األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية Abstract اللغة العربية وحتديات العوملة Facing the Arabic language today many challenges both internal and external, as has been throughout history, though today's challenges of globalization, and that the objectives and purposes is not innocent at all, and if a lot of people interested in the Arabic language and researchers have sought the causes of these challenges, and put a number of ways of bets However, these challenges are increasing in the era of globalization and the spread of the means of communication and breadth on a large scale. The globalization of the hand has opened the door and provided all the means for each language to find its way to fight international communication Portal, but on the other hand has led to what may be absolutely the term "identity crisis of language" as the children of this age are no longer living language to which it belongs cultures and civilizations, but living on the dominant language of international communication. It requires the use of the inevitability of the Arabic language as a tool for communicating technology to secure the future of our language, and rehabilitation to assume the rightful place among the living languages. Should not lose sight of the fact that the other will no doubt occupy the Arabic language on this position in the future, and this fact is reflected in the fact that the Arabic language in the need to keep pace with the times even reflects modern thought, and contribute to the creation of this modern thought. Key words : Arabic Language and the Challenges of Globalization ملخص جعرير حممد أستاذ مساعد )أ( قسم العلوم اإلنسانية شعبة الفلسفة كلية العلوم اإلنسانية و االجتماعية جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف Djarir1962@gmail.com تواجه اللغة العربية اليوم تحديات جمة داخلية وخارجية مثلما ظلت عبر عصور التاريخ المختلفة وإن كانت تحديات اليوم المتمثلة في العولمة وذلك ألهداف ومآرب ليست بريئة على اإلطالق وإذا كان الكثير من المهتمين باللغة العربية والباحثين فيها التمسوا أسباب هذه التحديات ووضعوا جملة من الوسائل من الرهانات إال أن هذه التحديات تتزايد في زمن العولمة وانتشار وسائل االتصال واتساعها على نطاق كبير. إن العولمة من جهة قد فتحت بابا ووفرت جميع الوسائل لكل لغة لتجد سبيلها إلى خوض التواصل الدولي ولكنها من ناحية أخرى قد أدت إلى ما يمكن اإلطالق عليه مصطلح "أزمة الهوية اللغوية " حيث أن أبناء هذا العصر لم يعودوا يعيشون اللغة التي تنتمي إليها ثقافاتهم و حضارتهم وإنما يعيشون اللغة المهيمنة على التواصل الدولي. لذلك يتطلب حتمية استعمال اللغة العربية كأداة لتبليغ التقانة لتأمين مستقبل لغتنا ولتأهيلها لتتبوأ المكانة الالئقة بها بين اللغات الحية. وينبغي أن ال نغفل حقيقة أخرى ستساعد والشك اللغة العربية على احتالل هذه المكانة في المستقبل وهذه الحقيقة تتجلى في كون اللغة العربية في حاجة إلى مسايرة العصر حتى تعبر عن فكر عصري وتساهم في خلق هذا الفكر العصري. الكلمات الدالة :العولمة التحديات الهوية اللغوية و اللغة العربية. 38 األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية. ب/ قسم اآلداب والفلسفة. العدد 13 -جانفي. 2015 ص. 43-38
