الوقت وأىميتو في حياة المسلم ألقى فضيلة الشيخ عبد المحسن بن محمد القاسم حفظو اهلل خطبة الجمعة بعنواف: "الوقت وأىميتو في حياة المسلم" والتي تحد ث فيها عن الوقت وانقضائو والعمر وانصرام و وما ينبغي على كل مسلم من اغتنا أوقاتو فيما ي رض ي اهلل تعالى وضرورة م حاس بة اإلنساف نفس و دائم ا لضماف السالمة في الدنيا واآلخرة. الخطبة األولى إف الحمد هلل نحمده ونستعينو ونستغفره ونعوذ باهلل من ورور أنفسنا ومن سيتات أعمالنا من يهد ه اهلل فال م ض ل لو ومن ي ضل ل فال ىادي لو وأوهد أف ال إلو إال اهلل وحده ال وريك لو وأوهد أف محمد ا عبده ورسولو صل ى اهلل عليو وعلى آلو وأصحابو وسل م تسليم ا كثير ا. أما بعد: فاتقوا اهلل عباد اهلل حق التقوى فالتقوى ىي النجاة غد ا والزاد أبد ا. أيها المسلموف: في م رور الشهور واألعوا عبرة وع ظ ة وفي طلوع الشمس وغروب ها إيذاف بأف ىذه الدنيا وروؽ ثم أ فوؿ أيا ت زوؿ وأجياؿ تتعاق ب على درب اآلخرة ىذا م قبل وذاؾ م دب ر وىذا وق ي وآخ ر سعيد والكل إلى اهلل يسير والزماف وتقل باتو أبلغ الواع ظين والدىر بقوار عو أفصح الم تكل مين ولتن طال ت الحياة بأحزانها أو مض ت بأفراحها فغايت ها الفناء والناس يعيشوف في آخر مراحل الدنيا. نظر النبي صلى اهلل عليو وسلم إلى الشمس عند غروب ها فقاؿ: بق ي من يومكم ىذا فيما مض ى منو«رواه أحمد.»لم يبق من د نياكم فيما مضى منها إال كما 1
والوقت ثمين بلح ظاتو ويزيد نفاسة إذا لم يبق منو سوى اليسير واهلل أقسم بو فقاؿ: )4( اإل ن س ا ف إ ف و ال ع ص ر 4 ]العصر: خ س ر ل ف ي 2[ ومن الناس من كتب اهلل لو ف سحة في الع مر ومنهم من يخط ف و األجل سريع ا وخير الناس من عاش في لح ظاتها ليرتق ي بها إلى آخرتو. قاؿ رجل للنبي صلى اهلل عليو وسلم : أي الناس خير قاؿ:»من طاؿ ع مره وحس ن عمل و«. قاؿ: فأي الناس ور قاؿ:»من طاؿ ع مره وساء عمل و«رواه أحمد. والناس في حياتهم منهم من قصر ىا على معاو و دوف معاد ه ومنهم من عمر آخرت و فيها فأد ى ما أمر اهلل بو واجتنب ما نهاه عنو ومنهم من خل ط عمال صالح ا بآخر سيت ا من غفلة واتباع ىوى قاؿ عليو الصالة والسال :»كل الناس يغد و فبائع نفس و فم عت ق ها أو م وب ق ها«رواه مسلم. واهلل فقاؿ: عز وجل أقسم أحد عشر قسم ا بأف الم فل ح ىو من زك ى نفس و وأف الخاسر من أوقع ها في المعاصي و الش م س و ض ح اى ا )4( و ال ق م ر إ ذ ا ت ال ى ا )2( و النػ ه ار إ ذ ا ج ال ى ا )1( و الل ي ل إ ذ ا يػ غ ش اى ا )1( و الس م اء )8( )7( )6( ط ح اى ا و م ا و األ ر ض بػ ن اى ا و م ا )5( س و اى ا و م ا و نػ ف س ز ك اى ا م ن أ فػ ل ح ق د و تػ ق و اى ا ف ج ور ى ا ف أ ل ه م ه ا )9( و ق د خ ا ب م ن د س اى ا ]الشمس: 4 41[. والحياة مليتة بالم ح ن والف تن وقد يكب و المرء في زال تها من حيث ال يشع ر ومن دعاء النبي صلى اهلل عليو وسلم :»واجع ل الحياة زيادة لي فيكل خير واجع ل الموت راحة لي من كل ور«رواه مسلم. وكلما دن ت الحياة من الز و اؿ الح ت فت ن ها وظه ر ت و ر ور ىا قاؿ عليو الصالة والسال :»وإف أمت كم ىذه ج ع ل عافيت ها في أول ها وسي صيب آخر ىا بالء وأمور ت نك رونها«رواه مسلم. ويزداد البالء عام ا بعد عا قاؿ النبي صلى اهلل عليو وسلم :»ال يأتي عليكم زماف إال والذي بعده ور منو«رواه البخاري. 2
