1 - الاستراتيجية القومية للتنمية حتى عام 2017

النسخ

1 1- االستراتيجية القومية للتنمية حتى عام 2017 يف الكلمة اليت ألقاها السيد الرئيس حممد حسين مبارك يف احلفل الذي أقيم مبناسبة البدء يف مشروع وادي النيل اجلديد يوم 9 يناير 1997 قال سيادته "واليوم خيوض هذا الشعب ملحمة بناء جديدة متثل مدخله الصحيح إىل القرن احلادي والعشرين وسند قوي ملواجهة حتديات عصر قادم واجلسر الذي ميكن أن تعربه مصر إىل مستقبل باهر تنتشر فيه احلياة والعمران خارج حدود وادي النيل تستثمر إمكانيات مصر كلها ويوفر ملاليني املصريني حياة أفضل وقال " لقد أملت ضرورات املستقبل البدء يف تنفيذ هذا املشروع العمالق بعد أن أصبح أمرا حتميا أن ننطلق خارج حدود الوادي الضيق الذي عشنا فيه قرونا طويلة ال نفكر يف اخلروج منه حىت ضاق بكثافته السكانية العالية ومل يعد يف إمكانه أن يستوعب طموحات مصر يف غد أفضل: وقال ولو أن األمور مضت على هذا النحو دون رؤية جديدة شجاعة توسع رحاب التنمية وتزيد رقعة العمران على أرض مصر وختفف من االكتظاظ السكاين الذي يأكل ما يتبقى من أرض الوادي القدمي اليت تعاين اآلن من زحف عمراين خطري أكل أجود أراضيها. لقد جاء حتديد الصورة املستقبلية لعمران مصر يف اجمللد الذي نشره جملس الوزراء حتت عنوان -مصر والقرن احلادي والعشرين- ويف القسم الثاين على التحديد حتت عنوان مالمح اسرتاتيجية التنمية حىت عام 2017 وجاء من أهداف هذه االسرتاتيجية: فتح اجملال أمام توطني ماليني من املصريني خارج الوادي الضيق الذي ال يتجاوز حنو %5.5 من مساحة البالد ليتسع احليز املعمور إىل %25 من تلك املساحة - خالل عشرين عاما. 2- مضاعفة الناتج احمللي اإلمجايلكل عشرة سنوات حبيث يصل إىل أكثر من أربعة أضعافه عام زيادة متوسط نصيب الفرد من الناتج احمللي من 4270 جنيه إىل جنيه سنويا على األقل عام ألف فرصة عمل سنويا حىت يرتفع عدد املشتغلني من مليون مشتغل عام مليون إىل 4- توليد حنو 550 مشتغل يف هناية 2017 وهذه األهداف وغريها تتطلب تشجيع القطاع اخلاص على القيام بدوره كشريك أساسي يف عملية التنمية حبيث يصل إسهامه يف التنمية إىل نسبة %80 والدولة إىل %20 من حجم االستثمار مع حث القطاع اخلاص على االستثمار يف جماالت البنية األساسية من طرق ومطارات وحمطات قوى وأنشطة خدمية متنوعة وذلك يف إطار اخلطط اليت تضعها الدولة هلذه املشروعات. وجاء يف مالمح التنمية الزراعية حتسني إنتاجية األراضي الزراعية القدمية وحتسني إنتاجها ومحايتها من الزحف العمراين ) ( واالرتفاع بانتاجية مناطق االستصالح اجلديدة اليت تبلغ مساحتها 1.6 مليون فدان هذا باإلضافة إىل إجياد وعي ادخاري بالريف املصري )يف الوادي أو خارجه( وتشجيع قيام احتادات للمنتجني مع ضرورة استخدام املوارد املائية )يف الوادي( باستخدام مياه الصرف واملياه اجلوفية واألمطار مع زيادة حجم املوارد املائية املتاحة تدفع إىل الرتكيز على استصالح حنو 3.4 مليون فدان حىت عام 2017 باالمتداد خارج الوادي املعمور يف جنوب الوادي والصحارى الشرقية والغربية ومصر الوسطى ومصر العليا وسيناء ويف جمال الصناعة يؤكد التقرير على توفري املقومات لالرتقاء باملناخ االستثماري وخباصة يف املناطق اجلديدة وتدعيم البنية األساسية يف تلك املناطق وهو ما يؤدي إىل تطوير منط احلياة مبا يوجد من جمتمعات عمرانية متكاملة خارج الكتل السكنية القائمة وذلك مع حتقيق التوزيع اإلقليمي املناسب لألنشطة الصناعية واالستغالل األمثل للطاقات اإلنتاجية للمصانع القائمة ) ( ABR90090-AH 1

2 تعرض التقرير بالتايل لتطوير قطاع الكهرباء وزيادة إنتاجيته إىل حوايل 40 مليار ك.و.س عام 2017 لتحقيق التنمية االقتصادية االجتماعية املتوازنة على املستوى القومي واإلقليمي وعلى وجه اخلصوص يف تنمية حمافظات سيناء وتنمية جنوب الوادي - ويتبع ذلك تطوير قطاع البرتول مع حتقيق االنتشار اجلغرايف ) ( لطاقات التكرير وتدعيم جهود تنمية مشال الوادي واإلسهام يف جهود تنمية جنوب الوادي. وجاء عن قطاع النقل واملواصالت أنه يهدف إىل االرتقاء بشبكات الطرق احلالية ) ( مع ربط مجيع أطراف الدولة خاصة مناطق التوطن اجلديدة اليت متتد من املناطق املعمورة احلالية وتوفري احتياجات االنتشار األوسع يف احليز املكاين غري املطروق الذي ميتد إليه العمران وعن التنمية السياحية ذكر التقرير أن السياحة تقوم بتحقيق جانب هام من جوانب التنمية االقتصادية هو التنمية اإلقليمية وذلك خبلق مناطق وجمتمعات عمرانية وسياحية جديدة نساهم يف خلق فرص عمل للمواطنني وتسمح باالستيطان الدائم هلم وذلك بالسعي إىل الوصول بعدد السياح إىل حنو 27 مليون سائح يف هناية عام 2017 وزيادة أعداد الليايل السياحية إىل ما يقرب من 217 ليلة وزيادة الطاقة الفندقية إىل ما يقرب من 618 ألف غرفة عام وعن قطاع اإلسكان واملرافق واملدن اجلديدة ذكر التقرير أن الرؤية اخلاصة بسياسات اإلسكان واملرافق واملدن اجلديدة تقوم على االلتزام باألهداف االسرتاتيجية للخروج من الوادي الضيق واالنتشار املنظم للسكان يف ربوع البالد ولتحقيق التوازن بني توزيع السكان والعمل على توفري األراضي مبرافقها لإلسكان واخلدمات والصناعة حفاظا على األرض الزراعية وإعطاء األولوية لتنفيذ مشروعات التجمعات اجلديدة مبنطقة دلتا الوادي اجلديد - وإجناز املخططات اهليكلية للتنمية العمرانية ملدن وقرى اجلمهورية كافة مع الرتكيز على املدن ذات األولوية وتوفري مياه الشرب والصرف الصحي باملدن والقرى مجيعا وتطوير الطراز املعماري احمللي مبا يتفق مع تراثنا وحضارتنا. مع احلفاظ على املباين ذات الطابع اخلاص يف إطار احلفاظ على الرتاث املعماري والثقايف ملصر. وتطوير املكاتب االستشارية اهلندسية واالرتقاء هبا لتقوم بدورها يف مسرية التنمية العمرانية. ومن أهداف هذا القطاع توفري 280 ألف وحدة سكنية سنويا حىت عام 2017 )دون ذكر للمواقع( مع العمل على حتقيق التوازن يف العالقة بني املالك واملستأجر. 9-1 وجاء يف التقرير الوزاري أن الدولة تستهدف إقامة 44 مدينة وجتمعا جديدا مت حتديدها على مناطق مساحتها 2.5 مليون فدان حتتل املدن منها 190 ألف فدان مع حتقيق معدالت منو كبرية يف هذه املدن اجلديدة وربطها باملدن األخرى والعواصم بشبكات النقل السريع. وتضمن التقرير الوزاري بعد ذلك اسرتاتيجيات التعليم والبحث العلمي وبناء 1500 مدرسة سنويا حىت عام )دون ذكر 2017 املواقع عامة( وتبع ذلك اسرتاتيجية املوارد البشرية والقوى العاملة واسرتاتيجية الصحة والسكان اليت جاء فيها التوسع وزيادة أعداد املستشفيات العامة واملركزية واملستشفيات القروية والوحدات الريفية واملراكز الصحية أما يف جمال السكان فتوضح تقريرات السكاين بلوغ السكان حنو 80 مليون نسمة عام 2017 وحماولة حفظ معدل النمو السكاين ليبلغ %3.1 عام النمو ويف اسرتاتيجية قطاع العدل واألمن الداخلي تطوير مجيع أبنية احملاكم وحتديثها وبناء اجلديد منها مبا يربز مجاليات حضارة مصر املعمارية ويف قطاع.. يقول التقرير: العمل على حتقيق توازن دقيق بني األصالة واملعاصرة يف اجملاالت الثقافية )العمارة ABR90090-AH 2

