<4D F736F F D20C8CDCB20E3E1DFC7E6ED202031CAD1DFEDC72E646F63>

النسخ

1 جامعة نايف العربية للعلوم الا منية كلية العلوم الا ست ارتيجية تركيا والخيا ارت الا ست ارتيجية المتاحة د. إعداد عصام فاعور ملكاوي بحث مقدم في الملتقى العلمي كلية العلوم الا ست ارتيجية "الرؤى المستقبلية العربية والشركات الدولية" المنعقد بمدينة الخرطوم بالتعاون ما بين بجامعة نايف العربية للعلوم الا منية وال اربطة العربية للد ارسات المستقبلية لاتحاد مجالس البحث العلمي العربي الخرطوم السودان: /3/24 ه (الموافق 3 203/2/5 م)

2 مقدمة المحتويات القصد من الدراسة فرضية الدراسة - تركيا والخيارات اإلستراتيجية - ظواھر التغير تغير الرؤيا األمريكية ) نموذج لضرورات التغيير ( قراءة في اإلستراتيجية التركية والتجربة السياسية الجديدة - 2 أ الموقع الجغرافي والثنائية القارية ) آسيا و أوروبا ( ب األھمية االقتصادية ج األھمية العسكرية د تحليل األھمية االقتصادية والعسكرية التركية إستراتيجية االستبدال األوروبي واإلحالل العربي 3 إستراتيجية التوازن والتقارب ) إستراتيجية البدائل ( 4 اإلستراتيجية المستقبلية : مستقبل العالقات العربية التركية 5 الخالصة 6 2

3 مقدمة إن الحديث عن إست ارتيجية بناء الدول خاصة في حقبة ما بعد الحرب الباردة يستدعي إعادة ق ارءة دور الدولة في استق ارء المستقبل وبناء إست ارتيجية جديدة تتلاءم وتتواءم مع مستجدات ومتغي ارت فرضت نفسها على خب ارء الا ست ارتيجية والعلاقات الدولية ما شكل دافعا ري يسا لهم لا عادة تقييم الا دوار الا ست ارتيجية التي كانت ساي دة في حقبة انتهت وبداية حقبة جديدة بدأت وأخذت تشكل بعدا جديدا حاف از لا عادة استق ارء المستقبل من خلال رسم إست ارتيجية جديدة لهذه الدول لمواجهة هذه المتغي ارت في البيي تين الا قليمية والدولية. تعتبر تركيا مثالا بار از في إعادة رسم إست ارتيجيتها تلبية لتلك المتغي ارت وفق معادلة مغادرة الا ط ارف والاستق ارر في مركز الا حداث وهذا ما يلاحظ من خلال تنامي الدور التركي المستند إلى نظرية "العمق الا ست ارتيجي" التي لخصها وعمل على تنفيذها وزير الخارجية أحمد داود أوغلو والتي تعتبر أن الموقع الجيوا ست ارتيجي لتركيا وتاريخها يشكلان دافعا أساسيا نحو التحرك الا يجابي في كافة الاتجاهات خصوصا جوارها الجغ ارفي لاعتبا ارت إست ارتيجية يشكل الحفاظ على الا من وا عادة الدور المحوري الا قليمي لسابق عهده مصلحة عليا لها. هذه الا مور مجتمعة دفعت تركيا إلى إنهاء القطيعة في العلاقات الناظمة لا ست ارتيجيتها في منطقة الشرق الا وسط وقضاياه وا نهاء حالة العزلة والانطواء والتطلع نحو الشرق بدلا من إضاعة الوقت في اللهاث للالتحاق بالغرب "الاتحاد الا وروبي" على وجه الخصوص والتخلص من صفة وهوية الدولة الهامشية أو التابعة التي كانت تعيش على أط ارف المنظومة العسكرية الغربية (حلف الناتو). إن التطو ارت الجوهرية التي شهدتها الجمهورية التركية منذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكم في العام 2002 م إضافة إلى متابعتها المتغي ارت الناجمة عن تغيير الملامح في الصورة العامة للمجتمع الدولي دفعها إلى تبني سياسة اقتصادية ساهمت في زيادة معدلات النمو الاقتصادي كما ساعدها ذلك 3

4 على عمل ترتيبات أمنية جديدة ساهمت بالاستق ارر السياسي خاصة ما تعلق بسياسة "تصفير المشاكل" والتي كانت وا لى ماض بعيد تؤرق السياسة الداخلية والخارجية للجمهورية التركية. إن الفهم الناضج لدى واضعي الا ست ارتيجية التركية ساعد وبشكل كبير على فهم هذه المتغي ارت والعمل على طي صفحات الماضي ما ساعد على إنهاء حالات العداء التي كانت تشتعل على حدودها وانطلقت بثقة عالة نحو العالم العربي والا سلامي أو ما يسمى بالحديقة الخلفية أو العمق الا ست ارتيجي حسب تعبير أحمد داود أوغلو لتصبح تركيا اللاعب المؤثر في المنطقة والرقم الصعب في التوازنات الا ست ارتيجية الجديدة في المنطقة والتي تسعى جميع الا ط ارف فيها لعدم خسارته. القصد من الد ارسة تحليل القدرة الاستش ارفية التركية على رسم إست ارتيجية عقلانية غير استف اززية ساهمت في نقل تركيا من العيش على الا ط ارف والانتقال بها إلى مركز الا حداث في الشرق الا وسط واعتبارها لاعب أساسي لا يمكن تجاوزه أو تجاهله. فرضية الد ارسة إن المتغي ارت الا قليمية والدولية التي شهدتها المنطقة وشهدها العالم ساهم في وضع تركيا أمام خيا ارت إست ارتيجية تتا رجح ما بين غياب وعزلة عن عالم عربي وا سلامي يرتبط بها جغ ارفيا وتاريخيا وبين تعنت ورفض أوروبي لا يقبل بها أو بمشاركتها ولكنه يخشى تركها وانفلاتها. فما كان من تركيا إلا أن اختارت عمقها الا ست ارتيجي مع الا بقاء على حبل الود موصولا مع غربها الا وروبي. ومن هنا يا تي التساؤل الري يس التالي: ما مدى نجاح الا ست ارتيجية التركية في الولوج إلى العمق الا ست ارتيجي الذي أرت فيه أحد أعمدة إست ارتيجيتها في المنطقة ومدى نجاحها في تخطي عزلتها والوصول إلى مركز الا حداث كقوة إقليمية يحسب حسابها 4

5 تركيا والخيا ارت الا ست ارتيجية قبل الحديث عن الخيا ارت الا ست ارتيجية المتاحة أمام الحكومة التركية لابد من الحديث حول المتغي ارت التي حدثت عالمي ا وا قليمي ا وضمن الدولة التركية وكيف ساعدت على استحضار هذه الا ست ارتيجيات لتكون في متناول الحكومة التركية للا خذ بها والعمل على تطبيقها. يبدو أن د ارسة ظ اهرة التغير في النظام العالمي وا د ارك طبيعة المحاور التي شملها هذا التغير قد أكدت وبص ورة غير قابلة للنقاش وجود اتجاهين ري يسين لتفسير هذه الظاهرة: الاتجاه الا ول يا خذ بمفهوم التغيير كظاهرة عمدية أو إ اردية. والاتجاه الثاني يركز على أن التغيير يا تي كنشاط تلقاي ي أو عفوي. وهذا ما تؤكده المدرسة الواقعية في العلاقات الدولية حيث أنها تؤمن بفكرة التغير العمدي والذي يتم بفعل جهود واعية أو إ اردية من جانب قوة معينة انطلاقا من أحد الافت ارضات الا ساسية التي يقوم عليها المذهب الواقعي وهو أن الدولة هي الفاعل الري يس والوحيد في النظام الدولي باعتبارها مركز القوة بجميع مكوناتها العسكرية والاقتصادية والتكنولوجية ومن ثم فا نها وحدها القادرة على إحداث التغيير في هذا النظام. وهذا يعني أن الدول التي تحققت لها قوة مت ازيدة تقوم بدافع تعزيز مصالحها المختلفة سواء المتعلقة منها بالا من أو الا هداف الا يديولوجية أو المكاسب الاقتصادية وتقوم على تحديد ظروف الحرب والسلام وتقنين الا وضاع الجديدة بما يحقق أهدافها ومصالحها. وهذا ما أكده روبرت جبلن في كتابه الحرب والتغيير السياسي في السياسة العالمية( ). وا ذا سلمنا بهذه المقولة فهذا يعني أن كل دولة تحقق لها القوة بمفهومها الشامل فا نها تسعى لتحقيق أهدافها إما بالاستم ارر با ست ارتيجياتها المعمول بها أو بالتعديل عليها أو حتى بتغييرها وهذا ينطبق على ما فعلته الولايات المتحدة جبلن روبرت ( 98 م) الحرب والتغيير السياسي في السياسة العالمية. 5