وإذا ابتع د الناس عن اهلل ولم يمتث لوا أوامر ه ووقع وا في نواىيو اضطر ب ت أحوال هم ومعاي ش هم إذ الذنوب م ذى ب ة و ض ر ب الل و م ث ال قػ ر ي ة ك ان ت آم ن ة م ط م ت ن ة ي أ ت يه ا ر ز قػ ه ا للنػ ع م م زيلة ألمن النفوس والب لداف قاؿ عز وجل : ]النحل: 442[. ؼ ب م ا ك ان وا ي ص نػ ع و ف ر غ د ا ن ك ل م ك ا ف ف ك ف ر ت ب أ نػ ع م الل و ف أ ذ اقػ ه ا الل و س ال ج و ع و ال خ و ف أ م ا ن ك ف ر وا وأعظم ب عد عن اهلل: التوج و إلى غيره بالدعاء واالستغاثة والن ذور وغيرىا قاؿ عز وجل : ]آؿ عمراف: 56[ فمن أورؾ باهلل استحق العذاب الشديد في ف أ ع ذ بػ ه م ع ذ اب ا و د يد ا ف ي الد نػ ي ا و اآل خ ر ة الدنيا من الفر وقل ة الماؿ والمرض وفقد األمن وغير ذلك ولو في اآلخرة عذاب عظيم. : وإذا جاى ر العباد بالمعاصي عظ م خطر ىا وأذ ف الرب بالعقوبة بسبب ها قاؿ عليو الصالة والسال»كل أمتي م عاف ى إال الم جاى رين«رواه البخاري. ومن الفتن : تقديم العقل والهوى في الن واز ؿ وغيرىا ونبذ الكتاب والسنة لتحقيق األعماؿ واآلماؿ قاؿ عز ؼ أ ذ اع وا ب و و ل و ر د وه إ ل ى الر س و ؿ و إ ل ى أ ول ي األ م ر م نػ ه م ل ع ل م و وجل : و إ ذ ا ج اء ى م أ م ر م ن األ م ن أ و ال خ و ال ذ ين ي س تػ ن ب ط ون و م نػ ه م و ل و ال ف ض ل الل و ع ل ي ك م و ر ح م ت و ال تػ بػ ع ت م الش ي ط ا ف إ ال ق ل ي ال ]النساء: 81[. : وما من نازلة إال ولها أصل في الكتاب والسنة قاؿ ]األنعا: و ي ء م ن ال ك ت ا ب ف ي فػ ر ط ن ا م ا سبحانو.]18 ولن ي صل ح ىذه األمة بما حل بها من اضطراب وفوض ى وك روب إال برجوع ها إلى رب ها قاؿ سبحانو : إ ذ ج اء ى م ب أ س ن ا ت ض ر ع وا ]األنعا: 11[. فػ ل و ال ومن الز االستغفار جعل اهلل لو منكل ىم فر ج ا ومن كل ضيق مخر ج ا ومنكل بالء عافية وإذا ألم ت بالنا س م صيبة عليهم أف ي راج عوا أنفس هم: إ ف الل و ال يػ غ يػ ر م ا ب ق و ح ت ى يػ غ يػ ر وا م ا ب أ نػ ف س ه م ]الرعد: 44[. 3
والحاذ ؽ ال ينظر إلى كثرة الم ذن بين فإف اصطفاء اهلل لك بالسالمة من المعاص ي ي وج ب عليك التمس ك بهذه النعمة إذ أضل غير ؾ وىداؾ. وعلى المرء أف ي حاس ب نفس و في كل حين : ماذا قد آلخرتو وماذا عم ل لر ض ا الرحمن عنو ليسأؿ نفس و عن فرائض اإلسال وعن أدائها وعن حقوؽ المخلوقين والتخل ص منها وعن مال وكيف جمع و وفيم أنفق و! خطب أبو بكر رضي اهلل عنو فقاؿ: "إنك تغد وف وتروحوف إلى أجل قد غ ي ب عنكم علم و فإذا استطعت م أال يمض ي ىذا األجل إال وأنتم في عمل صالح فافعلوا". وليست الغ بطة بكثرة السنين والنػ ع م إنما الغ بطة بالشكر وكثرة العمل الصالح واإلخالص فع مر اإلنساف عمل و. قيل لنوح عليو السال وقد لب ث في قومو ألف سنة إال خمسين عام ا "كداخل من باب وخارج من آخر". : كيف رأيت ىذه الدنيا فقاؿ: فاحذروا الدنيا وتقل باتها فجمع ها عناء ونعيم ها ابتالء واغتن موا ما بق ي لكم من النعم الخمس: الشباب قبل الهر والصحة قبل المرض والغ ن ى قبل الفقر والفراغ قبل الش غل والحياة قبل الموت. والم حاسبة الصادقة ما أورث ت عمال صالح ا وتحو