شارك يف هذا العدد أكرم البني أنيس محسن حسين جمو خلف علي خلف ارتب شعبو أرفت الغانم ريمة علي شفان اب ارهيم طارق عزيزة علي العائد لؤي عيد همام الخطيب ماجد طباع يوسف زيدان
هيئة التحرير رئيسة التحرير بشرى قشمر افتتاحية سورية أهل الجمر!.. أكرم البني مدير التحرير يوسف فخر الدين سكرتيرة التحرير ريمة علي محرر ومدقق لغوي همام الخطيب مدير إداري وتقني عروة الحالق اإلخ ارج الفني علي شاهين لوحة الغاف: الفنان همام السيد معلومات االتصال الموقع اإللكتروني أهل الجمر نازحون داخل الوطن باتوا با مأو ى أو في حالة عوز شديد بعد أن فقدوا كل ما يملكون ويدخرون ساقتهم ظروفهم أحيان ا إلى التسول وغالب ا إلى قبول أعمال وضيعة ومذلة لتأمين قوت يومهم. واألنكى من ذلك أن عقدة الخوف من الماحقة واالعتقال والتعذيب تتضاعف عندهم بسبب انتماء أغلبيتهم إلى المناطق المتمردة حتى صار بعضهم يجد الموت أرحم مما يكابده من خوف وقهر وجوع. هنا ظل ام أرة امتص عافيتها التشرد أمنيتها أن تقي أطفالها الثاثة صقيع الشتاء وأال يطردها صاحب بناء قيد اإلنشاء من مأو ى لجأت إليه هناك ال يتعدى ازوية صغيرة بين أعمدة عارية حددتها بقايا حجارة وخرق مهملة وبساط عتيق. وهناك طفان وأمهما يفترشون ازوية نائية من حديقة عامة شحيحة العشب والظال صنعوا منها ماذ ا يحميهم تاحقك عيون الصغار بالسؤال عما حل بهم ال حاجة ألن تعرف من أي مدينة أو قرية منكوبة قدموا. فاألماكن والدوافع متشابهة وثمة مايين المشردين السوريين يبحثون عن مأو ى تركوا مساكنهم وقد حولها العنف والقصف البربري إلى أطال وأغلبيتهم من األطفال والنساء صاروا فريسة قهر وحرمان وانتهاكات متنوعة!عرب هذا أب ستيني أمنيته أن يعرف مصير ابنه الذي اختفى منذ أشهر جاءه من يخبره بأنه نزيل أحد السجون فصار يواظب كل يوم على الرغم مما يتعرض له من زجر على الحضور إلى هناك للسؤال عنه. يجلس بعيد ا عن الحاجز األمني على حافة رصيف حتى مغيب الشمس عساه يلمح وجه ولده بين الذاهبين والغادين. وتلك عجوز تهرول الهثة ومتعثرة بثقل جسدها تحاول أن تعترض طريق ضابط مسؤول في أحد فروع األمن حيث يوجد ابنها المعتقل منذ أشهر تحلم بأن تحظى بفرصة لرؤيته أو إيصال بعض الحاجات إليه. تعاطف معها أحد حراس المبنى ونصحها باالنتظار على مقربة منه كي ينبهها عند وصول رئيسه ربما تتمكن من مقابلته وربما يلبي طلبها ويحقق لها»هذا الحلم العظيم«. وحالهما كحال عش ارت األلوف من أهالي المعتقلين أو المفقودين منهم أسر اختفت برمتها مع أطفالها الصغار من دون علم أو خبر وعليك أن تقدر المعاناة المضاعفة التي يعانيها ذووهم في البحث عنهم وأنواع اإلذالل واالبت ازز التي يتعرضون لها. هنا ام أرة تتمنى أن تحظى ببعض الطحين والسكر بعد طول حصار فلم يذق أوالدها طعم الخبز منذ أشهر عديدة. ولعل م اررة أو ارق الشجر التي أ كرهوا على أكلها تسكين ا لجوعهم أنستهم حاوة السكر. ليس من ذنب ارتكبته سوى أنها واحدة من بنات الغوطة المحاصرة ولدت وتعلمت وتزوجت هناك ولم يعد لديها خيار بعد أن غيب العنف زوجها سوى رعاية أطفالها. وهناك ام أرة شابة تتشح بالسواد تقف عند باب مقبرة تتفحص وجوه القادمين ليقرؤوا الفاتحة على أرواح موتاهم ت ارها تتحرك بسرعة ربما وجدت ضالتها وتعرف بعد حين أنها اطمأنت إلى إحداهن واستأذنتها المشاركة في ق ارءة الفاتحة على روح زوج قتل ولم تصلها غير بطاقة هويته ومفاتيح بيتهما المهدم. قال رفاقه: إن عناصر أمنية سرقت جثمانه قبل أن يتمكنوا من تكفينه غالب ا كي يمنعوا م ارسم التشييع التي عادة ما تتحول إلى مظاهرة عارمة ضد النظام. وتلك الم أرة أمثالها كثي ارت فهناك ألوف األسر والعائات السورية لم تستلم جثامين شهداء قضوا دفاع ا عن حريتهم وحقوقهم وأغلبيتهم ال عاقة لهم بالثورة وأنشطتها. ثم من ينسى ما يسببه القصف الوحشي بالب ارميل ثم رشقات قذائف الهاون العشوائية على المدنيين من معاناة تشتد في ظل غاء فاحش وغياب الحد األدنى من الحاجات اإلنسانية الغذائية والصحية في ظل انقطاع طويل للتيار الكهربائي وشح مياه الشرب وت ارجع الخدمات العامة وأيض ا في ظل ازدياد حاالت السرقة واالبت ازز بقوة الساح ومن الضغط واإلذالل اللذين تسببهما كثرة الحواجز األمنية وفي ظل ما يكابده أبناء المناطق التي خرجت عن سيطرة السلطة من استبداد إساموي ال يقف عند إرهاب البشر وإرغامهم على اتباع نمطه في الحياة وإن ازل أشنع العقوبات بحق من يخالف ذلك بل وصل إلى حد النيل من رموز وأماكن العبادة وفرض WWW.ASWAT-SY.COM البريد اإللكتروني Aswat.editorialsecretary@ gmail.com Aswat.magazine.sy@ gmail.com صفحة الفيسبوك www.facebook.com/aswat. magazine.sy إن اآل ارء الواردة ال تعبر بالضرورة عن أري المجلة 2 أصوات- العدد 1
مناهج دينية تلق ن لألطفال ال تمت بصلة لمنطق العلوم والمعارف. واألهم من ذلك اعتقال بعض المعارضين واغتيال آخرين والتنكيل بالناشطين المدنيين واإلعاميين. وتالي ا من ينسى المشهد الشهير لرجل حلبي مدمى الوجه وهو ينادي أطفاله الثاثة:»ب ارءة بشرى بشر هل تسمعوني يا حبيباتي «قبل أن يحول إحدى أذنيه نحو ثغرة صغيرة تخترق األعمدة اإلسمنتية المتهالكة بفعل الب ارميل المتفجرة متمني ا أن يسمع صوت ا ثم يرفع نظره إلى السماء كأنه يبتهل أو يصلي يرفض ترك المكان وينظر بعيون دامعة إلى صديق له يحاول أخذه بعيد ا عن الدمار كأنه يستجدي منه محاولة أخرى قبل أن يجهش بالبكاء ويلتقط أنفاسه ليعاود النداء من جديد. مع تصاعد أوجاع الناس يصعب على المرء معرفة األسباب التي أشاعت روح اإليثار وولدت حقا غير مرئي من التضامن والتكافل لتخفيف المصاب. وأبسط األسباب إذا وضعنا جانب ا الدوافع السياسية والدينية قد يكون نابع ا من اتحاد هموم البشر ضد الموت اليومي والقتل وإيمانهم المشترك بحقهم في الحياة فثمة شعور شائع بأن الجميع صاروا في»الهوا سوى«كما يقول المثل الدارج وأن من ال ي ازل سالم ا وآمن ا اليوم قد ال تبقى أحواله كذلك غد ا. تكتظ سورية اليوم بمشاهد مؤلمة وغزيرة عن شدة ما يكابده أهل قصصا وحكايات كأنك في مسرح الامعقول الجمر وتسمع وتلحظ حين تقترب من الوجوه دهشة غريبة وعيون ا حائرة كأنها تبحث في عيونك عن جواب للمأساة التي تعيش أو كأنها تريد أن تتأكد من صدق مشاعرها بأن هناك من يشاركها حق ا آالمها وهواجسها ومن يشاركها السؤال عن دوافع هذا العنف المفرط وأين»الحق» في إطاق هذا الفتك والتنكيل المريعين لقاء»الحق الطبيعي» في بناء مجتمع حي يضمن لإلنسان ك ارمته وحريته. وتستشف من نظ ارتها الحائرة أمنيتها بأال ترى في أما ارت وجوهها المتعبة حالة خوف ال تريدك أن ترى في عيونها بعض العجز وربما الخجل من اإلحساس بضيق الحال وأال تلمس في أياديها المرتعشة وهي تصافحك ثقل المعاناة ووطأة التوجس والقلق مما فقدته ومن شروط حياة تزداد سوء ا ومن تأخر لحظة الخاص أمام عنف منفلت كي ال يشي ذلك ومن دون قصد منها بأن ثمة تغير ا ط أر على عزيمتها وإيمانها بحياة حرة وكريمة. والحال هذه ال نعرف إلى أي حد موجع ومدمر يمكن أن تصل بنا األمور قبل أن تطوى صفحة العنف والقهر واالستبداد وحتى تقتنع أط ارف الص ارع بأن ال جدوى من استم ارر الفتك والتنكيل وال نعرف إلى متى يبقى اآلخرون عرب وعجم يتفرجون على هذا العنف وهو ينهش لحمنا قطعة قطعة وإلى النار المستعرة تأكل األخضر واليابس وتحصد البشر ز ر اف ات ووحدان ا. واألنكى من ذلك حين يدمن بعضهم ما يجري وتغدو المشاهد اليومية للقتل والقصف واالحت ارب واالعتقال واإلذالل أشبه بمشاهد روتينية يتابعونها وهم يحتسون قهوة الصباح ويتهي ؤون لالتحاق بأعمالهم ربما ألنهم يدركون بأن ثمة رماال كثيرة في الطريق يمكنهم دفن رؤوسهم فيها. عمل للفنان خالد ضوا 2017/9/7 3 2017/9/15
مدخل إلى أطوار النزوح في الرقة علي العائد بدأ النزوح الكبير من الرقة في أواخر عام 2014 بعد أشهر من هزيمة النظام األسدي فيها في 6 آذار/ مارس 2013 أي بعد استف ارد داعش بحكم المدينة إثر ص ارع مع الفصائل التي طردت النظام منها. ففي 4 كانون الثاني/ يناير 2014 بدأت المعركة األخيرة بين التنظيم وجبهة النصرة لتنتهي بعد ثمانية أيام لمصلحة داعش. بالعودة إلى ربيع عام 2011 وعلى الرغم من انحياز شباب الرقة إلى صفوف الثورة منذ أول مظاهرة ضد النظام يوم 25 آذار/ مارس 2011 ظلت مظاه ارتها صغيرة و»طي ارة«وبعيدة عن اإلعام وكان عدد االعتقاالت بالمئات ليس أكثر بينما تأخر سقوط الشهيد»علي البابنسي«كأول شهيد في الرقة إلى يوم الخميس 15 آذار/ مارس 2012 أي بعد عام كامل على انطاق الثورة. في هذا الجو اآلمن نسبي ا استمرت الرقة في استقبال النازحين من مدن وأرياف حمص ودي ارلزور وريف دمشق وحلب هروب ا من بطش النظام واشتداد المعارك بينه وبين الفصائل المسلحة المعارضة طوال أعوام الثورة حتى ما قبل بدء العمليات العسكرية باتجاه الرقة في حزي ارن/ يونيو الماضي من قبل»قوات سوريا الديمق ارطية«المدعومة من التحالف الدولي ضد داعش. ففي عامي 2015 و 2016 استقبلت المدينة موجات من النازحين من»السخنة«و»تدمر«فضل عن الجئين من»الموصل«و»تلعفر«و»القيارة«من الع ارق في أواخر عام 2016 بعد اشتداد المعركة ضد التنظيم هناك. وفي األشهر السابقة على هزيمة النظام في الرقة عام 2013 بعد قتال استغرق ساعتين فقط أمام»حركة أح ارر الشام«و»جبهة النصرة«وفصائل أخرى من بينها»لواء ثوار الرقة«قد ر أصدقاء عدد السكان في قياسا الرقة بمليون ونصف المليون نسمة على درجة االزدحام في الشوارع واألسواق وليس برصد أو إحصاء حقيقي. تلك التقدي ارت تنخفض إلى نحو 800 ألف نسمة استناد ا إلى قوائم الجمعيات الخيرية الموجودة مسبق ا أو التي تشكلت بشكل طارئ لتقديم المساعدات للنازحين الذين هرب معظمهم من مدنهم وق ارهم بأرواح أطفالهم فحسب. وفي األصل عدد سكان الرقة مخت ل ف عليه ألسباب عديدة منها أن مدينة الرقة مستقطبة للسكان منذ عش ارت السنين والسيما بعد إتمام إنشاء سد الف ارت في بداية السبعينيات ويصل عدد المقيمين فيها إلى رقم مماثل لعدد سكانها. وهؤالء ليسوا فقط من المهاجرين إليها من ريفها الواسع )مساحة المحافظة 19.160 ألف متر مربع( بل من جميع المحافظات السورية األخرى نتيجة تناقص نصيب الفرد هناك من المساحات الز ارعية واكتظاط الدوائر الحكومية بالموظفين في مقابل وفرة األ ارضي الز ارعية في الرقة وعزوف أبناء الرقة عن الوظائف الحكومية والمهن اليدوية. لكن هذه النظرة إلى الوظيفة الحكومية تغيرت منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي وأصبحت الواسطة أو الرشاوى بعش ارت أو مئات آالف اللي ارت»ثمن ا«لوظيفة حكومية ارتبها ال يتجاوز ثاثة آالف ليرة سورية في أواخر الثمانينيات. النزوح الكبير من الرقة بدأ في أواخر عام 2013 عندما سيطر داعش على الرقة منفرد ا وبدأ بالتضييق على الناس ووصل النزوح ذروته في عام 2014 وبلغ حد الكارثة في عام 2015 على الرغم من أن الخروج من الرقة أصبح مخاطرة بالنفس في مواجهة داعش إضافة إلى دفع تكاليف خدمات مهربي البشر بعد منع داعش خروج أي فرد أو عائلة إلى»باد الكفر«إال لاستشفاء. التهريب وقتها كان في اتجاه حلب وصوال إلى تركيا أو في اتجاه حماة والساحل ودمشق في رحلة تستغرق أكثر من عشرين ساعة على اعتبار أن»داعش«سيطر على محافظة الرقة كاملة. وبلغ عدد سكان محافظة الرقة وفق المكتب المركزي لإلحصاء عام 2011 مليون ا وثمانية آالف نسمة نقدر أن 40 في المئة منهم يعيشون في الرقة والسيما بعد الهجرة الكبيرة من الريف إلى المدينة في الثاثين سنة السابقة على عام 2011 أي إن العدد يقترب من 400 ألف نسمة. ومع اإلشارة إلى أن تقدير المكتب المركزي لإلحصاء يستند فقط إلى المسجلين في الدوائر المدنية في الرقة )النفوس( يمكن إضافة ما ال يقل عن 200 ألف نسمة مسجلين في 4 أصوات- العدد 1
