The First International Scientific Conference Iraqi Academic Union / Center for Strategic and Academic Development Under the Title Humanities and Pure Sciences: Vision towards Contemporary Education 11-12 February 2019, University of Duhok - Iraq املؤمتر العلمي الدويل االول نقابة االكادمييني العراقيني/ مركز التطور االسرتاتيجي االكادميي حتت عنوان "العلوم االنسانية والصرفة رؤية حنو الرتبية والتعليم املعاصرة" 12-11 شباط 2019 م جامعة دهوك - العراق http://conferenceiraqiacademicsiq/ Women in Islamic Thought Sheikh Mohammed al-ghazali mode Sheikh Mohammed al-ghazali model Mother Dr Furat Amin Majid Childhood and Motherhood Research Center University of Diyala Abstract Women's issues in all its aspects received great attention from reformers who responded to the injustices that extended their horizons to all life activities in the dark ages in which the society avoided the teachings of Islam and dominated by ignorant customs and traditions that confiscated their intellectual and social rights Asmaa has emerged in the field of defending the rights of women from Rafaa Tahtawi to Qasim Amin and his famous book "Women's Liberation", which participated in the writing of some chapters Imam Muhammad Abdo and then came the cry of Imam Ghazali since the early books in defense of their rights to speak horror in the extreme hearts despite his method Sheikh al-ghazali refused to see women as a Pandol to the far right and sometimes to the far left at other times and does not settle at all at the midpoint required by Islam Imam al-ghazali thought about women's issues, especially with regard to the issues of going to the mosque and its relationship to advocacy and action, the imposition of the hijab and the voice of women between right and wrong, as well as their exit to work and 333
mixing There is no objection in the thought of Imam Ghazali that women go to the mosque provided they do not "boast" And that the woman should go to "Tafla", which is not tasteless nor ostentatious and based on the Prophet's Hadith, where he said: "Do not prevent the blessings of God from the mosques of Allah and do not go out except in vain" Women are also required to spread the teachings of religion, Owners of other religions have a pay Imam al-ghazali addressed the woman's voice between truth and falsehood He saw that the woman's voice was not 'awrah, but rather' awrah in the voice of women, so that the speech is suspicious, arousing a resonant resonance, stressing that there are no men of fiqh who said that the woman's voice is awrah Al-Ghazali works that belong to women, which should be disappeared It is divided into three sections, including: What is contrary to the teachings of religion, including appropriate money and equality of men, including the importance of their status as the exercise of these actions cause a breach in the entity of the nation On the position of religion on the issue of mixing women with men, it summarized the opinion of Imam Ghazali in the following "If the mixing was marked in mind the image of the social relations between men and women as settled in the West, and right that these relations are bad and the status of women there is not satisfied religion and do not want to move Women from the era of the harem to the era of no man " Thus was the woman in the thought of Imam Ghazali God's mercy امللخص : املرأة يف الفكر االسالمي الشيخ دمحم الغزايل امنوذجا ام د فرات أمني جميد مركز احباث الطفولة واالمومة جامعة دايىل انلت قضااي املرأة على اختالف جوانبها اهتماما ابلغا من رجال مصلحني تصدوا ملا حلقها من ظلم امتدت آفاقه إىل كافة األنشطة احلياتية يف عصوركئيبة ابتعد فيها اجملتمع عن تعاليم اإلسالم وسادت خالهلا عادات ومواريث جاهلية تصادر حقوقها الفكرية واالجتماعية وقد برزت أمساء يف جمال الدفاع عن حقوق املرأة بدءا من رفاعة الطهطاوي حىت قاسم أمني وكتابه الشهري" حترير املرأة " الذى شارك يف كتابة بعض فصوله اإلمام دمحم عبده مث جاءت صيحة اإلمام الغزايل منذ أوائلكتبه يف الدفاع عن حقوقها لتحدث رعبا يف القلوب املتطرفة رغم منهجه املعتدل فحورب وحارب على جبهتني متناقضتني جنحت أحدامها حنو اإلفراط واألخرى حنو التفريط فقد كان الشيخ الغزايل رافضا ألن تبدو املرأةكبندول الساعة إىل أقصى اليمني اترة واىل أقصى اليسار اترة أخرى وال تستقر مطلقا عند احلد الوسط الذى يطلبه اإلسالم 333
وغاص فكر اإلمام الغزايل يف قضااي املرأة خاصة فيما يتعلق مبوضوعات الذهاب إىل املسجد وعالقتها ابلدعوة والعمل الدعوى و فرض احلجاب وصوت املرأة بني احلق والباطل وكذلك خروجها اىل العمل واالختالط فال مانع يف فكر اإلمام الغزايل أن تذهب املرأة للمسجد شريطة أال " تتبجح " يف الطريق أي أن حتدث مظاهرة حوهلا وان تذهب املرأة " تفلة " أي غري متعطرة وال متربجة واستند يف ذلك إىل حديث الرسول حيث قال " ال متنعوا إماء هللا مساجد هللا وال خيرجن إال وهن تفالت " كما أن املرأة ة مطالبة بنشر تعاليم الدين والدعوة إليه وحتبيبه من أصحاب الدايانت األخرى وهلا األجر وتناول اإلمام الغزايل صوت املرأة بني احلق والباطل وكان يرى أن صوت املرأة ليس عورة وإمنا العورة يف صوت النساء أن يكون الكالم مريبا مثريا له رنني ردى مؤكدا انه ال يوجد بني رجال الفقه من قال أن صوت املرأة عورة وفيما يتعلق بعمل املرأة فقد قسم اإلمام الغزايل األعمال املنوطة ابملرأة واليت ينبغي اختفاؤها وهى تنقسم إىل ثالثة أقسام منها : ما يتعارض وتعاليم الدين ومنها ماال يليق ومساواهتا ابلرجل ومنها ما يزرى مبكانتها إذ أن ممارستها هذه األعمال يسبب شرخا يفكيان األمة وحول موقف الدين من مسألة اختالط املرأة ابلرجل فقد تلخص رأى اإلمام الغزايل يف