د. أمين الجبر )اليمن( أ.د. حسن منصور )السعودية( د. خلدون نعمان )اليمن( أ.د. رقية حساني )الجزائر( اإلشراف العام: أ.د. طالب طاهر النهاري رئيس التحرير: أ.د.عبد الكريم مصلح أحمد البحلة نائب رئيس التحرير: د. عصام واصل مدير التحرير: د. فؤاد عبد الغني محمد الشميري نائب مدير التحرير: د. فضل العميس ي هيئة التحرير: د. سرمد جاسم محمد الخزرجي ( العراق( أ.د. سفيان عثمان املقرمي )اليمن( أ.د. عارف املخالفي )السعودية( أ.د. عبدهللا عبدالسالم الحداد )السعودية( أ.د. عبدالحكيم عبدالحق سيف الدين )قطر( أ.م.د. عبدالقادر عساج محمد )اليمن( أ.د. منصور النوبي منصور يوسف )مصر( أ.د. وديع محمد سعيد العزعزي )السعودية( سكرتارية التحرير د. عبدهللا علي الغ بس ي ندى عزالدين العصيمي املسؤول املالي علي أحمد البخراني اإلخراج الفني محمد محمد علي سبيع 1
الهيئة العلمية واالستشارية: أ.د. أحمد شجاع الدين )اليمن( أ.د. أحمد مطهر عقبات )اليمن( أ.د. أحمد األكوع )اليمن( أ.د. ألطاف ياسين خضرالراوي )العراق( أ.د. حسين العمري )اليمن( أ.د. بجاش املخالفي )السعودية( أ.د. خالص األشعب )اليمن( أ.د. رابح خوني )الجزائر( أ.د. عاطف عبد العزيز معوض )مصر( أ.د. عبدالحكيم شايف )اليمن( أ.د. عبدالرحمن مصطفى دبس )السعودية( أ.د. عبدهللا أبو الغيث )اليمن( أ.د. عبدهللا سعيد الجعيدي )اليمن( أ.د. عبده فرحان الحميري )اليمن( أ.د. عفيف محمد إبراهيم )مصر( أ.د. علي سعيد سيف )اليمن( أ.د. فضل عبدهللا الربيعي )اليمن( أ.د. محمد أحمد املطري )اليمن( أ.د. محمد حمزة إسماعيل الحداد )مصر( أ.د. محمد علي قحطان )اليمن( أ.د. منير عبدالجليل العريقي )اليمن( أ.د. ناهض عبدالرزاق دفتر )العراق( أ.د. هشام فوزي حسني )السعودية( صحح هذا العدد القسم اإلنجليزي القسم العربي د. أحمد الحسامي د. عصام واصل د. عبدهللا الغ بس ي 2
اآلداب مجلة علمية فصلية محكمة تصدر عن كلية اآلداب جامعة ذمار ذمار الجمهورية اليمنية. العدد )الثالث عشر( ديسمبر 2019 الترقيم الدولي: ISSN: 2616-5864 الترقيم املحلي: 551( لسنة )2018 جميع الحقوق محفوظة للمجلة. ال يحق إعادة نشر املواد املنشورة في املجلة دون إذن مسبق. ال يحق االقتباس من املواد املنشورة في املجلة من غير ذكر املصدر. 3
-1-2 -3 تصدر مجلة "اآلداب" العلمية املحكمة عن كلية اآلداب جامعة ذمار بالعربية واللغات األوروبية وفقا للقواعد اآلتية: أن تتسم األبحاث باألصالة واملنهجية العلمية السليمة. أن تخضع البحوث للتحكيم العلمي حسب األصول العلمية املتبعة. تكتب البحوث بلغة سليمة وترا ف ها قواعد الضب ودقة األش ال إن وجدت بصيغة )Word( بحجم )14( وبخ Arabic( )Simplified بالنسبة إل األبحاث باللغة العربية وبخ Roman( )Times New لألبحاث -4-5 -6-7 -8-9 -10 أ- باللغات األوروبية وت ون العناوين الرئ سة بخ ) 1,5 سم( وهوامش ) 2,5 سم( من كل جانب. أن يصحح لغويا من قبل الباحث ويرفق معه ملخصان بالعربية واإلنجليزية. غامق وبحجم )16(. عل أن ت ون املسافة بين األسطر ال يتجاوز البحث )30( صفحة بما ف ها األش ال والجداول واملالحق وفي حال الزيادة يدفع الباحث ألف ريال يمني عن كل صفحة. ب- توثق الهوامش في نهاية األبحاث عل النحو اآلتي: املخطوطات: اسم املؤلف عنوان املخطوط م ان حفظه رقمه الورقة. الكتب: اسم املؤلف )املؤلفين( عنوان الكتاب م ان النشر وتاريخه الطبعة الصفحة. ج- الكتب الجماعية: اسم املؤلف عنوان البحث عنوان الكتاب املحرر م ان النشر وتاريخه الطبعة الصفحة. د- الدوريات: اسم املؤلف عنوان املقال اسم املجلة رقم العدد وتاريخه الناشر الصفحة. ه- الرسائل الجامعية: اسم صاحب الرسالة عنوانها القسم ال لية والجامعة تاريخ إجازتها الصفحة. ترسل األبحاث بصيغتي Word و PDF باسم رئ س التحريرعل البريد اإللكتروني للمجلة:.info@jthamararts.edu.ye تتول املجلة إبالغ الباحث باستالم بحثه وقرار املحكمين حول صالحيته للنشر من عدمه أو إجراء التعديالت ورقم العدد الذي سوف ينشر فيه. ترتب األبحاث عند النشرحسب تاريخ ورودها إل املجلة. اليمن يدفع الباحثون اليمنيون من داخل اليمن أجور النشر البالغة )25000( ريال يمني ويدفع الباحثون من خارج )150( دوالرا أمريكيا أو ما يعادلها في حين )15000( ريال يمني كما يدفع الباحث أجور إرسال النسخ الورقية من العدد. -11 يدفع أعضاء هيئة التدريس في جامعة ذمار مبلغا وقدره تورد املبالغ إل حساب رقم )211084( في البنك التجاري اليمني فرع ذمار الجمهورية اليمنية. وال يعاد املبلغ إذا ر فض البحث من قبل املحكمين. لالطالع عل األعداد السابقة يرج زيارة املجلة عبر الراب اآلتي: عنوان املجلة: كلية اآلداب جامعة ذمار هاتف )06-509584(. http://jthamararts.edu.ye العنوان البريدي: ص.ب )87246( كلية اآلداب جامعة ذمار. ذمار الجمهورية اليمنية. 4
املوطن األول للسبئيين- دراسة تاريخية نقدية في ضوء الكشوف األثرية الحديثة والنصوص أ.د. عارف أحمد إسماعيل املخالفي... 7 حصن أنيشة األندلس ي خالل الفترة من القرن الرابع إلى النصف األول من القرن السابع الهجريين من القرن العاشر إلى النصف األول من القرن الثالث عشر امليالديين- دراسة تاريخية حضارية د. إبراهيم بن عطية هللا السلمي... 56 نحو تجديد الرؤية في املنهج التاريخي- آدم )عليه السالم( أنموذجا أ. د. عبداملعطي سمسم... 83 مكتشفات أثرية جديدة في اليمن باستعمال التقنيات الحديثة د. خلدون هزاع عبده نعمان... 114 أثر عمل الزوجة على النفقة الزوجية" دراسة فقهية مقارنة " أ.م.د. منال بنت سليم بن رويفد الصاعدي... 168 معالجة القرآن ملشكلة التكفير- دراسة معاصرة د. حسن محمد املعلمي أ.م.د. أحمد محمد قاسم مذكور... 205 حكم األخذ بالرخصة في مسائل الخالف- دراسة فقهية أصولية تطبيقية أ.م.د. أحمد إبراهيم يحيى يابس األهدل... 244 مسئولية الدولة عن تحقيق مبدأ التكافل االجتماعي في املجتمع املسلم د. أحمد عبدهللا صالح... 287 أحكام خيار املجلس في القانون املدني اليمني رقم )14( الصادر سنة 2002 م في ضوء املذاهب الفقهية أ.د.بجاش سرحان محمد املخالفي... 318 األمراض املعدية وأثرها في فسخ النكاح د. هويدا بنت بخيت حميد اللهيبي الحربي... 336 تحديد الخصائص الطيفية للمعادن في محمية كاركونوجه الوطنية في بولندا من املرئيات فائقة األطياف للمجس APEX أ. م. د. محمد أحمد مياس... 372 التوزيع الجغرافي للخدمات الصحية بمحافظة حجة بالجمهورية اليمنية للعام 2012 باسم أحمد محمد سعد... 386 العقد االجتماعي ونشأة الدولة دراسة تحليلية مقارنة بين االتجاهات املختلفة لرواد هذه النظرية عبد العزيز حسن الوظاف... 406 5
6
الموطن األول للسبئيين دراسة تاريخية نقدية في ضوء الكشوف األثرية الحديثة والنصوص * أ.د. عارف أحمد إسماعيل املخالفي امللخص: اختلف الباحثون حول املوطن األول للسبئيين فمنهم من عدهم من جنوب الجزيرة العربية ومنهم من قال إنهم هاجروا إليها. وقد تناولت هذه الدراسة ذلك الجدل كله وفندت مختلف اآلراء بحياد ومنهجية ووقفت على الشواهد األثرية والكشوف الجديدة والنقوش واعتمدت في عرضها ونقاشاتها واستنتاجاتها على تقارير بعثات التنقيب عن اآلثار في اليمن خاصة إلى مارب وما جاورها على امتداد رقعتها الجغرافية لتصل في نهاية األمر إلى اإلجابة عن السؤال األهم: أين يقع املوطن األول للسبئيين من خالل استعمال املنهج التاريخي التحليلي ومنهج النقد التاريخي في قراءة املعطيات وتفسيرها في سياق تاريخي محايد بعيد ا عن اإلسقاطات أو التاريخ املتخيل. وكانت أبرز نتائج البحث أن املوطن األول للسبئيين هو جنوب الجزيرة العربية )اليمن( وأن ثقافتهم وخبرتهم ال تحتاج إلى هجرة خارجية ألجل تطورها. كما توصلت الدراسة إلى أنه ال يوجد أساس علمي أو منهجي لفرضيات األصل الخارجي للسبئيين وعلى وجه الخصوص الفرضيات التي ظهرت بعد موت ما عرف ب"الفجوة الثقافية" بعد اكتشاف العصر البرونزي في اليمن الذي كان مفقود ا حتى مطلع ثمانينيات القرن العشرين امليالدي. أستاذ تاريخ الشرق والجزيرة العربية القديم- قسم التاريخ جامعة أم القرى اململكة العربية السعودية- وجامعة صنعاء الجمهورية اليمنية. 7 *
The First Homeland of Sabaeans: A Critical Historical Study in the Light of Modern Archaeological Discoveries Prof. Aref Ahmed Ismail Al-Mekhlafi Abstract: Researchers disagreed on the first place of the Sabaeans, as some of them regarded their native homeland to the southern Arabian Peninsula, while others believed that they emigrated to it from another area. This study deals with all these controversies, and explained all the various views impartiality and methodology based on the archeological traces, transcripts and new discoveries. It has also drawn its results based on the missions' reports exploring monuments in Yemen, especially to Marib and its geographic surrounding areas. This was able to lead us to answer the most important question, where was the original homeland of the Sabaeans?. Therefore; the researcher followed the historical analytical method, and the historical criticism for interpreting the data in a neutral historical context, away from projections, or imagined history. The main findings of the research show that the first place of the Sabaeans was the southern Arabian Peninsula (Yemen). Their culture and experience did not require any external migration to be developed. The study also found that there was no scientific or methodological basis for the hypotheses that Sabaeans' were of external origin, especially the hypotheses that emerged after the end of the so-called "cultural gap", and after the discovery of the Bronze Age in Yemen, which was missing until the early 1980s. املقدمة: السبئيون قوم عاشوا في جنوب الجزيرة العربية )اليمن( وقد لفتوا انتباه الرحالة واملستشرقين والباحثين بإنجازاتهم الكبرى في مجالي ومنشآته. وكانت والري الكتابة عاصمة دولتهم مارب وصرواح أحيان ا وذكر القرآن الكريم مملكتهم "سبأ" وملكتهم "ملكة سبأ" وسد هم 8
"الع ر م" بل إن في القرآن سورة باسم "سبأ". ورغم ذلك اختلف الباحثون حول موطنهم األول فمنهم من عدهم من جنوب الجزيرة العربية ومنهم من قال إنهم هاجروا إليها. و قد حاولت هذه الدراسة اإلجابة عن األسئلة اآلتية: ما سبب خالف الباحثين حول النشأة األولى للسبئيين ما هي مبررات فرضية األصل الخارجي للسبئيين رغم الكشوف األثرية الحديثة هل بإمكان معطيات التنقيبات عن اآلثار في اليمن ونتائج تحاليل عيناتها بوساطة الكاربون 14 املشع/ C 14 ودراسة طبقات الطمي املترسبة عبر آالف السنين في منطقة سد مارب أن تساعد على حسم الجدل في املوطن األول للسبئيين هل قامت الحضارة السبئية على الخبرات الذاتية املتراكمة أو على الخبرة املنقولة من الخارج -1-2 -3-4 ويؤكد الباحث أن هذه الدراسة ال ت عنى بالدفاع عن أصل السبئيين وإنما تدافع عن منهج قراءة تاريخهم في محاولة للوصول إلى صورة مقبولة ال تعتمد على تخيل األحداث وإسقاطها وإنما تستند إلى املصدر األصلي والدليل املادي لذلك اتبع الباحث املنهج التاريخي التحليلي ومنهج النقد التاريخي في قراءة املعطيات وتفسيرها في سياق تاريخي محايد. أول: فرضية الفجوة الثقافية وعالقتها بفرضيات الباحثين حول أصل السبئيين بدأت القصة في أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين امليالديين حين خاض بعض املؤرخين الغربيين في مسألة أصل السبئيين ومملكة سبأ وهل كانت البداية في جنوب الجزيرة العربية أو في شمالها. وقد اعتمدت تلك اآلراء على الرحالت واملالحظات وجمع النقوش وتقديم تصورات تاريخية في ضوئها خالل القرنين التاسع عشر والعشرين ومن أولئك املستشرقين: الدنماركي نيبور C.Niebuhr سنة 1772 م واألملاني سيتزنA.J.Von.Seetzens سنة 1810 م والبريطاني كروتندن J.Cruttendenسنة 1835 م واإلنجليزي كوجالن سنة Cogllan 9