6 بتعديل إست ارتيجياتها بتخفيض ثقل تواجدها في منطقة والانتقال بمركز ثقلها إلى منطقة أخرى كما نلاحظه في رسم إست ارتيجياتها الجديدة بناء على الا همية الجيواست ارتيجية والجيوبيولتيكية لتوزيع نفوذها الدولي على مساحة العالم تمسكا بانف اردها الدولي للقوة. وخشية من الزحف الصيني المتسارع لمشاركتها أو التفوق عليها اقتصادي ا فقامت بعمل إست ارتيجياتها الا ستباقية كما سنتحدث لاحقا لاحتواء هذا المارد الذي بدأ يتململ ويريد أن يخرج من قمقمه. لذلك لابد من الا ش ارة هنا إلى أن هذا البحث قد أخذ بعين الاعتبار مقارنة القوة الاقتصادية والعسكرية لتركيا مع بعض القوى الا قليمية في المنطقة مثل إس اري يل إي ارن مصر السعودية حتى نتمكن من تحليل الدور الا ست ارتيجي الجديد لتركيا وما هي الا ست ارتيجيات المتاحة لتركيا ومستقبل علاقاتها مع العالم العربي في ظل ما حددته المدرسة الواقعية في العلاقات الدولية وهل تستطيع تركيا أن تكون تلك الدولة الفاعلة في إحداث التغيير في النظام الا قليمي هذا ما يحاول الباحث إثباته في هذه الورقة من خلال أخذ الرؤية الا مريكية كنموذج في تغيير الا ست ارتيجيات بناء على الق ارءات المستقبلية. الرؤية الا مريكية والرهان الجيوا ست ارتيجي والجيوبولتيكي من خلال هذا العنوان نستطيع رصد أهم مظاهر المتغي ارت الدولية في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين ولعل أهم هذه المظاهر هو تنامي الاهتمام الا مريكي بمنطقة جنوب شرق آسيا أو ما اصطلح عليه (آسيا الباسيفيكية). فخلال زيارته لاست ارليا في تشرين ثاني 20 م أعلن الري يس الا مريكي با ارك أوباما عن عزمه زيادة التواجد العسكري الا مريكي في جنوب شرق آسيا وذلك عقب مشاركته في قمة زعماء اربطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في إندونيسيا. إن الاهتمام الا مريكي في هذه المنطقة من العالم جاء نتيجة الخوف الا مريكي من تطور الن ازع في منطقة بحر الصين الجنوبي خاصة تلك الدول 6

7 المحيطة به حيث أصدر الري يس الا مريكي توجيها إست ارتيجيا لو ازرة الدفاع الا مريكي (البنتاغون) في كانون ثاني 202 م عنوانه "الحفاظ على القيادة العالمية: أولويات الدفاع للقرن الحادي والعشرين" مؤكدا فيه على حيوية المنطقة للمصالح الاقتصادية والا منية الا مريكية. وضرورة تعزيز الش اركة () الا ست ارتيجية مع حلفاء الولايات المتحدة في تلك المنطقة. وهكذا اعتبر هذا التحول في الا ست ارتيجية الا مريكية بمثابة رهان جديد على مواقع جيوبوليتيكية تساعد وتخدم إست ارتيجية أمريكيا الجديدة في وجه ما يمكن أن يكون تصاعدا لقوى عظمى جديدة تحاول أمريكا أن تستبق مواقع النفوذ الجديدة لها قبل أن تمتد إليها يد القوى الا خرى. وهذا ما يؤكده وصف وزيرة الخارجية الا مريكية با ن رؤية الا دارة الا مريكية الجديدة تكمن في أن القرن الحادي والعشرين هو قرن منطقة (2) المحيط الهادي وجنوب شرق آسيا حيث سبق وأن رعت أمريكا اجتماع منتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا والمحيط الهادي في شهر كانون أول عبر المحيط الهادي 20 م حيث أعلنت خلاله عن مبادرة للش اركة Partnership).(Trans Pacific واعتبر شكلا لا ول حوار 3 إست ارتيجي بين الولايات المتحدة الا مريكية واليابان والهند( ). إذا كانت هذه هي المتغي ارت التي حدثت في الا ست ارتيجية الا مريكية فا نه لابد أن يكون لها دوافع سارعت في إحداث هذه المتغي ارت تلك الدوافع سنذكرها فقط دون تفصيل من أجل الحديث لاحقا بالتفصيل عن دوافع التغير في الا ست ارتيجية التركية في منطقة الشرق الا وسط ومن هذه الدوافع التي ساهمت في التغيير في الا ست ارتيجية الا مريكية ما يلي: -U.S. ASEAN Cooperation: Fact Sheet, Office of the Spokse Person, Washington, DC. July 22, Hillary Clinton, "America's Pacific century", Foreign Policy, November, D.S. Rajan, U.S. China and developments in Southeast Asia Analysis, Eurasia Review, January 30,

8 احتواء الصعود الصيني في منطقة جنوب شرق آسيا( ). مواجهة التحالف الصيني الروسي إضافة إلى تحويل منطقة شنغهاي للتعاون والذي أسس عام 996 م كتحالف مضاد لحلف الناتو. حرية وأمن الملاحة في بحر الصين خاصة مضيق ملقا والذي ترى فيه 2 الولايات المتحدة الا مريكية أم ار هاما جدا لا يمكن التخلي عنه( ). إضافة إلى استكمال حربها على الا رهاب وتفكيك بنيته في مناطق جنوب شرق آسيا. ضبط الانتشار النووي خاصة ما يتعلق بسعي كوريا الشمالية وخرقها 3 لمعاهدة حظر الانتشار النووي( ). 2 ق ارءة في الا ست ارتيجية التركية والتجربة السياسية الجديدة اعتمادا على المعطيات السابقة والتي قامت الولايات المتحدة على أساسها بتغيير إست ارتيجياتها يرى الباحث أن تركيا بدأت تستشعر قوتها الا قليمية وبدأت تبحث لنفسها عن دور إقليمي بعد وصول حزب العدالة والتنمية للسلطة عام 2003 م أخذت بالعمل بمفهوم البداي ل الممكنة والذي تبحث بموجبه الا ست ارتيجيات الجديدة أو المستجدة والتي حددت الدور التركي الا قليمي معتمدة على الا همية الا ست ارتيجية التي تميزها وهي: -The Economist, "How to get a date: The year when the Chinese economy will truly eclipse America is in sight", December 3, 200. عبد الله محمد "عودة القطب الروسي".3//200 Net/Arabic/newsanalysis, //3 م 3 مجلة السياسة الدولية محمد فايز فرحات "مستقبل الانتشار النووي في شمال شرق آسيا" العدد 67 كانون ثاني / يناير 2007 م ص 6. 8

9 أ الموقع الجغ ارفي والثناي ية القارية (آسيا وأوروبا) بعد انهيار الاتحاد السوفيتي واختفاء الخطر المهدد لها فقدت تركيا أحد وظاي فها الا ساسية باعتبارها خط الدفاع المتقدم لحلف شمال الا طلسي أثناء حقبة الحرب الباردة إلا أنها بقيت محتفظة با هميتها الا ست ارتيجية نظ ار لموقعها الجغ ارفي المتميز والواقع على مفترق طرق جغ ارفي مميز بين القوقاز والبلقان والشرق الا وسط كما أنها دولة مطلة على البحر الا سود وبحر قزوين والبحر الا بيض المتوسط وتتحكم بمضيقي البسفور والدردنيل. يشكل هذا الموقع الا ست ارتيجي لتركيا قلب المجال الجغ ارفي المصطلح على تسميته "أو ارسيا" ويعتبر نقطة تقاطع قا ارت العالم الثلاث (آسيا أوروبا () إفريقيا) حيث تصل ما بين القارة الا سيوية والا وروبية تفصل تركيا الا سيوية عن الا وروبية بمضيق البسفور وبحر مرمرة ومضيق الدردنيل والتي تشكل معا ارتباط المياه بين البحر الا سود والبحر الا بيض المتوسط تتميز تركيا بشكل مستطيل بطول (,600 كلم 2 ) والعرض ( 800 كلم 2 ) تحتل تركيا المركز السابع والثلاثون عالميا من حيث المساحة وهي محاطة بالبحار من ثلاث - Eu. 9

10 جوانب: بحر إيجة إلى الغرب والبحر الا سود في الشمال والبحر الا بيض المتوسط إلى الجنوب إضافة إلى بحر مرمرة في الشمال الغربي من تركيا. تستغل تركيا مركز ثقلها الجيوبوليتيكي في منطقة الشرق الا وسط إضافة إلى عضويتها في منظمات إقليمية ودولية ذات فاعلية في لعب دور كبير في السياسة الدولية والا قليمية يتمثل في ملء الف ارغ الحادث في المنظومة الا قليمية بعد احتلال الع ارق وتزعزع علاقتها با س اري يل ولعب دور القوة الموازية لطموح إي ارن الا قليمي إضافة إلى قيامها بدور الوسيط في الا قليم ناهيك عن السعي لا ن تكون القوة الا قليمية الا قوى في المنطقة. وعليه يمكن القول با ن الموقع الجيواست ارتيجي الذي تتمتع به تركيا يؤهلها ويفرض عليها الاهتمام بالاعتبا ارت الا قليمية ويبعد عنها أي شكل من أشكال التهديد الا مني لا ارضيها من ناحية ويعود عليها بمنافع اقتصادية عديدة سواء في إطار علاقاتها التجارية أو من خلال عبور موارد الطاقة عبر أ ارضيها من ناحية ثانية ويمنحها موقعها هذا مجالا أوسع للحركة والبحث عن النفوذ () الا قليمي والدولي من ناحية ثالثة. ب - الا همية الاقتصادية أدرج الاقتصادي التركي ضمن سبعة قوى اقتصادية صاعدة في العالم إلى جانب الصين والب ارزيل والهند وا ندونيسيا والمكسيك وروسيا. وأصدر مركز الد ارسات بالكونغرس الا مريكي 2 تقري ار حول مستقبل الاقتصاد العالمي( ) وتحدث بثناء عن تركيا حيث جاءت تركيا بعد الصين في النمو الاقتصادي وتحتل تركيا المركز السادس عشر اقتصاديا في العالم وتوقع التقرير أن تحتل تركيا المركز الثاني عشر بين أكبر الاقتصاديات في العالم بحلول عام 2050 م. انظر موسوعة ويكيبيديا جغرافية تركيا.(en.wikipedia.org/wiki/geography.of-Turkey) 2 تقرير الكونجرس الا مريكي حول مستقبل الاقتصاد العالمي القوى الاقتصادية الصاعدة والسياسة التجارية للولايات المتحدة الا مريكية تاريخ 202/2/2 م. 0