اآليت" إذا ذكر االختالط ارتسمت يف الذهن الصورة الدميمة للعالقات االجتماعية بني الرجل واملرأة كما استقرت يف الغرب واحلق ان هذه العالقات سيئة وان وضع املرأة هناك ال يرتضيه دين وال نريد أن ننقل املرأة من عهد احلرمي اىل عهد احلرام " هكذاكانت املرأة يف فكر اإلمام الغزايل رمحه هللا املقدمة وأن صاحب الرسالة يعيش لفكرته ويعيش يف فكرته فحياته فكرة جمس مة تتحر ك بني الناس حتاول أبد ا أن تفرض نفسها على الد نيا تغرس يف حاضر الناس جذورها لتمتد على مر األايم والليايل فروع ا متشابكة تظلل املستقبل وتتغلغل فيه " على أساس هذه املقولة عاش الداعية اجملد د الش يخ حمم د الغزايل رمحه هللا الذي كان صاحب رسالة دعوية وإصالحية ملكت حياته ووج هت خطواته فوقف بني الدعاة علم ا وبني املصلحني طودا شاخما وبني مفكري وك ت اب الن هضة قلما وسيفا مصلتا على أسباب التخل ف إذ عاش لإلسالم ونذر حياته خلدمته وسخ ر قلمه وفكره يف بيان مقاصده وجالء أهدافه وشرح مبادئه والذ ود عن م محاه ومقارعة خصومه )1( و ل م د حمم د الغزايل أمحد الس قا يف 5 ذي احلجةة 1335 هةة / 22 سةبتمرب 1111 م بقريةة نكةال العنةب يف إيتةاي البةارود مبحافظةة البحةرية يف مصةةةةةةةةةةةةر وقةةةةةةةةةةةةد مسةةةةةةةةةةةةاه والةةةةةةةةةةةةده حمم ةةةةةةةةةةةةد الغةةةةةةةةةةةةزايل تيمن ةةةةةةةةةةةةا ابإلمةةةةةةةةةةةةام أ حامةةةةةةةةةةةةد الغةةةةةةةةةةةةزايل رمحةةةةةةةةةةةةه هللا تعةةةةةةةةةةةةاىل الةةةةةةةةةةةةذيكةةةةةةةةةةةةان بةةةةةةةةةةةةه كثةةةةةةةةةةةةريا نشأ الش يخ حمم د الغزايل يف أسرة كرمية ملتزمة بتعاليم اإلسالم يغلب عليهةا العمةل ابلتجةارة وكةان والةده مةن حفظةة القةرآن الكةرمي وقةد نشأ االبن على ذلك فأمت حفظ القرآن الكرمي بك ت اب القرية يف العاشرة يقول الغزايل عن نفسه " كنت أتدر ب علةى إجةادة احلفةظ ابلةت الوة يف غ د و مي ورواحي وأخت م م القرآن يف تتابع صلوايت وقبل نةومي ويف وحةديت وأذكةر أنة م ختمت ةه أثنةاء اعتقةايل فقةد كةان القةرآن مؤنس ةا يف تلةك الوحدة املوحشة " )2( املةرأة فةي الفكةةر اإلسةالمةي يف أغلب املنظومات الثقافية القدمية واحلديثة واملعاصرة هناك بعض املفاهيم اليت ميكن أن نصطلح عليها ابملفاهيم القلقة وهي اليت تتصف بطابع إشكايل حيث تتعدد حوهلا االجتهادات ووجهات النظر بصورة خمتلفة وأحياان متناقضة وهذه املفاهيم القلقة غالبا ما تفرض حضورها مع مرور الزمن وج ت ج د د الواقع معرفيا وموضوعيا سعيا اب تاه إخراج هذه املفاهيم من حالة 343
القلق إىل حالة االستقرار حيث الوضوح واالتفاق ما أمكن وقد اتصفت هذه املفاهيم «القلقة» بوضعية خاصة داخل منظوماهتا الثقافية من حيث االشتغال الفكري والثقايف وحىت األد يف بعض األحيان وكان هلذا االنشغال املستدام أثره على خلق حالة من الدينامية واحلركية واإلثراء بوسائط النقد واحلوار والنشر ومن هذه املفاهيم القلقة ما يكون مرتبطا بظرف زمم معني ابنتهاء هذا الظرف ينتهي التباين حول هذه املفاهيم إم ا مبعاجلتها أو بتوقف االشتغال هبا ومن املفاهيم ما يدوم طويال واحلالة الطبيعية أن يكون القلق يف املفاهيم لزمن ال أن يكون مستداما فيتحول من ظاهرة قد تكون صحية إىل ظاهرة غري صحية تتصف ابلتعقيد وتكشف عن حالة العجز يف هذه املنظومات الثقافية نتيجة ضعف القدرة على معاجلة ذلك القلق ومن املفاهيم القلقة يف املنظومة الثقافية اإلسالمية قدميا كانت مسألة «اجلرب واالختيار» اليت اشتد حوهلا االختالف يف منتصف القرن الثاين للهجرة وحديثا مسألة امليالدي «الدين والعلم» اليت جاءت نتيجة االحتكاك بني العامل الغر والعامل اإلسالمي يف القرن التاسع عشر ومن املفاهيم املعاصرة أتيت مسألة «الرتاث واملعاصرة» مع مفاهيم أخرى وكذا احلال مع منظومات ثقافية أخرى ومن املفاهيم اليت يشتد حوهلا القلق يف اخلطاب اإلسالمي احلديث واملعاصر مسألة «املرأة» وجدلية دوهلا االجتماعي العام وعلى حد تعبري السيد «دمحم حسني فضل هللا» «إن احلديث عن املرأة ودورها الفاعل يف البعد اإلنساين املتنوع واملتحرك املواقع يثري احلوار حول الكثري من املفاهيم القلقة اليت ملها الناس يف النظرة إليها ال سيما يف اإلطار الديم اإلسالمي مما قد يؤدي إىل االرتباك يف التعامل معها على صعيد الواقع أو إىل فقدان ثقتها بنفسها من خالل اإل اءات املختلفة املؤثرة يف شعورها وإحساسها ابحلياة من حوهلا ونظرهتا إىل املسؤولية امللقاة على عاتقها» )4( )3( ويصور هذا القلق الشيخ «دمحم مهدي مشس الدين» يفكتابه حول فقه املرأة الذي عنونه بة «مسائل حرجة يف فقه املرأة» ويعرب الدكتور «يوسف القرضاوي» عن هذا القلق بقوله : إن «قضية املرأة يف جمتمعاتنا اإلسالمية مثل ابرز جيسد موقفي الغلو والتقصري أو اإلفراط والتفريط» )5( ويكشف عن هذا القلق ة أيضا ة الشيخ «دمحم الغزايل» يف القسم الذي خصصه عن املرأة يفكتابه الذي أاثر جدال واسعا يف وقته وهو كتاب «السنة النبوية بني أهل الفقه وأهل احلديث» )6( وحمور هذا القلق يف قضية املرأة هو جدلية دورها االجتماعي ومشاركتها يف الوظائف العامة فحينماكتب الشيخ «دمحم رشيد رضا» )1( مؤلفا حول «حقوق النساء يف اإلسالم وحظهن من اإلصالح احملمدي العام» واعترب أن اإلسالم قال مبشاركة النساء للرجال يف الشعائر الدينية واألعمال االجتماعية والسياسية اعرتض عليه الشيخ «دمحم انصر الدين األلباين» يف أثناء حتقيقه هلذا الكتاب وتعليقه عليه قائال )1( )8( : إن هذا اإلطالق ابطل ملنافاته لعموم آية «وقرن يف بيوتكن» وماكان عليه نساء السلف من عدم التدخل يف السياسة أما الشيخ )11( «رشيد رضا» فريى يف آية { واملؤمنون واملؤمنات بعضهم أولياء بعض } أن هللا قد أثبت للمؤمنات الوالية املطلقة مع املؤمنني فيدخل فيها والية األخوة واملودة والتعاون املايل واالجتماعي ووالية النصرة احلربية والسياسية إال أن الشريعة أسقطت عن النساء وجوب القتال )11( وقد ميز الشيخ «دمحم الغزايل» هذا النوع من االختالف على أنه اختالف يف املنهج بني أهل الفقه وأهل احلديث ويف قراءة املفاهيم 343
