وزارة التعليم العالي والبحث العلمي جامعة 8 ماي قالمة كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية قسم علم النفس موجهة لطلبة السنة الاولي ماستر علم النفس ال

النسخ

1 وزارة التعليم العالي والبحث العلمي جامعة 8 ماي قالمة كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية قسم علم النفس موجهة لطلبة السنة الاولي ماستر علم النفس المدرسي. إعداد الدكتور/مشطر حسين. السنة الجامعية: 9191/9154

2 -الكلية: العلوم اإلنسانية واالجتماعية. -القسم: علم النفس. -الجامعة: 8 ماي 5491 قالمة. -المقياس: علم النفس االجتماعي المدرس ي وحدة التعليم : أساسية الميدان/الشعبة : علوم إجتماعية/علم النفس االجتماعي السداس ي : الثاني الرصيد: 11 / المعامل: 19 الحجم الساعي األسبوعي الكلي : 3 ساعات -المستوي: أولي ماستر علم النفس المدرس ي -السنة الجامعية: 9191/9154

3 برنامج المقياس/ محتوى المادة: مدخل عام -1-2 أهمية علم النفس االجتماعي في املجال المدرس ي أهمية المدرسة )اعتبارها ثاني مؤسسة للتنشئة االجتماعية( أ- ب- الجماعة المدرسية -1-2 دور المدرسة في التنشئة االجتماعية دور المعلم في التنشئة االجتماعية ديناميكيتها القياس السوسيومتري المدرس ي تأثير األسرة على التلميذ ( الطفل المتمدرس( المستوى الثقافي لألسرة ( اللغة ) الظروف المادية لألسرة الظروف االقتصادية لألسرة ( العالقة أم طفل التفكك األسري المعاملة الوالدية طموح الوالدين...( تصورات الوالدين حول دور المدرسة العالقة أسرة مدرسة تأثير المدرسة على التلميذ القيادة المدرسية. جماعة األقران داخل المدرسة اتجاهات التالميذ نحو المدرسة مناخ القسم الصحة النفسية للمعلم توقعات المعلمين و تأثير Pygmalion.I.II.III.IV

4 الفهرس املحتوي أوال-أهمية علم النفس االجتماعي في املجال المدرس ي. 5 -تعريف علم النفس االجتماعي المدرس ي 9 -الخلفية النظرية لتأسيس علم النفس االجتماعي المدرس ي. ثانيا-أهمية المدرسة باعتبارها ثاني مؤسسة في التنشئة االجتماعية. 5 -المدرسة والتنشئة االجتماعية. 9 -مميزات المدرسة ووظائفها االجتماعية ثالثا-دور المدرسة في التنشئة االجتماعية. 5 -دور المدرسة في التنشئة االجتماعية على المستوى الكلي الماكرو 9- على المستوي الجزئي الميكرو. أوال-الوظيفة التجديدية. ثانيا-الوظيفة املحافظة. رابعا-دورالمعلم في التنشئة االجتماعية. 5 -االتجاهات النظرية الناقدة للعالقة بين النظرية والممارسة في مهنة التعليم. -االتجاه الوظيفي. -االتجاه البيداغوجي. -اتجاه علم اجتماع التربية الجديد. 9 -أهمية دورالمعلم. الصفحة

5 خامسا-الجماعة المدرسية ودينامكيتها سادسا-القياس السوسيومتري. سابعا-تأثيراالسرة على التلميذ-الطفل المتمدرس- 5 -الظروف المادية لألسرة. 9 -الظروف االقتصادية لألسرة. 3 -العالقة اسرة مدرسة. 9 -تصورات الوالدين للمدرسة. ثامنا-القيادة التربوية-الجزء األول- تاسعا-القيادة التربوية-المدير واإلدارة المدسية-الجزء الثاني- عاشرا-جماعة القران داخل المدرسة واتجاهات التالميذ نحو المدرسة 5 -اتجاهات التالميذ نحو المدرسة. الحادي عشر-جماعة القران داخل المدرسة واتجاهات التالميذ نحو المدرسة 9 -جماعة االقران داخل المدرسة. الثاني عشر- مناخ القسم. الثالث عشر-الصحة النفسية للمعلم. الرابع عشر-توقعات المعلمين واثر بيجماليون. 5 -توقعات المعلمين. 9 -اثر بيجماليون

6 الهدف من المقياس/ استيعاب أهمية علم النفس االجتماعي في المدرسة و فهم دور المدرسة في التنشئة االجتماعية فهم التأثيرالمزدوج لالسرة والمدرسة على التلميذ. االستفادة من تطبيقات القياس السوسيومتري في املجال المدرس ي. التعرف على أسس دينامكية الجماعة بشكل عام والجماعة المدرسية بشكل خاص. دراسة أهمية التصورات الوالدية اإليجابية نحو المدرسة في زيادة التحصيل الدراس ي للتالميذ واثر التصورات الوالدية السلبية في تحطيم عملية التعليم والتعلم. فهم ان الفعل التدريس ي ال يكون ناجحا اال بتوفرقيادة تربوية مدرسية ناجحة. تبني مناخ إيجابي داخل القسم يحبب في فعل التعليم والتعلم بينما المناخ السلبي يثبط ذلك. دراسة اثرالصحة النفسية للمعلمين على التالميذ وعالقتها االرتباطية الموجبة كذلك بالصحة النفسية للتالميذ. معرفة اهم توقعات المعلمين اثناء عملية التقويم وخاصة تأثير بيغماليون.

7 1Université de 8 mai 1945 Guelma Département de psychologie 1 محاضرات علم النفس االجتماعي المدرس ي الدكتور / مشطرحسين االيميل mechtarhocine@univ-guelma.dz/ أوال - أهمية علم النفس االجتماعي في املجال المدرس ي. مقدمة : يعد علم النفس االجتماعي المدرس ي من أهم مكونات المعرفة االساسية للطالب الجامعي في علوم التربية وفي تخصص علم النفس المدرس ي وهو يتعلق أساسا بالمعرفة األكاديمية التي يتمكن بها الطالب من فهم ورصد الظاهرة النفسية بابعادها االجتماعية من حيث هي تفاعل بين الفرد كشخصية مستقلة والجماعة التربوية من اداريين ومعلمين وتالميذ واولياء واسقاط كل ذلك على الوسط المدرس ي ببنيته الوظيفية سواء على المستوى الداخلي - هيكل وحيز المدرسة - او المستوى الخارجي والذي يتعلق خاصة بكل ما يحيط بالمدرسة او المؤسسة التربوية من مؤسسات اجتماعية اخري وهو ما يجعل وجوده االكاديمي والوظيفي ال يمكن تصوره خارج البيئة التربوية والمدرسية. والمدرسة باعتبارها مؤسسة تربوية تعليمية تأتي في المرتبة الثانية من حيث األهمية بعد األسرة. فالطفل يخرج من مجتمع صغير ومتجانس نوعا ما وهو األسرة لىى مجتمع كبير ألل تجانسا وهو المدرسة وعلى هذا األسا فيي ليست مصدرا للعلم والمعرفة فقط بل هي مؤسسة تعمل على تمرير التوجهات االجتماعية والفكرية وذلك بتحديد السلوك المرغوب فيه اجتماعيا من اجل الحفاظ على اللحمة وذلك باالرتكاز على عملية تعليمية تعلمية تواكب الحاضر وتتطلع للمستقبل وتمجد وتحتفظ بالماض ي وعلى هذا األسا يمكن ان نؤصل للبدايات االوىي لعلم النفس االجتماعي المدرس ي من خالل األفكار المبثوثة في نظريات التعلم والبيداغوجيا وعلم النفس وعلوم التربية من خالل البحث في الخلفية النظرية لعلم النفس االجتماعي المدرس ي. -1 تعريف علم النفس االجتماعي المدرس ي :1 يعرف "العربي فرحاتي" علم النفس االجتماعي المدرس ي بانه ": دراسة التأثيرات المتبادلة بين الفرد والجماعة في مختلف األنساق التربوية في ضوء المو اقف البيداخوجية التعليمية التفاعلية. وعلى ضوء هذا التعريف يستمد علم النفس االجتماعي المدرس ي وجوده المعرفي من مجاالت علم النفس االجتماعي وموضوعاته في عاللاتها مع البيئة لتربوية بمختلف اشكالها ومراحلها وما يجري فيها من تفاعالت. ولقد لخص موضوعه " زهران " في أنه دراسة السلوك من حيث هو نتاج العاللات الديناميكية الصادرة عن تفاعل الفرد مع لمكانيات البيئة. 1 العتبارات منهجية وأكاديمية بحتة يعبر بعض املختصين عن تطبيقات علم النفس االجتماعي في عدة ميادين بعلوم تطبيقية فرعية لعلم النفس االجتماعي فيسمون مثال تطبيقات علم النفس االجتماعي على مسائل البيئة الص ناعية والعامل بعلم النفس االجتماعي للعامل أو المنظمة وعلى مسائل سيكولوجية الثقافة بعلم النفس االجتماعي الثقافي وعلى مسائل التربية بعلم النفس االجتماعي المدرس ي وهو ما نجده في منظومة التكوين الجامعي في ألسام علم النفس وعلوم التربية بالجامعات الجزائرية

