العنوان: أنظار تربوية في تعليم النحو العربي في كتاب العبر البن خلدون الدكتور: باسم يونس البديرات كلية اآلداب / جامعة الحصن/ أبو ظبي مقد م إلى: المجلس

النسخ

1 العنوان: أنظار تربوية في تعليم النحو العربي في كتاب العبر البن خلدون الدكتور: باسم يونس البديرات كلية اآلداب / جامعة الحصن/ أبو ظبي مقد م إلى: المجلس الدولي للغة العربية في المؤتمر الدولي الثاني للغة العربية تحت عنوان: اللغة العربية في خطر الجميع شركاء في حمايتها من 7 01 مايو

2 ملخص: أنظار تربوية في تعليم النحو العربي في كتاب العبر البن خلدون يهدف هذا البحث إلى مناقشة بعض األنظار التربوية في مقدمة ابن خلدون في تعليم النحو العربي وبيانها أمال باالستفادة من هذه األنظار لتجن ب عوائق تدريس النحو العربي في فترة زمنية أصبحنا بأشد الحاجة إليها وذلك لما تعانيه هذه المادة من عزوف متواصل من قبل المتعلمين بصور تزداد يوما بعد اآلخر. وهذا األمر حسب ما يرى ابن خلدون ال يرتبط بصعوبة هذا العلم وان ما بأمور منها: التأثر المنهجي بعلم المنطق متمثال بكثرة الخالفات بين المدارس النحوي ة وط ارئق التأليف والط ارئق الغريبة التي يدر س بها. الكتساب الملكة اللسانية وانما هو علم صناعة قواعد اإلع ارب. فوجدت في طيات مقدمته من أنظار تربوي ة مثمرة فعلم النحو لم يعد علما ما يستحق البحث والد ارسة وقد قصرت هذا الجانب منها على ما بينه ابن خلدون في جانب تعل م النحو العربي بصورة خاصة من حيث ط ارئق )النحاة المتأخرين( في د ارسة اللغة وانعكاس ذلك المنهج المت بع في التعليم على صعوبة النحو العربي. وثنائية اللغة وأثرها في تحصيل المتعلمين وبيان الفرق بين الكالمي. النحو والفرق بين النحو العلمي والنحو التعليمي. ومن ثم أهم المقترحات الكفاية اللغوية واألداء المقد مة في تعليم مثل: انتقاء المادة النحوي ة وكيفي ة تقديمها للمتعلمين والممارسة والحفظ والحوار. 2

3 0 أهمي ة علم النحو في منظور ابن خلدون: لقد كان البن خلدون اتجاهات ارئدة في شتى المجاالت والعلوم ويعد منن أبنرز رواد الفكنر االجتماعي بأفكاره العلمي ة المستندة علنى مشناهدة الظنواهر االجتماعينة ومالحظنة تك اررهنا للخنرو بقوانين معي نة تحكم حركة المجتمعات اإلنسناني ة. ولنيس هنذا فحسنب بنل كنان لنه صنوالت وجنوالت في فروع اللغة العربي ة المختلفة: من نحنو وصنوت وبال نة وأدب و يرهنا محناوال فني ذلنك تطبينق ما توص ل إليه من نظريات في علم االجتماع أثناء د ارسته لعلوم اللغة العربية سابقة الذكر. ونا 1 لم يكن ابن خلدون من أوائل الذين عنوا بد ارسة علوم اللغة فقد اهتم عدد من سنابقيه القدامى بعلوم اللغنة مننذ بندايات الحركنة العلمي نة فني ظنل الدولنة اإلسنالمي ة وتعنددت جهنودهم فني شننت ى مجنناالت اللغننة فمنهننا منننا هننو فنني األصننوات أو بنننناء الكلمننة أو بننناء الجملننة أو المفنننردات ودالالتها إال أن ه يمكن أن ي عد المؤسس األول للد ارسات اللسانية في تعليم اللغات وتعل مها. ولم يقتصر مجال علنوم اللسنان العربني عنند ابنن خلندون علنى النحنو واللغنة بنل نم إليهمنا علم البيان وعلم األدب. وبذلك لم ي ف صل بين علوم اللغة بمعناها المحدد والد ارسة األدبي ة. فتت ح نظرته الشمولي ة لهذه العلوم مجتمعة فال فصل فيها بين نحو أو لغة أو بينان أو أدب فكنل واحند مننن هننذه العلننوم مكم ننل ل خننر. ولعننل هننذا الفصننل الننذل نجننده اليننوم فنني تعلننيم اللغننة العربيننة بننين فروعها المختلفة )النحو والبال ة واإلمالء والخط و يرها( يشك ل أبرز مشكالت تعليمها. واسنتأثرت علنوم اللسنان العربني بقسنط كبينر منن د ارسنته فني كتابنه العبنر. فعقند فني البناب السنادس منن كتابنه سنبعة عشنر فصنال فني علنوم اللسنان العربني. منهنا: )فصنل فني علنوم اللسنان العربنني: النحننو واللغننة والبيننان واألدب( و)فصننل فنني أن اللغننة ملكننة صننناعي ة( و)فصننل فنني تعليم اللسان الم رل( و)وفصل في أن ملكة اللسان ير صناعة العربي ة( و)فصل في أن لغة العننرب لهننذا العهنند مسننتقل ة مغننايرة للغننة م ننر وحميننر( و)فصننل فنني أن الع جمننة إذا سننبقت إلننى اللسان قص رت بصاحبها في تحصيل العلوم عن أهل اللسان العربي(. وتتشك ل علوم اللسان العربي عنند ابنن خلندون فني بنينة رباعي نة كتكشنف تصنو ار نظري نا يحندد 2 الم ارتب التي تتجل نى عليهنا الظناهرة اللغوي نة إطالقنا ك. وينذكر ابنن خلندون أن هنذه األركنان األربعنة هي:)علم اللغة والنحو والبيان واألدب(. روري ة وهي ألهنل الشنريعة إذ م خنذ الشنر يعي ة كل هنا منننن الكتننناب والسنننن ة إذ يقنننول: كفنننال بننند منننن معرفنننة العلنننوم المتعل قنننة بهنننذا اللسنننان لمنننن أ ارد علنننوم 3 الشريعةك. وعند شرحه لهذه العلوم قند م علنم النحنو عليهنا جميعنا ويعلنل هنذا التقنديم بقوله:كوالنذل يتحص ل أن األهم المقد م منها هو النحو إذ به ي تبي ن أصول المقاصد بالداللة في عنرف الفاعنل منن 4 المفعول والمبتدأ من الخبر ولواله لجهل أصل اإلفادة. وكان حق علم اللغة الت قد م لنوال أن أكثنر األو ناع باقينة فني مو نوعاتها لنم تتغي نر بخننالف اإلعن ارب الند ال علنى اإلسنناد والمسنند والمسننند إليننه ف ن ننه ي غي ننر بالجملننة ولننم يبننق لننه أثننر. فلننذلك كننان علننم النحننو أهننم مننن اللغننة إذ فنني جهلننه 3

