من حيث قوة الوضوح و هو منهج اقتضته طبيعة التشريع نفسه من حيث هو نص يقتضي تفه ما و تحر يا لم ارد الش ارع و قصده منه )162( ونقصد به اإلبانة عن م ارد المشر ع فم ارد الشارع قد ال يكون هو المعنى الظاهر بل معنى آخر يؤول إليه المعنى الل غوي. - أ نظر المرجع نفسه ص ابن خلدون المقدمة ص أبو المعالي عبد الملك بن عبد للا الجويني ( ت 328 ه( البرهان في أصول الفقه تحقيق:عبد العظيم الديب دار األنصار القاهرة ا طل بعة الثانية 1929 م 149. / أ نظر: محمد عابد الجابري بنية العقل العربي المركز الثقافي العربي الر باط ا طل بعة األولى 1984 م ص فتحي الد ريني المناهج األصولية دار ال رشيد للطباعة و الن شر الطبعة األولى دمشق 1921 م ص

68 إن عملية الفهم و استنباط األحكام من الن صوص الشرعية تتطلب تجنب أي تعارض ظاهري لل فظ مع قصد الشارع - اإللهي بين الن صوص في حكم ما باعتبار أن الت عارض ال ي مكن أن ي تصو ر في الت شريع إن هدف األصوليين من و ارء هذا الضبط يكمن في إ ازلة الغموض و التعارض بين النصوص ل ذا قس موا األلفاظ حسب قو ة و ضوحها إلى أربعة المحكم: أقسام: يحوي القرآن الكريم آيات م حكمات و أ خر م تشابهات بدليل قوله في كتابه العزيز ) 163( ه و ال ذ ي أ نز ل ع ل ي ك ال ك ت اب م ن ه آي ات م ح ك م ات ه ن أ م ال ك ت اب و أ خ ر م ت ش اب ه ات... و مما أورده الر ازي في تفسيرها نقال عن ابن عب اس المحكمات هي الثالث آيات التي في سورة األنعام رضي اهلل عنهما قوله: - ) قل تعالوا ( إلى آخر اآليات الثالث و المتشابهات هي التي تشابهت على اليهود و هي أسماء حروف الهجاء المذكورة في أوائل السور و ذلك أن هم أولوها على حساب المجمل فطلبوا أن يستخرجوا منها م د ة بقاء هذه األم ة فاختلط األمر عليهم و اشتبه )164( و هو الل فظ الذي يدل على مقصوده بعينه و ال يحتمل التفسير و ال الت أويل و ال الن سخ لذا ضبطه الغ ازلي في أحد المعنيين: أ- ب المكشوف المعنى باعتباره ال يحتمل إشكاال في الد اللة. يتناقض ما انتظم و ترت ب ترتيبا م فيدا على ظاهر أو على تأويل ما لم يختلف )165( و من األمثلة على ذلك قوله تعالى:...و الل ه ب ك ل ش ي ء ع ل يم و )166( فالقارئ لمثل هذه اآليات و الم تدب ر لمعانيها يقف على حقيقة في داللة ألفاظها أن ها مقصودة بعينها و ال تحتمل أي تأويل. المفس ر: و هو المحكم نفسه و م م ا ذكره الس رخسي في شأنه قوله: للمكشوف الذي ي عرف الم ارد به مكشوفا على وجه أم ا الم فس ر فهو اسم ال يبقى معه احتمال الت أويل فيكون - سورة آل عمران اآلية 2. - الرازي تفسير مفاتيح الغيب 183. / 9 - أ نظر: الغزالي المستصفى.134 / 1 - سورة البقرة اآلية

69 )167( فوق الظ اهر و الن ص ألن احتمال الت أويل قائم فيهما م نقطع في الم فس ر في شأن حكمه أن ه يقبل الن سخ و يرى و تبي ن أن الم فس ر حكمه ازئد على حكم الن ص و الظ اهر فكان م لزما موجبه قطعا على وجه ال يبقى فيه احتمال التأويل و لكن )168( احتمال الن سخ نحو قوله تعالى: و ال ذ ين ي ر م ون ال م ح ص ن ات ث م ل م ب أ ر ب ع ة ش ه د اء ف اج ل د وه م ث م ان ين ج ل د ة و ال ت ق ب ل وا ل ه م ش ه اد ة أ ب دا و أ و ل ئ ك ه م ال ف اس الن ص : يبقى ي أ ت وا )169( ق و ن و هو كالمفسر من حيث داللته على معنى مقصود إذ ال يتعارض مع السياق الذي ورد فيه و لكنه يختلف عنه من حيث إن ه يحتمل التأويل فضال عن كونه يقبل الن سخ و الن ص في نظر اآلمدي ما كان م جس دا لمعناه غير م حتمل للت أويل ال احتمال فيه ألمر يحتم ل )170( نحو قوله تعالى و ال تقربوا الز نا فال ي ترك الن ص الذي )171( حيث جاء في تفسيرها قال العلماء: قوله تعالى: و ال ت ق ر ب وا الز ن ى أبلغ من أن يقول: و ال )172( تزنوا فإن معناه: ال تدنوا من الز نى فلفظ تقربوا المسبوق بأداة النفي ال دل على معنى و من تعالى: مقصود. األمثلة التي نقف عليها في القرآن الكريم و الم جس دة لهذا الن وع من الد اللة قوله و ال ت ق ت ل وا الن ف س ال ت ي ح ر م الل ه إ ال ب الح ق و م ن ق ت ل م ظ ل وما ف ق د ج ع ل ن ا ل و ل ي ه س ل ط انا ف ال ي س ر ف ف ي ال ق ت ل إ ن ه ك ان م ن ص و ار الظاهر: )173( و هو الذي يدل على معنى ظاهر في السياق غير مقصود مع احتماله التأويل النسخ و التفسير و قد التفت إليه اآلمدي في قوله: اللفظ الظاهر هو معنى بالوضع األصلي أو العرفي و يحتمل غيره احتماال مرجوحا تعالى: ) 174(... ف انك ح وا م ا ط اب ل ك م م ن الن س اء م ث ن ى و ث ال ث و ر ب اع ) 175(... و ما دل على و مثاله قوله فالظاهر - السرخسي األصول ص المصدر نفسه ص سورة النور اآلية 3. - اآلمدي األحكام.143 / 3 - سورة اإلسراء اآلية القرطبي) محمد ابن أحمد األنصاري- 421 ه ( الجامع ألحكام القرآن و المبين لما تضمنه من السنة و آي الفرقان تحقيق:عبد للا بن عبد المحسن التركي مؤسسة الرسالة ا طل بعة األولى 3334 م 23. / سورة اإلسراء اآلية اآلمدي األحكام. 23 / سورة النساء اآلية

70 من قوله تعالى ف انك ح وا م ا ط اب ل ك م م ن الن س اء المعنى الحقيقي و المقصود هو قصر عدد الزوجات على أربع. و قد قس م اآلمدي الظ اهر إلى قسمين: الترخيص بمطلق النكاح إال أ ن أحدهما ظاهر بحكم الوضع األصلي كإطالق لفظ األسد بإ ازء الحيوان المخصوص أم ا ثانيهما فظهوره بحكم العرف و االستعمال و من األمثلة على ذلك إطالق لفظ ال غ ائ ط الغائط في قوله تعالى )177( )176(... بإ ازء الخارج المخصوص من اإلنسان... أ و ج اء أ ح د م نك م م ن علما أن أصل الد اللة للفظ الغائط تطلق على المكان المطمئن من األرض و هو ما وقفت عليه في لسان العرب قوله: و كان الرجل إذا أ ارد الت بر ز ارتاد غائطا من األرض يغيب فيه عن أعين الن اس ث م قيل للب ارز نفسه و هو الحدث : )178( إذ كان سببا له. كما قس م األصوليون األلفاظ حسب خفائها إلى أربعة أقسام هي : المتشابه: - و يقابل المحكم و قد خص ه اآلمدي بقوله: والمتشابه الم قابل له غائط كناية عنه ما ) المحكم ( تعارض فيه االحتمال بجهة التساوي كاأللفاظ الم جملة في قوله تعالى: و ال م ط ل ق ات )179( ي ت ر ب ص ن ب أ نف س ه ن ث ال ث ة ق ر و ء... الحتماله زمن الحيض و الطهر على )180( الت سوية أمثلته كثيرة و الغالب منها ما نقف عليه في التعبير المجازي و ما ي ؤو ل تأويال م ناسبا و في شأن تسميته قال: )181( س م ي م تشابها الشتباه معناه على السامع و هو كذلك ما خفيت داللته و تعذ رت معرفة المقصود منه و مثاله فواتح السور اآليات التي ت فيد التشبيه في الظاهر. و - المجمل: و يقابله المفس ر و هو ما خفي معناه و ال سبيل إلى معرفته إال ببيان و هو عند الغ ازلي الل فظ الص الح ألحد معنيين الذي ال يتعي ن معناه ال بوضوح اللغة و ال بعرف - سورة المائدة اآلية 4. - أ نظر: اآلمدي األحكام.23 / 3 - ابن منظور لسان العرب باب الغين ماد ة: غوط / 1 - سورة البقرة اآلية اآلمدي األحكام.332 / 1 - المصدر نفسه.332 /

71 )182( االستعمال و قد وض ح مواطن اإلجمال و حصرها في ثالث مسائل م ستعينا بأمثلة و مثال توضيحية - صفة مجهولة كقوله اإلجمال ثالثة: - اإلحصان م ترد د بين صفات. سبحانه و تعالى - م ح ص ن ين غ ي ر م س اف حين )183( - فإن و زيادة مجهولة كما إذا فرض ورود الش رع بتوق ف صح ة الص الة على زيادة فيما ع هد و لم تتبي ن الز يادة. - تعالى: و نقصان المشكل: - مجهول كقوله لفالن: اف ع ل وا الخ ي ر علي عشرة إال شيئا و لهذا ال ي تمس ك بعموم قوله )185( )184( ألن المستثنى عنه مجهول في نفسه. و يقابل الن ص و هو ما التبس معناه بمعنى لفظ آخر الشت اركهما في الداللة حقيقة أو مجا از و من أمثلته قوله تعالى: و ال م ط ل ق ات ي ت ر ب ص ن ب أ نف س ه ن ث ال ث ة ق ر و ء 186(... ) و مما جاء في داللة الطهر القرء( ( الزهري عن عمرة عن عائشة قالت: كما ف س ر الط هر بالحيض : اإلق ارء حد ثنا األحمسي ثنا سفيان بن عيينة عن اإلطهار. )187( قال ثالث حيض )188( و حكم المشكل في نظر السرخسي اعتقاد الحقيقة فيما هو الم ارد ث م اإلقبال على الطلب و التأمل فيه إلى أن يتبي ن الم ارد في عمل به )189( الخفي: و يقابل الظاهر و هو اسم لما اشتبه معناه و خفي الم ارد منه بعارض في الصيغة يمنع الم ارد بها إال بالطلب مأخوذ من قولهم: اختفى فالن إذا استتر في وطنه بعة الثانية دار الفكر دمشق 1333 ه تحقيق: محمد حسن هيتو الغزالي المستصفى.331 / 1 - سورة المائدة اآلية سورة الحج اآلية الغزالي المنخول من علم األصول ا طل / سورة البقرة اآلية الرازي تفسيرمفاتيح الغيب.313 / المصدر نفسه.311 / السرخسي األصول /

72 )190( وصار بحيث ال يوقف عليه بعارض حيلة أحدثه إال بالمبالغة في الطلب ضد الظاهر عند السرخسي ويسوق لذلك مثال يدل على معناه. فمثال الخفي: _ )السارق( لفظ و)السارقة( في قوله تعالى: )191( و الخفي و الس ار ق و الس ار ق ة ف اق ط ع وا أ ي د ي ه م ا ج ز اء ب م ا ك س ب ا ن ك اال م ن الل ه و الل ه ع ز يز ح ك يم كما تناول األصوليون داللة الل فظ على معناه من الناحية الوضعية و قس موه إلى ثالثة 1- أقسام: داللة المطابقة. -3 داللة الت ضمن. -3 داللة االلت ازم. فداللة الم طابقة هي فهم الس امع من كالم المتكل م كمال الم سم ى. أم ا داللة الت ضمن فهي فهم الس امع من كالم المتكل م جزء الم سم ى. و أم ا داللة االلت ازم فهي فهم الس امع من كالم المتكل م الزم الم سم ى البي ن و هو الال زم )192( له في الذ هن. م م ا سبق شرحه و بيانه و هو م سل م به أن األلفاظ أجناس و أنواع و المستعم ل هو الذي يختار منها ما يناسب م ارده و بهذا تتحقق الد اللة بين الل فظ و معناه و في هذا الص دد وقفت على مقولة ي ؤكد فيها صاحبها هذا المنحى قائال: وأن األلفاظ تتفاوت فيما بينها جماال وقبحا من حيث داللتها على المعنى وعلى جوانبه المختلفة وأن المتكلم يستعين- على حسب قصده- بألفاظ قد تستر جانب القبح في ) 193( األشياء أو تكشف عنه وأن األلفاظ يجب أن تختار لتالءم موقعها في الجمل... ) 194 ( ذلك أن الداللة لها عد ة أبعاد موحية لدى أهل االختصاص الذين تعاملوا معها ( ت ) خلفيات وفق حيث شرح و فس ر ابن سينا 420 ه المقصود من داللة الل فظ و - السرخسي األصول / - سورة المائدة اآلية 38. أنظر: - شهاب الد ين أبو العب اس أحمد بن إدريس القرافي) ت 483 ه ( شرح تنقيح األصول في اختصار المحصول من األصول تحقيق: طه عبد الرؤوف سعد دار الفكر ا طل بعة األولى 1923 م ص محمد غنيمي هالل النقد األدبي الحديث دار العودة بيروت الطبعة األولى 7402 ص و قد عر فها أبو هالل العسكري الد اللة من القياس كذا و الد ليل فاعل الد اللة و لهذا ي قال لمن يتقد م القو م في الط ريق دليل إذا كان يفعل من الت قدم ما يستدلون به و قد ت سم الد اللة دليال مجازا و الد ليل أيضا فاعل الد اللة م شتق من فعله و يستعمل الد ليل في العبارة و األمارة و ال ي ستعمل في الش به. )- أبو هالل العسكري )ت 333 ه ( الفروق في الل غة تحقيق: لجنة إحياء الت راث العربي منشورات دار اآلفاق الجديدة بيروت الط بعة الخامسة 1331 ه / 1981 م ص )

73 أهم الخطوات التي من خاللها ي مكن أن ت فس ر عملية تصو ره ) 195( يكون إذا ارتسم في الخيال مسموع اسم ارتسم في النفس معنى فمعنى داللة اللفظ أن فتعرف النفس أن ) 196( هذا المسموع لهذا المفهوم فك ل ما أورده الحس على النفس التفتت إلى معناه و لم ا كان من المستحيل التعامل مع األشياء أثناء تجاذب الحديث بين الجماعة أوجدوا لها ألفاظا كدليل على م اردها فحينما نريد مثال بالحجر العيني قص دا نكتفي بالل فظ و إ ن ك ن ا في وضعية كتابة استهدفناه بالت دوين ع وض الت لفظ. فاألشياء القائمة في واقعنا و الموجودة في م حيطنا هي التي نعتها اإلمام الغ ازلي )ت باألعيان ه ) إن للشيء و جودا في األعيان ث م في األذهان ث م في األلفاظ ث م في 060 الكتابة فالكتابة دال ة على الل فظ و الل فظ دال على المعنى الذي في الن فس و الذي في الن فس هو مثال الوجود في األعيان فهو بذلك يرى أن األشياء لها أربعة ) 197( م ارتب : األعيان األذهان األلفاظ الكتابة فالكتابة دالة على اللفظ و اللفظ دال على المعنى الذي هو في النفس و الذي في النفس هو مثال الموجود في األعيان فاأللفاظ في م جملها و عمومها ترجمة ألشياء ت عرف بها. إن من أبرز العالقات بين الل فظ و داللته تلك التي أشار إليها السيوطي)ت 477 ه( في قوله: األلفاظ إما أن تدل بمنطوقها أو بفحواها أو بمفهومها أو باقتضائها و ضرورتها أو بمعقولها المستنبط منها...قلت فاألول داللة المنطوق و الثاني داللة - إن ث نائية ابن سينا التي حصرها بين اسم )مسموع( و )معنى ( شبيه بما هو قائم في الدراسات الل غوية الحديثة بالدال و المدلول و يكاد تعريف عبد للا محمد الغذامي أن يكون جامعا لها ال لشيء إال لكونه بي ن حقيقة الل غة ث م عد د عناصر الفعل أو الحدث الد اللي في قوله : الل غة نظام اشاري سيميولوجي و الكلمة إشارة تقف في الذ هن على أن ها دال ي ثير في الذ هن مدلوال هو صورة ذهنية لموجود عيني وهذا الحدث هو الد اللة )- عبد للا محمد الغذامي تشريح الن ص مقاربات تشريحية لنصوص شعرية م عاصرة المركز الثقافي العربي الدار البيضاء - المغرب الطبعة الثانية 3334 م ص 12. ) فالجمع بين الكلمة باعتبارها إشارة أي دال و بين الموجود العيني تجسيد للفعل الد اللي ابن سينا أبو علي بن عبد للا ( ت 338 ه ( العبارة )الشفاء( تحقيق:محمود الحضري القاهرة 1923 م ص - الغزالي أبو حامد محمد )ت 131 ه ( معيار العلم تحقيق: سليمان دنيا دار المعارف بمصر 1991 م ص

74 المفهوم و الثالث داللة االقتضاء و ال اربع داللة اإلشارة و هو بهذا التقسيم ) 198( لمضمون داللة الل فظ بي ن مدى ات ساع األلفاظ في احتواء تلك العالقات. و بهذا يكون علماء األصول ي تعرف منه تقرير مطلب األحكام الشرعية العملية و طرق استخ ارجها بالنظر و هم الذين بحثوا في علم أصول الفقه و هو العلم الذي )199( قد استنباطها و مواد حججها و تعر ضوا لد ارسة الل غة العربية و اهتموا بها كمباحث ل غوية ) 200 ( للكشف عن كثير من قضايا تخص هم األمر الذي أد ى إلى تنوع البحث الد اللي عند علماء المسلمين وهو يهدف في أقصى غاياته إلى معرفة معنى اآليات القرآنية الذي يتوقف تحقيقه بقدر كبير على معرفة داللة األلفاظ ل ذا خص ت كتب علماء أصول الدين قسما خاصا بمباحث الدالالت إذ بدأ البحث في داللة األلفاظ مبك ار عند العرب وذلك منذ أن بدأ البحث في مشكل اآليات القرآنية واعجازها وتفسير غريبها واستخ ارج األحكام الشرعية منها فكان علماء الفقه واألصوليون من أوائل من احتضنوا الد ارسات التي تدور ) 201( حول األلفاظ ومعانيها عليه البحث الل غوي في كون أن األصوليين علم أصول الفقه في استخ ارج األحكام... حيث احتموا بها لتذليل داللة ألفاظ القرآن و هو ما وقف شغلوا بقضية الداللة في مقدمات كتب إطار تعرفهم على الداللة في الل غة بوصفها وسيلة لفهم النصوص و 202( ) و نظ ار لالرتباط الوثيق بينها فإن مباحث الداللة عند ) 203( اللغويين تأثرت بمباحث ومناهج األصوليين في تقعيد فهم النص و بهذا األسلوب تكون الد ارسات الل غوية في جانبها الد اللي قد استفادت م م ا حق قه األصوليون. و األلفاظ عندهم تابعة لمسمياتها لذا صن فوها بناء على ما يقتضي ذلك المتعد دة باإلضافة إلى المسميات المتعددة على أربعة منازل ولنخترع لها أربعة ألفاظ إن األلفاظ وهي المت اردفة و المتباينة و المتواطئة و المشتركة أما المت اردفة فنعني بها األلفاظ المختلفة و - السيوطي أبو الفضل جالل الدين عبد الرحمن أبي بكر) ت 911 ه ( معترك األقران في إعجاز القرآن تحقيق: أحمد شمس الدين دار الكتب العلمية بيروت الطبعة األولى 1988 م ص محمد بن إبراهيم بن سعد األنصاري إرشاد القاصد إلى أسمى المقاصد في العلوم و أصنافها الطبعة األولى 1318 ه ص و قد ضبطه بعض العلماء في إدراك القواعد التي يتوصل بها إلى استنباط األحكام الشرعية الفرعية عن أدلتها التفصيلية أنظر: عبد الكريم مجاهد الداللة اللغوية عند العرب دار الضياء- عمان 1981 م ص محمود فهي حجازي مدخل إلى علم اللغة ص أنظر: منقور عبد الجليل علم الداللة أصوله ومباحثه في التراث العربي ص

75 الصيغ المتواردة على مسمى واحد كالخمر و العقار و الليث و األسد و السهم و النيشاب و بالجملة كل اسمين المسمى واحد يتناوله احدهما من حيث يتناوله األخر من. غير فرق و أما المتباينة فنعني بها االسامي المختلفة للمعاني المختلفة كالسواد و القدرة األسد و المفتاح و السماء و األرض و سائر االسامي و هي األكثر. و وأما المتواطئة فهي التي تنطلق على أشياء متغايرة بالعدد و الكنها متفقة بالمعنى الذي وضع االسم عليها كاسم الرجل فإنه ينطلق على زيد و عمر و بكر و خالد الجسم ينطلق على السماء واألرض و اإلنسان تنطلق على م سميات )...( و اسم و أما المشتركة فهي األسامي التي م ختلفة ال تشترك في الحد و الحقيقة البتة كاسم العين للعضو الباصر وللمي ازن و للموضع الذي يتفجر منه الماء و هي العين الفوارة و للذهب و للش مس )204( فبهذا التفريع لأللفاظ أثبت األصوليون أن فهمهم للداللة نابع من تصو ر ) 205 ( معقول لها. إن المسار الت اريخي لأللفاظ العربية أثبت لنا أن الحقل الد اللي لل فظ الواحد قد يتأثر بالحدث الجديد فانتقال المجتمع من وضع إلى آخر و من نظام إلى نظام بل من م عتقد إلى عقيدة يفرض هذا األمر تحوالت داللية لكثير من األلفاظ تماشيا مع البيئة. الجديدة و لبيان ذلك نلتفت إلى ما وض حه الغ ازلي في قوله: تنحصر في ثالثة أوجه و هي: المطابقة و التضمن و االلت ازم إن داللة اللفظ على المعنى فإن لفظ على معنى البيت بالمطابقة و يدل على السقف وحده بطريق التضمن يدل البيت ألن البيت يتضمن السقف)...(وأما طريق االلت ازم و هو كداللة لفظ السقف على الحائط فإنه غير موضوع للحائط وضع لفظ الحائط للحائط حتى يكون مطابقا وال هو متضمن إذ ليس - الغزالي أبو حامد المستصفى في علم األصول الطبعة األولى المطبعة األميرية بوالق مصر 1333 ه / 1 - علماء األصول اختلفوا فنتج عن ذلك ظهور طريقتين: فأم ا المتكلمون: فإن ه كان من رأيهم البحث على طريقة علم الكالم و تقرير األصول من غير التفات إلى موافقة فروع المذاهب لها أو م خالفتها إياها و قد كانوا ينتسبون إلى مذاهب شتى فمنهم المعتزلة و منهم الشافعية و المالكية أهل السن ة ما أي دته العقول و الحجج من القواعد أثبتوه و ما خالف ذلك نفوه و قلما يشتغلون بالبحث في الفروع المذهبية إال عرضا. و أم ا الحنفية: فإن طبقتهم كان ي راعى فيها تطبيق الفروع المذهبية على تلك القواعد حت ى إنهم كانوا ي قر رون قواعد على م قتضى ما ن قل من الفروع على أئمتهم)...( و قد ي ؤد ي بهم ذلك في بعض األحيان إلى تقرير قواعد غريبة الشكل لذلك نرى أصول الحنفية مملوءة بالفروع الكثيرة ألن ها في الحقيقة لتلك القواعد. )- محمد الخضري أصول الفقه دار المعرفة بيروت لبنان الطبعة األولى 1998 م ص 32. ) 204

76 الحائط ج أز السقف كما كان السقف ج أز من نفس البيت لكنه كالرفيق المالزم الخارج عن ذات السقف الذي ال ينفك السقف عنه و ي ؤكد هذا التقسيم اآلمدي في قوله: المعنى الموضوع له اللفظ أو إلى بعضه على معناه والثاني داللة التضمن: ) 206(. : و اللفظية فاألول داللة المطابقة : : إما أن تعتبر بالنسبة إلى كمال كداللة لفظ اإلنسان كداللة لفظ اإلنسان على ما في معناه من الحيوان أو الناطق و المطابقة أعم من التضمن لجواز أن يكون المدلول بسيطا ال ج أز له وأما غير اللفظية: فهي داللة االلت ازم وهي أن يكون اللفظ له معنى وذلك المعنى له الزم من ) 207 ( الخارج فعند فهم مدلول اللفظ من اللفظ ينتقل الذهن من مدلول اللفظ إلى الزمه و لو قدر عدم هذا االنتقال لقد ) 208( الذهني لما كان ذلك الزما مفهومها. إن تحول الم جتمع العربي من الجاهلية إلى اإلسالم كان له األثر البالغ في تطوير الد رس الد اللي حيث تشب عت الكثير من األلفاظ بدالالت تتماشى و العقيدة الجديدة كانت العرب في جاهليتها على ارث من ارث آبائهم في لغاتهم و آدابهم فلما... جاء اإلسالم حالت أحوال و نسخت ديانات و أبطلت أمور و نقلت من اللغة ألفاظ من مواضع إلى مواضع أخرى فكان مما جاء في اإلسالم ذكر المؤمن و المسلم ) 209( الكافر و المنافق و كذلك اإلسالم و المسلم و فالعرب في جاهليتها كانت توظ ف مثل هذه العالمات و قد دل ت على دالالت ارتبطت بالبيئة العام ة آنذاك فلفظ المؤمن و المسلم و الكافر و المنافق مثال كانت من األلفاظ المتداولة و لم ا جاء اإلسالم أبقى على توظيفها و لكن بدالالت جديدة مصبوغة بالحدث الديني فالمتأمل لها يستوقفه أثر ) 210 ( البيئة اإلسالمية و فظاءها الر حب في تطوير الد اللة فاللفظ ) 211( منه المعنى للعلم بوضع ذلك الل فظ لهذا المعنى. إذا أ رسل علم - الغزالي أبو حامد المستصفى في علم األصول 33. / 1 - إن الذي رآه الغزالي في هذا المجال قوله: و إياك أن تستعمل في نظر العقل من األلفاظ ما يدل بطريق االلتزام لكن اقتصر على ما يدل بطريق المطابقة و التضمن ألن الداللة بطريق اإللزام ال تنحصر في حد. )- الغزالي أبو حامد المستصفى في علم األصول. 33 / 1 ) األحكام اآلمدي.19 / أنظر: أحمد بن فارس الصاحبي في فقه اللغة و سنن العربية في كالمها ص و كما أحدث اإلسالم ألفاظا جديدة للت عبير عن معان جديدة اقتضاها الش رع الجديد و العلم الجديد..فقد محا من اللغة ألفاظا قديمة ذهبت بذهاب بعض اعتقادات الجاهلية و عاداتهم... و قد نرى بعض هذه األلفاظ مستعمال في اللغة اآلن فهو إما مستعمل في غير معناه األصلي.. و إم ا أن ه قد ارجع إليه بعد إهماله.. )- جرجي زيدان اللغة العربية كائن ح ي دار الجيل بيروت لبنان الطبعة الثانية 1988 م ص 32. ) محمود توفيق داللة األلفاظ عند األصوليين مطبعة األمانة مصر الطبعة األولى 1982 م ص

77 منها و في تقسيم الغ ازلي لأللفاظ بي ن أنها غير محصورة في نوع واحد األمر الذي يجعل نسميه معينا باإلضافة إلى خصوص المعنى و شموله تنقسم إلى لفظ يدل على عين واحدة و و هو المقيد في اصطالح األصوليين كقولك: الفرس و هذا السواد واال ما يدل على أشياء كثيرة تتفق في معنى واحد ) 212( م طلقا. و مم ا ي اره اآلمدي في هذا االتجاه أن الداللة تحدث بالل فظ مفردا أو مركبا زيد و هذه الشجرة و هذا... و نسميه و من اختالف تركيبات المقاطع الصوتية حدثت الدالئل الكالمية والعبا ارت اللغوية وهي إما أن ال تكون موضوعة لمعنى أو هي موضوعة والقسم األول مهمل ال اعتبار به و الثاني يستدعي النظر ) 213( إن الذي لم يهمله األصوليون في داللة األلفاظ إقحامهم لخاصية نية و قصد المتكلم و هو ما يتجل ى في قول اآلمدي: يدل على شيء أصال واارداته )...( ) 214( )...( أم ا حقيقته فهو: ما دل بالوضع على معنى وال ج أز له ألن داللة األلفاظ ليست لذواتها بل هي تابعة لقصد المتكلم مم ا أك ده ابن فارس أن جملة من األلفاظ باإلضافة إلى داللتها األولى اكتسبت بعد اإلسالم دالالت جديدة و هو ما يعكس فكرة طواعية الل غة للبيئة الجديدة و انسجامها و في هذا المنحى وقفت على في تعقيب لنص ابن فارس م ما جاء فيه: و نص ابن فارس أو أن معاني المفردات تتغير هذا ي فصح على أن الت طور الد اللي ي صيب الم فردات ) 215( من عصر آلخر للت عبير عم ا يجد من أفكار و أحوال فاأللفاظ الل غوية من هذا المنظور م تطورة في داللتها تبعا للمجال الذي جاءت فيه فمن المسل م به أن علماء األصول حينما تعاملوا مع الن ص القرآني و حتى يبلغوا معانيه ركزوا على ألفاظه م ستغلين الداللة الل غوية لل فظ كمرحلة أولى الستنباط الداللة الجديدة التي تضمنها اللفظ في ثنايا اآلية القرآنية باعتبار أن الوضع في الل غوية غير الوضع في الش رعية و العرفية فإن الل غة تعليق الل فظ بإ ازء معنى لم يعرف غير ذلك و منشورات دائرة الشؤون الثقافية و النشر بغداد الغزالي أبو حامد المستصفى في علم األصول. 33 / 1 - اآلمدي األحكام.12 / 1 - المصدر نفسه.18 / 1 - نعمة رحيم العزاوي النقد الل غوي بين التطور و الجمود 1983 م ص 42.

78 أم ا في الش رع و العرفية فبمعنى غلبة االستعمال دون المعنى الس ابق فإن ه لم ينقل عن الش ارع أن ه وضع لفظ الص الة و الص وم بإ ازء معانيها الش رعية بل غلب استعمال الش ارع لهذه األلفاظ بإ ازء ) 216( مهجورة و كذلك العرف. جديد تلك المعاني حت ى صارت الحقيقة الل غوية و من هنا تتجل ى لنا قيمة مفادها أن حقيقة الد اللة الل فظية تخرج إلى أداء و فيه يخرج الل فظ عن معناه المركزي إلى ما ينبثق عنه من معان فرعية و من األمثلة الم جس دة لذلك ما وقف عليه العلماء في كثير من األلفاظ منها لفظ العبادة األصل في العبادة الذل ي قال طريق م عب د: باالنقياد لما أمر وجهين: و االنتهاء عم ا نهى... أحدهما الت وحيد.. و الث اني: أي م ذل ل و عبادة اهلل تعالى: الذل له و ذكر أهل الت فسير أن العبادة في القرآن على ) 217( الط اعة. إن الذي ي فهم من تخريجه هذا أن الل فظ تتغير داللته فقد يؤول من الد اللة العام ة إلى الد اللة الخاصة للبيئة الجديدة ل ذا كانت أهمية المعرفة الل غوية عند الم فسرين من الضروريات التي ينبغي أن يعتمدها الم فس ر قصد بلوغ اإلحاطة بالمعنى الجديد و أو ل ما ي حتاج إليه أن للز ركشي في هذا المقام كلمته حيث أك د لنا ذلك و أرى أن ي شتغل به من علوم القرآن العلوم اللفظية ومن العلوم اللفظية تحقيق األلفاظ المفردة فتحصيل معاني مفردات ألفاظ القرآن في كونه من أوائل المعاون لمن يريد أن ي درك معانيه كتحصيل اللبن في كونه من أول الم عاو ن في بناء ما ي ريد أن يبني ه و ليس ذلك نافعا في علم القرآن فقط بل هو نافع في ك ل علم من علوم الش رع فألفاظ القرآن هي ل ب كالم العرب و ز بد ت ه ) 218( ذلك الرجوع إلى نبعها األولي حيث نجد فيه معين أو خص ها بمعنى من بين معاني المفردة أو التعبير و لفهم داللة ألفاظه و معرفة قصدها يتعين على م ن ي ريد قسما من المفردات أو التعبي ارت لمعنى و ذلك مم ا... يدل على أ ن - الزركشي البحر المحيط في أصول الفقه ا طل بعة الثانية مكتبة اآلء الصفاة وزارة األوقاف و الشؤون اإلسالمية الكويت 1993 م 3-8 / ابن الجوزي نزهة األعين النواظر في علم الوجوه و الن ظائر ا طل بعة الثالثة تحقيق: محمد كاظم ال راضي مؤسسة الرسالة بيروت 1982 م ص أبو القاسم الحسين بن محمد المعروف بالراغب األصفهاني)ت 133 ه( المفردات في غريب القرآن تحقيق: سيد محمد كيالني دار المعرفة بيروت لبنان ص

79 التعبير القرآني إن ما هو تعبير مقصود ) 220( ات سعت داللة ألفاظها عم ا كانت عليه ) 219(. م م ا أفاد الل غة العربية حيث و يبقى الحديث عن األلفاظ المعب رة عن المعاني المجر دة قائما حيث كان للقرآن الكريم األثر البالغ في توسعها فالل فظ وحده ال يملك القدرة على اإلعجاز في الت عبير بل منحه الخطاب القرآني دالالت إيحائية يكتسبها من األلفة مع ما يكتنفه من األلفاظ األخرى و ما تم د ه به ط ارئق اإلسناد و اإلضافة من معاني فالم تتبع لدالالت ألفاظ الخطاب القرآني ي درك أن االستعمال القرآني لتلك األلفاظ ارعى أحوال الم خاطب فنسج العبارة في ضوء المقام الذي كان فيه و تمثل األخيلة فسخر صنوف المجاز في اإلسناد لالتساع في معانيها و جعل الن ظم يبعث في الل فظة دالالت أ خرى قد تخرج عن الد اللة األصلية ( الم عجمية ( و ي ستشف ذلك من خالل الت أمل في المعاني التي ف سرت بها األلفاظ على غير ما تدل عليه في المعاجم ) 221( و هي الحقيقة التي ي مكن التدليل عليها من خالل مقارنة بين ما تحويه المعاجم و كتب التفسير في شأن الل فظ الواحد و يكون ذلك بتوسع معنى اللفظ و مفهومه و نقله من المعنى الخاص الدال عليه إلى أشمل كلفظ الورد و الورود و أصله إتيان الماء ثم استعمل إلتيان كل شيء معنى أعم و ) 222( فنفس الل فظ إذا تتبعناه في الم عجم دل على داللة ي مكن وصفها و اعتبارها داللة خاص ة و : هو ما وقفت عليه في المعجم الل غوي : ورد ورد الماء ور ودا و و ر دا قال من الر جز : ر د ي ر د ي و ر د ق ط اة صم اء *** ك د ر ي ة أ ع ج ب ها ب ر د الم اء - فاضل صالح السامرائي من أسرار البيان القرآني الطبعة األولى 3339 م دار الفكر عم ان - األردن ص هو ات ساع داللة المفردات في الن ص القرآني الكريم و تحميل الل فظة في الن ظم معاني كثيرة و جعله مساحة داللة التركيب أوسع مم ا يسوغه الن اس من الت راكيب ( - سمير أحمد معلوف حيوية اللغة بين الحقيقة و المجاز ) دراسة في المجاز األسلوبي و اللغوي ص 333.( كريم حسين ناصح الخالدي الخطاب الن فسي في القرآن الكريم- دراسة داللية أسلوبية - الطبعة األولى 3332 م دار صفاء للن شر و الت وزيع عم ان األردن ص المبارك محمد فقه الل غة ( دراسة تحليلية م قارنة للكلمة العربية ( طبعة دمشق 1943 م ص

80 ) 223( و استورد الماء : ور ده... إن أصل داللة لفظ ورد في المعجم الل غوي ال تخرج عن داللته الخاص ة و المتمثلة في إتيان الماء أم ا حينما نتتب ع استعماله في القرآن الكريم نجده قد خرج باإلضافة إلى هذه الداللة لي ؤدي دالالت أ خرى كتلك التي نقف عليها في قوله تعالى: ) 224( و ا ن م نك م إ ال و ار د ه ا ك ان ع ل ى ر ب ك ح ت ما م ق ض ي ا ومم ا وقفنا عليه في تفسير الطبري في شأن هذه اآلية قوله: يقول تعالى ذ كره: و إن منكم أي ها الناس إال وارد جهن م كان على رب ك يا م حمد إي ارد هموها قضاء مقضيا قد قضى ذلك و أوجب ه في أم الكتاب. و اختلف أهل العلم في معنى الورود الذي ذكره اهلل في هذا الموضع فقال هو الدخول بعضهم: ) 225( إن إق ارر الم فسر باختالف أهل العلم في معنى الورود يعكس حقيقة مفادها أن الل فظ في غير الم عجم الل غوي قد تتوسع داللته و يخرج عام إلى ما هو. و قد ير د الل فظ في الم عجم بداللة عام ة نحو لفظ الحج و هو ما وقفت عليه في معجم العين : : و حج علينا ف الن أي : الحج ق د م و : كثرة الق ص د إلى م ن ي عظ م قال ) 226( كانت تح ج بن و س ع د ع م ام ت ه *** إذا أه ل وا على أنصاب هم ر ج با - الزمخشري أساس البالغة مادة ورد. 332 / 3 - سورة مريم اآلية الطبري)أبو جعفر محمد بن جرير 333 ه/ 313 ه( جامع البيان عن تأويل آي القرآن تحقيق: عبد للا بن عبد المحسن التركي دار هجر للطباعة و النشر و التوزيع و اإلعالن. 193 / الفراهيدي)أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد 121_133 ه( معجم العين تحقيق: مهدي المخزومي إبراهيم السمرائي. 9 /

81 - كما هو الش أن بالن سبة لكثير من األلفاظ إال أن ها في االستعمال تميل إلى التخص ص و ذلك بقصر اللفظ الذي معناه عام على بعض أف ارد هذا العام و تضييق ) 227( شموله و مثال ذلك لفظ الحج و أصله القصد مطلقا ثم خص بقصد البيت الح ارم. و هو ما جاء في تفسيره لقوله تعالى: إ ن الص ف ا و ال م ر و ة م ن ش ع آئ ر الل ه ف م ن ح ج ال ب ي ت أ و اع ت م ر ف ال ج ن اح ع ل ي ه أ ن ي ط و ف ب ه م ا و م ن ت ط و ع خ ي ار ف إ ن الل ه ش اك ر ع ل يم ) 228( الحج فلفظ الوارد في قوله تعالى ض بطت داللته في التفاسير بشيء من التخصيص فح ص رت في داللة قصد البيت الح ارم و هو ما بي نه الشيخ ابن عاشور في قوله: و الحج اسم في اللغة للقصد و في العرف غلب على قصد البيت الح ارم الذي بمكة لعبادة اهلل تعالى فيه بالطواف و الوقوف بعرفة و اإلح ارم و لذلك صار ) 229( باإلطالق حقيقة عرفية في هذا المعنى جنسا بالغلبة... على معنى اآلية التفت إلى الداللة الل غوية للفظ الحج فالم فس ر و هو يعقب حيث أصبحت داللته في اآلية تميل إلى ما هو خاص فحد ده. إن داللة األلفاظ من هذا المنظور شد ت اهتمام علماء أصول الفقه فبحثوا في العام و الخاص و الحقيقة و المجاز و المشترك و المت اردف مع أنها من مسائل علم اللغة الن استنباط األحكام من الن صوص منوط في كثير من األحيان بتحديد الر أي في فهم هذه المسائل الل غوية ) 230( و تمحيصها و تحليلها و هو ما عناه فخر الد ين الر ازي حينما أشار إلى أن العالقة بين الل فظ و داللته إم ا أن ي فيده ابتداء و إم ا أن ي فيده بواسطة معناه فإن أفاده ابتداء فهو الد اللة الل فظية و هو الم سم ى بداللة الم طابقة و إ ن أو أفاده بواسطة معناه فذلك هو أن يكون معناه م ستلزما ألمر من األمور استل ازما قطعيا ظاه ار فعند سماع ذلك الل فظ يصير معناه مفهوما ث م ينتقل الذ هن من معناه إلى الزمه و - المبارك محمد فقه الل غة ( دراسة تحليلية مقارنة للكلمة العربية ( ص سورة البقرة اآلية الطاهر بن عاشور تفسير التحرير و التنوير. 41 / 3 - أنظر: المبارك محمد فقه الل غة ( دراسة تحليلية م قارنة للكلمة العربية ) ص

82 إم ا إن لم يكن الل فظ موضوعا للشيء و ال يكون المفهوم من الل فظ م ستلز ما بشيء آخر ال استل ازما قطعيا و ال ظاه ار كان الل فظ مع معناه م نقطعا عن ذلك الشيء أجنبيا عن ه و مثل هذا يمتنع أن يصير مفهوما لذلك الل فظ و العلم به ضروري ) 231( فال ارزي و هو يعرض لمفهومي: داللة المطابقة و داللة االستل ازم حيث بي ن أن العالقة بينهما ي جسد ها العنصر الد اللي و مهما كانت تلك العالقة فالعلم بها من الضروري. إن نظرة األصوليين لداللة األلفاظ من هذه ال ازوية أفاد في عملية االت ساع الل غوي حيث مك ن األلفاظ من أن تت سع داللتها لتوحي بمعان أخرى غير معناها األصلي ألن الكلمة رمز للمسم ى والم سم ى يمكن أن يت سع وأن تظهر من خالله عالقاته بغيره من المسميات وكذلك الكلمة تتسع لتشمل مسميات عد ة يحدد السياق بعضها ) 232( و بما أن العملية قائمة بين الر مز و الم سم ى و العالقة بينهما في مجاالت االستعمال فما ي ستنتج من معنى نتيجة تلك العالقة هو الد اللة الجديدة. لل فظ إن الد رس الل غوي أو الل ساني الحديث يتشكل من جملة من الم ستويات و ي شكل ) 233( علم الد اللة قم تها شأنه في ذلك شأن األصوات و الت اركيب و يبقى البحث في المجال الد اللي ي شكل قم ة الد ارسات و هي في نظر بعض الباحثين الم حدثين شبيهة بما ناد به األصوليون... ماد ة محسوسة ترتبط صورتها المعنوية في إد اركنا بصورة م ثير ) 234( آخر تنحصر م همته في اإليحاء ففهمه للداللة من هذه ال ازوية م رتبط بالمجال الن فسي و عالقته بالمثير الخارجي األمر الذي ينتج عن الت أقلم بين الشيء و العالمة الم عب ر بها عنه و هو ما ي مثل مفهوم التطابق بين الدال و المدلول. - فخر الد ين الر ازي المناظرات لشيخ الم تكلمين و المنطقيي ن تحقيق:عارف تامر ص سمير أحمد معلوف حيوية اللغة بين الحقيقة و المجاز ) دراسة في المجاز األسلوبي و اللغوي( ص أنظر: بالمر علم الد اللة ترجمة مجيد الماشطة الجامعة المستنصرية بغداد 1981 م ص 8. - بيار جيرو السيمياء ترجمة أنطوان أبو زيد الطبعة األولى 1983 م منشورات عويدات بيروت- لبنان ص

83 المستويات الداللية لأللفاظ في المعاجم العربية أ - المستوى الص وتي إذا سل منا بنتائج البحث في الحقل الل غوي و التي أك دت و تؤكد أن الل غة ظاهرة صوتية فاألولى أن نبدأ بد ارسة أصواتها باعتباره أصغر وحدة التي بها ننشئ الكلمات التي حتما تحمل دالالت مختلفة نتيجة اختالف تركيبها الصوتي و بهذا فالل غات اإلنسانية تتميز في ظواهرها الصوتية عن بعضها البعض. و لقد نشأ الدرس الصوتي العربي في ظل القرآن الكريم و تفسيره و كان الخليل بن أحمد ) 710 ه ت الف ارهدي ( ارفدا لهذا المنحى عند العرب و هو ما أدلى به في مقد مة م عجمه و قل ب الخليل ا ب ت ث فوضعنا على قدر مخرجها من الحلق و هذا تأليفه: ع ح ه خ -ق ك-ج ش ض ص س ز- ط د ت- ظ ث ذ- ر ل ن- ) 235(. ف ب م همزة و ا ي- - 7 و قد قس م الم حدثون د ارسة األصوات إلى قسمين: فونتيك )phonetic( و هو خاص نماذجها و عن تجمعاتها في لغة معي نة و دون الل غة التي تنتمي إليها يقف عليه القارئ في فصل األلف مادة بدأ نذكره في باب المعتل و يقال أيضا : ) 236( فمن المسائل الم تعل قة بالفونتيك بد ارسة أصوات الكالم مستقلة عن تقابالت الن ظر في وظائفها اللغوية أو حت ى معرفة )phonetic( ما و رب ما تركوا همزة لكثرة االستعمال على ما أفعله ب د أة ذي ب دء و بد أة ذي ب دأة أي أول أول و قولهم: لك البدء و الب دأة و الب دأة أيضا بالمد : أي لك أن تبدأ قبل غيرك )237( في الر مي أو غيره فالجوهري في تعامله مع هذا المدخل تعر ض لما له عالقة بالجانب الصوتي و أثره في إحداث داللة جديدة. - الفراهيدي) أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد 121_133 ه( معجم العين تحقيق: مهدي المخزومي إبراهيم السمرائي. 38 / أحمد مختار عمر دراسة الصوت الل غوي عالم الكتب د. تا ص الجوهري إسماعيل بن حماد الصحاح تاج اللغة و صحاح العربية تحقيق: أحمد عبد الغفور عط ار دار العلم للماليين بيروت الطبعة الر ابعة 1993 م ص

84 - الفونولوجيا )phonology( للغة م عي نة )238( يهتم بالد ارسة التي تصف و ت صن ف النظام الص وتي و هو و المعاجم الل غوية تناولت األلفاظ من هذه الوجهة بشيء من التفاوت حسب طبيعة بناء المعجم و منهجه و اهتمام صاحبه بهذه المسائل وبعد استق ارئنا لبعضها مك ننا ذلك من تدوين ما له عالقة بالمستوى الص وتي الفونولوجي )phonology( الذي يختص بد ارسة التشكيل الصوتي حيث تتعر ض للفونيم و المقطع الصوتي و النبر و التنغيم و التغي ارت التركيبية التي تصيب األصوات )239( ما ت عرف عند الم حدثين بالقوانين الصوتية ) ) 240( العربي قانون المماثلة assimilation( و هي و من المسائل الفونولوجية في المعجم و األمثلة في المعاجم العربية كثيرة منها ما وقفت عليه في الصحاح حيث عرض صاحبه مثاال ملموسا لمفهوم المماثلة بين مادتي: )جدف ) جدث ( و ) جدف الطائر يجد ف ج دوفا إذا كان مقصوصا ف أريت ه إذا األصمعي: و منه س م ي مجداف السفينة.و جناحا طار كأن ه ير د جناحي ه إلى خلفه قال الطائر: م جدفاه قال ابن د ريد: م جداف الس فينة بالد ال و الذ ال جميعا ل غتان فصيحتان. و الجدف : القبر و هو إبدال الجد ث قال الفر اء:. العرب ت عق ب بين الفاء و الث اء في 2 )241(. الل غة فيقولون: ج د ف و ج د ث و هي األجداف و األجداث و في ثنايا بحثنا وق ارءتنا للمعجم استوقفتنا بعض الظواهر الصوتية التي تعر ض لها ألفاظ اللغة العربية ال تعيش منعزلة بل الزمخشري في شرحه المجازي باعتبار أن تجتمع وتشترك في روابط مشتركة تربطها وتصل بينهما ولكل كلمة جسم وروح:فجسمها هو المادة الصوتية التي تتكون منها والشكل الذي تجعل فيه تلك المادة أو البناء الذي :) ( تبنى عليه وروحها هو معناها )242( منها على سبيل التمثيل مادة ومن حنث - أحمد مختار عمر دراسة الصوت الل غوي ص انظر: براجشتراسر التطور النحوي للغة العربية تعليق رمضان عبد التواب مكتبة الخانجي القاهرة 1983 م ص و هي تعني أثر أحد الصوتين في اآلخر طبعا و هما يختلفان في الصفة و المخرج و نتيجة عملية التأثير يحدث التقارب أو التماثل الذي ينتج عنه اتفاق في المخرج أو الص فة فيؤد ي إلى نوع من التوافق الجوهري إسماعيل بن حماد الصحاح تاج اللغة و صحاح العربية تحقيق: أحمد عبد الغفور عط ار / فرحات عياش االشتقاق ودوره في نمو اللغة ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر 7440 م ص

85 المجاز: بلغ الغالم الحنث و ك ان و ا ي ص ر ون ع ل ى الح ن ث الع ظ يم وهو الذنب )243( استعير من حنث الحانث الذي هو نقيض ب ر ه وهو يتحنث من القبيح: يتحر ج ويتأث م وكان رسول اهلل - - يتحن ث ب ح ر اء أي: يتعب د ويتأث م وقالوا تحن ث بص لتك )244( وبر ك ويجوز أن تعاقب التاء الفاء من الت حن ف. إن إشارته إلى إمكانية تداخل التاء مع الفاء له ما يفسره ت يا فالت ح ن ث يؤول إلى ص و الت حن ف وهو ما توصلت إلى تأكيده الد ارسات الصوتية الحديثة فالفاء الثاء و صوتان احتكاكيان فيهما يضيق مجرى الهواء الخارجي من الرئتين في موضع من المواضع بحيث يحدث للهواء في خروجه احتكاكا مسموعا و الصوامت العربية التي يصدق عليها هذا الوصف هي : المهموس ف ث - س المجهور - ذ ظ ز ) 245( ص - إن إمكانية تأويل حسب أري الت حن ث الزمخشري من الناحية الصوتية ال يمكن تفسيره إال بالتقارب القائم بين الحرفين من حيث المخارج فيسهل التبادل بينهما سورة الواقعة اآلية الزمخشري أساس البالغة ص محمود السعران علم اللغة العام دار النهضة العربية بيروت ص

86 فالفاء يحدث نتيجة ضغط الشفة السفلى على األسنان العليا بحيث يسمح للهواء أن يشق طريقه بينهما و خالل الثنايا يرفع الحنك اللين فال يمر الهواء خالل األنف وال يتذبذب الوت ارن الصوتيان ]...[ الثاء و يحدث بأن يوضع طرف ال لسان بي ن أط ارف الثنايا بحيث يكون هناك منفذ ضي ق للهواء ويكون معظم جسم اللسان مستويا الحنك اللين فال ينفذ الهواء عن طريق األنف وال بتذبذب الوت ارن الصوتيان برفع )246( فالفاء و الثاء يلتقيان في احتباس الهواء في موضع ما وال يتذبذب الوت ارن الصوتيان أثناء النطق بهما مما ي يس ر عملية التبادل بينهما و لذلك حكم الزمخشري بقوله: الت ح ن ث يؤول إلى. الت ح ن ف ) 247( ( و م م ا وقفنا عليه من المسائل الفونولوجية في المعجم العربي الل غوي قانون الم خالفة )dissimilation و أساء إليه: ث م ك ان ع اق ب ة ال ذ ين أ س اؤ وا الس وأ ى و هو ما يتجل ى لمتصف ح أساس البالغة في قوله: نقيض أحسن إليه و الس وآى نقيض الح سنى و في القرآن )248(... يعني الن ار. و السي ئة أصلها سي و ئ ة فقلبت الواو ياء و أ دغم ت )249(. مثل هذه االلتفاتة من الزمخشري في شأن الجوانب الص وتية يوحي لنا أن للقلب أثر في تبد ل داللة الل فظ و تنو عها. ب المستوى الص رفي إذا سل منا بالحقيقة التي مفادها أن الل غة هي األلفاظ الد الة على المعاني وطريق ها الكالم و الكتابة فمعاني األلفاظ و داللتها قد تتحكم فيها الصيغة أو ) 250( - المرجع نفسه علم اللغة العام ص و هي عكس التماثل فاألصوات المتماثلة في كلمة ي غي رها إلى صوت آخر يغلب أن يكون من أصوات العل ة الطويلة أو من األصوات المتوسطة أو المائعة ( ل ر م ن ) و الت فسير الص وتي لهذه الظ اهرة مفاده أن الص وتين المتماثلين يحتاجان إلى جهد عضلي في الن طق بهما في كلمة واحدة و لتسهيل عملية الن طق ي قلب أحد الص وتين صوتا آخر من تلك األصوات التي ال تتطلب مجهودا كالال م و الميم و النون. )- انظر: علي حسين مزيان علم األصوات بين القديم و الحديث ا طل بعة األولى دار شموع الثقافة الو اوية ليبيا 3333 م ص 134.( سورة الروم اآلية الجوهري الصحاح سيأ. 14 / شوقي حمادة م عجم عجائب الل غة دار صادر - بيروت الطبعة األولى 3333 م ص

87 البناء الصرفي للكلمة العتبار و هو أن الد اللة تتغير بتغير بنية الكلمات فكلمة علم يمكن أن تكون مصد ار و فعال ماضيا وفعال مضارعا و أمر و أن تدل على الر اية أو تضاف إلى اسم بعدها لتدل على اسم لمادة خاصة مثل: علم الحساب ) 251 ( إلى آخره و يشتق منها أو ازن جديدة كاسم الفاعل واسم المفعول و صيغة... المبالغة و اسم الزمان و المكان و اسم التفضيل حيث يبرز مع كل تغيير جديد في الكلمة معنى جديد و ت عب ر هذه الظاهرة عن ث ارء اللغة و اتساعها للتعبير عن مختلف ) 252( المطالب و الحاجات ) 253 ( فظاهرة تنوع البناء الص رفي و اختالف صيغها ) 254( في علوم الل غة العربية أفادت في عملية االت ساع الد اللي و لقد رك ز المعجميون في معاجمهم أثناء تتب ع داللة األلفاظ على أصول الكلمات و طريقة اشتقاقها و هو يقف عليه القارئ في مجمل اللغة نحو: الح م و: حمو: أبو الز وج و أبو ام أرة الر جل ي قال: هو ح م وه و ح م اه على وزن أبوه وق فاه. األصمعي: قال ح م ؤ ها مهموز مثل كمء قال: هي م ا ك ن تي و أ ز *** ع م أ ن ي ل ها ح م ؤ - و الذي رآه عبده الر اجحي في هذا المجال أن الل غة العربية تتميز بأنها ل غة اشتقاقية و هذا يعني أن ه ناك مادة ل غوية م عي نة مثل ( ك ت ب ) ي مكن تشكيلها على هيئات م ختلفة ك ل هيئة منها لها وزن خاص و لها وظيفة خاص ة ( - عبده الر اجحي الت طبيق الص رفي دار المعرفة الجامعية إسكندرية 1988 م ص 21. ) علي أحمد مذكور تدريس فنون اللغة العربية القاهرة دار الفكر العربي 3333 م ص هي الظ اهرة التي الحظها كثير من اللغويين والنق اد فيما يترت ب على اختالف الصيغة الصرفية بين كلمة وأخرى فالفرق في المعنى حاصل بين )ضارب وضرب وضروب ومضروب( وقولهم ( ناصر ونصر ومنصور ونص ار( إلى آخر احتماالت اختالف الصيغ الصرفية. - و ال شك أن علوم اللغة بحاجة إلى دراسات حديثة لتجلية العالقات بينها نظريا وتطبيقيا طلبا لتجميع مقوالت هذه العلوم في أكثر من قضية وحسبنا على سبيل المثال أن نشير مثال إلى مجموعة من الدراسات لكشف العالقات الخفية بين الحقول الداللية الصرفية والحقول الداللية المعجمية وبين مجاالت المعاني الداللية والتصريفات االشتقاقية ألبنية الكلمات العربية. )- سليمان فياض استخدامات الحروف العربية ( معجميا صوتيا صرفيا نحويا كتابيا ( دار المريخ المملكة العربية السعودية 1998 م,ص 4.(

88 )255( و الح م و ة مثل الح مي ة و الح م ى: خ الف الم باح إن استعانته باألو ازن الصرفية و اعتماده على الت مثيل لها تجسيد لقناعته بأثر هذه العوامل في تحقيق اإلبانة. و قد يلتفت في اإلطار ذاته إلى التركيز على بيان الجمع قصد إ ازلة الل بس نحو ما وقفنا عليه في ماد ة حبك الط ارئق. قال اهلل جل و عز حبك: الحبيكة : الطريقة و الجميع و الس م اء ذ ات الح ب ك قالوا: الحبائك و الح ب ك: ط ر ائ ق الن ج وم )256( و فيما يتعل ق باألو ازن الص رفية و أثر اختالفها في تنو ع الد اللة أريت أن أستعين بالجدول اآلتي: الصيغة المعنى الصرف المثال المعنى الداللي فاعل اسم م ي ع ض و ي و الظ ال م ع ل ى ي د ي ه ي ق ول ي ا الداللة على وصف فاعل ل ي ت ن ي ات خ ذ ت م ع الر س ول س ب يال من قام بالفعل. الفرقان 21 و ال ت ق ت ل وا الن ف س ال ت ي ح ر م الل ه إ ال مفعول اسم الداللة على من وقع عليه مفعول ب الح ق و م ن ق ت ل م ظ ل وما ف ق د ج ع ل ن ا الفعل ل و ل ي ه س ل ط انا ف ال ي س ر ف ف ي ال ق ت ل إ ن ه ك ان م ن ص و ار اإلس ارء 33 و آت اك م م ن ك ل م ا س أ ل ت م وه و ا ن ت ع د وا فعول صيغ الداللة على معنى المبالغة ن ع م ت الل ه ال ت ح ص وه ا إ ن اإل نس ان اسم الفاعل ابن فارس أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا )ت 391 ه ( جممل الل غة الرسالة العراق الطبعة الثانية 1984 م ) حمو ( 1/ حتقيق: زهري عبد احملسن سلطان مؤسسة - ابن فارس أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا )ت 391 ه ( جممل الل غة حتقيق زهري عبد احملسن سلطان 1.341/

89 ل ظ ل وم ك ف ا ر إب ارهيم 34 ظ ل م م م ن اف ت ر ى ع ل ى الل ه ك ذ با و م ن أ أفعل الص فة الداللة على معنى المشبهة أ و ك ذ ب ب آي ات ه إ ن ه ال ي ف ل ح الظ ال م ون اسم الفاعل. األنعام 27 ق ال مف ع ل اسم م ع د الز ين ة و أ ن ي ح ش ر م و ك م ي و الداللة على مكان مكان الن اس ض ح ى طه 04 وقوع الفعل. مف ع ل اسم ل و ي ؤ اخ ذ ه م و ر ب ك ال غ ف ور ذ و الر ح م ة الداللة على زمان زمان ب م ا ك س ب وا ل ع ج ل ل ه م ال ع ذ اب ب ل ل ه م وقوع الفعل. ئ ال م و ع د ل ن ي ج د وا م ن د ون ه م و الكهف 00 م ف ع ل اسم ول ه م م ق ام ع م ن ح د ي د الحج 27 جمع م قمعة للداللة على آلة آلة القمع. إن المتأمل للمعاني الصرفية التي احتواها الجدول أعاله يقف على حقيقة مفادها أن تنو ع الص يغ من بنية إلي أخرى ي ؤد ي حتما إلى تنو ع الد اللة فالص يغ الم شتقة من الفعل - و الم مثلة في: ظال م م ظ ل وم- ظ ل وم - أ ظ ل م تختلف داللتها من واحدة إلى ظلم أ خرى. كما أن الص يغ الم شتقة من الفعل وعد و الم مثلة في- موعد داللتها غير واحدة و قد أكد هذا الحكم ابن األثير) 031 ه ) و الذي من خالله أثبت أن كل وزن له داللة و اللفظ إذا كان على وزن من األو ازن ثم ن قل إلى وزن آخر أكثر منه فال ب د أن يتضمن من المعنى أكثر م م ا تضمنه أو ال ألن األلفاظ أدل ة على المعنى و أمثل لإلبانة عنها فإذا زيد في األلفاظ أوجبت القسمة زيادة المعاني من ذلك قولهم: خشن و اخشوشن فمعنى دون معنى خشن اخشوشن لما فيه من تكرير العين و زيادة الواو

90 نحو فعل و افعوعل و كذلك قولهم أعشب المكان فإذا أروا فيه كثرة العشب قالوا: ) 257( اعشوشب. و الباحث في المعاجم الل غوية يقف على كثير من إحاالت أصحابها لما له عالقة بالمستوى الص رفي نحوما وقفت عليه في مادة ( بسل(: و الب س ل ة بالض م: و أ جرة الر اقي. الب س ال ة : الش جاعة و قد ب س ل بالض م فهو باس ل فهو بطل و قوم ب س ل مثل باز ل و ب ز ل )258( و الم باس ل ة : الم صاولة في الحرب إن تمييزه بين جملة من البنيات في المادة الواحدة التي ضم نها ج ملة من الص يغ الص رفية نحو: ( ف ع ل ة ( ب س ل ة ( ف عالة ( ب سالة ( ف ع ل ) ب س ل ( ف ع ل ) ب س ل تأكيد من صاحب الص حاح بأن داللة المدخل تأخذ معان مختلفة ك ل ما تغي رت صيغتها الص رفية و هي خاص ية تمتاز بها اللغة العربية و الم ؤك دة في كثير من البحوث الل غوية فهي من أكثر الل غات التي تتميز بوفرة هائلة في الصيغ التي تقوم عليها المعاني الوظيفية الصرفية كاسم الفاعل و اسم المفعول و الصفة الم شبهة و اسم التفضيل واسم المكان واسم الزمان.. الخ و هي أي اللغة محظوظة جدا بوجود هذه الصيغ فيها ألن الصيغة في الصرف قرينة هامة يعتمد عليها الباحث ) 259( فالد اللة الم ستوحاة من الن ص أو الجملة تتحكم فيها ج ملة من الق ارئن التي توحي بداللة م عي نة وطالما كانت الفيصل في إثباتها و ضبط قصدية صاحبها باعتبار أن الوحدة الكالمية حينما تأخذ حي از ضمن جملة من الكلمات تتشكل لها داللة أ خرى و للبنية مستوى داللي يستق أر ) 260( من ت اركيب الن ص و عالقات عناصره و تفاعالتها و سمتها الت ك اررية. - ابن األثير الجزري المثل السائر في أدب الكاتب و الشاعر نحقيق: الشيخ كامل محمد محمد عويضة دار الكتب العلمية بيروت 1998 م 31. / الجوهري إسماعيل بن حماد الصحاح تاج اللغة و صحاح العربية حتقيق: أمحد عبد الغفور عط ار / مصطفى النحاس من قضايا الل غة الطبعة األولى 1991 م الكويت ص حاتم الصكر ترويض النص دراسة للتحليل النصي في النقد المعاصر إجراءات.. و منهجيات الهيئة المصرية العامة للكتاب 1998 م ص

91 إن المستوى الد اللي للبنية في كثير من الحاالت تتحكم فيه جملة من العناصر التي ينبغي م ارعاتها كتلك الني تتعلق بت اركيب الن ص حيث يطغى على بعضها الت اركيب االسمية التي توحي بداللة الثبات و االستق ارر خالفا لما نقف عليه في ت اركيب أ خرى حيث يطغى عليها الت اركيب الفعلية التي توحي بالحركية و الت غير كما أن لعنصر العالقة بين الوحدات األثر في تحديد الد اللة. إن أثر الت ركيب في داللة الل فظ و الخروج به من المعنى العادي إلى معنى جديد يجعلنا نتساءل حول أي هما أهم في الداللة اللفظية الصيغ أم المدخل المعجمي إن الداللة من هذا المنطلق غير ثابتة فالل فظة الواحدة قد ت ؤد ي عددا من الد الالت و هو ما ي عرف بالت وليد الذي هو إصباغ معنى جديد على كلمة قديمة فصيحة تتضمن معنى آخر فالهاتف تعني قاموسيا م ن ي سم ع ص وت ه و ال ي رى شخص ه أم ا اآلن فهو التلفون كذلك م حر ك السيارة فالم حرك صرفيا اسم فاعل من حر ك و السيارة م بالغة من الس ير أم ا في يومنا هذا فالم حرك شيء م حد د و السيارة هي األوتوموبيل و عندما نقل العرب الفكر اإلغريقي عمدوا إلى التوليد و أحيانا إلى االشتقاق القياسي و عندما لم يكن التوليد أو االشتقاق أم ار م مكنا كانوا يعمدون إلى الت عريب أي: لفظ الكلمة األعجمية على شكل عربي الوزن ككلمة التي د رهم ) 261( ) 262( أصلها د ارخما و بهذا األسلوب توسعت العربية في معجمها و داللتها حيث ع رفت هذه األخيرة بالتعدد الدالليpolysémie عديد الوحدات المفرداتية: و الذي يشير إلى ) 263( انطالقا من موافقتها ألكثر من معنى. خصوصية تتقاسمها - قد ينطق البعض أن تأثر الل غة العربية بغيرها من الل غات األخرى أو ضم ألفاظ من هذه الل غات إليها كان في وقت م تأخر و لكن الحقيقة غير ذلك إذ أن العربية أخذت ت حق ق ذاتها باألخذ و العطاء منذ فجرها األو ل وإن ها لو لم تف عل ذلك لكانت م خالفة لس ن ة الحياة في الت طور و البقاء. ( - محمد رواس قلعجي لغة القرآن دار الن فائس بيروت 1988 م ص. 11 ) أنيس فريحة نظريات في الل غة دار الكتاب اللبناني بيروت الطبعة الثانية 1981 م ص ماري نوال غاري بريور المصطلحات المفاهيم في اللسانيات ترجمة عبد القادر فهيم الشيباني ص 81.