8 2Université de 8 mai 1945 Guelma Département de psychologie 2 المادية واالجتماعية والمعنوية والثقافة (. شارل بلوندل. مقدمة في علم النفس االجتماعي. ت. محمود قاسم. إبراهيم سالمة. ط. 2 األنجلو المصرية ص. ) 11-2 الخلفية النظرية لتأسيس علم النفس االجتماعي المدرس ي : للتنظير لعلم النفس االجتماعي المدرس ي ال بد من البحث عن اهم مؤشراته في مختلف العلوم والنظريات التي أسست في بعض األحيان لمفاهيم مقاربة تحتمل االسقاط في املجال المدرس ي وفي التراث النظري ملختلف اآلراء التي تناولت بشكل عام عمليات التعليم والتعلم في سياق النظرة الميكروسكوبية المصغرة او النظرة الماكروسكوبية المكبرة للعاللة التي تتاسس على ثالثية علم النفس وعلم االجتماع والمدرسة واهم مؤشرات هذه النظريات نجد (. العربي فرحاتي 2002 ص ص ) المدرسة السلوكية : يعتبر مصطلح المثير واالستجابة من المفاهيم األساسية المستخدمة في سيكولوجية التعلم حيث توجد عاللة ارتباطيه خطية موجبة لوية بينهما. ان السلوك بشكل عام وسلوك التعلم بشكل خاص يحدث في سيالات تتعدد فيها المثيرات واالستجابات بحيث يصعب ضبطها في بعض األحيان فالمثيرات تضبط السلوك بسبب تأثيرها في االستجابات. التعلم يتأثر بمثيرات خارجية ظاهرة فهو يمثل ميال مكتسبا كما يتأثر بمثيرات داخلية مضمرة تتعلق بذاتية المتعلم ودافعيته ومدى تحفزه. لانون التكرار من خالل االرتباط بين المثير واالستجابة في عملية التعلم مهم جدا ومن امثلة ذلك تعلم التلميذ أن يرفع يده لإلجابة لذا سأل المعلم سؤاال يعرف اإلجابة عليه فهنا السؤال الذي طرحه المعلم مثير وإجابة التلميذ على هذا السؤال استجابة. للبيئة االجتماعية دور بالغ األهمية في التعلم فيي اسبق من العوامل الوراثية. التعزيز االيجابي للمولف التعليمي بالمكافأة واإلثابة سيؤدي حتما لىى تثبيت السلوك المتعلم وتدعيم استمراره والعكس صحيح فالتعزيز السلبي يؤدي لىى االنطفاء بالعقاب بمختلف أشكاله المادية والمعنوية نظرية املجال : فسر " كيرت ليفين " Kurt Lewin األحداث السيكولوجية باملجال من حيث هو كلية من الفرد والبيئة وعامل الوحدة أو الكلية في تفسير الموالف واألحداث تجعل عناصرها تعتمد على بعضها البعض. وهو ما نالض النظريات النفسية القائلة بالفصل بين املحددات النفسية ( الغرائز الدوافع والوراثة... الخ ) والموالف في البيئة. تأكد هذه النظرية كذلك على دور البيئة في تكوين الشخصية وهي تنشط لريبة من نظرية المثير واالستجابة في مقارباتها لفعل التعليم والتعلم فالمعرفة بالفرد وحدها ( ذكاؤه لدراته انفعاالته سماته الشخصية خبراته... الخ) ال تحقق

9 3Université de 8 mai 1945 Guelma Département de psychologie 3 للبيداغوجي اشباعا معرفيا كافيا بإدراك المولف التعليمي االيجابي الالزم لتعلم خبرة ما بل ال بد من معرفة المولف الراهن الذي يعيش فيه الطفل والمتكون من الطفل والبيئة كطرفين في معادلة السلوك المتعلم من األمثلة التي تؤكد عليها نظرية املجال في التدريس نجد مثال انه ال يمكن ان ننسب تفوق التلميذ لذكائه أو ان الفوج الدراس ي المتماسك أكثر تحصيال من الفوج غير المتماسك فهذه العوامل ليست أوحادية مستقلة في حدوث السلوك بقدر ما يعود ذلك السلوك لىى التفاعل بين الفرد وبيئته في وحدة كلية النظرية التحليلية : ومن المفاهيم المركزية التي طورتها نظرية التحليل النفس ي كنسق نظري يفسر سلوك الفرد نجد ان في جذور التنشئة االجتماعية توجد فيما يسميه فرويد ب األنا األعلى ( الذي يمكن لجماله في مجموعة القوانين والضوابط التي تفرضها األسرة واملجتمع) هذا األنا األعلى يقف حاجزا وعقبة في طريق ال هو الذي يمثل مجموعة من الدوافع الغرائزية (مأكل مشرب جنس ) يكون ه م الطفل / الفرد الوحيد هو لشباعها. وعلم النفس االجتماعي المدرس ي يجد مبرراته بما توفره نظرية التحليل النفس ي من تفسير في تنظيم الوالع التربوي المدرس ي وتصنيع بيئته بما يؤثر ليجابيا في تكوين الشخصية السوية ويخفف من حدة صراعات ألسام الشخصية ولد برز ذلك أكثر في ما ذهب لليه الفرويديون الجدد أمثال لريك فروم وأدلر من أن الحياة االجتماعية فطرية في اإلنسان وأن الفرد ثقافي في تكوينه وأصله ويتولف نموه على ما تتيحه التربية من فرص في تحقيق الهوية الشخصية نظرية الضبط : يشير مفهوم الضبط حسب "روتر "لىى ما تشكل لدى الفرد من اعتقاد ولناعات بأن جهة ما هي السبب في حصوله على التعزيز في سلوك معين وبالتاىي وجهت تولعاته في النجاح أو الفشل في سلوك ما بناء على اعتقاده ذلك. يطلق على تلك الجهة التي يعزوا لليها الفرد سلوكه الفاشل أو الناجح في نظرية الضبط بـ مصدر الضبط للسلوك (خارجي أم داخلي ). اكتساب الفرد للتعزيزات لد تفسر بأسباب شخصية ذاتية تعود لىى ذكائه واجتهاده ومهاراته ومبادراته وميوالته الشخصية وتسمى بمصدر الضبط الداخلي ولد ترجع لىى عوامل خارجية كتعاون الزمالء والبيئة االجتماعية المناسبة وتشجيع اآلخرين وتوفر الوسائل وفعل القانون والقيم أو الصدفة والحظ والقدر. تكتس ي هذه الصور الذاتية أهمية بالغة في توجيه السلوك المدرس ي من حيث تشكل العاللات بين المعلم والتالميذ واإلدارة والمدرسة بصفة عامة فالتصور الذاتي لكل من المعلم والتلميذ يوثر على عاللاتهما ذلك أن كثيرا من الدراسات النفسية والتربية أثبتت أن النجاح والفشل مثال يرتبطان باالتجاهات الذاتية لألفراد وتصوراتهم عن ذواتهم وتصوراتهم عن اآلخرين.

10 4Université de 8 mai 1945 Guelma Département de psychologie 4 تستخدم نظرية الضبط مجموعة من المفاهيم كنماذج كالحاجة والتولع والتنبؤ والعزو السببي والدافعية الداخلية والجدارة والمهارة والكفاءة. من امثلة تفسيرات نظرية الضبط في تفسيرها للسلوك اإلنساني بصفة عامة من ما أكدته الدراسات النيروفزيولوجية على أن الدماغ البشري هو مصدر السلوك ويعمل كنظام ضابط لكل النشاطات. وتنطلق في تفسير السلوك المتعلم مما ثبت عند " وليم غالسر " William Classer من أن االضطرابات النفسية هي سلوكيات متعلمة منشؤها أساليب التنشئة االجتماعية والتربية.

11 5Université de 8 mai 1945 Guelma Département de psychologie 5 ثانيا - أهمية المدرسة باعتبارها ثاني مؤسسة في التنشئة االجتماعية. مقدمة : التنشئة االجتماعية 2 هي االهتمام بالنظم االجتماعية التي من شأنها أن تحول االنسان لىى فرد اجتماعي لادر على التفاعل واالندماج بسهولة مع أفراد املجتمع تعتمد باألسا على التعلم والتعليم والتربية وبفضل التنشئة االجتماعية يكتسب االطفال الحكم الخلقي والضبط الذاتي الالزم لهم حتى يصبحوا أعضاء راشدين مسؤولين في مجتمعهم فالتنشئة االجتماعية حسب المفهوم االجتماعي ما هي لال تدريب األفراد على أدوارهم المستقبلية ليكونوا أعضاء فاعلين وتلقنهم للقيم االجتماعية والعادات والتقاليد والعرف لتحقيق التوافق بين األفراد وبين المعايير والقوانين االجتماعية مما يؤدي لىى خلق نوع من التضامن والتماسك. -1 أهمية المدرسة باعتبارها ثاني مؤسسة في التنشئة االجتماعية : لفظ école يرجع أصله لىي اللفظ اليوناني schole ويعني ولت الفراغ الذي يقضيه النا مع رفقائهم او لتثقيف الذهن وتطور اللفظ بعد ذلك لإلشارة لىي التكوين الذي يعطى في شكل جماعي مؤسس ي او المكان الذي يتم فيه التعليم او لتباع أستاذ معين ولد ظهر مفهوم المدرسة اثر االنتقال من التربية التي تتكفل بها األسرة لىي تربية عمومية وذلك في المرحلة الهيلينية وتفيد المدرسة اليوم الخدمات العمومية األساسية التي تتكفل بتدبير وتنظيم التكوين األساس ي لألفراد(عبد اللطيف الفارابي وآخرين 1991 ص.)22 يعرف ابن منظور في"لسان العرب" المدار بأنها البيت الذي يدر فيه القرآن وفي التراث العربي اإلسالمي بدأت النواة األوىى للمدرسة منذ عهد الرسول صلي الله عليه وسلم حين كانت دار األرلم الصحابي معقل لقاء المسلمين لتدار القرآن كما ان مسجد "لباء" والمسجد النبوي كانا مكانين لنشر العلم والدين اإلسالمي واتخذت الجوامع والمساجد مكانا للتعليم في كافة البالد االسالمية(عبد اللطيف الفارابي وآخرين 1991 ص.)22 اما "المدرسة" كمصطلح فأن بناء مفهوم دليق ومتكامل لها يجب أال ينطلق من التعريفات الموجزة في القواميس وإنما يجب ان ينطلق من نماذج ذهنية تصورية تستطيع ان تستجيب لما نعنيه بمفهوم المدرسة بوصفها بنية معقدة من الفعاليات االجتماعية والتربوية ولهذا يجب علينا في البداية من تحديد استراتيجيات التفاعالت الداخلية والخارجية بين مختلف مكوناتها البنيوية. 2 التنشئة االجتماعية هي العملية المستمرة التي تشكل الفرد منذ مولده وتعده للحياة االجتماعية المقبلة التي سيتفاعل فيها مع اآلخرين في أسرته. وهي من أهم العمليات تأثيرا على األبناء في مختلف مراحلهم العمرية لما لها من دور أساس ي في تشكيل شخصياتهم وتكاملها وهي تعد لحدى عمليات التعلم التي عن طريقها يكتسب األبناء العادات والتقاليد واالتجاهات والقيم السائدة في بيئتهم االجتماعية التي يعيشون فيها.