4 3 5 اإلخالل بالتفاهم جملة وليست كذلك اللغةك. فعلم النحو في نظنر ابنن خلندون يتقند م جمينع علنوم اللسننان العربنني إذ إن إد اركننه مطلننب لمعرفننة علننوم اللغننة األخننرى اية في نظره هدفه واتقانهننا. فعلننم النحننو وسننيلة ال بط اللسان وعلومه وهذا األمر النذل ينبغني أخنذه فني الحسنبان عنند تعلنيم النحو إذ أصنبح الكثينر منن معلمني النحنو ومتعلمينه ينظنرون إلينه علنى أن نه اينة عظمنى وعلنى هنذا األسناس ينتم تعليمنه وتعل منه بصنورة تجريدينة تخلنو منن ربطنه إليه في تعليمه وتعلمه وهو وقد بدأ بط اللسان. باألسناس النذل ينبغني أن ننظنر في د ارسته لعلنوم اللسنان العربني بعلنم النحنو فنانطلق فني د ارسنته لهنذا العلنم مسنل طا األ نواء علنى د ارسنة الحركنات التني تمي نز الفاعنل منن المفعنول بنه منن المجنرور مو نحا الفنرق بين النحو واإلع ارب متحري ا العامل الذل يوجب تغي ر أواخر الكلم مع فصله بين اإلع ارب علما واإلعننن ارب تطبيقنننا فمعرفنننة قوانيننننه وحننندها ال تكفننني لتطبينننق أسنننس هنننذا العلنننم علنننى أرض الواقنننع ثنم ثن نى ب أرينه الخنام مندلال علنى صنح ته بنالملموس منن محادثنة وكتابنة حينث بندأ بن أرل القندماء األدل نة المشناهدة معر جنا علنى بندايات و نع علنم النحنو علنى يند أبني األسنود الندؤلي كاشنفا دور الخليل بن أحمد الف ارهيدل فيما بعد في هذا المجال وأخين ار جناء سنيبويه فأكمنل تفاريعهنا واسنتكثر مننن أدلتهننا وشننواهدها فيقننول:ك ثننم كتننب فيهننا الننناس مننن بعننده )أبنني األسننود( إلننى أن انتهننت إلننى الخليل بن أحمد الف ارهيدل أي ام الرشيد. 6 فهذ ب الصناعة وكم ل أبوابها وأخذها عنه سيبويهك. هكننذا انتهننى القننائمون مننن العننرب بو ننع علننومهم اللغوي ننة إلننى أن كاسننتنبطوا مننن مجننارل كالمهنننم قنننوانين لتلنننك الملكنننة مط نننردة شنننبه الكلينننات والقواعننند يقيسنننون عليهنننا سنننائر أننننواع الكنننالم ويلحقون األشباه باألشباه مثل أن الفاعل مرفوع والمفعنول منصنوب والمبتندأ مرفنوع ثنم أروا تغي نر الداللة بتغي ر حركات هذه الكلمات فاصطلحوا على تسميته إع اربا وتسمية الموجنب لنذلك عنامال. وصارت كل ها اصطالحات خاص ة فقي دوها بالكتابة... واصطلحوا على تسميتها بعلم النحوك 7. 4 مشكالت تعليم النحو العربي: شغلت ق ي ة صعوبة النحو العربي العلماء والمربيين والمدرسين قديما وحديثا فمنع أ ن درس النحنننو العربننني منننأخوذ بكنننل الجننند الواجنننب إال أن اإلقبنننال علينننه أقنننل منننن ينننره منننن العلنننوم األخرى. وهذه الشكوى ال تعني بحال من األحوال صعوبة هذا العلم بالدرجة األولى وان ما قد تنر د في كثير من األحيان إلى ط ارئق تعليمنه وتشنتيتت األذهنان بكثنرة الحالفنات فني المسنألة الواحندة. ويبدو ذلك األمر جليا في نقل الجاحظ لقول الخليل بن أحمد:كال يصل أحد من علماء الن حنو إلنى ما يحتا إليه حت ى يتعل م ماال يحتا إليهك 8. فمن خالل استجالء واقع تعليم اللغة العربية بشكل عام وعلم النحو بصورة خاصنة يلحنظ المرء أن الظاهرة الخطيرة في تعليم اللغة العربية هي أن الطالب كل ما سنار خطنوة فني تعل نم اللغنة

5 ازداد جهنال بهنا ونفنو ار منهنا وصندودا عنهنا. وقند يم ني فني الطرينق التعليمني إلنى آخنر الشنوط 9 فيتخر وهو ال يستطيع أن يكتب خطابا بسيطا بلغة سليمة. ويمكننن أن نننرد هننذا األمننر فنني كثيننر مننن األحيننان إلننى المبالغننات فنني اإلعنن ارب وتقدي ارتننه فشكلت سببا في نفور المتعلمين من النحو. وفي هذا الصندد يعل نق الشنيل علني الطنطناول رحمنه.)1 اهلل علنى إعن ارب المعلمنين لكلمنة )السنماء( فني قولنه تعنالى:كإذا السنماء انشنقتك. )االنشنقاق: 10 على أن ها فاعل لفعل محذوف تقديره )إذا انشنقت السنماء انشنقت( فيقنول: منا هنذا الهنذيان هنل سننمعتم عربيننا يقننول هننذا الكننالم لمنناذا ال نعل ننم التالميننذ أن االسننم المرفننوع فنني مثننل هننذا المو ننع مبتدأ مرفوع مثل 11 كل اسم مرفوع يبدأ به الكالم. وينننذكر الننندكتور أحمننند مننندكور مثننناال آخنننر علنننى المبالغنننة فننني التنننأويالت النحوي نننة لتحقينننق االنسجام بين الن صوم والقواعد النحوي ة أن طه حسين كان يناقش أحد علماء النحو في إع ارب قولننه تعننالى :كوان أحننمد مننن المشننركين اسننتجارك فننأجره حتننى يسننمع كننالم اهللك.)التوبننة: 6( فننرد النحول أن )إن( ناصبة لفعل محذوف تقديره: )وان استجارك أحمد من المشنركين اسنتجارك( فقنال 12 طه حسين: أتزيد في كالم اهلل يا رجل. وكمثال آخر على هذه المبالغات في اإلع ارب أي ا أسنلوب التعج نب فهنو وا نح مفهنوم 13 لكن الشكوى تنصب علنى صنعوبة إع اربنه وكثنرة الخالفنات التني تندور حنول هنذا اإلعن ارب فنال أحنند يشننكو مننن صننعوبة هننذه األسنناليب فنني االسننتعمال قننديما وحننديثا ولكننن الصننعوبة صننعوبة إع ارب من جهة وتعدد آ ارء المعربين من جهة أخرى وصعوبة حفظ التفريعات وال وابط الكثيرة 14 في القاعدة الواحدة. وقنند أثننارت ق ننية الشننكوى مننن صننعوبة علننم النحننو ومشننكالت تعليمننه ومننا ي طننر مننن مسنائل مختلفنة تخص نه اهتمنام ابنن خلندون فقنام علنى رصند هنذه الظنواهر واسنتجالئها منن خنالل النصننننوم المنطوقننننة فجنننناءت آ ارؤه معتمنننندة علننننى المالحظننننة التربويننننة الشخصنننني ة. ويمكننننن أن نستخلم من آ ارئه أن مشكلة تعليم النحو العربي تكمن في األمور اآلتية: التأث ر بالمنطق في أ د ارسة النحو: لقنند تننأث ر النحنناة فنني أثننناء د ارسننتهم للغننة بقننوانين المنطننق واالسننتناد إليهننا فنني تحليننل ق ننايا اللغننة وهننذا األمننر نتيجننة لحركننة الترجمننة فنني العننالم العربنني فنني الن صننف األول مننن القننرن الثنناني 15 الهجننرل وهنني حركننة جدينندة قامننت علننى نقننل الثقافننات األجنبي ننة إلننى العربي ننة. وقنند توق ننف ابننن خلندون فني مقدمتنه عنند هنذه الظناهرة وأبندى رف نه تجناه االعتمناد المطلنق علنى قنوانين المنطنق واالستناد إليها في د ارسنة ق نايا اللغنة والنحنو فيقول:كفأصنبحت صنناعة العربي نة كأن هنا منن جملنة 16 قوانين المنطق العقلي ة أو الجدل وبعدت عن مناحي اللسان وملكتهك. 5

6 وقد 6 بننناء علننى مننا سننبق نجنند أن ابننن خلنندون يننرفض فكننرة التعامننل مننع اللغننة بننناء علننى أسننس منطقي ننة أو جدلي ننة عقلي ننة فمننا ينطبننق علننى علننم المنطننق وعلننم الجنندل ال يمكننن أن ينطبننق علننى د ارسننة اللغننة فكننأن ابننن خلنندون ي ننع أمننام الدارسننين فكننرة تقننوم علننى أسنناس د ارسننة اللغننة د ارسننة وصنفي ة كأل أن يصنف )الباحنث( الظناهرة اللغوي نة وصنفا مو نوعي ا يعكنس حقنائق اللغنة كمنا هني 17 في االستخدام الفعلي بعيدا عن المنطق الفلسفي واالتجاه المعيارلك. أشار ابن خلدون كذلك إلى أن تأث ر النحاة بالمنطق األرسطي لم يكن في مرحلة مبكنرة مننن م ارحننل د ارسننة اللغننة وهنني المرحلننة التنني يطلننق عليهننا مصننطلح )االسننتق ارء( ويتجل ننى ذلنننك بصورة 18 أبوابهاك. وا حة من خالل حديثه عن الخليل ومنهجه في د ارسة اللغة الذل كهذ ب الصناعة وكم ل إذا جنناء تننأث ر النحنناة بننالمنطق اإل ريقنني فنني مرحلننة تاليننة مننن م ارحننل د ارسننة اللغننة وهنني المرحلة التي شهدت بداية التفاعل الحقيقي بين الفكنر العربني اإلسنالمي. العربي ة التي تأثرت في هذه المرحلة بالفكر اإل ريقي. وكنان الن حنو أحند العلنوم وقد تأثر بعض النحاة بالبناء المنطقي لهنذا الفكر. وأبرز ما يمكن أن ي عد مثاال على ذلك الت نأث ر المتبنادل بنين النحنو والمنطنق منا ي سنم ى عنند النحاة بن)نظري ة العامل( التي شغلت تفكير النحاة وأخذت حي از كبي ار في مناقشناتهم النحوي نة. وقند أولننى النحنناة القنندماء هننذه الن ظريننة أهمي ننة كبيننرة وأفننردوا لهننا أبوابننا فنني مؤلفنناتهم وو ننعوا للعامننل ذلنك:كثم النحول نظريات عد وها من البديهيات التي ال يجوز الخرو عليها. يقول ابن خلندون فني أروا تغي نر الداللنة بتغي نر حركنات هنذه الكلمنات فاصنطلحوا علنى تسنميته إع اربنا وتسنمية الموجنب 19 لذلك التغي ر عامال ك. ويرج ح ابن خلدون أن هنذا التنأث ر النحناة بنالعلوم األخنرى كعلنم الفلسنفة والمنطنق كنان سنببا فننني صنننعوبة النحنننو. إذ بنننالذ النحننناة بالنننذكر والحنننذف والتقنننديم والتنننأخير والتنننأويالت والعوامنننل والعلنل. فجناءت المؤلفنات النحوي نة لالجينال الالحقنة محملننة بعنبء ثقينل منن األفكنار الغريبنة عننن الد ارسة اللغوي نة. ممتلئنة بندقائق الفنروع والمجنادالت واألقيسنية والتعلنيالت. فكنان هنذا المننهج كمنا يرى بعض الباحثين سببا في خرو د ارسة النحو عن الغرض الذل و نع منن أجلنه وهنو خدمنة 20 اللغة في مستوياتها المختلفة. ومن أمثلة خرو النحاة عن واقع االستعمال اللغول واللجوء إلى التأويالت المنطقي ة البعيدة التنني ازدت النفننور مننن النحننو وتعلمننه مننا يرويننه أبننو حيننان فنني كتنناب المقابسننات إذ يقننول: وقننف أع اربي على مجلس األخفش فسمع كالم أهله في النحنو ومنا يندخل معنه فحنار وعجنب وأطنرق ووسوس فقال له األخفش: ما تسمع يا أخا العنرب. قنال: أ اركنم تتكلمنون بكالمننا فني كالمننا بمنا لننيس مننن كالمنننا. 21 وبهننذه المنهجي ننة فنني د ارسننة اللغننة وشننر قواعنندها حصننل التباعنند بننين النحننو واللغة كما يرى بعض الباحثين فأصبحت معظم الد ارسات اللغوي نة تسنتقي مادتهنا منن النذهن ال