مقدمة شهد العامل يف احلقبة األخييرة من القرن العشرين تشكيل نظام عاملي جديد اتضحت معامله وآلياته تدرجيي ا حتى وصلت يف جتلياتها العليا إىل ما يطلق عليه مصطلح العوملة الذي جاء ليكون هو األبرز واألكرب حدثا يف نهاية القرن العشرين وقد أدى دخول هذا املصطلح إىل البالد العربية إىل الكثر من االضطراب لعدم معرفة مفهومه وميدى التأثر اليذي سوف يقوم به يف مجيع املاالت ومنها اللغة القومية. ومبا أن مصطلح العوملة ال زال جديدا وال توجد أي دراسات علمية موثقة عن مدى تأثر العوملة على اللغة العربية فإن الساحة الثقافية تيعيرف نقاشا م يتيواصيال حيول وضيع اللغة العربية يف عصر العوملة وآفاق مستقبلها. ميكن مالحظة وجيود تي ار يف خ ض م هذا النقاش ميث ل ه عدد من الك ت اب والباحثني العرب تصدر عنه دع ييو ات تتحد ث عن ق رب م وت اللغة العربية وانقراضها. وهناك يف اجلهة امل قابلة آراء أ خرى م تفائ لة ترى العربية يف خر وعافية وال داع ي هلذا احلكم القاسي امل بال غ فيه مع اعرتافها بوجود عدد من التحد يات والعراقيل اليت ال ت ؤث ر يف م ملها تأثرا كبرا على الوضع العام للغتنا أو أنها ميكن التغل ب عليها وح سم ها مع األيام. واحلقيقة أن مرجع اخلالف بني وجه يت النظر هاتني قد يكم ن يف نوعية املعاير الييت يستعملها كييل منهما ويف مرجعية النظر اليت ينطلق منها هذا الطرف أو ذاك. ويف أحيان كثرة قد ال تكون عند بعض من خيوضون يف املوضوع أيية معاير أو مقاييس موضوعية وإمنيا هنالك ميرد انطباعات عامة تتكو ن لديهم نتيجة م الحظات سريعة وعابرة أو نتيجة م يل وعاط فة فتكون األحكام ذاتية حمضة. تكمن املشكلة يف معرفة األثر السليب الذي سوف يلحق باللغة العربية من جراء االندفاع الغر مدروس حنو العوملة خاصة إن مل توجد قوانني رادعة حلفظ اللغة وما هي اآلفاق املستقبلية للغة العربية يف ظل التحدي ات اليت تواجه ها اللغة العربية وحتديات العوملة - 1 حتديات العوملة ال تأتي حتديات اللغة العربية من الداخل فقط وإمنا أيضا من مصادر خارجية بدء من االحتكاك مع اللغات األخرى وخاصة لغة املستعمر الييت فرضت سلطانها على الييدول العربية يف القرون والعقود السابقة واالحتكاك اللغوي يف سياقات تفوق الغرب على الشرق وتأثرات العوملة اليت دخلت إىل كل بيت عربي من أوسع األبواب. كما تتفاوت حتيدييات العوملة مين مستوى إىل آخيير فهي حتديات تواجه اقتصاديات الدول واختياراتها وسياساتها كما تواجه ثقافات األمم والشعوب وخصوصياتها ولغاتها وقيمها. وبقدر ما تتقوى الييذات وتتحصن وال نقول تنعزل تتوافر اإلمكانات للتغلب على هذه التحديات وتنطبق هذه القاعدة على االقتصاد والتنمية بصورة عامة كما تنطبق على الثقافة والفكر واللغة. فالعوملة هي هذا التشابك الذي نعيشه اليوم ومعظمه ليس خيارا فالسوق املشرتكة والعلوم والتقانة وانتشار األفكار واملعلومات عيرب وسيائيل االتيصيال كيل ذليك عمليات متاحة للجميع يتقدم فيها القوي ويفرض تفو قه. إن العناصر األساسية يف فكرة العوملة هي ازديياد العالقات املتبادلة بني األمم سواء املتمثلة يف تبادل السلع واخلدمات أو يف انتقال رؤوس األموال أو يف انتشار املعلومات واألفكار أو يف تأثر أمة بقيم وعادات غرها من األمم. كل هذه العناصر يعرفها العامل منذ عدة قرون وعلى األخص منذ الكشوف اجلغرافية يف أواخر القرن اخلامس عشر أي منذ مخسة قرون. ومنذ ذلك احلني والعالقات االقتصادية والثقافية بني الدول واألمم تزداد قيوة باستثناء فيرتات قصرة للغاية مالت خالهلا اليدول إىل االنكفاء على ذاتها وتراجعت معدالت التجارة الدولية ومعد ل انتقال رؤوس األمييوال وباستثناء متمعات حميدودة العدد تركها العامل يف عزلة أو فضلت هي أن تعزل نفسها. فالظاهرة عمرها مخسة قرون على األقل وبدايتها وغدها مرتبطان ارتباطا وثيقا بتقدم تقانة االتصال والتجارة منذ اخرتاع البوصلة وحتى األقمار الصناعية )1(. مل يكن التحدي للغة العربية عن طريق االحتكاك احلضاري وال االستعمار واالمربيالية فقط فقد جياءت العوملة لتضع حتديا آخر. وأثرت على الكثر من ماالت احلياة وبودنا أن نفحص هذه التأثرات على اللغة العربية والناطقني بها. وحتى نعي مدى تأثرها على اللغة العربية نتطرق أوال إىل العوملة عموما. للعوملة الكثر من الوجوه: منها االقتصادية الثقافية-اللغوية والسياسية. فهنالك العوملة االقتصادية واليت تتيح تنقل حر للسلع للخدمات لالستثمارات واملعلومات بني الدول. وللعوملة إسقاطات على الثقافة تشمل توسيع الثقافة الغربية واملرتبطة بقيم معينة الداعمة لالستهالك ومراكمة الرأمسال. وللعوملة إسقاطات سياسية أيضا حيث يد عي أوهمي )Ohmae( أن االقتصاد املتشابك هو مسح احلدود بني الشعوب واألكثر من ذلك احلدود التقليدية للدول.