مجلة الم خ ب ر أبحاث في اللغة واألدب الج ازئري جامعة بسكرة. الج ازئر ف ارئد األسماء الفذ ة في القرآن الكريم ( سورة مريم( نموذجا الملخص الدكتور: السيد

النسخ

1 مجلة الم خ ب ر أبحاث في اللغة واألدب الج ازئري جامعة بسكرة. الج ازئر ف ارئد األسماء الفذ ة في القرآن الكريم ( سورة مريم( نموذجا الملخص الدكتور: السيد محمد سالم سالم العوضي قسم اللغة العربية كلية اللغات جامعة المدينة العالمية- ماليزيا- Abstract : This research comes to represent one of those cycles of efforts exerted through the history to explain the miracle of the Holy Quran, to establish the secret of Tafarrud(only one of its kind)of some words of the Holy Quran that have not been repeated in the whole of the Holy Quran. The roots of such words have not also been repeated in any other context; for this reason the present study is confined to Faraid of (the namesin surat mariam.(the present research follows the integrated method. contribute something new to the studies of the Holy Quran, the Holiest book as well as to enrich its linguistic aspect. يأتي هذا البحث حلقة من الحلقات ول ب نة من اللبنات التي تكشف وت ث ب ت سر تفرد كلمات وألفاظ القرآن الكريم عامة والف ارئد منها بصفة خاصة والتي جاءت على نحو غير مسبوق ون ظ مت بطريق غير مكرر بين ثنايا آي القرآن الكريم فتميزت بطريقة تركيبها وتخصصت بنظم حروفها وتفردت في سياقها واتسقت بروعة عرضها في نظام لغوي محكم من لدن حكيم خبير وليكون البحث محددا اقتصر فقط من هذه الف ارئد على بعض ف ارئد األسماء ولذا سيأتي ج ل عملي-بإذن هللا- في هذا البحث متمثال في اآلتي:الق ارءة المتأملة الناصعة في الفريدة القرآنية على اختالف اشتقاقاتها من خالل هيكلها التركيبي وبنيتها الصرفية ووقع أصوات حروفها وما تشعه من ظالل داللية على النص والذي ال يتأتى لغيرها من الم اردفات المشابهة أو القريبة منها والتي تحمل نفس المعنى الداللي ثم الربط بين كل هذا محاوال الوصول إلى معرفة سرها البالغي واعجازها البياني ولماذا لم تغن غيرها مكانها وأخي ار العلة في عدم سردها وتك اررها هي هي!في مقام آخر مشابه ومثيل لنفس مقامها. مستعينا بالمنهج التكاملي. مجلة الم خ ب ر- العدد الثاني عشر

2 ف ارئد األسماء الفذ ة في القرآن الكريم) سورة مريم( نموذجا د/ السيد محمد سالم سالم العوضي مقدمة البحث: الحمد هلل الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا.فكان اآلية البينة والمعجزة الظاهرة والداللة القاطعة على صدق الوحي وعظمة الموح ي. والصالة والسالم على رسوله األمين ونبيه العظيم الذي أدى األمانة وبلغ الرسالة ونصح األمة فكان حجة هللا على الخلق ورضوان هللا على الصحب الك ارم واألئمة األعالم الذين بذلوا وضحوا من أجل أن ينقلوا إلينا هذا الدين أداء لألمانة ووفاء للعهد لننقله نحن لمن يأتي و ارءنا من األجيال وهكذا تستمر الحياة والرسالة وي حفظ الشرع إلى أن يقضي هللا أم ار كان مفعوال وبعد: فإن لألسلوب القرآني رونقا وجماال لن تلمسه في غيره من الكتب السماوية السابقة وال حتى في نتاج فحول األدباء والشع ارء الذين اشتهروا بتملك زمام اللغة والتمكن والتصرف في أساليبها ألن القرآن من أوله إلى آخره يبقى جاريا على نظام ثابت من السمو في جمال اللفظ ودقة الصياغة وروعة التعبير وعمق المعنى رغم تنقله بين موضوعات مختلفة وقضايا متنوعة ومواقف متباينة من القصص والتشريعات والمواعظ والحجج إضافة إلى ذلك ما اتسمت به اللفظة القرآنية من اتساقها الكامل مع المعنى وجمال وقعها في السمع واتساع داللتها ومعانيها لما ال تتسع له - عادة - دالالت الكلمات اآلخرى من المعاني والكلمات. وتلك حقيقة ال م ارء فيها وال جدال حولها حتى حار في نظمه - والى اآلن - فحول علماء العربية والبيان. ولهذا أقبل المسلمون على القرآن الكريم بشغف منذ صدر اإلسالم يتدبرون آياته ويتفهمون معانيه التي تحتويها ألفاظه فحفظوه عن ظهر قلب وجمعوه في مصحف واحد وعكف العلماء على تبيان معاني غريب مفرداته ووضعوا فهارس ومعاجم أللفاظه وكتبوا في تفسيره وبالغته واعجازه.والت ازل مسيرة التأليف والبحث في هذا المجال مستمرة حتى أيامنا هذه ألن كلمات هللا - تعالى - ال تنفد معانيها وسيظل اإلنسان يجد في آياته معينا ال ينضب لبحثه وفكره وعقله وحياته. ويكاد ي جم ع العلماء على أنه لم ينل كتاب في الدنيا د ارسات فيه وحوله مثلما نال القرآن الكريم بيد أنه رغم استبحار ووفرة الد ارسات القرآنية إال أن القرآن ال ي ازل يستنهض الباحثين لمزيد من البحث في آفاقه الممتدة التي ال تتوقف عند نهاية (ق ل ل و ك ان ال ب ح ر م د اد ا مجلة الم خ ب ر- العدد الثاني عشر

3 مجلة الم خ ب ر أبحاث في اللغة واألدب الج ازئري جامعة بسكرة. الج ازئر )1( و ل و ج ئ ن ا ب م ث ل ه م د د ا ( وألن القرآن هو ل ك ل م ات ر ب ي ل ن ف د ال ب ح ر ق ب ل أ ن ت ن ف د ك ل م ات ر ب ي خاتم الكتب السماوية إلى يوم الدين إذن ستظل معج ازته باقية ببقائه ال تنفد عجائبه وال تنقضي غ ارئبه. ومن هنا فالقرآن ازخر بالمعج ازت المتنوعة والمتعددة ومهما أ عطي البشر جميعا بالغة في الخطاب وقوة في البيان وفصاحة في التعبير لن يأتوا بمثل ما جاء فيه ولو اجتمعوا ) ق ل ل ئ ن اج ت م ع ت اإل نس و ال ج ن ع ل ى أ ن ي أ ت وا ب م ث ل ه ذ ا ال ق ر آن ال ي أ ت ون ب م ث ل ه )2( ا ظ ه ير (. ل و ك ان ب ع ض ه م ل ب ع ض و وأخص بالذكر منها ما يتعلق باإلعجاز البالغي واللغوي والذي يستحق أن نقف عنده مبج لين ومسبحين بحمد بانيه وباريه. ليظل شاهدا ثابتا على وحدانية هللا -سبحانه وتعالى.وسيقف هذا البحث مع بعض ألفاظ القرآن الكريم التي لم تتكرر في القرآن كله حتى إن جذرها لم يتكرر في أي سياق آخر في القرآن كله ل ي ث ب ت سر تفردها والتي س م يت ب)الف ارئد(. منهج البحث: ومنهجي في هذا البحث هو المنهج التكاملي الذي يمزج بين المنهج التاريخي الذي يتتبع الظاهرة في أصل نشأتها وأول من أطلقها واستعملها مرو ار بها عبر األزمنة إلى ما استقرت عليه اآلن والمنهج التحليلي اللغوي والذي يفيد في تحليل الكلمات لغويا إلد ارك المعنى ثم المنهج الوصفي الذي يرصد خصائص الظاهرة ومالمحها ثم بيان هذا التفرد وآثاره البالغية وقيمته الجمالية وسره البياني الذي يعتبر عمال فنيا خالصا ينطوي تحت المنهج الفني. * مشكلة البحث: ولقد تمثلت مشكالت هذا البحث فيما يأتي: 1- ماهية الف ارئد القرآنية التي وردت في القرآن الكريم بشكلعام وف ارئد بعض األسماء بشكل خاص. 2- مكانة الف ارئد القرآنية عند النقاد والبالغيين وأهميتها والى أي مدى تمت د ارستها من ق ب ل العلماء حتى اآلن. مجلة الم خ ب ر- العدد الثاني عشر

4 ف ارئد األسماء الفذ ة في القرآن الكريم) سورة مريم( نموذجا -3 د/ السيد محمد سالم سالم العوضي كيفية د ارسة هذه الف ارئد القرآنية من منظور لغوي بالغي سياقي من أجل إثبات تفردها في سياقها وأسباب هذا التفرد واظهار إعجاز القرآن في تناوله لمثل هذه الكلمات. -4 مكانها. -5 القرآنية. العلة في عدم تك اررها في سياق مشابه لسياقها أو ذكر م اردف لها في النكات البالغية واألس ارر البيانية التي يمكن الكشف عنها من خالل الف ارئد أسئلة البحث: أهداف البحث: ما تعريف الف ارئد لغة واصطالحا هل ورد ذكر للف ارئد عند النقاد والبالغيين والد ارسات التي تناولت بالغة القرآن كيف تناول النقاد والبالغيون الف ارئد من خالل مؤلفاتهم وهل هناك فرق بين ما ذكروه وبين ما جاء عند من تناولها حديثا كيف تسهم در اسة الف ارئد في الد ارسات البالغية الحديثة المتعلقة بالقرآن الكريم هل هناك حاجة إلى تحليلها وتفسيرها والوقوف على أس اررها والى أي مدى يسهم هذا في فهم القرآن فهما صحيحا ما مدى حاجة السياق القرآني إلى مثل هذه الف ارئد وهل يغني غيرها غناءها في هذا الموقع 7- هل اتسقت الفريدة مع سياقها ومقامها 1- التعريف بالف ارئد لغة واصطالحا. 2- الوقوف على ما إذا ورد ذكر لمصطلح الف ارئد عند النقاد والبالغيين وكذلك عند الد ارسات التي تعرضت لبالغة القرآن الكريم. مجلة الم خ ب ر- العدد الثاني عشر