10 1835 م وكذلك هاليفي 1880 م 1885 م 1887 م سنة J.Halevy 1869 م ثم النمساوي جالزر في األعوام E.Glaser 1888 م والنمساوي دي. ه. موللر D.H.Muller سنة 1898 م ودتلف نيلسن وجروهمان و رودو كناكيس وهومل الذين نشروا أعمالهم سنة 1927 م في كتاب ترجمه إلى العربية فؤاد حسنين سنة 1957 م بعنوان )1(»التاريخ العربي القديم«. وظهرت وجهات نظرهم في مطلع القرن العشرين امليالدي وتمثلت في اتجاهين االتجاه األول مثله: شردار كيبرت واألملاني هارتمان M.Hartmann داتش واألملاني هومل F.Hommel ورأى هؤالء أن السبئيين عاشوا أصال في شمال الجزيرة العربية وتحديد ا في منطقة الجوف )شمال اململكة العربية السعودية( واستمروا فيها على البداوة زمن ا طويال ثم دفعتهم دوافع معينة إلى االتجاه نحو جنوب شبه الجزيرة العربية قبيل بداية القرن الثامن ق.م بقليل واستقروا فيها. واالتجاه الثاني مثله:األملاني موللر D.H.Muller والنمساوي جالزر E.galaser واألملاني فنكلر H.Winckler ماير ملبرت M.Lambert والنمساوي موزيل A.Musil ورأى هؤالء أن السبئيين عاشوا منذ بداية أمرهم في جنوب شبه الجزيرة العربية لكن جالية منهم اتجهت خالل القرن الثامن ق.م أو قبله بقليل إلى الشمال وأقامت قرب واحة تيماء ومنطقة الجوف لترعى املصالح )2( التجارية لقومها في الشمال وعلى طرق القوافل املتجهة منها إلى الهالل الخصيب. ثم جاءت مرحلة خمسينيات القرن العشرين التي شهدت تطوير ا لتلك اآلراء واعتمدت إلى جانب ما سبق على نتائج التنقيبات عن اآلثار التي كانت ماتزال في بداياتها. وكان رواد تطوير تلك الفرضيات: فان بيك Van Beek وجاكلين بيرين J. Pirenne اللذين اعتمدا في توجهاتهما على ما دو نه املستشرقون في رحالتهم خالل القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين عن املدن واملعالم األثرية الظاهرة والنقوش املكتشفة كما اعتمدا على نتائج املسوحات والتنقيبات األثرية املحدودة التي جرت في "حقة همدان" سنة 1928 م من قبل رايثيانز Rathjens و وايزمان Caton وفي "حريضة" بحضرموت سنة 1938 م من قبل كاتون طومسونThompson Wissman وفي هجر بن حميد وتمنع ومعبد أوام بمارب خالل األعوام من 1950 م 1952 م من قبل
ويندل فيليبس W.Phillips وكليفالند Cleveland وفان بيك. Van Beek وعندما قام فان بيك وجاكلين بيرين بدراسة تلك املعطيات وجدا أن هناك فجوة ثقافية تتمثل في عدم الترابط بين مرحلة العصور الحجرية ومرحلة العصور التاريخية التي شكلت النهضة الكبرى في األلف األول )3( ق.م ومن هنا بنيا رؤيتيهما في فرضية األصول الخارجية للحضارة السبئية. فرضية فان بيك: )4( اعتمد فان بيك "الترتيب الزمني الطويل" )بعد مطلع األلف األول ق م( وافترض سنة 1952 م أن التطور املفاجئ خالل األلف األول ق.م كان سببه هجرات كبرى اتجهت من بالد الهالل الخصيب إلى جنوب الجزيرة العربية )اليمن( بسبب الكثافة السكانية وتغيرات الظروف املناخية في أواخر األلف الثاني ق.م وأن هذه الهجرات استوطنت األجزاء الشرقية منها وسيطرت على السكان األصليين واتخذوها وطن ا جديد ا لهم ومن ثم أدخلوا ثقافتهم املتطورة التي حلت محل الثقافة املحلية ثم أقاموا مدن ا حضرية وكذلك أقاموا عالقات تجارية مع مواطنهم األ ولى وهو ما أدى إلى التطور واالزدهار الثقافي واالقتصادي في موطنهم الجديد فدخلت نظم وتقنيات لم تكن معروفة في جنوب الجزيرة العربية حتى القرن الحادي عشر ق.م واعتبر أن العصور )5( التاريخية تبدأ بقدوم هؤالء. وال أرى حاجة ملناقشة هذه الفرضية باعتبارها قامت على معطيات انتهت قيمتها التاريخية )6( واالستداللية باكتشاف العصر البرونزي في اليمن وقد ناقشها عبده عثمان بما فيه الكفاية. فرضية جاكلين بيرين: اعتمدت جاكلين بيرين "الترتيب الزمني القصير" )منتصف األلف األول ق.م( -وهي رائدة هذا الترتيب- وافترضت في عامي 1955 مو 1956 م أن االزدهار الحضاري في جنوب الجزيرة العربية )اليمن( أقامه السكان األصليون مع هجرات قدمت من الشرق األدنى القديم وبالد اليونان وأن شعوب جنوب الجزيرة العربية قبل هذه املدة كانت ممارساتهم الثقافية واالقتصادية بدائية 11
12 وتنتمي إلى عصور ما قبل التاريخ وأن االز دهار الذي حدث كان نتيجة التوسع في العالقات التجارية مع شعوب الشرق األدنى القديم وأن ذلك لم يحدث قبل النصف الثاني من األلف )7( األول ق.م معتمدة في آرائها على املقارنات اللغوية والفنية وبذلك جعلت القرن الخامس ق.م هو بداية تاريخ ممالك جنوب الجزيرة العربية. وباملثل فإنه ال حاجة إلى مناقشة هذه الفرضية بسبب ضعف استدالالتها أمام الكشوف الجديدة املتمثلة في العصر البرونزي والعصر الحديدي )8( ونكتفي بمناقشة عبده عثمان لها. ولكن هناك مسألة مهمة ال بد من التوقف عندها ومناقشتها بمزيد من األدلة الجديدة وهي اتخاذ بير ين للتاريخ القصير )األدنى( واعتبار أن حضارة السبئيين ال تتجاوز منتصف األلف األول ق.م وهي مدرسة ما يزال لها أنصارها حتى اليوم وخاصة أتباع املدرسة الفرنسية القديمة. يبدو أن مدرسة بيرين في التاريخ القصير قد بددتها الكشوف األثرية. فقد قامت بعثة اآلثار اإليطالية بتحليل عينات من تجمع للسبئيين في "يال/ الدريب" التي تبعد عن مارب بحوالي 30 كم )لوحة 1( وتحديد ا البيت السبئي A )اللوحتان 3( 2 وكانت النتائج الفتة إذ أعطت تواريخ تصل إلى القرن الرابع عشر ق.م كما ساعدت في تحديد تاريخ نقوش املوقع بالقرن التاسع ق.م وهذا يفوق تقدير بيرين )القرن الخامس ق.م( بما يقارب األربعة قرون على األقل. ومن ناحية أخرى أيدت هذه النتائج أصحاب نظرية التاريخ الطويل )القرن الثامن ق.م( بل وتجاوزتها. وفي هذا الصدد يقول دي ميغريت: "وفي كل األحوال فإن حروف املسند املحززة على قطع خزف أل وا ن فخارية عثرعليها في "يال/ الدريب" تثبت أن الخط السبئي هو أكثر قدم ا بعكس ما كان ي عتقد به إلى وقتنا الحاضر وأنه كان منتشر ا بكثرة ومستعم ال من ق بل جميع الناس وهذا ما تثبته )9( النقوش التي اكتشفت ضمن سياق منزلي". ويشيردي ميغريت إلى أن اكتشاف تلك الحروف كان مفاجأة كبيرة )اللوحتان 4 ( 5 وخاصة أنها أ رخت بناء على تحليل الفخارنفسه بالقرن الحادي عشر أو العاشر ق.م على األقل وهو ما يعد أقدم دليل على وجود الكتابة السبئية ويدل كذلك على بدايات أقدم لم تكتشف بعد مهدت لنضج الكتابة على النحو الذي نراه في النقوش كما
يدل على وجود ثقافة يمنية خالصة أطلق عليها دي ميغريت "ما قبل سبئية" وهي التي أصبحت )10( فيما بعد "منطقة مملكة سبأ" بل واملهد السبئي لثقافة جنوب الجزيرة العربية. كما يذكر ديميغريت أن الدالئل كلها تشير إلى أن أسلوب الخط في النقوش من "البيت A" السبئي كان مستعم ال بتاريخ غيرمحدد قبل عام 535 ق.م وليس في عام 380 ق.م الذي حددته بيرين لنوع ذلك الخط بحسب تاريخها القصير خاصة أن النقش a-b( Y(.85 3/Y يذكر اسم حاكمين سبئيين هما "يدع إل و يثع أمر" )وهما من القرن الثامن ق.م( بل يجزم أن النقش الذي عثر عليه في موقع مجاور "لشعب العقل" البد من أن يؤرخ بعد مدة قصيرة جد ا بعد نهاية القرن السابع ق.م وأن االسم املذكور فيه "كرب إل" يطابق اسم "كرب إلو" املذكور في النقوش )11( اآلشورية هذا إلى جانب ثالثة نقوش أخرى وجدت في الطبقة )B( تؤرخ بسنة 755 ق.م. وقرر دي ميغريت بناء على معطيات الكربون 14 أنه إذا أ رخ نهاية "البيت A" بسنة 535 ق.م فإن أي رقم ال يمكن أن يكون -بأي شكل- أقل منه بل يمكن تعلية ما قبل هذا التاريخ إلى 825 ق.م بناء )12( على العينة رقم )2( من القسم )10 L(. وكانت هذه املعطيات قد عززت نتائج تنقيبات البعثة األمريكية في موقع "هجر التمرة" بوادي الجوبة جنوب مارب التي نشرتها عام 1985 م وأكدت على صحة فرضية التاريخ الطويل وقوتها في مقابل ضعف فرضية التاريخ القصير وتراجعها بل إن ذلك كله ينسجم مع ما عثرت عليه بعثة التنقيب األمريكية في موقع هجر بن حميد بوادي بيحان سنة 1951 م التي كشفت عن أن أعمق مستويات التل السبعة تعود إلى القرن الحادي عشر ق.م وهو ما يتفق مع معطيات موقع "يال/ الدريب" التي أعلنت عنها البعثة اإليطالية سنة 13 )13( 1989 م. يتضح من املعطيات املعيارية املوضحة سابقا أن فرضيتي فان بيك وجاكلين بيرين قد أعدتا في بدايات املسوح والتنقيبات األثرية في اليمن حين كانت املعلومات في حدود املتاح من النتائج وحين كان الكربون 14 )14( املعتمد في قياس الزمن ما يزال في بدايته حيث اكتشف الكاربون 14 املشع املعروف بC14 عام 1940 م من قبل عالم الفيزياء األمريكي "صموئيل رو بن"
)15( وصديقه الفيزيائي "مارتن كامين" لكن بداية التطبيق الفعلي له كانت سنة 1949 م عندما )16( أجريت التجارب عليه من قبل "ليبي" وفريقه من علماء الذرة في جامعة شيكاغواألمريكية. ثاني ا: موت فرضية الفجوة الثقافية: كيف ماتت فرضية الفجوة الثقافية يروي مكتشف العصر البرونزي في اليمن "أليساندرا دي ميغريت" رئيس البعثة األثرية اإليطالية في اليمن قصة ذلك االكتشاف فيقول: "في يوم 13 ديسمبر عام 1981 م بينما كنا نقوم بجولة استكشافية قصيرة آلثار املنطقة الواقعة بين صنعاء ومارب في إطار البحث عن املخلفات السبئية عثرنا على بقايا موقع كبير كان يبدو جلي ا أنه يرجع إلى فترة ما قبل التاريخ ولم يكن له مثيل في اآلثار املعروفة حتى ذلك الحين في جنوب الجزيرة العربية... ويمكننا القول إنها ترجع إلى الفترة الواقعة بين العصر الحجري الحديث والعصرالسبئي... بعد ذلك جرت عملية استطالع لكامل املنطقة. وفي أغسطس من عام 1984 قمنا بحفرية كاملة للغرف املوجودة في إحدى ساحات موقع وادي يناعم وتبين أن حضارة العصر النحاس ي في جنوب الجزيرة العربية يمكن أن تمتد لتشمل كل األلف الثاني قبل امليالد )17( ومن ثم تمأل الفراغ حتى العصرالسبئي". كما أكد دي ميغريت أن نتائج الفحص املعملي بواسطة كربون C14 / 14 الذي تم تنفيذه في قسم الفيزياء في جامعة روما على خمس عينات مختارة من طبقات مسكن سبئي في املركز الكبير في "يال" التي تبعد عن مارب بحوالي 30 كم قد أعطت تاريخ ا يتراوح بين القرن 14 ق.م والقرن 9 ق.م بحسب تسلسل طبقات املوقع كما هو مبين في الجدول اآلتي الذي يتضح منه أن الطبقة األدنى في املسكن السبئي أعطت التاريخ )1395 التاريخ 850 ق.م وكان تدرج جميع الطبقات كما يأتي )لوحة 1- أ(: 850 ق.م 825 ق.م 1100 ق.م 1240 ق.م 1395 ق.م( تقريب ا والطبقة األعلى أعطت )18( ق.م. وهذه التواريخ -كما يتضح- كشفت عن تواصل غير منقطع للحضارة السبيئة وهو ما يعني أن جميع الفروض 14