ويدعي كاستيلز )Castells( أن العوملة تهدد تقويض املزايا األساسية للدول القومية. أظهرت األحباث حول العوملة اآلراء املتباينة حوهلا فمنهم من يرى إسقاطاتها االجيابية وآخييرون ييرون أثارها التدمرية. فعلى سبيل املثال ييرى البعض إن العوملة سييرورة إجيابية وهي احتفاء بنصر الرأمسالية العاملية. باملقابل يرى آخرون آثيار العوملة املدمر على الثقافات امللية. بإجياز هنالك من يرى العوملة ثقافة وخصوصا الثقافتني األمريكية واألوروبية وهنالك من يرى العوملة سرورة تارخيية طبيعية. - 2 األبعاد اللغوية لظاهرة العوملة سواء كانت العوملة وفاقا أم صراعا فللغة ي يف كلتا احلالتني شييأن خطر فييإن كانت "وفيياقييا " فاللغة ذات شييأن جليل يف حيوار الثقافات حيث من املتوقع أن يتخذ أنصار العوملة من علوم اللغة مرتكزا أساسيا لعوملة الثقافة فهؤالء العومليون ال يقرون باخلصوصيات الثقافية لألمم والشعوب ويقفون 39 األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية. ب/ قسم اآلداب والفلسفة. العدد 13 -جانفي. 2015 ص. 43-38
أ.جعرير حممد بشدة ضد النسبية الثقافية والنسبية اللغوية بالتالي. وهم ي بال شك ي سيجدون ضالتهم يف التنظر اللغوي احلديث حيث تندرج مجيع اللغات اإلنسانية يف إطار النظرية العامة للغة. لقد استوعبت هذه النظرية القواسم املشرتكة بني اللغات وكذلك مواضع اختالفها وتباينها. عالوة على ذلك فقد تبنت هذه النظرية النموذج الذهين للغة الذي يفرتض كونها غريزة إنسانية يشرتك فيها البشر كافة. أمييا إن كيانيت العوملة "صييراعييا ميكن أن نستهدي هنا مبا أورده حممود أمييني اليعيامل يف صييدد دفياعيه عين اخلصوصية اللغوية يقول: "أخيذت العوملة السائدة تفضي بالضرورة إىل سيادة لغة من لغات هذه الدول املهيمنة يف العالقات التجارية واالقتصادية وميا يستتبع ذليك من سيادة ثقافتها وقيمها اخلاصة. إن معنى ذلك هو تهميش اللغات والثقافات القومية واحتواؤها واستتباعها كمدخل الستتباعها اقتصاديا وثقافيا. يؤكد املشهد اللغوي العاملي صحة ما خلص إليه حممود أمني العامل ال سيما يف مال اإلعالم واملعلومات. وجاءت اإلنرتنت لتفتح بوابات الفيضان أمام تدفق معلوماتي هادر تطغى عليه اللغة اإلجنليزية وهو األمر الذي أثار الفزع لدى مجيع األمم غر الناطقة باإلجنليزية وقد انتابها قلق شديد على مصر لغاتها القومية وهي توشك أن تنسحق أمام اإلعصار املعلوماتي اإلجنليزي اجلارف حتت ضغوط اقتصادية وسياسية وثقافية هائلة. إنها الصيغة اللغوية ملصطلح "اإلمربيالية الثقافية" الذي شاع استخدامه هذه األيييام ويفضل الكاتب وصف هذه الظاهرة بي "الداروينية اللغوية" بعد أن باتت معظم لغات العامل متقدمة وناميه على حد سواء مهددة باالنقراض". - 3 تأثريالتكتل اإلقليمي على اهلوية اللغوية صاحب انتشار ظاهرة العوملة تنامي نزعة التكتل اإلقليمي ومل يكن ذلك ملرد املافظة على اهلوية واخلصوصية الثقافية بل حتركه دوافع اقتصادية وسياسية وأمنية. ويف هذا الصدد تشهد أوروبييا توجهني متناقضني أحدهما يقوم على أساس التنوع اللغوي واآلخيير مييل إىل االنيغيالق يف إطييار التوحد اللغوي. فبينما تعترب كتلة الوحدة األوروبية التنوع اللغوي ليدوهليا )17 لغة( ميصيدرا لقوتها االسرتاتيجية يف مواجهة القطب األمريكي املتشبث بأحاديته اللغوية تسعى أملانيا إىل إقامة حلف لغوي أملاني جيمع بينها وبني النمسا وسويسرا. وملموعة الدول اإلسكندنافية مشاريع مشابهة للتكتل اللغوي. وعلى مستوى ما فوق اإلقليمي يسود الساحة السياسية العاملية نشاط متزايد إلحياء التحالفات اللغوية مثل "األجنلوفونية" و"الفرانكفونية" و"اإلسبانوفونية" أما على مستيوى الدولة الواحدة فيعد موقف اليابان من لغتها اليابانية منوذجا للنضال ضد هيمنة القطب اللغوي األوحد ونقصد به الواليات املتحدة األمريكية. فربغم كيل إجنيازاتيهيا يف