92 إن تتب ع علماء الصرف للد اللة الل فظية لم يتوقف عند تتب ع البنية كوحدة م ستقل ة و إن ما درسوها ضمن المجموعة و لم ا كانت قيمة الل فظ في األداء هي الس مة الغالبة عند ) 264( أوصافه في المفرد و الجملة باعتبار أن داللة العلماء تعرضوا له و بي نوا األلفاظ قد يتغي ر معناها بفعل تجانسها مع جملة من األلفاظ في الجملة الواحدة و هو ما رك ز عليه علماء البالغة ج. المستوى النحوي م م ا هو م سل م به أن الل فظ ضمن تركيب أو في جملة يأخذ معنى قد يختلف عن المعنى الذي ي عرف به و هو كمدخل م عجمي ل ذا ق النحاة قديما بين فر تجل ت هذه العملية في مؤلفاتهم كتلك التي يقف عليها القارئ في اللفظ و القول الم ارد بالقول و قد الذي ض بط تعريفه في اللفظ الدال على معنى: كرجل و فرس و الم ارد باللفظ: الصوت المشتمل على بعض الحروف سواء دل على معنى: كديز مقلوب زيد و قد تبي ن أن كل ) 265( قول لفظ و ال ينعكس. إن للوحدات الم كو نة للجملة األثر في تحديد داللتها و هو ما عناه الفا اربي حينما التفت إلى هذه الظ اهرة التي وقفت عليها في قوله إن القول و هو لفظ م رك ب دال على ج ملة معنى و جزؤ ه دال بذاته ال بالعرض على ج زء ذلك المعنى ) 266( أو أفعاال و أو أسماء فالوحدات الم شار إليها باألج ازء في قول الفا اربي قد تكون حروفا إذا كانت داللة هذه األدوات تختلف في الج نس الواحد مثال فحروف الجر تختلف في داللتها عن حروف العطف و غيرها بل ما نقف عليه من اختالف في الد اللة هو اختالف حروف الجنس الواحد عن بعضها البعض فداللة حروف الجر تختلف عن بعضها البعض كما أن الحرف الواحد تختلف داللته من جملة إلى أ خرى و هكذا بالن سبة لألفعال و األسماء التي تتشكل داللتها بتأثير من الوحدات الجزئية األخرى عبد الفتاح الشين المعاني في ضوء أساليب القرآن الكريم ص ابن هشام األنصاري قطر الن دى وبل الص دى شرح محمد محي الدين عبد الحميد دار رحاب الجزائر ( د. ط - د. تا ) ص الفارابي العبارة تحقيق: محمد سليم سالم الهيئة المصرية العام ة للكتاب القاهرة 1923 م ص 14.

93 تكاد المفاهيم التي استهدف ب ها علماء الل غة مجال الكلمة ت جم ع على مضمون واحد وهو أن الكلمة هي الل فظة الد الة على معنى مفرد و هي ثالثة أنواع: االسم ) 267( الحرف الفعل فالواحد من االسم و الفعل و الحرف ي سم ى كلمة و في حالة االئتالف ) 268( المفيد بين اثنين أو أكثر ي سم ى كالما وهو ما قصده ابن مالك في ألفيته : ك ال م ن ا ل ف ظ م ف يد كاس ت ق م *** ) 269( ا س م و ف ع ل ث م ح ر ف الك ل م إن الكالم المفيد هو ما دل على معنى و لن يحص ل هذا األخير إال إذا تم ت عملية الت أليف بين كلمتين أو أكثر فمجموع الكلمات إذا تآلفت فيما بينها أفضت إلى بناء جملة مفيدة و هو ما أ ارده العكبري في قوله: إن الجملة تتألف بعض أج ازئها إلى بعض )270( كما تتألف حروف الكلمات المفردة بعضها إلى بعض فحسن انتقاء الكلمة 271(. و الت حكم في بناءها من حيث الت ركيب يؤول إلى تحقيق جملة م فيدة تؤد ي معنى ) لم يتوقف فهم علماء اللغة للداللة في مستوى البنية فحسب بل توس ع مجالها ) 272( ليشمل الجانب الترتيبي للوحدات الل غوية و أثره في ضبط العنصر الداللي فعلم الداللة ) sémantique (la حين يدرس الل غة فهو ال يخرج عن إطارها الداخلي حيث يهتم بالبنية الداخلية لل فظ أي أن علم الداللة كذلك يهتم بالمعاني داخل الجملة علي رضا المختار في القواعد و اإلعراب مكتبة دار الشرق بيروت د. تا ص هو أبو عبد للا جمال الدين محمد بن عبد للا بن مالك الط ائي و لد باألندلس عام 433 ه و نشأ فيها ثم انتقل إلى دمشق وتصد ر لتدريس العربية بحلب بعدها انتقل إلى القاهرة ثم عاد إلى دمشق و بها مات عام 423 ه ابن مالك األلفية في الن حو و الصرف دار اإليمان دمشق وبيروت 1933 م ص أبو البقاء العكبري مسائل خالفية في النحو تحقيق: محمد خير الحلواني حلب 1923 م ص فاختالف اللفظين الختالف المعنيين هو نحو - جلس- و - ذهب-. و اختالف اللفظين و المعنى واحد نحو : - ذهب - و - انطلق- و اتفاق اللفظين والمعنى مختلف قولك وجدت عليه - من الموجدة و وجدت- إذا أردت وجداه الضالة و أشباه هذا كثير )- عمرو بن عثمان بن قنبر سييويه الكتاب تعليق: إميل بديع يعقوب دار الكتب العلمية بيروت لبنان ا طل بعة األولى 1999 م ).39 / 1 - و ي عرف بالنحو و هو قي نظر القدماء العلم الذي يبحث في أحوال أواخر الكلمات إعرابا وبناء أو كما ي راد به في اصطالح الن حاة العلم الذي يبحث فيه عن أحوال أواخر الكلمات إعرابا و بناء فمعرفة حكم الكلمة من حيث كونها مرفوعة أو منصوية أو مجرورة أو مجزومة و بالموضع الذي تأخذ فيها هذا الحكم و العالمات المختلفة الذي تد ل على هذا الحكم و معرفة الكلمات التي تظهر عليها حركات اإلعراب و الكلمات التي يلزم آخرها حالة واحدة ك ل ذلك يدخل في دراسة الن حو. )- عبد الرحمن السي د الكفاية في الن حو مطبعة قاصد خير الطبعة األولى 1923 م 3.( 1/

94 273( النحوية هذه المعاني الناتجة عن مجموعة من العناصر اللغوية المؤلفة فيما بينها فهو بذلك ال يقتصر على الم فردات م ستقل ة بل يتعد اها ليقف على موقعها في الجملة ) لما للموقع من أثر في بيان الداللة و تحديدها. إن تالحم ج ملة من األلفاظ فيما بينها تفرز لها دالالت جديدة و هو ما أك ده البحث الل غوي حينما نفى عملية تحق ق التواصل و الت فاهم في ظل األلفاظ البعيدة عن الت ركيب و الحقيقة أن األلفاظ المجردة عن التركيب ال تؤدي مهمة التواصل و ) 274( التفاهم فكان ال بد لها من تركيب يجمعها فبناء الجملة الل غوية وفق نسق ترتيبي بين األلفاظ و طريقة ترتيبها مهم في عملية الر بط بين الل فظ كمدخل م عجمي ) 275( و الت ركيب لبلوغ دالالت جديدة. د المستوى الداللي لقد تشعبت قضايا البحث في المجال الد اللي عند الل غويين و لم تبق محصورة في مجالي الن حو و الص رف مثلما بي نا ذلك في المبحثين الس ابقين بل تعدتهما حيث ) 276 ( أصبح من البحث الد اللي االهتمام بكثير من القضايا البالغية و منها التي ترتبط ببحثنا قضية الحقيقة و المجاز و عالقتها بداللة الل فظ على أساس أن ها ت عد بحق مفتاح فهمهم لقضية الداللة و تغيرها فالمعنى الحقيقي ما و ضع على أصله في اللغة علي آيت أوحشان السياق و الن ص الشعري من البنية إلى القراءة ص سمير أحمد معلوف حيوية اللغة بين الحقيقة و المجاز ( دراسة في المجاز األسلوبي و اللغوي منشورات اتحاد كتاب العرب دمشق الطبعة األولى 1994 م ص و قبل الذهاب إلى ذلك و البحث عن داللة اللفظ ضمن التركيب رأى ابن هشام ضرورة معرفة داللتها معجميا و هو ما نستشفه في قوله: و كثيرة هي األلفاظ التي يتوقف إعرابها على معرفة معناها الم عجمي كما هو الحال عند ابن هشام حين س ئل عن إعراب كلمة بحقلد في البيت : ت ق ي ن ق ي لم يكثر غ نيمة *** بنكهة في ق ر بى و ال بحقلد قال : أعرف ما الحقلد )- ابن هشام جمال الدين ابن هشام األنصاري الم غني الل بيب عن كتب األغا ريب الطبعة الثانية 1949 م 3 / 183.( - لقد اهتم الدرس البالغي عند العرب بالثنائية المعروفة اللفظ و المعنى و منها ما يهتم بصلة اللفظ بمعناه وما يترتب عن ذلك من خروج هذا المعنى عن حدوده التي وضعت له أو بمعنى آخر انحراف المعنى عن اللفظ ثم يمتد هذا االهتمام ليتناول معنى الجملة و صلتها بما قبلها وبما بعدها... )- محمد عبد المطلب البالغة و األسلوبية الشركة المصرية العالمية للنشر لونجمان الطبعة األولى 1993 م ص 318.(

95 هو المعنى القديم الصحيح هو المعنى المباشر على و عكس هذا فإن المعنى المجاز ي هو المعنى الجديد المخالف لمعناه الحقيقي و هو المعنى الفني للفظ له استخدامه العادي ) 277( اآلخر هو المعنى غير المباشر للفظ له استخدامه المباشر. إن داللة الل فظ في الحقيقة غير داللته التي ي ؤد يها في المجاز و هو ما رآه عبد القاهر الجرجاني حينما خص الكالم و أرى أن ه على ضربين ضر ب أنت تصل منه إلى الغرض بداللة الل فظ وحده وذلك إذا قصد ت أن ت خبر عن زيد مثال بالخروج على الحقيقة فقلت: خرج زيد و باالنطالق عن فقلت: عمرو عمرو م نطلق و على هذا القياس و ضر ب آخر أن ت التصل منه إلى الغرض بداللة الل فظ وحده و لكن بذلك الل فظ على معناه الذي يقتضيه موضوعه في الل غة ث م نجد لذلك المعنى داللة ثانية تصل بها ) 278( إلى الغرض ومدار هذا األمر على الكناية و االستعارة و الت مثيل فظاهرة خروج األلفاظ إلى المجاز و عدم تقي دها بالمعنى العادي لها أكسبها داللة جديدة م م ا وس ع عبد القاهر من نطاق الد اللة الل فظية و في د ارسة لرشيد برقان التي يرى فيها أن ) 279 ( الجرجاني ال يهتم بالل فظ المفرد و ال يحفل به حيث يعتبره وعاء فارغا ال يمكن االطمئنان لداللته المفردة و ال يستحق القيمة في نفسه حتى معين بناء ) 280( يدخل في تركيب فحقيقة الد اللة الل فظية في نظر عبد القاهر الجرجاني تكمن في وظيفته ضمن التركيب العام و بالتالي فداللة الل فظ م نفردا ال تتسع لإلبانة مثلما يكون ضمن تأليف في جملة األمر الذي مك ن بعض االت جاهات الفكرية من بلورة مواقفها ) 281 ( على تخريجات داللية غير معهودة مثلما هو األمر بالن سبة للمعتزلة التي - محمود فهي حجازي مدخل إلى علم اللغة دار قباء للطباعة و النشر و التوزيع القاهرة د. تا ص عيد القاهر الجرجاني ( ت 321 ه ( دالئل اإلعجاز ) في علم المعاني ( تصحيح و تعليق:السيد محمد رشيد رضا دار المعرفة للط باعة و الن شر- بيروت لبنان 1333 ه / 1981 م ص و قد رد على هذه الن ظرة بدوى طبانه في قوله : و األلفاظ المفردة بغض النظر عن معناها الكامل في السياق ظالل مفردة تستمدها مما وراء الشعور من الذكريات و الصور التي صاحبتها في تاريخها الشخصي و اإلنساني على الزمن الطويل ثم لها كذلك ظاللها و هي في نسق كامل و الظالل األولى ينكرها رجل ناقد مثل عبد القاهر ألنه ال يرى داللة للفظ إال في نظم معين و هذه مغاالة منه فلل فظ المفرد ظله الخاص و جرسه الموحي في كثير من األحيان. )- بدوى طبانه التيارات المعاصرة في الن قد األدبي الطبعة الثالثة 1984 م دار المريخ الرياض ص 339.( رشيد برقان العالقة بين الجرجاني و الزمخشري مجلة جذور النادي الثقافي جد ة العدد 19 مارس 3331 م ص و من األسماء التي أوردها الر ازي لها كثيرة منها ما هو عام مثل المعتزلة وأهل العدل والتوحيد وأهل الحق ومنها ما هو خاص بحسب ما يعزى إلى فرق االعتزال من آراء مثل القدرية والجهمية و الوعيدية والمعطلة أو كمجموعة األسماء التي ذكرها المقريزي وهي الحرقية لقولهم الكفار ال يحرقون إال مرة والمنفية لقولهم بفناء الجنة والنار والواقفية لقولهم

96 أولت اهتماما بالغا لل فظ و المعنى و إن تعد د أسمائها يوحي بالشهرة التي اكتسبتها ) 282 ( بين الفرق الكالمية و لعل البحث في أصلها ) 283 ( كثير من العلوم و انفردت بسيمات في الفكر دفعهم إلى يكشف عن شخصيات برزت في و إن اهتمامهم بالل فظ و المعنى بالوقف في خلق القرآن و اللفظية لقولهم بأن ألفاظ القرآن مخلوقة لقولهم هللا تعالى في كل مكان والقبرية إلنكارهم عذاب القبر. )- فخر الد ين الر ازي المناظرات لشيخ الم تكلمين و المنطقيي ن تحقيق: عارف تامر ص.( 11 - لقد تتبع الر ازي ذلك و توصل إلى أن ه يرقي إلى عهد قديم فقد ولد في المدينة قبل وفات الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رجل شهير جمع في نفسه علوم زمانه وعلمها بما أوتي من طالقة وبيان هو الحسن البصري الذي كانت له في البصرة مدرسة يرتادها كبار المثقفين وكانت تثار في مجالسه كبرى المسائل الالهوتية.وقد نما االعتزال داخل المدرسة على يد واصل بن عطاءو عمرو بن عبيدفنجح واصل في جمع عدد غفير من األتباع حوله.و أرسل دعاته إلى األمصار وكلفهم ببث الدعوة في سائر الطبقات حتى انتشرت آراء المعتزلة لدى خلفاء كبار كالمأمون والمعتصم والواثق كما انتشر لدى سواد الشعب والعجائز في البيوت. ولكن االعتزال شأنه شأن سائر مجاري الكالم ال يؤلف مدرسة واحدة تامة جامدة متسقة بل إنه قد ومر بأدوار مختلفة وانبثقت عنه فرق عديدة حسب قول البغداديتبلغ عشرون فرقة كل واحدة تكفر سائرها ولكن من األصح أن ننظر إلى هذه الفرق نظرتها إلى أغصان دوحة واحدة نمت على تفاوت بحسب الظروف والظروف واألوضاع ولكنها ال تتنافى بالتناقض وهي كالبؤر التي تبعث اإلشعاع المعتزلي في كل اتجاه وهذه البؤر تتعاقب على األغلب ويحمل كل منها اسم الرئيس الذي يدير المركز ويشرف عليه ومن الجائز أن تلم إلمامة خاطفة بتاريخهم وبتطورهم فنذكر أن تاريخهم مر بأدوار ثالثة هي دور التكوين واالزدهار فاالنحطاط. من أقطاب هذه الحركة: الحسن البصري واصل بن عطاء العالف النظام الجاحظ الخياط البصري النيسابوري الزمخشري. البلخ أبو الحسن األشعري )- فخر الد ين الر ازي المناظرات لشيخ الم تكلمين و المنطقيي ن تحقيق:عارف تامر ص.( 11 - أما تطور المعتزلة الفكري فباإلمكان القول بأنها على مرحلتين أساسيتين...أولهما مرحلة المعتزلة الكالمية وهي مرحلة الدفاع عن اإلسالم والرد على خصومه ثم مرحلة المعتزلة المتفلسفة وهي مرحلة مناهضة الخصوم المثقفين باعتماد المنطق والفلسفة ولكنهم أخيرا أحبوا الفلسفة لذتها وصاروا يعظمون فالسفة اليونان كما فعل إخوان الصفا وحرصوا على إظهار االتفاق بين الفلسفة والدين وللمعتزلة أصول هي : التوحيد والعدل والوعد والوعيد واألمر بالمعروف والنهي عن المنكر. أما مبادئها فتتلخص: 7- هي حركة إصالح ديني تسعى إلى إتمام ما جاء في القرآن من تعاليم. 2- هي حركة دفاع ضد الفرق التي قاومتها وخاصة المالحدة. 3- هي حركة منطقية ضمت عددا من أصحاب الفكر في اإلسالم. - 3 هي حركة عقلية تعتمد على التأويل العقلي وتحولت أخيرا إلى الفلسفة. )- فخر الد ين الر ازي المناظرات لشيخ الم تكلمين و المنطقيي ن تحقيق: عارف تامر ص (.

97 البحث و الت مييز بين الحقيقة و المجاز و هو ما أك ده عبد الفتاح الشين أرى أن عملية الفصل بين األلفاظ و المعاني بدأت في بيئة الم عتزلة الذين ارتكزوا على فكرة المجاز و حاولوا من خاللها فهم الن ص القرآني فه ما ي ن ز ه العقيدة عن ك ل ما يتعارض مع. االعت ازلي الت وحيد أصل و الم عتزلة قد فسروا القرآن الكريم م ستخدمين المجاز وسيلة من وسائل الت عبير و أكدوا على تجريد المعنى القرآني و محسوسة تتنافى مع أصلهم في االبتعاد به عن أشكاله الظ اهرية و ما لها من دالالت الت وحيد ) 284( فالل فظ في نظر المعتزلة قد ت جر د داللته لبلوغ دالالت غير محسوسة خدمة لقاعدتهم في الت وحيد و من اهتمامات البالغيين باأللفاظ ما يتضح لنا جليا فيما أورده الجاحظ من في باب: ه( )ت 200 القول في المعاني الظاهرة بالل فظ الموجز قوله: وقيل البن الم قفع أال تقول الش عر قال: ) 285( الذي يجيئني ال أرضاه و الذي أرضاه ال يجيئ ني فالذي ي فهم من جواب ابن المقفع أن ه مهما عب ر عم ا يجول في نفسه فهو غير ارض لحظة التعبير عن أفكاره من ألفاظ و هو ما عب ر عنه المسدي في قوله إن ( ) 286 ( ال تف موقفه الت عبيري عنه باعتبار أن الذي يجيئه ) 287. العالقة بين الط رفين الل فظة و الت ركيب عالقة بنائية تجعلنا نفهم الد ور الحقيقي لل فظة من جهة و دور الت ركيب في توظيفها من جهة أ خرى أي أن الل فظة إذا كانت تخدم الت اركيب دالليا وتجعله أدبيا فإن الط رف عبد الفتاح الشين المعاني في ضوء أساليب القرآن الكريم دار الفكر العربي القاهرة 1999 م ص الجاحظ أبو عثمان عمرو بن بحر البيان و الت بيين تحقيق وشرح: عبد السالم محمد هارون دار الفكر للطباعة و الت وزيع د. تا. 313 / 1 - والحقيقة أن األلفاظ خدم للمعاني وضعت للداللة على األفكار فلوال الفكرة ما كان اللفظ و حسن اللفظ يستلزم حسن المعاني )- محمد علي زكي صب اغ البالغة الشعرية في كتاب البيان و التبيين للجاحظ المكتبة العصرية صيدا بيروت الطبعة األولى 1998 م ص 82.( - و مم ا عقب عليه علي زكي صب اغ في شأن اللفظ و المعنى فال ينبغي أن يفهم أن الجاحظ ينكر المعنى و يهمله بل يرى إطاره األسلوب المحكم القوي الذي يشير إلى ألوان المعاني العجيبة البديعة المخترعة )- محمد علي زكي صب اغ البالغة الشعرية في كتاب البيان و التبيين للجاحظ ص 113.(

98 الث اني) الت ركيب( تتجل ى وظيفته في نقل هذه الل فظة من مجال الق وة الل غوية المجال الم عجمي الم شترك ) إلى مجال الفعل الل غوي) المجال األدبي الخاص( وهذا ما ي سم ى ) 288 ( أو عملية إنشاء العالقات االستبدالية بعملية االنزياح إن الذي ينبغي أن ن ميزه من كالم المسدي هو أن للت ركيب وظيفة في تحقيق الد اللة و ك ل ما كان مبنيا و فق مواصفات فيها من التنسيق بين الوحدات التي ينقلها من ) ( ) المجال المعجمي ( الق وة الل غوية إلى المجال األدبي الفعل الل غوي ي كسبه ذلك داللة جديدة. من خالل تتبعنا لداللة األلفاظ و هي في الم عجم ي مكن لنا أن نستخلص شمولية داللتها فهي إذن تمتاز بالط ابع العام في األداء الد اللي و هو ما ي مكن تفسيره بعمل الم عجميين الذي يتمثل في رصد األلفاظ و تتب ع دالالتها و عند استقصائنا لحقيقة الد اللة الل فظية عند األصوليين تبي ن لنا أهمية نشاط الم عجميين في عملهم و ذلك حينما بلغ األمر باألصوليين إلى أن األلفاظ تمتاز بتعد د وجوه معانيها التي ال ي وفرها إال الم عجم كبداية ث م الت معن في عالقتها بغيرها من األلفاظ في الن ص الواحد. - عبد الحميد بوزوينة بناء األسلوب في المقالة عند اإلبراهيمي ديوان المطبوعات الجامعية 1988 م ص نقال عن كتاب األسلوبية و األسلوب لعبد الس الم المسدي ص

99 الفصل الثاني: المعجم لغة المعجم اصطالحا اإلرهاصات األولى للمعجم العربي المعاجم العربية و طرق تأليفها المعنى المعجمي أثر البنية العميقة في تحديد داللة الل فظ

100 م د و نة فنقف حيارى اتجاه مواقف كثيرة قد ت عترض سبيل القارئ أثناء الق ارءة ل نص أو ل فظ من حيث الفصل في داللته و ربطها بما يتماشى و صياغة الجملة م م ا يد فعنا إلى البحث و الت قص ب غية الفصل في معناه و لعل المجال الكفيل في البحث عن مثل هذه القضايا يندرج ضمن إطار واحد أال و هو ) 289 ( المعاجم. الل غويين العرب بذلوا جهودا م عتبرة في الحفاظ لقد أقر الت اريخ حقيقة مفادها أن على الث روة الل غوية و يتجل ى ذلك من خالل ح رصهم على فض ك ل ن ازع في شأن ما أ ق ف ل على األم ة و استعصى عليهم في شأن معرفة د اللته و معناه حيث سعوا جاد ين في جمع الموروث الل غوي و تتب ع أش هر ما قيل فيه ب غية تطويعه و تذ ليله. إن عملية الجمع هي بمثابة أرضية للمعجميين حيث اعتمدوها في بناء معاجمهم ولعل الس ر في تنو ع تأليفها يرجع إلى غ نى اللغة العربية و تفن ن العلماء في التعامل معها وتعد دها جاء وفق أنظمة متمايزة فمنهم من سلك مسلك نصر بن عاصم فوضعوا - معاجمهم وفق نظام أبي عمرو الشيباني ) 42 ه 260 ه( في كتابه المسمى بمعجم - الجيم و أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري ) 401 ه 030 ه( في معجم أساس - ( البالغة وأحمد بن محمد الفيومي 004 ه 116 ه( معجم المصباح المنير. ) 290( ويرى بعض الدارسين للمعاجم العربية تأثر يعضها ببعض خاص ة فيما يتعلق بالمنهج فأبو عمرو الم ت بع اعتمد األحرف األولى وتلك اعتمدت الحرف األخير ) 291( لمادتها و لع ل أكثرها تأث ار به الزمخشري صاحب أساس البالغة الذي اقتفى أثر الشيباني م طو ار المنهج وم كم ال ما فات الشيباني من أمور تنظيمية في صناعة الم ع ج م - و الحقيقة أن هذا العمل انتبه إليه ابن عب اس رضي للا عنه و تشير المراجع إلى أن ابن عباس قد سبق الل غويين إلى شرح غريب القرآن قبل قرن و كان و هو ترجمان القرآن - ي قر باستغالق بعض ألفاظ القرآن عن إدراكه و ذلك لقصوره عن اإلحاطة بالم عجم العربي )- الهادي الجطالوي قضايا الل غة في كتب الت فسير المنهج - الت أويل اإلعجاز ص 13. ) عبد القادر عبد الجليل المدارس المعجمية دار الصفاء للنشر والتوزيع عمان ا طل بعة األولى 7444 م ص هو إسحاق أبو عمر الشيباني عالم كوفي ميدانه اللغة و الغريب و النوادر عاش بين عام ) 93 ه ه( في الكوفة إلى جوار بني شيبان قبل أن ينتقل إلى بغداد.

101 ) 292( و هو ما ي جسد الفهم القويم لمنهج البحث عند القدامى فاألفكار تتولد بناء على اإلث ارء وتتكامل نتيجة النقد البناء ولم يكن غرض هذا المعجم جمع اللغة واستيعاب ألفاضها وانما بيان بالغة اللغة العربية واظهار جمالها باحتوائه حشودا من العبا ارت )293( الفصيحة. و إذا كان قصد الزمخشري في أساسه قد سعى إلى إثبات الجانب البالغي من خالل إظهار جمالها الكامن في العبا ارت المختارة فمن المعجميين م ن كان قصده تتبع الغريب من األلفاظ العربية و خص ها بالشرح قصد إ ازلة الغموض عنها كما هو الش أن بالنسبة للمصنف الغريب و هو بالتالي موسوعة ل غوية تدور حول مفاهيم ركيزتها اإلنسان و ال يخضع إلى ترتيب ألفبائي أو صوتي شأنه تنظيم مادة الل غة تنظيما آليا ألن ه ال يد عي استيعاب الل غة ك ل ها بل اإللمام بمواضيع تستوجبها ثقافة العصر الداعية إلى المحافظة على الثقافة العربية البدوية أمام هجمة دخلت اإلسالم حاملة معها مفاهيمها الثقافة التي جاءت بها الشعوب التي ) 294( و معانيها و هو ما تتبعه ابن منظور في لسان العرب الذي كان قصده إعادة بعث الل غة و معانيها نتيجة لظروف العصر وتفشي الل حن. ه ح ق ه م ن البحث و الت قص ي م ن ك م ا ن ج د ع ل م اء آخرين اهتم وا بع لم الل سان و أعط و هؤالء ن ج د أبي نصر الفا اربي )ت 913 م/ 339 ه( الذي قس م ع لم الل سان إلى ج أزين ) 295( رئيسيين أحدهما ح ف ظ األلفاظ الد الة عند أ م ة ما و ع لم ما يد ل عليه شيء م نها. و مهما يكن من اختالف بين المعاجم العربية فإن تعامل أصحابها مع األلفاظ هو من باب تحديد داللتها فكل مدرسة ارتأت منهجا وسبيال وفقه ت جلى المعاني و ) 296( - عبد القادر عبد الجليل المدارس المعجمية ص عبد اللطيف الصوفي اللغة ومعاجمها في المكتبة العربية ا طل بعة األولى دار طالس دمشق 1984 م ص أبو عبيد القاسم بن سال م المتوفى 333 ه 838 م الغريب المصن ف تحقيق: محمد المختار العبيدي دار مصر للطباعة الطبعة الثانية 1314 ه 1994 م 13. 1/ 3- نور الدين النيف فلسفة اللغة و اللسانيات مؤسسة أبو وجدان للطباعة و النشر و التوزيع ا طل بعة األولى 1993 م تونس ص. 18

102 توض ح الدالالت و هي بذلك تكون قد تأثر يعضها ببعض خاص ة فيما يتعلق بالمنهج. الم ت بع و هو ما أكد ه الكثير من الدارسين للمعاجم العربية إن مثل هذا االنجاز في شأن الفكر الل غوي ساهم في الحفاظ على ذاكرة األم ة و شخصيتها من الذ وبان و ذلك من خالل استهدافها ل ما يعكس واقع األم ة العربية آنذاك في شت ى المجاالت و لم ا كانت - و ال ت ازل - حلقة الت أليف في المعاجم م ستمر ة واكبت بذلك ك ل الح قب الت اريخية فدو نت من قريب أو بعيد ما له عالقة بالفكر الل غوي فح ق من هذا الم نطلق أن ن قر حقيقة طالما جانب ناها وهي أن الت أليف المعجمي شد انتباه الكثير من المؤلفين فاستنبطوا من فحواه الكثير من القضايا التي جاءت في ثنايا الحقل الد اللي. و حتى ال أزيغ عن مجال البحث الم سط ر في العنوان الر ئيس سأكتفي بتتب ع طبيعة الد اللة الواردة في المعاجم العربية و فيما أفاد التنو ع في شروح الم دخل الم عجمي الواحد ث م هل الت نو ع في الت أليف الم عجمي جاء لغرض منهجي و غيرها من األسئلة التي دفعتنا إلى البحث في هذا المجال و الت وس ع فيه. إن الم تأم ل فيما تزخر به الخ ازنة العربية في المجال الم عجمي و ما تتوفر عليه هذه - و العربية اللفظية الثروة على حافظت التي الكنوز أد ت دور الح ارسة عليها ولوالها لضاعت هذه - الثروة يقف على درجة من االعتبار لها بفعل ما أد ته و تؤد يه من م ساهمة في الحفاظ على الل غة. ت عد فالمعاجم لغوية وسيلة هدفها األسمى هو جمع الموروث الل غوي و تتب ع نو ع الد اللي لل فظ الواحد استعماله قصد الوقوف على الت و بيان مدى تطو رها - إن الحديث عن المعنى األصلي للكلمة يجعل الباحث ي مي ز بين الد اللة األصلية لها و التي اصط لح عليها في بداية األمر وبين التي تطرأ عليها عند كل استعمال و في هذا المقام يرى المبارك محمد إن معاجم الل غة العربية ت دو ن المعاني األصلية للكلمة و المعاني األخرى التي طرأت على الكلمة حتى نهاية القرن األو ل للهجرة تقريبا و تقف عند هذا الحد و أم ا المعاني التي طرأت بعد هذا الت اريخ فليس من م عجم يجمعها إال بعض أنواع منها ج معت في ك تب خاصة... ( - المبارك محمد فقه الل غة ( دراسة تحليلية م قارنة للكلمة العربية ( طبعة دمشق 1943 م ص. 183 ) وبهذا فاألصل الد اللي للكلمة محصور في المعاجم الل غوية أم ا ما يطرأ من جديد المعاني فيمكن حصره في المعاني الفرعية للفظ التي تنشأ نتيجة االستعمال و تنوعه.

103 و ات ساعها أو ثباتها و تغي رها كما أن لفحوى الشرح و مضمون الت فسير لل ف ظ الواحد الذي ي ضم نه الم عجمي شيئا من االستدالل و االستشهاد كفيل من أن يغرس في أو القارئ قيمة ت ثب ت و ت عز ز انتماءه لمضمونها تنبه ه لضرورة ي مكن أن نحكم لدور الم عجم في م ساهمته و صيانته للت ارث العربي تفاديها و بذلك. و الحقيقة أن الباحث في هذا المجال تستوقفه الكثير من القضايا التي جاءت في ثنايا ش رح األلفاظ إال أن ني سأكتفي بتتب ع داللتها من الوجهة الل غوية البحتة و كيف توصل الم عجميون إلى تثبيت ذلك و قبل مناقشة ذلك يجدر بي أن أتناول تعريف الم عجم ل غة و اصطالحا المعجم لغة و كيف تعامل المعجميون مع األلفاظ و دالالتها تكاد المعاجم العربية ت جمع على تحديد داللة لفظ م عجم و م م ا وقفنا عليه في معجم لسان العرب الم ثاالن كثير ا ي قال أع ج م قال: قول صاحبه: الع ج م الع ج م و : : خ الف الع ر ب و الع ر ب يع تقب هذان ع ج م ي وجمعه ع ج م و خ الف ه ع ر بي و ج م ع ه س لوم لو أص ب ح ت و س ط األع ج م ع ر ب و ر ج ل في الر وم أو فارس أو في الدي ل م إذ ا لز ر ناك و لو ب س ل م وقول أبي النجم :! و طالم ا و طالم ا و طالم ا *** غلب ت ع ادا وغلب ت األ ع ج م ا قال ذو الرمة : وال ت ر ى م ث لها ع ج م و ال ع ر ب

104 فأ ارد بالع ج م ج م ع الع ج م ألنه عطف عليه الع ر ب. قال أبو إسحاق: األع ج م الذي ال ي ف ص ح و ال ي بي ن ك الم ه وان كان ع ر بي النس ب ) 297( كزياد األع ج م. إن الد اللة الل غوية للفظ )عجم( في مطلق معانيها - حسب ابن منظور و غيره ) 298( تنحصر في صعوبة اإلبانة و اإلفصاح مع الغير كما هو مالحظ مع العنصر غير العربي و هو األعجمي الذي ال يكاد يت فق ل سان ه و الط رف العربي م م ا ينت ج عن ه الال تواصل على المستوى الل ساني. المعجم اصطالحا قد يلتقي الت عريف الل غوي و يشترك مع ) 299( طور نتيجة الت الت عريف االصطالحي في بعض الجوانب و هو ما يعكس الت قارب الكائن بين الل غة و مجاالت الفكر األخرى و لعل من الت عاريف االصطالحية التي خص ت لفظ ما وقفت معجم عليه في م قد مة الص حاح كتاب يضم أكبر عدد من مفردات الل غة مقرونة بشرحها و أو إم ا على حروف الهجاء تفسير معانيها على أن تكون المواد م رت بة ترتيبا خاصا الموضوع و الم عجم الكامل هو الذي يضم ك ل كلمة في الل غة مصحوبة بشرح معناها و اشتقاقها و طريقة ن طقها و شواهد ت بين مواضع استعمالها. - ابن منظور لسان العرب مادة )عجم( تقديم عبد للا علي الكبير و آخرون باب العين 3/ و من باب الت وس ع رأيت أن أتتبع داللة نفس الل فظ فاحتميت بمعجم أساس البالغة حيث وقفت على اآلتي : مادة عجم : سألته فاستعجم عن الجواب قال امرؤ القيس : [ من السريع ] *** 297 و اس ت ع جمت عن من ط ق الس ائ ل صم صداها و عفا رس م ها و في الحديث من اس تع جمت عليه قراءت ه فلينم و كتاب ف الن أعجم إذا لم ي فهم ما كتب. و باب األمير م عجم أي : م ب هم م ق فل... )- أبو القاسم جار للا بن عمر بن أحمد الزمخشري أساس البالغة تحقيق: محمد باسل عيون السود دار الكتب العلمية بيروت لبنان 434.( / 1 - و هو ما رآه عدنان الخطيب في قوله: و إذا كان العرب القدامى يقصدون من قولهم باب م عجم الباب الم قفل فإن العرب بعدئذ أصبحوا يفهمون من لفظة )م عجم( : الكتاب الذي يفتح للناس ما استب هم من الكالم. )- عدنان الخطيب المعجم العربي بين الماضي و الحاضر الطبعة الثانية 1993 م مكتبة لبنان ناشرون ص 31.(

105 و ال ي طلق الم عجم على غير هذا فإذا جمعنا ك ل ألفاظ الل غة في كتاب و لم ن ص ح ب ها فإن ه ال ي سم ى م عجما و كذلك ال ي سم ى م عجما إذا وضعنا فيه كلمات ) 300( معدودة مشروحة بل ال ب د أن يكون الم عجم كما عر ف ناه ووصفناه فالم عجم من هذا التعريف م دو نة ج م عت فيها ألفاظ الل غة مشروحة و فق ن ظام تر تيبي و قصد إض فاء طابع اإلقناع على م ستوى الم عجم يحرص أصحابه على تضمين شرحه بشيء من الش واهد كما تتخل ل عملية شرح األلفاظ جوانب ل غوية قد ت ساعد على اإللمام بدالته من خالل خروج الم عجمي إلى م ستويات صوتية أ خرى: نحوية صرفية تتصل بالpل فظ الم ستهدف بالش رح. و الحقيقة أن التعريف االصطالحي للم عجم و إن تعد دت تعاريفه فإن ها تشتر ك فيما ي مي ز ه عن غيره من الكتب و الم ؤلفات تلك هي الحقيقة التي لمست ها في كتاب م عجم علم الل غة الذي خص ه بقوله: هو مرجع المعجم لغة ما كلمات على يشتمل مصطلحات أو نظيرها تاريخها تاريخيا في أو وقد لغة ما علم أخرى لفظها... يكون وقد م رت بة أو المعجم بيان يكون مفردات ترتيبا اشتقاقها المعجم أو أو م اردفها أو ذكر كلمة كل تعريف مع خاصا أو عاما أو استعمالها مصطلحات معانيها أو م تخص صا يكون قد كما وقد الم تعد دة يكون مت اردفا وصفيا ترجمات أو أو أو أو ) 301( تعاريف و مهما يك ن من إضافات في تعريف الم عجم من الن احية االصطالحية فمرد ذلك إلى تطو ر الد ارسات الل غوية و إلمامها بمجاالت الم عجم م م ا مك ن الم هتمين بهذا الحقل من اإللمام بفحواه فتعد د الد ارسات التي خص ت الم عجم أفادت في الكشف عن مضمونه و لم تع د تلك الد ارسات حبيسة االجت ارر و التك ارر األمر الذي أفاد في الكشف عن فحوى المعجم. - إسماعيل بن حماد الجوهري الصحاح تاج اللغة و صحاح العربية تحقيق: أحمد عبد الغفور عط ار ص رياض زكي قاسم معجم علم اللغة النظري دار المعرفة طبعة بيروت ص

106 اإلرهاصات األولى للمعجم العربي إن الم تصف ح للمعاجم العربية األولى تتبادر إلى ذهنه الل بنة األولى للت أليف الم عجمي التي قد ت جيب ج ملة من االستفسا ارت في شأن عن األسباب التي دفعت بالمعجميين إلى الخوض في هذا المجال و هل ف ع ال التأليف الم عجمي انطلقت األولى من بوادره الحقل الل غوي أم الل غويون تأثروا بغيرهم و نقلوا فكرة الت أليف الم عجمي من حقل خارجي و لم ا احتضنت الل غة هذا الن وع من التأليف تمي ز البحث في هذا المجال عن سابقه لخصوصية و طبيعة المنحى فدعم ت بذلك أ سسه و تفر عت مناهجه من خالل ازدهار حركة التأليف. إن البحث في شأن اإلرهاصات األولى للم عجم العربي خاض فيه الكثير من الباحثين و قد استقر ت نتائج بعضهم في م ستوى من الت حليل الموضوعي كال ذي يقف عليه القارئ في كتاب المعجم العربي بين الماضي و الحاضر حيث ذهب صاحبه إلى أ ن ) 302( بداية المعجم العربي كمنهج و م حتوى وظ فها علماء الحديث حيث أك د أن هم األوائل الذين أل فوا الكتب بترتيب حروف اله جاء و كان اإلمام الب خاري صاحب الص حيح و هو من رجال القرن الثالث لله جرة من ر و اد الت أليف الم عجمي... فرغ من الم حمد ين فإذا ابت د ئ في األلف ث م الباء ثم الث اء ث م ي نتهى بها إلى آخر حروف أ ب - أم ا كسلوك م مارس في حياتهم فيمكن للقارئ أن يميل إلى رأي الباحث الذي يرى أن المعجم العربي يبدأ تاريخه منذ واجه أصحاب رسول للا صلى للا عليه و سلم- مشكلة فهم النص القرآني و بخاصة حين كانوا يجدون في هذا النص ألفاظا ال يعرفون معانيها فيسألون عنها ث م ي قيدون تفسيراتها إلى جانبها )- يسرى عبد الغني عبد للا م عجم المعاجم العربية دار الجيل بيروت الطبعة األولى 1991 م ص 39.( و خير ما نستدل به في هذا المجال كذلك ما ر وي عن ابن عباس رضي للا عنه - أن ه كان جالسا بفناء الكعبة قد اكتنفه الناس يسألونه عن تفسير القرآن فقال نافع بن األزرق لنجدة بن عوي مر : ق م بنا إلى هذا الذي يج ترئ على تفسير القرآن بما ال علم له به فقاما إليه فقاال :إن ا ن ريد أن نسألك عن أشياء من كتاب للا فتفس رها لنا و تأتينا بمصادقه من كالم العرب فإن للا تعالى إن ما أنزل القرآن بلسان عربي م بين فقال ابن عباس : سالني عم ا بدا لك ما فقال نافع : أخبرني عن قول للا تعالى : )عن ال يمين وعن الش مال عزين ) سورة المعارج اآلية 32. قال ابن عباس : العزون حلق الرفاق. قال نافع: و هل تعرف العرب ذلك قال: نعم أما سمعت عبيد بن األبرص و هو يقول : فجاؤ وا يه رع ون إ لي ه حت ى *** يك ون وا حو ل م ن بر ه ع ز ينا قال : أخبرني عن قوله : ( شر عة و من هاجا ) - سورة المائدة اآلية 38. قال : الش رعة الد ين و المن هاج الط ريق. قال: و هل تعرف العرب ذلك قال : نعم أما سمعت أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب يقول : لقد نطق المأم ون بالص د ق و اله دى *** و بي ن لإلس الم د ينا و م ن هجا )- يسرى عبد الغني عبد للا م عجم المعاجم العربية ص (

107 ) 303( ت ث و هي : ي - و لعل ما ي مكن أن ن فس ر به أسبقيتهم في هذا العمل اهتمامهم بالسيرة الن بوية باعتبارها ترجمة للقرآن الكريم و تجسيد فعلي لسلوك النبي و حت ى يسهل تبليغها وفق ط رق واضحة و م من هجة كان ل ازما عليهم من تتب ع ذلك ولم تقتصر عملية م ن هج ة المؤلفات و فق هذا التنظيم و الت رتيب على الذي أشرنا إليه سابقا بل من المؤلفات األولى في هذا المجال هي تحمل اسم الحديث م عجم التي وصل خبرها إلينا و كتاب أبي القاسم عبد اهلل بن محمد البغوي و اسمه و قيل إن البغوي نفسه أل ف كتابا آخر باسم م عجم الصحابة ) 304( م عجم فدائرة الت أليف وفق هذا الت نظيم أصبحت تت سع لتشمل مجاال آخر و هو مجال الش خصيات ك ل التي حملت عبئ الر سالة فح ق لعلماء الحديث أن ي عر فوها و أن ي زيلوا غموض عن حياتهم العتبار واحد و هو أن هم قد أل فوا في أمر يهم حياة الم سلمين فاألولى أن تكون س ي رهم مكشوفة للغير حت ى يتعر فوا على مسارها. إن مثل هذا الت رتيب و التبويب الم عتمد سابقا من قبل علماء الحديث تأث ر به م ن أل ف بعدهم حيث شاع هذا االسم و انتشر و أصبح ك ل كتاب ر ت بت المعلومات فيه بترتيب حروف الهجاء ي سم ى عند الن اس م عجما و بذلك توس ع نطاق استعمال ) 305( لفظ المعجم حيث اعتمده علماء الل غة كأساس لبناء معاجمهم باعتبار أن من وظائف الم عجم إ ازلة الغموض الذي لن تتأكد وظيفته إال إذا سار العمل فيه وفق منهج ترتيبي لشرح المدخل المعجمي فتنو ع العمل المعجمي بناء على اختالف الر ؤى في الت نظيم و م عالجة الماد ة الل غوية. م م ا ينبغي أن نتفق عليه هو أن بداية الم عجم الل غوي العربي نشأت على تأث ر بعلماء الحديث خاص ة فيما يتعل ق بالت بويب و الت رتيب و الت نظيم للماد ة الل غوية و فيما يتعل ق باألسباب التي دفعت علماء الل غة إلى تأليف المعاجم عدنان الخطيب المعجم العربي بين الماضي و الحاضر ص عدنان الخطيب المعجم العربي بين الماضي و الحاضر ص والحقيقة أن المعاجم الل غوية العربية األولى مر ت بمراحل ثالث و لم يبدأ وضع المعجمات العام ة الشاملة المنظمة إال في المرحلة الثالثة حيث اعتمد مؤلفوها على كتب المرحلتين األولى والثانية فجمعوها وأضافوا إليها بجهودهم المتالحقة قدرا أكبر من السعة والشمول والتقصي والتنظيم واخرجوا بذلك المعجمات اللغوية العامة وتعد هذه المرحلة أطول هذه المراحل الثالث جميعا وأكثرها عطاء ففيها خطت حركة تأليف المعجمات خطواتها األخيرة في طريق ن مو ها الطبيعي. )- عبد اللطيف الصوفي اللغة و معاجمها في المكتبة العربية ص (

108 العربية باإلضافة إلى تطويع الموروث الل غوي فقد حصرها الباتلي في جملة من العناصر أهم ها : - سي ما في حياة فصحائها و تدوين اللغة العربية خشية ضياع شيء من مفرداتها ال المحافظة عليها من دخول ما ليس من مفرداتها. - ضبط الكلمات المعضلة بالشكل ومعرفة نطقها الصحيح -بيان اشتقاقات الكلمة وتصريفاتها وجموعها. ومصادرها ونحو ذلك -تحديد أماكن بعض المواقع الجغ ارفية والمدن التاريخية.. - -حفظت لنا المعاجم كم ا هائال من الشواهد الشعرية لوالها لمات مع أصحابها الذين لم تجمع أشعارها. اكتساب ثروة لغوية كبرى السيما عند تعد د مدلوالت الكلمة واختالف معانيها بحسب سياقها وذلك دليل على سعة وشمول اللغة )306(. إن فحوى المعاجم الل غوية العربية ب هذا المضمون الث ري كفيل من أن ي ساهم في العام فرص د األلفاظ العربية و تتب ع الم حافظة على ال ن ظام الل غوي في جانبه د الالتها و الكشف عن المستويات الل غوية: الصرفية و الن حوية و الص وتية ك ل ما اقتضى األمر الم عجميين عن غيرهم... و تخليل ذلك بما قيل في الكلمة وفق منهج ترتيبي للمداخل مي ز نشاط إذا سبق و أن تعر ضنا للمعجم من حيث الن شأة و دواعي التأليف من الن احية الت اريخية و توصلنا إلى حقيقة مفادها أن العملية عرفت نشاطا واس عا أثمر في إنتاج كم م عتب ر من المعاجم على مدار العصور الم تالحقة فاألولى أن نتتب ع أشهر ما ص ن ف فيها. و الفرق بين مدارسها و هو ما سنتوس ع فيه قصد اإلحاطة بالموضوع المعاجم العربية و طرق تأليفها إن الد ارس للتصانيف الم عجمية يستقر أري ه على أمر ال يختلف فيه اثنان و هو أن المعاجم العربية عرفت حركة نشطة و م تنوعة في عملية التأليف و ال أ دل على هذا - أحمد بن عبد للا الباتلي المعاجم اللغوية و طرق ترتيبها دار الراية للنشر و التوزيع الراية الطبعة األولى 1313 ه 1993 م ص

109 األمر من الد ارسات التي تخص صت في تصنيف المعاجم و ترتيبها وفق مدارس بناء على المنحى الذي ات بعه صاحبه. لقد تعامل المعجميون مع األلفاظ تعامال يختلف في المنهج و الت رتيب فتنوعت بذلك المعاجم تبعا لطريقة الت رتيب و تنظيم المحتوى حيث جاءت المعاجم العربية م رت بة إم ا حسب األلفاظ أو حسب الموضوعات فمنهم م ن اختار جمع المواد حسب األلفاظ م رتبا إي اها ترتيبه الخاص و منهم م ن أرى جمع المواد حسب الموضوعات م بوبا لها حسب المعاني ) 307( ) 308( فاإلطار األو ل الذي ي مكن اعتماده في الت مييز بين المعاجم العربية هو الص يغة الم عتمدة من صاحب الم عجم فمنهم م ن رك ز على األلفاظ و أو األخير و تتب ع بذلك د الالت بنى م عجمه و فق م ن هج ترتيبي حسب الحرف األو ل الل فظ و منهم م ن وك ز على جمع األلفاظ التي تندرج في الموضوع الواحد م عتمدا على ن ظام التبويب الذي ارع فيه الموضوع الواحد. و من الد ارسات التي سارت في هذا التفريع العام للمعاجم العربية تلك التي صاحبها حيث لم يخرج عن الت فريع العام و أ يد فكرة انقسام المعاجم إلى قسمين: قد مها معاجم األلفاظ و ي قال لها أيضا المعاجم الم جن سة و هي ما تناول ألفاظ الل غة كل ها بال تمي ز و معاجم المعاني و ي قال لها أيضا المعاجم الم بو بة و هي ما جم ع من األلفاظ أو الجياد الم ت صلة بموضوع واحد فقط كموضوع المطر ) 309( إلى ذلك. أو شواذ الل غة أو ما - األمر الذي أكده محمد حسين حيث رأى أن من المعاجم التي عمدت إلى ترتيب األلفاظ على مخارج الحروف أو على الحروف الهجائية ناظرة إلى الحرف األو ل لل فظة أو الحرف األخير لها أو كليهما )- محمد حسين آل ياسين الدراسات الل غوية عند العرب إلى نهاية القرن الثالث الطبعة األولى منشورات دار مكتبة الحياة بيروت لبنان 1983 م ص 334.( كما رك زت ث ل ة من المعجميين في تتب ع منهجية مبنية على إيراد األلفاظ الخاص ة بالموضوع المعقود له الباب و االستشهاد لكل منها أو لبعضها أو إلى إيراد الن صوص الش عرية الخاص ة و استخراج األلفاظ منها و شرحها ( - محمد حسين آل ياسين الدراسات الل غوية عند العرب إلى نهاية القرن الثالث ص 334.( المرجع نفسه ص ديزيرة سقال نشأة المعاجم العربية و تطورها دار الصداقة العربية بيروت الطبعة األولى 1991 م ص.11-13

110 إال أن ه أضاف إلى ما ت عر ف به معاجم األلفاظ و ما ت عرف به معاجم الموضوعات فالمعاجم الم جن سة ما تناولت األلفاظ من جنس الل غة حيث يحر ص الم عجمي على اإلحاطة بها ب غية االرتقاء بمعجمه. أم ا معاجم الموضوعات أو المعاني فت عرف بالمعاجم الم بو بة حيث ال يحيد فيها الم عجمي عن الموضوع أو المعنى الم ستهدف بالش رح إال بعد اإلحاطة بما قيل فيه فالمعاجم العربية من الناحية الن ظرية الم جن سة ( و معاجم المعاني) الم بو بة(. في إطارها العام نوعان: معاجم األلفاظ ( - و قصد إضفاء الط ابع اإلج ارئي على هذا العنصر أريت أن أتتب ع الد ارسات المعجمية التي مي زت بين المعاجم العربية و قد مكنني ذلك من الوقوف على المعاجم العربية و طرق تأليفها فمعاجم األلفاظ ر ت بت وفق ثالث طرق هي: طريقة التأليف بحسب الحروف الحلقية و مقلوبات الكلمة -بحسب الحرف األو ل للكلمة.. -بحسب الحرف األخير للكلمة )310(. لقد كان لهذا الت نو ع في الت عامل مع األلفاظ العربية من الناحية المنهجية األثر البالغ في االرتقاء بالمعاجم العربية حيث تول د على إثره إنتاج معجمي ثر ي لفت انتباه اللغويين و الباحثين فخص وا العمل المعجمي بالبحث و الت نقيب و قد صن ف أحمد بن عبد اهلل الباتلي المعاجم العربية التي ات بع أصحابها المنهج الص وتي أو ما عب ر عنها بالحروف الحلقية و ثب تها على الن حو الت الي: 123 ه أو ل م ن أل ف على هذه الطريقة هو ( في كتابه. العين اإلمام الخليل بن أحمد الف ارهيدي )ت رت ب الخليل الحروف الحلقية بدءا باألبعد في الحلق و م نتهيا بما يخرج من الش فتين فكان ترتيبها هكذا ف ب م و ي أ :. ع ح ه خ غ ق ك ج ش ض ص س ز ط ت د ظ ذ ث ر ل ن و عن سر إتباعه لهذا المنهج و عزوفه عن المعهود وقفنا على ما ي بر ر ذلك في م قد مة م عجمه التي جاء فيها فلم يمكنه أن يبتدئ التأليف من أو ل أ ب ت ث وهو أحمد بن عبد للا الباتلي المعاجم العربية و طرق تأليفها ص

111 األلف ألن األلف حرف معتل فلما فاته الحرف األول كره أن يبتدئ بالثاني وهو الباء إال بعد حجة واستقصاء النظر فدب ر ونظر إلى الحروف كل ها وذاقها الكالم كله من الحلق و [ ] فصير أوالها باالبتداء أدخل فوجد مخرج حرف منها في الحلق وانما كان ذواقه إياها أنه كان يفتح فاه باأللف ثم يظهر الحرف نحو أب أت أح أع أغ فوجد العين أدخل الحروف في الحلق فجعلها أول الكتاب ثم ما قرب منها األرفع فاألرفع حتى أتى )311( على آخرها وهو الميم. إن ترتيب الخليل لمعجمه هذا وفق هذه الطريقة أثبت للد ارسين الل غويين العرب و غيرهم قابلية اللغة العربية للمنهج العلمي فبدأ بحرف العين الذي يخرج من وسط الحلق ث م تاله بحرف الحاء وهكذا حتى انتهى إلى حروف الشفتين ف ب م ثم حروف المد و ي ا ليخلص إلى الهمزة كما يعكس هذا الم عجم تطور الد ارسة الل غوية العربية في تلك الحقبة على يد الخليل مم ا يعكس عبقرية. الخليل تمي زه في ترتيب ألفاظ اللغة وفق الن ظام الص وتي وذلك بخروجه عن الترتيب المألوف المعروف باأللف بائي و اعتبره األساس األول في بناء معجمه و قد قس مه إلى كتب وجعل كل حرف كتابا ثم قس م كل كتاب إلى أقسا م ) 312( سم ك ل م ت بعا طريقة تقليب الكلمات على الكيفية التي استعملتها العرب...و حرف من هذه الحروف كتابا فبدأ بكتاب العين و به سم ى الكتاب على عادة العرب في تسمية الشيء باسم أو ل المستهل به ) 313( و لتصو ر ذلك أكثر أريت أن أقف على باب العين و الدال و التاء معهما ع ت د فقط. كتسمية بعض السور القرآنية حسب أو لها المثال اآلتي الم ستوحى من م عجمه : - أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي ه معجم العين تحقيق:مهدي المخزومي إبراهيم السمرائي 32/1. - باعتبار أن في األلفاظ ما هو م همل و ما هو م ستعمل و قد مك نت عملية الت قليب التي اعتمدها الخليل من تحقيق هذه الفكرة و في واقع األمر كان علماء اللغة العرب القدامى ي دركون الفرق بين المفهومين و كانت هم تهم العالية تحدوهم إلى م حاولة تصنيف معجم ال يل م بجميع المفردات الموجودة في اللغة العربية فحسب و إن ما بجميع المفردات الم مكنة الوجود كذلك و قد تجلت هذه المحاولة في البرنامج الطموح الذي صم مه أبو المعجمية العربية الخليل بن أحمد الفراهيدي في معجمه الموسوم بكتاب العين و ذلك بإتباع طريقة تقليبات الجذور لتحديد المواد المستعملة و المهملة و غبر الممكنة الوجود... )- علي القاسمي المعجم و القاموس: دراسة تطبيقية في علم المصطلح مجلة اللغة العربية دورية يصدرها المجلس األعلى للغة العربية الجزائر العدد السادس 3333 م ص 48. ) أحمد بن عبد للا الباتلي المعاجم العربية و طرق تأليفها ص

112 عتد: عت د الشيء يعت د عتادا فهو عتيد :حاضر و منه سميت العتيدة التي يكون فيها الط يب و األدهان قال النابغة : عتاد امرئ ال ي ن ق ض البعد هم ه *** ط ل وب األعاد ي واضح غير خامل والعتيد الشيء الم ع د اعتدناه أي: أعدد ناه ألمر إن حزب و جمعه ع ت د و اع ت د ة و الع ت ود : الجدي الذي قد استك رش. ع ت دان فأدغمت التاء في الدال و ثالثة اعتدة والجميع: عد ات : فعالن أصله: من الحب ل ق ت ب ن ى حول ه الص ي ر *** فاد قال: ويقال الع ت ود الذي بلغ الس واذكر غ دانة ع د انا م زن مة د أي م عد متى ما شئت رك بت الذكر و األنثى فيه سواء. قال و تقول هذا الفرس ع ت سالمة : )314( أي شديد الج ر ي. و ك ل ط و الة ع ت د ن ازق إن هذا المدخل المعجمي ع ت د جاء بعد باب العين و الطاء و الميم الذي تتب ع فيه داللة جملة من األلفاظ المستعملة: طعم طمع مطع معط فما هو م ستعمل عاين معانيه و ما هو م هم ل أهمله. اللفظ لقد أثبتت الد ارسات الصوتية الحديثة أهمية االختالف الصوتي و أثره في تحديد داللة إن الشيء المهم في الكلمة ليس الصوت وحده ولكن االختالفات الصوتية التي تجعل باإلمكان تمييز هذه الكلمة عن كل ما عداها من الكلمات ألن االختالفات تحمل معنى. ) 315( لم يستقل الخليل بالمنهج الص وتي في ترتيب المداخل بل اقتفى أثره و تأثر به م ن جاء بعده و : الخليل من المؤلفات المعجمية التي أ ل فت و فق هذا المنهج و سلكت بذلك مسلك -البارع في الل غة ألبي علي إسماعيل بن القاسم القالي البغدادي ) 314 ه ( ت - تهذيب اللغة لإلمام أبي منصور محمد بن أحمد األزهري ) 323 ه ( ت - أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي ( 133 ه _ 121 ه ( معجم العين تحقيق:مهدي المخزومي إبراهيم السمرائي -39 / فرديناند دي سوسير فصول في علم اللغة العام ترجمة أحمد ناعيم الكراعين ص

113 -المحيط في الل غة لإلمام الص احب إسماعيل بن عب اد الطالقاني ( ت 321 ه ) -المحكم و المحيط األعظم في الل غة لإلمام أبي الحسن علي بن إسماعيل بن س يدة األندلسي) 328 ه اكتفيت بسردها العتبار ) 316( ) ال يت سع المقام في تتبع المعاجم الصوتية م عجما م عجما بل واحد و هو أنها ص نو للعين. إن التأليف المعجمي العربي شهد تطو ار ملحوظا و لعل القصد من و ارء حركية الت أليف الم عجمي و الت والي فيه كانت تهدف إلى البحث عن المنهج الكفيل قصد تسهيل االستعمال و التعامل مع المعجم و لعل هذا بدوره يهدف إلى تمكين المتعاملين مع المعجم من توظيف األلفاظ و هو ما حرص على ضبطه ث ل ة من المعجميين القدامى و الذي تجل ى في أعمال كثير من المعجميين الذين بادروا في إت باع ترتيب مخالف للمدرسة األولى و هو ما يتعلق بالمعاجم المرتبة حسب الحرف األو ل للكلمة و أحسن م ن مث لها : - كتاب الجيم ألبي عمرو إسحاق بن م ار ار لشيباني -جمهرة اللغة ألبي بكر محمد 331 ه ) 334 ه ( ت بن الحسن ابن دريد األزدي البصري ( ) - مقاييس الل غة ألبي الحسين أحمد بن فارس ) 391 ه ( ت - مجمل اللغة البن فارس ) 391 ه ( ت - ت أساس البالغة ألبي القاسم محمود بن عمر بن محمد الخوارزمي الملقب جار اهلل ) 132 ه ( ت الز مخشري - غ ارس األساس للحافظ ابن حجر العسقالني ) 813 ه ( ت - محيط المحيط لبطرس بن بولس البستاني اللبناني )ت و من المحدثين: 1883 م( ) 317(. و من األمثلة التوضيحية في منهج تعامل المعجميين مع ترتيب المداخل حسب الحرف األول لها ما وقفت عليه من باب التمثيل ال الحصر في معجم المجمل البن فارس - أنظر: أحمد بن عبد للا الباتلي المعاجم العربية و طرق تأليفها ص أنظر: أحمد بن عبد للا الباتلي المعاجم العربية و طرق تأليفها ص

114 ت) ت) باب األلف و الجيم ما نص ه : أجح : اإلجاح : الس ت ر يقال : ليس بيني و بينه م. إجاح و قد ي فتح و ي ض أجد: األج د : الناقة القوية و اإلجاد: الطاق المعقود ش ب هت الناقة به كما ش ب هت بالقنطرة و يقال: أجر: اإلجار:. باآلج ر إج د زجر لإلبل. األ جرة و األجر معروفان و األج ر: ج ب ر العظم يقال أ ج ر ت يد ه ج ب ر ت و السطح و اآلج ر الذي ي ب نى به فارسي معرب و قد جاء في الشعر: )318( لقد أورد هذا المدخل أجح شاده في كتاب األلف باب األلف و ما بعدها حيث يوالي الحروف تلي األلف و ما بعدها و بهذا المنهج في التعامل مع المداخل المعجمية تكون المدرسة األلفبائية في الترتيب قد جاءت لتيسير طرق البحث في المعجم العربي إلى األسهل باعتبار أن الكلمة ذات الحروف األصلية يتعامل معها المعجمي بدء من الحرف األول ثم الثاني وهكذا بعد تجريدها من الزوائد رت بت الكلمات بناء للكلمة على ما تبدأ به. و بالتالي فهذه المدرسة قد أم ا فيما يتعل ق بالطريقة الثالثة فقد ر ت بت المعاجم فيها بحسب الحرف األخير وع رفت هذه المدرسة بمدرسة الت ق ف ي ة لكون ترتيب األلفاظ فيها اعتمد على قافية الكلمة وهي آخرها و من هذه المعاجم : - تاج الل غة و صحاح العربية الشهير. أو بعدها ) 393 ه ه ه ) - الع باب ال ازخر و اللباب الفاخر لسان العرب للعالمة جمال الدين لإلمام بالصحاح لإلمام إسماعيل بن حم اد الجوهري رضى الدين الحسن بن محمد الصغاني محمد بن مكرم بن منظور اإلفريقي ت) 211 ) - آبادي القاموس المحيط ألبي طاهر مجد الدين محمد بن يعقوب بن عمر الشي ارزي الفيروز ه( ( ت أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا اللغوي ( ت 391 ه ( مجمل الل غة 88/1. 318

115 - تاج العروس من جواهر القاموس: للعالمة محمد مرتضى الزبيدي ( ه 1331 ) 319(.) ك ل هذه المعاجم الم درجة ضمن مدرسة الت قفية تجسيد ت لهذا المنحى إال أن ني سأكتفي بتقديم مثال من لسان العرب البن منظور كتجسيد لهذا المنهج ففي ماد ة أز ق - أز ق األز ق : األ ز ل و هو الض يق في الحرب. أ ز ق ي أز ق أز قا و المأزق الموض ع الض ي ق الذي يقتتلون فيه... - أزل. األز ل : الض ي ق و الش د ة و األز ل : الحب س و أز ل ه يأز ل ه أز ال : ح ب س ه و ) 320( األز ل : ش د ة الز مان... لقد أورد أزق بعد أزف و أع قبه بلفظ أزل و هو ترتيب ألفبائي ارعى فيه أواخر الكلمة من أو ل حرف إلى آخره أم ا النوع الثاني و هو ما ي عرف بمعاجم المعاني. و ي ارد بها الكتب المؤلفة في جمع األلفاظ حسب موضوعها أو معناها فمن ابتغى معرفة لفظة فعليه أن يعرف موضوعها و هل هي مندرجة فيما يتعلق بخلق اإلنسان أو الحيوان أو السالح الش ارب أو اللباس أو نحو و من أشهر المؤلفات في هذا المجال: ذلك مما له عالقة بحياة العرب خلق اإلنسان لإلمام عبد الملك بن قريب األصمعي) ت خلق اإلنسان ألبي محمد ثابت بن ثابت الكوفي )321(. ) 314 ه ( ت خلق اإلنسان ألبي إسحاق إب ارهيم بن السري الزجاج ) 313 ه ) ه ( ت 311 خلق اإلنسان في اللغة ألبي محمد الحسن بن أحمد بن عبد الرحمن الشي ارزي كتاب اإلبل لإلمام األصمعي ) ه ( ت 314 خلق الفرس ألبي عبد اهلل محمد بن زياد األع اربي كتاب الخيل ألبي بيدة معمر بن المثنى كتاب الخيل لألصمعي كتاب الشتاء لألصمعي كتاب الوحوش لألصمعي )ت ) ه 331 )ت ) ه 313 ) ه ( ت 314 ) ه ( ت 314 ) ه ( ت 314 أو الطعام أو - أنظر: أحمد بن عبد للا الباتلي المعاجم العربية و طرق تأليفها ص ابن منظور لسان العرب 1/ أحمد بن عبد للا الباتلي المعاجم العربية و طرق تأليفها ص