11 إن ما يعزز دور تركيا الاقتصادي هو أطلاق مش روع "الجسور الدولية" الذي يهدف إلى إيجاد تحالفات إست ارتيجية بين أكثر من ألف شركة أوروبية مع نظ اري ها من تركيا ومصر وتونس بهدف تفعيل التعاون الثلاثي( ) وأن المرحلة الا ولى لهذا المشروع ستبدأ نهاية عام 202 م تغطي قطاعات عديدة بدءا من المواد الخام حتى المنتج النهاي ي وهي قطاع الملابس الطاقة الجديدة صيد الا سماك والم ازرع السمكية قطاع النقل واللوجستيات والتخزين والش اركة التجارية. وتظهر الا همية الاقتصادية وقوتها في تركيا من خلال الجداول الا حصاي ية والرسومات البيانية التي تبين الوضع الاقتصادي لتركيا. ولا تقتصر مفاعيل النجاح الاقتصادي وتا ثي ارتها على الداخل التركي فقط بل تتعداه إلى إطارها الا قليمي والدولي وهذا الذي ساعد تركيا في لعب أدوار إقليمية كبيرة كان للاقتصاد الدور الا هم في تحريكها. كانون أول 8 في يوم 20 م وحسب تصريحات ري يس الوز ارء التركي رجب طيب أردوغان من على موقعه الا لكتروني "توتير" أعرب فيها عن ارتياحه لزيادة حجم التبادل التجاري مع الدول العربية والذي ت ازيد من 3 مليار دولار عام 2004 م إلى (33,5) مليار دولار في عام 200 م. كما بلغت الاستثما ارت العربية في تركيا 4 مليار دولار خلال السنوات الست الماضية. وأهم ما صرح به أردوغان قوله "أنه يا مل في إنشاء مناطق تجارية حرة مع البلدان العربية حيث توجد اتفاقيات للتجارة الحرة بين المغرب وتونس ومصر وسورية وفلسطين والا ردن وأن تركيا ما ازلت تتباحث لتوقيع اتفاقية تجارية حرة مع لبنان وليبيا ودول مجلس التعاون الخليجي. واختتم تصريحاته بقوله: "هدفنا أن نصل مع الدول العربية لاتفاقيات إست ارتيجية تساهم في التعاون الا قليمي 2 والتكامل الاقتصادي فيما بيننا"( ). جريدة أخبار الخليج "مشروع الجسور الدولية" العدد 262 الجمعة 2 أكتوبر 202 م البحرين. 2 السقا محمد إب ارهيم "هل يتكامل العرب مع تركيا" المجلة الاقتصادية الا لكترونية العدد 20/2/23 م 6647 انظر.(

12 إن آفاق التكامل الاقتصادي العربي التركي تواجه كثير من القيود خاصة المتعلقة بالدول العربية نفسها وهذا يعني أن تبدأ العلاقات الاقتصادية البينية بين تركيا والعرب بالتدريج حتى تتكامل صورة النجاح فيها ليتم بعدها التنسيق بمستويات أعلى وأكمل. لاشك أن هناك حاجة تركية للعرب إلا أن هناك حاجة أكثر إلحاحا من جانب العرب لتركيا فالدول العربية تحوي تناقضات متعددة من الناحية الاقتصادية بصفة أساسية فدول الخليج تمتلك ثروات مالية في إطار صناديقها السيادية تتجاوز (,5) تريليون دولار غير أنها تفتقر إلى التنوع الاقتصادي الذي يضمن استدامة هذه الاحتياطيات الضخمة في الوقت الذي تتسم باعتمادها الكبير على الخارج في استي ارد ما تحتاج إليه من سلع وخدمات ومثل هذه الخصاي ص تنطبق بشكل ما على الدول العربية النفطية الا خرى مثل ليبيا والج ازي ر أما باقي الدول العربية فتتسم بانخفاض مستويات الدخول وضعف القاعدة الا نتاجية بشكل عام وزيادة عدد السكان وارتفاع معدلات البطالة وانخفاض معدلات الادخار والاستثمار وارتفاع مستويات ال دين إلى الناتج المحلي الا جمالي( ). والجدول رقم () يبين كيف أن الاقتصاد التركي يحقق ناتجا محليا ضخما نسبيا سواء بالمقاييس العربية أو العالمية كذلك يعد نصيب الفرد من الدخل متوسطا بالنسبة للدول الغنية في المنطقة أو العالم. غير أنه يتصف 2 بانخفاض معدلات الاستثمار نسبيا وكذلك انخفاض معدلات الادخار( ). في الوقت الذي يعد فيه التضخم حاليا من النوع المعقول بعد أن عانى الاقتصاد التركي لفت ارت من التضخم المرتفع وكذلك تعد معدلات البطالة مرتفعة نسبيا في تركيا وذلك أن تركيا تمتلك كتلة سكانية لا با س بها وتعد الثانية من حيث 3 العدد في هذه المجموعة من الدول بعد مصر( ). السقا محمد إب ارهيم مرجع سابق. IMF, World Economic outlook database, Oct المؤش ارت الاقتصادية الا ساسية 200 م. 3 السقا محمد إب ارهيم مرجع سابق. 2

13 ( الجدول رقم ) 3

14 وفي الوقت الذي عززت فيه الا صلاحات الهيكلية من أساسيات الاقتصاد الكلي للدولة حقق الاقتصاد التركي نموا من خلال معدل إجمالي محلي حقيقي سنوي بلغ (%5,2) على مدار السنوات التسع الماضية بين عامي 2002 و 20 م. والجدول رقم (2 ( تطور الناتج الا جمالي المحلي التركي (بالا سعار الجارية) منذ عام 2000 وحتى عام 200 ( 2 جدول رقم ) المصدر :معهد الا حصاء الترآي Stat) (Turk وفي الوقت الذي لم تتمكن فيه العديد من الاقتصاديات في التعافي من الركود المالي العالمي الا خير حقق الاقتصاد التركي نموا بنسبة (%9,2) في عام 200 م و( %8,5 ) عام 20 م وهو ما جعله يبرز كا سرع الاقتصاديات نموا في أوروبا وواحدا من أسرع الاقتصاديات نموا في العالم. والجدول رقم (3) يبين نمو إجمالي الناتج المحلي الحقيقي. 4

15 200 جدول رقم (3) نمو إجمالي الناتج المحلي الحقيقي لعامي و 20 م المصدر تقرير التوقعات الاقتصادية الصادر عن صندوق النقد الدولي في أبريل ٢٠١٢ ومعهد الا حصاء التركي( Stat (Turk علاوة على ما سبق ووفقا لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية يتوقع أن تصبح تركيا أسرع نظام اقتصادي بين الا نظمة الاقتصادية النامية في الدول الا عضاء في المنظمة خلال الا عوام القادمة بين 20 م و 207 م مع متوسط سنوي لمعدل النمو يصل إلى (%6.7). والجدول رقم (4) يبين هذه التوقعات. 5

16 جدول رقم (4) توقعات عن المعدل السنوي لنمو إجمالي الناتج المحلي الحقيقي في الدول الا عضاء بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية خلال الفترة من م المصدر: التوقعات االقتصادية لمنظمة التعاون االقتصادي والتنمية رقم (86) عام ا وذا كانت الجداول السابقة قد بينت كيفية نمو الاقتصاد التركي ونمو إجمالي الناتج المحلي له على مدار عشر سنوات وكيفية مروره كا سرع الاقتصاديات نموا إلى أوروبا وواحدا من أسرع الاقتصاديات نموا في العالم وهذا ما يتنبا له علماء الاقتصاد في العالم با نه سيستمر بهذا المستوى حتى 207 م وعليه يرى الباحث ضرورة النظر إلى الجداول المرفقة (أ ب) وملاحظة الفرق بين سنة 2009 م وسنة 202 م في الناتج المحلي الا جمالي للدول الا قليمية في منطقة الشرق الا وسط تركيا وا س اري يل إي ارن السعودية مصر إضافة إلى عدد السكان لكل دولة منها. جدول (أ) 6

17 مقارنة بين دول الشرق الا وسط ذات الا همية الجيوبوليتيكية الدولة مع العلم المساحة)كم ² تعداد السكان الكثافة السكانية في كم ² العاصمة الناتج المحلي اإلجمالي المجموع نصيب الفرد العملة الحكومة اللغة الرسمية تركيا أنقرة الليرة برلماني ديموقراطي التركية [][2] $3,920 (2008) $.028 [] تريليون (2008) 9 73,94, ,562 السعودية الرياض $مليار الريال ملكية مطلقة العربية $23,834 (2008) )2008) 4 27,36,977,960,582 $ ,49,529 إسرائيل 20,770 تل أبيب مليار( 2008 ( شيكل نيابي ديموقراطي العبرية العربية $28,206 (2008) $ ,208,000 إيران,648,95 طھران مليار( 2008 ( الريال جمھورية إسالمية الفارسية $,250 (2008) $ ,000,000 مصر,00,449 القاھرة مليار( 200 ( الجنيه جمھورية العربية $5,898 (2008) المصدر: صندوق النقد الدولي 2008, April 24, 2009, PPP GDP البنك الدولي 2008, July, 2009, PPP GDP الجدول (ب) 7