اإلسالمية وتنزيلها على الواقع يفكتابه الذي ينتصر فيه ألهل الفقه وهوكتاب «السنة النبوية بني أهل الفقه وأهل احلديث» وبلسان حال املرأة تقول الدكتورة «مىن يكن» «ال تزال املرأة املسلمة مبعدة عن دورها االجتماعي واحليايت إىل حد كبري وال )12( يزال هاجس إبقائها على اهلامش ينغص عيشتها ويقلق راحتها ويقصيها عن احلركة وتبقى مسألة االعرتاف للمرأة بفاعليها ودورها )13( وعدم فرض الوصااي العمياء عليها من أهم القضااي اليت تشغل ابهلا» )14( وتضيف السيدة «صايف انز كاظم» أن «حظ املرأة املتعلمة من االلتفات ة إسالميا ة حملنة ظلمها االجتماعي الذي أعادها إىل عذاابت مورواثت من العقلية اجلاهلية قبل اإلسالم تفسري مبتور لآلية الكرمية { وقرن يف بيوتكن } وذلك بدل إعادهتا إىل وضعها الذي قرره هلا اإلسالم» )15( من هذا التمهيد نصل إىل تشخيص مورد البحث أو حترير حمل النزاعكما يف لغة الفقهاء وهو إن هناك مشكالت حقيقية ومتجذرة حول قضااي املرأة يف اخلطاب اإلسالمي واملشروع اإلسالمي حمور هذه املشكالت هو جدلية دورها االجتماعي العام نقد األدبيات اإلسالمية حول املرأة املساحة اليت أخذهتا قضية املرأة يف األدبيات اإلسالمية من حيث الكم تعد غري قليلة لكن الراصد واملتأمل يف هذه األدبيات والكتاابت ابملنظور النقدي تتكشف له بعض احلقائق واملالحظات منهةا : أوال : يغلب على الكثري من هذه الكتاابت احلالة االنفعالية والدفاعية يف الرد على الشبهات واإلشكاليات اليت تثريها األقالم والتيارات غري اإلسالمية حول املرأة بشكل عام واملرأة يف اخلطاب اإلسالمي بشكل خاص وإذاكان من األمهية الدخول مع هذه اآلراء ابحلوار والنقد والرد فإن األهم من ذلك االنطالق من األصول والقواعد اإلسالمية يف بلورة الرؤية املعرفية والعملية لقضااي املرأة بعيدا عن حساسيات الطرف اآلخر وإذا اعتربان إن هذه احلالة قد جاءت يف ظرف كان التيار اإلسالمي يصنف حاله يف موقف الدفاع فإن هذا الظرف تغري وما زالت العديد من الكتاابت اإلسالمية مل تتغري واملرأة من جهتها ال تنتظر مثل هذه الردود اليت ال تغري من واقعها شيئا بقدر انتظارها وحاجتها لصياغة الرؤية اإلسالمية حول املرأة واليت ترتبط أبوضاعها وإصالح هذه األوضاع تريد التعرف على الرؤية اإلسالمية ألجل أن تكيف سلوكها وفقها ال أن تطلع على تلك الردود فحسب اثنيا : إن أغلب الكتاابت اإلسالمية عن املرأة جاءت من الرجل وليس املرأة وهذا ما يتضح بصورة واضحة لو قمنا بتوثيق ببليوغرايف حول )16( ما نشر عن املرأة يف اخلطاب اإلسالمي فحني يستعرض األستاذ «منري شفيق» آراء اإلسالميني عن املرأة يذكر واحدا وعشرين رأاي )11( للرجال واثنتني فقط من النساء وهذا ابلتأكيد ليس لفصل عامل املرأة عن اهتمامات الرجل بل ألن املرأة وألسباب ذاتية وموضوعية معرفية ومنهجية هي أقرب إىل تشخيص أحواهلا ومعرفة كينونتها وابلتايل األقدر على فهم حاجاهتا ومتطلباهتا ومن جانب آخر قد ال يتوجه النقد هنا ابلضرورة للرجل الذي عرب عن رأيه ابهتمام يف موضوع املرأة بقدر ما يوجه للمرأة ذاهتا اليت مل تتول قضاايها ابلكتابة والنشر كما أوالها الرجل اثلثا : يكاد املتابع لكثري من الكتاابت اإلسالمية عن املرأة أن يصاب ابمللل وقد يصل إىل اإلحباط ملا تتصف به هذه الكتاابت من االجرتار والتكرار والتقليدية أو السطحية يف بعض األحيان فال ترى التجديد والعمق واإلبداع إال قليال وقد صار معروفا يف هذه الكتاابت 343
أن يبدأ الكاتب ابحلديث عن الظروف السيئة للمرأة عند األمم والشعوب القدمية مث عن احتقار املرأة يف عصر اجلاهلية مث عن احنالل املرأة يف الغرب وبعد ذلك أييت احلديث عن تكرمي اإلسالم للمرأة الذي أعلى من شأهنا واعرتف هلا حبقوقها )18( وعن هذه املنهجية تقول السيدة «زينب الغزايل» «إن مثل تلك القضااي اليت قتلت حبثا وعرف هبا القاصي والداين والبعيد والقريب» ويضيف الدكتور «القرضاوي» ( قد شكا إيل بعض األخوات مللهن من احملاضرات اليت تلقى يف املؤمترات اإلسالمية أبمريكا وأورواب وتدور كلها حول قضااي املرأة وحقوقها وواجباهتا ومكانتها يف اإلسالم وهي قضااي تكررت حىت أصبح احلضور لسماعها كأنه عقوبة!( )11( واملرأة قد مسعت كثريا عن هذه القضااي فهل حتسنت أوضاعها عندنةةا! رابعا : لقد ركزت الكتاابت اإلسالمية عن املرأة كثريا ومبساحات كبرية على اجلانب األخالقي الذي يرتبط ابلسفور واالختالط وتقليد املرأة الغربية يف سلوكها وهذا الرتكيز ابلتأكيد له ما يربره موضوعيا مع تفشي االحنالل األخالقي وامليوعة والفساد االجتماعي الذي ينتشر بصورة خطرية ومد مرة يف جمتمعاتنا العربية واإلسالمية ولكن إىل جانب هذا الرتكيز مل نشهد تركيزا يف الكتاابت واألحباث على معاجلة قضااي تنمية املرأة واالرتقاء مبستوايهتا الرتبوية والتعليمية والنهوض أبدوارها االجتماعية واستكشاف مواهبها وتفعيل طاقاهتا خامسا : يالحظ أن نقصا واضحا يف هذه الكتاابت يرتبط ابجلوانب التوصيفية واإلحصائية واليت هي من الشروط األساسية يف الدراسات العلمية ومع غياهبا تفتقد هذه الكتاابت إىل عنصر أساسي من عناصر البحث العلمي فالعناصر الكيفية ال تبتم إال على عناصر كمية وهذا النقص ال ميكن أن يعوض أبي شكل من األشكال إال بواسطة عمليات املسح االجتماعي واالستطالعات امليدانية واالستبياانت وختزين املعلومات مل نالحظ لدينا ارقاما حول املرأة يف جمتمعاتنا العربية واالسالمية كاليت تتوافر عن املرأة يف الغرب يف حني ان االرقام واالحصاء مها املستند احلقيقي للتشخيص املوضوعي الذي يرتتب عليه كيفية فهمنا هلذه احلالة ونوعية الربامج املناسبة وطريقة معاجلة املشكالت وحتسني نوعية احلياة للمرأة سادسا : ال زالت هناك فجوة عميقة ترتبط جبدلية النظرية والتطبيق يف مسألة املرأة فالطرح اإلسالمي لقضية املرأة ال جيد طريقه إىل التطبيق ابلكيفية اليت ينظ ر له ومازالت املورواثت والتقاليد اليت هتمني على الواقع هي أقوى وأكثر أتثريا من التنظري اإلسالمي وعن هذه اإلشكالية تقول السيدة «بثينة إبراهيم مكي» ( إن املرأة اليوم هي أحد ضحااي التخلف الطويل الذي عاشته األم ة وال شك أن األعراف )21( االجتماعية وخاصة يف النصف األول من هذا القرن قد سامهت يف أتخري النهوض ابملرأة املرأة يف احلركة اإلسالمية وتعليمها ) )21( احلركة اإلسالمية ابلقياس حلال الواقع هي حالة متطورة ومتقدمة ملا حتمله من مشروع يف اإلصالح وتغيري هذا الواقع وهبذه القاعدة فإن احلركة اإلسالميةكأطروحة يف التغيري متثل عامل إهناض املرأة يف واقعنا العر اإلسالمي وقد سامهت احلركة اإلسالمية ولو بنسبة ضئيلة يف النهوض ابملرأة حيث أمولتها االهتمام وإن مل يكن مبستوى الطموح وعن وضع املرأة يف احلركة اإلسالمية تقول الدكتورة «مىن يكن» ( لقد اهتمت احلركة اإلسالمية ابملرأة وكان لألخوات نصيبهن من العمل والنشاط ولكن جيب أن نعرتف أبن القسم النسائي مل يبلغ املستوى )22( الذي ينبغي أن يصل إليه ابلرغم من انتشار الدعوة يف صف النساء وال سي ما الطالبات ) 343
