160 اخلام س للغة العربية تاريخ اللغة العربية يف ت شاد حممد يو سف حممد ملخ ص البحث قامت يف ت شاد ح ضارة إا سالمية عربية عرب ثالث ممالك جعلت من العربية لغت ها الثقافية والدينية والإدارية ويف م عامالتها التجارية وم را سالتها الر سمية لأن ت شاد عرفت العربية منذ أاكرث من أالف عام ومع امتداد الإ سالم اإىل ت شاد سنة 46 ه/ 666 م زادت اللغة العربية قوة وانت شارا وانت شارها أاخذ زمنا طويال عرب تفاعل جمموعة من العوامل الثقافية والجتماعية والقت صادية لذا تعترب العربية من اأهم مكونات الهوية الت شادية فهي أاول لغة مكتوبة عرفتها ت شاد وهي لغة التو صل بني جميع الت شاديني ولزالت وت شاد هي الدولة الوحيدة التي لي ست ع ضوا يف اجلامعة العربية وتعتمد العربية لغة ر سمية بجانب الفرن سية يف د ساتريها منذ حوايل اأربعة عقود. وتنبع أاهمية البحث يف التعريف باللغة العربية عرب تتبع م سريتها الطويلة يف ت شاد إاذ اأننا ل ميكن أان نفهم الواقع الراهن ملكانة العربية دون معرفة جذورها يف هذا البلد. وما اأن وطاأ ال ستعمار أار ض ت شاد نا صب العربية العداء لكنه مل يجد بدا من مهادنتها عرب تقب ل الر سائل بالعربية واإ صدار جريدة كوكب ت شاد بالعربية لن شر فكره بني املثقفني بها ثم عمل على اجتثاث العربية عرب غلق م صانع الفكر ونفي ص ن اعه ورفع شان املثقفني بالفرن سية واحتقار املثقفني بالعربية و صد الذين يريدون موا صلة درا ساتهم يف اخلارج وفر ض الفرن سية واغتيال العلماء واملفكرين وحرق الكتب واملخطوطات أاو م صادرتها و إار سالها إاىل فرن سا وب عيد ال ستقالل ا ستمر ت ضييق اخلناق على املثقفني بالعربية ثم انفرجت الأمور نتيجة ملطالب املواطنني وخوفا من إاذكاء نار الثورة فاأ صدرت احلكومات العديد من القرارات التي ت صب يف صالح العربية اأ شار البحث إاىل سبعة ع شرة منها. أاما انت شار العربية يف ت شاد فقد أا سهمت فيه العديد من العوامل مثل هجرات العرب التي أادت اإىل متازج وا سع النطاق وعزز الدين الإ سالمي العربية ورفع س أانها كما شجع امللوك العلم والعلماء فبنو الأروقة واملدار س والأوقاف و شجعوا البعثات العلمية كما اأ صبحت قوافل احلج قنوات تن ساب عربها ال سلع والأفكار و أا سهم املعلمون والتجار يف ن شر العربية عرب بناء املدار س وامل ساجد وبالحتكاك والتزاوج ونتيجة لذلك أافرز املجتمع علماء و شعراء خلفوا العديد من دواوين شعر مل يعرف عنها العرب الكثري وقد اهتم الأوربيون مبوؤلفات الت شاديني بالعربية منها ما ن شره باملر الأملاين عام 1926 وب صفة عامة تزخر املكتبات واملتاحف الفرن سية وكذا ق صور وبيوت امللوك وال سالطني والعلماء من كتب الرتاث العربي الإ سالمي التي أالفها ت شاديون. وقد اتبع البحث املنهج التاريخي الو صفي وق سم البحث إاىل ثالثة مباحث وخامتة فاملبحث الأول يتناول املراحل التاريخية للغة العربية أاما املبحث الثاين فخ ص ص للعوامل التي اأ سهمت يف انت شار العربية كالهجرات والدين الإ سالمي والبعثات العلمية اإىل الدول العربية واحلج واملعلمون والدعاة والتجار وكرثة املتحدثني بالعربية أاما املبحث الثالث فافرد للدور احل ضاري للعلماء يف ت شاد وينتهي البحث بخامتة تركز على أاهم النتائج والتو صيات. املرحلة الأوىل: الدخول والنت شار تعترب مملكة كامن 1 أول مملكة إ سالمیة قامت يف إفریقیا جنوب ال صحراء وب سطت نفوذها ال سیا سي والثقايف يف ال سودان الأو سط يف الفرتة ما بنی عامي 800 م 1894 م 2 و أیة دولة تق ضي هذه امل دة الطویلة هي من غری شك دولة وطیدة الأركان ثابتة الدعائم واحلق إن مملكة كامن مل تبلغ ما بلغت من عظمة وقوة و سعة إل بعد أن صارت دولة إ سالمیة 3 ومل تكن لأهل كامن لغة واحدة توؤلف بني
161 اخلام س للغة العربية كل القبائل حني جاءهم الإ سالم على يد عقبة بن نافع عام 46 ه/ 66 م- فاعتنقوه و أقبلوا على اللغة العربية ف صارت لهم لغة ر سمية يتخاطبون بها فانت شرت يف تلك البالد مع انت شار الإ سالم فحيثما و جد من اعتنق الإ سالم و جد من يتكلم العربية وحتى أولئك الذين بقوا على وثنيتهم ومل يعتنقوا الإ سالم عرفوا اللغة العربية بحكم خمالطتهم للم سلمني ولأنهم عا شوا يف ظ ل رعاية امل سلمني الذين أ ح سنوا إليهم وكانت جميع العلوم الإ سالمية يف م ساجد ومدار س املمالك الت شادية : كامن وباقرمي ووداي ت در س وت ناق ش وت ستوعب باللغة العربية كما كانت هي اللغة الر سمية يف جميع دواوينها. وخري مثال على متك نهم من اللغة العربية قراءة وكتابة الر سائل التي وردت عن ملوك كامن إىل الدولة امل صرية إب ان ح كم املماليك يف عهد ال سلطان الظاهر برقوق عام 1392 م والتي أوردها القلق شندى يف كتابه صبح الأع شى 4 واللغة العربية هي اللغة ال شائعة والعامة التي يعتمد عليها النا س عند خماطبة أفراد القبائل الأخرى هاجرين لهجاتهم املحلية وهذا الو ضع بدوره جعل تلك اللهجات تتاأثر كثريا باللغة العربية ويدخلها كثري من املفردات واملعاين والأ ساليب العربية مما أتاح للعربية ال شيوع فالتون سي عندما حتدث عن اللهجات يف مملكة ود اي 5 عق ب على ذلك بقوله ( ولقل ة م كثي يف بالد هم وكرثة اللغة العربية مل احتج أن أتعلم لغتهم (. ومكانة اللغة العربية يف مملكة كامن برنو مل تكن باأقل من ذلك لأنها لغة التخاطب والتعامل التجاري بني جميع العنا صر التي سكنتها فقام على هذا الأ سا س جمتمع إ سالمي متنا سق عا ش يف أمن و صفاء ورخاء وخل ف لنا تراثا ور صيدا ح ضاريا م شرقا وباقيا على مر الزمن وهكذا أي ضا يف مملكة باقرمي 6 وبهذا يت ضح أن اللغة العربية أ صبحت و سيلة أ سا سية من و سائل التمدن واحل ضارة يف هذه املمالك ففي منطقة ت شاد ك شفت الآثار أن العربية هي أول لغة مكتوبة عرفتها ت شاد لذا ي رج ع الف ضل للغة العربية تاريخيا يف أنها اللغة التي أقام ال شعب من خاللها ممالك متح ضرة يف ت شاد وهناك إجماع بني الباحثني على ا شرتاك املمالك الت شادية يف قوا سم عدة منها : أول : اتخاذ ال شريعة الإ سالمية م صدرا لقوانينها وت شريعاتها وحماك مها ومرجعا ل ضبط ص ؤوونها لجتماعية. ثانيا : جعل اللغة العربية اللغة الر سمية يف كل املمالك الت شادية وا ستخدامها يف الدواوين واملرا سالت والتعليم. ثالثا : إن اللغة العربية أ صبحت اللغة العامة وال شائعة التي ي ستخدمها أفراد ال شعب يف اللقاءات العامة والأ سواق ويبني ذلك أن هذه املمالك با ستخدامها للغة العربية متكنت من إقامة ح ضارة ظلت توج ه شعوبها منذ زمن بعيد ومازالت ت عد املنبع الأ صيل لل شعب الت شادي ویوؤكد هذا الإجماع جمموعة ضخمة من الوثائق واملخطوطات وامل ؤولفات التي خل فتها هذه املمالك الإ سالمية وواقع ت شاد خري شاهد على ذلك وكان دخول هذه اللغة إىل املنطقة قد مت ب صورة طبيعية وبتدرج وثبات فلم ت س ود اللغة العربية يف املنطقة نتيجة ثورة أو قرار سيا سي مفاجئ و إمنا تغلغلت يف املجتمع بتفاعل عوامل اجتماعية وح ضارية مما ض م ن لها الر سوخ والبقاء وب صفة عامة ارتقى التعليم يف املمالك الت شادية إىل درجة جعلت الر ح الة الأملاين غو ستاف ناختيغال الذي زارها يف سبعينيات القرن التا سع ع شر يقول: والتعليم يف هذه املنطقة ل يقل عم ا هو موجود عندنا 7! - فاأين التعليم يف ت شاد من التعليم يف أملانيا اليوم! املرحلة الثانية : مرحلة ال ستعمارالفرن سي اأول : إايجابيات الإدارة الفرن سية جتاه اللغة العربية كان احلكام يف عهد ل ستعمار الفرن سي يتقب لون الر سائل التي تردهم باللغة العربية كما أ صدروا جريدة كوكب ت شاد العربية م وج هة إىل املثقفني بالعربية قبل ل ستقالل وا ستمر اعرتاف الإدارة الفرن سية بهذه املكانة للغة العربية فتم تعيني العديد من الأ ساتذة لتدري س اللغة العربية يف املدار س احلكومية التي أن صاأتها فرن سا 8 ويف احلادي ع شر من اكتوبر سنة أ صدر: 1955 پ. مييارد). P )MAILLARD احلاكم الع سكري يف إقليم ود اي قرارا إداريا رقم 117 يق ضي بتعيني ستة معلمني للغة العربية يف املرحلة الإعدادية ويف عام أ صدرالأمني 1956 العام لأرا ضي وحم م ي ة أر ض ت شاد ال سيد ج مريو) J.MEROT ( نيابة عن احلاكم الفرن سي العام مل ستعمرات فرن سا ما وراء البحار يف أفريقيا ل ستوائية املجل س الدويل للغة العربية