محافظات أخرى ممن لم يستقر وا في الرقة نهائي ا وينقلوا سجل تهم المدنية إليها ليصبح العدد التقديري لمن يسكنون الرقة 600 ألف نسمة في مقابل 608 ألف نسمة على )قياسا األقل يسكنون خارج مركز المحافظة على أرقام المكتب المركزي لإلحصاء(. أي إن سكان المحافظة يتجاوز عملي ا 1.2 مليون نسمة بل أكثر من ذلك على اعتبار أن مدن وبلدات وقرى الرقة استقطبت عدد ا كبير ا أيض ا من سكان المحافظات السورية األخرى قبل عام 2011. أما عن النزوح الكبير من المدينة في أواخر عام 2013 واألشهر األولى من عام 2014 والذي شمل المحافظة كلها بعد سيطرة التنظيم عليها حين بدأ داعش يضيق على تفاصيل حياة الناس فبدأ من سكان الرقة»األصليين«على اعتبار أن هؤالء لديهم صات في ريف الرقة أو يمتلكون ما يعينهم على النزوح إلى حماة وريف حمص والاذقية وطرطوس ودمشق أي إلى وجهات تحت سيطرة النظام األسدي أو باالتجاه للجوء إلى تركيا القريبة نسبي ا على الرغم من أخطار وصعوبات الرحلة. أما النازحون من مناطق قتال متوترة إلى الرقة فلم يمتلكوا خيار العودة إلى بيوتهم ألن البيوت مدمرة أصل أو ألنهم ال يمتلكون ما يساعدهم على العودة والعيش أو ألنهم خائفون من العودة إلى مدنهم وق ارهم التي كان القتال فيها مستمر ا حتى األشهر األولى من عام 2017. هذا يعني أن األغلبية العظمى من النازحين من الرقة إلى مناطق يسيطر عليها النظام األسدي والاجئين منها إلى تركيا كانوا من أبناء الرقة»األصليين«حتى أصبح عدد من نزحوا من مدن أخرى إلى الرقة قياسا على من بقي في الرقة من أكثرية أهلها. وكقرينة على ذلك روى لي أكثر من صديق أنه كان يمشي في شوارع المدينة ألكثر من ساعة من دون أن يصادف أحد ا يعرفه. وفي أواخر عام 2016 كانت التقدي ارت المتداولة صحفي ا ال تتكلم عن أكثر من 150 ألف نسمة في الرقة أكثريتهم من النازحين إليها ومن عناصر داعش المهاجرين بعد خروج معظم أنحاء المحافظة من يد داعش وتقدم»قوات سوريا الديمق ارطية«في اتجاه المدينة. هذا العدد التقديري تناقص بسرعة نتيجة ت ازيد»تهريب«السكان حتى وصلت تكلفة تهريب الشخص الواحد إلى 300 أميركي دوالر مع وجود»أسعار مخفضة«لألطفال. ومع اقت ارب األول من نيسان/ أبريل 2017 كبداية مفترضة لمعركة الرقة وت ازمن ذلك مع إشاعة خطر انفجار سد الف ارت ت ازيد خروج السكان المدنيين من المدينة من أبناء الرقة ومن النازحين إليها هذه المرة فانخفضت تقدي ارت المقيمين في الرقة في أسابيع إلى ما دون مئة ألف نسمة ثم إلى خمسين ألف نسمة. واآلن ال تتعدى أكبر التقدي ارت ثاثين ألف نسمة مع ت ارجع كبير في النزوح تصاعد العمليات الحربية ضد داعش وألغام داعش المزروعة في أنحاء كيف نعود إلى مدينة الرقة المدينة كلها والسيما مخارجها. روى لي أحد األقرباء أن الحياة في الرقة هذه األيام تساوت عنده بالموت بقذيفة مدفع أو برصاصة قناص أو الموت جوع ا أو خوف ا فخرج في األسبوع األخير من شهر آب/ أغسطس الماضي من بيته في المنطقة التوسعية )غربي وسط المدينة( مع أف ارد أسرته نحو شرقي مدينة الرقة وصوال إلى»دوار الدلة«ثم ساروا في اتجاه الجنوب وعبروا الف ارت وصوال إلى إحدى قرى الرقة جنوب الف ارت. لم يشاهدوا خال رحلتهم التي استغرقت أكثر من ساعتين مدني ا واحد ا أو ات عنصر ا واحد ا من»داعش«أو من»قو سوريا الديمق ارطية«داخل المدينة ولم تلمس أقدامهم الطريق اإلسفلتية أو الت ارب خال تلك الساعات فقط كانوا يمشون بصعوبة فوق ركام البيوت المدمرة التي كانت تنفث غبارها في الساعات األولى من ذلك النهار. أرفت الغانم على الرغم من االهتمام اإلعامي الذي حظيت به معركة الرقة األخيرة الهادفة إلى العالمي انت ازع المدينة من تنظيم الدولة اإلسامية»داعش«إال أن مصير مدنيي المدينة المحاصرين والنازحين عنها لم يكن في دائرة الضوء اللهم باستثناء بعض التقارير التي صدرت عن منظمات حقوقية وأشارت إلى حجم الدمار الضخم الذي لحق بالمدينة وسكانها حيث قتل أكثر من ألف مدني وتجاوز عدد المحاصرين خمسة عشر ألف محاصر بحسب أقل التقدي ارت بينما توزع بقية السكان المدنيين بين الجئ ونازح. وخلص الرقاويون من الصور والفيديوهات التي تناقلوها على هواتفهم الخلوية لبيوت وشوارع مدينتهم ومصدرها بعض األهالي الذين ذهبوا إلى أط ارف المدينة فور تحريرها إلى أن الرقة والخاصة والبيت التي كانوا يعرفونها انتهت فقد طال الخ ارب والدمار شبه التام م ارفقها العامة الذي لم ي هدم ح رق والذي لم ي حرق أصيب بأض ارر متفاوتة. وأخبرني صديق عاد إلى م اربع صبانا يتفقدها بعد تحرير المدينة: )إن كل أربعة بيوت بينها بيت مدمر بشكل كامل واثنان منها أصيبا بأض ارر جسيمة وال اربع طالته أض ارر طفيفة. أما في قلب المدينة فكل أربعة بيوت بينها ثاثة بيوت د مرت تدمير ا كاما. أما شارعا»الوادي«و»تل أبيض«وهما من أهم الشوارع الحيوية في المدينة فالدمار أتى على كل ما فيهما(. وإذ يشاع أن معركة الرقة قد انتهت ال يمكن التفكير في حماية المدنيين واحت ارم حقوقهم من دون التفكير بسبل عودتهم وبإعادة إعمار مدينتهم وبآلية مشاركتهم في إدارتها. وهذا ما يشغل الرقاويين اليوم حسب كل الدولي من تواصلنا معه وت ارهم بانتظار معرفة إن كان الصمت حول هذه الحاجات هو لحظة تأمل أم بداية إهمال. فمن بين ما يقارب ال 600 ألف رقاوي نازح والجئ هناك أكثر من ربع مليون نازح مشردين با مأوى الئق. وكثير من هؤالء يجدون أنفسهم بين خيارين: فإما البقاء في الع ارء با مأوى أو الذهاب بعيد ا لينتقلوا من معاناة النزوح إلى مجاهل اللجوء على أمل الحصول على حياة الئقة فهم ال يجدون جواب ا عن سؤال يطرحونه بإلحاح مفاده:»كيف نعود إلى مدينة الرقة «. 5 2017/9/15
من حكايا القامشلي )1( شفان إب ارهيم يشكر النازحون القدر لبقاء مناطق متعددة في سورية بعيدة عن الدمار والخ ارب ومنها مدينة القامشلي التي استقبلت مطلع أيلول/ سبتمبر 2011 أعداد ا كبيرة من النازحين السوريين من مختلف المحافظات والمدن والسيما تلك القريبة منها إثر اندالع المواجهات بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة أو نتيجة زيادة رقعة التظاه ارت وتشديد القبضة األمنية وارتفاع وتيرة اإلعالمي آ ارم شوشوميان االعتقاالت. ولم يتسن ألغلبية النازحين سوى حمل مابسهم وما استطاعوا إخ ارجه معهم من نقود كما هو الحال مع حسن أبي محمد )49( عام ا الذي عثر على»حوش«صغير ال يتجاوز ال 110 م 2 إليوائه مع أبنائه وعائلة أخيه ووالديه وب»رهنية «معقولة قياسا على سوق العقا ارت نتيجة عاقته الجيدة مع أحد سكان األشورية. ولقد حي لجأ»حسن«إلى مدينة الرقة بداية واستقر فيها ألسبوعين لكنه اضطر لتغيير وجهته نتيجة عدم توفر السكن والعمل كما يقول. يتحسر»حسن«على حياته السابقة في مدينة دير الزور الواقعة على بعد 265 كم جنوب مدينة القامشلي فإلى جانب شقق واسعة يملكها وسط مدينة دير الزور كان يدير مطعم ا للوجبات السريعة قبل أن تسوء األوضاع على نحو أجبره على الهرب من ني ارن القذائف. معاناة نتيجة الب عد رحلة العذاب والنزوح لم تكن األولى من نوعها لعائلة حسن فهو ينحدر من أصول كردية وكانت عائلته قدمت من تركيا منذ عقود عديدة وكانت دير الزور ماذها اآلمن. وفي القامشلي التي نزح إليها في أثناء الحرب ال ارهنة لم يجد»حسن«أي معاناة للحصول على عمل حيث أكسبته خبرته الطويلة في صناعة الفول والمسبحة فرصة للعمل كمشرف على أحد المطاعم وسط المدينة بأجر يومي مقداره عشرة دوال ارت. وبما أنه يساهم في إعالة عائلة متكافلة فعمل أخيه لدى أحد الم اركز الحكومية يخفف العبء المادي عليهما. ويصر»حسن«في أثناء لقائنا على أن نسجل شكره ومودته ألهالي األشورية حي لكرم استضافتهم وحسنجوارهم. في الوقت الذي يؤكد ضرورة اإلشارة إلى ضعف عمل الجمعيات والمؤس سات اإلغاثية. األمر الذي ننقله من دون أن نؤكده بانتظار إج ارئنا تحقيق ا صحفي ا عن الموضوع نطلع خاله على عمل هذه الجمعيات وعلى أري العاملين في هذا الحقل باإلمكانات والعوائق. صدمة قاسية أما اإلعامي»آ ارم شوشوميان«)32 عام ا( فكانت مشاهد ذبح المسيحيين وسط عام 2012 على يد م سلحين م لثمين في مدينة الطبقة كفيلة بدفعه مع كثر مثله إلى اتخاذ ق ارر ترك المدينة. ولم تكن الطرق الواصلة بين مدينة»الطبقة«ومدينة»القامشلي«آمنة حيث سطت جماعات الخاصة أثناء توجهه مسلحة على عربته صوب أقربائه وبعد ست ساعات قضاها على الطرقات استطاع الوصول إلى مشارف مدينة القامشلي. بعدها مكث»آ ارم«نحو عام من دون عمل لكنه مع تطور عاقاته بسكان المدينة والعاملين ضمن المجال اإلعامي فيها تحديد ا استطاع تأمين عمل ضمن إذاعة»آرتا«لنقل األخبار باللغة األرمنية والتغطية اإلخبارية إضافة إلى مساهمته في افتتاح مركز لرعاية المسنين برفقة أصدقائه. وإذ ينفي»آ ارم«أي شعور بالغربة أو وجود عوائق أو مشكات حيث يسكن إال أنه ي بدي انزعاجه من غاء إيجا ارت البيوت. وبعد تدمير وسرقة أماكه وعقا ارته يتردد»آ ارم«في العودة إلى مدينة الطبقة م جدد ا فهو يفكر بالبقاء في القامشلي التي توقع لها مستقبل جميل لكنه يبقى يتحين الفرصة للهجرة إلى أوروبا. ويبقى أن نسجل أنه مع دخول األزمة في سورية عامها السابع تزداد المخاوف من سوء أوضاع النازحين بسبب تقليص حجم السال الغذائية لألشخاص المحتاجين وهو ما بر ره برنامج األغذية لألمم المتحدة بنقص أموال المانحين وتأخرها. 6 أصوات- العدد 1