7 22 من اللغة ومن الفلسفة العقلي ة ال من الواقع. وكانت النتيجة أن الطالب يفني الكثير من سنوات عمره في د ارسة النحو وال يخر منه بما يقي م لسانه أو قلمه. ب منهج تأليف كتب تعليم النحو: لقند شناع التنأليف فني الن حنو بعند الخلينل وسنيبويه وظهنرت المؤلفنات فني المسنائل واألصنول والفننروع وقنند سنناهم المختصننون فنني ثنن ارء المكتبننة الن حوي ننة جهنند مننا اسننتطاعوا بمؤلفننات تقليدي ننة مستقل ة أو بالشر أو االختصار أو المناقشة والجدل. وفنني هننذا المجننال يمي ننز ابننن خلنندون بننين مننرحلتين مننن م ارحننل د ارسننة النحننو والتننأليف فيننه المرحلننة األولننى: مرحلننة العلننم والمرحلننة الثانيننة مرحلننة التعلننيم. ويننرى أن القننائمين علننى المرحلننة األولى أمثال ( الخليل وسيبويه ( قد أد وا الدور المنوط بهم بشكل تام إذ كانت عننايتهم بد ارسنة اللغة وتأسيس قواعدها ولذا كثرة األقيسة والتفريعات اللغوي ة في آ ارئهم وهذا ألمنر منن جهنة نظنره مقبننول. أم ننا أصننحاب المرحلننة الثانيننة مننن البنناحثين فلننم يننؤدوا دورهننم بشننكل تننام. سننواء أصننحاب المطنننوالت أو الشنننرو والمختصننن ارت. ممنننا كنننان لنننه األثنننر السنننلبي علنننى تحصنننيل متعلمننني النحنننو العربي ونفورهم منه. 23 وعقنند فنني مقدمتننه فصننلين لننذلك: األول منهمننا بعنننوان ككثننرة التننأليف عننائق فنني التحصننيلك. والثاني منهما كأن كثرة االختصا ارت مخل ة بالتعليمك 24. حيث ذهب إلى أن كثرة التأليف في العلوم بشنننكل عنننام وفننني الن حنننو بشنننكل خنننام سنننبب منننن أسنننباب نننعف التحصنننيل فيقنننول فننني هنننذا الصدد:كاعلم أن ه مما أ ر بالناس في تحصيل العلم والوقوف على اياته كثرة التنأليف واخنتالف 25 االصطالحات في التعليم... ثم مطالبة المتعل م باستح ار ذلكك. ويمث ل على ذلك بمجموعة من الكتب الن حوي ة التي أكثر من تأليفها المتنأخرون وتالمينذهم والتي تقوم على اآل ارء والجدل واالفت ار ات التي تصل إلنى حند اإلحالنة والتنأويالت التني هندفها المصنالحة بنين النصنوم والقواعند التني لنم يصنل أصنحابها إلنى نتيجنة سنوى زينادة األمنر عسن ار وتعقيندا وينذكر منهنا: )شنر الكافينة البنن الحاجنب( و)وارتشناف ال نرب منن كنالم العنرب ألبني حيننان( و)وشننر األشننموني( و)وحاشننية الخ ننرل علننى ابننن عقيننل( و يرهننا كوهنني )حسننب مننا يرى( كل ها متكررة والمعنى واحد والمنتعل م مطالنب باستح نار جميعهنا وتميينز منا بينهنا والعمنر 26 ينق ي في واحد منهاك. وينرى كنذلك أن االهتمنام بهنذه الكتنب يجنب أن يبقنى محصنو ار فني طبقنة المختصنين كالنذين 27 يكننند ون فيهنننا أذهنننانهم طلبنننا للتو نننل وتجننناوز الحننندودك. أم نننا شنننغل المتعلمنننين العننناديين بهنننا فنننأمر يرف ه ابن خلدون ألن كالمتعل م ولو قطع عمره في هذا كل ه فال يفي له بتحصيل علم العربي ة وهو 7

8 آلة من اآلالت ووسنيلة. وكل منا خرجنت عنن ذلنك خرجنت عنن المقصنود وصنار االشنتغال بهنا لغنوا 28 مع ما فيه من صعوبة الحصول على ملكتهاك. وي سننتنتج مننن كننالم ابننن خلنندون السننابق أن مننن أبننرز مشننكالت تعلننيم النحننو العربنني عنندم الفصنل فني عملينة التعلنيم بنين أمنرين: النحنو العلمني والنحنو التعليمني. فناألول يقنوم علنى نظرينة لغوي نننة تنشننند الدق نننة فننني الوصنننف والتفسنننير وتتخنننذ لتحقينننق هنننذا الهننندف أدق المنننناهج. فهنننو نحنننو تخصصننني ينبغننني أن يكنننون عميقنننا مجنننر دا ي ننندرس لذاتنننه. أمنننا النحنننو التعليمننني فيمث نننل المسنننتوى الننوظيفي النننافع لتننوقيم اللسننان وسننالمة الخطنناب. فيختننار المننادة المناسننبة مننن مجمننوع مننا يقد مننه النحنو العملني منع تكييفهنا لتتناسنب منع أهنداف التعلنيم وظنروف العملينة التعليمي نة وليسنت مجنر د 29 تلخيم للنحو العلمي. فعلى هذا األساس ينبغي أن ي در س النحو العربي وقواعده. فنابن خلندون من تعليم النحو - في نظره - هي إصال 8 يندعو إلنى تعلنيم الناشنئة النحنو النوظيفي النذل يجنرل فني المعنامالت فالغاينة اللسان في السير على سنن العربية وانتحاء سمت كالم العرب في تصنرفه منن إعن ارب وتثنينة وجمنع وتحقينر وتكسنير و ينره. ليلحنق منن لنيس منن أهنل اللغة العربية بأهلها في الفصاحة. ويفهننم مننن كننالم ابننن خلنندون السننابق مسننألة أخننرى وهنني وجننوب البحننث عم ننا فنني الن حننو العربي من نافع يجب علمه ومن ير نافع ال ي ر جهلنه واذا اسنتخدم فني اللغنة بقندر حاجتهنا مننه وفائدتنه لهنا كنان مقبنوال مستسنا ا أم نا إذا جناوز الحاجنة والفائندة ف ن نه حينئنذ يكنون عبئنا فني ذاته حيث يصعب فهمه واستيعابه ولذا كصارت الصناعة النحوي ة كالطبيعي ة التني ال يمكنن نقلهنا 30 وال تحويلهاك. وبذلك يكون ابن خلدون قد المس مشكلة اية باألهمي ة في تعليم النحو العربي وهي مشكلة قديمة حديثة فما زلنا نعاني ن في الكثير من البلدان العربي ة ن من الكتب التقليدي ة حتى وان ظهرت بحلى جديدة فالمعاينة البسيطة لمنها النحو العربي تظهر كثافة من حيث المو وعات و ازرة في المفاهيم والمصطلحات النحوية وتعددها و مو ا في لغة التعريفات 31 التي تبدو أحيانا عسيرة الفهم واإلد ارك إ افة إلى عدم مالءمتها للمرحلة التعليمة. ولذا يمكن القول إن مناهج النحو العربي فني كثينر منن األحينان لنم تنأ ت بجديند جوهرينا واقتصنرت علننى الشننكل. أمننا القواعنند فهنني هنني وأمننا المو ننوعات فكمننا ورثناهننا لننم يصننبها مننن التجدينند إال نصيب 32 قليل. ففي منظور علم اللغة التطبيقي والمقر ارت التعليمية يخ ع إلى التقدير الشخصي والخبرة الذاتية الحال في بعض البلدان العربي ة لم يعد تحديد المو وعات التي ينبغي أن تدر في المناهج بل أصبح يؤسس على أبحاث علمية ميدانية أو االنتقاء العشوائي كما هو تأخذ باالعتبار تحليل إنتا التالميذ في شتى م ارحل التعليم من أجل معرفة المو وعات التي يكثر شيوعها في