18 ج الناتج المحلي الا جمالي (آخر تعديل بتاريخ 202 م) GDP Per Capita GDP (PPP) Total ($US B) الدولة $ 3,000 $ إسرائيل $ 20,400 $ 58.3 السعودية 2 $ 6,067 $ 89.9 تركيا 3 $ 2,900 $ 876 إيران 4 $ 6,000 $ مصر 5 المصدر: CIA - The World Factbook GDP Country Comparison (Per Capita PPP) ألترتيب قائمة الدول حسب عدد السكان الدولة مصر (نوفمبر 202 م) عدد السكان الترتيب 83,688,000 2 تركيا 79,749,000 3 إيران 78,868,000 4 السعودية 28,36,000 7,765,000 إسرائيل 5 تم الاسترجاع من " " الا همية العسكرية - يمكن القول أن تركيا تسعى منذ فترة لا عادة بناء وضعها الا قليمي في المنطقة مستغلة الظروف والبيي ة الا قليمية والدولية لتحقيق ذلك. كما تسعى لخلق منطقة نفوذ لها في منطقة الشرق الا وسط وذلك استثما ار للا حداث الجارية في بعض دوله وعلى مقربة من حدودها. كما شكلت بموقعها الجيواست ارتيجي قاعدة انطلاق لمختلف الجهات خاصة أنها تشكل القاعدة الا مامية لحلف شمال الا طلسي في منطقة الشرق الا وسط لذلك فقوتها العسكرية كانت وستبقى محل اهتمام حلف شمال الا طلسي وما وضع صواريخ باتريوت حاليا على الحدود بين تركيا وسوريا إلا تعبي ار عن هذا الاهتمام. يتيح الاتساع والعمق الجغ ارفي لتركيا إمكانية إنشاء القواعد العسكرية (الوطنية أو التابعة لحلف شمال الا طلسي) ونشر القوات مع تدريبها على أعمال القتال في كافة أنواع الا ارضي. وبخاصة الجبلية والز ارعية منها 8

19 وبمحاذاة السواحل البحرية وعلى امتداد الشواطي النهرية هذه الطبيعة ساعدت وتساعد تركيا على( ): التحكم بمضيق البسفور والدردنيل البحريين ذوي الا همية الا ست ارتيجية المتحكمان في حركة القوات إلى المناطق الجغ ارفية المتاخمة عبر البحرين الا سود والمتوسط. تعد منطقة شرق وجنوب شرق الا ناضول أقصر الطرق البرية والجوية والدولية بين الشرق والغرب أي أن تركيا تمثل اتجاه الاقت ارب الري يسي إلى عمق القارة الا وروبية من جهة الشرق. توفر شبكة ضخمة من خطوط المواصلات البرية والبحرية والجوية حرية الحركة والمناورة للقوات المسلحة التركية داخل مسارح العمليات الا ست ارتيجية المهمة للجمهورية التركية. توفر عناصر الا نتاج وتقدم التكنولوجيا العسكرية إمكانية قيام الصناعات الحربية المحلية والمشتركة والتي من أبرزها صناعات تجميع الطاي ارت وعربات القتال والصناعات الا لكترونية ونظم التسلح البحرية وقد قسمت تركيا مصانعها الحربية إلى ثلاث مجموعات ري يسة هي: مجموعة مصانع القوات المسلحة والتي تختص با عمال الا صلاحات الري يسة لنظم التسليح المختلفة. مجموعة مصانع القطاع الخاص والتي تشارك بدور فاعل في تطوير الصناعات الحربية. الجداول التالية د) (ج تبين القوة العسكرية لكل من تركيا وا س اري يل ومصر وا ي ارن والسعودية. وأن ق ارءتها تعطي دلالة واضحة على الترتيب الدولي والا قليمي للدولة من الناحية العسكرية والتي سنتحدث عنها في المقارنة بين مجموعة الدول هذه في المجالين الاقتصادي والعسكري

20 جدول رقم (ج) مقارنة القوى العسكرية نوع القوة تركيا إس اري يل إي ارن مصر السعودية الترتيب الترتيب العالمي للقوة من 67 28,082,54 83,688,64 78,868,7 7,765,700 79,749,363 عدد السكان مصر 5,246,507 4,57,220 46,247,556 3,5,90 4,637,773 القوى العاملة ا لمتوف رة إي ارن 3,043,443 35,305,38 39,556,497 2,963,642 المؤهلين للخدمة العسكرية 35,005,326 إي ارن 505,868,532,052,392,483 2,722 عدد السكان الذين بعمر الخدمة,370,407 مصر العسكرية 233, , ,000 87,000 63,900 أعداد القوات العاملة تركيا 25, ,000 65, , ,000 قوات الاحتياط إي ارن , ,52 عدد الطاي ارت المقاتلة إي ارن طاي ارت هيلوكبتر إي ارن مطا ارت عاملة تركيا مصر,909 4,487 2,895 3,870 4,460 عدد الدبابات مصر إي ارن 432 2,760 2, ,74 مدفعية مجرورة مصر إي ارن 648 0, ,750 8,840 مواقع مورتر مصر تركيا 3,850 23,600, أسلحة مضادة للدروع 47,027 تركيا مصر 5,030 57,235 24,000 7,690 23,960 عربات دعم لوجستي مصر إي ارن سفن تجارية تركيا مواني ري يسة تركيا مصر مجموع سفن القوة البحرية إي ارن مصر حاملة طاي ارت غواصات إي ارن تركيا فرقاطة حربية تركيا سفن حربية قديمة تركيا طاي ارت نشر الا لغام تركيا طاي ارت حفر السواحل إي ارن طاي ارت برماي ية تركيا المصدر: مكتبة الكونجرس الا مريكي. انظر: الموقع على الشبكة العنكبوتية آخر تعديل كان بتاريخ 203//3 م. أخذ المعلومات كان 203//4 م. 20

21 جدول (د) مقارنة القوى الاقتصادية الداعمة للقوة العسكرية نوع القوة تركيا إس اري يل إي ارن مصر السعودية الترتيب 07,00,000 33,750 7,900 02,600 الدين الخارجي 307,700 إي ارن (مليار دولار) 46, ,07 0,687 5,209 مي ازنية الدفاع السنوية 8,687 السعودية 54, ,660 09,700 74,870 احتياطي النقد الا جنبي 88,20 السعودية والذهب والدولار 687,00, ,600,003, ,200 القوة الش اري ية ترليون السعودية 7,630,000 27,470 26,370 3,204,00 القوى العاملة 26,690 مصر إي ارن (مليون) تركيا,53, ,600 4,234,000,000,000 إنتاج النفط 45,740 السعودية (برميل يوميا ) 2,986, ,000 2,028,000 23,000 استهلاك النفط 579,500 السعودية إي ارن (برميل يوميا ) 22,372 65,050 72,937 8,290 الطرق البرية المعبدة 352,046 تركيا السعودية,378 5,083 8, المساحة المغطاة بالسكك 8,699 تركيا إي ارن الحديدية 2,640 2,450 2, طول الساحل 7,200 تركيا 4,43 2,665 5,440,07 حدود دولية مشتركة 2,648 السعودية 2,49,690,00,450,648,95 20,770 المساحة 783,562 السعودية المصدر: مكتبة الكونجرس الا مريكي. انظر: الموقع على الشبكة العنكبوتية آخر تعديل كان بتاريخ 203//3 م. أخذ المعلومات كان 203//4 م. د - تحليل الا همية الاقتصادية والعسكرية التركية بعد الحديث عن الا همية الاقتصادية والعسكرية لتركيا يرى الباحث ضرورة تحليل هذه الا همية وكيفية جعلها عاملا جاذبا وباتجاهين بين تركيا والعرب. إن نظرة تحليلية للا همية الاقتصادية لتركيا توضح طبيعة المحور الاقتصادي الهام الذي يشكله إقليم الشرق الوسط لما يحويه من مصادر طبيعية تمتلك أدوات التكامل الاقتصادي الا ست ارتيجي حيث يضم هذا الا قليم علاقات اقتصادية تجارية ثناي ية الاتجاه من طرف ومتعددة الاتجاهات من 2

22 طرف آخر تتسم بشموليتها وتنوعها. ويشكل النفط والغاز العمود الفقري لها مما أوحى بضرورة إقامة شبكة مصالح اقتصادية إقليمية تستدعي وتستصحب المشاركة الثناي ية والمتعددة بين الدول العربية وتركيا. هذا بدوره يتطلب بناء اتفاقيات تكامل إقليمية يكون محورها تركيا والبلاد العربية خاصة إذا علمنا أن البلدان العربية وتركيا تقع فيما اصطلح على تسميته مستودع الطاقة والاقتصاد في الشرق الا وسط ما يجعل حساباتهما الاقتصادية مفتوحة على جميع الخيا ارت المستقبلية لتشكل عنص ار ري يسا في تشكيل أبعاد إست ارتيجية وسياسية واقتصادية يحسب حسابها وتشكل بعدا إقليمي ا له مكانته على المستوى الدولي. وا ذا علمنا أن ضمان الاستق ارر في المنطقة ومتانة العلاقات الاقتصادية وديمومتها يشكلان ارفعة ري يسة لا ست ارتيجية مستقبلية مستدامة يمكن من خلالها بناء إ اردة سياسية مشتركة يكون حدها الا دنى تحقيق الا من والاستق ارر في المنطقة والذي يعتبر شرطا ضروريا لتفعيل أدوات المصالح المشتركة التركية العربية على المديين المتوسط والبعيد. وبناء عليه يرى الباحث أن تتجه الدول العربية وتركيا نحو تبني سياسة اقتصادية تحرر القيود التجارية على المستويين الا حادي والثناي ي بينهما مع متابعة الفواي د المتحققة لهذه السياسة إضافة إلى الاستفادة من القواعد الناظمة لمنظمة التجارة العالمية (TWO) والتي انضمت إليها معظم دول المنطقة واعتبار أن التعاون الا قليمي هو أحد أهم وساي ل تحقيق التعاون الاقتصادي على المستوى الدولي. وبالنظر إلى الجداول الاقتصادية السابقة يتضح لنا أن الاقتصاد التركي اعتبر من الاقتصاديات الدولية المتسارعة النمو حتى أنه اعتبر من أعلى سبعة اقتصاديات عالمي ا في النمو حيث بلغ الناتج المحلي الا جمالي في عام 2008 م (,028 ترليون دولار) فيما بلغ عام 202 م (,89,9 ترليون دولار) (انظر الجداول أ و ب) السابقة. 22