5 -3 مجلة الم خ ب ر أبحاث في اللغة واألدب الج ازئري جامعة بسكرة. الج ازئر معرفة الكيفية التي تناول بها النقاد لبالغة القرآن. -4 والبالغيون الف ارئد وكذا الد ارسات التي تعرضت تقديم نموذج لتحليل شامل لبعض ألفاظ القرآن ليكون نب ارسا ومعينا لتحليل آخر يشمل بقية ألفاظه بطريقة أكثر عمقا وأحسن عرضا وأشمل نفعا. 5- التعريف بهذه الكلمات ولفت النظر إليها من الوجهة البالغية يساعد الدارسين والباحثين -6 في تقديم بحوث جديدة تتناولها من جوانب آخرى أو إضافة الجديد حولها. إثبات حاجة السياق لمثل هذه الف ارئد وليس لغيرها لتنسجم وتتناغم تماما مع ما قبلها وما بعدها التي ال يغني غيرها مكانها وإلثبات شدة كمال اتساقها وتناسبها في موقعها. 7- د ارسة كل فريدة قرآنية لغويا وصرفيا وصوتيا وما يترجح لها من المعاني التي يقتضيها السياق القرآني ثم إظهار دورها في السياق لمعرفة سرها البالغي واثبات ما لها من خصوصية وتفرد ومكن ها هي وليس غيرها من التصدر في هذا المقام خاصة وبجدارة. * أهمية البحث: تكمن أهمية هذا الموضوع في جوانب مختلفة منها: * إن مما يزيد على ربع هذه األلفاظ وتلك الكلمات ال تكاد تستخدم في كالم الناس وحتى في كتابات المثقفين بل إن نسبة كبيرة منها هي ألفاظ غير مستخدمة ومجهولة المعنى حتى لدى المتخصصين في اللغة وتكمن أهمية الموضوع في أنه يساعد في التعريف بهذه الكلمات كخطوة أ ولى نحو تعميم المعرفة بها وباستخدامها وهي- خطوة مهمة لتيسير فهم القرآن ومعايشته بطريقة مغايرة لما هي عليه اآلن. - فيما أرى * إثبات واظهار روعة البيان القرآني والتعبير الحق البليغ عن أدق التفاصيل بأقل عدد من الكلمات بل من الحروف في نظام محكم بديع دون أن ي خ ل بالسياق في جرس موسيقي يأخذ باأللباب. * إن معرفة اإلعجاز القرآني واد ارك عظمة الكالم الرباني من أهم المعارف وأشرفها ومن أجل العلوم وأعظمها فمن نظر في إعجاز هذا الكتاب المبين وضحت عنده أهميته وفضله وقديما قالوا: ( شرف العلم يتعلق بشرف المعلوم ) والمعلوم هنا هو كتاب هللا - - تعالى وكالمه ووحيه وبيانه الذي ال يأتيه الباطل من بين يديه وال من خلفه وهو الذي لم يسمع بمثله بشر. فإظهار اإلعجاز في هذا الكتاب وبيان العظمة في مبانيه مجلة الم خ ب ر- العدد الثاني عشر

6 ف ارئد األسماء الفذ ة في القرآن الكريم) سورة مريم( نموذجا د/ السيد محمد سالم سالم العوضي ومعانيه من األمور الواجبة والمهام ال ارئدة في كل زمان وفي هذا الزمان خاصة ألمور منها: - الحاجة الماسة إلى إظهار هذا اإلعجاز للمسلمين وبيانه حتى يخضعوا ألحكامه وينافحوا عن حدوده ويرغبوا فيه كما رغب أسالفهم. إن إظهار إعجاز القرآن وبيان أنه - قطعا - كالم هللا سبب عظيم من أسباب هداية الكافرين وجذبهم لهذا الدين واألمثلة على هذا - في عالمنا اليوم - كثيرة خاصة في - مجاالت اإلعجاز العلمي والتشريعي. - وان إظهار إعجاز القرآن كذلك مهم وضروري جدا للذين سقطوا ضحية للفكر الغربي - الوافد من بني جلدتنا الذين رد وا ما جاء به القرآن من ش ارئع وحدود تحت دعاوى ازئفة ال حصر لها فما أن يلمسوا هذا اإلعجاز ي ع ظ م به يقينهم ويقوى به إيمانهم وبالتالي تصفو نفوسهم من تلك الشبهات وترق أفئدتهم ويعودوا إلى صوابهم. هناك في األمة بقية تمسكت بلغتها واط لعت على أس ارر بالغتها وعلمت فضلها وأهميتها يسرها االط الع على مثل هذه البحوث اللغوية والبيانية وي ث ل ج صدرها كل بحث يكشف عن عظمة القرآن وسمو إعجازه وهؤالء بدورهم ينقلون إلى الناس ما استشعروه من جالل البيان القرآني تأليفا وحديثا ومحاضرة وتدريسا فيشيع في الناس علمهم وينتفعون بآثارهم كما أرينا من بعض الدعاة المعاصرين اآلن. * والف ارئد باعتبارها تمثل ظاهرة واضحة في التعبير القرآني بحاجة إلى د ارستها بشكل واف في بحث مستقل إذ لم تحظ من الدارسين قديما إال ببعض التعريفات المتواترة مع بعض الشواهد من القرآن والنثر والشعر ولم يتطرق بحثهم فيها إلى وجودها كظاهرة في األسلوب القرآني. وفيما يتعلق بالدارسات لها حديثا سيتم التعرض لها في مكانها من هذا البحث. ولكن جاءت د ارستهم لها إما لغوية أوجزئية أومعجمية أوبالغية دون الوقوف على أس اررها وأسباب تفردها في سياقها أو االقتصار فقط على عدد منها دون التعرض لها كلها إضافة إلى نظرة بعض المتأخرين من البالغيين إليها على أنها من الفنون العرضية التي تجلب إلظهار االقتدار والتمكن والفصاحة ال البالغة. ومع هذا فكلها د ارسات لها وزنها وثقلها بل كانت نب ارسا لهذا البحث وتم االستفادة منها بشكل كبير. مجلة الم خ ب ر- العدد الثاني عشر

7 مجلة الم خ ب ر أبحاث في اللغة واألدب الج ازئري جامعة بسكرة. الج ازئر ومن هنا يعتقد الباحث أن د ارستها على نحو متكامل )لغويا : أي من جهة معناها وما ذكرته المعاجم عنها - وصرفيا : أي من جهة اشتقاقاتها وفي أي قالب جاءت وعلى أي بنية تركيبية ش ك لت - وصوتيا : أي من جهة صفات حروفها من شدة ورخاوة ولين وقوة وجهر وهمس وعلو واستفال وتفخيم وترقيق وهل تناسبت وتناغمت أصوات حروف هذه الفريدة مع ما دل ت عليه من معنى واتسقت مع الجو العام لآلية التي وردت فيها وبالغيا : أي من جهة ما تنطوي عليه الفريدة من نكات بالغية ولمسات بيانية وأس ارر ولطائف فنية (يعتبر أم ار ضروريا يؤكد به إعجاز القرآن البياني والبالغي عن طريق التعبير بهذه الف ارئد بين طيات سوره وآياته مع اختالف المقامات والسياقات التي وردت فيها. إج ارءات البحث: * أوال : تناول معاني هذا مصطلح الف ارئد بالشرح والتعريف لتقريب معناها للق ارء وتوضيحه لهم. * ثانيا : تناول مصطلح الف ارئد في الت ارث النقدي والبالغي للوقوف على كيفية تناول القدماء لها وعلى كيفية تصنيفها لهم وطريقة تعاملهم معها. مرو ار بها عبر األزمنة والقرون التاريخية المختلفة وصوال بها إلى ما استقرت عليه عند المحدثين. *ثالثا : الد ارسة المتأملة في الفريدة القرآنية على اختالف اشتقاقاتها من خالل هيكلها التركيبي وبنيتها الصرفية ووقع أصوات حروفها وما تشعه من ظالل داللية على النص والذي ال يتأتى لغيرها من الم اردفات المشابهة أو القريبة منها والتي تحمل نفس المعنى الداللي. * اربعا : النظر الدقيق المتمعن في معرض اآلية وجوها التي سيقت فيه وما أضافته هذه الفريدة من روابط سياقية وتعلقات قوية بين ما قبلها وما بعدها بحيث ال يغني غيرها مكانها. *خامسا : الربط بين كل هذا وذاك محاوال الوصول إلى معرفة سرها البالغي واعجازها البياني ولماذا لم يغن غيرها مكانها وأخي ار العلة في عدم سردها وتك اررها هي هي في مقام آخر مشابه ومثيل لنفس مقامها. المبحث األول: تعريف الف ارئد لغة واصطالحا قبل الشروع فى هذا البحث يحسن إلقاء الضوء على عنوانه حتى تتضح صورته فالف ارئد فى اللغة : جمع فريد وفريدة. والفريد هو : الفرد الذي ال نظير له وهو أيضا الدر إذا نظم وفصل بغيره والفريدة: الشذر الذي يفصل بين اللؤلؤ والذهب فى العقد وهى أيضا : الجوهرة مجلة الم خ ب ر- العدد الثاني عشر