116 ه ت كتاب النبات و الشجر لألصمعي ( ت 314 ه ) كتاب النبات ألبي حنيفة أحمد بن داود الدينوري كتاب النخل ألبي ألبي حاتم السجستاني ) ه ( ت 383 ) ه ( ت 311 كتاب األيام و الليالي و الشهور لإلمام أبي زكريا يحيى بن زياد الف ارء 332 )ت ) كتاب المطر ألبي زيد سعيد بن أوس بن ثابت األنصاري) ت كتاب السالح لألصمعي )ت ) ه 311 ) ه 314 كتاب البئر إلمام أبي عبد اهلل محمد بن زياد األع اربي) ت كتاب السرج و اللجام لإلمام بن دريد) ت ) ه 331 ) ه 331 كتاب الريح ألبي عبد اهلل الحسين بن أحمد بن حمدان الهمذاني المعروف بابن خالوية) ه 323 )322( ) و مهما يكن من أمر فإن من وظائف المعاجم الل غوية االهتمام باأللفاظ و إ ازلة اإلعجام عنها سواء أكان المنهج في األساس على إجالء داللته. أو المعاني حيث حرص المعجميون وفق نظام األلفاظ إذا كان الم عجم من أسمى معانيه يسعى إلى إ ازلة اإلعجام عن األلفاظ فالذي ينبغي أ ن ي طرح كاستفهام هو هل المعنى الم عجمي هو ما يقد م كتفسير للمدخل هذا ما سن ناقشه في المبحث اآلتي. إن العمل الم عجمي في بداية أمره تمحور حول جمع األلفاظ الد الة على موضوع واحد و هي ما ت عرف بنظرية الحقول الد اللية ويبدو أن مجموع م عجمات الد اللة ظهرت م تفرقة ك ل منها في موضوع ويبدو أن العمل المعجمي في جمع األلفاظ الد الة على موضوع واحد بدأ م بك ار أي في م نتصف القرن الث اني الهجري فأبو كتب في هذا المجال كتاب المطر وكتاب خلق اإلنسان زيد األنصاري )ت 270 ) 323(...و كتاب المنطق ه( و لعل لهذا الجمع و و فق هذا المنهج له ما ي بر ره من الناحية الت اريخية حيث سعت إلى - أنظر: أحمد بن عبد للا الباتلي المعاجم العربية و طرق تأليفها ص نشأة محمد رضا ظبيان علم المفردات في إرثنا الل غوي ص

117 جمع األلفاظ العربية ذات الموضوع الواحد في كتاب واحد األمر الذي سه ل في حصر األلفاظ و تحديد داللتها. و من االنتقادات التي و ج هت للمعاجم العربية القديمة خ لو ها من المنطق الد ق ة هذا فضال عن الغموض في الش رح و هو ما وقفنا عليه في كتاب العربية حيث يسرد صاحبه جملة من السلبيات في قوله: و المعجمية مم ا يعزى إلى المعاجم العربية أن ها تخلو من المنطق في المعاني فال هناك دق ة في التحديد و ال وضوح في الشروح و ال تناسق في األلفاظ )324( و ال أجد ما أرد به على صاحبنا في انتقاده للمعاجم الل غوية العربية عند نعته لها بهذه السلبيات المزعمة منه و من غيره سوى ما عدنان الخطيب أورده في كتابه أنتجه الفكر المعجمي العربي - المعجم العربي من اعت ارف للغويين أوربيين في شأن ما يعترف بهذه الحقيقة المستعرب الكبير جون أ. أساتذة الد ارسات العربية في جامعة درهام االنكليزية في كتابه المعنون في العربية أو إذا صح الت عبير لدى العرب م عجم شامل هو م عج مة الل غة عند العرب الل غات قبل القرن التاسع عشر لسان العرب : هيوود كبير صناعة المعاجم إذ يقول:.. و كان كانت دونه د ق ة و شموال معاجم سائر فكيف يكون الفخر بالمعجم العربي إذا أضفنا اللسان التهذيب و المقاييس و األساس و القاموس و تاج العروس الذي كان من نتاج القرن الثامن عشر الميالدي و نحن إذ عمدنا ) 325( على بيان عناصر الدقة و الوضوح والتناسق في األلفاظ فهذا من باب تفادي تعميم هذا الحكم على ك ل م حتوى الم عجم أم ا ما قد يقف عليه القارئ من هفوات فهي نتيجة إلى وضع المهمل إلى جوار المستعمل طموحات أصحابها لحصر كل مفردات الل غة العربية م م ا حدا بهم )326( دون تميز بينهما ث م إن طبيعة العمل في الحقل الل غوي الم عجمي تنجلي للباحث أكثر في ظل تتب ع كل األلفاظ باعتبار أن المعاجم ساهمت في الحفاظ على األلفاظ. - األب أ. س. مرمر جي الدومنكي المعجمية العربية على ضوء الثنائية و األلسنية السامية مطبعة اآلباء الفرنسيين في القدس 1932 م ص عدنان الخطيب المعجم العربي بين الماضي و الحاضر ص يسرى عبد الغني عبد للا م عجم المعاجم العربية دار الجيل بيروت الطبعة األولى 1311 ه _ 1991 م ص

118 نظ ار لضخامة المنجز في العمل الم عجمي فإن ه لن يكتمل أي معجم عربي إال إذا اشتركت جهود كثير من العلماء في شت ى الت خص صات و هو ما نادى به بعض الباحثين و إذا ق أرنا ما كتب عن عيوب المعاجم عند الل غويين نجد غيرها عند الن حاة أو علماء الص رف أو االشتقاق و كذلك العيوب التي ي ارها علماء الل غات غير أو نباتية أو طب ية أو جغ ارفية العيوب التي ي ارها علماء آخرون يهتمون ب نواح تاريخية )327( أو غير ذلك من الن واحي التي اشتملت عليها معاجمنا العربية القديمة. إن اجتهاد أصحاب المعاجم في هذا المجال بقدر ما ترتبت عليه هذه الهفوات مك ن من تطوير العربية و توسيع دالالت ألفاظها و هي النظرة التي أبداها إب ارهيم السم ارئي الدارسين حينما تتب ع أعمال الم عجميين و أساليب تعاملهم مع األلفاظ حيث أرى أن األوائل كانوا يملكون من سعة النظر ما جعلهم يستسهلون في قبول الكلم األعجمي فيعملون فيه ما يقتضيه التعريب من تغي ر في األبنية واألصوات ليجيء موافقا لشيء من العربية ثم إنهم يرجعون إلى العربية القديمة فيأخذون من موادها لعالقة من العالقات كالشبه وغيره فيهيئون المصطلح المناسب ثم إن نا ندرك الجهد العظيم الذي بذله األقدمون في صنع هذه المعجمات الخاصة وان لم تكن معجمات قد صن فت و حسبت على الموضوعات العلمية المختلفة ) 328(. إن عملية تأليف المعاجم الل غوية القديمة وفق أي منهج ص ن فت ال ي مكن اعتبارها عمال بسيطا ل ذا فما ي الحظ من خلل ال ي عد تقصي ار من أصحابه كما ال ي مكن أن ن عد ها من السلبيات بل ك ل ما في األمر قد نقف على خلل فرضته طبيعة البحث الض خم في ) 329( المجال الم عجمي و هو ال ي نقص من شأنها شيئا ما يسبق عملية الت أليف الم عجمي حيث و ر ب ما يرجع هذا الخلل إلى وعلى الرغم من الجهد الذي يستدعي اإلعجاب برواية اللغة وتلقيها عن طريق المشافهة والسماع فإن ر و اة اللغة لم يلتزموا - المرجع نفسه ص إبراهيم السمرائي التكملة للمعاجم العربية من األلفاظ العباسية الطبعة األولى 1984 م وزارة الثقافة و الشباب و اآلثار المملكة األردنية الهاشمية ص و في هذا المجال يؤكد الباحث محمد المعتوق حقيقة مفادها أن من أعظم ما ابتكره اإلنسان لحماية اللغة و الحفاظ عليها حي ة نامية م تطورة تأليف معاجم تحفظ مفردات الل غة القومية و تتولى تفسيرها و توضيحها و تتكفل ببيان صور استعماالتها و تمييز األصيل من الدخيل و الحقيقي من الز ائف و الحي من المي ت و الس ائد من الن ادر منها )- أحمد محمد المعتوق الحصيلة اللغوية أهميتها مصادرها وسائل تنميتها مجلة عالم المعرفة الكويت العدد 313 أوت 1994 م ص 193.(

119 منهجا محددا في هذا الجمع ولم يرسموا خط ة واضحة في هذا التلقي فقد جمعوا كل ما روي من غير تنسيق أو ترتيب و لم ينسبوا ك ل لفظة سمعوها قبيلتها التي تنطق بها ) 330( أو كلمة تلقوها إلى األمر الذي صع ب من م هم ة الم عجميين الذين بادروا بعملية التأليف المعجمي و ي مكن لحظتها أن ن قر بأن المعاجم العربية اعتمد أصحابها على ما أفرزته عملية الجمع و هي بذلك تحتاج إلى تمحيص و تدقيق. قبل الخوض في تحديد طبيعة المعنى الم عجمي بجدر بي أن أ عر ج على الم رتك ازت األساسية التي تقوم عليها الصناعة المعجمية التي حصرها أساسية ثالثة و هي: - المادة اللغوية أو مداخل المعجم لمن نؤلف (. ) الشرح: 3- طريقة عرض المادة اللغوية الثروة اللفظية ( [ ) عمر مهديوي تعريف و تحديد ] -3 نظام ترتيب المداخل كيف نؤلف ( ) 331(. ) في عناصر و هي الخطوات التي سار عليه الم عجميون أثناء عملية الت أليف و المتمثلة في أو ما ي عرف بالماد ة الل غوية و هي األصل التي تقوم عليه انتقاء مداخل المعجم قد التفت المعاجم بل قد تكون عامال م شتركا بينهم فالمدخل الم عجمي مثال : حف إليه أصحاب المعاجم باعتباره أصل من أصول الل غة حيث نجده في معجم تهذيب الل غة:حف فح م ستعمالن. قال الل يث : الح فوف : ي بوس ة من غير دسم قال ر ؤبة : قالت س ليمى أن أرت حفوفي *** مع اضط ارب الل حم و الش فوفي األصمعي و قال و قال س وي ق حاف عمرو عن أبيه: و قال أبو عبيد: يقول: : حف يح ف ح فوفا و أحفف ت ه. لم ي لت بسمن :. أو رف نا فليقتصد. الحف ة الك ارمة الت ام ة و منه قولهم : م ن حف نا من أمثالهم في القصد في المدح م ن حف نا أو رف نا فليقتصد م ن مدحنا فال يغل و ن في ذلك و لكن ليتكلم بالحق. 1 - عبد العال سالم مكرم اللغة العربية في رحاب القرآن الكريم عالم الكتب الكويت الطبعة األولى 1991 م ص - عمر مهديوي التعريف المعجمي بين المعجم الورقي والمعجم اآللي مجلة المجمع العلمي الجزء الثاني المجلد الخامس و الخمسون بغداد 3338 م ص

120 و قال األصمعي: هو يح ف و يرف أي : يقوم و يقعد و ينصح و يشفق قال: و معنى يحف : تسمع له حفيفا و ي قال: شجر ير ف إذا كان له اهت ازز من الن ضارة.و أخبرني المنذري عن ثعلب عن س ل م ة عن الفر اء قال:يقال : ما يحفهم إلى إال الحاجة ي ريد ما يدعوهم و ما ي حو ج هم. قال الل يث : احتفت الم أرة إذا أمرت م ن يحف شعر وجهها نتفا بخيطين و حف ت الم أرة وجهها تح ف ه حف ا و ح فافا و حف القوم بسي دهم يح ف ون حف ا إذا أطافوا به ش : و ت ر ى ال م ال ئ ك ة ح اف ين م ن ح و ل ال ع ر و عكفوا و منه قول اهلل جل و عز )333( قال الزجاج: جاء في التفسير معنى حاف ين م حدقين. )332( و قد تتب ع داللته و خص ه بالش رح ج ل الم عجميين ففي م عجم م جمل الل غة : الحفيف : حفيف الش جر و حفيف جناح نقف على استعماالته التالية: حف الط ائر و أرس محفوف إذا بع د عه ده بالد هن و حف وا به [ أي :[ أطافوا به. )334( الل ه عز و جل - و ت ر ى ال م ال ئ ك ة ح اف ين م ن ح و ل ال ع ر ش... و قال حف ت الم أرة وجه ها من الشعر و احت ف ف ت الن بت إذا ج زز ت ه من األرض و ح فافا : ك ل شيء جانباه قال طرفة : [ كأن جناحي م ض ر ح ي تكن فا ] )335(... فالمالح ظ للمدخل الم عجمي في الم عجمين يقف على حقيقة مفادها أن الل فظ المخصوص بالش رح حف الترتيب أو كيفية الش رح. واحد إال أن االختالف بينهما قد يكون في طريقة و إذا أردنا أن ن وس ع ن طاق المقارنة بين المعاجم الل غوية من حيث أساسيات صناعتها فنفس الم دخل حف شرحه قوله: حفف قال األصمعي: ت تب عه الجوهري في الص حاح و م م ا جاء في الحف ة : الم ن وال و هو الخشبة التي الحائك الث وب قال : و الذي ي قال له الحف هو المن سج. و حف وا حوله يح ف ون حفا أي:أطافوا به و استداروا و قال الل ه تعالى: ي لف عليها سورة الزمر اآلية أبو منصور محمد بن أحمد األزهري ( 383 ه ه ( تهذيب اللغة تحقيق:عبد الكريم العرباوي الدار المصرية للتأليف و الترجمة / سورة الزمر اآلية أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا اللغوي ( ت 391 ه ( مجمل الل غة تحقيق زهير عبد المحسن.311/1

121 ) 336( و ت ر ى ال م ال ئ ك ة ح اف ين م ن ح و ل ال ع ر ش... و ح ف ه بالشيء يح ف ه كما ي ح ف الهودج بالثياب و كذلك الت حفيف. و ي قال: م ن حف نا أو رف نا فليقتصد أي : و ح فافا الشيء : جان باه و منه قول طرفة : كأن جناحي م ض ر ح ي تكن فا *** إن الذي ي مكن الخر وج به كتصو ر أو تعط ف علينا و حاطنا... م ن خدمنا ) 337( د... ح فافي ه ش ك ا في العسيب ب م س ر أو لي في شأن الماد ة الل غوية باعتبارها األساس في الص ناعة الم عجمية بين المعاجم العربية أن ها الر افد التي قامت عليه عملية الت أليف المعجمي و هي تختلف من م عجم آلخر كما هو الش أن بالن سبة لمنهج ها بشيء من الت حليل تنظيمها و طريقة ترتيبها أم ا عن شرح المداخل فسنخص والتوسع ضمن العنوان الم والي. المعنى المعجمي إن الم تصف ح للمعجم الل غوي العربي يقف على حقيقة مفادها أن معاني ) 338( الم فردات فيه غير محصورة حيث يسعى الم عجمي إلى سردها و هي العملية التي وقف طبيعة المعنى المعجمي أن يكون م حتمال وم تعد دا عليها يوسف عيد و اعتبر أن وهاتان الصفتان تقودان إلى المعاني فالكلمة في المعجم ال تفهم إال منعزلة عن السياق و هذا هو المقصود بوصف الكلمات في المعجم بأنها الدالالت طبيعة يفرضها العمل مفردات )) )339( )) فتعد د الم عجمي حيث يحرص صاحبه على بسط الدالالت التي اشتهر بها الل فظ بناء على استعماالت و من هنا تعد دت استنباطات تحديد المعنى الم عجمي الذي سنقف على عناصره و نخص ها بالش رح و التوس ع. - سورة الزمر اآلية إسماعيل بن حماد الجوهري الصحاح تاج اللغة و صحاح العربية تحقيق أحمد عبد الغفور عط ار / - و يرى هادي نهر أن للمعنى عند ( عبد القاهر الجرجاني ) أبعاد ثالثة : أولها: معاني اللفظة المفردة أو ما ي طلق عليه اليوم ب ( المعنى المعجمي ( و ثانيها: طرق التعليق بين الكلم و ربطها و هي المعاني النحوية التي تفرز عبر أحكام تنظيم الجملة المعينة و ثالثها: اإلبانة عم ا في النفس أو البيان أو تمام الداللة و هو ما ي سم ى ب ( المعنى الد اللي( الذي يعتمد على المعنى المقالي أي: الوظيفي ( الصوتي و الصرفي و الن حوي و المعنى االجتماعي وهو شرط الكتمال المعنى الداللي و فهمه. )- هادي نهر علم الل غة االجتماعي عند العرب ص ) يوسف عيد النشاط المعجمي في األندلس ص

122 شرح المعنى أ - إن الذي يعنينا في بحثنا هذا هو معاجم األلفاظ و ي ارد بها تلك المعاجم التي تهتم باأللفاظ حيث ت عالجها و تظهر أصولها و تصاريفها و معانيها و يكون لها نمط خاص في ترتيب األلفاظ مبني على أحرف الهجاء سواء من حيث مخارجها الص وتية كما هي الحال في كتاب الحال في كتابي العين للخليل بن أحمد الفر اهيدي أم من حيث حرفها األخير كما هي الص حاح للجوهري و حرفها األو ل كما هي الحال في أساس البالغة لسان العرب للزمخشري و البن منظور أم من حيث أقرب الموارد )340( للشرتوني فالظاهر للمعجم العربي أن أصحابه اعتمدوا على مناهج متنوعة في ترتيب الم دخالت آخذين بيد القارئ إلى تحديد أصل الكلمة و طريقة تصريفها ناهيك عن بيان أشهر معانيها و سأجد نفسي م ضط ار أثناء االستشهاد في غالبية د ارستي إلى التنويع ) 341( بين المعاجم العربية ل ذا سيأتي تركيزي أثناء االستدالل ب : العين معجم - التي ت مثل المناهج الثالث للخليل بن أحمد الف ارهيدي. - قصد تعميم تهذيب اللغة لإلمام أبي منصور محمد بن أحمد األزهري. - مجمل اللغة البن فارس. - الز مخشري. - الفائدة و اإلحاطة بها أساس البالغة ألبي القاسم محمود بن عمر بن محمد الخوارزمي الملقب جار اهلل لسان العرب للعالمة جمال الدين محمد بن مكرم بن منظور. -. الجوهري تاج الل غة و صحاح العربية الشهير بالصحاح لإلمام إسماعيل بن حم اد - ديزيرة سقال نشأة المعاجم العربية و تطورها ص في البداية أبديت تركيزي على معجمين اثنين تهذيب الل غة و الم حكم لسبب واحد و هو أن تزكيتهما وردت في مقدمة لسان العرب حيث جاء فيها : و لم أجد في كتب اللغة أجمل من تهذيب الل غة ألبي منصور محمد بن أحمد األزهري و ال أكمل من الم حكم ألبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده األندلسي رحمهما للا و هما من أ مهات كتب الل غة على التحقيق و ما عداهما بالنسبة إليهما ثن ي ات للطريق... )- ابن منظور لسان العرب تحقيق :عبد للا علي الكبير و آخرون 11. / 1 ) إال أن ني بعد ذلك رأيت أن أ وس ع من العملية ألسباب لها عالقة بطبيعة الموضوع

123 و قد اعتمدت على هذا التنويع لإلحاطة بمناهج الترتيب في المعاجم الل غوية من جهة و من جهة أ خرى لما وقع بين يدي من. المعاجم استهلك القدماء العرب تقنيات الشرح و التعريف في تحليل المادة المعجمية سواء على مستوى اللفظ أو المعنى إذ اهتموا بالمعنى اهتماما بالغ األهمية تمثل في وسيلتين من وسائل الشرح التوضيح أوال : : فهما الشرح بالتعريف و الم ارد به تمثيل المعنى بواسطة ألفاظ أ خرى أكثر و ضوحا و و الحاصل أن المعجميين العرب قد سلكوا مسلكين في ذلك : - مسلك الشرح بألفاظ واضحة و م حد دة )342( ] رقن [ - قال الل يث أو بالز عف ارن على : الترقين : ) 343( الو ر س و من أمثلة ذلك ما جاء في مادة ترقين الكتابة و هو تزيينها و كذلك تزيين الث وب و المالحظ في هذا الن وع من الش رح تركيز المعجميين انتقاء الكلمات الش ارحة و استخدام اإلضافة للت وضيح فلفظ م نفردا قد ترقين يبدو م ب هما أما حينما أضاف إليه لفظ الكتابة يكون بذلك قد أ ازل شيئا من اإلبهام عليه م م ا ي يسر على. الت حديد القارئ الت موقع في المعنى الم ارد فيكتسي بذلك شرحه طابع الوضوح و كما يكتفي الم عجمي أثناء تقديم داللة بعض الم داخل المعجمية بكلمة واحدة ما وقف عليه يوسف عيد في مفهوم كلمة أخرى ) 344( و بجس: فلفظ: ت ب ج س و هو تفسير الكلمة وذلك بأن توضع في تعريف الكلمة هو ما اعتمده معجميو العرب أثناء شرح األلفاظ ان ب ج س الماء من الس حاب و العين: انفجر و ت ب ج س تف ج ر : نحو: ) 345(. تفج ر و انفجر وردا كلفظين شارحين للفظي و ان ب ج س : و قد يكونا كافيان لتوضيح المعنى. ب - الشرح بالشاهد - عمر مهديوي التعريف المعجمي بين المعجم الورقي والمعجم اآللي مجلة المجمع العلمي الجزء الثاني المجلد الخامس و الخمسون بغداد 3338 م ص أبو منصور محمد بن أحمد األزهري تهذيب اللغة تحقيق: عبد السالم هارون مراجعة محمد علي النجار 9. 91/ يوسف عيد النشاط المعجمي في األندلس ص الزمخشري أساس البالغة تحقيق: محمد باسل عيون السود 34. 1/ 342

124 م م ا نقف عليه في ثنايا الشرح للم دخل الم عجمي اهتمامهم بالش اهد ) 346( و توظيفه كعامل م ساعد و م ثب ت للمعنى المشروح و هو ما نقف عليه في ج ل المداخل المشروحة نحو : أن شد الل يث و الجحفل : جحفل. : الجحفل : الجيش الكثير و ال يكون ذلك حت ى يكون فيه ح ب ل و و أ ر ع ن م ج ر عليه األدا السي د الكريم و رج ل ج ح ف ل: *** ة ذي ت د ر ا ل ج ب ج ح ف ل أ و س بن ح ج ر سي د عظيم القدر قال و إن كان ع ب دا سي د الق وم ج ح فال : ) 347( ب ن ي أ م ذ ي الم ال الك ث ير ي ر و ن ه *** إن تتب ع مثل هذه الطريقة في الكشف عن داللة الل فظ ت كسب القارئ قناعة للمعنى المشروح و ت ثبت داللته من خالل الس ند حيث ال يجد ب د ا في قبوله. الشرح بالنقيض - ج و هو من الشروحات الم عتمدة في اإلبانة عن داللة األلفاظ و ي سم ى بالمغايرة: التفسير و هو أن يشرح معنى الكلمة بذكر كلمة أخرى تغايرها في المعنى فيتضح الضد بالضد و المغايرة بألفاظ ثالثة هي: األلفاظ التي ي عتمد في بيان داللتها على الض د ) 348( النقيض و الضد و الخالف نحو ما وقفت عليه تحت في كثيرة هي. : إحدى الجهات الس ت الم حيط ة بالج ر م تكون مر ة ظر فا و ت ب نى في حال االسمية على الض م في قا ل: م ن ت ح ت. و ت ح ت : ق ن قيض ف و تحت و مر ة اس ما ) 349( - و من اإلثبات الماد ي الذي اعتمده الم عجميون العرب في أول معاجمهم و الذي ي عتبر عربونا صادقا على تعامل العربي مع هذه اللفظة و استعمالها تركيزهم ك لما اقتضى األمر على الش واهد و هو ما أك ده أحمد محمد المعتوق في قوله: و قد استخدم المعجميون العرب األوائل طريقة االستشهاد إال أن الشواهد التي يذكرونها في معاجمهم لم تكن لغرض توضيح معاني الكلمات أو بيان كيفية استعمالها و إن ما كانت تورد إلثبات و جود كلمة أو إثبات استعمالها بمعنى م عين في لغة العرب فاالستشهاد من هذا المنظور ثبت األلفاظ و عز ز تواجدها و هو و إن أفاد القارئ في عناصر تم ت بصلة إلى توضيح المعنى و كيفية االستعمال إال أن األساس من وراء ذلك يكمن في تأكيد تواجد هذه الل فظة لهذا المعنى. )- أحمد محمد المعتوق الحصيلة اللغوية أهميتها مصادرها وسائل تنميتها العدد 313 أوت 1994 م عالم المعرفة الكويت ص 181.( ابن منظور لسان العرب المحيط مادة )عجم( تقديم عبد للا علي الكبير و آخرون باب الجيم 113. / يوسف عيد النشاط المعجمي في األندلس ص ابن منظور لسان العرب المحيط تقديم عبد للا علي الكبير و آخرون باب التاء مادة )عجم( /

125 إن االعتماد على الن قيض في بيان داللة الل فظ قد ت فيد القارئ في تحديد المعنى م باشرة فلو أن صاحبنا اكتفى بعدم إي ارد قوله: غموض بيان داللة الل فظ و ت ح ت : ن قيض ف و ق. قد يتسبب ذلك في - د الش رح بالمصاحبة من الشروحات اللفظية الواردة في اللفظ في ثنايا مجموع الكلمات الم ؤلفة للجملة و بالتالي المعاجم العربية التي يكتفي فيها الم عجمي بم ارعاة في تركيب ما دون اعتبار للنحو أو لغير قاعدة لغوية معروفة هو تحديد للكلمات المستعملة )350( و هو الش رح الذي يعتمد ه الم عجمي في شأن لفظ ما دون أن يلتفت أثناء الش رح إلى االستعانة بالقضايا الل غوية حيث يأخذ بيد القارئ إلى اكتشاف المعنى و الظ اهرة واردة في المعاجم العربية و في أغلب التفسي ارت و م م ا ي جلي حقيقة هذا المنحى ما وقفنا عليه في األ م د : ] أمد [ الص حاح ماد ة الغ اي ة كالم دى. ) 351( غضب ي قال : ما أ م د ك أي : م نتهى ع مر ك. و األمد أيضا : الغضب و قد أم د عليه بالكسر و أ ب د عليه أي : الل غوية فالمالحظ لمعنى هذا الم دخل يقف على تقديم معناه دون إشارة إلى الت فسي ارت و هو الموقف الذي ينهج ه الش ارح في تفسير بعض األلفاظ. و لبلوغ داللة األلفاظ و تحقيق معانيها يستعين المعجمي بعناصر أخرى كاعتماده على ما هو حقيقي و الذي سنبي ن ه في العنصر اآلتي : ه - الش رح بالحقيقية إن الذي نعنيه بمنحى الحقيقة في الش رح الم عجمي هو االعتماد على التفسير المباشر لل فظ وفي هذا االت جاه يفرق ابن قيم الجوزية بين الحقيقة في المفردات باب - يوسف عيد النشاط المعجمي في األندلس ص إسماعيل بن حماد الجوهري الصحاح تاج اللغة و صحاح العربية تحقيق: أحمد عبد الغفور عط ار الدال فصل األلف 3/

126 والحقيقة في الجمل قائال: والحقيقة في المفردات هي كل كلمة أريد بها ما وقعت به في وضع واضع وقوعا ال يستند فيه إلى غيره كاألسد للحيوان المخصوص المعروف أما في الجمل فهو كل جملة وضعتها على إن الحكم المفاد بها على ما هو عليه في العمل و من هذا المنظور فجملة الحقيقة هي ك ل م حتوى كالمي ي ارد به ما ي ناسب ه في )352( الواقع الفعلي. و من االستعماالت الحقيقية للكلمة ما مي زه الزمخشري في م عجمه عن المجاز الذي جاء فيه: حصد: حصد الز رع الح ص اد...و آتوا ح ق ه ي و م ح ص اد ه و أحص د الز رع و استحصد و أحص د قد استحصد الحبل إذا استحكم فت ل ه :ج ز ه فهو حصيد و ج م ع ه ح صائد و هذا زمان ) 353(... و أخذوا حصاد الش جر أي. ث م ر ه : الحبل و أح ص ف ه و حب ل م ح ص د م ح ص ف و ) 354( فلفظ حصد المخصوص بالش رح أج اره الز مخشري و فق منحى واقعي حيث تعر ض فيه لمفهوم الحصاد و زمان الحصاد... و هي من القضايا التي نعيشها في واقع حياتنا و ي جتنب فيها التأويل. الشرح بالمجاز و كثيرة هي الشروحات المجازية التي خرجت بها العرب في أقوالها عم ا هو حقيقي ) 355( باعتبار أن المجاز ال يتحقق إال بعناصر وهي النقل والعالقة والقرينة واذا كان النقل هو استعمال الكلمة أو الكالم في غير ما وضع له فالعالقة هي العنصر المصحح للنقل و بها يتم المجاز وإل ازلة كل إبهام أو خلط بين الحقيقة والمجاز البد من قرينة وهي إما لفظية أو معنوية وهو اللبس الذي يقع لكثير من المتكلمين. - ابن قيم الجوزية الفوائد المشوق إلى علوم القرآن وعلم البيان دار الكتب العلمية بيروت- لبنان د. تا ص سورة األنعام اآلية الزمخشري أساس البالغة 193 1/ - و المجاز من مادة )ج و ز ) و هي تحمل داللة العبور و اإلنقاذ و التسويغ و من ذلك : ج ز ت الطريق و جاز المو ضع جو زا وجؤوزا و جوازا و مجازا و جاز به و جاوزه جوازا و أجازه و أجاز غي ره و جازه : سار فيه و سلكه و أجازه : خل فه وقطعه و أجازه : أنفذه و قولهم جعل فالن ذلك األمر مجازا إلى حاجته. )- ابن عبد للا شعيب البالغة العربية الواضحة في علم البيان دار الهدى عين مليلة الجزائر ص 29.(

127 ففي قول القائل أريت أسدا و هو يريد به رجال شجاعا يكون غير مفهوم و قد تحصر داللة لفظ األسد في الحيوان أما إذا قرن ذلك بقرينة دال ة على معنى )356( فإن الغموض يزول فالخروج من الحقيقة إلى المجاز يقتضي اعتماد نفس الشجاعة اللفظ وتوظيفه في غير ما وضع له وهو ما سعى إلى جمعه الزمخشري في أساس البالغة فبعد أن ذكر أوجه استعماالت لفظ )حصد( تناول نفس الدخل و لكن من الوجهة المجازية فيقوله: بالس يف: قتلهم و الداللية وفق ت اركيب متنوعة ومتعد دة واصل و من المجاز: حصد هم هل ي ك ب الن اس على م ناخ رهم في الن ار إال حصائد أل س ن ت هم ) 357( وم ن ز ر ع الش ر ح ص د الن دامة فاستعماالت لفظ )حصد( في ثنايا ج ملة مع : العالقة و النقل القرينة و السيف و األلسنة و الندامة خرج بالداللة إلى المجاز. و عن الكيفية التي تتم بها عملية النقل إلى المجاز يقول صالح فضل: كانت ولئن أي وجه على يتم ال ذلك فإن الكلمة داللة لتعديل طريقة هناك باستثناء العرفية الحاالت الكلمات مثل مفهوم عند المجاز تحديد في نتوقف فإننا التعريف ندقق لكي بل المفاتيح داللة «تعديل الكلمة. «يقتضي أن مما على األولية الداللة من جزء دائما هناك يظل األساس المعروف الداللة في علم البنيوي من تفتيت المعنى إلى جزيئاته الصغرى لتحليل ما يبقى وما يتغير منها. المجازية العملية أساس يكمن اإلج ارء هذا وفي وامكانية األمر الذي يرتبط من ناحية أخرى بمقتضيات سياق الخطاب وضعها بالدقة الالزمة العلمية ) 358( األدبي. الشرح الحسي ز - و - المرجع نفسه ص الزمخشري أساس البالغة 193/1. - صالح فضل بالغة الخطاب و علم الن ص سلسلة كتب ثقافية شهرية يصدرها المجلس الوطني للثقافة الفنون و اآلداب الكويت ص

128 إن مفهوم الحس ية في شرح األلفاظ نعني به استعانة الم عجمي بما هو محسوس: مرئي أو م لموس و لعل من أبرز ما ي حق ق ه الشرح الحس ي هو تقريب المعنى خالل الت شخيص و هو ما رك ز عليه الم عجميون وما نقرؤه في مادة نغض من قال: و ال أرس ي ن غ ض و ي ن غ ض ل غتان و الثنية إذا تحر كت ق يل ن غ ض ت س ن ه و إن ما س م ي الض ليم ن غ ضا ألن ه إذا عج ل م شيت ه ارت فع و ان خ فض. و قال أبو الهيثم : ي قال للر ج ل إذا ح د ث بشيء فحر ك أرسه إن كا ار له : قد أن غ ض أر سه. و قال الل ي ث: ي قال للغي م إذا ك ث ف ث م تم خ ض: في بعض م تحي ار و ال ي سير. قد ن غ ض حيث ت اره يتحر ك بعض ه )359( إن الذي يعكس حقيقة الشرح الحسي توظيفه لوحدات ك ل ها حس ية و قد اعتمدها األزهري في الر أس : الغ ي م - - الس ن شرح و تفسير هذا المدخل األمر الذي ساعد على تقريب المعنى و تجليته أكثر. ح - الشرح الممزوج بالتفسير و هي م الحظة في كثير من الشروحات وم م ا وقفنا عليه في هذا الباب حرص الم عجميين على اعتماد أقوال مأثورة و إقحامها في ثنايا الشرح و الت عقيب بها على الم دخل الم ستهدف م رك از بذلك على الت رق ي في بلوغ داللة األلفاظ من المعاني القريبة : : إلى المعاني المجر دة كتلك التي أفادنا بها األزهري في ماد ة ذلل فرس ذلول من الذ ل و رجل ذلول بي ن الذ ل ة و الذ ل و قال اهلل - ) 360( المؤمنين...أ ذ ل ة ع ل ى ال م ؤ م ن ين أ ع ز ة ع ل ى ال ك اف ر ين... جل و عز -في صفة / 8 - أبو منصور محمد بن أحمد األزهري تهذيب اللغة تحقيق عبد العظيم محمود مراجعة محمد علي النجار سورة المائدة اآلية

129 قال ابن األع اربي فيما روى عنه أبو العباس معنى قوله أ ذ ل ة ع ل ى ال م ؤ م ن ي ن ر حماء رفيقين بالمؤمنين أ ع ز ة ع ل ى ال ك اف ر ين غالظ شداد على الكافرين. : و قال الزجاج : معنى أ ذ ل ة ع ل ى ال م ؤ م ن ي ن أ ي جان ب ه م لي ن على الم ؤمنين ليس - أ ع ز ة ع ل ى ال ك اف ر ين أ ي: جانبهم غليظ أن هم أذال ء م هانون و قوله جل و عز ) 361( و ذ ل ل ت ق ط وف ها ت ذ ليال و قال: على الكافرين و قوله جل و عز هذا كقوله ق طو ف ها د انية : ك ل ما أ اردوا أن يقط فوا منها ذ ل ل ذلك لهم فدنا منهم ق عودا كانوا ) 362( أو قياما. أو م ضطجعين إن مضمون شرح هذا الم دخل الذي اعتمده األزهري ي مكن للقارئ - بشيء من الت معن أن يستنبط منحى العنصر الت فسير فيه حيث أقحم اآليات القرآنية و عق ب على - فحواها و هو في هذا المدخل اعتمد على الت در ج في إجالء المعنى فمن بيان عالقة اإلنسان بالحيوان التي ينبغي أن ت بنى على الر فق و هي عالقة ملموسة قريبة حق قت داللة بعيدة و هو أن أهل الجن ة و ت ذل ل لهم النعم ج ازء بما كانوا يعملون. الشرح باإليجاز ط و إذا كان مفهوم اإليجاز هو االختصار في الش رح و هو عكس االطناب لضرورة داللية تقتضيها طبيعة الل فظ كأن يتجنب المعجمي اإلسهاب و اإلطالة فيه حيث يقتصر على لفظ واحد مثلما هو الش أن في لفظ ( وأص(: وأص ت به األر ض و وأ ص )363( به األ ر ض وأ صا : ض ر بها و محص به األرض م ث ل ه و قد اكتفى بلفظ ضرب كشرح له و ر ب ما يرجع ذلك إلى االستعمال الواسع لل فظ الش ارح فاكتفى به م ن فردا. - سورة اإلنسان اآلية أبو منصور محمد بن أحمد األزهري تهذيب اللغة تحقيق يعقوب عبد الن بي مراجعة محمد علي النجار باب الذال و الالم 334/ ابن منظور لسان العرب المحيط تقديم عبد للا علي الكبير و آخرون مادة وأص باب الواو /

130 ي - الشرح بسرد الدالالت و ترتيبها إن عملية الت نظيم و الت رتيب تعد ت الم دخالت المعجمية ليتفطن بعض المعجميين إلى ترتيب معانيها و هو ما رآه محمد المبارك في قوله: و لم ي رتب أصحاب المعاجم العربية معاني األلفاظ ترتيبا تاريخيا فقد يبدأ أصحابها بالمعاني الجديدة ث م ) 364( يذكرون المعاني القديمة األصلية ونستثني منها م عجما واحدا هو مقاييس الل غة ألحمد بن فارس من رجال القرن الر ابع للهجرة فقد تتب ع في ك ل ماد ة معانيها م بتدئا ) 365( بما سم اه األصل في ك ل منها. و هو إذ نهج هذا المنهج فمن باب إثبات أصل األلفاظ العربية و تحديد الحقل الد اللي الذي تدور فيه األمر الذي ي فيد القارئ في حصر المعنى الل فظي و هو ما نقف عليه في مادة ) الر اء و الص اد أصل واحد يدل على انضمام ( رص الشيء إلى الشيء بقو ة و تداخل. تقول ر ص ص ت البنيان بعض ه إلى بعض قال الل ه تعالى:...ك أ ن ه م ب ن ي ان م ر ص وص ) 366( و هذا كأن ه م شتق من الر صاص و الر صاص أصل الباب و ي قال ت ار ص القو م في الص ف و ح ك ي عن الخليل: الر صاص: الحجارة: تكون مرصوصة حول عين الماء و من الباب الترصيص: أن تن ت ق ب الم أرة فال ي رى إال عيناها و هو ) 367( الت وصيص أيضا و يقولون الر ص ارصة األرض الص لبة. فبعد رد - و مما جاء في مقدمة التحقيق للمعجم تفسير كلمة مقاييس قوله: و هو يعني بكلمة المقاييس ما ي سم يه بعض الل غويين االشتقاق الكبير الذي يرجع م فردات ك ل ماد ة إلى معنى أو معان تشترك فيها هذه المفردات )- أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا م عجم مقاييس الل غة تحقيق و ضبط عبد السالم محمد هارون / 1 ) الم بارك محمد فقه اللغة دراسة تحليلية مقارنة للكلمة العربية ص سورة الصف اآلية أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا م عجم مقاييس الل غة تحقيق عبد السالم محمد هارون مادة [ رص[ /

131 ) 368( الل فظ إلى أصله و تحديد داللته سعى صاحبنا إلى سرد دالالته م ارعيا في ذلك عنصر الت رتيب للجوانب الت اريخية. ك- الش رح بالسياق و هو ما يعرف بالتفسير السياقي 369( على توضيح المعنى في المعاجم نقف عليه في ) و نقصد بالسياق هنا ما ي صاحب الل فظ مم ا ي ساعد ) 370( و يدخل في تحديد معناه ج ملة من العناصر و هو تنويع الجمل الم حتوية للفظ نحو: عكر: اعتكر الل يل : اختلط. و اعتكر المطر: كث ر. و الع ك ر : د ر د ي الز يت و قد عك ر. و ع ك ر الر ج ل : ع ط ف. و ي قال : باع ف الن ع ك ر ه أي : أصل أر ض ه و ر ع ف الن إلى ع ك ر ه أي: أص ل ه. و العكر : قطيع من اإلبل ضخم. و العكركر : الل بن الغليظ. و تعاكر ) 371( م : اختل ط وا لقو ا إن تنو ع دالالت لفظ )عكر( يفضي ذلك بيان أشهر دالالته. ت حد دها سياقات استعماله من ج ملة إلى أخرى حيث ل - الش رح بالم اردف من الشروحات الم عتمدة في معاجمنا الل غوية شرح لفظ بلفظ آخر و هو ما ي عرف بالم اردف قد يكون أحد المت اردفين أج لى من اآلخر فيكون شرحا لآلخر الخفي و قد - و في هذا المقام يرى إبراهيم أنيس أن كثيرا من األلفاظ تتطور داللتها بمرور السنين و توالي العصور و ذلك ألن ها لم توجد لتكون حبيسة م قي دة و لكن ها و جدت ليتداولها الناس و ليتبادلوا بها في حياتهم االجتماعية و الل غة ميراث يأخذه الخلف عن أسالفهم فإذا ورثتها األجيال الناشئة لم ترثها على حالها األولى بل ترثها مع بعض االنحراف في الداللة ثم يتضخم ذلك االنحراف على توالي األجيال )- ينظر: إبراهيم أنيس داللة األلفاظ مكتبة األنجلو المصرية القاهرة 1924 م ص ( يوسف عيد النشاط المعجمي في األندلس ص فهم علماء العربية أن الل فظ حين يطلق على المسمى يدل دالالت متعددة و ليست الداللة الل فظية الوضعية نوعا واحدا فقد يتضمن الل فظ داللة غير ظاهرة ألن اإلنسان يتدخل في هذه الدالالت فهو يستعمل عقله في فهم معنى اللفظ إن كان سامعا و في تحميله معاني معينة إن كان م تكل ما فحاولوا أن يصوغوا نظرية في داللة األلفاظ ال تغفل أهمية اإلنسان و عقله في تحديد المقصود من األلفاظ. )- سمير أحمد معلوف حيوية اللغة بين الحقيقة و المجاز ص ( أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا اللغوي ( ت 391 ه ( مجمل الل غة تحقيق زهير عبد المحسن سلطان /

132 ينعكس الحال بالنسبة إلى قوم دون آخرين. قال: و زعم كثير من المتكلمين أن ) 372( التحديدات كل ها كذلك ألن ها تبديل الل فظ الخفي بلفظ أجلى منه. و قد يعتمد الشارح ظاهرة الت اردف م ستقل ة م نفردة كما يعتمدها ضمن شروحات أخرى كما يختم بها نحو: جشع. في الحديث: أن م عاذا لم ا خرج إلى اليمن شي عه رسو ل - - الل ه - - فبكى م عاذ ج شعا ل ف ارق رسول الل ه الجشع : الجز ع لف ارق األلف و في حديث جابر : ث م أقبل علينا فقال: قال أي كم ي حب فج ش ع نا أي: : ضبطه بم اردف واحد م ف ز ع نا ف ز ع نا ) 373(... أن ي عر ض اهلل عنه و لتحديد داللة هذا الم دخل لجأ ابن منظور إلى و هو كاف إلجالء المعنى. الشرح االشتمالي - و فيه يتجل ى عنصر التوس ع و هو عكس الشرح بالم اردف حيث تتجل ى فيه عملية تفسير الكلمة بأكثر من كلمة: شعم نحو: 374( و يكون تفسير الكلمة بعبارة و ليس بكلمة واحدة. ) الش ع م :. اإلص الح بين الن اس و هو حر ف غريب و الش عم وم و ) 375( غم وم بالعين و الغي ن: الطويل من الن اس و اإلب ل فالشارح في هذا الش المدخل لم يعتمد على الت اردف أي شرح كلمة بأخرى و إن ما اعتمد على عبارة اإلص الح بين الن اس الم دخل و حسمها. ن و الطويل من الن اس و اإلب ل الش كلي الشرح - و قد لجأ إلى ذلك لضبط داللة و هي تلك األدوات المساعدة على توضيح داللة الل فظ من غير الل غة كاألشكال و الصور والرسومات و األلوان و هو ما أصبحت تعتمده المعاجم الحديثة في توضيح الداللة األلفاظ التي قد تغيب أو تبتعد داللتها عن أذهاننا و بهذا األسلوب ت قر ب داللة األلفاظ. - عبد الرحمن جالل الدين السيوطي المزهر في علوم اللغة و أنواعها تعليق محمد أحمد جاد المولى بك و آخرون مكتبة دار التراث القاهرة الطبعة الثالثة / ابن منظور لسان العرب المحيط مادة )شعم( تقديم عبد للا علي الكبير و آخرون مادة جشع 438. / يوسف عيد النشاط المعجمي في األندلس ص ابن منظور لسان العرب المحيط تقديم عبد للا علي الكبير و آخرون مادة )شعم( / 3 372

133 إن إجالء داللة الل فظ و شرحه في المعاجم الل غوية أخذ مناحي م تعد دة و هي الحقيقة التي بي ناها سابقا في أنواع الش روح الم ت بعة و ما ي مكن أن نستقريه من هذا اإلج ارء هو أن عملية الش رح لو لم تت م بالصورة التي أوردها م عجميو الل غة لضاع إ ر ث كبير من الت ارث العربي فأسلوب الت نويع من الش رح ضم ن كذلك ع نصر المرونة الذي تتمت ع به الل غة. و لم يتوقف أصحاب المعاجم في تقديم داللة المداخل عند هذا الحد بل اهتم وا بكثير من القضايا الل غوية التي تتحكم من قريب أو بعيد في شرح و إجالء داللة الل فظ و هو ما سن بي ن ه في المبحث الموالي. أثر البنية العميقة في تحديد داللة الل فظ قد يلجأ المعجمي في شرح المعنى و تفسيره إلى اعتبا ارت أخرى منها ما لها عالقة بالصرف و الصوت و التركيب و هو ما عب ر عنه مشال زكريا في قوله : يقوم المعجم في البنية العميقة و يتكون من مجموعة مفردات معجمية يحتوي كل منها على مجموعة سمات محددة هذه السمات على ثالثة أنواع: صوتية و داللية و تركيبية والمعجم في القواعد التوليدية التحويلية ال يختلف عن المعجم الكالسيكي من حيث تضمينه كل الخصائص المفردات و ممي ازتها الذاتية ) 376( فالسمات الم حد دة في األنواع الثالثة سنوليها بشيء من الشرح و الت حليل قصد بيان أثرها في تحديد الد اللة و ضبط المعنى الم عجمي. المعنى الصرفي أ - - ميشال زكريا األلسنية و التوليدية و التحويلية و قواعد الل غة العربية ( الجملة البسيطة ( المؤسسة الجامعية للدراسات و النشر و التوزيع الطبعة الثانية 1984 م ص

134 لقد تنب ه علماء الل غة و الم عجميون في ثنايا د ارستهم و تتب ع داللة األلفاظ إلى صيغة الكلمة و بنيتها ل ما لهذا األخير من أثر في تحديد معناها وهو ما ذهب إليه عبد العزيز عتيق في قوله: علم الصرف يبحث في التغي ارت التي تلحق بنية الكلمة لغرض معنوي أو لفظي وي ارد ببنية الكلمة هيئتها أو صورتها الملحوظة من حيث حركتها وسكونها - - )377( وعدد حروفها فشكل الكلمة كما يحلو للبعض أن ي سميه من حيث مي ازنها و بناءها و تغي ر حركتها هو المقصود بعلم الص رف. و م م ا ارعاه المعجميون أثناء اهتمامهم بشرح األلفاظ المعنى ل ما لهذا الص رفي األخير من أثر في الكشف عن الد اللة و ل م ا كان علم الص رف غير محصور في باب واحد تعد دت اإلشارة إليه في شرح األلفاظ و لم تأت محصورة في جانب واحد حيث نقف تارة على ماله عالقة بالمي ازن الصرفي الذي من خالل اعتماده في عملية الش رح ي فيدنا في توس م و معرفة داللته وبفضل هذا المي ازن الصرفي أمكن استيعاب كل الصيغ من أسماء وأفعا ل ولم يخرج على هذا التصنيف إال الكلمات الدخيلة واألدوات ) 378( والضمائر والحروف التي تستعصي على هذا المي ازن. إن التفاتة الم عجمي في ثنايا شرح الم د خل إلى بيان مي ازنه الص رفي قد ي زيل بعض الل بس على ال فظ كما ي مك ننا من ضبط داللته و الذي وقفنا عليه في هذا المجال ما جاء في ماد ة ( ختن ( و ختن الرجل الم تزوج بابنته أو باخته و الجمع أختان و الخ تونة المصدر و خاتن الر جل الر ج ل إذا تزوج إليه و الخ تن مصدر ختن ه يخت نه ) 379( ختنا و الفاعل خات ن و المفعول م خ ت ون. - عبد العزيز عتيق مدخل إلى علم الصرف دار النهضة العربية ا طل بعة الرابعة 7414 م ص كريم زكي حسام الدين أصول تراثية في علم الل غة مكتبة األنجلو المصرية القاهرة الطبعة الثانية 1981 م ص محمد بن الحسن بن دريد األزدي ( ت 331 ه ( جمهرة الل غة الطبعة األولى مطبعة مجلس دائرة المعارف حيدر آباد 1333 ه مادة ت خ ن 3. 8 / 378

135 مثل هذا الت تبع من المعجميين لأللفاظ ي جلي داللتها و هو تأكيد منه على أن لتنو ع بناء الل فظ من الفعل إلى اسم الفاعل و المصدر و الفاعل تنو ع في الد اللة و لهذا فاأللفاظ أدلة على المعاني وقوالب لها وانما اعتنوا بها و أصلحوها لتكون أ ذهب في الداللة ولما كان المعنى يكون على أحوال كثيرة كمعنى الم ض ي والحال واالستقبال والفاعلي ة والمفعولية وغيرها وكانت الحاجة إلى الداللة على كل حال منها ماسة. لم يكن بد من لفظ خاص يدل على ذلك المعنى بعينه فلهذا وجب التصريف واختالف األبنية بالزيادة والنقص والتغيير ونحو ذلك ليدل كل لفظ على المعنى الم ارد نحو: ضرب )380( يضرب.اضرب ال تضرب.ضارب مضروب... و حينما نقف على نفس الل فظ في شرح الم دخل مع شيء من الت نو ع و االختالف في بنيته حت ما تتنو ع دالالت الج م ل خالفا لما وقفنا عليه في عدد من المواد اللغوية منها ح م و الح م و ) ( ل غات و ي قال حمؤ ه مهموز و حموه و حماه أو أخوها أو عم ها فيه ثالث حمو الرجل أبو ام أرته ) 381(... فتغير بنية بعض الكلمات قد ال ي ؤثر في المعنى حيث ت ق أر بق ارءات م ختلفة و لكن ها تحافظ على معنى واحد.... إن الذي ي مكن مالحظته في اختالف األبنية الصرفية: لفظ قتل في قوله تعالى ق ل ق ت ال ف يه ك ب ير نسبت البن مسعود الق ارءة الثالثي المتواترة ) 382(... هذه ق ارءة الجمهور و في ق ارءة شاذة: و عكرمة و أبي السمال و الفرق بين الق ارءتين أ ن مصدر الفعل الرباعي ق ل ق تل ف يه ق ت ال قتل. قتل و قاتل و في في الق ارءة الشاذة مصدر الفعل - صنعة بن يعيش موفق الدين بن البقاء ( 334 ه ( شرح الملوكي في الت صريف تحقيق: فخر الدين قباوة المكتبة العربية حلب الطبعة األولى 1923 م ص محمد بن الحسن بن دريد األزدي ( ت 331 ه ) جمهرة الل غة 194. / سورة البقرة اآلية

136 و المصد ارن ينتميان إلى جذر ل غوي واحد ق ت ل إال أن القتال يدل على المفاعلة بخالف القتل و سياق اآلية يحتمل كال المعنيين ) 383(. و لتغير الحركة في البنية الل غوية الواحدة األثر الم الحظ في اختالف الد اللة فالبناء الصرفي لكلمة رحب من حيث حروفها واحد و ال يتغير و لتغي ر الحركات أثر ه في تبد ل المعنى و قال الفر اء: اسم و ر ح ب ة نعت ي قال بالد ي قال للص ح ارء بين أفنية القوم ر ح ب ة و ال ي قا ل ر ح ب ة ) 384(... و المسجد ر ح ب ة ور ح ب ة إن تفط ن األزهري لمثل هذه الظواهر اللغوية و هو يتعرض لداللة اللفظ يعكس لنا مدى اهتمامه بالجزئيات الل غوية التي قد ت جو ز المعنى المستهدف وتعكسه وهذا ما أكده فخر الدين حينما أشار قائال: ذلك ألن الحركات في بنية الكلمة مع أنها ت ي س ر النطق وتمكن من وصل األحرف في اللفظ كثي ار ما تكون أيضا لمعان لغوية وصرفية كالذي ت اره في صيغ: فع ل وفع ل ويف ع ل و يفع ل في المغالبة والتعجب وفي صيغ المبالغة والمشتقات وجمع التكسير )385( والتصغير والنسبة ولوال ذلك لكانت هذه الحركات الداخلية المتباينة غير معينة واذا كان مفهوم الحركات عند كثير من الق ر اء يعني تيسير النطق من الناحية الصوتية وتمكين المتعلمين من معرفة شكل أصواتها فإن للحركات معنى في الظواهر اللغوية إال أنه ال يترتب عنها دوما االختالف فقد يحدث لنفس البنية تغير في الحركات مع ثبات المعنى. ب - المعنى الصوتي ) 386( في ثنايا بحثنا وق ارءتنا للمعجم اللغوي العربي استوقفتنا بعض الظواهر الصوتية التي تعر ض لها الم عجميون أثناء بيان داللة الل فظ و شرحه باعتبار أن ألفاظ اللغة - أحمد البيلي االختالف بين القراءات ص األزهري تهذيب اللغة تحقيق: عبد للا درديش مراجعة محمد علي النجار 32. / 1 - فخر الدين فباوة مشكلة العامل النحوي و نظرية االقتضاء دار الفكر دمشق ا طل بعة األولى 2663 م ص التي لها عالقة بالمعجم باعتبار أن الل غة مجموعة من الر موز الص وتية التي يحكمها نظام معين و التي يتعارف أفراد مجتمع ما على داللتها بقصد تحقيق االتصال

137 العربية ال تعيش منعزلة بل تجتمع وتشترك في روابط مشتركة تربطها وتصل بينهما ولكل كلمة جسم وروح: فجسمها هو المادة الصوتية التي تتكون منها والشكل الذي )387( تجعل فيه تلك المادة أو البناء الذي ت بنى عليه وروحها هو معناها و هو ما نقف عليه مع كثير من الناطقين لمثل هذه الكلمات حيث يقف عن تحقيق الفهم الد اللي لمثل هذه الكلمات التي تتبدل أصواتها فيما بينها المستمع عاج از. إن عملية اإلبدال التي ت ت م بين ألف الم التعريف والهاء تندرج ضمن الت قارب القائم بين الهمزة والهاء باعتبار أن اإلبدال يعني إقامة حرف مكان اآلخر في بعض الكلمات مع بقاء الحروف األخرى فتكون هذه الكلمات مشتركة في حرفين مثال وابدال الحرف الثالث في إحداها بحرف آخر قريبا في المخرج وقد يكون بعيدا وهذا اإلبدال نالحظه أيضا في األمثلة التالية: )غين خين قسم قصم وسم وصم وشم تاب ثاب آب أز هز ) 388( خوم خرب(. وهذا النوع من اإلبدال ي ارد به معالجة ظاهرة نطقية وهو ال يؤثر في الداللة اللفظية لثبات المعنى وقد يفيد اللغة في مجال تعدد األلفاظ و تنوعها وهو ما ي فس ره إب ارهيم أنيس بالتطور الصوتي حيث يقول: ال نشك لحظة في أنها جميعا نتيجة التطور الصوتي أي أن الكلمة ذات المعنى الواحد حين تروي لها المعاجم صورتين أو نطقين ويكون االختالف بين الصورتين ال يتجاوز حرفا من حروفها نستطيع أن ن ف س ر ها على أن إحدى الصورتين هي األصل )- رشدي أحمد طعيمة األسس المعجمية و الثقافية لتعليم الل غة العربية لغير الناطقين بها وحدة البحوث و المناهج سلسلة دراسات في تعليم الل غة العربية العدد الثالث جامعة أم القرى مكة المكرمة يونييه 1984 م ص 38.( فرحات عياش االشتقاق ودوره في نمو اللغة ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر 7440 م ص محمد المبارك فقه اللغة وخصائص العربية ص

138 واألخرى فرع لها أو تطور عنها غير أن ه في كل حالة يشترط أن تل حظ العالقة الصوتية )389(. بين الحرفين: المبدل والمبدل منه وم م ا وقفنا عليه من مالحظات صوتية واردة في المعاجم الل غوية نستنتج أن هم لم يقفوا على تأمالت تحليلية ألصوات الكلمة و إن ما بي نوا ما ت صاب به الكلمة من تأثي ارت صوتية التي ي مكن أن ت ساعد القارئ على التحصيل الداللي لها و هو ما يعكس سعة ثقافة الم عجميين و إلمامهم بخبايا العربية. و من التفسي ارت في شأن األصوات العربية التي ذهب أصحابها بعيدا حيث فس روا اختالف الد اللة بين لفظين متشابهين و أرجعوها إلى اختالف صوت واحد بينها و هو كاف إلخ ارج الل فظ من داللة إلى أ خرى و في هذا الص دد ذهب ابن جن ي إلى بيان أثر الص وت في تحوير داللة الل فظ و هو ما خص ه بقوله: فأما مقابلة األلفاظ بما يشاكل أصواتها من األحداث فباب عظيم واسع ونهج ملتئب عند عارفيه مأموم وذلك أنهم كثي ار ما يجعلون أصوات الحروف على سمت األحداث الم عب ر بها عنها فيعدلونها بها و يحتذونها عليها وذلك أكثر مما نقدره وأضعاف ما نستشعره. من ذلك قولهم: خضم و قضم فالخضم ألكل الرطب كالبطيخ والقثاء وما كان نحوهما من المأكول الرطب والقضم للصلب اليابس نحو قضمت الدابة شعيرها ونحو ذلك... فاختاروا الخاء لرخاوتها للرطب والقاف لصالبتها لليابس حذوا لمسموع ) 390( األصوات على محسوس األحداث فالص وتان الخاء و القاف من حيث الر خاوة و الصالبة كافيان للت مييز بين لفظين. النغمة أنواع بعض يبين أن قباوة الدين فخر حاول وقد و أثره على الداللة ثالثة فأفرد منها وهي كما يلي: - إبراهيم أنيس من أسرار اللغة ص ابن جني الخصائص تحقيق: عبد الحكيم بن محمد 3 / 390

139 أولها : تنغيم الصوت وعرفه بقوله هو: التصرف في نغمة اللفظ تبع ا لمقاصد التعبير. ضرب من المقال. لداللة التصويت وثانيها : النبر الوظيفي وهو تلوين الوقفات والم ارد الصوت تنوع به المصاحب للكلمة الم ارد الوقوف عليها ثالثها : بتنوع على األغ ارض ارتفاع ا وقص ار طوال الداللية أرس اآليات القرآنية ففي مثل قوله تعالى: وانخفاض ا الوقوف النوع هذا يمثل ما وخير ) 391( م ا أ غ ن ى ع ن ي م ال يه و األنسب ماليه على الوقوف في انخفاض معنى بذلك ليؤدي انقطاعه أو مع قصره الصوت القائل يوم وكأن التفريط على والندم الحسرة ن فسه انقطع قد القيامة وضعف صوته لهول ما )392 ( يرى. مثل هذه الدالالت التي لها عالقة بالصوت ت خر ج بالل فظ من معنى إلى معنى آخر و إذا كان للوحدات الص وتية األثر الج مل أثر في تحديد داللة الل فظ أو البالغ في شرح الم دخل الم عجمي فإن للت اركيب. ج - المعنى النحوي إن استقامة الكالم وبلوغه درجة البالغة تتح كم فيه جوانب ومستويات منها الن حوي فكل ما استقامت الجملة ن حويا تجل ت داللتها و ات ضح معناه ا باعتبار أ ن الكلمة تستوعب زيادة على معناها المعجمي قيما داللية إضافية من انتماء إلى قسم من أقسام الكالم و استعداد للتعبير عن مقوالت نحوية معينة و تأهال لالئتالف مع غيرها بطريقة أو طرق معينة و حسب عالقات م حد دة ) 393( فك ل ما كانت العالقة بين بناءها الكلمات في الجملة الواحدة تخدم بعضها بعضا أد ت إلى تحق ق الداللة كما أن الم نتظم وفق هيكلة ترتكز على أسس بديهية سليقية أو قاعدية مستنبطة ي ي س ر على سورة الحاقة اآلية ي نظر: فخر الدين قباوة التحليل النحوي أصوله وأدلته الشركة المصرية العالمية للنشر الجيزة مصر ا طل 2662 م ص بعة األولى نظرات في التراث اللغوي العربي دار الغرب اإلسالمي بيروت لبنان الطبعة األولى عبد القادر المهيري 1993 م ص 13.

140 الطرف المتلقي فهم الرسالة وكثيرة هي المواقف الخطابية أو الكتابية الغامضة و يرجع ذلك إلى خلل في الداللة التي تكتسبها الجملة أو الجمل عن طريق القواعد النحوية القاضية بترتيب األلفاظ وفق ترتيب المعنى الم ارد فترتيب الكلمات والعبا ارت محكوم بقواعد ونظم تختلف من لغة إلى أخرى فإذا تغير ترتيب األلفاظ ولم توجد قرينة تغي ر ( : المعنى فإذا قلنا مثال - رصد علماء العربية القدامى الكثير من الظواهر الداللية( فهذه جملة لها معنى خاص إذا غي رنا من ترتيب الكلمات فيها و قلنا: -)علماء رصد العربية للقدامى الداللية من الكثير من الظواهر( أد ى ذلك إلى فساد المعنى ولذا يشترط علماء النحو أن يجري ترتيب الكلمات بحسب ما رسموه من قواعد )394( فال ي خ ل المتكلم بشيء منها حتى ال يؤدي إلى غموض عبا ارته أو فساد ت اركيبه فإذا كانت طبيعية الجمل مركبة من: الفعل الفاعل المفعول به أو المبتدأ الخبر الفضلة الذي نلمس ه كإشارة في داللة بعض المدخالت المعجمية تركيز أصحابها على كثير من : اإلشا ارت الن حوية لما لها من أثر في تحديد المعنى ففي مادة )بني( : بني على أهله دخل عليها وأصل ه أن الم ع رس كان يبني على أهله خ باء... ووقعت بنات السحابة بأرضهم وهي الب ر د : وقال كأ ن ثناياها بن ات س حابة *** س قاه ن ش ؤ ب وب م ن الغ ي ث ب اك ر م محمد علي عبد الكريم الرديني فصول في علم اللغة العام ا طل بعة األولى عالم الكتب لبنان 7423 ه ص 204.

141 )395( ه ن هو المفع ول الث اني فتعقيبه على البيت بما هو نحوي في المجال الداللي يثبت للقارئ قناعة الزمخشري وايمانه بأثر التأويل النحوي في تحقيق الداللة وهي النظرة التي أصبحت تعتمدها اللسانيات الحديثة باعتبار أن الوظيفة النحوية تعني )396( العالقة التي تربط م كو نا من م كو نات الجملة بمكونات أخرى في نفس الجملة و كلما كانت العالقة م حكمة بين العناصر اللسانية للجملة ساعدت على تحقيق الداللة و : ) اإلبانة و هو ما عب ر عنه الزمخشري في مادة ( درج لفالن درجة رفيعة و امش )397( في مد ارج الحق و عليك بالنحو فإنه مدرجة البيان باعتباره ي مثل اإلطار. الن ظامي للج ملة و هو الذي يتجل ى في العالقة القائمة بين الكلمات الم ؤدية لمعنى ما إن لوجود الكلمة في الجملة أو في الت ركيب هو وجود وظيفي يؤد ي إلى تحقيق... معنى و من خالل موقعها تتحد د وظيفتها الن حوية : مبتدأ أو صفة أو فاعال و من اختصاص العربية أن ها تمتاز عن غيرها باإلع ارب الذي يملك األثر البالغ في ( : تحديد المعنى و من األمثلة التي ثب تها...في هذا المجال قوله: و لو أن قائال قال هذا قاتل أخ ي ) بالت نوين و قال آخر : ( هذا قات ل أ خ ي ) باإلضافة لدل الت نوين على أن ه لم يقتله و دل حذف الت نوين على أن ه قد قتله ) 398( ففي الجملة األولى وقعت كلمة أخي مفعوال به السم الفاعل بينما في الث انية وقعت م ضافا إليه فبالحركة ات ضح المعنى. و فيما يتعلق باختالف الق ارءات فما وقفت عليه من تبدل الحركة اإلع اربية في الحقيقة لم ) يؤثر على المعنى في كثير من األلفاظ منها ( م صد ق في قوله تعالى: و ل م ا ج اءه م - الزمخشري أساس البالغة تحقيق: محمد باسل عيون السود / م سامي عياد حنا و آخرون معجم اللسانيات الحديثة مكتبة لبنان ناشرون 1992 م ص الزمخشري أساس البالغة 383 / 1 - ابن قتيبة تأويل مشكل القرآن شرحه و نشره السيد أحمد صقر القاهرة دار التراث 1393 ه ص 13.