162 اخلام س للغة العربية الفرن سية قرارا يق ضي بتخ صي ص رواتب شهرية ملعلمي اللغة العربية والدرا سات الإ سالمية وكان عددهم ت سع وثالثون مدر سا ثم وظفوا أ ساتذة للغة العربية يف كافة الأرا ضي الت شادية بعد سنة فقط من اخلطوة الأ وىل حيث قررت الإدارة الإ ستعمارية الفرن سية بت شاد ابتداء من الأول من يناير 1956 ثم أ س ست مدر سة م سجد اجلامع الكبري باجنمينا يف ال سنة التي أ غلقت فيها سلطات ل ستعمار معهد ال شيخ حممد علي ش باب شه ويف ال سابع من يوليو عام أعاد 1952 الأ ستاذ صالح ع جيم ي افتتاح املعهد العلمي الذي أغلقته ال سلطات ل ستعمارية بعد سنة 13 من إغالقه 9 وب صفة عامة فاإن تعيني أ ساتذة للغة العربية من ق بل ل ستعمار مل يكن عفويا وحبا جتاه اللغة العربية أو حتقيقا ملتطلبات املجتمع الت شادي و إمنا كان ا ستجابة لل ضغوط املتزايدة من املجتمع الت شادي جتاه لعرتاف بالتعليم العربي والإ سالمي ون ف ور س كان شمال ت شاد عامة و سكان مملكة ود اي خا صة من إحلاق أبناءهم مبوؤ س سات التعليم باللغة الفرن سية 10 ثانيا : سلبيات الإدارة الفرن سية جتاه اللغة العربية ل خالف بني املوؤرخني يف تاريخ أفريقيا جنوب ال صحراء ومنها ت شاد أن اللغة العربية هي احلافظة لتاريخ هذه املنطقة والف ضل يف الدور احل ضاري يعود لها دون شك إل أنها برغم كل ذلك واجهت نك سة لي ست بالهينة بعد دخول امل ستعمر الفرن سي ب سبب ه شا شة التكوين الأكادميي والفكري و ضعف التوا صل العلمي والثقايف مع الوطن العربي الذي عانى نف س الهجمة! ولذا ا ستطاع امل ستعمر فر ض لغته يف أقل من قرن لت صبح لغة الإدارة والتعليم والتوا صل الر سمي اخلارجي وقد عملت فرن سا ذلك لأنها ت درك أهمية اللغة ودورها يف تر سيخ الذات وحتقيق العديد من الأهداف والتي من أهمها ربط الدول التابعة لها مثل ت شاد وغريها مبركزها ل ستعماري يف احلا ضر وامل ستقبل ربطا لغويا وبالتايل ثقافيا واجتماعيا وفكريا و سيا سيا واقت صاديا وهذا وا ضح الآن بعد خروج امل ستعمر من ت شاد حيث حر صت الن خبة الفرانكفونية على إبقاء ت شاد مرتبطة ارتباطا وثيقا بها من حيث الثقافة والفكر - و لقت صاد - فقد حاولت الإدارة الفرن سية حما صرة اللغة العربية يف زاوية ضي قة إ ضافة إىل تهمي ش احللقات العلمية واخلالوي القر آنية م ستعملة يف ذلك و سائل عديدة واتبعت يف حماربتها أ ساليب عدة وهي :- 11 أ حظر ا ستعمال العربية يف كل املرافق الإدارية - من قبل الفرن سيني. ب فر ض قيود صارمة لفتتاح مدار س عربية فاأ صدرت لذلك قرارات جائرة للحيلولة دون أداء املدار س العربية ج - يف عام أ س س 1943 ال شيخ علي ش حممد عوو ضة أول موؤ س سة للتعليم العربي النظامي وهو املعهد العلمي مبدينة أب شه فقام الفرن سيون ب إاغالق املعهد العلمي ون فوا موؤ س سه إىل خارج البالد بهدف إف شال تنظيم التعليم العربي يف ت شاد وكانت أول د فعة للطالب بلغوا سبعني طالبا وطالبة ثم تزايد العدد ب صورة أ قلقت ل ستعمار الفرن سي لأن تزايد عدد املتعلمني بالعربية يعني تزايد وعي املجتمع 12 وهذا ما ل يريده ل ستعمار الفرن سي! والغريب أن فرن سا نف سها تعل م أبناءها اللغة العربية خلدمة بالدهم ومتنع الت شاديني من تعلم اللغة العربية 13 وكان عدد الطالب الت شاديني يف الأزهر قبل عام 1946 م ل يتجاوز 15 طالبا لكن سرعان ما ارتفع العدد إىل 150 طالبا بعد أن أغلقت ال سلطات ل ستعمارية املعهد العلمي يف أب ش ه 14 ه منع الطلبة الأفارقة الذين يريدون موا صلة التعليم يف الدول العربية سواء يف شمال إفريقيا أو م صر أو احلجاز من ال سفر إليها إل بعد تقدمي طلب إىل الإدارة الفرن سية ق صد الرتخي ص لهم بال سفر وغالبا ما ت واجه الطلبات بالرف ض! ولكن هذا الرف ض مل مينع بع ضهم من اخلروج من البالد بطريقة أو باأخرى و للتحاق باجلامعات الإ سالمية مثل جامعة الأزهر والزيتونة يف تون س ومدار س احلجاز واليمن -. و غر س لحتالل قبل رحيله العداوة للثقافة الإ سالمية و أبعد املثقفني بها عن ال ساحة ورفع من صاأن الثقافة الفرن سية وجعل املثقف بها هو املثقف احلقيقي و أما املثقف بالثقافة الإ سالمية العربية في عد مبثابة أ م ي ومن هنا أبعدوه عن امل شاركة الفاعلة يف العمل ال سيا سي ومكانه املنا سب هو امل سجد فقط! ز سعت فرن سا لجتثاث جذور الثقافة الإ سالمية واللغة العربية باإتباع سيا سة فر ق ت س د وحظر الدعوة الإ سالمية يف اجلنوب الوثني واتخذت إجراءات م شددة ملراقبة حتركات
163 اخلام س للغة العربية الت شاديني من الداخل إىل اخلارج خا صة على احلدود بني سلطنة وداي مع دارفور يف ال سودان وذلك من خالل اجلهاز الإ ستخباري الذي ك ون خ صي صا ملراقبة امل سلمني. ح - ففي عام 1912 م حاولت فرن سا تعيني بع ض الأئمة بامل ساجد ومنحتهم رواتب شهرية وحوافز عينية يف شكل مواد غذائية لإحداث ش روخ و سط رجال الدين ولعزل ال شعب الت شادي من لرتباط بالدول الإ سالمية خا صة م صر وال سودان. ط شد د اجلهاز ل ستخباري الذي ذكرناه على مراقبة خروج ودخول الت شاديني عرب احلدود وتقدمي معلومات عن العلماء والطالب والتجار الن شيطني وامل سافرين عرب ال سودان لأداء فري ضة احلج أو الدرا سة وكان كل تاجر ي سافر إىل اجلنينة بال سودان يكون ع ر ضة للتحقيق وامل ساءلة ويو ضع ملدة خم سة ع شر يوما يوم يف ال سجن. وملا أح ست الإدارة الفرن سية بف شل سيا ساتها الرامية إىل الفرن سة عرب املوؤ س سات التعليمية جلاأت إىل أ ساليب أخرى ملحاربة الثقافة الإ سالمية متثلت يف اغتيال العلماء وحرق موؤلفاتهم وكتبهم لتجفيف روافد الثقافة الإ سالمية املناوئة للثقافة الفرن سية الغربية. ي اغتال الفرن سيون أكرث من أربع مئة عامل من كبار العلماء يف أب شه يف شهر نوفمرب عام 1917 م يف مذبحة الك بك ب )ال ساطورCOUP )COUP ال شهرية ثم جمعوا كتبهم وخمطوطاتهم و أحرقوها و أر سلوا بع ضها إىل املتاحف الفرن سية واحتفظوا بالبع ض الأخر يف خمازن حملية مبدينة أب شه لت سليمها لل سلطان اجلديد املرتقب بعد أن قاموا بنفي ال سلطان د ود مرة) DOUDE إىل )MOURA مدينة فورتالمي وقد د فن هوؤلء العلماء يف مقربة جماعية مبنطقة أم كامل وهو وادي داخل أب شة 15 أما البقية الباقية من العلماء فهاجرت فرارا بدينها إىل دول اجلوار ففي ال سودان مثال تكونت حلقات علمية من هوؤلء العلماء أمثال ال شيخ عبد الرحيم ال سنو سي فى اجلنينه وال شيخ عبد الباقى يف الأبي ض وال شيخ كر سى يف النهود وغريهم 16 هكذا كانت اللغة العربية لغة العلم واحل ضارة يف ت شاد قرونا طويلة إىل أن جاء امل ستعمر الفرن سي ووجه إليها سهامه ليحل لغته حملها حتى يتم له الق ضاء على ال شخ صية - الت شادية عرب اقتالع الثقافة الإ سالمية العربية - وقتل روح الأ صالة يف نفو س أهلها 17 املرحلة الثالثة: مرحلة ال ستقالل وال صحوة كان املثقف باللغة العربية يف الأيام الأوىل من ل ستقالل م صريه الإيداع يف ال سجن خا صة القادم من اخلارج مبجرد و صوله جت رى له عملية غ سيل دماغ وي واج ه يف ال سجن جميع أنواع التع سف والتنكيل التي قد ت ؤودي به إىل املوت يف ال سجن أو يخرج منه بعد أن يفقد عقله أو جزءا كبريا من آماله وبعد ذلك قد يوظف يف عمل بعيدا عن تخ ص صه أو يف درجة أقل من موؤه له ويف ك لتا احلالتني الهدف هو خلق حالة نف سية من ص أانها شل أداء ه يف حماولت لإثبات ضعفه لي صبح حمال للتقارير الكاذبة والت شهري به وبيان ف شله! كل ذلك يتم عن ق صد و سوء نية وبهذا ا ستطاعت الإدارة احلكومية عن طريق ممثليها مثقفي اللغة الفرن سية أن يخل قوا نوعا من لنطباع ال سيئ امل وج ه ضد مثقفي اللغة العربية ومفاده أن هوؤلء ل يعرفون