الجمهورية الج ازئرية الديمق ارطية الشعبية و ازرة التعميم العالي و البحث العممي جامعة محمد خيضر بسكرة كمية العموم االجتماعية واإلنسانية قسم العموم االج

الحجم: px
بدء العرض من الصّفحة:

Download "الجمهورية الج ازئرية الديمق ارطية الشعبية و ازرة التعميم العالي و البحث العممي جامعة محمد خيضر بسكرة كمية العموم االجتماعية واإلنسانية قسم العموم االج"

النسخ

1 الجمهورية الج ازئرية الديمق ارطية الشعبية و ازرة التعميم العالي و البحث العممي جامعة محمد خيضر بسكرة كمية العموم االجتماعية واإلنسانية قسم العموم االجتماعية شعبة عمم االجتماع أطروحة مقدمة لنيل درجة دكتو اره العموم في عمم اإلجتماع تخصص: عمم اجتماع التنمية إعداد ال طالب : عبد الر ازق عريف إش ارف األستاذ الدكتور: نور الدين زمام لجنة المناقشة السنة الجامعية : م

2 شمز عسف اى الشلس هلل الر بهعمت تتم الصاحلات نسج مه ضبحان أى ل ى يرا العمل املت اضع مو ب ه ا ثم الشلس للل مو امتدت دا مو قس ب أ مو بع د يف اجناش يرا العمل البحج خنص بالركس األضتاذ الفاضل ن ز الد و شمام اإلخ األضاتر م دن شا ب ذزاع نب ل حل ل زابح بو ع طى عل شفاز شندز عبد الهيب قامس ش ق شلس خاص جدا لألخ بشاز ص د األخ شز ق إمساع ل املعلم املسب الفاضل مح دات الط ب عس ف عبد السشاق

3

4 أ-ج أوال: ثانيا: ثالثا: اربعا: خامسا: سادسا: سابعا: ثامنا: أوال ثانيا: ثالثا: اربعا: خامسا: سادسا: سابعا: فهرس املوضوعات مقتطف شكر و تقدير فهرس الموضوعات فهرس الجداول فهرس األشكال مقدمة الجانب النظري الفصل األول:موضوع الد ارسة إشكالية الد ارسة تساؤالت الد ارسة أهمية موضوع الد ارسة أسباب اختيار موضوع الد ارسة أهداف الد ارسة المفاهيم المحورية لمد ارسة الد ارسات السابقة المدخل المنهجي الفصل الثاني: الثقافة مهادات نظرية تمهيد مكونات الثقافة. - العموميات الثقافية - الخصوصيات الثقافية 3- المتغي ارت الثقافية خصائص الثقافة ومحدداتها أنواع الثقافة أهمية الثقافة وظائف الثقافة التناوالت النظرية لمثقافة الثقافة العالمة والثقافة الشعبية في المخيال المجتمعي. استخالص

5 أوال: ثانيا: ثالثا: أوال : ثانيا : ثالثا : اربعا : خامسا : سادسا : سابعا : ثامنا : أوال: فهرس املوضوعات الفصل الثالث : التنمية الماهية والتنظير تمهيد ماهية التنمية - بين مفهوم التحديث ومفهوم التنمية - مبادئ التنمية 3- أنواع التنمية 4- أهداف التنمية 5- عوائق التنمية البنية االجتماعية وأثرها عمى التنمية إسقاطات عربية وعالمثالثية - الطبقات االجتماعية و التنمية - الدولة والتنمية وحدود العالقة عالمثالثيا وعربيا التنظير التنموي واالغت ارب المركب استخالص الفصل ال اربع: الت ارث الشعبي ك ارفع لمتنمية تمهيد أقسام وعناصر الت ارث الشعبي جدل المادي و الالمادي نشأة الت ارث الت ارث الشعبي بين ال ارسب و الوظيفية الت ارث الشعبي و العولمة وجها لوجه الت ارث الشعبي في الوعي الثقافي العربي الت ارث الشعبي في الوعي الثقافي واألكاديمي الغربي الت ارث الشعبي و التنمية استجالء العالقة الت ارث الشعبي ك ارفع لمتنمية استخالص الفصل الخامس: المثل الشعبي حضور متجدد في واقع معقد تمهيد المثل الشعبي: حول المفهوم. - المثل و الحكمة - المثل و القول األثور

6 ثانيا : ثالثا : اربعا : خامسا: سادسا: أوال: ثانيا: ثالثا: فهرس املوضوعات نشأة المثل الشعبي الخصائص البنيوية لممثل الشعبي - 3 الخصائص الخارجية -3 الخصائص الداخمية أنماط المثل الشعبي وظيفة المثل الشعبي المثل الشعبي كموضوع لمبحث السوسيولوجي استخالص الفصل السادس: الحضور الثقافي في التنمية القيم نموذجا تمهيد المحددات الثقافية لمتنمية - الثقافة و التنمية وبدايات االقت ارن - -الثقافة والتنمية بين الممانعة و المضارعة 3- -آليات االستفادة من الثقافة في التنمية ماهية القيم - مصادر القيم - أهمية القيم 3- تغيير القيم 4- ص ارع القيم 5- تصنيف القيم 6- قياس القيم القيم والتنمية. -3 التنمية و العوامل غير االقتصادية -3 القيم و التنمية طبيعة العالقة 3-3 أهمية القيم في العممية التنموية استخالص الفصل السابع : الثقافة والتنمية و الت ارث الشعبي في التجربة الج ازئرية تمهيد

7 أوال: ثانيا: ثالثا: اربعا: خامسا: أوال: ثانيا: ثالثا: الثقافة الج ازئرية مممح عام - محاولة تعريفية - المكونات فهرس املوضوعات الت ارث الشعبي الج ازئري كوجه لمثقافة الج ازئرية - الرصيد المثل الشعبي الج ازئري التخمف والتنمية في الج ازئر البن ية االجتماعية االقتصادية لمج ازئر قبل االستعمار الفرنسي االستعمار الفرنسي وتحطيم المؤهالت التنموية 3-3 مخمفات المرحمة االستعمارية الثقافة والتنمية في بعض المرجعيات الرسمية في الدولة الج ازئرية -4 برنامج ط اربمس 96-4 دستور في الميثاق الوطني في دستور في دستور 996 الفصل الثامن: تمهيد مجاالت الد ارسة مناهج الد ارسة حدود الد ارسة الت ارث الشعبي الج ازئري رؤية في الدور التنموي. استخالص الجانب الميداني اإلج ارءات المنهجية لمد ارسة. - المجال المكاني - المجال البشري 3- المجال الزماني - منهج تحميل المضمون - المنهج الوصفي التحميمي

8 اربعا: خامسا: سادسا: سابعا: أوال: ثانيا: ثالثا: اربعا: خامسا: سادسا: سابعا: ثامنا: نوع العينة و طريقة المعاينة خطوات التحميل إج ارءات التحميل )أدوات الد ارسة( صنافة القيم الفصل التاسع: الفصل العاشر : -6 وحدات التحميل فهرس املوضوعات --6 وحدة التسجيل --6 وحدة العد والقياس 3--6 وحدة السياق -6 فئات التحميل --6 فئة الشكل --6 فئة المضمون 3-6 اختبار الثبات -3-6 التحميل الثنائي خطوات األعداد التحميل الفردي المتباعد --7 االطالع عمى الت ارث النظري ذي العالقة --7 استخالص القيم التنموية 3--7 إعداد قائمة قيمية مجاالتية عامة تحميل بيانات الد ارسة عرض و مناقشة نتائج الد ارسة عرض ومناقشة نتائج التساؤل الفرعي األول عرض ومناقشة نتائج التساؤل الفرعي الثاني عرض ومناقشة نتائج التساؤل الفرعي الثالث عرض ومناقشة نتائج التساؤل الفرعي ال اربع عرض ومناقشة نتائج التساؤل الفرعي الخامس عرض ومناقشة نتائج التساؤل الفرعي السادس عرض ومناقشة نتائج التساؤل الفرعي السابع عرض ومناقشة نتائج التساؤل الرئيسي

9 فهرس املوضوعات خاتمة الم ارجع المالحق

10 فهرس الجداول الرقم توزيع السكان حسب الجنس ببمديات والية بسكرة. العنوان يوضح توزيع أف ارد العينة حسب فئات السن يوضح توزيع أف ارد العينة حسب الجنس يوضح توزيع أف ارد العينة حسب المستوى التعميمي يوضح توزيع مفردات الفئة العمرية )5-6( حسب الجنس و المستوى التعميمي يوضح توزيع مفردات الفئة العمرية )35-6( حسب الجنس و المستوى التعميمي يوضح توزيع مفردات الفئة العمرية )45-36( حسب الجنس و المستوى التعميمي يوضح توزيع مفردات الفئة العمرية )55-46( حسب الجنس و المستوى التعميمي يوضح توزيع مفردات الفئة العمرية )65-56( حسب الجنس و المستوى التعميمي يوضح توزيع مفردات الفئة العمرية )75-66( حسب الجنس و المستوى التعميمي يوضح توزع الفئات العمرية حسب الجنس والمستوى التعميمي يوضح ترتيب تنازلي بإجمالي القيم في األمثال الشعبية يوضح األو ازن النسبية لقيم المجموعات القيمية يوضح الوزن النسبي و الرتبة لكل مجموعة قيمية يوضح المجموعات القيمية السائدة في األمثال الشعبية يوضح ترتيب تسمسمي لمقيم السائدة في األمثال الشعبية و مدى ظهور القيم التنموية بينها يوضح المجموعات القيمية التي ظهرت قيمها ضمن القيم السائدة يوضح الوزن النسبي و الرتبة لكل قيمة تنموية إلى إجمالي القيم في األمثال الشعبية. يوضح ترتيب القيم التنموية ضمن مجموعتها القيمية يوضح األو ازن النسبية والرتب التي حصمت عميها قيمة التخطيط يوضح األو ازن النسبية والرتب التي حصمت عميها قيمة العمل يوضح األو ازن النسبية والرتب التي حصمت عميها قيمة المبادرة يوضح األو ازن النسبية والرتب التي حصمت عميها قيمة االستقاللية وت المسؤولية يوضح األو ازن النسبية والرتب التي حصمت عميها قيمة اإلص ارر والمثابرة يوضح األو ازن النسبية والرتب التي حصمت عميها قيمة المغامرة والتغيير يوضح األو ازن النسبية والرتب التي حصمت عميها قيمة التقشف يوضح األو ازن النسبية والرتب التي حصمت عميها قيمة تقدير الوقت الصفحة

11 يوضح األو ازن النسبية والرتب التي حصمت عميها قيمة االدخار يوضح األو ازن النسبية والرتب التي حصمت عميها قيمة المشاركة والروح الجماعية يوضح األو ازن النسبية والرتب التي حصمت عميها قيمة التفاؤل والطموح يوضح األو ازن النسبية والرتب التي حصمت عميها قيمة االستثمار يوضح الفئة العمرية وظهور القيم التنموية )التخطيط العمل المبادرة( يوضح عالقة الفئة العمرية بظهور القيم التنموية )االستقاللية وتحمل المسؤولية اإلص ارر والمثابرة المغامرة والتغيير( يوضح الفئة العمرية وظهور القيم التنموية ( التقشف تقدير الوقت االدخار ) يوضح الفئة العمرية وظهور القيم التنموية )قيم المشاركة والروح الجماعية التفاؤل والطموح االستثمار( يوضح عالقة سن المبحوث بظهور القيم التنموية يوضح عالقة جنس المبحوث وظهور القيم التنموية )التخطيط العمل المبادرة ) يوضح عالقة جنس المبحوث بظهور القيم التنموية )االستقاللية وتحمل المسؤولية اإلص ارر والمثابرة المغامرة والتغيير( يوضح عالقة جنس المبحوث بظهور القيم التنموية )التقشف تقدير الوقت االدخار( يوضح الجنس وظهور القيم التنموية )المشاركة والروح الجماعية التفاؤل والطموح االستثمار ) يوضح عالقة جنس المبحوث بظهور القيم التنموية يوضح عالقة المستوى التعميمي بظهور القيم التنموية يوضح عالقة القيم التنموية بالجنس والسن يوضح عالقة القيم التنموية بالسن والمستوى التعميمي يوضح عالقة القيم التنموية بالجنس والمستوى التعميمي يوضح رتب وحصص الفئات العمرية وتعداد ظهورها بين القيم التنموية يوضح حصة كل جنس وتعداد القيم التنموية الظاهرة فيه يوضح حصص المستويات التعميمية ورتبها يوضح عالقة القيم التنموية السائدة بمتغير السن يوضح عالقة القيم التنموية السائدة بمتغير الجنس يوضح عالقة القيم التنموية السائدة بمتغير المستوى التعميمي يوضح القيم السمبية المناقضة لمقيم التنموية يوضح مقارنة مجموعة القيم التنموية ومجموعة القيم السمبية

12

13 فهرس األشكال الرقم عنوان الشكل تطور عدد سكان والية بسكرة منذ أعمدة تك اررية تبين األو ازن النسبية لممجموعات القيمية أعمدة تك اررية تبين األو ازن النسبية لمقيم التنموية ضمن مجموعتها القيمية دائرة نسبية تمثل توزع القيم التنموية حسب الجنس دائرة نسبية تمثل توزع القيم التنموية عمى الفئات العمرية أعمدة ة اسطواني تبين توزع القيم التنموية حسب المستوى التعميمي الصفحة

14 مقدمة عمى بعد أكثر من عشرية من القرن الحادي العشرين تعاظم االىتمام بالثقافة فيي اليوم كيان متغمغل في كل ثنايا الحياة االجتماعية منيا و االقتصادية والسياسية أيضا تتحرك ضمن كل ىذه المجاالت بل وتحركيا وىي عبر ىذا الفيم أكبر من مجرد مقولة إنيا نموذج حياة يستمد أىميتو من مكوناتو باألساس تمك المكونات التي تتشعب وتتعقد و تتداخل بشكل يجعل من الصعب حميا وال فض االشتباك بينيا فعناصرىا تمتاز بالوحدة العضوية التي ال تقبل التجزيء كما تمتاز بالوحدة الموضوعية بحيث يعبر الجزء منيا عن الكل وىاتان الميزتان ىما المتان أضفتا عمى الثقافة أىميتيا وخطورتيا ومن اليسير سوق الشواىد عمى ذلك فكثيرة ىي الن ازعات التي حركتيا ىواجس ثقافية وكثيرة أيضا ىي المشاريع الثقافية و التوظيفات لعناصر ثقافية في بيئات أبعد ما تكون عن الثقافة وكل ىذا ألنيا تستيدف اإلنسان تشتغل عميو وبو. وبعممية إسقاطيو ليذه األىمية عمى الشأن التنموي تتعاظم األىمية أكثر فأكثر ألن التنمية تتقاطع مع اإلنسان أفقيا أرسيا فيي تستيدف اإلنسان و تستعممو في ذات الوقت إذ نجد ابسط تعاريفيا تنص عمى أن التنمية ىي عمل تغييري مقصود ييدف إلى تحسين وضع الناس بواسطة الناس أنفسيم وعند نقطة التقاطع ىذه تبرز الثقافة بوصفيا الجوىر الذي يمأل كيانات الناس إنيا معتقداتيم وتصو ارتيم مبادئيم وتمثالتيم وأيضا قيميم التي تحكم وتحدد تحركاتيم. إنيا في المحصمة المادة التي تمأل ذلك الكيان المسمى المجتمع.ويسمميا موقع الجوىرية ذاك إلى موقع متميز عندما يجعل من الثقافة أداة أو وسيمة تنموية من خالل قدرتيا الكبيرة عمى تعبئة الجماىير الم ارد تنميتيا وتوجيييا صوب الخطط التنموية المعدة سمفا. وتأسيسا عمى ما تقدم تصبح الثقافة مفصال ال يمكن بأي حال من األحوال تجاوزه لذلك جاءت ىذه الد ارسة لتبحث في جانب من نقاط التقاء الثقافة بالتنمية عبر واحد من ابرز مكوناتيا وىو الت ارث الشعبي ىذا األخير الذي يشغل حي از معتب ار في المخيال المجتمعي مما يؤىمو ألن يكون منجما لمبحث السوسيولوجي والسوسيو-انتروبولوجي لما لو من بعد مجسم في حياة أف ارد أ

15 المجتمع وذلك عندما يمتد زمنيا ليشمل األبعاد الزمنية الثالث الماضي والحاضر والمستقبل أيضا باعتبار ىذا األخير تتويجا لحركة الزمنين المتقدمين عميو. وألن الت ارث الشعبي مجال واسع يصعب حصره فقد اختار الباحث منو المثل الشعبي مستعمال إياه كمقياس يقيس من خاللو مدى حضور التنمية فيو عبر عدد من القيم أطمق عمييا مسمى تنموية أرى أن ليا ارتباطات وثيقة بالتنمية كفعل تغييري متكامل يستغرق كل الجوانب النفسية واالجتماعية واالقتصادية كل ذلك من خالل عممية بحثية التنمية في تمثل تستقصي أذىان الناس المزمع تنميتيم وذلك قبل االنطالق نحو استنبات المشاريع التنموية إذ منطمق التنمية اإلنسان واألذىان قبل أن تكون أي شيء أخر وفي سبيل الوصول إلى ىذه الغاية قسم الباحث ىذه الد ارسة إلى قسمين: قسم نظري ضم ست فصول تعنون األول باإلطار المنيجي الد ارسة وتناول الطرح اإلشكالي ة وأىمي موضوع الد ارسة وأسباب اختياره وكذا أىداف الد ارسة ثم المفاىيم المحورية فالد ارسات السابقة وأخي ار المدخل المنيجي. أما الفصل الثاني فقد تعنون بالثقافة ميا دات نظرية وحاول أن يكون كذلك عبر طرحو لمكونات الثقافة وخصائصيا وأنواعيا ووظائفيا إلى جانب تناوالتيا النظرية. وعالج الفصل الثالث احد متغيري الد ارسة الرئيسيين وىو التنمية ببحثو في ماىيتيا ثم اثر البنية االجتماعية عمييا التناوالت النظرية ليا ليبحث بعد ذلك في حيز أكثر خصوصية عندما تناول عنصر الج ازئر والتنمية.أما الفصل ال اربع فقد كان من نصيب الت ارث الشعبي وبعد أن احترم المنطق بالبحث في ماىيتو عالج الفصل تموقع الت ارث الشعبي في الوعيين الثقافيين العربي والغربي في نقطتين بحثيتين منفصمتين ليتعدى بعدىا إلى محور الفصل بالبحث في عالقة الت ارث الشعبي بالتنمية وكان ذلك عبر نقطتين بحثيتين في حين تصدى الفصل الخامس لممثل الشعبي فبحث في نشأتو واألشكال القريبة منو وخصائصو وأنماطو وكذا وظائفو ليتذيل بنقطة بحثية ميمة وىي المثل الشعبي كموضوع لمبحث السوسيولوجي. أما الفصل األخير من القسم النظري وىو الفصل السادس فقد تعنون بالحضور الثقافي في التنمية القيم نموذجا وبعد نقطة ب

16 بحثية أولى عالجت المحددات الثقافية لمتنمية تناولت النقطة البحثية الثانية من الفصل ماىية القيم بتفصيل مستفيض لتتعدى المحطة البحثية الالحقة من الفصل لمعالقة بين القيم والتنمية. أما القسم الثاني من الد ارسة فقد اتسع لثالثة فصول وه ي الفصل السابع الذي خصص لإلجر اءات المنيجية لمد ارسة وقد عالجيا بكل تفصيالتيا مجاال ومنيجا وعينة وخطوات تحميل واج ارءات تحميل وصنافة قيم ليفسح المجال بعدىا لمفصل الثامن والذي جاء تحت عنوان تحميل البيانات الد ارسة وصادق محتواه عمى عنوانو عندما تناول تحميل بيانات الد ارسة ثم كان الفصل التاسع الذي تخصص في عرض ومناقشة نتائج الد ارسة ف استع ارض نتائجيا وناقشيا عمى ضوء الت ارث النظري المثبت في القسم األول من الد ارسة وعلى ضوء خبرة الباحث المتواضعة. ج

17 الجانب النظ ير

18 الفصل األول اإلطار المنهجي للدراسة الفصل األول: اإلطار المنهجي لمد ارسة - 5 -

19 الفصل األول اإلطار المنهجي للدراسة إشكالية أوال: الد ارسة. كانت التنمية كما ت ازؿ مطمبا شعبيا كرسميا كمف أجؿ ذلؾ فقد شغمت حي از معتب ار مف اىتما الباحثيف كاستحكذت عمى شطر كبير مف اىتما العمك المختمفة فكانت بذلؾ نقطة االلتقاء لكثير منيا عمى اختبلؼ زكايا كمحاكر اإلسيا لكؿ منيا كؿ ذلؾ ألف التنمية تمثؿ اليدؼ األسمى الذم تنشده الحككمات كالتنظيمات كحتى األف ارد زيادة عمى شمكلية العممية التنمكية التي تستدعي تجسيد كؿ اإلمكانات المادية كالبشرية كاالى مف ذلؾ تنسيؽ الجيكد كضبط عدد كبير مف العكامؿ كالمؤث ارت. إف ىذا الطرح يستمز بالضركرة أف التنمية عممية متعددة األبعاد كالجكانب كلذلؾ نجد التنمية االقتصادية كالتنمية االجتماعية التنمية الثقافية كحتى التنمية السياسية. كاذا كاصمنا االلت از ب منطؽ االستم از فإننا سنصؿ إلى أف كؿ بعد مف ىذه األبعاد لو تأثيره عمى التنمية عمى اختبلؼ درجة التأثير فيمكف أف نميز بكضكح مثبل تأثير البعد اإليديكلكجي عمى التنمية مف خبلؿ اقتسا اإليديكلكجيتيف ال أرسمالية كالشيكعية في كقت ما لمخارطة العالمية كتبنى كؿ دكلة مف دكؿ العال جب ار أك اختيا ار ألحد ىاتيف االيديكلكجم تيف كآلية تنمكية. كما يفتح ىذا الطرح المجاؿ كاسعا لتعدد عكامؿ كمحددات التنمية كيجعؿ مف مقكلة المحدد االقتصادم كحده كعامؿ لمتنمية مقكلة " قاصرة إلى حد ما كفي ىذا يقكؿ عال االجتماع الفرنسي جاب رلمؿ لكب ار: " إف التنمية ليست ظاىرة اقتصادية صرفة كانما ىي مجمكعة مف الظكاىر مف نكع مختمؼ ذات طبيعة سكسيكلكجية كسيككلكجية" كىذا يرد عمى تحاليؿ كارؿ ماركس التي ترتكز نظرتيا لمتنمية إلى الحتمية االقتصادية التي تذىب إلى أف العامؿ االقتصادم ىك المحدد األساسي لبناء المجتمع كتطكره كىذا العامؿ الذم يتككف مف الكسائؿ التكنكلكجية لئلنتاج يحدد التنظي االجتماعي لئلنتاج الذم يعني العبلقات التي ينبغي عمى الناس أف يدخمكا فييا. كتنمك ىذه العبلقات في أريو مستقمة عف اإل اردة اإلنسانية كتنظي اإلنتاج يشكؿ البناء الفكقي الكمي. إف تمؾ النظرة المتطرفة المغرقة في التركيز عمى العامؿ االقتصادم في التنمية غرقت في سيؿ مف االنتقادات التي كجيت ليا كقد كاف أكثرىا منطمقا مف الكاقع كمستخدما لو كمحؾ لتفنيد ادعاء النظرة الماركسية حيث بينت مجمكعة غير قميمة مف تمؾ االنتقادات التي أخذت شكؿ - 6 -

20 الفصل األول اإلطار المنهجي للدراسة د ارسات عمى مجتمعات تصبكا إلى التنمية أف العكامؿ االقتصادية ىي نزر يسير مف عكامؿ كثيرة تؤدم إلى التنمية مف بينيا العكامؿ أك المحددات الثقافية فقد بينت تجارب تنمية المجتمع في الدكؿ النامية أف العكامؿ الثقافية ليا دكر حاس في تقبؿ المجتمع أك رفضو لمخططات التنمية كب ارمجيا فعمى سبيؿ المثاؿ أكدت خطط التنمية في اليند أف صناعة تعميب المحك مستحيمة التجسيد نظ ار لتقديس األبقار مف طرؼ بعض الطكائؼ ىناؾ كاألمثمة غير ىذه كثيرة ككميا تكحي باف النظرة الماركسية في ىذا المجاؿ ل تعد تحتفظ لنفسيا بقدر مف القبكؿ كالمصداقية. كتتجسد حالة الكعي بأىمية المحددات الثقافية لمتنمية في الت ارث السكسيكلكجي في شكؿ مجمكعة مف المقاربات الثقافية التي تتناكؿ ىذه النقطة سكاء في جانبيا السمبي أك االيجابي كىي في ىذا الطرح إما أف تككف مثبطا أك محف از عمى التنمية كلذلؾ نجد عمى سبيؿ المثاؿ بارسكنز كايزنستات كليرنر يؤكدكف عمى أف التنمية ىي عممية ثقافية تشمؿ تبني قي كمكاقؼ مبلئمة لمطمكح العممي كالتجديد كالعقبلنية كاالنجاز كتناقض ط ارز المجتمع التقميدم. كتعتبر د ارسة ماكس فيبر مف بيف أى الد ارسات في ىذا الجانب كىي الد ارسة التي عنكنيا بػ: القي أك األخبلؽ البركتستانتية كركح ال أرسمالية كالتي تناكؿ فييا العبلقة بيف األخبلؽ البركتستانتية كبيف ال أرسمالية كنظا اقتصادم نمكذجي لمتنمية كأكضح فيبر أف ىناؾ تأثي ار متبادال بيف الظكاىر الدينية بكصفيا أحد أى المحددات الثقافية ك الظكاىر االقتصادية كانتيى بو الحاؿ إلى إثبات أف القي الدينية البركتستانتية تمثؿ قكة معجمة لمتنمية. نمكذج أخر عف المقاربات الثقافية نجده عند تالككت بارسكنز في إسيامو متغي ارت النمط الخمس ( الكجدانية مقابؿ الحياد الكجداني المصمحة الذاتية مقابؿ المصمحة الجمعية العمكمية مقابؿ الخصكصية األداء مقابؿ النكعية كالتخصص مقابؿ االنتشار( كالذم اعتبر فيو القي أنماطا ثقافية شاممة تحافظ دكما عمى استق اررىا كىذا االستق ارر القيمي ىك في نظره شرط التحديث أك التنمية. كيصؿ التركيز عمى أىمية المحددات الثقافية في العممية التنمكية درجة قصكل عند اعتبارىا عائقا أك معكقا انطبلقا مف اعتبارىا مرجعية لمسمكؾ الفردم كمحركا لمسمكؾ الجمعي فإذا كانت ىذه المحددات جامدة شكمت عائقا لب ارمج التنمية عمى كؿ المستكيات كباألخص عمى مستكل - 7 -

21 الفصل األول اإلطار المنهجي للدراسة التنفيذ كىنا تتبدل العبلقة بيف الثقافة كالتنمية فتصبح الثقافة بالنسبة لمتنمية بمثابة شرط كعامؿ في نفس الكقت فيمكف الحديث عنيا كشرط عندما ال يمكف أف تتصكر الحديث عف التنمية دكف تعبئة ثقافية كىي كعامؿ إذا اتخذت صكرة المعكؽ أك المحفز أم كعامؿ سمبي أك ايجابي. كاذا أتينا عمى تفكيؾ ىذا الكؿ الذم يسمى ثقافة إلى عناصره سنجد مف بيف أى عناصره " الت ارث الشعبي" كالذم يشير إلى ذلؾ الكؿ المتشابؾ مف المكركث الحضارم كالسمككي كالقكلي كالذم يض الممارسات الشعبية السمككية كالطقسية كالفكلكمكر كاألدب الشعبي المدكف كالشفيي كما يدخؿ فيو مف األمثاؿ كالحكايا كاألشعار كاألساطير كالخ ارفات كالمعتقدات... فالت ارث الخ. الشعبي يشكؿ ارفدا ثقافيا كمككنا أساسيا مف مككنات المجتمع فإذا نظرنا إلى المجتمع نظرة تحميمية سنجد انو يتككف مف مجمكعة مف النظ االجتماعية كالنظا االقتصادم كالسياسي كالديني كاألسرم... كيتككف كؿ نظا مف قي معينة تحدد ىكيتو كيعكس النظا ىذه القي في مجمكعة مف المعايير التي قد تككف مكتكبة فتأخذ شكؿ القكانيف أك غير مكتكبة فتأخذ شكؿ العرؼ أك الت ارث انو يمثؿ بشكؿ مف األشكاؿ صكت الضمير الجمعي -بمغة دكركاي- كدرجة تبني المجتمع ليذا الكؿ تكشؼ عف المسار الذم ينتيجو ىذا المجتمع. كتزداد أىمية الت ارث الشعبي إذا عممنا أف الفرد يتشرب ثقافة مجتمعو بما فييا الت ارث الشعبي في م ارحؿ نمك شخصيتو كاف ىذا الفرد ممكف جدا أف يككف في مكقع الفاعؿ تاريخيا أم أف يككف فعمو فعبل تاريخيا كيككف بإمكانو أف يحدد المسار التنمكم لدكلة بأكمميا. كلما كاف الت ارث الشعبي بيذه المكانة كعمى ىذا القدر مف األىمية فإننا أجزنا ألنفسنا أف نبحث فيو كتحديدا في كاحد مف مككناتو -كىك المثؿ الشعبي- عف قي تنمكية كاف نمارس في ذلؾ نكعا مف نقد الذات عبر البحث في ىذا الت ارث فنحاكؿ ربط الظكاىر بأسبابيا إذا صح أف نعتبر التخمؼ ظاىرة كذلؾ بالبحث عف أسباب التخمؼ في مككنات ثقافتنا كمف بينيا الت ارث الشعبي متخذيف مف المثؿ الشعبي سبيبل فالمثؿ الشعبي يركز عمى السمكؾ البشرم في مكقؼ ما إذا ما كاجو حالة مشابية لمحالة التي يككف عمييا اإلنساف انو يتكجو إلى السمكؾ اإلنساني يحك عميو كيكجيو في بعض األحياف كىك بيذا المعنى يكاد يقترب كيمتقي مع الطرح الفيبرم حكؿ السمكؾ الرشيد كفي سبيؿ تحقيؽ ىاتو الغاية طرحنا التساؤؿ التالي: - 8 -

22 الفصل األول اإلطار المنهجي للدراسة - ما مدل حضكر قي التنمية في المثؿ الشعبي بكصفو ممثبل عف الت ارث الشعبي الذم يشكؿ بدكره أحد أى تمظي ارت المحددات الثقافية ثانيا: تساؤالت الد ارسة. التساؤل الرئيس: - ما مدل حضكر قي التنمية في المثؿ الشعبي بمنطقة بسكرة ويتفرع عن هذا التساؤل مجموعة من التساؤالت الفرعية هي اآلتية: -ىؿ يحكم المثؿ الشعبي المتداكؿ بمنطقة بسكرة قيما تنمكية -كيؼ تتمكقع قي التنمية في المثؿ الشعبي المتداكؿ بمنطقة بسكرة مف حيث األىمية ك درجة الحضكر -ما ىي القي التنمكية األكثر برك از ك حضك ار في المثؿ الشعبي المتداكؿ في منطقة بسكرة 3 -ىؿ تتجو القي التنمكية المحتكاة في المثؿ الشعبي المتداكؿ في منطقة بسكرة نحك التنكع مف 4 حيث المجاالت كالمكاضيع ة التنمكم -ىؿ يتأثر 5 حضكر قي التنمية في المثؿ الشعبي المتداكؿ بمنطقة بسكرة بعامؿ السف -ىؿ يتأثر بركز قي التنمية في المثؿ الشعبي المتداكؿ بمنطقة بسكرة بعامؿ الجنس 6 7 -ىؿ يتأثر ظيكر قي التنمية في المثؿ الشعبي المتداكؿ بمنطقة بسكرة بعامؿ المستكل التعميمي ثالثا: أهمية موضوع الد ارسة. إف تناكؿ الت ارث الشعبي بالد ارسة كربطو بمتغير التنمية يعني إقحامو في معادلة التنمية عبر إعادة مكقعتو ليتجاكز دائرة المحنط كينخرط في التنمية كفؽ رؤية جديدة قكاميا التنمية المستدامة تمؾ التنمية التي تأخذ في االعتبار االىتما بالسكاف كنكعياتي كميا ارتي كأكثر مف ذلؾ مخيالي إذ السؤاؿ األى قبؿ بدء العممية التنمكية ىك األتي : مف ننمي أم معرفة مع أم مجتمع نتعامؿ كسؤاؿ كيذا حتما ستككف احد مداخمو الت ارث الشعبي ذلؾ المككف اليا الذم يشمؿ القصص الشعبية المبلح السر الشعبية األساطير األلغاز النكادر الحك األمثاؿ الشعبية...الخ كىذه جميعيا تشكؿ مفاتيح إلد ارؾ سيككلكجية المجتمع المنمى ( أكىامو آمالو مخاكفو (

23 الفصل األول اإلطار المنهجي للدراسة إف أىمية المكضكع البحثي ىذا تكمف في ككنو يطرح سؤاال ميما ىك التالي: تتجسد معال ىؿ القي التنمكية في ت ارثنا الشعبي.كسؤاؿ كيذا مجرد طرحو يشير إلى احتماؿ قد يحضر أك ال يحضر إال انو يسي بقدر ما في دحض فكرة الميب ارلية الحالية المستندة إلى صامكئيؿ ىنتنغتكف المستند بدكره إلى ىيجؿ القائؿ بأف ىناؾ شعكبا ذات ثقافة كقي تقدمية كأخرل ليست كذلؾ. كما تكمف أىمية المكضكع في انو يعتبر عمى ما نعتقد سابقة نقدية إلى حد ما إذ أف البحث كالمتابعة كاالستقصاء عف التنمية في الت ارث الشعبي تحتمؿ شيئا مف النقد فمقد عرفت الساحة العربية مشاريع نقدية كثيرة أقا دعائميا عدد مف المفكريف العرب أمثاؿ الجابرم كأرككف كحرب كغيرى إال أف تمؾ األعماؿ كالمشاريع كانت ناقدة لمعقؿ العربي كنتاجاتو في شقيا العال أك ما يطمؽ عميو الثقافة العالمة كل تكف ناقدة لثقافتو الشعبية. كما يحجز المكضكع لنفسو قد ار مف األىمية عمى صعيد التناكؿ فقد جرت العادة أف يت تناكؿ الت ارث الشعبي تناكال فمكمكريا بالمعنى العا ال األكاديمي أك تجميعيا تصنيفيا في أحسف األحكاؿ (*) بينما ندعي في تناكلنا ىذا تجاكز ذلؾ إلى شيء مف النقد الضمني القافز عمى النظرة االقنكمية المتعالية كالتعاطفية لمت ارث الشعبي مف طرؼ العامة ككذا بعض الجيات الرسمية كاألكاديمية إذ غالبا ما تقترف كممة الت ارث الشعبي بكممة "حماية" إال أننا نحاكؿ في ىذا البحث أف نعطي داللة أكسع لمفيك الحماية عبر فضفضتيا لتشمؿ شيئا مف النقد ككثي ار مف االستقصاء كؿ ذلؾ دكف السقكط في فخ الطركحات التنظيرية التنمكية الغربية التطكرية كالثقافكية الداعية في مجمميا إلى قطيعة كاممة مع بناءات المجتمع التقميدية كمظاىره بما تحكيو مف قي كت ارث فالت ارث الشعبي ىذا المسككت عنو ل تعمؿ فيو معاكؿ البحث كالحفر بالمفيك الفكككم فمقد ظؿ التعامؿ معو لفترة طكيمة كما سبقت اإلشارة إلى ذلؾ تعامؿ المدلؿ الذم يجب أف يحاط بالرعاية ك الحماية خكفا عميو مف االندثار ك الزكاؿ دكنما كعي أنو حقؿ يجب حرثو لنفي ذكاتنا مف خبللو فالبحث قي الت ارث الشعبي بحث في المككنات التي تمارس فعؿ الكجكد ك الحضكر ال (*) يعثر القارئ في سكؽ الكتاب عمى عدد كبير مف المؤلفات التي تستعرض شتى أغ ارض الت ارث الشعبي أمثاؿ حك أغاني( لكف يكاد الجيد فييا يككف مكقكفا عمى التجميع فحسب دكنما تحميؿ أك إقحا عممي. )حكايا - 0 -