142 ) 399( ك ت اب م ن ع ند الل ه م ص د ق ل م ا م ع ه م... ) 400( ر س ول م ن ع ند الل ه م ص د ق ل م ا م ع ه م... و قوله تعالى: ق أر الجمهور: ( و ل م ا ج اءه م في ) م صد ق اآليتين مرفوعا و ر وي من شواذ الق ارءات منصوبا ع ازها في اآلية األولى القرطبي و - األلوسي إلى أبي بن كعب رضي اهلل عنه و ازد األلوسي فنسبها ق ارءة البن أبي عبلة و نسب أبو حيان ق ارءة النصب في اآلية الثانية البن أبي عبلة و بوجه الرفع في ( و ( ) ق ارءة الجمهور على أن ( م صد ق ) صفة ثانية لكل من رسول و )كتاب )من. عند اهلل ) في اآليتين صفة أولى و بوجه النصب في الق ارءة الشاذة في اآليتين على أن ) م صد قا ( ) رسول ( فهما و إن كانا نكرتين فقد تخصصا بوصف ) )من عند اهلل حال من كتاب و فصار كل منهما كالمعرفة... و ال أثر لالختالف اإلع اربي في معنى م ص د ق في اآليتين فالكتاب الذي جاء م صدقا للتو ارة غير م خالف لها في أساس العقيدة هو القرآن الكريم و الرسول الذي جاء م صد قا لما معهم هو نبينا عليه صلوات اهلل و سالمه و ي فهم هذا من ق ارءة الرفع كما ي فهم من ) 401( ق ارءة الن صب فتكون فاعلة المعاني تعتورها كانت لما األسماء إن ومفعولة ومضافة إليها ومضاف ا في صورها تكن ولم حركات جع لت مشتركة كانت بل هذه المعاني على أدلة وأبنيتها برفع زيد المعاني هذه عن تنبئ فيها اإلع ارب فقالوا : ضرب فدلوا عم ر زيد أن على به... ل الفعل وبنصب واقع الفعل أن على عمرو هذه جعلوا المعاني سائر وكذلك عليها ليتوسعوا دالئل الحركات عند المفعول أو ذلك أ اردوا إن الفاعل ويقدموا كالمهم في - سورة البقرة اآلية سورة البقرة اآلية أحمد البيلي االختالف بين القراءات ص

143 ) 402( المعاني الحاجة إلى تقديمه على دالة الحركات وتكون فترتيب األلفاظ في الج ملة الش ارحة للم دخل الم عجمي ي فيدنا في فهم داللته كما أن لضبط الوحدات بالش كل له ] معنى داللي و هو ما تفطن له الجوهري في ماد ة: [ أهق : األي ه ق ان : الج رجير البري و هو ف ي ع ال ن قال لبيد *** ف ع ال ف ر ع األ ي ه ق ان و أ ط ف ل ت بال ج ل ه ت ي ن ظ ب اؤ ها و ن ع ام ها إن ن ص ب ت ف روع جعل ت األلف التي في فعال للت ثنية أي الج ود و الر هام هما ف ع ال ف روع األيهقان و أن بتاها و إن رف عت ه جعلتها أصلية من عال ي ع ل و ) 403( فإشارت ه و تعليقه بالشرح الن حوي لصدر البيت ساعد على تحديد الداللة. و من الد الالت التي ي مكن الوقوف عليها في الم ستوى الن حوي ما له عالقة بالت قديم و الت أخير. م م ا سبق شرحه فإن المعجم الل غوي العربي في تقديمه لداللة األلفاظ خدم هذا االتجاه من خالل استناده لبليغ القول وانتقاءه إي اه كنموذج داللي في مستويات ج م ة منها المستوى الن حوي و الصوتي و الص رفي و الحقيقة أن هذه الظ اهرة تت سع ل تش مل غالبية المعاجم العربية العتبا ارت منها أن تحق ق داللة األلفاظ قد تنجلي و تت ضح أكثر حينما يلتفت الم عجمي بالشرح المشفوع بمستوى من المستويات الل غوية الثالث كما تعكس هذه االلتفاتة إلمام معجميو العرب بالقضايا الن حوية و الصوتية و الصرفية هذا فضال عن الت نويع في عملية الشرح. - أبو القاسم الزجاجي اإليضاح في علل النحو تحقيق: مازن المبارك دار النفائس بيروت ا طل بعة الثانية 1314 ه ص إسماعيل بن حماد الجوهري الصحاح تاج اللغة و صحاح العربية تحقيق أحمد عبد الغفور عط ار باب القاف فصل األلف / 3 402

144

145 الفصل الثالث : إرهاصات و دواعي نشأة علم التفسير أنواع التفسير أو ال : الت فسير المأثور ثانيا : التفسير بالرأي العوامل المساعدة على إجالء داللة األلف اظ في التفسير معرفة غريبه معرفة متشابهه معرفة إعجازه و وجوه بالغته تفسير اآليات المطلق تفسير اآليات المقيدة تفسير اآليات ذات الحكم العام بين المعنى الظاهر و التأويل معرفة لغة العرب - معرفة أسباب نزوله معرفة قراءاته معرفة مجازه معرفة إعرابه معرفة ناسخه و منسوخه

146 كثيرة هي القضايا الل غوية ال تي تحتاج م ن ا أن نقف عندها وقفة تأم ل في ( حيثياتها كتلك التي تتعلق بعملية التفسير خاص ة حينما ينتاب عنص ار من ) 404 عناصرها شيئا من الغموض األمر الذي ي ج ب ر نا على تفسيره و توضيحه قصد توضيح الر ؤى و كشف الغموض. إن الحديث عن الغموض الل غوي يت ص ل ات صاال وثيقا بالوحدات التي تتأل ف منها الجملة فكل ما كانت هذه األخيرة طي عة في يد الم تلقي ات ضحت الد اللة و استقر المعنى و ك ل ما كانت غامضة اضطرب الفهم و تعذ ر بلوغ المعنى. و لتجاوز هذه العقبة اجتهد العلماء قديما و حديث ا في الوقوف إلى جانب الكشف و اإلبانة حيث تتب عوا مواطن الغموض الجاثمة في الجملة و حرصوا على تفسيرها فالد ارسات التي أ نج زت في حق القرآن الكريم و التي حرص أصحاب ها على توضيح معانيه و الكشف عنها من خالل إبانة ألفاظه و ت اركيبه يتصل اتصاال وثيقا بعلم - قبل الخوض في حيثيات التفسير و الت وس ع فيه يجدر بي أن أقف على تعريفه لغة ث م اصطالحا. م ن المعاجم العربية التي تتب عت لفظ ( فسر ) بالشرح و البيان: لسان العرب و قد خص ه صاحبه بالش رح التالي: فسر. الف س ر : البيان. ف س ر الشيء ي ف س ر ه بالكسر و ي ف س ر ه بالض م فسرا و ف س ر ه : أبان ه و التفسير م ثل ه... الف س ر : كشف الم غط ى و الت فسير كشف المراد عن الل فظ الم ش ك ل. )- ابن منظور لسان العرب باب الفاء مادة فسر / ) و عموما فداللته محصورة في البيان و الكشف عم ا أ شك ل في لفظ ما. أم ا صاحب المجمل فقد أورد مفردة واحدة مرادفة لماد ة فسر حيث قال : الف س ر : البيان و الف س ر : نظر الطبيب إلى الماء و هو الت ف سرة. )- أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا اللغوي ( ت 391 ه ( مجمل الل غة تحقيق زهير عبد المحسن سلطان كتاب الفاء باب الفاء و السين و ما ي ثلثهما 231. / 3 ) من الد اللتين الس ابقين للفظ )فسر( يستقر في أذهاننا أن معناها من الوجهة اللغوية ال يتجاوز:البيان و الكشف. أم ا اصطالحا فتعاريف العلماء له تعددت و لكن ها ات فقت في مجال بحثه و اآلليات الم عتمدة فيه و من الذين خص وه باالهتمام و الت نقيب الزركشي الذي عر فه فقال : علم يفهم به كتاب للا المنزل على نبي ه محمد صل ى للا عليه و سل م و بيان معانيه و استخراج أحكامه و حكمه. )- اإلمام بدر الدين محمد بن عبد للا الز ركشي البرهان في علوم القرآن تحقيق محم د أبو الفضل إبراهيم المكتبة العصرية صيدا بيروت 3331 م.13 /1 )

147 الت فسير و القارئ للقرآن الكريم يستوقفه قوله تعالى: و ال ي أ ت ون ك ب م ث ل إ ال ج ئ ن اك ب ال ح ق و أ ح س ن ت ف س ي ار ) 405( و م م ا جاء في مفاتيح الغيب قوله: الذي يأتي به أحسن تفسي ار ألجل ما فيه من المزية في البيان و الظ هور و لم ا كان التفسير هو الكشف عم ا يدل عليه الكالم وضع موضع معناه فقالوا تفسير ) 406( هذا الكالم كيت و كيت كما قيل معناه كذا و كذا فداللة لفظ في قوله تفسير. تعالى كذلك تعني معنى البيان و الكشف إن التفسير من هذه الز اوية قد نستهدف به الجملة نتيجة تضمنها للفظ أو تركيب يحتاج إلى تذليل و إبانة معناه أكثر و في هذا المقام تعقيب لطيف من المبرد في شأن (( ما ي فس ر حيث قال: ن فس ر أشياء من العربية تح تاج إلى الشرح من ذلك قوله: و لوالك )) ومنه قوله:)) فالتفسير من و جهة نظر ا ج يا ألم ترو )) )) قوله: و منه ي ه ر ك م بال ليل والن هار ) 407( )) المبرد ال يختلف عن الش رح حيث يتتبع الغموض في األلفاظ و يسعى إل ازلته و من األمثلة التي ي مكن أن نس وقها في هذا المجال و الم تضمنة لبيان لفظي: الفرق بين في الداللة نحو قوله تعالى: و ) 408( و قوله سبحانه: حلف و قسم و هو ما يدخل في إطار الفرق بين الكلمات المتشابهات و ي ح ل ف ون ب الل ه إ ن ه م ل م نك م و م ا ه م م نك م و ل ك ن ه م ق و م ي ف ر ق و ن ) 409( إ ن ه ل ق س م ل و ت ع ل م ون ع ظ ي م حيث نجد من الباحثين الذين عق بوا على هذين الفعلين المتشابهين في اآليتين الكريمتين و أثبتوا أن الد اللة الم عجمية ال ت فر ق بين كثير من األلفاظ الم تشابهة و مم ا جاء في هذا المنحى قول الباحث: كثي ار ما ي فس ر أحدهما باآلخر و قل ما ت فر ق بينهما المعاجم نحتكم إلى البيان األعلى في النص المحكم الموثق فيشهد االستق ارء الكامل بمنع ت اردفهما سورة الفرقان اآلية محمد الرازي فخر الدين ابن العالمة ضياء الدين عمر المشتهر بخطيب الري ( ه ) تفسير الفخر الرازي المشتهر بالتفسير الكبير و مفاتيح الغيب 83. / أبو العباس محمد بن يزيد المبرد 313 ه / 381 ه تعليق:محمد أبو الفضل إبراهيم الكامل في اللغة و األدب.334 / سورة التوبة اآلية 00.

148 ) جاءت في مادة ( ح ل ف في ثالثة عشر موضعا ك ل ها بغير استثناء في ) الحنث باليمين ( أي اليمين الكاذبة و أما القسم فيأتي في األيمان الصادقة سواء كانت أو وهما. حقيقية ) و بهذا يختص الحلف بالحنث في اليمين أي اليمين الكاذبة ( ) 410( اليمين وهذا ما اط رد استعماله في البيان القرآني. و يكون القسم لمطلق إن مثل هذه التوضيحات و التعليقات على الن ص القرآني تصب في صميم علم التفسير و من هذا المنطلق فهو ال يبتعد عن التحليل و الكشف. و الحقيقة أن تعريف التفسير لم ينحصر في اهتمام فئة من العلماء فنتيجة ارتباطه بالقرآن الكريم خ ص باهتمام الباحثين و الد ارسين و قد عر فه محمد حسين الذهبي هو العلم الذي يبحث عن كيفية النطق بألفاظ القرآن الكريم ومدلوالتها و فقال: أحكامها الفردية والتركيبية و معانيها التي تحمل عليها حالة التركيب أي: أنه علم يبحث عن م ارد اهلل تعالى بقدر الطاقة البشرية فهو شامل لكل ما يتوقف عليه فهم المعنى ) 411( وبيان الم ارد. إن مجال البحث في علم التفسير لم ي خرجه الذهبي إال عن مجال القرآن الكريم أن ه لم يحصره في داللة األلفاظ المعروفة في الل فظ و المعنى فحسب بل خرج به إلى ما ي عين على الكشف عن الداللة فمن الت فسير ما هو م ت ص ل بكيفية نطق ألفاظه و إخ ارجها إخ ارجا سليما لما لهذه العملية من أثر في اإلبانة الش املة لداللة الل فظ في القرآن الكريم و من التفسير كذلك الكشف عن األلفاظ في حالتي اإلف ارد و الت ركيب لبلوغ. م ارد اهلل تعالى و 1 - سورة الواقعة اآلية قاسم عاشور جواهر قرآنية 1333 سؤال و جواب في القرآن الكريم دار ابن حزم للطباعة و النشر التوزيع بيروت لبنان الطبعة األولى 3331 م ص محمد حسين الذهبي التفسير والمفسرون دار الفكر بيروت لبنان 1394 ه م ا طل بعة الثانية. 13 /

149 و إذا ك ن ا في األسطر السابقة قد فصلنا في معنى التفسير ل غة و اصطالحا فإن الذي ينبغي أن ي طرح كاستفهام قصد المناقشة و التحليل هو ما يتعلق باإلرهاصات األولى لنشأة علم التفسير كيف ظهر و لماذا و في ثنايا إجابتنا على هذين السؤالين نكون بذلك قد التفتنا إلى اإلجابة على كثير من التساؤالت الفرعية ذات الص لة بالموضوع كتلك المتعلقة بالمجاالت التالية: هل علم التفسير يتتب ع إال الغموض الجدير بالش رح و الت عليق أم أن ه يغوص في قضايا أ خرى ث م هل الغموض مرجعه إلى الوحدة الل غوية التي يتضمنها التركيب أم أن ت موقع هذا الل فظ ضمن مجموعة من األلفاظ هو الذي أكسبه تعد د المعاني الذي يفرض علينا ضرورة ضبطه و تحديد معناه لإلجابة على هذه التساؤالت و غيرها ال مانع من تتبع أهم الخطوات المنهجية التي كانت سببا في تأسيس مفهوم التفسير سواء عن طريق مبدأ التحديد أم الوظيفة و هي على النحو التالي: إرهاصات و دواعي نشأة علم التفسير إن تاريخ عملية الت فسير و اإلبانة ) 412( الن صوص أ خض ع للت فسير أقر ت حقيقة مفادها أن ك ل ذي شأن من و الحديث عن الت فسير يلفت الباحث إلى كتابه - و خير دليل على سبيل التمثيل ال الحصر ما الم تنبي الذي قال فيه صاحب ه : يقف عليه القارئ في الن صوص الوضعية و الوارد في شرح ديوان أ ن ام م ل ء ج ف وني ع ن ش و ار د ه ا *** و ي س ه ر الخ ل ق ج ر اه ا و ي خ ت ص م و هو ما ي جس د ذلك الت نافس الحاد الذي وقع بين ش ر احه حيث بلغ عددهم أربعة عشر شار حا م ن بينهم ابن جن ي و المعر ي.

150 _ العزيز و الذي ال ي ختلف فيه هو أن الت فسير بدأ بالرواية عن صاحب الرسالة و كان ج زءا من الحديث ث م انفصل عنه وصار علما له أ صوله و _ قواعده ) 413( بي - فالن - بأفعاله و أقواله و تقري ارته ج س د الت فسير الحقيقي للقرآن الكريم فما جاء م جمال في القرآن الكريم فص له نبي الر حمة و ما جاء م فص ال في الحديث الش ريف أجمل ه القرآن الكريم فهو بذلك ي عد البيان و الت فسير األو ل لما تلقاه من رب ه و حاجة المسلمين آنذاك استدعت تفسير المصطفى - و هي الحقيقة التي أك دتها السيرة الن بوية في البيان و التفسير. - - لقد استمر باب الت فسير- في غير الثوابت- بعد المصطفى- حيث توس ع ن طاقه و بغية ضبط هذه العملية و الت حكم في أواصرها اجتهد العلماء في وضع القواعد األساسية لعملية التفسير ويبدو أن رسالة اإلمام الشافعي أو ل م حاولة لوضع قواعد التفسير ل ما أرى من إف ارط بعض الم فسرين في تفسير عقلي ال يقوم على رواية صحيحة و إف ارط البعض اآلخر في تفسير نقلي امتأل باإلس ارئيليات و الحكايات و الن وادر و ك ل يبحث عن الدليل من القرآن لدعم أريه فات جهت العناية إلى وضع األسس السليمة التي يبنى عليها استنباط المعاني وذلك بإتباع س نن اللغة التي القرآن بروح بها نزل )414( الشريعة. و مهما كان من اختالف بين المفسرين فإن أنواع الت فسير التي سنوليها التفاتة بشيء من التحليل تحد د للمط لع األ طر العام ة التي تتحكم في ك ل نوع من أنواعه. )- ي نظر: عبد الرحمن البرقوقي شرح ديوان المتنبي راجعه يوسف الش يخ محمد البقاعي دار الكتاب العربي بيروت ا طل بعة األولى 3333 م 1/ 83.( التهامي نقرة االتجاهات السنية و المعتزلية في تأويل القرآن مطبعة دار القلم ديسمبر 1983 م ص المرجع نفسه ص 13.

151 أنواع التفسير إن الم تمعن لنتاج الت فسير يقف على كم م عتبر منه بدءا بتفسير الن بي - إلى تفاسير الص حابة - رضوان اهلل عليهم- هل م فالت ابعين و... لقد تعد دت الت فاسير نتيجة اهتمام المسلمين بدينهم حيث دفعهم ذلك إلى استقصاء كل ما جاء فيه إال أن ج ل ها قد ضاع و لم يصلنا من تفاسيرهم سوى تفسير مجاهد و تفسير عبد الر ازق الصنعاني و تفسير ابن ماجه و تفسير ابن جرير الطبري و هذا التفسير األخير تفسير الطبري هو أو ل تفسير كامل آليات القرآن الكريم يصل إلينا و تفسيره بحق موسوعة تفسيرية قفز ابن جرير في هذا الكتاب بعلم الت فسير قفزة نوعية هائلة و ال ازل هذا الكتاب يشغل المكانة العليا بين كتب التفسير فالذي ي فهم من هذا القول أن الت فاسير في بدايتها لم تكن شاملة للقرآن كما هي عليه )415( اليوم بل كانت جزئية إلى أن أصدر ابن جرير الطبري تفسيره الذي ارتقى به إلى اإلحاطة بالقرآن. و م م ا أجمع عليه العلماء في مجال التفسير أن أساليب الم فسرين و هم ي بي نون. آياته تعد دت و قد ض ب طت في - نوعين: الت فسير المأثور و الت فسير بالر أي أو ال : الت فسير المأثور - مصطفى مسلم مناهج المفسرين دار المسلم للنشر و التوزيع الطبعة األولى 1311 ه ص

152 كان مفهوم إذا من التفسير معانيه الد اللة على الكشف و البيان فإن المأثور من القول هو الخاص و قد خص أو أقوال الصحابة أو السنة بما ورد في الكتاب بتعريفات منها تلك التي تعني: رضي اهلل عنهم بيان معنى اآلية فهو التفسير الذي يعتمد على صحيح المنقول و ال يجتهد في بيان معنى من غير دليل و يتوقف عم ا ال ) 416( طائل تحته و ال فائدة في معرفته اآلية إال إذا تأكد من أن ه م وافق لفحواها في آية أ خرى فالم فس ر فيه ال يبني كشفه و بيانه لنص و يتماشى مع نصوص قطعية و لعل الس ند الم عتم د في هذا المنحى من الت فسير هو ما ثبت عن النبي محمد- - و البن تيمية في هذا األمر قول حيث يرى أن أفضل الطرق لبلوغ استنباط أحكام القرآن و معرفة خباياه هو أن ي فس ر القرآن بالقرآن ثم بالسنة و هو يعتبر هذا اإلج ارء في شأن التفسير جدير باالقتفاء فقال: إن أصح الطرق في ذلك أن ي فس ر القرآن بالقرآن فما أ جمل في مكان فإن ه قد فسر في موضع آخر فإن أعياك ذلك فعليك بالسنة فإن ها شارحة للقرآن )417( و موضحة له و هو ما. يعرف بالتفسير المأثور فالمفسر فيه ال يخرج عن النصوص الشرعية: القرآن و السنة فيعقب اهلل اآلخر: ) 418( إن تفسير القرآن بالقرآن جل - - عز و نقف عليه في اآليات التي خفيت علينا معانيها عليها بآية ت فسرها و هو ما يعرف بالتفسير التوقيفي اجتهادي يعتمد على صح ة االستنباط و قوة نظر المفسر و و تجرده في قربه من الصحة أو بعده عنها و ذلك بأن يحمل معنى آية على آية أخرى تكون م بي نة و - فهد بن عبد الرحمن بن سليمان الرومي دراسات في علوم القرآن الكريم دار المتعلم الزلفي - مكتبة التوبة الرياض الطبعة الثامنة 1999 م ص ابن تيمية مقدمة في أصول التفسير تحقيق: محمود محمد النصار ص و لصاحب اإلتقان في هذا المجال رأي حيث قال : من أراد تفسير الكتاب العزيز طلبه أو ال من القرآن فما أ جمل منه في مكان فسر في موضع آخر وما اختصر في مكان فقد بسط في موضع أخر ( السيوطي عبد الرحمن جالل الدين اإلتقان في علوم القرآن.( 121 / 3 416

153 شارحة لآلية األولى و هذا الن وع منه المقبول و منه المردود كأي اجتهاد في تفسير )419( آية... كثيرة هي األلفاظ في القرآن الكريم التي داللتها تتضح حينما يعتمد صاحبها على - الشرح الم فعم بآية قرآنية أخرى و هو ما وقف عليه الثعالبي في قوله فمن ذلك قوله ) 420(... عز ذكره - إ ن ال ذ ين ق ال وا ر ب ن ا الل ه ث م اس ت ق ام وا استقاموا كلمة واحدة تفصح عن الط اعات كل ها في االئتمار و اإلنزجار وذلك لو أن إنسانا أطاع اهلل سبحانه مائة سنة ثم سرق حب ة واحدة لخرج بسرقتها عن حد االستقامة و من ذلك قوله عز و جل - ) 421(... ال خ و ف ع ل ي ه م و ال ه م ي ح ز ن ون ك ل مكروه عنهم و ال شيء أضر باإلنسان من الحزن و الخوف فقد أدرج فيه ذكر إقبال ك ل محبوب و زوال ) 422(. إن داللة لفظ االستقامة في شرح الثعالبي لآلية ات ضح بالشرح معناه و انجلى المجس د له. أم ا بخصوص تفسير القرآن بالحديث فنلمسه في كثير من اآليات التي وردت تفسي ارتها من النبي محمد- - و من التخريجات التي وقفت عليها في شأن داللة األلفاظ ما ورد في قوله تعالى: وي س ل م وا ت س ل يما ال ي ج د وا ف ي أ نف س ه م ح ر جا م م ا ق ض ي ت ف ال و ر ب ك ال ي ؤ م ن ون ح ت ى ي ح ك م وك ف يم ا ش ج ر ب ي ن ه م ث م )423( وقد يتساءل الواحد م ن ا عن داللة لفظ شجر فيسعى صاحبنا إلى بيانه من خالل تفسير اآلية م رك از على إجالء داللته من خالل الحديث الشريف أنا قتيبة بن س عيد نا اللي ث عن ابن ش هاب عن ع روة أن ه حد ثه أن عبد اهلل بن الزبير حد ثه أن رج ال خاصم الز بير عند رسول اهلل- - في ش ارج الح ر ة التي كانوا يسقون بها الن خل فقال األنصاري : سر ح طاهر محمود محمد يعقوب أسباب الخطأ في التفسير دراسة تأصيلية 13. 1/ - سورة فصلت اآلية سورة البقرة اآلية أبو منصور الثعالبي اإلعجاز و اإليجاز الطبعة األولى 1842 م المطبعة العمومية مصر ص سورة النساء اآلية 41.

154 الماء يم ر فأبى عليهم فاختصموا عند رسول اهلل - - فقال رسول اهلل- للز بير اسق يا ز بير ث م أرسل إلى جارك فغضب األنصاري فقال: يا رسول اهلل - أن كان ابن عم تك فتلون وجه رسول اهلل- - ث م قال: يا ز بير اسق ث م أحبس )424( الماء حت ى يرجع إلى الج د ر إن مثل هذه التفسي ارت أ ازلت الغموض عن اللفظ الذي إن ات ضحت داللته تجلى المعنى اإلجمالي لآلية و من هذا المنطلق عد العلماء السنة النبوية شارحة للقرآن مبينة لمجمله مقيدة لمطلقه م خص صة لعامه موضحة ل م بهمه م فسرة لمشكله مفصلة لمختصره معضدة لمعانيه كاشفة لغوامضه مجلية لمقاصده كما جاءت بأحكام ال توجد في كتاب اهلل و لم ينص عليها فيه و هي ال تخرج عن قواعده و أصوله و مقاصده و غاياته فال ي مكن االستغناء عنها بحال من األحوال و ال يجوز إهمالها في وقت من األوقات و ذلك ألهميتها القصوى في فهم دين اهلل و تفسير كتابه و العمل به. )425( لقد اهتدى المفسرون إلى داللة لفظ ش ج ر تم الوارد في اآلية الكريمة من خالل ما استنباطه من ن ص الحديث فبمجر د الت عامل مع نص الحديث والوقوف على داللة ش ج ر لفظ تحويه اآليات ينجلي المعنى العام لآلية و هو الفهم الذي من خالله ي مكن استنباط ما القرآنية لقد بي ن الرسول عليه السالم لصحابته ما تضمنه النص القرآني من وما اشتمل معان الصحابة وكان العباد مصالح بتنظيم م تعلقة فقهية أحكام من عليه األحكام من اآليات هذه تحمله ما يفهمون عليهم الله رضوان بمقتضى العربية السليقة الق ارئن من ولما شاهدوا السليمة الصحيح والعلم التام الفهم من لهم ولما واألحوال والعمل - أبو عبد الرحمن أحمد ابن شعيب بن علي النسائي صاحب السنن المتوفى ) 333 ه ) تفسير النسائي لإلمام تحقيق: صبري عبد الخالق الشافعي سيد بن عباس الجليمي مؤسسة الكتب الثقافية بيروت الطبعة األولى 1993 م.391 / طاهر محمود محمد يعقوب أسباب الخطأ في التفسير دراسة تأصيلية دار ابن الجوزي للنشر و التوزيع المملكة العربية السعودية الطبعة األولى 1331 ه 11. 1/ 424

155 علماؤهم السيما الصالح وكب ارؤهم كالخلفاء وابن مسعود وابن األربعة عباس.وكانوا )426( أنفسهم يجهدون في تفقه معانيها. و من اآليات التي اعت م د في تفسيرها على هذا االت جاه قوله تعالى: ال ف و ز ل ه م ال ب ش ر ى ف ي ال ح ياة الد ن ي ا و ف ي اآلخ ر ة ال ت ب د يل ل ك ل م ا ت الل ه ذ ل ك ه و )427( ال ع ظ يم اآلية فقال مجاهد: حيث أورد س ارج الدين في تفسيرها ما نص ه: هو الرجل المؤمن يرى الرؤيا الص الحة و هي تكل م الن اس في هذه من أعمال األنبياء جزء من سبعين جزءا من النبو ة و سأل رجل من أهل مصر ابن عباس عن هذه اآلية فقال: ما سألني أحد عنها منذ سألت رسول اهلل- - النبي إال رجل واحد سأل - - فقال: ما سألني أحد ) 428( الرجل المؤمن أو ت رى له. عنها منذ نزلت إال رجل واح د: هي الر ؤيا الص الحة ي ارها - - إن الت فسير الم عتمد لآلية المذكورة أعاله سنده ما ر وي عن النبي و قد يسأل الواحد م ن ا نفسه عن المفهوم العميق للت فسير المأثور هل يعتمد فيه الم فس ر على الر واية و يكتفي أم أن ه ي قحم ما له عالقة بالت محيص و الت حليل و هو ما ذهب إليه البحث في المجال حيث حد ت د أ سسه وفق منظور فيه من الد قة: و في التفسير المأثور ال يقف المفس ر عند ذكر الروايات فقط و ال تنتهي مهمته عند رصدها فحسب و إن ما تبدو فعاليته في اتجاهه إلى مرويات بعينها يجمعها حول اآلية الواحدة و في الترجيح بين هذه المرويات و تفضيل واحدة منها أو الحكم بضعفها جميعا و القول في اآلية بما ي ارها في ضوء الوسائل المعينة على فهم النص القرآني - موالي الحسين ألحيان علم أحكام القرآن دراسة في نشأته وتطوره ومدوناته - مجلة جامعة أم القرى لعلوم الشريعة واللغة العربية وآدابها العدد 38 شوال 1333 ه ج 14 ص سورة يونس اآلية سراج الدين أبي حفص عمر بن إبراهيم بن عمر األنصاري األوسي المتوفى 211 ه زهر الكمام في قصة يوسف عليه السالم تحقيق: كمال الدين عالم دار الكتب العلمية بيروت الطبعة األولى 3333 م ص 38. ) 426

156 كأسباب النزول أو المألوف من كالم العرب في عصر النبوة و غير ذلك و م م ن مث ل هذا االت جاه الطبري في تفسيره المأثور: أو الرجوع إلى الداللة اللغوية لأللفاظ ) 429( م م ا ي عين على القول في القرآن ب أري. و في هذا المقام يقول عن حقيقة التفسير ما كان من تأويل آي القرآن الذي ال يدرك علمه إال بنص بيان رسول اهلل أو بنصبه الداللة عليه فغير جائز ألحد القول فيه ب أري. )430( و ل و و وجهة نظره هذه في الحقيقة ال تتعارض مع قوله تعالى: أ ف ال ي ت د ب ر ون ال ق ر آن )431( ك ان م ن ع ند غ ي ر الل ه ل و ج د وا ف يه اخ ت ال فا ك ث ي ار و قوله عز من قائل: أ ف ال ي ت د ب ر ون ال ق ر آن أ م ع ل ى ق ل وب أ ق ف ال ه ا على األسس الموضوعية في التفسير )432(. فهو ال ينفي ال أري ما دام صاحبه يرتكز و من الباحثين الذين تتبعوا منهجه و خصائصه محمود النق ارشي الذي نلمسه في قوله: يكاد اإلجماع ينعقد ممن يعتد بهم من العلماء أن جامع البيان في تفسير القرآن من المؤلفات النادرة الجامعة لمن سبقها من العصور فتعطى صورة واضحة لما كان عليه التفسير منذ العصر األو ل حت ى مطلع القرن ال اربع مؤكدا قيمة التفسير بالمأثور و مدى الحرص عليه و إن كان في الوقت نفسه من الم ارجع ذات األهمية للتفسير العقلي فلقد جمع بين اآل ارء و اعتمد ما ارتآه صحيحا من وجهة نظره و ازد استنتاج األحكام ) 433( فهو جامع بيان النقل و العقل. إن مفهوم التفسير بالمأثور ال يقصي في كثير من خرجاته استنطاق اآلية و اإلحاطة بجوانبها مشفوعة باالرتكاز على الحديث الشريف و ما قالته العرب في لغتها و من األمثلة الواردة في هذا المنحى ما يقف عليه القارئ من تفسير لقوله تعالى: ق ل أ و ل ي ب أ س ش د يد ت ق ات ل ون ه م أ و ي س ل م ون ف إ ن ت ط يع وا ق و م س ت د ع و ن إ ل ى ل ل م خ ل ف ين م ن األ ع ر اب - الشحات السيد زغلول االتجاهات الفكرية في التفسير الطبعة الثانية الهيئة العامة للكتاب 1922 م ص أبو جعفر محمد بن جرير الطبري تفسير الطبري جامع البيان عن تأويل آي القرآن 333 ه / 313 ه تحقيق: عبد للا بن عبد المحسن التركي دار هجر للطباعة و النشر و التوزيع و اإلعالن 49. / سورة النساء اآلية سورة محمد اآلية محمود النقراشي السيد علي مناهج المفسرين من العصر األو ل إلى العصر الحديث ص

157 )434( ا ك م ا ت و ل ي ت م م ن ق ب ل ي ع ذ ب ك م ع ذ ابا أ ل يما ي ؤ ت ك م الل ه أ ج ار ح س نا و ا ن ت ت و ل و قول : - - الم فس ر: يقول تعالى ذ كر ه لنبي ه محمد ق ل يا محمد للم خل فين من. األع ارب عن المسير معك : ست د عون إلى ق تال قوم أ ولي بأس شدي د و اختلف أهل الت أويل في هؤالء الذين أخبر اهلل - ي د ع و ن إلى ق تال هم فقال بعضهم هؤالء الم خل فين من األع ارب جل عز و عنهم أن هم أهل فارس : ) 435( إن حصيلة تفسيره لآلية ضم نها شيئا من اإلبانة وفق الخطوات الت الية: في البداية حد د و عي ن الم ستهدفين منها ث م لخ ص معناها الل غوي بشيء من اإليجاز الش امل في قوله : ست د عون إلى ق تال قوم أ ولي بأس شديد ليقف في األخير م رج حا اختالف المؤولين للم خل فين. تلك هي إذا بعض الخطوات الم عتمدة من الم فس ر و هي كافية إل ازلة الغموض عنها. إن المتصفح لتفسير ابن كثير و الذي ي عد قطبا من أقطاب التفسير المأثور و المتتبع لمنهجه و خطواته في تفسير قوله تعالى: إ ن الص ف ا و ال م ر و ة م ن ش ع آئ ر الل ه ف م ن ح ج ال ب ي ت أ و اع ت م ر ف ال ج ن اح ع ل ي ه أ ن ي ط و ف ب ه م ا و م ن ت ط و ع خ ي ار ف إ ن الل ه ش اك ر ع ل ي م و - هذا من باب التمثيل لمنهجه- يستخلص أن ه سرد بعض األحاديث ) 436( - النبوية الشريفة المتضمنة لسلوك النبي - في هذا الباب ث م انتقل إلى بيان الح كم الفقهي بين كون السعي ركن و واجب و مستحب و بعد عرضه لهذه اآل ارء التي اعتمد فيها على الدليل رج ح ال أري إلى الحكم األو ل ث م عق ب على ذلك بقوله: فقد بين اهلل تعالى أن الط واف بين الصفا و المروة من شعائر اهلل أي: م م ا شرع اهلل سورة الفتح اآلية أبو جعفر محمد بن جرير الطبري ( 333 ه / 313 ه ( تفسير الطبري جامع البيان عن تأويل آي القرآن تحقيق: عبد للا بن عبد المحسن التركي 31 / سورة البقرة اآلية 118.

158 تعالى إلب ارهيم الخليل في مناسك الحج و قد تقد م في حديث ابن عباس أن أصل ذلك مأخوذ من تطواف هاجر و ت ر د ادها بين الصفا و المروة في طلب الماء لولدها لم ا نفذ ماؤها و ازد ها حين تركهما إب ارهيم- - هنالك ليس عندهما أحد من الناس فلم ا خافت الض يعة على ولدها هنالك و نفذ ما عندها قامت تطلب الغوث من اهلل عز جل - فلم تزل تردد في هذه البقعة المشرفة بين الصفا و المروة م تذل لة خائفة وجلة و مضطرة فقيرة إلى اهلل - جل عز و - حت ى كشف اهلل كربتها و آنس غربتها و فر ج ش د تها و أنبع لها زمزم التي ماؤها طعام ط ع م و شفاء س ق م فالساعي بينهما ينبغي له أن يستحضر فقره و ذ ل ه و حاجته إلى اهلل في هداية قلبه و صالح حاله و غف ارن ذنبه و أن يلتجئ إلى اهلل - جل عز و لي زيح - ما هو به من النقائص و العيوب و أن يهدي ه إلى الص ارط المستقيم و أن ي ثبته عليه إلى مماته و أن ي حو له من حاله الذي هو عليه من الذنوب و المعاصي إلى حال الكمال و الغف ارن و ) 437(. - السداد و االستقامة كما فعل بهاجر عليها الس الم إن المتأمل لخطوات تفسيره لآلية المذكورة أعاله يقف على شيء من المزج بين ما له الل غوي- عالقة بالجانب عليها السالم وقعت لهاجر وذلك قصد إ ازلة الغموض- و و بين أحداث القصة التي اعتماده على بيان الحكمة من ذلك ك ل هذا لبلوغ تفسير يجمع فيه بين األثر و الل غة وم م ا وقفت عليه من تعقيبات في شأن تفسيره لهذه اآلية ما وقف عليه محمد النق ارشي الذي تتب ع تفسيره لها و لخ ص منهجه في ذكره للعناصر التالية: 7- ذكر من اآلثار الصحاح ما يوضح المعنى المفاد من النص غير أن ه يبدأ بذكر نص كامل ثم يأخذ من غيره موطن االستشهاد و في كل يعزو كل نص إلى الكتاب الذي ذكره. - أبو الفدا إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي ( 233/ 223 ه ( تفسير القرآن العظيم تحقيق سامي بن محمد السالمة دار طيبة 321- /

159 2- لم يشغل نفسه بدالالت لغوية لأللفاظ غير ما تدل بوضعها عليه في الن ص الكريم. 3- ذكر األقوال الفقهية التي قالها العلماء في حكم السعي بين الصفا و المروة و رج ح أن ه ركن من أركان الحج. ) 438( 4- لم يتعر ض للق ارءات المتواترة أو غيرها. إن اهتمامه بداللة األلفاظ في اآلية المفس رة ال يخرج إلى دالالت ل غوية و بالت الي فهو ال يهتم كثي ار بسرد الدالالت اللغوية لأللفاظ و يكتفي بما له عالقة بمعنى. اآلية و هي الخطوات الم نتهجة من م فسري الق رآن بالمأثور ثانيا : التفسير بال أري و بالمقابل للتفسير بالمأثور تجل ى ات جاه آخر هو التفسير بال أري و هو تفسير القرآن باالجتهاد و ينقسم إلى قسمين:- التفسير بال أري المحمود: و هو التفسير المستمد - من القرآن و من سن ة الرسول - و كان صاحبه عالما بالل غة العربية و أساليبها و بقواعد الشريعة و أصولها. ) 439(. الثاني التفسير بال أري المذموم: و هو التفسير بمجرد ال أري و الهوى - إن الذي يعنينا في هذا المبحث هو التفسير بال أري المحمود كونه ي شكل امتدادا للتفسير بالمأثور غير أن ه يخرج به صاحبه إلى فضاء فيه يتعر ض إلى اعتماد مستويات كالت حليل لبعض القضايا المطروحة في كثير من اآليات القرآنية و التي دعت إلى الغوص فيها بشيء من العمق و الد ق ة نتيجة لظروف العصر و حاجة المجتمع إلى - محمد النقراشي السيد علي مناهج المفسرين من العصر األول إلى العصر الحديث مكتبة النهضة القصيم بريده الطبعة األولى 1981 م / فهد بن عبد الرحمن بن سليمان الرومي دراسات في علوم القرآن ص

160 تب ي ينها و الكشف عن حقيقتها و قد حمل لواء هذا المنحى ث لة من المفسرين حيث رك زوا على الجانب اللغوي في تفسير اآليات و هو ما وقف عليه أحد الباحثين المحدثين حينما ارح ي بي ن أصول هذا االت جاه في قوله: و هذا مسلك إعمال ال أري مشروطا ب م ارعاة ل غة القرآن و أصول الشريعة في الفهم و االستنباط و هو يوجب تحصيل آلة ت عين على استكشاف أل صق المعاني بم ارد اهلل تعالى بكالمه و تعود إلى أصلين: األصل األول: العلم بالعربية و يتمثل بالقدرة على استعمال المعاجم الموضوعة لشرح الحقيقة اللغوية مع الد ارية بعلوم النحو و الص رف و البالغة على الوجه الذي ي مكن من فهم الت اركيب و الدالالت بحسب وضعها اللغوي... األصل الثاني: العلم بما يتصل بالقرآن مما له األثر في فهمه كالمقدمات األساسية في ) 440( علوم القرآن مثل أسباب النزول و الناسخ و المنسوخ و علم الق ارءات... المحمود في ربطها بأصول الشريعة نظره يخضع لجملة من الشروط منها: -. ) 441 ( م ارعاة لغة القرآن فال أري و تقييد عمليتي الفهم و االستنباط بأساسيات علوم القرآن حت ى ال يزيغ المفس ر عن الداللة الشرعية لآلية القرآنية. إن الذي يعنينا في هذا المنحى و م ا هو م ت فق عليه أن القرآن نزل بلغة العرب ل ذا ع د ت اللغة من مصادر تفسيره فال ي عقل ل م ن ي فس ر القرآن الكريم أن يكون غير م لم بداللة ألفاظها و أس اررها و أساليبها فالعلم بها و معرفة الدالالت الل غوية لأللفاظ - عبد للا بن يوسف الحديع المقدمات األساسية في علوم القرآن مؤسسة الريان للطباعة و النشر و التوزيع بيروت الطبعة األولى 3331 م ص و هو عكس ما تنادي به الصوفية حيث ال ي ولون لل غة اعتبارا أساسيا فالتفسير الصوفي يرى أصحابه أن معاني كالم للا تعالى غير محصورة بالمعاني اللغوية بل له مكنونات و أسرار خص بها أهل الحقائق فجعلهم أهل الفهم لخطابه و العالمين بلطائف ودائعه فاخبروا عن طرف منه بإشارات تخفى و تدق إال على أربابها. )- مساعد مسلم آل جعفر مناهج المفسرين دار المعرفة الطبعة األولى 1983 م ص 333.( و قد ساق في مؤلفه نماذج من تفسيرات الصوفية التي فيها تجاوز أصحابها الظاهر اللغوي لبلوغ أشياء بعيدة و من هذه التفسيرات استوقفني استشهاده بمنهج السلمي في كتابه حقائق التفسير حيث عرض له تفسيره لقوله تعالى: ألم تر أ ن للا أنزل من الس ماء ماء ف ت ص بح األ ر ض م خ ضر ة إ ن للا ل طيف خبي ر - سورة الحج اآلية 43. حيث فس رها بقوله : أنزل مياه الرحمة من سحائب القربة و فتح إلى قلوب عباده عيونا من ماء الرحمة فأنبتت فاخضرت بزينة المعرفة و أثمرت اإليمان و أينعت التوحيد أضاءت بالمحبة فهامت إلى سيدها و اشتاقت إلى رب ها فطارت بهمتها و أناخت بين يديه و عكفت فأقبلت عليه... )- مساعد مسلم آل جعف مناهج المفسرين ص 333.( 440

161 القرآنية من أهم األدوات التي ت عين على فهم كتابه و تفسيره و من األمثلة الدالة على ذلك ما جاء في قوله تعالى: ي ا أ ي ه ا ال ذ ين آم ن وا ال ت ق ر ب وا الص ال ة و أ نت م س ك ار ى ح ت ى ت ع ل م وا م ا ت ق ول ون و ال ج ن با إ ال ع اب ر ي أ و أ و ج اء أ ح د م نك م م ن ال غ آئ ط أ و ع ل ى س ف ر س ب يل ح ت ى ت غ ت س ل وا و ا ن ك نت م م ر ض ى ال م س ت م الن س اء ف ل م ت ج د وا م اء ف ت ي م م وا ص ع يدا ط ي با ف ام س ح وا ب و ج وه ك م و أ ي د يك م إ ن الل ه ك ا ن ع ف و ا غ ف و ار ) 442( المستم فلفظ ال يمكن قبول داللته خارج العالقة الشرعية بين الرجل و ام أرته و ذلك لوجود ق ارئن تدل على ذلك و هو ما وقف عليه المفسرون و بي نوه و كشفوا داللته و للر ازي أري فيه ضم نه وجهان يقول: أ و ال م س ت م الن س اء الجماع. قال : الوجه الثاني: حد ثنا أبو عبد اهلل حماد بن الحسن بن عنبسة ثنا أبو داود عن ش عبة عن مخارق عن طارق عن عبد اهلل قال الل مس ما دون الجماع : ) 443(... و في كلتا الحالتين أخذ الل مس داللة ال تخرج عن سياق اآلية و تضمنها للحديث عن الن ساء. و فيما يتعلق بالعالقة بين اللفظ و المعنى في اآليات القرآنية من الباحثين م ن أروا أ ن ألفاظ المعنى الم ارد يالءم بعضها ليس فيه لفظة نافرة عن أخواتها غير الئقة بمكانها ) 444( 442 كلها موصوف بحسن الجوار بحيث إذا كان المعنى عربيا ق ح ا كانت ألفاظه عربية محضة و إذا كان المعنى م ول دا كانت األلفاظ م ولدة و إذا كان المعنى متوس طا - سورة النساء اآلية اإلمام محمد الرازي فخر الدين ابن العالمة ضياء الدين عمر المشتهر بخطيب الرأي ( ه ) تفسير الفخر الرازي المشتهر بالتفسير الكبير و مفاتيح الغيب 941/3. - و من أمثلة هذا الباب قوله تعالى: قال وا تاهلل تف تأ ت ذ ك ر ي وس ف حت ى تك ون حرضا... سورة يوسف اآلية 81 فإن ه سبحانه لم ا أتى بأغرب ألفاظ القسم بالنسبة إلى أخواتها فإن التاء أقل استعماال و أبعد من أفهام العام ة و الباء و الواو أعرف عند الكاف ة و هي أكثر دورانا على األلسنة و استعماال في الكالم أتى سبحانه بأغرب صيغ األفعال التي ترفع األسماء و تنصب األخبار بالنسبة إلى أخواتها فإن كان و ما قاربها أعرف عند الكافة من أغرب من جميع أخواتها من ألفاظ تفتأ و هم لكان و ما قاربها أكثر استعماال منها و كذلك لفظ حرضا الهالك فاقتضى حسن الوضع في الن ظم أن ت جاور كل لفظة بلفظة من جنسها في الغرابة أو االستعمال توخيا لحسن الجوار و رغبة في ائتالف المعاني باأللفاظ )- ابن أبي اإلصبع المصري) 181 ه- 113 ه ( بديع القرآن تحقيق: حفني محمد شرف نهضة مصر للطباعة و النشر و التوزيع -24 / 3 22 )

162 كانت األلفاظ كذلك إذا كان عربيا كانت األلفاظ عربية و إذا كان م تداوال كانت األلفاظ معروفة م ستعملة و إذا كان م توس طا بين الغ اربة و االستعمال كانت ألفاظه كذلك 445( ) إن الذي ينبغي أن ن قر به هو أن االئتالف حاصل بين األلفاظ و المعاني في القرآن الكريم إال أن ألفاظ القرآن الغريبة ليست دوما مرتبطة بالمعنى الغريب األمر الذي انتبه إليه مفسرو القرآن الكريم فوقفوا حيث ينبغي الوقوف لتذليل المعنى و تجليته أكثر القرء و من األلفاظ التي استوقفت الكثير من المفسرين و الباحثين لفظا:. الحيض و هل يحمالن نفس الد اللة ) 446 ( ففي قوله تعالى: ب أ نف س ه ن ث ال ث ة ق ر و ء و ال ي ح ل ل ه ن أ ن ي ك ت م ن م ا خ ل ق الل ه ف ي و و ال م ط ل ق ات ي ت ر ب ص ن أ ر ح ام ه ن إ ن ك ن ي ؤ م ن ب الل ه و ال ي و م اآلخ ر و ب ع ول ت ه ن أ ح ق ب ر د ه ن ف ي ذ ل ك إ ن أ ر اد وا إ ص ال حا و ل ه ن م ث ل ال ذ ي ع ل ي ه ن ب ال م ع ر وف و ل لر ج ال ع ل ي ه ن د ر ج ة و الل ه ع ز يز هذه اآلية وقفة حيث فس ر لفظ القرء بقوله: ح ك ي م ) 447( و للزمخشري في فإن القرء و القارئ جاء في معنى الوقت و لم يرد ال حيضا و ال طه ار... و قد يسأل الواحد م ن ا نفسه عن تفسير ) 448( الزمخشري للقرء بالوقت و عالقته بالم أرة المطلقة : أم ا ما وقف عليه في قوله تعالى و الال ئ ي ي ئ س ن م ن ال م ح يض م ن ن س ائ ك م إ ن و ار ت ب ت م ف ع د ت ه ن ث ال ث ة أ ش ه ر و الال ئ ي ل م ي ح ض ن ال ت األ ح م ال أ ج ل ه ن أ ن ي ض ع ن ح م ل ه ن أ و - المصدر نفسه ص من العلماء من استدل بنص الحديث الشريف في إثبات أن القرء غير الحيضة و قد استندوا في ذلك على حديث ابن عمر في الصحيحين أنه طلق امرأته و هي حائض على عهد رسول للا صل ى للا عليه و سلم فسأل عمر بن الخطاب رسول للا عن ذلك فقال - صل ى للا عليه و سل م - : ( أمره فليراجعها ثم ليمسكها حتى تطهر ثم تحيض ثم تطهر ثم تحيض ثم تطهر ثم إن شاء أمسك بعد و إن شاء طلق قبل أن يمس فتلك العدة التي أمر للا أن ي طلق لها النساء ) فدل على أن العدة هي الطهر و لو كان القرء هو الحيضة لكان وقوع طالق عبد للا بن عمر قبل العدة ال فيها )- سعود بن عبد للا الفنيسان اختالف المفسرين أسبابه و آثاره مركز الدراسات و اإلعالم دار اشبيليا الرياض الطبعة األولى 1992 م ص ) و ألحمد البيلي تعقيب حيث يرى و لم ا كان القروء من المشترك الذي يطلق على عد ة أشياء فالقرينة هي التي تحدد المراد من مدلوالته الثالثة فالمراد في حديث: دعي الصالة أيام أقرائك الحيض ألن المرأة تدع الصالة في أثناء حيضها ال في أثناء طهرها )- أحمد البيلي االختالف بين القراءات ص 323.( سورة البقرة اآلية الزمخشري الكشاف.333 /

163 و م ن ي ت ق الل ه ي ج ع ل ل ه م ن أ م ر ه ي س ار ) 449( حيث فس ر لفظ الحيض بقوله: و الحيض هو الذي تستب أر به األرحام دون الطهر و لذلك كان االستب ارء من األمة بالحيضة و يقال أق أرت الم أرة إذا حاضت و ام أرة مقرئ... و يكون بذلك قد ) 450( أثبت داللة الحيض بمعنى القرء. إن معرفة اللغة و التضل ع فيها عامل من العوامل األساسية في فهم نصوص القرآن و استنباط أحكامها باعتبار أن القرآن الكريم تضمن الكثير من األلفاظ التي لم يعهدها اللسان القرشي و في هذا المقام أورد قوال لمجاهد الز ركشي قال فيه: ال يح ل ألحد ي ؤمن باهلل و اليوم اآلخر أن يتكلم في كتاب اهلل إذا لم يكن عالما بلغات العرب فالذي يمكن استنباطه من قول مجاهد هو أن تفسير القرآن الكريم يلزمه )451( اإللمام بلغة العرب باعتبار أن القرآن الكريم صهر ألفاظها و أساليبها في بوتقة واحدة األمر الذي أوجب على المفسرين االلتفات إلى ما قالته القبائل العربية في شأن هذا الل فظ أو ذاك األسلوب و مهما يكن من أمر فإن عامل اإللمام بلغة العرب يبقى جانبا من الجوانب التي تساعد المفسر على إجالءه و بيانه. العوامل المساعدة على إجالء داللة األلفاظ في التفسير الحديث عن داللة اللفظ في التفسير و بلوغ بيان معنى اآلية القرآنية في الحقيقة تتحكم فيه جملة من العناصر التي ينبغي أن ي ارعيها المفسر ال بد من التفسير بالمأثور لمن أ ارد أن يستجيب هلل تعالى فيتدبر كالم اهلل و يفسره سواء كان على طريقة التفسير الموضوعي أو التحليلي أو المقارن و كذا لمن أ ارد أن يفسر بال أري يتحتم عليه أن يطلع على معرفة : أسباب النزول و الناسخ و المنسوخ و المكي و سورة الطالق اآلية 3. - الزمخشري الكشاف 331 / 1 - اإلمام بدر الدين محمد بن عبد للا الز ركشي البرهان في علوم القرآن 393. / 1

164 المدني و الغريب و المشكل و الوقف و االبتداء الق ارءات الشاذة التفسيرية و األحاديث المبينة للمجمل و الق ارءات و أوجهها و و المفسرة للمبهم و )452( األحاديث المخصصة للعام و المقيدة للمطلق و من هذا المقتبس ي مكن تتبع ما طاهر محمود أورده ا جدير ذلك م عتب ار باالطالع من المفسر فحرصت على تتب ع أه م العناصر الجديرة بالمعرفة من قبل المفسر باعتبار أن عملية المعرفة و تتجل ى فيما ينتجه الم فس ر و من هذه العناصر: التفسير تذوب فيها هذه أ - معرفة لغة العرب لمعرفة الل غة العربية و الت ضل ع في أس اررها األثر البالغ في افتكاك دالالتها و في ثنايا ق ارءاتنا لتفسير القرآن نقف على كثير من الوقفات الل غوية الم نتهجة من الم فس ر فاستعانته بالشروحات اللغوية لأللفاظ قد ت زيل اإلبهام و الغموض على اآلية. إن الذي رآه بعض الباحثين فيما يتعلق بأسلوب التفسير اللفظي الذي غلب نهجه من قبل مؤلفات توصلوا إليه في هذا المجال االستشهاد عليه - في تفسير السلف و ) 453( غريب القرآن دليل على أن للفظ دو ار في إجالء المعنى و م م ا - أحيانا أن يكون اللفظ المفس ر مطابقا لل فظ الم فس ر مع من لغة العرب شع ار و نث ار و لقد كان لهذا األسلوب مكان ه من خالل استق ارء تفسيرهم في تفسير الطبري غيره وجدت أن لهم في البيان الل غوي للقرآن األول: شعر أو نثر. 313( على هذا األسلوب - - ه( طريقتين و : أن يذكروا معنى الل فظة في اللغة دون أن ينص وا على ما يدل عليها من - طاهر محمود محمد يعقوب أسباب الخطأ في التفسير دراسة تأصيلية دار ابن الجوزي للنشر و التوزيع المملكة العربية السعودية الطبعة األولى 1331 ه 11. / 1 - و من األمثلة التي انتقيتها من المعجم مادة ( ن خ ر ) يقال: الناخرة و النخرة سواء مثل الطامع و الطمع و قال بعضهم: النخرة البالية و الناخرة العظم الم جو ف الذي تمر فيه الر يح فينخر بالية و قيل فارغة يصير فيها من هبوب الريح مثل النخير. )- عبد العزيز عز الدين السيروان المعجم الجامع لغريب مفردات القرآن دار العلم للماليين الطبعة األولى 1984 م ص 333.( 452

165 الثاني: أن ينص وا على االستدالل بلغة العرب في تفسير الل فظة ) 454(... في توضيح داللتها على االستعانة بمأثور القول من كالم العرب شعره و نثره أمثلة ذلك ما نقف عليه في تفسير الطبري لقوله تعالى: ع ل ي ه م أ ب و اب ك ل م م ا استهدفه بالشرح قوله: معتمدا و من ف ل م ا ن س وا م ا ذ ك ر وا ب ه ف ت ح ن ا ) 455( ش ي ء ح ت ى إ ذ ا ف ر ح وا ب م ا أ وت وا أ خ ذ ن اه م ب غ ت ة ف إ ذ ا ه م م ب ل س و ن اإلبالس و أصل على الشيء و الندم عليه و عند بعضهم الحجة و عند بعضهم : : و في كالم العرب عند بعضهم : الحزن انقطاع الحجة و السكوت عند انقطاع الخشوع و قالوا هو المخذول المتروك و منه قول العجاج : ) 456( يا ص اح ه ل ت ع ر ف ر س ما م ك ر سا *** قال : ن ع م! أ ع ر ف ه! و أ ب ل س ا! إن اعتماد الطبري في تفسيره على الوقوف بالشرح اللغوي للكلمات التي يرى ضرورة محاصرتها دليل على أن الكثير من اآليات يتضح معناها بتذليل الكلمات و معرفة داللتها الل غوية. ب- معرفة أسباب نزوله إذا كان لمعرفة األلفاظ الل غوية األثر البالغ في الكشف عن داللة األلفاظ فإن معرفة الل غة لوحدها ال ي مك ن الم فس ر من بلوغ حقيقة الكشف و التبيين لكونه يتعامل مع نص م قد س لذا بات ل ازما على ك ل م فس ر من الر جوع إلى سبب الن زول باعتباره ي جسد داللة الن ص التي يجب أال تتوقف على تحصيل المعنى الحرفي أو المباشر بل يجب أن تسعى إلى فهم المعنى األبعد المباشر ويتأت ى ذلك بمالحظة سياق المقال وسياق المقام ) 457( على أساس أن الظروف المحيطة بالنص جديرة باالستقصاء ويقصد بها مجموع المالبسات التي أنتج فيها النص فهي كما عب ر عنها تمام حسان مجموع العناصر االجتماعية الثقافية المرتبطة ارتباطا وثيقا بالنص الكالمي - مساعد بن سليمان بن ناصر الطيا التفسير اللغوي للقرآن الكريم دار ابن الجوزي د. ط د. تا ص سورة األنعام اآلية أبو جعفر محمد بن جرير الطبري 333 ه / 313 ه تفسير الطبري جامع البيان عن تأويل آي القرآن تحقيق عبد للا بن عبد المحسن التركي 343- / علي توفيق الحمد مفهوم النص بين الداللة الحرفية و الداللة الت ضمنية مجلة جامعة البعث المجلد 31 العدد م ص

166 بهدف بلوغ المعنى الم ارد فالسياق المقامي يضم المتكلم والسامع أو السامعين والظروف والعالقات االجتماعية واألحداث الواردة في الماضي والحاضر تم الت ارث والفولكلور ) 458( والعادات والتقاليد والمعتقدات والخزعبالت. و للتمكن من فهم خطاب لغوي ما يتعين م ارعاة مقام المتكلم وحالته النفسية واالجتماعية وغيرها و في شأن أهميته يقول ابن تيمية أن ها ت عين على فهم اآلية ) 459( فإن العلم بالسبب يورث العلم بالم سبب فهو بمثابة اإلطار الذي ي عينه في تحديد معنى اآلية و حينما ي ضبط بهذا الم ع ل م ي صبح من الس هل عليه الكشف عن د اللة األلفاظ التي تتحرك ضمنه فهو كما يقول حامد أبو زيد إن سبب الن زول أحيانا ما ي مك ن الم فسر من الق ارءة الص حيحة للنص ومن ثم يجعله م قاربا الكتشاف الد اللة و ليس المقصود بالق ارءة الصحيحة تصحيح الن ص بل المقصود الت وجيه الص حيح لداللة األلفاظ ) 460( و العبا ارت. إن الم فس ر حينما يربط بين سبب الن زول للن ص القرآني و دالالت اللفظ الواحد المختلفة التي ي عبر عنها بالداللة السياقية و هي ما يكون قد ط أر على الكلمة من تطور داللي بحسب القوانين التي ترصد حركة األلفاظ و الد الالت في الز مان الم تتابع بين العصور و في المجاالت الم ختلفة من علمية واجتماعية وفني ة فالكلمة أو ت ن قل إلى مواقع لم تألفها أو ت حصر في إطار خاص تكسب أبعادا جديدة ) 461( قبل. - تمام حسان اللغة العربية معناها ومبناها ا طل بعة الثالثة 7440 م ص ابن تيمية مقدمة في أصول التفسير تحقيق: محمود محمد النصار ص نصر حامد أبو زيد مفهوم الن ص دراسة في علوم القرآن الهيئة المصرية العامة للكتاب طبعة 1993 م ص عدنان الخطيب علم الد اللة العربي النظرية و الت طبيق دراسة تاريخية تأصيلية نقدية ديوان المطبوعات الجامعية 1988 م ص

167 إن داللة الل فظ تتعد د تبعا لتنوع السياقات التي تأتي في معاجم الل غة لحظتها يمكنه أن ينتقي في تفسيره الد اللة األقرب إلى سبب الن زول فيحدث بذلك ما ي سم ى بالتأقلم بين العمليتين. و من م نطلق ما وض حنا سابقا يت ضح لنا جليا أن لمعرفة سبب النزول فوائد تخدم معنى اآلية فينعكس ذلك على إجالء معناها و ضبطه فيما ف س ر و كثيرة هي الحاالت التي وقف عندها الباحثون في بيان أهمية معرفة سبب الن زول كون أن تخصيص الحكم بالسبب عند من يرون أن العبرة بخصوص السبب ال بعموم اللفظ فآيات الظهار نزلت بسبب ظهار أوس بن الصامت لما ظاهر من زوجته خولة بنت ثعلبة و استبان الحكم في هذه اآليات الكريمة من سورة المجادلة و بناء عليه فإن الحكم المستفاد ال يتعدى تلك الحادثة و حكم الظهار في غيرها يمكن معرفته بدليل آخر قد يكون قاسيا أو غيره و من الم سل م أنه ال يمكن معرفة المقصود بهذا الحكم أو القياس ) 462( عليه إال إذا علم سبب النزول و بدون العلم به تصير اآلية معطلة و عند الرجوع إلى تفسير قوله تعالى: و ال ذ ين ي ظ اه ر ون م ن ن س ائ ه م ث م ي ع ود ون ل م ا ق ال وا ف ت ح ر ير ر ق ب ة م ن ق ب ل أ ن ي ت م اس ا ذ ل ك م ت وع ظ ون ب ه و الل ه ب م ا ت ع م ل ون خ ب ي ر )463( إن الذي يلتفت إلى تفسير هذه اآلية يقف على ما ي ذلل معناها و المتمثل في إي ارد المفسرين لسبب نزولها فتتضح داللة ألفاظها أكثر عندئذ يحرص المفسر على تتبع حيثيات وقائع نزولها بدءا بالحدث العام إلى أسماء الشخصيات و ما جرى بينهم من حوار كما يتعر ض لألحداث الثانوية ذات الصلة بالحدث العام ليصل إلى النتيجة أو الحكم و هو ما أورده البغوي في شأن نزول هذه اآلية قوله: نزلت في خولة بنت ثعلبة كانت تحت أوس بن الصامت و كانت حسنة الجسم و كان به لمم فأردها فأبت فقال : لها أنت علي كظهر أمي ثم ندم على ما قال و كان الظاهر و عبد الفتاح أبو سن ة علوم القرآن دار الشروق القاهرة الطبعة األولى 1314 ه / 1991 م ص سورة المجادلة اآلية 3.