ارتب شعبو النزوح المحلي الساحلي على خاف النزوح الناجم عن كوارث طبيعية يحمل النزوح الناجم عن الحروب والص ارعات ظاال سياسية وانحيا ازت مسبقة تضاف إلى موقف األهالي المستقرين من األهالي الوافدين إلى مناطقهم فتجعل الوافدين محل ترحيب أو رفض مثقلة بذلك على البعد اإلنساني لقضية النزوح. أشد أنواع النزوح إيام ا هو النزوح الناجم عن الص ارعات الداخلية إذا ما قيس بالنزوح الناجم عن الحروب بين الدول. في هذه الحالة األخيرة ينزح األهالي من المناطق الحدودية إلى داخل بلدهم. إذ ا فهم يتحركون في بيئة بشرية متفهمة ومتضامنة بعد أن جعلتها الحرب متجانسة سياسي ا في وجه عدو. كما أن أجهزة خارجي الدولة»الوطنية«تحافظ على وظيفتها العمومية تجاه النازحين وتجتهد في تأمين المأوى والمستلزمات الضرورية. هذا النوع من النزوح يحتفظ إلى حد بعيد بكونه قضية عامة يتبناها المجتمع والدولة. أما الص ارعات الداخلية فإنها تسبب نزوح ا أكثر م اررة ألنه يتحرك على أرض سياسية زلقة ومكهربة تسحب من النزوح عموميته وإنسانيته وتتركه عبئ ا على أصحابه ليس بوصفهم منكوبين فحسب بل في كثير من األحيان بوصفهم مذنبين. وتزداد الم اررة أكثر مع طول الص ارع وتردد نتائجه العسكرية بين تقدم وت ارجع وما يحمل ذلك من تك ارر النزوح وأفول األمل. النزوح الناجم عن ص ارعات داخلية يكون مختلط ا منه ما يعود إلى السبب العسكري أي الهرب من مناطق ن ازع عسكري ومنه ما يعود إلى أسباب سياسية أمنية أي هرب أف ارد وعائات من بطش الجهة التي تسيطر على منطقة معينة هذا فضا عن التهجير الذي ي فرض على األهالي تنفيذ ا لسياسات لها غايات ديموغ ارفية أو انتقامية. شكل الساحل السوري مستقر ا لموجات عديدة من النزوح الناجم عن الص ارع نتناول الداخلي منها اآلن موجات النزوح المحلية أي التي خرجت من الساحل واستقرت فيه أيض ا. أول هذه الموجات كان نقل أهالي الرمل الجنوبي إلى المدينة الرياضية في صيف عام 2011 تمهيد ا القتحامه من قبل الجيش بعد أن ظل عدة أشهر خارج ا عن سيطرة النظام. حينها كان النظام ال ي ازل يحرص على تقديم نفسه للعالم على أنه يفصل بين األهالي والمسلحين ويقدم سبل الحماية للمدنيين ويؤمن لهم إقامة آمنة خارج مناطق القتال. هذا ما حصل بالفعل وقد عادت العائات إلى مساكنها بعد انتهاء المعركة في الرمل الجنوبي 2017/9/15 التي انتهت بمحاصرة نحو 400 شاب مسلحين تقصد النظام الحفاظ عليهم بأن بساح خفيف فتح أمامهم طريق اللجوء إلى جبال الاذقية الشمالية الشرقية )جبل األك ارد( ليطوروا هناك تشكيات عسكرية إسامية ستكون مسؤولة عن دفع موجة لجوء أخرى ضحاياها عائات من أصول علوية هذه المرة. نزحت هذه العائات العلوية من قرى شمال الاذقية التي اجتاحتها تنظيمات جهادية في آب/ أغسطس 2013 في ما سمي»معركة أحفاد عائشة أم المؤمنين«إلى مدينة الاذقية. وكما في الحالة األولى كان النازحون محط اهتمام أجهزة الدولة والمجتمع من دون مواقف المحلي عدائية. والحقيقة أن هؤالء الوافدين لم يشكلوا ضغط ا على األهالي المستقرين ألنه جرى احتواؤهم في م ارفق عامة من جهة )مدارس( وألن نزوحهم لم يدم طويا من جهة أخرى. يمكن القول: إن الدولة في هاتين الحالتين المذكورتين حافظت على دورها العمومي تجاه النازحين. لم يكن نزوح أهالي البيضا و ارس النبع في بانياس التابعة لمحافظة طرطوس إثر المذبحة التي ارت كبت بحق أهالي المنطقتين في أيار/ مايو 2013 شبيه ا بالنزوحين السابقين فقد حمل ملمح ا أساسي ا قذر ا من مامح الص ارع سواء من حيث سبب النزوح أو من حيث تعامل الدولة مع النازحين. السبب هو المذبحة التي ارت كبت بيد عناصر تابعة بصورة غير رسمية للنظام )شبيحة( وبتواطؤ وتسهيل من قيادة الجيش التي رفعت يدها عن حماية األهالي تاركة لتلك العناصر أن تتحرك بحرية لتنفيذ جريمتها. حمل الناجون من البيضا و ارس النبع مصيبتهم ورحلوا عن بلداتهم من دون معونة أحد وكأن نزوحهم شأن خاص بهم ال يد للدولة فيه وال يد تقدمها الدولة لهم. حتى إن الدولة عاقبت المنظمات المدنية التي سارعت لتقديم العون مثل جمعية العاديات في طرطوس. غير أن الجانب األكثر إيام ا في هذا النزوح هو الساحلي المحلي بروز الشرخ على المستوى الطائفي الشعبي فقد لجأ المنكوبون الذين هم من أصول سنية إلى قرى»المت ارس«و»ال ازرة«و»الحصن«السنية البعيدة عنهم قياس ا بقرى علوية مر بها عمل للفنان همام السيد النازحون ولكنهم لم يفض لوا اللجوء إليها رغم محاوالت عدد من الناشطين المستقلين في هذه القرى. موجة النزوح الناجمة عن مذبحة»البيضا«و» أرس النبع«وتلك التي نجمت عن مذبحة قرى شمال الاذقية أظهرتا أن طرفي الص ارع العسكري )نظام األسد والتشكيات اإلسامية( يعامان المدنيين كأهداف عسكرية من دون احت ارم ألي قانون أممي أو قيمة إنسانية. وسرعان ما أكد النظام هذا في استخدام الساح الكيمياوي في غوطة دمشق بعد أقل من ثاثة أسابيع من قيام التشكيات اإلسامية بمجزرتها في ريف الاذقية. الشمالي تمركز التشكيات العسكرية اإلسامية في جبلي األك ارد والتركمان شمال وشرق الاذقية وما نجم عنه من قصف ومعارك مستمرة دفع موجات نزوح جديدة ألهالي هذه المناطق تميزت هذه الموجات بلجوئها إلى مناطق جبلية غير مأهولة أي لم تكن هناك بيئة مستقبلة لهؤالء الذين نصبوا الخيم وعاشوا في أسوأ حال يمكن تصورها من الحر والبرد والوحول ونقص المواد بما في ذلك ماء الشرب من دون أي مساعدة تذكر. هؤالء كانوا الطرف األضعف في حالة النزوح وهم متروكون من الجميع إلى بؤسهم الطارئ بين دولة تعاملهم كأعداء ومجتمع ممزق عاجز عن احتضانهم. هكذا يبدو أن الساحل نفسه الذي بقي بعيد ا إلى قياسا على األماكن حد كبير عن الدمار والعنف األخرى من الباد يلخص في موجات نزوحه المحلية المامح األساسية في الص ارع السوري المزمن هذه المامح التي غدت مع الوقت أكثر بشاعة وانحطاط ا. 7
همام الخطيب لم يكن شعار»الشعب السوري واحد«الذي أ طلق في بداية االحتجاجات السورية في آذار/ مارس 2011 حقيقة مستقرة في وعي السوريين لذاتهم بوصفهم ش عب ا ال ش عب ا بقدر ما كان هدف ا ورغبة عندهم في تجاوز أزمة»التشظي«المجتمعي التي وصلوا إليها. فكان هناك مستويان متجذ ارن في بنية المجتمع السوري : ظاهر وباطن ظاهر يحكي عن»اللحمة الوطنية«و»حوار األديان«وإلى ما هنالك وباطن يمور باالنقسامات اإلثنية والطائفية والعشائرية التي تعش ش في عمق البنية النفسية والفكرية واللغوية و»المثيولوجية«للمجتمع. وهذا ما تشير إليه التجمعات السكنية المتجانسة في مدينة غير متجانسة كدمشق فهناك مناطق يسكنها العلويون وأخرى يسكنها الدروز وهكذا وهي تتداخل مع االنقسامات الطبقية. كما كان هذا ظاهر ا في»الشللية«التي كانت تحكم العاقات في المنشآت العامة التعليمية والخدمية فأبناء السويداء يتعرفون إلى بعضهم في المدينة الجامعية في دمشق وهكذا أبناء السلمية ودير الزور والحسكة... ويبقون غالب ا- كجزر معزولة عن بعضها كل»شلة «تكتفي بذاتها وتنغلق على نفسها وهو ما غذته السلطة األمنية عبر قمعها السياسة الوطنية الديمق ارطية والفرز المغاير الذي تشترطه وتؤدي إليه. وبقيت الحال هذه إلى أن ضربت البنى متجسدة االجتماعية»الفوضى الخل قة«باحتجاجات كسرت جدار الصمت والخوف فطفا إلى السطح ما كان مسكوت ا عنه وظهرت الثنائيات الضدية التي تتحكم في تكوين العقل السوري. فبدا لنا ما كانت تخفيه حقبة االستبداد وتغذيه في آن. يقول الباحثون في علم النفس: إن أول مرحلة لعاج المرض هو اكتشاف المشكلة ثم اإلق ارر فيها ومن بعدها يصبح العاج ممكن ا وهذا ينسحب على المجتمعات المريضة أيض ا. أما في ما يتعلق بموضوعنا يقول»أبو محمد«من سقبا وهو نازح في مدينة السويداء:»نعم بدأنا نتعرف إلى بعضنا كسوريين فا يمكنك أن تدرك فعل السوس في الخشب ما لم يفعل المنشار فعله الثورة كشفت السوس فينا«. وعن تصو ارته عن مدينة السويداء قبل النزوح إليها قال:»لم تكن السويداء خيار ا في البداية إال نازحو السويداء: بين الغربة واالغت ارب أننا اضطررنا إليها بعد أن تقطعت بنا السبل فا المجتمع يناسبنا حيث نخاف االنحال فيه والتطبع بعاداته. إضافة إلى ما علق في أذهاننا من خال موروثنا )تغدى عند الدرزي ونام عند المسيحي ( كنا نعرف أن خصلة الكرم موجودة لديكم أما اآلن فشعرنا باألمان أيض ا«. وعن حالة القلق والخوف التي عاشها عند وصوله إلى السويداء قال:»على الرغم من الحفاوة التي استقبلنا فيها أهالي محافظة السويداء عند وصولنا إال أننا كنا في غاية الخوف والحذر. وفي ق اررة نفسي كنت أقول: إن هؤالء مدسوسون من المخاب ارت يريدون أن ي لحقوا بنا األذى وذلك بناء على تصو ارتي المسبقة عن مدينة السويداء كمدينة موالية للنظام وبقيت ت ارفقني تلك الوساوس إلى أن توض حت الصورة لدي «.»فاطمة«نازحة من درعا إلى السويداء تقول:»تركت بيتي هناك ما زلت في نومي أسقي»القرنفل«و»الختمية«في الحديقة. أحامي دائم ا تكون حيث كنت ال حيث أنا اآلن. ثبتت مخيلتي تلك اللحظة التي فارقت فيها قطعة من روحي التي بقيت هناك في صحون»روميو وجولييت«التي ورثتها عن أمي وأطباق القش التي ساهمت في صنعها )أذكر أن وظيفتي كانت آنذاك- مقتصرة على تليين القش بالماء( وفناجين»السجادة«و... تفاصيل تسكنني وتأبى الرحيل وجهي ما ازل معلق ا في مرآة بيتي«وتجهش في البكاء. نعم يا»فاطمة«كان الحدث فجائي ا وصادم ا ومؤلم ا بحجم كارثة تلك التفاصيل ال ت نسى فهي حياتنا. ومن ي قتلع من أرضه تبقى فيه ذاكرة الجذور التي وإن أصبحت خارجها تأخذ لون ت اربها. لكن هل تؤجلين الحياة إلى أن تعودي تخرج»فاطمة«من حزنها بسرعة غريق لحظة النجاة:»إال أن هذه التجربة لم تكن سيئة في المطلق فقد جعلتنا نتعرف إلى عادات غير عاداتنا ونتعامل معها واستطعنا أن نثبت أنفسنا ونغير التصو ارت المسبقة عنا«. وعند سؤالي لها: ما هو أفضل ما وجدته في السويداء ضحكت»كالبكاء«وهي ال ت ازل تحاول التغلب على حزنها وقالت:»طبع ا هو كأي مجتمع في سورية فيه كثير من العادات الجيدة ولكن ما خطر في ذهني اآلن هو أن األسر هنا تكتفي بولدين أو ثاثة أوالد ولو كانوا إناث ا«. لم يكن المجتمع في السويداء أفضل حاال من ناحية تصو ارته عن باقي مكونات الشعب السوري حيث كان هناك قسم ليس بالقليل من أبناء محافظة السويداء ينظر إلى هؤالء النازحين على أنهم قد يجلبون خ ارب ا إلى المحافظة والسيما أن دخولهم إلى السويداء ت ارفق مع شائعات أطلقتها ماكينة سلطة األسد اإلعامية مفادها»أن هؤالء النازحين بينهم خايا نائمة قد ت حدث خلا أمني ا في المحافظة«. وعلى الرغم من هذا كله طغى الجانب اإلنساني على الموروثات االجتماعية والدينية وعلى االنقسام السياسي أيض ا. فلم تبق إغاثة النازحين حكر ا على ناشطي المحافظة فحسب بل شارك فيها قسم كبير من األهالي بمختلف انتماءاتهم السياسية وظهرت حمات تعنى بإغاثة النازحين كحملة»بيتي أنا بيتك«ولجان»المواطنة والسلم األهلي» وكثير من الفعاليات المدنية التي نشطت في هذا المجال. أما اآلن بعد مرور ست سنوات من األحداث المتغيرة. يدرك الناظر إلى المجتمع في السويداء أن الناس بدأت تتقبل بعضها على ما هي عليه فلم يعد يضحكهم اختاف اللهجة أو يزعجهم اختاف اللباس. باتوا اآلن يستعيرون من بعضهم فنون الطبخ وبعض الكلمات التي بدأت تتسرب إلى الحقل المعجمي لكل لهجة. كما لم تعد النظرة السائدة تعطي النازحين صفة»إرهابيين«والمضيفين صفة»كفار أو منحلين أخاقي ا«. عمل للفنان شاهر الصغير 8 أصوات- العدد 1