3 ( مع جتديد قصور الثقافة جديدة ونشر بيوت ثقافة الطفل باحملافظات وتطوير املتاحف األثرية واإلقليمية وينطبق نفس التوجه يف قطاع الرعاية املدنية الذي يهدف إىل إنشاء مراكز تنموية بكل حمافظة. هتدف اسرتاتيجية الرعاية االجتماعية - كما جاء يف التقرير الوزاري - إلىتحقيق االستقرار االجتماعي من خالل تنمية قدرات املرأة مع رعاية املسنني وإنشاء أقسام لغري القادرين منهم. هذا باإلضافة إىل تنمية اجملتمعات احمللية وإنشاء مراكز جديدة لرعاية الطفل يف الريف ومؤسسات إيواء لألطفال ودور احلضانة وإنشاء مراكز إعداد األسر املنتجة باجلامعات مع مراكز التأهيل املهين الشامل. اآلليات التي تحقق االستراتيجية القومية: لقد جاءت كل هذه االسرتاتيجيات لتؤكد توفري معظم اخلدمات واملشروعات االستثمارية يف اجملتمعات القائمة وهو ما يزيد من عناصر اجلذب االستيطاين فيها دون حماولة دفع نسبة من هذه اخلدمات واملشروعات إىل املناطق اجلديدة وزيادة وسائل اجلذب االستيطاين فيها دون حماولة دفع نسبة من هذه اخلدمات واملشروعات إىل املناطق اجلديدة وزيادة وسائل اجلذب االستيطاين فيها وذلك يف إطارات التنمية اإلقليمية لألقاليم التخطيطية اليت تربط اجملتمعات القدمية باجملتمعات اجلديدة ربطا عضويا واجتماعيا وسكانيا وتنمويا وذلك بدفع نسبة من املؤسسات اخلدمية والتنموية إىل املناطق اجلديدة مع تسهيل وسائل الوصول إليها من املناطق القدمية واألمثلة على ذلك كثرية خاصة عند اختيار مواقع اجلامعات أو الكليات واملعاهد اجلديدة أو اختيار مواقع مراكز اخلدمات الصحية واإلدارية الرئيسية فاالسرتاتيجية القومية للتنمية كما جاءت تفاصيلها يف التقرير الوزاري مل تتعرض من قريب أو بعيد لآلليات اليت تضمن حتقيق اهلدف األول لالسرتاتيجية وهو نشر العمران على %25 من أرض مصر اخلروج من الوادي الضيق كما أشار إىل ذلك خطاب السيد رئيس اجلمهورية. ويتضح من التقرير الوزاري أيضا أنه مل يتعرض إىل اسرتاتيجية تطوير اإلدارة احمللية بل ترك فعاليات التنمية بكل أبعادها يف القطاعات املختلفة تعمل على تطوير احملافظات يف إطار حدودها اإلدارية ومل تتطرق من بعيد أو قريب إىل دور اإلدارة احمللية يف حتقيق األهداف التنموية لألقاليم التخطيط وحتويلها إىل أقاليم ختطيطية إدارية حىت تتحقق األهداف التخطيطية احمللية يف إطار األهداف االسرتاتيجية اليت سردها التقرير الوزاري الذي أعد عام نظام اإلدارة احمللية بتقسيماهتا اإلدارية احلالية يعترب حجر عثرة يف سبيل حتريك السكان من الوادي الضيق إىل املناطق اجلديدة ونشر العمران على %25 من أرض مصركهدف اسرتاتيجي. حتقيق إذا كان من املهم وضع إطار عام السرتاتيجيات التنمية القومية للقطاعات املختلفة فإن من األهم وضع االسرتاتيجيات اإلدارية والتنظيمية اليت حتقق األهداف الوطنية وهو ما غاب عن صفحات التقرير الوزاري الذي يعترب قد حقق نصف ما ينبغي منه فالتنمية بكل مكوناهتا االقتصادية واالجتماعية والعمرانية يصعب حتقيقها ما مل تعتمد على اآلليات اإلدارية والتنظيمية القادرة واملؤهلة لذلك ومعىن ذلك ربط األهداف التخطيطية على كل املستويات باإلمكانيات والقدرات التنفيذية يف كل مستوى وإال فقدت األهداف مصداقيتها وفعاليتها األمر الذي جيب أن يطرح عل الرأي العام بكل فئاته هبدف التوعية أوال مث الدعوة إىل املشاركة يف اختاذ القرارات الصعبة اليت متس الغالبية العظمى من السكان الذين تدعوهم االسرتاتيجية القومية للتنمية للخروج إىل املناطق اجلديدة قبل أن حيصرهم الوادي الضيق بال متنفس اقتصادي أو صحي أو مسكن األمر الذي يقع يف أولويات االسرتاتيجية اإلعالمية بكل وسائله املقروءة واملرئية واملسموعة جتنبا لألخطار اليت سوف يتعرض هلا اجملتمع إذا استمر استيطانه للوادي الضيق الذي يضيق بسكانه حاليا ويتعرض فيه ألخطار صحية واجتماعية وأمنية ونفسية كثرية بسبب الزيادة العالية للكثافة السكانية كما يقر بذلك خطاب السيد رئيس ABR90090-AH 3

4 اجلمهورية وإذاكان التقرير الوزاري قد قدر تعداد السكان عام 2017 حبوايل 80 مليون نسمة وأن املدن اجلديدة وعددها 24 مدينة ينتظر أن تستوعب 20 مليون نسمة عام 2017 على أعلى تقدير ميكن تصوره وذلك مبتوسط 450 ألف نسمة لكل مدينة فإن ما سوف يتبقى يف الوادي الضيق 60 مليون نسمة إن مل يكن 70 مليون على أحسن تقدير واقعى ومعىن ذلك أن الضغط السكاين يف الوادي الضيق والذي يقول التقرير عنه أنه قد بلغ أقصى مداه سوف يزداد إىل أكثر من هذا املدى األمر الذي ينبئ بكارثة عمرانية على الوادي الضيق وتصبح االسرتاتيجية القومية للتنمية واليت تعرض هلا التقرير الوزاري غري ذات موضوع. 3- الخروج من الوادي: تعرض القسم الثالث من التقرير الوزاري عن مصر يف القرن احلادي والعشرين على أهم مكونات االسرتاتيجية القومية للتنمية بأبعادها االقتصادية واالجتماعية والعمرانية وهو اخلروج من الوادي. جاء يف بدايته أن البعد املكافئ ميثل حمورا أصيال من حماور التنمية بعد أن بلغ الضغط السكاين على وادي النيل وختومه أقصى مداه. وميثل اجلدول التايل حتول العمران على املستوى القومي على مدى القرن العشرينكما جاء يف التقرير: 1-3 الزمن المساحة المنزرعة المساحة المأهولة عدد السكان بالمليون نصيب الفرد من الزراعة نصيب الفرد من المأهول 3 مليون فدان 4.2 مليون فدان 3 بداية القرن 19 1 ف/ للفرد 1.4 ف/ للفرد 0.4 ف/فرد 0.6 ف/فرد بداية 4.7 مليون فدان 6.6 مليون فدان 11.2 العشرين القرن 0.13 ف/فرد 0.4 ف/فرد منتصف 5.2 مليون فدان 7.3 مليون فدان 19 العشرين القرن 0.21 ف/فرد 62 هناية 7.8 مليون فدان 12.5 العشرين القرن فدان مليون 0.13 ف/ فرد ف/فرد ف/فرد 80 عام الفرتة حىت 9.4 مليون فدان 15 مليون فدان ) ( 2017 ويقول التقرير الوزاري الذي أعد عام 1997 ويعين هذا أنه مع زيادة املساحة الزراعية واملأهولة فإن متوسط نصيب الفرد فيها يتناقص مما جيعل اخلروج من الوادي القدمي إىل املناطق اجلديدة ليس جمرد اختيار بني بدائل مطروحة ولكنه مسألة حياة ال جليلنا وحده ولكن لألجيال القادمة أيضا - هكذا بنص احلرف- الذي يقول أن التوسعات الزراعية شرق الدلتا مع امتداد ترعة السالم وترعة الشيخ زايد يف سيناء والتوسعات غرب الدلتا واليت يف جنوب الوادي سوف تضيف 1.6 مليون فدان حبيث أصبحت املساحة املزروعة.. ABR90090-AH 4

5 يقر التقرير على أن التوسعات اليت طرأت على املأهول السكاين كان معروفا سلفا أنه لن حيدث خلخلة للزيادة السكانية أو يعاجل الرتكيز السكاين األمر الذي أكد منذ بداية الثمانينات حتمية النفاد إىل الصحراء إال أن التوسع ظل يف ختوم الوادي شرقا وغربا ويف الساحل الشمايل الغريب والبحر األمحر وحول الوادي يف اجلنوب اتساقا مع اإلمكانيات االستثمارية اليتكانت توجه يف أغلبها إىل سد احتياجات الوادي القدمي من إعادة بناء املرافق وبنيته األساسية وحتديث قواعد اإلنتاج ( الضيق(. وهي عوامل تساعد على االمتداد يف الوادي ويستطرد التقرير بأنه مت توطني أغلب الصناعات يف املدن اجلديدة اليت بلغت 19 مدينة واستحدثت 29 منطقة صناعية استوعبت حنو 3100 مصنع )ومل يذكر التقريركم استوعبت هذه املدن من السكان حىت هناية القرن العشرين(. ويتيح ذلك امتدادات يف شبكة املنتجات البرتولية وحمطات توليد الكهرباء والنقل الربي لربط احليز املكاين ) ( املصري مشاله تربط وادي النيل بساحل البحر األمحر كما حتققت إجنازات كثرية يف النقل الربي والبحري واجلوي جبنوبه بأربعة حماور مع سبعة حماور عرضية واالتصاالت. كما حتققت طفرات يف التنمية السياحية على طول ساحل البحر األمحر وخليج العقبة والساحل الشمايل الغريب )إسكان املصايف( - كل ذلك ومل يشر التقرير من بعيد أو قريب إىل معدالت االستيطان البشري التابع هلذه املشروعات ويف نفس الوقت يشري التقرير إىل بناء 2.3 وحدة سكنية منذ 1981 حىت عام 1997 دون إشارة إىل مواقعها يف الوادي الضيق أو يف املناطق اجلديدة ويعرتف التقرير بأن هذه اإلجنازات قد واجهت عقبة الكثافة السكانية املتزايدة يف الرقعة املعمورة اليت ضاقت عن أن تستوعب طموحات املستقبل وآماله بل باتت متعارضة مع متطلبات التنمية ذاهتا إذ أصبح التوسع التنموي الزراعي والصناعي يقتطع من مناطق كثرية من املوارد األرضية املنتجة أو يتم على حساهبا كما أدى الرتكيز السكاين يف بعض املناطق االجتماعي والصحي. إىل التضحية مبتطلبات الرقي ومرة أخرى نسرتجع خطاب السيد رئيس اجلمهورية الذي قال فيه " إن االنتشار املخطط واملنظم للسكان يف كل ربوع البالد أصبح أمرا ال بديل عنه" وكما يقوم التقرير الوزاري أن البقاء على االختناق يف الوادي وختومه أمر له عواقبه الوخيمة املصاحبة للزحام يف السكن واملدرسة واملستشفى والطريق واملواصالت بل حىت يف النوادي وأماكن الرتفيه وهو الذي يؤدي إىل تدهور شامل وتدرجيي يف مرافق املدن وفقدها لرونقها احلضاري وجيعل اجلهود املبذولة يف النظافة والتجميل ومكافحة التلوث حرثا يف حبر فضال عن خروج املصري من طبيعته السمحة وحتوله إىل العدوانية. يقدم التقرير الوزاري مشروع تنمية سيناء ومشروع جنوب الوادي النموذج النطالقة مصر حنو بناء حضارة جديدة ويف نفس املكان يقول التقرير أن هذا التحول اجلذري يف جماالت التنمية املكانية وما ينطوي عليه من امتدادات جديدة خارج الوادي ال يعين الوقوف عن تطوير اجملتمعات القائمة ) ( وخاصة احلديث منها بل يظل الرتابط كامال إلحداث التكامل بني القائمة يف الوادي املعمور واليت يتم هذه اجملتمعات واجملتمعات العمل على حتديثها واستكمال ما مل يستكمل منها ومواصلة التعمري يف الشمال الغريب )الساحل الشمايل( ويف شرق الدلتا باإلضافة إىل تطوير وتوسيع إمكانات الدلتا والقاهرة الكربى يف املناطق املتامخة للحفاظ على طاقتها االستيعابية فتزداد كفاءة تلك اجملتمعات وينتشر التعمري يف مناطق الوادي يف ذات الوقت الذي تنشط فيه احلياة اجلديدة خارج الوادي يف إطار متناسق بني القدمي واحلديث حيقق وحدة التنمية واالستغالل األمثل للحيز العمراين املصري مع كل ما يف ذلك من تناقضات منهجية لتحقيق االسرتاتيجية للخروج من الوادي فما ذكر آنفا يساعد على استمرار استقرار السكان يف اجملتمعات القدمية وهو ما يعرض االستيطان يف اجملتمعات اجلديدة للتوقف. ويؤكد ذلك ما جاء يف نفس التقرير من أن ABR90090-AH 5