12 6Université de 8 mai 1945 Guelma Département de psychologie 6 فالمدرسة تتكون من عدة عناصر وتتألف من عدة جوانب وتكوينات فيي تتكون من الطالب والتالميذ اللذين يؤمونها ومن أنماط السلوك التي يمارسها المنتسبون لليها ومن القواعد والمعايير التي تنظم أفعالهم ومن المناهج والمقررات والمباني واألجهزة والخدمات والعاملين فيها ويشكل المكان الذي يحضنها البوتقة التربوية لألحداث والتفاعالت الثقافية واالجتماعية التي تتم في داخلها. والمالحظ انه عندما نحدد مكونات المدرسة نكون لد بدأنا المرحلة األوىي من مراحل تعريفها وبالتاىي فان تعريف المدرسة بتحديد مكوناتها ال يكفي لتعريفها بدلة فتعريفها يتطلب في المرحلة الثانية معرفة التفاعالت األساسية التي تتم بين عناصرها بوصفها منظومة تربوية. وفي المرحلة الثالثة واألخيرة من مراحل بناء مفهوم واضح للمدرسة يجب تحديد الطريقة التي تتفاعل فيها هذه العناصر ككتلة واحدة مع العالم الخارجي الذي يحيط بها ويشتمل عليها. ومن اجل بناء تصور متكامل لمفهوم المدرسة باعتبارها منظومة معقدة من الفعاليات والتفاعالت يمكننا ان نرسم تصورا ذهنيا ينطلق من صورة المدرسة في الوالع ومن فعاليتها التربوية المتنوعة التي يمكننا ان نالحظها فالمدرسة تشكل نظاما معقدا ومكثفا ورمزيا من السلوك اإلنساني المنظم الذي يؤدي بعض الوظائف األساسية في داخل البنية االجتماعية وهذا يعني بدلة ان المدرسة تتكون من السلوك أو األفعال التي يقوم بها الفاعلون االجتماعيون ومن المعايير والقيم الناظمة للفعاليات والتفاعالت االجتماعية والتربوية في داخلها وخارجها وهي أفعال تتصف بالتنظيم وتؤدي لىي لعادة لنتاج الحياة االجتماعية ثقافيا وتربويا. ان تعريف المدرسة كنظام متكامل من السلوك الينطلق من مجرد تحديد مختلف العناصر التي تتكون منها كالصفوف واإلدارة والمناهج والمعلمين بل يرتكز ايضا وبصورة أساسية على منظومات األفعال التي يقوم بها الطالب والمدرسين واإلداريين فيما بينهم من جهة وعلى التفاعالت التي تتم بين املجتمع المدرس ي والوسط الخارجي بمؤسساته وأسره وثقافاته من جهة أخري وهذه األفعال والفعاليات ترتسم في مخطط معقد للنشاطات اإلنسانية التي تتم على العموم في لطار التفاعل االجتماعي. لذن السلوك يشكل جانبا من بنية المدرسة بوصفها نظاما اجتماعيا وإذا كانت المدرسة تنظيما سلوكيا فانه يجب علينا ان نحدد خريطة السلوك المدرس ي وترسيم حدود هذا السلوك الذي يدخل في بنية المدرسة كمؤسسة تربوية اجتماعية. (علي اسعد وطفة علي جاسم الشهاب 2001 ص.)20

13 7Université de 8 mai 1945 Guelma Département de psychologie 7-2 مميزات المدرسة ووظائفها االجتماعية : تتميز المدرسة بمميزات خاصة وفريدة يمكن على أساسها ان ندرسها كوحدة اجتماعية مستقلة عن باق المؤسسات األخرى من بينها : المدرسة تضم افراد معينين هم المدرسون والتالميذ المعلمون يقومون بالتعليم والتالميذ هم الفئة التي تتلقي التعليم ويخضعون اىي عملية انتقاء وغربلة في بعض المدار الخاصة اما المدار العامة فيي تنتقي تالميذتها على أسا السن دون اعتبار للمستوى االلتصادي واالجتماعي. المدرسة لها تكوينها السياس ي فطريقة التفاعل االجتماعي التي نجدها في المدرسة تحدد طبيعة النظام السياس ي الذي بدوره يحدد الحقائق واالتجاهات والقيم 3 األخاللية المدرسة والتي تنقل اىي األطفال. يسودها الشعور باالنتماء أي الشعور "بالنحن" فالذين يتعلمون في المدرسة يرتبطون فيه ويشعرون بانهم جزء منها النها تمثل فترة مهمة في حياتهم. وتسعي المدرسة لىى تحقيق مجموعة من وظائفها االجتماعية والتي تتعدد وتختلف من مجتمع ألخر وعبر األزمنة املختلفة ويمكن النظر بشكل عام لىي أهم الوظائف االجتماعية للمدرسة كالتاىي : -2.1 تطبيع التالميذ اجتماعيا أو التنشئة االجتماعية. يري"عطوة" 1002 في كتابه "المدرسة واملجتمع في ضوء مفاهيم الجودة" ان مصطلح التطبيع االجتماعي في اللغة العربية بمعنى التنشئة االجتماعية ويعني التدخل من جانب اآلخرين لتعويد اإلنسان وتربيته وتنشئته اجتماعيا ومعني ذلك أنها عملية تدخل من جانب الجماعة التي يوجد فيها الفرد بهدف تنشئته وتربيته فعبارة "طبع فالن على كذا" تعني عوده ونشأه عليه. وعلى الرغم من التباين الذي يحدث بين بعض المتخصصين في استعمال احد التعبيرين "التطبيع االجتماعي" و "التنشئة االجتماعية" لال انه يمكن اعتبارهما مترادفين حيث ان المصطلح االنجليزي لالثنين واحد وهو"."socialization 3 ان نقل القيم اىي األطفال يختلف باختالف االنتماء االجتماعي للطفل ففي دراسة ل" جون كلير هالز "j.k.halls و مونتاندون "montandon في سويسرا وجد ان : االسر الغنية يشددون على ان المدرسة تقوم بحقن ليم ألطفالهم ترتكز على لدرات المبادرة واالستقاللية. االسر الفقيرة يشددون على ان المدرسة تقوم بحقن ليم ألطفالهم ترتكز على االمتثال للقواعد والمعايير واالنضباط االسر المتوسطة يشددون على ان المدرسة تقوم بحقن ليم ألطفالهم ترتكز على تثمين الحساسية والحرية التعبيرية

14 8Université de 8 mai 1945 Guelma Département de psychologie 8 والتطبيع االجتماعي كغيره من المصطلحات المرتبطة بالعلوم االجتماعية له تعريفات عديدة حيث يعرفه "معجم مصطلحات العلوم االجتماعية" بأنه ": العملية التي يتم بها انتقال الثقافة من جيل لىي جيل والطريقة التي يتم بها تشكيل األطفال منذ طفولتهم حتى يتمكنوا من المعيشة في مجتمع ذي ثقافة معينة ويدخل في ذلك ما يلقنه اآلباء والمدرسة واملجتمع واألفراد من لغة ودين وعادات وتقاليد وليم ومهارات" ويشير لامو oxford للعلوم االجتماعية في نفس االتجاه تقريبا فيعرفه بأنه ": العملية التي بواسطتها نتعلم أن نكون أعضاء في املجتمع وذلك من خالل اكتساب معايير وليم املجتمع وتعلم األدوار االجتماعية التي تمكننا من التكيف مع البيئة االجتماعية التي نعيش فيها" كما يميز البعض بين نوعين من التطبيع. التطبيع االجتماعي األولي : يشير لىي التعلم أثناء الطفولة المبكرة حيث يكتسب الطفل خاللها أنماط السلوك األساسية واللغة والمهارات التي سوف يحتاج لليها في الحياة بعد ذلك ومؤسسة التطبيع االجتماعي األوىي هي األسرة. أما التطبيع االجتماعي الثانوي : فانه يتم خالل الطفولة ويستمر حتى الرشد ويتعلم الفرد في تلك الفترة معايير وليم املجتمع وتتضمن مؤسسات التطبيع االجتماعي جماعة الرفاق والمدرسة ومكان العمل والدين ووسائل اإلعالم(محمد عطوة مجاهد 2002 ص.)11-10 وبالنسبة لدور المدرسة في عملية التطبيع االجتماعي فيي عامل جوهري في تكوين شخصية الفرد وتقرير اتجاهاته وسلوكه وعاللته باملجتمع الكبير كما أنها المؤسسة االجتماعية الرسمية التي تقوم بوظيفة التربية ونقل الثقافة المتراكمة والمتطورة عبر األجيال المتعالبة وعليه فان وظيفة المدرسة في التطبيع االجتماعي تتضمن شقين احدهما خاص بالفرد والثاني خاص باملجتمع بالنسبة للفرد : عندما يبدأ الطفل تعليمه في المدرسة يكون لد لطع شوطا ال بأ به من التطبيع االجتماعي في األسرة فهو يدخل المدرسة مزودا ببعض المعايير االجتماعية واالتجاهات والمدرسة توسع الدائرة االجتماعية للطفل حيث يلتقي بجماعات جديدة من الرفاق فيؤثر فيهم ويتأثر بهم وفيها يكتسب المزيد من المعايير االجتماعية في شكل منظم ويتعلم أدوار اجتماعية جديدة وبشكل عام فانه يمكن التعبير عن حقيقة الدور الذي تسهم به المدرسة في عملية التطبيع االجتماعي لتالميذها على النحو التاىي : لكمال ما بدأته األسرة ومساعدة التلميذ على النمو المتكامل والمتوازن بما في ذلك النمو الجسمي والصحي والعقلي واللغوي واالجتماعي والخلقي واالنفعاىي وغير ذلك من جوانب النمو بما يسهم في تشكيل شخصيته التلميذ. تزويد التلميذ بالمهارات الحياتية األساسية وتنمية معارفه التي تساعده على تحقيق ذاته وتعويده على االعتماد على النفس وتحمل المسؤولية واحترام حرية اآلخرين.