»منرجع عالمخيم!«يوسف زيدان»يا ترى منرجع على فلسطين!«سؤال لم يفارق الحاجة الفلسطينية السبعينية التي لجأت إلى سورية وهي طفلة صغيرة بصحبة أمها وأخواتها مع أفواج الاجئين الفلسطينيين الذين ه جروا من فلسطين عام 1948 وتشتتوا يحملون مفاتيح بيوتهم وحلم عودة لما يتحقق.»يا ترى.. منرجع عالمخيم!«تغير المكان وبقي السؤال الذي الزم الحاجة الفلسطينية التي تشتت أبناؤها وأحفادها في أرجاء األرض منذ أن نزحت عن مخيم اليرموك في أواخر عام 2012 وحتى وفاتها بعد أربعة أعوام بعيدة عن كا الحبيبين. قصة مخيم اليرموك بين محنتين كل واحدة منهما أكثر إيام ا من هذا السؤال يلخص األخرى. فالمحنة الطارئة التي ألمت بمعظم الفلسطينيين في سورية أجبرتهم على النزوح والهجرة بعد تعرضهم لعمليات القتل والقصف واالعتقال والحصار والتجويع والتهجير القسري وهو ما عانوه منذ بدء االحتجاجات في سورية في منتصف آذار/ مارس 2011 والتي تحولت الحق ا إلى ص ارع مسلح متعدد األط ارف واألهداف والوالءات ومن ثم إلى حرب بالوكالة بين قو ى إقليمية ودولية تتصارع على النفوذ والمصالح في حصة توازي نسبة تعدادهم بين السوريين. المنطقة كان لاجئين الفلسطينيين منها كان يعيش في مخيم اليرموك قبل احتجاجات عام 2011 نحو مليون نسمة منهم نحو 200 ألف الجئ من أصل نحو 600 ألف الجئ في مختلف أنحاء فلسطيني سورية أما بقية سكان المخيم فكانوا من السوريين القادمين من مناطق مختلفة. مر مخيم اليرموك منذ بدء األحداث في سورية بالعديد من المحطات الفارقة بدأ معظمها منذ الربع األول من عام 2012 حينما تعرض المخيم بشكل متواتر للقصف بالقذائف العشوائية والقنص فيما استمر الناشطون واللجان األهلية في تقديم الدعم اإلغاثي واإلنساني للسوريين النازحين من مناطق الجوار الساخنة. كما جرت في المخيم بعض المظاه ارت المحدودة والصغيرة نجم عنها سقوط العديد من الضحايا أبرزها مظاهرة حاشدة جرت في الشهر السابع من 2012 شارك فيها آالف الفلسطينيين والسوريين ليعقبها في شهر رمضان الذي صادف وقوعه في آب/ أغسطس 2012 استهداف المخيم بقذائف الهاون العشوائية التي سقط فيها عش ارت الضحايا والجرحى فيما عرف بمجزرة»شارع الجاعونة«. العامة الفارقة في تاريخ مخيم اليرموك كانت في يوم 16 كانون األول/ ديسمبر 2012 والذي كان يوم ا مأسوي ا بالغ القسوة على أهالي المخيم حين قصفت طائ ارت»الميغ«السورية بالصواريخ جامع»عبد القادر» وجوار مدرسة»الفالوجة«الحسيني التي كانت تأوي نازحين سوريين من مدينة»الحجر األسودالتضامن«وهو وحي ما نجم عنه عش ارت الشهداء الفلسطينيين والسوريين. وحصل ذلك القصف الجوي بالتوازي مع دخول كتائب من»الجيش الحر» إلى المخيم عقب بعض االنشقاقات بين عناصر اللجان الشعبية التابعة للجبهة الشعبية - القيادة العامة المؤيدة للنظام لتسود حالة من الذعر والفزع بين أهالي المخيم ليت ازمن هذا مع شائعات روجتها بعض المجموعات المؤيدة للنظام السوري في مساء اليوم نفسه عن إعطاء الجيش السوري مهلة 24 ساعة ألهالي المخيم إلخائه مما سبب في صباح اليوم التالي حالة نزوح جماعية بائسة لألهالي من الفلسطينيين والسوريين وبقي في المخيم وقتها بضعة آالف من سكانه. هذا اليوم الحزين الذي سماه كثيرون بالنكبة الجديدة حفر في وجدان فلسطينيي المخيم جرح ا غائر ا لم يندمل حتى اللحظة فمخيم اليرموك كان ملجأهم الصغير في طريق حلم عودتهم إلى فلسطين. عاشوا من قبله يحملون مفتاح العودة إلى فلسطين ليضموا إليه مفتاح العودة إلى مخيم اليرموك وهم اآلن في المنافي ال ي ازلون يتساءلون»يا ترى منرجع عالمخيم!«. في جرمانا ماجد طباع بالت ازمن مع بدء دخول قوات النظام إلى القرى والمدن السورية عام 2012 بدأ النازحون القدوم إلى مدينة جرمانا في ريف دمشق. بداية كان النزوح إلى المدينة محصور ا في أبناء الريف والسيما الريف الدمشقي الجنوبي منه إال أن حركة النزوح اتسعت بالتساوق مع امتداد آلة النظام العسكرية وتصعيد عنفها فدخلت إلى مدينة جرمانا أفواج جديدة من النازحين السوريين من المناطق السورية جميعها. ومنذ نزحوا افترش القادمون الفق ارء غير القادرين على دفع اإليجا ارت الساحات العامة والحدائق فبدت المدينة في مأزق كبير. ومما ازد األمر سوء ا أن الدولة فتحت المدارس إليوائهم بق ارر ارتجالي وتخلت عن باقي مسؤولياتها نحوهم ومنها توفير أدنى احتياجات الحياة. مما دفع بناشطي المدينة وبعض المتطوعين في الهال األحمر إلى محاولة تأمين ما يقي هؤالء النازحين من الجوع والظروف الجوية واستمروا على هذا الحال بالرغم من توكيل الدولة للجان الشعبية )الشبيحة( التي كانت قد شكلتها لقمع االحتجاجات مهمة اإلش ارف على توزيع المساعدات. ومن الصعوبات التي واجهت النازحين في جرمانا: إيجا ارت الشقق المرتفعة جد ا هذا إن حصلوا على الموافقات األمنية التي كانت سبب ا في اعتقال كثيرين منهم ما دفع بعضهم إلى السكن في منازل غير مكسوة أو مخدمة. إضافة إلى نظرة المجتمع المضيف إليهم على أنهم قد يجلبون الخ ارب إلى المدينة والسيما أن دخولهم إلى المدينة ت ازمن مع وضع أمني متدهور تمثل في عدة تفجي ارت مجهولة الجهة المنفذة ارح ضحيتها عش ارت الضحايا وهو ما استثمره النظام في تفعيل العداء بين النازحين والمجتمع المضيف فضا عن محدودية فرص العمل لديهم ما دفعهم إلى العمل في ظل ظروف صعبة وأجر زهيد. واليوم وصل عدد النازحين في مدينة»جرمانا«إلى أكثر من مليون نازح تزداد أوضاعهم سوء ا يوم ا بعد يوم. فاإلحباط والفقر والخوف من االضطهاد والبطالة أصبحت حالة أصيلة لديهم بعد أن كانوا يشعرون أنها مرحلة مؤقتة. وعلى الرغم من وجود وجوه إيجابية تجلت بمباد ارت إلنشاء فرق إغاثة ومساعدات صحية وتعليمية إال أن حالة النازحين أضحت كارثية ومن الممكن أن تؤدي بالمجتمع عما قريب إلى االنحال االجتماعي واألخاقي وتفش ي الجريمة واألم ارض النفسية إضافة إلى عدم المباالة بالشأن العام واألنانية والفردية في نمط التفكير والحياة. 9 2017/9/15
لؤي عيد- األردن يتسم واقع الاجئين السوريين في األردن بسمات خاصة تميزه عن واقع نظ ارئهم في باقي بلدان الجوار ألسباب جغ ارفية واجتماعية من ذلك على وجه المثال ال الحصر العاقات االقتصادية المتشابكة بين محافظة درعا )ومنها النسبة األكبر من الاجئين السوريين إلى األردن( مع الشمال )محافظتي إربد والمفرق( األردني والتي تعز زها صات الق اربة واألصول العشائرية المشتركة. وهو ما يفس ر االستقبال الذي حظيت به الدفعات األولى لاجئين الذين بدؤوا بالتوافد إلى األردن والسيما إلى مدينتي المفرق والرمثا الحدوديتين في وقت مبكر منذ 2011-11-15. حيث است قبل هؤالء الاجئون في بيوت الضيافة والمساجد ومساكن قدمها السكان إليهم مجان ا. وتولت عدة جهات من بينها مؤس سات المجتمع المدني وهيئات شعبية جمع المساعدات وتقديم المعونات والتبرعات والطرود الغذائية لاجئين. وبلغ عدد الاجئين في حينه 1800 الجئ وفق تقرير المفوضية العليا لاجئين )تفاصيل خطة المفوضية الستقبال الاجئين السوريين في األردن 2011-11-15 تصريح نائب المفوضية في عمان»عرفات جمال«(. وحتى ذلك الوقت لم تكن المفوضية والحكومة األردنية تتوقعان أن تتواصل عمليات اللجوء لتأخذ طابع الهجرة الجماعية كما حدث في عامي 2012 و 2013 وهو ما دفع الطرفين إلى التفكير الجدي في البدء ببناء المخيمات فب ني مخيما»الزعتري«و»مريجيب الفهود«)المخيم اإلما ) بقدرة ارتي استيعابية ل 200 ألف الجئ. الموجة الكبيرة والرئيسة: 2013-2012 مع ارتفاع حدة الص ارع التي أخذت في عامي 2013-2012 بعد ا كارثي ا شهد األردن تدفق ا يومي ا لاجئين ق د ر ب - 1500 2000 الجئ يومي ا ما أدى إلى ارتفاع أعداد الاجئين في أواسط عام 2013 لتصل إلى 530 ألف الجئ وفق تصريح وزير الداخلية»حسين األردني منسق شؤون الاجئين المجالي«وهو ما أكده في و ازرة الداخلية األردنية»صالح الكياني«. واست وعب القسم األكبر منهم في مخيمي»الزعتري«و»مريجيب الفهود«ومخيمات أخرى سنأتي على ذكرها الحق ا. الالجئون السوريون في األردن: واقع ومشكالت ومع تطور األحداث العسكرية واالشتباكات على الحدود السورية والتي امتدت لتطال مدينة»نصيب«التي تقع قرب المعبر الرئيس لألردن ومعبر الرمثا أ غلقت الحدود السورية األردنية ألول مرة منذ بدء االحتجاجات في سورية وذلك في 2011-4-25 ليعاد فتحها بعد أسبوعين وبعد سيطرة فصائل المعارضة على معبر الرمثا ثم معبر نصيب )معبر جابر(. بعدها أ غلقت الحدود بين البلدين في تاريخ 2012-9-27 وال ت ازل مغلقة حتى تاريخه, وهو ما دفع الاجئين شرعية خصصت لهذا إلى سلوك معابر غير الغرض. إال أن استم ارر تدفق الاجئين دفع الحكومة األردنية ومنذ منتصف عام 2013 إلى التشدد في استقبال الاجئين حيث توقف السماح لاجئين بدخول األردن باستثناء حاالت ف سر خاصة ومحدودة جد ا. وهو اإلج ارء الذي من الجانب بعدم قدرة الباد على األردني استيعاب المزيد من الاجئين إضافة إلى وضع مبر ارت ذات طابع أمني ميزت السياسات األردنية منذ ذلك الوقت وال ت ازل مستمرة إلى اآلن. إال أن الحكومة األردنية وعلى الرغم مما سبق ال ت ازل تؤكد عدم وجود ق ارر بوقف استقبال الاجئين السوريين وهو ما يعني أن رسمي اإلج ارء سابق الذكر يطب ق من دون ق ارر بالمنع. ولقد أدت هذه التدابير إلى انخفاض أعداد الاجئين إلى األردن من معدل 1800 الجئ يومي ا إلى أقل من 200 الجئ في أواخر عام.2014 وتؤكد المفوضية العليا لاجئين أن عدد الاجئين الذين دخلوا األردن في الفترة الممتدة من تشرين عمل للفنان همام السيد األول/ أكتوبر وحتى كانون األول/ ديسمبر من عام 2014 لم يتجاوز 2900 الجئ. وأكدت تقارير صادرة عن مكتب األمم المتحدة لتنسيق الشؤون اإلنسانية معتمدة على ما رصدته األقمار الصناعية أن الحدود السورية األردنية مغلقة بصورة غير رسمية. الواقع ال ارهن لالجئين السوريين: جغ ارفي ا وديموغرافي ا بلغ عدد الاجئين السوريين المسجلين لدى المفوضية العليا لاجئين ومنظمة العمل الدولية 655334 الجئ ا في حين أن الرقم الرسمي األردني ارتفع إلى 657000 الجئ والفارق بين الرقمين مرده غالب ا- إلى أن عدد ا من السوريين من رجال األعمال والمهنيين والصناعيين غير مسجلين لدى المفوضية ألنهم حاصلون على إقامات رسمية كونهم مستثمرين وتتمتع هذه الفئة بالقدرة على مغادرة األردن والعودة إليه على عكس الاجئين. يصن ف الاجئون وفق مكان السكن إلى مقيمين خارج المخيمات ومقيمين داخل المخيمات ويترتب على هذا التمييز حقوق مختلفة لاجئين. المقيمون خارج المخيمات: تبلغ نسبة القاطنين خارج المخيمات 82 2% 10 أصوات- العدد 1