املعتمدة على فرضية الفجوة الثقافية تعد غير مقبولة ألي مؤرخ وال تسوغ معها أي مبررات علمية. وفي سياق متصل وذي داللة تاريخية كشفت تنقيبات البعثة األمريكية في ذمار عن أن معطيات مواقع العصر الحجري الحديث تعود إلى األلف السادس ق.م كما أعلنت أن مستوطنات العصر البرونزي )3000 1000 ق.م( فيها تشكل حوالي ربع املستوطنات املسجلة وأن فحص العينات بوساطة الكربون 14 املشع / 14 C أعطت نتائج تتراوح بين 2500 1700 ق.م. وعد التقرير هذه املستوطنات أقدم مدن العصر البرونزي املسورة في شبه الجزيرة العربية 15 )19( بأكملها. وعندما قام قسطنطين لورينزو بدراسة للفخار املكتشف على طول الطريق بين صنعاء ومارب وصنعاء وذمار وجد أنها تنتمي إلى الفترة بين العصر الحجري الحديث و العصر )20( السبئي وهذا دليل مادي آخر يضاف إلى نتائج تحليل العينات السابقة ليؤكد استمرارية النشاط السبئي وتواصله مع ما قبله من خالل الفعل الحضاري املتواصل للحضارة اليمنية القديمة. والجدير بالذكر أن فخار هذه الفترة يتميز عن فخار الفترات املتأخرة بالوزن النوعي العالي واللون األحمر واملواد الصلبة ذات اللون األسود أو األبيض التي تبرز على سطحه الخارجي مما يكسبه مظهر ا )21( السطح. خاص ا وجد دي ميغريت تشابه ا يسهل عملية الرجوع إليه حتى عند وجود أجزاء فخارية قليلة على بين الفخار املكتشف ومواقع العصر البرونزي في سوريا وفلسطين والنجف بالعراق. وعلى الرغم من أنه ال يعد تماثال حقيقي ا إال أنه تشابه معتاد بين مواقع العصور البرونزية يقاس عليه ويؤرخ به ومع ذلك الحظ خصوصية محلية لفخار مواقع العصر البرونزي في اليمن مثل األطباق الضخمة التي ليس لها مثيل في الشرق األدنى القديم
16 وعزا ذلك إلى أن ما وجد في اليمن كان مستعمال في حين أن ما وجد في تلك املناطق كان من داخل املقابر. ويؤكد دي ميغريت أن نتائج معمل تحديد التواريخ ب وساطة كربون /C14 14 التابع للمعهد التكنولوجي النرويجي الذي أجرى تحليال لقطع من الفحم سنة 1983 م ملتقطة من موقع "املسنة" قد أرخت تلك القطع )22( القديم في سوريا وفلسطين. 1980 بسنة قبل امليالد وهو ما يعادل نهاية العصر النحاس ي وكما أن الصناعة كانت حاضرة فإن الزراعة لم تكن غائبة بل وجدت انطباعات الحبوب على الفخار وهي تدل على أن إنسان ذلك العصر في اليمن قد زرع السرغوم والذرة السكرية والشعير والشوفان والدخن كما أن تربية الحيوان كانت شائعة بدليل العثور على عظام )23( الثيران والضأن واألغنام والخنزير.ومن ناحية أخرى وجد كثيرمن الصناعات الحجرية لهذه الفترة املكتشفة ويبدو واضحا أنها تختلف تمام ا عن أكمل مجموعة ترجع إلى العصر الحجري )24( الحديث السابقة لهذا العصر سواء تلك املكتشفة على السطح أم أثناء التنقيبات األثرية.وإلى جانب الفخار والصناعات الحجرية وجدت قطع نحاسية في موقع النجد األبيض وهي عبارة عن منقاش له مقدمة عريضة ومقبض مربع وكذلك وجد جزء من أداة في وادي حورة وإن كانت )25( ع ا إلى عصرما قبل التاريخ. وظيفتها غير معروفة إال أنها ترجع ق ط وخالصة القول إنه جاء في توصيف عبده عثمان للفجوة الثقافية أنها لم تكن فجوة )26( ثقافية بل هي فجوة معرفية بثقافات العصر البرونزي في اليمن التي ردمتها كشوف البعثة األثرية اإليطالية كما تقدم. ثالثا: ما بعد موت الفجوة: إن فرضية الفجوة الثقافية وما ارتبط بها من تصورات تعني أن هناك انقطاعا ثقافيا بين عصور ما قبل التاريخ التي لم ينكرها أحد من الباحثين-واملرحلة السبئية وحضارتها ويتمثل في مرحلة العصور البرونزية التي تربط بين عصور ما قبل التاريخ والعصور التاريخية وهو ما يعني
وجود ثغرة مثيرة للتساؤالت جعلت الباحثين يتبنون فكرة أن السبئيين هاجروا إلى جنوب الجزيرة العربية وتحديد ا إلى مارب وصرواح ومن ثم جلبوا معهم كل مظاهر التطور املفاجئ. وفي ضوء ما تقدم يتضح أن الفكرة بنيت على املشاهدات ومعلومات التنقيبات األثرية القديمة دون االلتفات حتى إلى مجرد التلميح إلى احتمالية العثور على دالئل جديدة في املستقبل قد تغير تلك األفكار وهو ماحدث بالفعل. ورغم ذلك يصر بعض الباحثين على إحيائها كما سيأتي خلال غير. الحق ا مقدمين تاريخ ا متخي ال للسبئيين ومتجاهلين تلك الكشوف والدالئل الحاسمة علمي ا والتمسك بفروض عامة بل ويمكن اعتبارها ثانوية بجانب املعطيات القوية وهو ما أوجد منهجي ا غير مقبول في قواعد املنهج العلمي الذي يقدم امللموس على املتخيل في حال االستدالل على واقعة تحتاج إلى قرار حاسم وهو ما أدى إلى محاولة فرض سيرة ذاتية تعسفية للسبئيين وحضارتهم. مع تأكيدنا أنه ال ت ح فظ على حركة الشعوب العربية القديمة من منطقة إلى أخرى فالهوية واحدة والتاريخ مشترك لكن نقاشنا يقوم على ضرورة تحري املنهج العلمي ال فقد القت فرضيتا فان بيك وبيرين أصداء بين عدد من الباحثين منذ إعالنها وأخذوا يبنون عليها تاريخ ا متخي ال ال عالقة له بالسبئيين الذين نعرفهم من حيث أصلهم وفعلهم الحضاري املشهود! واملثير حق ا هو أن تبقى هذه الفرضيات حية بعد اكتشاف العصر البرونزي في اليمن في بداية ثمانينيات القرن العشرين امليالدي ) 1981 م( كما سبق ذكره وانتهاء حالة الفجوة الثقافية علمي ا وعملي ا حيث بدأ بعض الباحثين -إلى جانب ما تقدم-بإحياء تلك األفكار وتطويرها من خالل البحث عن مواطن جديدة محتملة أو العودة إلى فرضيات املوطن األول للساميين التي سادت أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين امليالديين التي تعتمد على املقابالت اللغوية وتطويرها وخاصة فرضيات فون كريمر) Kremer )Von وجويدي )Guidi( في أواخر القرن التاسع عشر اللذين اتفقا على أن بابل هي املوطن األول للساميين حيث استقروا فيها بعد ترحال من مناطق أخرى في أواسط آسيا أو فرضيات أنجناد )Ungnad( وكلي في القرن 17
18 )27( العشرين حيث اتفقا على أن بالد أمورو )األموريين( هي املوطن األول للساميين. والجدير بالذكر أن نولدكه وجه نقد ا لهؤالء العلماء الذين يعتمدون املقابالت اللغوية وذلك في دراستين له في عامي 1887 م و 1899 م مبين ا )28( مجرد دراسة كلمات أو إجراء موازنات بين األلفاظ. أنه من الخطأ االعتماد في وضع نظريات مهمة كهذه على ففي عام 2001 م ظهر رأي تبناه "نوربرت نيبس" يقول فيه: إنه حدثت هجرات من فلسطين إلى اليمن وأن تلك الهجرات قد كانت السبب في ظهور الدولة في جنوب الجزيرة العربية وقرر أن تلك الهجرات تمثلت في السبئيين وأنها حدثت في زمن ما من األلف الثاني ق.م ويعتقد أن متحدثي السبئية األوائل كانوا أحد الشعوب الكنعانية.وهذا الرأي ال يختلف عن سابقيه سوى في تحديد فلسطين موطنا أول للسبئيين وقد اعتمد على التشابهات اللغوية تحديد ا بين السبئية و الكنعانية التي فصل فيها تفصي ال )29( بحثه. دون االعتبار ألي معطيات جديدة رغم حداثة وفي عام 2004 م قدم جيوفاني جاربيني Giovanni Garbini رأي ا خالصته: أن املوطن األصلي للعرب الجنوبيين يعود إلى املنطقة الواقعة بين جنوب بالد الرافدين والشمال الغربي للخليج العربي وأنهم انتقلوا منها خالل القرنين األخيرين من األلف الثانية ق.م مستعملين الجمال خالل رحلتهم متجهين أوال إلى املنطقة الواقعة بين سورية وفلسطين حيث التقوا بمجاميع شبه بدوية ثم حدث تعايش وتبادل ثقافي بين املجموعتين وخالل تلك الرحلة الطويلة استعمل )30( الجمل وسيلة للنقل وانتقلت الكتابة إليهم من خالل عرب الشمال ويرى أن الفترة من القرن الثاني عشر ق.م إلى القرن العاشر ق.م هي األكثر ترجيح ا لهذا االنتقال بسبب بروز استعمال الجمل في النقل والتجارة وكذلك معرفة الكتابة خاللها. ولم يكتف جاربيني بذلك بل اعتبر أن عرب جنوب الجزيرة العربية عموم ا )31( وصلوا إليها مجموعات وليس دفعة واحدة. وواضح من فرضية جاربيني أنه اعتمد على التشابهات اللغوية وعلى بداية استعمال الجمل في النقل دليال )32( على تلك الهجرات.
ومع اتخاذه هذا القرار في تحديد املوطن األصلي فإننا نجده في الصفحة نفسها يشكك في دقة تحديد املنطقة التي قدم منها عرب الجنوب ويقر أنه من الصعوبة تحديدها وهل قدموا )33( من بالد الرافدين وبعض مناطق الخليج العربي أومن سورية وفلسطين مباشرة. وعندما نتمعن في قراءة استدالالت "جاربيني" نجده يقع في الخطأ املنهجي الفادح عندما يورد أدلة متأخرة ال عالقة لها بفرضيته بل تشكل مفارقة تاريخية مثيرة سببها أن منهجه أسير التاريخ القصير الذي تعتمده جاكلين بيرين رغم تخلي املدرسة الفرنسية الحديثة عن التاريخ القصير حيث نجده يدلل بالنص اآلشوري الذي يتحدث عن نهب أو مصادرة قافلة تجارية لتجار من سبأ وتيماء على أن القافلة لم تأت من بالد اليمن وإنما من ساحل البحر املتوسط كونها )34( تضم ضمن سلعها التجارية الصوف والحديد. مع العلم أن هذه القافلة التجارية جاءت في الوقت الذي بلغت فيه سبأ أوج ازدهارها في القرن الثامن ق.م حيث جاء في ترجمة النص اآلشوري )بحسب ترجمة بهيجة خليل إسماعيل( ما يأتي: "أنا نينورتا كودوري أ صرحاكم إقليم ماري و إقليم سوخي: عندما كنت في مدينة كارابيل أدد بلغني عند الظهيرة بالقوافل اآلتية من سبأ وتيماء والذين جاءوا من أماكن نائية فلم يمروا بي ولم يأت رسلهم إلي... بل اتخذوا طريقهم بالقرب من منابع املياه ومن هناك تابعوا سيرهم إلى مدينة خندانو. وعندما سمعت بهم ظهر ا تهيأت وفي املساء عبرت النهر وفي اليوم الثاني قبل الظهر وصلت إلى مدينة أزالنو وبقيت هناك ثالثة أيام وفي اليوم الثالث غزوتهم فأخذت مائة من رجالهم أسرى ومائتي جمل مع حمولتها صوف من نوع تاكيلتوم صوف حديد حجر من نوع بارديلو وجميع أسلحتهم ومعداتهم أما الغنائم القليلة فأرسلتها إلى 19 )35( سوخي". ومن خالل تعيين موقع مدينة خندانو يتضح أنها كانت تشكل مع األقاليم املجاورة لها مثل سوخي والكي وعناة وماري وحدة إقليمية ذات عالقات ووشائج مشتركة تمتد إلى آشور )36( وبابل كما دلت الدراسات أنها كانت تحتل مركز ا تجاري ا يتم فيه تفريغ البضائع أو أنها كانت
20 واسطة لتسويق البضائع ربما إلى آشور وبالد الشام واألناضول أو البحر املتوسط كما كانت )37( بوابة العراق أمام القوافل التجارية القادمة من الجزيرة العربية. وهذه املعطيات تدل على أن استدالالت جاربيني لم تكن في محلها كما تنفي تمام ا صحة فرضيته في أن هذه املنطقة كانت محطة انتقال إلى جنوب الجزيرة العربية في سياق أن انتشار السبئيين في شمالها قد سبق وصولهم إلى جنوبها ألن النص اآلشوري يؤرخ بالقرن الثامن ق.م وهو ما يتفق مع ازدهار مملكة سبأ وتطور تجارتها وليس مع بداية تشكلها من املهاجرين كما يرى جاربيني كما أن البضائع التي تضمنت مع أشياء أخرى الصوف والحديد ال تدل على أن أصحابها قدموا من ساحل البحر املتوسط بل تؤكد على أن تيماء كانت مركز ا تجاري ا مهم ا يلتقي فيه التجارمن سبأ وغيرها وهذا )38( ما أكدته الكشوف األثرية املتواصلة. ولم يتوقف جاربيني عند هذا الخطأ املنهجي بل يستمر في املفارقة التاريخية حين يستدل بنتائج تنقيبات البعثة األمريكية في "ريبون" بحضرموت في خمسينيات القرن العشرين امليالدي املنصرم برئاسة جاكلين بيرين صاحبة التاريخ القصير ليقرر أن انتقال السبئيين كان في القرن السابع ق.م بل ويستدل بوجود تشابه بين الفخار املكتشف وبين فخار فلسطين في العصر البرونزي األخير والعصر الحديدي األول والثاني وهي الفترة املمتدة بين 1000 ق.م 1340( )39( ق.م(. علم ا بأن جنوب الجزيرة العربية في القرن السابع ق.م كان يشهد توحد املمالك اليمنية القديمة بزعامة سبأ كما كانت مارب وصرواح تعجان باملنجزات الحضارية الضخمة. وعلى الرغم من أن جاربيني يعد أحد أهم علماء النقوش اليمنية القديمة إال أنه أسير مدرسة بيرين الزمنية ولعل سنة هذا األمر جعله يتجاهل الكشوف الجديدة وخاصة أن رأيه ق دم 2004 م أي بعد موت الفجوة الثقافية بحوالي تسع سنين بل يشير منهجه هذا إلى اضطراب واضح لديه في التوفيق بين تواريخ املعطيات األثرية وتشبثه بمجرد رأي لبيرين في التاريخ القصير. ومن ناحية أخرى نجده يشترك مع نيبس في فرضية اعتبار فلسطين مكان ا لهجرة السبئيين والفرق بينهما: أن األول عدها املركز األول للهجرة بينما عدها الثاني مرحلة انتقال