168 اإليالء من طالق أهل الجاهلية فقال لها: ما أظنك إال قد حرمت علي و اهلل ما فقالت: ذاك طالق وأتت رسول اهلل - و عائشة رضي اهلل عنها- تغسل شق أرسه فقالت يا رسول اهلل زوجي أوس بن الصامت تزوجني وأنا شابة غنية ذات مال وأهل حتى إذا أكل مالي وأفنى شبابي و تفرق أهلي وكبر سني ظاهر مني وقد ندم فهل من شيء - يجمعني واياه تنعشني به فقال رسول اهلل - حرمت عليه فقالت يا رسول اهلل والذي أنزل عليك الكتاب ما ذكر طالقا و إن ه أبو ولدي و أحب الن اس إلي - فقال رسول اهلل - ح ر مت عليه فقالت: أشكو إلى اهلل فاقتي و ) 464( وحدتي... إن المتأمل لما تضمنه نص سبب النزول يقف على حقيقة مفادها أن االلتفاتة إليه سبب في إ ازلة كثير من الغموض الذي قد يقف أمام القارئ و خاص ة فيما يتعلق باأللفاظ التي تتحكم في المعنى اإلجمالي م م ا ي ؤثر سلبا على المتلقي فيعيق فهمه لها جملة و تفصيال. و الحقيقة التي أقر ها العلماء أن سبب النزول ال تتحكم فيه داللة األلفاظ الكامنة في اآلية بل الموضوع العام الذي نزلت ألجله فالل فظ قد يكون عاما و يقوم دليل على تخصيصه فال يجوز إخ ارج السبب من حكم اآلية باالجتهاد و اإلجماع ألن دخول السبب قطعي و إخ ارجه بدليل التخصيص اجتهادي و االجتهاد ظني و ال يجوز إخ ارج القطعي بالظني مثال ذلك قوله تعالى: إ ن ال ذ ين ي ر م ون ال م ح ص ن ات ) 465( ال غ اف ال ت ال م ؤ م ن ات ل ع ن وا ف ي الد ن ي ا و اآل خ ر ة و ل ه م ع ذ اب ع ظ ي م و سبب نزول هذه اآلية حادثة اإلفك المشهورة و لفظ اآلية عام بالوعيد يشمل التائب و غير التائب لكن اآلية األخرى استثنت من تاب فقال تعالى: و ال ذ ين ي ر م ون ال م ح ص ن ات ث م ل م ي أ ت وا - اإلمام محي السنة أبي محمد الحسين بن مسعود البغوي ( ت 114 ه ( تفسير البغوي معالم التنزيل تحقيق محمد عبد للا النمر و آخرون 39. / سورة النور اآلية

169 ب أ ر ب ع ة ش ه د اء ف اج ل د وه م ث م ان ين ج ل د ة و ال ت ق ب ل وا ل ه م ش ه اد ة أ ب دا و أ و ل ئ ك ه م ال ف اس ق و ن 466( ) إ ال ال ذ ين ت اب وا م ن ب ع د ذ ل ك و أ ص ل ح وا ف إ ن الل ه غ ف ور ر ح يم عام ثم خ ص ص بقوله تعالى: إ ال ال ذ ين ت اب وا م ن ب ع د ذ ل ك ) 467( ) 468( فلفظ اآلية هنا إن المط لع على تفسيرها يث ب ت في ذهنه و يستقر ما نقله الم فسرون في شأن سبب نزولها باعتباره عامال م ساعدا على تحقيق معناها و م م ا نقله الطبري في شأنها قوله: و الذين يشتمون العفائف من ح ارئر المسلمين فيرمونهن بالز نى ث م لم يأتوا على ما رموه ن به من ذلك بأربعة شهداء ع دول يشهدون عليه ن أن ه ن أروه ن يفع لن ذلك فاجلدوا الذين رم وهن بذلك ثمانين جلدة و ال تقبلوا لهم شهادة أبدا و أوالئك هم الذين خالفوا أمر اهلل و خرجوا من طاعته ففسقوا عنها. - و ذ ك ر أن هذه اآلية إن ما نزلت في الذين رم وا عائشة زوج النبي - بما ) 469( رموها به من اإلفك ففي ثنايا تفسيره يكون بذلك قد أشار إشا ارت لطيفة لداللة بعض من األلفاظ التي تضمنتها اآلية ليقف على سبب نزولها م كتفيا بالذكر في حق م ن نزلت نتيجة شيوع الحادثة. ثم يستمر في تفسيره لها إلى حيث يقول: و قال آخرون: نزلت هذه اآلية في شأن عائشة و ع ني بها ك ل م ن كان بالص فة التي وصف اهلل في هذه اآلية قالوا: ك ل م ن رم ى م حصنة لم ت قار ف سوءا فذلك حكم ) 470( سورة النور اآلية 3. - سورة النور اآلية 1. - فهد بن عبد الرحمن بن سليمان الرومي دراسات في علوم القرآن ص أبو جعفر محمد بن جرير الطبري 333 ه / 313 ه تفسير الطبري جامع البيان عن تأويل آي القرآن تحقيق: عبد للا بن عبد المحسن التركي / الصدر نفسه.338 /12

170 بقليل من الت معن ي درك القارئ لتفسير هذه اآلية أن الشيخ الطبري رحمه اهلل ) 471 ( استعان بإي ارد سبب نزولها و أثبته في ثنايا تفسيره األمر الذي أعانه على إجالء داللة ألفاظها. ج - معرفة ق ارءاته من العناصر التي يستعين بها الم فسر وهو ي فس ر كالم اهلل التفاتته لسرد بعض ) 472( الق ارءات التي اشتهرت بها هذه اآلية عن سواها عند القر اء و لعل لهذه اإلشارة األثر البالغ و الفيصل في ضبط و تحديد معناها من خالل إشارته لتغير بناء الكلمة أو ) 473( تغي ر حركتها األمر الذي ينعكس على تبد ل و تغي ر د اللة اللفظ. لقد التفت الزمخشري في تفسيره الكشاف لمثل هذه التخريجات كتلك التي خص بها بداية سورة طه قوله: أبو عمر فخم الطاء الستعالئها وأمال الهاء وفخمها ابن - كثير وابن عامر على األصل والباقون أمالوهما وعن الحسن رضي اهلل عنه - طه و فسر بأنه أمر بالوطء وأن النبي- كان يقوم في تهجده على إحدى : - و ألهمية اإلشارة إلى سبب النزول في اإلعانة على بيان المعنى و إجالء داللة األلفاظ يقول عمارة ناصر: ظهر أن فعل إيجاد المعاني داخل الن ص القرآني يتجدد بترميز الم عطى التاريخي ( أسباب الن زول ) و حمل الل غة ببيانها إلى خانة الر مز حيث الحقيقة م عل قة باإليمان كشرط للفهم و كشرط كذلك لتجويز العبارة من الوهم إلى الحقيقة. ( - عمارة ناصر الل غة و التأويل مقاربات في الهرمينوطيقا الغربية و التأويل العربي اإلسالمي ص 138. ) - لغة تعني: قرأت الشيء ق ر ءانا : جمعت ه و ضممت بعض ه إلى بعض... و معنى قرأت القرآن لفظت به مجموعا أي: ألقيت ه. )- ابن منظور لسان العرب / ) و اصطالحا تعني: اختالف ألفاظ الوحي المذكور في كتابة الحروف أو كيفية النطق بها من تخفيف و تثقيل. و غيرهما )- السيوطي البرهان في علوم القرآن 370. / 7 ) - و هو المعنى الذي ي فهم من الكلمة بين الكلمات السابقة و الالحقة لها في العبارة أو الجملة و يتمثل ذلك في العالقات الص وتية و الص رفية و الن حوية و الد اللية بين هذه الكلمات على م ستوى الت ركيب. - عبد الن عيم خليل نظرية السياق بين القدماء و الم حدثين دراسة لغوية نحوية داللية ا طل بعة األولى 3332 م دار الوفاء لدنيا الطباعة و الن شر اإلسكندرية ص. 33 ) (

171 رجليه فأمر بأن يطأ األرض بقدميه معا وأن األصل طأ فقلبت همزته هاء أو قلبت ألفا في يطأ فيمن قال ثم بنى عليه والهاء للسكت ويجوز أن يكتفي بشرطي االسمين وهما '' الداالن بلفظهما على المسميين واهلل أعلم بصحة ما يقال إن '' طاها في لغة عك في معنى : يا رجل و لعل عكا تصرفوا في: يا هذا كأنهم في لغتهم قالبون الياء طاء ) 474( طا فاقتصروا على يا فقالوا في ها مثل هذه الق ارءات في شأن األلفاظ القرآنية ت ساعد على إجالء داللتها. القارئ عليه م م ا يقف و كنماذج في مجال اختالف الق ارءات التي قد تكون عبارة عن إبدال حرف بآخر أو زيادته أو حذفه ما جاء في قوله تعالى: ف يه ي غ اث الن اس و ف يه ي ع ص ر و ن ) 475( و من التعقيبات التي ث م ي أ ت ي م ن ب ع د ذ ل ك ع ام خثص ت بها في مجال اختالف القر اء ما تعرض له القي سي حيث قال: و قوله: و ف يه ي ع ص ر ون ق أره حمزة و الكسائي بالتاء رد اه على المخاطبة في قوله: ت زر ع ون و تأك لون إذ هو ك ل ه جواب للم ستفتين عن عبارة الر ؤيا فجرى الكالم على جوابهم و م خاطبتهم و ق أر الباقون بالياء رد وه على لفظ الن اس ألن هم غ ي ب و هو أقرب إليه من لفظ ) 476( الخطاب فحمل على األقرب و هو االختيار ألن األكثر عليه فالمفسر حينما ي باشر تفسيره آلية قرآنية إن تضمنت ق ارءات ث م فإن ه يستوقفنا لبسطها ي رج ح الق ارءات بناء على ما سبقها من األلفاظ أو الدالالت و لعل تركيزه على ذلك ي جلي د اللة الل فظ فينكشف المعنى و يت ضح أكثر. لقد أدرك المفسرون دور الق ارءة في تحديد المعنى و هو ما وقف عليه الطبري في تفسيره لقوله تعالى: ال ق و ل و ا ذ ا أ ر د ن ا أ ن ن ه ل ك ق ر ي ة أ م ر ن ا م ت ر ف يه ا ف ف س ق وا ف يه ا ف ح ق ع ل ي ه ا - الزمخشري الكشاف -43 / سورة يوسف اآلية أبو محمد مكي بن أبي طالب القي سي ( 311 ه 332 ه ( الكشف عن القراءات السبع و عللها و حججها تحقيق: محي الدين رمضان مؤسسة الرسالة بيروت الطبعة الخامسة 1992 م 11. /

172 أ ) 477( ف د م ر ن اه ا ت د م ي ار حيث شخ ص اختالف الق ر اء و حد ده في الفعل أ م ر ن ا م م ا نقله لنا في هذا المجال قوله: ذلك عامة ق أرة الحجاز و الع ارق:) فتحها اختلفت الق أرة في ق ارءة قوله: ) أ م ر ن ا و إذا قرئ ذلك كذلك فإن األغلب ) 478( فيها بمعصيتهم اهلل و خ الف هم أمر ه أ م ر ن ا م ت ر ف يه ا فق أرت بقصر األلف غير مد ها و تخفيف الميم و من تأويله: فهو حينما ي حد د المجال أمرنا م ترفيها بالطاعة ففسقوا الق ارئي الم ختلف فيه يسعى إلى ضبط الد اللة بما وقف عليه الق ر اء. و نفس اآلية وقف عليها القرطبي حيث حد د مواطن االختالف و ما ترت ب عليه من دالالت في قوله: قوله تعالى: أ م ر ن ا ق أر أبو عثمان الن هدي و أبو رجاء و - أبو العالية و الربيع و مجاهد و الحسن رضي اهلل عنه م ر ن ا أ ي: - بالتشديد و هي ق ارءة علي ا فيها فإذا علوا ذلك أهلكناهم سل طنا ش اررها فعصو و قال م ر ن ا أبو عثمان الن هدي أ بتشديد الميم: جعلناهم أ م ارء م سلطين و قاله ابن عزيز. و تأم ر عليهم : تسل ط عليهم و ق أر الحسن أيضا و قتادة و أبو حي وة الشامي و يعقوب و خارجة عن نافع و حماد بن سلمة عن ابن كثير و علي و ابن عب اس باختالف عنهما آمرنا بالمد و الت خفيف أي أكثرنا جبابرتها و أ م ارء ها قال الكسائي و قال أبو عبيدة: آمرت ه بالمد و أمرته لغتان بمعنى: كث رته و منه الحديث خير المال م هر ة مأمورة أو س ك ة مأبورة أي: كثيرة النتاج والن سل... ) 479( - سورة اإلسراء اآلية أبو جعفر محمد بن جرير الطبري 333 ه / 313 ه تفسير الطبري جامع البيان عن تأويل آي القرآن تحقيق عبد للا بن عبد المحسن التركي 132. / القرطبي الجامع ألحكام القرآن تحقيق عبد للا بن عبد المحسن التركي /

173 إن سرد ه لمختلف الق ارءات الحاصلة في الفعل أم ر ن ا التنويع الق ارئي في توسيع المعنى ) 480( التفسير الذي يتماشى و نص اآلية. يعكس داللة مفادها أثر إذ ك ل ما تعد دت الق ارءات فتح بذلك باب التنويع في و بناء على ما وقفنا عليه في تفسير اآلية التي وقف عليها القرطبي حيث أثبت لها من المعاني عد ة نتيجة وقوفه على تنوع الق ارءات فيها الذي بدوره وس ع و أثرى من تفسير اآلية. و من التفسي ارت التي أقحم أصحابها ما له عالقة بعلم الق ارءات ما وقفنا عليه في قوله م ن ه م تعالى: و ا ذ ق ال ت ط ائ ف ة م ن ه م ي ا أ ه ل ي ث ر ب ال م ق ام ل ك م ف ار ج ع وا و ي س ت أ ذ ن ف ر يق )481( ر ة إ ن ي ر يد ون إ ال ف ر ا ار فالخالف بين ر ة و م ا ه ي ب ع و الن ب ي ي ق ول ون إ ن ب ي وت ن ا ع و المقرئين حصل حول لفظ مقام و باألخص في حركة الميم فمنهم م ن فتحها و منهم م ن ضم ها و هو ما وقف عليه ابن عطية في تفسيره الذي جاء فيه: و ق أر عبد الرحمن السلمي و حفص عن عاصم و محمد اليماني المعنى ال موضع إقامة و ق أر الباقون و األعرج ال م ق ام لكم بضم هي ق ارءة أبي جعفر و شيبة و أبي رجاء ال م ق ام لكم مسلم و طلحة و المعنى في حومة القتال و موضع الم مانعة الميم و بفتح الميم بمعنى ال موضع قيام و و الحسن و قتادة و النخعي و عبد اهلل بن ) 482(. إن تنوع الق ارءات للفظ الواحد من حيث بنائه أو حركته لم يخرج نص اآلية من معناها العام و هو ما أطلعنا عليه القيسي حينما تعر ض لقوله: ال م ق ام ل ك م ق أره حفص بضم الميم جعله اسم مكان على معنى: ال موضع قيام لكم كما قال: مقام إب ارهيم - و هي الحقيقة التي وقف عندها نبيل بن محمد في قوله: و المفسرون رحمهم للا تالقوا من حيث األخذ بالقراءات في تفاسيرهم و إيجاد المعاني المناسبة لهذه القراءات و استفادتهم منها في مجاالت كثيرة. )- نبيل بن محمد إبراهيم آل إسماعيل علم القراءات نشأته أطواره أثره في العلوم الشرعية تقديم الشيخ عبد العزيز بن عبد للا آل الشيخ مكتبة التوبة السعودية الطبعة األولى 3333 م ص 343.( سورة األحزاب اآلية أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عطية األندلسي ( ت 134 ه ( المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للقاضي تحقيق: عبد السالم عبد الشافي محمد دار الكتب العلمي بيروت الطبعة األولى 1333 ه / 3331 م /

174 البقرة 720 أي: موضع قيامه و يجوز أن يكون مصد ار من أقام ال على معنى: إقامة لكم و ق أر الباقون بفتح الميم على أن مصدر قام قياما و مقاما و يجوز أ ن ) 483( يكون أيضا اسم مكان. إن تنو ع ق ارءات لفظ تتجاوز حركاته فمن ق ارءة مقام م ق ام ع داللته و هي في الحقيقة لم يفضي حت ما إلى تنو بمعنى: موضع إلى ق ارءة بمعنى: م ق ام المكان و قد ذهب إلى هذا المنحى الطاهر بن عاشور في قوله: و مقام إب ارهيم يطلق على الكعبة ألن إب ارهيم نفيل: كان يقوم عندها يعبد اهلل تعالى و يدعو إلى توحيده قال زيد بن عمرو بن عذت بما عاذ به إب ارهيم *** م ستقب ل الكعب ة و هو قائم و بهذا اإلطالق جاء في قوله تعالى مقام إب ارهيم و من دخله كان آمنا إذ الدخول من عالئق البيت و ي طلق مقام إب ارهيم على الح ج ر الذي كان يقف عليه إب ارهيم عليه ) 484(... السالم- حين بنائه الكعبة ليرتفع لوضع الحجارة في أعلى الجدار فلفظ مقام في تفسير الشيخ أخذ معنيي ن أحدهما : مطلق المقام و هو البيت و المعنى الثاني خاص و المقصود به الحجر. إن البحث في مجال الق ارءة في القرآن الكريم فضاء رحب و ما بين اه في شرحنا السابق في الحقيقة ال ي مثل إال الن زر القليل و لعل ما نهدف إليه هو بيان أثر تنو ع الق ارءات القرآنية في خروج اللفظ إلى داللة أ خرى ذات ص لة م حكمة بالن ص القرآني. معرفة مجازه د- - أبو محمد مكي بن أبي طالب القي سي ( 311 ه 332 ه ( الكشف عن القراءات السبع و عللها و حججها تحقيق محي الدين رمضان ص الشيخ محمد الطاهر بن عاشور تفسير التحرير و التنوير 1 /

175 األصل في األلفاظ أن تؤدي وظيفة قد ت حصر في إجالء المعنى الم بتغى من أو مجازي فنفس اللفظ قد ي عب ر به عن حقيقة ما صاحبها بتعبير حقيقي يخرج في استعماالت أخرى إلى الت عبير المجازي و كثيرون هم العلماء الذين خرجوا بلغة ) 485( الن ص القرآني أثناء تفسيرهم إي اه إلى دالالت مجازية منهم الز مخشري في كش افه الذي رك ز فيه على الكشف عن المعاني المجازية لكثير من اآليات القرآنية وهي الفكرة التي طرحها محمد عابد الجابري في قوله: و الحق أن تأسيس البالغة كعلم من العلوم العربية اإلسالمية إنما يرجع الفضل فيه إلى المتكلمين األوائل و خاصة المعتزلة الذين كان عليهم أن ي واجهوا خصوما ( الزنادقة و الشعوبيين ) الذين رك زوا على إنكار إعجاز القرآن ضدا على اإلسالم والعرب جميعا فكان ال ب د من الكشف ) 486( )) (( )) دالئل اإلعجاز عن )) في الكالم العربي و بيان أس ارر البالغة فيه إن المنحى الم ت بع من قبل المتكلمين األوائل في إق اررهم للمجاز مرجعيت ه الد فاع عن اإلعجاز القرآني و الت صدي لمن أنكروه بالكشف عن البيان الوارد في ل غة العرب. - و يعرف بالمجاز في المفرد وهو استعمال اللفظ في غير ما وضع له أو ال )السيوطي اإلتقان في علوم القران.( 30 / 7 ونعني به األسماء و األلفاظ اللغوية المحولة من بيئة إلى أخرى كلفظ األسد من الحيوان إلى اإلنسان و هذا يعد خروجا على ما وضعه اللغويون ففيه نخرج عن حقائق اللغة ال عن حقائق العقل كما يأتي المجاز اللغوي في التركيب إذا استعمل لتركيب في غير ما وضع له كقولك للحائر:مالي أراك تقدم ر ج ال وت ؤخ ر األخ رى تاريخية دراسة فنية في أصول البالغة العربية بعة الثانية ا طل القاهرة مكتبة األنجلو )- بدوي طبانة علم البيان المصرية 7401 م ص 702. ) فالجملة المركبة في المثال السابق مجاز لغوي مركب قد ت فس ر بلفظ مفرد و هي كلمة حائر. 486 و منهم من أنكر عليهم ذلك كونهم يمجدون العقل الذي ال ي مكن في جميع األحوال أن يأخذ بصاحبه إلى بر األمان ذلك أن أرباب الكالم قد عظموا العقل و ارتضوا أحكامه فيما ال يصلح أن يكون فيه حكما فقد كانوا يطرحون المسألة ثم يعرضونها على العقل عقل الواحد منهم بالطبع- فيستجمع لها األدل ة كما يتراءى له إلثباتها على وجه من الوجوه و حين يصل إلى نتيجة و ينتهي إلى قرار يعمد إلى األدل ة الس معية فيؤول منها ما ال يوافق نتيجته إن كانت من آيات الكتاب أو يرد الحديث بدعوى تناقضه مع العقل أو أن ه مبني على الظن. )محمد العبده المعتزلة بين القديم و الحديث ص 34.( - محمد عابد الجابري التراث و الحداثة دراسات.. و مناقشات ص 111.

176 إن المجاز اللغوي من هذا المنظور يؤدي جملة من الوظائف كل ها مشدودة بالعناصر فالجملة اللغوية المجازية يمكن أن تؤول إلى كلمة و بهذا يكون للمجاز اللغوي نطاق أوسع إذ يمكن من تركيب لغوي أن نستخلص لفظا مفردا... ه- معرفة إع اربه لقد اهتم المفسرون بعلم النحو العتبا ارت جم ة منها أثر التفسير النحوي في بيان المعنى من خالل الكشف عن داللة األلفاظ و في هذا الباب يقول العكبري: و أق و م طريق يسلك في الوقوف على معناه و ي توصل به إلى تب يين أغ ارضه و مغ ازه معرفة ) 487( إع اربه... و للعالمة اإلع اربية القدر األهمية من في الكشف عن كونها الداللة تسهم مع باقي الق ارئن في بيان المعنى و قد قر ر ابن فارس هذه األهمية بقوله: من العلوم بها اختص ت التي الجليلة العرب اإلع ارب المعاني بين الفارق هو الذي اللفظ في المتكافئة و به يعرف الخبر الذي هو أصل الكالم ولواله ما ف ت ر عن فاعل من مفعول وال مضاف ) 488(.. استفهام من تعجب وال منعوت من تأكيد من نعت وال مصدر من وال صدر فبعلم اإلع ارب ي مكن للواحد م ن ا أن ي مي ز بين كثير من األلفاظ الم كونة للجملة به نعرف موقع اللفظ فهذا مبتدأ و ذاك فاعل و هذا حال و اآلخر مفعول به و بهذه المعرفة اإلع اربية تتحقق داللة اللفظ و هو في الجملة. و من التفسي ارت التي وقفت عليها للقرآن الكريم و التي مال أصحابها إلى تتب ع الجانب اإلع اربي في اللفظ باعتباره يكشف عن الداللة و ي ساعد على بلوغها ما وقف قوله: عليه الزمخشري في تفسيره للفظ طه إن جعلت طه : تعديدا ألسماء الحروف على الوجه السابق ذكره فهو ابتداء كالم وان جعلتها اسما للسورة احتملت أن تكون خب ار عنها وهي في موضع المبتدأ و القرآن ظاهر أوقع موقع الضمير ألنها - العكبري إمالء ما من به الرحمن من وجوه اإلعراب و القراءات في ميع القرآن تحقيق: إبراهيم عطوة طبعة مصطفى البابي الحلبي 1949 م ص ابن فارس الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كالمها علق عليه ووضع حواشيه أحمد حسن بسج دار الكتب العلمية بيروت ص

177 )489( قرآن وأن يكون جوابا لها و هي قسم إن هذه التفسي ارت الثالث للفظ تضع طه القارئ في جو الفهم العميق لهذه البنية اللغوية فيمكن نا ذلك من الت مييز بين العناصر النحوية و هو ما رآه المبرد في قوله: الفاعل كان إنما رفع ا والمفعول ليعرف نصب ا به المفعول من الفاعل ) 490( و لم ا كان الفاعل في تعريفه النحوي يتمي ز عن المفعول به حتما سيكون الختالف الحركة اإلع اربية للفظ اختالف في المعنى. و من اآليات القرآنية التي تحك م الجانب اإلع اربي في تحديد داللة ألفاظها قوله تعالى: و م ن الن اس و الد و اب و األ ن ع ام م خ ت ل ف أ ل و ان ه ك ذ ل ك إ ن م ا ي خ ش ى الل ه م ن ع ب اد ه )491( ال ع ل م اء إ ن الل ه ع ز يز غ ف و ر فالمالحظ للفظي: الل ه و ال ع ل م اء في اآلية و المتأمل في الحركة اإلع اربية لكل منهما ال يجد ب دا من الميل إلى تفسيرهما تفسي ار نحويا و هو ما وقفت عليه و أنا أبحث عن داللتهما الن حوية التي جاء فيها المفعول و هو لفظ الجاللة يخشون اهلل من بين عباده الل ه و أخ ر ال ع ل م اء الفاعل ال ع ل م اء اسم لفظ الجاللة انقلب المعنى فيصبح:.. دون غيرهم أم ا إذا قد م ألن المعنى: ال ع ل م اء )492( م ختلفان. و قد قد م إن الذين و أخ ر إن هم ال يخشون إال اهلل وهما معنيان إن للحركة اإلع اربية األثر البالغ في تحديد المعاني و قد قر ر ذلك الزجاجي بقوله: فتكون فاعلة المعاني تعتورها كانت لما األسماء إن ومفعولة ومضافة ولم إليها ومضاف ا في صورها تكن مشتركة كانت بل هذه المعاني على أدلة وأبنيتها ج ع لت حركات اإلع ارب هذه عن ت نبئ فيها المعاني فقالوا : ضرب له الفعل أن على زيد برفع فدلوا عمر ا زي د..وكذلك به. واقع الفعل أن على الحركات هذه جعلوا المعاني سائر وبنصب عمرو حسن حمد وراجعه أميل يعقوب دار الكتب العلمية بيروت لبنان الطبعة الزمخشري الكشاف.41 /3 - أبو العب اس الم برد المقتضب تحقيق: األولى 7426 ه / 7444 م / سورة فاطر اآلية بهجت عبد الواحد الشيخلي إعراب القرآن الكريم دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع الطبعة األولى ه / 3334 م. 333 / 8

178 دالئل عليها ليتوسعوا في كالمهم ويقدموا الفاعل إن أ اردوا ذلك أو المفعول عند الحاجة إلى )493( المعاني على دالة الحركات وتكون تقديمه اهلل فلفظ في اآلية ورد منصوبا و هو بذلك يدل على أن فعل الخشية من العلماء الذي ورد مرفوعا العلماء وقع عليه فالحركة اإلع اربية تحكمت في تحديد داللة الل فظين. و قد وقف الطبري في تفسيره لها حيث جاء و قوله: إ ن م ا ي خ ش ى الل ه م ن ع ب اد ه ال ع ل م اء يقول تعالى ذكره: إن ما يخاف الل ه فيت قي عقابه بطاعته الع لما ء بقدرته على ما يشاء من شيء و أن ه يفعل ما ي ري د ألن م ن ع ل م ذلك أيقن بعقابه على معصيته فخافه و ره ب ه خشية منه أن ي عاق ب ه ) 494( فداللة هذه اآلية ظاهريا يوحي معنى م غاي ار تماما لمعناها الن حوي فموقع لفظ الجاللة الل ه جاء مقدما عن لفظ ال ع ل م اء. إن داللة الجملة تتحد د كذلك بترتيب عناصرها الذي يحمل في ذاته داللة ناتجة عن. التفاعل فيما بينها فيصبح لهذه العالقة أثر في تبد ل األلفاظ داللة و - معرفة ناسخه و منسوخه ) 495 ( م م ا نقف عليه في ثنايا تفسير المفسرين بين الحين و اآلخر إشا ارتهم للناسخ و المنسوخ و هو في القرآن الكريم ثابت بقوله تعالى: أ و ن نس ه ا ن أ ت م ا ن نس خ م ن آي ة - أبو القاسم الزجاجي اإليضاح في علل النحو تحقيق: مازن المبارك دار النفائس بيروت ا طل بعة الثانية 7470 ه ص أبو جعفر محمد بن جرير الطبري 333 ه / 313 ه تفسير الطبري جامع البيان عن تأويل آي القرآن تحقيق عبد للا بن عبد المحسن التركي 343. / 19 - و يعني لغة نسخ الشيء ينس خ ه ن س خا و انتس خ ه و استنسخ ه : اك تتب ه عن م عار ض ة. 494 و النسخ: إبطال الشيء و إقامة آخر م قامه و في التنزيل ما ننسخ من آية أو ن نسها نأ ت بخي ر م ن ها أو مث لها. و اآلية الثانية ناسخة و األولى منسوخة... )- ابن منظور لسان العرب 3332.( 4/ و اصطالحا : هو رفع الحكم الشرعي بدليل شرعي متأخر فالحكم المرفوع ي سم ى )المنسوخ ( و الدليل الرافع ي سم ى )الن اسخ ( و ي سم ى الر فع ( الن سخ ) فعملية النسخ على هذا تقتضي منسوخا و هو الحكم الذي كان م قر را سابقا و تقتضي ناسخا و هو الدليل الال حق.

179 أ و م ث ل ه ا أ ل م ت ع ل م أ ن الل ه ع ل ى ك ل ش ي ء ق د ير ب خ ي ر م ن ه ا الغ ازلي حد ه أن ه الخطاب الد ال على ) 496( و النسخ عند اإلمام ارتفاع الحكم الثابت بالخطاب المتقدم على ) 497( وجه لواله لكان ثابتا به مع ت ارخيه عنه فالن سخ من هذا المنظور هو ما نقف عليه في القرآن الكريم من تغي ر في الحكم و استبداله بآخر لحكمة اقتضت ذلك و األمثلة على ذلك في القرآن الكريم كثيرة منها ت ق ات ه ح ق ) 498( اآلية التي في التغابن أن يطاع فال ي عصى قوله تعالى: و ال ت م وت ن إ ال و أ نت م ف ات ق وا الل ه م ا اس ت ط ع ت م و اس م ع وا ي ا أ ي ه ا ال ذ ين آم ن وا ات ق وا الل ه ) 499( م س ل م و ن ) 500( و أ ط يع وا... نسختها و عليها بايع رسول اهلل ( على السمع و الطاعة ما استطاعوا فالمتتبع لتفسير ) اآليتين يقف على حقيقة مفادها أن ما جاء في فحوى تفسيرهما يوحي بمدى استعانة. و المفسر بقضية الناسخ و المنسوخ في تذليل داللة ح ق ت ق ات ه م ا اس ت ط ع ت م.. إن تعقيب ابن كثير على اآلية بنص الحديث أن يطاع فال ي عصى هو بمثابة شرح لها و قد رواه ابن مردويه من حديث يونس بن عبد األعلى عن ابن وهب عن : - - سفيان الثوري عن ز بيد عن م ر ة عن عبد اهلل قال: قال رسول اهلل ات ق وا الل ه ح ق ت ق ات ه : أن ي طاع فال ي ع ص ى و ي ش ك ر فال ي ك فر و ي ذكر فال ي ن س ى ) 502( فحقيقة تقوى المؤمن ال ي مكن أن ن فس رها إال إذا أحاطت داللتها بمجاالت الت قوى الواردة في الحديث و المتمثلة في تجن ب عصيانه و وجوب شكره و الم داومة. على ذكره و هو ما ال يستطيعه كثير من خلقة )- قتادة بن زعامة السدوسي المتوفى 771 ه الناسخ و المنسوخ في كتاب هللا تعالى تحقيق حاتم صالح الضامن مؤسسة الرسالة بيروت الطبعة الثانية 7400 م ص 0.( سورة البقرة اآلية ابن حامد محمد بن محمد الغزالي المستصفى من علم األصول المطبعة األميرية ببوالق الطبعة األولى 1333 ه / سورة آل عمران اآلية هي تتممة لآلية 133 من آل عمران سورة التغابن اآلية قتادة بن زعامة السدوسي الناسخ و المنسوخ في كتاب للا تعالى ص ابن كثير تفسير القرآن العظيم 3.82 /

180 و قوله تعالى: ف ات ق وا الل ه م ا اس ت ط ع ت م أ ي: جهدكم و طاقتكم كما ثبت في الص حيحين عن أبي هريرة رضي اهلل عنه قال: قال رسول اهلل - - : إذا ) 503( أمرتكم بأمر فاتوا منه ما استطعتم و ما نهيتكم عنه فاجتنبوه من خالل شرحه لآلية و تعقيبه عليها بنص الحديث تحققت داللتها وانكشفت معانيها. إن تفسيره لآليتين وهو يجمع بينهما م كتفيا في األخير باإلشارة إلى أن الثانية نسخت األولى هو بمثابة تذليل لداللتها و هو ما وقفت عليه في تفسير ابن كثير قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو ز رعة حد ثني يحيى بن عبد اهلل بن ب كي ر حدثني ابن أبي ل هيعة حدثني عطاء هو ابن دينار- عن سعيد ابن جبير في قوله: ات ق وا الل ه ح ق ت ق ات ه و ال ت م وت ن إ ال و أ نت م م س ل م ون قال: لما نزلت اآلية اشتد على حتى ورمت ع ارقيبهم و تقر حت جباههم فأنزل اهلل تخفيفا على المسلمين: م ا اس ت ط ع ت م القوم العمل فقاموا ) 504( فنسخت اآلية األولى. ف ات ق وا الل ه و من اآليات التي مس ها النسخ في القرآن الكريم قوله تعالى: ي ا أ ي ه ا الن ب ي ح ر ض ال م ؤ م ن ين ع ل ى ال ق ت ال إ ن ي ك ن م نك م ع ش ر ون ص اب ر ون ي غ ل ب وا م ئ ت ي ن و ا ن ي ك ن م نك م م ئ ة ي غ ل ب وا أ ل فا م ن ال ذ ين ك ف ر وا ب أ ن ه م ق و م ال ي ف ق ه ون ) 505( حيث ن سخت بقوله تعالى : اآلن خ ف ف الل ه ع نك م و ع ل م أ ن ف يك م ض ع فا ف إ ن ي ك ن م نك م م ئ ة ص اب ر ة ي غ ل ب وا م ئ ت ي ن و ا ن ي ك ن ) 506( م نك م أ ل ف ي غ ل ب وا أ ل ف ي ن ب إ ذ ن الل ه و الل ه م ع الص اب ر ين داللة إن داللة العدد في اآليتين بمثابة تفسير للفظي لفظ الضعف و الصبر ث م أن الضعف انكشفت أكثر باعتبار أن اآلية التي احتوتها منسوخة و هو ما أقر ه - المصدر نفسه.746 / 0 - ابن كثير تفسير القرآن العظيم / - سورة األنفال اآلية سورة األنفال اآلية

181 ابن عطية في تفسيره قال القاضي أبو محمد: ) 507( و هذا هو النسخ ألن ه رفع حكم مستقر بحكم آخر شرعي و في ضمنه التخفيف إذ هذا من نسخ األثقل باألخف...قال مك ي: أج أزه و إن ما هو كتخفيف الفطر في السفر و هو لو صام لم يأثم و ) 508(. و عن كيفية التمييز بين الناسخ و المنسوخ و كيفية االهتداء و التفريق بينهما قد م لنا قوله: البغدادي جملة من العناصر أريت أن أقف عندها في الداللة بين الناسخ و المنسوخ تكون على وجهين: بأن أحدهما ناسخ لآلخر كقول عائشة : لفظ و معنى فالل فظ على أقسام أحدها: إن الر ضعات العشر نسخن بخمس. أن يرد الن ص و منها أن يقترن بها لفظ يدل على أن ه ناسخ لألو ل كقوله تعالى: ( اآلن خف ف اهلل عنكم قوله:) و قوله: ) فإ ذا ل م ت فعل وا و تا ع ل م الل ه و ال يصح اجتماعه معه اهلل ب أ ن ك م ك نت م ت خ تان ون أ نف س ك م ف ت اب ع ل ي ك م عل ي كم ). و منها أن و البقرة 701 نعلم نسخ الشيء بإيجاب ما ي ضاده و منها أن يرد الشرع بأن أحدهما ناسخ لآلخر مع إمكان الجمع بينهما لورود الخبر ) 509( بأن آية الوصية للوالدين و األقربين منسوخة بآية مواريثهم فما وقفنا عليه في شأن تفسير اآليات المنسوخة استعانة المفسرين بلفظ صريح للداللة على أن هذه اآلية منسوخة األمر الذي ي ساعد على بيان داللة ألفاظها. إال أن القرطبي استحسن التخفيف على النسخ حيث قال: وروى أبو داود عن ابن عباس قال: نزلت: إن يك ن م نك م عش ر ون صابر ون يغ لب وا مائتين فشق ذلك على المسلمين حين فرض للا عليهم أال يفر واحد من عشرة ث م إن ه جاء التخفيف فقال: اآلن خف ف للا عنك م قرأ أبو توبة إلى قوله: م ئة صابرة ي غ لب وا مئتي ن قال: فلم ا خفف للا تعالى عنهم من العدد نقص من الصبر بقدر ما خف ف عنهم. )- القرطبي الجامع ألحكام القرآن تحقيق: عبد للا بن عبد المحسن التركي 23. / 13 ) أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عطية األندلسي ( ت 134 ه ( المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للقاضي تحقيق: عبد السالم عبد الشافي محمد دار الكتب العلمية بيروت لبنان الطبعة األولى 1333 ه / 3331 م / أبو المنصور عبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادي الناسخ و المنسوخ تحقيق: حلمي كامل أسعد عبد الهادي دار العدوى عمان األردن د. ط د. تا ص 207.

182 ز- معرفة غريبه إن الحديث عن الغ اربة في األلفاظ هو العلم الذي يبحث في معاني األلفاظ القرآنية و قد ع د من أساسيات فهم اآلية القرآنية إال أن الحاجة إليه ازدت حينما اختلط العرب ) 510 ( بغيرهم من األمم و أصبح اللفظ العربي العربي. إن غير مفهوم بالفطرة نتيجة تأثر الل سان المتمعن لما ص ن ف من تفاسير في القرآن الكريم يقف على هذه الحقيقة التي تتأكد بأسلوب مباشر في بعضها و بأسلوب غير مباشر في بعضها اآلخر و معرفة غريب ألفاظ القرآن تتأكد فيما وقفنا عليه في تفسير الم ارغي حيث يتتبع المفردات الواردة في اآلية بالشرح ثم يخص ها بشيء من التحليل الذي ي سم يه بالمعنى الجملي ليلحقها بشيء من اإليضاح و من األمثلة على ذلك ما وقفت عليه في تفسيره لقوله تعالى ه م و أ و ل ئ ك و ي ن ه و ن ع ن ال م نك ر : و ل ت ك ن م نك م أ م ة ي د ع ون إ ل ى ال خ ي ر و ي أ م ر ون ب ال م ع ر وف ال م ف ل ح و ن ) 511( و من الخطوات التي يتبعها في التفسير يخص ها أو ال بشرح المفردات قائال : األم ة الجماعة المؤلفة من أف ارد لهم اربطة تضمهم و وحدة يكونون بها كاألعضاء في بنية الشخص و الخير ما فيه صالح الناس في الدين و الدنيا و المعروف ما استحسنه الشرع و العقل و المنكر ضده و ابيضاض الوجوه عبارة عن المسرة و اسودادها عبارة عن المساءة و على هذا جاء قوله: و ا ذ ا ب ش ر أ ح د ه م - و ليس المقصود بغرابة األلفاظ ما هو أعجمي من األلفاظ الواردة في القرآن الكريم كما ادعى رودي باريت حيث رد عليه إبراهيم عوض قائال : و من ذلك أن رودي باريت يفتي بأن كلمة أمة) بمعنى شعب( الواردة في القرآن ليست عربية األصل من أ م م وال عالقة لها ب أمة بمعنى ( فترة من الزمن ). و هذا تحكم غريب سخيف: - أو ل: ألنه ال دليل لباريت على ما يقول وإنما هو مجرد كالم. - ثانيا: ألن هاتين اللغتين مثل العربية ساميتان وعلى هذا فإن كان هنالك شيء مشترك بينهما وبين العربية فاألولى إرجاعه إلى ذلك األصل السامي الذي إنشعبت منه هذه اللغات وثالثا: إذا كان البد من القول باالستعارة فلماذا تكون العربية عند هؤالء المستشرقين هي اآلخذة دائما إن اللسان العربي القديم مثله مثل سائر األلسنة السامية ويزيد على معظمها بأنه ال يزال حيا وفوق ذلك لم يتوقف استعماله منذ بدايته حتى اآلن. )- إبراهيم عوض دائرة المعارف اإلسالمية االستشراقية أضاليل و أباطيل مكتبة البلد األمين الطبعة األولى 1989 م ص ( سورة آل عمران اآلية 133.

183 )512( ب األ نث ى ظ ل و ج ه ه م س و د ا و ه و ك ظ يم بالحق أي باألمر الذي له ثبوت و تحقق و ال مجال فيه للشبهات و الظلم لغة و عرفا وضع الشيء في غير موضعه إما بنقصان 513( أو بزيادة و إما بعدول عن وقته أو مكانه ) ث م ينتقل م عق با على شرح المفردات بإخضاع اآلية إلى المعنى الجملي كما ي سم يه حيث يقول: أمرهم هنا بتكميل غيرهم من أف ارد األمة و حث هم على إتباع أوامر الشريعة و ترك نواهيها تثبيتا لهم جميعا على م ارعاة ما فيها من األحكام و المحافظة على ما فيها من الش ارئع و النواميس و أن يكون في نفوس أف اردها من حب الخير و الحدب على ما فيه المصلحة لمجموعها ما يكون لحب الفرد لمصلحته و بذا تكون بينهم اربطة تجمعهم في طالب )514( الخير لهم جميعا حتى تكون األمة كأن ها جسد واحد كما ي عقب على المرحلتين السابقتين باإليضاح و فيه يتبلور معنى اآلية و يتحد د نحو قوله: ولتكن منكم طائفة م تمي زة تقوم بالد عوة و األمر بالمعروف و النهي عن المنكر. أي و المخاطب بهذا هم المؤمنون كافة فهم م كل فون بأن ينتخبوا منهم أمة تقوم بهذه الفريضة وذلك بأن يكون لكل فرد منهم إ اردة و عمل في إيجادها و م ارقبة سيرها على )515( حسب االستطاعة حتى إذا أروا منها خطأ أو انح ارفا أرجعوها إلى الص واب. إن مثل هذا المنحى الم ت بع من قبل صاحبنا في تفسيره لآليات يعكس مدى اهتمامه بالوحدات الل غوية و أثر تذليلها في توضيح المعنى. معرفة متشابهه ح سورة النحل اآلية أحمد مصطفى المراغي تفسير المراغي مكتبة و مطبعة مصطفى البابي الحلبي بمصر الطبعة األولى 1934 م 3 / أحمد مصطفى المراغي تفسير المراغي 31. 3/ المصدر نفسه.33 / 3

184 و بالمقابل للمحكم يتعين على المفسر معرفة متشابهه و هو اللفظ الذي لم يتضح معناه لذاته و ال توجد ق ارئن توضحه و لم يرد عن الشارع دليل قطعي أو ظني يوضحه. ( ) مثال ذلك: الحروف المقطعة في أوائل بعض السور في قوله تعالى: ( الم ) ( ص ( ) المر ) ( حمعسيق حم ) )ق( )ن( فإن هذه األلفاظ ال توجد ق ارئن توضح ) 516( المقصود منها و لم يرد الشارع تفسير لها و هو ما وقف عليه المفسرون ) 517( لآليات المتضمنة لمثل هذه األلفاظ نحو قوله تعالى: الم و م م ا وقفتا عليه كتفسير لها في تفسير البحر المحيط قوله: فأما هذه الحروف المقطعة أوائل السور: فجمهور المفسرين على أن ها حروف مركبة و مفردة و غيرهم يذهب إلى أن ها أسماء عب ر بها عن حروف المعجم التي ينطق باأللف و الالم منها في نحو قال و الميم في نحو ملك و بعضهم يقول: إن ها أسماء السور قاله زيد بن أسلم و قال قوم: إن ها فواتح للتنبيه و االستئناف ليعلم أن الكالم األو ل قد انقضى قال مجاهد: هي فواتح السور كما يقولون في أول اإلنشاد لشهير القصائد و قال الحسن هي أسماء السور و فواتحها و قوم أن ها أسماء اهلل أقسام أقسم اهلل بها لشرفها و فضلها هي حروف..و قوم: متفرقة دل ت على معان م ختلفة و هؤالء اختلفوا في هذه المعاني فقال قوم: اسم اهلل األعظم ) 518(.. يتألف منها فمثل هذه الفواتح عد ها المفسرون من المتشابه العتبار هو فقال : أن داللتها غير م ت فق عليها وقد فصل ال ارغب في شأن المتشابه والمتشابه المعنى حيث من أو اللفظ حيث من إما بغيره لمشابهته تفسيره أشكل ما من القرآن : فقال الفقهاء : ال المتشابه :ما ينبيء ظاهره عن م ارده عبد الفتاح أبو سن ة علوم القرآن ص سورة البقرة اآلية 1. - محمد بن يوسف الشهير بأبي حيان األندلسي المتوفى سنة 231 ه تفسير البحر المحيط تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود علي محمد معوض دار الكتب العلمية بيروت لبنان الطبعة األولى 1313 ه / 1993 م / 1.114

185 و يبقى المتشابه في نظر العلماء و الباحثين هو اللفظ المتميز بإخفاء داللته لحكمة إلهية كامنة في استئثار الشارع لعلمه بها من جهة و تعذر وجود قرينة تساعد على ذلك أخرى من جهة. ط- معرفة إعجازه و وجوه بالغته و حتى يتموقع المفسر في معنى اآلية أجمع العلماء على معرفة إعجازه و وجوه بالغته فكثيرة هي األلفاظ التي تؤد ي وظيفة بالغية مغايرة في هذه الجملة لما أد ته في جملة أ خرى نتيجة اختالف التأليف من جملة إلى أ خرى المعاني بأعيانها و يبقى ما تقتضيه األحوال محتاجا إلى ما يدل عليه األلفاظ بأعيانها دالة على ) 519( و لمحمد زكي الدباغ وقفة في بيان الجانب اإلعجازي المرتبط باأللفاظ فحينما يعرض لقوله تعالى: و ق ال ف ر ع و ن ي ا أ ي ه ا ال م أل م ا ع ل م ت ل ك م م ف أ و ق د ل ي ي ا ه ام ان ع ل ى ن إ ل ه غ ي ر ي الط ين ف اج ع ل ل ي ص ر حا ل ع ل ي أ ط ل ع إ ل ى إ ل ه م وس ى و ا ن ي أل ظ ن ه م ن ال ك اذ ب ين تستوقفه كلمة الطين و يرى أن انتقاءها يشكل جانبا إعجاز يا و يرى أن ) 520( الطين المشوي ي سم ى آج ار أو قرميدا بعد عملية صنعه ترى هل ترى واحدة من الكلمتين في محل هذا التعبير العذب الص ياغة و الحكم و التركيب كما أن الل فظ هنا قد استوعب معنى آخر فقد دل على أن اآلجر غير موجود من ساعة الطلب و بهذا لفتة و إشارة إلى مدى حماقة فرعون و بطره و غروره إذ لم يقدر الزمن الكافي لعمل يحتاج إلى زمن طويل ث م الختم بكلمة الص رح التي عب رت عن عظم البنيان المطلوب و مدى ) 521( تكبره و جبروته و خيالءه م مكتبة المنار الزرقاء - ابن خلدون المقدمة ص سورة القصص اآلية مصطفى محمد زكي الدباغ وجوه من اإلعجاز القرآني الطبعة األولى األردن ص

186 إن المتأمل لهذا التفسير يقف على حقيقة مفادها أن لل فظ الواحد أكثر من داللة ) 522 ( إال أن داللته تنحصر و تضيق حسب التأليف الذي جاء فيه الل فظ. و من بيانه إلعجاز األلفاظ في القرآن تلك الوقفة التي وقفها عند قوله محمد زكي ) 523( تعالى: إ ن الس اع ة ءا ت ي ة أ ك اد أ خ ف يه ا ل ت ج ز ى ك ل ن ف س ب م ا ت س ع ى م بي نا أثر لفظ. : أخفى في إعجازها حيث قال: قال أبو عبيدة أخفيت الشيء أ خف يه إخفاء إذا كتمته. و أخفيت الشيء : أ خف يه إخفاء إذا أظهرته و قال التوزي: خفيت الشيء و أخفيت ه: و أخف يه بمعنى أظهرته و بمعنى كتمته.. و قال عبد الواحد اللغوي: أ خ ف ي ت ه أخف يه إخفاء هو األكثر في معنى الكتمان و خفيت ه أ خفيه خفيا هو األكثر في معنى اإلظهار. ) فالكلمة ( أخفيها تحمل المعنيين و هنا يبدو اإلعجاز البالغي باجتماع المعنيين و صدقهما في الكلمة الواحدة نفسها فلشد ة قرب يوم القيامة ال مجال لكتمها و ال وقت طويل يحتاجه الكتمان. كما أن ه من جهة أ خرى فإن يوم القيامة قريب و أوشك أن أ ظهرها فهي عم ا قريب ) 524( ستظهر. إن تفسيره لآلية ارتكز على لفظ واحد و هي ما ت عرف بالعالقة بين الداللة و السياق وهو ما تعر ض له في قوله: إن مهمة السيمانتيك في الد رس اللغوي الحديث - و لم يع د فعل الت فسير محصورا في الد اللة الل فظية للوحدات الل غوية بل تجاوزه عند كثير من الم فسرين حيث نظروا بعمق إلى ما له عالقة بالعنصر البياني و ربطوا الكثير من الت فسيرات بما له عالقة بالن حو و البالغة و هو ما عناه عمارة ناصر بقوله: إن الفرق الحاصل بين ل غة القرآن و ل غة الفهم ( التفسير ) ازداد ات ساعا مع الز من و أصبحت الل غة التفسيرية غير قادرة على استيعاب المعاني التي تتشتت عقب ك ل خروج داللي عن الخط البياني الذي ترسمه نحوية و بالغية الن ص القرآني )- عمارة ناصر الل غة و التأويل مقاربات في الهرمينوطيقا الغربية و التأويل العربي اإلسالمي الطبعة األولى 3332 م دار الفارابي بيروت لبنان ص 133. ) سورة طه اآلية مصطفى محمد زكي الدباغ وجوه من اإلعجاز القرآني ص 33.

187 البحث في المعاني ومشكالتها غير أن بعضهم يحد د وظيفته بالبحث في معاني األلفاظ ) 525( المفردة على مستوى المعجمات و ما إليها. و كيف كان لتتب ع داللته األثر في الكشف عن معناها حيث تعامل مع المعنيي ن وربطهما بالوظيفة البالغية. ي- تفسير اآليات المطلقة مما وقف عليه علماء التفسير ضرورة م ارعاة اآليات المتضمنة لأللفاظ المطلقة باعتبار أن المقصود بالمطلق إال هو الك ل ي الذي لم يدخله تقييد فلذلك ال يكون نكرة لشيوعها ولم يقترن به ما يدل على تقييده بصفة من الصفات أو شرط من الشروط فألفاظه تدل على فرد أو أف ارد غير معينة مثل: ) 526( رجل و رجال و كتاب و كتب و طائر و طيور و حيوان و حيوانات فمن م مي ازت األلفاظ المطلقة أن ها تر د نكرة و األمثلة عنها في القرآن الكريم كثيرة و من أ و اآليات المجسدة للحكم المطلق قوله تعالى: أ ي اما م ع د ود ات ف م ن ك ان م نك م م ر يضا ف ه و ع ل ى س ف ر ف ع د ة م ن أ ي ام أ خ ر و ع ل ى ال ذ ين ي ط يق ون ه ف د ي ة ط ع ام م س ك ين ف م ن ت ط و ع خ ي ار خ ي ر ل ه و أ ن ت ص وم وا خ ي ر ل ك م إ ن ك نت م ت ع ل م ون ) 527( إن المتتبع لتفسيرها يقف على ما أورده الطبري في قوله: ف م ن ت ط و ع خ ي ار فلم ي خ ص ص بعض معاني الخير دون بعض و جمع الص وم مع الفدية من تطو ع الخير وزيادة المسكين على قدر قوت يومه من تطو ع الخير ) 528(. - كمال محمد بشر دراسات في علم الل غة القسم الثاني ص عبد الفتاح أبو سن ة علوم القرآن ص سورة البقرة اآلية أبو جعفر محمد بن جرير الطبري 333 ه / 313 ه تفسير الطبري جامع البيان عن تأويل آي القرآن تحقيق: عبد للا بن عبد المحسن التركي / 525

188 إن داللة األلفاظ المطلقة الواردة في اآلية دل ت على عدم التقييد و إطالقها دون تخصيصها باعتبار أن معاني الخير و أبوابه متعد دة. ك- و تفسير اآليات المقيدة المقي د في الحكم تحمله ألفاظ محد دة نتيجة اقت ارنها بألفاظ ت حاصرها و تقي دها في الد اللة و من خالل مفهوم الم قي د الذي دخله تقييد و لو من بعض الوجوه كالشرط و الصفة و غير ذلك و مثاله: رجل مؤمن و رجال مؤمنون و كتاب كريم و كتب قي مة و طائر جريح و طيور جارحة و حيوان ناطق و حيوانات أليفة فهذه ألفاظ تدل على 529( فرد أو أف ارد غير معينة و لكن اقترن بها لفظ يدل على تقييدها بصفة من الصفات يتضح لنا أن اعتمادها يخدم وظيفة حيث ي حد د المعنى و يضبطه أكثر و من ) اآليات المجسدة للحكم المقي د قوله تعالى: و م ا ك ان ل م ؤ م ن أ ن ي ق ت ل م ؤ م نا إ ال خ ط ئا و م ن ق ت ل م ؤ م نا خ ط ئا ف ت ح ر ير ر ق ب ة م ؤ م ن ة و د ي ة م س ل م ة إ ل ى أ ه ل ه إ ال أ ن ي ص د ق وا ف إ ن ك ا ن ق و م ب ي ن ك م و ب ي ن ه م م يث اق ف د ي ة ق و م ع د و ل ك م و ه و م ؤ م ن ف ت ح ر ير ر ق ب ة م ؤ م ن ة و ا ن ك ان م ن م ن ت و ب ة م ن الل ه م س ل م ة إ ل ى أ ه ل ه و ت ح ر ير ر ق ب ة م ؤ م ن ة ف م ن ل م ي ج د ف ص ي ام ش ه ر ي ن م ت ت اب ع ي ن ) 530( و ك ان الل ه ع ل يما حك يما فالمقيد ورد في صيام شهرين متتابعين و قد فس رها ابن عاشور في قوله: و قوله ف ص ي ام ش ه ر ي ن م ت ت اب ع ي ن وصف الشه ارن بأن هما م تتابعان و المقصود تتابع أي امهما ألن تتابع األي ام يستلزم توالي الش هرين ) 531(. إن الت فسير الوارد من لدن الم فس ر لما يتضمنه من ألفاظ م قي دة حتما ينجر عنه ضبط األلفاظ الد الة على معاني م حد دة عبد الفتاح أبو سن ة علوم القرآن ص سورة النساء اآلية الشيخ محمد الطاهر بن عاشور تفسير التحرير و التنوير.143 / 1

189 ل- تفسير اآليات ذات الحكم العام و من األلفاظ الواردة في اآليات ما يؤد ي إلى معنى الحكم العام و م م ا ي مكن للقارئ الوقوف عليه في هذا المجال قوله تعالى: ي ع ل م أ ال إ ن ل ل ه م ا ف ي الس م او ات و األ ر ض ق د م ا أ نت م ع ل ي ه و ي و م ي ر ج ع ون إ ل ي ه ف ي ن ب ئ ه م ب م ا ع م ل وا و الل ه ب ك ل ش ي ء ع ل يم تعاملوا معها ر اعوا ) 532( بذلك داللة مثل هذه األلفاظ و لعل المقصود بالعام و المفسرون حينما هو اللفظ الموضوع لمعنى واحد ليشمل جميع األف ارد التي يصدق عليها معنى هذا اللفظ من غير حصر في عدد معين. )...فلفظ ( كل شيء في قوله تعالى: و اهلل بكل شيء عليم لفظ عام يشمل ) 533( جميع األشياء دون أن يخرج فرد منها و دون أن تكون محصورة في عدد معين أي: و القرطبي في تفسيره يقول: ف ي ن ب ئ ه م ب م ا ع م ل وا ي خبرهم بأعمالهم و ي جازيهم بها. و الل ه ب ك ل ش ي ء ع ل يم من أعمالهم و أحوالهم ربط علم اهلل باآلية السابقة و اكتفى بذكر أعمالهم و أحوالهم أي : ) 534( و حينما عق ب على داللتها إن اهلل عالم بكل ما يصدر عنهم من أعمال و أحوال. إن المتتبع لعملية التفسير يستقر أري ه على أن ها ترتكز ارتكا از وثيقا على دعامة األلفاظ و الحقيقة التي ي مكن أن نستخلصها من هذا العمل هو أن الم فسرين نظروا سورة النور اآلية عبد الفتاح أبو سن ة علوم القرآن ص القرطبي الجامع ألحكام القرآن تحقيق: عبد للا بن عبد المحسن التركي 343. / 11

190 إليها من ازوايا م تعد دة ذلك تم تبين كما باعتبار أن الل فظ ي ؤثر و يتأثر في حوالية الكالم لذا امتازت تفسي ارتهم بالتقارب نتيجة م ارعاتهم للضوابط المبي نة أعاله و قد يقع االختالف في بعض التفريعات التي ي مكن إرجاعها إلى منهج الم فس ر الذي يسير عليه و حتمية الدفاع عليه. لقد رك ز الش ر اح و الم فسرون على عمليات أخرى أثناء تأملهم في الن ص القرآني و ذلك قصد اإلحاطة بداللة ألفاظها و بلوغ المعنى الذي يقترب أو ينسجم و اإلطار العام لآلية حيث رك ز كثير من المتأملين للن صوص القرآنية على ما ي عرف بالتأويل فما هي حقيقة الت أويل الم عتمدة في الن ص القرآني و ما هي عناصره بين المعنى الظاهر و التأويل لقد فر ق علماء الل غة بين المعنى الظاهري و المعنى الباطني لل فظ الواحد وهو ما ي سم ى بالمعنى القريب و المعنى البعيد كما فر قوا بين التفسير و التأويل بناء على االعتماد على النقل و العقل. فعنوا بالتفسير ما اعتمد عليه في النقل مما ورد عن رسول اهلل- - و الصدر األول و بخاصة في األمور التوقيفية التي ليس للعقل فيها كبير مجال كتفسير الحروف المقطعة: الم حم يس و كأسباب النزول و الناسخ و المنسوخ.

191 و عنوا بالتأويل ما ي عتمد فيه على االجتهاد و يتوصل إليه بمعرفة مفردات األلفاظ و مدلوالتها في لغة العرب و استعمالها...المتصوفة حيث لجؤوا إلى التأويل مما أدى إلى الخروج باللغة عن داللتها المعروفة أو الخروج بالنص القرآني عن حقيقة معناه ) 535(. ( و في هذا الشأن يقول الهادي الجطالوي موضحا العالقة بين التفسير و التأويل إن الت فسير غير الت أويل و أن هما مرحلتان في الش رح م ختلفتان متكاملتان سابقة ) 536 هي الت فسير و الحقة هي الت أويل: أم ا الت فسير فكأن م همته م قتصرة على تبيين الوظيفة اإلفهامية للكالم و هي وظيفة أساسية في الكتابة العلمية و إذا بالخطاب العلمي ي فسر و ال ي ؤول و أم ا في الخطاب األدبي و اإليديولوجي فال ي مثل الت فسير إال الش رح المتعلق بالمعنى الحرفي الواضح في المهمة اإلخبارية في الن ص و الم فسر في هذا المستوى من ) 537( الت حليل م كتف بالن ص م تأمل في بنيته و لغته م عرض عم ا سوى ذلك فالت فسير من هذه الر ؤية ال يتعد ى حدود الن ص و الم فس ر فيه ال ي بالي بما هو خارج عن ل غته و ت اركيبه و األصل في الت بيين و الت وضيح أو ال يرجع ) 538 ( للت فسير ث م نرتقي في شأن العملية لبلوغ م ستوى الت أويل و المقبول منه الصحيح الذي ي حمل فيه الل فظ على غير ظاهره مع احتماله له بدليل يعضده و إنما ( قلنا )حمل اللفظ على غير مدلوله( احت ارز عن حمله على نفس مدلوله و قولنا الظاهر منه( احت ارز عن صرف اللفظ المشترك من احد مدلوليه إلى اآلخر فانه ال - يوسف خليف دراسات في القرآن و الحديث دار غريب للطباعة د. تا ص و في تعريف التأويل يقول شيخ اإلسالم ابن تيمية: يراد بالتأويل حقيقة ما يؤول إليه الكالم و إن وافقه ظاهره و هذا هو المعنى المراد بلفظ التأويل في الكتاب و السنة )- ابن تيمية مجموع الفتاوى مجمع الملك فهد المدينة المنورة السعودية 1314 ه م الطبعة الثانية 3 / 42.( فهو يؤكد - رحمه للا - أن التأويل حقيقة الكالم. و يقول شارح الطحاوية: التأويل في كتاب للا و سنة رسوله - صلى للا عليه و سلم - هو الحقيقة التي يؤول إليها الكالم فتأويل الخير هو عين المخبر به و تأويل األمر :نفس الفعل المأمور به. )- ابن أبي العز شرح العقيدة الطحاوية تحقيق: األلباني المكتب اإلسالمي بيروت لبنان الطبعة التاسعة 1339 ه م ص 333.( الهادي الجطالوي قضايا الل غة في كتب الت فسير المنهج - الت أويل اإلعجاز ص فهو كالنقد الداخلي له والتفسير له كالنقد الخارجي ألن األلفاظ المؤولة تكاد تكون أحيانا رموزا في حاجة إلى معرفة ما وراءها بنفاذ اإلدراك وسعة األفق الذهني لذلك لم يظهر التأويل إال في مرحلة نمت فيها الثقافة وازدهرت فكان متأخرا عن التفسير في الظهور. ( - التهامي نقرة االتجاهات السنية و المعتزلية في تأويل القرآن ص. 19 ) 535

192 يسمى تأويال و مع احتماله له ( قولنا الظاهر إلى ما ال يحتمله أصال فانه احت ارز ( ) 539( ال يكون تأويال صحيحا. عما إذا صرف اللفظ عن مدلوله و من الباحثين م ن يرجع أصل نشأة التأويل إلى عنصرين: أوالهما غ اربة المعنى عن القيم السائدة القيم الثقافية و السياسية و الفكرية و ثانيهما بث قيم جديدة بتأويل جديد ) 540( أي: إرجاع الغ اربة إلى األلفة و دس الغ اربة في األلفة فالعملية الت أويلية تنشأ كنتيجة حتمية عن الال أقلمة بين معنى الن ص و القيم الس ائدة بمختلف أشكالها و هو ما قصده سلقرمان الذي أرى أن ه يحدث التأويل و االستنطاق في فضاء االختالق حيث يكون إنتاج المعنى الخطابي متخلخل المركز و ناشئ ا عن الممارسة. ) 541( إن تجل ى ) 542( االختالف في فهم العبارة بين العلماء يؤدي حتما إلى بلوغ عملية التأويل ولو عدنا إلى أحد التفاسير المبكرة والمعتمدة كتفسير الطبري بجالء أن الت ضح التربة الفكرية التي نزل فيها القرآن كانت مؤهلة الستثارة مشكل التأويل فقد اختلف المسلمون األوائل )السلف( آي ات م ح ك م ات ه ن أ م ال ك ت اب و أ خ ر في تفسير قوله تعالى: م ت ش اب ه ا ت ه و ال ذ ي أ نزل ع ل ي ك ال ك ت اب م ن ه ف أ م ا ال ذ ين ف ي ق ل وب ه م ز ي غ ف ي ت ب ع ون م ا ت ش اب ه ي ع ل م ت أ و يل ه إ ال الل ه و الر اس خ ون ف ي ال ع ل م ي ق ول ون آم ن ا ب ه م ن ه اب ت غ اء ال ف ت ن ة و اب ت غ اء ت أ و يل ه و م ا ) 543( ك ل م ن ع ن د ر ب ن ا على أريين: واحد يقصر معرفة تأويل القرآن على اهلل تعالى وال يشرك معه أحدا في العلم بذلك التأويل وأما الثاني فيشرك مع اهلل ال ارسخين في العلم من العلماء و كأن تكيف الفلسفة مع مقتضيات سيادة العلم الحديث و سعيها الكتساب - علي بن محمد اآلمدي اإلحكام في أصول األحكام ص محمد مفتاح الن ص: من القراءة إلى التنظير تقديم أبو بكر الغزاوي ص ج. هير سلقرمان نصيات من الهرمنيوطيقا و التفكيكية ترجمة: حسن ناظم و علي حاكم صالح المركز الثقافي العربي المغرب ص و الذي عكسه المحكم و ي عرف بكونه: اللفظ الدال على المعنى المتبادر منه و المقصود من سوق الكالم دون أن يحتمل تأويال و ال تخصيصا و ال نسخا في حياة النبي صلى اله عليه و سل م- و ال بعد وفاته ( - عبد الفتاح أبو سن ة علوم القرآن ص 132. ) سورة آل عمران اآلية

193 المشروعية المعرفية التي تمكنها من االستم ارر في الحضور ضمن مصنف المعرفة الحديثة اقتضى تحول الفلسفة إلى فلسفة اللغة فتحليل اللغة هو الطريق إلى تحليل العقل ) 544( )أو طريقة التفكير( البشري ذاته فتزدهر العملية الت حليلية م م ا ي فضي بأصحابها إلى ب لوغ نظرة جديدة في شأن الن ص الم حل ل و في هذا الص دد قال أبو العباس أحمد بن يحي في قوله - ) 545( خ آص ة... قال: عز و جل -: هذا نهي و تأويله: ) 546( ال ذ ين ظ ل م وا م نك م خ آص ة. و ات ق وا ف ت ن ة ال ت ص يب ن ال ذ ين ظ ل م وا م نك م الج ازء و العذاب إذا نزل عم : فقال و ما ذهب إليه الزمخشري في الكشاف حينما تعرض لتفسير قوله تعالى: ) 547( و ك ا ن و ا ي ص ر ون ع ل ى الح ن ث الع ظ يم هو المعنى نفسه الذي أقر ه بشيء من التخصيص ألن طبيعة النص القرآني تقتضي ذلك فقال: )الحنث( الذنب العظيم ومنه قولهم: بلغ الحنث أي: الح لم ووق ت المؤاخذة بالمآثم ومنه حنث في يمينه خالف ب ر )548( فيها ويقال: تحن ث إذا تأث م وتحر ج وهو في تفسيره لآلية وبعد ضبط معناها يخرج إلى سرد بعض المعاني للكلمة من باب إللمام اللغوي. وقد عقب على هذه الظاهرة أحمد خليل حينما تعرض لد ارسة منهج المعتزلة في التفسير قائال: الدالالت الثانية ولم ا كان التأويل عند المعتزلة يحتاج إلى الكشف عن الدالالت األولى ثم النتهاء التأويل إليها فقد وج هوا هم هم إلى البحث عن أساليب الت جوز في القرآن وكان المثل لمنهجهم تفسير الزمخشري: والدارس لهذا التفسير يرى فيه كثي ار من اإلضافات لعلم البالغة فضال عن أن صاحبه أحسن تطبيق نظرية النظم كما وضعها - محمد سبيال و عبد السالم الغالي اللغة دفاتر فلسفية نصوص مختارة دار تريفال للن شر الدار البيضاء - المغرب - ا طل بعة الرابعة 3331 م ص سورة األنفال اآلية أبو العباس أحمد بن يحي ثعلب ( 333 ه ه ( مجالس ثعلب شرح و تحقيق: عبد السالم محمد هارون دار المعارف بمصر الطبعة الثانية 1943 م. 38 / سورة الواقعة اآلية الزمخشري الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون األقاويل في وجوه التأويل دار المعرفة بيروت لبنان د ط. د- تا /