مييال صناعة العتاد واالتصاالت واإللكرتونيات فقد أيقنت اليابان أن مصرها يف عصر املعلومات عموما واإلنرتنت بصفة خاصة رهن مبصر اللغة اليابانية. وتوالت جهود اليابان لتأمني موقع حصني هلا على اخلريطة اجليو ي لغوية وكانت البداية يف مشروع اجليل اخلامس الذي أطلقته اليابان يف بداية الثمانينيات مبثابة رد فعل تكنولوجي بهدف كسر هيمنة اللغة اإلجنليزية. وتوقف مشروع اجليل اخلامس ألسباب عديدة على رأسها ما تعرضت له اليابان بشأنه من ضغوط أمريكية تكنولوجية واقتصادية وسياسية. ومل تتوقف جهود أهل اليابان يف الذود عن اليابانية فراحوا يركزون على تكنولوجيا الرتمجة اآللية من جانب ومن جانب آخر نراهم يستغلون تفوقهم التكنولوجي يف مال املعلوماتية من أجل انتزاع الزعامة اللغوية لتكتل الدول غر الناطقة باإلجنليزية. تشر مجيع الدالئل إىل أن التواصل عن بعد عرب الوسيط اإللكرتوني سيقلب مفهوم التواصل اللغوي التقليدي كله سيواء من حيث طبيعة العالقة بني املرسل واملستقبل أو من حيث تنوع أشيكيال اليتيواصيل واتيسياع نطاقه وتيعيدد مطالب فاعليته. ولنأخذ ي كمثال ي التواصل "كتابيا "عرب اإلنرتنت مين خييالل اليربييد اإلليكيرتونيي أو حلقات "اليينييقيياش". إن هذا اليتيواصيل عين بعد يتم باستخدام ميا ميكن أن يطلق عليه أسلوب "الكتابة املضة" اليت ختتلف عن شفاهة التواصل وجها لوجه وذليك لسبب بسيط مييؤداه: أن شفاهة احلييوار املباشر تزخر باالنفعاالت وتؤازرها ي عادة ي ألوان متعددة ومتضافرة من أفعال الكالم speech acts مثل: حركيات اليد والعينني وخلجات الشفاه وتغير مالمح الوجه وأوضاع البيدن. وال شك أن أسلوب "الكتابة املضة" هذا سيكشف النقاب عن مناطق بقيت مهولة ليومنا هذا يف عالقة الشفاهة بالكتابة وهي العالقة اليت ما زالت حمصورة ي يف أغلبها ي يف جوانبها اإلمالئية دون التعرض للجوانب االتصالية األخييرى سيواء الذهنية أو النفسية أو املعلوماتية. اجلميع يتفق على أن التواصل احلالي عرب اإلنرتنت والذي ييسيوده التطور الكتابي هيو مرحلة بدائية وانتقالية متهد لتواصل أوسع نطاقا تواصل "ما بعد الكتابة" الذي ميتزج فيه املكتوب مع املسموع باإلضافة إىل املرئي من الصور الثابتة واملتحركة مكونا رسالة اتصالية كثيفة املعلومات. حنن إزاء ثيورة يف أسلوب التواصل اليذي اعتاده البشر منذ األزل. وليس لدينا تصور واضح عن طبيعته وتوجهاته وآثاره النفسية واالجتماعية واستخداماته الشخصية وغر الشخصية ولكنه سيطرح العديد من األسئلة املورية حول العالقات بني أنساق الرموز املختلفة: نصوصا و ألفاظا وأشكاال. نذكر من هذه العالقات على سبيل املثال: العالقة بني نرب الكالم وتنغيمه وبييني إييقياع املوسيقى ونغمتها أو تلك اخلياصية مبساهمة الصور يف فهم النصوص واستغالل حتليل النصوص لغويا يف فهم الصور ذاتها حيث ي عادة ي ما تتضمن النصوص إيضاحات تساعد على فهم القارئ للصور الواردة بها. مثلما يييتييواصييل اإلنييسييان مييع أخيييييه اإلنييسييان عييرب الوسيط اإللكرتوني يتحاور كذلك مباشرة مع اآللة وهو احلوار الذي يؤكد البعض أنه سيفوق مستقبال التواصل بني البشر. لن يقتصر احلوار البشري ي اآللي على إنسان يسأل أو يسرتجع املعلومات وآلة تبحث عن املعلومات لتظهرها له على الشاشة فهو حوار أعمق من ذلك بكثر حوار تبدو فيه اآللة أقرب ما 40 األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية. ب/ قسم اآلداب والفلسفة. العدد 13 -جانفي. 2015 ص. 43-38
تكون إىل "النديم البشري" آلة جتادل وتناور وتغازل وتتجاوب مع أهواء متحدثها وتكتيكات حواره. وكما هو واضح فإن هذا "احلييوار اإلنساني آليي" يتطلب فهما عميقا للعالقة بني لغة اإلنسان الطبيعية ولغة اآللية االصطناعية وهو األمير الذي سيقتضي متعنا دقيقا يف كيفية اكتساب اآللة املهارات اللغوية من جانب وكيفية اكتساب اإلنسان لغته األم من جانب آخر. واألهم من ذلك هو دراسة األبعاد النفسية واالجتماعية هلذا التواصل الذي يتناصفه اإلنسان مع اآللة لقد أثرت تكنولوجيا الطباعة على الشفاهة والكتابة وأثير التليفزيون على لغة