8 ف ارئد األسماء الفذ ة في القرآن الكريم) سورة مريم( نموذجا د/ السيد محمد سالم سالم العوضي النفيسة ويقال: استفرد الغواص هذه الدرة : أى لم يجد معها أخرى وتقول: فالن يفصل كالمه تفصيل الفريد وهو الدر الذي يفصل بين الذهب فى القالدة المفصلة فالدر فيها فريد 3 والذهب مفر د. ومن المعنى اللغوى للف ارئد نستخلص أنها: الشيء النفيس الذي ال نظير له سواء أكان ماديا كالذهب والدر أو معنويا كالكالم الفريد المفصل. وهذا المعنى اللغوى ال يبعد كثي ار عن المعنى االصطالحي للف ارئد كما وردت فى كتب 4 البالغة واألدب والنقد. ونلحظ تعريفها ) 585 االصطالحي عند أول من أورد مصطلح الف ارئد ابن أبى اإلصبع المصرى ه( فى كتابه )تحرير التحبير( تحت عنوان ( باب الف ارئد( وذكر أن هذا الباب مختص بالفصاحة وحدد المصطلح بأنه ( إتيان المتكلم بلفظة تتنزل من كالمه منزلة الفريدة من حب العقد تدل على عظم فصاحته وقوة عارضته وشدة عربيته حتى إن هذه اللفظة لو سقطت من الكالم لعز على الفصحاء غ ارمتها ) أى خس ارنها وفقدانها.. ثم استشهد على ذلك بف ارئد من شعر أبى نواس وأبى تمام والبحترى فمن ذلك قول أبى نواس : 6 أ ب الدمع أن ي ك فا وقد أشر ت و د ع ن ا وكأن س ع دى إذ ويعلق ابن أبى اإلصبع على ذلك بقوله:" إن لفظة أش أرب من الف ارئد التى ال نظير لها فى فصيح الكالم وال يقع مثلها إال على سبيل الندور". ثم استشهد من القرآن بآيات كثيرة مصد ار لذلك بأن ما جاء فى الكتاب العزيز من ذلك غ ارئب يعز حصرها. ومما استشهد به لفظ )خائنة( من قوله تعالى يعلم خائنةاألعين وما تخفى الصدور )غافر: 19 ( معلقا عليها بقوله:)وهذه الفريدة فى هذه اآلية أعجب من كل ما تقدم فإن لفظة)خائنة(سهلة مستعمله كثيرة الجريان على ألسن الناس لكن على انف اردها فلما أضيفت إلى األعين حصل لها من غ اربة التركيب ما جعل لها فى النفوس هذا الموقع العظيم بحيث ال يستطاع اإلتيان بمثلها وال يكاد يقع فى شئ من فصيح الكالم شبهها وقد استمر ابن أبى األصبع على هذا النهج وهو يستشهد بقول الرسول-صلى هللا عليه وسلم-:)إذا ذكر الصالحون فحى هال بعمر(فقد أشار إلى أن لفظة)حى هال(من الف ارئد العجيبة وفيها من الفصاحة ما يعجز عن مثله كل فصيح. مجلة الم خ ب ر- العدد الثاني عشر

9 مجلة الم خ ب ر أبحاث في اللغة واألدب الج ازئري جامعة بسكرة. الج ازئر اإلص ب ع هنا بنظرية النظم التى أرساها عبد القاهر الجرجانى الذى وال يخفى تأثر ابن أبى ينظر إلى الكلمة وحدها فال يجد لها أى مزية ثم ينظر إليها وهى فى النظم فيجدها قد اكتسبت اإلص ب ع تعميم الكالم واالحتكام إلى من البالغة والروعة حدا كبي ار.. ولكن يؤخذ على ابن أبى الذوق الشخصى دون بيان األس ارر البالغية التى أكسبت الكلمة تفردها وقيمتها.. وهذا ما حاولت فعله فى هذا البحث....إذن الف ارئد فى القرآن تعنى تلك الكلمات التى اكتسبت صفة الفردية بداية لكونها كلمات قرآنية انتظمت فى سلك النظم القرآنى البديع وتعلقت بما قبلها وما بعدها تعلقا قويا بحيث ال يغنى غيرها غناءها فى موضعها وبحيث لو سقطت لعز على الفصحاء غ ارمتها كما يقول ابن أبى األصبع ثم هى اكتسبت ثانيا صفة أخرى أكثر تخصيصا وتقييدا وهى كونها)فذة(أى متفردة لم ترد فى القرآن إال مرة واحدة ولم تتكرر فى أى سياق آخر رغم تشابه السياقات أحيانا. المبحث الثاني: الف ارئد في الت ارث النقدي والبالغي وكذا في هذا المبحث سنتتبع الف ارئد تاريخيا من خالل النقاد والبالغيين الذين تناولوها في كتبهم الد ارسات التي تعرضت لبالغة القرآن وأيضا من تناولها بمعناها ومدلولها المعروف اآلن وسط البالغيين علنا نصل من خالل هذا كله إلي ماهية الف ارئد عندهم وكيفية تناولهم لها وما الفرق بين ما طرحوه وما يطرحهالبحث اآلن في هذه الد ارسة وهل سنقدم رؤية جديدة من خالل هذا التناول -تختلف أو تتشابه مع رؤيتهم - الذي أحسب أنه سيحيط بها من خالل بنيتها وطريقة تركيبها وعالقتها بما قبلها وما بعدها من كلمات ثم من خالل سياقها وما تفيضه على الجملة من ظالل نفسية أو صوتية أو بيانية ثم أخي ار إظهار إعجازها البالغي. ويبقى أمر يجب التنبيه عليه وهو أننا سنتناول الناقد أو البالغي من خالل أشهر وأكبر كتاب له نحسب أنه جمع فيه خالصة خبرته وج ل آ ارئه ز بدة رصيده وعصارة عقله في مجال النقد والبالغة وال أعتقد أنه بسط كالما جديدا في تضاعيف ك ت ي ب ات ه األ خ ر وبالتالي ال يفوتنا شيء مما له عالقة بموضوعنا في هذا الكتاب أو ذاك. ولوكان هناك شيء من هذا لكان هو أحرص وأسرع الناس على إظهاره ونشره حتى ي كتب له فضل السبق فيه ولعلمنا اليقيني بشغفهم بالعلم وول ه ه م بالمعرفة وخاصة في موضوع كهذا أقصد الف ارئد الذي هو جديد في بابه فريد في مكانه. مجلة الم خ ب ر- العدد الثاني عشر

10 ف ارئد األسماء الفذ ة في القرآن الكريم) سورة مريم( نموذجا د/ السيد محمد سالم سالم العوضي أوال :الف ارئد عند النقاد و البالغيين: وقد استق أر الباحث الت ارث النقدي والبالغي للنقاد والبالغيين اآلتية أسماؤهم: 1- الجاحظ أبوعثمان عمرو بن بحر)ت 255 (:في كتابه "البيان والتبيين". 2- ثعلب أبو العباس أحمد بن يحيى الشيباني)ت 291 ه(:في كتابه "قواعد الشعر". 3- ابن المعتز عبد هللا بن محمد)ت 296 ه(:في كتابه"البديع". 4- قدامه بن جعفر)ت 337 ه(:في كتابه"نقد الشعر". 5- ابن طباطبا محمد بن أحمد بن إب ارهيم)ت 322 ه(:في كتابه"عيار الشعر". 6- ابن وهب الكاتب إسحاق بن إب ارهيم)ت 372 (:في كتابه "نقد النثر". 7 -اآلمديالحسن بن بشر بن يحيى)ت 371 ه(:في كتابه"الموازنة ". 8 -القاضي الجرجانيعلي بن عبد العزيز)ت 392 ه(:في كتابه"الوساطة بين المتنبي وخصومه". 9 -أبو هالل العسكريالحسن بن عبدهللا)ت 395 (:في كتابه "الصناعتين". 10 -ابن سنان الخفاجي عبد هللا بن محمد)ت 466 ه(:في كتابه"سر الفصاحة ". 11- ابن رشيق القيروانيأبو علي الحسن)ت 463 ه(:في كتابه"العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده ". 12- السكاكييوسف بن أبي بكر)ت 626 ه(:في كتابه"مفتاح العلوم ". 13- ضياء الدين بن األثيرنصر هللا بن محمد)ت 637 (:في كتابه"المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر". 14- حازم القرطاجنيحازم بن محمد)ت 684 ه(:في كتابه"منهاج البلغاء وس ارج األدباء ". 15- شهاب الدين النويريأحمد بن عبد الوهاب)ت 733 ه(:في كتابه"نهاية األرب في فنون األدب ". 16- الخطيب القزوينيمحمد بن عبد الرحمن)ت 739 ه(:في كتابه"التلخيص في وجوه البالغة". ومن خالل استق ارء الباحث لكتبهم يمكننا مالحظة ما يأتي: مجلة الم خ ب ر- العدد الثاني عشر