15 9Université de 8 mai 1945 Guelma Département de psychologie 9 تبصير التالميذ بحقولهم وااللتزام بقواعد السلوك والمعايير االجتماعية وكيفية ضبط النفس والتوفيق بين حاجاتهم وحاجات اآلخرين. توسيع مجال النشاط والتفاعل االجتماعي للتلميذ والتخفيف من تهيب الموالف االجتماعية وتعويده علي التعاون مع اآلخرين. تعميق النزعة الدينية عند التالميذ وتنمية الوعي الديني لديهم واستثارة مشاعر التراحم والشفقة والشكر. توفير مقومات الصحة والسالمة الجسدية والنفسية وما يرتبط بها من مقومات ثقافة البدن ورعايته. تبصير التالميذ باألدوار االجتماعية المتنوعة والمسؤوليات المنوطة بأصحاب هذه األدوار بالنسبة للمجتمع : كما أن للمدرسة دور في تطبيع الفرد اجتماعيا فإنها أيضا لها دورها تجاه املجتمع ويتضح في : تبسيط التراث المعرفي وتصنيفه في مجاالت وموضوعات تتدرج من السهل لىي الصعب ثم نقله من جيل اآلباء لىي جيل األبناء وذلك بما يتناسب مع مراحل نموهم واستعداداتهم ولدراتهم والفروق الفردية بينهم وال يكفي أن تقوم المدرسة بتزويد التالميذ بتراثهم الثقافي وعوامل بنائه وتراكمه وإنما يجب أن تحرص على تبصيرهم بدوافع التغيير الثقافي وظواهره ونتائجه. تنقية الثقافة وتصحيحها حيث تتضمن الثقافة في أي مجتمع بعض العناصر غير المرغوب فيها وبعض المتغيرات الثقافية الواردة من مجتمعات أخرى وال تتفق مع الثقافة األصلية للمجتمع ومثل هذه العناصر الثقافية مرفوضة من لبل املجتمع كما انه ال يرغب في استمرارها وهنا تقوم المدرسة بدور كبير حيث ال تقدم سوي المعارف والعناصر الثقافية الصحيحة ومن ثمة تصبح المدرسة أداة للتصحيح والتغيير الثقافي. تحقيق التماسك االجتماعي وذلك عن طريق لعطاء جميع التالميذ وخصوصا مرحلة التعليم األساس ي نفس الجرعة المعرفية والثقافية على الرغم من تباين واختالف بيئاته وهذا هو السبب وراء عمومية المناهج في المراحل األوىي من التعليم. وكذلك تعمل المدرسة على التقريب بين تالميذها وتقليل الفجوة االجتماعية والثقافية بينهم وتكوين اتجاهات مشتركة لديهم وهذا شأنه أن يؤلف بين للوبهم ويزيد من تماسكهم اجتماعيا. التجديد الثقافي ومسايرة المتغيرات المتالحقة فالمدرسة ليست معزولة عن املجتمع الذي توجد فيه ولكنها منارة ومركز لشعاعي للبيئة فيي وسيلة فعالة للتعليم والتوجيه والخدمة والتثقيف واإلرشاد وهي حلقة التواصل بين الدولة والمواطنين كما أنها تسعي لىي التنبؤ بمشكالت املجتمع ومحاولة حلها.

16 11Université de 8 mai 1945 Guelma Département de psychologie 10 التنسيق بين مؤسسات التطبيع االجتماعية املختلفة ذات األثر التربوي في حياة الفرد ومن هذه المؤسسات األسرة ودور العبادة واألندية الثقافية والرياضية واالجتماعية. ويتحقق ذلك بإزالة التعارض بين النشاطات وادوار كل مؤسسة مع األخرى وبالتاىي يتمكن الفرد من االستفادة من كل ما تقدمه هذه المؤسسات بصورة ال تعارض فيها. المدرسة وسيلة لالتصال العالمي واالنفتاح على الثقافات األخرى ويمكن ان يتحقق ذلك عن طريق اإلفادة من تجارب وخبرات الدول األخرى وتضمين المناهج أبعاد عالمية وإيفاد المعلمين لىي الدول األكثر تقدما للولوف على خبرات هذه الدول واإلفادة منها في تطوير العمل التربوي(محمد عطوة مجاهد 2002 ص ص.)12-11 ومن بين آليات التطبيع االجتماعي في المدرسة نجد : أ - طابور الصباح : احد الطقو المدرسية اليومية الدائمة والمستمرة طول العام الدراس ي حيث يبدأ اليوم الدراس ي بولوف التالميذ في فناء المدرسة في صفوف منتظمة وفي أماكن محددة وثابتة لكل صف من الصفوف وعادة ما يقف الصر التالميذ في مقدمة الصف يليهم األطول فاألطول وأحيانا يقف رائد الفصل أمام التالميذ ولد يتجمع المعلمون في مكان خاص بهم و كأن هناك نظام محكما يلتزم به الجميع. وبعد أن ينتظم التالميذ في أماكنهم يؤدون التمرينات الرياضية كما يستمعون لىي النشيد الوطني وغالبا ما يمر مدير المدرسة على التالميذ لالطمئنان على نظافتهم الشخصية والتأكد من االلتزام بالزى المدرس ي وبعد ذلك يتجه التالميذ لىي فصولهم وألسامهم بطريقة منتظمة لن "هذه الطقو جميعها تطبع التالميذ على كثير من الصفات والقيم حيث تعودهم على النظافة والنظام واحترام الولت وااللتزام بالمواعيد واالستيقاظ مبكرا والنشاط والجدية وممارسة الرياضة في الصباح الباكر واإليثار وحب الوطن والتضحية من اجله"(محمد عطوة مجاهد 2002 ص.)22 وجدير بالذكر أن طابور الصباح كآلية من آليات المدرسة في التطبيع يأخذ الشكل العملي والتطبيقي كما انه يتصف بصفة التكرار اليومي واالستمرارية على مدار العام الدراس ي ومن ثمة يصبح أكثر تأثيرا من غيره في عمليات التطبيع االجتماعي للتالميذ هذا باإلضافة لكونه تقليد عالمي. ب - المناهج الدراسية : تحتل المناهج المدرسية مولعا هاما في عملية التطبيع االجتماعي حيث ان فعالية التطبيع االجتماعية داخل المدرسة مرهونة بجودة المناهج الدراسية وبقدر لشباعها لميول التالميذ وحاجاتهم وتجاوبها مع مشكالت املجتمع وخصائصه بقدر ما تعكس نمط التنشئة المراد تطبيعهم عليها.

17 11Université de 8 mai 1945 Guelma Département de psychologie 11 ومن ناحية أخرى فان لكل مادة دراسية طبيعتها التي تساعد في تطبيع التالميذ اجتماعيا في ضوء اإلطار االجتماعي السائد فالتربية الدينية والمدنية مثال مجال خصب لتطبيع التلميذ على ليم الصدق واألمانة واإلخالص والتكافل والتراحم وإتقان العمل والتسامح كما أنها يمكن أن تساهم في الحد من تفش ي بعض المشكالت التي يعاني منها املجتمع كالغش والتطرف. ومادة اللغة العربية تساعد في تطبيع التالميذ على أساليب الحوار والمنالشة والتعبير عن الرأي ولبول النقد والقدرة علي اإللناع ومادة التاريخ يمكن أن تساعد في تطبيع التلميذ على ليم الشجاعة واالنتماء والوطنية والطموح وذلك من خالل دراسة سير العظماء والزعماء وزيارة اآلثار التاريخية والمتاحف ومادة الجغرافيا يمكن أن تساعد التلميذ في اكتساب المعارف البيئية الصحيحة ومن ثمة تنمية اتجاهاته نحو الحفاظ على البيئة والمشاركة في تنميتها ومادة العلوم من شأنها أن تكسب التلميذ المعلومات الصحية والوعي الغذائي وليم النظافة ومادة الرياضيات من شأنها تطبيع التلميذ علي ليم التفكير المنظم والتفكير المنطقي والدلة والقدرة علي مواجهة المشكالت. ومن الجدير بالذكر أن هذه المواد ال تعمل بشكل منفصل عن بعضها البعض وإنما تتكامل مع بعضها البعض في تحقيق الوظيفة االجتماعية للمدرسة. وعليه فان المنهج المدرس ي الجيد الذي يجب أن يحدد ما تعمله التالميذ في أسرهم لبل التحالهم بالمدرسة يجب عليه أن يحدد خصائص املجتمع ومطالبه وليمه ومن ثمة يتدرج في تطبيع هؤالء التالميذ في ضوء الموجهات وتصويب ما لد يكون لديهم من أخطاء او معتقدات غير صحيحة وعليه أن يتخير مداخل وطرائق مناسبة ومشولة ويراعي في كل ذلك مستوي نمو التالميذ وحاجاتهم وميولهم ولدراتهم وما بينهم من فروق فردية كما انه يجب أن يراعي في لعداد المنهج أن يتيح فرصا متنوعة أمام المعلمين تمكنهم من فهم الكثير من مواطن القوة والضعف عند التالميذ وكذلك معرفة ظروفهم األسرية(محمد عطوة مجاهد 2002 ص.)22-22 ج - االقتداء بالمعلمين : القدوة الحسنة هي بحق مدرسة الحياة كما أنها المعني الذي يعلق باألذهان ويرسخ في النفو ومن طبيعة البشر أنهم طبعوا على االلتداء وطبعت نفوسهم على التأثر بما يرونه منفذا أكثر مما يسمعونه منطولا او مقروءا ومعلوم للجميع أهمية وخطورة دور المعلم في عملية التطبيع االجتماعي ومولفه أمام تالميذه مولف األنموذج والقدوة وما له من تأثير شديد على عقولهم وأخاللهم لد يتجاوز تأثير اآلباء في أبنائهم ليس في ولت الدراسة فحسب بل يمتد تأثيره لىي الخارج المدرسة وعلى مر الزمن فهم يحاكونه سلوكا ومن هنا تنطبع شخصية التالميذ بطابع المعلم ويظهر هذا واضحا في سلوكهم ومن بين السلوكيات التي يمكن تطبيع التالميذ عليها نجد النظافة واحترام المواعيد والدلة وااللتزام والحزم والعدل في المعاملة والعطف علي الصغير وإتقان العمل واإلخالص للوطن. د - التقويم المدرس ي : التقويم المدرس ي عملية مستمرة تسير جنبا لىي جنب مع العملية التعليمية كما أنها عملية تشخيصية عالجية ولائية هدفها الولوف على مدى تحقيق األهداف وتحديد نقاط القوة والضعف والعمل على تجنب السلبيات