24 الفصل األول اإلطار المنهجي للدراسة عبر المنطكؽ فحسب بؿ تعمؿ عمميا في تحريؾ البنى العقمية لممجتمع ككؿ بحيث تكاد تتحكؿ معيا الييئة المجتمعية إلى ع ارئس ك ارككز عمى حد تعبير جكفماف. إف د ارسة الت ارث الشعبي تعني د ارسة المخياؿ الشعبي ىذا المخياؿ المممكء ك المشحكف بك ىائؿ مف المكجيات التي تمارس فعميا في كعينا عمى أصعده المختمفة كباألخص الثقافي ك الذم بدكره يعمؿ عممو في اختيا ارتنا. معبر آخر يمكف أف ندلؿ عبره عمى أىمية مكضكع البحث ك ىك ما تعمؽ بالقناة التي سيجرم مف خبلليا اختبار حضكر قي التنمية أال كىك ا لمثؿ الشعبي فيذا األخير " يشكؿ جزءا مف يكميات الناس فيك أقدر عمى تصكير العبلقات االجتماعية المعقدة أقرب إلى الصدؽ في التعبير عف التناقضات الحياتية " فيك يتناكؿ كؿ شيء تقريبا يتصؿ بالحياة فت اره يعالج األخبلؽ ك التكجيو ك التربية ك السخرية ك التيك.. كما أف لو مف الكزف ما يقترب بو مف صفة اإلل از فعمى الرغ مف أف " ليس ىناؾ إل از أك إك اره يمز الفرد عمى ضركرة االلت از بتطبيؽ المثؿ كلكف 3 تكجو العامة ك احت ار قي الجماعة التي درجت عمييا يجعؿ ذلؾ اإلل از ضمنيا " باب آخر مف أبكاب األىمية يبلمسو البحث عندما يطرؽ عنصر القي ك الدكر الكبير الذم تضطمع بو في المجتمع كفي ىذا تقكؿ الباحثة فكزية دياب :" ك الكاقع أف أىمية د ارسة القي ال تقؼ داخؿ نطاؽ الفكر الفمسفي كحده بؿ تتعداه فالقي مف المفاىي الجكىرية في جميع مياديف الحياة االجتماعية كاالقتصادية كالسياسية كىي تمس العبلقات اإلنسانية بكؿ صكرىا ذلؾ ألنيا ضركرة اجتماعية ألنو معايير كأىداؼ ال بد أف نجدىا في كؿ مجتمع منظ سكاء كاف متأخ ار أك 4 متقدما فيي تتغمغؿ في األف ارد في شكؿ اتجاىات كدكافع ك تطمعات..." كدائما حكؿ أىمية القي في البناء االجتماعي نجد كبلكيكف يقكؿ :" كالقيمة تتضمف قانكنا أكمقياسا لو شيء مف الثبات عمى مر الزمف أك بعبارة أع تتضمف دستك ار ينظ األفعاؿ كالسمكؾ. 3 4 عبد المالؾ مرتاض العامية الج ازئرية الشركة الكطنية لمنشر ك التكزيع الج ازئر 98 ص. التمي بف الشيخ منطمقات التفكير في األدب الشعبي المؤسسة الكطنية لمكتاب الج ازئر 990 ص 0. الطاىر اإلب ارىيمي خديجة لبييي "الم أرة كمكضكع لمعنؼ الرمزم في األمثاؿ الشعبية"مجمة عمك اإلنساف ك المجتمع جامعة بسكرة عدد 05 مارس 03 ص 60. أحمد رشدم طعيمة تحميؿ المحتكل في العمك اإلنسانية دار الفكر العربي القاىرة 4 ص

25 الفصل األول اإلطار المنهجي للدراسة كالقيمة بيذا المعنى تضع األفعاؿ كطرؽ السمكؾ كأىداؼ األعماؿ عمى مستكل المقبكؿ كغير المقبكؿ أك المرغكب فيو كالمرغكب عنو أك المستحسف ك المستيجف." إنو كاذا كاف المثؿ الشعبي عمى ىذا القدر مف األىمية ك القي بيذا الثقؿ مف الكزف فغف إضافة عنصر ثالث يبنيما مف حج التنمية يجعؿ مف األىمية ك الثقؿ مضاعفة مف منطمؽ أف التنمية مشركع مستمر ال متناه غير مكتمؿ يستغرؽ أبعاد الزمف الثبلث ( ماضي حاضر مستقبؿ كىي بيذا المعنى تمثؿ بكتقة تنصير فييا ىذه األبعاد كؿ عبر ممثمو ( الت ارث الشعبي المثؿ ) الشعبي القي التنمية ) اربعا :أسباب اختيار موضوع الد ارسة. يأتي عمى أرس أسباب اختيارنا لمكضكع بحثنا ىذا انو تكممة لمشركع بحثي بدأ في مرحمة الماجستير ككاف قد تعنكف بػ: القي التنمكية في المدرسة الج ازئرية كبالتالي فاف البحث آنذاؾ بحث عف التنمية في الثقافة العالمة الرسمية تحديدا ليأتي ىذا البحث مستكمبل المشركع في الشؽ الثاني مف الثقافة كىك الثقافة الشعبية فكؿ مككنات الت ارث الشعبي تجميات كاضحة لمثقافة الشعبية. ىناؾ سبب رئيس أيضا جعمنا نطرؽ ىذا المكضكع بالبحث كىك تساؤؿ داخمي متكرر مفاده: ىؿ تصنع الثقافة الشعبية تنمية... فمقد خالط كغالط ىذا السؤاؿ كعي العامة كالنخبة مف منطمؽ أف صفة الشعبي مقركنة دكما في المخياؿ العا بالساذج البسيط غير العممي... ما مف شأنو أف يسقط إمكانية تكظيؼ أك االنطبلؽ مف الت ارث الشعبي في صناعة التنمية تمؾ العممية المخططة المستندة إلى أسس عممية كالمنفذة عادة بأجيزة رسمية كالمحتكمة إلى قكاعد قانكنية حسب العديد مف التصك ارت. أما اختيارنا لممثؿ الشعبي فؤلنو يعكس كاقعا ذىنيا متماىيا مع قناعة مستقرة في ذىف قائؿ المثؿ كليس المثاؿ ( ناحت المثؿ أك جامعو( كلذلؾ كاف تركيزنا عمى جمع المثؿ عف طريؽ استمارة خاصة تحرينا أف تشمؿ اكبر قدر مف الفئات عمى مستكل التمثيؿ )متغي ارت الجنس كالسف المستكل التعميمي مف ىذا المنطمؽ فاف ما يستقر في ذىف كذاكرة القائؿ ىك ما يحقؽ حدا مف المرجع نفسو ص

26 الفصل األول اإلطار المنهجي للدراسة ) التمثؿ لمقكلو خاصة كاف طريقة الجمع ( لممثؿ مف القائميف اعتمدت طريقة المفاجأة مبتعدة عف التحضير كالجمع كاالستقاء مف مصادر أخرل كفؽ ترتيب كتركيب معينيف بمعنى أف قكؿ المثؿ في لحظتو كآنو يعكس ال محالة درجة مف التمثؿ لقائمو. عبر ىذا الفي كفي ىذا السياؽ نرل أف المثؿ الشعبي كسيمة ناجعة الستبار تصك ارت القائميف لممثؿ عف كاقعي كتمثمي لو مع األخذ في الحسباف أف التمثبلت تشكؿ دالئؿ عمى الطريقة التي يفي بيا الفاعمكف كاقعي فالتمثبلت ىي أنساؽ مف المرجعيات تسمح لمفرد كالمجتمع بتغيير ما يحدث حكلو )...( إنيا متعمقة بالمكقع الذم يأخذه المتحدث في المجتمع المكقع االقتصادم أك االجتماعي. فالتمثؿ ىك عممية بناء رمزم لشيء غائب...إنو بناء لنشاطات ذىنية تمكف مف إعادة تشكيؿ الكاقع عف طريؽ إعادة تككيف المعطيات في سياؽ القي ك المبادئ ك القكانيف كيصبح بذلؾ عبارة عف شكؿ مف المعرفة المتداكلة مف الحس المشترؾ كليذا يقع إنتاجيا كتقاسميا 3 اجتماعيا. خامسا: - ييدؼ ىذا أهداف الد ارسة. البحث في كجيو الصريح إلى الكقكؼ عمى مدل تأثير المحددات الثقافية عمى التنمية بشكؿ عا إلى جانب محاكلة الكشؼ عف مدل تغمغؿ التنمية كتصكر في المخياؿ المجتمعي الشعبي عبر احد تجمياتو كىك المثؿ الشعبي. ك يحاكؿ الكشؼ أيضا كلك بطريقة غير مباشرة عف مدل تمثؿ المجتمع لقي الت ارث الشعبي في عصر التغي ارت التكنكلكجية كانتفاء الحدكد الثقافية. كما يحاكؿ البحث تجاكز حالة الشطط العممي في الرؤية لمت ارث كالت ارث الشعبي تحديدا باستكناه حقيقة نظرتو لمتنمية بدكف تفريط كالذم قالت بو نظرية التحديث كال سككف كاغفاؿ لمقاكمتو السمبية أحيانا لمعممية التنمكية بدافع الحفاظ عمى سمطتو التقميدية كالذم قالت بو نظرية التبعية المتجية اتجاىا شبو كمي إلى العكامؿ الخارجية في تفسير كاقعة التخمؼ. Abdelkader lakjaa ; l habiter identitaire ;éléments pour une problématique d une urbanité en émergence.in insaniyat ;revue algérienne d anthropologie et science sociale ; n automne ; 997 ;pp 8/85. Dan sperder ; l étude anthropologique des représentations ; problèmes et perspectives ; in les représentations sociales ; sous la direction de denise jodelet ; sociologie d aujourd hui ;puf ;paris ;995 ;pp5/30. 3 Christine brandi et nicolas roussina ;les représentation sociales ; delachaux et niestlé ;neuchtel,paris,986,p

27 الفصل األول اإلطار المنهجي للدراسة يضاؼ إلى تمؾ األىداؼ محاكلة فتح نافذة جديدة لمتنمية تساى في المدخؿ الكبير مف منطمؽ أف الت ارث الشعبي نابع مف محضف الشعب كبالتالي فالطريؽ إلى التنمية أيسر عبره ستككف كأسيؿ إذ سيككف ىناؾ حد ادني مضمكف مف المشاركة الشعبية في العممية التنمكية. سادسا: المفاهيم المحورية لمد ارسة. -مفهوم التنمية: يعتبر مفيك التنمية مف المفاىي غير القارة نسبيا فقد خضع دكما لتأثي ارت حقكؿ معرفية كثيرة كاالقتصاد كالسياسة كاالجتماع فمف مسحة اقتصادية بحتة إلى تعريؼ شبو اجتماعي إؿ ل تأثر بمقكالت الحرية كاالستدامة البيئة كىكذا.ك عمى الرغ مف مركر فترة طكيمة عمى نحت ىذا المفيك في الساحة العممية إال أف اإلجماع حكلو بقي مفقكدا كنعتقد أف مرد ذلؾ اختبلؼ الرؤية اإليديكلكجية كاالقتصادية كالعممية فمثبل في الدكؿ المتقدمة تدؿ التنمية عمى استغبلؿ المكارد البشرية كالمادية لمكصكؿ إلى مستكيات اقتصادية كاجتماعية أكثر ارتفاعا أما في الدكؿ النامية فتتمركز حكؿ المحاؽ بالمستكيات االجتماعية كاالقتصادية لمدكؿ المتقدمة بينما تعرفيا األم المتحدة بأنيا عممية تصمي كتييئة الظركؼ المبلئمة لمتقد االقتصادم كاالجتماعي لممجتمع ككؿ كىي تعتمد عمى مشاركة المجتمع إلى أقصى حد ممكف. كتتضمف ىذه العممية حسب األم المتحدة النمك كالتغيير معا المذاف يجب أف يشمبل المجاالت االقتصادية كاالجتماعية كالثقافية كما 3 ككيفا. ككما يبدك مف تعريؼ األم المتحدة فإنيا تركز عمى قصدية الفعؿ عندما تنعت التنمية بأنيا عممية تصمي كىي ترمي إلى التخطيط الذم يككف عادة بكاسطة الدكلة كما يركز تعريفيا عمى شمكلية المجتمع ككؿ الف االزدىار الفئكم ال يعتبر تنمية كتضيؼ عامؿ مي جدا كىك ضركرة ( شمكؿ التنمية المجاليف المادم ( النمك( كالبلمادم التغيير الذىنيات كالقي كالنظرة إلى الحياة إجماال( خميؿ المعايطة كآخركف مدخؿ إلى الخدمة االجتماعية دار الفكر عماف األردف د ت ص 36. المرجع السابؽ ص 37. عبد العزيز عبد اهلل مختار التخطيط لتنمية المجتمع دار المعرفة الجامعية القاىرة 995 ص 9.

28 الفصل األول اإلطار المنهجي للدراسة كيمكف أف نرصد أف التعريؼ األكؿ الذم يركز عمى التسابؽ يبدك عاما إلى حد ما كال يقد العناصر الكاجب تكفرىا أك التركيز عمييا لتحقيؽ التنمية كعميو فيك تعريؼ استرشادم عا يفتقر إلى التدقيؽ العممي.أما تعريؼ األم المتحدة فعمى الرغ مف جاذبيتو كاحاطتو فنجده قد أىمؿ عامبل ميما جدا كىك عامؿ الكقت كأف التنمية تحدث في فضاء زمني مفتكح التي معو آجاؿ إد ارؾ الغايات عمى الرغ مف أننا في عال متسارع كالسرعة اكبر سماتو لذلؾ نجد في تعريؼ محمكد الكردم تمميحا لعامؿ الكقت عندما يعرؼ التنمية كما يمي: " ىدؼ عا كشامؿ لعممية دينامية تحدث في المجتمع كمككناتو كال تتأتى ىذه التغي ارت إال بالتحك في حج كنكعية المكارد المادية كالبشرية المتاحة كاستغبلليا االستغبلؿ األمثؿ في اقؿ كقت ممكف لتحقيؽ اكبر قدر مف الرفاىية االقتصادية كاالجتماعية لغالبية أف ارد المجتمع ". رغ دقتو إال أف بيذا التعريؼ مؤاخذة ميمة كىي سيطرة النظرة التسمطية إذ يكحي ىذا التحديد أبف الفعؿ التنمكم يتخذ مسا ار أرسيا بحتا كيدؿ عمى ذلؾ قكلو: " إال بالتحك في حج كنكعية المكارد المادية كالبشرية".فإذا كاف التحك في المكرد المادم ممكف فاف األمر يصبح عسي ار جدا بالنسبة لممكرد البشرم ألف األمر مكقكؼ فيو عمى المشاركة كالمشاركة ال تعني اإلك اره أك التحك الجاؼ. كإذا كانت التعاريؼ السابقة قد اتخذت مف البعد الماكركم منطمقا في العممية التنمكية بتركيزىا عمى المجتمع فاف البعض يرل أف البعد يمكف أف يككف ميكركيا كالمنطمؽ فرديا كىذا ما يقدمو الباحث كالمفكر سعد الديف إب ارىي الذم كعمى ما يبدك أنو يتبنى رؤية تدرجية تصاعدية تقترب بو مف حيث يدرم أك ال يدرم مف الطرح النفسي االجتماعي لدفيد ماكميبلند كىاجف كذلؾ حيف يعرؼ التنمية بقكلو: " ىي انبثاؽ كنمك كؿ اإلمكانات كالطاقات الكامنة في كياف معيف بشكؿ كامؿ كشامؿ كمتكازف سكاء أكاف ىذا الكياف فردا أك جماعة أك مجتمعا". كمعركؼ أف نظرية ماكميبلند قد ركزت عمى المستكل الفردم بما يتضمنو مف دافعية لبلنجاز كتنشئة اجتماعية. محمكد الكردم: التخطيط لمتنمية االجتماعية د ارسة لتجربة التخطيط االقميمي في أسكاف دار المعارؼ القاىرة د ت ص 7. محمد نبيؿ جامع التنمية في خدمة األمف القكمي منشأة المعارؼ اإلسكندرية د ت ص

29 الفصل األول بعد ىذه التعاريؼ يمكف أف نسكؽ تعريفنا لمتنمية كما يمي: اإلطار المنهجي للدراسة ىي عممية تغيرية مخططة كمستديمة كشاممة لكؿ الفئات المجتمعة تأخذ في االعتبار كؿ الجكانب االقتصادية كالسياسية كالثقافية كباألخص الشعبية) الجماىير ( تيدؼ إلى تغيير الظركؼ االقتصادية كاالجتماعية كاالنتقاؿ بيا في أقصر كقت ممكف مف الكضع الحالي إلى كضع أحسف مف استغبلؿ كؿ المكارد المتاحة استغبلال عقبلنيا ال يضر بالبيئة كال يستنزؼ حقكؽ األجياؿ البلحقة الركيزة األساسية ليذه العممية ىي المكرد البشرم كأساسيا مشاركتو الفعالة في كؿ الب ارمج التنمكية. - الثقافة: نعتقد أف ليس ىناؾ مفيكما في العمك اإلنسانية كاالجتماعية أكثر إثارة لمجدؿ كالبلإتفاؽ مثؿ مفيك الثقافة الذم خاض فيو الكثير مف العمماء كحاكلت تحديده العديد مف التخصصات كؿ منيا يضفي عميو مف خصائص حقمو بؿ حتى داخؿ الحقؿ الكاحد تكاثرت اآل ارء كتناسمت التكجيات حيالو إلى درجة الخبلؼ في أحياف كثيرة مف اجؿ ذلؾ تحت عمينا اإلدالء بدلكنا في ىذا المفيك كي ال ينصرؼ الذىف إلى مسالؾ أخرل حكلو قد تككف بعيدة عما نقصده. كقبؿ ذلؾ نجد مف المجدم -كما ىك العرؼ كالقاعدة المنيجيتاف- تتبع إسيامات العمماء كالقكاميس كالدكائر المعرفية كالتخصصات المختمفة كمحاكالتي تحديد ىذا المفيك. كقبؿ البسط في التحديد نشير إلى أف مفيك الثقافة بحمكالتو الحالية حديث العيد في المغة العربية ففي لساف العرب : " يقاؿ ثقؼ الشيء كىك سرعة التعم" فالثقافة كانت مقركنة بالفطنة كالذكاء.كعميو فاف المعاني المضفية عمييا كانت تتجو كجية شخصية تحمؿ معنى السمة. أما في البلتينية كتفرعاتيا المغكية فنجد الثقافة كمصطمح تقابؿ باألساس معاني الز ارعة كالحرث فنجدىا في الفرنسية مثبل تعني الز ارعة إال أنيا تطكرت لتصبح تدؿ عمى سعة االطبلع فيقاؿ : c est un homme d une grande culture ; Il a beaucoup de connaissance en littérature ;en art ;etc. ابف منظكر لساف العرب ج دار الكتاب العالمية لمنشر بيركت 987. جرجس جرجس القامكس العممي المكسع مادة culture دار صبح لمطباعة ك النشر بيركت

30 الفصل األول اإلطار المنهجي للدراسة " بالعكد إلى الفعؿ ثقؼ في العربية نجد الدكتكر احمد بف نعماف في مؤلفو ىذم ىي الثقافة" يحصي عشرة معاني ليذا الفعؿ مف بينيا كجكد الشيء الظفر بالشيء تقكي اعكجاج الشيء سرعة حضكر الشيء في األذىاف الفي كالذكاء... إال أف كممة ثقافة بيذا النحت كبحمكالتيا الحالية متأخرة الظيكر في العربية كاألمر نفسو إلى حد ما في المغات األكركبية أيضا كىذا ما يكشفو ىذا االستقصاء لمفيك الثقافة.كقبؿ ذلؾ نشير إلى أف بعض الم ارجع يخمط أك دعنا نقكؿ يستعمؿ مصطمح الثقافة كم اردؼ لمحضارة كيقابميا بالكممة Culture في الفرنسية كاالنجميزية كنجد ىذا في المعج المشيكر معج عم االجتماع لمبركفيسكر ميتشؿ دنكف المترج مف طرؼ Culture كما الدكتكر إحساف محمد الحسف حيث نجد في الصفحة 67 مصطمح الحضارة يقابمو نجد ذلؾ أيضا عند أحد ركاد المدرسة الثقافية األمريكية كىك بيتري سكر ككيف. بالرجكع إلى تتبع التعاريؼ المكضكعة لمثقافة كجدنا أكثرىا أسبقية زمنية كانتشا ار كشيكعا ىك تعريؼ تايمكر Taylor كىك اآلتي: " ىي ذلؾ الكؿ المركب الذم يشتمؿ عمى المعرفة ك المعتقدات كالفف كاألخبلؽ كالقانكف كالعادات أك أم قد ارت أخرل يكتسبيا اإلنساف بصفتو عضكا في المجتمع" كىذا التعريؼ مثبت في كتابو الشيير ". "الثقافة البدائية إف ىذا التعريؼ عمى أقدميتو كأسبقيتو كتأثيره أيضا باعتبار جؿ التعاريؼ التي صيغت بعده كادت أف تككف استبلالت منو رغ ذلؾ يمكف أف نسجؿ عميو كصفيتو إذ يغمب عميو التعريؼ بالكصؼ مف خبلؿ حشده لمجمكع المعارؼ التي تدخؿ ضمف الثقافة كعدا إشارتو األكلية " ذلؾ الكؿ المركب" التي تحيؿ عمى امت ازج كتداخؿ ىذه المعطيات ككذا صفة االكتساب التي أكردىا في آخر تعريفو ال نكاد نممس العمؽ التعريفي الذم يناقش تمؾ المككنات الكارد ذكرىا في التعريؼ. باالنعطاؼ نحك عمماء االنثربكلكجيا الذيف كاف لي إسيامات غزيرة جدا حكؿ الثقافة نجد ف ارنس بكا F.Boas يرل أف الثقافة تشتمؿ عمى كؿ مظاىر العادات االجتماعية في مجتمع ما كرد أحمد بف نعماف ىذم ىي الثقافة دار األمة الج ازئر 996 ص ص 0/7. المرجع السابؽ ص

31 الفصل األول اإلطار المنهجي للدراسة فعؿ الفرد في تأثره بعادات الجماعة البشرية التي يحيا فييا ك نتاج األنشطة البشرية كما تحددىا ىذه العادات. تبدك غمبة النزعة االنثركبكلكجية عمى ىذا التعريؼ عندما يحصر الثقافة في العادات االجتماعية مضيقا بذلؾ دائرة الثقافة مستثنيا منيا النتاجات غير االجتماعية كباألخص النتاجات المادية إذ كفؽ ىذا التصكر تخرج مف دائرة الثقافة عمى سبيؿ المثاؿ المخترعات كالمبتك ارت عمى اختبلفيا. في نفس الحقؿ المعرفي أم االنثركبكلكجيا نجد مالينكفسكي يعرؼ الثقافة بقكلو : " الكؿ الذم يض األدكات المنزلية كالسمع االستيبلكية كالمكاثيؽ العضكية التي تتدبر أمكر مخمؼ المجمعات البشرية كاألفكار الفنكف كالمعتقدات كاألع ارؼ". يرجع بنا ىذا التعريؼ مرة أخرل إلى التعاريؼ الحاشدة التي خبرناىا عند تايمكر كيجعؿ مف الثقافة محصمة احتياجات. كفي نفس السياؽ تقريبا تعرفيا ركث بنديكت: ىذا الكؿ المعقد الذم يشتمؿ عمى كؿ العادات المكتسبة مف قبؿ المرء 3 بكصفو عضكا في مجتمع. بدكره يبدك ىذا التعريؼ تعداديا إال انو ل يفصؿ في مككنات الثقافة فأشار إلييا بالكؿ كل يتخؿ عف كصؼ التعقيد كالذم أصبح مبلزما لتعريؼ الثقافة منذ أف كضع تايمكر تعريفو األكؿ كاف كانت في ىذه البلزمة نزعة سيككلكجية نكعا ما. كيضاؼ إلى ىذا كفاؤه الكاضح لبلنثركبكلكجيا عمى مستكل المفيك ك عمى مستكل المعنى كيتجمى ذلؾ مف خبلؿ مفيك العادات المؾ ة تسب كمف خبلؿ اتساع داللة ىذا المفيك عمى مستكل المعنى كالتكظيؼ. كيحضر تأثير تايمكر مرة أخرل كنجد ذلؾ ركبرت رد فيمد.R Redfield عندما يقكؿ: Graham " 4 الثقافة ىي ذلؾ الكؿ المعقد الذم يتككف مف التفاى المشترؾ. اما ج ارىا كاالس "wallas فيحاكؿ أف يتجاكز فكرة الحشد كيعبر بتعريؼ الثقافة إلى مجاؿ آخر ىك مجاؿ األفكار ايكو ىكلتك ارنس قامكس االثنكلكجيا ك الفمكمكر ت محمد الجكىرم حسف الشامي دار المعارؼ مصر 973 ص 45. جاك لومبار مدخل إلى االثنولوجيا ت حسن قبيسي المركز الثقافي العربي الدار البيضاء المغرب 997 ص.53 3 المرجع السابؽ ص 53. ميتشؿ دنكف دنكف متشؿ: معج عم االجتماع ترجمة إحساف حمد حسف ط دار الطميعة بيركت 986 ص

32 الفصل األول اإلطار المنهجي للدراسة كالقي كاألشياء كفي ىذا فضفضة كاضحة لمثقافة لتشمؿ الجانبيف المادم كالبلمادم القيمي بكصؼ القي محددا كمكجيات لمحك عمى األفكار كاألشياء أم أنيا ىي الت ارث الذم يكتسبو أف ارد المجتمع عبر األجياؿ المتعاقبة عف طريؽ التعمي كاالكتساب. كيمكف أف نبلحظ في ذيؿ ىذا التعريؼ انو أقح مصطمح ذك كزف ل تقحمو باقي التعريفات كىك الت ارث كما انو حدد آليات انتقاؿ ىذا الت ارث فجعميما آليتيف التعمي االكتساب كىذا األخير يتخذ صفة الطكعية عبر التقميد المحاكاة التماىي حتى بؿ تكتسي اآللية األكلى صفة المباشرتية عبر التمقيف ( التعمي(. بكصفو احد ابرز الذيف خاضكا في مفيك الثقافة كشؤكنيا بكجو عا يقد "لكيس دك لؿك" التعريؼ األتي: " الثقافة ىي العبقرية اإلنسانية مضافة إلى الطبيعة بغية تحكير عطاءاتيا كإغناؤىا كتنميتيا كتدؿ أيضا عمى انكباب اإلنساف بصكرة منيجية عمى تنمية ممكاتو الفطرية بد ارسة اآلداب كالعمك كالفنكف ككذلؾ بالمبلحظة كالتفكير. كعمى الصعيد االجتماعي تدؿ كممة ثقافة عمى جممة الكجكه الفكرية كاألخبلقية كالمادية كالمذاىب القيمية كأساليب الحياة التي تميز حضارة مف الحضا ارت". لعؿ ابرز ما يشد االنتباه في ىذا التعريؼ ىك تركيزه عمى الطريقة التي يحكر بيا اإلنساف المعطيات المادية كالممكات الفطرية كالتي كصفيا بالمنيجية كىي داللة كاضحة عمى التنظي كاف كاف التعريؼ كفؽ ىذا المنيج يكحي بشيء مف التقميدية عمى مستكل المعنى التي تنخفض إلى مستكل العا الذم يقترب بمعنى الثقافة مف سعة االطبلع كالمكسكعية عمى انو يرجع مرة أخرل إلى تحديد األدكات عندما يذكر المبلحظة كالتفكير. عمى المستكل العربي يعتبر إسيا مالؾ ابف بني اإلسيا األكثر أصالة كعمقا كشيرة في تناكؿ الثقافة ليس تحديدا فحسب بؿ مناقشة ك إشكاال بؿ انو جعؿ مف الثقافة مشركعو البحثي الكبير كليس أدؿ عمى ذلؾ مف مؤلفاتو العديدة في ىذا المجاؿ كالتي تصب كميا تقريبا كتعالج إشكالية كاحدة كىي الثقافة كمف بينيا نذكر: شركط النيضة مشكمة الثقافة مف اجؿ التغيير أحمد أبك زيد البناء االجتماعي ج ط 4 الييئة المصرية العامة لمكتاب مصر 975 ص 89. لكيس دكلمك الثقافة الفردية كثقافة الجميكر ط ت عادؿ العكا منشك ارت عكيدات بيركت 98 ص

33 الفصل األول اإلطار المنهجي للدراسة ميبلد مجتمع مشكمة األفكار في العال اإلسبلمي...الخ.كجميع ىذه المؤلفات تربطو كشائج عبلقة بالثقافة بشكؿ أك بأخر. لف نسيب كثي ار في مناقشة مفيك الثقافة عند بف بني بقدر ما نستعرض تعريفو ليا كذلؾ لسببيف األكؿ ذلؾ العمؽ التناكلي ليذا المفيك أيف تمتزج فيو الفمسفة بالفكر بعم االجتماع كالثاني الكتابات الغزيرة جدا التي تناكلت إسياماتو حكؿ ىذه القضية حتى إننا نجد كتاب كمؤلفات تخصصت في الثقافة عند مالؾ ابف بني كمنو فاف مجا ارة ىذا التيار يدخؿ بنا منعرجات عممية كفكرية ليس ىذا مجاليا اآلف. في مؤلفو مشكمة الثقافة يبدأ مالؾ بف بني تعريفو لمثقافة باستع ارض منيجي مف االستخدا القامكسي العربي ( ابف دريد ابف منظكر( إلى استخدامات ابف خمدكف لممفيك ث ينطمؽ إلى تحديد المفيك مف بعيد كبطريقة غير مباشرة عبر االنطبلؽ مف العناصر النفسية االجتماعية. كيقر ابف بني أف الثقافة كؼؾرة جاءتنا مف أكركبا أما كمفيك فيي ثمرة مف ثمار عصر ( النيضة في الحالتيف فكرة كمفيكما( الثقافة حسب ابف بني صنيعة أكربية كبعد أف يستعرض استع ارضا مطكال عدد مف التعاريؼ مناقشا كشارحا ليا كمصنفا حسب مكقعيا األكاديمي كاإليديكلكجي يعرؼ الثقافة كما يمي: " مجمكعة مف الصفات الخمقية كالقي االجتماعية التي تؤثر في الفرد منذ كالتو كتصبح الشعكريا العبلقة التي تربط سمككو بأسمكب الحياة في الكسط الذم كلد فيو" كيستطرد معمقا عمى تعريفو ىذا في صكرة الشارح: " كىذا التعريؼ الشامؿ لمثقافة ىك الذم يحدد مفيكميا فيي المحيط الذم يعكس حضارة معينة كالذم يتحرؾ في نطاقو اإلنساف المتحضر كىكذا نرل أف ىذا التعريؼ يض بيف دفتيو فمسفة اإلنساف كفمسفة الجماعة أم مقكمات اإلنساف كمقكمات المجتمع مع أخذنا في االعتبار ضركرة انسجا ىذه المقكمات جميعا في كياف كاحد تحدثو عممية التركيب التي تجرييا الش اررة الركحية عندما يؤذف فجر إحدل الحضا ارت. كما يمكف أف نسجؿقعمى ىذا التعريؼ غمبة مالؾ بف نبي مشكمة الثقافة ط ت عبد الصبكر شاىيف دار الفكر دمشؽ 5 ص 5. المرجع نفسو ص

34 الفصل األول اإلطار المنهجي للدراسة التحميؿ النفسي االجتماعي عندما يعتبر الثقافة مجمكعة مف الصفات الخمقية كالقي االجتماعية ىذا مف جية كمف جية أخرل يقترب بالمفيك كثي ار مف مفيك الحضارة كيتجمى ذلؾ في الشؽ األخير مف تعقيبو عمى تعريفو. كلعال االجتماع العربي " برىاف غميكف" محاكلة في الثقافة تقترب مف التصكر منيا إلى التعريؼ كيعبر عف ذلؾ بقكلو " كالكاقع أف الثقافة ما ازلت تستخد كاس عا يطمؽ عمى ظكاىر كسيرك ارت مختمفة كمتفاكتة بؿ كمتناقضة أحيانا كذلؾ حسب طبيعة المتكم كالميداف المستخدمة فيو ككذا اليدؼ فقد تستعمؿ لتمييز مياديف ذىنية كمادية مختمفة فيقاؿ ثقافة سياسية ك ثقافة بدنية أك لتمييز أنماط سمكؾ أك خصكصيات قكمية فيقاؿ مثبل ثقافة العرب ركحية كثقافة الغرب عقمية أك لتحديد مكانة اجتماعية فيقاؿ ىذا مثقؼ كذاؾ أمي أك لكصؼ جزء مف النشاط الثقافي فيقاؿ ثقافة عمالية كثقافة فبلحيو أك لكصؼ مكاقع سياسية فيقاؿ ثقافة تقدمية كثقافة رجعية أك ثقافة اشت اركية ك ثقافة برجكازية...الخ". بعد ىذا الصكؿ في مفيك الثقافة كبعد ىذا االستقصاء المفاىيمي ربما نجد أنفسنا أكثر حيرة مف نقطة االنطبلؽ فيذا المفيك مف اليبلمية ما يجعؿ اإلمساؾ بو أم ار عسي ار كيصعب األمر أكثر عندما يحاكؿ الباحث إخضاعو لمشرط التحديد اإلج ارئي كما ىي القاعدة البحثية. كلعمنا قبؿ ذلؾ نتفؽ مع " ارسؿ جاككبي" في أف االنتصار األكبر الذم حققو مفيك الثقافة ىك الخركج مف حالة الضيؽ كالحصرية التي تجعمو رديؼ التعالي كالفف كالتقد إلى معنى أكسع يرجع الفضؿ فيو إلى االنثركبكلكجييف باألساس ث عمماء االجتماع كعمماء النفس لتصبح الثقافة دالة عمى كؿ تبلقح كتفاعؿ بيف اإلنساف كالطبيعة كلتسقط بذلؾ أم نظرة ت ارتبية عنصرية فاصمو بيف الثقافة كالحضارة حتى أف فركيد كتب في ىذا يقكؿ: " إنني ازدرم التمييز بيف الثقافة كالحضارة". إف الثقافة كما ن ارىا في ىذا المشركع البحثي ىي: برىاف غميكف اغتياؿ العقؿ محنة الثقافة العربية بيف السمفية ك التبعية المركز الثقافي العربي بيركت الدار البيضاء المغرب 6 ص 74. ارسؿ جاككبي نياية اليكتكبيا السياسة ك الثقافة في زمف البلمباالة ت فاركؽ عبد القادر سمسمة عال المعرفة عدد 69 المجمس الكطني لمثقافة ك الفنكف كاآلداب الككيت ص

35 الفصل األول اإلطار المنهجي للدراسة ( كؿ النشاطات العقمية كالجسدية الشعبية كالرسمية ( الحية( الحالية العميا( كالمكركثة كالتي تخمؽ لدل جماعة ما طريقة متميزة في السمكؾ كالحياة تتخذ تمؾ النشاطات صفة التنظي كالت ارك كاالنتقاؿ الذم يككف قصديا شبو قسرم بالتعمي كباالكتساب الطكعي كيترؾ أثره عمى ط ارئؽ التفكير كنماذج السمكؾ. 3 -الت ارث الشعبي : يثير ىذا المفيك الكثير مف اإلح ارج المعرفي لباحثو مف منطمؽ ميزتيف يكاد يتميز كينفرد بيما كحده األكلى تتعمؽ بداللتو كتحديدا كجكد حالة مف الخمط كالغمكض فمفيك الت ارث الشعبي تحت ىذا النحت العربي يشير أك يدؿ عمى ميداف معيف يسمى الت ارث الشعبي كما يدؿ في الكقت ذاتو عمى المادة مكضكع الد ارسة كرغ أف عم التاريخ مثبل يشترؾ مع الت ارث الشعبي في ىذه االزدكاجية الداللية ( اس العم كمجاؿ الد ارسة( إال إف استعماؿ كممة تاريخ ال يثير نفس الحالة مف الغمكض. أما الميزة الثانية التي يثيرىا ىذا المفيك فيي كثرة الم اردفات التي قد تؤدم نفس المعنى سكاء في العربية أك في غيرىا حيث نجد العديد مف الباحثيف كالمؤلفيف يستخدمكف مفاىي الثقافة الشعبية األدب الشعبي المأثكر الشعبي كالفف الشعبي الحياة الشعبية... بمعنى يطابؽ أك يكاد مع الت ارث الشعبي. قبؿ االنطبلؽ نحك األصكؿ المغكية كالدالالت االصطبلحية ال باس أف نتكقؼ عند ىذا الميداف فحسب "ريتشارد دكرسكف" ميداف الت ارث الشعبي عرؼ تياريف بارزيف األكؿ يركز عمى ميداف اإلبداع األدبي الشعبي كىك ممثؿ بالمدرسة االنجمكساكسكنية كالثاني يكسع الدائرة نكعا ما ليركز عمى د ارسة الحياة الشعبية كىك ممثؿ بالمدرسة الجرمانية. )...( جاء في لساف العرب " كرث الكارث صفة مف صفات اهلل تعالى كرثو مالو كمجده ككرث عنو كرثا ك ارثة كمي ارث كالت ارث ما يخمفو الرجؿ لكرثتو كالتاء فيو بدؿ مف الكاك كل ترد كممة ابف منظكر لساف العرب مادة )كرث( دار لساف العرب بيركت د ت ص محمد الجكىرم ك آخركف النظرية في عم الفمكمكر األسس العامة ك د ارسات تطبيقية مطبكعات مركز البحكث ك الد ارسات االجتماعية القاىرة 3 ص 05.