إل اخلو ض يف امل سائل ال سيا سية التي كانت حمرمة عليهم يف تلك الآونة ويعد احلديث فيها تطاول غري حممود العواقب 18 وا ستجابة لتطل عات املواطنني وتفاديا لالأزمات ال سيا سية التي مي كن أن حتدث أ صدر الرئي س أنقرتا تومبل باي يف سنة 1961 قرارا ي عني فيه ال سيد : عيدي ع ك اري 19 مديرا للتعليم العربي بوزارة الرتبية و صار بذلك أول مدير للتعليم العربي يف ت شاد ويف عام صدر 1962 مر سوم رئا سي رقم 117 يق ضي بان ت در س اللغة العربية جم رد ة عن الرتبية الإ سالمية مراعاة لعتبار علمانية الدولة التي ل ت سمح بتدري س الدين يف املدار س احلكومية الت شادية وتلى املر سوم تاأ سي س مفت شية التعليم العربي بوزارة الرتبية الوطنية عام 1963 م 20 ويف عام 1964 وق ع الرئي س تومبل باي على مر سوم رقم 72 ي حد د يف املادة الرابعة منه أن الفرن سية لغة ر سمية للدولة أما العربية فلها أهميتها 21 ويف 22 يونيو أ س ست املعار ضة الت شادية لنظام تومبل باي ثورة فرولينا مبدينة نيال عا صمة إقليم دار فور ال سوداين ور سمت برنامج سيا سي من ثماين نقاط من بينها : لعرتاف باللغتني العربية والفرن سية لغتني ر سميتني للبالد 22 ويف العام نف سه أي 1966 أ صدر الرئي س الت شادي تومبل باي مر سوما يعرتف فيه باثنتي ع شرة موؤ س سة للتعليم املجل س الدويل للغة العربية
164 اخلام س للغة العربية العربي يف ت شاد 23 ويف عام 1970 تبعه بقرار آخر يعرتف باملدار س واملوؤ س سات الدينية العربية اخلا صة ولذا مت اعتماد منحة مالية من الدولة لهذه املوؤ س سات! ويف عام صدر 1971 مر سوم رئا سي رقم 225 ينظم التعليم اخلا ص يف ت شاد واملادة الثانية منه ت ضع التعليم اخلا ص حتت إ شراف وزارة الرتبية الوطنية )من حيث املناهج والتاأهيل واملعلمني( لأن معظم املدار س العربية مدار س أهلية. ثم جاءت اتفاقية اخلرطوم بني هربي والرئي س مالوم يف احلادي ع شر من أغ سط س 1978 م والتي حتدد يف املادة الثانية إن الفرن سية والعربية مت ساويتان 24 و أكد ذلك امليثاق الأ سا سي ويف عام 1982 ورد يف امليثاق الوطني أن اللغة العربية م ساوية للغة الفرن سية 25 ويف ال ساد س من مايو 1987 أ صدر هربي مر سوما رئا سيا رقم 060 اعرتفت فيه لأول مرة يف تاريخ ت شاد بال شهادة الثانوية العربية الت شادية ون ظمت لمتحانات تطبيقا للمر سوم يف ال سنة نف سها 26 وجل س حوايل 150 طالبا وطالبة لل شهادة الثانوية العربية يف العام الدرا سي 1987-1986 وجنح منهم حوايل سبعني. 27 أي ضا مت افتتاح ق سم للغة العربية مبعهد املعلمني العايل عام 1986 وف تح ق سم اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم الإن سانية بجامعة ت شاد 28 فا ستوعب الق سم معظم الناجحني يف ال شهادة الثانوية العربية الت شادية وبع ضهم وا صل درا سته خارج ت شاد ويف الثامن ع شر من نوفمرب 1989 مت تاأ سي س مفت شي ت ني للتعليم العربي إحداهما لالبتدائي والأخرى للثانوي بقرارين تباعا الأوىل قرار رقم 242 والثانية قرار رقم 243 ويف عام 1992 صدر مر سوم رئا سي الغى مبوجبه مفت شية التعليم العربي بوزارة الرتبية الوطنية وو حدها مع مفت شية التعليم الفرن سي ويف العام التايل أي أقر 1993 امل ؤومتر الوطني امل ستقل )CNS( تدري س اللغة العربية يف جميع املدار س احلكومية وقد عزز ذلك مر سوم رئا سي آخر رقم 202 لعام 1995 يق ضي بتدري س اللغة العربية ب صورة إجبارية يف كل املوؤ س سات التعليمية احلكومية واخلا صة وقد ت و جت كل هذه اجلهود بالعرتاف باللغة العربية كلغة ر سمية بن ص د ستور 31 مار س 199629 يف املادة التا سعة منه ويف العام 1991 أ س س املجل س الأعلى لل ص ؤوون الإ سالمية مب ساعدة بع ض املثقفني بالعربية جامعة امللك في صل التي قامت بدور ا سرتاتيجي حيوي أ حدث نقلة كبرية يف التعليم العربي فقد أ صبح الآلف من خريجيها يف خمتلف أروقة الإدارة بل العديد منهم تقلدوا منا صب د ستورية عالية يف الدولة كوزراء وبرملانيني وم ست شارين يف رئا سة الوزراء ورئا سة اجلمهورية... وا ستمر تطو ر اللغة العربية إىل أن تو ج بالعرتاف بها كلغة ر سمية يف البالد يف أول د ستور باختيار مبا شر من ال شعب وهو د ستور 31 مار س 1996 لكن لعرتاف بها ظل إ سميا أو شكليا ومل ي رتجم إىل أر ض الواقع 30 أما الآن فقد حت سنت و ضعية املثقفني باللغة العربية فاأخذوا طريقهم نحو الوظيفة العامة ووجدوا مكانتهم ن سبيا كزمالئهم الذين تعلموا بالفرن سية 31. العوامل التي اأ سهمت يف انت شار اللغة العربية يف ت شاد اأول :الهجرات العربية إاىل ت شاد : مل تكن القبائل العربية حتى يف اجلزيرة العربية لتتحاجز أو تتدابر ومل تكن احلدود بينها قا صمة قا سية وكانت هناك منافذ كثرية ت صل بينها وتتيح لها التوا صل والتقارب و أن ين سكب بع ض منها يف بع ض وينتج عن هذا للتقاء و لن سكاب جمموعات جديدة جتمع بني الأ صلني وتنفرد عنهم - وهذا ما حدث يف عدة أجزاء من أفريقيا - ومنها ت شاد - 32 فمنذ قدمي الزمان واجلزيرة العربية تفي ض على جريانها مبدد إن ساين غزير ولقد كان ن صيب احلب شة وال سواحل ال شرقية ب صفة عامة وافرا ومتتابعا وقد ساعد على هذا ض يق البحر الأحمر يف املكان امل سمى باب املندب 33 ولقد عرف العرب منطقة حو ض بحرية ت شاد حلوايل ستة آلف سنة قبل امليالد وا ستوطنوا فيها شرقا وغربا شمال وجنوبا حتى و صلوا مناطق الغابات والأدغال 34 ولعل الهجرة التي نتجت عن سد م أارب أبرز الأمثلة على ما كان من اندماج وتوا صل ولعل ق صة الأزد بنوع خا ص أقوى الهجرات متث ال حلركة التمازج القبلي 35 لقد دخل العرب ب شكل قوي التاريخ منذ القرن ال سابع امليالدي الأمر الذي أدى إىل تغيري خريطة العامل القدمي اللغوية والثقافية والدينية والعرقية وكان ذلك كله بعد بزوغ الدعوة الإ سالمية يف مكة املكرمة وت سجيلها لنت صارات من مدينة النبي صلى اهلل عليه و سلم وتوحيدها العرب امل شتتني لأول مرة يف التاريخ! ثم انطالقتها املعروفة بهم يف آفاق املعمورة
165 اخلام س للغة العربية شمال و شرقا وغربا فيما ع رف بالفتوح الإ سالمية لينت شر الل سان العربي ل سان الوحي الإلهي املبني يف أرجاء وا سعة 36 ومنها ت شاد فقد و صلت طالئع ال صحابة ر ضي اهلل عنهم بقيادة عقبة بن نافع إىل منطقة ك و ار شمال مملكة كامن يف عام 46 ه / 666 م 37 كما أ سلفنا والإ سالم دين لطيف ينتقل مع الريح ل تقف يف سبيله احلواجز الرملية واجلبلية أو املائية وبقوته الذاتية وف ضائله التي ل ت عد ول حت صى عرب ال صحراء وانت شر نور ه يف بالد ال سودان 38 وكانت ضخامة آثار الفتوح مو ضع ده شة املوؤرخني و إعجابهم نظرا لر سوخ قواعد هذه الظاهرة ور سوخ آثارها يف كل أرجاء حلت فيها سيادة الإ سالم وكان من أبرز هذه الآثار ذلك املزج العرقي وا سع النطاق بني العرب وال شعوب التي افت ت حت ب لدانها ودخلت يف دين اهلل أفواجا! وكان ل ستعراب نتيجة طبيعية لتلك ال سيادة وذلك املزج و ل ستعراب املق صود هنا كان ا ستعرابا ل سانيا ودينيا وثقافيا شامال وكان اندماجا كليا يف ب وتقة العروبة مبعناها احل ضاري والثقايف والإن ساين ل مبعناها الإثنلوجي الع رقي التع صبي البغي ض الذي قد يذهب إليه بع ض دعاة التع صب و أ صحاب الأفق ال ضيق 39 ومن أهم موجات الهجرات العربية إىل ت شاد ما حدث أثناء الفتنة الكربى مع قيام الدولة الأموية فقد أ صبحت بالد الن وب ة واملناطق امل والية لها يف ال سودان الأو سط مالذا تلجاأ إليه القبائل العربية وذلك عن طريق م صر ووادي النيل والبحر الأحمر ودرب الأربعني وف ز ان 40 ويف القرن الأول الهجري ال سابع امليالدي قام اجلي ش واحلاكمون الأمويون بهجرة إىل شمال أفريقيا ل يقل عددهم عن مائتي ألف مقاتل ا ستوطنوا العوا صم واملدائن والقرى واغلبهم ينت سب إىل القحطانيني وقد نزح ق سم منهم إىل الأندل س وبقي جزء وافر يف إفريقيا ول سيما القريوان 41 ثم ان سابت حركتهم نحو بحرية ت شاد ويف عهد عبد امللك بن مروان هاجر