بحث عن هجرة الطيور ا لى فلسطين ا عداد ا كاديمية فلسطين للعلوم والتكنولوجيا ا حمد ا بو رمضان
هجرة الطيور الهجرة هي حركة منتظمة تمارسها ا نواع من الطيور من ا ماكن مختلفة في ا وقات معينة من العام وبصفة عامة تهاجر الطيور من ا ماكن ندرة الغذاء ا لى ا ماكن توفره فعندما يحل فصل الخريف تهاجر الطيور ا لى مناطق ذات مناخ ا كثر دفي ا وهرب ا من الشتاء القارص وبحث ا عن الغذاء.
وعاما بعد عام تصل الطيور ا لى هذه المناطق الا مر الذي مازال يثير الحيرة والدهشة ويبدو ا ن بعض هذه الطيور يهتدي بضوء الشمس وبعضها الا خر يهتدي بالنجوم والقمر في حالة الهجرة لي لا كما تعتمد بعض الطيور على بعض المعالم الجغرافية من انهار وجبال. ففي كل ربيع وصيف تنطلق ثلث ا نواع الطيور في العالم مهاجرة في رحلات مختلفة المسافات والاتجاهات فالطيور في نصف الكرة الشمالي تسلك مسلك ا شمالي ا جنوبي ا في الخريف وتسلك الاتجاه المعاكس في الربيع وتهاجر الطيور في شمال ا وروبا ا ما عبر تركيا ا و مضيق جبل طارق ويذهب كثير منها جنوب ا نحو ا فريقيا كطيور القوق "Guckoos" الهدهد "hoopoes" السمنة field" "farces وغيرهم. يحاول العلماء ا ضافة الجديد كل يوم في ا ساليبهم لتتبع هجرة الطيور الطريقة التقليدية في هذا كانت تتم بوضع حلقة في رجل الطاي ر توضح المكان الذي وجد فيه لتتبع مساره كما حدث في ا مريكا وكندا حينما وضعت حلقات لا كثر من ١١ مليون طاي ر ا ما الا ن فقد دخل استخدام الرادار والا قمار الصناعية في توضيح طرق الهجرة وارتفاع وسرعة الا سراب المهاجرة. وكما ذكرنا ا نفا تهاجر الطيور للبحث عن ظروف معيشية ا فضل ومناخ للراحة والاستجمام وا يضا للتزاوج والتوالد ولا تنتظر الطيور بالطبع قلة الطعام حتى تطيروا لا فا نها لن تستطيع ا ن تقطع مثل هذه المسافات بدون الطاقة اللازمة فبعض الطيور تضاعف من وزنها قبل السفر مثل الطيور المغردة وتخزن الدهون تحت الا جنحة ا ما الطيور الكبيرة الحجم فهي لاتستطيع ا ن تزيد من وزنها ا لا قلي لا وا لا فلن تستطيع الطيران. وتتباين الطيور بشده في ا سلوب هجرتها ا يضا فالطيور تهاجر من الشمال ا لى الجنوب وقد تهاجر من الجنوب ا لى الشمال وقد تهاجر بين الشرق والغرب ا و بين الوديان والجبال قد تتبع مسار ا واحد ا في الهجرة والعودة ا و قد تتبع واحد ا في الهجرة وا خر في العودة مثل الطيور المفردة التي قد تجدها عند وادي النيل في طريقها ا لى وسط ا فريقيا ولا ترى في الربيع ا ثناء عودتها قد تهاجر الطيور في النهار ا و تفضل الليل وقد تقطع مسافات قصيرة في هجرتها ا وتسافر مسافات خيالية مثل طاي ر خطاف البحر القطبي( سنونو) الذي يهاجر في نهاية الصيف ا لى القطب الجنوبي قاطع ا مسافة تقدر ب ١٤٥٠٠ كم كما يستطيع طاي ر القطرس "Albatross" ا ن يطير حول العالم في ٨٠ يوم فقط عبر المحيط لب قد يطير "الدخلة" من نوع الطيور المغردة "Wralber" ثلاثة ا يام ونصف متصلة لا يلامس فيها الا رض.