23 هذا النمو للنتاي ج الا جمالي الملحي في تركيا يعود إلى توافر القاعدة الصناعية الكبيرة والتي تعتمد على مواد أولية متنوعة باستثناء الطاقة إضافة على توافر الموارد البشرية اللازمة ما يجعله اقتصادا جاذبا للاقتصاديات العربية. في المقابل يرى الباحث أن الوطن العربي والذي يشكل مستودع الطاقة الا ست ارتيجي العالمي والسوق الاستيعابية الاستهلاكية الكبيرة للمنتجات الصناعية والز ارعية وقطاعات أخرى كالا نشاءات والتحويل والاستثمار التجاري المتبادل إضافة إلى القطاع السياحي المهم يعتبر دليلا لا يمكن تجاهله من قبل تركيا إضافة إلى ما تم من اتفاقيات والتوقيع عليها ما بين تركيا والدول العربية كاتفاقيات التعاون الاقتصادي والتجارة الحرة والمناطق المشتركة التي عقدت ما بين تركيا وكل من دول مجلس التعاون الخليجي ومصر ولبنان وسوريا والا ردن إضافة إلى اتفاقية الجسور الدولية والتي سبق الحديث عنها. هذا مع الا خذ بعين الاعتبار إلى أن الناتج المحلي كان للمملكة العربية السعودية عام 2008 م (593,385 مليار دولار) فيما بلغ عام 202 م (58,3 مليار دولار) بينما كان الناتج المحلي الا جمالي لجمهورية مصر العربية عام 2008 م (496,604 مليار دولار) وانخفض عام 202 م إلى (470,4 مليار دولار). بالمقارنة بين الناتج المحلي لتركيا والناتج المحلي لا كبر دولتين عربيتين نلاحظ زيادة الناتج المحلي التركي عام 202 م عما كان عليه عام 2008 م بينما انخفض الناتج المحلي الا جمالي لكل من السعودية مصر عام 202 م عما كان عليه عام 2008 م. بناء على ما تقدم يرى الباحث أن التعاون التركي العربي في المجال الاقتصادي يشكل مسا ار ذو اتجاهين يشكل مسار عربي باتجاه تركيا ومسار تركي باتجاه العرب. 23

24 وحتى يكون المسار العربي باتجاه تركيا معبد وسهل فا ن على الدول العربية أن توجه مؤسساتها الاقتصادية والتجارية نحو تشجيع الحوار والتعاون والتنسيق بينها لا يجاد آليات ثناي ية ومتعددة تعمل من خلال مختلف القطاعات الاقتصادية والمالية والماي ية والاستثمار والتكنولوجيا وتسهيل إج ارءات التنقل للا شخاص و أرس المال والعمالة ومنح القروض وا يجاد أنظمة مالية ورقابية مقننة تعمل على التا مين ضد المخاطر السياسية والتجارية. وبالمقابل فا ن المسار التركي باتجاه الدول العربية يفترض أن يكون مسا ار معبدا أو سهلا من خلال إيجاد آليات تنسيق وتعاون مؤسسي في تقديم الخدمات الحيوية المشتركة والتدريب والتخطيط للمشروعات وتشجيع الاستثما ارت التركية في البلدان العربية إضافة إلى المساهمة في تطوير خطط استخ ارج واكتشاف الطاقة والمعادن والاتفاق على السياسات التنافسية التشاركية التعاونية بعيدا عن السياسات التشابكية الاحتكارية. هذا كله لا يمكن أن يتحقق دون أن تتوافر له الجهود الجادة المشتركة لتوفير البيي ة الا قليمية والا اردة السياسية الداعمة لاستق ارر المنطقة والعمل على تا هيل الاقتصاد العربي ليكون شريكا اقتصاديا وا ست ارتيجي ا هاما يسعى الجميع للانجذاب نحوه. ويرى الباحث كما هو الوضع في الا همية الاقتصادية لتركيا وعلاقتها المرغوبة بالدول العربية كذلك هي الا همية العسكرية لتركيا وتطلعها للتعاون مع الدول العربية وبشكل ثناي ي يوفر لتركيا بديل وعمق إست ارتيجي بديل عن إس اري يل وعمق إست ارتيجي أمام أوروبا التي ما ازلت توصد الباب في وجه تركيا للانضمام للاتحاد الا وروبي. فازدياد التعاون العسكري بين تركيا والعالم العربي ومن خلال الاتفاقيات العسكرية التي وقعت بين تركيا وبعض الدول العربية حيث وقعت تركيا والكويت اتفاقية تعاون عسكري منتصف عام 2009 م لا رساء إطار قانوني لتوسيع التعاون بين الجيشين. وكذلك وقعت السعودية وتركيا اتفاق تعاون عسكري في آيار 200 م يغطي مجالات التدريب والا بحاث العلمية 24

25 والتكنولوجية كما يتمثل المجال الا خر للتعاون السعودي التركي في قيام الشركة التركية "إف إن إس إس" بتحديث مي ات ناقلات الجنود المدرعة "إم 3" الا مريكية الصنع( ). 30 فمن ناحية الا نفاق العسكري تا تي السعودية في المرتبة التاسعة بين أكثر دولة في العالم إنفاقا على الشؤون العسكرية فيما تا تي إس اري يل بالمرتبة رقم (8) وا ي ارن بالمرتبة (24) ومصر المرتبة (26). بالمقابل تعتبر تركيا المركز () عالميا من حيث القوة بين أقوى (67) دولة في العالم تليها إس اري يل بالمرتبة رقم (3) ومن ثم إي ارن بالمرتبة رقم (6) ومن ثم مصر بالمرتبة (4) فيما احتلت السعودية المرتبة (26). بالنظر إلى المي ازنية الدفاعية لكل من الدول (تركيا إس اري يل السعودية مصر إي ارن) نلاحظ أن مي ازنية المملكة العربية السعودية هي الا على من بين الدول حيث بلغت عام 202 م (46,00 مليار دولار) وهي الا على من دول الشرق الا وسط وأن مي ازنية تركيا الدفاعية بلغت في نفس العام (8,697 مليار دولار) واحتلت المرتبة الثانية جاءت بعدها إس اري يل حيث بلغت مي ازنيتها الدفاعية (5,209 مليار دولار) بالمرتبة الخامسة بمي ازنية قدرت بمبلغ (0,687 واحتلت المرتبة الثالثة فيما احتلت مصر مليار دولار). هذه الا رقام الضخمة لمي ازنيات الدفاع في الدول الكبرى في منطقة الشرق الا وسط شكلت بالنسبة لتركيا عامل جذب في التوجه إلى معظمها وخاصة الدول العربية وتعويض خسارتها الا نية لا س اري يل نتيجة توتر العلاقة معها. من خلال ما تقدم يرى الباحث أنه عند مقارنة السعودية مع إس اري يل يظهر أن الجيش الا س اري يلي العامل أقل عددا ولكن لديهم احتياطي يقدر با كثر تركزيان آ ارم ( 200 م) "التعاون الاقتصادي والعسكري بين تركيا والبلدان العربية: إلى أين سيصل"" مؤسسة كارينغي للسلام الدولي (صدى) 5 كانون أول 200 م. انظر الشبكة العنكبوتية.(carngieendowment.org/200/2/6) 25

26 من نصف مليون عسكري جاهزين للاستدعاء كما أن الجيش الا س اري يلي لديه طاي ارت أكثر وأسلحة أحدث نوعا وتقنية. كذلك هي المقارنة بين السعودية وا ي ارن يظهر أن الجيش السعودي لديه طاي ارت أكثر بينما الجيش الا ي ارني لديه أعداد أكثر ومدافع وغواصات أكثر. من هنا نلاحظ أن التقارب بالقوة بين السعودية وتركيا يمكن أن يشكل عامل حسم وتوازن عسكري إن لم يكن تفوق في الا قليم إذا ما تم عقد تحالف عسكري بين تركيا والسعودية وانضمت إليه مصر وهذا ما تخشاه كل من إس اري يل وا ي ارن. رغم ما تقدم لا ت ازل هناك حدود كبيرة تقيد الدور الا مني التركي في المنطقة لاسيما في ضوء سيطرة الترتيبات الا منية الا مريكية نظ ار للقيود المفروضة على طريقة استخدام البلدان للمنظومات العسكرية التي تؤمنها الولايات المتحدة وتحدثها فالجهود التركية لتحديث معدات الجيش الا ردني تا تي من خلال تعاقد الا ردن مع الشركة التركية "تي آي إيه" لتحسين مقاتلة متعددة الا دوار "أف 6" إيه إم بي طاي رة 7 أم" أمريكية الصنع وكذلك الاتفاقية مع السعودية لم تكن ممكنة لولا موافقة رسمية ودعم ضمني من الولايات المتحدة وتحرص أنقرة على إبقاء نشاطاتها محصورة ضمن حدود معينة تفاديا () لا ثارة سخط الولايات المتحدة. وبالرغم من تصريحات ري يس الوز ارء التركي يوم الثلاثاء 6 أيلول 20 م من أن بلاده ستطبق مزيدا من العقوبات على إس اري يل وأنها ستعلق تماما علاقاتها معها فيما يتصل بالصناعات الدفاعية بعد أن خفضت العلاقات الدبلوماسية معها وأنه سيعلق تماما العلاقات التجارية والعسكرية فا ن الباحث يرى أن تركيا لا تستطيع تجاهل صفقات المبيعات العسكرية الحالية والمستقبلية مع إس اري يل والتي تبلغ قيمتها مليا ارت الدولا ارت. كما أنها تلمح وباستم ارر وبوتيرة مت ازيدة إلى نيتها العمل على التخفيض من حدة التوتر تركزيان آ ارم المصدر السابق. 26