18 12Université de 8 mai 1945 Guelma Département de psychologie 12 وتعتبر االمتحانات من أكثر صور التقويم المدرس ي استخداما لتقويم أعمال التالميذ والولوف على مدى استفادتهم من العملية التعليمية. وتأخذ االمتحانات صورا مختلفة فتوجد االمتحانات التحريرية والشفهية والعملية وتلعب االمتحانات دورا مهما في التطبيع االجتماعي للتالميذ حيث أنها تزيد في دافعية التالميذ وتغر فيهم الكثير من القيم المهمة كاإلصرار ولوة اإلرادة والتركيز في العمل وطول النفس والصبر والمثابرة والمنافسة الشريفة والرغبة في التفوق. وعلى الرغم من أهمية االمتحانات في التطبيع االجتماعي وما يمكن أن تكسبه للتالميذ من ليم نبيلة ومتنوعة لال أنها تمثل أضعف حلقات المنظومة التعليمية حيث تحولت االمتحانات لىى غاية أكثر من كونها وسيلة لتقييم الطالب. ولم يعد مهما عند التلميذ أن ينتفع بما تعلمه وان يجد المتعة كما أن االمتحانات بصورتها التقليدية جعلت الطالب يركزون علي تحصيل المعرفة في ادني مستوياتها وهو مستوي الحفظ واالسترجاع اآلىي دون النظر لىي المستويات العليا من المعرفة المتمثلة في الفهم والتطبيق والممارسة الذكية والنقد واالبتكار واإلبداع. وتحت ضغط النجاح في هذه االمتحانات بات الهدف األوحد لكل من األسرة والتلميذ بل والمدرسة أيضا يتمثل في نجاح الطالب وحصوله على أعلى الدرجات بأي ثمن وبأي طريقة حتى ولو كانت غير مشروعة ومن هنا تفشت ظاهرة الغش وهكذا تحولت االمتحانات من غايتها فبدال من أن تطبع التالميذ على ليم الكفاح واالعتماد على النفس أصبحت تطبعهم بطريقة غير مباشرة على كثير من الصفات غير المرغوبة(محمد عطوة مجاهد 2002 ص ص.) إعداد الصغارلحياة الرشد. لن لعداد األفراد لألدوار التي سوف يقومون بها مستقبال في املجتمع سواء في العائلة أو في مكان العمل هي الوظيفة الرئيسية األوىي الظاهرة للنظام التعليمي فمنذ اليوم األول الذي يضع فيه التالميذ ألدامهم في المدرسة االبتدائية فهم يتعلمون احترام مجتمعهم ويعرفون مآثره كما يتعرفون على األدوار التقليدية للعائلة عن طريق القصص والسير الذاتية و تتخلل درو التربية الوطنية الكثير من المقررات الدراسية وال يقتصر األمر على التعليم المباشر وإنما تلجأ المدار لىي عديد من الطرق غير المباشرة كإشراك التالميذ في الخدمات العامة والمناسبات الوطنية ولهذا تعتبر المدرسة أول مجتمع محلى يبغي التكامل االجتماعي. حيث يتعلم فيها لتباع النظام دون منالشة واحترام سلطات المدرسة وتقبل لواعد المنافسة التي تسود حجرة الدراسة وفي المدرسة كذلك تشجع عادات مثل جدية العمل والمثابرة والتنافس ويثاب من يتحلي بهذه الصفات عن طريق تكريم المتفولين واإلشادة بهم عالنية في حين ال تشجع صفات مثل الكسل والتراخي واإلهمال وعدم االكتراث بل يعالب عليها التالميذ (اليزابث ماركسون محمد مصطفي الشعبيني 1929 ص.)122

19 13Université de 8 mai 1945 Guelma Département de psychologie حفظ ونقل ثقافة املجتمع إلى األجيال الجديدة. لن ثقافة املجتمع تتغير بمعدل متزايد باستمرار نتيجة عمليات اإلضافة والتغير والمدرسة هي المسئول عن استمرار واتصال ثقافة املجتمعات باعتبارها المؤسسة التي أوكل لليها املجتمع مسؤولية تنشئة األجيال القادمة واملجتمعات الجديدة التي زادت وتراكمت خبراتها في حاجة شديدة لىي المدرسة لتنقل لىي أبنائها ما اكتسبته هذه املجتمعات من معارف وخبرات على مدي تاريخها الطويل. وفي هذا اإلطار يبين "ويتلين "wittlin أهمية دور المعلم في النقل الثقافي عندما يقول " : أن المعلم يعتبر من أهم املحافظين والناللين للمعرفة انه يمثل نقطة التواصل بين األجيال فيمكن ان يقوي ويدعم استمرار التقاليد كما انه يمكن أن يكون عامال من عوامل التالعها والقضاء عليها او عامال في لعادة تشكيلها" وهذا يتطلب من المعلم أن يكون على وعي بالعمليات الثقافية التي يعيش فيها التالميذ والدوائر االجتماعية التي يتفاعلون معها(عبد اللطيف حسين فرج 2002 ص.) إعداد المواطن الصالح. ويتأتى ذلك عن طريق لحسا الفرد باالنتماء لىي املجتمع ويبدو ذلك في اتجاهات الفرد وسلوكه تجاه أفراد املجتمع الذي يعيش فيه والمواطنة الصالحة يمكن أن تتحقق من خالل لشباع ثقافة املجتمع لحاجات الفرد وتحقيق رغباته حيث يؤدي ذلك لىي اإلحسا باالنتماء. في دراسة أجراها "دافيد افانز" للبحث في التأثير الذي تتركه المؤسسات املختلفة في عملية التطبيع االجتماعي فعندما سئل التالميذ عمن علمهم وأثر فيهم أكثر لكي يكونوا مواطنين صالحين بينت النتائج تأكيدا كبيرا على المعلم كأهم سبب ومصدر لهذا التشكيل"(عبد اللطيف حسين فرج 2002 ص.) اإلصالح االجتماعي وإعادة صياغة شكل املجتمع. لن الجماعات واألفراد دائما ما تبحث عن اإلفادة من المدرسة بوصفها عامال فعاال في تنفيذ التغيرات المرغوبة في البناء االجتماعي او فعالية املجتمع ومن هنا تصبح المدرسة بسبب نصيبها في عملية التنشئة االجتماعية وأهميتها بوصفها نظاما حيويا في حياة كل عضو من أعضاء املجتمع البؤرة األوىي في نظر المصلح االجتماعي(عصام توفيق قمر وسحر فتحي مبروك 2001 ص.)12

20 14Université de 8 mai 1945 Guelma Département de psychologie 14 ثالثا - دورالمدرسة في التنشئة االجتماعية : مقدمة : ان التنشئة االجتماعية لم تعد حكرا على االسرة فقط ومرد ذلك يعود اىي التصنيع والمهننة في كل لطاعات الحياة اذ يجب على الطفل ان يأخذ جرعات من معارف منظمة ال تستطيع ن تتكفل بها االسرة وهذا نوع جديد من التنئشة

21 15Université de 8 mai 1945 Guelma Département de psychologie 15 االجتماعية واألكثر من ذلك االسرة لم تعد تمثل الوحدة االلتصادية النواة التي توفر الرزق بالملكية والعمل الزراعي فتحول املجتمعات من زراعية اىي صناعية معرفية افتراضية يغذي تحول وظيفة التنشئة من االسرة نحو المدرسة غير ان " عبد الله الرشدان " يحدد المؤشرات المهمة التي ساعدت على ظهور فكرة المدرسة كمؤسسة اجتماعية كما يلي : غزارة التراث الثقافي وتراكمه الناجم عن تطور االنسان وتحضره مما ادي اىي انشاء مؤسسات تسمي مدار لتكون حلقة وصل بين التراث واالجيال الناشئة. تعقد التراث الثقافي وهذا يتطلب وجود المدرسة لتبسيطه. استنباط اللغة المكتوبة وايداعها عن طريق الكتابة وتعلم محتواها. (عبد الله الرشدان :1922 علم اجتماع التربية دارالشروق للنشروالتوزيع ص.)121-1 دورالمدرسة 4 في التنشئة االجتماعية : -1.1 على المستوى الكلي الماكرو : المدرسة من المؤسسات القيمة على امر الحضارة العالمية يقول "هورن {:horne" 1966 توجد خمس مؤسسات رئيسة تتوىى امر الحضارة محتفظة بماضيها وصائنة لحاضرها ومؤمنة لمستقبلها وهذه المؤسسات هي البيت او االسرة المدرسة الدولة مؤسسة العمل ومؤسسة الدين وتقوم كل منها على فكرة جوهرية تبرر وجود المؤسسة وتبين الخدمة التي تؤديها للحضارة... والفكرة التي تقوم عليه المدرسة فيي التنشئة االجتماعية تنئشة الجسم والعقل معا وبهذا تكون المدرسة لد اسدت اىي الولد ما اسدته الدهور اىي الجنس البشري بأكمله" (.)horne.h.h1966 :the philosophy of eduuction ;newyork ;pp1-2 وعلى هذا األسا فدور المدرسة تجاه باق المؤسسات االجتماعية األخرى يتمثل في : المدرسة أداة استكمال : تقوم باستكمال ما بدأته المؤسسات األخرى من االعمال التربوية وعلى رأسها االسرة ويتم هذا عن طريق عدة اشكال من بينها انشاء جمعيات ومجالس اإلباء والمعلمين. المدرسة أداة تصحيح : تقوم المدرسة بتصحيح األخطاء التربوية التي لد يرتكبها النظام االجتماعي فان كان هناك نقص تالفته وان كان يوجد فراغ مألته. 4 ان المكانة االجتماعية le statut sociale ال تتحدد بالوراثة وانما تكتسب في الدر والمدارسة وعلية المدرسة منبع الحركية االجتماعية la mobilité sociale وفق لانون االستحقاق l ordre de mérite وبالنتيجة الطفل يقض ي ولتا في المدرسة اكثر مما يقضيه بالبيت