بع ض الأمويني إىل إفريقيا فرارا من ظلم احلجاج بن يو سف الثقفي 42 هكذا توالت الهجرات العربية إىل ت شاد وطبعت البالد بطابع ل يزال م ستمرا إىل اليوم 43 وقد كانت الهجرات تدخل بالد النوبة وال سودان الأو سط 44 دون أن ي ست شعر امللوك أي خطر فقد كانت هجرات م ساملة ل تعدوا جماعات بريئة تتلم س الإذن باملقام وت خالط ال سكان ول ت سيء إليهم ول ت قلق بال احلاكمني وكانوا يرتكونها و ص أانها ل يتعر ضون لها ب سوء وت تابع حيات ها يف حرية وهدوء وطماأنينة وهناك من ال شواهد ما يد ل على أن سقوط الدولة الأ موية وقيام الدولة العبا سية قد ص ح به فرار كثريين من بني أ مية و أن صارهم و إقامتهم ببالد النوبة وال سودان الأو سط وكان هوؤلء الالجئون عام ال هاما يف ن شر الإ سالم واللغة العربية بني أهل هذه البالد 45 أما الهجرة التي قام بها الهالليون يف القرن اخلام س الهجري احلادي ع شر امليالدي إىل إفريقيا والتي متثل الطور الأخري وامل شهور من اغرتاب العرب 46 نحو أفريقيا ومن احلقائق التي يذكرها بع ض قادة العرب أنهم جاءوا عن طريق م صر إىل ت شاد وا ستوطنوا مناطق ك الع يت وك د م ة و و ار ا واب ش ة و أ ت ي ا الب ط حاء و أ م ح ج ر وغريها 47 من الهجرات العربية املهمة التي دخلت ال شمال الأفريقي يف أوائل املائة اخلام سة للهجرة هي هجرة قبائل بني هالل ال سالفة الذكر واملعقل وبني سليم وغريها وقد هاجرت كثري من هذه القبائل إىل مناطق شمال الت شاد والنيجر ومايل وموريتانيا 48 أي ضا من الهجرات العربية التي اندفعت إىل النوبة وال سودان الأو سط يف الع صر اململوكي الأول أو البحرية عام 648 784 ه املوافق 1250 1382 م فهجرة ج هينة وهي واحدة من خليط من القبائل العدنانية والقحطانية وبطونها املختلفة التي انت شرت يف ال سودان الأو سط لتعزز من وجود القبائل العربية الأخرى التي وفدت إىل املنطقة يف فرتات سابقة وانت شر بانت شار هذه القبائل الإ سالم واللغة العربية واختلط العرب بال سكان املحليني ثم انتهى بهم املطاف إىل لمتزاج و إقامة املمالك الإ سالمية 49 وت فيد امل صادر أي ضا أن عرب الت نج ر هاجروا من تون س يف القرن الرابع ع شر امليالدي واجتهوا صوب اجلنوب واخرتقوا ت شاد حتى و صلوا إىل دار فور بال سودان بينما جاءت جاليات أخرى من م صر وا ستقرت يف هذه الب قاع وا ستطاعت مع مرور الأيام أن ت ك و ن ممالك إ سالمية فقد أثبتت الدرا سات التاريخية أن هناك أ سرا معينة ترجع باأ صولها إىل أرومة عربية توؤكد ذلك بع ض املاأثورات ال شعبية التي ترويها الأجيال بع ض ها عن بع ض حتكي عن كثري من شعوب الغرب الأفريقي والو سط ب أانهم من أ صول عربية جاءت إىل املنطقة وامتزجت باأهلها عن طريق الت صاهر ونتج عن ذلك ظهور عائالت أ س ست ممالك مثل ال سيفيون يف مملكة كامن والعبا سيون الذين أ س سوا مملكة وداي وهذه الروايات املجل س الدويل للغة العربية
166 اخلام س للغة العربية مهما كان ن صيب اخليال فيها فاإنها يبقى فيها شيء من ال صحة ميكن لعتماد عليها يف تاأكيد تلك ال صالت والروابط بني شعوب القارة شمال ال صحراء وجنوبها 50 هكذا اختلط العرب بالزنوج تزاو جا وجتاو را حتى ب ع د ما بينهم وبني عرب اجلزيرة ب شيء من س مرة الب شرة ودكنة اللون لكنهم ظلوا بلغتهم العربية القريبة من الف صحى يقارعون اللغات الأخرى على مر ال سنني والأيام كما ظلوا يتم سكون باأ صولهم العدنانية والقحطانية ال صحيحة یاأبون لندثار الكلي والذوبان ال شامل يف تلك ال شعوب الإفريقية احلامية الزجنية فت شكلت منهم يف منطقة حو ض بحرية ت شاد الأمة الت شادية منذ ذلك التاريخ يوم أن صاغ العرب باأ صولهم العريقة ول سانهم الف صيح تراث لغة ال ضاد يف هذه الديار وو سموه مبي سم العروبة من أبناء قحطان وعدنان منذ قرون م ضت قبل الإ سالم ثم تعزز ذلك املي سم العربي ب شكل أكرث و أو سع بدخول الإ سالم املبكر يف ت شاد وحتى الآن 51 هكذا ا ستمرت الهجرات العربية من اجلزيرة العربية إىل أفريقيا - قبل- الفتح الإ سالمي وحتى ا ستقرار الأمور يف اجلزيرة العربية و إن شاء اململكة العربية ال سعودية وظهور البرتول حيث كانت الأو ضاع لقت صادية يف م صر قبل ا ستغالل برتول اخلليج أح سن حال من اجلزيرة العربية 52 ثانيا : الدين الإ سالمي : إذا ارتبط الدين بلغة من اللغات يرفع صاأنها وتزداد انت شارا بني النا س فهناك قبول وانت شار وا سع للغة العربية يف أفريقيا ب سبب الدين الإ سالمي 53 فمع ظهور الإ سالم ازدادت و شائج لت صال العربي الأفريقي يف خمتلف جوانب احلياة الروحية واملادية وجعل لهم من توجيهاته وق يمه ثقافة واحدة متطورة متما سكة وكلما ازدادوا مت س كا بها ازدادت عالقتهم الثقافية و لجتماعية وغريها قوة وانت شارا وهكذا قامت مع الفتح الإ سالمي وب سببه روابط مع إفريقيا شمالها وجنوبها و شرقها وغربها روابط دينية وثقافية عميقة وثابتة 54 واللغة العربية ارتبطت ب شعائر الإ سالم وعباداته وغدت جزء ا أ سا سيا من لغة امل سلم اليومي ة لأن ها مالزمة للفرائ ض الإ سالمي ة فقد أوجب الإ سالم أن تكون إقامة ال صالة وتالوة القر آن وترتيله والأذان ومنا سك احلج والدعاء و سائر ال شعائر الديني ة ونحو ذلك باللغة العربية كما فر ض على امل سلمني يف خمتلف الأقطار والأم صار تعل م آي من القر آن الكرمي وحفظها والإكثار من تالوته ويتحتم على الإمام والواعظ إتقان اللغة العربية لكي يفهم أ حكام القر آن وال سن ة وي ح سن شرحها وتف سريها ومعروف أن أحكام القر آن وتعاليمه ل ي صح أن توؤخذ إل من ن صه العربي ول تع د ترجمته إىل أي لغة إل تف سري ا ملعانيه فال ت ستنبط أحكامه منها لكل هذا ارتفعت منزلة اللغة العربية عند امل سلمني وتفق ه املخت صون يف درا سة علوم العربية وو ضع قواعدها و أل فوا فيها عدد ا ضخم ا من نفائ س الكتب 55 وقد كان لالإ سالم الدور الأبرز يف انت شار اللغة العربية حيث سارت العربية مع الإ سالم جنب ا إىل جنب وحل قت معه أينما حل وحيثما ارحتل فا ست خدمت العربية يف أداء العبادات وال شعائر الدينية وازداد إقبال معتنقي الإ سالم على تعلمها رغبة يف التعم ق يف الدين عن طريق الرجوع مل صادره الأ سا سية وقد أدى هذا لرتباط الوثيق بني اعتناق الإ سالم وتعل م العربية إىل أنه جعل للعربية درجة من لنت شار يف كل املناطق التي ت ضم جماعات م سلمة ومل يتوقف الأمر عند إملام م سلمي أفريقيا باللغة العربية للقيام بال شعائر الدينية أو إتقان بع ضهم لقواعد العربية وعلومها بل انت شرت العربية يف كثري من الأقطار الأفريقية حتى ا ست خدمت بني املجموعات املختلفة القاطنة يف هذه الدول كلغة توا صل م شرتكة. 56 وقد أقبل الت شاديون على تعل مها إقبال كبريا فهي لغة الدين عالوة على كونها لغة العلم والتاريخ واحل ضارة وبها ك تب تاريخ أفريقيا جنوب ال صحراء ومل يكن ي كتب من قبل لأن الأفريقيني - يف هذه املناطق - مل يكونوا على علم بالكتابة قبل دخول الإ سالم والعربية إليهم وحيثما انعدمت الوثائق العربية يحيط تاريخ القارة الغمو ض!57 ومن الأمور التي أ سهمت يف انت شار الإ سالم واللغة العربية يف ت شاد املبادئ والقيم التي يت ساوى فيها امل سلمون جميعا ل ف ضل لواحد منهم على الآخر مهما اختلفت ألوانهم و أل سنتهم و أجنا سهم وتفاوتت مراتبهم يف اجلاه وال سلطان قال تعاىل : إن أكرمكم عند اهلل أتقاكم )احلجرات الآية 13( والإ سالم يدعوا إىل ح سن اجل وار وم عاملة اجلار باحل سنى ورعايته ولو كان على غري دين الإ سالم 58 ثالثا : املوقع اجلغرايف متثل ت شاد ج سرا يربط بني جناح أفريقيا العربي امل سلم واجلناح الآخر الوثني امل سيحي 59 فهي تقع يف حميط