6 حمافظة البحر األمحر وقد كانت وما زالت عنصر جذب للقوى العاملة )وليس لالستيطان( أما حمافظة الوادي اجلديد اليت مل تتحول بعد إىل منطقة جذب رغم ما شهدته من مشروعات يف التوسع الزراعي األفقي وتقول النتائج األولية للتعداد أن مدن الطرد مل تعد طاردة وإمنا تكاد أن حتتفظ بسكاهنا )وهذه ظاهرة سلبية أكثر منها إجيابية لتحقيق االسرتاتيجية القومية(. حتول التقرير الوزاري بعد ذلك إىل تعديد املشروعات املقرتحة واجلارية يف مناطق مشال مصر وما مت فيها من مشروعات وإجنازات يف اجملاالت اإلنتاجية املختلفة زراعية وصناعية باإلضافة إىل البنية األساسية والتنمية السياحية معززكل ذلك باألرقام والبيانات التفصيلية.. وتبعها تعديد املشروعات املقرتحة واجلارية يف مناطق جنوب الوادي وما فيها من آمال واسعة يف جماالت التنمية الصناعية والزراعية والسياحية خاصة يف مشروع الدلتا اجلديدة )إذا صح التعبري( كخري منوذج تطبيقي. وقد مت وصفه تفصيال باملربرات العلمية لفائدته من مجيع النواحي كمربرات إلنشائه. ومع هذا السرد التفصيلي جملاالت التنمية يف مشال مصر وجنوهبا واملربرات العلمية والفنية املدعمة باألرقام اليت تثبت جدواها الوطنية يف حتقيق االسرتاتيجية القومية للخروج من الوادي الضيق إال أن هذا السرد مل يتطرق من بعيد أو من قريب إىل العامل السكاين أو الطاقة االستيعابية لالستيطان البشري يف هذه املناطق أو حتديد مواقعه أو مراحله كما مل يتضمن هذا السرد التفصيلي أي إشارة إىل اآلليات اإلدارية والتنظيمية اليت تعمل على حتقيق األهداف االسرتاتيجية هلذه املشروعات العمالقة مع حتديد مراحل االستيطان البشري املتوقع فيها والعمل على اإلعداد له بكل وسائل اجلذب اليت تفوق وسائل اجلذب يف املناطق القدمية فهذا هو احملك األساسي والرئيسي لنجاح االسرتاتيجية القومية للتنمية واليت جيب أن يصاحبها يف نفس الوقت اسرتاتيجية قومية لالستيطان خارج الوادي بكل مقوماهتا اإلدارية والتنظيمية واإلعالمية بتعظيم كل وسائل اجلذب االستيطاين وتقدمي املغريات للنزوح من الوادي الضيق حىت وإن حتملت خطط التنمية أعباء أكثر يف بداياهتا حىت يتم وضع البذرة وسقيها حىت تنبت والعناية هبا حىت تنمو وتثمر وتصبح قادرة على االستمرار والعطاء. يقول السيد رئيس اجلمهورية يف خطابه يف نوفمرب 1996 أمام جملس الشعب والشورى )مل يعد يف الوادي القدمي اآلن متنفس هلذا احلجم الضخم من الزيادة السكانية املتوقعة اليت تفرض علينا ضرورة اخلروج إىل شرق الوادي وغربه( ويقول التقرير الوزاري عام 1997 )هذا التحول اجلذري يف جماالت التنمية املكانية وما ينطوي عليه من امتدادات جديدة خارج ال يعين الوادي الوقوف عن تطوير اجملتمعات القائمة وينتشر التعمري يف مناطق الوادي يف ذات الوقت الذي تنشط فيه احلياة اجلديدة خارج الوادي ويف ذلك تناقض ملا جاء يف خطاب السيد رئيس اجلمهورية.. فالوادي القدمي مل يعد يتحمل أي توسعات إال على حساب األرض الزراعية يف معظم األحيان.. والتقرير الوزاري مل يكن دقيقا يف حتديد طبيعة الربط بني اجملتمعات القدمية واجملتمعات اجلديدة وهي طبيعة دقيقة جدا ويف غاية احلساسية خاصة وأهنا متس متطلبات بشر يقيم يف اجملتمعات القدمية وله متطلباته وطموحاته املستقبلية ويف نفس الوقت يطلب من هذه التجمعات القدمية أن تكون طاردة للسكان هبدف االستيطان يف املناطق اجلديدة األمر الذي يتطلب قياس معدالت سرعة التنمية يف اجملتمعات القدمية وربطها مبعدالت سرعة التنمية يف اجملتمعات اجلديدة. ومن ناحية أخرى فإن األمر يستدعي النظر يف أسلوب توجيه االستثمارات يف البعد املكاين بني املناطق القدمية واملناطق اجلديدة أخذا يف االعتبار قوى الضغط والبعد السياسي واالجتماعي القائم يف اجملتمعات القدمية. خريطة التنمية والتعمير لعام 2017 خطوة على الطريق: ABR90090-AH 6

7 جاء يف مقدمة التقرير العام عن هذه اخلريطة أنه تأسيسا على الفرضية اليت تقول أن التجمعات العمرانية بالوادي والدلتا قد تشبعت بالسكان وأن أي زيادة سكانية هبا تعين مزيدا من تآكل األرض الزراعية ومزيدا من التدهور يف اخلدمات والبنية األساسية والتلوث البيئي وأن اخلروج إىل الصحراء هو بداية الطريق إىل حلكثري من املشاكل العمرانية واالقتصادية والبيئية وبالتايل السكانية واالجتماعية وأنه يف حالة تواجد فراغات )إن وجدت( بالتجمعات احلالية فإهنا سوف ختصص لإلحالل والتجديد والعجز يف اخلدمات )وليس لإلضافة أو الزيادة( وبالتايل فإن هذه التجمعات ال ميكن أن تستوعب أي زيادة سكانية متوقعة اخل ) وبالتايل ال ميكن أن تستوعب أي زيادة يف النشاط اإلداري أو التجاري أو الصناعي أو اخلدمي أو الرتفيهي خلا - ويعين ذلك أيضا أن املخططات العمرانية اليت توضع للتجمعات العمرانية القدمية لن تستوعب مزيدا من األنشطة وبالتايل مزيدا من السكان. وأهنا يف مضموهنا ميكن أن تتحول إىل مناطق طرد أو مراكز إرسال إذا ما توفرت معها مراكز استقبال يف التجمعات العمرانية اجلديدة - األمر الذي يتطلب منهجا ختطيطيا يعمل على حتقيق هذه األهداف االسرتاتيجية ويصبح من العبث وضع ختطيط ملدينة يف الوادي الضيق على أساس الزيادة السكانية املنتظرة فيها على املدى الزمين احملدد هلذا التخطيط - مع أن التخطيط أو مبعىن آخر التنمية العمرانية هي عملية مستمرة ال حيدها زمن معني - بل هي سياسة تنموية مبنية على اسرتاتيجية معلنة وما يطبق على مستقبل املدن القدمية يطبق عكسه على مستقبل املدن اجلديدة األمر الذي مل يظهر بعد على ما بعد من خمططات عمرانية تقليدية مل يعد هلا موقع يف الفكر التخطيطي املعاصر الذي تبلور يف ضوء التجارب التخطيطية اليت متت على مدى النصف قرن األخري من القرن العشرين والشواهد يف مصر كثرية ومتعددة وقد مت حتليلها الستنباط النظرية املعاصرة لتنمية املدن اجلديدة من ناحية واالرتقاء باملدن القدمية من ناحية أخرى يف تزامن واحد لزيادة عوامل اجلذب يف األوىل وتفعيل عوامل الطرد من الثانية. األمر الذي يدخل يف السياسات العامة للدولة واليت تشمل مجيع القطاعات األمر الذي يتطلب اآلليات التنظيمية واإلدارية اليت حتقق هذه السياسات. وقد طلبت الرتكيز على هذا اجلانب عندما كنت عضوا فاعال يف اللجنة القيادية اليت دفعت هذا العمل يف بدايته. من األهداف القومية للمشروع احملافظة على األراضي الزراعية وخلخلة الكثافة السكانية من الوادي وزيادة الدخل القومي واستغالل املوارد الطبيعية. ومن األهداف الوسيطة حتديد املناطق ذات اإلمكانيات الطبيعية واالقتصادية وحتديد حجم التحرك السكاين املطلوب توجيهه خارج الوادي مث حتديد املناطق الصاحلة للتعمري وحتديد املناطق اليت ميكن أن تدعمها البنية األساسية وحتديد أولويات مناطق التعمري أما األهداف القطاعية.. لألهداف الوسيطة شاملة قطاعات اخلدمات واملرافق والقطاعات اإلنتاجية من صناعة وزراعة وسياحة.. اخل. قسمت الدراسات إىل مرحلة الوضع الراهن للجوانب البيئية واملوارد الطبيعية واملائية والسكانية واالقتصادية واالجتماعية والعمرانية والسكانية واخلدمات وشبكات البنية األساسية ويتبع ذلك املرحلة الثانية اليت تتحدد فيها جمموعة من اخلدمات األساسية املستفيدة من تكامل الدراسات التخصصية ذات التأثري املباشر على اختيار مناطق التنمية والتعمري ويف املرحلة الثالثة تستخرج التوصيات اليت يتوصل إليها. وتقدميها كمؤشرات وتوجيهات عامة ملناطق التنمية والتعمري ومن خالل الدراسات األكثر تفصيال لكل منطقة على التحدي اإلقليمي واحمللي ميكن التأكد من املؤشرات الواردة من املهام وتطويرها إذا لزم األمر وصوال إىل املرحلة التفصيلية والتنفيذية إلقامة اجملتمعات العمرانية اجلديدة وتصبح منهجية الدراسة هبذا التسلسل التقليدي وكأنه موجه إىل مشروع تنفيذي قصري األمد مع أن التنمية تعمل بصفة مستمرة على املستويات القومية واإلقليمية واحمللية يف آن واحد ويف اإلطار العام التنظيمي واإلداري : مع إحكام العالقات التبادلية بني هذه املستويات والعالقات التكاملية بني القطاعات املختلفة يف كل مستوى معتمدة يف ذلك على قاعدة بيانية متجددة هلا خمرجاهتا على املستويات القومية واإلقليمية واحمللية. فاملوضوع ليس مشروعا له بدايته وهنايته بل هو أسلوب عمل وقواعد أداء تعمل هبا القطاعات املختلفة لتحقيق اسرتاتيجية قومية حمددة وميكن العمل هبا فورا دون انتظار ويواكبها دراسات ABR90090-AH 7