ويف نظر األستاذ «بشري موسى» ( يعاين اإلسالميون يف معظم أحناء الوطن اإلسالمي من فقر هائل يف مشاركة املرأة املسلمة يف النشاط العام ويف حتمل املهام واملسؤوليات امللقاة على أكتاف احلركة اإلسالمية املعاصرة ) )23( ويصف الشيخ «دمحم الغزايل» واقع املرأة اليوم بقوله : ( املرأة عندان ليس هلا دور ثقايف وال سياسي وال دخل هلا يف برامج الرتبية وال يف نظم اجملتمع وال مكان هلا يف صفوف املساجد وال ميادين اجلهاد ) أما ملاذا هذا الضعف يف احلركة اإلسالمية يف جانب املرأة )24( يعلل الدكتور «القرضاوي» هذا الضعف بغياب القيادات النسائية فيقول : ( إن العمل اإلسالمي النسوي إمنا ينجح ويثبت وجوده يف الساحة يوم يفرز زعامات نسائية إسالمية يف ميادين الدعوة والفكر والعلم واألدب والرتبية وعن غياب هذه الزعامات تقول السيدة «مهجة قحف» )25( ) )26( إن ( عدم وجود أعداد كافية من النساء املؤهالت هو أنه ال بني النساء وبني اكتساهبن لبعض املهارات الالزمة للعمل السياسي أعطوا النساء بعض التشجيع وأفسحوا أمامهن بعض املنافذكما هو األمر )21( ابلنسبة للرجال عندها سيتخرج نسوة ذوات أهلية ) ويتصور البعض ( أن املسألة ذات عالقة ابألصول االجتماعية والثقافية ألبناء احلركة اإلسالمية أنفسهم الذين ينحدرون يف معظمهم من )28( الطبقات الفقرية واملتوسطة حيث ما يزال دور املرأة حمدودا واثنواي واتبعا يف معظم األحوال ) وأما الدكتورة «مىن يكن» فتعتقد أبن السبب هو هيمنة الرجل فتقول : ( لقد هيمن الرجل على الكثري من املواقع والقيادات اليتكان )21( من املمكن أن تبدع فيها املرأة ) وتؤكدكالمها بشهادة من الدكتور»القرضاوي«حيث يرى أن ( مشكلة العمل اإلسالمي النسوي أن الرجال هم الذين يقودونه ويوجهونه و رصون على أن يظل زمامه أبيديهم فال يدعون فرصة للزهرات أن تتفتح وال للقيادات أن تربز ألهنم يفرضون أنفسهم فرضا حىت على االجتماعات النسوية مستغلني حياء الفتيات املسلمات امللتزمات فيكتمون أنفاسهن وال يتيحون هلن قيادة أمورهن أبنفسهن فتربز منهن مواهب يفرزها العمل وتصهرها احلركة وتنضجها التجربة والكفاح وتتعلم من مدرسة احلياة واملمارسة مبا فيها من خطأ وصواب( )31( )31( ومع اعتقاد الدكتورة «مىن يكن» هبيمنة الرجل إال أهنا ال تربر مواقف املرأة اليت تتحمل جزءا من املسؤولية حيث تضيف : ( إن األخوات ال يعفني من بعض التبعة فقد استسلم معظمهن للوضع احلايل ورضني حبياة الدعة والسكون وأن يفكر هلن الرجال بدل أن يفكرن ألنفسهن ال شك أن املرأة تربت ونشأت على تلك الصفات السلبية النا تة عن وضع اجملتمع العام فحملت معها بذور تلك الرتبية اليت حتدد هلا املكان والدور وتعزهلا عن الكثري من األمور املتعلقة هبا كإنسانة هلا حقوق يف أن تشعر وتشارك وتتحمل تكاليف دعوهتا ودينها ) واحلقيقة أن هذا الضعف من الصعب تفكيكه فهذه األسباب ال ميكن فصل بعضها عن بعض فهي متفاعلة ومتداخلة يضاف إليها أسباب أخرى سوف أنيت على ذكرها الحقا وما هو جدير ابإلشارة أن هذا الضعف يف جانب املرأة ال يقتصر على احلركة اإلسالمية بل هو يشمل واقع املرأة يف خمتلف القطاعات واملؤسسات وعلى مستوى الدول واجملتمعات وقد جاء يف تقرير لألمم املتحدة لعام 1185 م )32( حول وضع املرأة يف العامل اعترب هذا الوضع ال يزال يعاين من ضعف وإن مستوايت التقدم ال زالت متواضعة 344
وما نلخص إليه أن واقع املرأة يف احلركة اإلسالمية كحالة توصيفية يعاين من ضعف وإن مستوايت النمو والتقدم واملشاركة ال زالت بطيئة ومتواضعة نقد املرأة لواقعها يف احلركة اإلسالمية إن وجود النقد من املرأة لواقعها وحلركتها االجتماعية ومشاركتها يف الوظائف العامة خطوة ضرورية يف سبيل إهناض وإمناء وتفعيل دورها وحنن نعلم أن األصوات اليت تتبىن النقد داخل احلركة اإلسالمية هي كثرية والاليت يعلن عن هذا النقد هن فئة قليلة من احلركيات والتوثيق العلمي لنقد املرأة لواقعها يف احلركة اإلسالمية يفرض علينا الرجوع إىل رأي املرأة ذاهتا وهنا تنقصنا األمساء اليت ميكن أن نرجع إليها يف هذا اجلانب وسوف نكتفي أبمساء تكررت يف هذا الشأن من جوانب هذا النقد : أوال : غياب املرأة عن مركز القرار يف أغلب احلركات اإلسالمية تعاين املرأة من الغياب عن مركز القرار واملشاركة يف صنعه الغياب الذي ال ميكن تعليله بوجود مسبق موقف مسبق من املرأة يف هذه اجلماعات وإمنا قد يرجع إىل أسباب ذاتية على عالقة مبؤهالت املرأة وقدراهتا السياسية واحلركية واالجتماعية وحنن امنا ننطلق من قاعدة توصيفية نبم عليها حتليالت ونفرتض فيها أكثر من سبب ونعطي فيها أكثر من وجهة نظر وغياب املرأة عن مراكز القرار يف احلركة اإلسالمية هو املشكلة األهم يف نظر الدكتورة «مىن يكن» حيث تقول ( إن املشكلة األهمكما أراها هي أن احلركة اإلسالمية مل تشرك املرأة يف صنع القرار ) )33( وتشرح ذلك من واقع تربة حركة اإلخوان املسلمني يف مصر السيدة «مهجة قحف» حيث ترى إنه ( عندما تصل إىل مؤسسات صياغة القرار احلقيقية جمللس الشورى أو مكتب اإلرشاد أو املكتب التنفيذي فإن عضويتها تقتصر على الرجال والرجال هم الذين يضعون السياسات العامة للرجال والنساء معا ويف بعض احلاالت فإن الرجال يضعون حىت برامج أسر النساء على املستوايت الدنيا وال شك أن هذا غريب ألن حركة األخوات املسلمات يف مصر قد شكلت كجماعة مستقلة من قبل زينب الغزايل وغريها قبل أن تنضم إىل مجاعة حسن البنا فقسم النساء يف مجاعة اإلخوان ال ميثل النصف بقدر ما هو جزء إضايف صغري يسمح له مبعاجلة ما يسمى بقضااي النساء والنساء حاليا ليس هلن صوت يف مراكز صنع القرار ونفس الرتكيب التنظيمي يتواجد يف اجلماعة اإلسالمية يف ابكستان ويف أغلب اجلماعات اإلسالمية ) )34( ولذلك فإن السيدة «مهجة قحف» تطالب إبصالحات تنظيمية يف هذه اجلماعات حبيث تشارك املرأة يف املراكز القيادية ويف صنع القرار ورسم السياسات العامة اثنيا : هيمنة الرجال على النساء وهذه اإلشكالية هي نتيجة منطقية لغياب املرأة عن مراكز القرار يف اجلماعات اإلسالمية وسبق ان شرحنا هذه النقطة وال داعي للتكرار واحلذر من هذه اإلشكالية حني تتحول إىل معوق من معوقات تطور املرأة ذاتيا وتقدمها حركيا واجتماعيا فكل أشكال السيطرة واهليمنة تساهم بدرجة معينة يف تعطيل االنطالق والنهوض وإذا كان هناك من حتول ننتظره يف هذا اجلانب فهو أن ترفع املرأة عن نفسها هيمنة الرجل عليها يف مؤسسات احلركة اإلسالمية وميادين العمل اإلسالمي وعلى الرجل مساعدة املرأة يف إسقاط هذه اهليمنة حىت تعتمد على نفسها وتنطلق 343