الصحافة واحلوار وال بد سيكون هلذا التواصل "اإلنساني اآللي" نتائجه اليت يصعب التكهن بها. يفسر ذلييك سير اهتمام مهندسي اللغة حياليييا بفهم آليات املادثة وحتليل بنيتها من أجل الوصول إىل ما أطلق عليه "هندسة احلوار. أثبتت اللغة العربية جدارتها على مر العصور وحقها يف أن تصبح لغة عاملية وشهد تاريخ الفتح اإلسالمي على سرعة انتشارها واندماجها يف بيئات لغوية متباينة. لقد جنحت العربية يف عصور االزدهار أن تكون أداة فعالة لنقل املعرفة. تتسم اللغة العربية ميين منظور فقه اليليغية بالعديد من اخلصائص اجلوهرية اليت تؤكد عامليتها ومن أهمها التزامها بالقاعدة الذهبية فيما خيص التوسط والتوازن اللغوي. فاللغة العربية جتمع بني كثر من خصائص اللغات األخرى وتتسم منظومة اللغة العربية بتوازن دقيق وتآخ حمسوب بني فروع اللغة املختلفة. ومن منظور معاجلة اللغات اإلنسانية آليا بواسطة الكمبيوتر أثبتت العربية جدارتها كلغة عاملية فبفضل توسطها اللغوي الييذي أشيرنيا إليييه أعييياله يسهل تطويع الينيمياذج الربمية املصممة للغة العربية لتلبية مطالب اللغات األخيرى وعلى رأسها اإلجنليزية. بقول آخر فإن العربية لغويا وحاسوبيا ميكن النظر إليها ي بلغة الرياضيات احلديثة ي على أنها فئة عليا تندرج يف إطارها كثر من اللغات األخرى. تتعرض العربية يف ظل العوملة وثييورة املعلومات حلركة تهميش نشطة بفعل الضغوط اهلائلة النامجة عن طغيان اللغية اإلجنليزية على الصعيد السياسي واالقتصادي والتكنولوجي واملعلوماتي. وتشارك العربية معظم لغات العامل إال أنها تواجه حتديات إضافية نتيجة للحملة الضارية اليت تشنها العوملة ضد اإلسيالم وبالتالي ضد العربية نظرا إىل شدة االرتباط بينهما )1(. - 4 العربية وتواصل عصر املعلومات أغفلت معظم دراساتنا اللغوية جوانب استخدام اللغية وظيفييا مبعنى استخدامها يف مسار احلياة الواقعية ويف عمليات التبادل والتفاوض والرتاسل والتواصل اهلاتفي... يتضح ذلك يف ضعف مهارات االتصال ليدى الغالبية منا: كتابة وقييراءة وشفاهة واستماعا. وليس هذا ي حتما ي نتيجة قصور يف العربية فهي متتلك العديد من اخلصائص واألدوات الييت تؤهلها لتكون لغة حيوار فعالة. إننا مازلنا أسيرى اللغة املكتوبة غر ملمني بالعالقيات اللغوية والتداولية واملقاميية اليت تربط بني أدائنيا الشفهي وأدائينيا الكتابي ويتجلى ذليك ي بوضوح ي يف أساليب حوارنا وتفاوضنا. 5 -اهليمنة اللغوية لإلجنليزية للعوملة كذلك إسقاطات لغوية نقف عليها من خالل استعمال اللغة كوسيلة للتواصل والتفاعل االجتماعني واملتمثلة يف وسائل االتصال احلديثة )مثل الفضائيات واإلنرتنت( اليت تسمح للفرد باالتصال مع اآلخرين مهما كان البعد اجلغرايف. فيبدو أن البعد اجلغرايف مل يشكل عائقا أمام االتصال باجلماعات غر امللية. وللتفاعل االجتماعي هنالك حاجة للغة مشرتكة أو أكثر لالتصال. ففي واقع اليوم تعترب اللغة االجنليزية لغة الدولة العظمى اليت تتحكم بالعوملة واليت يعتربها العامل لغة عاملية وهي لغة التواصل بني األميم. فاللغة االجنليزية هي إحييدى مسيات العوملة. ومين هنا تنبثق أهمية تعلم وتدريس اللغة االجنليزية يف معظم أحنيياء اليعيامل. ووفقا لكريستال )Crystal( فاللغة االجنليزية تدرس بأكثر من مائة دولة يف العامل كلغة أجنبية مثل الصني روسيا أملانيا اسبانيا مصر الربازيل وغرها. يفرض الواقع اللغوي اجلديد سلطان اللغة اإلجنليزية على كل من يريد االخنراط بالعامل والتطورات العاملية وله بدون أدنى شك إسقاطات على اللغة العربية عموما وعلى العربية يف إسرائيل على وجه اخلصوص. ال شك أن هنالك صلة وثيقة بني اهليمنة اللغوية والقوة الثقافية التكنولوجية واالقتصادية. فاللغة تصبح عاملية بقوة ناطقيها وخباصة القوة العسكرية والقوة السياسية. يقول معارضو العوملة إن اللغة اإلجنليزية هي لغة قاتلة وتنتشر كالوباء الثقايف واحلضاري يف أحنياء العامل حاذفة األصيييوات املميزة واهل ييوي ييات احليضياريية. اللغة ليست مرد وسيلة لالتصال بني األفراد واجلماعات فأهميتها تفوق هذا بكثر. فاللغة جتس د اهل وي