36 ص الفصل األول اإلطار المنهجي للدراسة ت ارث ىكذا بيذا النحت المغكم إال مرة كاحدة في الق ارف الكري كبالتحديد في سكرة الفجر في قكلو. تعالى: " كتأكمكف الت ارث أكبل لم ا " أما أكر ضياء العمرم في مؤلفو الت ارث كالمعاصرة فانو يكسع شيئا ما مف دائرة الت ارث عندما. يرل انو يطمؽ في العربية عمى ك ارثة الماؿ ك الحسب كالعقيدة كالديف كبدكره فريديريؾ معتكؽ Patrimoine يتابع كممة ت ارث عند الغرب فيرل أف كممة Patrimony في االنجميزية كما كممة في الفرنسية كالتي تعني الت ارث مشتقة مف كممة Patrimonium البلتينية التي تعني اإلرث 3 األبكم. بالرجكع إلى العربية نجد بعض المغكييف القدامى يفرقكف بيف الكرث كالمي ارث عمى أنيما خاصتيف بالماؿ كبيف اإلرث عمى أساس انو خاص بالحسب أما لفظ الت ارث فيك اقؿ المصادر 4 مف فصؿ " كرث" استعماال كتداكال عند العرب الذيف جمعت مني المغة العربية تبقى اإلشارة إلى أف االستخدا المعاصر في العربية لكممة ت ارث قد ابتعد إلى حد ما عف االستعماؿ القرآني كالمعنى المغكم الغربي الذم أكردناه فيي تدؿ في الخطاب المغكم المعاصر عف المكركث الثقافي 5 كالفكرم بينما في المغات األجنبية ل تكظؼ مفردة ت ارث لمداللة عمى المكركث الثقافي كالفكرم كالديني كالمعرفي فكممتي le patrimoine L héritage نجدىما يدالف عمى التركة كنفس الشيء نجده في معاج المغة االنجميزية بينما تكادتنفرد العربية بذاؾ المدلكؿ بكؿ شحناتو الكجدانية بؿ كمضامينو األيديكلكجية. كعند ىذه النقطة نصؿ إلى المعنى االصطبلحي لمت ارث كنشير في ىذا المقا إلى االستثنائية التي يتعامؿ بيا المفكركف العرب إ ازء استخدامي لمفيك الت ارث إذ يكظفكف ىذا المصطمح لمداللة عمى الجزء المكتكب أك ما يمكف أف نطمؽ عميو اس الثقافة العالمة مستثنيف بذلؾ الجزء الشعبي غي ارلمكتكب الشفيي كىذا االستخدا بيذا المعنى القرآف الكري سكرة الفجر اآلية. 9 أكر ضياء العمرم الت ارث ك المعاصرة سمسمة كتاب األمة رئاسة المحاك الشرعيةك الشؤكف الدينية دكلة قطر ط د ت ص 7. فريديريؾ معتكؽ "الت ارث شرقا ك غربا" مجمة العربي عدد 67 أفريؿ ص. عبد المجيد بكقربة: الحداثة ك الت ارث دار الطميعة بيركت 993 ص فارح مسرحي الحداثة في فكر محمد أرككف الدار العربية لمعمك ناشركف بيركت منشك ارت اإلخبلؼ الج ازئر 6/47

37 الفصل األول اإلطار المنهجي للدراسة االستثنائي نجده عند الجابرم في معرض تعريفو بالت ارث العربي اإلسبلمي فيقكؿ: " ىك مجمكع العقائد كالتشريعات كالمعارؼ المعبر عنيا في لغة تحمميا كتؤطرىا كالمتككنة في عص ارلتدكيف ( القركف الثبلثة األكلى لميجرة( كامتداداتو التي تكقفت آخر تمكجاتيا مع قيا اإلمب ارطكرية العثمانية في القرف العاشر لميجرة "أما حسف حنفي فيبدك منظكره لمت ارث أكثر انف ارجا عندما يعرفو بقكلو:" ىك كؿ ما كصؿ إلينا مف الماضي داخؿ الحضارة السائدة ". بينما يشمؿ الت ارث عند محمد أرككف باإلضافة إلى الت ارث المكتكب الت ارث الشفكم أك الشعبي كالت ارث الخاص باألقميات دكف تمييز أك 3 تيميش مقصكد أك غير مقصكد. كحتى تعريؼ أرككف كباستخداماتو المنفرجة لمصطمح الت ارث التي تدخؿ ضمف دائرتيا الجانب الشفيي مف الت ارث إال انو يشترؾ مع سابقيو -عمى الرغ مف استعانتو باالنتركبكلكجيا كتحديدا جكرج باالندييو في تحديد كقصر مفيك الت ارث عمى المجاؿ الفكرم عمى الرغ مف حمكالتو االجتماعية كالثقافية التي ال يمكف إغفاليا حتى في سياقات أخرل. Lore بمعنى الت ارث الشعبي أك الفكلكمكر كممة تتككف مف مقطعيف Folk بمعنى الناس ك حكمة اك معركفة كعميو يككف المعنى الحرفي معارؼ الناس اك حكمة الشعب 4. كقد كاف لؤلثرم االنجميزم كليا جكف تكمز W.J.Thoms فضؿ نحت كاستدخاؿ ىذا المصطمح عندما أرسؿ خطابا إلى مجمة اثينيك يقترح فيو تبني كممة ( لكر( فكلؾ- Folk-lore بديبل عف اآلثار الشعبية Popular antiquities كاف كاف السبؽ النسبي لمباحثيف األلماف الذيف كانت بذكر اىتمامي بيذا النكع مف األبحاث منصبة حكؿ ما كصفكه بأساليب معيشة الطبقات الدنيا البدائية في المجتمع 5 المتحضر ذك التركيب االجتماعي المعقد أك ما اجتيدت المحاكالت كالترجمات العربية عمى تسميتو بال ارؽ األدنى. كتعتبر ىذه محاكلة مبكرة الكتشاؼ نكع مف االزدكاجية في أسمكب العيش داخؿ ىذه المجتمعات ما أدل إلى استثارة الذات البحثية لمتعرؼ عف قرب عمى أسمكب الحياة 3 4 محمد عابد الجابرم الت ارث كمشكمة المنيج أعماؿ ندكة المنيجية في األدب ك العمك اإلنسانية جمعية البحث في األدب ك العمك اإلنسانية دار تكبقاؿ الدار البيضاء المغرب 986 ص حسف حنفي الت ارث كالتجديد مكتبة األنجمك مصرية القاىرة 987 ص. فارح مسرحي مرجع سابؽ ص 94. فاركؽ أحمد مصطفى رفت العشماكم د ارسات في الت ارث الشعبي دار المعرفة الجامعية اإلسكندرية 8 ص محمد الجكىرم ك آخركف.مرجع سابؽ.ص

38 الفصل األول اإلطار المنهجي للدراسة المختمؼ الذم ال ي ازؿ مستم ار رغ زحؼ أسمكب العيش الحضرم كقد اصطمح عمى تسميتو ىذا النكع مف الد ارسة فكلكسكنده Volkus kunde ككانت البداية مف األخكيف ياككب كفيميم جري عا 8 كحسب المدرسة الجرمانية كما تمت اإلشارة إليو سابقا يتسع مجاؿ الفكلكسكنده ليشمؿ باإلضافة إلى األشكاؿ األدبية المنتكجات المممكسة التي تبدعيا أيدم الحرفييف الشعبيف ككؿ مظاىر الثقافة التقميدية. كيتسع مجاؿ الت ارث الشعبي في المدرسة الجرمانية ليغطي ما أسمكه فكلكمكر الحاضر كالذم يعني التركيز عمى عادات كأفكار الشعب في الكقت الحاضر ككذا فمكمكر المدينة الكبيرة Volks kunde grosstadt كىي الد ارسة الثقافية لممدف الكبرل. كفي فرنسا يقترب معنى الت ارث الشعبي مف المدرسة االنجمكساكسكنية ليشمؿ المأثك ارت الشعبية األدبية كاف كاف في بعض األحياف يستخد في المغة الفرنسية لمتعبير عف أشياء غير جادة أك استي ازئيو عندما يقاؿ عمى السبيؿ المثاؿ ىذا مف باب الفمكمكر أم مف بابا الط ارفو. بالعكدة إلى الت ارث الشعبي كمكضكع لمبحث ال كميداف عممي نجد تكمز Thoms باعتباره أكؿ مف صاغ تعريفا لو يعرفو بقكلو: " العقائد المأثكرة كقصص الخكارؽ كالعادات الجارية بيف الناس كالعامة ككذلؾ ما انحدر عبر العصكر مف السمكؾ كالعادات كالتقاليد المرعية كالمعتقدات 3 الخ ارفية كاألغاني الركائية كاألمثاؿ الشعبية كغيرىا ". كيعرفو طكمسكف: " انو شيء ينتقؿ مف شخص إلى آخر كحفظ إما عف طريؽ الذاكرة أك بالممارسة أكثر مما حفظ عف طريؽ السجؿ المدكف كيشمؿ الرقص كاألغاني كالحكايات كقصص الخكارؽ كالمأثك ارت كالعقائد كالخزعببلت ( المعتقدات الخ ارفية( كاألقكاؿ السائرة لمناس في كؿ مكاف كما يشمؿ كذلؾ د ارسة العادات كالممارسات الز ارعية المأثكرة كالممارسات المنزلية كأنماط 4 األبنية كأدكات البيت كالظكاىر التقميدية لمنظا االجتماعي " المرجع نفسو.ص محمد الجكىرم " الت ارث الشعبي بيف الفمكمكر ك عم االجتماع" مجمة الت ارث ك المجتمع عدد مجمد 5 نيساف أبريؿ.975 ص ص. 4 عمر الساكريسم: "ماىية الفمكمكر" مجمة الفنكف الشعبية عدد دائرة الثقافة ك الفنكف األردنية العدد األكؿ كانكف الثاني فكزم اؿعف تيؿ: الفكلكمكر.ماىك دار المسيرة بيركت ط 987 ص 35.

39 الفصل األول كعرفو قامكس الفمكمكر االمريكي: اإلطار المنهجي للدراسة ىك جميع المعتقدات الشعبية القديمة كالعادات كالمأثك ارت التي استمرت متكارثة بيف العناصر األدنى ثقافة في المجتمعات المتحضرة حتى الكقت الحاضر. كيعرفو باسكك Bascom بقكلو:" األساطير كالقصص كالخكارؽ كالحكايات الشعبية كاألمثاؿ الشعبية كاأللغاز كالنظ".كيجاريو سميث أيضا عندما يعرفو " ىك د ارسة المكاد القكلية بشتى 3 أنكاعيا".كضمف نفس السياؽ الشفيي تقريبا تكرد تعريؼ فاتف محمد شريؼ في كتابيا الثقافة كالفكلكمكر تعريفا مقتضيا لمفمكمكر بقكليا: " ىك المأثك ارت الركحية الشعبية كخاصة الت ارث 4 الشفكم". أما سانتيؼ Saintyves كاف كاف ال يقصر الفكلكمكر في الشفكم فانو يضيؽ مجالو المكاني بحصره في الطبقات الشعبية في الببلد المتحضرة كىك ما يكشفو تعريفو األتي: " يدرس الفمكمكر الحياة الشعبية في الببلد المتحضرة أك يدرس الثقافة المادية كالعقمية لدل الطبقات في الببلد 5 المتحضرة" لكف يحسب ليذا التعريؼ شمكلو لمجانب المادم مف الت ارث الشعبي كىي المسالة التي كانت محط اختبلؼ بيف المختصيف كالميتميف بالت ارث فمعظ الفكلكمكرييف كاالنثركبكلكجييف الغربييف ل يكلكا اىتماما لمجانب المادم باألخص في البدايات إال أف ىذا الجانب ال يمكف تجاىمو فالنتاجات المادية كخصكصا المتعمقة باالعتقادات أك الطقكس أك العادات تحمؿ دالالت كبيرة ليا أىميتيا في في ك إغناء الجكانب البحثية المتعمقة بالمكضكعات البلمادية فيي في احد جكانبيا كثائؽ رمزية لظكاىر معينة كىي أيضا عناصر فاعمة في النسيج الثقافي االجتماعي الذم 6 يجسده الفكلكمكر كبعضا منيا يعد تمثبل مجسدا لبعض األفكار كالمعتقدات كالطقكس. بعد ىذا الصكؿ في تعريؼ الت ارث الشعبي نأتي عمى تعريؼ الباحث ليذا المفيك إف تصكرنا لمفيك الت ارث الشعبي يقترب إلى حد ما مف أكؿ تعريؼ كضع لو كنقصد بو تعريؼ طكمز المرجع نفسو ص 36. المرجع السابؽ ص 39. المرجع السابؽ ص 39. فاتف محمد شريؼ الثقافة ك الفكلكمكر دار الكفاء اإلسكندرية 8 ص 04. فكزم العف تيؿ مرجع سابؽ ص 4. ع از أبك الحما المطكر الفكلكمكر الت ارث الشعبي مكضكعات األساليب المناىج دار أسامة لمنشر ك التكزيع عماف األردف 7 ص 35.

40 الفصل األول اإلطار المنهجي للدراسة Thoms الذم جمع فيو العقائد المأثكرة كالمعتقدات الخ ارفية كاألغاني الركائية كاألمثاؿ الشعبية لكننا نفتح قكسا ىنا لننبو إلى شأف يتعمؽ بالمعتقدات الدينية المؤكدة التي ال ندخميا ضمف دائرة المعتقدات الخ ارفية مثؿ الكحي السماكم أك حادثة اإلس ارء كالمع ارج. الت ارث الشعبي ىك مجمكع النتاجات الفنية المعرفية كالعقدية الشعبية الشفيية دكف المكتكبة كالتي انتقمت مشافية كتكاتر كممارسة مف جيؿ إلى جيؿ كتشمؿ الجانبيف المادم كالبلمادم كتحكم األدب الشعبي ( حكايات مبلح السيرة أمثاؿ الغاز شعر شعبي أغاني الرقص األساطير( باإلضافة إلى المعتقدات الخ ارفية الممارسات الز ارعية المأثكرة ط ارز األبنية األدكات المنزلية التقميدية الظكاىر التقميدية لمنظا االجتماعي كصنكؼ الطعا كطرقو كالمبلبس كصناعاتيا باإلضافة إلى المكسيقى الشعبية كآالتيا كاأللعاب الشعبية ككؿ ما أبدعتو القريحة الشعبية الجماعية مف ممارسات في مآكميا كمسكنيا ك صحتيا كمرضيا كحزنيا كفرحيا كعبادتيا كترفيييا.كلك عدنا إلى مبتدانا كىك داللة الت ارث بكصفو المكركث الثقافي كالفكرم كالديني كالمعرفي كأسقطنا ىذا عمى الت ارث الشعبي كبشيء مف كاستدخاؿ خصائص الشعبي فإننا نعرؼ الت ارث الشعبي بقكلنا: ىك المكركث الثقافي كالفكرم كالديني كالمعرفي في نسختو الشعبية الشفكية الجماعية. - المثل الشعبي: 4 حالة مف البلتمايز بيف المثؿ في عمكمو كالمثؿ الشعبي تسكد عديد الم ارجع التي تتعرض لممثؿ الشعبي إذ أف اغمبيا ال يعير اىتماما لمفظة الشعبي الممحقة بكممة المثؿ مف اجؿ ذلؾ نجد اغمبيا ال يتكقؼ عند التميز بيف االثنيف أك عمى األقؿ إف ارد الثاني بتعريؼ أكثر إيضاحا كحجتي في ذلؾ أف األكؿ " المثؿ" يستغرؽ الثاني مف حيث النسؽ العا الفصيح ك الدارج أك الشعبي عمى اعتبار أف الشعبي مكسك دكما بالدارج أك العامي إف كاف البعض يضفي عمى المثؿ في عمكمو سكاء فصيحا أ ال صفة الشعبي جاعبل مف ىذه الصفة دالة عمى التناكؿ كالتداكؿ الكاسع ال عمى لغة المثؿ لكف نجد أف الكفة تميؿ إلى التمييز عبر كاسطة المغة المستخدمة لتكصيؼ كتمييز المثؿ عف المثؿ الشعبي كلعؿ الخكض في ىذا أكثر مف ىذا يقترب بنا مف حدكد االنزالؽ نحك المقاربة األدبية الصرفة كباألخص األدبية الشعبية

41 الفصل األول اإلطار المنهجي للدراسة الشعبي. منيجيا نرل أف المياقة المنيجية تفرض الكقكؼ عمى معنى المثؿ ث العبكر إلى المثؿ جاء في لساف العرب المثؿ : الشيء الذم يضرب بشيء مثبل فيجعؿ مثمو كيعرؼ المثؿ عمى انو قكؿ معركؼ قصيرة العبارة يحتكم فكرة صحيحة أك قاعدة مف قكاعد السمكؾ البشرم أطمقو شخص مف عامة الناس في ظرؼ مف الظركؼ ث انتشر بيف الناس يقكلكنو في مختمؼ المناسبات التي تشبو الحالة التي قيؿ فييا ألكؿ مرة. كما يعرؼ أيضا عمى انو: قكؿ جميؿ كمبدع مبتكر معبر بطريقة أخاذة عمى مكضكع يستيكم فضكؿ الناس كيجمع تصك ارتي في قالب محبكب يدعك إلى اإلثارة كالشعكر باالنجذاب نحكه عمى سبيؿ التأثر أك ىك حالة شعكرية معبر عنو بطريقة إبداعية تجمع مختمؼ التأثي ارت التي تمقتيا النفس البشرية عبر مختمؼ م ارحؿ 3 تطكرىا. يمكف أف نبلحظ عمى ىذيف التعريفيف تركيزىما عمى الجانب الشكمي المغكم باألخص فالتعريؼ األكؿ يركز عمى قصر العبارة كىك أمر محمكد لغكيا إذ يعتبر اقت ارف اإليجاز بكصكؿ المعنى تمي از لغكيا بينما يستيؿ الثاني التعريؼ بجماؿ القكؿ كيضفي عميو أكثر مف م اردؼ ( جميؿ مبتكر أخاذ( ككؿ ىذا مف باب العناية بالمبنى أما العناية بالفحكل فتأتي في المقا الثاني كاف كاف بينيما اختبلؼ في جكانب العناية فالتعريؼ األكؿ يعتبر المثؿ قاعدة سمككية كىك بيذا ينحك منحى تكجيييا يرمي إلى التكجيو كتحديد البدائؿ السمككية أما التعريؼ الثاني فينزع إلى كس المثؿ بالحالة الشعكرية ام انو تعبير شعكرم كفي ىذا تأكيد عمى النزعة الفردية ربما باألخص عندما يركز عمى آلية االستحضار التي تكظفيا الحالة الشعكرية لضارب المثؿ.كلك كافقنا ىذا الطرح عمى امتداده قد نصؿ إلى حالة مف اإلف ارغ لممثؿ مف مضمكنو الجمعي االجتماعي. حما محمد زىير :األدب الشعبي فحص بتاريخ 0/04/.الساعة 5: ابف منظكر معج لساف العرب مادة مثؿ فحص بتاريخ 0/04/0.الساعة. 4:0 مسعكد جعككر: حك ك أمثاؿ شعبية ج ازئرية دار اليدل عيف مميمة الج ازئر 8 ص 05.

42 الفصل األول اإلطار المنهجي للدراسة بعد ىذا التناكؿ لممثؿ نأتي اآلف إلى المثؿ الشعبي كمف بيف المحاالت التعريفية نجد تعريؼ إب ارىي أبكسنو في مؤلفو فمسفة المثؿ الشعبي كىك مف المؤلفات المبكرة عربيا في ىذا المجاؿ: جممة أك جممتيف تعتمد عمى السجع كتستيدؼ الحكمة كالمكعظة". كيعرفو فكزم العنتيؿ بقكلو:" قكؿ تعميمي مأثكر يمتاز بجكدة السبؾ ك باإليجاز انو حكمة المجمكع كفطنة الكاحد كمعظ األمثاؿ الشعبية تعبي ارت مجازية عف الحياة اليكمية". عمى الرغ مف ادعائيما تعريؼ المثؿ الشعبي إال أف كبل مف التعريفيف اسقطا أى عنصر كىك صفة الشعبي التي بدت غائبة كل تظير كلذلؾ نكرد تعريفا آخر يدعي انو يقترب بنا مف صفة الشعبي تمؾ كىك التعريؼ اآلتي: " المثؿ الشعبي تقطير أك تمخيص لقصة أك حكاية كال يفي معنى المثؿ الشعبي إال بعد معرفة 3 القصة أك الحكاية التي يعبر المثؿ الشعبي عف مضمكنيا". كحكؿ ىذا التعريؼ يرل التمي بف الشيخ انو ال يمثؿ المثؿ الشعبي تمثيبل دقيقا بؿ ي اره شكميا مف منطمؽ عد إشارتو إلى مغزل المثؿ كأكثر منو فاف اعتبار المثؿ تقطير لقصة أك حكاية ال يتطابؽ مع الكاقع فعدد األمثاؿ 4 الشعبية كبير جدا بينما عدد القصص الشعبية محدكد بمعنى أف عدد القصص الشعبية اقؿ مف عدد األمثاؿ الشعبية أم أف قاعدة لكؿ مثؿ قصة ال تصدؽ دائما. محاكلة اقرب إلى اإلحاطة بحقيقة المثؿ الشعبي ىي ىذه التي نكردىا: " المثؿ الشعبي جممة مفيدة مكجزة متكارثة شفاىة مف جؿ إلى جيؿ )...( شائعة االستخدا عند مختمؼ الطبقات كىك يستخد اإليجاز كاإلبداع كاإليحاء مرة كالص ارحة م ارت بألفاظ دارجة كلغة محكية يعتبر صكرة المجتمع بشكؿ عا كصكرة مصغرة عف قائمو متفقا مع العادات كالتقاليد كالمثؿ كمعب ار عف أ ارء 5 الناس"..9 إب ارىي أبك سنة فمسفة المثؿ الشعبي دار الكتاب العربي القاىرة 968 ص فكزم اؿعف تيؿ بيف الفكلكمكر ك الثقافة الييئة المصرية العامة لمكتاب القاىرة 978 ص 3. التمي بف الشيخ:منطمقات التفكير في األدب الشعبي الج ازئرم المؤسسة الكطنية لمكتاب الج ازئر 986 ص. المرجع نفسو ص 0. فحص بتاريخ 0/04/0 الساعة 5:

43 الفصل األول اإلطار المنهجي للدراسة محاكلة تعريفية أخرل لممثؿ الشعبي كىي بسيطة إلى حد ما كىي كما يمي: " قكؿ في شيء يشبو قكال في شيء أخر بينيما مشابية ليبيف احدىما اآلخر كصكره". أما تصكرنا لممثؿ الشعبي فإننا نكرده كما يمي: المثؿ الشعبي ىك احد مككنات الت ارث الشعبي كىك قكؿ مكجز مصاغ بمغة سيمة بسيطة لكنيا تتجاكز أسمكب الكبل العادم كىك مجيكؿ القائؿ ك الفترة الزمنية يعبر عف البيئة العامة لقائمو " دينية سياسية اقتصادية اجتماعية جغ ارفية...( يجرم تداكلو عمى لساف عامة الناس ( يستحضركنو في المكاقؼ المماثمة التي قيؿ ألكؿ مرة.كىك مشبع بعديد الدالالت سيككلكجية ( الحالة النفسية ال ارىنة لمقائؿ( ( تربكية مكجيات سمككية( سكسيكلكجية نمكذج العبلقة االجتماعية قكاعد التنظي المجتمعية(. 5- القيم: جاء في لساف العرب تحت مادة " قك" أف القي بكسر القاؼ كفتح المي تعني االستقامة Je suis كاالستقامة اعتداؿ الشيء كاستكائو. أما في البلتينية فيك مأخكذة مف الفعؿ المصرؼ Valeo الذم معناه أنا قكم fort أنا في صحة جيدة Je suis en bonne santé كىك معنى يتضمف فكرة الفعالية 3 كالتأثير كالمبلئمة. في معج المصطمحات الفمسفية ؼ إف لفظ قيمة Valeur ىي ما يمثمو الشيء مف قدر أك رتبة أك أىمية 4 يجعمو مرغكبا فيو كمطمكبا لذاتو كمف حقؿ عم النفس نجد القي تعني: " مجمكعة مف األحكا التي يصدرىا الفرد ( األف ارد( متضمنة اختيا ارت كتفضيبلت ليا ما يبررىا سكاء كانت ىذه 5 األحكا عمى أشياء أك أخبلؽ أك سمكؾ أك أعماؿ كتختمؼ نظرة عمماء االجتماع لمفيك القي بف الشريؼ محمكد األمثاؿ في القرآف دار مكتبة اليبلؿ بيركت د ت ص 44. إبف منظكر مرجع سابؽ لساف العرب مادة )قك( دار لساف العرب بيركت د ت ص 73. الربيع ميمكف نظرية القي في الفكر المعاصر بيف النسبية ك المطمقية الشركة الكطنية لمنشر ك التكزيع الج ازئر 980 ص عبده الحمك : معج المصطمحات الفمسفية ط المركز التربكم لمبحكث ك اإلنماء مكتبة لبناف 994 ص 77. شعباف عمي حسيف السيسي: عم النفس أسس السمكؾ اإلنساني بيف النظرية ك التطبيؽ المكتب الجامعي الحديث اإلسكندرية ص.93

44 الفصل األول اإلطار المنهجي للدراسة عف نظرة عمماء النفس ليا ففي حيف ينظر عمماء النفس لمقي في إطار خصائص الفرد كاستعداداتو كاستجاباتو المتصمة بعبلقاتو باآلخريف كييتمكف بأنكاع السمكؾ التي تصدر عف جماعات أك فئات مف األشخاص في عبلقتيا فقط بنظ اجتماعية أخرل. كقبؿ أف نسترسؿ في متابعة مفيك القي في مجاؿ عم االجتماع بكصفو المجاؿ الذم تقع فيو ىذه الد ارسة نشير إلى أننا سنتناكؿ ىذا المفيك ( القي( مف خبلؿ تدرج زمني في ت ارث الحقؿ السكسيكلكجي كقبؿ ذلؾ سنقتفي اثر المفيك في بعض المعاج. عرؼ معج عم االجتماع لدنكف ميتشؿ القيمة بأنيا: " عناصر تركيبية مشتقة مف التفاعؿ االجتماعي". عمى الرغ مف دقتو إال أف ىذا التعريؼ يبدك شديد االختصار إلى درجة الغمكض ربما فيك ل يكضح كيفية تالؼ ىذه العناصر التركيبية كما طبيعتيا ككذا طبيعة المكقؼ الذم يحصؿ فيو التفاعؿ االجتماعي فيك يبدك سائحا في مطمقيو ال تحدىا حدكد. بدكره عبد المجيد لبصير قد تعريفا لمقيمة في مكسكعتو المكسكمة عم االجتماع بقكلو: " ىي حك يصدره المجتمع أك الجماعة عمى األشياء كاألمكر كالسمككات النافعة لمجماعة )...( نمت كتطكرت في بيئة ىذا األخير كتأصمت في السمكؾ الجمعي كالفردم لككنيا تسد حاجتي أك رغبتي 3 المادية أك الركحية أك السياسية أك االقتصادية أك أم شأف آخر". ينزع ىذا التعريؼ نزعة أخبلقية عندما يحصر القي في الجانب النفعي بالمعنى األخبلقي الذم ينسحب عمى الجماعة مفرغا القيمة مف كؿ تغمغؿ في الحيثيات الفردية إذ أف بعض األشياء أك األمكر قد تككف ذات فائدة )قيمة( لفرد أك مجمكعة مف األف ارد فيؿ كالحاؿ كذلؾ ننفي عنيا الصفة القيمية كما يحصر كذلؾ ىذا التعريؼ مصدر القيمة في المجتمع نفسو كذلؾ عندما يقكؿ نمت كتطكرت في بيئة ىذا األخير " كفي ىذا عمى ما نعتقد سد ك قطع لباب االستعارة ككذا " معتز سيد عبد اهلل عبد المطيؼ محمد خميفة عم النفس االجتماعي دار غريب القاىرة ص ص.354/353 3 دنكف متشؿ: مرجع سابؽ.ص 50. عبد المجيد لبصير مكسكعة عم االجتماع دار اليدل عيف مميمة الج ازئر ص 358.

45 الفصل األول اإلطار المنهجي للدراسة التثاقؼ إذ كثيرة ىي القي التي ىاجرت مف مكطنيا األصمي إلى مكاطف أخرل فبقيت عمى حاليا أك أعيد إنتاجيا في مكطف آخر بطريقة تخضع لمشركط المجتمعية الجديدة. احتمت القي مكانة خاصة في فكر الركاد األكائؿ في عم االجتماع إذ تصكركا القي بمثابة مكجيات لمفعؿ بغض النظر عف مصدرىا الخارجي مع دكر خارجي أك داخمي مع ماكس فيبر أك داخمي كخارجي مع بارسكنز كلكف كؿ عمماء االجتماع يجمعكف عمى أىمية القي كدكرىا المحدد لمسمكؾ البشرم حيث يمعب المجتمع عبر التنشئة االجتماعية كالثقافة في تزكيد الفرد بالقي كالمعايير التي يتبناىا. أرل دكر كاي أف قيمة األشياء تكمف فيما تحققو مف نتائج أك أثار كليس في المكضكعات بحد ذاتيا كاف الذات الجمعية ىي المتحك في كؿ ذلؾ فما نطمؽ عميو شيئا ذا قيمة ىك في الحقيقة " الشيء المقبكؿ مف طرؼ الذات الجمعية. لقد كاف ىذا التناكؿ مف دكر كاي" ضمف إطار معالجتو لظاىرة تقسي العمؿ إذ اعتبر القي بمثابة االسمنت الذم يربط بيف األج ازء المختمفة 3 كمف دكنيا ينيار المجتمع كينفؾ. إف ما يمكف أف نممسو مف خبلؿ إسيا دكر كاي ىذا ىك إسقاطاتو القكية لخصائص الظاىرة االجتماعية عمى القي فتبدك القيمة كفؽ ىذا التصكر معطى تابعا يتمكف بألكاف الضمير الجمعي. كيعتبر عا 98 منعرجا ىاما في تناكؿ القي في حقؿ السكسيكلكجيا ففي ىذه السنة ظيرت د ارستو كليا تكماس كفمكرياف زنانيكي حكؿ الفبلح البكلندم )...( أكركبا في كأمريكا كمنذىا أصبح عمماء االجتماع يستخدمكف مفيك القي استخداما مت ازيدا إلى درجة أف صاغكا العديد مف النظريات حكليا كاعتبركىا محددا مف محددات السمكؾ اإلنساني 4 كمفتاح في الثقافة اإلنسانية كقبؿ ذاؾ التاريخ كانت القي معركضا عنيا إلى حد ما بسبب تحرم المكضكعية كالدقة العممية فقد كاف ينظر إلييا غالبا بأنيا "تتس بالذاتية" عبد العالي دبمة مدخؿ إلى التحميؿ السكسيكلكجي منشك ارت ال ارىنة)منشكر رق 0( جامعة محمد خيضر بسكرة دار الخمدكنية 0 ص 9..7 مخبر المسألة التربكية في الج ازئر في ظؿ التحديات محمد سعيد فرج البناء االجتماعي ك الشخصية دار المعرفة الجامعية اإلسكندرية د ت ص ص 365/364. عبد العالي دبمة مرجع سابؽ ص 9. فكزية دياب القي ك العادات االجتماعية مع بحث ميداني لبعض العادات دار النيضة العربية بيركت 980 ص

46 الفصل األول كحسب تكماس كزنانيكي القي ىي: اإلطار المنهجي للدراسة أم شيء يحمؿ معنى ألعضاء في جماعة ما بحيث يصبح ىذا المعنى مكضكعا كدافعا يكجو نشاط ىؤالء األعضاء. كتتسع دائرة القي مع ىذا التعريؼ اتساعا كاضحا إلى درجة تتحكؿ معيا كؿ األشياء ذات اإلجماع الرمزم بيف أف ارد الجماعة اإلنسانية إلى قيمة. مع تالككت بارسكنز القي أخذت مرك از مرمكقا فالمجتمع حسبو بأكممو ىك نسؽ مف القي كالثقافة كالمعايير كقد عرؼ بارسكنز القي في كتابو النسؽ االجتماعي كما يمي:" القيمة عنصر في نسؽ رمزم مشترؾ كتعتبر معيا ار أك مستكل لبلختيار بيف بدائؿ التكجيو التي تكجو المكقؼ".كىذا معناه أف القي تمثؿ معايير عامة كأنيا نسبية يشارؾ فييا أعضاء المجتمع كتسي في تحقيؽ التكامؿ كتنظي أنشطة األعضاء. كيرل بعض العمماء أف القي أداة تنبؤية يتنبؤ الفرد بكاسطتيا شكؿ نظا التفاعؿ مع اآلخريف كىي 3 في الكقت نفسو نتاج طبيعي لممتطمبات االجتماعية المتداخمة كالمشتركة. أما صاحب البحث فيرل القي: آلية يتكقؼ عمييا تحديد الفعؿ كالحك عميو في مكقؼ اجتماعي معيف يشترؾ في اعتناقيا مجمكعة مف األف ارد أك مجتمع بكاممو يت استقاؤىا مف مصادر متعددة ( مؤسسات التنشئة االجتماعية( تحدد دائرة المرغكب فيو كالمرغكب عنو كما تحدد الكسائؿ كاألساليب المكصمة إلى األىداؼ كاألىداؼ نفسيا.كيمكف تتبع القي كمعاينتيا مف خبلؿ تمظي ارتيا المتجسدة في األقكاؿ كاألفعاؿ كالرمكز كالمعتقدات كالعكاطؼ.. غايتيا النيائية إضفاء معنى عمى صيركرة الفعؿ اإلنساني عبر آلية المفاضمة اليادفة إلى تنظي العبلقات داخؿ المجتمع. 6- قيم التنمية: اعتبا ار لككف المفيك مستحدث مف قبؿ الباحث عمى حسب اطبلعو كفي حدكده فإننا سنأتي عمى تعريفو كضبطو إج ارئيا مباشرة. كماؿ التابعي االتجاىات المعاصرة في د ارسة القي ك التنمية دار المعارؼ القاىرة 985 ص. طاىر بكشمكش التحكالت االجتماعية ك االقتصادية ك آثارىا عمى القي في المجتمع الج ازئرم ( ( دار بف م اربط الج ازئر 8 ص 39. ط 3 زىير الغ ازكم:نمك القي ك االتجاىات عند طفؿ ما قبؿ المدرسة دار المبتدأ بيركت 993 ص

47 الفصل األول اإلطار المنهجي للدراسة قي التنمية ىي مجمكع القي التي تساى كتعمؿ عمى تككيف كبث ركح التنمية كتعالج كتتناكؿ قضايا التنمية عمى األصعد االقتصادية كاالجتماعية كالسياسية كما تسي في بث كتنمية ركح الشخصية التنمكية كالتي تعني بدكرىا القابمية لمتنمية كممارسة الفعؿ التنمكم كالمساىمة في إعداد الفرد ليككف عنص ار فعاال في العمؿ التنمكم كالعممية التنمكية بمفيك أكسع كأشمؿ. 7- المحددات الثقافية: المحددات الثقافية ىي مجمكع العكامؿ كالعناصر الثقافية التي تشكؿ ثقافة ما كتسجؿ حضكرىا كتأثيرىا عمى المستكيات الذىنية كالسمككية الفردية كالجماعية كاالجتماعية كالتي تمتزج فييا العمكميات الثقافية تمؾ التي يشترؾ فييا كيتقاسميا أف ارد المجتمع كالتي تشكؿ المبلمح الرئيسية لتمؾ الثقافة مف لغة كقي كلباس كط ارز عم ارني كأسمكب عيش كت ارث مادم كال مادم... سابعا: الد ارسات السابقة. في سبيؿ تككيف خمفية عف المكضكع كاالطبلع عمى أعماؿ المتقدميف فيو بيدؼ اإلفادة مف ط ارئؽ تناكلتي لو كمحاكلة تجاكز الصعكبات المعرفية أك تمؾ التي تتعمؽ بالشؽ الميداني ككذا النأم عف بعض األخطاء التي كقعكا فييا فإننا حاكلنا االطبلع عمى اكبر قدر مف الد ارسات التي خاضت في ىذا المكضكع في عمكمو كىي كثيرة كمرد كثرتيا باألساس متغيرم الد ارسة الرئيسيف التنمية كالت ارث إذ انو كبعد التدقيؽ كجدنا أف عددا محدكدا جدا يطابؽ مع الطرح البحثي الذم نتبناه كىك الذم يخكض كيبحث عف قي التنمية في الت ارث الشعبي. - الد ارسة األولى: د ارسة حمكد العكدم الت ارث الشعبي كعبلقتو بالتنمية في الببلد النامية د ارسة تطبيقية عمى المجتمع اليمني. كالد ارسة عبارة عف رسالة ماجستير كىي د ارسة تطبيقية عمى المجتمع اليمني أنجزت عا 980 بالجميكرية العربية اليمنية ( اليمف الشمالي سابقا(. الكتب القاىرة 40 ىػ حمكد ألعكدم الت ارث الشعبي كعبلقتو بالتنمية في الببلد النامية د ارسة تطبيقية عف المجتمع اليمني ط دار عال