27 في علاقاتها مع تل أبيب إذا قدمت تل أبيب اعتذا ار رسمي ا عن مهاجمتها لا سطولها الحربي في 3 آيار 200 م وقتل تسعة نشطاء أت ارك كانوا ضمن مجموعة النشطاء الدوليين المتحركة لفك الحصار عن غزة. كذلك لا نتجاهل تلك العلاقة الودية بين أنقرة وطه ارن والتي تتناقض مع النظرة الساي دة في دول الخليج من أن برنامج إي ارن النووي وطموحاتها الساعية إلى الهيمنة تشكل خط ار حقيقي ا و ارهنا على الدول العربية في المنطقة. ومع هذا كله يمكن القول أن تركيا تشكل إحدى الا ضافات النوعية والمهمة للتوازن في الشرق الا وسط حتى وا ن لم تتبنى موقفا نهاي يا من علاقاتها مع إس اري يل وا ي ارن مع ملاحظة ت ارجع في موقفها من سوريا والذي لم يترجم إلى وضع عملي على الا رض لحماية الشعب السوري حيث ما ازلت قوتها العسكرية الحقيقية لم تخضع لمحك الاختبار علما با ن الدول العربية تحاول جاهدة استخدام علاقاتها الاقتصادية والعسكرية مع تركيا من أجل عمل توازن قوى عربي تركي مقابل إس اري يل وا ي ارن. ومن خلال ق ارءة الا همية الا ست ارتيجية والجيوسياسية لتركيا وتنامي القد ارت الاقتصادية والعسكرية فيها مقارنة مع الدول الا قليمي والقوى الدولية الا خرى تظهر لنا الق ارءة الواضحة للا ست ارتيجية التركية والتجربة السياسية الجديدة فيها ومسوغاتها وأط ارف معادلة المصالح المترتبة على هذه الا ست ارتيجية. هذا بدوره وكما يرى الباحث يساعد على وضع إست ارتيجيات تلبي طموح وتطلع تركيا المستقبلي وعلى المستويين الا قليمي والدولي من خلال تبني الا ست ارتيجيات التالية: 27

28 - 3 إست ارتيجية الاستبدال الا وروبي والا حلال العربي لم يكن لهذا المصطلح بمفهومه الدلالي والا ج اري ي مكانا في الذهنية السياسية التركية إلا عندما تم رفض طلب تركيا للانضمام للاتحاد الا وروبي ووضعت أمام تركيا شروط تعجيزية تحول دون دخولها الاتحاد الا وروبي ف أرت تركيا أن تا خذ با ست ارتيجية الاستبدال والتي تستبدل فيها الانضمام إلى الاتحاد الا وروبي با حلال العالم العربي مكانه فكان لها ما أ اردت حيث شكلت هذه الا ست ارتيجية (الاستبدال والا حلال) وحسب ما ي اره الباحث مكسبا إقليمي ا له قيمته بالنسبة لتركيا ومن إدارته ظهرها كلية لا وروبا وا دامة السعي المستقبلي للانضمام إليها. ولم يكن الموقف التركي ليا خذ بهذه الا ست ارتيجية ل ولا الموقف الا وروبي المتخذ بحق تركيا الذي كان يعتمد على نوع من السياسة ينطوي على نمط من العلاقة يسير في خط يت اروح بين المي ارث التاريخي والعقلانية الدبلوماسية وحتى في النشاطات الدبلوماسية التي ينبغي لها أن تستند إلى المستوى العقلاني والتقني تتداخل انعكاسات نابعة من ترسبات تاريخية/ سيكولوجية فالساسة الا وربيون الذين يؤكدون في كل مناسبة على العالمية والتعددية باعتبارها مبادئ أوروبية أساسية يطرحون بكثرة الا ساس المسيحي للهوية () والثقافة الا وروبية عندما يتعلق الموضوع بالعلاقات مع تركيا. ومن خلال ما تقدم يرى الباحث أن تركيا وجدت نفسها في موقف المستجدي على الباب الا وروبي وأوروبا تضعها في موقف الانتظار فلا هي التي قبلتها ومنحتها عضويتها ولا هي التي رفضتها وكفتها عناء الانتظار حيث تبنت أوروبا معها سياسة الانتظار المفتوحة وربما كان هذا الموقف الا وروبي كمن يمسك العصا من المنتصف فلا هي التي ترغب بتحمل نتاي ج أوغلو أحمد داود ( 200 م) "العمق الا ست ارتيجي: موقع تركيا ودورها في الساحة الدولية" بيروت لبنان: الدار العربية للعلوم ص

29 إقصاء تركيا ولا هي القادرة على تحمل نتاي ج إدماجها بالاتحاد الا وروبي كلية لذلك كان هذا الموقف الا وروبي حتى يا خذ من تركيا أكبر قدر ممكن من التنازلات دون أن يقدم لها نفس القدر من الاعتبا ارت بحكم جغ ارفيتها وموقعها وا مكانية انضمامها. لذلك فكل الشروط التي يطلبها الاتحاد الا وروبي من تركيا مثل: حقوق الا نسان قبرص بحر إيجة والمعايير الاقتصادية ما هي إلا ذ اري ع من أجل أبقاء تركيا وبشكل داي م في حالة من الترقب وليست مبر ارت حقيقية من أجل العضوية في الاتحاد حيث أوجدت هذه الشروط من أجل تطبيق إس ت ارتيجية () الغموض التي تتبعها أوروبا مع تركيا. وبناء على ذلك تمثلت معادلة السياسة الخارجية التركية الجديدة بمرتك ازت تبناها حزب العدالة والتنمية تقوم على مقومات القوة التركية المتمثلة في الموقع الا ست ارتيجي بين الشرق والغرب والا رث الحضاري والقوة العسكرية والاقتصاد المتنامي مع العمل على فتح القنوات الدبلوماسية والسياسية بمختلف الجهات وا قامة علاقات إيجابية مع من كانوا يعتبرون خصوم الا مس. إن هذه المعادلة لم تكن مجرد ق ارءة سياسية أو عسكرية لتوازنات القوة بل كانت دخولا في عمق المجال الحيوي لتركيا على الصعيد الجغ ارفي والحضاري والتاريخي فضلا عن الحسابات السياسية والاقتصادية. إن تركيز الحكومة التركية على الا بعاد الا قليمية في سياستها الخارجية لا يمثل عودة إلى الحقبة العثمانية وا نما هي استجابة إلى مستجدات وظروف إقليمية ودولية ويرى الباحث أن إست ارتيجية الاستبدال والا حلال التركية جاءت كرد فعل على إست ارتيجية الغموض التي يتبعها الاتحاد الا وروبي معها. لذلك تطلعت تركيا إلى تحقيق أهداف معينة ومتعددة في الداخل والخارج من خلال تنشيط دورها 2 الا قليمي وعلى مستويين( ): 2 المصدر السابق ص كاخيا إب ارهيم إسماعيل ( 202 م) "ق ارءة إست ارتيجية: اليقظة التركية والموقع الا قليمي" مجلة الدفاع العربي 7 كانون ثاني 202 م. 29

30 المستوى الا ول: ويتمثل في الا هداف الداخلية من خلال سعي حكومة حزب العدالة والتنمية إلى توسيع قاعدتها الشعبية وتا كيد جدارتها في إدارة البلاد والعمل على تحسين موقفها السياسي في مواجهة خصومها السياسيين. أما المستوى الثاني: فكان على الصعيد الخارجي حيث عملت حكومة حزب العدالة والتنمية على محاصرة النفوذ الا ي ارني المتعاظم في المنطقة والتقارب مع دول الخليج العربي وسوريا (قبل تفاقم الا زمة السورية الحالية) ولبنان والفصاي ل الفلسطينية. هذا إلى جانب العمل على تحقيق اخت ارق في عملية السلام في الشرق الوسط وفي الملفين اللبناني والا ي ارني علاوة على سعيها إلى توثيق علاقاتها بمحيطها الا قليمي ودور الجوار بما يضع تركيا في صدارة القوى الا قليمية ويعيد الحيوية لمكانتها في العالمين العربي والا سلامي على نحو يخول أنقرة استثمار كل ذلك دولي ا في علاقاتها مع الولايات المتحدة والاتحاد الا وروبي بما يحقق المصالح التركية في فضاءات دولية مهمة. ومن هنا يا تي التساؤل التالي والذي يطرحه الباحث حول كيفية تحول تركيا في إست ارتيجياتها في الا قليم وهي عضو في حلف الناتو إضافة إلى أنها تشكل القاعدة الا مامية لدول الحلف في منطقة الاهتمام الا ولى للحلف في الشرق الا وسط ولعل الا جابة تكون حسب أري الباحث أن هذا الدور التركي المتنامي في الا قليم ما كان ليحدث لولا موافقة أمريكية على هذا الدور ولربما أ اردت الولايات المتحدة أن تجعل من تركيا شرطي ا في المنطقة بجانب إس اري يل لسببين اثنين الا ول عدم أبقاء المجال مفتوحا أمام إي ارن لحرية الحركة في المنطقة ثانيا ضبط السلوك الا س اري يلي الذي أخذ يزعج الا دارة الا مريكية ولا يساعد على استق ارر المنطقة ثالثا منح الدول العربية فرصة التوجه نحو تركيا والابتعاد عن إي ارن وعمل تجمع سني بقيادة تركيا والسعودية يواجه التجمع المذهبي الشيعي بقيادة إي ارن وحليفتها سوريا وذ ارعها (حزب االله) في لبنان. إن اختيار واشنطن لتركيا للقيام بدور ضابط الا يقاع الا قليمي في المنطقة له دلالة على أن واشنطن نا ت بنفسها عن قوى عربية في المنطقة ولكنها 30