8 حتقيقية وبيانات عملية تساعد على عملية اختاذ القرار يف كل مستوى فرعي أو إقليمي أو حملي وهنا البد من تعريف اإلقليم وحدوده التنموية واإلدارية وحتديد اجملال احمللي الذي يضم التجمعات السكنية يف إطار كل إقليم ختطيطي إداري بعيدا عن القوالب اجلامدة للحدود اإلدارية للمحافظات احلالية. توصلت النتائج العامة لدراسة خريطة التنمية والتعمري إىل ) 1 (حتديد حجم السكان املطلوب حتريكه خارج الوادي والدلتا عام 2020 مع حجم العمالة املتوقع ) 2 (حتديد مواقع املناطق الصاحلة للبناء )مستقبلي جدا ( )3( حتديد املناطق ذات اإلمكانيات االقتصادية املؤكدة )4( حتديد املناطق الصاحلة للبناء والتنمية مع أولويات التنمية )5( حتديد البنية األساسية الداعمة ملناطق التنمية املقرتحة. قدرت الدراسة )اليت أعدت عام 1995( حجم الزيادة املتوقعة لعدد السكان يف مصر 39 مليون عام 2020 وتعترب هذه الزيادة فائضا عن القدرة االستيعابية للوادي والدلتا ومطلوب حتريكها إىل خارج الوادي )كيف ( وتؤكد الدراسة أن املدن والقرى القائمة ال ميكن أن تستوعب زيادة سكانية جديدة متوقعة )كيف ميكن مواجهة ذلك عند وضع املخططات العامة هلذه املدن ( توضح الدراسة أن إمجايل مساحات مواقع التعمري واجملتمعات اجلديدة الصادر أو اجلاري إصدار قرارات ختصيص هلا تبلغ 250 ألف فدان تستطيع استيعاب نصف الزيادة املتوقعة )وهي 19.5 مليون نسمة على أحسن تقدير يفوق نتائج معدالت التوطني يف اجملتمعات اجلاري إنشائها ) وإنه مطلوب 250 ألف فدان أخرى الستيعاب 20 مليون نسمة )عام 2020( يلزمها توفري 5.6 مليون فرصة عمل مبعدل إعالة اقتصادية 3.6 فرد )ورد يف الدراسة جدوال حيدد حجم السكان )العمالة يف عدد 55 جتمع عمراين جديد ويذكر اجلدول على سبيل املثال أن احلجم املخطط له يف مدينة السادات هو نسمة مع أن عدد السكان يف هذه املدينة حىت عام 1998 هو نسمة فقط وكان املنتظر يف هذه السنة نسمة واحلجم املخطط له ملدينة 6 أكتوبر 2 مليون نسمة عام 2020 وهو يف عام 1998 مل يتعدى نسمة )وقس على ذلك باقي املدن.. األمر الذي يدعو إىل التشكك يف واقعية حتقيق هذه األرقام وبالتايل يف واقعية املخططات اليت وضعت هلذه املدن على أساس افرتاضات نظرية تقليدية األمر الذي يعيب املنهجية املتبعة يف إعداد املخططات العامة للمدن اجلديدة واليت ثبت بالتجربة يف مصر ويف دول العامل عدم جدواها واالعتماد عليها. حددت نتائج الدراسة املناطق الصاحلة للبناء حىت ولو مل يكن هبا قاعدة اقتصادية لتحاشي مناطق السيول أو حماور الزالزل أو املناطق الشاطئية )والدراسة مل توضحكيفية التعامل مع هذه املناطق إذا مل يكن هبا قاعدة اقتصادية - هل ميكن بناء عليها جتمعات إنتاجية للحرف والصناعات الصغرية.. هل ميكن بناء عليها جممعات خدمات تعليمية أو صحية أو جامعية وإال ما الفائدة من حتديد هذه املناطق اليت تتحاشى السيول (. حددت الدراسة يف نتائجها املناطق ذات اإلمكانيات االقتصادية مثل الزراعة والصناعة والتعدين والسياحة.. اخل وعلى ضوء ما سبق حددت الدراسة املناطق الصاحلة للبناء وهبا إمكانيات اقتصادية لوضع أولويات التنمية والتعمري وهي املناطق اليت سوف تستوعب الفائض السكاين البالغ 20 مليون نسمة حىت عام 2020 سواء أكانت هذه املناطق هبا إمكانيات اقتصادية مؤكدة أو هلا أمهية سياسية واسرتاتيجية أو اليت حتتاج لبنية أساسية )يف الوادي ( أو هبا مشاكل سكانية ملحة) ( مع الرتكيز على أولويات التنمية يف شبه جزيرة سيناء واملثلث احلدودي اجلنويب مع السودان ومنطقة حبرية السد العايل وتوشكى وشرق العوينات واقرتحت الدراسة عناصر البنية األساسية الداعمة ملناطق التنمية املقرتحة سواء بوسائل النقل الربي أو شبكات الطرق بتفاصيلها احملددة أو بوسائل النقل البحري أو النهري أو اجلوي باإلضافة إىل توفري الطاقة )ومن خالل هذه الدراسة ميكن للدول أن تضع براجمها التنفيذية اليت حتقق اهداف خريطة التنمية والتعمري ملصر عام 2020 (حيث وضعت اخلريطة مبقياس رسم 1 :مليون على أمل أن تكون أكثر تفصيال باستخدام خرائط ABR90090-AH 8