11 مجلة الم خ ب ر أبحاث في اللغة واألدب الج ازئري جامعة بسكرة. الج ازئر أوال :لم يتطرق واحد منهم إلى الف ارئد بشكل واضح ومباشر كما هو األمر اآلن بل كان التعرض للقرآن من خالل نظرة كلية شاملة لكل ألفاظه دون التوقف عند جزئيات منه والمتأمل في ق ارءة كتبهم يجد دائما فيما يخص ألفاظ القرآن -في حال التعرض لها- أوصاف ثابتة ال تتغير عند أي عالم منهم وهي:الفصاحة والبالغة والج ازلة والغ اربة واالقتدار دون البحث والتعمق في مكامن اللفظة وأس ارر مجيئها على هذا النحو الذي سنحاول أن نطرقه في هذا البحث. ثانيا :انصب ج ل اهتمام معظم النقاد على الشعر ونقده واظهار محاسنه وعيوبه جيده ورديئه ومقاييس القوة والضعف...وغيرها كثير من القضايا التي تتمحور حول الشعر ولم يكن حظ القرآن فيها إال النقل واالستشهاد والتدليل على صحة ما يقولون من خالل اآليات التي تتناص مع الشاهد الشعري وذلك يظهر حتى من خالل عناوين كتبهم فضال عن مباحثها. ثالثا :كان تناولهم للقرآن واظهار إعجازه من خالل آيات المشاهد أو-إن شئت فقل-آيات اربعا :حاول الصور الكلية التي تحتوي على أحداث مختلفة في مشهد واحد وعرض مت اربط كما في قوله تعالى:) و ق ض ي غ يض الم اء ي ا س م اء أ ق ل ع ي و و ق يل ي ا أ ر ض اب ل ع ي م اء ك و ) 7( ل ق و م الظ ال م ين ) تناقلها الجميع ومن و ق يل ب ع دا ل ت و ت ع ل ى الج ود ي اس األ م ر و تعرض لإلعجاز ذكرها وما شاكلها بالشرح والتحليل وهكذا. كثير منهم االنتصار للقرآن الكريم من خالل إثبات أنه يحتوي على كل علوم البالغة من معان وبيان وبديع فنا فنا حتى وصل األمر إلى حد ل ي ع نق اآلية أو تحميلها ما ال تطيق من أجل إثبات وجهة نظره وفكرته التي طرحها وح كمه الذي اتخذه وربما األمر ال يتطلب ذلك التعسف وتلك الشدة في التعامل مع آيات القرآن ومع هذا!ت حمد له نيته الحسنة ودفاعه عن القرآن وحرصه على أنه ما فر ط في شئ. غير مرة عند عدد غير قليل منهم في مقدمات كتبهم أسباب تأليفها وكان منها خامسا :ق أرت إظهار واثبات إعجاز القرآن في بالغته وفصاحته وبعد رحلة في تقليب صفحات الكتاب وم ارفقة ما خطه بيمينه ينسحب البساط-دون أن يشعر- من تحت قدميه مخالفا ما قد قطعه على نفسه في المقدمة من معالجة قضية اإلعجاز فينشرح مجلة الم خ ب ر- العدد الثاني عشر

12 ف ارئد األسماء الفذ ة في القرآن الكريم) سورة مريم( نموذجا د/ السيد محمد سالم سالم العوضي صدرك ويسيل لعابك لما ستقتنصه من صيد سمين سي شبع ن ه م ك وي شفي غ ل تك وشيئا فشيئا تجد األمر على غير المتوقع من تناول قضايا أخرى- شأنها - وتأتي الرياح بمالم تشتهي السفن. ال أقلل من وهكذا لم نجد عند النقاد والبالغيين القدامى كالما صريحا مباش ار عن الف ارئد القرآنية اللهم إال في القليل النادر دون إف ارد باب خاص بها بل جاءت في ثنايا الكالم ولم تكن هي المقصودة. ثانيا :الف ارئد في الد ارسات التي تعرضت لبالغة القرآن لقد اط لع الباحث على الكتب التي تعرضت لبالغة القرآن ومنها : مع م ر بن المثنى( 1- مجاز القرآن)ألبي عبيدة 2- معاني القرآن)للفر اء( 3- معاني القرآن)لألخفش( 4 -تأويل مشكل القرآن)البن قتيبة( 5- النكت في إعجاز القرآن)للرماني( 6- إعجاز القرآن)للباقالني( 7- إعجاز القرآن)للخطابي( 8- المغني في أبواب التوحيد والعدل)لقاضي القضاة أبي الحسن عبد الجبار اآلسد آبادي( 9- الرسالة الشافية)للجرجاني( 10- أس ارر البالغة ودالئل اإلعجاز)لعبد القاهر الجرجاني( -11 التأويل)للزمخشري(: الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون األقاويل في وجوه 12- نهاية اإليجاز في د ارية اإلعجاز)لل ارزي( 13- التبيان في علم البيان المطلع على إعجاز القرآن)البن الز م لكاني( 14- البرهان في علوم القرآن)للزركشي( ومن خالل الوقوف عند هذه الكتب لم نجد فيها ما يشفي غ ل تنافي هذا الموضوع. ثالثا :الف ارئد عند من أفرد لها أبوابا خاصة: مجلة الم خ ب ر- العدد الثاني عشر

13 -1 مجلة الم خ ب ر أبحاث في اللغة واألدب الج ازئري جامعة بسكرة. الج ازئر تحرير التحبير البن أبي األصبع ":لقد تحدث ابن أبي األصبع) كتابه"تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر"في الجزء ال اربع عن"الف ارئد 654 ه(في ثم استشهد على ذلك بف ارئد من شعر أبى نواس وأبى تمام والبحترى فمن ذلك قول أبى نواس: )8( وقد أشر أ ب الدمع أن ي ك فا ت و د ع ن ا وكأن س ع دى إذ ويقول معلقا :"إن لفظة أش أرب من الف ارئد التى ال نظير لها فى فصيح الكالم وال يقع مثلها إال.)9( على سبيل الندور" ثم استشهد من القرآن بآيات ليدلل على كلمه. ومن خالل كالم ابن أبي األصبع نتبين أن ابن أبي األصبع لم يتحدث كما قصدناها هنا في هذا البحث. 2- شرح الكافية البديعية)لصفي الدين الحلي(:لقد أثبت صفى الدين الحلى) ه(باب ا -3-4 )10( للف ارئد فى شرح الكافية البديعية معرف ا بها وممثال لها بشواهد من القرآن الكريم ومن الشعر قائال :"وهو نوع مختص بالفصاحة دون البالغة ألن مفهومه اإلتيان بلفظة فصيحة من كالم العرب العرباء تتنزل من الكالم منزلة الفريدة من العقد تدل على فصاحة المتكلم وقوة عارضته حتى إن تلك الكلمة لوسقطت من الكالم لم يسد غيرها ) 11( ائ ك م) فقوله ل ي ل ة الص ي ا م الر ف ث إ ل ى ن س مسدها كقوله تعالى:(أ ح ل ل ك م تعالى"الرفث"فريدة اليقوم غيرها مقامها وبالتالي فهذا مختلف عما نحن بصدده في هذا البحث. خ ازنة األدب وغاية األرب)للحموي(:لقد ذكر أبو بكر علي بن عبدهللا) 767 ه- 837 ه(الف ارئد في كتابه قائال :"الف ارئد )12( نوع لطيف مختص بالفصاحة دون البالغة" وذكر أمثلة أخرى من الشعر وهو قد ذكر مصطلح الف ارئد ولكن تناوله لها مختلف عما نحن بصدده باإلضافة أنه لم يحصها عددا. شرح عقود الجمان)للسيوطي(: كتابه)شرح عقود الجمان(نالحظ أنه وفى حديث السيوطى)ت 911 ه(عن الف ارئد فى نسبها إلى نفسه ولم يشر إلى ابن أبى األصبع أو إلى صفى الدين الح ل ى وزعم أن)الف ارئد والتنكيت(من زياداته قائال :"وهذان النوعان من زياداتى وهما تختصان بالفصاحة دون البالغة فالف ارئد أن يأتي بلفظة فصيحة تنزل )13( من الكالم منزلة الفريدة من العقد وتدل على فصاحة المتكلم بها( وساق األمثلة نفسها التى ذكرها المتقدمون عليه. ومما هو جدير بالذكر أن السيوطي تكلم عن الف ارئد )14( في كتابين آخرين له األول هو:المزهر في علوم اللغة وأنواعها والثاني هو:معترك مجلة الم خ ب ر- العدد الثاني عشر