9 أساليبهم الكالمية والكتابية وكذلك معرفة المو وعات التي يكثر الخطأ فيها والصعوبات التي يجدها التالميذ في التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم ومشكالتهم. هذا هو األساس الذل تقوم عليه مناهج النحو اليوم في الدول 33 المتقدمة. ولنذا فن ن منن أبنرز المشنكالت التني تواجنه تعلنيم النحنو العربني وأعظمهنا هني مشنكلة االفتقنار إلى م مون مناسب لتعليم النحو مثل اختيار نصنوم متنوعنة ومناسنبة لمسنتوى الطنالب سنعيا ل بط اللغة نطقا وكتابة. ولذا يشير الكثينر منن التربنويين إلنى نرورة م ارعناة العالقنة الوثيقنة فني 34 مرحلة إعداد المادة التعليمي ة بين حاجات المتعلمين وحاجات المجتمع. ج الثنائي ة اللغوي ة: 9 لقنند ابتليننت الكثيننر مننن البلنندان العربي ننة بانتشننار التعلننيم باللغننات األجنبيننة فنني مدارسننها وجامعاتها بصورة كبيرة كاإلنجليزي ة والفرنسي ة وهذا األمر إذ لم ي ارع بصورة علمي ة مدروسة ف ن ه سننيترك آثننا ار سننلبية علننى تحصننيل المتعلمننين باللغننة العربيننة بشننكل عننام ونحوهننا بشننكل خننام وخصوصا بالم ارحل العمري ة األولى ومرد هذا األمر في منظور ابن خلدون أن النفس البشري ة ال تتسنننع إال لمكلنننة واحننندة إذ يقنننول:كإن الصننننائع وملكاتهنننا ال تنننزدحم وأن منننا سنننبقت لنننه إجنننادة فننني 35 صناعة فقل أن يجيد أخرى ويستولي فيها على الغايةك. ويقول فني منوطن آخنر منن الكتناب:كإ ن الصنائع وملكاتها ال تزدحم وأن ما سبقت له إجادة في صناعة فقل أن يجيد أخرى ويسنتولي فيهنا 36 على الغايةك. فنتعل م الطالنب ن فني مرحلنة عمري نة متقد منة ن للغنة مغنايرة للغنة األم تكنون سنببا فني إ نعاف تحصيل العلوم فيقول:كواألعجمي المتعل م للعلم فني المل نة اإلسنالمي ة يأخنذ العلنم بغينر لسنانه النذل 37 سبق إليه ومن ير خط ه الذل يعرف ملكته فلهذا يكون له ذلك حجابا كما قلناهك. ويؤي ند أرل ابنن خلندون السنابق بعنض البناحثين المحندثين إذ يقنول ميشنال زكريا:كإنننا حنين نسنعى إلنى أن نننتعل م لغنة ثانيننة اللغنة الفرنسنني ة منثال إن منا نحنناول أن ن حنرز قنندر اإلمكنان كفايننة لغوي ة في هذه اللغة تكون مقاربة للكفاية اللغوي ة عند المواطن الفرنسي إال أن هناك فرقا أساسي ا بين كفاية المواطن 38 الفرنسي وكفاية األجنبي الذل ينجح في إتقان اللغة الفرنسي ةك. ويقننول شننحدة الفننارع أي ننا :كإننا نقننر مننن الناحيننة النظري ننة بوجننود ظنناهرة لغوي ننة تنندل علننى اإلجنادة التامنة للغتنين إال أن اإلجنادة التامنة منن الناحينة الواقعي نة أمنر صنعب المننال قند ال يمكنن تحقيقه. وبالتالي 39 تقل إمكاني ة الوصول إلى الكفاية المطلقة في كلتا اللغتينك. ولذا ف ن االهتمام باللغة العربية بجميع فروعها وجعلها أداة فاعلة في نشر التعليم والفكر والثقافة العربية واإلسالمية أمر اية في األهمية. ويجب أن يكون من أولويات المهتمين باالصال التربول على مستوى العالم العربي بأسره فقد أولت الشعوب المتقدمة وحت ى النامية

10 لغاتها اهتماما خاصا فتقدمت كثي ار في أساليب ت ع ل يمها وت ع ل م ها ذلك لقناعة تلك األمم أن التقد م العلمي والتقني ال يمكن أن يحصل باستعارة لغة أجنبية أو االستم ارر في الترجمة لكل مصطلح يظهر هنا وهناك. ولذا فقد أوصت المنظمة العالمي ة للتربية والعلوم والثقافي ة )اليونسكو( أمم األرض قاطبة ن وفقا لتقارير أعد ها خب ارؤها ن بأن تدر س كل أم ة أبناءها العلم بلغتها إذا أ اردت أن تظل مبدعة منتجة للعلم والعلماء فكل ما كانت لغة العلم هي لغة التفكير والخطاب اليومي كان 40 ذلك مدعاة لرسوخ العلم لدى المتلقيين ألن ه ال يحتا إلى وسيط أو إجهاد فكر. 2 مقترحات تربوية عند ابن خلدون في تعليم النحو: كان ما سبق بصورة مجتمعة يمث ل في منظور ابن خلدون أهم مشكالت تعليم النحو العربي في البلدان العربية وسبب الشكوى من صعوبته ونفور التالميذ منه. وبعد ذلك يقد م لنا األسس التربوية التي ينبغي أن نأخذها بالحسبان لتفادل هذه المشكلة ويمكن إيجازها باألمور اآلتية: أ معرفة الغاية من تعليم النحو: يرى ابن خلدون أن العلوم تنقسم إلى قسنمين : علنوم اينات وأخنرى وسنائل لهنذه الغاينات. وعلم النحو فرض كفاية ال فرض عين. فهو منن صنميم العلنوم اآللينة التني ينبغني أال توسنع فيهنا األنظنار وال تفنرع فيهنا المسنائل. ولنذا دعنا معلمني النحنو إلنى أال يسنتبحروا فني شنأنه وال يسنتكثروا منننن مسنننائله ألن ذلنننك يخرجنننه عنننن المقصنننود فيصنننير االشنننتغال بهنننا لغنننوا ( وهنننذا كمنننا فعلنننه المتأخرون في صناعة النحو( ألنهم أوسعوا دائرة الكالم فيها نقال واستدالال وأكثروا من التفاريع والمسنائل بمنا أخرجهنا عنن كونهنا آلنة وصنيرها مقصنودة لنذاتها. وذلنك األمنر م نر ة للمنتعل م ألن نه كلو قطع عمره في هذا كل ه فال يفي لنه بتحصنيل علنم العربي نة وهنو آلنة منن اآلالت ووسنيلة. وكل منا خرجت عن ذلك خرجت عن المقصود وصار االشتغال بها لغوا مع ما فيه من صعوبة الحصنول 41 على ملكتهاك. فالنحو التعليمي في منظور ابن خلدون مساعدة الكتساب الملكة اللغوية وينبغي أن يدرس على هذا األساس. ليس اية فني حند ذاتنه بنل هنو وسنيلة ب ط ارئق تعليم النحو: إن المطلع على ط ارئق تدريس النحو وقواعده في كثير من األحيان يجده أنه لنيس علمنا لتربية الملكنة وصنون اللسنان كمنا هنو مقنرر لهنذه المنادة وانمنا هنو علنم لتعلنيم صنناعة القواعند النحوي ة وقد أد ى هذا المنهج في التعليم إلى زيادة النفور من متعلميه. ونجد أن ابن خلدون يقد م لنا كيفية تعليم المسائل النحوي ة بعد انتقاء المادة التعليمية منن المؤلفات النحوي ة على النحو اآلتي: 11