167 اخلام س للغة العربية عربي يحدها من ال شمال وال شرق ليبيا وال سودان كما أن كال من م صر واجلزائر و إن مل يكن لهما حدود مبا شرة مع ت شاد إل أن حدودهما مع ت شاد ل تبعد أكرث 200-300 كم وهذا التما س اجلغرايف أتاح ان سياب القبائل العربية منذ القدم كما أ سلفنا وت شاد اليوم ل ت ستطيع أن تتنكر ملحيطها الطبيعي اجلغرايف ول لعالقات اجلوار والتعاون التي جتمعها مع البالد العربية ف ضال عن الو شائج لجتماعية والثقافية التي تربطها مع قبائلها و شعوبها وجمتمعاتها. 60 رابعا :البعثات العلمية اإىل الدول العربية : ض رب الت شاديون أكباد الإبل يف بعثات علمية إىل مراكز الإ شعاع احل ضاري ول زالت هذه البعثات م ستمرة ولعل من أعظم الأعمال يف هذا ال صدد ما قام به امللك دونامه دبالمي بتاأ سی س مدر سة لأبناء وطنه يف م صر لكي یت سنى لطالب العلم من مملكة كامن وغریها من البالد الإفریقیة تلقي العلم على ید العلماء الكبار يف م صر ویوا صلوا بعد ذلك تعلیمهم يف الأزهر وقد ذكر املقریزي هذه املدر سة فقال: هذه املدر سة للمالكیة... كان الكامن من طوائف التكرور مل ا و صلوا إىل م صر يف سنة ب ضع و أربعنی و ستمائة قا صدین احلج دفعوا للقا ضي علم الدین بن ر شیق مال بناها به ودر س بها فع رفت به و صار لها يف بالد الت كرور س معة عظیمة وكانوا یبعثون إلیها يف غالب ال سننی املال 61 هكذا حر ص ملوك املمالك الإ سالمية الت شادية على تدعيم عالقاتهم الثقافية يف الدول الإ سالمية العربية من خالل بناء املدار س والبيوت والأروقة التي ينزل فيها الطالب املهاجرون من تلك املمالك لطلب العلم يف تلك البالد يقول القلق شندي: ( إن أهل كامن بنو مدر سة للمالكية بالف سطاط ينزل بها وفودهم( ومل يقت صر بناء املراكز العلمية على ال سلطان دونامة بن دبالمي )ت ) 1259 سلطان كامن الذي بنى مدر سة ابن ر شيق يف القاهرة فقد كان ال سالطني من بعده يبعثون إليها يف غالب ال سنني املال كما أنه قام ببناء ( رواق ) بالقاهرة لنفع الواردين من مواطنيه من الطالب والعمال واحلجاج وقد سارت مملكة وداي على نف س املنهج حيث جند يف الأزهر ر واق ص ل يح وهو من أعمال ال س لطان جودة 1747( )1795 ) وهو الذي بنى الأوقاف مبكة املكرمة واملدينة املنورة وبيت املقد س وبنى الرواق يف م صر 62. وب صفة عامة فاإن الدار س لتاريخ الأزهر والقرويني - واحلجاز واليمن - ومعاهد اجلزائر وطرابل س وتون س و ليجد املئات بل الآلف من الطالب الأفريقيني الذين التقوا بهذه املراكز العلمية فتزودا باملعرفة ودر سوا الثقافة العربية والإ سالمية وغريها من فنون املعرفة ثم رجعوا إىل أوطانهم حمملني بعلومهم وما يختارونه من الكتب فين شرون العلوم الإ سالمية واللغة والثقافة العربية بني ذويهم و أهليهم ويزيدون بذلك هذه العالقات الثقافية انت شارا وا ستقرارا و إن كثريا من هوؤلء يوا صل درا ساته يف هذه املراكز فينال الدرجات العالية التي توؤهله للقيادة والريادة يف بالده ول يزال الأزهر ق بلة طالب العلم قائم بهذا الدور 63 خام سا : قوافل احلج : كان للحج ول يزال دور كبري يف نقل اللغة العربية والثقافة الإ سالمية إىل ت شاد وذلك عن طريق جلب الكتب يف الفنون الإ سالمية والعربية و بع ض احلجاج يبقون يف احلجاز بعد احلج للدرا سة وحت صيل املعرفة والعلم ثم يرجعون لن شر العلم الذي ح صلوا عليه وكان بع ض الأ مراء وامللوك عندما يح ج ون ينق لون إىل بلدانهم علماء لتعليم شعوبهم الإ سالم واللغة العربية وبهذه الط رق و صلت كتب كثرية إىل أر ض إفريقيا وبخا صة و سطها مما ساعد على انت شار اللغة العربية والثقافة الإ سالمية و أ صبحت اللغة العربية هي لغة الدين والثقافة واحلياة الإدارية و أ صبح احلرف العربي هو احلرف الذي ت كتب به أ شهر اللغات الإفريقية و سرعان ما شك ل الإ سالم عادات ال سكان وطو ر أحوال هم حتى صار م ستوى التفكري والثقافة يف غرب إفريقيا - وو سطها - ي قار ن بنظائره أو يف وقه ومعروف أن رحالت احلج قامت بدور كبري يف ا ستمرارية التوا صل الثقايف بني بالد امل شرق العربي وبالد ال سودان الأو سط والغربي ولقد ظلت قوافل احلج قنوات ات صال تن ساب عربها ال سلع والأفكار ولقد كان حلجاج ال سودان الغربي والأو سط املتجهون شرقا ي شعرون باأهمية إطالعهم على كل ما يجري يف تلك البقاع من أحداث وما يدر س فيه من علوم إ ضافة إىل لطالع على ما احتوته تلك الربوع من آثار لل صحابة الكرام والعلماء وبالتايل اقرتنت رحالت احلج بالعلم فكان احلجاج يعودون وقد أدوا ف رو ضهم الدينية ون هلوا من ص نوف العلم املختلفة وتلقوا إجازات وحت صل وا على ما مل يطلعوا عليه من قبل من تاأليف علمية يف خمتلف املجالت 64. املجل س الدويل للغة العربية
168 اخلام س للغة العربية ساد سا : املعلمون والدعاة : قام املعل مون والدعاة بدور هام يف ن شر الإ سالم والثقافة العربية وذلك منذ طالئ ع الفتح الإ سالمي إىل ال شمال الإفريقي ثم إىل و سط أفريقيا أي ت شاد وما حولها - وقد سار هوؤلء الدعاة على نف س الدروب التي خطتها س نابك خ يول الفتح بل جتاوزوها جنوبا كما حتو ل أهايل بالد ال سودان أنف س هم إىل د عاة يدعون لالإ سالم وير س خون ثقافته مما أ عطى للدعوة س مة حملية جعلها مقبولة من أبناء ج ن سهم حيث سه لت لت صال واملخاطبة والتفاهم فكو ن الدعاة والعلماء فئة هامة حظ يت برعاية احل ك ام وقد م هوؤلء احلكام للعلماء الهدايا والعطايا الوفرية التي شملت أ شياء ثمينة كالع قارات والأرا ضي ال صاحلة للزراعة وغريها 65 هكذا انت شر الإ سالم واللغة العربية - على يد الدعاة واملعلمني الذين وهبوا أ نف سهم لن شر هذا الدين بني سكان القارة وهوؤلء الدعاة ل ميثلون فئة م ر سلة من ق بل هيئة إ سالمية أو حكومة مركزية بل كانوا يقومون بهذا العمل بدافع الواجب الديني ورغبة منهم يف ك سب ر ضى املوىل جل وعال لذا مل تكن هناك هيئة ت شرف على ن شاطهم وكانوا يج وبون بالد أفريقيا من ال شمال إىل اجلنوب ومن ال شرق إىل الغرب ثم الو سط زاد هم الإميان ورفيقهم القرءان وعون هم ال صرب اجلميل على مكابدة املخاطر وهدفهم ن شر كلمة التوحيد بني تلك الأ مم التي تعي ش على الف طرة وال صفاء ومل يكن الدعاة ميثلون فئة معينة بل منهم التاجر يتخذ من التجارة و سيلة لك سب العي ش احلالل ثم يقوم باأداء ر سالته فهو يبيع سلعة وين شر دينا باعتباره تاجرا ي ستطيع لت صال بجميع طبقات ال شعب بحكم مهنته وعن طريق هذا لت صال ي ستطيع أن يدعوا من يتو سم فيه قبول هذا الدين 66 كما لعبت الطرق ال صوفية دورا هاما يف ن شر الإ سالم والثقافة العربية يف ال سودان الغربي والأو سط وقد أثبتت بع ض امل صادر التاريخية عن توافد شخ صيات م شهورة بالورع والتقوى إىل بالد ال سودان الغربي والأو سط ومما مييز رجال الطرق ال صوفية ومك نهم من القيام بدورهم الدعوي بكفاءة أنهم مييلون إىل س كنى القرى و الن جوع بينما مييل التجار إىل ل ستقرار باملدن و إذا كان التجار ي سعون إىل الربح فرجال الطرق ال صوفية ل يكرتثون باملال ول ي سعون منه إل ملا ي سد رمقهم ويكفيهم ذ ل ال صوؤال وهذا الذي جعلهم ي لق بون بالف قراء و إذا كان ن شاط امل هاجر أو التاجر يطيب أن يكون له بالنهار فاإن ن شاط الطرق ال صوفية يكون بالليل 67 سابعا : التجار: كان للتجار امل سلمني دورهم يف ربط ال صالة بني العرب يف امل شرق العربي و شمال أفريقيا وبني شعوب بالد ال سودان الغربي والأو سط فعن طرقهم انت شرت الثقافة العربية والإ سالمية وي شري امل ست شرق توما س أ ر نولد أن التجارة والثقافة العربية الإ سالمية يف غرب أفريقيا وو سطها مرتبطان كل لرتباط فقد انت شر الإ سالم يف كل مكان و صل التجار امل سلمون إليه ذلك أن التاجر امل سلم كان داعية إىل دينه بطريقة مبا شرة من خالل ممار سة الدعوة إىل الإ سالم أو بطريقة غري مبا شرة نتيجة اختالطه وتعامله مع التجار غري امل سلمني أو مع املتعاملني معه من امل ستهلكني فيجذبهم إىل دين الإ سالم بتعام له احل سن وخ لقه القومي وغني عن البيان أن دور التجار يف هذه املنطقة مل يقت صر على التجارة واملنا شط لقت صادية فح سب بل قاموا بن شر اللغة العربية وبناء امل ساجد واملدار س لتعليم القران الكرمي وهكذا أ ضحى التجار يقومون مبهمة الدعوة لالإ سالم إىل جانب ن شاطهم التجاري فحملوا العقيدة الإ سالمية واحل ضارة العربية وكان من نتائج احتكاكهم واختالطهم باأهايل تلك البالد أن حدث التزاوج وامل صاهرة مع عديد من الأ سر املحلية باملنطقة مما أدي إىل انت شار الإ سالم واللغة العربية تدريجيا و سلميا يف تلك املناطق وبالإ ضافة إىل دور التجار فان ط رق القوافل التجارية واملراكز التي أ ن صاأت على م ساراتها ويف بداياتها ونهايتها قد صارت شريانا أ سا سيا للحياة لقت صادية ومراكز لالإ شعاع الثقايف و أماكن لحتكاك الأفكار أثرا وتاأثرا وقد ا ستقرت جمموعة من التجار يف املراكز التجارية املنت شرة على طريق القوافل و أقاموا بني الأهايل ميار سون شعائرهم الدينية وبذلك مل يعد من ال سهل و ضع حد فا صل بني الدور الذي قام به هوؤلء التجار والدور الذي قام به الدعاة غالبا ما كان هذان الدوران يجتمعان يف رجل واحد أل وه و التاجر امل سلم 68 ثامنا :كرثة املتحدثني باللغة : ل شك أنه كلما كرث عدد املتحدثني باللغة ترتب على ذلك قوة تاأثري اللغة على املجتمع لكرثة املتحدثني بها و إقبال الآخرين للتحدث بها للتوا صل مع هذه الكرثة التي تتحدثها 69