22 16Université de 8 mai 1945 Guelma Département de psychologie 16 المدرسة أداة تنسيق : تقوم بتنسيق الجهود التي تبذلها سائر النظم االجتماعية األخرى في سبيل تربية األطفال وتتعاون على تنشئة الجيل الجديد( جورج سهال واخرون :1922 الوعي التربوي ومستقبل البالد العربية بيروت ص ص -211.) على المستوى الجزئي الميكرو : يري كل من "شبل بدران وجمال الدهشان" 1002 ان الوظيفة االجتماعية للمدرسة تتحدد من خالل الدور الذي يقوم به الممارسون التربويون وباألخص المعلمين باعتبارهم المشرفين على تنفيذ وانجاز عملية التعليم والتعلم. ولذلك تحرص دول عديدة على لتباع أساليب متعددة لتشجيع المربين والمعلمين على أن يكونوا مصادر للتجديد التربوي وان يكونوا عناصر فعالة في القيام بهذا التجديد (شبل بدران وجمال الدهشان 2001 ص.)21 ففي الواليات المتحدة األمريكية تخصص الحكومة الفدرالية وإدارتها التعليمية أمواال إلدارات التعليم من اجل تقديم منح للسلطات التعليمية بما في ذلك المدار والمعلمين الذين يرغبون في القيام ببعض المشروعات التجديدية وتتم عملية اختيار ألكثر التجديدات نجاحا ثم تقوم الحكومة بنشرها على المدار األخرى التي ترغب في تبنى هذه التجديدات وهذه الطريقة تخلق جوا من التنافس المنهي بين المدار والمعلمين ويمكن األخذ بها في تنشيط حركة التجديد التربوي(محمد منيرمرس ي 1992 ص.)22 ومن هذا المنطلق يمكن ان نقسم الوظيفة االجتماعية للمدرسة انطاللا من الدور الذي يقوم به المعلمين لىي لسمين هما : -2 الوظيفة التجديدية للمدرسة. -1 الوظيفة املحافظة للمدرسة. أوال - الوظيفة التجديدية. ان البحث عن فكر أو نظرية جديدة تخرج اإلنسان من مأزق التحديث والتجديد واإلبداع واإلصالح في المنظومة التربوية يحيلنا على فتح النقاش حول الحركات الفكرية التجديدية في التربية التي تجاوزت االنطوائية نحو التفاعل وأعلنت وبوضوح عن مواجهة التحديات التي تواجه اإلنسان في ضوء المعطيات الجديدة المتسمة بالتغيير السريع في مختلف مناحي الحياة وعلي هذا األسا سوف نتحدث عن معالم الفلسفة التجديدية في التربية والتعليم. -2 الفلسفة التجديدية في التربية : لم تكن الفلسفة التجديدية reconstructionism في التربية جديدة على الفكر اإلنساني بصورة عامة والفكر التربوي واتجاهاته بصورة خاصة انطاللا من هيكله وبنائه التنظيمي ومؤسساته وانتهاء بالعملية التعليمية وعناصرها ومكوناتها األساسية وهي اليوم تشكل احد املحاور الرئيسية في مجال الدراسات التربوية الرتباطها المباشر بأدوار القائمين على الشأن التربوي وخاصة المعلمين(صالحة عبد الله عيسان واخرون 2002 ص.) 20

23 17Université de 8 mai 1945 Guelma Département de psychologie 17 بالرجوع لىي المعاجم والقواميس اللغوية نجد ان أصل كلمة التجديد يرجع لىي الفعل "تجدد" أي صار جديدا ومنه جدده أي صيره جديدا وكذلك سمي كل ش يء لم تأت عليه األيام جديدا(المعجم الوسيط 1921 ص.)112 أما في اللغة االنجليزية فان كلمة " "modern ترجع لىي أصلها اليوناني" "modo والتي تعني الولت الحاىي(صالحة عبد الله عيسان واخرون 1002 ص.) 21 ويوثق "ألربض ي و الشريدة" في مقال لهما بعنوان " التجديد التربوي" 2821 التغيرات التي حدثت عبر التاريخ على مفهوم التجديد التربوي كما يلي " : لقد استخدمت كلمة تجديد ألول مرة عام 2128 م وكانت تعني تغير الش يء او استبداله بش يء جديد ولقد تغير معناها عام 2428 م فأصبحت لدخال ش يء جديد ولهذا المعني عاللة وثيقة بمفهوم التجديد التربوي في ولتنا الحاضر. وبعد ذلك تضمن معني الكلمة لحداث تغيرات في ش يء لائم وفي نهاية القرن الساد عشر اعتبر الشخص الذي يهتم بالتجديد على انه ثوري كما ترددت كلمة منهج curriculum بعد كلمة تجديد بحواىي مائة عام وبعدها ظهرت كلمة اصالح reforme في عام 2214 لتعني تحسين او تصليح ش يء خاطئ. وهناك عاللة وظيفية بين كلمة تجديد وكلمة اختراع innovation ولو ان التجديد ال يقتض ي االختراع (. صالحة عبد الله عيسان واخرون 2002 ص.) 111 ومن الناحية االصطالحية يعتبر التجديد التربوي فرعا من الفروع الهامة في التربية وله كيانه الخاص والذي ال يقتصر على تشجيع لدخال التجديدات التي تتسم بالجدة فحسب بل تنطوي على معنى التغير كذلك المؤدي لىى اإلصالح. ويمكن تقص ي الجذور الفلسفية للتجديدية بأنها تعود لىى كتابات الفيلسوف السفسطائي "بروتوجورا "Protagoras الذي احترف فن الخطابة والجدل في العصر اليوناني وأشاع القول بالنسبية من خالل مقولته " : أن اإلنسان هو مقيا لجميع األشياء". بمعني كل األشياء تتغير والتغير يأخذ عدة أشكال منها : التطوير والتبديل واإلصالح أو التجديد في شتي لطاعات ومجاالت املجتمع ومنها لطاع التربية والتعليم(صالحة عبد الله عيسان واخرون 2002 ص.)22 ويذكر كل من "شبل بدران وجمال الدهشان" 1002 التعريفات التالية للتجديد التربوي كما يلي : "بأنه تغيير محدد مقصود وجديد يعتقد بأنه أكثر فعالية في تحقيق أهداف النظام التعليمي" "هو فكرة او ممارسة او موضوع ينظر لليه على انه جديد" "هو كل محاولة فكرية او عملية إلدخال تحسينات على الوضع الراهن للنظام التعليمي سواء كان ذلك متعلقا بالبنية التعليمية او التنظيم او اإلدارة او البرنامج التعليمي وطرق التدريس والكتب المدرسية وغيرها". " لد يكون التجديد التربوي متمثال في تطوير أفكار وطرائق جديدة في التربية فهو يعنى بالبرامج الجديدة والتغييرات او التعديالت في عمليات التربية والتي تختلف عن الممارسات القائمة كما انه يعنى بتبني وسائل وحلول غير تقليدية إلصالح

24 18Université de 8 mai 1945 Guelma Département de psychologie 18 النظام التربوي توسيعا لفرصه وتخفيضا لكلفته ورفعا لكفاءته وزيادة فاعليته ومالئمته للمجتمعات التي يوجد فيها"(شبل بدران وجمال الدهشان 2001 ص.)11 غير ان التجديد كحركة فكرية ولد نتيجة للتغيرات والتطورات التي شهدتها أوروبا وخاصة خالل مرحلة الصراع الحاد الذي حدث بين الكنيسة من جانب وسلطة المعرفة والعلم والعقل من جانب اخر الذي أنتج العديد من المفاهيم تحمل في طياتها مفهوم التجديد مثل " : التقدم" و "التطور" "النهضة" "التحديث"و "اإلصالح". وجميعها تعكس الربط المتين بين الفكر والممارسة. ان لشكالية الفكر والممارسة عكستها الفلسفة التجديدية في لطار الحركة التقدمية(*) في التربية والتي ظهرت في العقد الثاني من القرن العشرين حيث ذكرت كلمة التجديدية في عنوان كتاب "جون ديوي" التجديد في الفلسفة الصادر عام 2810 وفي أوائل الثالثينات ارتبطت بجماعة تطلق علي نفسها "مفكروا الحدود". وهم جماعة كانوا يعتنقون المذهب البرالماتي(**) ويؤمنون بالنظرة التقدمية التي ترجع في أصلها لىي الفلسفة البرالماتية حيث أشاروا لىي أن البيئة المناسبة للفكر التقدمي هي املجتمعات المستقرة والبعيدة عن الفوض ى والتغيرات غير المدروسة أو التي تفتقد لىي ثقافة محدودة وواضحة وملزمة ألنواع السلوك االجتماعي. كما ناشدت هذ الجماعة المدرسة ان تتقدم نحو طريق يجد فيه األفراد مجتمعا جديدا مستقرا وأوفر عدالة (ناصر إبراهيم 2001 ص.)21 كما تطور االهتمام في لطار الفلسفة التجديدية لىي " مستقبل المدنية " civisme le وإعادة بناء املجتمع بمؤسساته املختلفة وخاصة المؤسسات التربوية فيه أو ما يعرف بالنظرية التربوية للتجديد االجتماعي التي تقوم علي مبدأين أساسين هما : ان املجتمع في حاجة للتغيير والتجديد المستمر. البد للتربية ان تلعب دورا رئيسيا في ليادة التغيير في املجتمع. وهذا االهتمام بالتربية ودورها الفعال في التجديد االجتماعي راجع لىي ان ما تقوم به الفلسفة بصورة عامة من تحليل واستنتاج لم يعد كافيا مع ما يجري من تغييرات داخل املجتمع لهذا على المدرسة أن تقوم بتفسير القيم األساسية (*)*) يمكن االشارة هنا لىى ان الفلسفة التجديدية هي الوريث الشرعي للحركة التقدمية خاصة بعدما فقدت هذه االخيرة بريقها وتأثيرها وفي ضوء ما تركته من نظريات تربوية ظهرت بوادر االهتمام باتجاه تربوي بديل عن التقدمية بعد عقدين من الزمن عرف بالحركة التجديدية فكانت والدة االتجاه التجديدي في التربية تحت مظلة المدرسة التجديدية. (**)البر اقماتية : نظرية فلسفية تذهب لىي ان اآلثار الملموسة امبريقيا والمتضمنة في فكرة ما هي التي تشكل معناها وتعتبر في نفس الولت معيارا لصدلها وتنظر البرالماتية لىي المنفعة علي أنها المعيار الرئيس ي لكل ليمة. )**(