48 الفصل األول اإلطار المنهجي للدراسة حاكلت الد ارسة معالجة إشكالية رئيسية تتساءؿ في جكىرىا عف العبلقة القائمة بيف الت ارث الشعبي كالتنمية كاستعرض الباحث جممة مف األسباب التي أدت بو إلى طرؽ المكضكع جاء عمى أرسيا عد كجكد أية د ارسات سابقة تناكلت المكضكع ككذا التأسيس لمثؿ ىذا النكع مف الد ارسات لتناطح الد ارسات األدبية كالسياسية كاالقتصادية إلى جانب قياس مقدار التغي ارت كالتحكالت السياسية كاالقتصادية التي عرفيا مجتمعو عبر منفذ الت ارث الشعبي. كلقد جاءت الد ارسة في تسع فصكؿ مكزعة بالتساكم عمى ثبلثة أقسا فبحث القس األكؿ المداخؿ النظرية لد ارسة الت ارث الشعبي فاستعرض المدخؿ الجتماعي ككذا مكقؼ األنثركبكلكجيا قديما كحديثا مف التنمية ث الت ارث الشعبي كعبلقتو بالتنمية أما القس الثاني فافرده بمظاىر كأشكاؿ الت ارث الشعبي اليمني المتعمقة بالتنمية مف عادات كأع ارؼ كأفكار شعبية بينما شكؿ القس الثالث لب الد ارسة فتناكؿ سمبيات كايجابيات الت ارث الشعبي اليمني كأثرىا عمى عف التنمية كطبيعة المكاقؼ االجتماعية السائدة تجاه الت ارث كعبلقتيا بالتنمية كعبلقة المجتمع اليمني بمتغي ارت العصر كأثرىا في التنمية. بالنسبة لممدخؿ فقد تبنى الباحث مدخميف الكظيفي التكاممي كالجدلي كبرر ازدكاجية المدخؿ المنيجي بحاجة المكضكع إلى ذلؾ فالمدخؿ الكظيفي استعمؿ حسبو لد ارسة األشكاؿ القائمة في عناصر الت ارث كالسمكؾ الشعبي ذات الصمة بالد ارسة مف حيث الشكؿ كالمضمكف كالكظيفة كاألثر الذم تتركو في حياة الناس كتصك ارتي كسمككي كمكاقفي تجاه بعضي البعض كتجاه ما قد يجدكنو في حياتي مف ظركؼ كتحكالت سياسية كاقتصادية كفكرية إلى جانب طريقة تكيفي مع كؿ ذلؾ. أما المدخؿ الثاني المادية التاريخية ف أرل أف اإلفادة منو تككف مف اعتماده كإطار نظرم أكثر شمكال في تفسير كتأطير ما يقدمو المدخؿ الكظيفي مف معمكمات كأدكات مباشرة لممادة العممية مكضكع الد ارسة كتناكليا في سياؽ جدلي ديالكتيكي ليساعد في النياية عمى الكصكؿ إلى اليدؼ الرئيس المتمثؿ في كضع الحقائؽ االجتماعية المتكصؿ إلييا حكؿ المجتمع اليمني في سياؽ التطكر التاريخي. كعف األدكات نجد أف الباحث قد استعاف بأكثر مف أداة ( المبلحظة البسيطة المبلحظة بالمشاركة اإلخبارييف كاالستمارة( أما المنيج فكاف حسبو المنيج التحميمي المقارف كخمصت

49 الفصل األول اإلطار المنهجي للدراسة الد ارسة إلى جممة مف النتائج أىميا أف الت ارث اليمني كعمى الرغ مف احتكائو عمى جكانب سمبية إال أف ايجابياتو تغمب عمى سمبياتو كعميو فانو ال يشكؿ معكقا في سبيؿ التنمية. كما أف الجكانب الخ ارفية كالميتافيزيقية قد تقمصت في الت ارث الشعبي اليمني تقمصا ممحكظا كاف ىذا األخير يميؿ إلى التبسيط العممي كما انتيت الد ارسة إلى نتيجة أخرل مفادىا أف الكثير مف العناصر السمبية المعكقة لمتنمية ( كتعاطي القات كاحتقار الميف كاألعماؿ الز ارعية...الخ( ىي حاالت عرضية ناجمة عف حالة االنييار كالسقكط الحضارم القدي ل تكف امتداد لتككيف حضارم كتاريخي قدي أك تعبير عف بيئة جغ ارفية كمناخية كطبيعية مييأة لذلؾ. كخمصت الد ارسة أيضا إلى أف المكاقؼ االجتماعية كالطبقية التقميدية في المجتمع اليمني إ ازء الت ارث كالتقد في الكقت الحاضر ( كقت إج ارء الد ارسة( ال تعكس المكقؼ الحقيقي لمت ارث بقدر ما تعبر عف مصالحيا السياسية كاالقتصادية كاالجتماعية كالدفاع عنيا مف خبلؿ تقمصيا لمكقؼ الت ارث بطريقة مشكىة. إف ما يحسب ليذه الد ارسة أنيا تجاكزت النمطية في التعامؿ مع الت ارث الشعبي كىي االكتفاء بالتجميع كما يحسب ليا ج أرة صاحب البحث في طرؽ المكضكع في كقت كاف أم حديث عف قرف الت ارث بالتنمية حديثا رجعيا سكاء تعمؽ األمر بالجانب السياسي أك الفكرم أك االقتصادم أك األكاديمي فالباحث استطاع أف يتحدل مرحمة تاريخية مف عمر الببلد النامية كىي مرحمة فرض الكجكد السياسي كاالقتصادم التي صادفت العقكد الثبلثة األكلى بعد الحرب العالمية الثانية حيث كانت اآللية التنمكية ال ارئجة آنذاؾ السير إلى األما كاستميا تجارب الدكؿ المتقدمة. كمف الناحية المنيجية قد الباحث تحديا منيجيا ل يكف ذائع الصيت كثي ار كىك م ازكجتو بيف المدخميف الكظيفي كالمادم التاريخي مع تقديمو لمبر ارت ذلؾ كمكاطف تطبيقيا. كيحسب لمبحث كالباحث أيضا تنكيعو األدكات المنيجية ( المبلحظة البسيطة المبلحظة بالمشاركة اإلخبارييف االستمارة( كتفصيمو في ذلؾ تفصيبل جيدا يغني عف كؿ لبس. عمى الرغ مف مكاطف القكة التي بالد ارسة فقد انتابتيا بعض المآخذات مست التناكؿ في مجممو كالجانبيف النظرم كالمنيجي فعمى صعيد التناكؿ عرفت الد ارسة تكسيعا كبي ار جدا لنطاؽ البحث نعتقد انو يستعصي عمى باحث مبتدئ اإللما بو فقد شمؿ مجاؿ الد ارسة كؿ مظاىر الت ارث الشعبي تقريبا مف العادات ( عادة الكالدة الزكاج المكت عادات كأع ارؼ دكرة الحياة الز ارعية مف

50 الفصل األول اإلطار المنهجي للدراسة حرث كبذر كزرع كعمؼ كحصاد كعادات كأع ارؼ دكرة المكاس كاألعياد كرمضاف كاألضحى كعيد الثكرة كعادات األسكاؽ كالضيافة...الخ( كاألع ارؼ كاألفكار تمؾ المتعمقة بز ارعة المحاصيؿ كاألفكار المرتبطة بظاىرة اليجرة كاألفكار المرتبطة باألعماؿ اليدكية كالمينية..(كذلؾ المعتقدات كالحك كاألمثاؿ...الخ لذلؾ فاف اتساعا كيذا مف شانو أف يحد مف عمؽ المعالجة كالتحميؿ. بالنسبة لمجانب النظرم فعمى الرغ مف أف الباحث حاكؿ االبتعاد عف الحشك كأعمف ذلؾ ص ارحة إال انو ل يمتز بذلؾ حيث نجد الد ارسة احتكت مباحث بعيدة نسبيا عف مكضكع البحث مثؿ مفيك األنثركبكلكجيا كمكضكعيا كالمكقؼ التقميدم كالحديث كلبلنثركبكلكجيا مف التنمية. كما كشؼ الطرح العا عف حالة ال تمايز تخصصي عند الباحث حيث غرؽ في إلحاؽ مادة بحثو إلحاقا تاما باالنثركبكلكجيا عمى الرغ مف تمكقعيا في نقطة الكسط بيف السكسيكلكجيا كاالنثركبكلكجيا كالفمكمكر. مف الناحية المنيجية سجمنا خمطا بيف المنيج كاألداة كالمدخؿ المنيجي إلى جانب عد تكضيحو لخصائص العينة كطريقة المعاينة كاي ارده لفصؿ أخير كىك الفصؿ التاسع الذم بدا يغرد خارج السرب عندما بحث في عبلقة المجتمع اليمني بمتغي ارت العصر كأثرىا عمى التنمية. كنشير أخي ار إلى أف كجو االختبلؼ بيف د ارسة حمكد ألعكدم كد ارستنا ىذه عمى الرغ مف تطابؽ متغيرم الد ارسة كىما الت ارث الشعبي كالتنمية يكمف في ككف د ارستنا تنزع نزعة منطقية تبدأ مف استقصاء كجكد مضاميف تنمكية في الت ارث الشعبي عبر مككف كاحد فقط مف مككناتو كىك المثؿ الشعبي بينما تتسع د ارسة حمكد العكدم لتشمؿ كؿ مظاىره تقريبا كفي ىذا كنا قد كجينا لو انتقادا. كما يكمف كجو االختبلؼ أيضا في ككنو يبحث عف العبلقة بيف الت ارث كالتنمية بينما نبحث نحف عف التنمية في الت ارث الشعبي كفي األخير بقي أف نشير إلى أف ىذه الد ارسة تبقى د ارسة جادة تستحؽ االستقصاء كاالطبلع

51 الفصل األول اإلطار المنهجي للدراسة - الد ارسة الثانية: د ارسة بف فرحات فتيحة صكرة الم أرة في األدب الشعبي الج ازئرم الد ارسة عبارة عف أطركحة دكتك اره كىي محاكلة لمحفر السكسيك-ثقافي في األدب الشعبي الج ازئرم بالبحث عف صكرة الم أرة فيو كتحديدا مف خبلؿ ثبلث أشكاؿ أدبية ىي الشعر الشعبي القصة الشعبية المثؿ الشعبي مع محاكلة النفاذ إلى العمؽ األسطكرم كالديني لتمؾ الصكرة مف خبلؿ ىذه األشكاؿ كقد انطمقت الباحثة مف الصكرة السمبية التي تقبع فييا الم أرة في إطار التصكر الثقافي العا جاعمة اليدؼ األساس ليا التحقيؽ كالتأكد مف ىذه الصكرة. كقد عزت طرقيا ليذه الد ارسة إلى أىمية ميداف الد ارسة في حد ذاتو ( األدب الشعبي( كذلؾ قياسا لككنيا قناة ك أداة يمكف التعرؼ مف خبلليا عمى النسؽ الثقافي العا لممجتمع كالمخياؿ االجتماعي كعمى العقمية الشعبية كنظرتيا لمم أرة كالرجؿ ككذا لمتعرؼ عمى مستكل في طبقات الشعب كنظرتي لمحياة كالككف بكجو عا كىذا حسبيا يتيح في كيؼ يتصؿ ماضي الشعب كمي ارثو بحاضره. يعالج الطرح اإلشكالي في ىذه األطركحة ماىية رؤية أشكاؿ األدب الشعبي الثبلثة المذككرة لعال الم أرة كعال لو حضكر كمكقع في مجاؿ األدب الشعبي كالمجاالت اإلنسانية األخرل كتنطمؽ الباحثة مف مسممة بأف الصكر التي تحمميا في ذاكرتنا عف األشياء عامة كعف الم أرة خاصة ل تعرؼ تغي ارت جذرية باعتبار تكاصؿ سيطرة ثقافة الماضي كعمى ىذا رمت الد ارسة إلى اختبار صحة ىذه النظرة كاستجبلء كضع كمكانة كأىمية الم أرة في المجتمع الج ازئرم كقد كاف سؤاؿ االنطبلؽ كاآلتي: كيؼ يتمظير كيتجمى عال الم أرة في أشكاؿ األدب الشعبي في كؿ مف الحكاية الشعبية كالمثؿ الشعبي كالشعر الشعبي كحاكلت اختبار ىذا التساؤؿ الرئيسي عبر مجمكعة مف الفرضيات :. تصكر أشكاؿ األدب الشعبي الثبلث تمؾ الشبكة العبلئقية في المجتمع الج ازئرم التقميدم كالذم تتمكقع في إطاره الم أرة باختبلؼ مكانتيا كتعدد أدكارىا االجتماعية. االجتماع 9/ بف فرحات فتيحة صكرة الم أرة في األدب الشعبي الج ازئرم أطركحة دكتك اره "غير منشكرة" جامعة الج ازئر قس عم

52 الفصل األول اإلطار المنهجي للدراسة. يحمؿ األدب الشعبي الج ازئرم جزءا مف الدالالت الرمزية األسطكرية التي نسجت حكؿ تمؾ. العبلقات الثنائية التي تجمع الم أرة ببعض المكجكدات الطبيعية ( األرضية كالفمكية( كالماك ارئية 3. صكرة الجماؿ الجسدم المرغكبة في الم أرة عبر أشكاؿ األدب الشعبي ىي امتداد أك كريث المخياؿ العربي اإلسبلمي. 4. يعرفنا األدب الشعبي الج ازئرم بمختمؼ كسائؿ الزينة التي لجأت إلييا الم أرة الج ازئرية كىك بذلؾ يعد شاىدا حيا عمى الخصكصية الثقافية لممجتمع الج ازئرم. 5. أكثر مككنات صكرة الم أرة الج ازئرية عبر أشكاؿ األدب الشعبي ىي مككنات نمطية ايجابية مف جية أخرل. 6. يتس محتكل األدب الشعبي في بعض أشكالو بقكالب مصممة عمى نكع مف العنؼ المادم كالمعنكم المكجو ضد الم أرة. عمى صعيد المنيج اعتمدت الباحثة ثبلث مناىج كىي المنيج الكصفي التحميمي كالمنيج التاريخي كقد أطمقت عميو المنيج الكصفي كالسردم ك أرت باف استخداميا ليذا المنيج ىك رؤية لؤلدب الشعبي في حركيتو التاريخية أم النظر إلى األدب الشعبي كمادة كنصكص ككثائؽ تاريخية ليا ارتباطيا المكضكعي بالكاقع االجتماعي الج ازئرم في فترة زمنية ماضية عبر حركية اإلنتاج كالتداكؿ. ك أرت أف ذلؾ يكفر استنطاؽ الدالالت التاريخية كاالجتماعية التي تتكضح مف خبلؿ مختمؼ النصكص كالتي كشفت عف دالالت تتعمؽ بالمجمع الج ازئرم المكسك بالتقميدية كالذم أثرت فيو مجكعة مف الظركؼ كبخاصة االخت ارؽ االستعمارم.أما المنيج الثالث فيك منيج تحميؿ المحتكل كعمى ما يبدك فاف ىذا المنيج ىك المنيج الرئيسي المعتمد مف طرؼ الباحثة ك ذلؾ ما تصرح بو الباحثة بقكليا: "... كعبر ىذا المنيج تكصمنا إلى التعرؼ عمى صكرة الم أرة عبر األدب الشعبي في إطار المجتمع الذم أنتجو كحافظ عميو كتناقمو..." كما يؤكد ذلؾ أيضا استع ارضيا ألدكات الد ارسة فقد كزعت عمى األشكاؿ الثبلث )حكاية شعبية شعر شعبي أمثاؿ شعبية( كاألتي:

53 الفصل األول اإلطار المنهجي للدراسة الحكاية الشعبية: عشر 0( حكايات جمعت مف أطركحات دكتك اره كماجستير ككتب ( - الباحثيف في األدب الشعبي. الشعر الشعبي: عشر )0( قصائد. - األمثاؿ الشعبية خمسمائة كخمسكف. )550( مثبل - بالنسبة ألدكات البحث اعتمدت الباحثة الكممة كالعبارة كالفقرة كالمعاني. أما المداخؿ النظرية فقد استفادت الباحثة مف تكظيؼ عدد مف المداخؿ النظرية كىي تباعا نظرية التنشئة االجتماعية نظرية التفاعؿ النظرية التفاعمية الرمزية. كخمصت الد ارسة إلى جممة مف النتائج أىميا: ( بالنسبة لمشعر الشعبي: إف الشعر الشعبي عبر بصدؽ عف كاقع المجتمع ككشؼ أف العبلقة بيف الطرفيف / - الرجؿ كالم أرة( عبلقة متكافئة كما أف كضعية الم أرة بدكرىا مرمكقة لكف العبلقة بينيما تبقى تحكميا كتحددىا العادات االجتماعية لذلؾ اتخذت في كثير مف األحياف صفة السرية. - أف الشعر الشعبي ازكج في تصكيره لمم أرة مف خبلؿ رمكزه كدالالتو بيف السمب كاإليجاب فيك يربطيا أحيانا بأكثر الرمكز قداسة كالشمس كالقمر كالغ ازؿ كالنخمة...الخ كأحيانا أخرل بأكثرىا ش ار كنجاسة كالشيطاف كالغكؿ. إف الشعر الشعبي يعمي مف شاف الجماؿ الجسدم. إف الشعر الشعبي يعبر عف خصكصية المجتمع الج ازئرم في النظر إلى الم أرة كعالميا - - الخاص. - إف عينة البحث الشعرية ل تكشؼ عف أم عنؼ مكجو ضد الم أرة. / بالنسبة لمحكمة الشعبية: - إف الحكاية الشعبية اقدر أشكاؿ األدب الشعبي عمى تصكير الشبكة العبلئقية السائدة في المجتمع الج ازئرم التقميدم كتبدك الم أرة مف خبلليا تعيش ركتينية كاضحة جعمت الخضكع ىك سمتيا الغالبة كىك ما خمؽ ليا حالة مف االغت ارب عندما حاكلت أف تخرؽ ذاؾ الكاقع

54 الفصل األول اإلطار المنهجي للدراسة - أما الدالالت الرمزية كاألسطكرية التي ضمتيا الحكاية الشعبية المقركنة بالم أرة فكاف الرمز ( الحيكاني ىك الغالب ( كالطير كالغ ازؿ( كما حضر كذلؾ الرمز النباتي كالفمكي االخض ارر اإلخصاب الشمس القمر(. - ظير الجماؿ األنثكم في الحكاية الشعبية امتداد لمخياؿ العربي اإلسبلمي. - عكست الحكاية الشعبية خصكصية المجتمع الج ازئرم المتعمؽ بالعال النسكم. غمبت السمات السمبية لمم أرة عمى االيجابية في الحكاية الشعبية ( المكر الكيد - الخداع..(. - ضمت الحكاية الشعبية الكثير مف دالئؿ العنؼ المادم كالمعنكم ضد الم أرة التي بدت مستضعفة كمظمكمة. بالنسبة لؤلمثاؿ الشعبية: إف تقيي الم أرة في األمثاؿ الشعبية يختمؼ باختبلؼ المكانات كاألدكار التي تؤدييا كاف /3 - شبكة العبلقات التي تجمعيا بالمحيط تتكسع بتكسع األدكار التي تؤدييا )زكجة بنت حماة...(. - إف الدالالت الرمزية كاألسطكرية في المثؿ الشعبي تجعؿ لمم أرة عبلقة كطيدة بعال الحيكاف خاصة الدكنية )الكمب الضبع العقرب األفعى السكسة...( كجميعيا ينتمي لخمفية المجتمع الفكرية نحك الم أرة. - إف األمثاؿ الشعبية تستمد جزءا مف تصك ارتيا لمجماؿ األنثكم مف تصك ارت الخياؿ العربي اإلسبلمي ( أرسماؿ الم أرة في جماليا(. - كشؼ المثؿ الشعبي عف الخصكصيات الثقافية لممجتمع الج ازئرم المتعمقة بالم أرة كعالميا ( الزينة اليندا الحمي...(. - ت اركحت صكرة الم أرة في المثؿ الشعبي بيف السمبية كااليجابية. - يتس المثؿ الشعبي بنكع مف العنؼ المادم كالمعنكم تجاه الم أرة. مثؿ كؿ بحث فإف ىذه الد ارسة كانت فييا مكاطف لمقكة كأخرل لمضعؼ كمف مكاطف قكتيا تفصيميا الدقيؽ في الطرح اإلشكالي كتحديدىا الجيد لممفاىي باعتبارىا مفاتيح لمبحث إلى جانب تحكميا في المنيجية البحثية عمى مستكل التكظيؼ كالتحميؿ ث الممسة السكسيكلكجية التي بدت - 4 -

55 الفصل األول اإلطار المنهجي للدراسة كاضحة مف خبلؿ عمؽ المعالجة السكسيكلكجية التي كظفت الجياز المفاىيمي بشكؿ جيد ككذلؾ تناغ شقي الد ارسة حيث جاء الجانب النظرم خادما لمجانب الميداني مستفيدا منو. كقد سجمنا بعض المآخذات عمى ىذه الد ارسة تعمقت جميا بالجانب المنيجي كاإلج ارئي أكليا أف الباحثة ذيمت اإلشكالية بتساؤؿ ث عرضت مجمكعة مف الفرضيات فغاب بذلؾ الفرض العا. كعمى صعيد المنيج ل تكضح الباحثة األدكات التي كظفتيا في خض تطبيقيا المنيج التاريخي كما يعاب عمييا إقحاميا الفصحى في عينة الد ارسة كىي التي جعمت األدب الشعبي مجاال لد ارستيا كمعمك أف ىذا األخير يغمب عميو العامية أك الدارجة كما أف العينة اتسمت بالتحيز مما سمبيا عنصر التمثيؿ باألخص عينة الشعر الشعبي حيث أف ثمانية قصائد مف أصؿ عشرة كانت لشع ارء مف الغرب الج ازئرم ( تممساف ككى ارف تحديدا( متجاىمة بذلؾ باقي نكاحي الببلد خاصة الشرؽ كالكسط. كعمى مستكل األدكات ل تكضح الباحثة فئة التحميؿ المعتمدة. كما لمسنا خمطا بيف كحدة التحميؿ ككحدة العد ك القياس. سجمنا كذلؾ السطحية في استع ارض بعض الد ارسات السابقة إذ أف بعضيا ل تتكفر فيو شركط الد ارسة السابقة.كرغ ىذه النقائص إال أف ىذا البحث يبقى كاحدا مف األبحاث التي تحقؽ حدا مف الجدية كالعمؽ السكسيكلكجي البيف. 3 -الد ارسة الثالثة تناكلت ىذه الد ارسة "دكر األسرة السعكدية في تنشئة األبناء عمى قي التنمية كالتحديث" كقد تكصمت إلى معرفة ىذا الدكر مف خبلؿ الكقكؼ عمى آ ارء كاتجاىات اآلباء كاألميات حكؿ تنشئة األبناء عمى قي التنمية كالتحديث. كتتجم ى أىميتيا في أنيا سمطت الضكء عمى الدكر التنمكم لؤلسرة السعكدية مف خبلؿ تنشئة األبناء عمى القي التي تحتاج إلييا التنمية االجتماعية كتمثؿ اليدؼ الرئيس ليذه الد ارسة في معرفة العبلقة بيف بعض الخصائص االجتماعية المتعمقة باآلباء كاألميات كالعمر كالمستكل التعميمي كالمستكل االقتصادم كالمكطف األصمي كالخصائص االجتماعية األخرل المرتبطة باألسرة كالحج ككجكد العمالة المنزلية عمى اعتبار أنيا متغي ارت اآلباء كاألميات في مدينة الرياض أطركحة دكتك اره "منشكرة"جامعة الممؾ سعكد عمادة الد ارسات العميا قس الد ارسات االجتماعية 44 ىػػ 45 /ىػػ نكرة بنت شارع بف حثبلف العتيبي دكر األسرة في تنشئة األبناء عمى قي التنمية كالتحديث د ارسة اجتماعية لعينة مف

56 الفصل األول اإلطار المنهجي للدراسة مستقمة لمد ارسة ذات تأثير في تنشئة األبناء عمى قي التنمية كالتحديث كقد حددت قي التنمية كالتحديث باعتبارىا متغي ارت تابعة كىي : قي احت ار الكقت كالتخطيط كاإلنتاجية كاالعتماد عمى النفس كتحمؿ المسؤكلية كاإلنجاز كاإلبداع كاالستيبلؾ كاحت ار العمؿ اليدكم كاحت ار األنظمة كالتعميمات كقيمة الطمكح التعميمي كالميني. كتتضمف األىداؼ األخرل لمد ارسة معرفة أى أدكار األسرة السعكدية في تنمية المجتمع كتطكيره كأى الصعكبات التي تكاجو األسرة في تنشئة األبناء عمى قي التنمية كالتحديث ككذلؾ معرفة مدل اتفاؽ أك اختبلؼ إجابات اآلباء كاألميات حكؿ تنشئة األبناء عمى قي التنمية كالتحديث. كلقد تمت صياغة فركض الد ارسة عمى النحك التالي-: اآلباء كاألميات األصغر عم ارن أكثر اىتمامان بتنشئة األبناء عمى قي التنمية كالتحديث. كمما ارتفع المستكل التعميمي لآلباء كاألميات ازد االىتما بتنشئة األبناء عمى قي التنمية / / كالتحديث. كمما ارتفع المستكل االقتصادم لؤلسرة ازد االىتما بتنشئة األبناء عمى قي التنمية كالتحديث. كمما قؿ حج األسرة ازد اىتما اآلباء كاألميات بتنشئة األبناء عمى قي التنمية كالتحديث. ال تكجد عبلقة بيف المكطف األصمي لآلباء كاألميات كتنشئة األبناء عمى قي التنمية /3 /4 /5 كالتحديث. 6/ كمما ازد اعتماد األسرة عمى العمالة المنزلية قؿ االىتما بتنشئة األبناء عمى قي التنمية كالتحديث. شمؿ مجتمع البحث جميع األسر السعكدية المقيمة في مدينة الرياض كقد ت االعتماد عمى المدارس المتكسطة لمبنات المكز عة جغ ارفيان عمى أحياء مدينة الرياض كافةن كاعتبارىا مجتمع بحث أكلي ت مف خبللو الكصكؿ إلى األسر السعكدية عينة الد ارسة األساسية كاختيرت عينة الد ارسة عف طريؽ العينة العشكائية العنقكدية المتعددة الم ارحؿ. كتتمخص طريقة اختيار العينة في حصر جميع المدارس المتكسطة لمبنات في مدينة الرياض فبمغ مجمكعيا )8( مدرسة متكسطة كبعد ذلؾ قسمت المدارس إلى أربع مجمكعات حسب المكقع

57 الفصل األول الجغ ارفي ليا ث أخذت عينة عشكائية مف المدارس فأصبح حج العينة اإلطار المنهجي للدراسة )37( مدرسة كقد ت حصر جميع الفصكؿ الد ارسية في المدارس المختارة فبمغت )434( فصبلن د ارسيان ث أخذت عينة عشكائية منتظمة مف الفصكؿ فكانت كاحدان كسبعيف فصبلن كبعد ذلؾ ت حصر عدد الطالبات في الفصكؿ المختارة فبمغ )530( طالبة كمف ث ت إعطاء كؿ طالبة استبانو كاحدة ألسرتيا يجيب عف أسئمتيا األب أك األ فكاف مجمكع ما كزع مف استبانات (530) استبانو كبعد جمع االستبانات ت تفريغ البيانات كتحميميا إحصائيان. كمف أى النتائج التي تكصمت إلييا الد ارسة ما يمي : / كجكد تأثير معنكم طردم عند مستكل الداللة 0.05 لمتغير عمر اآلباء كاألميات عمى تنشئة األبناء عمى قيمة اإلنجاز كاحت ار األنظمة كالتعميمات كاحت ار العمؿ اليدكم بمعنى أنو مع تقد عمر اآلباء كاألميات يزداد االىتما بتنشئة األبناء عمى تمؾ القي. / كجكد تأثير معنكم طردم داؿ إحصائيان عند مستكل الداللة 0.05 لمتغير المستكل التعميمي لآلباء كاألميات عمى تنشئة األبناء عمى قيمة اإلنتاجية أما بالنسبة لبقية قي التنمية كالتحديث فبل تكجد عبلقة ذات داللة إحصائية بينيا كبيف متغير المستكل التعميمي. / كجكد تأثير معنكم داؿ إحصائيان عند مستكل الداللة 0.05 لمتغير المستكل االقتصادم 3 لؤلسرة عمى تنشئة األبناء عمى قيمة اإلنتاجية بمعنى كجكد فركؽ معنكية بيف المستكل االقتصادم كتنشئة األبناء عمى قيمة اإلنتاجية كما أثبتت النتائج كجكد تأثير معنكم عكسي لمتغير المستكل االقتصادم لؤلسرة عمى تنشئة األبناء عمى قي التخطيط كاإلبداع كاإلنجاز كاحت ار العمؿ اليدكم كاالستيبلؾ كىذه النتيجة تدع الفرض الثالث لمد ارسة لكف ليس بنفس االتجاه الذم افترضتو الباحثة. / كجكد تأثير معنكم طردم لمتغير حج األسرة عند مستكل الداللة 0.05 عمى تنشئة األبناء 4 عمى قي اإلبداع كاإلنتاجية كقيمة الطمكح التعميمي كالميني كقيمة الكقت. / 5 كجكد تأثير معنكم عند مستكل الداللة 0.05 لمتغير المكطف األصمي لآلباء ك األميات عمى تنشئة األبناء عمى قيمة تحمؿ المسئكلية كاالعتماد عمى النفس كقيمو اإلنتاجية أما بقية القي فميس لمتغير المكطف األصمي تأثير عمييا

58 الفصل األول اإلطار المنهجي للدراسة كجكد تأثير معنكم إيجابي لمتغير العمالة المنزلية عند مستكل الداللة 0.05 عمى تنشئة / 6 األبناء عمى قي تحمؿ المسئكلية كاالعتماد عمى النفس كاإلبداع كاالنجاز كاالستيبلؾ كتكضح النتائج األخرل لمد ارسة إف مف أى أدكار األسرة في تنمية المجتمع تشجيع األبناء عمى التفكؽ كيرل كالنجاح )%4( مف اآلباء كاألميات أف دكر األسرة في تنمية المجتمع كبير جدان كتتمثؿ أى الصعكبات التي تكاجو األسرة في تنشئة أبنائيا عمى قي التنمية كالتحديث في التأثير السمبي لكسائؿ اإلعبل بنسبة )%47( كالفركؽ بيف اآلباء كاألميات ليست كبيرة فيما يتعمؽ بتنشئة األبناء عمى قي التنمية كالتحديث. كيتضح مف نتائج الد ارسة مجتمعة أف تأثير المتغي ارت المستقمة الخاصة باآلباء كاألميات كباألسرة بشكؿ عا محدكد في تنشئة األبناء عمى قي التنمية كالتحديث ذلؾ أف تأثير المتغي ارت المستقمة ل يظير إال في قي محدكدة مف قي التنمية كالتحديث كبنا ن ء عمى ذلؾ نتكصؿ إلى أف الدكر الفعمي لؤلسرة السعكدية يتكافؽ بشكؿ محدكد مع الدكر المتكقع منيا في تنشئة األبناء عمى قي التنمية كالتحديث كالتحديث ذلؾ أنيا تكاجو بعض الصعكبات التي تؤثر سمبيان في تنشئة األبناء عمى قي التنمية كلما لؤلسرة مف ارتباط بنائي ككظيفي بمؤسسات المجتمع فإف األمر يتطمب تبني مؤسسات المجتمع إلست ارتيجية تنمكية تعزز قي التنمية كالتحديث لدل أف ارد المجتمع كتدع دكر األسرة في تنشئة أبنائيا عمى قي التنمية كالتحديث عف طريؽ التكعية كاإلرشاد االجتماعي كغيرىا مف الكسائؿ التي يمكف أف تسي في تفعيؿ دكر األسرة التنمكم في المجتمع. كعمكما يسجؿ ليذه الد ارسة جدة الطرح مف خبلؿ ربطيا بيف متغي ارت عدة ذات عبلقة بالتنمية يأتي عمى أرسيا األسرة حيث تعتبر عممية الربط بيف مكضكع األسرة كقي التنمية كالتحديث أحد اإلسيامات البارزة ليذه الد ارسة كما يحسب ليا محاكلتيا تقدي تحميبلت ترقى إلى مستكل نقطة االنطبلؽ كالتي كانت مكفقة فييا إلى حد ما. ك نشير إلى أف كجو االختبلؼ الرئيس بيف ىذه الد ارسة ك د ارستنا ىك اختبلؼ الحقؿ البحثي ك التخصصي حيث تنتمي ىذه الد ارسة إلى تخصص العمك التربكية كتبحث في دكر األسرة في قي التنمية ك التحديث في حيف تقع د ارستنا في نطاؽ البحث السكسيكلكجي ك تحاكؿ تتبع ك استقصاء مدل تكافر قي التنمية في الت ارث الشعبي ك في المثؿ الشعبي تحديدا

59 الفصل األول اإلطار المنهجي للدراسة ككغيرىا مف الد ارسات ل تخمك ىذه الد ارسة مف بعض أكجو القصكر حيث ماىت الباحثة بيف مفيكمي التنمية ك التحديث مماىات تامة كما ل تبيف المرجعية المعتمدة في اختيار قي التنمية. كنسجؿ كذلؾ مبالغتيا في استخدا المعادالت الرياضية ك الدالالت اإلحصائية عمى. ) الرغ مف أف مكضكع الد ارسة ( القي ال يحتمؿ التكمي المفرط كما احتكت الد ارسة كنتائجيا عمى الخصكص أحكاما قيمية ك افتقرت في بعض أطكارىا إلى المغة العممية الدقيقة في التعبير عف بعض النتائج. عمى المستكل المنيجي سجمنا اعتماد الباحثة المدارس المتكسطة كمجتمع بحث أكلي لمكصكؿ إلى مجتمع البحث المقصكد ك ىك األسر السعكدية كعينة أساسية ك ذلؾ بتكزيع االستما ارت عمى التمميذات ث استرجاعيا الحقا ك في ىذا اإلج ارء نكع مف المخاطرة البحثية ألف الباحثة ل تتصؿ اتصاال مباش ار بعينة بحثيا مما مف شأنو أف يمس بمصداقية المعاينة خاصة كأف الباحثة كاف بمقدكرىا االتصاؿ المباشر بالعائبلت حيث ل يكف ىناؾ حائؿ يمنع ذلؾ. كأخي ار نسجؿ مبالغة الباحثة حيف قالت باسترجاعيا كؿ االستما ارت البحثية كل تسجؿ أم فاقد خاصة مع العدد الكبير جدا لبلستما ارت 530 استمارة أم عد تسجيؿ كال حالة تضيع أك إلغاء. ثامنا: المدخل المنهجي. يطمؽ عمماء االجتماع عمى ذلؾ النسؽ الفكرم المتكامؿ المنسج كالمنطقي في البحث العممي اس المدخؿ المنيجي فيك تمؾ المجمكعة مف األسس المنيجية لرؤية الكاقع االجتماعي لتحميؿ الظكاىر االجتماعية كتفسيرىا. وكفقا ليذا يصبح مف الكاجب عمى الباحث أف يعسكر في إحدل المداخؿ المنيجية جاعبل منيا مرجعية كمبلذا نظريا. كقبؿ االنطبلؽ نحك تحديد الحيز المقارباتي الضيؽ ليذه الد ارسة نشير إلى أف المعالجة األكبر كاألكثر اتساعا ليا تنحاز إلى المقاربة الثقافية باعتبار الد ارسة تتناكؿ معطى ثقافيا كتعمؿ عمى تبياف أثره في شاف مف شؤكف الحياة االجتماعية كىك التنمية ىذا المعطى الثقافي ىك الت ارث الشعبي الذم يعتبر أحد أى األكجو المككنة المشكمة م ارد زعيمي التكامؿ المنيجي في البحث في د ارسات في المنيجية )إش ارؼ فضيؿ دليك( ديكاف المطبكعات الجامعية الج ازئر ط 3 8 ص