11 أوال : 11 يبدأ المعل م بتلقين المتعل م بالتدريج شيئا فشيئا وقليال فقلنيال فننكيلقى علينه أوال مسنائل مننن كننل بنناب مننن الفننن هنني أصننول ذلننك البنناب ويقننر ب لننه فنني شننرحها علننى سننبيل اإلجمننال وي ارعى في قو ة عقله واستعداده لقبول ما يرد عليه حت ى ينتهي إلى آخر الفن...وبعند ذلنك يحصننل علننى ملكننة فنني ذلننك العلننمك 42. إال أن هننناك بعننض المتعلمننين والدارسننين كننذلك لكتنناب سيبويه لم يفطن لهذه الخطوات المذكورة فكانت النتيجة بالنسبة للمنتعل م أن كيحصنل علنى علنم اللسان صناعة وال يحصل عليه ملكة...والعلم بقوانين اإلعن ارب إن منا هنو علنم بكيفي نة ولنيس هنو نفنس الكيفي نةك 43. وأمنا النتيجنة بالنسنبة للدارسنين فن ن هنذه الصنناعة أصنبحت فني مؤلفناتهم ككأن ها من جملة قنوانين المنطنق العقلي نة أو الجندل وبعندت عنن منناحي اللسنان وملكتنه. وبعندوا 44 عن ثمرتهاك. التطبيق ثانيا : ف ن كانت المعرفنة النظري نة بالقواعند النحوي نة مهم نة فن ن األهنم منهنا هنو الجاننب التطبيقني ألن نه هنو الهندف األساسني منن تعلنيم النحنو ولنذا فقند تنب نه ابنن خلندون إلنى الفرق بين معرفة قواعند اإلعن ارب علمنا وتطبيقنا فمعرفنة قواعند اإلعن ارب وحندها ال تكفني وان منا القدرة على تطبيق هذه القوانين هي األساس وبذلك يكون قد فصل بين علنم اإلعن ارب كتطبينق عملي في واقع االستخدام وبين مجر د المعرفة النظرية لقواعد وقوانين هنذا العلنم )المسنط رة فني الكتب( وبذلك يعلل سبب إخفاق الكثير من العارفين بالنحو ووقنوعهم بالخطنأ سناعة التطبينق فيقنول:كالعلم بقننوانين اإلعن ارب إن مننا هنو علننم بكيفي ننة العمنل ولننيس هنو نفننس العمنل ولننذلك نجنند كثي ار من جهابذة النحاة والمهرة في صناعة العربي ة إذا س ئل فني كتابنة سنطرين إلنى أخينه أخطنأ فيهنا عننن الصننوابك 45. وعلنى العكننس مننن ذلنك مننن أدرك هننذه القواعند تطبيقننا عملي ننا ال تنظريننا علمي ننا كيجيننند الفننننين منننن المنظننوم والمنثنننور وهنننو ال يحسنننن إعنن ارب الفاعنننل منننن المفعنننول وال 46 المرفوع من المجرور وال شيئا من قوانين صناعة اإلع اربك. فالندرس النظنرل لقواعند اإلعن ارب فني نظنر ابنن خلندون ال يكفني إذ ال بند منن التطبينق ومنن ال يت بنع هنذا المننهج يكنون حالنه حنال منن يعنرف صنناعة منن الصننائع علمنا وال يحكمهنا عمننال كمثننل أن يقننول بصننير بالخياطننة يننر محكننم لملكتهننا فنني التعبيننر عننن بعننض أنواعهننا: الخياطة هي أن يدخل الخيط في خ ر ت اإلبرة ثم يغرزها فني ل ف قني الثنوب مجتمعنين ويخرجهنا من الجانب اآلخر بمقدار كذا ثم يردها إلى حيث ابتندأ... وهنو إذا طولنب أن يعمنل ذلنك 47 بيده ال يحكم منه شيئا. وهكذا العلم بقوانين اإلع ارب مع هذه الملكة في نفسهاك. فالملكنة اللسناني ة تختلنف فني نظنره عنن صنناعة اإلعن ارب إذ يقنول:كومن هننا ي علنم أن تلنك 48 الملكة هي ير صناعة العربي ة وان ما مستغنية عنها بالجملةك. وكما تختلف الملكة اللساني ة من وجهنة نظنر ابنن خلندون عنن صنناعة العربي نة فهني تختلنف عننننده أي نننا عنننن صنننناعة اإلعننن ارب أو قنننوانين اإلعننن ارب فننني اللغنننة يقول:كوهكنننذا العلنننم بقنننوانين

12 اإلع ارب مع هذه الملكة في نفسها ف ن العلم بقوانين اإلعن ارب إن منا هنو علنم بكيفي نة العمنل ولنيس 49 هو نفنس العمنلك. فالملكنة اللسناني ة قائمنة عنند ابنن خلندون علنى العلنم بقواعند اإلعن ارب وقوانيننه وليست هي نفس القوانين اإلع اربي ة التي ت بط اللغة. وخالصننة مننا سننبق نجنند أن ابننن خلنندون قنند و ننع تميينن از وا ننحا بننين المقنندرة علننى الننت كلم وبننين المعرفننة المباشننرة بقواعنند اللغننة ننمن مؤلفننات النحنناة فعملي ننة الننتكل م تننتم مننن خننالل الملكننة اللسننناني ة والملكنننة اللسننناني ة تفتنننرض اإللمنننام ال نننمني بقواعننند اللغنننة فننني حنننين أن معرفنننة قنننوانين اإلعنن ارب ال تعننني بال ننرورة امننتالك الملكننة اللسنناني ة وهننذا المبنندأ الننذل الد ارسات التربوية الحديثة في البلدان المتقد مة. توصننلت إليننه الكثيننر مننن ن التمييز بين النحو اإلع ارب: وقع خلط ليس يسي ار في كثير من كتب الن حو واللغة بين النحو واإلع ارب إع اربا واإلع ارب ي سمى ف النحو ي سم ى نحو ا فقد جاء في لسان العرب كنحا الشيء ينحاه إذا حرفه وقال ابنن السكيت: ومنه س م ي النحو ألن ه يحرف الكالم إلى وجوه منظور 50 اإلع اربك. وممنا يو نح هنذا الخلنط بنين المفهنومين )النحنو واإلعن ارب( بجنالء قولنه أي نا أل ابنن 51 :كاإلع ارب الذل هو الن حو إن ما هو اإلبانة عن المعاني باأللفاظك. والسننؤال الننذل نطرحننه: مننا السننبب الننذل أد ى إلننى وقننوع البنناحثين فنني هننذا الخلننط بنننين المفهومين )النحو واإلع ارب(. يرد ابن خلدون سبب الخلط إلى أمرين: األول: أن اإلع ارب في األساس كان سببا في نشأة علم النحو فسم ي باسمه. والثناني: أن معظنم الد ارسنات النحوي نة فني المرحلنة المتنأخ رة منن د ارسنة اللغنة رك نزت علنى الحركة اإلع اربي ة. فتوه م الدارسون فيما بعد أن اإلع ارب هو الن حو والعكس في حين أن األمر على ينر ذلننك يقننول ابننن خلنندون :كوخشنني أهننل الحلننوم منننهم أن تفسنند تلننك الملكننة أرسننا ويطننول العهنند فينغلق القرآن والحديث على الفهنوم فاسنتنبطوا منن مجنارل كالمهنم قنوانين لتلنك الملكنة مط نردة شبه الكليات والقواعند يقيسنون عليهنا سنائر أننواع الكنالم ويلحقنون األشنباه منهنا باألشنباه مثنل أن الفاعل مرفوع والمفعول منصوب والمبتندأ مرفنوع. ثنم ر أوا تغي نر الداللنة بتغي نر حركنات هنذه الكلمننات فاصننطلحوا علننى تسننميته إع اربننا وتسننمية الموجننب لننذلك الت غي ننر عننامال... وجعلوهننا 52 صناعة لهم مخصوصة واصطلحوا على تسميتها بعلم الن حوك. وهذا التمييز من ابن خلدون بين النحو واإلع ارب إرشاد لكل منن أننيط بنه تعلنيم النحنو العربني أن ي درك ذلك ويمي ز بين أمرين: 12

13 أوال : أن اإلع ارب ليس نهاية المطاف في تعليم النحو العربي وتعل منه إذ أصنبح التركينز علينه فني تعليم النحو يشك ل عائقا كبي ار أمام متعلميه. ثانينا : أن اإلعن ارب ال ينرتبط بناللفظ قندر ارتباطنه بنالمعنى واألثنر النذل أحدثنه العامنل فني المعننى يتمث ل بالحركة الظاهرة على اللفظ. فالعالمننة اإلع اربي ننة فنني نظننر ابننن خلنندون جننزء رئننيس مننن منظومننة بننناء الن حننو العربنني وليس هي الن حو في نفسه بل تعين على تفسير البناء الن حول وفنق منا يطن أر علينه منن تغي ن ارت شكلي ة ن صبت مع ق ارئن أخرى في بوتقة تشكيل المعنى يقول:ككانت الملكة الحاصلة للعرب في ذلننك أحسننن الملكننات وأو ننحها إبانننة عننن المقاصنند لداللننة يننر الكلمننات فيهننا علننى كثيننر مننن 53 المعاني مثل الحركات التي تعي ن الفاعل منن المفعنول منن المجنرور أعنني الم ناف إلينهك. ويقنننول أي ننننا :كثم أروا تغي نننر الداللننننة بتغي ننننر حركنننات هننننذه الكلمننننات فاصنننطلحوا علننننى تسننننميته 54 إع اربا ك. وقنند أي نند ابننن خلنندون فنني أريننه السننابق بعننض المحنندثين ومنننهم إبنن ارهيم مصننطفى حيننث يرى أن حصر النحو في اإلع ارب ت ييق شديد لدائرة البحنث النحنول وتقصنير لمنداه. فنالنحو ينبغني أن يكنون قنانون تنأليف الكنالم وبينان لكنل منا يجنب أن تكنون علينه الكلمنة فني الجملنة 55 والجملة مع الجمل حت ى تتسق العبارة وتؤدل معناها. وقريبا من ذلك ما ذهب إليه تمام حسان حيث يرى إمكانية تجاهل داللة اإلع ارب علنى المعنى اعتمادا على الق ارئن األخرى فني تو نيح المعننى. ومث نل علنى ذلنك بقنول العنرب )خنرق الثوب المسمار ) برفع الثوب ونصب المسمار فقد تم تجاهل الحركة فني الداللنة علنى المعننى 56 واالكتفاء بالمناسبة المعجمي ة التي تقت ي أن يكون )المسمار( فاعال و)الثوب( مفعوال. د ن التركيز على المعنى في تعليم النحو: تركز الكثير منن ط ارئنق تعلنيم النحنو فني المينادين التعليمينة فني البلندان العربينة علنى الدالنة اإلع اربية ير أن ابن خلدون يرى عكس ذلك ويقلل من مكانة الحركة اإلع اربية في الداللة علنى المعنننى. إذ أصننبح تركيننز المعلمننين فنني الم ارحننل التعليميننة المختلفننة علننى اإلعنن ارب وأوجهننه دون ربطه بالمعنى يشك ل حاج از في تعليم النحو برمته فكأن ه أ ارد صرف األنظار عنه واالكتفاء منه بما يخدم المرحلة التعليمي ة للمتعل م. ويندلل علنى ذلنك بنأن اللغنة فني عصنره لنم ي فقند منهنا إال داللنة الحركات على تعيين الفاعل والمفعول فاعتا وا عنها بالتقديم والتأخير وبق ارئن أخرى تدل عليهنا خصوصنننيات المقاصننند كألن األلفننناظ بأعيانهنننا دالنننة علنننى المعننناني بأعيانهنننا ويبقنننى منننا تقت نننيه األحننوال ويسننم ى بسنناط الحننال محتاجننا إلننى مننا ينندل عليننه وكننل معنننى ال بنند وأن تكتنفننه أحننوال تخص ه فيجب أن تعتبر تلك األحوال في تأدية المقصود ألن ها صفاته وتلنك األحنوال فني جمينع 13