لهجرة سابقة من بالد ما بين النهرين. ومع ذلك لم يقدم أي منهما ما يقنع املنهج العلمي وخاصة بعد موت الفجوة بكشوف أثرية وأدلة مادية ملموسة. )40( وفي دراسة قي مة لها انتقدت "أليساندرا أفانزيني" كال من فرضية نيبس وفرضية جاربيني ورأت أن نيبس كان أقل تطرف ا في طرحه من جاربيني الذي يؤمن بفرضية الهجرة وفي الوقت نفسه يعتمد التاريخ القصير ويؤمن بفرضية هجرة مجموعة من البدو الر حل وأنها كانت أساس ا لبناء حضارة كحضارة جنوب الجزيرة العربية وتؤكد أفانزيني أن ذلك أمر يصعب قبوله من الناحية املنهجية. وتلفت أفانزيني االنتباه إلى ما وصفته باإلهمال لتاريخ جنوب الجزيرة العربية من خالل اإلصرار على أطروحات عامة ال ترقى إلى حجم الكشوف الجديدة التي أثبتت تواص ال ثقافي ا بين عصور ما قبل التاريخ والعصر السبئي من خالل الكشف عن حقيقة وجود العصر البرونزي وترى أن هذا الكشف يجعل تلك الطروحات ضمن األفكار التي عفا عليها الزمن. ومن ناحية أخرى تستغرب أفانزيني من إصرار نيبس وجاربيني على االعتماد على املقارنات اللغوية لتقرير بداية تاريخ جنوب الجزيرة العربية من خالل الهجرة الخارجية إليها بل تعتبر املقارنات اللغو ية مجرد حالة ثانوية وليست أص ال يبنى عليه تاريخ يقوم على هجرة جماعة ما. ثم تقارن بذكاء قائلة: فمثال لم ينسب أحد في أي وقت مض ى أصل تاريخ ا إلغريق إلى حركة هجرة من شعوب الشرق على الرغم من اإلجماع على أن األبجدية اليونانية مستمدة من الفينيقية ولذلك ال يمكن إعادة بناء تاريخ الشعوب على مجرد دراسة التشابهات اللغوية التي تبقى جزءا من اإلنتاج الحضاري ألي أمة. واعتبرت أن اكتشافات البعثة اآلثارية اإليطالية لم تعد وحيدة بل عززتها اكتشافات بعثة التنقيب األملانية للعصر البرونزي في صبر بمحافظة لحج وتهامة وبعثة التنقيب األمريكية في املرتفعات وثبت من خاللها تشابه ا )41( العصرين البرونزي والحديدي. ملحوظ ا في الفخار املكتشف في مواقع 21
عام وفي 2013 م قدم محمد مرقطن رأي ا يشدد فيه على ضرورة وجود مهارات جديدة وافدة تتمثل في السبئيين الذين كانوا ضمن حركة الهجرات األمورية من بالد الشام إلى العراق حيث أسسوا أسرة امللك حمورابي في بابل في القرن الثامن عشر ق.م وبعضهم اتجه إلى مصر مثل الهكسوس والشاسو. ويرى أن بعض هذه الشعوب اتجهوا إلى جنوب الجزيرة العربية عبر شمالها وأن هؤالء جلبوا معهم خالصة معارف بالد الشام التقنية وأنهم ذابوا ضمن الشعوب املحلية وأخذوا بالتقنيات املوجودة وخاصة أنظمة الري وقاموا بتطويرها إلى درجة عالية وأنهم نجحوا في ترك بصماتهم على هوية البالد الثقافية التي أصبحت تحمل اسمهم وخاصة املجموعة السبئية. واعتبر أن سبب هجرة األموريين هو فترة الجفاف التي سادت الشرق القديم في نحو 1600 ق.م التي ازدادت في الفترة من 1300 1500 ق.م وأصابت بشكل خاص املناطق )42( الداخلية من بالد الشام في أو اسط العصر البرونزي املتأخر أي في نحو 1300 ق. م. ويبدو أن صاحب هذا الرأي قد تعجل بطرحه وتأثر بالفرضيات السابقة الكتشاف العصر البرونزي في اليمن وخاصة فرضية فان بيك الذي حدد منطقة الهالل الخصيب عموم ا مكان ا للوطن األول ألولئك املهاجرين بل ال أبالغ في القول بأنه قد استحضر فرضيات مطلع القرن العشرين املتعلقة باملهد األول للساميين كفرضية أنجناد في دراسة له سنة 1928 م يرى فيها أن أصل الساميين أوروبا وأنهم تركوها وهاجروا إلى آسيا الصغرى ومنها اتجهوا إلى أرض أمورو )األموريين( وبابل وفرضية بارتون كلي في دراساته سنة 1909 و 1919 م الذي جعل فيها أرض أمورو )األموريين( املوطن األصلي للساميين التي تشمل في رأيه بالد الشام ومنطقة الفرات وقد اعتمدوا جميع ا )43( على املقابالت اللغوية فقط. طور مرقطن هذه الفرضيات وربطها بالسبئيين على وجه التخصيص وذلك بالتشديد على العنصر األموري تحديد ا ولكنه تخلى عن حيثياتها اللغوية ليعتمد التطور العمراني الذي عده تطور ا مفاجئ ا. والدليل على تعجل مرقطن في طرحه أنه يقول في مكان آخر:»ومن الصعب القول إن فكرة بداية استعمال املنشآت املائية في جنوبي الجزيرة قد تم استيرادها من الخارج بل 22
هي تطويرمحلي وإن وصلت زمن القادمين الجدد أي السبئيين إلى أعلى مراحلها«مشدد ا على أن "تقنية التعامل مع املوارد املائية وبالذات السيول الجارفة تختلف عن تقنية التعامل مع فيضانات األنهار في مصر وبالد ما بين النهرين التي كانت تعتمد حفر القنوات بينما في جنوب الجزيرة يقومون بعمل مصدات وجدران في بطن الوادي لوقف جماح السيول العاتية والتحكم في )44( اندفاعاتها وتوزيعها على الحقول بواسطة قنوات رئيسية وفرعية". وملزيد من إيضاح مسألة تعجل مرقطن سوف نجعله يرد على نفسه وهو الباحث الحصيف واملتمكن وقد اعتمد في معلوماته املهمة على املصادر الحديثة ونتائج التنقيبات املشار )45( إليها في الصفحات املحددة أمام كل نقطة وذلك كما يأتي : 23-1»أهم ما يميز العصر الحجري الحديث في جنوب الجزيرة العربية هو ممارسة الزراعة التي رافقتها تربية الحيوان وذلك في األلف الخامس ق.م إلى األلف.)202 الرابع ق.م«. )ص 2 -»اكتشفت بعثة اآلثار الفرنسية العاملة في اليمن في نهاية ثمانينيات وبداية تسعينيات القرن املاض ي أن العصر الحجري الحديث في اليمن شهد وجود العديد من أحواض األنهار ابتداء من وادي الجوف إلى وادي حضرموت ووادي مسيلة ثم يصب في بحر العرب. ويتفرع من هذا النهر أنهار صغيرة إلى وادي -2-3 ذنة ووادي حريب بمارب ووادي مرخة بالبيضاء وغيرها.. ناهيك عن اكتشاف بقايا بحيرات في صرواح بمارب من عصر الهولوسين.. وبعد الجفاف تحولت هذه الوديان إلى جريان السيول الجارفة عند تساقط األمطار«. )ص 202(.»أهم ما يميز العصور البرونزية في اليمن هو االستعمال الواسع للزراعة التي تحولت إلى نمط إنتاجي في األلف الثالث ق.م وزادت في األلف الثاني ق.م مما أدى إلى ظهور ثقافات زراعية ومستقرات كبيرة في أنحاء كبيرة من اليمن ومنها خوالن«)التي تالصق مارب(. )ص 202(.»ازداد استعمال )ص 202 (. املدرجات الزراعية في املرتفعات الجبلية منذ األلف الثالث ق.م«.
-4-5 -6-7 -8-9 24»في األلف الرابع ق.م وجدت في واحة مارب معالم ملنشآت ري كما وجدت مقابر برجية في منطقة املخدرة في صرواح وجبل البلق الجنوبي وجنوب مارب وجبل رويق وهذا يدل على استمرار االستقرار البشري في هذه املنطقة في العصور البرونزية«. )ص 204(.»في املرحلة االنتقالية من العصور البرونزية إلى املمالك العربية الجنوبية ظهرت املدن والدولة وانتقل الناس من املرتفعات إلى الواحات ولعل السبب في ذلك هو انتشار أنظمة الري التي تعتمد على التحكم في مياه السيول «. )ص 204 ص 205(.»انتقلت مهارات الري إلى كل أنحاء البالد مما أدى إلى تطور نوعي في الزراعة املروية وأدت الهجرات من املرتفعات إلى سرعة نمواملدن التي تحولت إلى عواصم«. )ص. 205(.»في جنوبي الجزيرة العربية شكلت الدولة السبئية الحلقة املركزية التي انطلقت منها فكرة الدولة إلى باقي األنحاء«. )ص 205(.»يبدو أن الشعوب التي كانت تقطن هذه املنطقة منذ العصر الحجري الحديث هي جزء مما يسمى بالشعوب السامية«. )ص 206(.»من الصعب القول إن فكرة بداية استعمال املنشآت املائية في جنوبي الجزيرة العربية قد تم استيرادها من الخارج بل هي تطويرمحلي«. )ص 210(. 11-»من الخطأ االعتقاد بأن منشآت الري هي التي أدت إلى ظهور املجتمع اليمني القديم فاملجتمع املتطور املرتبط بالزراعة كان موجود ا في املنطقة في األلف الثالث ق.م أي قبل ظهور املؤسسات املائية الضخمة«. )ص 211(. 12 -وفي بحث آخر له يؤكد أن مدينة مارب كانت موجودة منذ أواسط األلف الثاني ق.م على األقل وأن الري كان مستعمال في واحة مارب ومن ثم منطقة السد في نهاية األلف الثالث )46( ق.م وأن هذا مرتبط باالستقرار البشري في الواحة. )ص 112(. واملالحظ أن مرقطن يرفض بشدة الرأي القائل بأن السبئيين هاجروا من فلسطين بسبب أن اللغة أو بعض كلماتها ال تحسم هذا املوضوع ويقول:»ملاذا يترك السبئيون أرض فلسطين )47( الخصبة ليقطعوا مئات الكيلومترات للوصول إلى اليمن «. ومع ذلك نجده يعتقد بشدة كذلك
في أن التطور املتسارع وخاصة ظهور تقنيات الري )السد( املتطو رة ال تساعد على الربط بين العصر البرونزي والعصرالسبئي ويرى أن فكرة الهجرة التي جلبت معها تقنيات مختلفة من بالد )48( الشام وخاصة الكتابة مبعثها هذه النقلة الكبيرة ويقصد طبع ا فرضيته التي جعلت األموريين في ماري بسورية هم املهاجرين إلى جنوب الجزيرة العربية. رابعا: هل كان السبئيون بغير خبرة وما الذي كشفت عنه التنقيبات في هذا الصدد أثبتت املسوحات األثرية التي قام بها قسم اآلثار بجامعة صنعاء سنة 1992 م برئاسة عبده عثمان في منطقة "بدبدة" بمارب التي تبعد عن صنعاء بحوالي 25 130 كم إلى الجنوب الشرقي أثبتت أن املنطقة كانت مأهولة بالسكان منذ األلف الرابع ق.م تقريب ا وأن السكان مارسوا التجارة املحلية وأن تاريخها يتماثل مع معطيات تحاليل عينات سابقة من املستوطنات القريبة )49( منها مثل األعر وش والسهمان أو حتى مستوطنة الهضبة ووعالن بل أثبتت دراسة أن عينات من الطمي أخذت من وادي ذنة ومنطقة سد مارب وجرى تحليلها علمي ا أن تاريخ )50( النشاط الزراعي في تلك املنطقة يتراوح بين األلف الرابع واأللف الثالث ق.م. كما أثبتت الدراسات الجيمورفولوجية واألثرية التي أجريت على شرائح الطمي التي ترسبت في الحقول الزراعية القريبة من السد وجود ري فاعل ومتكيف مع الظروف الطبيعية واالقتصادية يعود إلى حوالي نهاية األلف الثالث ق.م أو إلى األلف الثاني ق.م. فقد قام برونر بتتبع ودراسة ترسبات الطمي وطبقاته في واحة مارب وتبين له أن مقدار الترسب الطميي كان )1,1 سم( لكل عام وبناء عليه فقد قدرأن تاريخ الري في واحة مارب وتحديد ا في وادي ذنة يعود إلى 2700 ق.م وحدد أن حجم املياه املتدفقة على الوادي كانت تروي ما ال يقل عن 9000 هكتار )51( من األرض املزروعة. ويرى عبده عثمان في ضوء هذه الدراسات واملعطيات أن نظام الري في مارب قد استغرق العمل به حوالي 2500 سنة ق.م حتى بلغ ذلك املستوى املتجسد في سد )52( مارب. واألمر ال يقتصرعلى واحة مارب فحسب بل وجدت تلك الترسبات الغرينية في صرواح وبسمك يصل من )6 7 أمتار( ويرجح أنها تعود إلى )53( بدايات الري القديم.