14 ف ارئد األسماء الفذ ة في القرآن الكريم) سورة مريم( نموذجا )15( األق ارن في إعجاز القرآن د/ السيد محمد سالم سالم العوضي ولكن لم يشأ الباحث أن يفرد لهما صفحات في هذا البحث ألن كالمه عنها مكرور وهو نفسه الذي قاله في هذا الكتاب مع زيادات طفيفة. وعليه فلم يتعرض له بمثل ما يتعرض لها هذا البحث. أنوار الربيع في أنواع البديع)للمدني(:لقد ذكر علي صدر الدين بن معصوم الدين المدني)ت 1120 ه(مصطلح الف ارئد في كتابه مرددا كالم من سبقه من العلماء قائال :"هذا النوع يختص بالفصاحة دون البالغة... تتنزل منزلة الفريدة من )16( القصيدة...كقوله تعالى:"اآلن حصحص الحق"مكانها" ونالحظ أنه استشهد بآيتين من القرآن فقط -وقد نقلها عن السابقين-وأكثر من االستشهاد بالشعر ولم يزد على هذا وعليه فقد اختلفت الد ارستان. كتاب نفحات األزهار على نسمات األسحار في مدح النبي المختار)بفن :)17( البديع( وهذا الكتاب أو هذه البديعية التي ألفها الشيخ)عبد الغني النابلسي(على غ ارر ما م دح به النبي- صلى هللا عليه وسلم-في بردة البوصيري وما تبعها من قصائد -سميت بالبديعيات-معار ضة لها. ومن هنا نالحظ أنه تحدث عن الف ارئد فوضع لها حدودا وأظن أنها ال تختلف كثي ار عما قاله السابقون ولكنه لم يتعرض لف ارئد القرآن في بديعيته. وبالتالي ال تتفق مع ما نحن بصدده في هذه الد ارسة. معجم المصطلحات البالغية وتطورها)أحمد مطلوب(:لقد تطرق الدكتور: أحمد مطلوب إلى الف ارئد قائال :"والف ارئد من مبتدعات المصري وهذا النوع مختص بالفصاحة دون )18( البالغة..." وساق األمثلة نفسها التي ذكرها األولون وهذا الكالم نفسه الذي رد ده )19( في كتابه معجم النقد العربي القديم وبالتالي تناوله لها يختلف بدوره عما سنقدمه في هذه الد ارسة. مفاريد األلفاظ في القرآن الكريم)د ارسة لغوية( محمود عبد هللا عبد يونس )رسالة ماجستير(جامعة األزهر مصر ه/ 2000 م. المقصود في هذه الد ارسة تناول الباحث المفاريد القرآنية من الناحية اللغوية البحتة أي من الناحية الصوتية والصرفية والداللية والمعجمية وكذا من جهة فقه اللغة في هذه المفاريد ثم تتبعها كلها واستقصاها في القرآن الكريم وأردف لها معجما خاصا في نهاية بحثه وبهذا فالبحث فيه جزء متعلق بهذه الد ارسة التي الباحث بصددها وهي معاني هذه الف ارئد وما ورد عنها في مجلة الم خ ب ر- العدد الثاني عشر

15 مجلة الم خ ب ر أبحاث في اللغة واألدب الج ازئري جامعة بسكرة. الج ازئر المعاجم القديمة والحديثة وعليه فإن هذه الد ارسة تختلف عما سيقدمه هذا البحث فالد ارسة اللغوية شق منها ولكن ستكون هي البالغي والبياني وسر تفردها إن وجد. مرحلة أو درجة يصعد عليها ليصل إلى إعجاز هذه الف ارئد )20( 9- بالغة الفرائد الفذة في القرآن الكريم)المضارع نموذجا ()د/كمال عبد العزيز إب ارهيم( وفي د ارسته شرح الباحث أوال عنوان بحثه وبالتالي شرح معنى الف ارئد لغويا ثم تتبعها تاريخيا عند من تعرض لها ممن سبقه ثم أحصاها عددا وجمعها من القرآن الكريم مثبتا إياها في ملحق خاص في آخر الكتاب ثم بي ن أسباب اقتصاره على المضارع في هذه الد ارسة وشرح منهجه فيها وطريقة تعرضه لها وكيفية تحليله لها. ولكنه اقتصر على المضارع فقط وهذا يختلف عما سيقدم هنا حيث سيتناول هذا البحث بقية الف ارئد األخرى. المبحث الثالث:ف ارئد األسماء الفذة في سورة مريم )21( 1- ال م خ اض :ورد في قوله تعالى(ف أ ج اءه ا ال م خ اض إ ل ى ج ذ ع الن خ ل ة). واآلية في والدة عيسى وما اقترن بها من آالم الوالدة. يقول ابن فارس: " الميم والخاء والضاد: أصل صحيح يدل على اضط ارب شيء في وعاء مائع والماخض: الحامل إذا ضربها الطلق وهذا أيضا على معنى التشبيه كأن الذي في )22( جوفها شيء مائع يتمخض".)23( ماخض" والمخاض: " وجع الوالدة وكل حامل ضربها الطلق فهي وعبر رب نا بهذا اللفظ الذي لم يغن غيره غناءه ألنه المناسب والموائم لحركة الطفل من خوض ودو ارن ولف من أجل الخروج من بطن أمه وهذا يبدأ عندما تنتهي مدة أجله داخل الرحم فالطفل يخوض مرحلة عسيرة من مكان ضيق إلى فضاء فسيح فاالنتقال عسير وفيه خوض والتعبير بهذه الحروف تدل على صعوبة ومشقة في أصواتها فالخاء فيها احتكاك يظهر من احتكاك هواء الحلق مع اللهاة في أعلى الحنك واهت اززه والتي تجعلك وكأنك ترى مرحلة الخروجمن الرحم الذي ال ازل ينقبض وينبسط ويتسع ليخرج الجنين. واآلية تنطوي على أس ارر بالغية منها بأنه ساق المخاض في صورة استعارية جميلة توحي فيه بقوته وسيطرته على السيدة مريم ليضط رها إلى االستناد إلى نخلة لت خ ف ف عنها عناءه ثم التشبيه التمثيلي الذي يشبه فيه حالة جنينها في بطنها بشيء في وسط مائع يتمخض فيه في إشارة إلى دقة الخلق واإليجاد من العدم. مجلة الم خ ب ر- العدد الثاني عشر

16 ف ارئد األسماء الفذ ة في القرآن الكريم) سورة مريم( نموذجا ح ت ما : 2- ورد في قوله تعالى: واآلية في الحديث حول ورود النار وما المقصود به والحتم: " إيجاب القضاء واألمر الالزم الواجب الذي د/ السيد محمد سالم سالم العوضي )24( و ( ا ن م ن ك م إ ال و ار د ه ا ك ان ع ل ى ر ب ك ح ت م ا م ق ض ي ا). )25( البد من فعله" والمعنى أنه: "وان منكم- معشر الخلق- إال حاضر لها ي ارها المؤمن ويمر بها والكافر يدخلها وتنفيذ هذا أمر )26( واقع حتما جرى به قضاء هللا " وكلمة حتما هنا ال يغني غيرها غناءها من مثل) واجبا - الزما - ضروريا...( ألنها ال تعطي معنى اليقين الكلي والتام في حدوثها فكم من واجب ي ترك وكم من الزم ي همل وكم من ضروري تنتهي ضرورته وهذا ما ال يتناسب وسياق اآلية من التأكيد على أمر نافذ وواجب الوقوع وما قد يتناسب مع البشر من أحكام وق ار ارت قد يعتريها التبديل والتغيير والحذف والنسخ ال يتماشى مع أحكام وأقدار هللا- - عز وجل وبخاصة إذا كان األمر يتعلق باألمور األخروية وعليه فقد ناسبت )حتما ( قضاء هللا- تبارك وتعالى- فحكمه ال رجعة وال استئناف وال نسخ فيه ألنه أمر منته ونافذ أو واجب التنفيذ وهناك من أقدار هللا ما ي رد لدعاء صاحبه )حديث الدعاء والقضاء( أما ما يقدره هللا من أمور ثابتة وحقائق ارسخة فال رجوع فيه لذا أردف بعدها مقضي ا ألن من معانيها العلم يقال قضيت لك بهذا أي أعلمتك به وهو أمر أ ارده هللا وبالتالي ال مرد لقضائه وال مبدل لحكمه - سبحانه- لذا ناسب هذا القول في هذا السياق. يقول الشيخ الشع اروي - رحمه هللا-: "الحت م: هو الشيء الذي يقع ال محالة والعبد ال يستطيع أن يحكم بالحتمية على أي شيء ألنه ال يملك المحتوم وال المحتوم عليه. فقد تقول لصديقك: أحتم عليك أن تزورني غدا وأنت ال تملك من أسباب تحقيق هذه الزيارة شيئا فم ن يدريك أن تعيش لغد وم ن يدريك أن الظروف لن تتغير وتح ول دون حضور هذا الصديق إذن: أنت ال تحتم على شيء إنما الذي ي حت م.)27( هو القادر على السيطرة على األشياء بحيث ال يخرج شيء عن موارده" و"من العجيب أن والف صل من الحق- سبحانه - يشمل كل السلطات: التشريعية والقضائية والتنفيذية الح ك م فح ك مه سبحانه ال ي ؤج ل وال ي تحايل عليه وال تضيع فيه الحقوق كما تضيع في س ارديب وأد ارج المحاكم. أما ح ك م البشر فينفصل فيه التشريع عن القضاء عن التنفيذ فربما صدر الحكم.)28( وتعط ل تنفيذه أما حكم هللا فنافذ ال ي ؤج له شيء".)29( و ي ك ون ون ع ل ي ه م ض د ا ( واآلية في ب ع ب اد ت ه م 3- ضدا : ورد في قوله تعالى: ) ك ال س ي ك ف ر ون رد للا تعالى على ع باد األصنام الذين اتخذوا أصنامهم آلهة ليعتزوا بها يوم القيامة. مجلة الم خ ب ر- العدد الثاني عشر