31 تخلت عن بعض القوى لصالح قوة جديدة هي تركيا من أجل التفرغ لا ست ارتيجيتها الجديدة في جنوب شرق آسيا كما أسلفنا في الحديث عنه في مقدمة هذه الورقة والمساعدة في تكوين ما اصطلح على تسميته (مش روع الشرق الا وسط الكبير) والذي كانت تنادي به الا دارة الا مريكية قبل عقدين من الزمن فتكون تركيا بمساعد إس اري يلية جناحه الشمالي الغربي والولايات المتحدة بجناحه الجنوبي الشرقي. لذلك نرى أن تركيا قد تخلت عن سياسية الحياد السلبي الذي مارسته طيلة سبعة عقود وسعت للتدخل الا يجابي في الشرق الا وسط من خلال ما تضطلع به أنقرة من الا دوار فيما يتعلق بالعديد من الملفات كالملف الع ارقي والملف السوري والملف اللبناني وقضية الص ارع العربي الا س اري يلي وتسوية الخلاف الفلسطيني الفلسطيني وفتح وحماس وأخي ار تطور العلاقات التركية () مع دول الخليج العربية والعلاقات مع إي ارن. ومن خلال ما تقدم يرى الباحث أن تبني تركيا لا ست ارتيجية الاستبدال والا حلال هذه جاءت من خلال التيقن التركي للحقيقة الكامنة في الدولة التركية والتي شكلت في الذهنية السياسية للقوى الدولة والا قليمية صورة مؤداها أنه آن الا وان لكي تلعب تركيا دورها الا قليمي المناسب لحجمها وقوتها العسكرية والاقتصادية وموقعها الجيواست ارتيجي فتم ترجمة ذلك الشعور اليقيني إلى إست ارتيجية عملية قابلة للتطبيق بعدما تا كدت تركيا من أن الجميع ينظر إليها كدولة مؤثرة في الا قليم. إن المنظور الا ست ارتيجي للقوى الدولية والا قليمية لتركيا وأهميتها الا ست ارتيجية يتلخص فيما يلي: أولا : الا همية الا ست ارتيجية لتركيا من منظور الاتحاد الا وروبي ويتمثل هذا المنظور من خلال النظر إلى النموذج التركي على أنه نموذج يتمحور حول المرجع السابق. 3

32 ثلاث قيم أسياسية وهي: الديمق ارطية والعلمانية والا سلام وأن هذا المنظور () يمثل النماذج التالية : يمثل نموذجا للا سلاميين لمعرفة كيفية التعامل مع الا وضاع داخل دولهم من خلال نهجي الواقعية والاعتدال. يمثل نموذجا للديمق ارطية الا سلامية المعتدلة والذي يتم فيه التناوب على السلطة بين الا ح ازب المختلفة واندماج التيار الا سلامي في العملية الديمق ارطية وهو النموذج الذي تبحث عنه كل من الولايات المتحدة الا مريكية والاتحاد الا وروبي سعيا لتعميمه على منطقة الشرق الا وسط. يمثل نموذجا اقتصاديا للتقدم الاقتصادي على الرغم من ضعف الثروات الطبيعية خاصة الطاقة والموارد الاقتصادية. يمثل نموذجا لقدرة الهوية الا سلامية على التكيف وتقديم القيم الا ساسية في المجتمع كالحرية وحكم القانون والعدالة والا صلاح والشفافية. يمثل نموذجا عسكريا مهما لمنظومة حلف الناتو من خلال تحقيق توازن عسكري إست ارتيجي إقليمي في منطقة الشرق الا وسط مع إس اري يل والقوة الا ي ارنية المتنامية. المنظور الثاني وهو المتمثل في الا همية الا ست ارتيجية لتركيا من وجهة نظر القوى العظمى والدول الكبرى وسنا خذ وجهة نظر كل من الولايات المتحدة ووجهة النظر الروسية. وجهة النظر الا مريكية تنظر الولايات المتحدة الا مريكية لتركيا على أساس توافق أو تقارب الا همية الا ست ارتيجية والجيواست ارتيجية لتركيا مع الاتحاد الا وروبي من منظور الولايات المتحدة حيث أنهما يمثلان جس ار للا ست ارتيجية العسكرية الا مريكية يتحقق معه تجاوب وتفاعل إست ارتيجي والهندي معا. المحيطين الا طلسي - Eu/sec04.doc 32

33 كذلك فا ن الولايات المتحدة توظف الا همية الا ست ارتيجية لتركيا لتحقيق التوجهات الا مريكية العالمية مثل ضمان حرية الملاحة للا سطول الا مريكي عبر المم ارت الملاحية الدولية خاصة مضيقي البسفور والدردنيل إضافة إلى تحقيق الاقت ارب الا مريكي من الحدود الدولية للدول الكبرى سواء المنافسة (روسيا الاتحادية) أو الصاعدة (الصين) من خلال إقامة القواعد العسكرية الضخمة على الا ارضي التركية( ). أما وجهة النظر الروسية للا همية الا ست ارتيجية لتركيا فتتمثل في القناعة الروسية التامة بهذه الا همية خاصة أنها جزء من الح ازم الا قليمي الا خضر الا مريكي وهذا ما يزعج روسيا الاتحادية لكنها حريصة أشد الحرص على علاقاتها الا ست ارتيجية مع تركيا لا ن موقع تركيا الا ست ارتيجي يشرف على البحر الا وسط ويتحكم في مضيق البسفور والدردنيل الذين يمثلان الطريق البحري الوحيد للا سطول الروسي من البحر الا سود إلى المياه الواقعة في بحار 2 وخلجان منطقة الشرق الا وسط( ). المنظور الثالث: يتمثل في الا ست ارتيجية المتبادلة بين تركيا والقوى الا قليمية الري يسة في المنطقة حيث ترى أن تركيا وا ي ارن لهما تشابه كبير فا ي ارن تشبه تركيا حيث لا يمكن تحديدها بمنطقة ما أو واحد. حصرها في إقليم جيوسياسي فالمقارنة التي يمكن أج ارؤها بين الوضع الجيوسياسي لكل من تركيا وا ي ارن تظهر السمات الجيواست ارتيجية لا ي ارن والتي تشابه إلى حد ما سمات 3 الجيوا ست ارتيجية لتركيا وهذا يظهر من الا مور التالية( ): تقع إي ارن مثل تركيا على خط المرور الا ساسي للاتصال الجنوبي الا سيوي الا وروبي. المصدر السابق. 2 المصدر السابق. 3 أوغلو أحمد داود العمق الا ست ارتيجي مصدر سابق ص

34 تمتلك كلا الدولتين حدودا مباشرة مع القوقاز والتي تشكل خط الانتقال المركزي الشمالي الجنوبي للقارة الا م أو ارسيا كذلك فا ن تركيا تجاور منطقة البلقان التي تشكل الضفة الغربية لخط الانتقال الجنوبي أما إي ارن فتجاور خط آسيا الوسطى أفغانستان الهند والذي يشكل الضفة الشرقية لخط الانتقال الشمالي الجنوبي. تتصل تركيا باثنين من البحار "البحر الا سود والبحر الا بيض المتوسط" من أصل أربع بحار وخلجان مهمة في الق ارة الا ورآسيوية وكذلك تتصل إي ارن باثنين من البحار هما بحر قزوين والخليج العربي. وهكذا يبدو أن هذه السمات الجيوسياسية والجيوا ست ارتيجية ربطت بين جغ ارفيا الا ناضول وا ي ارن بعلاقة تبعية متبادلة من الناحية الا ست ارتيجية. فا ذا كانت هذه سمات مشتركة بين الدولتين فهناك اعتماد متبادل بينهما أيضا حيث نجد أن تركيا تعتمد بشكل كلي على النفط الا ي ارني وتسعى لاستبدال الغاز الطبيعي الروسي بنظيره الا ي ارني كما تنظر إي ارن لتركيا على اعتبار أنها البوابة الري يسة البرية لها مع دول القارة الا وروبية. إلا أن تنامي العلاقات البينية بين الدولتين كان في أوجه في مجال التعاون الا مني خاصة ما يتعلق بالقضية الكردية ومخاطر تقسيم الع ارق وما ينتج عنه من قيام دولة كردية من ناحية والمخاوف من زيادة تنامي نفوذ حزب العمال الكردستاني وتهديد الا من والاستق ارر الداخلي لكل من تركيا وا ي ارن من ناحية أخرى( ). من خلال ما تقدم يرى الباحث غياب الرؤية العربية للا همية الا ست ارتيجية لتركيا ربما يعود ذلك إلى المي ارث التاريخي الذي خلفه الحكم العثماني للوطن العربي والذي سلك خطا مضطربا بين الخلفية التاريخية /السيكولوجية والواقع الجغ ارفي. لقد كانت النظرة العربية إلى تركيا تاريخي ا متعددة الجوانب كما هي اليوم فالنظرة السابقة للقوميين العرب شكلت نظرة سلبية لتركيا حيث اتسمت نظرة القوميين العرب عن تركيا في إظهار العثمانيون على أنهم استعماريون - Eu/sec04.doc 34