26 إن اإلنتاج الحضاري والتطور الثقافي الهائل وخاصة في نظم الري في جنوب الجزيرة العربية قد ثب ت فكرة الخبرة املتراكمة للمجتمع. فخالل دراسته لنظام الري في الجوبة بمارب توصل عبده عثمان غالب إلى أن النشاط الزراعي واالستيطان يعود إلى املراحل األولى من األلف الثاني ق.م وفق ا لبقايا أنظمة الري والحقول الزراعية واألدوات الفخارية والحجرية وهذا يتفق مع نتائج تحليل عينات من موقع "هجرالتمرة" التي جرت بواسطة كربون 14 املشع/ C14 التي تشير )54( إلى أن الزراعة في الوادي كانت تمارس في منتصف األلف الثاني ق.م. كما أثبتت الدراسات أن مستوطني املدن واملراكز الكبيرة في أودية األرض السهلية هم سكان محليون كانوا يعيشون في مناطق املرتفعات الجبلية قبل انتقال أعداد منهم للعيش في هذه الوديان الكبيرة بسبب التحول )55( املناخي وذلك في حوالي األلف الثالث ق.م. وفي جانب آخر دلت التنقيبات الحديثة على أن معبد أوام بمارب )املعروف اليوم بمحرم بلقيس( ش ي د في مرحلة مبكرة ترقى إلى منتصف األلف الثاني ق.م على أقل تقدير وأن املعبد يعد أكبرمعابد الجزيرة العربية عامة واليمن خاصة وأن التغييرات املعمارية في تطويرالبناء بدأت في مطلع األلف األول ق.م وبلغ عدد النقوش املكتشفة فيه حتى تاريخ البحث زهاء 600 )56( نقش.كما كشفت الدراسات أن االستقرار السبئي كان فاعال في مارب منذ بداية األلف األول ق.م بحسب التواريخ الجديدة التي أثبتتها التنقيبات الحديثة في معبد املقه برآن )عرش بلقيس( )57( التي حددت بداية إنشاء املعبد بالقرن التاسع ق.م على أقل تقدير وهناك من يشير إلى أن )58( أسسه األولى تعود إلى مطلع األلف األول ق.م. وفضال عن ذلك أكدت التنقيبات التي قام بها املعهد األملاني لآلثار بصنعاء خالل دراساته املكثفة حول السد القديم )سد مارب( التي بدأت في مطلع ثمانينيات القرن العشرين أن سد )59( مارب كان آخر سد في سلسلة من سبعة سدود قديمة على األقل. ومن أهم املراحل التي سبقت بناء سد مارب منشأة سد الجفينة )لوحة: 13( التي تقع على بعد )2,7 كم( شمال شرق وادي جفينة التي يرجح أنها تعود إلى مطلع )60( األلف األول ق.م. أما أكثرها أهمية فهو املنشآت
التي أطلق عليها األثريون األملان )A,B( )اللوحات: 12( 11 10 9 8 7 6 التي تعود إلى ما قبل )61( األلف األول ق.م أوإلى مطلعه على أقل تقدير وهي قريبة من موقع السد. وفي هذا الصدد أوضحت دراسات تفصيلية عديدة قام بها هربرج Herberg أن بناء هذه املنشآت كان على درجة كبيرة من الدقة واإلتقان وتدل على خبرات الفتة واهتمام كبير بالتطوير )62( املستمرملنشآت الري بما يلبي مصالح الناس وتحقيق االستقرار واالكتفاء. كما قام بوخارد Burkhard بدراسة مهمة أثبت فيها أن تلك املنشآت التي قسمها إلى ثالث )A,B,C( لم تكن منشآت عادية بل كانت سلسلة تجارب فعلية وأنها شكلت األسس األولى لسد مارب بل إنها أنضجت فكرة تصميمه وبنائه كي يتصدى لكمية السدود الهائلة ومن ثم تحويله وفق نظام متقن إلى ري الجنتين الشمالية والجنوبية وهذه املنشآت على النحواآلتي: ربما أن هذه املنشأة لم تكن أساسية بل كانت إحدى مكونات املنشأة (A). 1900 -املنشأة (A) )اللوحات: 8( 7 6 تقع على بعد حوالي 400 مترإلى جنوب شرق السد الكبير. -املنشأة (c) وتقع على الضفة اليمنى من الوادي على بعد 650 متر من املصب (A) ولكن -املنشأة (B) )اللوحات: 12( 11 10 9 تقع على الضفة اليمنى من الوادي على بعد حوالي متر من الطرف الجنوبي للسد الكبير. وقد توصل بوخارد إلى أنه بناء على تلك التجارب وتقنية بنائها شيد سد )63( العشوائية والطمي والرمال. مارب بطريقة بناء مقصورات صغيرة داخل الجدار ثم ملئها بالحجارة وبناء على دراسات متعددة رتب برونر عملية التطور الطبيعي في بناء منشآت الري بحسب الخبرات املتراكمة واملتواصلة منذ األلف الرابع ق.م وحتى بناء سد اآلتي: مارب الشهير على النحو في األلف الرابع ق.م زاد الجفاف وتناقصت مصادرغذاء السكان. اضطر الناس إلى زراعة البذور على طمي الوديان بعد ما ينقض ي موسم جريان مياه األمطار. 27-1 -2
28 3- عملوا على االحتفاظ برطوبة الطمي بوساطة حواجزبدائية لحمل املياه إلى الحقول عند الضرورة ومن أجل توسيع األراض ي الزراعية كذلك. 4- ثم قاموا ببناء جدران صغيرة محكمة على الصخور البازلتية لتحجزاملياه. 5- من أجل حماية األراض ي من االنجراف وضع أهل مارب حجارة في القنوات لحجز املياه وفتحها عند الحاجة. 6- شكل ذلك مختبرات تجريبية أدت إلى تراكم الخبرات التي وصلت إلى شكل سد مارب )64( بعد أكثرمن ألفي عام من التعلم. وقد الحظ الباحث تشابه ا حقيق ا بين تلك التجارب املتمثلة تحديد ا باملنشآت )A,B( )اللوحات: -12( 6 وبين شكل الصدف الشمالي لسد مارب وقنواته )اللوحتان: 15(. 14 ومن ناحية أخرى فقد دلت الشواهد األثرية والنقشية من وادي ربد الذي يقع على بعد حوالي 18 كم جنوب شرق صنعاء وجبل األسود على بعد حوالي 19 كم شرقي مدينة صنعاء وقرية سخالية في بني بهلول بالقرب من صنعاء دلت على تواصل حضاري بدء ا من العصر الحجري الحديث مرور ا بالعصر البرونزي وصو ال إلى العصر السبئي. وقد وجد في وادي ربد سد يسمى "سد قندة" رجح أحد الباحثين أن أسسه تعود إلى األلف األول ق.م ووجد في املواقع املذكورة آنف ا العديد من النقوش السبئية املكتوبة بخط املحراث التي يرجح أنها تعود إلى القرن الثامن ق.م وذكرت عددا من القبائل السبئية في تلك املناطق سواء املعروفة منها أم تلك التي )65( تذكر ألول مرة. علم ا بأن قبيلة "ذي ج رة" تعد أكبرالقبائل السبئية في املرتفعات حيث شملت ما يعرف اليوم ببالد سنحان وبني بهلول وبالد الروس واليمانيتين العليا والسفلى من بالد )66( خوالن العالية وبعض بالد الحداء. إن هذه االكتشافات والدراسات تؤكد أن تطور السبئيين كان تطور ا طبيعي ا. فالوجود املبكر في هذه املناطق يدل على دولة منظمة ترتبط مع كل أجزائها كمعرفة دقيقة بخارطة البالد وإمكاناتها وهو ماال يدركه املهاجرون بل يعرف تفاصيله السكان املحليون. كما يدل كذلك على أن التواصل بين الوديان واملرتفعات لم ينقطع سواء قبل النزول من تلك املرتفعات أم بعد االستقرار في الوديان.
يستنتج مما تقدم أن التطور الذي حدث بشكل الفت في األلف األول ق.م كان بسبب الخبرات املتراكمة في مجال الري عندما فطن اإلنسان في جنوب الجزيرة العربية إلى استغالل مياه األمطار املوسمية بشكل واسع وأكثر فاعلية. فبدأ بإنشاء سدود صغيرة واكتسب خبرة تقوية الجدران لصد السيول العاتية ثم تمكن من تشييد السدود الضخمة وخاصة سد مارب الذي كان آخر حلقات التطور وليس أولها كما تقدم. وفي هذا الصدد لدينا أدلة أخرى تعزز حقيقة الخبرات السبئية التراكمية للوصول بالسد إلى شكله النهائي وإلى أعلى درجات اإلتقان ففي نقش جديد مكتوب بخط املحراث منقوش على الصخر عند مدخل وادي ذنة بارتفاع سبعة أمتار من األرض نشره محمد مرقطن وأرخه بالقرن الثامن ق.م يتحدث النقش عن بناء سد في موقع سد مارب نفسه بل ويؤكد مرقطن أنه ال عالقة له ببناء السد الشهير الباقية آثاره إلى اليوم وإنما هو سد آخر لعله مرحلة سبقته وقد جاء في هذا النقش ما ترجمة النقش 4) (Maraqten-Marib : )67( يأتي : -1-2 -3 شياطم بن يشار وانبع كبير )قبيلة( ميدعم صديق )وزير( يكرب ملك ويثع أمر بنى هذا السد ووضع الجدار املرصوص بالحجارة ودشن هذا السد وشق في الصخر -4 م سناة هذا السد للتحكم بمياه الوادي. ومن ناحية أخرى وبحسب النقش (CIH 622) بني في -كما يرى - املكتوب بخط املحراث فقد حدث تطوير وإضافات للسد من قبل املكرب "يثع أمر بين بن اسمه علي ينوف في حوالي القرن الثامن ق.م وذلك على النحو اآلتي: ي ث ع أ م ر / ب ي ن / ب ن / س م ه ع ل ي / ي ن ف / م ك رب / س ب أ / م خ ض / ب ل ق / م أ خ ذ ن / ح ب ب ض / م ن خ ي / ي س ر ن / -1-2 29
الترجمة: يثع أمر بين بن سمه علي ينوف مكرب. سبأ شق في الصخر )البلق( الخزان )املسمى( حبابض ليسيل )باتجاه( الواحة الجنوبية )املسماة( يسران. -1-2 وكذلك كان األمر من قبل امللك "سمه علي ينوف بن ذمار علي في القرن السادس ق.م بحسب ما جاء في النقش (623 (CIH املكتوب بخط املحراث وجاء فيه: س م ه ع ل ي / ي ن ف / ب ن / ذ م ر ع ل ي / م ك ر ب / س ب أ م خ ض / ب ل ق م أ خ ذ ن / ر ح ب م / م ن خ ي / ي س ر ن -1-2 الترجمة: سمه علي ينوف بن ذمار علي مكرب سبأ شق في الصخر )البلق( الخزان )املسمى( حبابض ليسيل )باتجاه( الواحة الجنوبية )68( )املسماة( يسران. -1-2 30 أما النهضة الكبرى في األلف األول ق.م فسببها النهضة الزراعية الناتجة عن توظيف الخبرة السابقة لهذه املرحلة في تنظيم وتشييد منشآت الري بشكل أكثر تحمال كما أدى ذلك إلى االنطالق نحو التجارة الخارجية التي جنى السبئيون منها أمواال طائلة وعلى وجه الخصوص خالل سيطرتهم على ممالك جنوب الجزيرة العربية منذ القرن السابع ق.م وحتى القرن الخامس ق.م. وهذا التسلسل التطوري يعني أنه ال مبرر للقول بوجود هجرات خارجية حققت الطفرة فاألرض لم تكن فارغة من السكان وال من الخبرة في املجاالت املختلفة والناس لم يكونوا هائمين على وجوههم ال يدرون ماذا يفعلون. فإذا كان األموريون هم أسالف السبئيين وأن هجرتهم كانت في منتصف األلف الثاني قبل امليالد فلماذا نقلوا خبراتهم التقنية وخصوص ا تقنية الري التي تجسدت في سد مارب ولم ينقلوا
الخط املسماري الذي كانوا يكتبون به في موطنهم ماري في تلك الفترة ومعهم كل املمالك السورية ولم ينقلوا تقنية الكتابة على الرقم الطينية التي كانت شائعة في العراق وبالد الشام وبالد الحيثيين وفارس.واملعلوم أن األبجدية قد وصلت إليهم بعد نجاح الكنعانيين في أوجاريت في اختراعها )69( في منتصف األلف الثاني ق.م خصوص ا أنه لم يثبت حتى اآلن وجود خط سبئي يعود إلى منتصف األلف الثاني ق.م وإنما وجدت حروف على فخارمن ريبون بحضرموت )لوحة: 5 أ( التي )70( أرخت بالقرن الثاني عشر ق.م واملونجرام الذي عثر عليه في قتبان واملشهور ب"مونجرام هجر بن )71( حميد" وهو عبارة عن مخربش قدر ألبرت جام تاريخه بالقرن الحادي عشر أو العاشر ق.م )72( وقدره ويندل فيلبس بالقرن الحادي عشر ق.م وأعطاه هرمن فون فيسمن تاريخ ا يتراوح بين )73( القرنين العاشر والتاسع ق.م. وأقص ى تاريخ لنقش كامل عثر عليه في اليمن هو ما كشف عنه األملان في السنوات األخيرة في املستوطنة السبئية في "يال" الذي أ رخ بالقرن التاسع ق.م وكذلك حروف املسند التي عثر عليها محزوزة على فخار "يال")الصورتان: 5( 4 الذي يؤرخ بالقرن العاشر أو الحادي عشر ق.م كما أشرنا سابق ا وهو ما أعطى تاريخا جديد ا 31 )74( للكتابة السبئية. واألمر اآلخر أن مرقطن ر بط هجرة األموريين بحالة الجفاف التي حدثت في الشرق القديم خالل الفترة بين 1600 1300 )75( ق.م فضال عن حالة االضطرابات املختلفة التي شهدها الشرق األدنى القديم خالل هذه الفترة والتي يرى أن تاريخ الجزيرة العربية ال يمكن أن يدرس خارج ذلك )76( السياق. وفي هذا الصدد يرى كلينغل أنه رغم أن فترة العصر البرونزي املتأخر في بالد الشام وخاصة بين 1600 ق.م و 1350 ق.م كانت مضطربة لدرجة ندرة وثائقها باستثناء ما عرف من أرشيف مملكة أالالخ األمورية إال أن األمر لم يكن بسبب الجفاف وإنما كان بسبب الصراع الدولي الذي وصل إلى )77( حد السيطرة امليتانية وكذلك املصرية ثم الحيثية. وتمثلت هذه االضطرابات والتطورات في سقوط بابل على يد الكاشيين في القرن 16 ق.م وقيام دولة حوري ميتاني في القرن الخامس عشر ق.م وقيام العصر اآلشوري الوسيط في القرن الخامس عشر ق.م وسيطرة مصر على بالد الشام في القرن الخامس عشر ق.م والصراع املصري الحيثي منذ القرن الخامس عشر ق.م وما بعده وكذلك الصراع املرير بين املصريين وكل من إمارات بالد الشام والحيثيين وامليتانيين وبين
32 الحيثيين وامليتانيين وبين اآلشوريين وامليتانيين وبين الكاشيين في بابل وكل من اآلشوريين )78( وامليتانيين وهو الصراع الذي امتد إلى القرن الثاني عشرق.م تقريب ا. ومن ناحية أخرى أثبتت دراسة حديثة في جامعة دمشق أن ممالك بالد الشام لم تتأثر كثير ا بالجفاف ومنها مملكة قطنا األمورية في سورية التي استمر فيها اإلنتاج الزراعي كما أن ينابيعها لم )80( )79( تجف كذلك تذكر الدراسة أن قطنا لم تكن تعرف الري املنظم وأنها في تلك الفترة كانت )81( غنية باملراعي واألغنام واألخشاب كما يتضح من نصوص مملكة ماري. ولتأكيد االستدالالت على أن السبئيين ال عالقة لهم باألموريين سوف نجري مقارنة بين أسماء امللوك األموريين وأسماء امللوك السبئيين وذلك على النحو اآلتي: )82( من أسماء امللوك األموريين من ملوك ماري: ياجيد ليم يخدون ليم سومر يامام زيمري ليم. من ملوك يمحاض )حلب( يريم ليم حمورابي أبا - إيل من ملوك أالالخ أدريمي نيقميبا يليميليما. )83( من أسماء امللوك السبئيين كرب إيل يدع إيل ينوف سمه علي ذريح يثع أمر كرب يثع أمر بين ذمار علي كرب إيل وتر يكرب وتر من ملوك قطنا أشخي أدد أموت بيئيل. ملوك أمورو عبدي شيرتا عزيرو فال وجه ألي تشابه يمكن أن يعطي مجرد احتمال لوجود صالت عائلية. ومع كل تلك املتغيرات ما الذي سيجعل األموريين يتركون األنهار واالزدهار ويتجهون عبر الصحاري والقفارإلى بلد ال أنهارفيه أليس هذا هو السؤال نفسه الذي اعترض به مرقطن على