واملرأة إمنا ترفع عن نفسها هذه اهليمنة بتطوير ذاهتا وتنمية مواهبها ورفع مستوايهتا العلمية وقدراهتا اإلدارية ال أن تكتفي مبجرد املطالبة حتت عناوين حقوق املرأة )35( كما ال يصح على اإلطالق أن يكون وضع املرأة داخل احلركة اإلسالمية كوضعها يف داخل اجملتمع فاحلركة اإلسالمية يفرتض فيها أن متثل حالة متطورة على اجملتمع وحتمل مشروع النهوض به اثلثا : حصر اهتمامات املرأة بقضاايها وبعاملها اخلاص ال خالف يف أولوية قضااي املرأة يف اهتمامات املرأة ذاهتا لكن أن ينحصركل هذا االهتمام يف هذا اجلانب فهذا هو مورد النقد والنظر وعن هذا النقد تقول الدكتورة «مىن يكن» ( فإين أنكر حصر اهتمامات املرأة املسلمة احلركية والفكرية والدعوية بقضااي املرأة ليس إال ألنه بذلك تعطل جوانب عديدة منكياهنا اإلنساين وحنرمها من حق املشاركة يف قضااي األم ة املصريية اليت اول احتكارها الرجال فهل من حق الرجل أن يقف حائال بني املرأة وبني عطائها اإلسالمي وهل جيوز له أن صر العمل لإلسالم على شخصه فقط و رمه على املرأة ) ومن دالئل هذا احلصر ما حتدث به األستاذ «خليل أمحد احلامدي» أحد قيادات اجلماعة اإلسالمية يف ابكستان عن قسم املرأة داخل اجلماعة حيث يقول : ( إن نشاط السيدات املسلمات يتلخص يف تنظيم اللقاءات األسبوعية وإلقاء الدروس واحملاضرات اليت حتضرها النساء من خمتلف األعمار وتعليم القرآن الكرمي للبنات والسيدات قراءة وتفسريا وتعليم اللغة العربية وإقامة مراكز الرعاية للفتيات الفقريات ودفع نفقات زواجهن والعناية ابألطفال وتربيتهم تربية إسالمية ويصدر قسم السيدات املعلمات جملتني شهريتني جملة بتو ل وهي خاصة ابلسيدات وجملة نور وهي خاصة ابألطفال ) )36( ويف داخل اخلطاب اإلسالمي هناك جدليات اإلطالق والتقييد حول مسؤوليات ومهام املرأة احلركية واالجتماعية والسياسية فهناك من يوسع اإلطالق وهناك من يضيق التقييد وهناك من أيخذ ابلدليل األويل وهناك من أيخذ ابلدليل الثانوي وهناك من صنفهم الشيخ «دمحم الغزايل» أبهل الفقه إىل جانب أهل احلديث وهكذا وما نالحظه بصورة عامة يف حتوالت اخلطاب اإلسالمي املعاصر إنه يقرتب من توسعة مسؤوليات املرأة مع التمسك حبدود معينة من التقييد الرتفاع بعض احملاذير اليتكانت تشكل قاعدة الدليل الثانوي ويف نظر الكثريين الذين راقبوا التجربة اإلسالمية يف إيران وجدوا فيها أهنا فتحت آفاقا واسعة ملشاركة املرأة يف خمتلف امليادين ومرافق احلياة العامة ويف بيان تشاور عليه حنو مائة ومخسني شخصا من املثقفني وأهل الفكر يف مصر محل يف وقته عنوان «حنو تيار إسالمي جديد» ( إن مشاركة املرأة للرجل أنشطة احلياة املختلفة يف اجملتمع أمر البد منه ألداء مهمتها يف احلياة واإلسالم ال يضع الرجال والنساء موضع احلرج وال يوجب عليهم التأمث من هذه املشاركة وإمنا يسبغ عليها آدابه الشرعية كما أسبغها على سائر ميادين النشاط واحلركة االجتماعية ) )31( رابعا : ضعف الرعاية بتأهيل املرأة إن الضعف احلقيقي الذي تعاين منه املرأة يف احلركة اإلسالمية هو يف حقيقته ضعف يف التأهيل وهذا من األسباب اجلوهرية لغياب املرأة عن مراكز القرار وهيمنة الرجال عليها وحصر اهتماماهتا يف حدود قضاايها اخلاصة ويف نظر املرأة أهنا مل تتلق الرعاية املطلوبة من التأهيل داخل احلركة اإلسالمية كما هو حال الرجل وعن ذلك تقول السيدة «مهجة 343
قحف» ( هناك سبب لعدم وجود أعدادكافية من النساء املؤهالت وهو أنه ال بني النساء وبني اكتساهبن لبعض املهارات الالزمة للعمل السياسي! أعطوا النساء بعض التشجيع وأفسحوا أمامهن بعض املنافذكما هو األمر ابلنسبة للرجال عندها سيتخرج نسوة ذوات أهلية )38( ) والتصور السائد يف احلركة اإلسالمية واملعمول به واقعيا من الصعب التصريح به هو أن احلركة اإلسالمية يف الدرجة األوىل هي للرجال وللنساء يف الدرجة الثانية ولضرورات خاصة كما أن عزل املرأة عن عامل الرجال يف احلركة اإلسالمية ساهم يف إضعاف أتهيلها فقد عزلت حىت يف الندوات واملؤمترات الثقافية والفكرية وكنت شاهدا على واحد منها ففي ديسمرب 1113 م حضرت مؤمتر ( رابطة الشباب املسلم العر ) يف أمريكا الذي عقد يف مدينة ديرتويت بوالية ميشغان ويف هذا املؤمتر وقف الدكتور «يوسف القرضاوي» معرتضا على فصل املرأة عن برامج الرجال واعترب ذلك فصال هلا عن اجملتمع يضاف إىل ذلك ضعف الربامج املخصصة لتأهيل املرأة وحمدودية اجلهود املبذولة هلذا الغرض معكل هذه احلقائق يبقى أن املرأة هي املسؤولة أوال عن أتهيل ذاهتا وعن هذا الضعف الذي تشتكي منه داخل احلركة اإلسالمية نقد املرأة يف احلركة اإلسالمية إىل جانب نقد املرأة لواقعها يف احلركة اإلسالمية هناك النقد املوجه إليها أيضا وهو األكثر أمهية يف سبيل إهناضها أو إخراجها من حالة اجلمود والركود إىل الفاعلية والنشاط واملشاركة اجلادة وهذا النقد كان ينبغي أن أييت من املرأة ذاهتا لكي أيخذ مصداقيته املوضوعية ولعل هذا من إشكاليات هذه الدراسة اليت جاءت من رجل وليس امرأة مع ذلك أحاول أن أقرتب ما أمكن وبكل موضوعية من مشكالت املرأة يف احلركة اإلسالمية أوجز هذا النقد يف النقاط التالية : )1 )2 ضعف اهتمام املرأة بتأهيل ذاهتا وتنمية مواهبها وتفعيل طاقاهتا إما لنقص يف احلوافز وحمدودية يف الطموح أو لعدم فاعلية الربامج التأهيلية مع غياب التشجيع أحياان أو بسبب االنغالق وعدم االنفتاح أو لضعف الثقة ابلذات أو لكثرة مشاغلها وزمحة ارتباطاهتا اخلاصة والعامة وضعف قدرهتا على تنسيق هذه األعمال والواجبات وقد تتشابك هذه العوامل وقد تنفصل املرأة اليت عرف عنها النشاط والفاعلية ما أن تدخل مرحلة احلياة الزوجية حىت تصاب ابلذبول واجلمود وهذا ابلطبع يف أغلب األحيان ال بصورةكلية ومطلقة وكأن النشاط واحلركة هو لفرتة ما قبل الزواج ويتوقف ويتالشى أو ينخفض بعده وابلتأكيد أن احلياة الزوجية تفرض العديد من االلتزامات والواجبات وأتخذ الكثري من الوقت واجلهد لكن ال تصل يف كل احلاالت إىل درجة أن يتوقفكل نشاط وفاعلية املرأة وعن هذه الظاهرة يقول الدكتور «القرضاوي» ( شكا إيلكثري من األخوات يف مصر ويف اجلزائر وهو أن األخت الداعية النشيطة املتحركة قبل الزواج بعد أن تتزوج أخا ملتزما ممن عرفته عن طريق الدعوة يفرض عليها العزلة وميسكها يف البيت و رمها من املشاركة يف احلركة ويطفئ تلك الشعلة اليتكانت تضيء الطريق لبنات اإلسالم حىت كتبت إيل فتاة جزائرية تعمل يف حقل الدعوة تسألم هل رم عليها أن تضرب عن الزواج وترفضه من حيث املبدأ حىت ال ينتهي هبا األمر كما انتهى أبخوات هلا إىل حياة اخلمول والكسل والبعد عن ميدان احلركة والعمل ) )31( )3 يالحظ بصورة عامة ضعف املشاريع النسائية احلركية واالجتماعية والثقافية والرتبوية إما لعدم قدرهتا يف االعتماد على ذاهتا أو 343