ال عن معصية ومن غفل عن نفسو تصر م ت أوقات و واوتد ت عليو حس راتو فاستدر كوا ما فات بما بق ي ومن أصلح ما بق ي غ ف ر لو ما مضى. أعوذ باهلل من الشيطاف الرجيم: الل و إ ف الل و و اتػ ق وا ل غ د ق د م ت م ا نػ ف س و ل تػ ن ظ ر الل و اتػ ق وا آم ن وا ال ذ ي ن أ يػ ه ا ي ا ب م ا تػ ع م ل و ف خ ب ير ]الحشر: 48[. بارؾ اهلل لي ولكم في القرآف العظيم ونفعني اهلل وإياكم بما فيو من اآليات والذكر الحكيم أقوؿ ما تسمعوف وأستغفر اهلل لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنو ىو الغفور الرحيم. 4
الخطبة الثانية الحمد هلل على إحسانو والشكر لو على توفي ق و وامت نانو وأوهد أف ال إلو إال اهلل وحده ال وريك لو تعظيم ا لشأنو وأوهد أف نبي نا محمد ا عبد ه ورسول و صل ى اهلل عليو وعلى آلو وأصحابو وسل م تسليم ا مزيد ا. أيها المسلموف: الم حس ن منكاف يوم و خير ا من أمس و وغد ه خير ا من يومو واغتن م الحياة بما ي قر ب و إلى مواله ووغل ها بالطاعات ونأ ى بها عن السيتات واتػ ع ظ بما فيها من تقل بات األمور واألحواؿ وكاف حذ ر ا من االغت رار بالسالمة واإلمها ؿ واآلماؿ فما أساء أحد العمل إال من التسويف وطوؿ األمل. ومن أصل ح ما بينو وبين رب و كفاه ما بينو وبين الناس ومن صدؽ في سريرتو حس ن ت عالنيت و والعبد إذا أناب إلى اهلل مما اجترح من السيتات والتمس عفو ه ور ضاه وطم ع في واسع رحمتو وعطاياه أعطاه الرب بإذنو فوؽ ما يتمن اه. ثم اعلموا أف اهلل أمركم بالصالة والسال على نبي و فقاؿ في م ح كم التنزيل: ي ا أ يػ ه ا الذ ي ن آم ن وا ص ل وا ع ل ي و و س ل م وا ت س ل ي م ا ]األحزاب: 56[. اللهم صل وسل م وبار ؾ على نبي نا محمد وارض اللهم عن خلفائو الراودين الذين قض وا بالحق وبوكانوا يعد لوف: أبي بكر وعمر وعثماف وعلي وعن سائر الصحابة أجمعين وعن ا معهم بج و دؾ وكر مك يا أكر األكرمين. اللهم أع ز اإلسال والمسلمين وأذ ؿ الشرؾ والمشركين ودم ر أعداء الدين واجعل اللهم ىذا البلد آم ن ا م طمتن ا وسائر بالد المسلمين. 5
اللهم أصل ح أحواؿ المسلمين في كل مكاف اللهم اله دى والحق يا رب العالمين. احق ن دماء ىم ووؿ عليهم خيار ىم واجمع كلمت هم على اللهم وف ق إمامنا لهداؾ واجعل عملو في ر ضاؾ ووف ق جميع والة أمور المسلمين للعمل بكتابك وتحكيم ورعك. ر بػ ن ا آت ن ا ف ي الد نػ ي ا ح س ن ة و ف ي اآل خ ر ة ح س ن ة و ق ن ا ع ذ ا ب ]البقرة: 214[. الن ا ر اللهم إنا نسألك اإلخالص في القوؿ والعمل اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بط ن. اللهم أنت اهلل ال إلو إال أنت أنت الغني ونحن الفقراء أنز ؿ علينا الغيث وال تجعلنا من القان طين اللهم أغ ثنا اللهم أغ ثنا اللهم أغ ثنا. ر بػ ن ا ظ ل م ن ا أ نف س ن ا و إ ف ل م تػ غ ف ر ل ن ا و تػ ر ح م ن ا ل ن ك ون ن م ن ال خ اس ر ين ]األعراؼ: 21 [. عباد اهلل: ت ذ ك ر و ف ل ع ل ك م ي ع ظ ك م و ال بػ غ ي و ال م ن ك ر ال ف ح ش ا ء ع ن و يػ نػ ه ى ال ق ر ب ى ذ ي و إ يت ا ء و اإل ح س ا ف ب ال ع د ؿ ي أ م ر الل و إ ف ]النحل: 91[. فاذكروا اهلل العظيم الجليل يذكركم واوكروه على آالئو ونعمو يز دكم ولذكر اهلل أكبر واهلل يعلم ما تصنعوف. 6