169 اخلام س للغة العربية اإ سهامات العلماء الت شاديني يف الثقافة العربية إن تراث أي أ مة وح ضارتها ي ق د ر وي قي م بقدر ما تركت من موؤلفات وكتابات والعلماء هم الرثوة احلقيقية لكل أمة وهم الذين ي ب ص رون الأ مم وال شعوب وير سمون لها الطريق ال سوي وقد ظهر يف - ت شاد - جمموعة والعلماء والأدباء و سنتناول بع ض العلماء البارزين الذين أ سهموا يف الثقافة العربية وتركوا لنا شيئا من تراثهم العلمي وهم يف جملتهم كثريون ولكن الذين سن عنى بدرا ستهم ما هم إل مناذج توافرت لنا بع ض املعلومات عنهم وعن ن شاطهم العلمي وتراثهم الثقايف ورمبا يعود ال سبب يف ذلك إىل ضياع كتاباتهم وما ك تب عنهم ومل جند موؤلفات خا صة تتناول حياتهم العلمية بخالف ما هو يف بالد امل شرق الإ سالمي التي اهتمت بت سجيل تواريخ علمائها يف شتى جمالت املعرفة 70 وعن ضياع الرتاث العلمي للعلماء الت شاديني وم صنفاتهم يف شتى فنون العلوم الإ سالمیة فقد ضاع معظمه خالل احلروب الداخلية مثل الفتح الفالين لبالد الهو سا وال صراع بني رابح واململك القائمة وال صراع بني كامن و أهل برنو يف القرن التا سع ع شر املیالدي وال صراع بني كامن والب الل وال صراع بني ود اي وباقرمي- وخالل حركات ال صراع الوطني الت شادي ضد ل ستعمار كما نالت منه يد الدهر وعوادي الطبيعة والإن سان إل أن ما بقي أو جنا من هذه امل صنفات الت شادية العربیة رمب ا غري كاف لدرا سة املنطقة يف جوانبها املختلفة إل إذا قامت هيئة بجمع شتات هذا الرتاث من ق صور امللوك وال سالطني وبيوت العلماء والأعيان والدول املجاورة وا سرتداد ما نقله ل ستعمار إىل املتاحف واملكتبات الأوربية جلمعه وت صنيفه وحتقيقه 71 وب صفة عامة ف إان درا سة إ سهامات العلماء الأفارقة عامة والت شاديني خا صة مت شعبة ومتعددة اجلوانب لذا يكتفي البحث بالإ شارة لأهم هوؤلء العلماء عرب تلك املخطوطات التي تركوها كم ستودع للرتاث الإ سالمي واحل ضارة العربية فقد أ سهموا يف التاأ صيل للدعوة الإ سالمية وتثبيت غر سها يف الرت بة الت شادية وتاأمني ا ستمراريتها وهكذا شاركوا يف تطور احل ضارة العربية والإ سالمية ولزالوا! ففي ت شاد تنت شر الآلف من حلقات القرءان الكرمي التي خر جت للآف من حفظة كتاب اهلل ومئات املدار س كما أن املخطوطات الت شادية التي مر عليها مئات ال سنني هي أ سا سا وثائق إ سالمية يف املقام الأول إل أنها عربية أو ك تبت باحلرف العربي على أقل تقدير 72 ففي جمال اللغة العربية ق ر ض الت شاديون ال شعر العربي منذ أكرث من سنة 700 - على أ قل تقدير - لأن اجلذور الأ صيلة - التي و صلتنا - لل شعر العربي يف ت شاد ترجع إىل الن صف الثاين من القرن ال ساد س الهجري منذ أن ظهر ال شعر يف هذا الزمان املرتامي الأطراف على يد ال شاعر إبراهيم الكامني امللقب بال شاعر الأ سود 73 املتوفى يف سنة ثماين أو ت سع و ست مئة وله أ شعار ت صطبغ بالإ سالم والعروبة ومن ذلك قوله عن أ صله: اإيني واإن األب ستني الع جم ح ل تها فقد ن اين اإىل ذ كوان ها م ضر فال ي س وؤك من الأغماد حال ك ها اإ ن كان باط ن ها ال ص م ص ام ة الذ كر 74 وقال يف املوت : أايف املوت شك يا اأ خي وهو ب رهان ففيم ه جوع اخللق واملوت يقظان أات سل و س لو الطري تلقط حب ها ويف الأر ض اأ ش راك ويف اجل وي ع ق بان 75 إن الإ سالم يف ت شاد أفرز العديد من العلماء وال شعراء وقادة الفكر م شكاة الأمة و ص ناع احل ضارة 76 ومعظم النتاج ال شعري لل شعراء الت شاديني عبارة عن خمطوطات مل ي جمع يف ديوان اللهم إل ق لة من ر واد ال شعر الت شادي الذين قاموا أو قام غريهم بطبع إبداعاتهم كنونية ال شيخ عبد احلق ال سنو سي وديوان نب ضات أ متي لل شاعر ح سب اهلل مهدي ف ضلة وديوان أ صداء النف س ملحمد عمر الفال وامللحمة الإ سالمية ك شف املطمورة عن أبيات مغمورة يف جنوى نور املعمورة وديوان حذو ما قالت حزام لعي سى عبد اهلل 77 وديوان املالمح لعبا س حممد عبد الواحد ون ونية عبد القادر حممد أبه صاحب إع صار يف فوؤاد 78 وديوان الأعمدة ملو سى شاري والدرر الهجائية يف ال صلوات على خري الربية ملحمد جرمة خاطر ) أبو الأنوار( وق صائد سقوط الأقنعة لأحمد جابر وهي من ق صائد النرث 79 و أ شهر ال شعراء ال شيوخ : الطاهر بن التلبي و أحمد طبيك وحممد علي ش عوو ضه و أحمد الربعى و أحمد عبد اهلل بركه و آدم حممد الأمني ))دين كله(( وغريهم 80 أما العلماء فك رث ونكتفي بذكر - مناذج منهم : 1- حممد بن ماين الذي أ سلم على يديه ال سلطان أ وم ي ج ل م ي )1097-1086 م ) و باإ سالمه أ صبح ق صر ه مدر سة للعلم و بانتقال الإ سالم من امل ستوى ال شعبي إيل امل ستوى الر سمي تبني سالطني كامن ال شريعة املجل س الدويل للغة العربية
170 اخلام س للغة العربية الإ سالمية يف كافة جوانب احلياة لقت صادية و ال سيا سية و الإدارية و لجتماعية و أ صبحت اللغة العربية اللغة الر سمية للدولة ولغة املكاتبات الدبلوما سية والتدري س حيث شجع ال سالطني العلماء و منحوهم كثريا من لمتيازات مبرا سيم ر سمية. - 2 الإمام عبد اهلل د ك ي بن ي كور و ممن تعلموا على يديه ال سلطان جناملا دوكو الذي حكم يف الفرتة ما بني عامي 1221-1196 م ويقال إن هذا العامل در س لل سلطان مائة وخم سني كتابا من الكتب الإ سالمية 81 3 عمر بن عثمان امل شهور مبا سبا ر ما ( )MASBARMA الذي أورده امل ست شرق الأملاين باملر) PALMER ( يف كتابه تاريخ الربنو وال سودان و أورد فيه ق صة هذا العامل 82 يف زمن ال سلطان على بن إدري س الذي حكم يف الفرتة ما بني عامي 1546-1545. 4 حممد البكري الكامني : هو ال شيخ العال مة امل ت فنن الفه امة شيخ ال شيوخ ذو الفهم والر سوخ ال شيخ حممد البكري أخذ العربية و البالغة يف مدينة )جندوت( ببالد الهو سا ثم عاد إيل كامن و ت صدر العمل بالتعليم و بعد فرتة انتقل إيل ال شيخ النجيب التكداوي لال ستزادة من العلم وظل ميار س التدري س مبملكة كامن إيل أن تويف عام 905 ه و من تالميذه ال شيخ النجيب حممد بن سليمان الفولين الأ صل الباقرمي املوطن و ال شيخ الطاهر بن إبراهيم الفولين و ال شيخ بن أجروم الباروكوم. 5 أبوبكر الباركوم: هو ال شيخ أبو بكر الطاهر بن إبراهيم الباركوم من علماء كامن كان عاملا باملنقول واملعقول صاحلا تقيا ورعا ن صاأ مبنطقة تدعى ( بذات البقر ) و تنقل بني م دن غرب أفريقيا طلبا للعلم تتلمذ علي يد ال شيخ البكري آنف الذكر مار س التدري س والتوجيه و من م ؤولفاته - كتاب الد رر الل وام ع و م نار اجل وام ع يف ع لم الت صريف و نظمه على احل كم و نظمه على ال سنو سية الك ربى و شرح ال سنو سية و له عدة ق صائد يف ت صحيح الأم راء و احل ك ام ا ستقدمه أحد سالطني كامن إيل ق صره وا سكنه بجواره و بني له دارا وول ه أر ضا يعي ش من ريعها. 