9 مبقياس رسم 1 :مائة ألف )إىل أن ننتقل بعد ذلك إىل مراحل أكثر تفصيال حىت نصل إىل مقياس رسم 50000:1 إىل 2500:1 يف املستقبل إذا استمر العمل يف إجناز هذه اخلريطة وأقيمت هلا إدارة خاصة هبا(. حددت الدراسة أهداف اسرتاتيجية التنمية والتعمري يف مصر وهي إعادة التوازن إىل النسق العمراين يف ضوء النتائج اليت توصلت إليها الدراسة وذلك من خالل إعادة توزيع العناصر األساسية )السكان واألنشطة اخل( على النطاق اإلقليمي مع النطاق احمللي ) ( سواء من خالل سياسة التخطيط اإلقليمي )الذي له نفس أهداف التخطيط القومي( أو من خالل سياسة التنمية العمرانية سواء بإنشاء توابع للمدن القائمة أو باقرتاح مراكز للتنمية اإلقليمية من خالل االنتشار اإلقليمي الدراسة(. للتنمية الطويل املدى )كما تقول ويبدو هذه املرحلة الطويلة من الدراسات والتحليالت واالستنتاجات واالقرتاحات مل تتطرق الدراسة من بعيد أو من قريب بعد كل ذلك إىل لب املشكلة وهوكيفية توطني الزيادة املستقبلية من السكان التالغ عددهم التقديري 20 مليون يف املناطق اجلديدة حىت عام 2020 أي توطني مليون نسمة سنويا يف هذه املناطق وما هي القرارات والتنظيمات التخطيطية واإلدارية الالزمة لتحقيق هذا اهلدف.. وما هو معدل توفري فرص العمل على مدى العشرين سنة يف املناطق اجلديدة حىت ميكن االستعداد بتوفري السكن واخلدمات الالزمة لالستيطان هبا شامال السكن والعمل معا.. وبناء عليه تتحدد سياسة اإلسكان أو مبعىن أدق التسكني خالل العشرين عاما حىت 2020 مل تشر الدراسة من قريب أو من بعيد إىل املنهجية التخطيطية اجلديدة يف ختطيط املدن القدمية حىت تصبح مراكز طرد أو إىل املنهجية التخطيطية اجلديدة يف ختطيط املدن القدمية حىت تصبح مراكز طرد إو إىل املنهجية التخطيطية اجلديدة يف ختطيط املدن اجلديدة حىت تصبح مركز جذب تفوق قوى اجلذب يف املدن القدمية اليت ال تزال الدولة توجهه إليها معظم استثماراهتا خاصة مدينة القاهرة اليت متتص %40 من ميزانية الدولة ليستفيد منها %20 من سكان مصر يف القرى واملدن األخرى واجلميع متساوون يف احلقوق والواجبات فدافع الضرائب يف القاهرة حيصل على خدمة أكثر متيزا مما حيصل عليها دافع الضرائب خارج القاهرة. كيف يتم حتقيق اسرتاتيجية اخلروج من الوادي كهدف حتمي والدولة ال تتوقف عن التصريح ببناء املراكز التجارية الكبرية وناطحات السحاب والكليات واملعاهد واملسارح ودور السينما وأبراج الوزارات والشركات يف القاهرة لتمتص مز يدا من العمالة الرمسية يتبعها العمالة اهلامشية ومزيدا من املركبات اليت حتتل الشوارع والطرقات وينشأ هلا الكباري العلوية واألنفاق الذي يتحمل معظم نفقاهتا املواطن املصري خارج القاهرة. مل تتطرق الدراسة من بعيد أو قريب إىل أهم حمرك لتحقيق أهداف اسرتاتيجية اخلروج من الوادي واملتمثل يف أسلوب اختاذ القرار سواء على املستوى املركزي أو املستوى احمللي أو على مستوى القمة أو مستوى القاعدة وذلك يف إطار السياسات املعلنة أو السياسات املسترتة ألسباب اسرتاتيجية. ومع كل ذلك دور اجملالس احمللية والتشريعية يف اختاذ القرار ومجيعها بال استثناء تسعى إىل توفري أكثر ما ميكن من األنشطة واخلدمات يف حدودها اإلدارية داخل الوادي الضيق الذي نسعى إىل تفريغه من الزيادة املنتظرة من السكان. هذا هو لب االسرتاتيجية القومية للتنمية والتعمري اليت تسعى إىل زيادة مساحة املعمور املصري إىل %25 من مساحة األرض بدال من %5 ويبقى بعد ذلك كله حتديد ما هو عاجل وفوري وما هو قصري األجل وما هو طويل األجل من إجراءات الزمة للوصول إىل حتقيق اهلدف االسرتاتيجي كل ذلك غاب يف الدراسة. خريطة التنمية العمرانية وكيفية تنمية المحافظات التي تعاني من مشاكل سكانية واقتصادية: ABR90090-AH 9

10 حددت خريطة التنمية العمرانية احملافظات اليت تعاين من مشاكل سكانية واقتصادية وهي على وجه التحديد عشرة حمافظات زراعية يف الوادي الضيق وتشمل حمافظات املنيا - املنوفية - الدقهلية - سوهاج - قنا - البحرية -كفر الشيخ - الفيوم - الغربية - الشرقية. وتقول الدراسة على سبيل املثال أن حمافظة املنيا تعترب طاردة للسكان لعدم توافر عوامل اجلذب هبا - وهذه ظاهرة إجيابية لتحقيق االسرتاتيجية القومية لالستيطان ولكن املهم أين تذهب اهلجرة اخلارجة منها.. هل إىل جمتمعات عمرانية قدمية أو إىل جمتمعات عمرانية جديدة.... األوىل تعترب هجرة سالبة أما يف احلالة الثانية فتعترب هجرة إجيابية جيدر رعايتها مع العمل على حتويل اهلجرة السالبة إىل هجرة إجيابية. ليس بالعمل على وضع وتنفيذ برامج يف كافة جماالت التنمية االقتصادية االجتماعية لتوليد فرص عمل كافية ملواجهة مشكلة البطالة واحلد من هجرة سكان الريف إىل احلضر كما تقول الدراسة فإن ذلك يساعد بديهيا على زيادة اجلذب الداخلي للسكان والبديل هو وضع مثل هذه الربامج التنمية خارج الرقعة الزراعية على أطراف حدود احملافظة موضع مجيع التسهيالت املمكنة جلذب السكان إىل التجمعات اجلديدة خارج احملافظة وليس فقط مدينة املنيا اجلديدة املتامخة للمدينة القدمية.. هنا يستعمل معامل االستيطان البشري يف حتديد الربامج التنمويةكأساس لتحقيق أهداف اخلروج من الوادي الضيق وما يقال بالنسبة حملافظة املنيا يندرج على باقي احملافظات الزراعية. فاألمر ال حيتاج هلذا الكم من البيانات واإلحصائيات )خاصة الصاعدة عام 1986( وإىلكل هذه التحليالت والتوصيات املكررة يف مضموهنا فالوقت ال حيتاج إىلكل هذه السنني إلنتاج خريطة التنمية والتعمري يف مصر حىت خترج هبذه التوصيات وما تتضمنه من بديهيات تدفع السكان على اخلروج إىل املناطق اجلديدة ولكن األهم هو إجياد اآلليات الدافعة من قوانني وقرارات ختطيطية وتنظيمية وإدارية. يتضح من بعض التوصيات البديهية أن حل املشاكل داخل احملافظة يتوفر خارجها أي يف جماهلا اإلقليمي األمر الذي يستدعي معاجلة مستقبل عمران مصر يف إطار األقاليم التخطيطية اإلدارية بآلياهتا التخطيطية والتنفيذية وبأدائها الذي يستمد متجهه من حتقيق أهداف االسرتاتيجية القومية لالستيطان وتسكن الزيادة املستقبلية مع الفائض السكاين عن مناطق ويتضمن ذلك تقييم املشروعات االستثمارية يف كال احلالتني على أساس جدواها االستيطانية للخروج التعمري اجلديدة كمناطق طرد من الوادي وليس جدواها االقتصادية القصرية األجل مبوقعها داخل الوادي ومن املتناقضات اليت تعرضها خريطة التنمية والتعمري عند دراستها حلالة احملافظات اليت تعاين من مشاكل اقتصادية وسكانية أن تذكر يف توجيهاهتا ألحد احملافظات العمل على - استكمال باقي أفرع الكليات املتخصصة الناقصة- دون أن نذكر املواقع املقرتحة هلذه الكليات على األرض الصحراوية خارج املدن مع مد وسائل االنتقال إليها ويندرج ذلك بالقياس على إنشاء املستشفيات العامة وغري ذلك من املشروعات الرئيسية أو املركزية مدن الوادي بين التخطيط والتطوير والتهجير: تعرضت مدن الوادي إىل العديد من احملاوالت التخطيطية بداية من عام 1958 عندما قامت وزارة الشئون البلدية والقروية بإعداد املخططات العامة للعديد من مدن الوجه البحري والصعيد وكان منها مدن القاهرة وبنها وطنطا وأسيوطكبداية لوضع خمططات عامة لباقي املدن. وأعدت هذه املخططات يف ضوء البيانات واخلرائط واإلحصائيات املتوفرة يف ذلك الوقت وحتددت يف ضوئها صورة استعماالت األراضي وشبكات الطرق وارتفاعات املباين بعد عشرين عاما حىت تكون دليال أمام البلديات لتنفيذ مشروعاهتا ولوائحها وقدمت هذه املخططات على خرائط كبرية حممولة على ألواح خشبية ما فتئت أن حتولت بعد عامني إىل قواطيع يف الغرف واملمرات نظرا لصعوبة الرجوع إليها من ناحية وعدم جدواها عمليا يف التطبيق فلم تكن يسندها قانون أو لوائح ملزمة لالستثمار العقاري. ويف بداية السبعينات وبعد إنشاء هيئة ختطيط إقليم القاهرة الكربى - على غرار لندن الكربى- بدأ العمل يف وضع املخططات العامة 1-6 ABR90090-AH 10