25 19Université de 8 mai 1945 Guelma Département de psychologie 19 للمجتمع المدني في ضوء المعرفة العلمية المتجددة عن طريق اتخاذ لجراء عملي فاعل يبدأ من غرفة الصف يقوم به كل من المعلم والمتعلم ساعين لىي تحقيق التغيير داخل املجتمع علي أسا جماعي ال فردي وان تكون المدرسة نموذجا لهذا املجتمع ألن المتعلمين فيها هم اللذين سيكونون نواة هذا املجتمع وثمرته. ومن هنا أوكل الفكر التجديدي مهمة التغيير االجتماعي لىى المدرسة ودورها الفاعل في عملية التخطيط وبناء نظام اجتماعي جديد. أما من المنظور العربي نجد مفهوم التجديد كما بينه "عبد الفتاح" 1002 يرتكز على أساسين هما : -2 منظور التكيف في لطار من نسبية القيم وغياب العاللة بين الثابت والمتغير لذ تعتبر كل ليمة لابلة لإلصابة والتبدل والتحول وعلى اإلنسان ان يستجيب لهذه التغيرات بالقدرة على التكيف. -1 تجاوز الماض ي وحتى الوالع الراهن من خالل مفهوم الثورة والذي يشير لىى التغير الجذري واالنقالب في وضعية املجتمع. اما التجديد في الفكر اإلسالمي فانه يأخذ معان عدة تنطلق أسا من صالحية القران الكريم لكل زمان ولاعدته الواسعة التي تعد كوعاء يستوعب جميع أنشطة وحركة الحياة مهما توصل اإلنسان من مستوي علمي أو ثقافي أو حضاري رفيع. فالتجديد في اإلسالم يدعو لىي تقويم ما انحرف وفهم الوالع المتجدد وما يبعث في النفس من الجد والحركة والنشاط والوعي لضافة لىي لشاعة االستقرار واالطمئنان. كما ان التجديد ال بد أن يأخذ طريقه في تشكيل الحوار وإبداء الرأي والبحث عن األدلة والبراهين فهو يدعو لىي تنمية اإلنسان ليصبح لوة فاعلة منتجة يحكم عقله وينمي لديه التفكير اإلبداعي والرؤية الحضارية في مواجهة المشكالت ومحاولة ليجاد الحل األمثل لها(العاني وجيه ثابت 2002 ص.)22-1 مبادئ التجديد في التربية : ترتكز الفلسفة التجديدية على مبادئ أساسية أشار لليها كل من "تيودور براميلد" و "نيلر" هذا األخير الذي وضع أسس لعادة البناء أو التجديد االجتماعي عندما نشر كتابه "أنماط من الفلسفة التربوية" 2810 وأعقبه بكتاب" نحو فلسفة مجددة للتربية" 2814 وكتاب "التربية كقوة".2841

26 21Université de 8 mai 1945 Guelma Département de psychologie 20 ولدم "نيلر" مبادئ الفلسفة التجديدية والتي تمحورت حول دور التربية ومن خالل المدرسة في عملية البناء و اإلصالح االجتماعي كما يلي(صالحة عبد الله عيسان واخرون 1002 ص ص : )24-22 ان تقوم المدرسة بإحداث تغييرجذري في بنية العقل اإلنساني : ان المدرسة هي الوسيلة التي يمكن عن طريقها تحقيق لعادة البناء االجتماعي في ظل تغييرات أساسية يمر بها العالم بحيث يتحدد الهدف الرئيس للتربية في ظل هذا المبدأ في تقديم برنامج دليق وواضح لإلصالح االجتماعي وعليها ان تعني عناية كاملة بخلق نظام اجتماعي جديد يسعي لىي تحقيق القيم األساسية للتربية في الولت الذي يمكنه من التماش ي مع الطقو االجتماعية وااللتصادية والفكرية التي تتحكم في العالم المعاصر ولكي تحقق التربية كل هذا ال بد لها من ان تقوم بعمل يؤدي لىي لحداث تغيير جذري في بنية العقل اإلنساني وتحديث الوعي االجتماعي والخطاب الثقافي وتمكين االنسان من استخدام و توظيف القوي بأبعادها العقلية والنفس حركية والحسية التي يملكها من اجل بناء املجتمع وتطويره. أن يقوم المربون - المعلمون - بعملية التنفيذ للبرنامج اإلصالحي بال تأخير. لن لعادة تشكيل املجتمع ال تتم اال من خالل التربية والتعليم الذي ينفذه القائمون عليه أال وهم المعلمون الذين يؤمنون بالحاجة الملحة إلصالحات اجتماعية في الولت الذي يجب ان يكونوا لادرين على تنفيذها بال تأخير في ضوء استعدادات املجتمع لذلك ويطلق "تيودور براميلد" علي هذه العملية باإلدراك االجتماعي للذات ويعني بذلك أن للتربية دور أساس ي في تنمية الجانب االجتماعي المتأصل في طبيعة الفرد وبالتاىي اكتسابه كيفية مشاركة اآلخرين في املجتمع. ان يكون النظام االجتماعي نظاما ديمقراطيا حقيقيا : تؤمن الفلسفة التجديدية بان دعامة تشكيل املجتمع ال يتم لال من خالل نظام اجتماعي جديد يؤمن أصال بممارسة ديمقراطية حقيقية وهنا يأتي دور المدرسة في تمهيد الطريق لبناء نظام ديمقراطي جديد من خالل تربية عقول وأخالق التالميذ وتنمية استعداداتهم الستقبال نظام نابع من رغبتهم وإرادتهم دون فرض او لجبار. ان يقنع المعلم تالميذه بصحة وضرورة وجهة النظر التجديدية. ان اإللناع هو احد المراحل التي يمر بها التغيير والتطوير الذي يعتبر شكل من أشكال التحول من حالة سابقة لديمة لىي حالة او وضع جديد وخالل مرحلة التحول هذه يحدث نوع من التوتر بين ما هو لائم وبين المرغوب فيه والممكن التنبؤ به وعندما يقبل األفراد في النهاية التغيير كحقيقة والعية تحدث الموافقة واإلذعان كما عبر عنه "دافيز واليسون" (1002 دافيزواليسون 2001 ص.)11 وهنا يبرز دور المعلم في عملية للناع تالميذه بأهمية الحل التجديدي في الولت الذي عليه ان يفعل ذلك ليمانا منه بأهمية االلتزام الحقيقي واألمين بالطرق الديمقراطية بحيث يسمح لنفسه ولتالميذه بالبحث الحر في الدالئل سواء ما كان منها مؤيدا او مخالفا لوجهة نظره وعليه ان يعرض الحلول المناسبة بنزاهة ودون تحيز وفي الولت نفسه عليه ان يفسح املجال لنشوء الصراعات السوسيومعرفية في لبول او رفض اآلراء والطروحات والدفاع عن وجهات النظر. وهنا يذكر"براميلد" ": اننا معلمون مواطنون لنا اعتقاداتنا والتزاماتنا ولنا انجازاتنا التي نعتقد بإمكاننا الدفاع عنها نحن ال نقصد ان نعرض كل ذلك على الجميع اذ نرحب ترحيبا عميقا بالنقد الحر لكل هذه االعتقادات لكننا نقصد ايضا ان نعمل على ان تتقبلها اكبر اغلبية ممكنة".