35 تسببوا في تخلف العرب بالمقابل كانت النظرة التركية للعرب متا رجحة ما بين الابتعاد عن الت ارث العثماني والا حساس بالغدر والخيانة في أعقاب الثورة العربية. وعندما انحازت تركيا أثناء الحرب الباردة إلى المعسكر الغربي والذي كانت معظم الا نظمة العربية تناصبه العداء هذا الموقف التركي أفضى إلى شعور عربي معاد خاصة وأن الغرب كان مؤيدا لا س اري يل إضافة إلى ت ازيد النظرة السلبية لتركيا عندما شاركت في تا سيس حلف بغداد عام 955 م ومن ثم اعت ارفها با س اري يل عام 949 م ما ساعد على تعميق الفجوة بين العرب وتركيا. إلا أن زيادة الاهتمام العربي بتركيا جاء بسبب ظهور عوامل إست ارتيجية جديدة مثل انتصار الثورة الا ي ارنية عام المصري بعد توقيع اتفاقية كامبد ديفيد مع إس اري يل 979 م وغياب الدور الا قليمي 979 م. إن تطور النظرة العربية إلى تركيا بدأ نتيجة لعدد من العوامل المتوازية بعضها متعلق بتركيا ذاتها والبعض الا خر متعلق بالمنطقة العربية وهذه العوامل هي( ): العوامل المتعلقة بتركيا ساهمت تطو ارت عديدة تتعلق بتركيا في تحسين صورتها في العالم العربي منها وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكم في 2003 م ق ارر البرلمان التركي في عام 2003 م بالامتناع عن التعاون مع الولايات المتحدة الا مريكية في حربها على الع ارق كذلك تحسين علاقات تركيا بالاتحاد الا وروبي وبالتحديد بدء محادثات انضمام تركيا إليه في كانون أول غزة وما سمي بحادثة دافوس عام 2004 م كذلك موقف تركيا حيال الحرب على 2009 م. ألتونيشيك مليحة ( 200 م) "تركيا بعيون عربية" القاهرة مصر: مركز الشرق للد ارسات الا قليمية والا ست ارتيجية ص

36 ويضيف الباحث هنا الموقف التركي الصلب من اعتداء إس اري يل على أسطول الحرية وقطع العلاقات مع إس اري يل وا يقاف التعاون العسكري والاقتصادي معها والذي اعتبر أنه أقوى موقف من دولة إقليمية هامة يتخذ ضد إس اري يل. إن هذا التطور الهام شجع على إعادة التفكير في تركيا ولعل أهم ما في ذلك التطور هو تحدي النظرة الحادة إلى المنظومة التركية السياسية باعتبارها نخبة صغيرة من العلمانيين تقف في مواجهة أغلبية جماهيرية مسلمة ولعل تبادل الكلمات الغاضبة من قبل ري يس الوز ارء التركي رجب طيب أردوغان مع ري يس دولة إس اري يل شمعون بيريز خلال الملتقى الاقتصادي العالمي في دافوس عام 2009 م في لقاء عام ومناقشة مفتوحة بشا ن غزة جعل منه زعيما شعبيا في الا وساط الجماهيرية العربية ما شكل تحدي ا آخر لمفهوم ساد طويلا عن تركيا باعتبارها حليف قريب من إس اري يل. لقد ارتبطت كل هذه التطو ارت بتطو ارت أخرى بالعالم العربي وبالتالي كانت لها دلالات في المناقشات الداي رة في المنطقة ما أدى إلى أن النتيجة النهاي ية كانت تغي ار في تصور دور تركيا على مستوى كل من الجماهير والحكومات العربية إضافة إلى تحولات جوهرية في كل من الاقتصاد والسياسة الخارجية لتركيا حيث نجحا في إيجاد اهتمام بهذا البلد يمكن ترجمته إلى صورة إيجابية. وعليه فا ن مرونة الاقتصاد التركي مع الا صلاحات السياسية كانا سببا في تصاعد القوة التركية الناعمة في المنطقة بحيث أصبحت تركيا نموذجا جذابا لتيار الا صلاحيين في العالم العربي. العوامل المتعلقة بالمنطقة غيرت التطو ارت السياسية والاقتصادية والا ست ارتيجية في الشرق الا وسط من نظرة العرب أيضا إلى تركيا حيث أوجد عدد من التطو ارت الا خيرة في المنطقة إحساسا بوجود أزمة مثل انهيار عملية السلام العربي الا س اري يلي في عام 2000 م وتدهور 36

37 - 4 الن ازع الفلسطيني والغزو الا مريكي للع ارق عام 2003 م وصعود إي ارن كقوة إقليمية والانقسامات الداخلية العربية وثو ارت الربيع العربي خاصة الموقف من سوريا الا ن. كذلك فا ن المشاكل الاقتصادية الاجتماعية وا ص ارر بعض الا نظمة السلطوية على أساليبها أدى إلى تعميق أزمة شرعية النظم العربية وبهذا دخل العالم العربي إلى القرن الحادي والعشرين يصاحبه شعور عميق بالا زمة. من خلال ما تقدم فا ن الباحث يرى أن نظرة كثير من العرب لتركيا كانت تتجلى في المثال الجيد الذي استطاعت تركيا أن تمثله للغرب من جهة والدول العربية والا سلامية من جهة أخرى بالتا كيد على قدرة تطابق وت اربط قيم الا سلام مع قيم الديمق ارطية عليه يمكن لتركيا أن تكون نموذجا يحتذى في العالم العربي. لقد تم تشكيل النظرة العربية إلى تركيا من خلال نظ ارت وحسابات من خلال المنظور العربي والقومي ولهذا فا نها ليست مفاجا ة أن نجد خروقا في تلك النظ ارت بين الدول تبعا للفوارق في الم اركز الا يديولوجية داخل العالم () العربي. إست ارتيجية التوازن والتقارب (إست ارتيجية البداي ل) بدأت تظهر تغي ارت في السياسة التركية منذ نهاية عقد الثمانينات مع التغي ارت في النظام الدولي والا قليمي إذ أث ر ذلك في نظرة تركيا إلى الشرق الا وسط إثر انتهاء العالم ثناي ي القطب بعد نهاية الحرب الباردة وهو ما أتاح لا نقرة إمكانية الاهتمام بالقضايا الا قليمية. وحصلت هز تان في تلك الفترة هما: انهيار الاتحاد السوفييتي وأزمة الخليج وقد تا ث رت تركيا بشد ة بهاتين الهز تين و ازدت حرب الخليج من اهتمام تركيا بالش رق الا وسط. فالجميع يدرك أهمي ة اللباد مصطفى ( 2009 م) "فهم تركيا: منظور مصري تحليل نظ ارت داخلية تركية" مجلد القاهرة مصر: مركز الشرق للد ارسات الا قليمية والا ست ارتيجية ص

38 المنطقة والع ارق خاص ة وبدأت تظهر في الداخل التركي نقاشات ترك زت حول كيفي ة تطوير رؤية جديدة مع السعي لتحديد درجة الاهتمام الضروري بالشرق الا وسط. وقد تشك ل أريان أساسي ان: الا و ل هو السياسة التي ات خذت الع ارق وشماله مرك از لها حيث تم ت قولبة السياسة القديمة حسب الظروف الجديدة وترك ز على الحلول العسكري ة في ما يتعل ق بذلك. وينحو التيار الثاني إلى طرح آ ارء بديلة مختلفة منذ انتهاء الحرب الباردة تمث ل انتقادات للسياسات القديمة وترى أن تركيا تا خ ر اهتمامها بالش رق الا وسط و من الخطا تحديد نظرتها إلى المنطقة من خلال الع ارق وشماله فقط. () وتشير ألتون ايشيك إلى أن هذا التيار طرح آ ارء مختلفة أك دت على الر وابط التاريخية والثقافية وتم التشديد على تطوير السياسات إلى ما و ارء الع ارق وأن تقوم هذه النظرة على الفرص بدلا من التحد يات والتهديدات. وتم النظر إلى المنطقة ليس من منظور الحلول العسكرية فقط بل بمفهوم أمني أوسع. وتم طرح علاقات تركيا بالمنطقة من خلال تعريف أمني جديد يتضم ن المساي ل السياسية والاقتصادية والاجتماعية. فقد تول ى ري يس الوز ارء طورغوت أو ازل في مرحلة انتهاء الحرب الباردة تطوير رؤى جديدة كما طو ر إسماعيل جيم وزير الخارجية التركي في الفترة ما بين سنة وسنة رؤى بديلة من هذا النوع. وبدأ حزب العدالة والتنمية ووزير الخارجية أحمد داود أوغلو في تطوير رؤى بديلة وطرحها بصورة أكثر فعالية منذ سنة.2002 فقد ساهم ظهور مشكلات جديدة في المنطقة كالا زمة الع ارقية وفشل الولايات المتحدة الا ميركية في ترسيخ النظام الجديد في الشرق الا وسط وتسوية الص ارع العربي-الا س اري يلي في إب ارز فعلية تركيا وانفتاح الساحة أمامها للعب دور متعاظم في المنطقة. فرك زت سياسة أنقرة على خف ض الخلافات مع الجي ارن ألتونشيك, مليحة, " الحوار العربي العربية, ط, بيروت, تشرين ثاني. 200 التركي بين الماضي والحاضر", مركز د ارسات الوحدة 38