من مجموع الاجئين ويتوزعون على المدن والبلدات األردنية وفق التالي: عمان 27 7% إربد 23 3% المفرق 15 4% الزرقاء 8 5% البلقاء 3 2% جرش % 1 8 مادبا 1 8% عجلون 1 6% الكرك % 1 5 معان % 1 2 العقبة % 0 5 الطفيلة 0 4 % المقيمون داخل المخيمات: وتبلغ نسبتهم 18 8 من مجموع الاجئين ويتوزعون على المخيمات التالية: مخيم الزعتري 12 9% من مجموع سكان ا لمخيما ت مخيم مريجيب الفهود )اإلما ) 0 8% ارتي مخيم األزرق 2 2% مخيم ال ارجحي % 0 4 مخيم سايبر سيتي 0 06 مخيم الحديقة 0 015 تكشف نسب توزع إقامة الاجئين في المخيمات أو خارجها أيض ا أن هناك ميا عام ا إلى مغادرة المخيمات وهو ما تعكسه األرقام ص ن ف في والسيما في مخيم»الزعتري«الذي عام 2013 على أنه من أكبر المخيمات في العالم و اربع تجمع سكاني في األردن حيث وصل عدد سكانه في حينها إلى أكثر من 150 ألف الجئ في حين أنه ال يضم اآلن سوى نصف هذا العدد. إن ما يدفع الاجئين السوريين إلى مغادرة المخيمات على الرغم من تكاليف السكن والكهرباء والمياه المرتفعة خارجها هو رغبتهم في العمل وتحسين ظروفهم المعاشية في الدرجة األولى مع علمهم المسبق بصعوبة إيجاد فرصة عمل. إضافة إلى رغبتهم في االنعتاق من نظام المعسكر وهو ما يحتاج إلى إذن رسمي لمغادرته. ومن أسباب انخفاض نسب المقيمين داخل المخيمات أيض ا هو نظام»الكفالة«الذي يسمح للمواطن أن يكفل األردني الجئ ا أي يتحمل مسؤوليته بحكم الق اربة. وعلى الرغم من أنه جرى التشدد الحق ا بتطبيق نظام الكفيل واشت رط فيه أن تكون الق اربة من الدرجة األولى إال أن اإلج ارءات األردنية والسيما في عام 2016 باتت تسمح لاجئين بمغادرة المخيم من أجل العمل. وفي األسبوع األخير من شهر آب/ أغسطس الماضي افت تح في المخيم مكتب للعمل يساعد الاجئين في الحصول على عمل. وبالنسبة إلى توزع الاجئين بحسب مصدر اللجوء نجد أن محافظة درعا تتصدر المركز األول بنسبة 42 1 في المئة من مجموع الاجئين السوريين تليها محافظة حمص بنسبة 15 86 في المئة. في حين تعود النسبة المتبقية إلى محافظات دمشق وريف دمشق وحلب والسويداء وطرطوس. والماحظة األبرز هنا هي أن الجئي محافظة درعا يشكلون النسبة الغالبة من الاجئين السوريين ) 276000 ( أي ما يزيد على ربع مليون الجئ ال يبعدون عن مدنهم وق ارهم سوى بضعة كيلومت ارت فقط وهو ما سهل حركتهم وعودة بعضهم إلى بلداتهم وق ارهم ما إن تهدأ األوضاع ولو قليا. وهذا ما شهدناه في النصف الثاني من عام 2013 حيث عاد إلى سورية أكثر من 50 ألف الجئ بشكل منتظم وعبر السلطات األردنية وأغلبيتهم الساحقة من محافظة درعا. عملي ا لم تتوقف حركة العودة وإن خفت وتيرتها والسيما أن السلطات األردنية ال تسمح لاجئين الذين يغادرون األ ارضي األردنية بالعودة مجدد ا أي إنه خط باتجاه واحد. لذا فإن عودة الاجئين ترتبط مباشرة بشعور الاجئين باألمان في حال عودتهم وهو ما ينطبق على إعادة التوطين التي تنفذها المفوضية بالتعاون مع بعض بلدان الهجرة التي أبدت رغبتها في استقبال الجئين سوريين وفي مقدمتها كندا والواليات المتحدة األميركية حيث استقبلت الواليات المتحدة نحو 2000 الجئ بينما استقبلت كندا نحو 2500 الجئ قبل نهاية عام 2016. خاصة القول هنا: إن أرقام الاجئين السوريين متحركة وتحتاج دوم ا إلى تحديث. وقبل أن نختم هذه النقطة ال بد من التنويه إلى أن األمم المتحدة والمفوضية العليا لاجئين علقت على اتفاق خفض التوتر بالقول: إنه ال ي ازل الوقت مبكر ا لعودة الاجئين وعلينا أن ننتظر إلى حين التأكد من أن عودتهم ستكون آمنة. وبالمقابل ترددت أنباء غير موثقة بعد عن آالف الاجئين السوريين الذين يعدون العدة للعودة إلى محافظة درعا هذه األيام )آب 2017( بل إن العديد منهم قد عاد فعا وهو ما ينبغي متابعته وتوثيقه استناد ا إلى جهات رسمية. وهذا يفصح عن رغبة عميقة لدى الاجئين السوريين في العودة إلى بلدهم. وهذا ما تأكده العديد من المقابات مع الاجئين أنفسهم في مختلف مناطق األردن. أخير ا ال بد من اإلشارة إلى أن عدد الاجئين السوريين في األردن بات معروف ا بدقة مقبولة اآلن. فبعض الجهات الرسمية األردنية وبفعل ضغط اللجوء السوري على البنية التحتية وافتقاد الموارد إضافة إلى األزمة االقتصادية الناتجة من عوامل متعددة أبرزها إغاق الحدود السورية والع ارقية وما تسببه من خسائر لاقتصاد األردني تعطي أرقام ا وإحصاءات عن السوريين في األردن وليس عن الاجئين السوريين في األردن لتصل نسبة الاجئين وفق إحصاءاتهم إلى 20 في المئة من سكان األردن. وهو الخاصة رقم متداول في العديد من المؤتم ارت بالاجئين ولدى بعض المؤس سات. وإذ تؤكد و ازرة الداخلية األردنية أن عدد السوريين الذين كانوا يقيمون في األردن قبل 2011-2-15 يصل إلى 700000 سوري )مع العلم أن ذلك تم عبر موجات هجرة منذ عشرينيات القرن المنصرم( نجد أن إحصاء مفوضية الاجئين دقيق وهو رقم يعادل 10 في المئة من سكان األردن وهو رقم كبير با شك بالنسبة إلى دولة مواردها محدودة كاألردن. تعريف الالجئ الاجئ بحسب ما عرفته اتفاقية جنيف 1951 في مادتها األولى:»كل شخص يوجد بنتيجة أحداث وقعت قبل 1 كانون الثاني/ يناير 1951 وبسبب خوف له ما يبر ره من التعرض لاضطهاد بسبب عرقه أو دينه أو جنسيته أو انتمائه إلى فئة اجتماعية معينة أو آ ارئه السياسية خارج بلد جنسيته وال يستطيع أو ال يريد بسبب ذلك الخوف أن يستظل بحماية ذلك البلد أو كل شخص ال يملك جنسية ويوجد خارج بلد إقامته المعتادة السابق بنتيجة مثل تلك األحداث وال يستطيع أو ال يريد بسبب ذلك الخوف أن يعود إلى ذلك البلد«. أ خذ على هذه االتفاقية أنها مقيدة زماني ا باألحداث الواقعة قبل كانون الثاني/ يناير 1951 وحصرت أسباب اللجوء بالخوف من االضطهاد إال أنه اتسع تعريف الاجئ باالتفاقيات الاحقة والسيما في اتفاقية منظمة الوحدة اإلفريقية في 10 الخاصة أيلول/ سبتمبر عام 1969 بالاجئين ليشمل األشخاص الفارين من العنف المعمم )الحرب الدولية أو الن ازع الداخلي المسلح أو االعتداء أو االحتال العام الخارجي أو اإلخال الشديد بالنظام أو االنتهاكات الواسعة لحقوق اإلنسان(. 11 2017/9/15
أنيس محسن- لبنان مقاربة حقوقية للجوء السوري إلى لبنان في مواجهة اللجوء السوري إلى لبنان حصل إجماع رسمي وسياسي وإعالمي لبناني )فيما عدا قلة من الناشطين ذوي ال أري المستقل والعلمي ) على استبدال صفة اللجوء ب»النزوح«. نحاول في ازويتنا األولى التعامل مع هذه المغالطة المقصودة بناء على عمل للفنان ن ازر علي بدر الدولي القانون اإلنساني والنظر في بعض المالبسات المتعلقة به. الجئون وليسوا نازحين وفق اللجنة الدولية للصليب األحمر»الاجئون هم أشخاص عبروا حدود ا دولية ومعرضون لخطر االضطهاد في بلدهم األصلي أو وقعوا ضحية له في حين أن النازحين لم يجتازوا حدود ا دولية ولكنهم فر وا أيض ا من ديارهم لسبب من األسباب.«وتؤكد اللجنة في تقرير على موقعها اإللكتروني بعنوان»الاجئون والنازحون«أن اتفاقية عام 1951 توفر»اإلطار الرئيس لحماية الاجئين ومساعدتهم. ويتمتع الاجئون بالحماية أيض ا بموجب قانون حقوق اإلنسان العام والقانون إذا وجدوا الدولي اإلنساني أنفسهم في دولة مشاركة في ن ازع مسلح«. وتضيف اللجنة:»تنص األحكام العامة للقانون على حماية الاجئين الدولي اإلنساني المدنيين في الدول التي تشارك في ن ازع مسلح إال أنهم يحظون أيض ا بحماية خاصة بموجب اتفاقية جنيف ال اربعة والبروتوكول اإلضافي األول«. وتقر هذه الحماية اإلضافية»بضعف الاجئين بصفتهم أجانب في يدي أحد أط ارف الن ازع«. وتقول اللجنة الدولية للصليب األحمر: إنه»ال توجد اتفاقية تتناول مسألة النازحين تعادل اتفاقية 1951 المتعلقة بوضع الاجئين. إال أن الدولي القانون يحمي األشخاص من النزوح ويوفر لهم الحماية عندما ينزحون بموجب مجموعة من القوانين وهي: - القانون لحقوق اإلنسان والقانون الدولي الوطني. - القانون في حالة ن ازع الدولي اإلنساني مسلح. - المبادئ اإلرشادية المتعلقة بالنزوح الداخلي التي تقوم على هذين القانونين والتي توفر إرشادات مفيدة بشأن جوانب محددة للنزوح«. وعلى الرغم من أن مسألة النزوح غير مشار إليها في معاهدة منفردة إال أن القانون الدولي اإلنساني والسيما اتفاقية جنيف وملحقاتها تشدد على حماية السكان من النزوح وأثناءه بصفتهم مدنيين.»ويضمن القانون وصول منظمات الدولي اإلنساني اإلغاثة والمنظمات اإلنسانية إلى الاجئين والنازحين في حاالت الن ازع المسلح. ويجب على أط ارف الن ازع تسهيل توفير مواد اإلغاثة مثل األدوية والمواد الغذائية والبطانيات والخيم«.» للقانون الدولي لبنان: خرق»محمي شهد لبنان انقسام ا على كيفية التعامل مع الاجئين السوريين منذ أن بدأت موجات اللجوء الجماعية جراء استهداف القرى والبلدات والمدن السورية باألسلحة الثقيلة وبقصف الطي ارن ابتداء من أواخر 2011 ومطلع 2012 وهو انقسام مبني على االنحياز ألحد طرفي الص ارع في سورية. فمعارضو األسد اللبنانيون طالبوا بإقامة مخيمات لاجئين وتسليمها إلى األمم المتحدة ومؤيدو النظام منهم رفضوا ذلك مطلق ا األمر الذي أوجد فوضى عارمة في مسألة اللجوء وتأمين متطلبات الاجئين والسيما مع انتشار المخيمات العشوائية واضط ارر أعداد من الاجئين إلى السكن في القرى والمدن وتوجه الاجئين الفلسطينيين من سورية إلى مخيمات الاجئين الفلسطينيين في المناطق اللبنانية. لكن المعارضين والمؤيدين لنظام بشار األسد توافقوا مع أدواتهم الدعائية واإلعامية على توصيف هؤالء بالنازحين في تعمية مقصودة الدولي اإلنساني للقانون وهرب ا من االلت ازمات بموجب القانون اإلنساني الدولي المنصوص عليها في اتفاقية 1951 بل إن هذا التهرب تمت تغطيته من قبل الدول الغربية )أوروبا على وجه الخصوص( من خال التهرب من الضغط على الحكومة اللبنانية للكف عن التعامل غير الائق وغير القانوني اإلنساني بل غير في كثير من 12 أصوات- العدد 1
األحيان مع الاجئين السوريين في لبنان بسبب الهلع من تدفق الاجئين األوروبي إلى القارة العجوز. وقد بدا ذلك واضح ا من خال تافي مندوبي تلك الدول في مجلس حقوق اإلنسان خال الم ارجعة الدورية األخيرة لوضع حقوق اإلنسان في لبنان من توجيه أي لوم إلى لبنان بل إشادة تلك الدول بما يقدمه لبنان لاجئين وذلك وفق مشاركين من منظمات المجتمع المدني السوري والفلسطيني في إعداد أحد التقارير الموازية لوضع حقوق اإلنسان في سورية. يقول والناشط السياسي الصحافي اللبناني والمدني ثائر غندور في مقالة نشرها موقع»رصيف 22«اإللكتروني:»ت صر الحكومات اللبنانية المتعاقبة منذ عام 2011 )ثاث حكومات( على تسمية الاجئين السوريين في لبنان بالنازحين«. يظهر هذا األمر واضح ا في البيان الو ازري لحكومة الرئيس سعد الحريري الذي جاء فيه:»إذ تؤكد الحكومة الت ازمها مواصلة العمل مع المجتمع لمواجهة أعباء النزوح الدولي السوري واحت ارم المواثيق الدولية فإن الدولة تشير إلى أنها لم تعد تستطيع وحدها تحمل هذا العبء الذي أصبح ضاغط ا على وضعها واالقتصادي والبنيوي االجتماعي بعدما وصل عدد النازحين إلى أكثر من ثلث مجموع سكان لبنان«. ويضيف:»صحيح أن لبنان لم يوقع هذه االتفاقية لكن هذا ال يعفيه من تطبيق مبادئها األساسية مثل: وجوب عدم طرد الاجئ أو إعادته إلى أوضاع تهدد حياته وحريته وتأمين السكن والتعليم واإلغاثة واألو ارق الثبوتية«. ويؤكد أنه»لهذه األسباب ي صر المسؤولون اللبنانيون على استخدام مصطلح نازح بدل الجئ رغم كونه خاطئ ا. هل هي رغبة بعدم تحمل المسؤولية «وقال لي متطوع غربي في إحدى المنظمات الدولية المعنية بمسألة الاجئين السوريين: إن مندوبي الحكومة اللبنانية يفرضون على الوكاالت التابعة لألمم المتحدة استخدام وصف»نازحين«على الاجئين السوريين وال يقدمون أي تسهيات ما لم تلتزم تلك الوكاالت بهذا التوصيف. وسمح الغطاء للبنان بارتكاب الكثير الدولي 2017/9/15 من التجاو ازت بحق الاجئين وقد أحصت الشبكة السورية لحقوق اإلنسان في تقرير أصدرته في 27 شباط/ فب ارير 2017 عنوانه»با حماية با حقوق: الاجئون السوريون في لبنان بين العنصرية وحرمان الحقوق وخطر الطرد والتسليم للنظام«مشيرة في عناوين فرعية للتقرير إلى أن تلك التجاو ازت لاجئين السوريين الذين يقدرون ب 1,7 مليون الجئ هي على النحو التالي: االستغال في العمل والتعامل العنصري واالستغال الجنسي والحرمان من الحماية القضائية والحرمان من الرعاية الصحية والحرمان من التعليم والتسول ووالدات غير مسجلة واعتقال وخطف وتعذيب وتسليم إلى النظام السوري. كما سعت األجهزة اللبنانية ذات الصلة إلى اإليحاء بالتخفيف من اإلج ارءات غير القانونية بحق الاجئين السوريين من خال ق ارر ات خذ أخير ا بتخفيض الرسوم على إقامة السوريين في لبنان وقالت»هيومن اريتس ووتش«بهذا الشأن في بيان :»إن ق ارر إلغاء الرسوم الباهظة التي منعت العديد من السوريين من الحفاظ على وضع قانوني في لبنان هو خطوة إيجابية. لكن يبدو أن الق ارر يستبعد عدد ا من الاجئين األكثر عرضة للخطر«. وأضافت المنظمة الحقوقية الدولية أن»مكاتب األمن العام تطبق سياسات اإلقامة بشكل غير متسق بما في ذلك عن طريق االشت ارط على الاجئين المسجلين لدى المفوضية الحصول على كفيل وتوقيع السوريين على تعهد بعدم العمل حتى بعد إلغاء هذا الشرط في 2016. ]...