11 ملدينة القاهرة وحميطها اإلقليمي الذي حتددت حدوده على أساس النسبة األكرب من احلركة من القاهرة إىل حميطها العمراين. وجاءت حدود إقليم القاهرة الكربى يضم يف مشاله جزءا من حمافظيت القليوبية واملنوفية كما يضم حمافظة اجليزة غربا وذلك على أمل أن تتم الدراسات التخطيطية يف هذا احليز اإلقليمي الذي له تأثري مباشر على القاهرة ومتت الدراسات وأعدت اخلرائط املنتظمة للعمران يف اإلقليم وانتهى األمر إىل ضرورة االمتداد بالفكر التخطيطي ليشمل باقي املدن يف الدلتا مث الصعيد فأنشأت اهليئة العامة للتخطيط العمراين اليت من اختصاصها القيام بإعداد املخططات اإلقليمية واملخططات العامة للمدن واملخططات العمرانية التفصيلية للمناطق ذات األولوية وذلك يف. احملددات والقواعد واألساليب اليت حددها قانون التخطيط العمراين رقم 2 لعام 1983 والذي سبق وأن قدم للجهة التشريعية عام 1971 أي أنه مت املوافقة عليه من الربملان بعد إحدى عشرة عاما من تقدميه األمر الذي ينم على عدم وضعه ضمن االهتمامات األوىل للدولة ومىت يكون فيه بعض القيود ألعمال التعمري اليت ال تقابله حبماس من أصحاب املصاحل اخلاصة وأعيد التخطيط العام للقاهرة مرة أخرى يف بداية الثمانينات وروجع. وبدأت تظهر املشاكل اإلدارية والتنظيمية يف تنفيذه فهو معد بواسطة هيئة يف وزارة اإلسكان ويقوم على تطبيقه على الواقع إدارة عامة تعمل يف إطار حمافظة القاهرة الذي يسري عملها جملس حملي وآخر تنفيذي لكل منهما رؤيته اخلاصة يف التطبيق سواء أكان ذلك من منظور سياسي أو توجيه قومي أو مصلحة خاصة أو غري ذلك من األسباب. األمر الذي تسبب يف وقف العمل هبذا املخطط إىل أن اعتمد الوزير املختص لينفذ بعض مشروعاته من الطرق يف القاهرة الكربى. ومع ذلك فلم خيرج من املخطط العام املعتمد أي خمططات تفصيلية للمناطق املختلفة من املدينة سواء منها ما هي كاملة التعمري وهنا تصبح املخططات التنفيذية غري ذات موضوع يذكر إال يف حاالت تطوير شبكات الطرق أو ما هي غري مكتملة التعمري وهلا خمططاهتا التنفيذية ويبقى من املخطط العام املناطق املستجدة واليت حتتاج إىل خمططات تنفيذية توضح استعماالت األراضي ونظم ولوائح البناء املناسبة لكل قطاع عمراين فيها وهذه املناطق كثريا ما يتم التعامل معها من قبل اإلدارة احمللية مبا خيالف املخطط التنفيذي سواء أكان ذلك برغبة من اجملالس احمللية أو التنفيذية أو لتخصص أراضي ملشروعات معينة سياحية أو جتارية أو إدارية وقد يتطلب األمر يف بعض األحيان.. يف بعض مسارات الطرق أو البناء على أراضي خمصصة كمناطق مفتوحة أو ما إىل ذلك ورمبا يتطلب األمر بناء كباري علوية أو أنفاق سفلية يف بعض املواقع مل تؤخذ يف االعتبار عند إعداد املخططات التنفيذية ومعىن ذلك أن املخططات العامة للمدن أو املخططات التنفيذية اليت توضع لبعض املناطق منها تفقد أهدافها اليت وضعت لتحقيقها بسبب أو آلخر.. متخذ القرار وجيد له خمرجا من بنود قانون التخطيط العمراين. وهذا ما يؤكد عدم صالحية املخططات العامة اليت ترسم صورة املدن بعد عشرين عاما وهي فرتة طويلة جدا يتم فيها العديد من التغريات و التعديالت اليت يف النهاية خترج املخطط العام عن صورته األوىل. وهذا ما جيرنا إىل دراسة أسلوب اختاذ القرار بالنسبة للمشروعات العمرانية وبالتايل توضع املخططات اهليكلية اليت تسمح باملرونة لتلقي ما يطرأ من متغريات يفرضها متخذ القرار. كما نسمح مبرونة التغيري أو التعديل يف مسارات شبكات البنية األساسية اليت هي احملدد الوحيد للمالمح العمرانية للمخطط العام وخاصة شبكة الطرق اليت ترسم املالمح العامة لشكل املخطط العام للمدينة. لقد أمجع خرباء التخطيط العمراين يف العامل أن نظرية املخططات العامة للمدن لرسم صورة العمران فيها بعد عشرين عاما مل يعد هلا قيمة عملية أو تطبيقية وذلك من واقع املمارسة واملتابعة املستمرة والتقييم العلمي هلذه النظرية.. ومنهم من دعي إىل وضع املخططات اهليكلية ذات الصيغة املرنة اليت تقبل التغريات املستقبلية كبديل للمخططات العامة - وقد أفردنا لذلك أحد دالئل األعمال التخطيطية اليت كلفنا هبا عام 1986 حتت عنوان إعداد املخطط اإلرشادي مع أن هذا املفهوم ليس له سند قانوين يف قانون التخطيط العمراين الذي يتطور منذ صدوره عام 1983 ومل تتطور الئحته التنفيذية إال يف بعض املواقع. 2-6 ABR90090-AH 11

12 وبالرغم من ذلك فأجهزة التخطيط العمراين يف الدولة بدأت تأخذ مببدأ التخطيط اهليكلي كبديل شرعي للمخطط وصفه يف القانون. العام كما جاء وإذا كانت متطلبات اإلنسان ختتلف من شعب إىل آخر كما ونوعا فإنه من الصعب تعميم هذه املتطلبات على مجيع الشعوب بنظمها السياسية واالجتماعية والبيئية املختلفة وهكذا املدن يصعب أن يوضع هلا نظرية عامة تطبق يف ختطيطها أو يف االرتقاء هبا عمرانيا. هناك أسس فنية ومنهجية علمية يف التناول ولكن السياسات واألهداف ختتلف من مدينة إىل أخرى. تبعا لدورها يف منظومة التنمية القومية أو اإلقليمية. وإذاكان هذا التوجه يتم يف العمل به العديد من دول العامل إال أنه يف احلالة املصرية يعترب ضرورة حتمية نظرا للخاصية اجلغرافية واالجتماعية واالقتصادية ملصر.. حيث يقيم %95 من البشر فيها على %5 من املساحة الكلية ملساحة الدولة. فهنا يكمن اهلدف يف توزيع السكان على أكرب دفعة ممكنة من األرض حددهتا اسرتاتيجية جملس الوزراء املصري بنسبة %25 يف تقريرها عام 1997 وهذا اهلدف بالضرورة يتطلب سياسات تنموية اقتصادية واجتماعية وعمرانية تضمن حتقيق هذا اهلدف االسرتاتيجي. من هذا املنطلق فإن أهداف املخططات العمرانية للمدن اجلديدة يف مناطق التعمري اجلديد. فاهلدف التخطيطي األويل يعترب هذه املدن طاردة بينما اهلدف التخطيطي للثانية يعتربها مدن جاذبة. وبالتايل ختتلف السياسات اليت حتقق اهلدف األول عن السياسات اليت حتقق اهلدف الثاين وإن كانت كال السياسات تعمل هلدف واحد وهو جذب السكان من املدن القدمية وتوطينهم يف املدن اجلديدة. وبالتايل أيضا ختتلف أساليب وآليات التنمية العمرانية يف احلالة األوىل عنها يف احلالة الثانية وإن كانت هذه األساليب هذه اآلليات تعمل لتحقيق االسرتاتيجية العمرانية للدولة. ويبقى التساؤل عن البعد املكاين لالسرتاتيجية العمرانية وهل تتم باعتبار الدولة إقليما واحدا أو أهنا مكونة من عدة أقاليم ختطيطية بكل منها جمموعات من التجمعات العمرانية احمللية. وقد بدأ الفكر التخطيطي بالبعد احمللي بدأ البعد وبعد فرتة للمدن والقرى اإلقليمي يظهر كضرورة لتحديد الوظائف العمرانية للمدن وربط العالقات بينها كما جاء يف نظريات التخطيط اإلقليمي اليت ظهرت يف بولندا مث أملانيا مث اململكة املتحدة وفرنسا وغريها من الدول اليت خيتلف نسيجها العمراين القومي واإلقليمي عن النسيج العمراين ملصر. ففي هذه الدول ينتشر العمران والسكان على معظم املساحات الكلية هلذه الدول يف شكل معاكس متاما للنسيج العمراين ملصر ففي هذه املدن يعيش %95 من البشر على %95 من األرض بينما يف مصر يعيش %95 من البشر على %5 من األرض. األمر الذي ال يصلح معه مفهوم التخطيط اإلقليمي يف مثل هذه احلالة واعتبار الدولة كإقليم واحد فيه من املساحة الكلية %5 منطقة طاردة ومناطق التعمري اجلديدة مناطق جاذبة. بعد أن ثبت عمليا أن تقسيم الدولة إىل مثانية أقاليم ختطيطية مل جيين مثاره. فوزارة التخطيط تعترب هذه األقاليم حيزا مكانيا الستطالع متطلبات احملافظات فيه من استثمارات اخلطط اخلمسية وهذه عملية مل تتطلب وجود أجهزة ختطيطية تابعة لوزارة التخطيط يف كل إقليم - وعلى اجلانب اآلخر أنشأت اهليئة العامة وللتخطيط العمراين أجهزة تابعة هلا يف كل إقليم ختطيطي ملعاونة احملافظات يف اإلقليم على إعداد املخططات العامة أو اهليكلية ملدن كل حمافظة أو للمحافظة كإقليم إداري. وهذا ما أدى إىل غياب التكامل يف العمليات التخطيطية االقتصادية االجتماعية منها والعمرانية أو حىت التنسيق بينها. ويف أي احلاالت ال يزال البعد التنموي املستمر غائبا يف العمليات التخطيطية سواء منها االقتصادي االجتماعي أو العمراين. والبعد التنموي يتمثل يف استغالل املوارد املتاحة طبيعيا أو بشريا أو.. ويف املناطق اجلديدة اجلاذبة وتنميتها من خالل مشروعات استثمارية يتحدد فيها حجم املنتج أو اخلدمة وبالتايل يتحدد حجم العمالة الالزمة يف مراحل املشروع والذي على أساسه يتوىل املخطط العمراين حساب حجم العمالة املعاونة يف اجملاالت اإلدارية والتجارية والتعليمية والصحية أي حساب حجم السكان املرتبط ABR90090-AH 12