ويختلف وقت الهجرة بين الا نواع المختلفة بل يختلف في ا طار النوع الواحد بين الصغير والكبير والذكر والا نثى فذكر طاي ر الاجيلوس" Agelous " يهاجر قبل الا نثى بعدة ا سابيع ليشيد مكانا مناسبا للمعيشة لاستقبال الا نثى لبداية موسم التزاوج. بعض الا نواع من الطيور يهاجر فيها الكبير قبل الصغير بل ا حيانا الصغير يسبق الكبير في وقت هجرته. وتعتبر الهجرة مزيج من النشاط الهرموني والبواعث الخارجية كالتغيرات المناخية ويختلف النشاط الهرموني بتغير طول النهار نسبة ا لى الليل كعلامة مميزة للفصول الا ربعة وفي تجارب مثيرة لاحظ العلماء ا ن بعض الطيور قد تصاب بالقلق والاضطراب قرب ميعاد الهجرة نتيجة للتغيرات الهرمونية مثل طاي ر السنونو الذي يجتمع في مجموعات ضخمة ويقوم بحركات اكروباتية تنافسية وكا ن ا سراب السنونو تتواجد على الا سلاك قبل هجرتها في نهاية سبتمبر في وقت ثابت كل عام. موقع فلسطين من هجرة الطيور: وعند الحديث عن هجرة الطيور لا يمكن ا ن نغفل عن فلسطين نتيجة موقعها الجغرافي المتوسط بين ثلاث قارات (ا سيا وا فريقيا وا روربا) والبحر المتوسط وصحراء المنطقة القطبية ووجود نهر الا ردن في الجهة الشرقية منها بالا ضافة ا لى التنوع الشديد لتربتها وطوبوغرافيتها ومناخها الذي يمكن الا نواع التي نشا ت في مناطق ا خرى من ترسيخ نفسها في هذا الشريط الضيق من الا رض الذي يعتبر كعنق زجاجة لهجرة الطيور حسب مفاهيم المناطق المهمة للطيور العالمية. وكما ذكرنا ا نف ا تعد فلسطين من ا فضل الا ماكن في العالم لمراقبة هجرة الطيور وذلك بسبب موقعها الجغرافي المتميز بين قارتي ا وروبا وا فريقيا حيث تعتبر بمثابة عنق زجاجة وممر جيد طويل المسافة لتلك الطيور وحيث ا ن فلسطين ممتدة لمسافة طويلة ا لى الشواطي الشرقية للبحر المتوسط ولهذا فان طيور شرق ا وروبا المجاورة للبحر تمر عادة فوقها وبكثافة عالية. وتشاهد الطيور في فلسطين على فترات مختلفة في كل عام وتا تي من مواطنها الا صلية من ا وروبا وتذهب ا لى ا فريقيا وتعود في فترات ا خرى ا لى بلادها لتتكاثر وتعيد الحياة مرة ا خرى. لما كانت بعض الطيور مثل ا بو سعد (اللقلق الا بيض)والطيور الجارحة لها طرقها الواضحة للهجرة مستخدمة التيارات الهواي ية الدافي ة الصاعدة والمناسبة للتحليق ولما كانت تلك التيارات الهواي ية الدافي ة لا تتكون كثيرا فوق المياه تبحث تلك الطيور عن ممرات لها مما يدفعها بالمرور عن فلسطين
حيث ا صبح البحر الا حمر والبحر المتوسط حاجزا لتلك الطيور المختلفة ويقدر عدد الطيور المهاجرة الحقيقية( migrants (The التي تعبر البلاد مرتين سنوي ا في طريقها من والى ا فريقيا وا وروبا ضمن مسار محدد حيث تمكث عدة ا يام ا و ا سابيع لتعاود الرحيل بحوالي ١٢٠-١٠٠ نوع ا منها اللقلق الا بيض والذعرة البيضاء (الكركزان) وبعض ا نواع الطيور الجارحة. ويمكن تقسيم الهجرة ا لى قسمين ا ساسين هما: الهجرة الخريفية: تتفادى الطيور التي تعتمد على التيارات الهواي ية الصاعدة الساخنة وغيرها من ا نواع التيارات الصاعدة الطيران فوق الا جسام الماي ية الواسعة وتطير في معظم الحالات فوق اليابسة وهكذا تضطر الطيور المختلفة التي تفرخ في غربي المنطقة القطبية القديمة وتقضي الشتاء في ا فريقيا ا لى الدوران حول شرقي البحر المتوسط ا و البحر الا سود وذلك في ا ثناء رحلتها ا لى الجنوب خلال الخريف وا ما بالنسبة للطيور التي تفرح في شرقي ا وروبا ا و عبر البوسفور فان اقصر مسلك لها فوق اليابسة الذي يمر على امتداد الساحل الشرقي للبحر المتوسط وعبر سوريا ولبنان وفلسطين باتجاه صحراء سيناء ومصر. وا ما طيور شرق روسيا التي تطير ما بين البحرين الا سود وقزوين فقد تنضم ا لى الطيور السابقة على امتداد الساحل الشرقي للمتوسط ا و تطير جنوب ا عبر الصحارى السورية والعربية وتتحاشى عبور البحر الا حمر عن طريق طيرانها ا لى الغرب منه ا و ا نها تعبره عند مضيق باب المندب وتو دي العوامل المذكورة سابق ا لاتخاذ تلك الطيور الساحل الغربي لفلسطين مسلك ا مفض لا للطيور الحوامة من المناطق المذكورة وقد تم ملاحظة ا ن ا عدادا كبيرة جد ا من الطيور الحوامة تستعمل هذا ) المسلك الطريق ( كل خريف ومن هذه الطيور صقر النحل ا و حوام النحل عقاب اسفع صغير باشق العصافير الشرقي ) الهجرة الربيعية: البيدق) وعقاب الحيات. تسلك الطيور المهاجرة ذات الا صول القطبية القديمة في طريق العودة اتجاها شماليا ا و شمالي ا شرقي ا متبعة اقصر المسالك نحو مواطن التفريخ وهي تتبع هذه المسالك حتى تصل ا لى البحر الا حمر الذي يمثل حاجز ا ماي ي ا طوله نحو ٢٠٠٠ كم ويصل معدل عرضه ا لى عدة مي ات من الكيلو مترات.