[ على السلطات اللبنانية ضمان تطبيق السياسة الجديدة القاضية باإلعفاء من الرسوم بشكل متسق من قبل جميع م اركز األمن العام في لبنان.«وتابعت»يأتي إعان تجديد اإلقامة هذا وسط تصريحات علنية مقلقة بشأن احتمال إعادة الاجئين منها تقارير عن مفاوضات بين حزب هللا وقوى المعارضة السورية إلعادة الاجئين من لبنان إلى سورية«. قد تخلق هذه السياسة فئة ارسخة من الاجئين من دون إقامة تتعرض لخطر اإلعادة الجبرية بشكل كبير. ال تسمح األوضاع في سورية بإنشاء مناطق آمنة وأي إعادة قسرية لاجئين ستكون غير قانونية الدولي بموجب القانون بغض النظر عما إذا كان السوريون يتمتعون بإقامة أو مسجلين لدى المفوضية أم ال فالاجئون محميون وينبغي عدم إجبارهم على العودة إلى البلدان التي قد يواجهون فيها اضطهاد ا. ومن مظاهر التعدي على الاجئين السوريين وحقوقهم ما جاء في موقع»المدن«اإللكتروني الذي أورد:»نتيجة ازدياد التوتر بين الشعبين والسوري وبسبب اللبناني شكوك اللبنانيين بانتماء السوريين إلى خايا إرهابية وقعت في السنوات الماضية حوادث اعتداء وضرب على السوريين. كما أن التحرش الجنسي واالغتصاب هما من أكثر أنواع العنف انتشار ا نظر ا لهشاشة واقع النساء في أوقات الن ازع إضافة إلى تفاقم ظاهرة تزويج الفتيات السوريات القاص ارت ما عرض عدد ا من الاجئات السوريات إلى االستغال واإلتجار بهن«. خرق بالجملة للقوانين والمعاهدات الدولية ختام ا إن تعاطي السلطات اللبنانية مع قضية اللجوء السوري إلى لبنان والتداعايات االجتماعية واإلنسانية واالقتصادية على الاجئين بسبب تلك اإلج ارءات والتعبئة العنصرية ضد هؤالء يخرق عدد ا يكاد ال يحصى من القوانين والمعاهدات واالتفاقات والعهود الدولية سنذكر بعضها في البحث الموسع الذي سينشر في الموقع االلكتروني للمجلة الحق ا. عمل للفنان ن ازر علي بدر 13
قضايا وشهادات طارق عزيزة من يهتم للمهجرين والنازحين داخلي ا تعد»أزمة اللجوء«واحدة من المعضات على اللجوء وكل ما يتعلق بالاجئين مدرج ا على لوائح اإلرهاب وهذا من شأنه التي تثقل كاهل المجتمع في عالمنا حيث هناك العديد من القوانين والمعاهدات أن يجعل إمكان وصول المنظمات الدولية الدولي رئيسا على واالتفاقيات الدولية التي تنظم حقوقهم وتحدد إلى النازحين أمر ا شبه مستحيل. المعاصر حتى إنها غدت بند ا جدول أعمال العديد من الحكومات المعنية مسؤوليات الدول تجاههم وكيفية حمايتهم على أن الركون إلى هذه الحجة لن يصمد بها والسيما في الدول التي استضافت وما إلى ذلك في حين أن الموضوع يختلف وسيفقد مبر ارته إذا ما جرت مقاربة قضية على أ ارضيها األعداد األكبر من الاجئين في حالة النزوح وبالكاد يوجد إطار النزوح من منظار القانون الدولي الداخلي الداخلي خال السنوات القليلة الماضية فضا عن قانوني بمرجعية دولية يتناول المسألة. لحقوق اإلنسان فهذا القانون يشكل منظومة وجود عش ارت المنظمات الدولية وأخرى غير لعل من أهم الوثائق في هذا الشأن»المبادئ من القواعد الدولية المصم مة لحماية وتعزيز حكومية نشأت في األساس بغرض التعامل التوجيهية بشأن النزوح «التي حقوق اإلنسان للجميع أي إن شموله ال الداخلي مع مسائل اللجوء. من أجل هذه القضية ق دمت إلى األمم المتحدة عام 1998 يتحدد وفق ا ألي نطاق جغ ارفي معين أو الخاصة بحقوق وضعية قانونية محددة لألف ارد فقد نص ت عقد المؤتم ارت ويجتمع المانحون وت برم وحددت بموجبها المبادئ االتفاقيات بين الدول وتحت عنوانها تنفق النازحين داخلي ا والت ازمات الحكومات على حماية الحقوق الطبيعية لدى بني البشر والجهات غير الحكومية تجاه هؤالء كافة بصرف النظر عن جنسيتهم أو مكان سنوي ا مليا ارت الدوال ارت. صحيح أن ذلك كله لم يؤد إلى إيجاد الحلول المواطنين. تهدف هذه المبادئ إلى القضاء إقامتهم أو نوع جنسهم أو أصلهم القومي الجذرية الناجعة لهذه المعضلة أو الحد من على أسباب النزوح القسري وتوفير الحماية أو أو لونهم أو ديانتهم أو لغتهم العرقي آثارها حتى اآلن غير أنها فرضت نفسها الوطنية والدولية للنازحين بمجرد حدوث أو أي مكانة أخرى حقوق مت اربطة ومتداخلة في دائرة الضوء ولم يعد من الممكن لقادة النزوح وهي تعتمد معايير القانون الدولي وغير قابلة للتجزئة. وبالتالي ال يختلف في المجتمع الدولي تجاهلها إذ ال يعود ذلك لحقوق اإلنسان والقانون هذا أن تكون حالة الشخص هي»اللجوء«الدولي اإلنساني مفصل المسؤوليات أو»النزوح«فكاهما في الباء سواء وال إلى»الدوافع اإلنسانية«فحسب وإنما بحيث تبين بشكل بشكل أكبر بسبب تحولها إلى»مشكلة المنوطة بالحكومات المعنية والمنظمات يقلل من وطأة الكارثة أنها دفعت بالمرء إلى داخلية«بعدما عبرت حدودهم فأقلقت الدولية وكذلك األشخاص والمجموعات مغادرة داره إلى خارج باده أو إلى مناطق ارحة مجتمعات دولهم واندرجت في سوق األخرى )كالجماعات المقاتلة والميليشيات( أخرى منها. ولو أن هناك إ اردة دولية جادة التجاذبات السياسية واالنتخابية فيها. في عاقتهم مع النازحين داخلي ا. غير أن في حماية النازحين أو التقليل من معاناتهم أما شقيقتها األكبر»أزمة النازحين«فكان ما ي فقد هذه»المبادئ التوجيهية«فاعليتها لن يكون من الصعب استصدار الق ارر حظها أقل من ذلك بكثير. نقول: إنها األكبر هو أنها ليست وثيقة قانونية ملزمة بذاتها الازم والتدخل مباشرة لدواع إنسانية األممي نظر ا إلى كونها من ناحية الحجم على كالمعاهدات الدولية مثا وليس هناك آليات استناد ا إلى القانون. الدولي األقل تشكل ضعف األولى. ذلك أنه وفق ا تنفيذية تدعمها لتلزم المعنيين بالتقيد بها أو لما تضمنه»التقرير لعام 2017 تقود إلى محاسبتهم على مخالفتهم لها. تزداد عمل للفنان همام السيد العالمي بشأن النزوح»)GRID2017( األمور تعقيد ا بالنظر إلى وجود صعوبات الداخلي فإن عدد النازحين داخلي ا في العالم يفوق جمة تعترض سبل العمل على التخفيف ابتداء عدد الاجئين بنسبة شخصين إلى واحد. من معاناة النازحين داخل بادهم كما أشار التقرير نفسه إلى حالة التهميش من صعوبة الوصول إليهم نتيجة الظروف واإلهمال التي تطال مشكلة النزوح الداخلي األمنية وبيئة العمل المحفوفة باألخطار في عمليات السياسة العالمية مقابل التركيز والسيما في مناطق الن ازعات المسلحة في اآلونة األخيرة على الاجئين والمهاجرين. وكذلك العوائق ذات الطابع البيروق ارطي هذا القصور في التعامل مع مسألة النزوح ال إن جاز التعبير مثل إمكان عقد اتفاقيات يقتصر على الجانب وسياسات الدول وتفاهمات تتيح للمنظمات الدولية العمل على العملي تجاهها فحسب وإنما يشمل أيض ا البنية األرض وتوفير الحماية لكوادرها أكان ذلك القانونية والتشريعية المتصلة بالموضوع. بالتنسيق مع الحكومات أو مع سلطات األمر فالمعاهدات واالتفاقيات الدولية والقانون الواقع من منظمات ومجموعات عسكرية الدولي والدولي اإلنساني بوجه عام ركزت غير نظامية )ميليشيات( قد يكون بعضها 14 أصوات- العدد 1
حسين جمو ترفرف ارية المجلس العسكري لمدينة»منبج«وريفها على مدخل المدينة التي تضج أسواقها بالحركة أكثر من المدن األخرى الواقعة تحت سيطرة»قوات سوريا الديمق ارطية«فموقعها اإلست منحها ارتيجي ميزة أن تكون صلة وصل بين مناطق سيطرة النظام جنوب ا ومناطق درع الف ارت غرب ا. وتضم المدينة آالف النازحين من المناطق المجاورة والسيما تلك التي سيطر عليها النظام السوري. لكن الماحظ فيها أن تسمية»نازح«وحدها لم تعد تعبر عن تعدد أوضاع المشمولين بهذا الوصف فليس حال النازحين المقيمين في المخيمات كحال من يسكن خارجها. لذلك هناك حاجة إلى تعريف كل حالة على حدة وهو ما يتطلب نحت مصطلحات جديدة تعبر عن االختافات. وهذا ينطبق على جميع النازحين في المناطق األخرى سواء كانت تحت سيطرة النظام أو تحت سيطرة فصائل درع الف ارت. فقد حولت الحرب الدائرة في سورية منذ ست سنوات المناطق المأهولة بالسكان إلى دوائر متصلة األمني مباشرة بالوضع. ويشكل»النازحون خارج مخيمات النزوح«الجزء األحدث من التركيبة األهلية في المناطق المحر رة من تنظيم»داعش«. وتنتشر مقرات وهيئات عديدة في»القامشلي«و»منبج«و»كوباني«لتنظيم حركة الناس وضمنها حركة النزوح دخوال وخروج ا. واألمر ذاته ينطبق حتى على سكان الدائرة السياسية الواحدة فالشخص الذي يحمل قيد القامشلي يحتاج إلى موافقة للسكن في»كوباني«كذلك األمر بالنسبة إلى النازحين من»ج اربلس«إلى»منبج«. وقد خلقت االخت ارقات األمنية إج ارءات جديدة تولد عن بعضها قلق ا دائم ا عند المنتقلين من منطقة إلى أخرى من إمكان إعادتهم إلى حيث أتوا من قبل الحواجز على الطرق الرئيسة ومداخل المدن. ما يدفعهم في رحلة للبحث في الدوائر المعنية عن بعض األختام لوضعها على أو ارق تسمح لهم بالبقاء والتنقل. 2017/9/15 مالحظات عن النزوح ففي حالة»النازحين إلى خارج مخيمات النزوح«يحتاج كل واحد منهم إلى توثيق اسمه للسماح له باإلقامة وي شترط عليه أيض ا أن يكفله أحد سكان المدينة وهي كفالة أمنية وليست تجارية تشبه إلى حد بعيد صيغة»شهادة حسن سلوك«. ويبدو أن األمر ليس صعب ا في ظل شبكة العاقات االجتماعية بين السكان ففي القامشلي تقيم آالف العائات القادمة من مناطق سورية الداخلية والسيما محافظة دير الزور. ومما لفت انتباهي خال رحلة استغرقت ثمانية أيام قادتني إلى»القامشلي«و»كوباني«و»منبج«أن شبكة العاقات بين األقارب باتت تواجه ضغط ا كبير ا بسبب األعباء الكبيرة فعلى الرغم من أن العاقات االجتماعية ال ت ازل نشطة للغاية من ناحية تقديم الخدمات الصغيرة والمساعدة في ترتيب األو ارق المطلوبة للسكن إال أن فداحة الخسائر التي لحقت بالسكان القادمين من مناطق سيطرة»داعش«ال طاقة لشبكة األقارب على تحملها لفترة طويلة فمعالجة وضعهم بات أمر ا ال تقدر عليه سوى الحكومات أو المنظمات الدولية. هذه الماحظات ال تعني أن العاقات االجتماعية تواجه أزمة فلوال التضامن االجتماعي القائم على صات الق اربة والعشيرة لكان الوضع كارثي ا بالفعل إنما القصد هو أن هذه الشبكة االجتماعية تتحمل أعباء ال تقدر دائم ا على االستم ارر فيها إلى ما ال نهاية. والواقع أن في مناطق سيطرة»قوات سوريا الديمق ارطية«هناك غياب واضح للمنظمات الدولية. يقول مسؤولون ومطلعون على الوضع هناك: إن غياب المنظمات اإلغاثية قضية سياسية وليس ناتج ا من ضعف التواصل مع»اإلدارة الذاتية«التي تدير المناطق التي تحر رها»قوات سوريا الديمق ارطية«. ويشير هؤالء إلى أن جهات سياسية معارضة ومن خلفها دول تقوم بتوجيه المساعدات إلى مناطق أخرى وتحول دون توزيعها بشكل عادل. هذا الغياب خلف و ارءه مخيمات تفتقر إلى الخدمات األساسية والهيئات اإلغاثية التي تعمل تابعة للمجالس المدنية وال إمكانات كبيرة لديها لتغطية الحاجات والسيما في الطبي الجانب. يبدو أن التحي ازت السياسية تؤدي دور ا أيض ا في مفاقمة مشكلة»ال ارفضين للعودة«ففي بلدة»تل رفعت«حلب يرفض معظم غربي سكانها العودة على الرغم من نداءات»قوات وجهاء سوريا الديمق ارطية«لهم وتواصلها مع وإرسالها تطمينات للسكان حتى لمن كان منهم في صفوف مقاتلي المعارضة. األمر ذاته ينطبق على القرى والبلدات الكردية التي سيطر عليها النظام في أنحاء حلب حيث ترفض أغلبية سكان هذه المناطق العودة على الرغم من استق ارر الوضع فيها. األمني الواقع أن قضية»العودة إلى المنزل«ملف كبير في سورية وال يمكن حله إال ضمن مصالحة شاملة برعاية دولية وربما عبر انتداب قوات دولية تكون بديا من القوى المحلية في مناطق التوتر. عدسة أصوات عدسة أصوات 15