6 أحمد بن ف ر ت و ا: هو م ؤورخ البالط يف عهد ال سلطان إدري س أل وم ا ) 1603-1570 م ) تويف عام 1583 اهتم بالكتابة يف اجلانب احلربي و سج ل بدقة الغزوات احلربية لأعظم سالطني كامن برنو و هو إدري س أل وما و أفرد لذلك كتابا غط ى فرتة الإثني ع شر سنة الأوىل من عهد ال سلطان إدري س ال وم ا و له كتاب آخر بعنوان )احلرب بني كامن و قبائل الب الل ) و قد ت رجم هذين الكتابني إيل لجنليزية امل ست شرق لجنليزي ريت شمون باملر و ن شرهما عام 1926 م و الكتابان من أهم امل صادر التاريخية يف تاريخ كامن الإ سالمي. 7 عبد الكرمي جامع عبد القادر امللقب مبجدد الإ سالم - مل ت صلنا موؤلفاته ولكنه ترك اثارا وا ضحة يف النه ضة العلمية وال صحوة الدينية - ومن أهم العلماء الذين أ سهموا معه يف ن شر الإ سالم واللغة العربية ال شيخ أبو مالك وال شيخ علي دينار وال شيخ حنفي وال شيخ ديدح وال شيخ أبو درك الرت س وغريهم. 83 - بل كل هوؤلء ن شروا القر آن الكرمي واحلديث والفقه والتف سري والنحو- 8 حممد الوايل بن سليمان ي صفه حممد بلو صاحب كتاب إنفاق املي سور باأ عجوبة الزمان وطريفة الأوان العامل العالمة الزاهد الورع الفهامة. تب ح ر يف العديد من العلوم ال شرعية و له باع طويل يف ال شعر تتلمذ على ال شيخ البكري آنف الذكر و قد ألف ك تبا عديدة تدل على غزارة علمه ومن موؤلفاته الأ صول املهمة يف علوم جمة حيث جمع فيها خال صة عدد من الفنون مثل أ صول الدين وعلم التف سري وعلم أ صول الفقه وعلم الفرائ ض وعلم النحو وعلم ال صرف وعلم اخلط وعلم البيان واملعاين والبديع وعلم الت شريع الإ سالمي وعلم الطب وعلم الت صوف طبعت مع شرحها امل سمى : متام الدراية بفا س عام 1302 ه ومن موؤلفاته معني الطالب ومفيد الراغب وهو شرح للتحفة الوردية للعالمة بن الوردي ومن موؤلفاته س ل م الطالب ملن يروم كتب الإعراب و كتاب " الدرا سة لقراءة النقاية " بجانب ق صائد شعرية يف الت صوف و الن صح و الإر شاد و قد جاء ت نونيته يف الن صح ومنها : اأ و ص يكم يا م ع شر الإخوان عليكم بطاعة الد يان
171 اخلام س للغة العربية و اإن ا غنيمة الإن سان شب اب ه و اخل سر يف التوان و قد د فن كل من ال شيخ حممد الوايل ووالده ال شيخ سليمان يف ) أبقار( التابعة ململكة باقرمي. 9 ال شيخ عمر ولديدة : تعود أ صوله إيل منطقة )بيدري( ململكة باقرمي و هنالك من يرى أنه ولد يف برنو عام 939 ه و بعد قراءة القرءان خرج يف طلب العلم إىل موريتانيا ثم انتقل إيل متبكتو و نبغ يف العلوم الدينية ثم رجع و ا ستقر يف باقرمي واجتمع بال شيخ ح سن بن اجلرمي امل شهور) بويل اجلرمي( و أ خذا يدعوان لالإ سالم تويف عام 1002 ه يف بيدري التابعة ململكة باقرمي وهو اجلد الأعلى للزعيم النيجريي أحمد و بيلو وي ذكر أن لل شيخ ولديد موؤلفات كثرية إل أننا مل نعرث على شيء منها و ترك تالميذا جن باء حملوا راية الدعوة إيل الإ سالم من بعده 84 10 ال شيخ سليمان بن حممد عمر املعروف بالباقرمي أل ف جمموعة من الكتب ال شهرية أهمها التجريد لنفع العبيد وحتفة العبيد على شرح اخلطيب يف أربعة جملدات تويف رحمه اهلل بالقاهرة عام 1856 م. 12 الإمام جزويل حبيب : من العلماء الأجالء مبملكة وداي حفظ القران عند والده حبيب ثم تنقل ببع ض مدار س العلم ثم هاجر إيل مدينة فا س ودر س يف جامع القرويني باملغرب ثم جامع الزيتونة بتون س كما فعل والده من قبل و تخرج فيها بتفوق يف جميع العلوم ال شرعية كالفقه املالكي و التف سري و احلديث و التوحيد و علوم البالغة ثم عاد إيل أب شه و جل س للتدري س و ن شر التعاليم الإ سالمية و ع ني إماما للجامع الكبري وم ست شارا لل سلطان و شيخا للعلماء كان رجال تقيا ورعا عاملا عامال بعلمه صاحلا عادل صادقا ن شيط إيل أن وافته املنية. 13- ال شيخ عبد احلق ال سنو سي: ولد ال شيخ عبد احلق ال سنو سي عام 1853 م بقرية ترجم التابعة ملدينة اب ش ه يف أ سرة م شهود لها بالعلم فقد در س جد ه يعقوب أبو ك وي سة باملغرب و جد ه إدري س والد يعقوب در س يف الأزهر ال شريف و من شيوخه الباجوري ن صاأ ال شيخ عبد احلق و ترعرع يف هذه البيئة العلمية وتعلم القران والعلوم ال شرعية من والده و ب ذ ن ظراءه يف املناظرات در س الفقه عن جده الوايل وال شيخ اجلزويل و ال شيخ أبي را س مبنوا شي ثم سافر إيل الأزهر و بعد تخرجه زار الأرا ضي املقد سة ثم عاد إيل بالده يف عهد ال سلطان يو سف )1874-1899 م (85 ترك ال شيخ عبد احلق عددا من الآثار العلمية شعرا ونرثا ضاع أكرثها ومن هذه الآثار: كتاب تب صرة احلريان من هول فنت الزمان وهو يف الرد على م سائل حمددة واجهت مملكة وداي وخا صة حول موقف ال سلطنة من املهدي إىل جانب بع ض الق ضايا التي كانت ت شغل بال امل سلمني يف مملكة وداي حينئذ وقد حقق الكتاب الدكتور حممد صالح أيوب ونال به درجة الدكتواره ون شر عن طريق جمعية الدعوة الإ سالمية يف ليبيا كتاب تاريخ دولة ود اي الإ سالمية وفيه ي سرد احلياة لجتماعية ل سكان وداي و سالطينهم ورمبا كان هو الكتاب الذي ذكره ال شيخ إبراهيم صالح با سم تاريخ بالد وداي وذكر أنه ر أى قطعة منه ر سالة الكنز املدخر وهي عبارة عن أدعية لتوجيه اجلنود من أجل لنت صار على الأعداء و إىل جانب هذه املوؤلفات ترك ال شيخ عبد احلق عددا من الأعمال ال شعرية واملنظومات بع ضها ضاع وبقي بع ضها الآخر شاهدا على مكانته يف ال شعر الت شادي, والأعمال هي : ديوان يف املدائح النبوية أورده ال شيخ مكي عبداهلل التجاين وذكر أنه ديوان كبري اغتاله الفرن سيون ضمن أكرث من 400 عامل يف مذبحة الك بك ب عام 1917 مبملكة وداي 86. - 14 حممد علي ش عوو ضة: من أهم الآثار العلمية التي تركها ال شيخ حممد علي ش عوو ضه لالأمة الإ سالمية ثالثة موؤلفات هي : كتاب )الأ سلوب اجلديد يف النحو املفيد( الذي بد أ تاأليفه عام 1955 م و أكمله عام 1963 م وظهرت منه الطبعة الأويل عام 1964 م من مطبعة التمدن باخلرطوم و)املوجز يف علم التوحيد( الذي أكمله باأم درمان سنة 1383 ه - 1964 م وطبع مبطبعة التمدن أي ضا و)املنحة الأزهرية يف الراجح من م سائل فقه املالكية( والذي عدل عنوانه إيل )املنحة الأزهرية يف فقه املالكية( بد أ كتاب يف تف سري القر آن لكنه مل يكمله 87 املجل س الدويل للغة العربية
172 اخلام س للغة العربية هوؤلء من أهم العلماء الذي تركوا ب صماتهم يف احل ضارة العربية الإ سالمية يف ت شاد وب صفة عامة لو ألقينا نظرة على ما تزخر به املكتبات اخلا صة والعامة يف- ت شاد - من كتب الرتاث العربي الإ سالمي لأخذتنا الده شة من كرثة ما عرفته هذه املنطقة من أ سماء العلماء والأدباء وال شعراء واملوؤرخني والكتاب الذين مل يعرفوا لغة للثقافة والعلم سوى العربية و أمامنا من املوؤلفات التي مل ت طبع وت ن شر ما يقدم لنا الدليل الذي ل يقبل اجلدال على أن اللغة العربية قد عرفت يف هذه املنطقة من لزدهار و لنت شار ما ل ي نكره إل من جه له أو جتاهله! ففي هذه امل صادر املعروفة التي أ شرنا إليها ويف غريها من امل صادر الأخرى التي مل ن شر إليها جند أ سماء لكبار العلماء وال شعراء والكتاب الذين ل يقل نبوغهم يف العربية عن نظرائهم يف بقية أقطار العامل الإ سالمي و إمنا حظ هذه املنطقة ال سيئ جعل تراثها العربي الإ سالمي م هم ال ومل ي خدم اخلدمة التي ت ظهره وتعر فه مبا فيه الكفاية 88 هكذا انت شرت الثقافة الإ سالمية بت شاد و قويت جذورها من خالل العوامل التي أتينا على ذكرها الأمر الذي أ سهم يف أن ت سود احل ضارة والقيم الإ سالمية منطقة بحرية ت شاد و سلطناتها قبل جميء ل ستعمار الفرن سي بح ضارته الغربية. اأول : النتائج ات ضح مبا ل يدع جمال لل شك قدم وجود اللغة العربية وانت شارها يف ت شاد و أنها من أهم مكونات الهوية ال شادية. أثرت هجرات القبائل العربية على تركيبة املجتمع الت شادي عرب اندماجهم مع ال سكان الأ صليني. حاول ل ستعمار الفرن سي طم س هوية ت شاد العربية الإ سالمية لكنه مل يفلح. اثبت البحث جهود ملوك املمالك الت شادية وروؤ ساء اجلمهورية يف دعم اللغة العربية. ات ضح من خالل البحث دور التجار امل سلمني والدعاة والبعثات العلمية وقوافل احلج يف ن شر الثقافة العربية الإ سالمية. ثانيا : التو صيات على الدول واحلكومات واملوؤ س سات العربية دعم التعليم العربي بكل مراحله لبتدائي والثانوي والعايل. فتح فر ص تعليمية جمانية للجاليات الت شادية يف جميع موؤ س سات التعليم يف الدول العربية. على موؤ س سات البحث العلمي وخا صة جامعة امللك في صل بت شاد لهتمام بكتب الرتاث العربي الإ سالمي للت شادي وجمع شتاته من ق صور امللوك وال سالطني وبيوت العلماء والأعيان والدول املجاورة وا سرتداد ما نقله ل ستعمار إىل املتاحف واملكتبات الأوربية جلمعه وت صنيفه وحتقيقه ون شره. ال سعي لن ضمام ت شاد جلامعة الدول العربية