27 21Université de 8 mai 1945 Guelma Département de psychologie 21 ان تعاد صياغة وسائل وأهداف التربية طبقا لنتائج العلوم السلوكية : يشير هذا المبدأ لىي أهمية لعادة صياغة أهداف وطرائق ووسائل التربية طبقا لنتائج البحوث والدراسات في العلوم السلوكية التي تتيح القدرة على مواجهة مطالب األزمة الثقافية الراهنة ومن هنا تتضح أهمية العلوم السلوكية في اكتشاف القيم التي يؤمن بها النا سواء كانت كلية أم جزئية. ان وضع نظرية سلوكية موحدة في الطبيعة اإلنسانية مستمدة من أصول عقلية وعلمية يجعل املجتمع لادر على لعادة بناء او تجديد الطريقة التي توضع بها المناهج وما تحتويه من موضوعات ومواد دراسية تكاملية لضافة لىي الطرق واألساليب المستخدمة في اإلدارة وفي تدريب المعلمين. التربية تتشكل بالقوي االجتماعية والثقافية : هذا المبدأ يدعو لىي أهمية ليصال الطفل والمدرسة والتربية لىي ألص ي مدي عن طريق القوي الثقافية واالجتماعية التي تتشكل من خاللها التربية يقول بارميلد" يجب ان تقدر ليمة الجماعات كما هي وال يجب ان نحكم عليها بقسوة او أن نقبل سلوكها لبوال سلبيا على اعتبار انه سلوك ليمي ولهذا يكون حكمنا عليها عن طريق التحليل السليم الذي يهدف لىي وضع برنامج اجتماعي تربوي يساعد على تحقيق آمال أفرادها والتقليل من انحرافاتهم األخاللية وإطالق العنان لطالتهم اإلنسانية". اذن التجديد حتمية الزمة ال يمكن رفضها ينطلق من نقطة االستيعاب النقدي العميق للوالع االجتماعي وال يتم ذلك اال باستخدام أدوات تعمل على لعادة تشكيل وبناء العقل اإلنساني للمتعلم وبالتاىي املجتمع. -2 أهداف التجديد في التربية. لن الهدف األساس ي من التجديد التربوي هو النهوض بالمستويات التعليمية كيفيا وكميا عن طريق دراسة اآللية التي تحكم لعداد وتطبيق السياسات التعليمية لذا يعتبر التجديد التربوي وسيلة للتنمية الشاملة تحدث انسجاما مع أهداف الدولة العامة واألبعاد السياسية وااللتصادية واالجتماعية لها. وهو بهذا يرتكز علي تطوير التعليم ضمن لطار التنمية العامة وسوف نعرض بالتحليل المنطلقات المعيارية(*) التي حددتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم 1000 م كأهداف للتجديد التربوي في القرن الواحد والعشرين. ولد تضمنت منطلقات التجربة العالمية في تجديد التعليم حسب المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم أربعة مبادئ رئيسية تتمثل فيما يلي : التعليم المستمرمدي الحياة : بمعي تعليم ال يحده ال زمان وال مكان ويتفرع عن منطلق التعليم المستمر أمران هما : المزاوجة بين التعليم النظامي والتعليم غير النظامي بأشكاله املختلفة عن طريق مراكز التدريب والتأهيل والتعليم الفني والتقني ومؤسسات الثقافة واإلعالم واألسرة ودور العبادة والجمعيات وغيرها من المؤسسات املجتمعية. (*)*) المعيارية :normativité تكوين فرض ي معناه ميزان او مقيا او لاعدة او لطار مرجعي وفي النص المقصود بالمنطلقات المعيارية السلوك النموذجي الذي حددته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم يجب لتباعه لتجديد التعليم في العالم وفي الوطن العربي.

28 22Université de 8 mai 1945 Guelma Département de psychologie 22 ضرورة التدريب وتجديد التدريب بل وإعادة التدريب تلبية لحاجات املجتمع المتغيرة ومادامت المعارف والمهارات التي يحصل عليها التالميذ في المدار النظامية تعتبر بداية للتكوين واإلعداد وليس نهاية لهما فينبغي ان تتغير بنية المدرسة النظامية ومناهجها وفق متطلبات املجتمع وااللتصاد والمقاولة فمع بروز روح جديدة للوالع االلتصادي في العالم بدخوله مرحلة الثورة الصناعية الثالثة حسب تعبير "دومينيك بليهون" ( )Dominique plihon,2003;p 7 أو ما يعرف ب مجتمع الشبكات من وجهة نظر السوسيولوجي"مانويل كاستيل" الذي يعتمد على التكنولوجيا الجديدة النشطة لإلعالم واالتصال )*5 المعروفة اختصارا بااللتصاد الالمادي حيث اصبحت المناهج التدريسية تصنع في مخابر المقاولة واصبح شعار المدرسة هو تكوين "اإلنسان المرن والعامل المرن" الذي يتكيف بسرعة مع روح العصر. يفسر "كرستيان الفال" هذه العاللة الجديدة بين المدرسة والعقل االلتصادي بالقول "ان المنافسة االقتصادية هي منافسة في األنظمة التربوية"( Christian Laval, 2005,p21(. وهذه الرؤية االلتصادية الصرفة للمدرسة بكل مكوناتها جعلت دوال مثل تلك الدول المنظوية تحت منظمة التعاون والتنمية االلتصادية " "OCDE أن تطلب من أنظمتها التعليمية ومختلف برامج تكوينها تبني مثل هذه الرؤية اإلصالحية حيث تصبح المدرسة معمال إلنتاج المعارف ومقاولة معلمة ومؤهلة في لطار رؤية تنبني على المرونة Christian Laval, (. )2005,p22 وفي هذا االطار بالذات تم تجاوز مصطلحات ومفاهيم علمية راسخة مثل التربية والتعليم اىي المرافقة والتأهيل والتكوين بمعني ان يتم النظر للتعليم كتكوين أوىى ييهئ ويحضر التلميذ للحياة المهنية تكون فيه المدرسة مرحلة أولية للتكوين لكن المسؤولية كل المسؤولية تقع على عاتق التلميذ والمعلم او ما يعرف بالمرافقة في التكوين الذاتي الفعال من اجل االستمرار في الحياة الخاضعة للسوق "انها بداية ال تهدأ ونهاية ال تنتيي"(الحسن اللحية 2001 ص )112 فالتحوالت العميقة والتجديدات الجذرية التي حدثت في الجهاز المفاهيمي للمدرسة من اجل استقبال الروح الليبرالية بداء من السبعينيات من القرن الماض ي المتمثلة في الفكر ألمقاوالتي والفكر ألتدبيري تركت أثار واضحة على المناهج الدراسية وعلى طريقة عمل وتأهيل المعلمين. التعليم الذاتي : من خالل التركيز على مبدأين أساسين هما : التركيز على المتعلم : واالهتمام بدوره الفعال وبمشاركته المباشرة في التعليم وتغيير دوره من متلقي سلبي اىي مشارك ايجابي يقوم بدور الباحث النالد ومصدر أساس ي من مصادر المعرفة. ))*5 ان الرأسمالية مرت بحقب ثالث هي : مرحلة اآللة البخارية والسكك الحديدية والفحم والمعادن(.) مرحلة الكهرباء والبترول(.) مرحلة التكنولوجيا الجديدة لالعالم واالتصال والبوتكنولوجيا( اىى يومنا هذا )وهي التي اتت مع اكتشاف الحاسوب.

29 23Université de 8 mai 1945 Guelma Département de psychologie 23 شيوع استعمال التقنيات التعليمية الحديثة : بأشكالها العديدة والمتطورة األمر الذي ييسر عملية التعلم للتلميذ حتي يصل لىي مرحلة تعليم نفسه بنفسه وفي الولت الحاضر العاللة المركزية في التعليم تقوم ثالثية اإلنسان والفكرة والصور ولم تعد القيمة كل القيمة للملكية الفزيائية وإنما للمنافذ والشبكات والتفاعل الرلمي على حد لول "جيرمي ريفكالن". مرونة النظام التعليمي : ان عملية التعلم لم تعد تقتصر على سنوات معينة من عمر الفرد لضافة لىي كم المعلومات والمهارات التي يتطلب من التلميذ لتقانها وانفتاح المدرسة على املجتمع وسوق العمل كل هذا يعتبر شرطا أساسيا لمرونة النظام التعليمي من اجل مواجهة التغيرات الطارئة والمفاجئة فالتولعات المستقبلية يصعب تحديدها لال بمرونة النظام التعليمي ولدرته على التكيف مع المتغيرات الجديدة. فمع أتساع وتزايد عدد المهن التي ظهرت خالل 20 سنوات األخيرة وعدد المهن املجهولة التي ستظهر خالل السنوات القادمة أدى ذلك لىى ربط مفهوم المردودية التعليمية بمقيا القابلية للتكيف السريع مع المهام الطارئة والمتجددة فإخضاع التربية والتعليم لىى التصاد العولمة وليم الفعالية والمر دودية وهو ما دفع بالمؤسسات التربوية والتعليمية لىى مراجعة أدوارها وكذا مناهج عملها(بداري كمال بوباكورفارس حرزالله عبد الكريم 2012 ص.)20 الن الخيارات التعليمية في العصر الحاىي هي" خيارات مجتمعية ودولية نظرا لتزايد الطلب على الفرد المتعلم"( Jacques. )Delores,1996,p185 فقد جاء في تقرير اليونسكو الحادي والعشرين حول التربية والتعليم تحت عنوان " : دور السياسات في االختيارات والتوجهات التربوية" ما يلي "يجب على األنظمة التعليمية أن تستجيب لحاجات التنمية االلتصادية واالجتماعية واألخاللية والثقافية كما يجب عليها رفع التحدي التكنولوجي كخطوة ضرورية نحو القرن الحادي والعشرين" Jacques ))Delores,1996,p185 ففي سنة 2882 تنبأ "بيتر دروكر "Drucker بأن(مؤسسات التعليم التقليدي التي نعرفها اليوم ستصبح في المستقبل القريب في عداد بقايا الماض ي وستعوض بعملية تعلم مشخصة تقوم بها اآلالت) ( ; )p23 Peter Drucker,2881 املجتمع المعلم المتعلم : يؤكد هذا األمر على أهمية جعل املجتمع معلما ومتعلما فالفرد متعلم كما عليه ان يكون معلما لغيره ايضا وهذا بدوره ينعكس على جميع مؤسسات املجتمع وخاصة مؤسسات العمل واإلنتاج لتكون مؤسسات لنتاجية وتدريبية في ان واحد وصوال لىي جعل التعليم - التعلم شانا مجتمعيا شامال(صالحة عبد الله عيسان واخرون 2002 ص.)22-21 ومن اجل وضع تصور واضح لبنيوية تربوية جديدة في الوطن العربي وضعت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم منطلقات أساسية لتربية القرن الحادي والعشرين كما يلي : أ - مركزية الفرد في العملية التربوية : وهذا ال يعني للة االهتمام بالجماعة او غياب السلوك التعاوني فالحرية هي األسا في السلوك التعاوني كما وتعد جوهر الديمقراطية في العصر الحديث.