60 الفصل األول لمثقافة قياسا إلى امتداداتو الزمنية كاالجتماعية اإلطار المنهجي للدراسة.كعمى ىذا القدر مف األىمية تأسس انشغاؿ بعض العمماء بالت ارث الشعبي فنجد عمى سبيؿ المثاؿ ف ارف س بكا boas مقتنعا بأىمية الت ارث الشعبي األساسية في في الثقافات الغربية كيؤكد عمى ضركرة النظر إلى أعمؽ األفكار الفمسفية كالدينية بكصفيا تعبي ار منظما عف األفكار اليكمية كالمكاقؼ كالقي المنبثقة عف سكاد الشعب. تنظي ار ككاقعا ل تغب المسألة الثقافية عف الشأف التنمكم عمى الرغ مف أسبقيتيا الزمنية لمفيك كممارسة التنمية بكجييا المحاصر مفاىيميا كالمحدد كاقعيا فقد كجدناىا في أعماؿ المتقدميف مف عمماء االجتماع مثؿ ماكس فيبر المتقد بدكره زمنيا عمى نحت مفيك التنمية بدالالتو الحالية كالذم عالج المسألة الثقافية في عبلقتيا بالتنمية عبر مدخؿ قيمي باألساس تجسد مف خبلؿ د ارستو الشييرة األخبلؽ البركتستانية كركح ال أرسمالية فحضر عنده المتغيريف الثقافة كالتنمية متقابميف بمسمييف مختمفيف األكؿ القي كممثؿ عف الثقافة كالثاني التحديث كمخاض لمركح ال أرسمالية كىك _أم التحديث_ المفيك األكثر سطكة آنذاؾ حيث أرل فيبر أف القي الكالفينية الداعية إلى العمؿ الشاؽ كاالدخار كغيرىا مف القي ىي البذكر التي شكمت بدايات النظا ال أرسمالي كنمكذج أعمى لمتحديث.كعمى أفكار فيبر تمؾ انبنت فيما بعد كثير مف دعائ نظرية التحديث عمى اختبلؼ تنكيعاتيا فمقد أكحت كأكدت أفكار فيبر األسبقية الكبيرة لمدكر الذم تمعبو القي في عممية التنمية كقبمو في تحديد نكع المجتمع تقميدم أك حديث كالذم تعتبره تمؾ النظرية قاعدة العممية التنمكية كالتي تسمييا تحديثية. إننا نعتقد أف مقاربتنا لمكضكع الد ارسة ىذا تتقاطع إلى حد ما مع المقاربة الفيبرية باألخص في جكانبيا المؤكدة عمى الجانب الثقافي القيمي تحديدا فقد ذىب فيبر بعيدا في ىذا الشأف حتى أنو اعد قائمة قيمية اشترط تكفرىا النطبلؽ عممية التحديث كمجمكع تمؾ القي التي ىي في األصؿ كجو مف أكجو ثقافة المجتمع تجتمع لتشكؿ نسقا قيميا معينا يتحرؾ المجتمع كيحدد أىدافو تبعا لو. إف ىذا التقارب المقارباتي مع الطرح الفيبرم خصكصا كالتحديثي عمكما مف شانو أف يسمح لنا بتطكيع متغيرم الد ارسة )الثقافة كالتنمية(عبر احد البكابات الرئيسية لمثقافة كىك الت ارث الشعبي محمد الجكىرم ك آخركف النظرية في عم الفكلكمكر األسس العامة ك د ارسات تطبيقيةمرجع سابؽ ص

61 الفصل األول اإلطار المنهجي للدراسة المفضي بدكره إلى النفاذ إلى حياة الناس كتصك ارتي كمرجعيات سمككاتي كمكاقفي تجاه بعضي بعضا كتجاه منعكسات حياتي السياسية كاالقتصادية ك الفكرية.إال أف اتفاقنا مع الطرح الفيبرم كالتحديثي ليس اتفاقا مطمقا إذ لنا تحفظات عمى جانبو االيديكلكجي تحديدا.كمف أجؿ ذلؾ نقكؿ بتفريغو مف حمكالتو االيديكلجية المنحازة إلى الثقافة الغربية كالجاعمة منيا مرجعية كحيدة البد مف االنطبلؽ منيا نحك التحديث كالتنمية إذ أف تيار التحديث بتنكيعاتو ال نعثر فيو عمى كبل عف التنمية بالت ارث كمف الت ارث الشعبي في دكؿ العال المتخمفة بؿ إنو يبدك متجاك از لكؿ ثقافاتيا كيعتبرىا سببا رئيسا في تخمفيا كما أنو يقد عممية التحديث كالتنمية عمى أنيا الجديد المبتكر المخطط كبالتالي فيي تتكاجد في مكقع المكازم لمت ارث الشعبي ال المتقاطع معو.كىذا المكقؼ مف الت ارث الشعبي_خاصة في الدكؿ المتخمفة_صنعتو كأفضت إليو ظركؼ تتعمؽ أساسا بالجية المنتجة لمعم السكسيكلكجي كىي العال الغربي.كىي في الغالب ظركؼ كمبلبسات تاريخية اصطبغت بصبغة ايديكلكجية خدمة ألغ ارض الييمنة الداخمية ك الخارجية. كفي مقابؿ ىذه السيركرة برزت أصكات تعارض الطركحات التنمكية الغربية كتحاكؿ الخركج مف دائرة المستيمؾ معرفيا إلى آفاؽ المجتيد الناقد ك المنظر تنمكيا عبر رؤية كميانية شاممة تتجاكز فعؿ التجزمء في التنظير التنمكم عبر االنطبلؽ مف المستكل الحضارم الذم يستغرؽ كؿ األبعاد بما في ذلؾ البعد التاريخي ك الت ارثي ك القيمي كضمف ىذه المقاربة تتسع الرؤية إلى التنمية فتتحكؿ ىذه العممية إلى عممية بناء حضارم تكظؼ كؿ المعطيات المتاحة كالممكنة كتصبح الثقافة باعتبارىا إحدل تمؾ المعطيات أداة مف أدكات التنمية.كمف بيف الذيف يقكلكف بيذه المقاربة المفكر عادؿ حسيف الذم يطمؽ عمى ىذا النكع مف التنمية مسمى التجدد الذاتي كالذم يعني حسبو تحقيؽ النيضة أك التنمية مف الداخؿ أم مف القد ارت الذاتية لممجتمع بما في ذلؾ قيمو حيث يقكؿ : "كاذا كانت التنمية عممية مركبة فإف ىذه التنمية المركبة )بمككناتيا الثقافية كالسياسية كاالقتصادية كاالجتماعية( ىي أيضا تنمية مركبة متمركزة حكؿ ذاتيا أك ىي نيضة شاممة تنبعث مف قمب األمة ككؿ ىذا ال يتساكل طبعا مع مفيك التحديث بمضمكنو السائد )...( أف نقكؿ التجدد الذاتي أم التجدد مف داخؿ األمة كمف داخؿ قيميا..." مف األفضؿ عادل حسين نحو فكر عربي جديد الناصرية و التنمية والديمقراطية دار المستقبل العربي القاهرة 985 ص

62 الفصل األول اإلطار المنهجي للدراسة إف ىذه المقاربة التي يمكف أف نطمؽ عمييا مسمى الحضارية تؤكد عمى االنطبلؽ مف الرصيد الذاتي ألف التنمية الحقيقية ىي تمؾ التي تشبع المتطمبات المجتمعية بما يتكافؽ كينبع مف البيئة المحمية "ذلؾ أف المنتجات المادية لمحضارة المعينة تتشكؿ ايضا عمى نحك يتبلء مع أساليب االنتاج التي أبدعتيا أك استخدمتيا الحضارة نفسيا كمع العبلقات االجتماعية التي أنشأتيا أك تبنتيا الحضارة نفسيا كمع النظ السياسية كالقانكنية البلزمة إلدارة المجتمع كحمايتو كمع البيئة الثقافية التي تشمؿ المعتقدات المختمفة )عممية كال عممية(بكؿ ما تفرزه ىذه المعتقدات مف قي مكجية لمسمكؾ الفردم ك الجماعي". كلقد كعت بعض الدكؿ أىمية كعمؽ المحدد الثقافي كدكره في صناعة تنمية حقيقية كجادة تنطمؽ مف ىذا المستكل الحضارم لتحقؽ استقبلال حضاريا مثمما ىك الحاؿ مع الصيف التي نحت ىذا النحك منذ زمف"ماك تسي تكنغ" الذم كاف لو تصكر خاص ألىمية البعد الثقافي عمى الرغ مف شيكعيتو فقد كاف يدعك ص ارحة إلى االستميا مف الت ارث الحضارم الصيني في بناء مجتمع جديد كفي تحقيؽ التقد ك الرقي.لقد كاف ىدفو بعث القي الحضارية لمصيف كىك المكقؼ الذم جر عميو سخط الماركسييف المتزمتي ف الذيف أركا فيو ىدما لقاعدة أسبقية البناء التحتي عمى البناء الفكقي كأدل فيما بعد إلى الشرخ المعركؼ بيف االتحاد السكفيتي األسبؽ كجميكرية الصيف الشعبية. اس آخر يدع المدخؿ الحضارم في التنمية التي تشغؿ فييا المسألة الحضارية حي از معتب ار كىك "أنكر عبد الممؾ" الذم يقكؿ:"إف عممية التنمية الحضارية بأسرىا تعني أكؿ ما تعني االعتماد عمى النفس كتعبئة كافة اإلمكانات ك الطاقات ك القكل الكطنية". إف االعتماد عمى النفس يحيؿ بالضركرة إلى االنطبلؽ مف الذات المجتمعية بكؿ خصكصياتيا كمككناتيا كالتنقيب فييا-كعممية أكلية ضركرية-عف مكامف القكة ك الضعؼ كذلؾ يستدعي عمبل عمميا كمنيجيا ينتيي إلى صكرة كاضحة عف القي االيجابية ك القي السمبية فتعزز األكلى كيبنى عمييا كتيمؿ الثانية المرجع نفسه ص 69. أنكر عبد الممؾ ريح الشرؽ دار المستقبؿ العربي القاىرة 983 ص 30.

63 الفصل األول اإلطار المنهجي للدراسة كاف كاف يغمب عمى تصكر أنكر عبد الممؾ النزعة القكمية ك التمفيقية إلى حد ما حيث يقكؿ:"إف النيضة الحضارية تقك عمى أساس تحديد مشركع حضارم ييدؼ إلى اإلجابة عمى إشكالية المدينة الفاضمة كاإلنساف الكامؿ مف عربية تجمع بيف الخصكصية األصيمة كبيف الحياة المعاصرة في اتجاه مستقبمي متقد" فإنو رغ ذلؾ يؤسس لرؤية تنمكية عربية شاممة ككاسعة اآلفاؽ يتحكؿ معيا مفيك التنمية ذاتو إلى أداة كليس ىدؼ كيعبر عف ىذا المعنى بقكلو:"كعمى ىذا يككف مفيك التنمية في إطار نيضتنا الحضارية العربية أداة خاضعة كليس ىدفا.كمف ىنا يتبيف أىمية العمؿ الفكرم القكمي المرتبط أكثؽ ارتباط بجماىير الشعب كجيش الكطف كلعؿ ىذا ما تعنيو عبارة الثكرة الثقافية :بيا نعيد رجاؿ الفكر إلى أرضيتي الحضارية فينصيركف كرجاؿ العمؿ السياسي القكمي في أرضية كطنية شعبية معا تفتح أبكاب النيضة الحضارية فتحا" إف التنمية كفقا لممدخؿ الذم أطمقنا عميو "الحضارم" أكبر كأكسع مف مجرد تحقيؽ النمك كالرخاء االقتصادم كاالجتماعي إنيا مشركع نيضة حضارية كمعمك اف النيضة الحضارية ال يمكف أف تككف خالصة أصيمة إال إذا قامت عمى أسس الحضارة ذاتيا كأىميا عمى اإلطبلؽ األسس الثقافية القيمية ما يعني كجكب االنطبلؽ مف تمؾ القي كالبناء عمييا لمكصكؿ إلى تنمية حضارية. المرجع نفسو ص المرجع السابق ص 3.

64 الفصل الثاني الثقافة مهادات نظرية الفصل الثاني الثقافة: مهادات نظرية

65 الفصل الثاني الثقافة مهادات نظرية تمهيد : يبحث ىذا الفصؿ ماىية الثقافة بوجو عا فيحاوؿ استجالء المكونات والمحددات واألنواع واألىمية والوظائؼ كؿ ذلؾ مع محاولة تممس التماسات حينا والتداخالت أحيانا بيف شقييا الرئيسييف العالمة والشعبية باعتبار ىذه األخيرة عمى عالقة إلى ىذا الحد أو ذاؾ بمتغير ليذا الد ارسة وىو الت ارث الشعبي.و بذلؾ نكوف قد بحثنا عف صورة واضحة إلى حد ما المتغير الرئيسي مف متغي ارت الد ارسة ألف إد ارؾ مجموع ىذه العناصر إد اركا جيدا مف شأنو أف يبصر الباحث بمكامف األىمية والحساسية في ىذا المعطى البحثي فيكوف عمى حذر في التعامؿ معو إذ أف كؿ إد ارؾ مشوه أو ازئؼ ألحد عناصر الثقافة سيؤدي حتما إلى نتائج مشوىة و ازئفة.. أوال : مكونات الثقافة مما تتشكؿ الثقافة أو ما ىي العناصر التي تجتمع لتعطينا ثقافة وىؿ يكفي اجتماعيا فقط أ تطمب فوؽ التجمع شرط التفاعؿ إف اإلجابة عف ىذه األسئمة ل تكف قاطعة وجامعة وحاليا في ذلؾ حاؿ الثقافة كمعطى وكموضوع د ارسة بصفة عامة التي شابيا االختالؼ حوؿ تعريفيا واستتبع ذلؾ االختالؼ في تحديد ىيكميا العا. وفي ىذا السياؽ نجد مف يقصد بعناصر الثقافة الجانب الموضوعي بينما نجد البعض األخر يقصد بيا الجانب الذاتي أي ذلؾ المتعمؽ بحامؿ الثقافة ذاتو وىي نظرة تميؿ إلى المماىات بيف الذات والموضوع بوصفيما نتاج انصياري ال بد منو لمحديث عف شيء اسمو ثقافة. حسب بعض االجتيادات تنقس الثقافة إلى ثالثة عناصر يتعمؽ كؿ منيا ويستغرؽ جانبا مف المعطيات المادية أو فئة بشرية وىي تباعا العموميات الثقافية و الخصوصيات الثقافية والبدائؿ أو المتغي ارت الثقافية. دالؿ ممحس استيتية التغير االجتماعي والثقافي دار وائؿ لمنشر والتوزيع األردف 4 ص

66 الفصل الثاني الثقافة مهادات نظرية - العموميات الثقافية : وىي ما يشترؾ فيو ويتقاسمو كؿ أف ارد المجتمع ومجموعيا يشكؿ المممح العا والرئيسي المحدد لثقافة مف الثقافات وىي تميؿ إلى الثبات واالستق ارر عبر الزمف وذلؾ بصفة نسبية طبعا ومف بيف ىذه العموميات المغة بوصفيا لساف حاؿ المجتمع وأحد أى مقومات الثقافة والمباس الشعبي وطريقة األكؿ وأسموب التحية واالستقباؿ والوداع وط ارز المباني وأساليب االحتفاؿ في األف ارح والتعبير عمى األح ازف إلخ... وتشكؿ العموميات الثقافية عامؿ توحيد ىا جدا كونيا مشتركة بيف الجميع ففييا وعمى مستواىا تذوب الفوارؽ الكبرى ماعدا بعض الخصوصيات التي سنأتي عمييا في العنصر التالي. ونسجؿ ىنا أف ىذه العموميات قد تمتد إلى ضفاؼ جغ ارفية واسعة جدا كما قد تنكمش إلى رقعة جغ ارفية ضيقة وذلؾ حسب طبيعة الثقافة ذاتيا ومستواىا ( بالمعنى األكاديمي ال المعياري ) فحسب ىذا التصور قد تمتد العموميات الثقافية لتشمؿ عدة دوؿ كبرى كما يمكف أف تنحصر في دولة صغيرة. - الخصوصيات الثقافية: عمى الرغ مف اشت ارؾ المجتمع في السمات العامة إال أف ىناؾ بعض االختالفات في الجزئيات إذ ليس المجموعات البشرية المنضوية تحت مجتمع واحد صورة طبؽ األصؿ عف بعضيا بؿ إف لكؿ منيا صفات أو سمات ثقافية تتفرد بيا عف غيرىا عمى الرغ مف تقاسميا لمسمات العامة مع المجتمع الكبير وىي تمؾ التي يطمؽ عمييا الثقافات الفرعية والتي تعرؼ بأنيا " نسؽ القي والمواقؼ وأنماط السموؾ ونماذج العيش لمجماعة االجتماعية المتميزة عف. باقي الجماعات لكنيا مرتبطة بالثقافة السائدة المسيطرة عمى المجتمع إذف الخصوصيات الثقافية التي تخص الثقافات الفرعية ىي حقؿ ثقافي خاص يميز قطاعات رئيسية في المجتمع وىي جزء مف ثقافتو الكمية إال أنيا تختمؼ عنو في بعض السمات والمظاىر والمستويات والخصائص التي تتميز بيا عف غيرىا مف فئات المجتمع وىناؾ عدة - معف خميؿ عمر معج عم االجتماع المعاصر دار الشروؽ لمتوزيع والنشر عماف األردف 0 ص

67 الفصل الثاني الثقافة مهادات نظرية أنواع مف الخصائص أو الخصوصيات الثقافية فيناؾ مثال الخصوصيات العمرية فمألطفاؿ ثقافة خاصة ومختمفة عف ثقافة الشباب ولمشباب ثقافة تختمؼ عف ثقافة الكبار وىناؾ الخصوصيات الجنسية فممذكور خصوصية ثقافية تختمؼ عف الخصوصية الثقافية لإلناث. ) ( االختالؼ في التعامؿ والمباس و األدوار... كما نجد الخصوصية المينية لألطباء وثقافتي الخاصة التي تميزى عف ثقافة التجار ونجد أيضا الخصوصية الطبقية إذ لكؿ طبقة مف طبقات المجتمع خصوصيتيا الثقافية الخاصة بيا فخصوصيات الطبقة االرستق ارطية تختمؼ عف خصوصيات الطبقة الوسطى أو الدنيا وىناؾ أيضا الخصوصيات العرقية والعقائدية والتعميمية وغيرىا. 3 -المتغي ارت الثقافية : ألف التغير والتبدؿ صفة أساسية مف صفات المجتمع اإلنساني فإف الثقافة التي ىي روح ىذا المجتمع يمحقيا بدورىا التغير والتبدؿ مف أجؿ ذلؾ كانت المتغي ارت الثقافية والتي ىي مالمح ثقافية ل تستقر بعد تظير في المجتمع بفعؿ رواد التغير كما يمكف أف تكوف وافدة عمى المجتمع مف الثقافات األخرى بفعؿ االحتكاؾ والتالح الثقافي. و ألنيا وافدة فإف المجتمع يترقبيا بعيف الحذر لذلؾ فإنيا ال تأخذ دورىا كخصوصيات أو عموميات ثقافية إال بعد مدة زمنية و ذلؾ بفعؿ المقاومة التي قد تصطد بيا مف قبؿ القوى المحافظة في المجتمع إال أف صفة اإلبداع واالبتكار والتجديد التي تتميز بيا تجعميا تتغمب عمى ىذه المقاومة وتتجذر في الثقافة وتصبح جزءا ال يتج أز منيا كما يمكف أف تختفي بعض تمؾ المتغي ارت الثقافية ألنيا ل تستطيع التكيؼ والتالؤ مع المجتمع وطبيعتو. لقد كانت المحاولة السابقة في عنصرة الثقافة مرتكزة في وجييا العا عمى تمظي ارت الثقافة مف خالؿ التجمعات السماتية وعالقتيا بأوعية الثقافة أي بحاممييا مف البشر عمى ) اختالؼ المستويات والدالالت الديمغ ارفية والجغ ارفية ( حيز مكاني عمري وأيضا دينامكية كما في المتغي ارت الثقافية. والى جانب تمؾ المحاولة نعثر عمى محاولة أخرى تميؿ إلى الجانب - دالل ملحس استيتية مزجع سابق ص المرجع نفسو ص

68 الفصل الثاني الثقافة مهادات نظرية التفييئي إلى حد ما حيث تقس عناصر الثقافة إلى عنصريف العناصر الكمية وتسمييا الموضوعية والعناصر الكيفية وتسمييا الذاتية. القس األوؿ مف عناصر الثقافة وىو العناصر : ) الكمية ( الموضوعية تحدده في ثالثة أبعاد وىي مضموف الثقافة ودرجة الثقافة وسعة الثقافة. يشكؿ بعد المضموف الجانب الكمي بامتياز فيو يبحث في العناصر التي يستخدميا الفكر في خض وجوده االجتماعي ويشمؿ اآلداب والفنوف والعمو. أما بخصوص درجة الثقافة فيي األخرى شديدة الصمة بالجانب الكمي فيا ىنا نتساءؿ ما ىي درجة المعمومات التي ينبغي عمى المرء أف يبمغيا حتى يمكف أف نطمؽ عميو مثقؼ إنيا تبحث في كمية المعمومات واازء ىذا يمكف الحديث عف ثالث مستويات لمدرجة الثقافية فيناؾ الثقافة الرفعية وحيزىا كبير ومتسع جدا ويمثؿ ىذه العناصر العمماء واألدباء وىناؾ الثقافة األولية وىي تمثؿ الحد األدنى مف المعمومات التي تميز كؿ إنساف بوسائؿ كسب رزقو بالمعنى الواسع وىناؾ ثالثا الثقافة المتوسطة وىي األكثر انتشا ار حيث تنتج التكيؼ مع مي ازت الحياة المعاصرة. يتعمؽ البعد الثالث بسعة الثقافة ويمكف الممايزة ىنا بيف الثقافة العامة والثقافة الخاصة وتعني الثقافة العامة امتالؾ جممة متوازنة مف المعمومات في مياديف الفكر الرئيسية أما الثقافة الخاصة فيي ثقافة جزئية فيمكف الحديث فييا عف ثقافة رجؿ الديف وثقافة الفيمسوؼ وثقافة المؤرخ... أما القس الثاني مف عناصر الثقافة فيو ذلؾ الذي يشير إلى العناصر الكيفية وترتبط ىذه العناصر بالجانب اإلنساني أو ما يمكف أف نسميو حامؿ الثقافة إنيا تشير إلى العالقات القائمة بيف األعضاء أف ارد الثقافة ) ال إلى المادة المحمولة كما ىو الشأف في الجانب الكمي ( الدرجة والسعة والمضموف وىي تتضمف وتتجو نحو اتجاىيف داخمي وخارجي األوؿ ) ( ىو عمؿ اإلنساف الذي يرجع إلى ذاتو ممارستو وفاعميتو- الثاني يتعايش مع األوؿ ويتجو شطر العال الخارجي شطر المساىمة في حياة المجتمع ويستوجب توافر مجموعة مف الممكات في االتجاه الداخمي حتى تكتمؿ عناصر الثقافة فيو وىي في حقيقة األمر ممكات الفكر مف ذكاء وذاكرة ومالحظة وتفكير وحكمة التي تعمؿ عمؿ المصفاة فتصطفي وتنقد

69 الفصل الثاني الثقافة مهادات نظرية وتمحص وترد.ومعنى كؿ ىذا أف العنصر الشخصي لبموغ الثقافة أمر ضروري. والثقافة وفؽ ىذا المعنى جيد مستمر ومتواصؿ متعاقب طواؿ الحياة لمحفاظ عمى جوىر الثقافة. إنو ولما كاف الجيد الفردي قاص ار عف خمؽ الثقافة بؿ إنو قائد ال محالة إذا اكتفى بو صاحبو- إلى العق فإف االتجاه الخارجي يعتبر عنص ار رئيسا في الثقافة إذ ال ثقافة فردية يمكف بموغيا خارج المجتمع فالثقافة تبمغ الحد األقصى مف إبداعاتيا عندما تتجو شطر الخارج أو المجتمع وتبمغ معناىا الكامؿ عندما تحقؽ عنصر المشاركة فاألديب الذي يحبس نفسو في مكتبتو أو العال الذي يبقى حبيس مختبره والفناف الذي يحبس نفسو في مشغمو ل ينيضوا بأي رسالة فرسالتي الثقافية ىي انفتاحي عمى العال ىذا االنفتاح الذي يحيؿ عمى تحقيؽ التكامؿ اإلنساني. إف المشاركة التي تكتسي أىمية قصوى بوصفيا عنص ار ثقافيا ممي از تتجمى مف خالؿ شكميف رئيسييف : : الشكل التقميدي أ- وىو ما يصطمح عميو بالثقافة الشعبية ىاتو األخيرة الضاربة في عمؽ طبقات الشعب وتتجسد عبر عقوؿ ىذه الطبقات وما تفرزه مف إبداعات موسيقية وفخارية ورسومات ونحوت وشتى أشكاؿ االستجابات الشعبية لبيئتيا. : ثقافة الجمهور ب- وىي الشكؿ اآلخر مف الثقافة المشتركة وىي التي تستخد وسائؿ اإلعال الجماىيري كنوع مف التربية ويعبر عنيا في التظاى ارت الثقافية الجمعية والميرجانات واالستع ارضات والحفالت الموسيقية والرياضية. إف المخاض الرئيسي لما تقد أف السمة والعناصر الكيفية لمثقافة أمر مي جدا فالثقافة بدوف اآلخر شيء مستحيؿ. إنو واذا كانت المحاولتيف السابقتيف ترتفعاف تجريديا في تحديد عناصر الثقافة فإف المحاولة الثالثة التي نسوقيا تقترب بأكبر قدر مكف مف الواقع تنطمؽ مف السمات الصغرى لوصؼ مكونات الثقافة وتتخذ ىذه المحاولة مف العنصر الثقافي البسيط منطمقا ىذا العنصر الذي يمكف أف يكوف شيئا أو عالقة أو فكرة تنضوي كؿ مجموعة منو في - محمد أحمد بيومي عم االجتماع الثقافي دار المعرفة الجامعية اإلسكندرية ص ص

70 الفصل الثاني الثقافة مهادات نظرية مجموعة مف العناصر يطمؽ عمييا اس المركب الثقافي والمركب الثقافي ىو كؿ يتكوف مف عناصر ثقافية يرتبط بعضيا ببعض ارتباطا وظيفيا بمعنى أف كؿ عنصر يكوف متداخال مع العنصر اآلخر بحيث إننا لو حذفنا أحد عناصر المركب لوقع خمؿ في بناء المركب الثقافي قد يؤدي إلى زوالو مف الوجود أو تحويمو إلى مركب مف نوع آخر. ويذىب بعض العمماء إلى أف الثقافة تتكوف مف : األفكار: - وىي كؿ العقائد واالتجاىات الموجودة في عقوؿ األف ارد الموروثة منيا اجتماعيا و المبتكرة في األف ارد أنفسو. األشياء: - وىي كؿ شيء مادي محسوس يعطيو اإلنساف معنى محددا وغالبا مف يكوف ىذا الشيء ومف صنع اإلنساف أو يبذؿ اإلنساف جيدا في إيجاده وتحويره أو تحويمو عما كاف عميو ىذا الشيء في الطبيعة. العالقات : وىي خطوط االتصاؿ والتفاعؿ بيف األف ارد بعضي ببعض أو بيني وبيف - 3 األشياء والعال المادي الخارجي بصفة عامة.. ثانيا : خصائص الثقافة ومحدداتها تعتبر الثقافة سمة إنسانية خالصة فيي حقيقة ينفرد بيا اإلنساف عف سائر المخموقات فيو دوف غيره مف يصنع ثقافة وأكثر مف ذلؾ يحفظيا ويحافظ عمييا بآليات مختمفة مف إنماء و إذكاء وتوريث إلى نسمو والى األجياؿ المتعاقبة فإذا كانت ىذه ميزة الثقافة بصورة عامة فما الذي يميزىا عمى مستويات أضيؽ وبعبارة أخرى ىؿ الثقافة اجتماعية أ مكتسبة ىؿ ىي واحدة موحدة أو متنوعة واذا كانت موحدة فيؿ تمؾ الوحدة تشمؿ الشكؿ والمضموف معا أ تقتصر عمى أحدىما وأييما وىؿ ىي ثابتة مستقرة أ دينامكية متحركة ىذه األسئمة وأخرى عمى شاكمتيا ىي ما سيجيبنا عميو ىذا العنصر. - أحمد بف نعماف ىذي ىي الثقافة دار األمة الج ازئر 996 ص المرجع نفسو ص

71 الفصل الثاني الثقافة مهادات نظرية - الثقافة إنسانية اجتماعية: معنى اإلنسانية أنيا حقيقة يختص بيا اإلنساف وحده حيث أف الثقافة في مختمؼ جوانبيا ىي في األصؿ أفكار يخترعيا العقؿ البشري وينفذىا اإلنساف بأعضائو وبغيرىا مف األدوات واآلالت التي يصنعيا وترتبط بصفة اإلنسانية صفة أخرى ىي االجتماعية إذ إنسانية اإلنساف تقتضي اجتماعيتو فيو يعيش في وسط جماعي تنتج عنو اجتماعيتو وفي ىذا يرى حسيف رشواف بأف «أي ثقافة تنشأ في مجتمع ما ويظير ىذا جميا في أفعاؿ أعضائو التي تتأثر بيا» إن هذه الخاصية تجعؿ مف اإلنسانية واالجتماعية صنواف ال ينفصالف بؿ إنيا عالقة جدلية فالثقافة تنشأ عف الحياة االجتماعية البشرية مف خالؿ سعي اإلنساف البتكار سبؿ التكيؼ مع الظروؼ البيئية الجديدة. وتضفي صفة االجتماعية إلى ميزة أخرى وىي التدرجية حيث أف اشت ارؾ بيف جميع أف ارد المجتمع يجعؿ مف نشأة العناصر الثقافية عممية بطيئة وغير 3 ممحوظة. إف اإلق ارر باجتماعية الثقافة يجعؿ مصيرىا يعتمد عمى مصير المجتمع الذي يحمميا وكؿ الثقافات التي استمرت تعكس بعض التماثالت نظ ار ألنيا تعمؿ عمى االستم ارر المجتمعي فالعادات مثال أحد تجميات الثقافة ىي أيضا أمور اجتماعية أي أنيا أشياء يشارؾ فييا كؿ الكائنات اإلنسانية التي تعيش داخؿ تجمعات منظمة وجماعات تحتفظ باالمتثاؿ والتطابؽ النسبي تحت وطأة الضغوط االجتماعية ىذه العادات التي يشارؾ فييا 4 أعضاء جماعة اجتماعية تشكؿ ثقافة ىذه الجماعة. -االكتساب : يعني االكتساب أف الثقافة ال تولد مع الفرد مثؿ صفاتو الفزيولوجية إال أنو يبدأ في «وبمثاؿ تحصيميا منذ والدتو ويوضح بف نعماف ىذه النقطة بطريقة جيدة عندما يقوؿ : أوضح نقوؿ بأف أي كائف بشري بإمكانو أف يكتسب ثقافة أي مجتمع بشري آخر ميما كاف - المرجع السابؽ ص. 9 - حسيف رشواف الثقافة د ارسة في عم االجتماع الثقافي مؤسسة شباب الجامعة االسكندرية 6 ص 35 - عبد الغني عماد سوسيولوجيا الثقافة مركز د ارسات الوحدة العربية بيروت 6 ص. 6 - محمد أحمد بيومي مزجع سابق ص

72 الفصل الثاني الثقافة مهادات نظرية ىذا المجتمع بعيدا عنو وغريبا عف البيئة االجتماعية التي ينتمي إلييا والدا ىذا الطفؿ» وتعد المغة والتي تتكوف مف الكممات والتصو ارت واأللفاظ وسيمة إنسانية خالصة غير غريزية تنقؿ الحموالت الثقافية أي أنيا تعتبر الناقؿ الرئيسي لمثقافة واضفاء خاصية االكتساب عمييا فيي توصؿ األفكار واالنفعاالت والرغبات عف طريؽ نظا مف الرموز التي تصدر بطريقة إ اردية. ) ونشير في ختا ىذه الخاصية ( االكتساب إلى أنو لما كانت الثقافة مكتسبة وليست " محمولة بيولوجيا فيي تسمى أحيانا "الموروث االجتماعي" "المخزوف الثقافي أو ونسجؿ ىنا أف اكتساب الثقافة مف طرؼ الكائف البشري ال يحولو إلى آلة امتصاص ثقافي ينتيي دوره بمجرد تشرب ما ىو موجود حولو مف حموالت ثقافية بؿ إنو وزيادة عمى ذلؾ كائف مبدع يضيؼ إلى الثقافة المكتسبة أشكاال سموكية مختمفة وىو ما يفسر عد وجود سموؾ متطابؽ 3 بيف البشر فمكؿ فرد شخصيتو وتعبي ارتو. 3 -النمو والتغيير : ال تثبت الثقافة عمى حاؿ واحد إذ لو كاف ذلؾ كذلؾ لتجمدت مسيرة الثقافات اإلنسانية عند نقاط بداياتيا لذلؾ فيي تنمو باستم ارر مستجيبة لمتطمبات التغير والتعقيد بؿ وتبدؿ المعطيات البيئية في كثير مف األحياف ىكذا تكوف خاصية النمو استجابة مباشرة لمتغير الذي يعد قانونا تخضع لو جميع الظاى ارت فعندما تتغير ظروؼ الحياة فإف األشكاؿ التقميدية لمثقافة تتوقؼ عف مد اإلنساف بالحد األدنى مف اإلشباع لذلؾ فيي تستبعد أو تظير حاجات جديدة و تكيفات ثقافية جديدة يعيش اإلنساف مف خالليا.إنيا كؿ يتحرؾ ويتطور وينمو ويتغير ويقترف بآلية التغير الثقافي Cultural Change آلية أخرى ىي آلية النمو الثقافي Cultural Growth وىي عممية تحصؿ داخؿ الثقافة ذاتيا وكؿ جيؿ يقو باإلضافة إلى - أحمد بف نعماف مرجع سابؽ ص حسيف أحمد رشواف مرجع سابؽ ص عبد الغني عماد مرجع سابؽ ص

73 الفصل الثاني الثقافة مهادات نظرية الموروث الثقافي مف خالؿ التعم والتجربة مما يضفي إلى عممية الت ارك الثقافي. Accumulation - المادية والالمادية : 4 تعبر بعض الم ارجع عف ىذه الخاصية بػ الثقافة أفكار وأعماؿ حيث ال تقتصر الثقافة عمى جانب واحد فقط دوف اآلخر وكنا قد تعرضنا لبعض مف ىذه الخاصية عمى مستوى ضبط مفيو الثقافة. وبما أف اإلنساف ل يقؼ مكتوؼ األيدي أما البيئة الجغ ارفية وعناصرىا وانما أخذ يشكؿ فييا ويحوليا إلى أدوات وآالت ومنازؿ ومدارس ومصانع وىذه العناصر المادية تحولت إلى أعماؿ إنسانية بعد أف أثر فييا اإلنساف فقد استدعى ذلؾ استغالؿ القد ارت العقمية والذىنية. فالعمؿ أيا كاف البد أف تسبقو فكرة وااردة التنفيذ ىكذا وضمف ىذا الحيز أقا اإلنساف مع بيئتو عالقات أخذت أبعاد ثالثة : مادية وفكرية ورمزية فمف خالؿ البعد المادي تحولت العالقة إلى أعماؿ ومنج ازت مادية ومف خالؿ البعد االجتماعي استغرقت العالقة اإلنساف بأخيو اإلنساف فنتج عف ذلؾ نظ اجتماعية مختمفة سياسية واقتصادية وعائمية وىي في حقيقة األمر أفكار تجسدت في صورة تصرفات و سموكات إنسانية.أما البعد الرمزي فيشمؿ عمى عالقة اإلنساف بعال األفكار المجردة والرموز كالمغة والديف والقي والفف واألخالؽ وىذه النظ يغمب فييا جانب األفكار إال أنيا أيضا التي ال تخمو مف أعماؿ تجسد الممارسات الطقوسية لمديف والممارسات العممية لمقي 3 والفف واألخالؽ. 5 -التباين والتشابه : عمى الرغ مف أف العقؿ اإلنساني واحد مف حيث الشكؿ إال أف المتأمؿ لمثقافات اإلنسانية يجدىا متنوعة ومتباينة تباينا شديدا فكيؼ نفسر ظاىرة وجود تنوع واختالؼ في مضاميف الثقافات اإلنسانية عبر المكاف والزماف مع أف اإلنساف ىو اإلنساف وفكره ومنطقو ىو نفسو تقريبا منذ األزؿ في ىذا الشأف تتعدد اإلجابات وتتنوع ولعؿ أبرزىا تمؾ التي ترى مرد التنوع إلى قدرة العقؿ اإلنساني عمى تنويع التفكير واختالؼ القد ارت العقمية الفردية - عبد الغني عماد مرجع سابؽ ص. 8 - عاطؼ وصفي الثقافة والشخصية دار النيضة العربية بيروت 98 ص عماد عبد الغني مرجع سابؽ ص