13 باملشروعات ومصادر اجتذاهبا من املواقع الطاردة يف اجملتمعات العمرانية القدمية وبالتايل ميكن وضع اآلليات اليت تساعد على عمليات اإلرسال من الثانية وعمليات االستقبال يف األويل وهذه اآلليات هي اليت تعمل فعليا على حتقيق األهداف االسرتاتيجية للتعمري يف مصر. وعلى هذا األساس تتخذ أهداف وسياسات املخططات اهليكلية لتطوير أو حتسني األوضاع يف التجمعات العمرانية القدمية كما تتخذ أهداف و سياسات املخططات اهليكلية لبناء التجمعات العمرانية اجلديدة مدعمة باللوائح والقوانني مع النظم اإلدارية واملالية املناسبة وتأكيد املساواة بني أفراد اجملتمع فال يعقل أن يكون نصيب الفرد يف القاهرة من اخلدمات أضعاف نصيب الفرد من اخلدمات يف املدن األخرى داخل الوادي الضيق. كما ال يعقل أن يكون نصيب الفرد من اخلدمات يف مدن الوادي الضيق أضعاف نصيب الفرد من اخلدمات يف اجملتمعات العمرانية اجلديدة إن العكس هو األصح لتحقيق االسرتاتيجية القومية لالستيطان خارج الوادي وهذا يستدعي إعادة النظر يف أسعار هذه اخلدمات فمن يريد أن يقيم يف القاهرة خبدماهتا مثال عليه أن يتحمل أعباء إقامته فيها. وهذه األعباء تتمثل يف املقام األول يف أسعار اخلدمات اليت تتوفر له يف املدينة وفيما ينفق فيها من استثمارات إلنشاء الطرق املعلقة واألنفاق واملعاهد واجلامعات واملراكز التجارية والرتفيهية وكلها عناصر جذب يف الوقت الذي يفرتض أن تكون عناصر طرد إىل املناطق اجلديدة وتوفري هذه اخلدمات فيها باألسعار املقبولة للمستوطنني يف هذه املناطق. وهذه إجراءات ال تستدعي انتظار املخططات القومية أو اإلقليمية أو احمللية وال تستدعي كل هذه الدراسات واخلرائط والبيانات بل هي إجراءات تنظيمية إدارية فورية تضعها الدولة مع توعية الشعب بأسباهبا وأهدافها حىت يكون مشاركا يف اختاذ القرار أو متفاعال معه بدال من أن ينزل عليه فجأة من أعلى. هذه وإذا كانت املدن القدمية أو اجلديدة هي كيانات عضوية متحركة تبدأ كبذرة مث تنمو وتنمو أو يتوقف منوها يف بعض األحيان أو متوت يف أحيان أخرى فإن التعامل معها يبدأ من هذا املنطلق. بدأ بالبشر اقتصاديا واجتماعيا مث باحلجر وظيفيا وإنشائيا ما هو فوق سطح األرض وما هو يف باطنها بالعمران هو مزيج البشر واحلجر يف كيان عضوي يتأثر بكل العوامل اليت يعيش فيها بيئيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وعلميا هبذا املنطق يتغلب علم التخطيط العمراين إىل ما يسمى بالتنمية العمرانية متضمنة البشر واحلجر معا كعملية مستمرة حتتاج إىل رعاية تنظيمية وإدارية وتشريعية قادرة على التفاعل والتجاوب مع التغريات اليت تطرأ على العوامل احمليطة بالعمران من البشر واحلجر معا. سواء أكانت هذه العوامل داخلية يف اجملتمع أو خارجية من السياسات العامة. واليت يلعب فيها متخذ القرار دورا هاما يف التحوالتكما تؤثر فيها النظم االقتصادية اليت توجه أساليب االستثمار حيث يكون لرأس املال العام واخلاص الذي متثله املصاحل اخلاصة دوره يف هذه احلالة ما مل تتدخل الدولة يف توجيه االستثمارات خلدمة الصاحل العام الذي تفرضه االسرتاتيجية القومية لالستيطان خارج الوادي. وهكذا تصبح التنمية العمرانية عملية مركبة متشابكة األوصال خمتلفة البدائل واألولويات. األمر الذي يتطلب أساليب متطورة للمعلومات اليت تتجدد باستمرار وميكن اسرتجاعها يف أي زمن وهذه عملية حتتاج إىل تقنية متقدمة تنتج األرقام واملعلومات كما تنتج اخلرائط والبيانات على خمتلف املستويات الرأسية القومية واإلقليمية واحمللية ويف أبعادها األفقية القطاعية. هي ميكانيكية العملية التنموية اليت يسريها البشر مبستوياهتم الثقافية والعلمية والعملية هبذا الشكل ال حتتاج إىل اجتهادات شخصية بقدر ما حتتاج إىل عشرات من دالئل األعمال اليت توضح بالتفصيلكيفية التعامل مع مفردات املكونات املختلفة مليكانيكية العملية التنموية سواء يف املكونات االقتصادية أو االجتماعية أو البيئية أو اخلدمية أو اهلندسية أو التنظيمية أو اإلدارية أو التشريعية أو السلوكية. وهنا تتغلب علوم التخطيط والتنمية لتصبح علوم متكاملة ينخرط فيها االقتصاديون املهندسني مع اإلداريني مع االجتماعيني مع املعماريني مع والبيئيني واجلغرافيني يف مناهج متكاملة يقوم كل من هذه التخصصات بدوره يف العملية التنموية املتكاملة حبيث خيرج كل منهم بعد الدراسات العليا املتكاملة ليعمل يف جمال ختصصية يف إطار ميكانيكية العملية التنموية -كما اقرتحنا ذلك عام 1972 جلامعة عني مشس - وهبذا ميكن تطوير مناهج التنمية والتخطيط يف اجلامعات. 5-6 ABR90090-AH 13

14 تلعب اإلدارة احمللية دورا هاما ومؤثرا يف التنمية العمرانية بصفتها القائمة على تنفيذ املشروعات املدرجة هلا يف اخلطط اخلمسية املتتالية. واإلدارة احمللية ختطط هلا مشروعاهتا لتقدير قيمة االستثمارات املالزمة هلا من موارد الدولة. واإلدارة املركزية هي اليت حتدد يف النهاية حجم االستثمارات املتاح وبالتايل تغري اإلدارة احمللية خططها يف ضوء املوازنات اجلديدة. واإلدارة احمللية قد تتوىل اإلشراف املباشر على مشروعات اخلدمات التعليمية والصحية واألمنية واإلدارية وقد ال تتوىل اإلشراف على املشروعات اإلقليمية اليت متر داخل حدودها اإلدارية. أو على املشروعات ذات الوظيفة املركزية. وهنا تتداخل اختصاصات التخطيط احمللي باختصاصات التخطيط املركزي وبالتايل ختتلط األوامر اإلدارية والتنظيميةكما ختتلط الصالحيات املالية بني املركزية واحمللية وكما ختتلط قرارات اللجان احمللية عن قرارات اللجان التنفيذية يف نفس العمارة وكلما زادت أعداد احملافظات زاد تعقيد العالقات بني املركزية واحمللية خاصة وأن اجملالس احمللية وهي املؤثرة على اختاذ القرار يف املشروعات العمرانية أليهما حتقيق االسرتاتيجية الوطنية للخروج من الوادي كأولوية مطلقة على املستوى القومي التخصصي. وكل ما يهم اجملالس احمللية هو توفري أكرب قدر من اخلدمات واالستثمارات داخل حدودها اإلدارية وهي بذلك تعترب مساعدة على الرتكيز السكاين يف الوادي الضيق. واخلروج من هذا التضارب يف القرارات املركزية واحمللية فإن األمر يستوجب اإلقالل من احلدود اإلدارية وجتميع جمموعات احملافظات يف أقاليم ختطيطية تضم جزءا من املناطق القدمية وآخر من املناطق اجلديدة وهنا ميكن توجيه خططها التنموية وآلياهتا التنظيمية واإلدارية لتحقيق االسرتاتيجية القومية لالستيطان خارج الوادي الضيق وهبذا املنطلق تتطابق احلدود اإلدارية مع احلدود التخطيطية يف أقاليم ختطيطية إدارية أقل عددا وأكثر فعالية لتحقيق االسرتاتيجية القومية كهدف حىت ال ميكن اخلروج عنه تفاديا للكارثة العمرانية اليت قد تواجهها الدولة إذا مل تسرع يف جذب السكان واألساليب اليت ذكرت من قبل. خارج الوادي الضيق بكل الطرق جتربة املدن اجلديدة وقصور النظرية يف غياب اسرتاتيجية وطنية لالستيطان: تعرضت جتربة املدن اجلديدة يف مصر إىل العديد من املراجعة والتقومي قامت هبا مؤسسات علمية على فرتات زمنية حمددة. بعد بدأ تنفيذ هذه املدن يف منتصف السبعينات. وكان التقييم مبين على ما توفر عن هذه املدن من معلومات يف حينه. 1-7 فجاء التقومي وقتيا ال يعرب إىل أن نتائج التجربة يف وقت إجراء التقومي وأمجعت الدراسات اليت متت هبذا الشأن على أن هذه املدن يف وقت التقومي مل حتقق أهدافها التخطيطية اليت وضعت هلا عند تاريخ التقومي ونظرية املدن اجلديدة ظهرت يف فرنسا مث بريطانيا مث أمريكا وغريها من الدول هبدف ختفيف الضغط عن العواصم واملدن الكبرية وبناء بيئة عمرانية جديدة تواكب متطلبات العصر من خدمات متطورة وإسكان أكثر حتقيقا لطموحات اإلنسان وطرق ووسائل النقل تتوفر فيها عوامل احلفاظ على البيئة ومرافق عامة أكثر تقدما تتوفر فيها استهالك الطاقة وتقل فيها السلبيات البيئية وخمططات عمرانية تتفاعل مع بيئة املكان وتوفر الراحة لإلنسان وتساعد على استدامة التنمية. وقد اختريت مواقع املدن اجلديدة يف هذه الدول جبوار جتمعات صغرية قائمة يف إطار منظومات متكاملة من التخطيط اإلقليمي الذي حيدد الرتابط االجتماعي واالقتصادي بني اجملتمعات العمرانية القائمة واجلديدة بأحجامها ووظائفها املختلفة وعندما انتقلت النظرية إىل مصر حيث يقيم %95 من السكان على %5 من األرض كان اهلدف هو اخلروج إىل الصحراء بعيدا عن الوادي الضيق وقد اختريت مواقع اجليل األول من هذه املدن واختري موقع مدينة العاشر من رمضان يف مكان متوسط شرق الدلتا على الطريق الصحراوي الذي يصل القاهرة مبدينة اإلمساعيلية وبورسعيد وعلى بعد 20 كيلومرت من أقرب مدينة هلا يف الدلتا وهي مدينة بلبيس و 45 كيلومرت مشال شرق القاهرة وباملثل اختري موقع مدينة السادات غرب الدلتا على بعد 70 كيلومرت من القاهرة على الطريق الصحراوي الذي يربط القاهرة باإلسكندرية والساحل الشمايل وعلى حمور عرضي يصلها مبدينة شبني الكوم عاصمة حمافظة املنوفية وسط جنوب الدلتا. ABR90090-AH 14