ة الشخصية والثقافية. لذلك دراسة االجنليزية وممارستها تعين دراسة احلضارة والثقافة والفكر الغربي الذي حتما يؤثر على املتمعات اليت تتداوهلا. ال شك أن ه أصبح لإلجنليزية حضور واستعمال أوسع يف العامل العربي. يف ذات الوقت نرى ازدهيار الفضائيات واليت تستعمل الكثر منها فقط اللهجة امللية ونرى أيضا قنوات فضائية عربية وروادها باملاليني تستعمل العربية الفصحى... )2(. - 6 تطور اللغة العربية نقرأ يف كتاب )حياتي( ألمحد أمني على لسان أستاذه املصري )علي بك فييوزي( عند زيارته له يف سنة 1928 م بأسطمبول الكلمات التالية:"ال أمل يف إصالح مصر مادام هناك لغة للعلم ولغة للكالم فإما أن ترقى لغة الكالم وإما أن تنحط لغة العلم حتى تتحدا وحينئذ فقط يكون التفكر الصحيح واللغة اليت تستمد روحها من احلياة الواقعية )3( وأهمية هذا الكالم تكمن يف أنه صادر عن شخصية علمية يكفى أن يقال عنها إن أمحد 41 األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية. ب/ قسم اآلداب والفلسفة. العدد 13 -جانفي. 2015 ص. 43-38
أ.جعرير حممد أمني تتلمذ هلا وأنه قيل يف فرتة مبكرة كان فيها التفكر يف تطوير اللغة العربية حمدودا للغاية. ومما يزيد يف أهمية هذا الكالم أنه يربط بني مسألتني اثنتني كانتا يف ذلك العصر يف غاية األهمية وهيي إصيالح أحييوال مصر يف العقد الثالث من القرن العشرين وبعد مضي ست سنوات على استقالهلا والدعوة إىل التوحيد بني لغة العلم ولغة الكالم. وإن كانت لغة العلم حتتفظ دائما مبسافة بينها وبني لغة احلياة العامة. ولكن املعنى املقصود هنا هو تيسر اللغة العربية وتطويرها حبيث تقرتب من اللغة املتداولة يف املتمع حتى تواكب اللغة تطور احلياة ومتغرات العصر. وهذا الربط بني إصالح أحوال املتمع وبني تطوير اللغة يف تلك املرحلة املبكرة من عشرينيات القرن املاضي يثبت لنا أن الوعي بضرورة مواجهة التحديات اليت حتاصر اللغة العربية ليس وليد اليوم يف عصر العوملة وأن إصالح اللغة هو جزء ال يتجزأ من إصالح املتمع وأن اللغة تعرب عن حال املتمع وأن املتمع هيو الييذي يطور اللغة وجييددهيا وجيعلها حتيا وتساير املتغر ات. إن تطوير اللغة هو االرتقاء بها لتكون يف مستوى تطور الفكر واحلييياة واملتمع حبيث تصر اللغة منتجة وال تظل لغة مستهلكة وحني تنتج اللغة تصبح دافعا للتقدم يف امليادين مجيعا ويف هييذه احليالية تتخطى احليواجيز اليييت متنعها من االندماج يف العوملة. اللغة ليست ظاهرة اجتماعية فحسب ولكنها مرآة تعكس درجية الوعي احلضاري لدى متحدثيها. وتعترب كذلك أداة تعبرية طي عة حية تبلغ ذروتها حني يعمد الناطقون بها إىل التماس اجلمال الفين يف تعبرهم بها ويف التألق يف انتقاء ألفاظها عيرب نظامها اليصيوتيي واليرتكييييب مميا جيعل من تعابرهم لوحات فنية من النسوج الكالمية تيروق سامعها وتبهر قارئها )4(. ولكن تطوير اللغة هو جزء ال يتجزأ من تطوير املتمع الناطق بها من النواحي كافة وليس من الناحية الثقافية فحسب. وإذا كان هذا التطوير قضية ترتبط بنمو القدرات الذاتية على التغير اإلجيابي يف مستويات احلياة العامة فإن اللغة لن تكون يف املستوى الرقي من التألق واالزدهييار والقوة والقدرة على مسايرة ركب التقدم يف مجيع امليادين ما مل تتوافر اإلرادة اجلماعية لإلصالح الذي يبدأ من التطوير والتحديث. 7 -مستقبل اللغة العربية يف ظل حتديات العوملة إن القضايا اليت تواجهها اللغة العربية يف العصر احلديث هي قضايا طارئة تفرضها متطلبات العصر من ناحية وقرون الرتاجع احلضاري اليت مرت بها أمتنا يف مسارها التارخيي من ناحية أخرى وليست قضايا لغة تواجه استيعاب ما وصلت إليه املعارف اإلنسانية يف أول جتربة هلا فقد اجتازت العربية هذه التجربة يف تارخيها الطويل عندما كانت اللغة األوىل للعلم والفكر يف العامل أمجع ولعدة قرون. فكما للغات األمم قضاياها فإن للغة العربية قضاياها أيضا وليست متفردة بذلك من دون اللغات بل رمبا كانت قضاياها أقل عسرا للمعاجلة إذا ما صدقت النوايا وتوافرت اإلرادة يف خدمة العربية وإمناء االعتزاز بها واإلميان بقدراتها