في نقد االستجابة اإلقليمية لمنظمة الهجرة الدولية لألزمة السورية* خلف علي الخلف وفق ا للمنظمة الدولية للهجرة فإن كل الجئ مهاجر. وبناء على هذا التعريف تعمل المنظمة بين النازحين السوريين والالجئين في الدول المجاورة ولها خطة تسميها»االستجابة اإلقليمية لمنظمة الهجرة الدولية لألزمة السورية«. في هذه الخطة تدعي المنظمة الدولية للهجرة أنها تقدم المساعدة للسكان المتضر رين داخل سورية ولالجئين السوريين في البلدان المجاورة أيض ا. وتهدف المنظمة إلى توفير االحتياجات المنقذة لحياة المشردين والالجئين السوريين وتقديم المساعدة للمجتمعات الضعيفة المضيفة. عمل للفنان همام السيد ومع استم ارر الص ارع في سورية فإن أوضاع السوريين الذين يحتاجون إلى المساعدة تستمر في النمو. ووفق ا ألرقام المنظمة الدولية للهجرة هناك ما يقرب من 6.3 مليون سوري مشرد داخلي ا يحتاجون إلى المأوى والغذاء والخدمات سوري الصحية. ويقدر أن نحو 13.5 مليون سوف يكونون في حاجة إلى مساعدات إنسانية في عام 2017. وإضافة إلى ذلك هناك أكثر من 5 مايين سوري لجؤوا إلى البلدان المجاورة )تركيا واألردن ولبنان والع ارق ومصر(. يواجه الاجئون السوريون تحديات في الحصول على العمل والمساعدة الصحية والتعليم ألطفالهم. وخال عام 2017 ستقوم المنظمة الدولية للهجرة بتوسيع نطاق الحماية الحرجة وعمليات إنقاذ األرواح واإلنعاش المبكر والقدرة على الصمود لتلبية احتياجات السوريين وهم يكافحون للتغلب على األزمة التي طال أمدها. وفي ظروف معقدة كهذه تعمل المنظمة الدولية للهجرة بين الاجئين السوريين وتنشر تقارير شهرية عن أنشطتها تتناول حجم وطبيعة عملياتها. على سبيل المثال ذكر تقرير نشر في شباط / فب ارير 2017 أن المنظمة الدولية للهجرة قدمت مساعدة فردية ل 330,289 سوري ا منهم 189,831 سوري ا موجودون داخل سورية في حين أشار التقرير إلى أن العدد اإلجمالي لألشخاص المحتاجين إلى المساعدة خال ذلك الشهر كان 17.3 مليون شخص. وهذا يعني أن المنظمة الدولية للهجرة ساعدت أقل من 2 في المئة من العدد المستهدف. في حين ق درت االحتياجات التمويلية لعام 2017 بنحو 223 مليون دوالر فإن التمويل الذي تلقته المنظمة كان 7.7 مليون دوالر أو ما يقرب من أميركي 7 في المئة من الرقم المقدر. وأشار التقرير أيض ا إلى أن قطاعات المساعدة الرئيسة هي كما يلي: توزيعات المواد غير الغذائية والمأوى والصحة والمساعدة في النقل والدعم النفسي االجتماعي وسبل العيش. ووفق ا لهذه األرقام فإن المنظمة تعاني من فجوة هائلة من حيث النسبة المئوية التي يغطيها اإلجمالي العدد لألف ارد المستهدفين وكذلك من حيث مقدار التمويل المطلوب لتغطية عملياتها. وهذه ليست هي العوائق الجوهرية الوحيدة التي تحد من أهمية العمل الذي تقوم به المنظمة داخل سورية أو حتى في الدول المجاورة تكمن في طبيعة الهيكل التنظيمي فهناك عقبات للمنظمات الدولية نفسها والقوانين التي تحكم عملها الذي أعتزم مناقشته في الفق ارت التالية. بصورة عامة تعاني المنظمات الحكومية الدولية من تضخم مفرط في بيروق ارطيتها من حيث عدد الموظفين الكبير مقارنة بحجم عملياتها ومن حيث إج ارءات االستجابة لألزمات العاجلة أو الطويلة األجل. فالمنظمة الدولية للهجرة لديها نحو تسعة آالف موظف! وهذا الرقم يشمل عدد الموظفين الدائمين ومع إضافة الموظفين المؤقتين )عندما تتعامل المنظمة مع األزمات( إليهم فإن العدد سيزداد كثير ا. على سبيل المثال وفق ا لتقرير المنظمة المذكور أعاه فإن عدد الموظفين العاملين في سورية هو 888 موظف ا منهم 85 موظف ا دولي ا. ووفق ا للتقرير المالي للمنظمة لعام 2015 بلغت النفقات اإلدارية والتشغيلية نحو 1.6 مليار دوالر. وهو رقم ضخم بغض النظر عن المبر ارت المحاسبية التي تقدمها مي ازنية المنظمة السنوية إذا ما نظرنا إلى األثر الذي يتركه عمل المنظمة على األرض. ولجعل هذه النقطة أكثر وضوح ا حول جيش الموظفين البيروق ارطيين فإن معظم عمليات المنظمة الدولية للهجرة تماشي عمليات المفوضية العليا لشؤون الاجئين وتتداخل مع منظمات أخرى. ومن خال تعامل المنظمات الدولية مع أزمة الاجئين في سورية يسهل ماحظة أن معظم الموظفين يسافرون في درجة رجال األعمال وينامون في فنادق فخمة وينظمون فيها ندواتهم التي تهدف إلى خدمة الاجئين الذين ينامون في الع ارء أو الخيام ويعانون من المجاعة. وقد يبدو ذلك مبر ر ا فيما لو كان هؤالء الموظفون تابعين لصندوق النقد أو البنك الدولي الدولي أو منظمات أخرى تخص قطاع األعمال أو على األقل ال تتوجه لجياع ومشر دين. ذلك أن هذه المبالغ تصرف من التبرعات الواردة باسم المشر دين والنازحين والاجئين والمحاصرين والجوعى. 16 أصوات- العدد 1
وتهتم المنظمات الدولية والمنظمات الحكومية الدولية والسيما المنظمات العاملة في دول الشرق األوسط التي»ت صد ر الاجئين«بصحة الدورة المستندية للفواتير. فإذا كانت هذه الفواتير أو النفقات تفي بالمعايير المحاسبية المقبولة عموم ا فهذا يكفي حيث ال توجد معايير أخرى لتتبع النفقات مثل التفتيش والتدقيق وال توجد د ارسات تقارن بين حجم المخرجات تهتم الفعلية وحجم المدخات. وإضافة إلى ذلك المنظمات وتركز على الحصول على الصور ومقاطع الفيديو التي تسلط الضوء على موظفيها وهم يسلمون سال الطعام إلى الجوعى»ومن األفضل أن يبدو هؤالء بائسين«. وتنشر هذه المنظمات صور ا لموظفيها وهم يقفون أمام مجموعة من الناس األميين أو الجياع في الغالب في البلد المستهدف يشرحون لهم»آليات بناء القد ارت لصنع قالب كيك بنكهة فرنسية«. على سبيل المثال تضمن تقرير المنظمة المذكور أعاه هذا النشاط حرفي ا»لبنان: في فب ارير/ شباط قام فريق الصحة النفسية والدعم النفسي واالجتماعي التابع للمنظمة الدولية للهجرة بأنشطة نفسية اجتماعية مختلفة لألطفال الذين يعيشون في ماجئ جماعية في لبنان وتناولت هذه األنشطة مواضيع المرونة في حل الن ازعات القيادة والوعي والمحف ازت«. الذاتي والشيء األكثر فداحة من وجهة نظري في ما يتعلق بوضع كوضع سورية هو أن المنظمات الدولية وفق ا لقوانين األمم المتحدة أو دساتيرها الداخلية تتعامل مع الدول. وفي الحالة السورية أدى هذا الوضع إلى التعامل مع النظام الديكتاتوري نفسه الذي يقتل ويضطهد شعبه فقد نشرت صحيفة»الغارديان«تقرير ا ناقش كيف يتحكم نظام األسد في المساعدات التي تقدمها األمم المتحدة للسوريين. ويحدد التقرير العش ارت من الصفقات التي تثير تساؤالت جديدة حول دور األمم المتحدة في سورية ون ازهتها. وقد ذكر تقرير»الغارديان«أن األمم المتحدة منحت عش ارت المايين من الدوال ارت لمساعدين مقربين لرئيس النظام في سورية كجزء من برنامج المساعدات اإلنسانية الذي ينظر إليه النقاد على أنه يتم التحكم به من قبل بشار األسد. وقد استفادت من هذه الصفقات بحسب تحقيق»الغارديان«شركات في سورية تخضع لعقوبات من األمم المتحدة والواليات المتحدة واالتحاد فضا عن و از ارت حكومة األوروبي األسد والمنظمات الخيرية التابعة له بما في ذلك منظمة أنشأتها أسماء األسد زوجة بشار األسد وأخرى أنشأها قريبه ارمي مخلوف. وتقول األمم المتحدة: إنها مضطرة للعمل مع عدد قليل من الشركاء الذين وافق عليهم رئيس النظام السوري وإنها تبذل كل ما في وسعها لضمان إنفاق األموال والمساعدات في مكانها الصحيح. ويقول النقاد: إن بعثة األمم المتحدة تخاطر بفقدان فاعليتها برؤية المساعدات تتجه بشكل أساسي إلى المناطق الخاضعة لسيطرة النظام وإن األمم المتحدة تعز ز بالفعل نظام ا مسؤوال عن مقتل مئات اآلالف من مواطنيه. وذكرت صحيفة»الغارديان«أن الد ارسة التي قام األكاديمي بها»رينود ليندرس«وشارك بعض توصل إليها مع»الغارديان«تعز ز النتائج التي هذه المخاوف وتبين األرقام أن 900 مليون دوالر من 1.1 مليار دوالر في خطة األمم المتحدة لاستجابة لألزمة السورية لعام 2015 أ نف قت على المساعدات التي ن قلت عبر مدينة دمشق الخاضعة لسيطرة السلطات السورية إلى حد كبير. ووفق ا لتقرير»الغارديان«ت ظهر نتائج تحليل وثائق مشتريات األمم المتحدة أ ن وكاالتهم أقامت ش اركات تجارية مع ما ال يقل عن 258 شركة سورية دفعت فيها مدفوعات لكل شريك تت اروح بين 30 000 دوالر و 36 مليون دوالر وحتى 54 مليون دوالر. وفي تقرير كتبه»غوتمان«ونشرته»فورين بوليسي«أشار إلى»مفاجأة كبيرة «عند ق ارءة خطة األمم المتحدة لاستجابة اإلنسانية في سورية والتي ن شرت في 29 كانون األول/ ديسمبر 2016 فقد وجد أن األمم المتحدة بعد التشاور مع نظام األسد غيرت وحذفت عش ارت المقاطع لمعلومات مهمة وأساسية من أجل رسم صورة أكثر إيجابية للنظام السوري. وبالمقارنة مع الصيغة النهائية المنشورة لخطة األمم المتحدة والمشروع الذي اطلعت عليه»فورين بوليسي«فقد حذفت عشر إشا ارت لكلمة»محاصرة«أو»مناطق محاصرة«مثل مضايا التي شهدت شخصا من الجوع خال عدة أشهر وفاة 23 من الحصار قبل وصول قافلة مساعدات األمم المتحدة. كما لم يذكر تقرير األمم المتحدة أي شيء عن الب ارميل المتفجرة التي أسقطها النظام بشكل عشوائي على المناطق المأهولة بالسكان وحذف كل ذكر للجماعات المدنية السورية التي توصل المساعدات إلى المحتاجين في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. وكانت بعض وكاالت األمم المتحدة قد أعربت عن قلقها من أن حكومة بشار األسد تسيطر على توزيع المساعدات اإلنسانية. ووفق ا لمسؤول في األمم المتحدة في دمشق ن قل عنه قوله: إن فرق األمم المتحدة العاملة في سورية عرفت منذ البداية أن الحكومة السورية والمنظمات التي اعتمدتها للعمل مع األمم المتحدة ليست ملتزمة بمبادئ العمل اإلنساني أو االستقال أو الحياد. ويضيف أن هذه المبادئ و ضعت جانب ا لتلبية مطالب حكومة النظام للسماح بإدخال المساعدات اإلنسانية. *هذا التقرير قدم في نسخته اإلنكليزية لقسم العاقات الدولية في جامعة»مالمو«.»ببليوغ ارفيا المقال مرفق على الموقع اإللكتروني لمجلة أصوات«تعريف النازح النازحون: هم األشخاص أو مجموعات من األشخاص الذين أ جبروا على هجر ديارهم أو أماكن إقامتهم المعتادة فجأة أو على غير انتظار بسبب ص ارع مسلح أو ن ازع داخلي أو انتهاكات منتظمة لحقوق اإلنسان أو كوارث طبيعية أو من صنع اإلنسان وهم لم يعبروا حدود أي دولة معترف بها دولي ا. تعريف المهاجر المهاجر: هو الشخص الذي ينتقل سواء بصورة فردية أو جماعية من موقع إلى آخر بحث ا عن وضع أفضل اجتماعي ا أو اقتصادي ا أو ديني ا أو سياسي ا. علم ا أن التماسا هذا االنتقال يكون إ اردي ا وطوعي ا لحياة أفضل. تعريف التهجير القسري التهجير القسري : ممارسة تنفذها حكومات أو قوى شبه عسكرية أو مجموعات متعصبة تجاه مجموعات عرقية أو دينية أو مذهبية بهدف إخاء أ ارض معينة وإحال مجاميع سكانية أخرى بدال عنها. 17 2017/9/15