74 الفصل الثاني الثقافة مهادات نظرية فاإلنساف قد تعترضو مشاكؿ نوعيو بحك الظروؼ فيكوف تصديو ليا في الزماف والمكاف مختمؼ ويضاؼ إلى ذلؾ عد تجانس البيئة التي يعيش عمييا اإلنساف مما خمؽ ردود فعؿ «: مختمفة مف مجتمع آلخر وبالتالي ثقافات مختمفة وفي ىذا يقوؿ عاطؼ وصفي تمعب البيئة الجغ ارفية وتنوعيا دو ار كبي ار في تنوع القطاع المادي لمثقافات ولذلؾ نجد أف البيئة الجغ ارفية تقد لإلنساف احتماالت عديدة يختار مف بينيا ما يشاء ولكف ال يستطيع أف يتجاوز الحدود التي تضعيا البيئة الجغ ارفية فمثال ال يمكف أف تتوقع أف تظير الز ارعة في مناطؽ صح اروية قبؿ ظيورىا عمى ضفاؼ األنيار». ولكي نوضح أكثر مدى تبايف والثقافات نضرب أمثمة مف المجاؿ القيمي الذي يشير إلى الجانب العميؽ مف الثقافة فإذا كانت البكارة مثال عنواف الطيارة والعفة في المجتمعات العربية اإلسالمية و ضياعيا قبؿ الزواج يمكف أف يؤدي إلى تصفية الفتاة جسديا فإنيا في المجتمعات الغربية دليؿ عمى سذاجة الفتاة وانعدا تجربتيا في الحياة الجنسية. واذا كاف تعدد الزوجات في المجتمعات العربية عالمة لمرجولة ومباح بحك القانوف فإنو في المجتمعات 3 الغربية جريمة ال تغتفر وتعرؼ بجريمة تعدد الزوجات. إنو ومع كؿ أوجو التبايف تمؾ فإننا نجد تشابيا واضحا بيف جميع الثقافات إذا نظرنا إلييا االجتماعي كنظ أو كقطاعات فكؿ ثقافة فييا األبعاد الثالثة السابقة الذكر ( المادي الرمزي ) وفي كؿ ثقافة يوجد أنماط ثقافية متشابية مف حيث الشكؿ وىذا في جميع الثقافات. 4 العالمية ونخمص مف ىذا أف الثقافة متباينة في المضموف متشابية في الشكؿ اإلشباع : - إف منشأ الثقافة باألساس إشباعي فيي تنظ وتوجو المطالب اإلنسانية 6 وتشبع الحاجات البيولوجية والحاجات الثانوية المنبثقة عنيا فمقومات الثقافة القائمة ىو إشباعيا الحاجات ورغبات أف ارد المجتمع وعندما تعجز عف ذلؾ فإنيا تتالشى أو تنتيي - أحمد بف نعماف مرجع سابؽ ص. 6 - عاطؼ وصفي األنتروبولوجيا الثقافية دار المعارؼ مصر 975 ص أحمد بف نعماف مرجع سابؽ ص عبد الغني عماد مرجع سابؽ ص

75 الفصل الثاني فمقومات وجود ثقافة ما ىو حاجة المجتمع ليا في إشباع حاجات أف ارده. الثقافة مهادات نظرية ويوجو البعض انتقادا لخاصية اإلشباع فإذا كانت الثقافة تتميز بيذه الخاصية فإننا نتوقع تشابيات عمى نطاؽ واسع في كؿ الثقافات وىو ما ليس موجودا. التداخل والتكامل والتعقيد : ال تتكوف الثقافة مف مجموعة األعماؿ واألفكار المنعزلة - 7 عف بعضيا البعض وانما تتكوف مف كؿ مف متداخؿ العناصر والقطاعات وال يمكف الكشؼ عف ىذا التداخؿ والتساند بيف أج ازء الثقافة بسيولة ويسر نظ ار لقوة وعمؽ التداخؿ والتشابؾ. إف ىذا التداخؿ ناشيء مف ميزة التكامؿ التي تتميز بيا الثقافة فيي تتحد وتمتح لتكوف كال متكامال متجانسا متسقا وذلؾ مف أجؿ استم ارر الحياة االجتماعية إذ ال يمكف في أي نظا أو نمط ثقافي أو سمة ثقافية في معزؿ عف غيرىا مف النظ أو األنماط أو السمات الثقافية األخرى واف كاف التكامؿ مسألة نسبية فيي تتفاوت مف ثقافة إلى أخرى.إف التكامؿ يشير إلى فكرة الشموؿ والكمية ويضفي إلى التواؤ بيف العناصر الثقافية المختمفة فتغدو األج ازء المختمفة مف 3 الثقافة نسقا مت اربطا ومتكامال مف الممارسات والقي تضفي الميزتيف السابقتيف إلى ميزة ذات عالقة بيا وىي التعقيد حيث أف الت اربط والتداخؿ والتكامؿ يؤدي إلى تجمع الموضوعات والميا ارت واالتجاىات والمواقؼ 4 وت ارك الثقافة خالؿ عصور طويمة مف الزمف وانتشار واستعارة كثير مف السمات الثقافية مف خارج المجتمع نفسو يؤدي إلى انصيار ىذا الكؿ في بوتقة واحدة مما يجعؿ مف الصعب بؿ مف المستحيؿ فكيا عف بعضيا البعض لشدة تعقدىا. ثالثا-أنواع الثقافة. ىؿ ىي ثقافة واحدة أ ثقافات متعددة وىؿ يمكف الحديث عف أنواع عديدة لمثقافة قد يبدو الخوض في مثؿ ىكذا أسئمة تشتيتا لمكياف الكمي لمثقافة والذي سمؼ أف خضنا فيو عبر خاصية التداخؿ و التكامؿ والتعقيد إال أف الواقع يثبت أف الثقافة ليست تك ار ار يغطي الموحة المجتمعية - حسيف رشواف مرجع سابؽ ص عاطؼ وصفي مرجع سابؽ ص حسيف رشواف مرجع سابؽ ص المرجع السابؽ ص

76 الفصل الثاني الثقافة مهادات نظرية بكؿ فئاتيا مف أقصاىا إلى أدناىا فتتشابو تبعا لذلؾ ثقافة الصغار مع ثقافة كبار وثقافة النخبة مع ثقافة العامة والثقافة العالمة بالثقافة الشعبية.... يحدد عمماء االجتماع خمسة أنواع لمثقافة ىي اآلتية إلخ : الثقافة العالية : وىي عادة تستعمؿ لتشير إلى المعطيات الثقافية ذات الخصوصية - المتميزة بدرجة عالية مف الرقي High Status فيي تعتبر مف جانب الوسط الثقافي أعمى درجات اإلبداع اإلنساني فاألعماؿ ذات الحضور المستمر تعد مثاال عمى الثقافة العالية. وتتضمف أعماال مثؿ األوب ار والسيمفونيات... إلخ ثقافة العامة : Folk culture تشير إلى ثقافة الناس العادييف وخاصة أولئؾ - الذيف يعيشوف في مجتمعات ما قبؿ الصناعة فثقافة العامة تتكوف ذاتيا وىي متجانسة وتعكس مباشرة حياة وتجارب األف ارد ومف أمثمتيا األغاني التقميدية والقصص المتواترة وعادة ينظر إلى ىذه الثقافة باعتبارىا أقؿ قيمة مف الثقافة العالية عمى الرغ مف أىميتيا وتوصؼ كونيا ال تطمح أبدا لتكوف فنا رغ أنيا تحتر وتقبؿ كثقافة أصيمة : ثقافة الجماهير Mass culture إذا كانت الثقافة العامة ينظر إلييا كصورة لما -3 قبؿ الحداثة ولما قبؿ المجتمع الصناعي فإف ثقافة الجماىير ىي إف ارز لممجتمعات الصناعية وىي بالضرورة إف ارز لإلعال الواسع ومف أمثمتيا األفال ذات الطابع الشعبي والمسمسالت. التمفزيونية المحمية... إلخ بعض المنتقديف ليذه الثقافة يروف أنيا تحط في قيمة األف ارد وتحط النسيج االجتماعي ولعؿ أى ما يميز ىذه الثقافة أف األف ارد و بصفة عامة ى مجرد مستيمكيف ال منتجيف فيذه الثقافة ليست مف إنتاجي إني يتحولوف إلى أعضاء سمبييف. 4 -الثقافة الشعبية : تتضمف أي منتج ثقافي ناؿ إعجاب الناس العادييف ودوف أف يستيدؼ إنجاز خب ارت ثقافية ورغ أف الثقافة الجماىيرية استعممت عادة بعبا ارت ميينة إال أف ذلؾ ال ينطبؽ عمى الثقافة الشعبية. - هارلمبس وهولبورن سوسيولوجيا الثقافة والهوية الترجمة حاتم حميد محسن دار كيوان دمشق ص ص. /

77 الفصل الثاني الثقافة مهادات نظرية : 5 -الثقافة الفئوية Subculture وتشير إلى مجموعة مف الناس تشترؾ مع بعضيا في ) مسألة ما ( مصمحة مشتركة ممارسة أو أسموب مشترؾ تتميز أف ارد المجموعة بشكؿ واضح عف باقي أف ارد المجتمع وينطبؽ ىذا النوع عمى الجاليات التي تعيش قريبة مف بعضيا وليا أسموب حياة مشترؾ وكذلؾ بالنسبة لمجوعات الشباب الذيف لديي ذوؽ موسيقي مشترؾ. والجماعات اإلثنية واألف ارد الذيف يمارسوف نفس الطقوس الدينية... إلخ يستند التوزيع السابؽ لمثقافة إلى خصائص حاممي الثقافة أنفسي إال أف ىذا التقسي ليس الوحيد فيناؾ تنويعات أخرى ومف بينيا تمؾ التي تقس الثقافة إلى ثنائية تبعا لطبيعة المنتج الثقافي. ) نفسو فتجعميا قسميف أو نوعيف اثنيف مادية ومعنوية ( أو ال مادية -الثقافة المادية : المنتجات ة اإلنساني التي يمكف اختبارىا بالحواس وىذا النوع مف الثقافة يكوف بسيطا كما قد يكوف معقدا فيي تتمثؿ في الرمح والسي وشبكة الصيد.. كما تتمثؿ في السيا ارت والقطا ارت واألدوية...إنيا نتاج العقؿ اإلنساني.إف ىذا النوع مف الثقافة ال ييت باكتشاؼ المعرفة المطمقة وانما يتجو نحو استخدا االمبريقية كمصدر لمحقيقة. -الثقافة الالمادية : وتسمى كذلؾ المعنوية والضمنية ويقصد بالضمنية المظير التجريدي Abstract ويشمؿ أنماط السموؾ مف عادات وتقاليد وكذلؾ القي واألفكار والمعتقدات... 3 إلخ. وعموما يغمب عمى الثقافة الالمادية االتجاه الديني حيث تعتمد عمى الديف كمصدر لمحقيقة. فإذا كاف الشخص في الثقافة يكتسب المعرفة مف الظواىر التي يمكف مالحظتيا فإف 4 الشخص في الثقافة الالمادية يضع تنبؤات خيالية ومف ثمة يكوف أزليا. ) / لقد اعتمد ىذا التقسي األخير ( المادية مادية عدد غير قميؿ مف العمماء مف بيني أوجبرف ونيمكوؼ الذيف جعال الثقافة المادية شاممة لكؿ ما يصنعو اإلنساف في حياتو العامة وكؿ ما ينتجو العقؿ البشري مف أشياء ممموسة بينما تشمؿ الثقافة الالمادية القي واألفكار " " والمعتقدات. وغير بعيد عف ىذا قس سوروكيف الثقافة إلى دوائر تتصؿ بالحضارة المادية - حسيف رشواف مرجع سابؽ ص. 7 -.دالل ملحس مزجع سابق ص. 3 - حسيف رشواف مرجع سابؽ ص. 7 - دالل ملحس مزجع سابق ص

78 الفصل الثاني الثقافة مهادات نظرية كاستعماؿ اآلالت والمخترعات والدوائر المتصمة بالحضارة الالمادية مثؿ ظيور وزواؿ بعض العقائد والطوائؼ الدينية أو بعض النظ السياسية وعمى العمو فإف الفصؿ بيف الثقافة المادية والالمادية غير ممكف واقعيا فال يمكف أف نجد حضارة تسير بقس دوف آخر ومع ذلؾ يمكف أف نممس طغياف جانب أو قس عمى آخر كما ىو الشأف مع الحضارة الغربية المعاصرة التي غمب القس المادي فييا عمى الالمادي.. إف كال مف الثقافة المادية والالمادية يدور حوؿ إشباع الحاجات الرئيسية لإلنساف األمر الذي يعطيو نمطو االجتماعي الذي ىو جواىر الثقافة وكمثؿ عمى تداخؿ الجانب المادي والالمادي نأخذ لعبة مف األلعاب الرياضية فالقفاز والمضارب والمالبس والمدرجات ىي عناصر مادية أما قواعد المعبة وسموؾ المشاىديف فيي عناصر المادية. بقيت اإلشارة إلى أف ىناؾ تنويع آخر لمثقافة وىو ذاؾ الذي يجعؿ الثقافة نوعيف الثقافة األ وىي التي يشترؾ فييا مجموع أف ارد الدولة الواحدة أيا كاف امتدادىا اإلقميمي وأحيانا تكوف مشتركة بيف أف ارد أمة واحدة وأحيانا أخرى تكوف مشتركة مف قطاع جغ ارفي واسع ويقابميا ( أي الثقافة األ ) الثقافة-أو الثقافات- الفرعية وىي التي تشترؾ فييا مجموعة جزئية مف أبناء الثقافة األ فيتميزوف إلى جانب اشت اركي واعتناقي لسمات الثقافة األ بتقاس خصائص وسمات ثقافية موقوفة عميي دوف غيرى. ) إف ىذا النوع األخير مف الثقافة ( الفرعية يظير بوضوح في المجتمعات الكبيرة المتألقة مف جماعات مختمفة لكؿ منيا معايير وقي خاصة وتقو الثقافة الفرعية بنفس ميا الثقافة األ فتمقف الشخص ما يجب عميو أف يفعمو وما ال يجب فعمو كما ترس لو أىدافو الحياتية ولقد اختمؼ العمماء حياؿ الثقافات الفرعية ىؿ ىي عامؿ وحدة وتماسؾ أ ىي عامؿ تفريؽ وتنافر انطالقا مف تدافعيا وص ارعيا إال أف العديد مني يذىب إلى أف الثقافات الفرعية ال تفضي إلى الص ارع السمبي ألف ص ارعيا ىو ص ارع تكاممي عف أجؿ تطوير الثقافة األ وأف تنوعيا واختالفيا يسي في وحدة المجتمع وتكاممو. - حسيف رشواف مرجع سابؽ ص ص سميز إبزاهيم حسه الثقافة والمجتمع دار الفكز دمشق 7 ص

79 الفصل الثاني الثقافة مهادات نظرية اربعا : أهمية الثقافة. عمى الرغ مف تمؾ الصورة النمطية التي تكاد تفرض نفسيا عمى المخياؿ العا سواء األكاديي أو الالأكاديمي والتي ترجح كفة الحيز غير الثقافي بما يدخؿ في نطاقو مف سياسي واقتصادي وغير ذلؾ إال أف الثقافة ال ت ازؿ تحجز لنفسيا حي از معتب ار مف األىمية انطالقا مف الدور الكامف الذي يمعبو في كثير مف األحياف حيث يمكف أف نستكشؼ بعد المالحظة الدقيقة أف كثي ار مف وجوه المعم االقتصادي والسياسي لمعال اليو تحركو الثقافة في مفيوميا ومعناىا وداللتيا الواسعة التي تتجاوز النظرة الضيقة التي تحصر الثقافة في اإلبداع الثقافي والجانب الرمزي فقط فالثقافة في مدلوليا الواسع الذي يستغرؽ الخمفيات والمرجعيات الفكرية والعقدية والمثؿ واألفكار وكذا أنماط السموؾ المعنية. بيذا المعنى تعتبر المحرؾ الرئيسي واألساس لمحياة المجتمعية عمى المستويات المتعددة المحمية واإلقميمية والدولية فالص ارعات الدولية ىي بشكؿ أو بآخر ترجمة لص ارعات ثقافية قد تكوف عقدية أو عرقية أو غير ذلؾ كما أف التنافس االقتصادي كثي ار ما يحركو الخمفيات الثقافية وىو بدوره كثي ار ما يوظؼ عناصر الثقافة خدمة لمصمحة اقتصادية معينة. وحوؿ أىمية الثقافة يقوؿ شابيرو H.Shapiro أف الثقافة كاليواء الذي نستنشقو ونسم بو تسميما وال نكاد نشعر بو فيي ىامة لكافة فئات ومؤسسات وشخصيات المجتمع. وتحتؿ الثقافة أىمية قصوى إذا أخذت مف جانب تأثيرىا عمى الحياة االجتماعية وذلؾ مف خالؿ عدة طرؽ وىي تباعا : التنشئة االجتماعية وبناء القي ونماذج السموؾ واألفعاؿ وأنساؽ النظ االجتماعية.فعمى صعيد التنشئة االجتماعية تضطمع الثقافة بميمة تحويؿ الكائف البيولوجي إلى كائف اجتماعي متكيؼ مع النماذج الثقافية لمجماعة البشرية مف حيث القي وط ارئؽ السموؾ المرغوب فيو وعمى أساس ىذه العممية تتكوف تصو ارت أو رؤية الكائف البيولوجي بالنسبة لألسرة والديف والحقوؽ والواجبات ومعنى الحياة بصفة عامة. وعمى صعيد بناء المعايير والقي نجد أف كؿ مجتمع يحدد دائما ما ىو اليا لحياتو وما ىو األى وىذا محتوى في الثقافة فالثقافة السائدة تحدد طبيعة ىذه القي ومدى أىميتيا. - حسيه رشوان مزجع سابق ص

80 الفصل الثاني الثقافة مهادات نظرية.وبالنسبة لنماذج السموؾ واألفعاؿ نجد الثقافة ىي التي تحدد نماذج األفعاؿ والسموؾ المقبوؿ وغير المقبوؿ. أما عف أنساؽ النظ االجتماعية وىي المؤسسات والتنظيمات التي تضبط سموؾ أعضاء المجتمع مف خالؿ مجموعة مف األف ارد الذيف يؤدوف وظائؼ لممجتمع باس أعضاء المجتمع فميا أىمية كبيرة حيث تحقؽ االستق ارر لمحياة االجتماعية وتسي في تكامؿ مطامح غالبية. المجتمع إف امتالؾ المجتمع لثقافة مشتركة يكسب أعضاء المجتمع شعو ار بالوحدة وتييئ لي المعيشة والعمؿ المشترؾ دوف إعاقة أو اضط ارب... وىذه الوحدة الثقافية تخمؽ حاجات يكتسبيا الفرد ث تمده بوسائؿ إشباعيا كما تبدو أىمية الثقافة بوضوح مف خالؿ نشر المعرفة وتطوير العم بشتى صورة وأشكالو وتشجيع االبتكار والتجديد وتخريج العمماء واج ارء البحوث في مختمؼ المجاالت و أكثر مف ذلؾ يمتد تأثير الثقافة بعيدا ليصؿ إلى المنظومة الصحية " التي تختمؼ باختالؼ الثقافة القائمة في المجتمع المحمي وفي ىذا السياؽ يصؼ " سوندرز Saunders االختالؼ بيف اإلنجميز و األسباف الذيف يعيشوف في جنوب غرب أمريكا في نظرتي لممرض واستجابتي لمتسييالت الطبية فبينما يفضؿ االنجميز أساليب عم الطب الحديث ويفضموف اإلقامة في المستشفى فإف األسباف يميموف إلى استخدا أساليب الطب الشعبي واقامة المريض في منزلو.عمى صعيد األنماط الثقافية تتجمى أىمية أخرى لمثقافة حيث تمعب األخيرة دو ار ىاما في ظيور االضط اربات النفسية حيث أف الفرد الذي يعيش في مجتمع معقد يواجو بأنماط ثقافية معقدة مما يساعد عمى ظيور االضط اربات النفسية. وفي ذات السياؽ دائما تبدو أىمية الثقافة في أف العادات الثقافية مسئولة عف انتشار بعض األم ارض حيث أف التغي ارت في عادات الحياة المعيشية كاف ليا تأثير كبير عمى جميع سكاف 3 العال فقد دخمت عناصر كيماوية ومركبات طبيعية أدت انتشار أم ارض بعينيا كالسرطاف. - جماؿ مجدي حسيف سوسيولوجيا المجتمع دار المعرفة الجامعية اإلسكندرية 7 ص ص / - حسيف رشواف مرجع سابؽ ص ص. 63/59 - المرجع نفسو ص

81 الفصل الثاني الثقافة مهادات نظرية خامسا : وظائف الثقافة. بعد استع ارض مكامف األىمية التي تكتسبيا الثقافة البد أف ليا جممة مف الوظائؼ ىي التي أىمتيا لتبمغ تمؾ الدرجة مف األىمية. -وظيفة اإلشباع : ترتبط ىذه الوظيفة بالجانب البيولوجي وتحديدا بالحاجات األساسية والحاجات الثانوية المنبثقة عنيا فعناصر الثقافة وسائؿ مجربة إلشباع الدوافع اإلنسانية في تفاعؿ اإلنساف بعالمو الخارجي بالطبيعة أو أق ارنو. -تحديد الموافق : حيث تمد الثقافة اإلنساف بنسؽ المعنى والدوافع واألحداث فيي تزوده بمعاني األشياء واألحداث مما يمكنو مف أف يستمد منيا مفيوماتو األساسية فيستطيع مف خالليا الممايزة بيف الصواب والخطأ والحؽ والباطؿ وبيف الخير والنشر ليتزود بيا في النياية بالقي واألىداؼ. ووفقا لحسيف رشواف فإف وظائؼ الثقافة تنحصر في :. أ -مجموعة الوظائؼ التي تعمؿ عمى تحرير اإلنساف ب - مجموعة الوظائؼ التي تعمؿ عمى الحد مف حريتو. وحسب عبد اهلل الرشداف فإف لمثقافة ثالث وظائؼ كبرى ينطوي تحت كؿ منيا عدد مف الوظائؼ الفرعية ونستعرض ىذه الوظائؼ كما يمي : : أ - الوظيفة االجتماعية ويتفرع عنيا أربع وظائؼ ىي : -وظيفة توحيد الناس في مجتمع خاص بي وذلؾ مف خالؿ ت اركيب المغة والرموز والمعتقدات والقي وغيرىا حيث تبدو الثقافة كعال ذىني وأخالقي ورمزي يشترؾ فيو أعضاء المجتمع وبفضمو يتسنى لي التواصؿ وتحقيؽ االنتماء إلى كياف واحد. محمد بيومي مرجع سابؽ ص. 7 عبد اهلل الرشداف عم اجتماع التربية دار الشروؽ عماف االردف 990 ص

82 الفصل الثاني -وظيفة تأطير الناس مف خالؿ الت اركيب المؤسسية االجتماعية الثقافة مهادات نظرية ( الحقوقية والق اربية والسكنية والمدرسية والميف والييئات المختمفة ) ومف خالؿ ىذه الت اركيب تنسج العالقات االجتماعية وتحقؽ المصالح. 3 -وظيفة المحافظة عمى المجتمع وضماف استم ارريتو وتطوره إذ مف المعمو أف ال مجتمع دوف ثقافة وال ثقافة دوف مجتمع كما أف استم ارر الحياة في المجتمع ىو استم ارر لتكيؼ الفرد مع بيئتو الخاصة وبخاصة الثقافية منيا. -وظيفة توفير مجموعة مف القوانيف والنظ التي تتيح التعاوف بيف أف ارد الثقافة الواحدة واالستجابة لمواقؼ معينة استجابة موحدة ال تعترييا التفرقة. - الوظيفة الفردية ب : ويتفرع عنيا ثالث وظائؼ : -إنتاج الشخصية الثقافية لمفرد بما يساعده عمى التكيؼ مع مجتمعو واقامة عالقات اجتماعية طيبة مع أف ارده داخؿ الثقافة الواحدة. حماية اإلنساف مف المخاطر والكوارث الطبيعية والبيئية. والثقافة ىي أداة اإلنساف في - حؿ مشكالتو المختمفة التي يواجييا في إطار البيئة وبالتالي فإف لكؿ عنصر مف عناصرىا غاية محددة. 3 -مساعدة الفرد في التنبؤ باألحداث المتوقعة و المواقؼ االجتماعية المحتممة والتنبؤ بسموؾ الفرد و الجماعة في مواقؼ معنية فإذا عرؼ الفرد األنماط الثقافية التي تسود الجماعة التي ينتمي إلييا أمكنو التنبؤ بالمسمؾ بحسب ىذه األنماط الثقافية في معظ المواقؼ التي يواجييا. ج- الوظيفة النفسية : وىي وظيفة القولبة ألف ارد المجتمع أي اكتساب ىؤالء أنماط السموؾ وأساليب التفكير والمعرفة وقنوات التعبير عف العواطؼ واألحاسيس ووسائؿ إشباع الحاجات الفسيولوجية أو البيولوجية والروحية وغاية ىذه الوظيفة مساعدة األف ارد عمى التكيؼ مع الثقافة واكتسابي ليويتي االجتماعية الثقافية

83 الفصل الثاني الثقافة مهادات نظرية إف الوظائؼ السابقة الذكر عمى تعدد رؤاىا وعمؽ فيميا لما يمكف أف تؤديو الثقافة إال أنيا ل تضع في الحسباف التغير الجارؼ الذي يشيده العال عمى المستوييف الرمزي والمادي وما يمكف أف يستتبع ذلؾ مف تغيير قد يكوف جذريا لوظائؼ الثقافة حيث أف تمؾ الصورة التقميدية المرتكزة إلى التقاليد والعادات المستمرة في حياة الجماعة بما يصاحبيا مف نظ القي واألخالؽ والتصو ارت والمفاىي المتوارثة اجتماعيا قد تزعزعت تزعزعا عنيفا بفعؿ الثورة المعموماتية وىي تمؾ الثورة الديناميكية المركبة والمشتممة عمى التغي ارت السريعة المجسدة في: أ-القفزة الكبيرة لتكنولوجيا الحوسبة واندماجيا مع التقد المذىؿ لوسائؿ االتصاؿ ( ىاتؼ. تمفزيوف..( في منظومة تقنية واحدة ب-التطور الكبير في ت ارك المعرفة واالنتقاؿ مف المعرفة العممية إلى تطبيقاتيا العممية ( التكنولوجيا( بسيولة أكبر وزمف أقؿ مف جية والسرعة العجيبة في نقؿ ىذه المعرفة وتعميميا عمى مستوى العال نتيجة لذلؾ االندماج مف جية ثانية. ج-اإلنترنت وما تميزت بو مف شمولية خدمتيا والخيا ارت اليائمة المقدمة مف طرفيا والمنفمتة مف أي نوع مف الرقابة. أما وضع كيذا ىؿ يمكف أف تبقى وظائؼ الثقافة عمى حاليا وىؿ يبقى ألط ارؼ العممية التثقيفية نفس الدور والوظائؼ وىؿ يبقى لممثقؼ الممثؿ لمثقافة العالمة مف دور ولنأخذ إحدى الوظائؼ الفرعية مف الوظيفة االجتماعية كمثاؿ ولتكف وظيفة توحيد الناس في مجتمع خاص بي ىؿ ستبقى ىذه الوظيفة عمى حالتيا تمارس ما ليا بكؿ أريحية وىدوء قطعا ال فيذه العممية تتجاذبيا أط ارؼ عدة حتى أصبح الحديث عف نموذج إنساني ثقافي عالمي أم ار مقبوال إلى حد ما فالواقع أف االتجاه إلى نمط ثقافي واحد في العال كطريقة الحياة األمريكية مثال أمر بيف والمثابرة عميو واضحة وىذا األمر مرىوف بالييمنة االقتصادية والسياسية. - سمير حسف مرجع سابؽ ص

84 الفصل الثاني الثقافة مهادات نظرية إف ما قيؿ عف وظائؼ الثقافة يكاد ينسحب عمى وظيفة المثقؼ ففي عال الالحدود ىذا والذي ل تعد فيو المعمومة -وىي أرس ماؿ المثقؼ سابقا حك ار عمى طبقة بعينيا كما كاف عميو الحاؿ في السابؽ تنفقيا تقتي ار و تقطي ار وتمارس في ذلؾ لعبة التعالي لقد أصبح كؿ شيء مباح متاح لذلؾ أضحى مف الواجب " النظر مف أفؽ أوسع بدور المثقؼ نظرة تتجاوز العالقات المحدودة التي تفرضيا عميو انتماءاتو األولية لمبيئة والمجتمع وخطاب الثقافة المحمي ولمتنو اإليديولوجي لتضع تصو ار بديال لوظيفتو التقميدية إلخ ارجو مف عزلتو الفكرية والثقافية مف خالؿ استيداؼ تفتيت بنية التفكير المكتسبة في إطار المرحمة اإليديولوجية التي خمفتيا تمؾ العالقات المحممة باألفكار والتصو ارت التي تركت أث ار بميغا عمى طريقة التفكير ونوعية اإلنتاج. الثقافي وبالتالي الفي الجامد لكينونة الثقافة ولمغ ازىا اإلنساني كخطاب عالمي ". سادسا : التناوالت النظرية لمثقافة في ىذا العنصر البحثي لف نقؼ طويال ولف نفصؿ كثي ار في المحاوالت النظرية لمثقافة ألنيا أكبر وأوضح مف أف تت محاصرتيا زيادة عمى تشعبيا وتداخميا في كثير مف األحياف وذلؾ مردود إلى اختالؼ الرؤى و المسا ارت الفكرية واإليديولوجية والتكوينات األكاديمي ة لذلؾ نجد جؿ التساؤالت النظرية لمثقافة تساؤالت حذرة جدا وغير قطعية وغير فاصمة في اإلدعاء بتأسيس نظرية لمثقافة وىو ما يتجمى مف عناويف عديد المؤلفات في ىذا الشأف فنجد " األنتروبولوجي الشيير " مالينوفسكي أحد أبرز الميتميف بالشأف الثقافي لممجتمعات البشرية " " يعنوف كتابو بػ نظريةػ عممية حوؿ الثقافة بينما يعنوف " مؤلفو بػ سمير أميف التمركز " " األوروبي نحو نظرية لمثقافة " وغير بعيد عنيما نجد الكاتب العربي زكي الميالد بوصفو كذلؾ أحد الكتاب البارزيف في الشأف الثقافي يعنوف أحد مؤلفاتو بػ : المسألة الثقافية مف أجؿ بناء نظرية في الثقافة. ىكذا نرى أف تحاشي الولوج المباشر إلى التنظير لمثقافة ىو سمة وسمت الكثير مف األعماؿ لمعديد مف العمماء رىبة ورغبة رىبة مف الوقوع في الحيؼ - سمير حسف مرجع سابؽ ص

85 الفصل الثاني الثقافة مهادات نظرية المعرفي ورغبة في توخي الحذر والدقة بسبب ىالمية مفيو الثقافة أصال وكنا قد أشرنا وفصمنا في ذلؾ في مبتدأ ىذه الد ارسة عمى مستوى تحديد المفاىي. ترجع بدايات التناوؿ المنظ لمثقافة كمقولو وكممارسة وكموضوع اشتغاؿ أكاديمي إلى حقؿ األنثروبولوجيا مع الرؤى المبكرة لمنظرية التطورية ىذه األخيرة التي تشكمت وشكمت المممح العا لألنتروبولوجيا لذلؾ ستكوف بداية التناوالت مف مفكري ومنتسبي ىذه النظرية. - في النظرية التطورية : اتسمت المعالجة التطورية لموضوع الثقافة بإخضاعيا لممبدأ المنيجي الكبير وىو المماثمة الحيوية أيف اعتبرت الثقافات البشرية مثميا مثؿ الكائف الحي نموا ووظيفة وىي النظرة المتأثرة إلى حد كبير بأفكار تشارلز دارويف " وقد طرحت النظرية التطورية في ىذا الخصوص عدة " أسئمة حوؿ الثقافة أكبرىا سؤاؿ االنطالؽ : لماذا نجد أف الثقافات البدائية المعاصرة ىي صورة طبؽ األصؿ عف أجدادنا القدماء وأف التطور الثقافي إنما يتخذ خطا مستقيما تصاعديا مف األقؿ تطو ار إلى المتطور إلى المتطور جدا وأف ىذه حتمية تسري عمى كؿ الثقافات البشرية في األبعاد الثالثة لمزمف الماضي الحاضر المستقبؿ وفي ىذا اإلطار يعد إسيا " لويس ) ( مورغاف " وىي: األكثر وضوحا وتمثيال حيث قس تاريخ الثقافة البشرية إلى ثالث م ارحؿ كبرى - المرحمة الهمجية أ ويتفرع عنيا ثالث م ارحؿ وىي : اليمجية الدنيا اليمجية الوسطى : واليمجية العميا. ب-المرحمة البربرية : ويتفرع عنيا ثالث م ارحؿ البربرية الدنيا البربرية الوسطى والبربرية العميا. ج- المرحمة الحضارية : ويفصؿ مورغاف " تفصيال دقيقا في مي ازت كؿ مرحمة ثقافية " بحيث يوضح مالمحيا عمى مستوى التقنيات ث عمى مستوى التنظي االجتماعي والسياسي أما عف أى التجميات الثقافية التي ركز عمييا فكاف الق اربة والتنظي المجتمعي. " ادوارد تايمور " كاف بدوره أحد أعال التطورية لكنو كاف أقؿ تمسكا بالحتمية التطورية في رؤيتو لمثقافة فقد كاف يسم أف المسا ارت الثقافية التي سمكتيا الشعوب ل يكف ليا أف تتكرر - 7 -

86 الفصل الثاني الثقافة مهادات نظرية عمى وجو واحد أينما كاف فقد أثبت مف خالؿ عممو الميداني أف لالحتكاؾ الثقافي دور بارز في الفعؿ الثقافي وقد شرح كؿ ذلؾ في كتابو الثقافة البدائية. 87 / في النظرية االنتشارية : تعتبر ىذه النظرية مف أكثر النظريات تركي از عمى الثقافة ويرجع الفضؿ إلييا في إعطاء لفظة ثقافة أىميتيا وىالتيا وذلؾ عندما ركزت عمييا منطمقا ومنيجا وكذا جيا از مفاىيميا عندما قدمت الكثير مف المفاىي المقترنة بمفظة ثقافة مثؿ "المناطؽ الثقافية "و"المركبات الثقافية"و الدوائر الثقافية. "...الخ عمى مستوى المنيج ترفض االنتشارية النظر إلى الثقافة بوصفيا كائف ينمو كما تنمو الخاليا المغمقة عمى نفسيا وترى أف العناصر الثقافية عمى اختالفيا تنتشر مف مجتمعات إلى أخرى ومف ذلؾ كاف سؤاليا الثقافي الكبير:كيؼ ينتقؿ عنصر ثقافي مف مجتمع إلى آخر لقد أصبحت مقولة الثقافة في ظؿ ىذه النظرية وخاصة المدرسة األمريكية منيا ذات أىمية قصوى حيث تحولت الثقافة كيانا مييمنا وعامال مف عوامؿ التنشئة المجتمعية لمفرد يتحك في سموكو بشكؿ كبير. 3 /في النظرية الوظيفية : كاف لمثقافة حظا واف ار في النظرية الوظيفية وباألخص مع االنثروبولوجي مالينوفسكي الذي ذىب بعيدا عندما بمور منيجا تطغى عميو الرغبة بجعؿ الثقافة و النياسة عمما حقيقيا حيث أرى أف عمى االنثروبولوجي أف يتناوؿ الثقافات بوصفيا كال واحدا وأف يعاينيا مف ألفيا إلى يائيا شخصيا.وقد التز بالرؤية الوظيفية الصارمة في نظرتو ود ارستو لمثقافة نوىي النظر إلييا بوصفيا كال واحدا غير قابؿ لمتجزئة ألف كؿ عنصر فييا يؤدي وظيفة محددة ومجموع العناصر الثقافية بوظائفيا يؤدي ويصب في وظيفة كبرى ىي الحفاظ عمى استق ارر الثقافة الكمية وجعميا باقية ومستمرة وكؿ ذلؾ الدرس يت داخؿ رؤية ت ازمنية ارفضة لكؿ نظرة تتابعيو تاريخية.ولقد بنى مالينوفسكي نظريتو حوؿ الثقافة عمى كممتيف مفتاحيف وىما المؤسسة و الحاجة حيث اعتبر المؤسسة أساس الثقافة وأف المجتمع يدرس انطالقا منيا.أما الحاجة فتعتبر بمثابة العنصر الجوىري مف كؿ ثقافة.ومجموع ىذه العناصر ييدؼ إلى االستجابة بطرؽ مختمفة " أف الحاجات لحياة اإلنساف ولمحيطو ولتنظيمو المجتمعي ولقيمو. " ويرى ماليوفيسكي