الرأي القائل بهجرة السبئيين من فلسطين كما تقدم ذكره وهل يعقل أن تأتي هجرات من موطن متقدم حضاري ا وتكتفي بنقل خبرة البناء وتغفل عن نقل الخط وتقنياته إلى املوطن الجديد. إن هذه األدلة املادية الكثيرة املكتشفة حتى اآلن والتي أشرنا إليها منذ بداية هذه الدراسة ال تعطي فرضية هجرة السبئيين من خارج اليمن أي قوة استداللية أو مبرر منهجي بقدر ما تؤكد توارث تقليد التصورات والفرضيات القديمة سواء املتعلقة منها بالساميين أو بهجرة السبئيين بطريقة تتجاوز املنهج إلى مجرد العواطف أو مجرد الرغبة في الخوض املثير للجدل في موضوع سبق فيه الدليل املادي مجرد التصورات أو الفرضيات املتخيلة. أما موضوع التأثير والتأثر وتالقح الثقافات فهو أمر طبيعي في كل حضارات العالم وذلك بسبب التجارة والصالت والحروب والجاليات التجارية وغير ذلك. الخاتمة: قراءة تحليلية ملعطيات الدراسة ونتائجها: 33-1 بناء على املعطيات السابقة يجوز لنا أن نقدم تصور ا منهجي ا لتطور االستقرارالسبئي وتواصل اإلنتاج الثقافي وخاصة نشأة الدولة وتطور الري ومنشآته. فقد شهدت مارب تطور ا طبيعي ا منذ األلف الرابع ق.م وشهدت واحة سد مارب ووادي ذنة على وجه الخصوص استقرار ا وري ا منظم ا منذ األلف الثالث ق.م أدى إلى تشكل الدولة وتطورها وفي الوقت نفسه كان هناك تطور ثقافي في املرتفعات. ولكن نتيجة للجفاف الذي شهدته مناطق املرتفعات اتجه أبناؤها نحومارب حيث كانت حضارة الوديان تنمو وتزدهر وتحقق االستقرار للبشر. أدى هذا النزوح إلى زيادة التجمعات البشرية وهو ما ضاعف الحاجة إلى تطوير نظام للري من أجل توسيع األراض ي الزراعية ورفع مستوى إنتاجها لتلبي حاجة تلك التجمعات للغذاء
وغيره فكانت سلسلة الخبرات املتراكمة واملكتسبة التي بدأت منذ األلف الرابع ق.م على األقل هي الفعل العملي الذي وصل إلى درجة التجارب الكبرى املتمثلة في املنشآت (c,a),b التي سبقت سد مارب كما مر بنا )اللوحات: 13-6( التي اعتبرها "هربرج" Herbergعمال تجريبي ا متعمد ا من أجل إنضاج التجربة وتلبية الحاجة املتزايدة للناس من خالل إتقان منشآت الري التي أفضت في نهاية األمر إلى تشييد سد مارب الضخم الذي يعد أكبر عمل هندس ي في الجزيرة العربية قبل اإلسالم وهو ما أدى إلى تطور الدولة وتوسع زراعتها ونمو تجارتها الداخلية والخارجية فتحقق للسبئيين الثراء الكبير الذي مكنهم من تطوير منظومة الدولة بوجه عام وكذلك توسيع السد وزيادة قدراته وترميمه كلما دعت الحاجة إلى ذلك. 2- إن اكتشاف العصرالبرونز ي في اليمن وما تبعه من كشوف أخرى في مناطق متعددة يضعف ويلغي أي حجة لفرضيات األصل الخارجي للسبئيين. 3- إن ربط تطور حضارة بكاملها بمجرد وجود بعض التشابهات اللغوية أو الفنية يتعارض مع املنهج العلمي ألن ذلك يؤيد فكرة تطور الدولة السبئية وعالقاتها الخارجية أكثرمن فكرة تدفق املهاجرين املفترضين. واألمرنفسه ينطبق على إعمال االنطباعات والتخيالت والفروض التي ال تستند على أساس علمي مقبول وإنما هي مدفوعة بقراءة تعسفية للمشهد التاريخي سواء تعلق األمر بالتشابهات اللغوية أم بفروض متخيلة لخبرة معمارية منقولة لم نجد دلي ال واحد ا قدم من أجل إثباتها وذلك ال يستقيم مع األدلة املادية التي بينت دراساتها تواصل تطور حضارة السبئيين منذ العصور الحجرية وحتى العصر السبئي دون انقطاع ثقافي وال تدخل خارجي بل كان ذلك التطور بسبب حاجات مناخية وحياتية دفعت به الخبرات املتراكمة إلى مستويات حضارية أرقى. 4- إن تواصل الحضارات وتأثر بعضها ببعض أمر طبيعي وهو -كما نعلم- نتيجة تطور التجارة الخارجية من جهة أو الحروب والصدامات أو العالقات الطبيعية واملصاهرات 34
من جهة ثانية. وبناء على ذلك فإن التالقح الثقافي في الحضارات القديمة ال يعني في كل األحوال انتقال شعب بكاملة من جغرافيا إلى جغرافيا أخرى وتكريس ثقافته الخاصة واالستقرار في الوطن الجديد بل والتغلب على سكانه األصليين إال في حال احتالل دولة كبرى لدولة أخرى أقل منها قوة كما كان األمر في احتالل بالد الشام من قبل مصر والحيثيين والبابليين واآلشورين. أو كهجرات كبرى استمرت زمن ا طويال في حالة اندماج مع املجتمع الذي هاجرت إليه ثم حكمت أو كونت دوال جديدة كما حدث في هجرة الحوريين وامليتانيين إلى بالد ما بين النهرين ثم إقامة الدولة الحورية امليتانية أكثرمن مائتي عام أوالكاشيين إلى شمال العراق ثم احتاللهم بابل وحكمها ملا يزيد عن أربعة قرون أو الهكسوس وتدفقهم الكبير واملفاجئ إلى مصر وحكمها ملا يقارب القرن وغير ذلك من األمثلة. ومع ذلك سنجد أن هذه الصراعات أو الهجرات سواء السلمية منها أم العنيفة كانت تتم إلى املناطق القريبة وعلى وجه الخصوص من مناطق الخصب واألنهار وإليها وليس إلى املناطق املجدبة ورغم ذلك لم تؤثر في البالد التي حكمتها أو استقرت فيها إال بقدر التأثير الطبيعي في إدخال عناصرفنية وحيوانات مستأنسة وبعض أنواع األسلحة وكذلك القليل من املفردات اللغوية التي وجدت في نصوص تلك البلدان مع اعترافنا بالفارق الثقافي بينها. ومن ناحية أخرى لم نسمع عبر التاريخ عن هجرة انطلقت من بالد الخصب لتستقر في بالد يغلب عليها الجفاف والتصحر بل حكت لنا الوثائق التاريخية عكس ذلك. أما في جنوب الجزيرة العربية )اليمن( فلم نجد في األلف الثاني ق.م كتابة نقلت إليها وال فن ا شامال وال أسلحة وال خيو ال مستأنسة وال نقلت تقنية الكتابة على الرقم الطينية التي شاعت في بالد الشام والعراق وفارس وبالد الحيثيين على األقل للتخفيف من مشقة الكتابة 35
على الصخور من ناحية وسهولة حفظها في مكتبات من ناحية أخرى وهو ما كان شائع ا في حضارات األموريين والكنعانيين بل وجدنا تشابه ا في فخار العصور البرونزية املكتشف في حضرموت مع فخار فلسطين ولعل ذلك يشير إلى تجارة مبكرة وخاصة إذا عرفنا أن مصر قد تواصلت تجاري ا مع بالد بونت التي تعد املناطق الشرقية من اليمن جزء ا منها منذ األلف الثالث ق.م. حتى الخط السبئي الذي يدعي بعض الباحثين أنه من أصول كنعانية محضة أو يونانية ثبت من الحروف املسندية املحزوزة على فخار "يال" بالقرب من مارب )لوحة 5( 4 أو فخار "ريبون" بحضرموت )لوحة 5 -أ( أنها تعود إلى القرن الحادي عشر أو العاشر ق.م وهناك من يعيدها إلى القرن الثاني عشرق.م بل إن دي ميغريت عدها لغة السبئيين األولى وخطهم وهو ما يشير إلى مراحل تطور أقدم ذات هوية وطنية متتابعة مازلنا ننتظر الكشف عنها في تنقيبات جديدة. ومع ذلك لم ينكر أحد التشابه بين قواعد ما يعرف "بعائلة اللغات السامية" نتيجة الصالت التجارية املستمرة بين شعوبها أو الحركة الطبيعية بين سكان مناطقها. 5- والالفت بصورة عامة أن كل دولة تعمل في مجال التنقيب عن اآلثار تسعى إلى تأسيس مدرسة ترتبط ثقافي ا وعلمي ا بها فيقال: املدرسة األملانية واملدرسة الفرنسية واملدرسة األمريكية واملدرسة اإليطالية واملدرسة الروسية... بل تعمد بعض تلك املدارس إلى بناء تصورات مثيرة حتى وإن صادمت الواقع واملنهج والحقيقة التاريخية. ومثال ذلك إصرارأتباع املدرسة الفرنسية القديمة على تبني فكرة التاريخ القصير رغم بطالن كل فرضياتها كما تقدم وإصرار أصحاب فرضيات الهجرة الصانعة واملنضجة لثقافة اليمن القديم على أرائهم تلك رغم ثورة الكشوف األثرية الفاعلة في اليمن خالل العقود الثالثة األخيرة على األقل التي قدمت عينات استداللية واضحة. واألغرب من ذلك اإلصرارعلى إبراز املتخيل واملحتمل أكثرمن االستدالل املنهجي بالوثائق املادية املتمثلة في اآلثار التي تعبرعن الفعل الحضاري لإلنسان وعن هويته. 36
ملحق اللوحات 37
38
39
40
41
42
43
44
45
46
ص ص ص) الختصارات: AAE ABADY BAM CIH JAS JSS PSAS Arabian Archaeology and Epigraphy. Archälogische Berichte Aus Dem Yemem. Baghdader Mitteilungen. Corpus Inscriptionum Semiticarum, pars quatra: Inscriptions himyariticaset Sabeas Continens. Parisiis 1889, 1911, 1929. Journal of Archaeological Science. Journal of Semitic Studies. Proceedings of the Seminar for Arabian Studies. الهوامش واإلحالت: )1( عن حركة الكشوف األثرية في اليمن بالتفصيل ينظر: عبد حسن الشيبه "حركة الكشوف األثرية في جنوب الجزيرة العربية" مجلة دراسات يمنية العدد )37( 1989 م مركز الدراسات والبحوث اليمني صنعاء. )ص 86 القديم مكتبة الوعي الثوري تعز 2000 م ط/ 1. 132( أوفي كتاب: عبد حسن الشيبة دراسات في تاريخ اليمن 167(. ينظر: ديتلف نيلسن 113 )وآخرون( التاريخ العربي القديم ترجمة: فؤاد حسنين علي مراجعة: زكي محمد حسن. مكتبة النهضة املصرية القاهرة 1958 م. عبد العزيزصالح تاريخ شبه الجزيرة العربية في عصورها القديمة مكتبة اإلنجلو املصرية القاهرة 2010 م )د.ط(. ص 40. علم ا أن الطبعة األولى من هذا الكتاب صدرت في الرياض سنة 1964 م. عبده عثمان غالب "فرضيات الفجوة الثقافية والتوطن القديم في اليمن- دراسة تحليلية نقدية" مجلة اإلكليل العددان )35 36( 2010 م وزارة الثقافة صنعاء. ص 8 10. )ص 6 ص 21( والجديربالذكرأن هذه الدراسة سبق نشرها في مجلة التاريخ واآلثارالتي تصدرعن الجمعية اليمنية للتاريخ واآلثار العددان )2-3( صنعاء 1994 م. 1993/ وأود التنبيه كذلك إلى أن هذه الدراسة تعد )2( )3( 47
48 من أهم ما قدم في هذا املجال ولذلك اكتفيت بأخذ املعلومات وتلخيصها حتى ال يكون األمر مجرد إعادة تقديم للمعلومة أو تطفل على مجهودات اآلخرين. )4( والجديربالذكرأن التاريخ الطويل يعتمد على نتائج تنقيبات البعثة األمريكية لدراسة اإلنسان في كل من تمنع ومأرب في مطلع خمسينيات القرن العشرين امليالدي. وعد أعضاء هذه البعثة من أوائل من اعتمد التاريخ الطويل الذي يقوم على فكرة التعاصربين اآلشوريين والسبئيين وهم: ألبرايت وألبرت جام وفان بيك وسبقهم في هذا الرأي فرتز هومل وجالزر وفون فيسمان. ينظر أسمهان سعيد الجرو موجز التاريخ السياس ي القديم لجنوب شبه الجزيرة العربية )اليمن القديم( دارجامعة عدن للطباعة والنشر عدن 2002 م ط 1. ص 75 77. وكذلك عبد حسين محمد العزي الذفيف مملكة قتبان من القرن السابع ق.م حتى نهاية القرن الثاني ق.م دراسة تاريخية من خالل النقوش رسالة ماجستير قسم التاريخ كلية اآلداب جامعة صنعاء 2007 م. ص 13. 12 )5( عبده عثمان غالب فرضيات الفجوة. ص 8. وقد قدم فان بيك فرضيته في أعماله التالية: Beek.V, Recovering the Ancient civilization of South Arabia. Biblical Archaeology,15, 1952,PP.1-18. Beek.V, A Radiocarbon Date for Early South Arabia. Bulletine of the Ammerican Schools of Oriental Research.143, 1956: PP. 6-9. Beek.V, Hajar Bin Humeid Investigations at a Pre- Islamic Site in South Arabia. Publications of the American Foundation for the Study of Man. Vol. 5, 1969, Baltimore: Johns Hopkins press. Beek.V, The Rise abd Fall of Arabia Felix. Scientific Amerecan 221, 1969. PP. 36 46. )6( عبده عثمان غالب فرضيات الفجوة. ص 18-4. )7( ينظراألبعاد الفنية التي اعتمدت عليها بيرين في كتابها: Pirenne.J, La Grèce et Saba. Une Nouvelle Base Pour la Chronologie Sud-Arabe. Académie des Inscriptions et Belles-Lettres. Tome XV. 1955, Paris. PP. 89-196. وينظر فرضية التحديد الزمني املعتمد على املقارنات اللغوية في كتابها: Pirenne.J, Paléographie des Inscriptions Sud-Arabes. Contribution à la Chronologie et à l'histoire de l'arabie du Sud Antique. Vol. 1, Des origines Jusqu'à l'époque Himyarite. Brussels : 1956, Paleis der Academien. Pirenne.J, "Première Mission Archéologique Française au Hadramout (Yémen du Sud)". Coptes Rendus des Seances de l'academic des Inscriptios et Belles-Lettres. 1975 (Janvier Mars). PP. 261-279.