ريمة علي النزوح وآثاره النفسية عبر الزمن نتيجة التهديد األمني إن تأثير الحرب على الصحة النفسية للواقعين تحت وطأتها والسيما النازحين منهم يمتد واالجتماعي واالقتصادي والنفسي الذي تفرضه الحرب إذ تط أر تأثي ارت واضحة ومشتركة على الصحة النفسية للوالدين بداية ومن ث م على جميع أف ارد العائلة ومن ضمنهم األطفال الذين لديهم استعداد لتطوير اضط اربات سلوكية نفسية أكثر من الكبار. وفي سورية اليوم التي أصبحت ساحة معركة للن ازعات الدولية واإلقليمية طالت الحرب مجمل التركيبة االجتماعية في الباد والسيما الفئات ذات الدخل المحدود. وكان النخ ارط الذكور المديد في الن ازع إن كان بسبب التحاقهم بالجهات المسلحة أو اعتقالهم أو ف اررهم خارج البلد أو موت الكثيرين منهم واختفاء بعضهم دور كبير في التأثير على االجتماعي األسرة من حيث تماسكها المعنوي والمادي. أما بالنسبة إلى العائلة النازحة فأضيف إلى ذلك كله م ار ارت النزوح مما انعكس في زيادة األعباء عليها وأضعف بنيتها و ازد احتمال تفككها والسيما تلك التي فقدت معيلها الذكر. فالنزوح والتهجير من أقسى مجريات الحرب من حيث الشعور باالقتاع وفقدان المجال الحيوي المطمئن والمألوف حيث يتعرضون لانتقال المفاجئ واالضط ارري إلى عالم غريب ال يتيح للكثيرين منهم مقومات الحياة العادية ويعرف الفرد في هذا الظرف القاهر الجديد اضط ارب ا على صعيد رؤية المستقبل. ويتعرض مجتمع النازحين للهامشية على صعيد التعليم كما المهني العمل. فتطحن الصعوبات االقتصادية )الناجمة عن البطالة بمختلف أشكالها( األسرة وتنعكس على تماسكها وخيا ارت أبنائها فنجد بعضهم ينحو باتجاه الجماعات الجانحة سواء كانت مسلحة أم غير مسلحة غاضب ا ومحبط ا. واإلحباط مفهوم ارئج بصيغة»عامية «فضفاضة كغيره من المفاهيم النفسية التي دخلت منظومتنا الحياتية لكن إن أردنا تعريفه علمي ا فهو:»وهو مجموعة من مشاعر مؤلمة تنتج من وجود عائق يحول دون إشباع حاجة من الحاجات أو معالجة مشكلة من المشكات لدى الشخص«. وعليه يوصف اإلحباط على أنه اضط ارب نفسي ارئج كنتيجة وليس كعلة ولنفهم جوانب هذه النتيجة وجب علينا د ارسة إحدى علله األكثر تفش ي ا في الحالة السورية أال وهي اللجوء والنزوح وصوال بنا إلى أدوات النهوض عن هذه العتبة واالرتقاء لعتبة تبدو حالي ا عتبة النجاة األولى. إن انعكاسات النزوح والتوت ارت المصاحبة لها من غموض المستقبل واألزمات الحياتية المصاحبة لها من حيث المسكن )داخل المخيمات وخارجها( وصعوبة تأمين العمل وكيفية تعليم األطفال وعدم توفر المدارس أو قلتها صبغ الجو األسري لألسرة النازحة بهالة من التوتر الدائم )ص ارع األفكار حول العودة أو البقاء وتبلد في الجو األسري وكآبة وضيق وفو ارت غضب بين الوالدين تنعكس على األطفال على شكل إحساس بالقلق والعجز وأخير ا القلق من األخطار المفاجئة وما تؤدي إليه من تحديد حرية الطفل بشكل مرضي وتضييق مجاله الحيوي ومن ث م انكفاؤه إلى دائرة مغلقة تفتقر إلى المثي ارت الحياتية( وتتأثر وظائف األسرة التقليدية حينما تفقد قدرتها على إشباع حاجات أبنائها المادية والمعنوية ومن ثم تفقد انتماءهم إليها ألن االنتماء عملية نفسية جدلية تتكون بين الفرد والجماعة التي تحقق له اإلشباع ويؤدي عدم توفر ذلك إلى شحوب االنتماء إلى األسرة ثم االنتماء إلى كمحصلة نهائية. الوطن وتهديد الهوية هذه الظروف النفسية كلها المحيطة بالمكون االجتماعي األساسي )األسرة( أدت إلى حالة من اليأس المزمن والعجز عن إيجاد حلول لمسألة تعدت المسكن والوطن وتخطتها إلى أزمة الوجود الفردي بحد ذاته وللشك بالقدرة على االستم ارر ببدائل في معظم الحاالت. وهنا يصبح العجز بحد ذاته علة وسبب ا حتمي ا لحالة من اإلحباط المستديم وعدم القدرة على النهوض إال بحلول حقيقية لكل أسرة سورية تجد نفسها اآلن في مهب الريح فا ثوابت تنتمي إليها وال واقع تصبو إليه مجرد تأرجح بين االثنين. أخير ا نورد عوامل تأقلم األسر مع الظروف القاهرة للنزوح واللجوء وذلك عبر عمل هذه العوامل على تخفيف المشكات النفسية التي تحدث بشكل آلي لدى النازحين والاجئين. -عامل التكيف والتأقلم مع الحرب وتشكيل شبكات احتضان األهالي في النزوح واللجوء عدسة أصوات وذلك من خال أعمال تطوعية تقوم بها بعض الفئات لتسهيل أمور الاجئين الجدد وكيفية تدبير احتياجاتهم األولية وفتح صفوف د ارسية مثا بأدوات ووسائل بسيطة وبشكل تطوعي من قبل األهالي. -عامل األسرة سواء كانت األسرة نووية أو ممتدة )األسرة النووية: وتتكون من الزوج والزوجة واألوالد واألسرة الممتدة: هي األسرة التي تقوم على عدة وحدات أسرية تجمعها اإلقامة المشتركة والق اربة الدموية( ووجود إرث من التضامن والتعاضد يشكل عامل حماية من كل الظروف )عامل القضية( وهي الفكرة التي يمكن أن تجتمع عليها األسرة أو الجماعة كمقاومة النظام الظالم أو تحديات خلق وسائل تكاتف في وجه قسوة األوضاع يسهم هذا العامل في بلورة المجتمع المتكاتف ضد الظلم والذي يشكل نوع ا من التكيف والمرونة. -عامل الغربة والذي يحمل جانب ا إيجابي ا وهو تقرب فئات المجتمع المناطقية والطائفية من بعضها وفتح خطوط من التآلف واالمت ازج بين عادات هذه الفئات المختلفة والتي تعمل على نوع من المساندة وإن كانت مبطنة بأهداف بعيدة المدى. هناك بعض التجارب والمجموعات التي تعمل وفق جهد شخصي عموم ا وال تستطيع على قلتها وفقر إمكاناتها أن تغطي كثافة الكارثة المقبلة وما أمس الحاجة إلى أن نوحد أهداف هذه المجموعات في إطار واحد ونوحد العمل في البحث عن حلول للخروج مما أسميناه سابق ا العتبة األخيرة للحالة النفسية لنخرج بحلول تقارب الواقع وإن لم تجار ه حقيقة. 18 أصوات- العدد 1
جمعية الطاقة والتنمية وحماية البيئة»جمعية فرنسية مسجلة في باريس في أواخر شهر حزي ارن من عام 2015 وفق ا لقانون الجمعيات لعام 1901 تعمل على الفرنسي مساعدة ودعم النازحين المتضر رين داخل سورية عن طريق دعم وتنفيذ مشاريع في مجاالت الطاقة والتنمية المستدامة بما فيها تأمين الكهرباء التي تشكل عصب الحياة األساسي لهم والتي تدفعهم إلى إعادة تدوير عجلة االقتصاد.«المحلي عرف المهندس»مؤيد الشيخ حسن«مدير العاقات العامة في الجمعية طالب د ارسات عليا في مجال الطاقات المتجددة واألبنية الصديقة للبيئة في جامعة»ليون«في فرنسا الجمعية ب: و جدت فكرة المشروع والجمعية لدعم سكان المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام في سورية والسيما في ما يتعلق بمجال الطاقة ولمواجهة المشكات الناجمة عن قصف النظام المحطات الح اررية ومنعه عنها الوقود. ونتيجة هذا الواقع أصبح من الصعب إعادة تأهيل هذه المحطات الح اررية بسبب ارتفاع تكاليف تجهيزها وصيانتها واستهدافها المتكر ر بالقصف وهو ما دفعنا إلى التفكير جدي ا بإيجاد بدائل حقيقية تكون رخيصة وال تتأثر بالقصف وحجمها صغير وتولد الطاقة الكهربائية بشكل دائم. ومجاني رخص هذه الجمعية البروفيسور»إلياس وردة«في أواخر عام 2015 وهو فرنسي من أصول سورية وبروفيسور في جامعة باريس باختصاص الفيزياء النووية له اهتمامات بالطاقة المتجددة. ونفذت هذه الجمعية مشاريع في عدة مناطق في سورية منها: تجهيز المخيمات بأعمدة اإلنارة وتأمين خايا شمسية للخيم بأبعاد ال تتجاوز - 30 40 سم بحيث توفر إضاءة للخيمة لمدة جانب من عمل الجمعية عشر ساعات متواصلة إضافة إلى تأمين مأخذين في كل خيمة لشحن الابتوب والموبايل كما عملنا أيض ا على إنارة شوارع المخيمات. ثم وسعنا أعمالنا في مجال البنى التحتية وتوليد الكهرباء لتطال بعض المشافي ومقاسم الهاتف معتمدين األرضي على الطاقة الشمسية. ولدينا أيض ا خطة مستقبلية لمحاولة تأمين التدفئة واإلنارة لبعض المدارس وضخ المياه من اآلبار وهو ما يساهم في دفع عجلة الز ارعة في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام. ويبقى هدفنا الرئيس من هذا كله السعي لتثبيت الخب ارت في سورية بعد أن استنزفتها الحرب وآثارها المدمرة وهو ما لم تهتم به معظم المنظمات العاملة بالشأن السوري التي كانت تعطي األولوية للموارد المادية والمعنوية على حساب الموارد البشرية حيث يعمل معنا في هذا المشروع عدة مهندسين وفنيين داخل سورية نؤهلهم للعمل ونساعدهم على تنفيذ المشاريع وفق المعايير األوروبية في الصناعة واإلنتاج. وشريكنا األساسي في هذا منظمة»كهربائيون با حدود«وهي منظمة فرنسية إنسانية تعمل في أكثر من ثاثين بلد ا حول العالم عانت من الكوارث أو الن ازعات المسلحة إلعادة الحياة إليها. ومواصلة لعملنا على التأهيل والتدريب أقمنا منذ ثاثة أشهر دورة تدريبية لمجموعة مهندسين من الداخل السوري في تركيا حيث دربناهم على طرق تنفيذ مشاريع الطاقة الشمسية وفق المعايير األوروبية. وتعود أهمية تنفيذ تلك المشاريع وفق المعايير األوربية إلى أنها تساعد في تأمين مواد المشروع من قبل الشركات الداعمة والحصول على شهادات للشباب الذين دربناهم من منظمات معترف بها دولي ا كمنظمة»كهربائيون با حدود«. أما بالنسبة إلى الصعوبات التي واجهتنا في سورية فعملي ا ال توجد صعوبات تذكر عدا األخطار التي تتمثل في استهداف قوات النظام والطي ارن هذه المشاريع الروسي بالقصف أو الخوف من سرقة مواد المشروع مشاريع نظر ا لحالة االنفات فهناك األمني جانب من عمل الجمعية تقدر قيمتها ب 100 ألف دوالر أو 200 ألف دوالر. إال أننا مستمر ون في عملنا فقد فتحنا مؤخر ا مكتب ا لنا في مدينة إدلب ولدينا حالي ا مشروع إنشاء مشفى في إحدى قرى إدلب يعمل على الطاقة الشمسية يحتاج إلى شهر أو شهرين حتى ي نجز. من المفارقات التي لمسناها أن األمم المتحدة تضخ أمواال هائلة للنظام ومناطقه وقد بدأت تظهر مشاريع توفير طاقة بديلة في مناطق سيطرة النظام كما في مدينة مصياف وحلب وغيرها. بالمقابل لم تدعم األمم المتحدة مثل هذه المشاريع في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام. أما بالنسبة إلى عاقتنا مع مؤس سات المعارضة فلم نلجأ إليها ألننا نعلم أنهم ال يدعمون مشاريع كهذه. ومدير الجمعية ع ي ن لفترة كوزير للطاقة في الحكومة المؤقتة برئاسة أحمد طعمة لكنه الحظ أنهم ال يعملون ما يجب فقر ر العمل بمفرده بعيد ا عن جسم الحكومة. على عكس األهالي في الداخل السوري الذين رحبوا بهذه الفكرة وكانوا عون ا لنا في مشاريع المخيمات حيث عملوا كمتطوعين في ح ارسة المشروع وتجهيزاته. أخير ا بقي أن أنوه إلى أن البنية الهيكلية التنظيمية للجمعية حالي ا تضم: احمد عبد هللا وثاثة مهندسين في إدلب وأنا مؤيد شيخ حسن نعمل كلنا كمتطوعين. والشباب الذين هم في الداخل يأخذون تكاليف تنقاتهم ال غير. 19 2017/9/15