)4 )5 لضعف احلالة التعاونية بني النساء بصورة عامة أو لنقص يف الدعم املادي واملايل هلذه املشاريع أو لضعف القدرات القيادية واإلدارية أو ألسباب أخرى مل تتمكن املرأة من خالل تربتها الطويلة يف احلركة اإلسالمية أن تبلور نظرية انضجة ومتماسكة يف العمل اإلسالمي تضع هناية للجدل الذي ال يتوقف حول دور املرأة االجتماعي والسياسي و تيب على التساؤالت احلرجة واإلشكاليات احلادة اليت تثار حول قضااي املرأة يف العرف واملورواثت والواقع السليب وتداعياته االجتماعية ويف كثري من األحيان تكون املرأة آخر من ترفع صوهتا يف الدفاع عن نفسها أمام هذه االنتهاكات املستمرة تاهها ومن الضروري ان تنجز املرأة هذه املهمة اليت أتخرت يف اجنازها طويال وهي تدفع الثمن ابهضا نتيجة التأخر يف اجناز هذا العمل ضعف احلالة التعاونية بني النساء وتفشي ظاهرة اخلالفات والنزاعات بينهن وهذا ما نسمعه مرارا من جهة أخرى أن ( املرأة يف داخل احلركة اإلسالمية تتأثر بتعددية احلركات مما أدى إىل وجود العديد من اال تاهات املختلفة فيما بينها على صعيد العمل النسائي اإلسالمي ومما انعكس ضعفا على وضع املرأة احلركية بشكل عام حبيث نراها تتبدد يف اخلالفات اجلانبية واهلامشية بني احلركات النسائية ) )41( )6 شعور املرأة بتبعيتها للرجل إىل درجة إحساسها ابلعجز يف اعتمادها على ذاهتا وختطي مشاكلها واالنطالق بقدراهتا الذاتية وأن تستفيد من الرجل ال أن تكون اتبعة له وعن هذه احلالة تقول السيدة «مىن يكن» ( إن األخوات ال يعفني من بعض التبعة فقد استسلم معظمهن للوضع احلايل ورضني حبياة الدعة والسكون وأن يفكر هلن الرجال بدل أن يفكرن ألنفسهن ) حتوالت اخلطاب اإلسالمي املعاصر )41( يرصد األستاذ «منري شفيق» من خالل مراجعته ألدبيات اإلسالميني حول مسألة املرأة أن مثة حتوال يف اخلطاب اإلسالمي يف العقد األخري من القرن العشرين حيث يرى ( أن مشكلة املرأة ومسؤوليتها الدينية وحقوقها فيما يتعلق ابلتعليم والعمل واملشاركة يف احلياة العامة أصبحت مواضيع تطرح داخل الصف اإلسالمي يف العشر سنوات األخرية على مستوى خمتلف عن املستوى الذي عاجله به العلماء )42( واملفكرون اإلسالميون يف أثناء الرد على املتغربني وماكان يثار من شبهة على اإلسالم حول التعدد واحلجاب وحقوق النساء ) وبعد أن يستعرض لوجهات نظر الكثري من اإلسالميني حول هذه القضية يصل إىل ( أن الفكر اإلسالمي املعاصر أخذ ينتقل يف تناوله ملوضوع املرأة من الرد على الشبهة اليت ألقاها الغرب والعلمانيون العرب على موقف اإلسالمي من املوضوع إىل حماولة بلورة صيغة ترتكز إىل األصول اإلسالمية و تيب أو تتجاوب مع حاجات األم ة اإلسالمية يف هذا العصر وهذا ما جعل الفكر اإلسالمي يعاجل هذا املوضع اهلام واألساسي واحلساس على جبهتني جبهة الصراع مع التحدايت اآلتية من اخلارج وجبهة الصراع فيما يثريه من خالفية يف الداخل اإلسالمي نفسه ) )43( واتفق مع «منري شفيق» يف التحول الذي يرصده يف الفكر اإلسالمي املعاصر من قضية املرأة ولكن هذا التحول ال زال يف نطاق النظرية ومل يصل إىل نطاق التطبيقكما ينبغي من جهة أخرى إن هذا التحول يرصده «شفيق» من خالل آراء الرجال وليس النساء وهن ما زلن مل يقتنعن هبذا التحول لعدم م عايشتهن له على األرض وعلى كل حال فإن من املتوقع أن نشهد حتوالت يف العقود القادمة يف اخلطاب اإلسالمي من قضية املرأة وذلك ملعطيات ذاتية وموضوعية راهنة ومستقبلية 343
من هذه املعطيات : أ( إن الفكر اإلسالمي املعاصر أخذ ينتقل يف معاجلة مشكالته من زاوية النظرية إىل زاوية التطبيق وهذا االنتقال يقرب الفكر اإلسالمي معرفيا ومنهجيا إىل الواقعية يف مقابل املثالية وإىل النسبية مقابل اإلطالقية وإىل التبيني مقابل اإلمجال وإىل التدريج مقابل التعجيل ب( إن الصحوة اإلسالمية الناهضة يف األمة تثري رايح التغيري واإلصالح والتجديد يف أحوال وأوضاع اجملتمعات العربية واإلسالمية خصوصا تلك اليتكان يلفها الركود واجلمود ومنها قضية املرأة ج( تعايل أصوات املرأة اليت تطالب إبصالح أوضاعها ونقد املفاهيم واملورواثت والتقاليد اليت تعرقل مشاركتها الفاعلة يف القضااي العامة كما ابتت توجه نقدها إىل الرجل يف طريقته االستبدادية وتطالب مبكانتها اليت تليق هبا كما حددها هلا اإلسالم د( تراجع واحنسار التيار التقليدي نسبيا على الصعيد الفكري واالجتماعي وهو املتشدد ابلتمسك ابملورواثت والتقاليد اليت ترتبط بقضااي املرأة هة( االهتمام العاملي بقضااي املرأة والتحسن النسيب يف أحواهلا والسعي اجلاد إلمناء وتطوير قدراهتا املعنوية واملادية ففي سنة 1115 م أعلنت األمم املتحدة )السنة العاملية للمرأة ) يف عام 1185 م عقدت األمم املتحدة مؤمترا يف نريو ملناقشة األهداف واإلجنازات والعقبات وقد وصف التقرير )جممل اإلجنازات أهنا متواضعة وحدد العراقيل اليت ما زالت حتول دون تقدم املرأة حول العمل وعزاها إىل ما يلي : النقلة العميقة اجلذرية عجز يف تفهم مدلوالت الطروحات النسائية فقدان املوارد املالية إلصالح وضع املرأة وهلذه األسباب تبىن املؤمتر خمططات إضافية وحدد املهلة يف عام 2111 م ) هذا االهتمام العاملي بقضااي املرأةكان يبعث حوافزكثرية عند املرأة املسلمة ابتداء من إحساسها بظروفها )44( ومشاكلها إىل ضرورة االرتقاء بكفاءاهتا آراء الشيخ الغزايل يف املرأة يعد الشيخ والعامل اإلمام اجملدد دمحم الغزايل العامل العامل العابد واجملاهد الصادق اإلنسان املصري الذي عربه اإلسالم هو األب احلقيقي ألجيال كثرية أتت وستأيت من أبناء أمتنا العربية املسلمة يوغلون يف الدين برفق وجيهدون أنفسهم و جياهدوهنا وجياهدون هبا وأبمواهلم يف سبيل بعث جديد ألمتنا خيرجها من تيه الرتاجع إيل جادة الطريق وحمجته البيضاء حيث شهادهتا وشهودها علي العاملني فقد شغل الغزايل عمرهكله وسخر قلمه ووقته وعلمه وماله وخرباته اليت تراكمت مبرور السنني وتنوع البلدان اليت زارها داعيا للدين ومدافعا عن الدعوة ويف إعادة التفكري يف اإلسالم وأحوال املسلمني يف العامل املعاصر وكانت قضية النهوض ابملرأة املسلمة شغال شاغال له طيلة جهاده املبارك إن رؤية الغزايل لقضية املرأة بني واقعه الذي عاشه وكتاابته اليت سطرها يف هذا املوضوع فالناظر يف حياة الغزايلكما رواها يف " قصة حياته " وأحاديثه عن أسرته ونشأته ويفكتاابته اليت خلفها يف قضية املرأة جيد توافقا اتما بني ما عاشه شيخنا اجلليل وماكتبه شأنه شأن كل حياة شيخنا الكبري 1 جزء حي من جمتمع حي يؤكد شيخنا اجلليل أن " أي مطالع للقرآن الكرمي و السنن الصحاح يرى املرأة جزءا حيا من جمتمع حي فهي تتعلم وتتعبد وأتمر ابملعروف وتنهى عن املنكر وتؤخذ منها البيعة على معاقد اإلميان واألخالق وتعارض احلكم أو تؤيده " )45( 343