17 مجلة الم خ ب ر أبحاث في اللغة واألدب الج ازئري جامعة بسكرة. الج ازئر يقول ابن فارس: "الضاد والدال كلمتان متباينتان في القياس فاألولى:الضد:ضد الشيء وهو المقصود من اللفظة والكلمة األخرى:الضد:وهو الملء والضد:كل شيء ضاد شيئا.)30( ليغلبه" واللفظة هنا في هذا السياق تفردت ألنه ال يغني غيرها غناءها حيث إنها انسحبت على الفريقين فهي تستوي في التعبير عنهما تماما بتمام فهي تنسحب على الكافرين تارة- إن أردت - وتنسحب على األصنام التي كانوا يعبدونها فعلى "األول تكون اآللهة التي كانوا يرجون أن تكون ع از ضد ا للعز أي ذال وه ونا أو تكون عونا عليهم وآلة لعذابهم حيث ب جهنم أو حيث كانت عبادت هم لها سببا لعذابهم واطالق الضد على وحص و قود النار ت جعل الع ون لما أن ع ون الرجل ي ضاد عدو ه وينافيه بإعانته له عليه وعلى الثاني يكون الكفرة ضدا حدة وأعداء لآللهة كافرين بها بعد أن كانوا يحبونها كحب هللا ويعب دونها. وتوحيد الضد لو )31( المعنى الذي عليه تدور م ضاد ت هم فإنهم بذلك كشيء واحد " فما ظن ه الكفار ا ع ز وم ن عة صار عليهم ض د ا وعداوة. وال تعطي نفس المعنى إن قلت: )عدو ا- خصم ا( ألن ضد ا أقوى من خصم ا أو عدو ا في تحقيق المعنى الم ارد إيصاله للقارئ ألن العدو أو الخصم ربما يصير هناك صلح بين المتخاصمين ويصيرون أحبابا أو أصحاب ا أما الضد فال يتوقع قط أن يتفق أو يتصالح أو يتسامح مع من يقف ضده و" حتى جرس ألفاظها يتناسب مع المقام الذي يقتضي الشد والعنف فجاءت فاصلتها مشددة لتتماشى مع فواصل صويحباتها. مدا. إدا..)32( هد ا ا إز ".)33( و ف د ا ( وسياق اآلية في 4- و ف دا : ورد في قوله تعالى: (ي و م ن ح ش ر ال م ت ق ين إ ل ى الر ح م ن بيان حال ومآل المتقين حيث يقدمون على هللا كما تقدم الوفود على الملوك مع الفارق بين ملك الملوك وغيره. افد: يقول ابن فارس: " )وفد(الواو والفاء والدال: أصل صحيح يدل على إش ارف وط لوع. منه الو.)34( الق وم ي ف د ون" والوفد: " جمع وافد ممن يفدون على األم ارء والملوك وقوله)وفدا( قيل: والوفد )35( الركبان المكرمون". والمدقق في الكلمة يجد وقعها على األذن خفيفا وفي النفس لطيفا ومعناها أليفا وهي تشي باللين والرحمة والرقة والمودة واالستقبال واالستعداد من ال م وف د واتسقت معها الكلمة التي قبلها وهي الرحمن لتضفي وتؤكد ظالل ال أرفة والحنو والرحمات والنسمات اإللهية التي تشملهم وتحيط بهم وأصوات الكلمة تؤكد هذه المشاعر الحانية وال ارحة النفسية التي تتمل ك ك مجلة الم خ ب ر- العدد الثاني عشر

18 ف ارئد األسماء الفذ ة في القرآن الكريم) سورة مريم( نموذجا د/ السيد محمد سالم سالم العوضي عند سماعها من واو رقيقة وفاء هادئة تتدفق منها ومع خروجها ح ز م من األحاسيس الجياشة والعواطف المفعمة بالرقة والحميمية من المؤمنين هلل - عز وجل- ومن هللا لهم فها قد جاء اللقاء المرتقب وها قد وصلوا إلى الحقيقة المطلقة التي طالما اشتاقوا إليها وتخيلوها في أيامهم ولياليهم الخوالي أال وهو هللا فمن أحب لقاء هللا أحب هللا لقاءه مع ألف المد التي تعطيك ظال ومدا صوتيا يتماشى مع ما هم فيه من رحمات وأنس وفرحة أثناء سيرهم إلى الرحمن وكأنهم بهذه األلف ال يريدون أن ينتهي هذا الموقف وكما يحدث معنا في هذه الحياة إذا ارقك موقف ال تود أن ينتهي لجمال ما فيه والستمتاعك به وكأنك تسايرهم في هذا المشهد المهيب الندي الرخي الذي ال تسمع فيه صخبا وال ضجيجا وال غمغمة وال همهمة فاألمور هادئة وقد ع ر فت النتائج وك شفت الحقائق فليس هناك فزع وال فجع من مصير وال من حساب أو عقاب. ومن األع ارف في دنيا الناس أنه من تمام النخوة وكمال الشهامة أنه من ينزل ضيفا عند أحد فله على المضيف إك ارمه وحسن استقباله واعداد الن ز ل له والباسه من الح ل ل واطعامه من أفضل األ ك ل. فكل هذا الكرم يحدث في حياتنا الدنيا فكيف بمن ينزل على هللا ضيفا أو يغدو إليه وفدا فهذا نعيم ما بعده نعيم وهذا ما أعده هللا للمتقين في الجنات وللزيادة في هذا النعيم اختار السياق أسلوب االلتفات من المتكلم )في نحشر( إلى الغائب في الرحمن )حيث إن االسم الظاهر يقوم مقام ضمير الغائب( اختار هذا األسلوب فذ ك ر االسم الدال على عموم الرحمة وعالوة على ذلك أن كلمة )الرحمن( تحمل في طياتها البشرى بالرحمة والمغفرة واالطمئنان وتبعث في قلوبهم من الرجاء وحسن الظن بالوافد إليه وبالتالي يفدون إليه واثقين من فضله ارجين منه رحمته وعميم إحسانه والفوز بعطاياه في دار رضوانه وذلك بسبب ما قدموه من العمل بتقواه وأن هللا عهد إليهم بذلك الثواب على ألسنة رسله فتوجهوا إلى ربهم محسنين الظن به وباإلضافة إلى ذلك لم يختر السياق كلمة )إلينا( ألنها ال تتسق وسياق اآلية فتشعر معها بأنه ما ازل المصير مجهوال ويتبعها قلق وخوف واضط ارب في المشاعر وعدم استق ارر فضال عن أن السياق القرآني استعمل )إلينا( في سياقات العذاب )36( والغلظة والغضب والشدة والج ازء والعقوبة وهذا ما ال يتفق ومقصود اآلية. وبهذا تكون قد تفردت الكلمة هنا في هذا السياق ولم يغن غيرها مكانها من مثل: ( جماعات- مجموعات- ف رق-...(. مجلة الم خ ب ر- العدد الثاني عشر

19 إد ا : مجلة الم خ ب ر أبحاث في اللغة واألدب الج ازئري جامعة بسكرة. الج ازئر ورد في قوله تعالى:(ل ق د ج ئ ت م ش ي ئا إ د ا ) )37(. واآلية في تبيين أمر هؤالء الكفار -5 الذين جعلوا هلل البنات واألبناء وبيان مدى جرمهم وشناعة قولهم وعظيم إفكهم. يقول ابن فارس: " أما الهمزة والدال في المضاعف فأصالن أحدهما: ع ظ م األمر وشدته )38( وتكرره واآلخر: المشدد والكلمة من األصل واإلد : الشيء العظيم".)39( واألمر العظيم الفظيع المنكر" وكلمة )إدا ( ال يغني غيرها غناءها ألن واإلدة: " الداهية اإلد في كالم العرب: أعظم الدواهي وما قالوه في حق هللا ال شيء أشنع وال أفظع منه ألن"اتخاذ الولد له مقاصد فالولد ي تخذ ليكون لك ع ز وة وقوة أو ليكون امتدادا لك بعد موتك والحق - سبحانه وتعالى- هو العزيز الذي ال يحتاج إلى أحد وهو الباقي الدائم الذي ال يحتاج إلى امتداد. إذن: فاتخاذ الولد بالنسبة هلل- - تعالى ال ع لة له كما أن اتخاذ الولد هلل ينفي -تعالى- ) 40 ( سواسية العبودية له-سبحان" لذا جاءت الكلمة معبرة تماما عما أ ارداه السياق والكلمة فيها من التشنيع والتفظيع ما ال تؤديه لفظة غيرها ويظهر هذا من تشديد الدال وما تحدثه من ثقل عند النطق بها وكسر الهمزة قبلها. "والكالم جار على المبالغة في التهويل من فظاعة هذا القول بحيث إنه يبلغ إلى الجمادات العظيمة فيغير كيانها فتكاد السماء تتفطر والجبال )41( تخر واألرض تنشق" وهي" رد لمقالتهم الباطلة وتهويل ألمرها بطريق االلتفات المنبيء عن كمال السخط وشدة الغضب الم فص ح عن غاية التشنيع والتقبيح وتسجيل عليهم بنهاية )42( الوقاحة والجهل والج ارءة" ويعضد من الجو النفسي للسياق " جرس األلفاظ وايقاع العبا ارت ليشارك ظالل المشهد في رسم الجو:جو الغضب والغيرة واالنتفاض!وان ضمير الكون وجوارحه لتنتفض وترتعش وترجف من سماع تلك القولة النابية والمساس بقداسة الذات العلية كما ينتفض كل عضو وكل جارحة عندما يغضب اإلنسان للمساس بكر امته أو ك ارمة من يحبه ويوقره هذه االنتفاضة الكونية للكلمة النابية تشترك فيها السماوات واألرض والجبال. واأللفاظ بإيقاعها ترسم حركة الزلزلة واالرتجاف. وما تكاد الكلمة النابية تنطلق:» و قال وا:ات خ ذ الر ح من و ل دا» حتى تنطلق كلمة التفظيع والتبشيع:»ل ق د ج ئ ت م ش ي ئا إ د ا«ثم يهتز كل ساكن من حولهم ويرتج كل مستقر ويغضب الكون كله لبارئه. وهو يحس بتلك الكلمة تصدم كيانه وفطرته وتجافي ما وقر في ضميره وما استقر في كيانه وتهز القاعدة التي قام عليها واطمأن.)43( إليها" مجلة الم خ ب ر- العدد الثاني عشر