ص ص 50 ص ص) )8( عبده عثمان غالب فرضيات الفجوة. ص 18-4. )9( أليساندرا دى ميغريت "النتائج األولى للتنقيبات في يال" في كتاب أليساندرا دي ميغريت )وآخرون( التنقيبات اإليطالية في يال )اليمن الشمالي سابق ا(: معطيات جديدة حول التسلسل الزمني للحضارة العربية الجنوبية قبل اإلسالم ترجمة: منير عربش املركز الفرنم ي للدراسات اليمنية معهد البحوث والدراسات حول العالم العربي واإلسالمي 1999 م صنعاء. ص 37(. 25 36. ) 10 (أليساندرو دي ميغريت "فجر التاريخ في مناطق اليمن الداخلية" في كتاب اليمن في بالد ملكة سبأ ترجمة: بدرالدين عروكي مراجعة: يوسف محمد عبد معهد العالم العربي باريس ودار األهالي دمشق 1999 م الطبعة العربية.ص.52 (.)52 ) 11 (دي ميغريت النتائج األولى للتنقيبات في يال ص 37. ) 12 (دي ميغريت النتائج األولى للتنقيبات في يال. ص 36. وملزيد من التفاصيل ينظر الجدول ص 35. وفي الصفحات اآلتية في بحثنا. )13( ديمغريت فجر التاريخ في مناطق اليمن الداخلية. ص 50. ) 14 (عبده عثمان غالب فرضيات الفجوة. ص 18-4. (15) https://nasainarabic.net/main/events/view/happened-in-this-day-27feb-2. ) 16 (فوزي عبد الرحمن الفخراني الرائد في فن التنقيب عن اآلثار منشورات جامعة قار يونس بنغازي ليبيا 1993 م ط/ 2. ص 88. )17 أ( ليساند رو دي ميغريت "عصرنحاس ي في جنوب الجزيرة العربية" في كتاب: أليساند رو دي ميغريت )وآخرون( حضارة العصرالنحاس ي في الجمهورية العربية اليمنية ترجمة: عثمان خليفة إصدار معهد دراسات الشرق األوسط والشرق األقص ى "أسميو" - روما البعثة األثرية اإليطالية في الجهورية العربية اليمنية 1984 م صنعاء. ص 10. 6 4 3 )ص 3 ص 52(. و أيضا في تقرير: أليساند رو دي ميغريت "عصرنحاس ي في جنوب الجزيرة العربية" مجلة اإلكليل العدد )1( السنة )5( تصدرها وزارة اإلعالم والثقافة 1987 م صنعاء. ص 73 وما بعدها. )ص 73 ص 82(. ) 18 (دي ميغريت النتائج األولى للتنقيبات في يال ص 25 37. ) 19 (ينظر: (20) Archaeological and Environmental Survey of the Dhamar Region. (21) http://www.aiys.org/archaeological-a-environmental-survey.html. (22) Costantini.L, "Plan Impressions in Bronze Age Pottery from Yemen Arab Rpublic". P.73. (PP.37-46). منشور في القسم األجنبي من كتاب دي ميغريت )وآخر ون( حضارة العصر النحاس ي ) 23 (دي ميغريت مجلة اإلكليل العدد )1( السنة )5( ص 77. ) 24 (دي ميغريت مجلة اإلكليل العدد )1(. ص 80. 49
) 25 (دي ميغريت مجلة اإلكليل العدد )1(. ص 80. وملزيد من التفاصيل عن الفخار والزراعة ينظر: PP.37-45. القسم األجنبي من كتاب دي ميغريت )وآخرون( حضارة العصرالنحاس ي, Costantini.Lفي وكذلك للتفاصيل حول تربية املاشبة ينظر: Fedele.F.G, Fauna of Wādi Yanā ᶜ im (WYi),Yemen. PP.47 )1984(.55 في القسم األجنبي من كتاب دي ميغريت وآخر ين Arab Republic". ) 26 (دي ميغريت مجلة اإلكليل العدد )1(. ص 78. ) 27 (دي ميغريت مجلة اإلكليل العدد )1(. ص 79. ) 28 (عبده عثمان غالب فرضيات الفجوة. ص 15. ) 29 (ينظر هذه الفرضيات ومصادرها في جواد علي املفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ج 1 بغداد 1993 م ط 2 ص. 229 ص 230 ص 238. ) 30 (ملعرفة آراء نولدكه ينظر جواد علي ج 1 ط 2 ص 231. ) 31 (ينظرفرضية نيبس في بحثه: Nebes. N, "Zur Genese der altsüdarabischen Kultur. Eine Arbeitshypothese", in R. Eichmann and H. Parzinger (eds), Migration und Kulturaltransfer. Der Wandel vorder- und zentralasiatischer Kulturen im Umbruch vom 2. zum 1. Vorchristlichen Jahrtausend. Akten des Internationalen Kolloquiums. Berlin 23. bis 26. November 1999 (Bonn). 2001. (PP.427 435). (32) Garbini, G, "The Origins of South Arabians", in: A.V Sedove. (ed). Scripta Yemenica. Studies in: Honor of M. B. piotrovkij. Moscow. 2004. PP. 207 208. وكذلك ينظر توسعه في االستدالالت اللغوية في بحثه اآل خر: Garbini, G. "Introduzione all epigrafia semitica". (Torino), Gragg G. 1997. Old South Arabian Phonology, in A.S. Kaye (ed.), Phonology of Asia and Africa 1 (Winona Lake, IN) 2006. (PP. 163 165). (33) Garbini. G, (2004)., P.204. (34) Garbini. G, (2004)., P.206. (35) Garbini. G, (2004)., P. 204. (36) Garbini. G, (2004)., P.206. ) 37 (ينظرالنص املسماري مع ترجمته كاملة في: بهيجة خليل إسماعيل "نصوص نينورتا كودوري أ صر حاكم سوخي وماري" سومر ج 1 2 مج 42 بغداد 88. 1986 عارف أحمد إسماعيل املخالفي ص. 50
ص العالقات بين العراق وشبه الجزيرة العربية منذ منتصف األلف الثالث ق.م وحتى منتصف األلف األول ق م مركزعبادي للدراسات والنشر صنعاء. 1998 م ط 1 ص. 110. وكذلك: Cavigneaux, A ; Ismail, B ; "Die Statthalter von Suḫu und Mari" IM 8ten Jh. v. Chr, BAM, 21,1990. P.346. (321-456). ) 38 (عبد الصاحب الهر "مدينة خندانو األثرية )الجابرية والعنقاء(" بغداد. 1980 ص 11. ) 39 (بهيجة خليل إسماعيل نصوص نينورتا كودوري أ صر. ص 88. ) 40 (ينظر: حامد إبراهيم أبو د رك مقدمة في آثارتيماء دراسة نقد ومقارنة لبعض املعالم األثرية في تيماء بشمال غرب الجزيرة العربية من خالل نتائج االستكشافات األثرية مطبوعة وكالة اآلثار واملعارف الرياض 1998 م ط 2 ص 4 وما بعدها. وكذلك: عبد الرحمن األنصاري حسين أبو الحسن تيماء ملتقى الحضارات دار القوافل الرياض 2002 م ط 1. ص 12 وما بعدها. وأيضا محمد بن عائل الذيبي "التواصل الحضاري بين شمال غرب الجزيرة العربية ومصرالقديمة من خالل نقش أثري للملك رمسيس الثالث املكتشف بواحة تيماء في شمال غرب اململكة العربية السعودية" أدوماتو العدد 2012 م 62 مؤسسة عبد الرحمن السديري الرياض. ص 50. (41) Garbini, G, (2004)., P. 206. ) 42 (ضمنت أفانزيني مناقشتها ونقدها املنهجي العلمي بحثها: Avanzini. A, "Classification of the Ancient South Arabian Languages", in, JSS. Vol. 54, 2009. وتحديد ا ينظر الصفحات 209 205. وملزيد من تفاصيل نقدها لنيبس تحديد ا ينظر دراستها: 51 (pp. 205-220). Avanzini. A,"Some Thoughts on Ibex on Plinth in Early South Arabian Ar''.in, AAE. 2005. (PP. 144-153). ) 43 (حول االكتشافات املهمة في صبرالتي تقع على مسافة 20 كم من عدن ينظر: بوركهارد فوكت ألكسندرسيدوف "ثقافة صبرعلى الشاط اليمني" في كتاب اليمن في بالد ملكة سبأ. )ص 42 46(. وكذلك بوركهارد فوكت "صبرمدينة في نهاية األلف الثانيق.م خلف منطقة عدن" في كتاب اليمن في بالد ملكة سبأ. ص 48. 47 Vogt.B, Sedov,A, und Buffa.V, "Zur Datierung der Sabir-Kultur", Archaologische Berichte aus dem Yemen Band X, Mainz-an-Rhine, Verlag Philipp von Zabern, 2002, (pp28-34).
ص) 52 وعن االكتشافات في تهامة ينظر: أحمد عمر عمر ونس تهامة في التاريخ القديم: األلف الثالث ق.م إلى منتصف األلف األول ق.م دراسة تاريخية أثرية رسالة ماجستير قسم التاريخ كلية اآلداب جامعة عدن 2008 م. ص 70-90. ) 44 (محمد حسين مرقطن "هندسة الري ودورها في نشأة الدولة في جنوب غربي الجزيرة العربية وتطورها " في كتاب: البيئة في الوطن العربي في ضوء االكتشافات اآلثارية أبحاث ندوة اإلنسان والبيئة في الوطن العربي في ضوء االكتشافات اآلثارية الجوف اململكة العربية السعودية 20-22 جمادى األولى 1431 ه / 6-4 مايو 2010 م( تحرير: عبد الرحمن األنصاري. صادرعن أدوماتو مؤسسة عبد املحسن السديري الخيرية الرياض 2013 م ط/ 1. ص 209. 208 ) 45 (ينظر: هذه الفرضيات ومصادرها في جواد علي ج 1 ط 2. ص 238. ) 46 (محمد حسين مرقطن هندسة الري. ص 211. 210 ) 47 (محمد حسين مرقطن هندسة الري. ص - 208 211. ) 48 (محمد مرقطن "العاصمة السبئية مأرب: دراسة في تاريخها وبنيتها اإلدارية واالجتماعية في ضوء النقوش السبئية". في كتاب عبد الرحمن األنصاري وآخر ين: املدينة في الوطن العربي في ضوء االكتشافات اآلثارية النشأة والتطور. مؤسسة عبد الرحمن السديري الخيرية الرياض 1429 ه/ 2008 م ط 1 ص. 112 ص 107-133. ) 49 (محمد حسين مرقطن هندسة الري. ص 207. ) 50 (محمد حسين مرقطن هندسة الري. ص 204. ) 51 (عبده عثمان غالب "تقريرمبدئي عن املسح والتنقيب في منطقة بدبدة مأرب املوسم األول 1992 م". مجلة التاريخ واآلثار تصدرعن الجمعية اليمنية للتاريخ واآلثار العدد األ ول صنعاء 1993 م ص -12.14 10 ص-.)21 ) 52 (ينظرتفاصيل تلك العينات في: Francaviglia. V. M, "Dating the Ancient Dam of Ma rib (Yemen) ", in, JAS, 27. 2000. (PP. 645 653). ) 53 (حول تفاصيل ماقام به برونر ينظر: Brunner. U, Die Erforschung der antiken Oase von Märib mit Hilfe geomorphologischer Untersuchungsmethoden, Mainz, (ABADY II), 1983. PP.13,26,41,42,47,66,74. ) 54 (عبده عثمان غالب فرضيات الفجوة. ص 11. ) 55 (علي بن مبارك بن صالح طعيمان "سد مأرب القديم دراسة حالة" سلسلة مداوالت علمية محكمة للقاء العلمي السنوي السابع عشرلجمعية التاريخ واآلثار لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي
املنعقد في البحرين بتاريخ 20 رجب 1437 ه/ 27 أبريل 2016 م. املنامة ) 2017 م(. ص 47 54. ص) ص 70(. (56) Ghaleb, A. O, Agricultural Practices in Ancient Radman and Wadi Al-Jubah (Yemen). Dissertation, University of Pennsylvania, 1990. PP.184 272. (57) Ghaleb, A. O, 1990., PP. 114 174. ) 58 (يوسف محمدعبد سامي شرف محمد الشهاب "معبد املقة بعل أوام )محرم بلقيس في مأرب( دراسة من واقع االكتشافات األثرية الجديدة" مجلة رواق التاريخ والتراث العدد السادس ) 1998 م( تصدرعن مركزحسن بن محمد للدراسات التاريخية الدوحة. ص: 18. 12 11 10 8 ) 59 (بركهارد فوكت "معابد مأرب " في كتاب اليمن في بالد ملكة سبأ ص 140 144. ) 60 (محمد مرقطن العاصمة السبئية. ص 131. ) 61 (بوركهارت فوكت "السد القديم بمأرب أبحاث جديدة قام بها املعهد األملاني لآلثارعام 2002 م" في كتاب إيريس جرالخ ملزمة عن تاريخ اليمن ج 1 25 عام ا حفريات وأبحاث في اليمن 1978 2003 املعهد األملاني قسم الشرق - مكتب صنعاء صنعاء 2003 م. ص 30 32. ) 62 (حول منشأة سد الجفينة ينظر: Schaloske. M, Untersuchungen der Sabäischen Bewässerungsanlagen in Mārib. In, SCHMIDT. J, ANTIKE TECHNOLOGIE DIE SABÄISCHE WASSERWIRTSCHAFT VONMĀRIE, ABADY VII, 1995. P. 105. ) 63 (أولي برونر "واحة مأرب " في كتاب اليمن في بالد ملكة سبأ. ص 77 78. وعن املنشأة التي كشف عنها األملان ينظر: 53 Herberg.W, "Zweriter Vorlӓufiger Bericht über die Ausgraburg und Forschungen des Deutschen Archӓologischen Instituts Șan, ā in Mārib und Umgebeung. IV. A. Baukomlex B in Wadi Ḏana. Vorlӓufigeer Bericht über die Baugeschichtlichen Untersuchungen", in ABADY III, 1986. (PP. 33-47). ) 64 (كما أجرى هربرج عدة دراسات تفصيلية أخرى لهذه املنشآت. Herberg, W, Baukomplex B im Wädl Qana, in: ABADY III, 1987. (PP. 33-57). Herberg. W, Vorläufiger Bericht über baugeschichtliche Unter uchungen der Bauanlage A im Wädi Qana, in: ABADY IV, 1988. (PP.98-121). Herberg. W, Beobachtungen an Bauanlage C und nahe gelegenen Wa erwirt chaft bauten im Wädl Qana, in: ABADY IV, 1988. (PP. 121-131). ) 65 (قام بورخارد بدراسة مطولة و مهمة لتقنية بناء منشآت الري وتاريخها:
ص) Burkhard.V, "Towards a New Dating of the Great Dam of Mārib. Preliminary Results of the 2002 Fieldwork of the German Institute of Archaeology", in, PSAS, 34, 2004. (PP.377 388). ) 66 (أولي برونر "بدايات الري " في كتاب اليمن في بالد ملكة سبأ. ص 54. 53 ) 67 (بخصوص تلك االكتشافات ينظر: علي محمد الناشري "الشواهد األثرية والنقشية في وادي ربد سنحان )اليمن(" مجلة آداب جامعة ذي قار ع )18( ذي قار العراق 2016 م. )ص 274 301(. علي محمد الناشري "دراسة تحليلية لنقوش سبئية جديدة من وادي ربد سنحان )اليمن(" مجلة دراسات تاريخية تصدرعن كلية التربية للبنات بجامعة البصرة ع )14( البصرة العراق 2018 م. )ص 224(. 177 علي محمد الناشري )وآخرون( " نقوش وآثارمن قرية سخالية بني بهلول )اليمن(" مجلة أبحاث البصرة للعلوم اإلنسانية سلسلة العلوم اإلنسانية تصدرعن كلية التربية للعلوم اإلنسانية جامعة البصرة البصرة العراق 2017 م. )ص 118(. 79 ) 68 (علي محمد الناشري ذي ج رة ودورهم في حكم دولة سبأ وذي ريدان دراسة في التاريخ السياس ي لليمن القديم وزارة الثقافة والسياحة صنعاء 2004 م. ط/ 1 ص. - 36 49. ) 69 (محمد مرقطن هندسة الري ص 213. ) 70 (كذلك ينظرترجمة النقشين )622 )CIH و) 623 )CIH في محمد مرقطن هندسة الري. ص 213 مع مالحظة وجود تداخل في بحثه في الرسم العربي للنقش.CIH 623 وينقل مرقطن عن بورنر أن السد كان يروي الواحتين الشمالية وتسمى "أبين" والجنوبية وتسمى "يسران". ص 214. وهذا يتفق مع ما جاء في القرآن الكريم: "جنتان عن يمين وشمال". ) 71 (حول األبجدية األوجاريتية وتطورها ينظر: سليمان بن عبد الرحمن بن محمد الذييب الكتابة في الشرق األدنى القديم من الرمزإلى األبجدية الدار العربية للموسوعات بيروت 2007 م ط/ 1. ص.120-113 ) 72 (فرانسوا برون "نشوء وصيرورة أبجدية جنوب الجزيرة العربية" في كتاب اليمن في بالد ملكة سبأ ص.)57 55.55 ) 73 (محمد عبد القادربافقيه تاريخ اليمن القديم املؤسسة العربية للدراسات والنشر بيروت 1985 م ط/ 1 33. ) 74 (ويندل فيليبس كنوز مدينة بلقيس تعريب عمر الديراوي بيروت 1961 م ط/ 1. ص 202. ) 75 (يوسف محمد عبد أوراق في تاريخ اليمن وآثاره بحوث ومقاالت دار الفكر بيروت 1999 م ط/ 2 201. ) 76 (دي ميغريت النتائج األولى للتنقيبات في يال. ص 36. ) 77 (محمد مرقطن هندسة الري. ص 109. 108 ص ص ص ص ص ص 54
ص) ) 78 (محمد مرقطن "حول العالقات مابين بالد الشام واليمن قبل اإلسالم" في كتاب: رائد من رواد الجزيرة العربية دراسات في آثار ونقوش بالد الشام والجزيرة العربية مقدمة تكريما لألستاذ الدكتور معاوية إبراهيم تحرير: زيدان كفافي محمد مرقطن. روما السابينز البعثة إلى فلسطين واألردن 2014 م. 97 ص- 114(. ) 79 (هورست كلينغل تاريخ سورية السياس ي 3000 300 ق.م ترجمة سيف الدين دياب مراجعة وتعليق عيد مرعي دمشق 1998 م ط/ 1. ص 99. والجديربالذكرأن النسخة األصلية صدرت سنة 1991 م. ) 80 (ينظر عارف أحمد إسماعيل املخالفي العراق وبالد الشام املنتدى الجامعي للنشر والتوزيع صنعاء 2002 م ط/ 1. ص 91 ص 101 ص 113. وكذلك عارف أحمد إسماعيل املخالفي تاريخ وادي النيل مصر والسودان دارالكتاب الجامعي صنعاء 2006 م ط/ ص 1-120 143. ) 81 (محمد حيان حمد الفاخوري الحياة االقتصادية واالجتماعية في مملكة قطنا )تل املشرفة( في األلف الثاني ق.م. رسالة دكتوراه قسم التاريخ جامعة دمشق دمشق 2014 م. ص 101. 100 ) 82 (محمد الفاخوري ص 102. ) 83 (محمد الفاخوري ص 116. ) 84 (عارف احمد إسماعيل املخالفي العراق وبالد الشام. ص 190 198. ) 85 (جواد علي ج 2 ط 2. ص 280. توثيق الصور التي لم تذكر في الحواش ي: Kersten.T. P, Antike Wasserwirtschaft - Dokumentation des Großen Dammes in Marib im Jemen durch terrestrisches Laserscanning und Photogrammetrie. 2007, https://www.hcuhamburg.de/en/bachelor/geo/professors/kersten/maribyemen. / Ruzicka. R, Der Staudamm von Maʾrib Lage, Geschichte, Sprache Themenabschlussarbeit zur Vorlesung Altsüdarabisch I, von Dr. Mohammed Maraqten, Wintersemester 2012/13. 2013. P.11. 55
Contents The First Homeland of Sabaeans: A Critical Historical Study in the Light of Modern Archaeological Discoveries Prof. Aref Ahmed Ismail Al-Mekhlafi 7 Anisha Andalusian Fortress During the period from the fourth century A H to the first half of the seventh century A H; Tenth to the first half of the thirteenth century AD: A Historical and Civilized Study Dr. Ibrahim Ateetallah Al-Sulami. 56 Towards a renewed vision in the historical curriculum "Adam (peace be upon him) is a "model Prof. Dr. AbdulMuti bin Mohammed AbdulMuti simsim 83 New Archaeological Discoveries using Modern Techniques in Yemen Dr. Khaldūn. H. A. Nuʿmān..114 The effect of a wife's work on Marital Alimony: A Comparative Jurisprudence Study Dr. Manal Saleem Rouifed Assa'edi.. 168 The Quran Treatment to the problem Al-takfir "disbelieving": A Contemporary Study Dr. Hassan Mohammed Al-Muallimi, Dr. Ahmed Mohammed Qasim Madkoor..205 The judgment on taking the License in controversial Matters: Applied jurisprudence study Dr. Ahmed Ibrahim Yahya Yabes Al-Ahdal.244 The responsibility of the state to achieve the principle of social solidarity (living) in the Muslim community Dr. Ahmed Abdullah Salah..287 "Provisions of the assembly's choice in the Yemeni Civil Law No. (14) Issued in (2002(" In light of the four doctrines Prof. Baggash Sarhan Mohammed Al-Mikhlafi 318 Infectious Diseases and their Impact on Dissolution of Marriage Dr: Huwaida Bint BakheetHameed Al- Laheibi Al- Harbi 336 Determination of spectral Signatures of minerals in Karkonosze National Park in Poland from Hyper-spectral Imaging of APEX Sensor Dr. Mohammed Ahmed Maiyas.372 Geographical Distribution of Health Services Facilities in Hajjah Governorate, Republic of Yemen, 2012 Basem Ahmed Mohammed Saad.386 The Social Contract and State Construction: A Comparative and Analytical Study of the Different Trends of this Theory Abdulaziz Hasan Ahmed Alwadhaf 406 438
439 Pubishing Rules The scientific journal 'Al-Adab" (i.e. Arts) is published by the Faculty of Arts, Thamar University. It is written in Arabic and European Languages, according to the following rules: 1-The research paper must be original, follow the proper scientific methodology, and has not published elsewhere. 2- The research paper will be judged according to high scientific standards. 3- The research paper has to be written in perfect language with respect for latest research design and accuracy of forms and figures if included in word form; font size (14) in (simplified Arabic) for Arabic papers and (Time New Roman) for English and French papers. Title and subtitles has to be boldfaced in (16) font size. 4- Space between lines is (1.5cm) with 2.5 cm. margin in all sides. 5- Research papers are required to be sent in Word and PDF forms to the journal's emails. 6- Abstract in Arabic and English has to be revised linguistically and, attached with. 7- Maximum number of pages is (25) including charts, figures and appendices In cqse of more Tha 30 pages, YR 1000 Should be paied as extra Fees For each page. 8- Documentation has to be at the end of the research paper as follows: a. Manuscripts: Name of manuscript, its place, its number and type of paper. b. Books: Name of the author, title of the book, place and date of publishing, page number. c. Journals: Author's name, title of the article, name of the journal, date and number of issue, page number. d. Theses: Researcher's Name, title of the thesis, faculty, University, Date, Page, number. 9- The Psychological and Educational studies have to be documented according to APA. 10- The journal editorship will inform the researchers with the initial approval of their papers after receiving them. Later on, they will be informed with referees reports about validity of publishing, requirement for changes, or rejection. 11- The writers of the approved research papers will be informed with number and date of issue. 12- Research papers will be ordered according to the date of receipting. 13- The research papers received by the journal will not be sent back to the researcher whether published or not. 14- Publishing fee is YR 25000 inside Yemen and $ 150 or its equivalence outside Yemen. Thamar University teaching staff has to pay YR 15000. The scholar also has to pay sending fee for hard copies of the jounal. 15- Money has to be deposited to the Journal's account No.(211084) at Yemen commercial Bank Thamar, Yemen.
Arts )For Human and Social Studies(, A Refereed quarterly scientific journal, Issued by the Faculty of Arts, Thamar University, Dhamar, Republic of Yemen, )NO. 13) December 2019 International No. ISSN: 2616-5864 National Number ) 551 For year 2018( - All rights reserved. - It is strictly prohibited to republic any of the papers of the journal without permition of the commission. -Citation of any of the journal's papers is not allowed without referring to the sources. 440
Scientific and advisory board Prof. Abdullah Saeed Al-Gaidi (Yemen) Prof. Abdu Farhan Al-Hymiari (Yemen) Prof. Afeef Mohammed Ibrahim (Egypt) Prof. Ali Saeed Saif (Yemen) Prof. Fadhl Abdullah Al-Rubai'I (Yemen) Prof. Mohammed Ahmed Al-Matari (Yemen) Prof. Mohammed Hamzah Ismael Al-Hadad (Egypt) Prof. Mohammed Ali Kahatn (Yemen) Prof. Muneer Adbulgaleel Al-Areqi (Yemen) Prof. Nahedh Abdalrazzaq Daftar (Iraq) Prof. Hisham Fawzi Hasni (Saudi Arabiya) Prof. Ahmed Shoja'a Aldeen (Yemen) Prof. Ahmed Mutaher Aqbat (Yemen) Prof. Ahmed Al-Akwa'a (Yemen) Prof. Altaf Yeaseen Khdher Al-Rawi (Iraq) Prof. Bajash Al-Mikhlafi (Saudi Arabiya) Prof. Husain Al-Omari (Yemen) Prof. Khales Al-Ashab (Yemen) Prof. Rabeh khawni (Algeria) Prof. Atef Abdulaziz Moawadh (Egypt) Prof. Abdulhakeem Shaif (Yemen). Prof. Abdulrahman Mustafa Debs (Saudi Arabiya) Prof. Abdullah Abulghaith (Yemen) This version is corrected by: English Part Arabic Part Dr. Ahmed Alhussami Dr. Esam Wasel Dr. Abdullah Al-Ghobasi 441
Arts Quarterly Refereed Journal of Humanities General supervision Prof. Talib Al-Nahari Editor Prof. Abdulkareem Mosleh Al-Bahlah Deputy Chief Editor Dr. Esam Wasel Editorial Manager Dr. Fuad Abdulghani Mohammed Al-Shameeri Deputy Editorial Manager Dr. Fadl Al-Omaisi Editorial Board Prof. Abdulhakim Abdulhak Mohammed saifaddin (Qatar) Prof. Adulqader Asaj Muhammad (Yemen) Prof. Mansoor Al-Nawbi Yosf (Egypt) Prof. Wadia Mohammed Saeed Al-Azazi (Saudi Arabiya) Dr.sarmad Jassem Muhammad al Khazraji (Iraq) Prof. Sefyan Othman Al-Makrami (Yemen) Prof. Aref Al-Mikhlafi (Saudi Arabiya) Prof. Abdullah Abdulsalam Al-Hadad (Saudi Arabiya) Dr. Ameen Al-Jobr (Yemen) Prof.Hasan Mansoor (Saudi Arabiya) Dr. Khaldoon Noman (Yemen) Prof. Rokyah Hassani (Algeria) Technical Output Mohammed Mohammed Subia Financial Officer Ali Ahmed Al-Bakhrani Editorial Secretary Dr. Abdullah Al-Ghobasi Nada Izaldeen Al-Osaimi 442