194 عبد القاهر في كثير من الدقة و األصالة و الرؤية النافذة لجوانب المعاني التي يدل عليها ) 549( الن ص القرآني. وكان الزمخشري يحاول بلوغ مقصده وذلك من خالل قيامه بسرد جملة من المعاني بناء على سياقات مختلفة بغية اإلحاطة بمعنى النص و توفيته حق ه وقد خالف ابن قيم الجوزية منحى المعتزلة في التأويل ورآه مخالفا لحقيقة الشرع في قوله: وال أري المتضمن تعطيل أسماء الر ب وصفاته وأفعاله بالمقاييس الباطلة التي وضعها أهل البدع والضالل من الجهمية والمعتزلة والقدرية ومن ضاهاهم حيث استعمل أهله ألجلها ألفاظ النصوص التي وجدوا السبيل وتخطيئهم ومعاني النصوص التي لم يجدوا إلى رد ألفاظها سبيال إلى تكذيب ر و اتها ) 550( وهو من هذا المنطلق يؤمن بقصد المعنى فاأللفاظ غير مقصودة لذاتها وانما للمعاني وهو ما يجسد فكرة وضوح المعنى التي قد يؤد يها اللفظ من خالل حسن انتقائه وربطه بغيره من العناصر لتأدية المعنى الم ارد. فالتأويل منه ما يأتي بمعنى التفسير و منه ما يأتي بمعنى الحقيقة و المعنى الثالث و قد للتأويل ورد عند المتأخرين من المتكلمين و األصوليين و هو صرف اللفظ عن ظاهره إلى معنى آخر يحتمله لوجود دليل يقترن به يمنع من إج ارء ظاهر اللفظ و هذا النوع هو الذي استخدمته المعتزلة بمعناه في صرف آيات الصفات و استعمله أكثر المتأخرين في تأويل نفس اآليات. - و هذا المعنى للتأويل- و إن لم يرد اصطالحا في كتابات المعتزلة قد إال أنهم جروا عليه في تأويل آيات الصفات و صرفها عن ظاهرها ازعمين أن قرينة التنزيه هي - السيد أحمد خليل دراسات في القرآن دار النهضة العربية بيروت لبنان 7404 م ص ابن قيم الجوزية إعالم الموقعين عن رب العالمين تقديم وتعليق محمد المعتصم باهلل البغدادي ا طل بعة األولى دار الكتاب العربي بيروت لبنان 7420 ه/ 2664 م ص

195 ) 551( التي توجب عدم أخذ تلك اآليات على ظاهرها و إال وقعنا في! التشبيه فاأللفاظ لوحدها كمادة خام قد ن حسن انتقاءها واختيارها ولكن ها غير كافية إذا لم تجد طريقها إلى المعنى المقصود م م ا يؤثر سلبا في عملية التواصل بين األط ارف. إن الذي يتعامل مع ألفاظ الل غة العربية و هي في الن ص القرآني يتحتم عليه الر جوع إلى ما قيل فيها لمعرفة أهم دالالتها األمر الذي ي ؤهله يخدم معناها باعتبار أن الل فظ قد يخرج إلى تأدية أكثر من داللة ألن يقف على ما ل ذا من الباحثين العالقة بين العبارة و اإلشارة هي العالقة بين الظاهر والباطن فظاهر م ن أرى أ ن العبارة هو ما تدل عليه من حيث وضعية اللغة و اإلشارة هي باطنها من حيث هي لغة إلهية واذا كان أهل الظاهر يتوقفون عند العبا ارت و معانيها التي تعطيها فرضية اللغة الوصفية فإن العارفين ينفذون إلى ما تشير إليه العبارة من معان وجودية و إلهية أي ينفذون إلى باطنها الروحي العميق كما عبروا من مظاهر الصور الوجودية الحسية إلى معانيها الروحية الباطنية. إن الفارق بين ظاهر العبارة وباطنها اإلشاري الرمزي هو الفارق بين اللغة اإلنسانية و اللغة اإللهية التي تتجلى في القرآن كما تتجلى في الوجود الذهبي فر ق بين المعني الظاهر و المعنى الباطن و يرى ) 552( و في هذا المقام أن الظ اهر هو المعنى الل غوي المجرد و الباطن هو المعنى الذي يفهم من اللفظ كما يأخذ منه أن المعاني الظاهرة أمر عام يعرفه أهل اهلل يعرفها كل من يعرف اللسان العربي أم ا المعاني الباطنة فأمر خاص و تبقى داللة األلفاظ في القرآن الكريم تحتاج إلى استجالء باطنها ) 553( الذي ال ي مكن بلوغه إال بالتقرب إلى اهلل و الت معن في معناه ل ذا حصر هذه المعرفة الباطنية على فئة خاص ة فالمعنى ضال ة الم فسر ) 554( و الم ؤول كليهما و الطريق في شرح الن ص الديني أن المعنى المطلوب يجب أن ال يكون إال المعنى الذي أ ارده الل ه - محمد العبده طارق عبد الحليم المعتزلة بين القديم و الحديث الطبعة األولى 1982 م دار األرقم ص نصر حامد أبو زيد فلسفة التأويل دراسة في تأويل القرآن عند محي الد ين بن عربي - المركز الثقافي العربي الدار البيضاء ا طل بعة الخامسة ص محمد حسين الذهبي التفسير و المفسرون دار الكتب الحديثة الطبعة الثانية 1924 م 381. / 3 - إال أن هذا الهدف المنشود ينبغي أن يتم من خالل التفاعل بين المؤول و النص و لكن نتيجة هذا التأويل تقدمها طبيعة النص و طبيعة اإلطار العام للمعارف الموسوعية لثقافة ما و في جميع الحاالت فإن هذه النتيجة ال عالقة لها بقصدية المتكلم فبإمكان المؤول أن ينظر إلى أي ملفوظ نظرة استعارية. )- أ مبرتو ايكو التأويل بين السميائيات و التفكيكية ترجمة و تقديم سعيد بفكراد المركز الثقافي العربي المغرب ا طل بعة األولى 3333 م ص 143. )

196 ) 555( صاحب الكالم ) 556( و عليه فقد ضبط الشنقيطي التأويل في ثالث حاالت : أن يكون 1- صرف اللفظ عن ظاهره المتبادر منه لدليل صحيح من كتاب اهلل أو سنة. رسوله - - فهذا تأويل صحيح مقبول ال ن ازع -2 أن يكون صرف الل فظ عن ظاهره المتبادر منه لشيء يعتقده الصارف دليال و هو ) 557 ( في نفس األمر ليس بدليل فهذا تأويل فاسد. - و في هذا المقام بي ن ابن تيمية أن ه مهما ارتقى الم ؤول م م ا أفهمه هللا إال أن جانبا كبيرا من كالم هللا يبقى تأويله ال يعلمه إال هو حيث قال : التأويل الذي اختص هللا به غير بيان المعنى الذي أفهمه خلقه فما كان مشتبه ا لتنافي الخطابين أو الدليلين في الظاهر فال بد من التوفيق بينهما كما فعل أحمد وغيره. وما كان مشتبه ا لعدم الداللة على التعيين فقد نعلم التعيين أيض ا ألنه مراد بالخطاب وما أريد بالخطاب يجوز فهمه وما كان مشتبه ا لعدم الداللة على القدر المميز كما في صفات هللا تعالى فهنا دال القدر المميز ما دل عليه الخطاب وهو تأويل الخطاب ألن تأويل الخطاب ال يجب أن يكون مدلوال عليه به وال مفهوم ا منه إذ هو الحقيقة الخارجة ومتى دل عليها ببعض أحوالها ال يجب أن يكون قد بين جميع أحوالها فذاك هو التأويل الذي ال يعلمه إال هللا ومنه أيض ا مواقيت الوعيد فإن الخطاب لم يبينها وال يفهم منه وهو التأويل الذي انفرد هللا بعلمه. )- ابن تيمية المسودة جمعها أحمد بن محمد بن عبد الغني الحراني الدمشقي تحقيق: محمد محي الدين دار الكتاب العربي بيروت د. تا ص 703. ) و من القرآن الكريم في هذا المعنى قوله تعالى: ه و ال ذ ي أ نز ل ع ل ي ك ال ك ت اب م ن ه آي ات م ح ك م ات ه ن أ م ال ك ت اب و أ خ ر م ت ش اب ه ات ف أ م ا ال ذ ين في ق ل وب ه م ز ي غ ف ي ت ب ع ون م ا ت ش اب ه م ن ه اب ت غ اء ال ف ت ن ة و اب ت غ اء ت أ و يل ه و م ا ي ع ل م ت أ و يل ه إ ال هللا و الر اس خ ون ف ي ال ع ل م ي ق ول و ن آم ن ا ب ه ك ل م ن ع ند ر ب ن ا و م ا ي ذ ك ر إ ال أ و ل وا األل ب اب آل عمران 1. ولآلمدي في كتابه أصول األحكام تفسير جدير بالتنويه هذا نص ه: االختالف بالوقف و االبتداء في اآلية فرع االختالف في المراد بالمتشابه و بتأويله و الجميع من اختالف التنوع ال التضاد فان أريد بالمتشابه حقيقة هللا و كنه صفاته و كنه الروح و نعيم الجنة...إلى أمثال ذلك مما اختص هللا بعلمه كان تأويله بمعنى ماله و حقيقته التي ال يعلمها إال هللا و عليه يكون الوقف على لفظ الجاللة و تكون الواو لالستئناف و الجملة بعدها اسمية و إن أريد بالمتشابه ما اشتبه معناه و حفي على بعض الناس كان تأويله بمعنى تفسيره و عليه يكون الوقف على لفظ العلم و تكون الواو عاطفة و جملة يقولون حال من قوله و الراسخون و التقدير و ما يعلم المعنى المراد من اآليات المتشابهة إال من انزلها و إال الراسخون في العلم قائلين :آمنا به كل من المحكم و لمتشابه-من عند ربنا فليس في اآلية تردد يوجب اإلجمال و يمنع من االعتقاد ما دلت عليه و العمل به كما هو الشأن في اإلجمال بل التخيير بين قراءتين لكل منهما معنى صحيح )- علي بن محمد اآلمدي اإلحكام في أصول األحكام ص ) الهادي الجطالوي قضايا الل غة في كتب الت فسير المنهج - الت أويل اإلعجاز ص يقول عمر سليمان األشقر: قد يقال: إن بعض معاجم اللغة العربية تذكر أن بعض التأويل هو صرف اللفظ عن معناه الراجح إلى المعنى المرجوح لدليل يقترن به كما يقول األصوليون أشار إلى ذلك ابن منظور و غيرهما فكيف تزعمون أن العرب ال تفقه من كالمها هذا المعنى. و الجواب أن هذا المعنى دخل على معاجم اللغة العربية المتأخرة نقال عن استعماالت الفقهاء و األصوليين ال نقال عن كالم العرب الذي يحتج به يدل على صحة هذا القول أن معاجم اللغة العربية المتقدمة أمثال تهذيب اللغة لألزهري و مقاييس اللغة البن فارس وهما مما دون في القرن الرابع الهجري لم يشيرا إلى هذا المعنى الذي ذكره الفقهاء واألصوليون مما يدل على انه معنى اصطالحي خاص بهم فال يجوز حمل ألفاظ القرآن عليه وعلى فرض أن التأويل في لغة العرب هو هذا المعنى الذي أورده األصوليون فان المؤولين للنصوص لم يلتزموا بالشروط التي وضعها األصوليون لجواز التأويل ولذا ال يخرج تأويلهم عن التحريف.

197 3- أن يكون صرف اللفظ عن ظاهره المتبادر منه ال لدليل فهذا ال يسمى تأويال في ) 558(. - االصطالح بل هو تالعب بكتاب اهلل و سنة رسوله - لقد نحا المفسرون و تتبعوا في تفسي ارتهم ما له عالقة بالتأويل المقبول و الذي من نتائجه أن نقف على الكثير من المشكالت التي تكون قد استعصت على التحليل و التفسير و نص ل إلى الب نى العميقة في الن ص ) 559 ( و هو ما تجل ى في تخريجات العلماء و استنباط ما لها عالقة بالجوانب الل غوية كتلك التي أشار إليها الط بري حينما تعر ض لقوله تعالى: و اع ب د وا الل ه و ال ت ش ر ك وا ب ه ش ي ئا و ب ال و ال د ي ن إ ح س انا و ب ذ ي ال ق ر ب ى و ال ي ت ام ى و ال م س اك ين و ال ج ار ذ ي ال ق ر ب ى و ال ج ار ال ج ن ب و الص اح ب ب الج نب و اب ن الس ب يل و م ا م ل ك ت أ ي م ان ك م إ ن الل ه ال ي ح ب م ن ك ان م خ ت اال ف خ و ار ) 560( حيث خص بشيء من التحليل و التركيز مع الترجيح قصد تبليغ داللة األلفاظ المفتاحية في قوله عز من قائل: و ال ج ار ذ ي ال ق ر ب ى فتوقف عند ما هو ظاهر قريب و ما هو باطن بعيد للفظين من خالل عرضه ألكثر من رواية في شأن داللة ال ج ار ذ ي ال ق ر ب ى فعرض المعنى األول و هو الجار الذي بينك و بينه ق اربة معتمدا في بيان ذلك على أدل ة من كالم العرب ثم يعرض ال أري الثاني و يسعى إلى تمحيصه الذي يتجل ى في قوله قال أبو جعفر : : و هذا القول قول م خالف المعروف من كالم ) 561 ( العرب و ذلك أن ( - عمر سليمان األشقر أسماء للا الحسنى و صفاته في معتقد أهل السنة و الجماعة دار النفائس عمان األردن الطبعة الرابعة 1319 ه م ص 198. ) محمد األمين الشنقيطي أضواء البيان دار الفكر بيروت لبنان 1314 ه م 193. / حمروش إدريس الت أويل في الن حو العربي موقف القدامى و الم حدثين مجلة منتدى األستاذ دورية أكاديمية م تخصصة م حكمة تصدر عن المدرسة العليا لألساتذة قسنطينة - الجزائر العدد األول أفريل 3331 دار الهدى عين مليلة ص سورة النساء اآلية حيث رأى محمد مفتاح أن ه إذا كانت الظواهر أو األفعال أو ضروب السلوك ال تتالءم مع ما ي س تب طنه من معارف و عادات وأعراف فإنه يلجأ إلى عملية تأويل الظواهر أو ضروب السلوك أو األفعال ليجعلها منسجمة مع معارفه الخلفية. )- محمد مفتاح الن ص: من القراءة إلى التنظير تقديم أبو بكر الغزاوي شركة النشر و التوزيع المدارس الدار البيضاء الطبعة األولى 3333 م ص 42. ) كما يرى قادة عقاق أن التأويل ينبغي أن يكون م ؤطرا ضمن شروط م عينة أقل ها م راعاة حيثيات الن ص واحترام سياقاته المعرفية و الجمالية. )- قادة عقاق هوية الن ص األدبي بين انضباط التفسير و مغاالت التأويل مجلة مطارحات في اللغة و األدب معهد اآلداب و الل غات المركز الجامعي غليزان الجزائر - العدد األول نوفمبر 3339 م ص 34. )

198 الموصوف بأنه ذو الق اربة في قوله: و ال ج ار ذ ي ال ق ر ب ى الجار دون غيره فجعله قائل هذه المقالة جار ذي الق اربة و لو كان معنى الكالم كما قال ميمون بن م ه ارن لقيل: و جار ذي القربى و لم يقل و ال ج ار ذ ي ال ق ر ب ى فكان يكون حينئذ إذا أضيف الجار و ال ج ار إلى ذي الق اربة الوصية بين جار ذي الق اربة دون الجار ذي القربى و أم ا باأللف و الالم فغير جائز أن يكون ذ ي ال ق ر ب ى إال من صفة الجار و إذا كان كذلك كانت الوصية من اهلل في قوله دون جار ذي الق اربة و كان بي نا خطأ و ال جار ذ ي ال ق ر ب ى ببر الج ار ذ ي ال ق ر ب ى ) 562( ما قال ميمون بن م ه ارن في ذلك. و هو في تفسيره لذي القربى يستمر في عرض اآل ارء حيث يقف على داللة مغايرة لألولى و الثانية و يحصرها في اإلسالم ثم ي عق ب عليها بقوله: و ال ج ار ذ ي ال ق ر ب ى المسلم و هذا أيضا مم ا ال معنى له و ذلك أن تأويل كتاب اهلل تبارك و تعالى غير جائز صرفه إال إلى األغلب من كالم العرب الذين نزل بلسانهم القرآن المعروف فيهم دون األنكر الذي ال تتعارفه إال أ ن يقوم بخالف ذلك ح ج ة يجب : التسليم لها و إذا كان كذلك و كان معلوما أن الم تعارف من كالم العرب إذا قيل فالن ذو ق اربة إن ما يعني به أن ه قريب الر ح م منه دون الق رب بالدين - الق اربة بالر ح م أولى من صرفه إلى القربى بالدين كان صرفه إلى ) 563(. إن اجتهاده في بيان داللة الج ار ذ ي ال ق ر ب ى جاءت كنتيجة لتتبع داللتها من كالم العرب المعروف فالم تمعن لتفسيره يستن بط اعتماد شيخنا على خطوات رك ز من خاللها على كالم العرب الغالب في االستعمال ألن ه نزل بلسانهم و حت ى يبلغ المفسر ثقافة في هذا المجال ت ؤهله لفهم القرآن وصل األمر باإلمام ابن عطية األندلسي إلى القول: - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري 333 ه / 313 ه تفسير الطبري جامع البيان عن تأويل آي القرآن تحقيق عبد للا بن عبد المحسن التركي 2 2. / أبو جعفر محمد بن جرير الطبري تفسير الطبري جامع البيان عن تأويل آي القرآن 8- /

199 كتاب اهلل ال يتفس ر إال بتصريف جميع العلوم ) 564( فيه ولعل اهلل هي علوم اللغة األمر الذي دفع بالمسلمين إلى االهتمام بها منذ القدم أهمها في فهم كتاب ) 565 (. إن مثل هذه األمثلة في هذا المنحى الم جسد العتماد المفسرين على كالم العرب في تحقيق عملية التفسير يمكن الوقوف عليه في كثير من وقفات المفسرين فالمتأمل لقوله تعالى: و ل ق د ج اءت ر س ل ن ا إ ب ر اه يم ب ال ب ش ر ى ق ال وا س ال ما ق ال س ال م ف م ا ل ب ث أ ن ج اء ب ع ج ل ) 566( ح ن يذ يستشف تلك الخطوات الم عتمدة من السيوطي حيث روى أن ه أخرج ابن جرير و ابن المنذر عن ابن عباس في قوله: ب ع ج ل ح ن يذ قال: نضيج و أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله حنيذ يعني مشوي وأخرج أبو الشيخ عن ابن. عباس في قوله: بعجل حنيذ سميط قال: - وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن األزرق قال له: أخبرني عن قوله. : عز وجل - بعجل حنيذ قال: الحنيذ النضيج ما يشوى بالحجارة قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم أما *** سمعت قول الشاعر وهو يقول: له م ارح و فار الم سك فيهم و شاو يهم إذا شاء وا حنيذ. وأخرج ابن المنذر و ابن أبي حاتم أبو الشيخ عن الضحاك في قوله : بعجل حنيذ قال: الحنيذ الذي أ نض ج بالحجارة و أخرج أبو الشيخ عن شم ر بن عطية قال: الحنيذ - ابن عطية األندلسي المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز تحقيق:عبد السالم عبد الشافي محمد ا طل بعة األولى دار الكتب العلمية - لبنان ه 7443 م. 30 / إال أن من العلماء من يرى أن داللة الل فظ - التي ترد في الن صوص الش رعية إذا ع رف معناها من جهة الر سول فال ينبغي طلب معنى لها من الل غة فإن المعاني الش رعية أو لى ما ت فس ر به األلفاظ الش رعية. ( - أحمد بن صالح الزهراني شرح ألفاظ السلف و نقض ألفاظ الخلف في حقيقة اإليمان ص. 33 ) سورة هود اآلية 04.

200 ) 567( الذي قد ش و ي و هو يسيل منه الماء فتتب عه للفظ حنيذ عند العرب و وقوفه عند مختلف دالالته يوحي بأهمية العنصر الل غوي في تحقيق عملية التفسير و قد يرتكز في بيان المعنى على ما هو ل غوي أو غيره باعتبار أن م قترنا بما هو ل غوي ي جاو ز في الوقت ذاته في استخدامه الل فظ و إن كان و داللته داخل الت ارث ح د ود ما هو ل غوي داللي إلى ما هو ( تص ويتي سم عي إيقاعي ( كما أن المع نى و إن الز م الظ اهرة الل غوية فإن ه ي جاوزها إلى غي رها من الظ واهر اإلد اركية و الت واصلية األخرى أي ي غط ي ع م وم الظ اهرة السيميوطيقية و ي جاو ز ها أي ضا بما هو فعالية إد ارك و تأ ويل من ناحية و بما هو فعالية إبداع تبدع الظ اهرة السيميوطيقية ذاتها و ال تكف عن إبداع دالالت جديدة من ناحية ثانية ) 568( فاأللفاظ في الت فسير من منظور الن عمان طارق ال يتقيد في بيان داللتها و هو المنحى الذي ذهب إليه محمد مفتاح حيث جس دت فكرته انقسام الم تعاملين مع الل غة فمنهم م ن يعتبر الل غة تعبير عن الواقع الخالص و منهم م ن يرى فيها ) 569( القابلية للت أويل و هو ما وقفنا عليه في قوله: هناك اتجاه منطقي و لساني ي حاول أن يعتبر الل غة تعبي ار عن الواقع الخالص و لذلك فهو يرفض الت اركيب المجازية و الل غة الميتافيزيقية كما هو شأن الوضعية المنطقية و بعض األنحاء - جالل الدين السيوطي الد ر المنثور في التفسير بالمأثور تحقيق: عبد للا بن عبد المحسن التركي ا طل بعة األولى 3333 م / طارق الن عمان الل فظ و المعنى بين االيديولوجيا و الت أسيس المعرفي للعلم مكتبة األنجلو المصرية 3333 م ص. 8 - الذي من شروطه أن يكون الناظر المتأول أهال لذلك و أن يكون اللفظ قابال للتأويل بان يكون اللفظ ظاهرا فيما صرف عنه محتمال لما صرف إليه و أن يكون الدليل الصارف للفظ مدلوله الظاهر راجحا على ظهور اللفظ في مدلوله ليتحقق صرفه عنه إلى غيره و إال فبتقدير أن يكون مرجوحا ال يكون صارفا و ال معموال به اتفاقا. )- علي بن محمد اآلمدي اإلحكام في أصول األحكام ص 42. ) و إلنجاح عملية التأويل و بلوغ تمامها اشترط محمد العبده أ ن يكون المعنى الجديد م حتمال و أن يكون الل فظ المؤول قابال الحتمال هذا المعنى فمثال من الت أويالت الفاسدة قول بيان بن سمعان أنه هو المقصود في قوله تعالى : هذا بيان للن اس و كذلك من قال في قوله تعالى: و ات خذ للا إبراهيم خليال أي فقيرا لعدم صح ة المعنى بهذا الشكل. )- محمد العبده. طارق عبد الحليم المعتزلة بين القديم و الحديث دراسات في الفرق دار األرقم برمنجهام الطبعة األولى 1982 م ص 91.( 567

201 و هناك من يعتبر اللغة مصد ار لاللتباس و لتشويه الواقع و للتدليس ) 570 ( التوليدية على الناس و لذلك فإن تعابيرها قابلة لتأويالت عديدة ال حصر لها و من م مثلي هذا ) 571( التيار التفكيكية و تعددية الق ارءة و تشييدي ة المعنى و لعل من نتائج هذه التأويالت ما يقع على الم تلقي و هي وضعية ينفض منها المؤلف يده ألن ه غير ) 572( مسؤول عنها قد ول دها لقاء األثر بالمتلقي عبر فاعلية الت أويل. الذي ينبغي على المؤول التحرز منه م ارعاة المتلقي باعتباره غريقا و على الم ؤول إ ن أن ي حسن إمالته و كسبه حت ى ال تنزلق عملية الت أويل و تخرج عن م اردها باعتبار أن من المعاني يخفى على العقل فاحذروا من يأخذ الظاهر فيجعله في حد الباطن بتأويله له أو يحتكم بظاهر على معنى هو خفي فلم ا قال: الر حمن على العرش استو ي كان معناها هنا في المطلوب ثالثة معان: معنى الر حمن و معنى استوي و معنى العرش فأم ا الرحمن فمعلوم ال خالف فيه و ال كالم و أم ا العرش فهو في العربية لمعان فأي ها ت ريدون و كذا استوي عليه يحتمل خمسة عشر معنى في الل غة فأي ها ت ريدون و أي ها تدعون ظاه ار منها ) 573( مثل هذه الت ساؤالت في شأن الت أويل ت قحم الم ؤو ل في انتقاء المعاني للوحدات المستهدفة بالش رح فيجتهد بناء على معالم في الميل إلى معاني دون غيرها و قد تعر ض الشيخ اطفيش للت أويل عند الخوارج وسم اه بزلل الخوارج حيث عموا عن منهج الحق بتأويل قوله تعالى حكاية عن - اعتبار اللغة وسيلة الكشف عن الفكر م سل مة لدى الفالسفة اإلسالميين ولم يكن بد لل غة من أن تتنزل في هذا التصور منزلة الحامل للمعنى كالمشير الذي يومئ إلى الشيء أو الصوت الحسي الظاهر الدال على المعنى العقلي ذلك أن التناول المنطقي للظاهرة وضع الفالسفة في إطار التركيز البديهي على المعنى إذ لواله لما كان هناك تلفظ و النعدم بذلك سلوك لغوي فإذا انضاف إلى ذلك كون التناول الفاحص للغة أو األلفاظ ليس إال من توابع البحث في المنطق أو الفكر )- األخضر جمعي اللفظ و المعنى في التفكير المنطقي و البالغي عند العرب منشورات ات حاد كتاب العرب دمشق 3331 م ص 139. ) محمد مفتاح الن ص : من القراءة إلى التنظير تقديم أبو بكر الغزاوي ص مونسي حبيب فلسفة القراءة و إشكالية المعنى دار الغرب للن شر و الت وزيع وهران 3333 م ص ابن العربي آراء أبي بكر بن العربي الكالمية ونقده للفلسفة اليونانية تحقيق: عم ار طالبي الشركة الوطنية للن شر و الت وزيع 7407 م الجزء الثاني العواصم من القواصم ص. 204

202 نوح- - و ال ي ل د وا إال فاج ار كف ا ار ) 574( الن اشئ منه عن طول االختبار لقومه بمكثه الطويل حتى لم يرج منهم خي ار فكل مولد لهم ال يبلغ الت مييز حت ى يندمج في تلك األوساط الش ريرة الفاجرة و يؤول إلى كف ارن نعم اهلل و عصيان نب يه- -و لم يكن دعاؤه إال بعد أن أخبره اهلل بأن ه ال يولد منهم مؤمن عندما أ ارد اهلل إنفاذ حكمه و قضائه ) 575( الذي ال مرد له. إن األصل في تأويلها ما جاء في تفسير القرطبي: يقول تعالى ذكره م خب ار عن قيل نوح في د عائه إي اه إلى قومه: إن ك يا رب إن تذر الكافرين أحياء على األرض و لم ت هلكهم بعذاب من عندك ي ضل وا عبادك الذين قد آمنوا بك فيصد وهم عن سبيلك و ال يل دوا إال فاج ار في دينك كف ا ار لن عمت ك ) 576( يستخلص أن ه اعتمد في ذلك على حمل اللفظين الواردين في اآلية على التأويل األقرب إلى اإلقناع باعتبار أن لفظ كثير من المواقف جانب العقيدة مع خروج لفظ فالمالحظ لتأويل القرطبي و كف ا ار فاج ار الفجور و الكفر الكفر في القرآن الزما في لتأدية معنى النعمة. و من التأويل ما يعتمد فيه صاحبه على القياس و هو ما اعتمده ثل ة من العلماء و وجل : أما قوله عز إ ن ال ذ ين آم ن وا و ع م ل وا الص ال ح ات س ي ج ع ل ل ه م الر ح م ن و د ا ) 577( وانكارهم قول من يقول جعلت لفالن ودا بمعنى وددته فإنهم قد غلطوا في تأويل هذا الكالم وذهبوا عن الم ارد فيه وانما المعنى أن اهلل سيجعل لهم في قلوب المؤمنين سورة نوح اآلية أبو إسحاق إبراهيم إطفيش الن قد الجليل للعتب الجميل مكتبة الضامري للن شر و الت وزيع الطبعة األولى 1993 م ص القرطبي الجامع ألحكام القرآن تحقيق عبد للا بن عبد المحسن التركي / سورة مريم اآلية 94.

203 أي يخلق لهم في صدور المؤمنين مودة ويغرس لهم فيها محبة كقوله عز وجل: و الل ه ج ع ل ل ك م م ن أ نف س ك م أ ز و اجا ) 579( ) 578(... أي خلق. و حت ى تتضح لنا معالم عملية التأويل استوقفتني خطاطة ابن رشد التي تتبع فيها العناصر اآلتية : النص ما ال يؤول بإطالق ما يؤول التأويل الخاص المطلق التأويل ال ارسخون في العلم خواص العلماء كل الناس )580( )شكل 7( ثالث رسائل في إعجاز - سورة النحل اآلية ال رماني و الخط ابي و عبد القاهر الجرجاني في الدراسات القرآنية و النقد األدبي القرآن ص

204 ليس بالضرورة ك ل ما هو وارد في الن ص مستهدف بالتأويل فمن الوحدات الل غوية التي ال تحتمل التأويل و منها ما يمكن تأويله كما أن عملية التأويل متفاوتة و بين اإلحاطة بعلم اهلل و إتيان تأويله يقول تعالى:...و ل م ا ي أ ت ه م ت أ و يل ه ك ذ ل ك ك ذ ب ال ذ ين م ن ق ب ل ه م ف انظ ر ك ي ف ك ان ع اق ب ة الظ ال م ين قوله: و لم يأتهم بعد تأويل ما فيه من اإلخبار بالغيوب أي: ) 581( و م م ا جاء في تفسير الز مخشري لها عاقبته حتى يتبين لهم أهو كذب أم صدق يعني أن ه كتاب معجز من جهتين: من جهة إعجاز نظمه و من جهة ما فيه من اإلخبار بالغيوب فتسر عوا إلى الت كذيب به قبل أن ينظروا في نظمه و بلوغه حد اإلعجاز و قبل أن يخبروا أخباره بالمغيبات و صدقه و كذبه... ) 582( و من الت عقيبات التي وقفت عليها في شأن هذه اآلية ما جاء به ابن تيمية حيث فر ق بين اإلحاطة بعلمه و بين إتيان تأويله فتبين أن ه يمكن أن ي حيط أهل العلم و اإليمان بعلمه و لم ا يأتهم تأويله و أن اإلحاطة بعلم القرآن ليست إتيان تأويله فإ ن اإلحاطة بعلمه معرفة معاني الكالم على الت مام و إتيان الت أويل نفس وقوع الخبر به و فر ق بين معرفة الخبر و بين الم خبر به فمعرفة الخبر هي معرفة تفسير القرآن و ) 583( معرفة الم خبر به هي معرفة تأويله. في أ ز ا و قد تتحكم في داللة األلفاظ و إبانة معانيها أحد حروفها وهذا ما أورده ابن جني م صنفه حينما تعر ض لقوله تعالى: )584( أي: ت زعجهم و ت قلقهم فهذا في معنى تهز هم ه از أ ل م ت ر أ ن ا أ ر س ل ن ا الش ي اط ين ع ل ى ال ك اف ر ين ت ؤ ز ه م و الهمزة أخت الهاء فتقارب الل فظان لتقارب المعنيين و كأن هم خص وا هذا المعنى بالهمزة ألن ها أقوى من و - محمد مفتاح التلقي و التأويل مقاربة نسقية ص 333. سورة يونس اآلية الزمخشري الكشاف.138 / 3 - تقي الدين أحمد بن تيمية اإلكليل في المتشابه و التأويل تعليق محمد الشيمي شحاتة دار اإليمان للطبع النشر و التوزيع 3333 م ص سورة مريم اآلية

205 الهاء و هذا المعنى أعظم في الن فوس من الهز ألن ك قد تهز ما ال بال له كالجذع ) 585( وساق الش جرة ونحو ذلك. إن مثل هذه التخريجات في بيان داللة األلفاظ مك ن الم فسر من بيان المعنى اإلجمالي لآلية و في هذا المقام بالذ ات يرى ابن تيمية أن الم ؤو ل و هو يتعامل مع األلفاظ ينبغي أن يتقي د بم هم ة قال فيها : و المتأول عليه وظيفتان: بيان احتمال ) 586( الل فظ للمعنى الذي اد عاه و بيان الدليل الموجب للصرف إليه عن المعنى ) 587( الظاهر... إال فالعملية التأويلية من منظور ابن تيمية حاصلة ال محالة أن ه يترتب على الم ؤول أن يلتزم باألمانة العلمية الم جس دة في ضبط الداللة و الحرص على أسلوب اإلقناع و الت عليل لماذا هذا الت أويل دون غيره و هو ما نحاه. حينما رك ز على الل فظ الذي ينبغي أن ت فك داللته و ت بي ن و هو: ت ؤ ز لقد تتب ع في بيان داللته ما ي عرف بالتبرير الص وتي للفظ باعتبارهما حرفان حلقيان فيقع التبادل بينهما و معنى ه ز هو أ ز عن س واها و المتمثل في مالئمة لفظ غيره أ ز و لم يكتف بإي ارد داللتها بل بي ن س ر توظيفها لما له بال و ه ز لما ال بال له كالجذع و...فبم جر د بيانها يتجس د معنى اآلية و يت ضح و هي الن ظرة التي اعتمدها السكاكي في البديع اللفظي قال: و هو يتعر ض لتفسير لفظ تؤز بمعنى تهز و هو تشابه الكلمتين في اللفظ و المعتبر منه في حيث باب االستحسان عدة أنواع منها: التجنيس المضارع أو المطرف و هو أن يختلفا بحرف أو حرفين مع تقارب - ابن جن ي الخصائص ص و هو ما ي مكن أن نلتمسه في تأويل المبر د قوله : و م م ا و ق ع كاإليماء قول الفرزدق : 585 ض ر ب ت ع ل ي ك الع ن ك ب وت ب ن س ج ه ا و ق ض ى عل ي ك ب ه الك ت اب الم ن ز ل فتأ ويل هذا أن بي ت جرير في العرب كالبيت الواهن الض عيف فقال: و قضى عليك به الكتاب الم ن زل: ي ريد به قو ل للا تبارك و تعالى: و إن أو هن الب ي وت لب ي ت العن كب وت العنكبوت اآلية 31. )- أبو العباس حممد بن زيد املربد الكامل يف اللغة و األدب تعليق حممد أبو الفضل إبراهيم املكتبة العصرية صيدا بريوت 3333 م 1 34 / ) تقي الدين أحمد بن تيمية اإلكليل في المتشابه و التأويل ص

206 المخرج كقولك الحرف الواحد : دامس و طامس و حصب و حسب و كثب و كثم ) 588( و في الحرفين كقولهم : ما خصصتني و إنما خسستني. مثل هذه التأويالت ال تدع إلى الحيرة و الش ك في شأن ما ذهب إليه الم ؤو ل فالم رت كز الذي استند إليه معالمه ثابتة و يمكن للمؤو ل أن يجد له تبري ار. و م م ا ال يحتمل التأويل المحكم و قد عر فه أبو سن ة و ضبطه في: اللفظ الدال على المعنى المتبادر منه و المقصود من سوق الكالم دون أن يحتمل تأويال و ال تخصيصا ) 589( - و ال نسخا في حياة النبي - و ال بعد وفاته. إن اآليات المحكمة تتضمن حكما قطعيا و المتأمل آليات المحكم يقف على بناء لفظي لها يمتاز بالبعد عن التأويل األمر الذي ي ساعد على ضبط المعنى و من اآليات المجسدة للمحكم قوله تعالى:... م ن ب ع د ه أ ب دا إ ن ذ ل ك م ك ان ع ند الل ه ع ظ يما و م ا ك ان ل ك م أ ن ت ؤ ذ وا ر س ول الل ه و ال أ ن ت نك ح وا أ ز و اج ه ) 590( و في تفسير ابن عطية لهذه اآلية المحكمة نستشف عنصر اإلحكام في ضبط معناها من خالل اعتماده رواية سبب نزولها حيث جاء في قوله: روي أن رجال من المنافقين قال حين تزوج رسول اهلل سلمة بعد أبي سلمة و حفصة بعد خ ني س بن حذافة ما بال محمد أم - - يتزوج نساءنا و اهلل لو مات ألجلنا السهام على نسائه فنزلت اآلية في هذا و حر م اهلل تعالى نكاح أزواجه بعده ) 591( و جعل لهن حكم األمهات 588 اإلمام سراج الملة و الدين يعقوب يوسف ابن أبي بكر محمد بن علي السكاكي) المتوفى سنة 434 ه ( مفتاح العلوم ضبطه نعيم زرزو دار الكتب العلمية بيروت - لبنان الطبعة األولى 1989 م ص عبد الفتاح أبو سن ة علوم القرآن ص سورة األحزاب اآلية ابن عطية )القاضي أبي محمد عبد الحق بن غالب بن عطية األندلسي ت 134 ه( المحر ر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز تحقيق: عبد السالم عبد الش افي محمد 394. / 3 591

207 إن الم حكم من القرآن هو ما ي عرف بالقطعي إذ ال اجتهاد في تفسيره و بالت الي فهو ال يحتمل التأويل لذا فالمالحظ لتفسيره ال يقف على ما يتعارض و فهمه لنص اآلية. م م ا تتبعناه من دالالت األلفاظ عند المفسرين و التي جاءت نتيجة حرصهم على بلوغ الداللة التي تفي بالغرض التي وردت فيه الل فظة من خالل ربط األلفاظ بجملة من القضايا و الظواهر كتلك التي شرحناها و بي ن اها منها االستعانة بمأثور القول من كالم العرب شعره و نثره و معرفة سبب النزول مع ربط داللة الل فظ به أل ن العبرة بخصوص السبب ال بعموم اللفظ... و الحقيقة التي ينبغي الوقوف عليها في شأن داللة األلفاظ أن ها غير محصورة في عنصر واحد األمر الذي ي ساعد على ترقيتها في المجال الد اللي و توسعها إلى أكبر عدد م مكن من الد الالت و هو ما وقفنا عليه في عالقة األلفاظ بالتفسير و التأويل.

208 الفصل الرابع : األلفاظ بين داللة المعجم و داللة السياق األلفاظ بين داللة التفسير و داللة السياق أثر القرينة في تحديد الداللة السياقية عند المفسرين

209 قبل الت وس ع في هذا المبحث الذي فيه سنتعر ض لدالالت األلفاظ بين المعجم و التفسير مع ربط ذلك بما له عالقة بداللة السياق و ذلك تنفيذا لم ا عن ون ا به بحثنا هذا و المتمثل في جزئه الثاني المنهج السياقي الذي من خالله س نسقط ما توصلنا إليه في مجالي داللة األلفاظ في الم عجم و في الت فسير على ما هو قائم في السياق بغية معرفة وضعه عند علماء الل غة و الت فسير. إن الذي اعتمدناه بصريح الل فظ في كثير من الوضعيات هو الن ظرية الس ياقية باعتبارها أعم و أشمل و ما المنهج إال طريقة به ت بل غ األفكار و النظريات و ما تم الوقوف عليه في شأن العالقة بين الن ظرية السياقية و المنهج السياقي هو أن هذا األخير يساهم في م عاينة الن ص من خالل إطاره التاريخي أو االجتماعي أو الن فسي و ت ؤكد على السياق العام لمؤلفه أو مرجعيته النفسية و منها التاريخي و االجتماعي و النفسي و هي دعوة ضمنية إلى اإللمام بالمرجعيات الخارجية مع تحف ظ على الدخول في الن ص من خالل تلك السياقات المحيطة بالمبدع المنحى آثرت أن يكون العنوان كذلك. )592( و لم ا كان تعاملي مع األلفاظ وفق هذا األلفاظ بين داللة المعجم وداللة السياق إذا كانت األلفاظ في اللغة تخضع لمبدأ المواضعة واالصطالح فإن الذي نجده في المعجم اللغوي ال ي جسد كل الدالالت حصر لأللفاظ و ان ما هو التي استعملت لتأدية دالالت وبما أن من وظيفة المعجم مالحقة األلفاظ وتقييد دالالتها باعتبار أ ن الداللة - بسام قطوس الدخل إلى مناهج النقد المعاصر دار الوفاء لدنيا الطباعة و النشر اإلسكندرية مصر الطبعة األولى 3334 م ص

210 المعجمية المجردة ليست هي كل داللة الكلمة وليست هي الداللة األدبية التي تحمل عنصر التأثير الن فسي للكلمة بما تثيره من أحاسيس )593 ( آفاق فمفهوم الداللة من هذه ال ازوية ي خرج األلفاظ من القوقعة وما تلفت إليه من واالنحصار إلى إمكانية تبن يها لدالالت جديدة وهذا ما يجعل من حركية األلفاظ تأخذ انفتاحا شموليا يؤهل من واقع الل غة أن يأخذ توس عا في مبدأ االستعمال والوظيفة معا. وقد التفت ابن خلدون للوضعية التي بدأت بها الل غة حيث خص ها بقوله: لم ا فسدت ملكة الل سان العربي قي الحركات الم سم اة عند أهل النحو باإلع ارب واستنبطت القوانين لحفظها كما قلناه ثم استمر ذلك الفساد بمالبسة العجم وم خالطتهم حت ى تأد ى الفساد إلى موضوعات األلفاظ فاست عمل كثير من كالم العرب في غير موضوعه عندهم ميال مع ه جنة المستعربين في اصطالحاتهم المخالفة لصريح العربية فاحتيج إلى حفظ الموضوعات اللغوية بالكتاب )594( والتدوين. لقد حرص المعجميون على ضبط داللة األلفاظ استنادا ل ما قالته العرب وبذلك تكون أمهات المعاجم العربية قد قد مت خدمة جليلة لل غة حيث حفظت جوهرها من الضياع. والجدير بالذ كر أن اللفظ في المعجم متعد د الداللة وهي الحقيقة الم ثبتة والقائمة في المعاجم التي تتعامل مع المدخل المعجمي باعتباره م فردة لذا أقر البحث في هذا المجال على أن الكلمة المفردة والتي هي موضوع المعجم تشير إلى غير معنى وهي مفردة ) 595( وهو ما ي مكن لمتصف ح المعاجم العربية أن يل مسه في كثير من الشروحات نحو القزز: قز مادة: الرجل الظريف المتوقي للعيوب وقال ابن األع اربي رجل ق ازز: متقزز من المعاصي المعايب و... وقال الليث: قز اإلنسان يقز ق از إذا قعد كالمستوفر ثم انقبض ووثب - هادي نهر علم الل غة االجتماعي عند العرب ص ابن خلدون المقدمة ص يوسف عيد النشاط المعجمي في األندلس ص

211 وقال أبوزيد: الق اززة: الحياء يقال رجل ق ز من رجال أقز اء... فالمعاني التي )596( ع الد اللة وو فق هذا الحال تتموقع جمعها األزهري للفعل قز تمتاز كغيرها بت نو األلفاظ في المعاجم العربية والحقيقة أن معاني األلفاظ ال تنكشف إال من خالل تسييق الوحدة اللغوية أي وضعها في سياقات مختلفة...فمعظم الوحدات الداللية تقع في مجاورة وحدات أخرى وأن معاني هذه الوحدات ال يمكن وصفها أوتحديدها إال بمالحظة الوحدات )597( األخرى التي تقع مجاورة لها.. إن م حاصرة األلفاظ في المعجم وتتبع دالالتها المختلفة يفيدنا في معرفة أشهر هذه الدالالت فداللة لفظ ق ازز جاوز المعنى الواحد بين الظ ارفة والسالمة من المعاصي فهيئة اإلنسان أثناء الجلوس إلى إفادته لمعنى خ لق الحياء األمر الذي ي ثبت حكم الكلمة - - في المعجم و اعتبارها صورة قد تتحول في أي لحظة نتيجة االستعمال إلى حقيقة م جس دة هذا فضال عن تقدم النظام االجتماعي وتطور مختلف فروع اإلنتاج وتطور الثقافة المادية بشكل عام والفكرية المتقلبة والفن والعلم ومع تقدم العالقات التي بين األمم نالحظ من جهة اندثار بعض الكلمات التي أضاعت معناها تماشيا مع اختفاء لمفاهيم التي كانت تحددها من جهة أخرى وهذا أكثر شهودا أالحظ ظهور كلمات عالمات جديدة لها أهميتها المستعملين لل غة في تحديد تمثالت جديدة )598( الم عطاة. ومفاهيم جديدة تشكلت في الحياة اليومية بواسطة - األزهري تهذيب اللغة تحقيق: عبد الكريم العرباوي عبد السالم هارون عبد العظيم محمود عبد للا درديش مراجعة محمد علي النجار باب القاف والزاي / أحمد مختار عمر علم الداللة ص «l evolution du system social.le dévloppement de diverses branches de la production. Le - dévloppement en général de la culture matérielle et spirituelle _de la technique de la science de l art.l evolution des rapports entre les peuples _ nous observons d une part la disparition de certain mots qui perdent leur sens à mesure que les notions qu ils désignent disparaissent. d autre part_et ceci bien plus fréquemment encore _nous observons l apparition de mots_signes nouveaux.necessaires pour designer de nouvelle representations et de nouvelle notion.élaborées dans la vie quotidienne par les utilisateurs d une langue donnée» 596

212 وهي الص ورة التي ات ضحت لعلماء العربية قديما و أروا أن األلفاظ ال تتفاضل فيما بينها من حيث هي ألفاظ مجردة وال من حيث هي كلمات مفردة ولكن األلفاظ تثبت لها الفضيلة )599( م عي ن لذلك وت سايرها العالقة القائمة بين م ختلف األلفاظ التي تليها أو رك ز الم عجميون تسبقها لتأدية معنى في شرح المداخل على إي اردها في جملة م ستعملة وذلك قصد بيان االختالف الد اللي للفظ الواحد الذي فصل فيه مجال االستعمال وهو ما أشار إليه الباحث ولو في قوله: لم تكن المعجمية صامتة في ذاكرة المجتمع أو بين دفتي المعجم لكانت بالضرورة منطوقة على ألسنة المتكلمين فالفرد ي حو ل الكلمة من الصورة إلى الحقيقة الحسية سمعيا أو بصريا وي حو لها من اإلف ارد طابع المعجم إلى وهو السياق االستعمالي وهو طابع الكالم فالفرق بين الكلمة واللفظ هو الفرق بين اللغة والكالم فاللغة والكلمة وحدة من وحداتها صامتة والكالم واللفظ جزء من نسقه ) 600( محسوس. مم ا هو مسل م به أن الكلمة في الم عجم تأخذ دالالت واسعة خالفا ل داللتها وهي في الجملة حيث ينحصر معناها ويضيق تبعا لمكوناتها وهو ما ي حيلنا إلى دور الس ياق وأهميته في بلورة المعاني ل لفظ الواحد فال ي مكن نا ن ع د هذه الكلمة من التضاد اللغوي إال إذا كانت في سياق أما خارج السياق فال تعد من التضاد على المعنى الذي أخذته بالتضاد وهو )601( وترجع إلى حقلها المعجم الطبيعي ما أك ده البحث في هذا المجال حيث توص ل إلى تبعا للوضعيات التي ي ستخد م فيها الل فظ وهو وال يتم تصنيفها في المعجم أن مدلول الكلمة في تغي ر ) 602( ما يعب ر عنه بالسياق والذي Adam schaff Introduction a la semantique.. traduit du polonais par Georges lisowski. edition anthropos paris1980. P14. - ي نظر: عبد القاهر الجرجاني دالئل اإلعجاز ص يوسف عيد النشاط المعجمي في األندلس ص صائل رشدي شديد عناصر تحقق الداللة في العربية )دراسة لسانية( األهلية للنشر والتوزيع األردن الطبعة األولى 3333 م ص ولقد وردت في شأنه تعاريف منها على سبيل التمثيل م ن خص ته بأنه النظم اللفظي للكلمة وموقعها من ذلك النظم بأوسع معاني هذه العبارة. 599

213 ي مي ز بين المعنى المعجمي والمعنى ) 603( به إلى دالالت غير محصورة الوظيفي هو قضية استعمال الل فظ حيث يخرج وفي تفريق لطيف بين المعنيين أثبت البحث اللغوي أن فضاء الكلمة من حيث الداللة أوسع ولكن ها حينما ترد في سياق ما تنحصر تلك الداللة لذا فالمعنى الم عجمي هو المعنى الذي تدل عليه الكلمات حال انف اردها وهذا المعنى ال يخضع للضبط وال للت قعيد كما يخضع المعنى الوظيفي و ان ما هو معنى ي حد ده الع رف العام وتظهر هنا العالقة العرفية التي اصطلح عليها المجتمع بين الكلمة الم فردة وبين معناها وليس هناك من سبب طبيعي أو ذهني منطقي للعالقة بين الكلمة ومعناها فهي عالقة اعتباطية وهذا المعنى يتصف بالتعدد و الت نوع واالحتمال حيث إن الكلمة ال ي مكن أن يتحد د معناها ما ) 604( دامت خارج السياق فإذا انتظمت الكلمة في سياق ل غوي تحد د معناها. واذا أردنا أج أرة هذه الفكرة ذلك. واسقاطها على الموروث المعجمي فالمثال الموالي ي حد د لنا )- الشاذلي أبو السعود األدوات النحوية وتعدد معانيها اللفظية دار المعرفة الجامعية طبعة 1989 م ص 113.( فالكلمة الواحدة حينما تنتظم في جمل حتما سيفضي هذا الن ظم إلى تغيير داللتها من ج ملة إلى أ خرى غير أن أحمد حساني يرى أن تعدد المواقف واختالف السياقات التي تالزم الخطاب المنجز في الثقافة اإلنسانية ندرك ال محالة أن التغير الداللي للعالمات اللسانية أضحى سمة طاغية في األداء الفعلي للخطاب فإذا هي حالة طارئة تطرح مشكال حقيقيا حسب رأي بعضهم ألنها تدحض التفسير الداللي القائم على الصلة الدائمة بين دال معين ومدلول معين يظل يصاحبه في اطراد رتيب حسب ما تقتضيه الطبيعة االعتباطية للعالمة التي هي في حقيقة أمرها عرف اصطلح عليه أفراد المجتمع اللغوي وتواضعوا على اصطناع دال معين للداللة على مفهوم معين ثم تشيع هذه العالقة في عرف االستعمال وتثبت فتستحيل إلى عالقة سببية اطرادية. وبناء على ما ذكرناه في هذا المقام فإن االنتصار للداللة السياقية واالستمساك بها يؤدي بالضرورة إلى االنتقاص من حقيقة المواضعة من حيث هي عقد شرعي لتبرير اعتباطية الحدث اللساني غير أن هذا العقد ال يستقيم له أمر إال باالستعمال. )- أحمد حساني السياق والتأويل من اإلشكالية الفيلولوجية إلى اإلشكالية اللسانية الموقف األدبي مجلة أدبية شهرية يصدرها إتحاد اكتب العرب دمشق العدد 340 السنة الثالثة آذار 2664 م ص ( - وهو ما عب ر عنه علي آيت أوشان بالتضمين حيث ضبط جوهره في قوله: يمثل التضمين )connotation( مختلف االستعماالت التحولية للكلمة أو العالمة هذه التحويالت تنقل الكلمة من مستوى الدرجة األولى )التعيين( إلى الدرجة الثانية )التضمين( حيث يتوسع فيها المدلول متحررا من كل تقييد معجمي. )- علي آيت أوشان السياق والن ص الشعري من البنية إلى القراءة ص 31.( محمد محمد داود العربية وعلم الل غة الحديث دار غريب للطباعة والن شر والت وزيع القاهرة 3331 م ص

214 إن نا حينما نود البحث عن كلمة أدب في المعجم الل غوي نقف على جملة من الدالالت لها منها: األدب : الذي يتأد ب به األديب من الناس س م ي أدبا ألن ه يأد ب الن اس إلى المحامد وينهاهم ومأد ب ة عن المقابح وأصل األد ب الد عاء ومنه قيل للصنيع ي د عى إليه النا س: م دعاة... و أد به فتأد ب:... عل م ه و األد ب: م صدر قولك أد ب القوم يأد ب ه م بالكسر أد با إذا دعاهم إلى طعام ه. : واآلد ب: الداعي إلى الطعام قال طرف ة ) 605( *** ن ح ن في الم ش تاة ن د ع و الج ف ل ى ال ت ر ى اآلد ب ف ين ا ي نت ق ر لقد أك د البحث الل ساني الحديث فكرة انتماء األلفاظ ذات المدخل الواحد إلى ما هو عام فمن خالل استعمال الكلمة العالمة بإيجاز نفكر في العالمات المنطوقة الطبيعية أو االصطناعية وهذا يعني أن العالمات المنتجة عن قصد من طرف الناس هي من أجل التواصل مع اآلخرين وعلى الرغم من أن العالمات الطبيعية تنتمي إلى الزمرة العامة للعالمات إال أنها تتمي ز عن باقي الزمر األخرى حيث تتجل ى خصوصية ك ل ) 606( كلمة عن األخرى رغم أن انتماء مجموع األلفاظ إلى م دخل واحد. إن عمل المعجميين انحصر في تتبع دالالت اللفظ ل ذا امتازت األلفاظ وهي في المعاجم بما شاع من دالالتها خالفا لها وهي تتآلف مع غيرها حيث ي كسبها ذلك شيئا من - ابن منظور لسان العرب 33. / 1 << en employant le mot signe tout court dans la suite de nos considerations.nous penserons - toujours aux signes proprement dits ou artificiels en ce sens qu ils sont consciemment produits par les homes dans le but de communiqué avec les autres.bien que les signe naturels appartiennent à la categorie générale de signe. Ils se distinguent essentiellement de toutes les autres categories de signes» Adam schaff. Introduction a la semantique. traduit du polonais par Georges lisowski. edition anthropos paris1980. P

215 التحديد في الداللة األمر الذي يترتب عنه توسيع نطاق اللغة إلى فضاء عام وأوسع هذا المنحى ومن فاالستعمال اللغوي لأللفاظ هوالذي يضمن لنا تحويلها من صورة ثابتة ذات دالالت م تعد دة إلى معنى م عي ن وهي الفكرة المؤك دة في المجال الوظيفي للغة )) (( )) ولكنها إذا وضعت في )) مقال الذي يفهم على ضوء مقام انتفى هذا التعدد عن معناها ولم يبق لها في السياق إال معنى واحد ألن الكالم ال بد من أن يحمل من الق ارئن ) 607( فالذي المقالية أي اللفظية و المقامية والحالية ما يعين معنى واحدا لكل كلمة يتحكم في تحديد معنى الكلمة وحصره في د اللة دون غيرها هو السياق الذي وردت فيه وما صاحبها من ألفاظ باعتبار البناء األولي للمعنى هو عبارة عن شبكة من العالقات البنائية لهذا النوع وباختصار فإننا نقول إن البنية األساسية لمعنى عبارة عن أ( شبكة من العالقات التي تميزت بحضور: ب( وجود صلة بين الكلمات. العالقات بين الكلمات والمحور الداللي. كل وصف أي أهمية هو 608( من هذا النوع. ) تسليط الضوء على جميع مستويات اللغة والعالقات الهيكلية إن داللة الل فظ تتعد د تبعا لتنوع السياقات التي تأتي فيها باعتبار أن الد اللة السياقية تطو ر يلحق بالل فظ وهو األمر الذي يترتب عليه الخروج إلى دالالت جديدة على أساس أن وم تابعة الت طو ارت الداللية المعنى الل غوي ينطلق من معنى الم فردة من حيث حالتها الم عجمية و الت غي ارت التي تأخذها الكلمة في الس ياقات الم ختلفة إذ يصع ب - يوسف عيد النشاط المعجمي في األندلس ص 9. «la structure élémentaire de la signification est un réseau relationnel caractérisé par la présence : a)d une articulation entre les sèmes ; b) de relations entre les sèmes et leur axe sémantique toute description de signification vise a mettre en évidence, a tous les niveaux du langage, les relations structurelles de ce genre.» L'Homme, Année,La structure élémentaire de la signification en linguistique,a. J. GREIMAS 1964, Volume 4, Numéro 3 p

216 تحديد داللة الكلمة ألن الكلمة ال تحمل في ذاتها داللة م طلقة و ان ما الس ياق هو الذي ) 609( ي حد د لها داللتها الحقيقية ومن هنا جاءت صورة االستعانة بالسياق لتحديد المعنى فالكلمة تكتسب أبعادا جديدة أو ت حص ر في إطار خاص أو تنفل إلى مواقع لم تألفها قبل..)610) وم م ا ي اره البحث الل ساني الحديث أن العنصر الد اللي لأللفاظ مشدود بالواقع الفعلي ففي مجتمعنا المتحضر تتغير دالالت كلمات بأسرع من الماضي أو حتى في ماض قريب لذلك البد من النظر إلى أثر اختالط الطبقات االجتماعية في مقاومة امتيا ازت ) 611( وجهات النظر والمتأمل ل ما حوته المعاجم العربية يتجل ى له هذا االت جاه قائما في كثير من شروحات األلفاظ كتلك التي يقف عليها القارئ في ماد ة: مجد: م ج ودا : أكلت البقل حتى هجع غرث ها. و ارحت الماشية م ج دا و مواجد: ش باعا. الغنم م ج دت و أريت أرضا قد م جد شات ها وبعير ها. و أ م جد ت دابتي ومج دتها ومج د ت ها: أجد ت ع ل فها. )612( طبيعة األمثلة المنتقاة من معجم الز مخشري في شرحه لهذا المدخل م ستوحاة من إن واقع البيئة العربية حيث يتجل ى فيها ارتباط العربي بعناصر الحياة كالماشية مثال م م ا يوحي لنا بتعامل المعجميين أثناء تعاملهم مع داللة األلفاظ كان و فق منهج قويم في علم الداللة Sémantique والذي أصبح يعرف اليوم بالمنهج السياقي المنهج وهو الذي جعل للسياق الدور الحاسم في فهم النصوص وتحديد معاني األلفاظ وضبط داللتها - كلود جرمان- ريمون لوبالن علم الداللة ترجمة نور الهدى لوشن دار الفاضل دمشق 1993 م ص فايز الداية علم الداللة العربي ص. 22 le sens de mots se modifie plus vite qui ne le faisait dant dans nos societie modern «- antiquité ou meme dans un passé recent.il faut y voire effet du mélange des classes sociales de la lute des interets et des opinions de la lute.» Adam schaff Introduction a la semantique. traduit du polonais par Georges lisowski. edition - anthropos paris1980. P13. - الزمخشري أساس البالغة.193 /

217 فقد اتفق اللسانيون المعاصرون على أن عالقة الكلمة مع الكلمات األخرى في النص/الخطاب هي التي تحدد معناها وصرح زعيم المدرسة السياقية فيرث Firth بأن المعنى ال ينكشف إال من خالل تسييق الوحدة اللغوية أي وضعها في سياقات مختلفة وعليه فإن د ارسة داللة الكلمات تتطلب تحليال لألنماط السياقية والطبقات المقامية التي ترد فيها فمعنى الكلمة يتحدد وفق السياقات والطبقات المقامية التي ترد فيها وهو ما تفط ن له الم عجميون العرب حينما تعاملوا مع شروحات األلفاظ م ركزين )613( على تقديمها في جمل من مأثور القول في الغالب باعتبارها ت كر س مفهوم تنو ع السياقات التي على ضوئها تتشكل الد الالت نحو: ق : الر وترقرق الم لك. في ع ظ م ها و ه نا الر قة : و الد مع إذا دار في الح مالق...و وال ر ق قا... خ الف الجفاء. رق : ق : ذكر السالحف و الر وترقرق الشيء خ الف إذا ل م ع. الر قق ض عف الع ظام وهو قول القائل: وترقرقت الش مس إذا دارت )614(... لم تلق إن اعتماد صاحب الم عجم على هذا الت نو ع يصب في فهم الم حد ثين بما ي عر ف بأثر السياق في تنوع المعنى ما وهو أثبته البحث الل ساني عند العرب فالعرب تطلق ألفاظ العموم بحسب ما قصدت تعميمه مما يدل على معنى الكالم وخاصة دونما تدل عليه تلك األلفاظ بحسب الوضع الوضع الفردي كما أنها أيضا تطلقها )615( وكل ذلك مما يدل عليه مقتضى الحال. وتقصد بها ما تدل عليه في أصل كثيرة هي المواقف اللغوية والنصوص الفكرية التي يعتمد في تفسيرها باإلضافة إلى بناءها اللغوي فيركز على ما هو غير لغوي لضبط وتحديد فكرتها أكثر والتحكم في توجهاتها وقد أك د هذا المنحى أحمد حساني حينما بي ن أن إنتاج الكالم تتحكم فيه الظروف الخارجية في قوله: هو اإلطار الخارجي الذي يحيط باإلنتاج الفعلي للكالم في - احمد مختار عمر علم الداللة مكتبة دار العروبة للنشر والتوزيع 1983 م ص أحمد بن فارس مجمل الل غة. 348 / 3 - الشاطبي الموافقات ص 394/

218 )616( المجتمع اللغوي أي: الحي ز االجتماعي الذي ينتج فيه مدخل معجمي ما فالخطاب اللغوي باإلضافة إلى العنصر اللساني الذي ينبغي أن يتمي ز بجملة من الخصائص التي يمكن تلخيصها في السهولة وتشمل سهولة المخرج وعدم الغ اربة أو الحوشية وحسن تآلفها ولذتها في األسماع وتجانسها مع سياقاتها وتشمل رقة حروفها وموسيقيتها ودقة األداء للمعنى )617( كما تتدخل في تحقيقه جملة من العالقات التي إن ر وعيت ينتج عنها انسجام في المجال التواصلي... هو و ما ي عب ر عنه بسياق الحال context of situation ويمثله العالم الخارجي عن الل غة بما له من صلة بالحدث الل غوي ويتمثل في الظروف االجتماعية والبيئية النفسية ) 618( والثقافية للمتكلمين أو المشتركين في الكالم وهو ما يمكن التعبير عنه بالخطاطة أسفله: نظام اللغة توقع القارئ االختيار االسترجاع النص / األسلوب المؤلف القارئ موقف اإلنتاج موقف المتلقي... - أحمد حساني مباحث في اللسانيات ص محمد زغلول سالم ضياء الدين بن األثير- جهود في النقد والبالغة منشأة المعارف اإلسكندرية ص حلمي خليل العربية وعلم اللغة البنيوي- دراسة في الفكر اللغوي العربي الحديث - دار المعرفة الجامعية 1922 م ص

219 بل من الل غويين م ن أروا ح دوث عملية الت واصل في طبيعة السياق الذي جرى في إطاره التفاهم بين شخصين ويشمل ذلك زمن المحادثة ومكانها والعالقة بين المتحادثين والقيم المشتركة بينهما والكالم السابق للمحادثة )619( وهو ما ي مكن أن يكون المعجميون العرب قد فهموه من خالل ما احتوته معاجمهم من. قي م في ثنايا الشروحات وترتيب العملية و فق م نهج ارتآه ك ل واحد منهم إن سياق. الماجري هو الحال أو جملة العناصر المكونة للموقف الكالمي أو الكالمية للحال ) 620( وبهذا تكون نظرية السياق قد قدمت لنا وسائل فنية حديثة لتحديد معاني الكلمات فكل كلماتنا تقريبا تحتاج على األقل إلى بعض اإليضاح المستمد من السياق الحقيقي سواء أكان هذا السياق لفظيا أم غير لفظي فالحقائق اإلضافية المستمدة من السياق ت حد د )621( الصور األسلوبية للكلمة. - محمد علي الخولي معجم علم اللغة النظري ص محمود الس عران علم الل غة م قد مة للقارئ العربي ص ستيفن أولمان دور الكلمة في اللغة ترجمة كمال بشر ص

220 )622( ) ( شكل 1 نقصد بالمعنى التعييني ( )le sens denotative وقد استعمله البعض بمعنى la ( )reference الوحدة سيرو ارت ( أي المعجمية وما هو نشاطات. و والواقع أن مسألة المرجعية( )المرجعية( ال على الوحدات المعجمية ( ويقصد بالقيمة التعيينية لوحدة معجمية العالقة بين هذه خارج عن النظام اللغوي من أشخاص وأماكن و وخصائص تختص بالملفوظ وتنطبق على العبا ارت المرتبطة بالسياق )lexème المعجمية وتقع خارج السياقات التلفظية فهو يشكل العالقة التي تنطبق على الوحدات )623(...(contexts dénonciation ) كما شد ذلك بالمستمع وعالقته بالمتكلم وربط الطرفين وقد عب ر عن هذه الفكرة نور الدين الس د في مجال نظرية االتصال في البحوث األسلوبية و السميائية حيث رك ز على الشروط اآلتية: - المرسل الرسالة المرسل إليه وتشكل الرسالة عماد الد ارسة األسلوبية وذلك بتحديد خصائصها األسلوبية ومكوناتها اللغوية والجمالية ويفترض في النظرية األسلوبية أن تشتمل على النص بكامل ظواهره الم مي زة وعمليات اإلنتاج والتلقي معا مبادئ لغوية وأخرى غير لغوية وأن تعتمد على )624(. وفي العملية الم عجمية ي مثل القارئ دور السامع المتلقي بينما ي مثل صاحب الم عجم المتكل م أم ا الفكرة القائمة بينهما فهي م جس دة في الم عجم وما يتضمنه من شروحات وحرصا منهم على تحقيق عنصر الت واصل رك زوا على اإلحاطة بداللة األلفاظ م ركزين على ما توحي إليه هذه الل فظة من دالالت وهي الن ظرة التي ت ارها النظرية السياقية في إجالء داللة األلفاظ حيث أن المرسل يوجه رسالة إلى المرسل إليه ولكي تكون - فرديناند دي سوسير فصول في علم اللغة العام ترجمة أحمد ناعيم الكراعين دار المعرفة الجامعية إسكندرية د تا ص علي آيت أوشان السياق والن ص الشعري من البنية إلى القراءة دار الثقافة مؤسسة النشر والتوزيع الطبعة األولى الدار البيضاء 3333 م ص نور الدين السد األسلوبية وتحليل الخطاب دار هومه للطباعة والنشر والتوزيع الجزائر 7441 م 270. / 7 622

221 الرسالة فاعلة فإن ها تقتضي بادئ ذي بدئ سياقا ت حيل عليه سياقا قابال ألن ي دركه )625( المرسل إليه والمعجميون حينما تعاملوا مع األلفاظ رك زوا على ما ي شبه ذلك من خالل اعتمادهم على تعد د الدالالت الذي يتجل ى للم تلقي بناء على سياقات ت حد د ها طبيعة الجمل واألمثلة الم نتقاة وهو ما ي مكن للقارئ أن يلمسه في ج ل عمل الم عجميين الهدب: هدب مادة: نحو أغصان األرطى ونحوه م م ا ال ورق له وجمعه أهداب و الواحدة هدبة. و اله د ب: مصدر األهد ب و الهد باء ي قال شجرة هد باء وقد ه د ب ت ه د با وه د ب ها: تدل ى أغصان ها من ح وال ي ها. ورجل أهد ب: طويل أشفار العي نين كثيرهما. و الهداب: اسم يجمع ه د ب الث وب وه د ب األرطى الوحدة: ه دابة قال: وشج ر اله داب عن ه ف ج ف ا *** ي س ل ه ي ي ن ف وق أ ن ف أ ذ ل ف ا و الهد ب ضر ب من الح ل ب ه د ب الحالب الن اقة يهد ب ها ه د با. )626( الس حابة تسلسل في وج ه ها للو د ق... وهيدب الس حاب: إذا أريت وهو ما أك ده البحث الل ساني الحديث حيث يرى أصحابه أن ه ليس من الضروري لفهم كلمة أن نعرف ما تعنيه فللكلمة داللة أقل ما ي قال عنها أن ها واسعة وال ي مكن اكتشاف داللتها الحقيقية إال من خالل م الحظة استعمالها فمن ممي ازت اللغة المرونة األمر الذي يترتب عنه احتمال معان جديدة نتيجة ) 627( رومان ياكبسون قضايا شعرية ترجمة محمد الولي مبارك حنون دار تويقال للنشر الدار البيضاء المغرب 1988 م ص الخليل معجم العين 39 / «il n est pas nécessaire a la comprehension d un mot q une personne connaisse ce qu il - signifie,dans le sens d être capable de dir [ce mot signifie ceci ou cela ], Un mot a une signification ; plus ou moins vague ; mais la signification ne peut étre écouverte que par l observation de son usage ; l usage vient d abord et la signification est en qeulque sorte distillé par lui.» Adam schaff Introduction a la sémantique.. traduit du polonais par Georges lisowski. edition anthropos paris1980. P236.