20 ف ارئد األسماء الفذ ة في القرآن الكريم) سورة مريم( نموذجا ر ك ز ا: 6- ورد في قول هللا تعالى:( و ك م أ ه ل ك ن ا ق ب ل ه م م ن ق ر ن د/ السيد محمد سالم سالم العوضي ه ل ت ح س م ن ه م م ن أ ح د أ و )44( ت س م ع ل ه م ر ك از ( واآلية في اإلنذار بإهالك المشركين كما أهلك من قبلهم من األمم. والركز: "الصوت الخفي وقيل: هو الصوت ليس بالشديد وقيل: هو صوت تسمعه من بعيد نحو: )45( ركز الصائد إذا ناجى كالبه..." و" أصل الر ك ز هو الخفاء ومنه ر ك ز الرمح إذا غ ي ب طرفه في األرض والر كاز المال المدفون المخفي والمعنى أهلكناهم بالكلية )46( واستأصلناهم بحيث ال ي رى منهم أحد وال يسمع منهم صوت خفي" واستنادا للمعنى االشتقاقي سنجد أن الكلمة ال يغني غيرها غناءها حيث دلت على الخفاء والفناء والتغييب من هذا الوجود كما ي خفى وي غي ب أرس الرمح في األرض فدلت على داللتين طلبهما السياق فأد ت معنى الصوت الخفيف الذي ال يكاد يسمع وفي الوقت نفسه دل ت على معنى الفناء والهالك. و"دل ذلك.) 47( االنق ارض بالموت" على انق ارضهم وفنائهم بالكلية واألقرب في قوله: أ ه ل ك نا أن الم ارد به واآلية انطوت على ملمح بالغي وهي الكناية وهي: "كناية عن.)48( اضمحاللهم كني باضمحالل لوازم الوجود عن اضمحالل وجودهم" والكلمة وردت في مشهد صاخب وهاديء في الوقت نفسه "يبدؤك بالرجة المدمرة ثم يغمرك بالصمت العميق. وكأنما يأخذ بك إلى وادي الردى ويقفك على مصارع القرون وفي ذلك الوادي الذي ال يكاد يحده البصر يسبح خيالك مع الشخوص التي كانت تدب وتتحرك والحياة التي كانت تنبض وتمرح. واألماني والمشاعر التي كانت تحيا وتتطلع ثم إذا الصمت يخيم والموت يجثم واذا الجثث واألشالء والبلى والدمار ال نأمة. ال حس. ال حركة.ال صوت )ه ل ت ح س م ن ه م م ن ت س م ع ل ه م ر ك از ( تسمع وأنصت. أال إنه أ ح د ( انظر وتلفت )ه ل ت ح س م ن ه م م ن أ ح د أ و.)49( السكون العميق والصمت الرهيب. وما من أحد إال الواحد الحي الذي ال يموت" الخاتمة وبعد الوصول إلى نهاية المطاف توصل البحث إلى جملة من النتائج وهي: 1- عدد ف ارئد األسماء الفذة في سورة مريم ست ف ارئد فقط. 2 -بعد هذا الطواف حول أس ارر االسم الفريد في السورة يتضح لنا أن العامل األهم واألغلب و ارء هذا التفرد هو سياق كل فعل أو م قامه الذي يقتضي مجيء هذا االسم أو ذاك ببنيته الصوتية والصرفية وبالنظم الذي ورد فيه إذ إنه بهذه الصفة يؤدى من المعاني والتأثير والجمال الفني ماال يؤديه غيره وأنه - وللسبب نفسه-لم يتكرر مرة أخرى إما ألن الموقف لم مجلة الم خ ب ر- العدد الثاني عشر

21 مجلة الم خ ب ر أبحاث في اللغة واألدب الج ازئري جامعة بسكرة. الج ازئر يتكرر وهذا ما الحظناه في هذه األسماء أو ألن الموقف قد تكرر ولكن السياق أو المقام اختلف في بعض التفاصيل التي كانت سبب ا في اختيار فعل آخر كما أرينا. 3 -لم نجد عند النقاد والبالغيين القدامى كالما صريحا مباش ار عن الف ارئد القرآنية اللهم إال في القليل النادر دون إف ارد باب خاص بها بل جاءت في ثنايا الكالم ولم تكن هي المقصودة ولم يتطرق واحد منهم إلى الف ارئد بشكل واضح ومباشر كما هو األمر اآلن بل كان التعرض للقرآن من خالل نظرة كلية شاملة لكل ألفاظه دون التوقف عند جزئيات منه والمتأمل في ق ارءة كتبهم يجد دائما فيما يخص ألفاظ القرآن في حال التعرض لها- أوصاف ثابتة ال تتغير عند أي عالم منهم وهي :الفصاحة والبالغة والج ازلة والغ اربة واالقتدار دون البحث والتعمق في مكامن اللفظة وأس ارر مجيئها على هذا النحو. 4- لم نعثر على أي حديث عن الف ارئد عند الد ارسات التي تعرضت لبالغة القرآن الكريم. 5- أعترف بأن بعض األسماء في هذا البحث كانت ع ص ي ة أ ب ي ة فلم تبح لي بسر تفردها رغم إحساسي الغامض بهذا السر وشوقي العارم لمعرفته وحينذاك كنت أكتفي بالطواف حول حصن هذا االسم المنيع ألتمس بالغة سياقه ومقامه. لعله في المستقبل يبوح لي أو لغيري من الباحثين بهذا السر وليعذرني القارئ في ذلك فحسبي أنني معهود ومجاال غير مسبوق. -فيما أعلم - أرود طريق ا غير 6- القرآن الكريم كنز أس ارر ال ينفد وحين تتفتح للباحث المتأمل كوة النور فإنه يرى عالما من اإليحاءات وظالل المعاني التى تساعده فى معرفة األس ارر البالغية للقرآن الكريم. 7- انصب ج ل اهتمام معظم النقاد على الشعر ونقده واظهار محاسنه وعيوبه جيده ورديئه ومقاييس القوة والضعف...وغيرها كثير من القضايا التي تتمحور حول الشعر ولم يكن حظ القرآن وبالغته -8 إال القليل-فيها إال النقل واالستشهاد والتدليل على صحة ما يقولون من خالل اآليات التي تتناص مع الشاهد الشعري وذلك يظهر حتى من خالل عناوين كتبهم. جاءت الف ارئد عند من تناولها بما نقصده في هذا البحث جزئية أومقصورة على بعض األلفاظ دون تقسيم أو تحديد لها وذكرها على سبيل المثال فقط وان كان فمن جهة اللغة والغ اربة واالقتدار واإلعجاز ولم يشرع أحد في تحليلها بالشكل الذي يأتي عليه هذا البحث اللهم إال د ارسة واحدة ولكنها تناولت المضارع وهنا تناولنا الماضي. مجلة الم خ ب ر- العدد الثاني عشر

22 ف ارئد األسماء الفذ ة في القرآن الكريم) سورة مريم( نموذجا د/ السيد محمد سالم سالم العوضي 9- أسهمت الفريدة القرآنية في تبيين جمال الصورة البيانية فكانت عنص ار مهما من عناصر الجمال فيه. -10 إن معرفة السياق ود ارسة الفريدة من خالله وكذا الفرق اللغوي لهما أصدق مقياسين لتحديد تفرد الفريدة. -11 ظهر للباحث أن دالالت الف ارئد في القرآن الكريم ارتبطت بالمعنى التفسيري واللغوي إلى حد بعيد بل إنه في أحايين كثيرة يكون المعنى اللغوي هو نفس معنى الفريدة في اآلية. -12 لكل لفظ في القرآن قصد محقق وهدف مقصود في سياقها الخاص بها على وجه اإلعجاز والتحدي وال سبيل لوقوع لفظة مكان أخرى تت اردف معها أو حتى تتبادل موقعها وهذا ما يأباه الكالم المعجز ألن كل حرف فيه مقصود لسمة تعبيرية أو معنى محدد. 13- الف ارئد القرآنية لها داللتها في سياق الجملة فال يمكن أن ي اردف لفظ لفظا آخر فيتساوى معه في المعنى تمام المساواة بل إن الكلمة ذاتها لتتكرر في أكثر من سياق لتدل على معنى آخر مغاير في كل سياق فإذا نظرنا إلى داللة الكلمة المختارة في ظل تقديمها أدى ذل ك إلى إب ارز المعنى في قوة وجالء وساعد على تصوير المشهد في تدف ق وحياة. التوصيات وهناك جملة من التوصيات واالقت ارحات التي آمل أن تجد آذانا صاغية وهي: تأليف كتاب جامع في اإلعجاز إذ ال يوجد حتى اآلن- حسب علمي- كتاب مصنف جامع لوجوه اإلعجاز المتنوعة لذا أقترح على الدارسين والباحثين في الجامعات والمعاهد العلمية التعاون إلخ ارج مثل هذا المصنف النافع والجامع لما تفرق في بطون الكتب القديمة والحديثة. التوسع في بيان اإلعجاز البياني والكشف عن أس ارره إذ قد تاه أكثر جوانبه في أودية البالغة ومصطلحاتها ومعانيها ولهذا لم يعد واضحا لعامة الناس أثر اإلعجاز البياني وأهميته. 3- الحرص على تقريب معاني القرآن للمسلمين غير الناطقين باللغة العربية:)ق ارءة ود ارسة وتعلما ( وتشجيع الباحثين المثاليين وتوفير كافة اإلمكانات المتاحة لهم. تقرير مادة تسمى"مفردات أو ف ارئد القرآن"على أقسام طالب اللغة العربية والد ارسات اإلسالمية في الجامعات ل ت ق ر ب الطالب من كتاب ربهم ومن لغته التي تسهم في معرفة المزيد عن دينهم والتي يقوى بها إيمانهم. مجلة الم خ ب ر- العدد الثاني عشر