ووضع لغة القرآن الكريم واحلديث النبوي الشريف يف مكانة الشرف واالحرتام الذي تستحقه )5(. وتواجه لغتنا العربية قضايا مهمة يف هذا العصر الذي يتصف بتفج ر املعرفة يف مجيع ماالتها ويتمي ز بهذا التسارع الضخم يف تطور العلوم على األرض ويف الفضاء اخلارجي وإن هذه القضايا تتعلق بتيسر تعليم العربية وال متس إطالقا إعرابها وصرف ها ونظم تراكيبها ألن هذه من الثوابت اليت بدونها تفقد اللغة مقومتها األصيلة. فالعربية ثابتة من حيث نطقها وحنوها وصرفها ولكنها نامية من حيث أساليبها ومفرداتها ودالالت ألفاظها. وهذه هي اخلصائص اليت تنفرد بها العربية من بني مجيع اللغات يف العامل )6(. يقول عبد الل الطيب: "البد من العمل على إعادة اللغة العربية إىل بعض ميا كييان هليا مين مكانة يف حفظ الثقافة والعزة القومية واملعارف اإلسالمية من إعادة النظر يف أمر تعليمها تعليما صحيحا ييسر بغرض التفهيم ال بغرض جتاوز العزائم إىل الرخص والرخص إىل اللحن واللحن إىل الع ج مة وشبه الع ج مة. وال يكون التعريب احلق باستخدام ألفاظ أعجمية ومجيل أعجمية ونصوص أعجمية حروف ها وبعض نطقها وتركيبها كأنه عربي إمنا يكون التعريب احلق بأداء عربي الروح عربي األسلوب مبني" )7(. وبذلك نرتقي باللغة العربية إىل املستوى الذي تتمكن فيه من التعامل اإلجيابي مع حتديات العوملة يف احلاضر ويف املستقبل. - 8 لغة العلم والتقانة ال يعقل أن خنوض ماالت العلم احلديث ونواكب تقاناته وتبقى لغتنا غريبة عن أجييواء العلم وديناميكي ته وتقنياته وإبداعه. لقد آن أن تصبح اللغة العلمية جزء من حياتنا اليومي ة يف املدرسة والبيت واملصنع وأن تغدو الثقافة العلمية جزء من ثقافة الصانع والطالب واملعلم والصحايف واألديييب وصاحب االختصاص الفين )8(. وال ريب أن مستقبل اللغة العربية يرتبط باستخدامها املتزايد واجلاد يف شبكات املعلومات العاملية. وهذا األمر يتطلب جهودا كثرة على املستوى اللغوي وعلى مستوى تقانات املعلومات حتى جند املؤسسات العربية تتعامل باللغة العربية. وهذا أحد حتديات املستقبل القريب لتكون العربية مع اللغات العاملية الكربى بوصفها وسيلة لنقل املعلومات بالتقانات املتقدمة )9(. وهذا يتطلب أن تصبح اللغة العربية لغة منتجة للعلم لتتبوأ املكانة الرفيعة بني لغات العامل. وييوم أن كانت العربية يف عصور ازدهار احلضارة اإلسالمية لغة للعلم مبدلوله الدقيق الشامل ارتقت إىل الييذروة وحيازت قصب السبق بني اللغات العاملية حتى صار طالب العلم من أي ملة أو عرق كان يتخذ من العربية وسيلة الكتساب العلوم واإلحاطة بها والتبحر فيها. إن اليتيفياعيل بييني اليعيليم واليتيقيانية وبييني اليعينياصير الثقافية والتعليمية واحلضارية واالجتماعية هو تفاعل قائم وملموس 42 األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية. ب/ قسم اآلداب والفلسفة. العدد 13 -جانفي. 2015 ص. 43-38
Powered by TCPDF (www.tcpdf.org) كما أن ارتباط سياسة العلم والتقانة بالسياسة الثقافية هو بيدوره ارتباط وثيق وملموس. وهذا ما ينفي اليدور احليادي للعلم والتقانة ألن املعرفة العلمية والتقانية للبنية الطبيعية واإلنسان واملتمع تساعد على بلوغ األهداف الوطنية املددة داخل خطط التنمية الوطنية )10(. ولذلك تتفاعل اللغة العربية والتقانة والتنمية والعناصر الثقافية لألمة. وخنلص من ذليك إىل التأكيد على حتمية استعمال اللغة العربية كأداة لتبليغ التقانة لتأمني مستقبل لغتنا ولتأهيلها لتتبوأ املكانة الالئقة بها بني اللغات احلية. وينبغي أن ال نغفل حقيقة أخرى ستساعد والشك اللغة العربية على احتالل هذه املكانة يف املستقبل وهذه احلقيقة تتجلى يف كون اللغة العربية يف حاجة إىل مسايرة العصر حتى تعرب عين فكر عصري وتساهم يف خلق هذا الفكر العصري. وعلى هذا األساس فنحن مدعوون إىل تذليل كل الصعوبات اليت تقف يف طريق اللغة العربية سواء أكانت صعوبات جوهرية ي تغل ب عليها بإعادة النظر يف قواعدها أم صعوبات أساسا متعلقة بتطوير الكتابة والشكل والطباعة )11(. يرتكز العلم على اللغة كوسيلة اتصال وإننا نوس ع اللغة