15 وبعدمها اختري موقع مدينة 6 أكتوبر مشال منطقة اهلرم على طريق القاهرة الفيوم الصحراوي.وحتدد احلجم النهائي لكل مدينة بنصف مليون نسمة. وهكذا كان اختيار املدن اجلديدة الثالث من قبل املسئولني اختيارا مناسبا من الناحية الشكلية وليس يف إطار خمططات إقليمية تتحدد فيه وظائف املدن املختلفة بأحجامها وعالقاهتا املختلفة سواء مع التجمعات العمرانية يف الدلتا أو يف إقليمي التعمري شرق وغرب الدلتا حيث تقع هذه املدن الثالث. ودارت عجلة التعمري بوضع املخططات العامة هلذه املدن باألسلوب التخطيطي للتقسيم العمراين من منطقة وسط املدينة أو أحيائها أو اجملاورات السكنية داخل هذه األحياء خبدماهتا املختلفة ويربط االنتقاالت املختلفة شبكات من الطرق الرئيسية والفرعية واحمللية. وعلى هذه املخططات العامة حتددت مراحل التعمري املختلفة يف مواقع متباعدة مت تقسيم أراضيها وحتديد استعماالت األرض تفصيليا فيها وبدأت أعمال التنفيذ بشق الطرق وتوفري البيئة األساسية وبناء بعض مباين اخلدمات العامة وأمناط من اإلسكان العام وعلى جانب آخر مت تقسيم املناطق الصناعية على أصحاب الصناعات املختلفة الذين حصلوا على ميزات كثرية كعوامل جذب لبدء أعمال التعمري احلقيقية والفعلية يف إلدارهتا عند أطرافها حيث يقيم معظم العاملني فيه يف مدينة القاهرة. هذه املدن.. وأقيمت لكل مدينة جهاز خاص ودارت حركة التعمري والبناء فازدادت معدالهتا بنسب خمتلفة على مر األيام يف املناطق السكنية خبدماهتا عما كان خمططا له ويعين ذلك انتهاء فاعلية الربامج التنفيذية ومرحليات التعمري اليت تضمنها التخطيط العام الذي وضع للمدينة. وإذاكانت القسائم يف املناطق الصناعية قد خصصت لشركات أو مصانع حمددة إال أن القسائم يف املناطق السكنية وما مت البناء عليها من وحدات سكنية مل تكن خمصصة ألحد بل تركت مفتوحة ملن يريد أن يستثمر يف اإلسكان أو يبدأ بتملك أو يؤجر وحدة سكنية يف ظل آليات السوق. 2-7 وبدأ الطلب على الوحدات السكنية قليال يف بداية التعمري وإن كان قد أخذ يف الزيادة مبعدالت بطيئة بعد ذلك حيث بدأت عمليات االستيطان ملختلف الفئات منهم ما يعمل يف القاهرة ويقيم يف املدينة اجلديدة ومنهم من يعمل يف مدينة اإلمساعيلية يف املدينة اجلديدة ومنهم من يعمل ويقيم فيها وذلك بنسب متفاوتة تتغري من وقت آلخر ومع تزايد األعداد يف حالة. ويقيم سكان املدينة تزايدت اخلدمات التجارية والرتفيهية والصحية واإلدارية والتعليمية. مبعدالت ضعيفة خالف تزايد الطلب على القسائم الصناعية األمر الذي دعا املسئولني إىل مضاعفة املناطق املخصصة للصناعات ويعين ذلك اختالل آخر يف املخطط العام الذي وضع للمدينة ويف خالل مراحل التعمري املتتالية اتضح أن الفئات املنخفضة الدخل من العاملني ليس هلم من الوحدات السكنية بنظام املنزل النواة ومت عرضها وبيعها للفئات املنخفضة الدخل سواء منهم العاملني يف املدينة أو يف خارجها وتركت هلم حرية استكمال بناء هذا النمط من الوحدات السكنية وقد مت ذلك بصورة عشوائية حولت املنطقة السكنية إىل عشوائيات جديدة بأمراضها االجتماعية واألخالقية واألمنية والصحية. فتوقفت التجربة يف هذا النوع من اإلسكان مع أن مثيالهتا قد جنحت يف دول أخرى حيث يتم استكمال املسكن النواة حتت إشراف مراكز خاصة للبناء تضمن سالمة اإلنشاء وحسن اختبار البناء يف ضوء قدرات الدفع لدى املستفيدين يف كل 3-7 كما أقيمت بعض املباين التعليمية يف بداية التعمري لتستوعب أعدادا حمددة من الطلبة يف هناية مرحلة التعمري. وكانت النتيجة أن أجزاء كثرية من هذه املباين تركت دون استعمال لقلة أعداد الطلبة التواجدية يف املراحل األوىل للتعمري فقام املسئولون بتحويل األجزاء املعطلة إىل أغراض أخرى اجتماعية أو ترفيهية ويعين ذلك عدم مرونة التصميمات وبالتايل بناء مباين اخلدمات ملالحقة التدفقات املتغرية من السكان على مدى مراحل التعمري وينطبق هذا الوضع على خمتلف عناصر التعمري املختلفة من شبكات للطرق والصرف الصحي واملياه ومباين اإلسكان واخلدمات وبذلك تصبح جتربة املدن اجلديدة حقال لتطوير أسلوب التخطيط لتناسب مع مواجهة املتطلبات املتغرية على مدى مراحل التنمية العمرانية للمدينة اجلديدة حبيث تنمو كل العناصر املكونة للمدينة بشكل متكامل ABR90090-AH 15

16 ومتوازن دون أن تفصلها فراغات تسئ إىل البنية العمرانية. فقد نالحظ من أسلوب إعداد املخططات العامة للمدن اجلديدة أن مراحل التعمري فيها توضع بشكل متقطع األوصال تفصلها مساحات من األرض الصحراوية دون تنمية عمرانية لفرتات طويلة تفقد املدينة صورهتا العمرانية املتكاملة واملرتابطة اليت ميكن أن تظهر هبا يف كل مرحلة من مراحل منوها األمر الذي يستوجب البحث عن نظرية جديدة للتنمية العمرانية للمدن اجلديدة ليس فقط ملواجهة املتغريات اليت تطرأ عليها ولكن لتحقيق األهداف اليت وضعت هلا وهي جذب الفائض السكاين من الوادي الضيق إىل مناطق التعمري اجلديدة وهو ما يتطلب زيادة عوامل اجلذب يف املدن اجلديدة عنها يف املدن القدمية األمر الذي يستدعي ربط أسلوب تنمية املدن اجلديدة بأسلوب تطوير املدن القدمية يف عملية واحدة يتم فيها عمليات االستقبال يف املدن اجلديدة واإلرسال من املدن القدمية. وكل ذلك يعتمد لتحقيقه على أسلوب متكامل من التنظيم واإلدارة لعملية التنمية العمرانية املستمرة حىت ميكن أسلوب متكامل من حتقيق أهداف التنمية العمرانية يف املدن اجلديدة وأعمال التطوير يف املدن القدمية يف إطار االسرتاتيجية القومية لالستيطان خارج الوادي الضيق. 4-7 من هنا فإن عملية تقييم جتربة املدن اجلديدة ال تنحصر فقط يف مدى حتقيقها لألهداف التخطيطية اليت وضعت هلا يف شكل خمططات عامة ترسم صورةكل مدينة على مدى عشرين عاما - مع أنه ال يوجد عمر حيدد للمدن - فالتقييم هنا ال يعدو أن يكون نتائج رقمية لعمليات متابعة ملا يتم على أرض الواقع ولكن التقييم ال بد وأن يتجه إىل مدى حتقيق املدن اجلديدة ألهداف االسرتاتيجية القومية لالستيطان خارج الوادي يف ضوء السياسات والقوانني العمرانية والبنائية اليت تطبق يف املدن القدمية وإذا كان من املمكن تعزيز هذا البحث باخلرائط واألرقام والبيانات فإن األصل فيه ليس التحديد الرقمي للظواهر اليت تعرضت هلا املدن اجلديدةكما يتطلبه البحث األكادميي فإن هذه الدراسة حتاول الرتكيز على اجلوانب املوضوعية اليت تعرضها جتربة املدن اجلديدة يف مصر. ومن األمثلة اليت توضح مدى تأثري القرار السياسي على ختطيط املدن اجلديدة ما مت يف ختطيط مدينة العبور. فقد بدأ وضع التخطيط العام للمدينة اجلديدة هبدف استيعاب فئات العاملني يف املصانع القائمة على اجلانب الغريب لطريق القاهرة / بلبيس.. وغريهم من فئات الدخل احملدود. وذلك مببادرة من جهاز املعونة األملانية اليت وضعت الشروط واملعايري التخطيطية للمدينة كما وضعت الشروط واملعايري التصميمية ملساكن ذوي الدخل احملدود اليت حتددت مواقعها يف املخططات التفصيلية لألحياء السكنية اليت حتدد إنشائها يف املراحل األوىل للتعمري. وبعد االنتهاء من وضع التخطيط العام للمدينة ومت وضع املخططات التفصيلية لألحياء األوىل تغريت القيادات السياسية وتغريت معها السياسة التنموية فأعيد ختطيط املدينة مرة أخرى بأهداف أخرى يغلب عليها االجتاه الرأمسايل يف التنمية العمرانية وذلك باجتذاب أصحاب الدخول الكبرية واملستثمرين يف اإلسكان الفاخر أو يف املشروعات الرتفيهيةكاملالهي أو اجلولف مع ختصيص بعض املناطق للصناعات املختلفة الجتذاب املستثمرين إليها. وهكذا انقلب التوجه االجتماعي إىل التوجه االستثماري فانقلب التخطيط يويف السياسة اجلديدة وتبع ذلك التخطيط التفصيلي للمناطق املختلفة واستبعد التخطيط األول الذي وضع من خالل خرباء املعونة األملانية بالتعاون مع اخلرباء املصريني. 6-7 وما مت يف مدينة العاشر من رمضان شرق الدلتا مت مثله يف مدينة السادات غرب الدلتا وإنكان معدل التنمية يف مدينة العاشر من رمضان وهي على بعد 45 كيلومرت من القاهرة كان أسرع من معدل التنمية يف مدينة السادات اليت تبعد 70 كيلومرت من القاهرة فقد كان لعامل البعد من مدينة القاهرة أثره على معدل التنمية وذلك ألن معظم العاملني يف العاشر من رمضان كانوا يقيمون يف القاهرة ونسبة أخرى كانت تقيم يف مدينة بلبيس أو القرى احمليطة هبا على بعد 20 كيلومرت وذلك خبالف مدينة السادات اليت تبعد 70 كيلومرت عن القاهرة ويفصلها فرع رشيد عن وسط الدلتا وبصفة خاصة حمافظة املنوفية. األمر الذي قلل من معدل منوها عمرانيا. ومع تسارع التنمية الصناعية يف املدينتني فقد وصل تعداد سكان مدينة السادات إىل 16 ألف فرد عام 1998 خبالف ماكان خمططا ABR90090-AH 16