23 مجلة الم خ ب ر أبحاث في اللغة واألدب الج ازئري جامعة بسكرة. الج ازئر م ارجعة مقر ارت المواد القرآنية وتوصيف مفرداتها والكتب الرئيسة المنهجية والمساعدة في المؤسسات التعليمية والتعليم العالي في الجامعات بما يتناسب مع علوم القرآن إلعداد الجيل القرآني الواعد. تقديم أو تطوير مشاريع قرآنية كبيرة والعمل على التنسيق بين الجهود في نشاطات بحثية مشتركة والتعاون فيما بين الباحثين والجامعات والجمعيات والم اركز البحثية إلنجاز تلك المشاريع العلمية وكذلك اشت ارك أكثر من تخصص معرفي وعلمي في إنجاز بحوث قرآنية جديدة. ضرورة التعرف على مناهج العلماء القدامى والمحدثين في البحث القرآني واإلفادة منها في الد ارسات المقارنة وط ارئق البحث في المؤلفات القرآنية القديمة والحديثة وكيفية التعامل معها. توجيه دعوة إلى البالد العربية واإلسالمية شعوبا وحكومات ومؤسسات إلى مزيد من العناية بالقرآن الكريم وعلومه وتطوير الجهود السابقة وتحسينها بما يتناسب وعظمة القرآن الكريم. بذل المزيد من الجهود العلمية في موضوع اإلعجاز القرآني بوجوهه المتعددة والمتجددة وتقديم د ارسات حديثة في هذا الموضع وربطها بالتطور والتقدم العلميين. ثبت الهوامش: )1( سورة الكهف آية رقم:) 109 (. )2( سورة اإلس ارء آية رقم:) 88 (. )3( انظر مادة )فرد( فى )لسان العرب البن منظور( وأساس البالغة للزمخشرى والمفردات في غريب القرآن لل ارغب األصفهانى والمعجم الوسيط.. مجمع اللغة العربية )4( ورد الحديث عن الف ارئد كمصطلح بالغى فى شرح الكافية البديعية 245 وخ ازنة األدب 372 ومعترك األق ارن - 407/1 واإلتقان - 93/2 وشرح عقود الجمان 150 وأنوار الربيع 267/5 ونفحات األزهار 269 وتحرير التحبير 576 والمزهر 251/1 وانظر فى ذلك : معجم النقد العربى القديم د. أحمد مطلوب 160/2 بغداد 1989 م. )5( انظر: تحرير التحبير ابن أبى األصبع تحقيق.د. حفنى شرف ص ط : المجلس األعلى للشئون اإلسالمية القاهرة 1983 م مجلة الم خ ب ر- العدد الثاني عشر

24 ف ارئد األسماء الفذ ة في القرآن الكريم) سورة مريم( نموذجا د/ السيد محمد سالم سالم العوضي )6( ديوان أبى نواس )الحسن بن هانئ( تحقيق وشرح : أحمد عبد المجيد الغ ازلى ص 432 ط. دار الكتاب العربى. بيروت واش أرب الدمع : ارتفع من شؤنه ليسيل و ك ف بمعني سال وأصل اش أرب: م د ع ن ق ه وارتفع كى وينحدر علي الخد ي ك ف : مضارع ينظر. والمعنى أنه في لحظة الوداع ارتفع الدمع وسال علي الخد.. ولعل السر في تفرد الفعل )اش أرب( هنا يرجع إلي تشخيصه وبعث الحياة والحركة فيه وجعله يحس ويتمني والمشبه به ورد في البيت الثانى هو : ت وا ص ي ن الق ي ان ب ه شأ ر )7( سورة هود آية رقم:) 44 (. حتي ع ق د ن ب أ ذ ن ه ش ن فا ) 8 (لتفسير ذلك انظر:هامش رقم) 1 ( ص 12 من هذا البحث )9( ابن أبي األصبع تحرير التحبير ص 221. وانظر:إب ارهيم كمال عبد العزيز ) 2006 م(.بالغة الف ارئد الفذ ة في القرآن الكريم)المضارع نموذجا ( الدار الثقافية للطباعة والنشر ص 3 2 ط 1 القاهرة. )10( الح ل ي صف الدين ) 1983 (م.شرح الكافية البديعية في علوم البالغة ومحاسن البديع ت.د/نسيب نشاوي مطبوعات مجمع اللغة العربية ص 245 ط 1 دمشق. )11( سورة البقرة آية رقم:) 187 (. )12( الحموي أبو بكر علي بن عبدهللا خ ازنة األدب وغاية األرب دار ومكتبة الهالل ت/عصام شعيتو ص 297 ط 1 بيروت 1987 م. )13( السيوطي جالل الدين عبد الرحمن شرح عقود الجمان دار الفكر ص 150. )14 ) السيوطي المزهر في علوم اللغة وأنواعها ت/محمد جاد المولى ط:الحلبي مصر.)د.ت(. )15( السيوطي ) 1988 م( معترك األق ارن في إعجاز القرآن ص 407 بيروت. مجلة الم خ ب ر- العدد الثاني عشر /1 دار الكتب العلمية ج 1 )16( المدني صدر الدين بن معصوم ) 1388 ه( أنوار الربيع في أنواع البديع)مخطوط( ت/شاكر هادي شكر م:النعمان النجف األشرف ص ط 1. الع ارق. )17( النابلسي عبد الغني ) 1299 ه( نفحات األزهار على نسمات األسحار في مدح النبي المختار بفن البديع م:نهج الصواب ص 5 دمشق.

25 مجلة الم خ ب ر أبحاث في اللغة واألدب الج ازئري جامعة بسكرة. الج ازئر )18( السابق ص 103 نقال عن كتاب تحري ارلتحبير ص 576 وبديع القرآن ص 287. )19( مطلوب أحمد ) 1989 م( معجم النقد العربي القديم دار الشئون الثقافية العامة ص ط 1 بغداد. )20( إب ارهيم كمال عبد العزيز بالغة الف ارئد الفذة في القرآن الكريم ص مجلة الم خ ب ر- العدد الثاني عشر )21( سورة مريم آية رقم:) ٢٣ (. )22( ابن فارس.) 1991 م(.مقاييس اللغة..ج 5.ص 304. )23( ابن منظور.) 2000 م(.لسان العرب.ج 13.ص )24( سورة مريم آية رقم:) 71 (. )25( الزبيدي.) 1994 م(. تاج العروس.ج 16 ص )26( لجنة من علماء األزهر.)د.ت(.المنتخب. ج 2.ص 15. ) 27 (الشع اروي.)د.ت(.تفسير الشع اروي.ج 1. ص ) 28 (السابق.ج 1. ص )29( سورة مريم آية رقم:) ٨٢ (. )30( ابن فارس.) 1991 م(.مقاييس اللغة.ج 3.ص 360. )31( أبو السعود.)د.ت(.إرشاد العقل السليم..ج 4.ص 331. )32( قطب.) 1402 ه(.الظالل.ج 4.ص 2300.)بتصرف يسير( )33( سورة مريم آية رقم:) 85 (. )34( ابن فارس.) 1991 م(.مقاييس اللغة.ج 6.ص 98. )35( ابن منظور.) 2000 م(.لسان العرب.ج 15.ص 353. )36 ) انظر:سورة يونس) 23 70( األنبياء) 93 ( القصص) 39 ( المؤمنون) 115 ( العنكبوت) 57 ( لقمان) 23 ( الغاشية) 25 (تجد في كل ذلك أن)إلينا(استعملت في غير سياق الرحمة. )37( سورة مريم آية رقم:) ٨٩ (. )38( ابن فارس.) 1991 م(.مقاييس اللغة.ج 1.ص 11. )39( الزجاج.) 1988 م(.معاني القرآن واع اربه.ج 3.ص 346. ) 40 (الشع اروي.)د.ت(.تفسير الشع اروي.ج 1.ص 5618.

26 ف ارئد األسماء الفذ ة في القرآن الكريم) سورة مريم( نموذجا د/ السيد محمد سالم سالم العوضي )41( ابن عاشور.) 2000 م(.التحرير والتنوير.ج 16.ص 85.)بتصرف يسير( )42( أبو السعود.)د.ت(.إرشاد العقل السليم.ج 4.ص 333. )43( قطب.) 1402 ه(. الظالل.ج 4.ص )44( سورة مريم آية رقم:) ٩٨ (. )45( ال ارزي.) 1910 م(.مختار الصحاح.ج 3.ص 880. )46( أبو السعود.)د.ت(.إرشاد العقل السليم.ج 4.ص 335. )47( ال ارزي.) 1993 م(. مفاتيح الغيب.ج 21.ص 568. )48( ابن عاشور.) 2000 م(.التحرير والتنوير.ج 16.ص 99. )49( قطب.) 1402 ه(.الظالل.ج 4.ص 2322 مجلة الم خ ب ر- العدد الثاني عشر