173 اخلام س للغة العربية امل صادر واملراجع 1 -هي أول مملكة قامت يف املنطقة وب سطت سيطرتها ونفوذها ال سيا سي والثقايف و لقت صادي على ما يعرف بال سودان الأو سط يف الفرتة ما بني 1894 800- وهي أول مملكة اعتنق ملوكها الإ سالم يف املنطقة. انظر :د مو سى بن يو سف بن عي سى بن إدري س :حتديات وجتليات الدعوة الإ سالمية يف أفريقيا ت شاد منوذجا املوؤمتر الدويل الإ سالم يف أفريقيا 27-26 نوفمرب/ 7-6 ذو القعدة 1427 الكتاب الثالث ع شر ص 213. -2 د عبد الرحمن عمر املاحي :ت شاد من ل ستعمار حتى ل ستقالل) 1960-1894 (الهيئة امل صرية العامة للكتاب 1983 ص 13 16 3- آدم أدیبایو سراج الدین: املوؤلفات العربیة الكامنیة الربنویة بنی الأدب والتاریخ جملة درا سات إفريقية العدد 47 ص 5-4 ف ضل كلود الدكو : الثقافة الإ سالمية يف ت شاد يف الع صر الذهبي لإمرباطورية كامن من 600 1200/1000 1600 من شورات كلية الدعوة الإ سالمية ط الأوىل 1998 ص 161-5 قامت على يد عبد الكرمي جامع عام 1612 و سقطت على يد ل ستعمار الفرن سي عام 1909. -6 مملكة باقرمي قامت يف الفرتة ما بني.1893-1512 أي ضا سقوطها كان على يد ل ستعمار الفرن سي 7- حممد مدين ف ضل :الأبعاد احل ضارية للمالك الإ سالمية الت شادية www.islam4africa.net موقع متخ ص ص يف ق ضايا الإ سالم يف أفريقيا ال سبت 13 ربيع الثاين 1437 ه املوافق 23 يناير 2016. أي ضا انظر أي ضا موقع جامعة أفريقيا العاملية African-stedies,www.iua.edu.sd درا سات افريقية العدد 37 8- حممد صالح أيوب :املثقفون باللغة العربية يف ت شاد املعا صرة وم شكالتهم و آفاقهم امل ستقبلية بحث قدم يف املوؤمتر اجلامع الثاين حول و ضع اللغة العربية يف ت شاد أجنمينا يف الفرتة ما بني 15-14 نوفمرب ص 2009 22 9 -عبد اهلل بخيت صالح :تاريخ التعليم العربي النظامي يف ت شاد ط الأوىل /1433 2012 ه بور صة الكتب القاهرة ص 43-42 10 -املرجع نف سه ص 190-189 -11 أحمد عبد الرحمن سماعني : واقع اللغة العربية يف ت شاد بني التحديات والآفاق امل ستقبلية امل ؤومتر اجلامع الثالث حول و ضع اللغة العربية يف ت شاد. ص 1 12 -عبد اهلل بخيت صالح : املرجع الأ سبق ص 42 13- اهتمت فرن سا بتعليم أبناءها اللغة العربية لأنها لغة الدين الذي تقوم عليه الدولة العثمانية وتدافع عنه إ ضافة إىل كون اللغة العربية لغة ح ضارة عريقة ذات اثر كبري يف الع صر الأوروبي الو سيط ومن اجل تخريج املرتجمني أ س س كولبري Colbert الوزير الفرن سي امل شهور.زمن لوي س الرابع ع شر مدر سة فتيان اللغات Langues( )Jeans de التي كان لها مركزان يف الدولة العثمانية يف أحدهما بريا PERA قرب ا ستانبول والثاين يف إزمري )SMYRNE( وهي ميناء يطل على بحر إيجة وكانت اللغة العربية يف املرتبة الثانية بعد اللغة الرتكية يف عهد لوي س الرابع ع شر ويف عهد الثورة الفرن سية أ س ست مدر سة اللغات ال شرقية وكان على ر أ س هذه اللغات اللغة العربية ثم الرتكية ثم الفار سية فهذه اللغة بدا تدري سها يف مدر سة اللغات ال شرقية بباري س عام 1795 م 1 انظر : د حممود املقداد تاريخ الدرا سات العربية يف فرن سا سل سة كتب ثقافية شهرية ي صدرها املجل س الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت الكتاب رقم 167 نوفمرب ص 24 41 1992 14- د حممد صالح أيوب :املرجع الأ سبق ص 9 15 ب شري عربي ب شري : املرجع نف سه ص 285-283 16- د. عبد اهلل حمدنا اهلل عبد اهلل : ال شعر الت شادي يف مرحلة لنتباه جملة درا سات افريقية العدد 38 انظر موقع جامعة أفريقيا العاملية.يوم 23 يناير www.iua.edu.sd,african-stedies 2016 17 -عبد ال سالم أبو سعد : العالقات الثقافية بني ال شعوب الأفريقية واثر الإ سالم واللغة العربية يف تر سيخها ط الأوىل 1999 من شورات كية الدعوة الإ سالمية ص 28 18- حممد صالح أيوب :املرجع الأ سبق ص 21-20 91 -عيدي عكاري: فرن سي من أ صل أفغاين و أم لبنانية م سيحي كان يجيد العربية والفرن سية و لجنليزية وهو أول مدير للتعليم العربي يف ت شاد املجل س الدويل للغة العربية
174 اخلام س للغة العربية 1963-1961 وهو الذي حذف الرتبية الإ سالمية من املقرر الت شادي وبتو صية من هذا الرجل بعث تومبل باي أبناءه وبع ض أقاربه إىل لبنان لتعلم اللغة العربية والفرن سية وخلف عيدي عكاري يف إدارة التعليم العربي إبراهيم خليل ح سني )امل شهور بعبد الرحمن فوك س(انظر عبد اهلل بخيت ص 38 192 20 -املرجع نف سه ص 38-21BECHIR ASSAMANI :LA QUESTION DU BILINGUISME, UNE GUERRE CULTURELLE, TCHAD CONFLIT NORD SUD MYTHE UO REALITE? CANTRE CULTURELLE ALMOUNA, SEPIA 1996, P: P120 22 ال سيد عو ض عثمان :التدخل الأجنبي الأمريكي والفرن سي يف شمال وو سط أفريقيا مع إ شارة خا صة حللة كل من ليبيا وت شاد معهد الإمناء العربي الدرا سات الإ سرتاتيجية ط الأوىل 1989 هام ش ص 80 23 حممد صالح أيوب املرجع نف سه : ص 22 Ibid. : P120-24 25 -عبد اهلل بخيت صالح :املرجع الأ سبق ص 38 26 -املرجع نف سه ص 38 Ibid: P120,38-27 28 -هي أول جامعة أ س ست يف ت شاد وكان تاأ سي سها عام 1971 غ ری ا سمها إىل جامعة أجنمينا يف العام اجلامعي 1994-1993 29 -عبد اهلل بخيت صالح : ص 38 30- حممد صالح أيوب : ص 22 31- د املرجع نف سه ص 17 32- د شكري في صل املجتمعات الإ سالمية يف القرن الأول ن صاأتها مقوماتها تطورها اللغوي والأدبي دار العلم للماليني ط اخلام سة بريوت لبنان يوليو 1981 ص 24 33- د عبده بدوي ال شعر العربي يف ال سودان سل سلة عامل املعرفة الكتاب رقم ص 41 7 34- حممد عمر الفال : الهجرات العربية إىل منطقة حو ض بحرية ت شاد قبل الإ سالم ندوة علمية دولية بعنوان : اللغة العربية يف ت شاد الواقع وامل ستقبل ن ظمت من قبل جامعة امللك في صل يف ت شاد ورابطة اجلامعات الإ سالمية يف الفرتة ما بني - 21 25 يناير ص 2001 125 35- د شكري في صل : املرجع نف سه ص 24 36- د حممود املقداد : مرجع سابق ص 5 6 37- سيدي حممد ولد حممد عبد اهلل : دخول الإ سالم يف ت شاد ندوة اللغة العربية يف ت شاد الواقع وامل ستقبل يف الفرتة ما بني 21 أي 25 النار )يناير( 2001 ط الأوىل من شورات جمعية الدعوة الإ سالمية العاملية بنغازي ليبيا ص 113 38- د املاحي : الدعوة الإ سالمية ص 66 39- د حممود املقداد :املرجع نف سه ص 5 6 40- املاحي :الدعوة الإ سالمية ص 69 41 -عبد احلميد بو سماحة : امل سري تغريبة بني هالل بني الواقع واخليال ر سالة دكتوراه غري من شورة جامعة اجلزائر كلية الآداب واللغات ق سم اللغة العربية و آدابها العام اجلامعي 2005-2004 ص 30-42 حممد رفيع حممد :القبائل البدوية يف حمافظة البحر الأحمر دار الر سالة الذهبية بدون ص 36-43 د املاحي : املاحي :الدعوة الإ سالمية ص 69 44- يق صد بال سودان الأو سط املنطقة ال شا سعة املمتدة من ال ضفاف ال شرقية للنيجر الأو سط حتى ال ضفاف الغربية للنيل الأبي ض وت ضم هذه املنطقة النيجر ونيجرييا وت شاد والكمرون والغابون والكنغو واجلزء الغربي جلمهورية ال سودان. انظر د املاحي : ص 65