87 الفصل الثاني الثقافة مهادات نظرية الحياوية األولية تستجيب لمتطمبات الجسد المألوفة بحيث نجد جوابا ثقافيا يمبي كؿ حاجة مف الحاجات الجسدية فالتقنيات المعيشية تمبي ضرو ارت التغذية والق اربة تمبي حاجات التناسؿ وعمى صعيد ثقافي أرفع ىناؾ المستمزمات الثقافية وىي التي تمبييا المؤسسات عمى أنواعيا مف اقتصادية وتربوية وسياسية... إلخ.وعمى صعيد ثقافي أكثر رفعة وأقرب إلى الروحية ىناؾ المستمزمات االستدماجية وىي التي تشمؿ عمى الجوانب الرمزية في حياة المجتمع كالكال واالتصاؿ والمفاىي العقائدية واألخالؽ. كاف ىذا عف التناوالت الوظيفية األنتروبولوجية لمثقافة أما التناوالت السوسيولوجية فقد ركزت عمى الشؽ االجتماعي وىي ل تيت كثي ار بالثقافة بالمعنى الفني ولكنيا اىتمت بالثقافة في إطار المعتقدات والقي وأساليب الحياة واف كانت تناوالت السوسيولوجييف الوظيفييف لمثقافة وفقا لمرؤية التطورية لذلؾ جاء جؿ تركيزى عمى الطبيعة المتغيرة لمثقافة والمرتبطة بتطور " " " المجتمع وىو ما تعكسو آ ارء كؿ مف " دروركاي مارساؿ موس الذيف حاوال العودة إلى أصؿ الثقافة اإلنسانية فحاوال اإلجابة عف األسئمة األساسية حوؿ كيفية نشوء الثقافة اإلنسانية واعتب ار أف الثقافة تصبح ممكنة عندما يتمكف اإلنساف مف التمييز بيف األشياء أو تصنيفيا فعند الوالدة ال يستطيع تصنيؼ األشياء بؿ ىو يرى تدفؽ مستمر لمصور ولكي يطور اإلنساف شكال مف الثقافة البد أف يوجد نظاما لتصنيؼ األشياء وىذا النموذج التصنيفي في ) أرييما ( دوركاي وموس انبثؽ مف تركيب المجتمع وبما أف الت اركيب االجتماعية تقو عمى أساس الفصؿ بيف المجموعات االجتماعية فإف الناس بدءوا بتصنيؼ بقية العال وفقا لمثؿ ىذا 3 التقسي ومع ت ازيد درجة التعقيد في المجتمع أصبح التصنيؼ أكثر تعقيدا. " بالنسبة " لتالكوت بارسونز فقد كانت نظريتو في الثقافة مكممة لنظريتو في المجتمع يرى بارسونز أف المجتمع اإلنساني غير ممكف بدوف ثقافة مشتركة فيي تسمح لمناس باالتصاؿ والفي فيما بيني وبالعمؿ باتجاه أىداؼ مشتركة وحدد األشياء الثقافية باعتبارىا عناصر رمزية لمتقاليد الثقافية أو نماذج لمقي وعميو فإف الثقافة تتضمف أشياء مثؿ لغة المجتمع والرموز - جاؾ لومبار مرجع سابؽ ص. 70 ىارلمس وىولبورف مرجع سابؽ ص

88 الفصل الثاني الثقافة مهادات نظرية األخرى كالعقائد والفنوف واألدب وعميو فقد اعتمد تعريفا واسعا لمثقافة حيث ميز الثقافة عف البيئة المادية وعف الشخصية الفردية غير أف الثقافة ىي التي تربط ىذه العناصر المختمفة لمنظا االجتماعي. في مسألة التغير الثقافي أرى بارسونز أف الثقافة ال تتغير إال بسيطا وأف التغي ارت الجوىرية الكبيرة في الثقافة تحدث فعال عندما تتطور المجتمعات تدريجيا فعندما تتغير المجتمعات مف كونيا بسيطة إلى كونيا معقدة ستكوف ىناؾ تغي ارت في القي المسيطرة عمى النظا االجتماعي. 4/ في النظرية الماركسية : ل تكف الثقافة عند ماركس نظرية قائمة بذاتيا بؿ إف مفيوميا شابو عنده بعض الغموض إال أف إنتاجو الفكري تضمف إشا ارت إلى الثقافة بوصفيا أسموب حياة المجتمع وعمى العمو فإف معالجاتو كانت شبيية بالمعالجات الوظيفية إلى حد ما فقد اعتبر الثقافة ذات أصؿ اجتماعي مادي باألساس يتجمى مف خالؿ عمؿ اإلنساف وأف الظروؼ المادية والفعالية االقتصادية طبعت الوعي اإلنساني... فالحيواف ال يمتمؾ وعيا منفصال عف فعالياتو اإلنتاجية بينما اإلنساف ينتج حتى عندما يتحرر مف الحاجة المادية فيو عندما يشكؿ مجموعات اجتماعية يبدأ باإلنتاج أكثر مما يحتاج إليو لغرض البقاء المادي المجرد فينتج لغرض المتعة الفنية. كما كاف لمثقافة حضور متواصؿ في مقوالت ماركس األخرى كاالغت ارب وااليدولوجيا والطبقة ففي مقولة اإليديولوجيا والطبقة ادعى ماركس أف الثقافة في المجتمع الطبقي ىي تعبير عف ايديولوجية الطبقة الحاكمة وبالتالي تعتبر الثقافة رؤية مشوىة مف جانب الطبقة المسيطرة كما أف الطبقة الحاكمة تستعمؿ قوتيا االقتصادية لرس ثقافة المجتمع وأف الطبقة المالكة لوسائؿ اإلنتاج المادية تسيطر عمى وسائؿ اإلنتاج الفكرية. وبالمحصمة فإف األفكار المسيطرة ىي تعبير عف العالقات المادية المسيطرة. وفي ىذا اإلطار تدخؿ المقولة. ) الشييرة لماركس مف أف البناء التحتي يشكؿ ويحدد دوما البناء الفوقي ( البناء الثقافي المرجع السابؽ ص ص المرجع نفسو ص

89 الفصل الثاني الثقافة مهادات نظرية 5 /عند مالك بن نبي : يعتقد عدد ال بأس بو مف الباحثيف أف مالؾ بف نبي استطاع أف يبمور إلى حد ما نظرية في الثقافة وى صائبوف في ذلؾ فالثقافة شكمت لمالؾ بف نبي ىما ومشروعا بحثيا وس كؿ حياتو وىو ما نجده في نتاجو الفكري الغزير فمنذ أوؿ كتاب لو تحدث فيو عف ) 949 الثقافة ( شروط النيضة الصادر بالفرنسية وحتى الكتاب الذي خصصو لمثقافة ) 959 والمعنوف بمشكمة الثقافة ( بالعربية والثقافة موضوع بف نبي األوؿ. وحسب بف نبي نفسو فإف معالجاتو لمثقافة كانت معالجة متفردة لسببيف ذكرىما في كتابو مشكمة الثقافة وىما: -أف د ارستو وطرحو لمثقافة ل يتبع منيج الد ارسات الغربية في الموضوع ألسباب منيجية. -أف أفكاره امتداد وشرح تحميمي وتركيبي ألفكاره السابقة الخالصة عندما كاف موضوع. ) الثقافة غير مطروؽ ال شرقا وال غربا ( عرضيا في شروط النيضة ما يالحظ أف تناوؿ ابف نبي لمثقافة كاف فعال تناوال مختمفا فقد خرج بيا مف الطرح األكاديمي المفرط الباحث في المنشأ والتطور إلى سياؽ أرحب ىو السياؽ الحضاري ورمى بيا في متغي ارت العصر باحثا وطارحا سؤاال ضمنيا ىو كيؼ يمكف لمثقافة أف تصؿ إلى مستويات تأثيرية بعيدة وشاممة والبعد والشموؿ ىذا يستغرؽ كؿ ما يمكف أف يواجو اإلنساف في سبيؿ تحقيؽ وجوده الحضاري وال أدؿ عمى ذلؾ مف عنونتو لكتابة بمشكمة الثقافة حيث " وظؼ مصطمح " مشكمة بمعنى الحافز ال معنى العائؽ وىو توظيؼ سوسيولوجي ومعروؼ عف بف نبي تحميالتو النفس-اجتماعية حيث يرى ابف نبي أف كؿ مجتمع بحاجة إلى تكويف في مستقؿ وخاص بو لطبيعة مشكمتو الثقافية... باعتبار أف المشكمة الثقافية ليا طبيعتيا ونوعيتيا في كؿ مجتمع وىذا الوضع حسب ابف نبي يحظر استي ارد الحموؿ مف المجتمعات األخرى أيا كاف االستي ارد زمانيا أو مكانيا. إف كؿ ما تقد يقع في الناحية األولى مف معالجة ابف نبي لمثقافة وىو التحميؿ النفسي ذلؾ أنو عالجيا مف ناحية التحميؿ النفسي والتركيب النفسي. - مالؾ بف نبي مشكمة الثقافة ترجمة عبد الصور شاىيف دار الفكر دمشؽ 0 ص

90 الفصل الثاني الثقافة مهادات نظرية لقد كاف التحميؿ النفسي لمثقافة منصبا بشكؿ الفت حوؿ المفيو والذي اعتبر تحديده تحديدا لما ضمنو وما بعده كما الحظ أف التأثي ارت النفسية لمتحديدات الغربية وحتى االشت اركية لمفيو الثقافة تمارس سيطرة نفسية مطبقة عمى الوعي العربي اإلسالمي لذلؾ نجده عمؿ جاىدا عمى تحرير ىذا الوعي بتقديمو لتعريؼ لمثقافة ذو امتدادات مف داخؿ ثقافة وعقيدة الحضارة اإلسالمية. وحسب أريو فإف ذلؾ ال تمميو االعتبا ارت الدينية أو السياسية وانما تمميو االعتبا ارت الفنية ويقصد بيا المنيجية. زكي الميالد وحسب" " فإف قاعدة التمايز واالستقالؿ الثقافي كانت تحك دوما منطؽ تفكير بف نبي سواء في الشؽ المنيجي أو الشؽ المعرفي أما الناحية الثانية فيي ناحية التركيب النفسي لمثقافة فيي تمثؿ جوىر النظرية الثقافية لمالؾ بف نبي. إنو واذا كاف الم ارد مف التحميؿ النفسي لمثقافة اإلجابة عف السؤاؿ : كيؼ نفي الثقافة أو كيؼ نحدد فيمنا الخاص والمستقؿ لمثقافة فإف الم ارد مف التركيب النفسي لمثقافة اإلجابة عف السؤاؿ : كيؼ نطبؽ الثقافة أو كيؼ يكوف لمثقافة واقع فعمي في حياتنا أي االنتقاؿ بالثقافة مف حيز النظرية وعال األفكار إلى حيز الواقع أيف تختمط وتمتزج الثقافة بالمجتمع وتتصؿ بو ويعمؽ زكي الميالد عمى ىذه الفكرة شارحا حيث يقوؿ : " ومحاولة في الثقافة يحددىا ابف نبي في إطار 3 التاريخ وتطبيؽ الثقافة يحدىا في إطار التربية " ولكي تتحوؿ الثقافة إلى أسموب حياة في المجتمع بحيث تؤثر في كافة طبقاتو البد مف توفر أربعة عناصر مت اربطة ىي : *التوجيه األخالقي : وقصد بالتوجيو تجنب اإلس ارؼ في الجيد والوقت ذلؾ أف فعالية المجتمعات تزيد وتنقص بقدر ما يزيد فييا تأثير المبدأ األخالقي أو ينقص. *التوجيه الجمالي : يعتبره مف أى العناصر الديناميكية في مكونات الثقافة ألنو يحرؾ اليم إلى ما ىو أبعد مف مجرد المصمحة. - المرجع السابؽ ص زكي الميالد المسألة الثقافية مف أجؿ بناء نظرتو في الثقافة ط 3 دار الشاطبية الج ازئر 0 ص المرجع نفسو ص

91 الفصل الثاني *المنطق العممي الثقافة مهادات نظرية : ويقصد بو الفعالية أي منطؽ العمؿ والحركة ال الكال المجرد بمعنى استخ ارج أقصى ما يمكف مف الفائدة بوسائؿ معينة.. *التوجيه الفني : ويدخؿ ضمنو كؿ الفنوف والميف والقد ارت وتطبيقات العمو سابعا : الثقافة العالمة والثقافة الشعبية في المخيال المجتمعي. كثيرة ىي التفيئات والثنائيات عمى الخصوص التي تحك الثقافة في عموميا فنجد عمى سبيؿ المثاؿ المادية و/الالمادية المحسوسة /غير المحسوسة األ /الفرعية إال أننا نعتقد أف ىناؾ ثنائية تفرض نفسيا بقوة وىي العالمة / الشعبية ألنيا تدخؿ الثقافة في سياقات مماي ازتية توظؼ عدد مف المتغي ارت التاريخية واألكاديمية الحضارية والنفسية فيحضر المتغير التاريخي مثال ألف لحظة التمايز والتمييز بيف الثقافتيف العالمة والشعبية شكمت منعطفا ىاما جدا في تاريخ التطور البشري المعاصر حيث تذىب بعض الم ارجع أف ىذه الممايزة ارتبطت بشكؿ صريح بقيا الثورة الصناعية وازدىار المنيج العممي والعمو بوجو عا وىي التي يرجع الفضؿ إلييا في قيا النيضة االقتصادية المعاصرة مما أكسب الثقافة العالمة مكانة مرموقة في مدرج المعرفة اإلنسانية وتتوقؼ ىنا االستد ارؾ خفيؼ لنذكر بأف الممايزة بيف الثقافة العالمة والثقافة الشعبية قد سجؿ حضوره في األم السابقة إلى حد ما لكف ىذا الحضور ل يكف مف الوضوح بما يسمح بإقامة تفرقة ترقى إلى مستوى الثنائية والسجاؿ ألف الثقافة العالمة آنذاؾ ل تتدع أسسيا بعد وظمت جيودا متناثرة فيي إما بأيدي آحاد العمماء أو في معابد رجاؿ الديف حبيسة ث ىي فوؽ ذلؾ ل ترؽ إلى مستوى شامؿ يؤىميا إلى إطالؽ مسمى ثقافة عالمة بؿ بقيت في مستوى معرفة شبيية بالعممية ول تحقؽ االنتشار لتصبح ثقافة عمى عكس الثقافة العالمة التي انتشرت وتعززت مكانتيا بفضؿ التعمي األكاديمي الذي أكسبيا شرعية وىيمنة مطمقة أدت إلى تعالي واضح أدى بدوره إلى سجاؿ ونديو خفية في كثير مف األحياف باألخص في الدوؿ األقؿ تقدما. في الثقافة اإلسالمية نعثر كذلؾ عمى تمؾ الثنائية إنما بمسميات أخرى كمعارؼ العمماء ومعارؼ الدىماء أو عم العمماء وعم العامة لكف ذات المالحظة التي سجمناىا سابقا نعيدىا

92 الفصل الثاني الثقافة مهادات نظرية ىنا إذ ل تبمغ حالة التجاور بيف الثقافييف مستوى التوتر حيث تبدواف قانعتاف بحالة التجاور وىي الحالة التي خمقيا التسمي مف طرؼ الثقافة الشعبية لمثقافة العالمة العتبا ارت دينية باألساس إذ العم آنذاؾ كاف في مجممو موسوما بالمسحة الدينية واإلسال كتشريع يأمر ويحض عمى العم واحت ار أىمو زيادة عمى أف مساحة العم الدنيوي ل تكف بمثؿ األتساع الذي ىو عميو اليو أيف يتغمغؿ العم في أدؽ حيثيات الحياة المعاصرة. نرجع اآلف إلى نقطة المبتدأ لنطرح السؤاؿ التالي لماذا الحديث عف ثنائية الثقافية الشعبية والثقافة العالمة نقوؿ إف الحديث عف ىذه الثنائية تفرضو حرب المواقع الخفية بيف ىذيف النوعييف مف الثقافة حرب االنتشار واالنحسار وحرب تسويؽ المنتج الثقافي وأخي ار وليس آخ ار حرب احتالؿ المواقع في البنى االجتماعية لقد أصبح المخياؿ المجتمعي اليو يتمثؿ صورة خاصة عف المنتج الثقافي الشعبي تشي تمؾ الصورة بقميؿ مف االحت ار واالزد ارء في أحياف كثيرة عمى الرغ مف أف ذاؾ الخياؿ يتشكؿ باألساس مف الثقافة الشعبية إال أف حالة العرج التنموي والحضاري التي تعيشيا البمداف المتخمفة ومنيا الدوؿ العربية بما فييا الج ازئر ولدت حالة ازدواجية بمغت حد االنفصا بيف مكوف يعيش بو لكنو يزدريو وبيف آخر يرنو إليو ويقدره ويعجب بو. لو نأخذ الثقافة بمعنى إعادة إنتاج وبناء العال عمى نحو عا ومختمؼ لوجدنا معناه يتسع إلى آفاؽ رحبة تشمؿ أنواعا عدة وكانت الثقافة العالمة أو الرسمية أو ثقافة النخبة كما يحمو لمبعض تسميتيا تشكؿ ازوية واحدة فقط ىي ازوية المكتوب فيناؾ إلى جانب المكتوب المنطوؽ والحركي. والثقافة الشعبية تتجمى مف خالليما غناءا وشع ار وأمثاال وحكما وسي ار شعبية ورقصا ونحتا ونقشا وغيرىا مف أشكاؿ التعبير عف نوازع الذات وحاجاتيا الجمالية وحتى الحيوية كالمأكؿ والممبس أو الدينية كالطقوس العادات والتقاليد والمعتقدات والتي تفصح عف الذات وعف الوجداف الفردي والجماعي. مساحة بيذا االتساع ىؿ يمكف تجاوزىا والقفز عمييا لكف وبالمقابؿ لماذا تنحسر ىذه المساحة الرحبة مف الثقافة الشعبية عمى المستوييف الذىني والواقعي أما الثقافة الرسمية ىناؾ مجموعة مف العوامؿ ذكرنا بعضيا في بداية ىذه النقطة البحثية وسنعيدىا إجماال لتتضح الصورة نوعا ما لعؿ العوامؿ البنائية التاريخية تأتي في

93 الفصل الثاني الثقافة مهادات نظرية مقدمتيا فإلى ما قبؿ الثورة الصناعية كانت الثقافتيف الشعبية والرسمية تعيشاف حالة مف التماىي تقريبا " فقد كانت الثقافة الشعبية ىي ثقافة الجماىير العادية التي تمثؿ نموا مف أسفؿ وتعبي ار تمقائيا عف أحاسيسيا شكميا الشعب بنفسو وبدوف االنتفاع بالثقافة الرفيعة لتناسب احتياجاتو " لكف بعد ذاؾ التاريخ صا ار التمكيف لمثقافة الرسمية ألنيا استطاعت أف تحرؾ قاطرة النمو واالقتصاد وأف تخمؽ أشكاال تعبيرية فنية وجمالية وفؽ أسموب خاص محكوما بأطر وقواعد منيجية وأكثر مف ذلؾ طورت أساليب نقدية بتقيي وتثميف منتجاتيا وبدت حتى في منتجاتيا الرمزية ذات نزعة عقمية وىذا بالذات ىو العامؿ الثاني والذي يمكف أف نسميو الفاعمية المنطقية العقمية وقاد ىذا العامؿ بدوره إلى عامؿ آخر ىو التبني الرسمي واألكاديمي والذي أشرنا إليو سابقا مما أفضى شرعية رسمية ونفسية وىو األى جعمت مف الثقافة الشعبية بالمقابؿ درجة أدنى أو عتبة دنيا وعززت عمى المستوى الذىني قيا نوع مف التدرجية والت ارتبية التصنيفية تحتؿ فييا الثقافة الرسمية القمة و ازد مف تكريس ىذا الوضع قيا وسائؿ اإلعال التي سوقت المنتج الثقافي الرسمي عمى حساب الشعبي باألخص في البدايات اإلعالمية. إف ىذا السجاؿ يبدو أكثر وضوحا في الخارطة الثقافية العربية بسبب خصوصية البناء االجتماعي والثقافي لممجتمع العربي حيث ترقي ثنائية ثقافة عالمة / ثقافة شعبية إلى مستوى االزدواجية التقاطبية القابمة لتوليد كؿ أنواع االنقسا والقطيعة حيث تبدو الثقافة العالمة منيجية مؤسسية مكتوبة بينما الثقافة الشعبية ذات طابع شفيي تمقائي موروث ولقد كرس أو ربما أسس لحالة القطعية ىذه رواد النيضة العربية الذيف كاف تركيزى وأداتي في نفس الوقت الثقافة العالمة بؿ إني أروا في الثقافة الشعبية سببا مف أسباب التخمؼ الرئيسية لذلؾ جاءت كؿ جيودى تجاه الثقافة العالمة مشيدة بيا وداعية إلييا وفرخت تمؾ النظرة صور ذىنية مثبتة. تجاه كؿ ما ىو شعبي فوصؼ باألمي المتخمؼ غير العممي... وحسب بعض إلخ المختصيف فإف الثقافة الشعبية العربية ستشيد انحسا ار كبي ار نتيجة مجموعة مف العوامؿ الداخمية - حسيف رشواف مرجع سابؽ ص

94 الفصل الثاني الثقافة مهادات نظرية والخارجية مف بينيا احتكاكيا بالمتغي ارت العالمية والمتمثمة في سيطرة مركز النظا ال أرسمالي عمى العال. نعود مف جديد لنطرح سؤاال جديدا ىؿ ىذه الييمنة مف الثقافة الرسمية عمى الثقافة الشعبية نتيجة عوامؿ بنائية كامنة في بنية كؿ منيما أ أنيا نتاج ق ارءة وفي متحيزيف في ىذا يرى محمد حسف عبد الحافظ أف ىناؾ ق ارءة خاطئة لطبيعة الثقافة الشعبية بالخصوص وأنو يجب النظر إلييا مف ازوية أخرى وفؽ تجرد موضوعي فالثقافة الشعبية في أريو ىي تعبير واد ارؾ مميز ومختمؼ لمعال وبالتالي يجب قوؿ ىذا االختالؼ تسميما بحؽ االختالؼ فإذا كانت الثقافة العالمة تدعي المنيجية فإف أدبيات ما بعد الحداثة تقد جممة كبيرة مف المآخذات وتشؾ في ىذا المبدأ مف األساس. كما أف تسمية الشفيية والتمقائية ال توقع الثقافة الشعبية في دائرة السطحية والالعقالنية والالمنيجية ألنيا تعبير دقيؽ وعميؽ عف تمثالت معقدة تنتجيا الجماعة ث إف مساحات الحرية في الثقافة الشعبية كبيرة جدا إنيا أكبر بكثير منيا في الثقافة العالمة الرسمية تتجسد تمؾ الحرية مف خالؿ توظيفيا ودمجيا في الوقت نفسو لمجموعة مف الوسائط كاألسطورة والخ ارفة وىذاف الفضاءاف عمى رحابتيما اإلبداعية بما يستنف ارنو مف ممكات إبداعية عمى أرسيا الخياؿ منبوذاف تماما مف حقؿ الثقافة العالمة مع تسجيؿ استثناء في السنوات األخيرة التي عرفت بعض االىتما بأشكاؿ الثقافة الشعبية لكنو تناوؿ يبقى يمارس " دوما التعالي والت ارتبية ث تتجسد الحرية أيضا مف خالؿ عد خضوع الثقافة الشعبية لمرقابة المؤسسية بينما تخضع الثقافة العالمة لرقابة المؤسسة بؿ لرقابة األنا / الوعي عمى الالشػعور / الالوعي عمى نحو ما يكشؼ التحميؿ النفسي الذي يرى النكت مجاال يتحرر فيو الالوعي مف رقابة الوعي وكثي ار ما نعثر بجانب النكت عمى حكايات وأغاف تخترؽ المحظور في القي السائدة سواء عمى الصعيد الديني أو الجنسي أو السياسي ". فحص بتاريخ - محمد حسف عبد الحافظ الثقافة الشعبية والمجتمع المدني. 9/0/9 ص المرجع نفسو ص

95 الفصل الثاني الثقافة مهادات نظرية أما عف تي التقميدية والرجعية والجمود والتحجر التي توس بيا الثقافة الشعبية وتحديدا الوعي الشعبي الذي يبدو لناظره وغير المتبصر أنو مغمؽ اركد غير متحوؿ وغير مواكب لتحوالت التاريخ فيو عمى العكس تماما إذ أنو يحقؽ معادلة صعبة مف خالؿ الحفاظ عمى االستم اررية التاريخية لنظا التمثالت الجماعية لمعال وفي نفس الوقت يفتح نافذة الستيعاب التغير والتطور وىو ما يممس عمى المستوى الفردي الذىني منو خاصة أيف تتجاوز تأثي ارت الخياؿ الجمعي الممموء بالرموز والمعتقدات ال ارسخة وكذا تمثؿ التغير الحاصؿ في الواقع المجتمعي. تجدر اإلشارة في األخير إلى أف السياقات التطورية لكال الثقافييف العالمة والشعبية في المجتمع العربي تبدو مختمفة تماما عف بعضيا فإذا كانت الثقافة الشعبية ىي نتاج صيرورة طبيعية لتطوير المجتمع العربي فإف السياؽ الذي نشأت وتطورت فيو الثقافة العالمة سياؽ غير طبيعي بالمرة إنيا وليدة التدخؿ االستعماري الغربي المتعدد األوجو العسكري واالقتصادي والثقافي وبالتالي فإنيا ل تكف نتيجة تفكؾ طبيعي لمبنى التقميدية لذلؾ نجد أف المخاض الكبير ليذا الوضع ىو حالة التأز الخفية والمعمنة أحيانا والتي ناقشنا بعض تمظي ارتيا في ىذه النقطة البحثية

96 الفصل الثاني الثقافة مهادات نظرية استخالص : لقد كشفت محطات ىذا الفصؿ كيؼ أف الثقافة أكبر مف مجرد مقولة فيي شأف مركب ومعقد وال أدؿ عمى ذلؾ مف مكوناتيا وخصائصيا إذ أرينا كيؼ أنيا كائف نا ومتغير ويشتمؿ عمى صفة الحياة بكؿ معانييا مف التبايف والتشابو والتداخؿ والتكامؿ والتعقيد ث أنيا فوؽ ذلؾ تتنوع فيي ليست نوعا واحدا خاضعة في ذلؾ التنوع لخصائص حاممييا باألساس نخبة أو عامة مع ما يستتبع ذلؾ مف عمؽ أو سطحية الجرعة الثقافية المفضية بدورىا إلى تفيئة خاصة. كما كشؼ ىذا الفصؿ كذلؾ عف أىمية الثقافة ومجموع الوظائؼ التي تضطمع بيا تمؾ الوظائؼ التي بدت محورية وخطيرة بالنسبة لمنسيج االجتماعي ومرد تمؾ الخطورة اضطالعيا بأكثر مف دور عمى أكثر مف مستوى :االجتماعي و الفردي و النفسي ول يغفؿ الفصؿ جانب التناوالت النظرية لمثقافة والتي كانت غزيرة ومتشعبة بؿ ومتناقضة في بعض األحياف -كما أرينا مف خالؿ الفصؿ ومرد ذلؾ اختالؼ المنطمقات والمرجعيات باألساس.كما عالج الفصؿ نقطة ميمة و ىي ذلؾ التواجو بيف الثقافتيف العالمة و الشعبية وقد بدا أف تمؾ الثنائية حاضرة عمى الدوا في كؿ المجتمعات و أنيا تعرؼ في بعض األحياف حالة ص ارع يتنوع بيف الخفي والظاىر

97 الفصل الثالث التنمية الماهية والتنظير الفص ل الثال ث التنمي ة الماىية والتنظير

98 الفصل الثالث التنمية الماهية والتنظير تمهيد : يحاكؿ ىذا الفصؿ مساءلة التنمية مف خالؿ البحث في ماىيتيا كتفاعميا مع البنى االجتماعية بكصفيا كعاء التنمية ك غايتيا إلى جانب استبطاف ما في المحاكالت التنظيرية مف رؤل كأفكار ك تكجيات بكصفيا ىي األخرل تشكؿ بكصالت ييتدل بيا إلى تحقيؽ الفعؿ التنمكم. ككغاية قصكل يحاكؿ الفصؿ إ ازحة حاؿة الضبابية التي يمكف أف تشكب تصكر الباحث عف التنمية كفي اآلف نفسو التبصر بخمفيات المنطمقات التنظيرية بمعرفة غاياتيا القريبة كأصكليا البعيدة فمف شأف ذلؾ أف يرفع إلى حد ما مف جاىزية الكعي بالعممية التنمكية كتنظي ارتيا مما يجعؿ الباحث عمى حذر في التعامؿ مع المعطيات د ارسة كتحميال. أوال/ ماىية التنمية. سنحاكؿ في ىذه النقطة مف البحث استجالء عدد مف الحددات العامة لمتنمية كالتي سفصكغىا في شكؿ نقاط ك مثؿ ىذه الخطكة ستمكننا مف التمكف مف الصكرة المثالية لمتنمية قبؿ الشركع بعد ذلؾ في المحطات البحثية لنفس الفصؿ مف استيضاح التنمية في تداخالتيا مع مجمكعة مف اؿتغي ارت المتحركة. -بين مفيوم التحديث ومفيوم التنمية : إف ما دعانا إلى ىذا االستيالؿ المفيكمي ىك حالة التماس الشديدة بيف مفيكمي التنمية عمى الرغ مف تحديدنا السابؽ لمفيك التنمية- développement كمفيك التحديث modernisation كالتي فرضيا باألساس العامؿ التاريخي كالسياسي قبؿ العامؿ العممي األكاديمي ألف جؿ الدكؿ الناشدة لمتنمية اليك ىي دكؿ كانت مستعمرة مف قبؿ عانت كال ت ازؿ مف تبعية عمى جميع األصعد لمدكؿ االستعمارية بما فييا التبعية المعرفية إذ أف عدد كبير منيا نسج خططو التنمكية مرغما كفؽ المصالح كااليدكلكجيا االستعمارية االمبريالية كىذه األخيرة كانت تس كؽ لنتاجات معرفية عمى المقاس كلعؿ أكثرىا تطابقا مع ىذا الكصؼ مفيك التحديث الذم تحكؿ إلى تيار تنظيرم يحكم عدة نظريات

99 الفصل الثالث التنمية الماهية والتنظير كفي جانب آخر جاءت تداخالت مفيك التحديث مع مفيك التنمية مف االشت ارؾ في نقطة االنطالؽ فكالىما ينطمؽ مف مقكلة التغير.فجذكر نظرية التحديث كما ىك معمك-تعكد إلى كؿ "دكر كاي" مف ك"ماكس فيبر" كمقارنتيما بيف المجتمعات التقميدية كالمجتمعات الحديثة كذلؾ في إطار إسياماتيا النظرية العامة حكؿ التغير االجتماعي كاالقتصادم كما أف التنمية في جؿ تعريفاتيا ىي عممية تغير قبؿ كؿ شيء كىك تغير نحك األحسف كاألفضؿ بطبيعة الحاؿ. إال أف االختالؼ بيف المفيكميف كاقع في طريقة ىذا التغيير كيؼ يككف كبأم الكسائؿ فمفيك التحديث قائ باألساس عمى اإلحالؿ أم حمكؿ شيء مكاف شيء آخر كىذه النظرة قائمة بدكرىا عمى التصكر الثنائي لممجتمعات تقميدية/حديثة كالمجتمعات النامية ىي دكما الحمقة األضعؼ كىي المجتمعات التقميدية بينما تمثؿ الدكؿ الغربية المجتمعات الحديثة كىذا ما يعبر عنو "مكنتي بالمر" عندما يعرؼ التحديث بكصفو عممية التحرؾ باتجاه مجمكعة العالقات المثالية التي ينظر إلييا بأنيا حديثة كيحصر تمؾ العالقات فيما تحقؽ في أكركبا في المجاالت السياسية كاالجتماعية كاالقتصادية إف ىذا التصكر يضع التحديث في صكرة المنجز كيضع عممية التغير أما حتمية كاحدة ككحيدة اسميا النمكذج الغربي كىذا يناقض تماما فمسفة التغير في التنمية التي تقك عمى األصالة بمعنى االعتماد عمى التصك ارت ك القد ارت الذاتية.كال بأس ىنا أف نعيد تعريؼ "سعد الديف إب ارىي"لمتنمية كالذم يتساكؽ مع ىذا المعنى حيث يقكؿ :"التنمية ىي انبثاؽ كنمك كؿ اإلمكانات كالطاقات الكامنة في كياف معيف بشكؿ كامؿ كشامؿ كمتكازف سكاء كاف ىذا الكياف فردا أك جماعة 3 أك مجتمعا" عمى مستكل آخر يبدك مفيك التنمية أقرب إلى الكاقعية كالتجسيد عمى عكس مفيك التحديث الذم ىك أقرب التصكر كالتجريد كيتجمى ذلؾ مف خالؿ األبعاد كالمؤش ارت فأبعاد التنمية كمؤش ارتيا نور الدين زمام القوى السياسية والتنمية مرجع سابق ص 0. المرجع السابق ص. محمد نبيل جامع مرجع سابق ص 53 5.