إذ نوس ع املعرفة العلمية )12( ولغة العلم هي لغة تواصل كما أنها أداة تصو ر العامل أيضا وتعطي الصورة العلمية للعامل. ومن ثم فإن اتساع اللغة رهن باتساع النشاط املعريف العلمي يف املتمع بعامة هيذا وإال ظلت لغة العلم كما يقول الباحث شوقي جالل نوعا من امليتافيزيقا بالنسبة للمجتمع )13(. ومم ا الشك فيه أن ازدهار اللغة العربية يف هذا العصر ويف كل العصور مرهون بازدهار العلوم والتقانة حتى تصبح العربية لغة البحث العلمي يف هذه احلقول مجيعا. فاللغة تنمو وتتطور وتزدهر بنمو األمة اليت تنتمي إليها والناطقة بها وبتطورها وبازدهارها. خامتة إن تأهيل اللغة العربية ملواكبة حتديات العوملة جيب أن يقوم على: - التعامل مع اللغة على أساس أنها كائن حي قابل للتطور وفق ما يقرره أبناء اللغة أي أن تطور اللغة يأتي من إرادة الناطقني بها ويصدر عنهم فهم أصحاب املصلحة يف هذا التطوير. - إحكام العالقة بني عملية تطوير اللغة وإصالحها وحتسينها وجتديدها وبيني املتغرات الييت تعيشها املتمعات العربية حبيث تكون عملية التطوير استجابة لتطور املتمع ونابعة من واقعه املعيش. - االنفتاح على املستجدات يف العامل خاصة يف ماالت العلوم واليتيقيانية واملعلوميات وعيليم اللغة احليدييث بكل تفريعاته واحلقول البحثية املرتبطة به والسعي إىل االقتباس والنقل واالستفادة الواسعة من نتائج هذه العلوم مجيعا يف اغناء اللغة العربية وربطها حبركة الفكر اإلنساني. فالل غة هي أهم الروابط املعنوية اليت تربط الفرد بغره ألن ها واسطة التفاهم بني الناس وآلة التفكر عند الفرد وواسطة نقل األفكار واملكتسبات من اآلباء إىل األبناء ومن األسالف إىل اللغة العربية وحتديات العوملة األخالف. وإذا كانت األمة اليت تنسى تارخيها تكون قد فقدت شعورها وأصبحت يف حالة سبات تستطيع أن تستعيد وعيها بالعودة إىل تارخيها فإن األمة إذا فقدت لغتها تكون عندئذ قد فقدت احلياة )14(. وال مستقبل ألمة فرطت يف لغتها وليس يف املستطاع مواجهة حتديات العوملة بلغة ال تتوافر هلا شروط املواجهة. اهلوامش 1- حبث ألقي يف الدورة 74 ملؤمتر ممع اللغة العربية بالقاهرة يوم 28 أفريل 2008 م ص - 75.61 2- جالل أمني ملة املستقبل العربي العدد 228 صفحة 23 فرباير 1998 م بروت. 3- أمحد أمني حياتي ص 81 دار الكتاب العربي بروت 1972 م. 4- عبد امللك مرتاض التعد دية اللغوية فخ جديد لتمزيق اهلوية الوطنية ملة العربي العدد 500 ص 27 أكتوبر 2000 م الكويت. 5- عبد الكريم خليفة العربية لغة البحث العلمي والتعليم اجلامعي على مدرج القرن الواحد والعشرين ضمن كتاب )قضايا استعمال اللغة العربية يف املييغييرب( ص 363 مطبوعات أكادميية اململكة املغربية الرباط 1993 م. 6- املصدر السابق ص 264. 7- عبد الل الطيب مشكلة األداء يف اللغة العربية )ملة ممع اللغة العربية بدمشق( امللد 73 اجلزء 3 ص 537 يوليو 1998. 8- أمحد شفيق اخلطيب منهجية بناء املصطلحات ملة )اللسان العربي( العدد 52 اجلزء 3 ص 537 الرباط يوليو 1998 م. )11( حممود فهمي حجازي اللغة العربية يف القرن احلادي والعشرين )ملة ممع اللغة العربية بدمشق( امللد 73 اجلزء 3 يوليو 1998 م. 9- محزة الكتاني احلرف العربي أداة تبليغ التكنولوجيا ضمن كتاب )احلييرف العربي والتكنولوجيا( ص 94 مطبوعات أكادميية اململكة املغربية الرباط 1988 م. 10- املصدر نفسه ص 98. 11- خالد األشهب إنشاء قاعدة معارف مفهومية : مال النباتات الطبية ضمن كتاب )املعاجلة اآللية للغة العربية( ص 7 مطبوعات معهد الدراسات واألحباث للتعريب )جامعة حممد اخلامس( الرباط 2006 م. 12- فرنر هايزنيربج )عامل الفيزياء( الفيزياء والفلسفة ترمجة أمحد مستجر املكتبة األكادميية ص 119 القاهرة 1993 م. 13- شوقي جالل أزمة ترمجة املصطلح : كيف يكتسب بعده االجتماعي ملة العربي عدد 475 ص 120 الكويت يوليو 1998 م. 14- عبد العزيز اليدوري ملة )املستقبل العربي( العدد 244 ص 78 بروت يونيو 1999 م. 43 األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية. ب/ قسم اآلداب والفلسفة. العدد 13 -جانفي. 2015 ص. 43-38