222 ظروف وأوضاع لم تكن موجودة وبوجودها تجل ت دالالت فالكلمات من هذا المنظور ال تتمت ع بمعنى ولكنها تتمتع بوظائف. إن المعنى كما يظهر لنا أثناء الخطاب يتعلق بعالقات الكلمة مع كلمات المقام اآلخر وتعد د هذه العالقات معنى من معاني كل كلمة ال تحد دها الصورة التي تحملها الكلمات ) 628( فالكلمة المفردة مع تآلفها بكلمات أخر تفضي إلى تأدية معنى وفق مقام خاص و ال يتضح معناها إال من خالل االستعمال وبناء على هذا يمكن القول إن معنى الكلمة هو مجموع استعماالتها وللبرهنة على ذلك يمكننا أن نأتي بمثال: )طاولة( هذه كلمة الكلمة تبدو حسب الظاهر بسيطة ما معنى هذه الكلمة ال نستطيع تحديد معناها ما دامت غير مدرجة ضمن سياق م عي ن وهذه الكلمة تأخذ معان مختلفة باختالف السياقات ) 629( الواردة فيها. إن الكلمة الواحدة في السياق االستعمالي تأخذ دالالت مختلفة وهو ما وقف عليه معجميو العرب قديما فالخليل مثال في شرحه لكلمة أوردها في استعماالت هدب م ختلفة ألن ه ال ي مكن فهم أي ة كلمة على نحو تام بمعزل عن الكلمات األخرى ذات الصلة بها والتي تعمل على تحديد معناها وهو ما أثبته البحث لل غوي في حاضر أي امنا حيث يرى أن الغموض الذي يلف العالمة المتعددة الدالالت يزول حين توضع في سياقها )630( وقد يتحكم في سياق الكلمة جملة من العناصر يمكن حصرها في اآلتي منها: بناء الجملة أ- وترتيبها: قد يقف القارئ على جمل متشابهة في بنائها من حيث عدد الكلمات والمضمون نحو: اللسنيات علم يدرس اللغة د ارسة موضوعية. فالوحدات المكونة لهذه الجملة في حالة تبديل مواضعها تقديما أو تأخي ار قد يتغير معناها ومن الجمل التي نقف عليها: اللغة د ارسة موضوعية اللسانيات. - بيار جيرو علم الداللة ترجمه عن الفرنسية منذر العياشي الطبعة األولى دمشق 7400 م ص كلود جرمان- ريمون لوبالن علم الداللة ترجمة نور الهدى لوشن دار الفاضل 1993 م ص بيار جيرو السيمياء ترجمة أنطوان أبوزيد منشورات عويدات بيروت الطبعة األولى 1983 م ص

223 إن داللة السياق في هذه الجملة ال تعني نفس الداللة التي هي في الجملة األولى ألن ترتيبها ال يخضع لنفس اإلج ارء األمر الذي ترتب عنه خروج داللة السياق من المعنى األو ل الذي ي فيد اإلج ارء الموضوعي لعلم الل سانيات الذي يدرس الل غة. والثاني الذي ي فيد داللة مفادها أ ن اللغة تعني د ارسة موضوعية اللسانيات فتأليف الجملة و فق نسق اقتضى ترتيبا م عي نا حتما داللة السياق فيه تفضي إلى داللة م عينة فتركيب الجمل وترتيبها في السياق اللغوي يعني نظم الكلمة في الجملة وموقعها من ذلك )631( النظم. إن حدوث أي تغيير في المواقع للكلمات يؤد ي إلى تبد ل في الداللة ما ال نقف وهو عليه في المعاجم وهي ال تق در على احتوائه كونها تهتم برصد أشهر الدالالت. إال أن الذي ي ضاهي ذلك في المعاجم هو ترتيب الدالالت للفظ الواحد الذي يرد م تفاوتا من م عجم آلخر في حالة اعتماده نحو مادة أبب: أبب: اطلب األمر في إب انه وخذه ب ر ب انه أو له اربي وأنشد ابن األع من الرجز: *** قد هر م ت ن ي ق ب ل إ ب ان ال هر م وهي إ ذا ق ل ت ك ل ي ق ال ت ن ع م ص ح يح ة الم ع د ة م ن ك ل س ق م *** لو أ ك ل ت ف يلي ن لم ت خ ش الب ش م و أب للمسير إذا تهي أ له وتجهز... وتقول: ف الن ارع له الح ب وطاب له األب أي: زكا )632( زرعه وطاب له. الح ب إن الزمخشري وقصد اإلحاطة بداللة هذا المدخل تتب ع جملة من معانيه م رتبة وفق منظور اعتمده وي مكن تفسيره بما له عالقة بات ساع داللة الل فظ وذيوعه حيث استه ل دالالته بالمعنى األو ل وهو أو ل الشيء ث م انتقل إلى المعنى الثاني وهو التهي ؤ للمسير - أولمان ستيفن دور الكلمة في اللغة ص الزمخشري أساس البالغة مادة أبب /

224 ث م المعنى الثالث وقد ضبطه في الزيادة وهو و الن مو حينما تعر ض لدالالته في المجمل حيث تتب عها في مادة: ما لم نقف عليه في نفس المدخل أب )633( أب : فقالوا في قول اهلل جل ثناؤه وتقد ست أسماؤه: إن و أ با وفاكهة األب المرعى. وقالوا: أب الر جل إذا تهي أ للذهاب... و األب الن ازع إلى الوطن و أب الرجل بيده إلى قائم سيفه ليستل ه )634(.... وقد حصر معانيه في أربعة معان م رت بة على الن حو التالي: المرعى التهيؤ الن ازع إلى الوطن ليقف أخي ار على داللته الم جس دة في استل السيف بمقارنة بسيطة بين ما هو م شترك في داللة هذا الل فظ في الم عجمين يتبي ن لنا أن ترتيب دالالته لم يخضع لترتيب م و حد بين الم عجمين الشيء الذي ي مكن أن ن فسر ه باقت ارب فهم المعجميين لنظم وترتيب الدالالت لل فظ الواحد وتفسير ذلك بذيوع الداللة أو حصرها. ب الحدث الكالمي: والمقصود به حالة الكلمة في الجملة وقد يتحكم في الجانب الداللي للكلمة ما له عالقة بالمستويات الل غوية باعتبار أن تركيب ما ال يفهم من كلمة واحدة بل والالحقة لها في العبارة أو بالص وتية و الص رفية و الن حوية وهو الجملة المستخلص من المعنى ي فهم من الكلمة بين الكلمات السابقة ما نقف عليه العالقات تلك في ممثال )635( و الد اللية بين هذه الكلمات على م ستوى الت ركيب المعروفة حيث يؤثر ذلك في تبد ل دالالتها باعتبار أن داللة السياق اللغوي linguistic context قد تشمل جملة من العناصر وقد تتمثل في األصوات والكلمات والجمل كما ألثر سورة عبس اآلية ابن فارس مجمل اللغة ص ينظر: عبد الن عيم خليل نظرية السياق بين القدماء والم حدثين 3332 م دار الوفاء لدنيا الطباعة والن شر اإلسكندرية ص. 33 دراسة لغوية نحوية داللية الطبعة األولى

225 تتابعها في حدث كالمي م عي ن أو نص لغوي أثره في تحديد سياقها ومم ا نقف )636( عليه كأمثلة م جس دة ألثر التبد ل الصوتي في تنو ع داللة السياق الل غوي نحو: نال المظلوم حق ه. طال المظلوم ظلمه. - - إن اختالف الص وت الواحد في البنية الواحدة له أثره في تبدل المعنى وهي الظاهرة التي وقف عندها الم عجميون وتتبعوا مختلف داللة كل منها ألن ك ل لفظ ي مثل م دخال م عجميا م ستقال عن اآلخر. ولبناء الكلمة أهمية في تحديد الد اللة إن ه من المعلوم أن المؤش ارت ذات التنظيم الفونولوجي تسمح للمستمع باإلحاطة بمعالم الكلمة والجمل قبل تحديد المعطى الفعلي بالطريقة ذاتها. يبدو جليا أنه بفضل عدد كبير من التك ار ارت بإمكان المتلقي لرسالة ما أن يتعدى مكونا من مكوناتها سواء الفونولوجية المور فولوجية و ) 637( واللفظية وهو ما ي مكن للقارئ أن يتوقف عليه بين الحين واآلخر أثناء تصف حه للمعاجم العربية وقد ال يؤدي النبر الخاطئ في الكلمة أو الجملة إلى تغيير في المعنى ولكن يؤدي إلى و تشويه اللفظ بما يخرجه من طبيعة العربية أ على التاء لحون العرب فإيقاع النبر في مستمر ( بدال من الميم( يشوه اللفظ وقد يكون في بعض الكلمات ح ار أي يجوز - ينظر: حلمي خليل الكلمة دراسة لغوية ومعجمية الهيئة المصرية العامة للكتاب 1983 م ص «Il est évident que les indices d ordre phonologique permettent a l auditeur de saisir - certains contours de mot et de phrase avant une complète identification du donné verbal. De la même façon, il est clair que, grâce au grand nombre de redondances, le récepteur d un message donné peut se permettre de sauter l un ou l autre de ses composants tant phonologiques que morphologiques et lexicaux.» Roman jakobson.essais de l linguistique générale tome 7. 2.Rapports internes et externes du langage.c 1973 by les editions de minuit paris. Page :

226 إيقاعه على أكثر من موضوع دون أن يشوه اللفظ كما في مستهزئون إيقاعه على التاء أو الهمزة ومن هذا يبدو ) 638( حيث يجوز أن للنبر أهمية كبيرة شأنه في بعض الكلمات. كما أن لترتيب الوحدات في الجملة الواحدة وعالقة وحداتها بعضها ببعض يؤدي حتما إلى خدمة داللة معينة. إن المتأمل لترتيب الوحدات في الجملة الواحدة يستنبط حكما مفاده أن للترتيب داللة و أن السياق في بعض الجمل يقتضي أن نوردها ضمن ترتيب م خالف للسابق حيث ي س بق الفاعل على الفعل خدمة لداللة معينة. وكذلك هو الشأن بالنسبة للجملة االسمية فاألصل في نظامها وترتيبها أن ن قد م المبتدأ على الخبر ولضرورة السياق الترتيبي يقتضي م خالفة الترتيب األو ل إن كثي ار من النصوص الل غوية نجد صعوبة في فهمها على الوجه الدقيق بسبب قطعها عن السياق الحالي أو غيبة بعض عناصره ففي قول الكميث: الش ي ب *** وما شوقا ت طرب أطر ب ض إلى الب ي و ذو من ي وال ل عبا ب ع ي ل يذكر النحاة أن قوله الشيب يلعب وذو يحتمل أن يكون استفهاما إنكاريا بهمزة استفهام محذوفة ويحتمل أن يكون إخبا ار والمعنى مختلف في الحالتين. )639( والختالف البيئات وتنوع مناهلها يؤدي إلى تنوع داللة بعض الكلمات من محيط إلى آخر فالسياق الذي يكشف عن المعنى الذي توحي به الكلمة أو الجملة والمرتبط بحضارة معينة أو مجتمع معين يدعى أيضا المعنى الثقافي فاختالف البيئات الثقافية في المجتمع يؤدي إلى اختالف داللة الكلمة من بيئة إلى أخرى فمثال كلمة تستخدم )جذر( - يوسف الخليفة أبو بكر أصوات القرآن كيف نتعلمها ون علمها مكتبة الفكر اإلسالمي الخرطوم الطبعة األولى 1923 م ص طاهر سليمان حمودة دراسة المعنى عند األصوليين الدار الجامعية للطباعة والنشر والتوزيع إسكندرية 1984 م ص

227 ) 640( عند اللغويين بمعنى وعند الز ارع بمعنى آخر وعند علماء الرياضيات بمعنى ثالث وقد أك د هذه الفكرة ما توصل إليه الباحثون في هذا المجال خاصا يدل داللة واضحة تظهر بظهوره فاللفظ يحمل معنى إف ارد يا وتختفي باختفائه وهو ماال يحتاج إلى كبير عناء في الوصول إلى ما يدل عليه كما ( أنه يحمل معنى تركيبيا من خالل وضعه في أسلوب قد يختلف على المعنى األصلي ) 642( واللفظ في ذلك هو وسيلة تحصيل المعنى ويت ضح ك ل ما الذي ينجلي ) 641 تآلفت األلفاظ فيما بينها تركيبا فيتحقق منها حصول معنى والحقيقة أن هذا التركيب قد يتحكم فيه لفظ له من التأثير على بقية المكونات ففي تركيب الوحدة وعالقتها مع غيرها أثر في تحديد واجالء الداللة. والبحث في هذا المجال توصل إلى أ ن الداللة السياقية هي التي نعني بها السياق اللغوي و وه البيئة اللغوية التي تحيط بالكلمة أو العبارة أو الجملة ويستمد أيضا من السياق االجتماعي وسياق الموقف وهو المقام الذي يقال الكالم بجميع عناصره من متكلم ومستمتع وغير ذلك من الظروف المحيطة والمناسبة التي قيل فيها الكالم والكلمة عندما توجد في جملة أو عبارة فهي سياق لغوي وعندما تقال هذه الجملة أو هذه العبارة في مقام معين أو موقف اجتماعي محدد فإنه يمثل سياقها االجتماعي وهذان السياقان )643( كالهما ي سهم في إيضاح داللة الكلمة فالسياق اللغوي من هذا المنظور ال عد ي - ينظر: فريد عوض حيدر علم الداللة ص وهذا ما أك ده أحمد حساني في كتابه مباحث لسانية حينما أشار إلى أ ن التفسير الداللي في ظل النظرية السياقية يبنى مبدئيا على حصر السياقات المختلفة التي يظهر فيها عادة العنصر اللساني برمت ه مدخال معجميا غير ثابت يتغير بتغير المواقف والسياقات المختلفة التي يرد فيها. )- أحمد حساني مباحث في اللسانيات مبحث صوتي داللي تركيبي ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر 1999 م ص 131.( السيد أحمد عبد الغفار التصور اللغوي عند علماء أصول الفقه دار المعرفة الجامعية اإلسكندرية 7440 م ص فريد عوض حيدر علم الداللة دراسة نظرية وتطبيقية مكتبة النهضة المصرية القاهرة م ص

228 أساسا في بيان المعني الحقيقي للكلمة بل هو مساعد في ضبط الداللة اللغوية بشكل عام وقد يخرج عنها حينما يربط هذا الملفوظ بوضع اجتماعي ما. وفي مجال العالقة بين الداللة والسياق التي أخذت تتوسع نتيجة أهمية البحث فيها أفضى ذلك إلى اهتمام العلماء وتأكيدهم إلى أ ن مهمة السيمانتيك في الد رس اللغوي )644( الحديث البحث في المعاني ومشكالتها سواء أكانت تلك األلفاظ مفردة على مستوى المعجمات أو وهو م ركبة األمر الذي يدفع بآلة البحث في هذا المجال إلى و جوب الخروج إلى فضاء تتجل ى فيه هذه الحقائق ل ذا سأتتب ع داللة السياق عند الم فسرين بغية الوقوف على أهميته في إجالء الد اللة وتوضيحها. األلفاظ بين داللة التفسير وداللة السياق من تجليات اعتناء المفسرين بالسياق ما ترجمته وت ترجمه أعمالهم الجليلة في تفسير اهلل وهو كالم ما نقف عليه عند بعضهم حينما مي زوا بين ظاهر القرآن وباطنه وجل ما أورده هؤالء من تفاسير مرد ه إلى ألفاظ الدواوين التي كانوا يوردونها كشواهد وتفسي ارت أم لتها عليهم معطيات السياق بنوعيه أن هم يفسرون دالالت األلفاظ التي وردت ) 645( في الن ص حيث ركزوا على اس تجالء وتحديد المعنى اللغوي لل فظ من خالل وروده في اآلية الكريمة م ركزين في ذلك على شروط لغوية تناولها. و مقامية اجتهد المفسرون في وقياسا على ما ق لناه من حيث ربط عملية التفسير بجملة من العناصر باعتبارها ت حد د وت كم ل تفسير النص القرآني طبيعي أن ي رك ز الزمخشري في ذلك على األلفاظ باعتبارها تعكس دالالت ثم كيف يهتدي إلى واحدة دون غيرها من خالل نظرته للسياق المناسب - كمال محمد بشر دراسات في علم الل غة القسم الثاني ص جبل عبد الكريم محمد حسن في علم الداللة - دراسة تطبيقية - دار المعرفة الجامعية 7441 م ص

229 واألليق لكل لفظة وهو ما أقر ه في تفسيره ومنه على سبيل التمثيل ما تعر ض له في قوله تعالى: ال )646( ت ر ى فيه ا ع و ج ا... م علقا على لفظتي الع و ج و الع و ج: فإن قلت قد فر قوا بين الع وج والع وج فقالوا الع وج بالكسر في المعاني والع و ج بالفتح في األعيان واألرض عين فكيف صح فيها المكسور العين قلت : اختيار هذا اللفظ له موقع حسن بديع في وصف األرض باالستواء والمالمسة ونف ي االعوجاج عنها أبلغ ما يكون وذلك أن ك لو عمدت إلى قطعة أرض فسويتها وبالغت في التسوية على عينك وعيون البص ارء من الفالحة واتفقتم على أن ه لم يبق فيها اعوجاج قط ثم استطلعت أري المهندس فيها وأمرته أن يعرض استواءها على المقاييس الهندسية لعثر فيها على عوج في غير موضع ال ي در ك ذلك بحاسة البصر ولكن بالقياس الهندسي فن ف ى اهلل - عز وعال - ذلك العوج الذي دق ولطف عن اإلد ارك الل هم إال بالقياس الذي يعرفه صاحب التقدير والهندسة وذلك االعوجاج لما لم يدرك إال بالقياس دون اإلحساس لحق ) 647( بالمعاني فقيل فيه ع و ج بالكسر. إن الم تأمل لتفسير الزمخشري في هذه اآلية يقف على خروج المفس ر إلى فضاء التحليل و ان بدا م رك از على التفريق بين داللتي الع و ج و الع و ج خاص مك ننا من التموقع فيما يريده نتيجة ربطه بين الحقل الذي يدور فيه وسياقه الذي يرد فيه. ومن خالل سيا ق هذا المدخل إن اعتماد علماء التفسير للقرآن الكريم على ج ملة من اآلليات يهدف إلى استنباط المعاني قصد بلوغ تفسير موضوعي نتيجة اختالف المناهل بين العلماء وتعد د الر ؤى - سورة طه اآلية الزمخشري الكشاف. 441/

230 648( فمنهم م ن رك ز على التفسير العقلي ومنهم م ن رك ز على التفسير الن قلي ) واإلبانة. للكشف ومن األمثلة الد اعمة لهذا الر أي ما يقف عليه الم طلع لكتاب أمالي المرتضي عند ق و م إ ن ك م ظ ل م ت م أ نف س ك م ب ات خ اذ ك م ال ع ج ل ف ت وب وا تعرضه لقوله تعالى:... ي ا ف اق ت ل وا أ نف س ك م ذ ل ك م خ ي ر ل ك م ع ند ب ار ئ ك م ف ت اب ع ل ي ك م إ ن ه ه و عرض وجهات نظر المفسرين للفظ )القتل( الر ح يم الت و اب إ ل ى ) 649( ب ار ئ ك م حيث فمنهم من ذهب إلى تحديد معناه بالقتل الحقيقي ومنهم م ن أردف له معنى آخر وهو قتل بعضهم بعضا كما ذهب بعضهم إلى معنى ثالث وهو االستسالم إلى من يقتلهم ليصل في األخير إلى االستدالل بمذهب أهل الل غة وهو حسب قوله المشهور يقولون: ضرب ف الن عبده حتى قتله وفالن قتله العشق وأخرج نفسه وأبطل روحه وما جرى مجرى ذلك و ان ما ي ريدون الم قاربة و الم شارفة و الم بالغة في وصف الت ناهي و الم بالغة في الن دم على ما فات و الش د ة فلم ا أ ارد تعالى أن يأمرهم بالت ناهي وبلوغ الغاية القصوى فيه جاز أن يقول ) 650( فاقتلوا أنفسكم وبهذا المنحى في عملية الت فسير التي ينبغي أن ت ضب ط بضوابط ي مكن أن نص ل إلى أمر م هم مفاده أن الن ص الم تو ل د عن عملية الت فسير بدوره ي جس د ب عدا م كم ال للن ص الم فس ر ولن يتحق ق ذلك إال في حالة انصياع صاحبه للض وابط ) 651( الموضوعية. - وفي هذه القضية بالذ ات ي علق السيوطي قائال : وأم ا ما لم يرد فيه نقل أي الت فسير فهو قليل وطريق الت وصل إلى فهمه الن ظر إلى م فردات األلفاظ من ل غة العرب ومدلوالتها واستعماله بحسب الس ياق. )- السيوطي عبد الرحمن جالل الدين اإلتقان في علوم القرآن دار الكتب العلمية بيروت لبنان 1982 م / 3 ) سورة البقرة اآلية الش ريف المرتضي علي بن الحسين الموسوي العلوي) 311 ه- 334 ه ( أمالي المرتضي غرر الفوائد ود رر القالئد تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم دار الكتاب العربي بيروت لبنان الطبعة الثانية 1942 م / وي بر ر أحمد عبد الغفار تنوع الر ؤى بين المفسرين في قوله: تنوعت بذلك مناهج الت فسير واختلفت فهناك تفاسير المعتزلة والش يعة والص وفية وتلك نتيجة حتمية لهذه الحرية العقلية.

231 - من هذا المنطلق ي عد التحليل نصا أو أيضا ما نسميه )النص الواصف( والذي يجب أن يولد في النتيجة وأن يفهم في لسان م عي ن وسياق تواصلي م عي ن وهذا يعني أنه يجب علي التحليل إذن أن يلبي الضوابط التواضعية للجماعة التواصلية المعنية بهذا األمر وهكذا سيتوجب على التحليل العلمي أن يلبي ضوابط التواصل العلمي ومعاييره وان أم ار كهذا ل يستلزم من بين أشياء أخرى أن يكون التحليل قابال للفهم وأن يكون في مقدوره أن يعيد إنتاج نفسه وأن يكون أيضا واضحا و نسقيا قدر اإلمكان وأن يكون مؤسسا نظريا وأن يكون أخي ار م ت جها نحو قضايا وأهداف مطروحة بشكل ) 652( م سبق. من العناصر التي حد دها والتي هي بمثابة ضابط حقيقي لفعل الت فسير الموضوعي أن يكون الكالم الم ف س ر مفهوما باعتباره جاء إل ازلة غ موض أو رفع ل بس أو توضيح وهو الهدف األسمى لفعل الت فسير لذا كان تصو ر الز ركشي لألسباب التي تدعو إلى و الت فسير الشرح فيها من الموضوعية وقد حد دها في أمور ثالثة: أحدها: كمال فضيلة الم صن ف فإن ه لقوته العلمية يجمع المعاني الد قيقة في الل فظ الوجيز فربما عس ر فهم م ارده فقصد بالشرح ظهور تلك المعاني الخفية ومن هنا كان شرح بعض األئمة تصنيفه أدل على الم ارد من شرح غيره له. قد يكون ) حذف بعض مقدمات األقيسة أو أغفل فيها شروطا اعتمادا على وثانيها: ( وضوحها أو ألن ها من علم آخر فيحتاج الش ارح لبيان المحذوف وم ارتبه. وثالثها: احتمال الل فظ لمعان ثالثة كما في المجاز الش ارح إلى بيان غرض الم صن ف وترجيحه واالشت ارك وداللة االلت ازم فيحتاج إن ) 653 ( فال ذي ي ستنبط من قوله: ( - السيد أحمد عبد الغفار الت أويل الصحيح للن ص الد يني دار المعرفة الجامعية 3333 م ص 38.( تون آ. قان ديك العالماتية وعلم الن ص - مدخل أولى إلى علم الن ص - إعداد وترجمة منذر عياشي الطبعة األولى 3333 م المركز الثقافي العربي الدار البيضاء المغرب ص بدر الدين محمد بن عبد للا الز ركشي البرهان في علوم القرآن تحقيق: محم د أبو الفضل إبراهيم المكتبة العصرية صيدا بيروت 3331 م - 32 / 1 38.

232 التفسير م الزم لكل م صن ف الفت لالنتباه لذلك عكف عليه الباحثون بالد ارسة والتنقيب. إذا كانت حقيقة التفسير م الزمة للم صنفات فالعملية مع القرآن الكريم أكثر تالزما ل ذا تعد دت وتنو عت تفاسيره التي أرجعها العلماء إلى ج ملة من األسباب فمنهم م ن رد ها والتي قد إلى غ اربة ألفاظه تنشأ من استعمال القرآن لها في تركيب أ وسياق ال عهد ) 654( للعرب بهما فيكون ذلك مدخال إلى تعدد المعاني الم سندة إلى تلك األلفاظ 655( فيهم الم فس ر إلى بيانه وتوضيحه األمر الذي ي ؤد ي إلى وقوع االختالف بين ) الم فسرين وهو بمثابة اجتهاد بناء على ن صوص قريبة منه كالحديث النبوي الش ريف الذي ي مثل شط ار من السن ة الش ريفة أو كالم العرب باعتبار أن القرآن نزل بلسان عربي األمر الذي أد ى إلى ازدهار فعل التفسير. إن نظرية السياق إذا طبقت بحكمة تمثل الحجر األساس في علم المعنى وقد قادت )656( بالفعل إلى الحصول على مجمعة من النتائج الباهرة بهذا الشأن ومن اآليات التي وقف عند وحداتها العلماء متأملين فيها باعتبارها تتحكم في المعنى العام لها قوله تعالى: ي خ اد ع ون الل ه و ال ذ ين آم ن وا و م ا ي خ د ع ون إ ال أ نف س ه م و م ا ي ش ع ر ون ) 657( ففي تفسير ال ارزي لها وقف على الفعل ي خ اد ع ون باعتباره وحدة أساسية في هذه اآلية وبمجر د رفع اللبس عليه ات ضح المعنى العام من اآلية في تفسيره أخبرنا علي بن المبارك فيما كتب إلى ثنا زيد بن المبارك ثنا محمد بن ثور عن ابن جريج في قوله: - ومن الباحثين من رأى أ ن كتاب للا قد فسره العلماء الراسخون في العلم تفسيرات أضاءت -على سبيل االستغراق- معانيه وما علينا إذا أردنا أن نعود منه بقبس من الفهم وشهاب من اإلدراك سوى أن نعكف على هذه المصنفات الجليلة ففيها ما يشبع النهم ويروي صدى الصادي وال مجال بعدها لمستزيد وال لمجتهد برأيه في كتاب للا. وهناك في الطرف المقابل اتجاه يرى أن النص القرآني نص لغوي مفتوح على جميع التأويالت ولهذا فمعنى النص يتعدد بتعدد قراءاته ويتنوع بتنوعها ويلتقي االتجاهان من حيث اعتقاد التناقض- في غاية واحدة هي قتل المعنى واغتياله. )- المصطفى تاج الدين النص القرآني ومشكل التأويل مجلة إسالمية العدد 1998 م م ص 1. ) الهادي الجطالوي قضايا الل غة في كتب الت فسير المنهج - الت أويل اإلعجاز ص ستيفن أولمان دور الكلمة في اللغة ترجمة كمال بشر مكتبة الشباب الطبعة العاشرة 1994 م ص سورة البقرة اآلية 9.

233 ي خ اد ع ون الل ه قال: يظهرون ال إله إال اهلل ي ريدون أن يحرزوا بذلك دماءهم ) 658( و أموالهم وفي أنفسهم غير ذلك. في تفسيره لها رك ز على الفعل ذلك بالسياق الذي وردت فيه اآلية والذي يحد ده سياقها بيت القصيد- ي خ اد ع ون كما يقولون- باعتباره وحدة أساسية وفي ثنايا تفسيره ربط ومن التعقيبات التي وقفت عليها في شأن هذه اآلية إن إلقاء أدنى التفاتة في ب عد هذا النص األخير يجعلنا نستشف بأن إنما يكمن أساسا في الفعل ) 659 ( يضمر في نفسه معنى يتماشى وما يقتضيه سياق المقام )يخادعون( هذا الفعل الذي ارح على الرغم من أن الفعل في حد ذاته داللته المعجمية واضحة المعالم والحدود غير أن الخفاء الذي يكتنفه الفعل إنما ينشأ عن طريق ذلك العارض السياقي الحالي الذي ال يتماشى ومقتضيات الذات - ما يؤكده وهو القدسية الفخر الر ازي حسب الدليل العقلي فحصل ذلك التعاضد بين الدليل والجانب التأويلي في تبيان معنى الفعل )يخادعون( الوارد في حق الذات القدسية. ) 660( إن المتأمل لهذا التفسير يقف على حقيقة مفادها أن لل فظ الواحد أكثر من داللة ال لشيء إال لكون أن فعل الت فسير لم يع د محصو ار في الد اللة الل فظية للوحدات الل غوية بل تجاوزه عند كثير من الم فسرين حيث نظروا بعمق إلى ما له عالقة بالعنصر البياني وربطوا الكثير من الت فسي ارت بما له عالقة بالن حو والبالغة وهي الفكرة التي عب ر عنها أحد الباحثين في هذا المجال والتي جاء فيها أ ن ل غة الفهم التفسير( ازداد ات ساعا مع الز من وأصبحت الل غة التفسيرية غير قادرة على ( - تفسير الرازي. 33 / 1 - ومن العلماء من عر فه بقوله: والمقام في نظرنا ليس م جر د مكان يلقى فيه الكالم وإن ما هو إطار اجتماعي ذو عناصر م تكاملة آخذ بعضها بحجز بعض فهناك الموقف كله بمن فيه من متكلمين وسامعين وعالقتهم بعضهم ببعض وهناك كذلك ما في المواقف من األشياء والموضوعات المختلفة التي قد تفيد في فهم الكالم والوقوف على خواصه وهناك كذلك الكالم نفسه. )كمال محمد بشر دراسات في علم الل غة دار المعارف بمصر الطبعة الثانية 1971 م القسم الثاني ص ) مختار لزعر مطارحات في النقد واألدب مجلة علمية غليزان- العدد األول نوفمبر 3339 م لنموذج النظري والتطبيقي للدليل وعالقته بالتأويل بين القدامى والمتحدثين مقاربة تأويلية ص

234 استيعاب المعاني التي تتشتت عقب كل خروج داللي عن الخط البياني الذي ترسمه ) 661( نحوية وبالغية الن ص القرآني إال أن داللته تنحصر وتضيق حسب التأليف الذي جاء فيه الل فظ هو والسياق الذي يفرض قيمة واحدة بعينها على الكلمة بالرغم من المعاني المتنوعة التي في وسعها أن تنال عليها والسياق أيضا هو الذي ي خل ص )662( الكلمة من الدالالت الماضية... في ظل كثرة الت فاسير وتنو عها من المفسرين من أروا أن يكون المعنى هو ) 663( المقصود و الل فظ وسيلة إليه فينظر في سياق الكالم وما سيق ألجله. وقد يخرج الم فس ر في تفسيره إلى فضاء العبارة خاص ة تلك التي ي ارها تحتاج منه إلى تب يين بدل الل فظ الواحد محمد فياض وقد استفادت اللغة من هذه التفسي ارت كتلك التي أوردها في شأن مفهوم الظلمات الثالث في قوله تعالى: أ م ه ات ك م خ ل قا م ن ب ع د خ ل ق ف ي ظ ل م ات ث ال ث ) 664(... إن المتأمل لقوله تعالى في هذه اآلية ال يجد ما يحتاج إلى تفسير ظ ل م ات العلم ث ال ث...ي خ ل ق ك م ف ي ب ط ون وتوضيح سوى عبارة لذا خص ها بالت عقيب الت الي: وأفهم من نص اآلية أن الجنين ي مر في أطوار من بعد أطوار وخلق من بعد خلق. لقد جعل اهلل الجنين في ظلمات ثالث هي ظلمة الكيس األمينوسي حول الجنين بحقائق ثم.. ظلمة الرحم وجداره.. ثم ظلمة جدار البطن وقد تكون هذه هي الظلمات الثالث والجنين في أو ل م ارحله يكون من ثالث طبقات وجدار ) 665( هذه الظلمات ثالث وكل منها يمكن أن تفس ر اآلية الكريمة. الرحم أيضا ثالث طبقات ك ل - عمارة ناصر الل غة والتأويل مقاربات في الهرمينوطيقا الغربية والتأويل العربي اإلسالمي الطبعة األولى 3332 م دار الفارابي بيروت لبنان ص فندريس جوزيف الل غة ترجمة عبد الحميد الدواخلي محمد القصاص مكتبة األنجلو مصرية مطبعة لجنة البيان العربي 1913 م ص عبد الرحمن بن ناصر السعدي تيسير الكريم الرحمن في تفسير كالم المنان مركز صالح بن صالح الثقافي الطبعة األولى 1332 ه ص سورة الزمر اآلية محمد فياض إعجاز آيات القرآن في بيان خلق اإلنسان الطبعة األولى 1999 م دار الشروق القاهرة ص

235 إن هذا الن وع من التفاسير العلمية لآليات القرآنية يسعى أصحابها إلى تتب ع األلفاظ والعبا ارت التي تحتاج إلى كشف الحقائق التي أخبرنا عنها القرآن والتي يمكن التدليل عليها واقعيا م م ا ي خر ج عملية الت فسير من الشرح القاموسي إلى البعد الوظيفي لمكنون. القرآن الكريم وربط ذلك بسياق اآلية وال ي مكن الجزم في هذا الن وع من التفسير العتبار واحد وهو أن العلم في تطو ر وما اكتشف البارحة قد ينسخ اليوم ويبقى عبارة عن اجتهاد اهتدى إليه أصحابه وفي ظ ل )666( هذا المنحى يبقى معنى الكلمات والجمل يرتبط بعالم التطبيق. ومن الت فسي ارت الملموسة لأللفاظ ما نحس به كفعل إج ارئي إلثبات داللة ) 667 ( وهو الل فظ ما يقف عليه القارئ في قول ابن تيمية الذي نستشف من خالله خروج عملية الشرح والتفسير لأللفاظ العربية إلى ما هو ملموس في قوله: مثل سائل أعجمي ) 668(... سأل عن مسم ى لفظ الخبز فأرى رغيفا : هذا وقيل له إن الس ائل مثل هذه الش روحات الم ؤج أرة م فيدة في بيان داللة الل فظ الغامض على ونهج التفسير في بيان داللة األلفاظ وفق هذه الطريقة قد ينجح مع األلفاظ ذات الد اللة الملموسة بها نهجا م غاي ار لذا وتبقى األلفاظ ذات الد اللة الم جر دة تحتاج من الم فس ر أن ينهج لم يقف المفسرون عند العنصر اللغوي الم حد د لداللة الل فظ في عملية التفسير بل ارح ج ل هم ي ارعي ج ملة من العلوم وهي أشبه ما تكون بم ارحل ) 669( التحليل في النظرية السياقية. - احمد مختار عمر علم الداللة ص والذي نقصده بالملموس ما أك ده محمود فهمي حجازي في قوله: وإذا كان علم اللغة قد أوضح أن المعنى هو حصيلة االستخدام في المواقف الكالمية والثقافية المختلفة وأن إيحاءات الرمز اللغوي هو حصيلة استخدامه في هذه المواقف فإن تعليم اللغات أخذ يضع في اعتباره أن داللة الكلمة أو العبارة ال تتضح عند المتعلمين وال سي ما المبتدئين إال إذا و ظ فت مرتبطة بمواقف استخدامها فاستظهار قوائم المفردات ال يعني إدراك إيحاءات المعنى المراد وداللة األلفاظ ال تكتسب إال في مواقف استخدامها. )- محمود فهمي حجازي علم اللغة العربية مدخل تاريخي مقارن في ضوء التراث واللغات السامية ص 13.( ابن تيمية مقدمة في أصول التفسير تحقيق: محمود محمد النصار طبعة دار الجيل ص حمودة طاهر سليمان دراسة المعنى عند األصوليين دار المعرفة الجامعية 7441 م ص

236 إذا كان لمعرفة األلفاظ الل غوية األثر البالغ في الكشف عن داللة األلفاظ فإن معرفة الل غة لوحدها ال ي مك ن الم فس ر من بلوغ حقيقة الكشف والتبيين لكونه يتعامل مع نص م قد س لذا بات ل ازما على ك ل م فس ر من الر جوع إلى سبب الن زول باعتباره ي جسد داللة الن ص التي يجب أال تتوقف على تحصيل المعنى الحرفي أو المباشر بل يجب أن تسعى إلى فهم المعنى األبعد المباشر ويتأت ى ذلك بمالحظة سياق ) 670( المقال وسياق المقام على أساس أن الظروف المحيطة بالنص جديرة باالستقصاء ويقصد بها مجموع المالبسات التي أنتج فيها النص فهي كما عب ر عنها تمام حسان مجموع العناصر االجتماعية الثقافية المرتبطة ارتباطا وثيقا بالنص الكالمي بهدف بلوغ المعنى الم ارد فالسياق المقامي يضم المتكلم والسامع أو السامعين والظروف والعالقات االجتماعية واألحداث الواردة في الماضي والحاضر تم الت ارث والفولكلور ) 671( والعادات والتقاليد والمعتقدات والخزعبالت. وللتمكن من فهم خطاب لغوي ما يتعين م ارعاة مقام المتكلم وحالته النفسية واالجتماعية وغيرها وفي شأن أهميته يقول ابن تيمية أن ها ت عين على فهم اآلية ) 672( فإن العلم بالسبب يورث العلم بالم سبب فهو بمثابة اإلطار الذي ي عينه في تحديد معنى اآلية وحينما ي ضبط بهذا الم ع ل م ي صبح من الس هل عليه الكشف عن د اللة األلفاظ التي تتحرك ضمنه فهو زيد حامد أبو يقول كما إن سبب الن زول أحيانا ما ي مك ن الم فسر من الق ارءة الص حيحة للنص ومن ثم يجعله م قاربا الكتشاف الد اللة وليس المقصود بالق ارءة الصحيحة تصحيح الن ص بل المقصود الت وجيه الص حيح لداللة األلفاظ ) 673( والعبا ارت. ص - علي توفيق الحمد مفهوم النص بين الداللة الحرفية والداللة الت ضمنية مجلة جامعة البعث المجلد 31 العدد م ص تمام حسان اللغة العربية معناها ومبناها الطبعة الثالثة 7440 م ص ابن تيمية مقدمة في أصول التفسير تحقيق: محمود محمد النصار ص نصر حامد أبو زيد مفهوم الن ص دراسة في علوم القرآن الهيئة المصرية العامة للكتاب طبعة 1993 م

237 إن الم فس ر حينما يربط بين سبب الن زول للن ص القرآني ودالالت اللفظ الواحد المختلفة التي ي عبر عنها بالداللة السياقية و هي ما يكون قد ط أر على الكلمة من تطور داللي بحسب القوانين التي ترصد حركة األلفاظ و الد الالت في الز مان الم تتابع بين وفي العصور المجاالت الم ختلفة من علمية واجتماعية وفني ة فالكلمة قبل تكسب أبعادا جديدة أو ت حصر في إطار خاص أو ت ن ق ل إلى مواقع لم تألفها ) 674(. إن داللة الل فظ تتعد د تبعا لتنوع السياقات التي تأتي في معاجم الل غة لحظتها يمكنه أن ينتقي في تفسيره الد اللة األقرب إلى سبب الن زول فيحدث بذلك ما ي سم ى بالتأقلم بين العمليتين. ومن م نطلق ما وض حنا يت ضح لنا جليا أن لمعرفة سبب النزول فوائد تخدم معنى اآلية فينعكس ذلك على تجلية معناها وضبطه فيما ف س ر وكثيرة هي الحاالت التي وقف عندها الباحثون في بيان أهمية معرفة سبب الن زول كون أن تخصيص الحكم بالسبب عند من يرون أن العبرة بخصوص السبب ال بعموم اللفظ فآيات الظهار نزلت بسبب ظهار أوس بن الصامت لما ظاهر من زوجته خولة بنت ثعلبة واستبان الحكم في هذه اآليات الكريمة من سورة المجادلة وبناء عليه فإن الحكم المستفاد ال يتعدى تلك الحادثة وحكم الظهار في غيرها يمكن معرفته بدليل آخر قد يكون قاسيا أو ومن غيره الم سل م أنه ال يمكن معرفة المقصود بهذا الحكم أو القياس عليه إال إذا علم سبب ) 675( النزول وبدون العلم به تصير اآلية معطلة وعند الرجوع إلى تفسير قوله تعالى: عدنان الخطيب علم الد اللة العربي النظرية والت طبيق دراسة تاريخية تأصيلية نقدية ديوان المطبوعات الجامعية 1988 م ص عبد الفتاح أبو سن ة علوم القرآن دار الشروق القاهرة الطبعة األولى 1314 ه / 1991 م ص 83.

238 و ال ذ ين ي ظ اه ر ون م ن ن س ائ ه م ث م ي ع ود ون ل م ا ق ال وا ف ت ح ر ير ر ق ب ة م ن ق ب ل أ ن ي ت م اس ا ذ ل ك م )676( ت وع ظ ون ب ه و الل ه ب م ا ت ع م ل ون خ ب ي ر إن الذي يلتفت إلى تفسير هذه اآلية يقف على ما ي ذلل معناها والمتمثل في إي ارد المفسرين لسبب نزولها فتتضح داللة ألفاظها أكثر عندئذ يحرص المفسر على تتبع حيثيات وقائع نزولها بدءا بالحدث العام إلى أسماء الشخصيات وما جرى بينهم من حوار كما يتعر ض لألحداث الثانوية ذات الصلة بالحدث العام ليصل إلى النتيجة أو وهو الحكم ما أورده البغوي في شأن نزول هذه اآلية قوله: نزلت في خولة بنت ثعلبة كانت تحت أوس بن الصامت وكانت حسنة الجسم وكان به لمم فأردها فأبت فقال لها: أنت علي كظهر أمي ثم ندم على ما قال و كان الظاهر و اإليالء من طالق أهل الجاهلية فقال لها: ما أظنك إال قد حرمت علي فقالت: واهلل ما ذاك طالق وأتت رسول اهلل - وعائشة رضي اهلل عنها- تغسل شق أرسه فقالت يا رسول اهلل زوجي أوس بن الصامت تزوجني وأنا شابة غنية ذات مال وأهل حتى إذا أكل مالي وأفنى شبابي وتفرق أهلي وكبر سني ظاهر مني وقد ندم فهل من شيء يجمعني واياه تنعشني به فقال رسول اهلل- - حرمت عليه فقالت يا رسول اهلل والذي أنزل عليك الكتاب - ما ذكر طالقا ح ر مت عليه فقالت: و ان ه أبو ولدي أشكو إلى اهلل فاقتي و أحب الن اس إلي فقال رسول اهلل- ) 677( ووحدتي... إن المتأمل لما تضمنه نص سبب النزول يقف على حقيقة مفادها أن االلتفاتة إليه سبب في إ ازلة كثير من الغموض الذي قد يقف أمام القارئ وخاص ة فيما يتعلق باأللفاظ التي تتحكم في المعنى اإلجمالي م م ا ي ؤثر سلبا على المتلقي فيعيق فهمه لها وتفصيال جملة سورة المجادلة اآلية 3. - أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي ( ت 114 ه ( تفسير البغوي معالم التنزيل تحقيق: محمد عبد للا النمر وآخرون.39 / 8

239 والحقيقة التي أقر ها العلماء أن سبب النزول ال تتحكم فيه داللة األلفاظ الكامنة في اآلية بل الموضوع العام الذي نزلت ألجله تخصيصه فال يجوز إخ ارج السبب من حكم اآلية باالجتهاد عاما ويقوم دليل على فالل فظ قد يكون واإلجماع ألن دخول السبب قطعي واخ ارجه بدليل التخصيص اجتهادي واالجتهاد ظني وال يجوز إخ ارج القطعي بالظني مثال ذلك قوله تعالى: إ ن ال ذ ين ي ر م ون ال م ح ص ن ات ال غ اف ال ت ال م ؤ م ن ا ت ل ع ن وا ف ي الد ن ي ا و اآل خ ر ة و ل ه م ع ذ اب ع ظ يم المشهورة ولفظ اآلية عام بالوعيد يشمل التائب ) 678( وسبب نزول هذه اآلية حادثة اإلفك وغير التائب لكن اآلية األخرى استثنت من تاب فقال تعالى: و ال ذ ين ي ر م ون ال م ح ص ن ات ث م ل م ي أ ت وا ب أ ر ب ع ة ش ه د اء ف اج ل د وه م ) 679( ث م ان ين ج ل د ة و ال ت ق ب ل وا ل ه م ش ه اد ة أ ب دا و أ و ل ئ ك ه م ال ف اس ق ون ) 680( إ ال ال ذ ين ت اب وا م ن ب ع د ذ ل ك و أ ص ل ح وا ف إ ن الل ه غ ف ور ر ح ي م فلفظ اآلية هنا ) 681( عام ثم خ ص ص بقوله تعالى: إ ال ال ذ ين ت اب وا م ن ب ع د ذ ل ك إن المط لع على تفسيرها يث ب ت في ذهنه ويستقر ما نقله الم فسرون في شأن سبب نزولها باعتباره عامال م ساعدا على تحقيق معناها وم م ا نقله الطبري في شأنها قوله: والذين يشتمون العفائف من ح ارئر المسلمين فيرمونهن بالزنا ث م لم يأتوا على ما رموه ن به من ذلك بأربعة شهداء ع دول يشهدون عليه ن أن ه ن أروه ن يفع لن ذلك فاجلدوا الذين رم وهن بذلك ثمانين جلدة وال تقبلوا لهم شهادة أبدا و أوالئك هم الذين. خالفوا أمر اهلل وخرجوا من طاعته ففسقوا عنها - وذ ك ر أن هذه اآلية إن ما نزلت في الذين رم وا عائشة زوج النبي - بما رموها به من اإلفك ففي ثنايا تفسيره يكون بذلك قد أشار إشا ارت لطيفة لداللة ) 682( - سورة النور اآلية سورة النور اآلية 3. - سورة النور اآلية 1. - فهد بن عبد الرحمن بن سليمان الرومي دراسات في علوم القرآن ص أبو جعفر محمد بن جرير الطبري 333 ه / 313 ه تفسير الطبري جامع البيان عن تأويل آي القرآن تحقيق: عبد للا بن عبد المحسن التركي /

240 بعض من األلفاظ التي تضمنتها اآلية ليقف على سبب نزولها م كتفيا بالذكر في حق م ن نزلت نتيجة شيوع الحادثة. ثم يستمر في تفسيره لها إلى حيث يقول: وقال آخرون: نزلت هذه اآلية في شأن عائشة وع ني بها ك ل م ن كان بالص فة التي وصف اهلل في هذه اآلية قالوا: ك ل م ن رم ى م حصنة لم ت قار ف سوءا فذلك حكم ) 683(. بقليل من الت معن ي درك القارئ لتفسير هذه اآلية أن الشيخ الطبري ) 684 ( استعان بإي ارد سبب نزولها رحمه اهلل وأثبته في ثنايا تفسيره األمر الذي أعانه على إجالء داللة ألفاظها. أي: وعموما فالنص القرآني كما يقول نصر حامد أبو زيد في كتابه السلطة الحقيقة هو منظومة مجموعة من النصوص التي ال ي مكن فهم أي منها إال من خالل سياقه الخاص ) 685( بوصفه نص ا واألمثلة الم جسدة لهذا المسعى كثيرة منها على سبيل التمثيل ما األشقر عبد الل ه وقف عليه وقد يحتج بعض الناس للقدرية الثقاة بقوله تعالى: ) 686( الل ه و م ا أ ص اب ك م ن س ي ئ ة ف م ن ن ف س ك... والسيئات في هذه اآلية الطاعات المصائب ال م و ت و ل و حينما وقف م قارنا بين آيتين الستنباط معنى لفظين في قوله: والمعاصي م ا أ ص اب ك م ن ح س ن ة ف م ن ويظنون أن الم ارد بالحسنات وهؤالء أخطئوا الفهم والم ارد بالسيئات ي د ر كك م ويدلنا على صحة هذا الفقه سياق النص قال تعالى: أ ي ن م ا ت ك ون وا ك نت م ف ي ب ر وج م ش ي د ة و ا ن ت ص ب ه م ح س ن ة ي ق ول وا هذ ه م ن ع ند الل ه و ا ن ت ص ب ه م ال ق و م ال ي ك اد ون ي ف ق ه ون س ي ئ ة ي ق ول وا ه ذ ه م ن ع ند ك ق ل ك ل م ن ع ند الل ه ف م ا ل ه ؤ الء ح د يثا - المصدر نفسه / وألهمية اإلشارة إلى سبب النزول في اإلعانة على بيان المعنى وإجالء داللة األلفاظ يقول عمارة ناصر: ظهر أن فعل إيجاد المعاني داخل الن ص القرآني يتجدد بترميز الم عطى التاريخي ( أسباب الن زول ) وحمل الل غة ببيانها إلى خانة الر مز حيث الحقيقة م عل قة باإليمان كشرط للفهم وكشرط كذلك لتجويز العبارة من الوهم إلى الحقيقة. ( - عمارة ناصر الل غة والتأويل مقاربات في الهرمينوطيقا الغربية والتأويل العربي اإلسالمي ص 138. ) نصر حامد أبو زيد النص- السلطة الحقيقة المركز الثقافي العربي الدار البيضاء 7411 م ص سورة النساء اآلية 29.

241 ) 687( فاهلل يحكي عن المنافقين أنهم كانوا إذا أصابتهم حسنة مثل الرزق والعافية قالوا هذه من اهلل واذا أصابتهم سيئة مثل حزن - ومر ض قالوا هذه من عندك يا محمد أنت الذي جئت بهذا الدين عادنا الناس ألجله بهذه المصائب فالحسنات هنا النعم إن ) 688( والسيئات المصائب. بلوغ حقيقة التفسير القرآني تدفع بالمفس ر إلى تتبع آياته يقتضي تتبعها موضوعي. والذي يمكن أن نشير إليه هو المفسرين و واالجتماعي يبدو والنصر وخوف من عدو وابتلينا ألجله والغوص في تفسيرها الذي والمقارنة بين نفس اآليات الواردة في سور مختلفة الستنباط تفسير أن السياق مهم في استجالء كثير من الحقائق لذا تجاوز واضحا في الد رس األصولي بعامة إد اركهم للسياق بشقي ه الل غوي واعتمادهم عليه في الفهم واالستنباط تشمل الموقف الكالمي بأسره وتصورهم الد قيق لعناصره الم ختلفة التي وهم في ذلك يتفقون في الجوهر مع نظرية السياق بل إ ن فريقا من األصوليين يكادون ي شبهون غالة السياقيين الم حدثين )689( أثر القرينة في تحديد الداللة السياقية عند المفسرين وم م ا يقف عليه القارئ في كتب الم فسرين اعتمادهم على ق ارئن لغوية للتمييز ) 690( بين داللتي اللفظ الواحد و الوارد في أكثر من آية وهو ما ي عرف بالسياق اللساني وهو الحوالية أو المحيط الداللي الذي ي حد د مدلول العناصر اللسانية فيختلف المدلول ) 691( باختالف السياق التي يرد فيها وهو يخص السياق الداخلي باعتباره ال يتعدى سورة النساء اآلية عمر سليمان عبد للا األشقر القضاء والقدر دار الن فائس للن شر والت وزيع األردن الطبعة الثالثة عشر 3331 م ص طاهر سليمان نحودة دراسة المعنى عند األصوليين الد ار الجامعية للطباعة والن شر والتوزيع اإلسكندرية 1983 م ص جمع قرينة وهي: عنصر م هم لفهم الجملة فيها نعرف الحقيقة من المجاز ونعرف المقصود لأللفاظ المشتركة ونعرف الذكر والحذف وخروج الكالم عن ظاهره وما إلى ذلك مم ا يحتمل أكثر من داللة في التعبير. )- فاضل صالح السامرائي الجملة العربية والمعنى دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع بيروت 3333 م ص 19. ) أحمد مختار عمر علم الداللة دار العروبة للنشر والتوزيع الطبعة األولى 7402 م ص 04.

242 ب حدود النص الذي وجد فيه والذي يساعدنا في معناه تلك الق ارئن الن صية وهي بمثابة مظاهر أل ثر السياق في الداللة. وهي نوعان : أ القرينة الل فظية: وهي الل فظ الذي يدل على المعنى المقصود ولواله لم يتضح م ؤ م ن ين... وذلك نحو المعنى قوله تعالى: ف ل م ت ق ت ل ون أ نب ي اء الل ه م ن ق ب ل إ ن ك نت م )692( فقوله:) الحال أو من قبل االستقبال ) وض ح أن ونحو )693( و ا س ح اق إ ل ها و اح دا... المقصود بقوله) ت ق ت ل ون ) هو الزمن الماضي وليس قوله تعالى:...ن ع ب د إ ل ه ك و ا ل ه آب ائ ك إ ب ر اه يم و ا س م اع يل. فقوله: إ ل ها و اح دا بي ن أن إلهه واله آبائه هو وليس اثنين واحد ) القرينة العقلية: وهي التي تتضح من المنطق العقلي نحو) أكل الكمثري موسى - و) أرضعت الصغرى الكبرى( الجملة الثانية تطؤهم الطريق( ونحو عقال ونحو وقوله قوله تعالى: فإن العقل عي ن اآلكل في الجملة األولى قوله تعالى ب ل م ك ر الل ي ل )إذا ما نام ليل الهوجل )694( والن ه ار وقولهم والمرضعة في ( ) أ ش ر بو و )695( وب ه م الع ج ل في ق ل فالن بنو فإن ه ال يصح اإلسناد إلى المذكور فإن العجل ال ي شرب في القلوب و ان المعنى )696( و أشربوا حب عبادة العجل. إن مثل هذه االستنباطات ال يمكن بلوغها إال إذا توصلنا إلى ضبط لفظ يكون بمثابة قرينة لهذا التخريج دون سواه وبما أن القلب تقع فيه مثل هذه المكنونات حق له أن يكون نسج هذه اآلية وفق هذا التركيب سورة البقرة اآلية سورة البقرة اآلية سورة سبأ اآلية سورة البقرة اآلية فاضل صالح السامرائي الجملة العربية والمعنى ص

243 لقد أدرك علماؤنا القدامى أهمية السياق في تحديد المعنى ووعوا بدوره الحاسم في توجيه دالالت العالمات اللغوية والسيما في نص القرآن الكريم وهذا ابن قي م الجوزية بدوره تناول مسألة السياق ودليلنا في ذلك قوله )ت 211 ه( إن السياق يرشد إلى تبيين المجمل وتعيين المحتمل والقطع بعدم احتمال غير الم ارد وتخصيص العام وتقييد المطلق وتنوع الداللة في مناظرته. وهذه من أكبر الق ارئن الدالة على م ارد المتكلم فمن أهمله غلط في نظره وغالط )697( مثل هذه التفسي ارت كثيرة في القرآن الكريم و الخروج إلى م ارعاة القرينة مك ن من بلوغ حقيقة تفسيرها ولعل الدافع إلى العمل بمقتضى السياق نقف ما وهو عليه في قوله تعالى: ال ت ح س ب ن ال ذ ين ي ف ر ح ون ب م ا أ ت وا و ي ح ب ون أ ن ي ح م د وا ب م ا ل م )698( ي ف ع ل وا ف ال ت ح س ب ن ه م ب م ف از ة م ن ال ع ذ اب و ل ه م ع ذ اب أ ل يم إن الباحث لوحدات هذه اآلية معجميا يقف على شروحات وتفسي ارت إن لم يربطها بالداللة السياقية لآلية فال ي مكنه أن يبلغ حقيقة معناها وهو ما ذهب إليه الواحدي حينما تعر ض أخبرنا سعيد بن محمد ال ازهد قال:أخبرنا أبو سعيد بن حمدون قال: حدثنا أبو الشرقي قال: األزهر قال: أخبرنا أبو لسبب نزولها: حامد بن حدثنا عبد الر ازق قال أخبرنا ابن جريج قال:أخبرني ابن أبي ملكية أن علقمة بن وقاص أخبره أن مروان قال ل ارفع بوابه: وقل له: عباس أجمعين فقال ابن عباس: ما لكم ولهذا لئن كان امرؤ منا فرح بما أتى إنما دعا النبي- - اذهب إلى ابن وأحب أن يحمد بما لم يفعل عذب لتعذبن وأخبروه بغيره فأروه أن قد استحمدوا إليه أخبروه عنه فيما سألهم كتمانهم إياه ثم ق أر ابن عباس سورة آل عم اليهود فسألهم عن شيء فكتموه إياه وفرحوا بما أتوا من و ا ذ أ خ ذ الل ه م يث اق ال ذ ين أ وت وا ال ك ت اب ل ت ب ي ن ن ه ل لن اس )699( ارن اآلية 182. إن عملية التفسير في مثل هذه الحاالت ال ي مكن لها أن تفي بغرضها المتمثل في اإلحاطة بالمعنى بم ارعاة القرينة التي بها وتبليغه إال إذا ارعى صاحبها الجانب السياقي الذي ال يت ضح إال ت عين بعض المعاني أو ت رج ح بعضها على بعض قامت وهنا - ابن قيم الجوزية بدائع الفوائد دار الكتب العربية بيروت ص سورة آل عمران اآلية الواحدي أبو الحسن علي بن أحمد أسباب النزول دار اكتب العلمية بيروت لبنان ص 29.

244 القرينة على تعيين الم ارد إذ ال يصح إ اردة حرف الهجاء ألن ه م ركب من جميع حروف الهجاء وال يصح إ اردة الكلمات ألن كلماته تعد باأللوف معانيه تزيد عن سبعة فتعين أن يكون الم ارد: الجهة وال يصح إ اردة المعنى ألن والجهة تأتي بمعنى الوجه ويشهد لهذا االستعمال مجيء الحرف بمعنى الوجه قول اهلل تعالى و م ن الن اس م ن ي ع ب د الل ه ) 700( ع ل ى ح ر ف فقد قال بعض المفسرين فيه: على ضعف من العبادة أو على وجه وهو واحد: ) 701( أن يعبده على الس ارء دون الض ارء كما في تفسير القرطبي. والحقيقة التي ال مناص منها في المجال السياقي هو أن القرينة تتحكم فيها جملة األلفاظ التي يتضمنها الن ص ألن الفلك الذي تدور فيه ال ينسجم إال بها ل ذا يرى فيلمور )) أن ه ال ي مك ن وصف معنى الفعل دون األخذ بعين االعتبار )) للحاالت filmor التي ي مك ن أن يت خذها سياق ما: بمعنى العالقات التي بإمكان الفعل القيام بها مع cas األلفاظ الم عجمية األخرى القابلة لم صاحبته والتي ت شكل م حيطه الفعلي ) 702(... مثلما هو األ ر ض ج م يعا ث م الشأن بالنسبة للفظ اس ت و ى في قوله تعالى: اس ت و ى إ ل ى الس م اء ف س و اه ن س ب ع س م او ات و هو هو ال ذ ي خ ل ق ل ك م م ا ف ي ب ك ل ش ي ء ع ل ي م 703( ) فال ارزي مثال يخص ها بقوله: عن أبي العالية في قوله: حد ثنا عصام بن وواد ثنا آدم أبو ث م اس ت و ى إ ل ى الس م اء يقول: ) 704( ارتفع. جعفر عن الربيع وبهذا يكون تخريجه أقرب إلى القرينة الم عتمدة و الواردة في نص اآلية وهي السماء وقصد م قارنة داللة الل فظ نفسه و الوارد في موضع أخر وهو ما نقف عليه في قوله تعالى: إ ن ر ب ك م الل ه ال ذ ي خ ل ق الس م او ات و األ ر ض ف ي س ت ة أ ي ام ث م اس ت و ى ع ل ى ال ع ر ش ي غ ش ي الل ي ل الن ه ار ي ط ل ب ه ح ث يثا و الش م س و ال ق م ر و الن ج وم م س خ ر ات ب أ م ر ه أ ال ل ه سورة الحج اآلية محم د محم د أبو شهبة المدخل لدراسة القرءان الكريم دار الل واء للن شر والت وزيع الط بعة الثالثة العربية السعودية ص م المملكة - كرستيان ككنبوش الذ اكرة والل غة ترجمة عبد الر زاق عبيد دار الحكمة - الس داسي األو ل 3333 م الجزائر ص سورة البقرة اآلية الرازي تفسير الفخر الرازي 21. / 3 704

245 ) 705( ال خ ل ق و األ م ر ت ب ار ك الل ه ر ب ال ع ال م ين عل ق على تفسيرها الر ازي بقوله: حدثني الحكم بن أبان قال: سمعت عكرمة يقول: إن اهلل بدأ خلق السماوات وما واألرض ) 706( بينهما يوم األحد ثم استوى على العرش يوم الجمعة... والبن تيمية أري في داللة هذا اللفظ والمتمثل في قوله: وقد فس ر فريق من العلماء االستواء إلى السماء بالعمد والقصد إليها لخلقها. وهو يرفض أن يكون االستواء على العرش مثل االستواء إلى السماء مالحظا الفرق بين أداة التعدية إلى الفعلين: في االستواء األول ع د ي الفعل ب إلى وفي االستواء الثاني ) 707( ع د ي ب على فال ي فسر على العرش بالعمد للفرق بين معنيي االستوائيين. مثل هذه الق ارءات لآليات القرآنية الهادفة إلى استنباط تفسير م نبثق عن المكونات الل فظية لآلية تجسيد فعلي لعملية دخول الق ارءة إلى السياق وهي محاولة تصنيف النص في سياق يشمله مع أمثاله من النصوص التي تمثل ومن قلبه من دخوله )أفقية( )708( وتفتح له طريقا إلى المستقبل. تمتد فسيحة للنص المقروء ومن مظاهر السياق الذي اهتم بها البحث في هذا المجال ما له عالقة حيث بالمتكلم تفرض عليه بعض المواقف الكالمية الميل إلى االختصار والحذف لبعض عناصر الجملة اكتفاء ببعضها اآلخر فيكون هناك م ستويان للجملة أحدهما: غير منطوق به )DEEP STRUCTUR وه وما ي سم ى في المنهج التحويلي بالبنية العميقة )E والثاني: منطوق به وه وما ي سم ى بالبنية السطحية) STRUCTURE )SURFACE وتخضع مثل هذه المصطلحات ل ما ي سم ى عند الل غويين العرب باألصل أ واألصل الم قد ر وك ل ها ظواهر - سورة األعراف اآلية الرازي تفسير الفخر الرازي / - عبد العظيم إبراهيم محمد المطعني المجاز عند اإلمام ابن تيمية وتالميذه بين اإلنكار واإلقرار مكتبة وهيبة القاهرة الطبعة األولى 1991 م ص عبد للا الغذامي الخطيئة والتفكير: من البنيوية إلى التشريحية مقدمة نظرية ودراسة تطبيقية دار سعاد الصباح الكويت ا طل بعة الثالثة 1993 م ص

246 تقوم في معظم جوانبها التفسيرية على أساس عقلي ) 709( وهوما وقف عليه المفسرون في كثير من اآليات القرآنية كتلك التي نقف عليها في قوله تعالى: أ ي ح س ب ون أ ن م ا ن م د ه م ب ه م ن م ال و ب ن ين ن س ار ع ل ه م ف ي ال خ ي ر ات ب ل ال ي ش ع ر ون ) 710( حيث جاء تفسيرها في الكشاف م ارعيا لذلك في قوله: ( أيحسبون ( يعني: بل هم أشباه البهائم ال فطنة بهم وال شعور حتى يتأملوا ويتفكروا في ذلك: أهو استد ارج أم م سارعة في الخير فإن قلت: أين ال ارجح من خبر أن إلى اسمها إذا لم يستكن فيه ضميره هو قلت: محذوف تقديره: نسارع به ويسارع به ) 711( ويسارع اهلل به. مثل هذه الظواهر كثيرة في القرآن الكريم وقد اجتهد الم فسرون في تبيينها و الوقوف عليها في أكثر من موضع منه كذلك ما نقف عليه في قوله تعالى: إ ن ذ ل ك ل م ن ع ز م األ م و ر 712( و ل م ن ص ب ر و غ ف ر ) فالم تأمل لهذه اآلية يستخلص حقيقة لغوية مفادها أن مضمون اآلية يتضمن شيئا من الحذف فالص بر ال يكون إال على المكاره الذي لم ي صر ح به القرآن و ان ما تركه لالستنباط لذا جاء في تفسير الزمخشري قوله: و ل م ن ص ب ر ذ ل ك منه على الظلم ل م ن ع ز م األ م ور ولم ينتصر و غ ف ر واألذى وفو ض أمره إلى اهلل إ ن وحذف ال ارجح ألن ه مفهوم. ) 713( م م ا سبق تحليله في هذا المنحى والمتعل ق بالبحث في مجال األلفاظ في المعجم وفي التفسير ي مكن للقارئ أن يستخلص فهم الم عجميين للسياق من خالل ما سعوا إليه من تنفيذ في معاجمهم من خالل إحاطتهم بم ختلف الد الالت الخاصة بالل فظ والذي يوحي في كثير م م ا بي نا من أمثلة م ستوحاة من أعمالهم أثناء تتب عهم لداللة الل فظ الواحد ما ي ضاهي حقيقة الن ظرية السياقية وما تدعو إليه لبلوغ داللة الل فظ وكيفية تحق ق معانيه. - مصطفى النحاس من قضايا الل غة الطبعة األولى 1991 م الكويت ص 9. - سورة المؤمنون اآلية الزمخشري الكشاف.334 / 3 - سورة الشورى اآلية الزمخشري الكشاف /

247 واذا كان للم عجميين أثناء تعاملهم مع األلفاظ هذا األثر في إجالء د اللتها من خالل ما وقفنا عليه من شروحات كاعتمادهم على البيئة اللغوية التي تحيط بالكلمة أو العبارة أو الجملة و هو ما يستمد من السياق االجتماعي كما أثبتوا أ ن المعنى المستخلص من تركيب ما ال يفهم من كلمة واحدة بل ي فهم من الكلمة بين الكلمات السابقة والالحقة لها. في العبارة أو الجملة وهو ما وقفنا عليه كأصول للن ظرية السياقية عند الم حد ثين كذلك هو الشأن بالنسبة لعلماء الت فسير الذين لهم الفضل في إرساء هذه الن ظرية من خالل م ارعاتهم أثناء تفسيرهم لكثير من اآليات القرآنية المفتوحة لالجتهاد والت دب ر حيث ارعوا فيها الكثير من الق ارئن الل فظية أثناء تفسيره إي اها و هو ما دعا إليه علماء الن ظرية السياقية و رك زوا على لفت االنتباه إليه األمر الذي يوحي إلى فهم علماء التفسير لهذا الم عطى الل غوي و م ارعاته في التفسير القرآني.