14 األلسننن أكثننر مننا ي نندل عليهننا بألفنناظ تخص ننها بالو ننع وأم ننا فنني اللسننان العربنني ف ن مننا ي نندل عليهننا 57 بأحوال وكيفيات في ت اركيب األلفاظ وتأليفها من تقديم أو تأخير أو حذف أو حركة إع اربك. فالق ارئن في نظر ابن خلدون هي ما في اللسان العربي من الكيفيات في ت اركيب األلفاظ وتأليفها. وفي هذا السياق يخالف وجهة نظر الدارسين والمعلمين الذين يولون الحركة اإلع اربية جل اهتمامهم في عملية تعليم اللغة وتبيان مسائلها فيقول:ك أهل صناعة اإلع ارب القاصرة مداركهم عن التحقيق وال تلتفتن في ذلك إلى خرفشة النحاة حين يزعمون أن البال ة لهذا العهد ذهبت وأن اللسان العربي فسد اعتمادا بما وقع في أواخر الكلم من فساد اإلع ارب الذل يدرسون قوانينه 58 وهي مقالة دس ها الت شي ع في طباعهم وألقاها القصور في أفئدتهمك. ويربط ابن خلدون في أداء المعنى بين ما سنم اه )أصنل المعننى( و)كمنال المعننى( وأن همنا معنا يتكنامالن فني إفنادة المندلول المقصنود منن الكنالم ألن نه كعبنارة وخطناب لنيس المقصنود مننه النطنق فقطك. ف فادة المقصود من الكنالم يتحقنق بنأداء األلفناظ لمعانيهنا أل بنالق ارئن كل هنا ومنهنا اإلعن ارب ال باإلع ارب وحده فيقول:كولم يفقد من أحوال اللسان المدو ن إال حركات اإلع ارب في أواخر الكلم فقنط. وهنو بعنض منن أحكنام اللسنانك 59. وبنذلك يكنون ابنن خلندون قند خنالف الكثينر منن البناحثين الذين نظروا إلى اإلع ارب على أن نه كنل شنيء فني أحكنام اللسنان العربني فتصند ى لنذلك للنرد علنى )خرفشة النحاة وأهل صناعة اإلع ارب(. ومما يؤك د فكنرة ابنن خلندون السنابقة وخطنورة عندم النربط بنين المعننى واإلعن ارب منا ذكنره لني بعض المختصين في هذا الباب ومن ذلك أن أحدهم قد سأل طالبا بعد أن ش ر له درس حروف العطنف ورك نز المعلنم جهنده علنى إعن ارب االسنم المعطنوف فسنأل الطالنب: مناذا تفيند )بنل( فلننم يعرف الطالب ذلك ألن التركيز علنى إعن ارب المفنردة فني التعلنيم ال بينان داللنة التركينب بأكملنه. ويننذكر آخنننر أن ننه سنننأل طالبنننا بعنند االتهننناء منننن درس )البننناء واإلعننن ارب( عنننن معنننى البنننناء فقنننال الطالب: البيت وهذا األمر نتيجة حتمي ة للتركيز على إع ارب المفردات دون ربطها بالمعنى. ورب ما عل م آخر الفاعل على أن ه من قام بالفعل ف ذا سمع الطالب جملة أكرم زيمد عم ار اسنتقام المفهنننوم عننننده واذا سنننمع جملنننة )هطنننل المطنننر( أو )منننات الرجنننل( أصنننابه الخلنننط فكينننف يكنننون )المطننر والرجننل( فنناعال مننع أن هننم وقننع علننيهم الفعننل. للمفردة والمعنى الم ارد. ولننذا ال بنند مننن الننربط بننين الحالننة اإلع اربيننة 14

15 ه الحفظ: منن أعظنم المشنكالت التني يعانيهنا متعلمنو اللغنة العربينة بشنكل عنام افتقنادهم إلنى مخنزون كاف من الثروة اللغوي ة التي تساند علنى عملي نة إد ارك المقنروء أو توصنيل األفكنار بصنورة سنليمة. ومرد هذا األمر في كثير من األحيان إلى قل ة المحفوظ من الت ارث اللغول األصيل. وقند أولنى ابنن خلندون الحفنظ عناينة فائقنة فني تشنكيل الملكنة اللسنانية وامنتالك أسنس اللغنة. والحفننظ الننذل يقصننده ابننن خلنندون لننيس حفننظ القواعنند المجننر دة الننذل يبننذل المعلمننون جهنندهم فنني تلقينهننا للطلبننة وانمننا قصنند بننالحفظ كننالم العننرب الجننارل علننى أسنناليبهم وحنندد مصننادره وهنني: القننرآن الكننريم والحننديث النبننول الشننريف وكننالم السننلف ومخاطبننات فحننول العننرب فنني شننعرهم ونثنرهم يقول:كوجنه التعلنيم لمنن يبتغني هنذه الملكنة وينروم تحصنيلها أن يأخنذ نفسنه بحفنظ كالمهنم القننديم الجننارل علننى أسنناليبهم مننن القننرآن والحننديث وكننالم السننلف ومخاطبننات فحننول العننرب فنني أسجاعهم وأشعارهم وكلمات المولدين أي ا في سائر فنونهم حتى يتنز ل لكثرة حفظه لكالمهنم منن 60 المنظوم والمنثور منزلة من نشأ بينهم ولقف العبارة عن المقاصد منهمك. ويبدو منن خنالل حنديث ابنن خلندون السنابق أن الحفنظ والمحاكناة ال يكفينان لتحصنيل ملكنة كنالم العننرب. فمنا الحننل فنني نظنره. إن الحننل كمنا يبنندو مننن خنالل حديثننه هنو االسننتعمال الفننردل 61 الذل يأتي بعد حفظ كالم العرب كوهو التعبير عم ا في نفس المتكل م بأساليب العربك. ففي الحالة األولى )الحفظ والمحاكاة( ف ن المتكل م يحفظ األفكنار واألسنلوب معنا فني حنين أن نننه فننني الحالنننة الثانينننة )االسنننتعمال الفنننردل( يبتكنننر المعننناني ويكنننون لنننه أسنننلوب جديننند خنننام يقول:كثم يتصر ف بعد ذلك في التعبير عم ا في ميره علنى حسنب عبنا ارتهم وتنأليف كالمهنم ومنا وعنناه وحفظننه مننن أسنناليبهم وترتيننب ألفنناظهم فتحصننل لننه هننذه الملكننة بهننذا الحفننظ واالسننتعمال 62 ويزداد بكثرتهما رسوخا وقو ةك. ويلح ابن خلدون كذلك على عندم االقتصنار علنى الحفنظ فني تكنوين الملكنة عنند مكتسنبيها إذ ال بد من الفهنم أوال يقول:كهنذا العلنم )علنم األدب( ال مو نوع لنه ي نظنر فني إثبنات عوار نه أو نفيها وان ما المقصود مننه عنند أهنل اللسنان ثمرتنه وهني اإلجنادة فني فنني المنظنوم والمنثنور علنى أساليب العرب ومناهجهم فيجمعون بذلك من كنالم العنرب منا عسناه تحص نل بنه الملكنة منن شنعر عنالي الطبقننة وسنجع متسنناو فنني اإلجنادة ومسننائل فني اللغننة والنحننو منع ذكننر منن أيننام العننرب. والمقصننود بننذلك كل ننه أن ال يخفننى علنننى الننناظر فيننه شننيء منننن كننالم العننرب وأسنناليبهم ومنننناحي بال تهم إذا 63 يتوق ف عليه فهمهك. تصفحه ألن ه ال تحصل الملكة من حفظه إال بعد فهمه ويحتا إلى تقديم جمينع منا الذين وقد لقيت الطريقة التعليمي ة السابقة عند ابن خلدون قبوال لدى الكثير من اللغويين المحدثين يرون أن تعل م اللغة العربي ة قائم على حفظ كالم العرب أوال ثنم التصنر ف بعند ذلنك وتكمنن 15