2 آية اكتمال الرجولة يشدد شيخنا اجلليل - رمحه هللا - على أن " التلطف مع اإلانث والرفق هبن آية اكتمال الرجولة ومتام فضائلها وهو أدب يبذل للنساء عامة سواء كن قريبات أم غريبات كبريات أم صغريات مع استقامة الفطرة اإلنسانية قلما يتخلف هذا املسلك العايل " 3 إنساانن متكافئان ومن منطلق هذا الفهم السليم لوضع املرأة يف اإلسالم يؤكد عاملنا اجلليل " إن الزوج والزوجة إنساانن متكافئان يف احلقوق والواجبات ومع صدق العاطفة يكون الرجل ملكا مطاعا انفذ الكلمة ووسيلته يف ذلك الوفاء واإلخالص واحلب " وإذا قارننا هذه الرؤية للمرأة مباكانت عليه حاله يف إدارة أسرته جنده يقول " كنا أسرة مثالية وال أحب أن أكون ديكتاتوراي يف بييت ولكن ابلنظرة الرقيقة أ ليب فيما أطلب وأجاب إىل ما أحب ومل يكن يف أسرتنا سوى املودة والرمحة )46( 4 شركة مادية وأدبية الزواج - كما يؤكد الشيخ دمحم الغزايل - شركة مادية وأدبية واألسرة " هي الكهف الوحيد الذي جيمع بني رجل وامرأة ومن مث فإن تكوينها دين واحلفاظ عليها إميان ومكافحة األوبئة اليت هتددها جهاد ورعاية مثراهتا من بنني وبنات جزء من شعائر هللا فةالزواج ليس عشق ذكر ملفاتن أنثى! إنه إقامة بيت على السكينة النفسية واآلداب االجتماعية يف إطار حمكم من اإلميان ابهلل والعيش وفق هداايته والعمل على إعالءكلمته وإبالغ رساالته وإذا نظران يف حياة الغزايلكما عاشها سنجده ينفذ ما يقوله واقعا كنا أسرة مثالية تعامله مع أوالده أساسه الرتاحم والتعاون مل يكن يف أسرته سوى املودة والرمحة وليس بينهم إطالقا ما ميكن أن يكون مثار شكوى وأحياانكان يساعد ( زوجته ) يف أعمال املنزل بكل حمبة وال حرج وتلك سنة رسول هللا وكانت صلته بزوجته صلة ود مشرتك وكان يضيق لو أهنا عانت من الواجبات اليت تتحملها أكثر مما تطيق 5 وظيفة البيت األوىل يشدد الغزايل يف كتاابته على أن وظيفة البيت األوىل هي احلفاظ على اإلميان والعبادة واخللق الشريف واملسلك القومي والتقاليد الراشدة واملثل العالية واألبوان شريكان يف أداء هذه الوظيفة ونصيب األم منها ضخم ثقيل وهو دثنا عن هنجه لرتبية أبنائه على هدي هذه الوظيفة فيقول أان طبيعي وعشت عيشة طبيعية ال أعرف التكلف وأضيق به وقد ربيت أوالدي على املصارحة واهلدوء ومواجهة األمور حبكمة وأدب وهللا سبحانه وتعاىل جعل مثرة هذا املنهج الذي هداين إليه أن اجلميع يعيش اآلن عيشة حسنة حنن نعيش كأسرة ولسنا جملس األمن أان ال أتدخل يف توجيه مستقبلهم العلمي وكل الذي يهمم ويعنيم أن يلتزموا ابألخالق الدينية أما رغباهتم فهم أحرار فيما يرغبون فيه وعند زواج أبنائي هم الذين حبثوا ألنفسهم وأان اتبعت البحث ووافقتهم على ما أرادوا 6 الرجل احلقيقي )41( 333
يؤكد الغزايل يف كتاابته على أن الرجل قيم على بيته يقينا وهذه القوامة تكليف قبل أن تكون تشريفا وتضحية قبل أن تكون وجاهة مث انظر إليه وهو يتحدث عن كفاح زوجته معه وكيف قابل هذا الكفاح ابإلحسانكأحسن ما تكون القوامة احلقيقية للرجل املسلم لقد عشت مع زوجيت ثالثني سنةكأسعد زوجني يف الدنيا عشت معها عيشة حسنة كانت سيدة من أحسن من يقابل عباد هللا وكافأهتا على رضاها بفقري فأسكنتها الغرف وأذقتها الرتف وجعلتها تدوس احلرير والذهب مث فارقت الدنيا على غري انتظار فبكيتها من أعماقي رمحها هللا أوسع رمحة ورفع درجتها يف عليني 7 معامل البيت املسلم يقيم الغزايل رؤيته للبيت املسلم على ثالثة معامل ينبغي أن تتوافر فيه أو أن تظهر يف كيانه املعنوي ليؤدي رسالته و قق وظيفته هذه املعامل الثالثة هي : السكينة واملودة والرتاحم وعندما تقوم البيوت على السكن املستقر والود املتصل والرتاحم احلاين فإن الزواج يكون أشرف النعم وأبركها أثرا وسوف تتغلب على عقباتكثرية وما تكون منه إال الذرايت اجليدة وعندما نقارن ماكتبه الغزايل حبياته الشخصية جنده يقول كنا أسرة مثالية تعاملي مع أوالدي أساسه الرتاحم والتعاون وال أحب أن أكون ديكتاتوراي يف بييت أان طبيعي وعشت عيشة طبيعية ال أعرف التكلف وأضيق به وقد ربيت أوالدي على املصارحة واهلدوء ومواجهة األمور حبكمة وأدب وهللا سبحانه وتعاىل جعل مثرة هذا املنهج الذي هداين إليه أن اجلميع يعيش اآلن عيشة حسنة 8 البيوت السعيدة البيوت املستقرة السعيدة - وحدها كما يؤكد الغزايل - بيوت ميكن أن ينشأ األوالد فيها وهم أصح الناس نفوسا ال خصومة بني الوالدين ال شجار ال عراك وال شيء من هذا وهو يشري يف قصة حياته أنه مل يعرف خصومة بني أبويه وال شجارا وال عراك وال شيء من هذا قط كان الزوجان كيان واحد والده كان شديد احلنو على أوالده كرميا يف اإلنفاق عليهم ابعت أمه ذهبها الذي كانت متلكه ليفتح به الدكان الذيكان فيه من جديد عندما عاد مفلسا من اإلسكندرية فاحلياة العائلية بينهماكانت مستقرة استقرارا غريبا وعندما مات والرجال ملون جثته وجد أمه خرجت فجاءة من القاعة وأمسكت أبقدام امليت من اخلارج تقبلها حبرقة وتريد أال خيرج فخرجوا وهي على األرض تبكي وإذا نظران حلياة دمحم الغزايل يف أسرته الصغرية : زوجته وأبنائه وبناته سنجد أنه يطبق ماكتبه عن البيوت السعيدة وهذا ما يؤكده ابنه عالء يف حديثه عنه فيقول كان تعامل أ معنا قائما على الرتاحم والتعاون فلم يكن قط ديكتاتورا بل يستمع ويناقش ويرتك لنا حرية )48( االختيار كنا نراه يساعد أمنا يف شؤون املنزل مبحبة وبال حرج وعن بناته يقول ماتت يل بنت يف مجال أمها الباقون عندي مخس بنات متزوجات وبعضهن عمل ابلتدريس وبعضهن بقوا يف البيت حسب طلب األزواج فأان أعلم البنات كما أعلم البنني وأشعر أن تعليم البنت فريضة والبد من هذا ومعامليت لبنايت كمعامليت لزوجيت وكنت دائما أنظر للبنات على أهنن نعمة من هللا سبحانه وتعاىل اخلامتةةة 333