اسم المفعول

اسم المفعول اسم المفعول اسم المفعول اسم ي شتق من الفعل المتعدي المبني للمجهول المتعدي وهي تدل على وصف من يقع عليه الفعل. يصاغ اسم المفعول على الن حو التالي : 1 الفعل الثالثي : على وزن م ف ع ول مثل: ك ت ب : م ك ت وب

المزيد من المعلومات

وزارة الترب ة بنك األسئلة لمادة علم النفس و الح اة التوج ه الفن العام لالجتماع ات الصف الحادي عشر أدب 0211 / 0212 األولى الدراس ة الفترة *************

وزارة الترب ة بنك األسئلة لمادة علم النفس و الح اة التوج ه الفن العام لالجتماع ات الصف الحادي عشر أدب 0211 / 0212 األولى الدراس ة الفترة ************* وزارة الترب ة بنك األسئلة لمادة علم النفس و الح اة التوج ه الفن العام لالجتماع ات الصف الحادي عشر أدب 2 / 22 األولى الدراس ة الفترة ************************************************************************************

المزيد من المعلومات

REPUBLIQUE ALGERIENNE DEMOCRATIQUE ET POPULAIRE وزارة التعليم العالي والبحث العلمي Ministère de l enseignement supérieur et de la recherche scientifiq

REPUBLIQUE ALGERIENNE DEMOCRATIQUE ET POPULAIRE وزارة التعليم العالي والبحث العلمي Ministère de l enseignement supérieur et de la recherche scientifiq ماستر. 1 لسان ات تطب ق ة ق: 16 النظر ات اللسان ة إنجلز ة 2018-06-19 ش خ إدر س المنهج و المنهج ة فن ات البحث و الكتابة فارس حس ن الطرش التحل ل التول دي خالدي هشام المبادئ المنهج ة للتحل ل اللسان الهادي

المزيد من المعلومات

طور المضغة

طور المضغة طىر المضغة ف خ ل ق ن ب ال ع ل ق ة م ض غ ة أد/ حنف محمىد مذبىل عضى الهيئة العبلمية لإلعجبز العلم ف القرآن والسنة يتم التحول سريع ا من علقة إلى مضغة خالل يومين )من اليوم 24 إلى اليوم 26( لهذا وصف القرآن

المزيد من المعلومات

الجامعة الأردنية

الجامعة الأردنية ر 5 الجامعة األردنية كلية اآلداب/ قسم الفلسفة ================== المادة : إشكاليات في الفكر العربي المعاصر )دكتوراه( أستاذ المادة: أحمد ماضي رقمها: )4393032( بالنظر إلى تعذر د ارسة كافة اإلشكاليات كما

المزيد من المعلومات

جامعة عين شمس كلية التربية النوعية ة امتحان دور : ف نتيجة الفرقة : يناير األولى قسم تكنولوجيا التعليم الفرقة األولى العام الد ارسى : / ( عام

جامعة عين شمس كلية التربية النوعية ة امتحان دور : ف نتيجة الفرقة : يناير األولى قسم تكنولوجيا التعليم الفرقة األولى العام الد ارسى : / ( عام الفرقة 42 79 36 39 42 69 69 62 65 69 45 46 53 46 43 54 9 1 131 117 1 95 16 142 139 1 1 138 17 143 11 64 142 1 124 55 56 51 63 55 58 ابتسام كميل جوهر غبلاير اب ارهيم على اب ارهيم مصطفى احمد باتع عبد الحكيم

المزيد من المعلومات

قررت وزارة التعليم تدري س هذا الكتاب وطبعه على نفقتها الريا ضيات لل صف االأول االبتدائي الف صل الدرا سي الثاين كتاب التمارين قام بالت أاليف والمراجعة

قررت وزارة التعليم تدري س هذا الكتاب وطبعه على نفقتها الريا ضيات لل صف االأول االبتدائي الف صل الدرا سي الثاين كتاب التمارين قام بالت أاليف والمراجعة قررت وزارة التعليم تدري س هذا الكتاب وطبعه على نفقتها الريا ضيات لل صف االأول االبتدائي الف صل الدرا سي الثاين كتاب التمارين قام بالت أاليف والمراجعة فريق من المتخ ص صين طبعة 9 0 ه 08 09 م ح وزارة التعليم

المزيد من المعلومات

هاروت وماروت كما وردت يف القرآن الكريم )من خالل تفسري ابن جرير الطربي - -ت 310 ه املسمى جامع البيان يف تفسري آي القرآن ) دكتور سناء بنت عبد الرحيم بن

هاروت وماروت كما وردت يف القرآن الكريم )من خالل تفسري ابن جرير الطربي - -ت 310 ه املسمى جامع البيان يف تفسري آي القرآن ) دكتور سناء بنت عبد الرحيم بن هاروت وماروت كما وردت يف القرآن الكريم )من خالل تفسري ابن جرير الطربي - -ت 310 ه املسمى جامع البيان يف تفسري آي القرآن ) دكتور سناء بنت عبد الرحيم بن عبد اهلل حلواني أستاذ مساعد بقسم الكتاب والسنة بكلية

المزيد من المعلومات

السيرة الذاتية للدكتور محمد شلال العاني

السيرة الذاتية للدكتور محمد شلال العاني السيرة الذاتية لألستاذ الدكتور أولا : معلومات شخصية: محمد شاللحبيب 1 - السم الرباعي واللقب: محمد شالل حبيب يوسف 2 - اللقب العلمي: أستاذ 3 - التحصيل العلمي: دكتو اره في القانون الجنائي 5 - عنوان السكن الحالي:

المزيد من المعلومات

اململكة العربية السعودية وزارة التعليم العالي جامعة اجملمعة عماده خدمه اجملتمع كليه الرتبية بالزلفي دبلوم التوجيه واالرشاد الطالبي ملخص منوذج توصيف مق

اململكة العربية السعودية وزارة التعليم العالي جامعة اجملمعة عماده خدمه اجملتمع كليه الرتبية بالزلفي دبلوم التوجيه واالرشاد الطالبي ملخص منوذج توصيف مق اململكة العربية السعودية وزارة التعليم العالي جامعة اجملمعة عماده خدمه اجملتمع كليه الرتبية بالزلفي دبلوم التوجيه واالرشاد الطالبي ملخص منوذج توصيف مقرر )نظريات التعلم ) 435/434 ه منوذج توصيف مقرر دراسي

المزيد من المعلومات

الدرس : 1 مبادئ ف المنطق مكونات المقرر الرسم عناصر التوج هات التربو ة العبارات العمل ات على العبارات المكممات االستدالالت الر اض ة: االستدالل بالخلف ا

الدرس : 1 مبادئ ف المنطق مكونات المقرر الرسم عناصر التوج هات التربو ة العبارات العمل ات على العبارات المكممات االستدالالت الر اض ة: االستدالل بالخلف ا الدرس : 1 مبادئ ف المنطق مكونات المقرر الرسم عناصر التوج هات التربو ة العبارات العمل ات على العبارات المكممات االستدالالت الر اض ة: االستدالل بالخلف االستدالل بفصل الحاالت االستدالل بالتكافؤ نبغ تقر ب

المزيد من المعلومات

وزارة التعليم العالي والبحثالعلمي الجامعة المستنصرية كلية اآلداب قسم الفلسفة الوجود اإلهلي يف فلسفة كانط النقدية رسالة تقدمت بها الطالبة: زينب وايل شو

وزارة التعليم العالي والبحثالعلمي الجامعة المستنصرية كلية اآلداب قسم الفلسفة الوجود اإلهلي يف فلسفة كانط النقدية رسالة تقدمت بها الطالبة: زينب وايل شو وزارة التعليم العالي والبحثالعلمي الجامعة المستنصرية كلية اآلداب قسم الفلسفة الوجود اإلهلي يف فلسفة كانط النقدية رسالة تقدمت بها الطالبة: زينب وايل شويع إىل جملس كلية اآلداب اجلامعة املستنصرية وهي جزء

المزيد من المعلومات

الذكاء

الذكاء ا ل ذ ك ا ء و ا ل ف ر و ق ا ل ف ر د ي ة ا ل ذ ك ا ء ع ل ى ا ل ر غ م م ن تشابه كافة أ ف ر ا د ا جل ن س ا ل ب ش ر ي ف ي م ظ ا ه ر ا ل ن م و ا مل خ ت ل ف ة أ ن ه ن ا ك ت ف ا و ت ا ف ي م ا ب ي ن ه م ف ي ا

المزيد من المعلومات

2 nd Term Final Revision Sheet Students Name: Grade: 4 Subject: Saudi Culture Teacher Signature 1

2 nd Term Final Revision Sheet Students Name: Grade: 4 Subject: Saudi Culture Teacher Signature 1 2 nd Term Final Revision Sheet Students Name: Grade: 4 Subject: Saudi Culture Teacher Signature 1 Saudi Culture Gr.4 راجعة اجتاعيات للصف الرابع االبتدائي 1 /الئي الجدول با يناسب ناخ كة الكرة )صيفا شتاء(ن

المزيد من المعلومات

اإلحتاد املصري لتنس الطاولت بطىلت اجلمهىريت املفتىحت لفردي مجيع االعمار السنيت للبنني والبناث صالت رقم ( 1 ) استاد القاهرة خالل الفرتة من 04 اىل 12 فر

اإلحتاد املصري لتنس الطاولت بطىلت اجلمهىريت املفتىحت لفردي مجيع االعمار السنيت للبنني والبناث صالت رقم ( 1 ) استاد القاهرة خالل الفرتة من 04 اىل 12 فر ( الدور الرئيسي ال ) صفحة فردى السيدات دينا عالء الدين وفيك دمحم مشرف يوم : ط همسه حسين دمحم االشمر يوم : ط هدى هشام احمد عبدالسميع الناغى الرواد يوم : ط ندى عبدالرحمن دمحم رحمو يوم : ط رنا اشرف السيد

المزيد من المعلومات

جامعة عين شمس كلية الحاسبات و المعلومات كنترول الفرقة الرابعة بيانات الطالب )رقم الجلوس-الحالة الدراسية-االسم( النمذجة والمحاكاة نتيجة طالب الفرقة الر

جامعة عين شمس كلية الحاسبات و المعلومات كنترول الفرقة الرابعة بيانات الطالب )رقم الجلوس-الحالة الدراسية-االسم( النمذجة والمحاكاة نتيجة طالب الفرقة الر جامعة عين شمس كلية الحاسبات و المعلومات كنترول الفرقة الرابعة بيانات الطالب )رقم الجلوس-الحالة الدراسية-االسم( النمذجة والمحاكاة نتيجة طالب الفرقة الرابعة نظرية المترجمات / الفصل الدراسي االول - العام

المزيد من المعلومات

الخطة الاستراتيجية ( 2015 – 2020 )

الخطة الاستراتيجية ( 2015 – 2020 ) / كلية العلوم الاجتماعية ) 2018 2017 الخطة ( االست ارتيجية مركز التطوير األكاديمي وضبط الجودة 2 صفحة االسم أ. د. يونس الشديفات د. سطام الشقور د. عمر السقرات د. هايل البري د. رضوان المجالي د. مسلم الرواحنة

المزيد من المعلومات

الوحدة األولى المالمح البشرية للوطن العربي عنوان الدرس : سكان الوطن العربي أوال :أكمل الجدول التالي: 392 مليون نسمة %5.3 %39.9 %60.1 عدد سكان الوطن ال

الوحدة األولى المالمح البشرية للوطن العربي عنوان الدرس : سكان الوطن العربي أوال :أكمل الجدول التالي: 392 مليون نسمة %5.3 %39.9 %60.1 عدد سكان الوطن ال 0 الوحدة األولى المالمح البشرية للوطن العربي عنوان الدرس : سكان الوطن العربي أوال :أكمل الجدول التالي: 392 مليون نسمة %5.3 %39.9 %60.1 عدد سكان الوطن العربي: نسبة سكان الوطن العربي إلى سكان العالم: نسبة

المزيد من المعلومات

Cambridge University Press Cambridge IGCSE Arabic as a First Language Coursebook Luma Abdul Hameed, Hanadi Al Amleh, Shoua Fakhouri

Cambridge University Press Cambridge IGCSE Arabic as a First Language Coursebook Luma Abdul Hameed, Hanadi Al Amleh, Shoua Fakhouri الف ل اأ اإنترنت ال ح ف اإعا الف ل في سطو : ي ح ل ل عن إعا ي م ض ع ت ي ي عن إن نت ف ح ل لي مي. حي ت في إعا ي ع ل ت ثي إل ني في ه ا الف ل سي و الط لب ق ا ع : القراء : ف م ج ع مع ني مح. ف م ش ن م ل ع ني

المزيد من المعلومات

بسم رلا هللا من قوله : وبعدها أمر بالهجرة إلى المد نة... إلى قوله : حتى تطلع الشمس من مغربها... وبعدها أمر بالهجرة عن بعد ان مكث النب هللاىلص ف مكة عش

بسم رلا هللا من قوله : وبعدها أمر بالهجرة إلى المد نة... إلى قوله : حتى تطلع الشمس من مغربها... وبعدها أمر بالهجرة عن بعد ان مكث النب هللاىلص ف مكة عش بسم رلا هللا من قوله : وبعدها أمر بالهجرة إلى المد نة... إلى قوله : حتى تطلع الشمس من مغربها... وبعدها أمر بالهجرة عن بعد ان مكث النب هللاىلص ف مكة عشر سنوات دعو الى التوح د ثم صلى ثالث سنوات قبل الهجرة

المزيد من المعلومات

منطقة العاصمة التعليمية عدد الصفحات / مخس صفحات التوجيه الفني للغة العربية الزمن / ساعة واحدة اختبار الفرتة الثالثة يف مادة اللغة العربية للصف العاشر

منطقة العاصمة التعليمية عدد الصفحات / مخس صفحات التوجيه الفني للغة العربية الزمن / ساعة واحدة اختبار الفرتة الثالثة يف مادة اللغة العربية للصف العاشر منطقة العاصمة التعليمية عدد الصفحات / مخس صفحات التوجيه الفني للغة العربية الزمن / ساعة واحدة اختبار الفرتة الثالثة يف مادة اللغة العربية للصف العاشر 202 م / 202 الورقة األوىل ( الت عبري والت لخيص وقواعد

المزيد من المعلومات

Sum Practical Attendence Mid

Sum Practical Attendence Mid Sum 36 4 36 Practical Attendence Mid 1 2 1 1 2 1 1 1 1 2 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 2 1 1 1 1 1 1 1 1 2 1 7 1 2 مسلسل 1 2 3 4 5 6 7 1 2 21 22 23 24 25 26 27 2 2 3 31 32 33 جامعة بنها كلية الهندسة بشبرا

المزيد من المعلومات

الرسالة األسبوعية/ الصف السادس 2018 / 9 - األحد 16 أولياء األمور الكرام : إليكم الرسالة األسبوعية وما سيتم إنجازه هذا األسبوع: األسبوع الماضي : تم اال

الرسالة األسبوعية/ الصف السادس 2018 / 9 - األحد 16 أولياء األمور الكرام : إليكم الرسالة األسبوعية وما سيتم إنجازه هذا األسبوع: األسبوع الماضي : تم اال الرسالة األسبوعية/ الصف السادس 2018 / 9 - األحد 16 أولياء األمور الكرام : إليكم الرسالة األسبوعية وما سيتم إنجازه هذا األسبوع: األسبوع الماضي : تم االنتهاء من مراجعة أهم المهارات النحوية وسيتم إرسال األوراق

المزيد من المعلومات

مقدمة أ- إن البلاغة الفصل الا ول أساسية البحث من كلمة بلغ المعنى وصل المراد وصول رسالة لها كلام تسليمها واحد إلى آخر. و من الا صطلاح هي بلوغ المتكلم ف

مقدمة أ- إن البلاغة الفصل الا ول أساسية البحث من كلمة بلغ المعنى وصل المراد وصول رسالة لها كلام تسليمها واحد إلى آخر. و من الا صطلاح هي بلوغ المتكلم ف مقدمة أ- إن البلاغة الفصل الا ول أساسية البحث من كلمة بلغ المعنى وصل المراد وصول رسالة لها كلام تسليمها واحد إلى آخر. و من الا صطلاح هي بلوغ المتكلم في تا دية المعاني حدا له اختصاص ١ بتوفة خواص التراكيب

المزيد من المعلومات

easy - translation

easy - translation From: http://ar.miraath.net/audio/5030/01 Shaikh Ahmad Bazmool Http://ar.miraath.net/audio/download/5030/usool_us_sunnah_01.mp3 أما األمر األول فھو أنه يظن أن ھذا العلم ثقيل وال يفھمه فھذا خطأ فھذا خطأ

المزيد من المعلومات

الم ب س ط ة الع ر ب ي ة الت ر ج م ة Language: العربية (Arabic) Provided by: Bible League International. Copyright and Permission to Copy Taken from th

الم ب س ط ة الع ر ب ي ة الت ر ج م ة Language: العربية (Arabic) Provided by: Bible League International. Copyright and Permission to Copy Taken from th الم ب س ط ة الع ر ب ي ة الت ر ج م ة Language: العربية (Arabic) Provided by: Bible League International. Copyright and Permission to Copy Taken from the Arabic Easy-to-Read Version 2009, 2016 by Bible League

المزيد من المعلومات

))اوراق عمل مادة التوح د(( اولى متوسط مالحظة: ال غن عن الكتاب الدراس

))اوراق عمل مادة التوح د(( اولى متوسط مالحظة: ال غن عن الكتاب الدراس اوراق عمل ماة التوح اولى متوسط مالحظة: ال غن عن الكتا الراس السؤال الول :- اختر اإلاة الصح حة ف ما ل : ز ارة المور للعاء هللا عنها من مثلة: الز ارة الشرع ة الز ارة الشرك ة الز ارة الع ة الز ارة المحرمة

المزيد من المعلومات

)) أستطيع أن أفعلها(( المادة : لغة عربية الصف و الشعبة: السابع االسم : عنوان الدرس: ورقة مراجعة )) العمل الفردي (( األهداف: أن يجيب الطالب على جميع اأ

)) أستطيع أن أفعلها(( المادة : لغة عربية الصف و الشعبة: السابع االسم : عنوان الدرس: ورقة مراجعة )) العمل الفردي (( األهداف: أن يجيب الطالب على جميع اأ )) أستطيع أن أفعلها(( المادة : لغة عربية الصف و الشعبة: السابع االسم : عنوان الدرس: ورقة مراجعة )) العمل الفردي (( األهداف: أن يجيب الطالب على جميع األسئلة بعد قراءتك * لنص الشعري بعنوان )أعطني الناي(

المزيد من المعلومات

1

1 1 اهلل ال ح س ن ى ماء أ س م ن ظ و مة في للشيخ العالمة زيد بن محمد بن ىادي المدخلي رحمو اهلل - 2 . اهلل رحمن ر حيم غاف ر...وحاف ظ ح ي ح ليم ناص ر. وخال ق وبار ئ م ه يم ن...ثم ل طيف م حس ن وم ؤ م ن. وم ان

المزيد من المعلومات

االبداع في صياغة المواقف المضحكة من خصائص الشخص ذو الذكاء: الفكاهي A. الذاتي B. اللغوي C. العاطفي D. االتصال الذي يتخذ فيه الفرد قراراته بناء على المع

االبداع في صياغة المواقف المضحكة من خصائص الشخص ذو الذكاء: الفكاهي A. الذاتي B. اللغوي C. العاطفي D. االتصال الذي يتخذ فيه الفرد قراراته بناء على المع االبداع في صياغة المواقف المضحكة من خصائص الشخص ذو الذكاء: الفكاهي A. الذاتي B. اللغوي C. العاطفي D. االتصال الذي يتخذ فيه الفرد قراراته بناء على المعلومات التي يتلقاها من حواسة هو االتصال: A. الجمعي B.

المزيد من المعلومات

Microsoft Word - 55

Microsoft Word - 55 بطاقة الوصف الوظيفي (مدير داي رة العلاقات العامة) ا و لا معلومات خاصة بالوظيفة: المسمى الوظيفي الغرض الري يسي من الوظيفة الفي ة الموقع التنظيمي للوظيفة الجهة المسي ولة عن الوظيفة العلاقة مع الوظاي ف الا

المزيد من المعلومات

الدِّيكُ الظَّرِيفُ

الدِّيكُ الظَّرِيفُ ﺍﻟﺪﻳﻚ ﺍﻟﻈﺮﻳﻒ ﻛﺎﻣﻞ ﻛﻴﻼﻧﻲ ال ديك ال ظر يف ال ديك ال ظر يف تا ليف كامل كيلاني كامل كيلاني رقم إيداع ١٦٤٠٧ / ٢٠١٢ تدمك: ٩٧٨ ٩٧٧ ٧١٩ ٠٠٨ ٤ مو سسة هنداوي للتعليم والثقافة جميع الحقوق محفوظة للناشر مو سسة هنداوي

المزيد من المعلومات

الصفة المشبَّهة باسم الفاعل

الصفة المشبَّهة باسم الفاعل الصفة المشب هة باسم الفاعل ه اسم صاغ من الفعل الالزم للداللة على معنى اسم الفاعل وتشابه اسم الفاعل ف المعنى وتفترق عنه ف أن ها تدل على ثابتة. صفة وأوزانها متعددة ثالثة منها مختصة بباب) وأربعة ف ع ل ( مختصة

المزيد من المعلومات

المدرسة المصر ة للغات قسم اللغة العرب ة و الترب ة اإلسالم ة للصف السادس االبتدائ مراجعة عامة أوال التعب ر : التعب ر الوظ ف :- اكتب الفته تحث ف ها زمال

المدرسة المصر ة للغات قسم اللغة العرب ة و الترب ة اإلسالم ة للصف السادس االبتدائ مراجعة عامة أوال التعب ر : التعب ر الوظ ف :- اكتب الفته تحث ف ها زمال المدرسة المصر ة للغات قسم اللغة العرب ة و الترب ة اإلسالم ة للصف السادس االبتدائ مراجعة عامة أوال التعب ر : التعب ر الوظ ف :- اكتب الفته تحث ف ها زمالءك على العمل. التعب ر االبداع :- اكتب ف واحد من الموضوع

المزيد من المعلومات

List of Students for Course DS342 : Computer Language for Modeling Lab # Student Name Student ID si

List of Students for Course DS342 : Computer Language for Modeling Lab # Student Name Student ID si List of Students for Course DS342 : Computer Language for Modeling Lab # Student Name Student ID 20150352 si 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34

المزيد من المعلومات

مشروع قانون المحكمة الدستورية التقرير العليا الرابع والسبعون مشروع قانون مقدم من الحكومة تقرير لجنة الفصل التشريعى األول دور

مشروع قانون المحكمة الدستورية التقرير العليا الرابع والسبعون مشروع قانون مقدم من الحكومة تقرير لجنة الفصل التشريعى األول دور https://www.ilovepdf.com مشروع قانون المحكمة الدستورية التقرير العليا الرابع والسبعون مشروع قانون مقدم من الحكومة تقرير لجنة الفصل التشريعى األول دور االنعقاد العادى الرابع الشئون الدستورية والتشريعية

المزيد من المعلومات

د ع اء ك م يل بن ز ياد د ع اء ك م يل بن زياد ( رح ه هللا( م ا لل ه م إن ي أ س أ ل ك ب ر ح م ت ك ال تي و س ع ت ك ل ش ي ء و ب ق و ت ك ال تي ق ه ر ت ب ها

د ع اء ك م يل بن ز ياد د ع اء ك م يل بن زياد ( رح ه هللا( م ا لل ه م إن ي أ س أ ل ك ب ر ح م ت ك ال تي و س ع ت ك ل ش ي ء و ب ق و ت ك ال تي ق ه ر ت ب ها د ع اء ك م يل بن زياد ( رح ه هللا( م ا لل ه م إن ي أ س أ ل ك ب ر ح م ت ك ال تي و س ع ت ك ل ش ي ء و ب ق و ت ك ال تي ق ه ر ت ب ها ك ل ش ي ء و خ ض ع ل ها ك ل ش يء و ذ ل ل ه ا ك ل ش يء و ب ج ب ر وت ك ال تي

المزيد من المعلومات

الدرجة والخطة الدراسية الكلية: القسم: الدفعة: الدرجة: التخصص: التخصص الدقيق: التربية العلوم اإلسالمية 2010 بكالوريوس التربية التربية اإلسالمية ملخص ال

الدرجة والخطة الدراسية الكلية: القسم: الدفعة: الدرجة: التخصص: التخصص الدقيق: التربية العلوم اإلسالمية 2010 بكالوريوس التربية التربية اإلسالمية ملخص ال الدرجة والخطة الدراسية الكلية: القسم: الدفعة: الدرجة: التخصص: التخصص الدقيق: التربية العلوم اإلسالمية بكالوريوس التربية التربية اإلسالمية ملخص الساعات المعتمدة متطلبات جامعة )( لغة عربية المجتمع العماني

المزيد من المعلومات

جامعة الانبار – قسم ضمان الجودة والاعتماد - السيرة الذاتية لعضو هيئة تدريس

جامعة الانبار – قسم ضمان الجودة والاعتماد - السيرة الذاتية لعضو هيئة تدريس االسم علي محمد عبد السيرة الذاتية) CV ( : 1 اوال : معلومات عامة 1.العنوان: العمل : جامعة التخصص:...األدب االندلسي..كلية االداب / قسم اللغة العربية الدرجة العلمية:...استاذ مساعد. العنوان البر د :......

المزيد من المعلومات

منح مقد مة من مبادرة ألبرت أينشتاين األكاديمية األلمانية لالجئين إلى النازحين السوريين في لبنان يعرف باسم "دافي (DAFI) العام األكاديمي الجامعي 4102/41

منح مقد مة من مبادرة ألبرت أينشتاين األكاديمية األلمانية لالجئين إلى النازحين السوريين في لبنان يعرف باسم دافي (DAFI) العام األكاديمي الجامعي 4102/41 منح مقد مة من مبادرة ألبرت أينشتاين األكاديمية األلمانية لالجئين إلى النازحين السوريين في لبنان يعرف باسم "دافي (DAFI) العام األكاديمي الجامعي طلب مساعدة تعليمية مالحظة: إن الموعد النهائي لتقديم الطلبات

المزيد من المعلومات

الدرجة والخطة الدراسية الكلية: القسم: الدفعة: الدرجة: التخصص: التخصص الدقيق: التربية العلوم اإلسالمية 1122 وما بعد بكالوريوس التربية التربية اإلسالمية

الدرجة والخطة الدراسية الكلية: القسم: الدفعة: الدرجة: التخصص: التخصص الدقيق: التربية العلوم اإلسالمية 1122 وما بعد بكالوريوس التربية التربية اإلسالمية الدرجة والخطة الدراسية الكلية: القسم: الدفعة: الدرجة: التخصص: التخصص الدقيق: التربية العلوم اإلسالمية وما بعد بكالوريوس التربية التربية اإلسالمية ملخص الساعات المعتمدة متطلبات جامعة )( لغة عربية المجتمع

المزيد من المعلومات

. رصد حضور المرأة في وسائل اإلعالم المحلية 2017

. رصد حضور المرأة في وسائل اإلعالم المحلية 2017 . رصد حضور المرأة في وسائل اإلعالم المحلية 2017 المقدمة : عينة الدراسة الصحافة المطبوعة : الرأي والغد والدستور والسبيل. المواقع اإللكترونية : عمون وسرايا وخبرني والوكيل. التلفزيون : التلفزيون األردني ورؤيا.

المزيد من المعلومات

نموذج السيرة الذاتية

نموذج السيرة  الذاتية بسم اهلل الرحمن الرحيم البيانات الشخصية االسم تاريخ ومكان الميالد الكلية القسم عمان العلوم التربوية المكتبات و المعلومات المؤهالت الد ارسية الدرجة العلمية التخصص الجهة المانحة لها 2012 دكتو اره علم المعلومات

المزيد من المعلومات

ص)أ( المملكة العرب ة السعود ة وزارة الترب ة والتعل م اإلدارة العامة للترب ة والتعل م بمحافظة جدة الب ان النموذج ة ( تعل م عام ) انفصم اندراسي األول ان

ص)أ( المملكة العرب ة السعود ة وزارة الترب ة والتعل م اإلدارة العامة للترب ة والتعل م بمحافظة جدة الب ان النموذج ة ( تعل م عام ) انفصم اندراسي األول ان ص)أ( المملكة العرب ة السعود ة وزارة الترب ة والتعل م اإلدارة العامة للترب ة والتعل م بمحافظة جدة الب ان النموذج ة ( تعل م عام ) انفصم اندراسي األول انفترة انثانثت العام الدراس - 1 18 ه االسم المرحلة الصف

المزيد من المعلومات

اسم الطالب: ألمدرسة األحمدية الخميس 24 آذار ربيع الثاني 2442 إمتحان فهم مقروء فصلي للصف الخامس إق أر النص التالي ثم أجب عن األسئلة التي تليه:

اسم الطالب: ألمدرسة األحمدية الخميس 24 آذار ربيع الثاني 2442 إمتحان فهم مقروء فصلي للصف الخامس إق أر النص التالي ثم أجب عن األسئلة التي تليه: اسم الطالب: _ ألمدرسة األحمدية الخميس 24 آذار 2122 21 ربيع الثاني 2442 إمتحان فهم مقروء فصلي للصف الخامس إق أر النص التالي ثم أجب عن األسئلة التي تليه: العصفورتان والر يح جميلتان العرب ب ال د إحدى في كانت

المزيد من المعلومات

إنَّ وأخواتهـا

إنَّ وأخواتهـا بسم هللا الر حمن الر حيم قال ابن مالك: إلن أن ليت لع ل كأن عكس ما ل كان م ن عم ل كإن زيدا عالم بأني ك فء ولكن ابن ه ذو ض غ ن أخوات ( إ ن ( هي : )إ ن أ ن ك أ ن لك ن ل ي ت ل ع ل (. معاني األحرف : إن و أن

المزيد من المعلومات

البكريةA5.indd

البكريةA5.indd ( تولى الخالفة في الثاني عشر من ربيع األول عام 11 ه ) نظم خادم السلف ».«رواه البخاري ومسلم ي ا م س ر ع ا م س ت ر ج ع ا و ه و ش خ ب ر و ف اة أ بي ب ك ر ج اء ب اك ل م ا س م ع ع لي ي ق ول : ال ي و م ان ق

المزيد من المعلومات

1

1 1 2 كلمة املدير العام للتعليم بمحافظة جدة 3 كلمة مدير إدارة املراجعة الداخلية بتعليم جدة... 4 مقدمه 5 فريق إعداد الدليل اإلجراي بإدارة املراجعة الداخلية 6 مسرد الدليل اإلجراي 7 العملية الهدف مجال التطبيق

المزيد من المعلومات

نتائج تخصيص طالب وطالبات السنة األولى المشتركة بنهاية الفصل الدراسي الثاني 1438/1437 ه يسر عمادة شؤون القبول والتسجيل بجامعة الملك سعود أن تعلن نتائج

نتائج تخصيص طالب وطالبات السنة األولى المشتركة بنهاية الفصل الدراسي الثاني 1438/1437 ه يسر عمادة شؤون القبول والتسجيل بجامعة الملك سعود أن تعلن نتائج نتائج تخصيص وات السنة األولى المشتركة بنهاية الفصل الدراسي الثاني 1438/1437 ه يسر عمادة شؤون القبول والتسجيل بجامعة الملك سعود أن تعلن نتائج تخصيص وات السنة األولى المشتركة بعد نهاية الفصل الدراسي الثاني

المزيد من المعلومات

اإلصدار الثاني محرم 1436 ه الكلية: القسم األكاديمي: البرنامج: المقرر: منسق المقرر: منسق البرنامج: تاريخ اعتماد التوصيف: العلوم والدراسات اإلنسانية رما

اإلصدار الثاني محرم 1436 ه الكلية: القسم األكاديمي: البرنامج: المقرر: منسق المقرر: منسق البرنامج: تاريخ اعتماد التوصيف: العلوم والدراسات اإلنسانية رما اإلصدار الثاني محرم 6 ه الكلية: القسم األكاديمي: البرنامج: المقرر: منسق المقرر: منسق البرنامج: تاريخ اعتماد التوصيف: العلوم والدراسات اإلنسانية رماح الدراسات اإلسالمية الدراسات اإلسالمية فقه الجنايات والحدود

المزيد من المعلومات

ص)أ( المملكة العرب ة السعود ة وزارة التعل م اإلدارة العامة للتعل م بمحافظة جدة الب ان النموذج ة ( تعل م عام ) انفصم اندراسي األول انفترة انثانثت العام

ص)أ( المملكة العرب ة السعود ة وزارة التعل م اإلدارة العامة للتعل م بمحافظة جدة الب ان النموذج ة ( تعل م عام ) انفصم اندراسي األول انفترة انثانثت العام ص)أ( المملكة العرب ة السعود ة وزارة التعل م اإلدارة العامة للتعل م بمحافظة جدة الب ان النموذج ة ( تعل م عام ) انفصم اندراسي األول انفترة انثانثت العام الدراس - 8 المعلمة المرحلة الصف المادة وفاء المالكي

المزيد من المعلومات

لغة الضاد عنواني

لغة الضاد عنواني دولة االمارات العربية المتحدة ملس أبوظبي للتعليم مدرسة ناهل للتعليم األساسي والثانوي الالم القمرية االسم : الصف :... الشعبة...: ركب من الحروف والمقاطع لتكون كلمات ثم اقرأها قراءة سليمة :- الحروف والمقاطع

المزيد من المعلومات

اإلحتاد املصرى لتنس الطاولة بطولة اجلمهورية املفتوحة األوىل لفردى الرباعم والربعمات حتت 12 سنة واألشبال والشبالت حتت 15 سنة صالة رقم ( 1 ) - استاد الق

اإلحتاد املصرى لتنس الطاولة بطولة اجلمهورية املفتوحة األوىل لفردى الرباعم والربعمات حتت 12 سنة واألشبال والشبالت حتت 15 سنة صالة رقم ( 1 ) - استاد الق - -, -, - - -, -, - -,, - - - - // // // : : : - - فردي البراعم تحت سنة - مجموعة ( محمد جمال عبدالحميد يوسف محمد محروس ابوشادى مهند مصطفى محمد مصطفى الترام سبورتنج -,, -,, -,, مارتن إيهاب وليم شحاته -

المزيد من المعلومات

Morgan & Banks Presentation V

Morgan & Banks Presentation V المحرم 1433/ ديسمبر 2011 1 1 د. صنهات العتييب االستاذ بجامعة الملك سعود د. مسري الشيخ مستشار تطوير المصرفية اإلسالمية 2 علي اإلجابة الندوة تحاول التساؤالت التالية: املصرفية أين اإلسالوية يف البنوك التقميدية

المزيد من المعلومات

المدة : 5 دقي. النش ط : ال راءة. المست ى : قس التحضير.. 9 عن ان الدرس : أربط بين الص الحرف ( (. رق ال حدة : الك ءا ال عدي : يتعرف ع الص ) ( المسم ع ث

المدة : 5 دقي. النش ط : ال راءة. المست ى : قس التحضير.. 9 عن ان الدرس : أربط بين الص الحرف ( (. رق ال حدة : الك ءا ال عدي : يتعرف ع الص ) ( المسم ع ث . 9 أربط بين الص الحرف ( (. الك ءا ال عدي : يتعرف ع الص ) ( المسم ع ث يربطه ب لص ) ( المكت [ الحرف ] يميزه من خال تسمي مجم ع م شر الك ءة : يتعرف ع الص ) ( المسم ع ث يربطه ب لص ) ( المكت [ الحرف ] يميزه

المزيد من المعلومات

منحهما جائزة "الوسام الذهبي لإلنجاز": - Monitoring Media إتحاد المصارف العربية يكر م عدنان وعادل القص ار في القمة المصرفية العربية الدولية في باريس Ta

منحهما جائزة الوسام الذهبي لإلنجاز: - Monitoring Media إتحاد المصارف العربية يكر م عدنان وعادل القص ار في القمة المصرفية العربية الدولية في باريس Ta منحهما جائزة "الوسام الذهبي لإلنجاز": - Monitoring Media إتحاد المصارف العربية يكر م عدنان وعادل القص ار في القمة المصرفية العربية الدولية في باريس Table of Content الوسام الذهبي لعدنان وعادل القص ار في

المزيد من المعلومات

وزارة الرتبية الوطنية امتحان بكالوراي التعليم الثانوي الشعبة: تقين رايضي اختبار يف مادة: الرايضيات اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية الديوان الو

وزارة الرتبية الوطنية امتحان بكالوراي التعليم الثانوي الشعبة: تقين رايضي اختبار يف مادة: الرايضيات اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية الديوان الو وزارة الرتبية الوطنية امتحان بكالوراي التعليم الثانوي الشعبة: تقين رايضي اختبار يف مادة: الرايضيات اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية الديوان الوطين لالمتحاانت واملسابقات 710 املدة: دورة: 10 د و 01

المزيد من المعلومات

جامعة حضرموت

جامعة حضرموت جاهعة حضرهوت التسجيل االلكتروني لمرحلة التنسيق بالجامعة عبر الموقع www.hu-registration.com الصفحة الرئيسية زر الدخول على النظام ف حالة التسج ل سابقا ولد ك اسم مستخدم وكلمة مرور زر تسج ل متقدم جد د اذا

المزيد من المعلومات

Microsoft Word - 47-Matthew

Microsoft Word - 47-Matthew إنجيل م ت ى 1 م ت ى إنجيل الا صح اح الا ول 2 1 ك ت اب م يلا د ي س وع ال م س يح اب ن د او د اب ن إ ب راه يم : إ ب راه يم و ل د إ س حاق. و إ س حاق و ل د 3 ي ع ق وب. و ي ع ق وب و ل د ي ه وذ ا و إ خ و ت ه.

المزيد من المعلومات

AnyFileYY675SLX

AnyFileYY675SLX 49 44 59 55 49 52 38 57 60 47 23 33 39 46 0481 02 2 B 202 0481 02 2 B 203 0481 02 2 B 103 0481 02 3 B 301 0481 02 3 B 303 0481 02 3 B 304 0481 02 3 B 305 3783 سعد محمد جديع القحطاني اقبال جاويد 3936 2807

المزيد من المعلومات

الرقابة الداخلية والرقابة الخارجية

الرقابة الداخلية والرقابة الخارجية الرقابة الداخلية - التدقيق الداخلي الرقابة الخارجية القاضي أفرام الخوري الرقابة الداخلية - التدقيق الداخلي والرقابة الخارجية الفقرة االولى : المقاييس العامة ألي نظام رقابي 1 هدف الرقابة : الرقابة على الوسيلة

المزيد من المعلومات

السؤال الأول: ‏

السؤال الأول: ‏ الدولي المجمع العري للمحاسين القانونيين 4102 امتحان محاس اإلجاات المقترحة ألسئلة دولي عري قانوني معتمد /)IACPA( : الثانية القسم األول الورقة : المادة المحاسة عدد األجوة : 5-1 - 41] السؤال األول: ضع دائرة

المزيد من المعلومات

الجلسة الأولى: الابتكار والملكية الفكرية

الجلسة الأولى: الابتكار والملكية الفكرية الجلسة الثانية :الملكية الفكرية واالبتكار في المجتمعات األكاديمية الملكية الفكرية والمؤسسات األكاديمية دور الملكية الفكرية الجامعية إدارة الملكية الفكرية الجامعية وسياساتها ما الهدف األساسي الذي خلقت من

المزيد من المعلومات

متوسطة عيسى الصحبي دائرة تنيرة والية سيدي بلعباس مذكرات الجيل الثاني المستوى: 03 متوسط األستاذ: حمزة محمد

متوسطة عيسى الصحبي دائرة تنيرة والية سيدي بلعباس مذكرات الجيل الثاني المستوى: 03 متوسط األستاذ: حمزة محمد متوسطة عيسى الصحبي دائرة تنيرة والية سيدي بلعباس مذكرات الجيل الثاني المستوى: 03 متوسط األستاذ: حمزة محمد العمليات على األعداد النسبية الكسور و حاالت تقايس مثلثين المقطع التعلمي األول: العمليات على األعداد

المزيد من المعلومات

صفوت مصطفي حميد ضهير مدرسة الدوحة الثانوية ب أي خطأ طباعي أو إثناء التحويل من صيغة آلخري يرجي إبالغي به والخطأ مني ومن الشيطان أما توفيقي فمن هللا عرف

صفوت مصطفي حميد ضهير مدرسة الدوحة الثانوية ب أي خطأ طباعي أو إثناء التحويل من صيغة آلخري يرجي إبالغي به والخطأ مني ومن الشيطان أما توفيقي فمن هللا عرف أي خطأ طباعي أو إثناء التحويل من صيغة آلخري يرجي إبالغي به والخطأ مني ومن الشيطان أما توفيقي فمن هللا عرف المصطلحات التالية: الكميات الفيزيائية القياسية: هي كميات التي يعبر عنها بعدد ووحدة قياس مثل "درجة

المزيد من المعلومات

ن خطبة الجمعة المذاعة والموزعة بتاريخ 15 من شوال 1439 ه الموافق 2018/6/29 م م ن ال م ن اه ي الل ف ظ ي ة ن ا م ن س ي ئ ات أ ع م ال ن ش ر ور أ ن ف سن ا

ن خطبة الجمعة المذاعة والموزعة بتاريخ 15 من شوال 1439 ه الموافق 2018/6/29 م م ن ال م ن اه ي الل ف ظ ي ة ن ا م ن س ي ئ ات أ ع م ال ن ش ر ور أ ن ف سن ا ن خطبة الجمة المذاة والموزة بتاريخ 15 من شوال 1439 ه المواق 2018/6/29 م م ن الم ناه يالل ظية نا م ن س ي ئات أ م ال ن ش ر ور أن سنا وم ر ه ون وذ ب م ين ه ونس تغ إن الح م د ل له نح م د ه ونس ت م ض له ومن

المزيد من المعلومات

م ج ل ة الض اد ل ل غ ة الع ر ب ي ة العدد - 12 ديسمرب 2016 اإل م ام الخ ب ير الم غ ر ور و ح د يث الد ود ة! الش اف ع ي م ن م ح ن ة الو ل ي ة إ ل ى م ن ح

م ج ل ة الض اد ل ل غ ة الع ر ب ي ة العدد - 12 ديسمرب 2016 اإل م ام الخ ب ير الم غ ر ور و ح د يث الد ود ة! الش اف ع ي م ن م ح ن ة الو ل ي ة إ ل ى م ن ح م ج ل ة الض اد ل ل غ ة الع ر ب ي ة العدد - 12 ديسمرب 2016 اإل م ام الخ ب ير الم غ ر ور و ح د يث الد ود ة! الش اف ع ي م ن م ح ن ة الو ل ي ة إ ل ى م ن ح ة الع ل م مسابقة اربح موبايل أيفون 7 الح ك م و األ

المزيد من المعلومات

PowerPoint Presentation

PowerPoint Presentation مشروع التسويق ولوجيستيات االعمال الزراعية المتقدمة التحليل المالي كيبف تحدد سعر التكلفة والسعر النهائي الى أي مدى يعكس السعر الجودة 50 قرش للكيلو جنيه للكيلو هل التكاليف هي المكون الوحيد للسعر 3 مالذي

المزيد من المعلومات

الموطأ كتاب المساقاة معالي الشيخ الدكتور عبد الكريم بن عبد اهلل اخلضري عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء تاريخ المحاضر

الموطأ كتاب المساقاة معالي الشيخ الدكتور عبد الكريم بن عبد اهلل اخلضري عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء تاريخ المحاضر الموطأ كتاب المساقاة معالي الشيخ الدكتور عبد الكريم بن عبد اهلل اخلضري عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء تاريخ المحاضرة: المكان: املوطأ - كتاب املاسااا )22 ) 2 السالم عليكم

المزيد من المعلومات

دائرة التسجيل والقبول فتح باب تقديم طلبات االلتحاق للفصل األول 2018/2017 " درجة البكالوريوس" من العام الدراسي جامعة بيرزيت تعلن 2018/2017 يعادلها ابتد

دائرة التسجيل والقبول فتح باب تقديم طلبات االلتحاق للفصل األول 2018/2017  درجة البكالوريوس من العام الدراسي جامعة بيرزيت تعلن 2018/2017 يعادلها ابتد دائرة التسجيل والقبول فتح باب تقديم طلبات االلتحاق للفصل األول 2018/2017 " درجة البكالوريوس" من العام الدراسي جامعة بيرزيت تعلن 2018/2017 يعادلها ابتداء من عن فتح باب تقديم طلبات االلتحاق بإمكان الطلبة

المزيد من المعلومات

توزيع املساقات الدراسية في برامج ماكاديمية على ماقسام العلمية )1( قسم القانون الدولي العام م املساق القانون الدولي العام التنظيم الد

توزيع املساقات الدراسية في برامج ماكاديمية على ماقسام العلمية )1( قسم القانون الدولي العام م املساق القانون الدولي العام التنظيم الد توزيع الساقات الدراسية في براج اكاديية على اقسا العلية )( قس القانون الدولي العا 7 8 9 الساق القانون الدولي العا التنظي الدولي القانون الدولي العا ع التعق القانون الجنائي الدولي القانون الدولي إلانساني

المزيد من المعلومات

بسم هللا الرحمن الرحيم السيرة الذاتية االسم :جهاد محمد فيصل النصيرات الرتبة : أستاذ مشارك مكان وتاريخ الميالد : الزرقاء 1964/7/15 م الجن

بسم هللا الرحمن الرحيم السيرة الذاتية االسم :جهاد محمد فيصل النصيرات الرتبة : أستاذ مشارك مكان وتاريخ الميالد : الزرقاء 1964/7/15 م الجن بسم هللا الرحم الرحيم السيرة الذاية 0096655596 االسم :جهاد محمد صل ال الربة : أساذ مشارك مكا واريخ الميالد : الزرقاء 964/7/5 م الجسية : أردي معلوما اإلصال : 009677567995 jh_alnu@yahoo.com : E.MAIL و المؤهالااكأاد

المزيد من المعلومات

جامعة محمد بوضياف بالمسيلة المديرية الفرعية للمستخدمين والتكوين الرقم الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي محضر

جامعة محمد بوضياف بالمسيلة المديرية الفرعية للمستخدمين والتكوين الرقم الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي محضر جامعة محمد بوضياف بالمسيلة المديرية الفرعية للمستخدمين والتكوين الرقم الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي محضر إجتماع اللجنة التقنية إلختيار المترشحين للتوظيف الخارجي

المزيد من المعلومات

بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم مراجعة امتحان نهاية الفصل األول { الفراق بني الزوجني } ملاذا شرع هللا عز وجل الزواج... ما أسس اختيار شريك العمر ما معىن النشوز وممن يقع كيف عاجل اإلسالم النشوز ابلنسبة للزوجة كيف عاجل اإلسالم النشوز ابلنسبة

المزيد من المعلومات

جملة جواب الشرط الغير جازم

جملة جواب الشرط الغير جازم جملة جواب الشرط غير الجازم . جملة جواب الشرط الغير جازم وهي الجملة التي تكون جواب ا إلحدى أدوات الشرط غير الجازمة أدوات الشرط غير الجازمة تتكون من : أسماء )إذا لما كلما أحرف )أما لو لوال لوما( ) وهي ال

المزيد من المعلومات

الشريحة 1

الشريحة 1 القيادة 1 القيادة -الم ادة - تعر فات الم ادة -الفرق ب ن الم ادة واإلدارة - عناصر الم ادة اإلدار ة - نظر ات الم ادة اإلدار ة 2 القيادة تنطوي الم ادة على عاللة تبادل ة ب ن من بدأ بالفعل وب ن من نجزه وهذه

المزيد من المعلومات

اسم الطالب أجان ال اس اوم احمد عباس رش د احمد ممداد ح در عل احمد نذ ر دمحم صالح ارا واروس طاطول أر ن كامران سل مان إسراء سعد هللا جاسم أسماء صل وا ججو

اسم الطالب أجان ال اس اوم احمد عباس رش د احمد ممداد ح در عل احمد نذ ر دمحم صالح ارا واروس طاطول أر ن كامران سل مان إسراء سعد هللا جاسم أسماء صل وا ججو أجان ال اس اوم احمد عباس رش د احمد ممداد ح در عل احمد نذ ر دمحم صالح ارا واروس طاطول أر ن كامران سل مان إسراء سعد هللا جاسم أسماء صل وا ججو إسماع ل سعد هللا شاكر أصالة حم د سلطان اكرام ول د خرش د أكرم

المزيد من المعلومات

المحاضرة الثانية عشر مقاييس التشتت درسنا في المحاضرة السابقة مقاييس النزعة المركزية أو المتوسطات هي مقاييس رقمية تحدد موقع أو مركز التوزيع أو البيانات

المحاضرة الثانية عشر مقاييس التشتت درسنا في المحاضرة السابقة مقاييس النزعة المركزية أو المتوسطات هي مقاييس رقمية تحدد موقع أو مركز التوزيع أو البيانات المحاضرة الثانية عشر مقاييس التشتت درسنا في المحاضرة السابقة مقاييس النزعة المركزية أو المتوسطات هي مقاييس رقمية تحدد موقع أو مركز التوزيع أو البيانات وهي مهمة في حالة المقارنة بين التوزيعات المختلفة وكان

المزيد من المعلومات

اشارات النت جة رقم الجلوس جامعة ع ن شمس كل ة االداب-التعل م المفتوح وحدة تكنولوج ا المعلومات نت جة امتحان التعل م المفتوح نا ر )2015( 1 المستوى الثامن

اشارات النت جة رقم الجلوس جامعة ع ن شمس كل ة االداب-التعل م المفتوح وحدة تكنولوج ا المعلومات نت جة امتحان التعل م المفتوح نا ر )2015( 1 المستوى الثامن نت ة امتحان اتع م امفتوح نا ر )20( م م 2 م م 4 م م م 8 م تراكمى اماحظات مادة تخف 2 مادة تخف مادة تخف 8 8 0 4 ابو اسعود ع ابو اسعود 8 4 2 80 0 0 4 اسامه اس د ب ومى 4 2 2 0 9 4 4 اسامه بدر عبد احم د 80 9

المزيد من المعلومات

E-EH/ 3'EJ 'D('1H/J >> (BH) P 'D9DEP *BHI 4HC) O 'D#EEP

E-EH/ 3'EJ 'D('1H/J >> (BH) P 'D9DEP *BHI 4HC) O 'D#EEP مومود سامي البارودي >> بقوة العل م تقوى شوكة الم م بقوة العل م تقوى شوكة الم م ----------------------------------- بقوة العل م تقوى شوكة الم م فا م ل ف ح م ك ف م ف ال د ر ه ر م ر نس و ب إ لى ا م ل ق ل

المزيد من المعلومات

كلية الدراسات التطبيقية وخدمة المجتمع قسم العلوم اإلدارية واإلنسانية جدول االختبارات النهائية للفصل الدراسي األول 1440/1439 ه اليوم والتاريخ الفترة ال

كلية الدراسات التطبيقية وخدمة المجتمع قسم العلوم اإلدارية واإلنسانية جدول االختبارات النهائية للفصل الدراسي األول 1440/1439 ه اليوم والتاريخ الفترة ال اسم 20 22 24 0481 02 3 B 304 0481 02 3 B 306 1203 سطب 1417 نظم 1206 حسب نظم المعلومات الصحية احكام الملكية الصناعية والتجارية المحاسبة الضريبية والزكاة محمد ابراهيم محمد التميمي فهد ابراهيم محمد الضويان

المزيد من المعلومات

Microsoft PowerPoint - Session 7 - LIBYA - MOH.pptx

Microsoft PowerPoint - Session 7 - LIBYA - MOH.pptx دولة ليبيا وزارة الصحة مركز المعلومات والتوثيق 1 إعداد : محمد إبراھيم صالح مدير مركز المعلومات والتوثيق 2 المحتويات. المؤسسات المسئولة في مجال االحوال المدنية واإلحصاءات الحيوية. االطار القانوني لتسجيل.

المزيد من المعلومات

PowerPoint Presentation

PowerPoint Presentation عرض لنظام المعماري الاستراتيجي لمتابعة الأداء وتنفيذ الاستراتيجيات 1999 مقدمة تاسست عام في مصر شركة مساهمة خاصة من عام 2002 المقر الرئيسي بالقاهرة 35 موظف شركاء استراتيجيين في الشرق الأوسط خبرات دولية

المزيد من المعلومات

حقيبة إنجاز المعلم والمعلمة إعداد األستاذ/ بندر الحازمي

حقيبة إنجاز المعلم والمعلمة إعداد األستاذ/ بندر الحازمي {ق ل اد ع وا ال ذ ين ز ع م ت م م ن د ون للا ال ي م ل ك ون م ث ق ال ذ ر ة ف ي الس م و ات و ال ف ي األ ر ض و م ا ل ه م ف يه م ا م ن ش ر ك و م ا ل ه م ن ه م م ن ظ ه ير } )سبأ:.)22 كل إله ع ب د أو ي عب د م

المزيد من المعلومات

Microsoft Word - ٖٗخص عربÙ−

Microsoft Word - ٖٗخص عربÙ− إ اد إ اف ١٤٣٨ ه / ٢٠١٧ م ١ ت ل م لة ال ارسة ال ال ة في ت ني م مها ارت ال ف العل ا ل تلام ال ف الا ول الا ع اد وه ا ما أشارت إل ه ال ارسة الاس لاع ة ال ي قام بها ال اح ة ل ع فة م تلام ال ف الا ول الا ع

المزيد من المعلومات

SKRIPS~1.RTF

SKRIPS~1.RTF في. الباب الثانى ا دونيس لمحة عن الفصل الا ول شخصية ا دونيس وفكرته ولد ا دونيس عام 1930 بم باسم علي ا حمد سعيد ا سبر ولكنه اتخذ لنفسه اسم ا دونيس (ا حد ا بطال الا ساطير الفينيقية) خروجا على التقاليد العربية

المزيد من المعلومات

الاتصال الفعال بين المعلم والطالب

الاتصال الفعال بين المعلم والطالب ) 10-10 مدرسه التعاون ( بحث إجرائي عن االتصال الفعال وإثارته لدافعية التعلم لدي الطالب في مدرسة التعاون االتصال عامل هام من العوامل التي تقوم عليها حياة الناس وكل فرد منا يمارس االتصال مع من حوله من أفراد

المزيد من المعلومات

Kingdome of Saudi Arabia Ministry of Education Taibah University University Testing Center المملكة العربية السعودية وزارة التعليم جامعة طيبة مركز االخ

Kingdome of Saudi Arabia Ministry of Education Taibah University University Testing Center المملكة العربية السعودية وزارة التعليم جامعة طيبة مركز االخ Kingdome of Saudi Arabia Ministry of Education Taibah University University Testing Center اللكة العربية السعودية وزارة التعلي جاعة طيبة ركز االختبارات بالجاعة األرقا الجاعية لطالبات كلية اآلداب والعلو

المزيد من المعلومات

8 مادة إثرائية وفقا للمنهاج الجديد األساسي الثامن للصف الفصل الدراسي األول إعداد املعلم/ة: أ. مريم مطر أ. جواد أبو سلمية حقوق الطبع حمفوظة لدى املكتبة

8 مادة إثرائية وفقا للمنهاج الجديد األساسي الثامن للصف الفصل الدراسي األول إعداد املعلم/ة: أ. مريم مطر أ. جواد أبو سلمية حقوق الطبع حمفوظة لدى املكتبة 8 مادة إثرائية وفقا للمنهاج الجديد الساسي الثامن للصف الفصل الدراسي الول إعداد املعلم/ة:. مريم مطر. جواد و سلمية حقوق الطع حمفوظة لدى املكتة الفلسطينية رقم إيداع )017/614( من وزارة الثقافة تطل من املكتة

المزيد من المعلومات

الجامعة الاردنية:الصحة النفسية

الجامعة الاردنية:الصحة النفسية الجامعة األردنية مخطط المادة الد ارسية 1. اسم المادة الصحة النفسية 2. رقم المادة 0105314 الساعات المعتمدة )نظرية عممية( ٣ الساعات الفعمية )نظرية عممية( ٣.3 المتطمبات السابقة/المتطمبات المت ازمنة 4. اإلرشاد

المزيد من المعلومات

بسم الله الرحمن الرحيم الخطة الدراسية لدرجة الماجستير في قانون الملكية الفكرية ( مسار الشامل ) 022 ش 5 رقم الخطة أوال : أحكام وشروط عامة : ثانيا : ثال

بسم الله الرحمن الرحيم الخطة الدراسية لدرجة الماجستير في قانون الملكية الفكرية ( مسار الشامل ) 022 ش 5 رقم الخطة أوال : أحكام وشروط عامة : ثانيا : ثال بسم الله الرحمن الرحيم الخطة الدراسية لدرجة الماجستير في قانون الملكية الفكرية ( مسار الشامل ) 022 ش 5 رقم الخطة أوال : أحكام وشروط عامة : ثانيا : ثالثا : 0 2 شروط خاصة : تتفق هذه اخلطة مع تعليمات برامج

المزيد من المعلومات

بسم الله الرحمن الرحيم

بسم  الله الرحمن الرحيم بسم اهلل الرحمن الرحيم السيرة الذاتية اوال البيانات الشخصية االسم بدر رفعت سلمان دويكات 1691 تاريخ الميالد مكان الوالدة الحالة االجتماعية متزوج ولي أربعة أوالد الجنسية فلسطيني الوظيفة الحالية أستاذ مساعد

المزيد من المعلومات

االسم رقم الجلوس ابانوب راضى عط ه بطرس ابانوب سم ر غندور كرلس ابانوب شكرى فهمى حن ن ابانوب عادل ا وب مس حى ابانوب ع د فت

االسم رقم الجلوس ابانوب راضى عط ه بطرس ابانوب سم ر غندور كرلس ابانوب شكرى فهمى حن ن ابانوب عادل ا وب مس حى ابانوب ع د فت 12001 ابانوب راضى عط ه بطرس 12002 ابانوب سم ر غندور كرلس 12003 ابانوب شكرى فهمى حن ن 12004 ابانوب عادل ا وب مس حى 12005 ابانوب ع د فتحى ع د م خائ ل 12006 ابانوب ول م شحات م خائ ل 12007 ابتسام حس ن شعبان

المزيد من المعلومات

استمارة تحويل طالب يتعلم في الصف العادي لجنة التنسيب إلى )التقرير التربوي( استمارة لتركيز المعلومات حول العالج المسبق الذي حصل علية الطالب\ة الذي يتعل

استمارة تحويل طالب يتعلم في الصف العادي لجنة التنسيب إلى )التقرير التربوي( استمارة لتركيز المعلومات حول العالج المسبق الذي حصل علية الطالب\ة الذي يتعل استمارة تحويل طالب يتعلم في الصف العادي لجنة التنسيب إلى )التقرير التربوي( استمارة لتركيز المعلومات حول العالج المسبق الذي حصل علية الطالب\ة الذي يتعلم في صف عادي, قبل تحويله إلى لجنة التنسيب.يجب تعبئة

المزيد من المعلومات

Layout 2

Layout 2 الفعل العري ة القواعد في الاختار نتية الاختار في الص فهة الاخيرة 1 عي ن ي هذف ي هذف ي ي ر يار يار و ر ي نر ي ر و ر ل ل ي ر يار ف ع ت ف ع ت يا ر ف ع ت ي نر و ي ين ر يا ي ي ي ياي ياي و ي و ي ياي يا ي و ني

المزيد من المعلومات

اسم المدرس: رقم المكتب: الساعات المكتبية: موعد المحاضرة: جامعة الزرقاء الكمية: الحقوق عدد الساعات: 3 ساعات معتمدة نوع المتطمب: تخصص اختياري عنوان المق

اسم المدرس: رقم المكتب: الساعات المكتبية: موعد المحاضرة: جامعة الزرقاء الكمية: الحقوق عدد الساعات: 3 ساعات معتمدة نوع المتطمب: تخصص اختياري عنوان المق اسم المدرس: رقم المكتب: الساعات المكتبية: موعد المحاضرة: جامعة الزرقاء الكمية: الحقوق عدد الساعات: 3 ساعات معتمدة نوع المتطمب: تخصص اختياري عنوان المقرر: ج ارئم تكنولوجيا المعمومات )0602344( المتطمب السابق:

المزيد من المعلومات

اامتح ن الج ي الم حد امتح ن البك ل ري ( الد رة الع دي : ي ني ) 4102 المست ى 0 من س ك البك ل ري الشع أ المس لك مس ك الع الشرعي شعب الع التجريبي شعب الع

اامتح ن الج ي الم حد امتح ن البك ل ري ( الد رة الع دي : ي ني ) 4102 المست ى 0 من س ك البك ل ري الشع أ المس لك مس ك الع الشرعي شعب الع التجريبي شعب الع اامتح ن الج ي الم حد امتح ن البك ل ري ( الد رة الع دي : ي ني ) 12 المست ى من س ك البك ل ري الشع أ المس لك مس ك الع الشرعي شعب الع التجريبي شعب الع الري ضي شعب ع ااقتص د التدبير الم ض ع خ ص ب لمترشحين الممدرسين

المزيد من المعلومات

مكثف الثالثة الوحدة البوابات املنطقية 1 هاتف : مدارس األكاد م ة العرب ة الحد ثة إعداد المعلم أحمد الصالح

مكثف الثالثة الوحدة البوابات املنطقية 1 هاتف : مدارس األكاد م ة العرب ة الحد ثة إعداد المعلم أحمد الصالح مكثف الثالثة الوحدة البوابات املنطقية هاتف : 798226 النظ ري الج زء و الثاني األ ول للد رسين وضح ان قصىد ت ا يهي : انرعثير انعالئقي ج هح خثريح ذكى قي رها إيا صىاب )( و إيا خطأ )( ان عايم ان طقي راتط يسرخذو

المزيد من المعلومات

كلية الطب البيطري ملتقي التوظيف الثاني كلية الطب البيطري- جامعة الزقازيق األربعاء 7122/2/72 تحت رعاية رئيس الجامعة: أ.د/ أحمد الرفاعي عميد الكلية: أ.د

كلية الطب البيطري ملتقي التوظيف الثاني كلية الطب البيطري- جامعة الزقازيق األربعاء 7122/2/72 تحت رعاية رئيس الجامعة: أ.د/ أحمد الرفاعي عميد الكلية: أ.د ملتقي التوظيف الثاني - جامعة الزقازيق األربعاء 7122/2/72 تحت رعاية رئيس الجامعة: أ.د/ أحمد الرفاعي عميد الكلية: أ.د/ مهدي عبدالجواد عبدالقادر رابطة الخريجين: أ.د/ آمال أنيس مهدي )رئيس مجلس اإلدارة( كلمة

المزيد من المعلومات