فترات مشاهدة الطيور المهاجرة في فلسطين: وا ننا في هذا الجزء الذي نقوم به بذكر فترات مشاهدة الطيور المهاجرة الى فلسطين نقصد التوعية البيي ية با همية هذه الطيور وضرورة المحافظة عليها وحمايتها بشتى الطرق والوساي ل وبذلك نا مل ا ن يشارك كل المواطنين في المجهودات الرامية لحماية الطيور وا شكال التنوع البيولوجي الا خرى من اجل خير وصالح ا جيال الحاضر والمستقبل. ا ن هجرة الطيور الكبيرة غالب ا ما تحدث ا ثناء النهار والطيور الا صغر ا ثناء الليل وهناك ظاهرة مميزة في الطيران مثل الطيران الضخم لطير السلوى (الس ماني) والتي تصل في فترة بداية الشتاء ا لى ساحل البحر المتوسط من ا وروبا وخاصة منطقة شاطي البحر المتوسط (بحر غزة) حيث تسقط منهكة على الا رض بعد سفر ليلي ويتم صيدها بالا لاف من قبل السكان المحليين في قطاع غزة. كما يمكن مشاهدة ا نواع معينة من الطيور في الا وقات التالية: ١. ما بين ا يلول وكانون ا ول (الهجرة الخريفية)" بعض الطيور تا تي من ا وروبا في طريقها ا لى ا فريقيا وفي نفس الفترة تعبر البلاد بعض ا نواع الطيور المهاجرة الحقيقية وتصل ا يضا بعض طيور ا وروبا الشتوية والتي تمكث في البلاد فترة من الوقت قبل عودتها ا لى موطنها الا صلي ويصاحب ذلك بدء مغادرة الطيور الصيفية بلادنا عاي دة ا لى ا فريقيا ا و الهند. ٢. مابين كانون ا ول وا ذار: تسود في هذه الفترة الطيور الشتوية القادمة من ا وروبا والتي يمكن مشاهدتها بوضوح وفي ا سراب طاي ر الزرزور حيث تم تسجيله في منطقة مدينة نابلس في كانون ا ول ١٩٩٦ بكمية كبيرة جد ا.
٣. مابين ا ذار وا يار: في هذه الفترة تكون الطيور في ا وج نشاطها وتضج السماء والحداي ق بها ا ذ يكون موسم التعشيش بالنسبة للطيور المستوطنة والزاي رة الصيفية عودتها من ا فريقيا ا لى ا وروبا. كما تعبر البلاد ا يضا الطيور المهاجرة في طريق ٤. مابين حزيران وا ب (مرحلة الهدوء النسبي): بعض الطيور تبدا في بناء ا عشاشها في هذه الفترة مثل ال طول الا سمر الجناح كذلك تعبر البلاد الطيور المهاجرة الحقيقية في طريق عودتها من ا وروبا ا لى ا فريقيا. خط مسار الطيور المهاجرة في فلسطين: تسير الطيور وفق احتياجاتها الغذاي ية ا و التيارات الهواي ية ا و الظروف الجوية بشكل عام هي مسار ملاي م لهذه الطيور ويمكن تحديد مسارها بالشكل التالي: والمناطق الفلسطينية مناطق الا غوار ) وادي الا ردن): وهي مناطق مميزة لاستقبال الطيور المهاجرة واكبر تجمع للطيور في فلسطين في فترة الشتاء كونها مناطق منخفضة ويمكن مراقبة الطيور في ا ريحا بالتحديد وبعض الا ماكن الا خرى من الا غوار لذا عمدت ا كاديمية فلسطين للعلوم والتكنولوجيا وبالتعاون مع UNDP بالقيام بتنفيذ مشروع ا قامة المركز الحقلي البيي ي في منطقة ا ريحا والذي قد يتضمن برج ا لمراقبة الطيور المهاجرة. المناطق الجبلية (جبال القدس): يمكن مشاهدة الطيور على ارتفاعات منخفضة في فترة بداية الربيع وخاصة فوق مناطق جبال القدس الغربية مثل طيور اللقلق (ا بو سعد) وعدة ا نواع من الطيور الجارحة في هذه الفترة (عاي دة من ا فريقيا).
مناطق السهل الساحلي: يمكن مشاهدة الطيور الماي ية مثل النورس ا و غراب البحر والبجع..الخ ا و بعض ا نواع الطيور صغيرة الحجم مثل (الفر) في فترات الخريف وفي ا شهر ا ب وا يلول. المراجع: عالم الطيور في مصر (مندى بهاء الدين وجميل عطا) طيور فلسطين الشاي عة (جراسموس خروب) المنظمات والجمعيات المهتمة بحماية الطيور بالمنطقة. جمعية الحياة البرية في فلسطين منظمة حماية الطيور الدولية.