16 أهمي ة هذه الخطوة في أن ها تثنرل الحافظنة لندى الناشنئة باألسناليب البليغنة واآلثنار الفصنيحة وفني مقندمتها القنرآن الكنريم النذل ينبغني أن يكنون مصند ار لسنالمة الفكنر ومنبعنا لصنحة النطنق 64 في ذلك الحديث النبول الشريف وكالم العرب المنظوم والمنثور. ويمث ننل ابننن خلنندون علننى أهميننة الحفننظ فنني ويقفنوه عملي ننة تعلننيم اللغننة وقواعنندها مننن واقننع تجربتننه الشخصنني ة إذ يننرى أن كثننرة المحفننوظ كانننت سننببا فنني تحصننيل أهننل األننندلس لملكننة العربي ننة دون يرهم إذ يقول:كوأهل األندلس أقرب منهم )أهل أفريقيا والمغنرب( إلنى تحصنيل هنذه الملكنة بكثنرة 65 معاناتهم وامتالئهم من المحفوظات اللغوي ة نظما ونث ار ك. التك ارر: و إن التعليم الصنحيح والسنليم النناجح للغنة يكنون بالممارسنة أل الفعنل وتكن ارره وقند أكند ابنن خلنندون فنني مقدمتننه أهميننة التكنن ارر واعتينناد اسننتعمال كننالم العننرب فنني اكتسنناب الملكننة اللسنناني ة 66 فقال:كإن منا تحصنل هننذه الملكنة بالممارسنة واالعتينناد والتكن ارر للكننالمك. وقند أكند ابننن خلندون هننذه المسننألة فنني يننر مو ننع مننن مقدمتننه فقنند ذكننر فنني تعريفننه للملكننات كأن هننا ال تحصننل إال بتكنن ارر 67 األفعالك. ثنننم يو نننح أن الملكنننة كإن منننا تحصنننل بممارسنننة كنننالم العنننرب وتكنننرره علنننى السنننمع والنننتفط ن 68 لخنننوام ت اركيبنننهك. ثنننم يؤك ننند علنننى نننرورة م ارعننناة المننندة الزمني نننة التننني تنننتم فيهنننا عملينننة المننن ارن والممارسة فهي مسألة تقت ني فتن ارت زمني نة مطو لنة ينتم منن خاللهنا محاكناة خنوام كنالم العنرب من الفصاحة والرصانة وهي ويؤك نند ابنننن خلننندون فننني حديثنننه عنننن عملي ة تتم )بطول الم ارن على ذلك(. نننرورة الممارسنننة والتكننن ارر للكنننالم منننن أجنننل اكتسننناب الملكننة مننا نجننده عننند بعننض معلمنني اللغننة القنندماء كالجنناحظ مننثال حيننث يننرى أن الممارسننة هنني األسناس فني تعل نم أل شنيء مهمنا كنان ومنن هنذه الجنوار اللسنان وان مننع هنذه الممارسنة ينؤدل إلى الصعوبة في الكالم. وبي ن كذلك أن اإلنسان إذا ملك اللغة وانقطع عن ممارستها فسنيؤدل بنه 69 األمر إلى حبسة ويمث ل على ذلك بواقعة حدثت معه في حياته. و الحوار: 16 ي عد الحوار مهارة مهمة في تنمية قد ارت الطلبة اللغوي ة والفكري ة والتي تع د الهدف األسناس مننن تعل ننم اللغننة وقواعنندها. وقنند رك ننز ابننن خلنندون علننى هننذا البعنند التربننول إذ يننرى أن الر بننة فنني الكنالم ال تنؤدل إلنى حصنول الملكنة بنل يجعنل حصنولها منوطنا بنالحوار كالنذل يتجناوز الشنخم الواحند إلنى شخصنين أو أكثنر والحنوار )المقصنود( ال يعنني القنول أو النطنق فقنط هكنذا فنالحفظ 70 هو نطق وقول وليس بالحوار الذل يتطل ب الفهم والوعيك.

17 ولهذا نجد أن ابن خلدون يحذ ر من االعتماد على الحفظ والصمت لما لنه منن أثنر وا نح فني تنأخ ر اكتسناب ملكنة اللسنان ممنثال علنى ذلنك بحنال طنالب العلنم فني زماننه فني فناس وسنائر أقطار المغرب مبينا أن اعتمادهم على الصمت والحفظ دون اللجوء إلى الحوار كان سببا رئيسا فنني تننأخرهم عننن الحصننول علننى الملكننة والحننذق فنني العلننوم فيقول:كوبقيننت فنناس وسننائر أقطننار المغنرب خلنو ا منن حسنن التعلنيم منن لندن انقن ارض تعلنيم قرطبنة والقينروان ولنم يتصنل سنند التعلنيم فنيهم فعسنر علنيهم حصنول الملكنة والحنذق فني العلنوم. فنجند طالنب العلنم مننهم بعند ذهناب الكثينر من أعمارهم في مالزمة المجالس العلمي نة سنكوتا ال ينطقنون وال يفاو نون وعننايتهم بنالحفظ أكثنر من الحاجة فال يحصلون علنى طائنل منن الت صنر ف فني العلنم والتعلنيم ثنم بعند تحصنيل منن ينرى 71 منهم أن ه قد حص ل نجد ملكته قاصرة في علمه إن فاوض أو ناظرك. وترجنع أهمي نة الحنوار اللغنول عننند ابنن خلندون فني أن نه يسننه ل عملي نة تحصنيل قنوانين اللغننة وأسسها إذ يقول:كوأيسر طرق هذه الملكة فتق اللسان بالمحاورة والمناظرة فهو الذل يقر ب شنأنها 72 ويحص ل م ارميهاك. وقند لقينت فكننرة ابنن خلندون تجنناه الحنوار وأهميتنه فنني امنتالك اللغنة قبننوال لندى التربننويين الننذين يؤكنندون الكثينر مننن ننرورة التنندريب والمحاكنناة بوصننفهما عنناملين أساسننيين فنني عملي ننة تعل ننم اللغة بمعنى أن الطفنل حنين يسنمع تعبين ار جديندا يحناول محاكاتنه ثنم بنالم ارن يرسنل ذلنك التعبينر 73 في ذهنه وباستخدام القياس والتعميم يتمك ن من اإلتيان بتعبي ارت جديدة لم يسمعها من قبل. 17

18 خاتمة: لقد كشنف الباحنث فني هنذه الد ارسنة منن خنالل التحلينل والتأصنيل أبنرز األنظنار التربوينة الحديثننة التنني قنند مها ابننن خلنندون فنني مجننال تعلننيم النحننو العربنني باعتمنناده علننى التجربننة التربوي ننة الشخصي ة محاوال تطبيق ما توص ل إليه من نظريات علمي ة في علنم االجتمناع فني عنال مشنكلة قديمنة حديثنة وهني ازديناد الشنكوى منن علنم النحنو العربني والعنزوف المت ازيند النذل قند يصنل إلنى حنند مطالبننة بعننض البنناحثين بالقطيعننة والهجننر لننه. وقنند خلصننت الد ارسننة إلننى النتننائج والتوصننيات اآلتية: 1 ن تنبع أهمي ة علم النحو عند ابن خلدون فني أن إتقاننه مطلنب لمعرفنة علنوم اللغنة األخنرى )اللغنة والبيان واألدب( واد اركها. 4 نن 2 ن على الر م من أهمي ة علم النحو عند ابن خلدون إال أن ه في نظره وسيلة ال اينة هدفنه نبط اللسان وعلى هذ ا األساس ينبغي أن ي در س. 3 نن ال تكمنن مشنكلة علنم النحنو بذاتنه وان منا فني المحتنوى وط ارئنق التندريس الملكة اللسانية وان ما هو علم تعليم وتعل م صناعة قواعد اإلع ارب. ننرورة التمييننز أثننناء تعلننيم النحننو بننين أمننرين: واالقتصنار علنى النحننو التعليمني فني الم ارحننل التعليمي نة األولنى. المتخصصين. 5 ننن التمييننز بننين النحننو واإلعنن ارب أثننناء التعلننيم األساس يتم تعليمه. علمنا لتربينة فلنم يعند األول النحننو العلمنني والثنناني النحننو التعليمنني وقصننر الخالفنات واألقيسنة علننى فننالنحو كننل واإلعنن ارب جننزء منننه وعلننى هننذا 6 ن االهتمام بتعلنيم اللغنة العربينة والتنب نه إلنى خطنورة م ازحمنة اللغنات األخنرى لهنا لهنا فني الم ارحنل التعليمي ة األولى للمتعلمين. 7 ننننن إن التعلننننيم الصننننحيح الننننناجح للغننننة وقواعنننندها يكننننون بالممارسننننة أل الفعننننل وتكنننن ارره ولننننيس االقتصار على المعلومات المحفوظة. 8 ن االهتمام بحفظ الت ارث اللغول للعرب ألهميته في تشكيل الملكة النحوي ة عند المتعلمين. 9 ن عدم الفصل بين التلقين والممارسة )األداء اللغول( ألن ه مطلب مهم في تعليم النحو. 11 ن تجن ب الكثير من الشرو النحوية الصعبة التي لم تسفر إال عن زينادة فني النفنور منن النحنو ود ارسته. 11 ن الفصل بين حفظ قواعد اإلع ارب وما ي ارفقها من إرهاق للفكر والجوانب التي تزيد من مهنارة اإلع ارب. 18