إن أي تطور اجتماعي ال ميكن أن صل مبعزل عن املرأة وأن تطوير املرأة يضيف للمجتمع عامال أساسيا وحيواي للغاية يف إهناضه ملا متثله املرأة من كثافة عددية وموتقع خاصة كزوجة وأم ومربية ومعلمة وكاتبة اخل واحلركة اإلسالمية كعامل إحياء وإصالح ليس على صعيد الرجال فحسب بل مبا يشمل املرأة أيضا وهنا يكمن الضعف الذي حباجة إىل أن أيخذ أولويته يف االهتمام عرب مشاريع التأهيل املختلفة وتبقى القاعدة أن املرأة هي املسؤولة أوال عن األوضاع اليت وصلت إليها وعن تغيري هذه األوضاع وحتسني أحواهلا العامة ونوعية احلياة واملنتظر يف هذه املرحلة واملراحل القادمة أن أتخذ املرأة مكانتها الالئقة ومشاركتها الفاعلة يف خمتلف قطاعات األمة خنلص من حبثنةةا املختصر عن رؤية الغزايل لقضااي املرأة وما عاشه واقعا مع أمته من جانب أمه وبناته من جانب آخر إىل أن املشكلة اليت تواجه املرأة املسلمة تتمثل يف تقاليد وضعها الناس ومل يضعها رب الناس دحرجت الوضع الثقايف واالجتماعي للمرأة واستبقت يف معاملتها ظلمات اجلاهلية األوىل وأبت إعمال التعاليم اإلسالمية اجلديدة فكانت النتائج أن هبط مستوى الرتبية وميزان األمة كلها مع التجهيل املتعمد للمرأة واالنتقاص الشديد حلقوقها لقد عاش الغزايل قلب يتحرق وعاطفة تتحرك لإلسالم وكان جهاده ابلقلم واللسان يف جمال املرأة عمال خالصا أمثر تديدا حلياة املرأة املسلمة وأنصف اإلسالم من غلو الغالني وانتحال املنتحلني وابطل املبطلني وأعاد الثقة للمرأة املسلمة يف دينها ونفسها )41( رحم هللا شيخنا الغزايل رمحة واسعة فقد عاش عمره من أجل إعادة احلياة إىل العقيدة اإلسالمية لتحتل مكاهنا يف الضمري مث إىل الشريعة لرتسم خط السري يف اجملتمع الكبري ألن هذا هو طريق النهوض الصحيح اهلوامش )1 )2 )3 )4 )5 )6 )1 )8 السنة النبوية بني أهل الفقه وأهل احلديث الشيخ دمحم الغزايل ص 33 الفكر احلركي اإلسالمي وسبل تديده ص 266 أتمالت إسالمية حول املرأة السيد دمحم حسني فضل هللا ص 3 مسائل حرجة يف فقه املرأة الشيخ دمحم مهدي مشس الدين ص 11 حترير املرأة يف عصر الرسالة عبد احلليم أبو شقة ص 1 السنة النبوية بني أهل الفقه وأهل احلديث الشيخ دمحم الغزايل ص 36 صدر الكتاب يف بريوت عن املكتب اإلسالمي تعليق : الشيخ انصر الدين األلباين ص 44 سورة األحزاب : آية 33 )1 حقوق النساء يف اإلسالم وحظهن من اإلصالح احملمدي ص 11 11( سورة التوبة : آية 1 11( انظركتاب : الفكر اإلسالمي املعاصر والتحدايت منري شفيق ص 113 12( رئيسة جامعة اجلنان يف مدينة طرابلس بلبنان 13( الفكر احلركي اإلسالمي وسبل تديده ص 268 333
14( كاتبة وصحفية من مصر من التيار اإلسالمي 15( يف مسألة السفور واحلجاب صايف انزكاظم ص 21 16( انظركتاب : الفكر اإلسالمي املعاصر والتحدايت مصدر سابق ص 113 )11 املصدر نفسه ص 114 18( البالغ ( صنعاء ) العدد العشرون 11( أولوايت احلركة اإلسالمية يف املرحلة القادمة الدكتور يوسف القرضاوي ص 66 21( تعمل يف احلقل اإلسالمي يف الكويت 21( الفكر احلركي اإلسالمي وسبل تديده مصدر سابق ص 314 22( الفكر احلركي اإلسالمي وسبل تديده مصدر سابق ص 212 )23 العامل ( لندن ) العدد 63 ص 46 24( احلركة اإلسالمية يف ظل التحوالت الدولية وأزمة اخلليج مصدر سابق ص 88 25( أولوايت احلركة اإلسالمية يف املرحلة القادمة مصدر سابق ص 64 26( عاملة يف احلقل اإلسالمي يف الوالايت املتحدة األمريكية 21( احلركة اإلسالمية يف ظل التحوالت الدولية وأزمة اخلليج مصدر سابق ص 16 )28 العامل ( لندن ) مصدر سابق ص 48 21( الفكر احلركي اإلسالمي وسبل تديده مصدر سابق ص 212 )31 املصدر نفسه ص 213 31( انظركتاب : أولوايت احلركة اإلسالمية يف املرحلة القادمة مصدر سابق ص 66 )32 املصدر نفسه ص 214 33( انظر جملة : املستقبل العر ص 118 34( الفكر احلركي اإلسالمي وسبل تديده ص 216 35( احلركة اإلسالمية يف ظل التحوالت الدولية ص 11 36( الفكر احلركي اإلسالمي وسبل تديده ص 212 31( اجلماعة اإلسالمية يف ابكستان إعداد : خليل أمحد احلامدي ص 41 38( رؤية إسالمية معاصرة : إعالن مبادئ تقدمي : الدكتور أمحدكمال أبو اجملد ص 62 31( احلركة اإلسالمية يف ظل التحوالت الدولية ص 16 41( أولوايت احلركة اإلسالمية يف املرحلة القادمة مصدر سابق ص 68 41( الفكر احلركي اإلسالمي وسبل تديده ص 215 333
)42 املصدر نفسه ص 214 43( الفكر اإلسالمي املعاصر والتحدايت مصدر سابق ص 613 44( املستقبل العر مصدر سابق ص 45 45( السنة النبوية بني أهل الفقه وأهل احلديث الشيخ دمحم الغزايل ص 111 46( السنة النبوية بني أهل الفقه وأهل احلديث مصدر سابق ص 111 )41 املصدر نفسه ص 121 )48 املصدر نفسه ص 122 41( الفكر اإلسالمي املعاصر والتحدايت منري شفيق ص 156 املصادر واملراجع القةرآن الكريةم 1 البالغ )صنعاء( العدد العشرون 5 تشرين األول / أكتوبر 1111 م من كلمة ألقيت يف ندوة «وضع املرأة يف العامل 2 11 ة 21 آب / أغسطس 1111 م اإلسالمي» عقدت ابلقاهرة يف الفرتة ما بني احلركة اإلسالمية يف ظل التحوالت الدولية 3 الدكتور أمحدكمال أبو اجملد رؤية إسالمية معاصرة : إعالن مبادئ القاهرة دار الشروق 1112 م 4 الدكتور يوسف القرضاوي أولوايت احلركة اإلسالمية يف املرحلة القادمة القاهرة مكتبة وهبة 1112 م 5 السيد دمحم حسني فضل هللا أتمالت إسالمية حول املرأة بريوت : دار املالك ط 1112 م 2 6 1111 م 8 الشيخ دمحم الغزايل السنة النبوية بني أهل الفقه وأهل احلديث القاهرة : دار الشروق ط 1 الشيخ دمحم مهدي مشس الدين مسائل حرجة يف فقه املرأة بريوت املؤسسة اجلامعية للنشر 1114 8 الشيخ انصر الدين األلباين صدر الكتاب يف بريوت عن املكتب اإلسالمي بال اتريخ 1 11 العامل ( لندن ) العدد 63 السبت 21 نيسان / إبريل 1185 م 11 الفكر احلركي اإلسالمي وسبل جتديده ندوة : مستجدات الفكر اإلسالمي واملستقبل الكويت : األمانة العامة لألوقاف ط 1113 م 1 12 حقوق النساء يف اإلسالم وحظهن من اإلصالح احملمدي 13 خليل أمحد احلامدي اجلماعة اإلسالمية يف ابكستان الهور دار العروبة للدعوة اإلسالمية 1181 م 14 صايف انزكاظم يف مسألة السفور واحلجاب القاهرة مكتبة وهبة 1182 م 15 عبد احلليم أبو شقة حترير املرأة يف عصر الرسالة الكويت دار القلم 1111 م ج 1 16 جملة املستقبل العريب ( بريوت ) السنة السابعة عشرة العدد 188 تشرين األول / أكتوبر 1114 م 11 منري شفيق الفكر اإلسالمي املعاصر والتحدايت بريوت : دار الناشر ط 1111 م 3 334
333