19 البحث هوامش وم ارجعه: 1 4 ن ترجع أول محاولة لترتيب علوم اللسان في نسق واحد إلى الفا اربي وأطلق عليها اسم )علوم اللسان(. واستعمل ابن األنبارل مصطلح )علوم األدب( ليدل به على علوم اللغة: النحو واللغة والتصريف و يرها. وكان أبو حيان التوحيدل أو ل من أطلق مصطلح )علوم اللسان العربي( على علوم اللغة. 2 - عبد السالم المسدل ق ايا في العلم اللغول الدار التونسية للنشر )4991( ابن خلدون المقد مة تحقيق: علي عبد الواحد وافي مصر دار نه ة مصر )4001( 1/ ي قصد بن)علم اللغة( عند ابن خلدون: العلم الذل يعنى ببحث داللة األلفاظ. ويعيد بدايات التأليف فيه إلى الخليل بن أحمد في كتابه العين حيث يقول: وكان من حق علم اللغة التقديم لوال أن أكثر األو اع باقية مو وعاتها... وكان سابق الحلبة في ذلك الخليل. ابن خلدون المقدمة 1/ م 4441 ن ابن خلدون المقد مة 4441 ن 1/ ابن خلدون المقد مة / 7 - ابن خلدون المقد مة / الجاحظ الحيوان تحقيق: عبد السالم هارون القاهرة مطبعة الحلبي 13 ن 4/ 11. ن عائشة عبد الرحمن لغتنا والحياة القاهرة دار المعارف )4934( م ن ذهب الكوفيون واألخفش إلى جواز دخول )إذا( و)وا ن( على الجملة االسمي ة في عرب االسم بعدها مبتدأ. ونحو ذلك قول الشاعر معد يكرب: )إذا أنا لم أط ع ن إذا الخيل ك ر ت (. أما نحاة البصرة فعدوا )إذا وان( داخلة في مثل هذه الشواهد على فعل ي فسره المذكور. انظر: األزهرل دار الكتب العلمي ة 400( /4 شر التصريح تحقيق: محمد باس بيروت ( / ن علي أحمد مدكور فنون تدريس اللغة العربي ة القاهرة دار الشواف )4994( م 144 ن 141. ن علي أحمد مدكور مرجع سابق م 141. ن ألسلوب التعج ب في اللغة العربية صيغتان قياسيتان: )ما أفعله( و)أفعل به(. واع ارب كال الصيغتين يحتا إلى تأويالت وتقدي ارت قد ال يقبلها العقل أحيانا. وتبرز صعوبة اإلع ارب وعسره على الفهم بصورة جلي ة في إع ارب صيغة )أفعل به( في مناهج النحو التعليمي. ف ع ارب )أفعل (: فعل أمر مبني على السكون إلنشاء التعج ب والباء حرف جر ازئد واالسم بعدها: مجرور لفظا مرفوع محال على أن ه فاعل. مع أن السياق ليس فيه ماض وليس فيه أمر فهو سياق تعج ب ليس إال فكان األولى صرف النظر عن اإلع ارب في مثل هذه األساليب وتجنيب المتعلمين التقدي ارت والنتأويالت عسرة الفهم على الطالب والتركيز على الجانب الداللي لالسلوب وليس على الجانب اإلع اربي. 14 ن عبد االله نبهان مقترحات في تيسير بعض صيذ اإلع ارب مؤتمر تيسير تعليم النحو دمشق مجمع اللغة العربية 43 ن 14 تشرين األول )4004( جالل الدين السيوطي تاريل الخلفاء ت: محمد محيي الدين إب ارهيم مطبعة السعادة مصر ط 4954(4 (.449 /4 - ابن خلدون المقد مة / يحيى عبابنة وآمنة الزعبي علم اللغة المعاصر األردن دار الكتاب الثقافي )4005( ابن خلدون المقد مة / 19

20 ابن خلدون المقد مة / ن محمد عيد في اللغة ود ارستها القاهرة عالم الكتب )4931( م 499. وي نظر كذلك: علي أحمد مدكور فنون تدريس اللغة العربية م 144 ن أبو حيان التوحيدل المقابسات تحقيق: محمد توفيق حسين بغداد مطبعة اإلرشاد ن محمد عيد مرجع سابق ابن خلدون المقدمة / 24 - ابن خلدون المقدمة / 25 - ابن خلدون المقدمة / 26 - ابن خلدون المقدمة / 27 - ابن خلدون المرجع السابق ابن خلدون المقدمة / 29 ن محمد الصارل تيسير النحو مو ة أم رورة ندوة تيسير النحو منشو ارت المجلس األعلى للغة العربية الج ازئر )4004( م ابن خلدون المقدمة / 31 ن فاطمة البريكي نقد مناهج اللغة العربي ة فيكاللغة العربي ة والتعليم رؤية مستقبلي ة للتطويرك أبو ظبي مركز اإلما ارت للد ارسات والبحوث االست ارتيجي ة ط 4001(4 ( م 100 ن ن مهدل المخزومي في النحو العربي نقد وتوجيه بيروت دار ال ارئد العربي ط 4911(4 ( م ن علي أحمد تدريس فنون اللغة العربية م ن إب ارهيم السعافين تطوير مناهج تدريس اللغة العربية فيكاللغة العربي ة والتعليم رؤية مستقبلي ة للتطويرك أبو ظبي مركز اإلما ارت للد ارسات والبحوث االست ارتيجي ة ط 4001(4 ( م ابن خلدون المقدمة 4451 ن 1/ ابن خلدون المقدمة 4451 ن 1/ ابن خلدون المقدمة / ميشال زكريا مباحث في النظرية األلسني ة المؤسسة الجامعية للد ارسات ط 4911(4 ( شحدة الفارع مقدمة في اللغويات المعاصرة دار وائل للنشر ط 1 )2111( م 236. ن عوض بن حمد القوزل تبسيط استخدام اللغة العربي ة جمعي ة حماية اللغة العربي ة الشارقة 1( 4414 م( ابن خلدون المقدمة / 42 - ابن خلدون المقدمة / 43 - ابن خلدون المقدمة / 44 - ابن خلدون المرجع السابق ابن خلدون المقدمة / 46 - ابن خلدون السابق نفسه ابن خلدون المقدمة 4413 ن 1/ ابن خلدون المقدمة /

21 49 - ابن خلدون المقدمة / 50 - ابن منظور لسان العرب مادة نحا السابق نفسه. ومما يؤك د هذا الخلط أي ا وجود بعض المؤلفات التي تحمل عنوانا يوحي بد ارسة وافية لعلم اإلع ارب إال أن علم اإلع ارب لم ينل منها إال اليسير فنجد في طياتها علم النحو واألصوات والفقه واألدب ومن هذه الكتب: سر صناهة اإلع ارب البن جني. وكتاب مغني اللبيب عن كتب األعاريب البن هشام ابن خلدون المقد مة / 53 - ابن خلدون المقد مة / 54 - المرجع السابق نفسه ن إب ارهيم مصطفى إحياء النحو القاهرة ط 4994(4 ( م 4 ن 4. تمام حسان البيان في روائع القرآن القاهرة عالم الكتب / م ابن خلدون المقد مة 4414 ن 1/ ابن خلدون المقدمة / 59 - ابن خلدون المقد مة / 60 - ابن خلدون المقدمة / 61 - ابن خلدون المقدمة / 62 - ابن خلدون المقدمة / 63 - ابن خلدون المقدمة 4411 ن 1/ محمد الدش اللغة العربية أطول لغات األرض عم ار مجلة العربي عدد 15 م ابن خلدون المقدمة 4443 ن 1/ ابن خلدون السابق نفسه / 67 - ابن خلدون المقدمة / 68 - ابن خلدون السابق نفسه / 69 - المبرد الكامل تحقيق محمد أحمد الدالي مؤسسة الرسالة ط 1 )4993( 4/ حسين بن رزق النظريات العربية حول حصول ملكة اللغة )ر ) ابن خلدون المقدمة / 72 - ابن خلدون المرجع السابق نفسه إسماعيل محمود الكتابة وأثرها في تكوين العادات اللغوية السليمة مجلة كلية اآلداب جامعة الرياض /4 سنة 4935 ن