100 الفصل الثالث التنمية الماهية والتنظير أكثر كاقعية كيمكف مالحقتيا كقياسيا بينما مؤش ارت التحديث تبدك أكثر صعكبة في تحديدىا كتعريؼ"مكنتي بالمر"السابؽ الذكر لمتحديث الذم يحصره في العالقات المثالية يؤكد ذلؾ. كعمى الرغ مف ىذه األفضمية لمفيك التنمية عمى مفيك التحديث إال أف الالشعكر السياسي -كحتى العممي-الي ازؿ يكظؼ التنمية كفقا لمفيك التحديث ذلؾ أف الخمفيات الفكرية ك التاريخية كالنفسية كالمعرفية ليذا المفيك ذات سطكة بالغة جعمت ىيمنتيا تستمر إلى الكقت الحاضر. -مبادئ التنمية : ىناؾ بعض الم ارجع مف تضع أسس ك مبادئ التنمية تحت عنكاف شركط التنمية ك تقصد بذلؾ الشركط الكاجب تكفرىا في الخطة التنمكية ك ليس مجمكع الشركط الكاقعية المتعمقة بالمجتمع الم ارد تنميتو ألف التنمية بكصفيا عممية تغييريو مقصكدة تحاكؿ رصد معال الكاقع ث بعد ذلؾ د ارستو ك العمؿ عمى تغييره نحك األفضؿ ك األحسف ك في ىذا السياؽ نكرد جممة مف المبادئ ك األسس مع بعض التعقيبات عمييا : اإلنساف مكضكع التنمية ك جكىرىا : ك يؤكد ىذا المبدأ التعريؼ الشيير لمتنمية مف ككنيا تنمية الناس بكاسطة الناس لصالح الناس فإذا اتجيت الغايات التنمكية إلى غير اإلنساف ال تمبث أف تتعطؿ العممية برمتيا. تكافؽ المفاىي النظرية لمتنمية مع الكاقع المجتمعي: أف تككف نابعة مف صمي المجتمع الم ارد تنميتو. ك يقصد بو أصالة الفكرة النظرية أم تفعيؿ ك تمكيف األف ارد الميمشيف في المجتمع ك تقكيتي: ألف الفئات الجيبية مف المجتمع عادة ما تككف أعدادىا كبيرة في المجتمعات المتخمفة الشاممة ألف التنمية الفئكية قاصرة ك مبتكرة. ك ىذا المبدأ يؤكد عمى التنمية

101 الفصل الثالث التنمية الماهية والتنظير التخطيط اليادؼ: ألف أى مي ازت التنمية أنيا عممية مخططة أم غير عشكائية فمف شأف التخطيط أف يكضح الكسائؿ ك الغايات ك ينظ العالقات باألخص بيف المكاطف ك الدكلة. االعتماد عمى المكارد المحمية: مف تكمفة المشركعات. مف شأف ذلؾ االعتماد أف يكسع المجاؿ الكظيفي ك يقمؿ إش ارؾ أعضاء البيئة المحمية: يسمح ىذا المبدأ بإثارة الكعي المحمي كتأميف قبكؿ المشركع ك بالتالي استم ارره ك الحفاظ عميو. التكامؿ: ك يقصد بو تكامؿ مشركعات الخدمات ك التنسيؽ بيف أعماليا بحيث ال تصبح. متكررة أك متضادة حؽ التنمية : إذا كانت التنمية حؽ أصبح مف مسؤكلية الدكلة تييئة المناخ المناسب لحدكث التنمية. الديمق ارطية ك الالمركزية: فمف شأف ىذاف المبدأيف أف يكرسا المشاركة الشعبية ك المجتمعية ك أف يسيال انسيابية العممية التنمكية. 3 التكازف بيف الدكلة ك المجتمع المدني: حيث يتيح ىذا التكازف مجمكعة مف الغايات أىميا الرقابة الشعبية عمى المشاريع التنمكية ك االشت ارؾ في صنعيا ك ضماف عد انح ارؼ الييئات الدكالتية المشرفة عمى التنمية. طلعت مصطفى السروجي التنمية االجتماعية من الحداثة إلى العولمة المكتب الجامعي الحديث اإلسكندرية 9 ص 30-9 أبك الحسف عبد المكجكد إب ارىي : التنمية االجتماعية كحقكؽ اإلنساف المكتب الجامعي الحديث اإلسكندرية 9 ص المرجع نفسه ص

102 ص. الفصل الثالث التنمية الماهية والتنظير 3- أنواع التنمية: يمخص نخبة مف المتخصصيف أنكاع التنمية في خمس أنكاع ارعكا فييا األبعاد األساسية.) لمحياة اإلنسانية ك ىي ( االجتماع الثقافة االقتصاد التعمي ك الصحة التنمية االجتماعية : ك ىي التي تيدؼ إلى تطكير البنى االجتماعية التي تنظ العالقاتبيف الناس لتحفيز أنكاع محددة مف المكاقؼ ك االتجاىات السمككية المطمكبة النتقاؿ الحياة االجتماعية إلى أشكاليا المرسكمة في خطط التنمية. التنمية الثقافية: ك يرتجى مف ك ارئيا تحكيؿ القي ك المعايير ك التقاليد ك العادات الفكرية ك المعرفية التي تتحك في تصك ارت ك إد اركات ك رؤل الناس إلى الحياة ك العال ك تحدد مدل استعداداتي في مختمؼ مجاالت العمؿ ك التكاصؿ اإلنساني. التنمية االقتصادية: تيدؼ ىذه التنمية إلى تطكير أساليب ك كسائؿ العمؿ ك اإلنتاج ك التكزيع ك االستيالؾ في المجاالت االقتصادية المختمفة لتحسيف أداء العمؿ ك رفع مستكل الرفاه االقتصادم ألف ارد المجتمع. التنمية التعميمية: ك يت التركيز فييا عمى نشر التعمي ك محاربة األمية ألنيا تمثؿ أخطر ما يكاجو عممية التنمية. التنمية الصحية : ك ىي التي تعنى بالجانب الصحي لإلنساف ك تكفير الكسائؿ الكقائية التي تحكؿ دكف انتشار األم ارض بيف أف ارد المجتمع ألف المجتمع المريض غير مؤىؿ لصناعة التنمية. كباإلضافة إلى جممة ىذه األنكاع ىناؾ نكع آخر ىك التنمية السياسية. كىي التي تعنى بترسيخ مبادئ المكطنة ك ثقافة الحقكؽ ك الكاجبات ك التعريؼ بالحياة السياسية ك التشجيع عمى االنخ ارط فييا ك تشجيع فعاليات المجتمع المدني...الخ نخبة مف المتخصصيف المجتمع العربي المكتب الجامعي الحديث اإلسكندرية

103 الفصل الثالث التنمية الماهية والتنظير 4- أىداف التنمية : "السركجم" يرل أنو مف الصعكبة تحديد غايات حاسمة ك كاضحة لمتنمية ك ذلؾ لجممة مف األسباب لعؿ أىميا أف تحديد غاية معينة لمتنمية قد يعني أف ىناؾ تطابقا بيف عممية التنمية ك ىذه الغاية ك ىذا غير حقيقي أضؼ إلى ذلؾ أف التنمية بطبيعتيا عممية مستمرة ال نياية ليا فما يمكف الحديث عمى أنو غايات ىك مسألة مرحمية مف المحت أف تتغير بعد كقت معيف أك بعد تحقيقيا. ىناؾ مف يرل أف الغاية الكبرل لمتنمية ىي تضييؽ الفجكة بيف المجتمعات المتخمفة كالمجتمعات الغربية المتقدمة ك أف ىذه الغاية الكبرل تتفرع عنيا غايات فرعية كثيرة. كغير بعيد عف ىذا الطرح يرل البعض اآلخر ىدؼ التنمية العا يتمثؿ في تحسيف مستكل. اإلنساف ك إحداث التغي ارت المرغكبة ماديا ك معنكيا ك أف األىداؼ في مجمميا يمكف تقسيميا إلى مستكييف : أ/عمى المستوى الدولي: تقميؿ الفقر. تقدي التعمي. األساسي الشامؿ تحسيف التسكية في التعمي بيف الجنسيف. تقميؿ معدؿ كفاة األطفاؿ ك األمية. تقميؿ كفيات األميات. التكصؿ إلى خدمات صحية فعالة. ب/ عمى المستوى المحمي: تحسيف مستكل اإلنساف بما يكسع قاعدة االنتفاع مف الخدمات طلعت مصطفى السروجي مرجع سابق ص 3. أبو الحسن عبد الموجود إبراهيم مرجع سابق ص 40.

104 الفصل الثالث التنمية الماهية والتنظير استثمار المكارد المتاحة ك التي يمكف إتاحتيا. دفع األف ارد ك الجماعات باستم ارر لتحقيؽ التقد االجتماعي ك االقتصادم. إحداث تغير مقصكد ك مكجو نحك إشباع الحاجيات اإلنسانية. بعض الد ارسات األخرل تذىب إلى أف لمتنمية في البالد النامية خصكصية تكحد أىدافيا. ك تمؾ الخصكصية ىي خصكصية ديمغ ارفية ك اقتصادية ك اجتماعية باألساس لذلؾ تجعؿ أىداؼ التنمية محصكرة في أربع كبرل ىي: - تكفير فرص العمؿ لألعداد المت ازيدة مف السكاف. - تقميؿ التفاكت في تكزيع الثركة ك الدخؿ بيف األف ارد. - رفع المستكيات المعيشية. - التنسيؽ بيف ىذه المستكيات في مختمؼ المناطؽ بحيث يككف تقدميا بمعدؿ كاحد بقدر 3 4 اإلمكاف. 5- عوائق التنمية: نعتقد أف عكائؽ التنمية تتعدد بتعدد أبعاد التنمية نفسيا فيي عمى ثالث اجتماعية )بالمعنى الكاسع لالجتماعية( ك اقتصادية ك سياسية ك إف كاف البعض مف الباحثيف يض مؼ االيككلكجية إال أننا ال نكافؽ عمى ذلؾ مف منطمؽ أف التنمية ىي باألساس تفاعؿ مع المعطيات االيككلكجية في المنطقة الم ارد تنميتيا ك عميو فال نتصكر تكفير بيئة طبيعية. بالمكاصفات المحددة ( السيكؿ مناخ األنيار...( حتى تنطمؽ العممية التنمكية أما قضية شح المكارد الطبيعية فيي مس ألة مترككة ؿمدل نجاعة التخطيط كالتنفيذ التنمكم أف التنمية الحقيقية ىي التي تكيؼ المكارد المتاحة مع المتطمبات الجماىيرية بصفة دائمة ك عقالنية..إذ - 9 -

105 ص الفصل الثالث التنمية الماهية والتنظير أ/ عوائق اجتماعية: طبيعة البناء الطبقي: يؤثر البناء الطبقي عمى التنمية مف خالؿ قبك ؿ أك رفض التغير االجتماعي فالنظا الصار لمطبقات االجتماعية يعيؽ التغير االجتماعي ألف أنماط التفاعؿ فييا يككف محدكدا نتيجة االنغالؽ الطبقي فالنظا الطبقي المغمؽ يحد مف درجة التغير ك معمك أف عممية التنمية ىي باألساس عممية تغيرية مقصكدة. الثقافة التقميدية اإلستاتيكية: يمكف لمثقافة التقميدية القائمة عمى العادات ك التقاليد ك القي أف تقؼ في كجو العممية التنمكية فيذه الثقافة المائمة إلى الثبات تقاك التغيير ك التجديد سكاء أكاف ماديا أك معنكيا ك كمما سادت ىذه الثقافة ك انتشرت كمما كانت المقاكمة أقكل. ك لقد أكضح "كليا أكجبرف" في ىذا الصدد أف النزعة المحافظة عند كبار السف ك الميؿ لممحافظة عمى القدي متغي ارت تقاك التجديد المادم ك التغير بكجو عا. ك ثبات العادات ك التقاليد كميا ب/ عوائق اقتصادية: محدكدية المصادر االقتصادية : يمكف لنقص ك محدكدية المكارد االقتصادية أف يشكؿ عائؽ في كجو التنمية فالمجتمعات الفقيرة ال تستطيع أف تمبي حاجات أف اردىا فتبقى عمى مستكل الكفاؼ ك ينخفض فييا الت ارك ال أرسمالي الذم يؤدم بدكره إلى انخفاض معدؿ االستثمار. التكمفة المالية: يحكؿ نقص الماؿ في كثير مف األحياف في كجو التنمية فالماؿ ىك عصب التنمية الرئيسي حيث كثي ار ما تصطد رغبات األف ارد ك المؤسسات في انجاز المشاريع بنقص الماؿ الالز سكاء القتناء المعدات أك تغطية النفقات. محمد عبد المكلى الدقس التغير االجتماعي بيف النظرية ك التطبيؽ دار مجدالكم عماف األردف

106 الفصل الثالث التنمية الماهية والتنظير ك لقد أرينا أف ىذا العائؽ حاؿ دكف تحقيؽ عدد مف المشاريع التنمكية خصكصا في البالد النامية. ك مثاؿ المشركع السد العالي في مصر ك أزمة تمكيمو أكبر دليؿ عمى ذلؾ. ج/عوائق سياسية: عد االستق ارر السياسي : مف شأف االستق ارر السياسي أف مسيؿ عممية التنمية بؿ إنو الشرط الضركرم األكؿ ليا ففي حاؿ عد تكفره تضيع جيكد الدكلة المادية ك الزمنية كما أف االستق ارر السياسي يكفر شرط االستم اررية ك الت ارك التنمكم ك ىك ضركرم أيضا لبمكغ المستكيات المطمكبة مف التنمية. ناىيؾ عف أف غياب االستق ارر السياسي يؤدم إلى تعطيؿ القكل االجتماعية. : ضعؼ اإليديكلكجية التنمكية إف عممية التنمية محككمة بشكؿ رئيسي بااليدكلكجيا التنمكية المتبناة مف طرؼ الدكلة. فإذا كانت ىذه األخيرة غير كاضحة انعكس ذلؾ عمى المنيج التنمكم فيؤدم ذلؾ إلى قصكر اؿخطط التنمكية. ك تتحكؿ معيا العممية التنمكية ضرب مف العشكائية المنصرفة عف تمبية حاجات المجتمع ك التنمية بناءا ك تطبيقا ك إش ارفا ىي في النياية عممية سياسية. كاف ىذا عف عكائؽ التنمية بكجو عا أما إذا خصصنا العال العربي فإننا نجد تمؾ العكائؽ العامة حاضرة ك تجاكرىا أخرل خاصة حيث يذىب مجمكعة مف المتخصصيف في الشأف التنمكم العربي إلى تعداد عدد كبير مف مف بينيا نذكر : التعصب ك النفكذ العشائػرم ضآلة الكادر العممي ك التقػني التبػايػف الطبقػي ضعؼ اإلحساس بالمكاطنة العكائؽ تتنكع بيف سياسية اجتماعية بنائية اقتصادية. قمػة نسبة الحضػر ضعػؼ المغامػرة الصػ ارعات الداخمية تدني الحػس المستقبمي ك المرجع السابؽ ص نخبة مف المتخصصيف مرجع سابؽ ص

107 ك. الفصل الثالث التنمية الماهية والتنظير ركح التكاكؿ ك االنقياد الػركح االستيالكية ضمػكر الحس الميػني نؽص ركح الفريػؽ غيػاب الديمق ارطيػػة انخفػاض منزلػة الم أرة إف ىذه العكائؽ الكثيرة المركبة تكحي بمقدار الصعكبة التي تالقي التنمية في البالد العربية ك عمى الخصكص في الجانب التخطيطي فإذا ما أريد لمتنمية النجاح يجب م ارعاة كؿ ىذه العكائؽ حتى ال يتحكؿ الجيد المبذكؿ إلى إىدار لمماؿ ك الكقت أك ربما تعطي نتائج عكسية تزيد مف صعكبة الكضع أكثر مما كاف عميو. ثانيا: البنية االجتماعية وأثرىا عمى التنمية, إسقاطات عربية وعالمثالثية. " يعرؼ " أحمد زكي بدكم في معجمو لمصطمحات العمك االجتماعية البناء كما يمي: الكؿ المؤلؼ مف الظكاىر المتضامنة بحيث تككف كؿ ظاىرة فييا تابعة لمظكاىر األخرل كمتعمقة بيا ك بعبارة أخرل ىك تنظي دائ نسبيا تسير أج ازؤه في طرؽ مرسكمة ك يتحدد نمطو بنكع النشاط الذم يتخذه إذا كاف البناء ىك ذلؾ الييكؿ الذم تفتظ فيو نماذج العالقات بيف الجماعات ك األف ارد كتترتب فيو األكضاع ك الم اركز فمعنى ذلؾ أنو مستكدع الحركة ك الطاقة المجتمعية ك ىذه األخيرة ىي الكسيمة ك الغاية التي تنشدىا التنمية. إف البحث في التنمية االجتماعية ك االقتصادية ك أثرىا عمى التنمية يتضمف بشكؿ ك بآخر بحث في أثر العكامؿ الداخمية عمى التنمية ك ألف البنية االجتماعية االقتصادية تتسع إلى ضفاؼ متشعبة فإننا سنركز عمى مظيريف اثنيف فقط ك ىما الطبقات االجتماعية بكصفيا مف أبرز الفاعميف في معادلة التنمية. ك الدكلة ىاتو األخيرة أحمد زكي بدكم معج مصطمحات العمك االجتماعية مكتبة لبناف بيركت 978 ص

108 الفصل الثالث التنمية الماهية والتنظير -الطبقات االجتماعية والتنمية : يمي: " "لينيف" يعرؼ الطبقات االجتماعية كما عبارة عف جماعة مف الناس كبيرة العدد تتميز عف بعضيا تبعا لمكقعيا في أحد أنساؽ اإلنتاج االجتماعي التاريخية ك تبعا لعالقة كؿ منيا بكسائؿ اإلنتاج كتبعا ؿدكرىا في التنظي االجتماعي لمعمؿ ك بالتالي تبعا لنكع حصكليا عمى نصيبيا مف ثركة المجتمع [...[ فالطبقات عبارة عف جماعات مف الناس تستطيع إحداىا استغالؿ عمؿ األخرل تبعا لتبايف مكقع كؿ منيا في نسؽ االقتصاد القائ في المجتمع. " لقد أكدرنا ىذا التعريؼ ذك النزعة الماركسية ألنو يحيمنا مباشرة عمى عالقة الطبقة بالعممية التنمكية عبر مجمكعة مف المحددات كأنساؽ اإلنتاج ك التنظي االجتماعي لمعمؿ. ك عدا ذلؾ فإف إي ارد ىذا التعريؼ ال يعني تبنينا إياه. البرجوازية: تتفؽ معظ التحميالت عمى أف الطبقة البرجكازية ىي أى طبقة في دفع الكتيرة التنمكية كترجع تمؾ األىمية إلى الدكر الذم اضطمعت بو في التجربة التحديثية الغربية ك إذا كاف ذلؾ كذلؾ فيؿ عرفت الساحة التنمكية العربية برجكازية قائدة لمعممية التنمكية. تشير األبحاث في ىذا الصدد إلى أف البالد العربية ل تعرؼ ميالد برجكازية منتجة لمثكرة كدافعة لمتنمية ك ذلؾ لجممة مف االعتبا ارت أىميا االعتبا ارت التاريخية ك السياسية حيث عرقؿ التغمغؿ االستعمارم المبكر ميالد طبقة برجكازية سميمة بؿ برجكازية مشكىة ال تؤدم األدكار المنكطة بيا ك استمر ذلؾ المسخ في أداء دكره غير السمي بعد االستقالؿ الكطني حيث تشكمت برجكازية تجارية طفيمية ال تقك عمى الخدمات ك بالذات عمى التجارة ك ال يعنييا تطكير االقتصاد القكمي ك تأميف التحكالت االجتماعية الضركرية زيادة عمى صالتيا المشبكىة باألط ارؼ األجنبية ك ضعؼ جذكرىا القكمية ك فكؽ كؿ ذلؾ ضعفيا مف الناحية النكعية ك االقتصادية ك محمد الجكىرم عم االجتماع ك قضايا التنمية في العال الثالث مرجع سابؽ ص

109 ص الفصل الثالث التنمية الماهية والتنظير فيقكؿ: " العددية.كيذىب "سمير أميف" إلى أبعد مف ذلؾ عندما ينفي كجكد برجكازية كطنية إف برجكازيات العال الثالث قد قبمت نيائيا إد ارج تطكرىا في إطار التعبئة الكمب اردكرية الذم يفرضيا عمييا تكسع ال أرسمالية العابرة لمقكميات ".كاف ىذا عف الطبقة البرجكازية ك دكرىا في التنمية بسبب عكامؿ خارجية بالدرجة األكلى. التكنوق ارط: عمى الرغ مف أف العديد مف الكتابات تذىب إلى جعؿ التكنكق ارط ضمف الطبقة البرجكازية بكصفيا طبقة منتجة لمثركة فإننا نفضؿ الفصؿ بينيما عمى أساس أف األكلى تنتج أساسا أرسماؿ بحت بينما الثانية تعتمد عمى مقدرة إنتاجية ال مادية قكاميا الكفاءة ك الفاعمية التقنية ك التنظيمية ك اختيارنا ليا نعزكه إلى الدكر المتعاظ الذم تقك بو ىذه الفئة في االقتصاديات المعاصرة ك في مجمؿ العممية التنمكية زيادة عمى قكتيا التأثيرية في صنع الق ارر التنمكم حيث " جي ركشيو يشير " إلى أنيا«تتحصؿ عمى مكانتيا مف خالؿ التعييف أك االنتخاب كفؽ القكانيف السارية ك لذلؾ فيي نخب ذات سمطة أكثر منيا نخب ذات نفكذ ألنيا تشغؿ م اركز القيادة في 3 النظا التسمسمي لمحككمة «لقد أثبتت التجارب التاريخية أف الصناعة الحديثة ك الز ارعة الحديثة ال يمكف أف تدار بكاسطة " العماؿ ك الفالحيف مباشرة كالتجربة السكفيتية تؤكد ذلؾ فقد اكتشؼ لينيف" استحالة ذلؾ رغ 4 شيكع تمؾ الفكرة الخيالية أيامو بيف الماركسييف ك غيرى. كإذا كانت الطبقة التكنكق ارطية عمى ىذا القدر مف األىمية فكيؼ تتمكقع في المعادلة التنمكية العربية كقبؿ االسترساؿ في الحديث عف دكر التكنكق ارط العرب في التنمية نذكر أف عادؿ حسيف نحك فكر عربي جديد الناصرية ك التنمية ك الديمق ارطية دار المستقبؿ العربي القاىرة 985 ص خمؼ محمد الج ارد "تأثير البنية االجتماعية االقتصادية عمى العممية التنمكية في العال الثالث ك الكطف العربي" مجمة شؤكف اجتماعية السنة التاسعة عدد 35 الشارقة اإلما ارت العربية المتحدة سمير أميف ك آخركف االضط ارب الكبير د ارسة : سمير أميف في أط ارؼ النظا : نياية التحرر الكطني دار الفا اربي بيركت 99 ص 0. نكر الديف زما القكل السياسية ك التنمية دار الكتاب العربي الج ازئر 3 ص 6.

110 الفصل الثالث التنمية الماهية والتنظير التكنكق ارط ى مجمكعة مف الفنييف ك التقنييف ك الميندسيف يعممكف داخؿ إطار مؤسسات كىياكؿ ك مشركعات ك إدا ارت الدكلة. "فتحي البعجة يرل " في معرض تحميمو لدكر التكنكق ارطييف العرب أف ىذه الفئة ترتبط ارتباطا كبي ار ك مباش ار بالسمطات الحاكمة في البالد العربية. كذ ؿؾ نتيجة النفكذ الذم تمتمكو في. المؤسسات العامة لمدكلة ك باألخص في المؤسسات النفطية ك البتر ككيماكية ألف ىذه.) الشرؾات حجميا كبير في البمداف النفطية ( الج ازئر السعكدية ك الخميج الع ارؽ ك ليبيا ك يكضح " "البعجة أنيا تشغؿ مكقعا متناقضا: فمف الناحية الفنية االقتصادية تساى ك بشكؿ مطرد في إنتاج فائض القيمة ك مف ناحية ثانية فيي متحصمو عمى سمطة خاصة في إدارة ك م ارقبة نمط العمؿ ك نظامو االستبدادم في الدكؿ العربية. يكشؼ ىذا التحميؿ أف طبقة التكنكق ارطييف العرب ال تقك بدكرىا كما ينبغي ك عمى الكجو المنكط ألنيا دخمت ضمف مجاؿ الفساد السياسي فأصبح عمميا ركتينيا إلى أبعد الحدكد لمحفاظ عمى مصالحيا بالدرجة األكلى ك مصالح السمطات التي نصبتيا في مكاقع النفكذ تمؾ. ك كضع كيذا مف شأنو أف يضرب ميا التكنكق ارطية في العمؽ ذلؾ أف أرسماؿ ىذه الفئة ىك العم باألساس ك ىذا المعطى الرمزم إذا لحقو الفساد ستتأثر اآللية التنمكية بشكؿ مباشر تبعا لتأثره فالتكنكق ارطي الفاسد سيضفي فساده عمى مجالو مما يؤثر عمى تسيير الشؤكف الفنية ككذا عمى معايير االختيار المينية بكصؼ التكنكق ارطي جزء مف صفكة المد ارء. ك إذا ما كافقنا أرم الد ارسات البريطانية مف أف النخبة اإلدارية التي تض التكنكق ارطييف ستتحكؿ إلى نخبة حاكمة جديدة تجمع تحت يدييا النكاحي اإلدارية ك االقتصادية ك السياسية فإف إسقاطات ذلؾ عمى الحالة العربية ستنبئ بمزيد مف الفساد ك التردم ك بالتالي الضياع كالتيميؿ عمى المستكل التنمكم. ك مف بيف المحاكالت الجادة الباحثة في أثر البنى االجتماعية ك االقتصادية عمى " التنمية محاكلة الباحث "نكر الديف زما كالتي تخصصت تحديدا في بحث القكل السياسية ك فتحي البعجة التطكر االجتماعي االقتصادم لمبناء السياسي العربي دار الكتب الكطنية بنغازم ليبيا 6 ص نكر الديف زما مرجع سابؽ ص 63.

111 الفصل الثالث التنمية مع التركيز عمى العال الثالث التنمية الماهية والتنظير فبعد أف يستعرض الباحث الرؤل المتعددة في ىذا المجاؿ ك باألخص الرؤيتيف التحديثية ك التبعية ىاتو األخيرة التي يرل أنيا قامت عمى أنقاض االنتقادات العديدة التي تعرضت ليا نظريات التنمية السياسية مما أعاد لممنطمقات ال ارديكالية ألقيا مف جديد ينطمؽ نحك تعديد ك تحديد ك تحميؿ دكر النخب السياسية في المجتمعات النامية فيرل الباحث أنيا خمس نخب ىي عمى التكالي الزعماء السياسيكف كالتكنكق ارطيك ف المثقفكف األح ازب السياسية النخبة العسكرية كما يرل أف أىمية كؿ نخبة تختمؼ مف مجتمع إلى آخر ك مف حقبة إلى أخرل ك مف نظا اقتصادم إلى آخر ك أف مكاقفيا تتحدد حسب كضعيا داخؿ النسيج الطبقي لممجتمع كحسب المصالح التي تسعى إلييا أك تدافع عنيا. - الدولة والتنمية, حدود العالقة عالمثالثيا وعربيا. ما مف شؾ أف ىناؾ عالقة كطيدة جدا بيف الدكلة ك التنمية ك يمكف التعبير عف قكة تمؾ العالقة بأنيا أشبو ما تككف بعالقة الركح ك الجسد فالتنمية ك التي ىي ش أف أسمى ما تنشده كؿ المجتمعات البشرية إنما ليا إطار خاص يحتضنيا ك ينظميا ك يدفع بيا إلى ىدفيا إذ مف االستحالة أف نتصكر عمؿ تنمكم ال تشرؼ عميو الدكلة عمى الرغ مف األصكات ك اآل ارء التي تتعالى ك تنادم بإش ارؾ أط ارؼ أخرل في العممية التنمكية كالمجتمع المدني مثال لكف يبقى الجزء األكبر عمى اإلطالؽ مف نصيب الدكلة كحاضف مؤسساتي ك ذلؾ العتبا ارت تاريخية ك سياسية ك قانكنية ك اقتصادية فالدكلة بمؤسساتيا تتغمغؿ في كؿ شؤكف الحياة ك دكرىا يتعاظ في أدؽ حيثيات حياة اإلنساف المعاصر بحيث نجدىا تضطمع بميا الرعاية الصحية ك التعمي كالترقية ك تنظي في تدخؿ بؿ إنيا التثقيؼ أشكاؿ التفاعؿ بيف األف ارد ك الجماعات.ك تأسيسا عمى مركز الثقؿ ىذا كعمى األىمية أيضا حازت الدكلة بكصفيا أى مؤسسة تنظيمية عرفتيا البشرية في تاريخيا عمى حصة األسد مف العممية التنمكية تخطيطا ك تسيي ار ك إنجا از ك تحكما. كاذا كاف ىذا شأف الدكلة مف األىمية في عالقتيا بالتنمية فما ىك المممح العا ليذه العالقة كىؿ نجد أف ىذه العالقة ىي نمكذج إستاتيكي ثابت عبر الزماف ك المكاف ك إلى أم نور الدين زمام مرجع سابق ص 60.

112 الفصل الثالث التنمية الماهية والتنظير حد تمثؿ الدكلة المشركع التنمكم ك تزداد أىمية ىذه التساؤالت إذا كاف الحيز المكاني ىك دكؿ العال الثالث ىذه األخيرة التي تعاني أزمة تنمكية حقيقية حيث ل تستطع بعد آماد متكسطة زمنيا- أف تحقؽ اإلقالع التنمكم بؿ عمى العكس نجد الكثير منيا تفاقمت بيا المشاكؿ ك تعقدت ك أصبح التخمؼ بيا مركبا. كلما كانت عالقة الدكلة بالتنمية عالقة تالز باألخص في دكؿ العال الثالث فإف أم خمؿ " يصيب األكلى في ىيكميا أك كظائفيا ينعكس بشكؿ مباشر عمى الثانية ك في ىذا اإلطار يرل أحمد ازيد " أف السمكؾ االقتصادم السياسي لمدكلة في العال الثالث يتس بالتناقض ال بيف الدكؿ المخت لفة فحسب بؿ في نطاؽ سمكؾ الدكلة الكاحدة عبر فترة تاريخية قصيرة المدل زيادة عمى انطباعو بميزة مشتركة ك ىي غياب االستقاللية إذ أف األفعاؿ االقتصادية السياسية لمدكلة عمى ما فييا مف قصديو ك عقالنية ناتجة عف متغي ارت خارجية يأتي عمى أرس تمؾ المتغي ارت ىيمنة ال أرسمالية العالمية ك التي تفرض نمكذج تبادؿ غير متكافئ بيف مركز النظا ال أرسمالي الممثؿ. بالدكؿ الغربية الكبرل ك أط ارفو أك محيطاتو الممثمة بدكؿ العال الثالث كقد شرح عدد مف " العمماء ىذه العالقة المعتمة ك مني " سمير أميف ف ارنؾ كاردكسك ث صاغكىا في شكؿ إسيامات نظرية.كرغ ىذا فيناؾ مف يرل أف المسا ارت التنمكية ك الدكلة بحد ذاتيا إنما ىي إف ار ازت عكامؿ داخمية ك خارجية فالداخمية تفصح عف نفسيا مف خالؿ القكل المرتبطة بالتشكيؿ الطبقي ك مستكل نمكه ك درجة التنافس أك الص ارع الذم يفرزه أما الخارجية فتتجمى مف خالؿ كضع الدكلة داخؿ النظا العالمي ك ما يترتب عميو مف ضغكط سياسية ك اقتصادية خارجية إنيا عمى كصؼ " برىاف غميكف" :» عالقة بيف داخؿ يتشكؿ في ثنايا الخارج ك خارج يتبدؿ مع تبدؿ الداخؿ «. أحمد ازيد الدكلة بيف نظريات التحديث ك التبعية دار النيضة مصر القاىرة 8 ص. 97 برىاف غميكف "الدكلة ك النظا العالمي لمتقسي الدكلي " المستقبؿ العربي السنة 0 العدد 06 ديسمبر 987 ص

113 الفصل الثالث التنمية الماهية والتنظير " كفي مجمؿ تحميمو لمدكلة ك نمط التنمية في العال الثالث يرل " أف ىناؾ أحمد ازيد مجمكعة مف المحددات البنائية لمدكلة في العال الثالث ىي التي تشكؿ ىكية الدكلة ك خيا ارتيا التنمكية لعؿ أىميا ازدكاجية النسؽ االقتصادم فيي خارجيا خاضعة لنمط اإلنتاج ال أرسمالي بينما في الداخؿ خميط مف أنماط متعددة غير متجانسة مف أشكاؿ ال أرسمالية ك ما قبؿ أرسمالية ( األسيكية ك اإلقطاعية( ك شبو أرسمالية ك تتحكؿ الدكلة بيذا إلى كسيط بيف بنيتيف إحداىما متخمفة في الداخؿ ك أخرل متطكرة في الخارج ك يتبدل ذلؾ مف خالؿ عدة مظاىر أىميا خمؽ األطر التشريعية ك السياسية التي تسيؿ إنتاج المكاد الخا ك نقميا أك التي تسيؿ دخكؿ أرس الماؿ األجنبي في شكؿ استثمارم أك سمعي ك غيرىا مف المظاىر التي تخمؽ الت ازكج الشرعي بيف أرس الماؿ العالمي ك اإلنتاج ك االستيالؾ المحمييف. كيضيؼ ازيد مجمكعة مف المحددات األخرل لمدكلة ك التككيف الطبقي مف خالؿ الطبقات المسيطرة ك الش ارئح الكسطى كالدنيا إال أف العامؿ أك المحدد األكؿ ىك األكثر تأثي ار. كاف ما ت قد عف عالقة الدكلة بالتنمية عمى مستكل اؿدكلي أما اآلف فنحاكؿ أف نضيؽ اؿد ئا رة نكعا ما لنرل كيؼ تتبدل ىذه العالقة عمى المستكل العربي. ك يبدك أف العال العربي ال يشذ عف القكل التي تحك العال الثالث عمكما ك إف كانت التكطئة التاريخية لتناكؿ ىكذا مكضكع ال بد منيا ألف التشكالت العامة لممؤسسات التنظيمية في العال العربي تأثرت إلى حد بعيد باألحداث التاريخية ك ذلؾ اعتبا ار لمكقع ىذا األخير في بؤرة جغ ارفية ذات امتدادات تأثيرية جيكسياسية فجمميا في ربطو بيف قا ارت العال القدي الثالث ك التقاء الحضا ارت عنده مضافا إلى األىمية االقتصادية الحالية كمستكدع عالمي لمطاقة. " يرل الباحث في الدكلة ك التنمية "مجد الديف خمش أف بدايات التنمية ك التحديث في البالد العربية اإلسالمية» اتسمت بكجكد نظا لمسمطة يضع الدكلة فكؽ االقتصاد ك يقك عمى فرض السيطرة عمى االقتصاد مف خالؿ القكة العسكرية لمييمنة عمى الفائض االقتصادم كالسيطرة عميو أحمد ازيد مرجع سابؽ ص ص

114 الفصل الثالث لخدمة أغ ارض الدكلة بالدرجة األكلى التنمية الماهية والتنظير «ك حسب ذات الباحث فإف ىذه الميزة طبعت بكاكير الحركة التنمكية سكاء في خض الدكلة العثمانية أك بعد بدايات االستقالؿ ك قد كاف نتيجة ذلؾ ىيمنة الدكلة العثمانية بصفة مطمقة عمى التنمية بتكجيياتيا كمستكياتيا المختمفة ك ىي الييمنة التي تكرست - كما ىك الشأف مع دكؿ العال الثالث- بالعالقة مع الم اركز ال أرسمالية التي كانت ىي نفسيا الدكؿ المستعمرة لمدكؿ العربية فقد عممت أثناء فترة االستعمار تمؾ - بكصفيا تمثؿ الدكلة عمى سيطرة الدكلة عمى االقتصاد الذم كجو لخدمة مصالحيا. إف ىذا التدخؿ الكاضح لمدكلة في االقتصاد ك في العممية التنمكية ككؿ ل تشيده الدكؿ الغربية التي سعت إلى تكريسو في دكؿ العال الثالث ك الدكؿ العربية مف بينيا حيث«أدل تطكر ال أرسمالية في المجتمع األكربي إلى الفصؿ بيف الدكلة ك االقتصاد بحيث أصبح االقتصاد ىك النسؽ المييمف في المجتمع الغربي «ك سخرت الدكلة كأداة لخدمة المصالح ال أرسمالية ك تعظي فرص نمك ىذه المصالح ك تطكرىا " بعض الباحثيف العرب مثؿ " اب ارىي سعد الديف يذىب إلى أف ىيمنة الدكلة العربية اعتبا ار لجممة مف الخصائص االقتصادية ك التنظيمية لمبالد العربية ك التي تجعؿ مف انسحاب أك تقمص دكر الدكلة أم ار غير مقبكؿ ك مف تمؾ الخصائص صغر حج األسكاؽ ك ضعؼ إمكاناتيا إلى جانب نقص ك غياب - في بعض األحياف طبقة المنظميف التي تضطمع بأمكر التخطيط 3 ك التسيير التنمكم. " في ذات السياؽ ترل " نادية رمسيس أف الدكلة في البمداف العربية يتسع حج تدخميا في التنمية إلى آفاؽ بعيدة جدا حتى أنيا أكبر مف تمؾ التي تصكرىا " آد سميث" ك تجمؿ تمؾ 4 السيطرة في نقاط ثالث ىي: 3 4 مجد الديف خمش الدكلة في إطار العكلمة دار مجدالكم عماف االردف 4 المرجع السابؽ ص 54. المرجع السابؽ ص. 59 ص. 53 ناديا رمسيس "مدخؿ التشكيالت االجتماعية لتكظيؼ النظ االجتماعية العربية" مجمة المستقبؿ العربي السنة 09 العدد 9 بيركت مركز د ارسات الكحدة العربية 986 ص ص

115 الفصل الثالث التنمية الماهية والتنظير السيطرة شبو الكاممة عمى أدكات اإلنتاج. التدخؿ في دع ك خمؽ قكل اإلنتاج ( تكفير السيكلة الغطاء القانكني تصريؼ المنتكج تسييؿ إنشاء المؤسسات ك كؿ ىذا يدع الت ارك ال أرسمالي ). االستثمار الكبير جدا في البنية التحتية. كيتفؽ " عبد المطيؼ اليرماسي" مع الطرح السابؽ حيث يكضح في بحثو حكؿ الدكلة كالتنمية في المغرب العربي : حيث يقكؿ» ك الدكلة تتدخؿ بشكؿ مكثؼ أكثر في البمداف التابعة فتقك بكظيفة المقاكؿ ك تحتكر عديد األنشطة االقتصادية ك الخدمات التي ليا جكانب اجتماعية ك تفرز فئات ك طبقات اجتماعية جديدة ك تنمي فئات ك طبقات أخرل «كبدكره يجعؿ اليرماسي مف عالقة الدكلة بالتنمية في العال العربي - بإسقاط نمكذج تكنس كعينة عالقة ىيمنة ك يكجز عكامؿ تمؾ الييمنة ؼم : ضعؼ أرس الماؿ ك ضعؼ البرجكازية المحمية مف جية ك مقتضيات االستجابة لمطالب الجماىير المعبأة مف جية ثانية. اصطدا محاكلة تكظيؼ أرسمالية الدكلة الجنينية لصالح البرجكازية بعجزىا عف تحقيؽ ميمتيا مما دفع بالدكلة إلى التدخؿ الفكقي إلعادة ىيكمة القاعدة المادية لمبرجكازية ك كذلؾ إلى تكلي المشاريع بنفسيا. النمك المتكازم ك السريع بيف نمك أرس الماؿ الخاص ك تنامي دكر المؤسسات العمكمية كأداة لتدخؿ الدكلة. ثالثا :التنظير التنموي واالغت ارب المركب. لقد قصدنا مف ىذا العنكاف تجاكز الطرح االستع ارضي لمت ارث السكسيكلكجي المتعمؽ بالتنمية إلى طرح يستبطف ما في الطركحات النظرية مف تكجيات. ك محاكلة التبصر مف خالؿ محاكلة تفيئية بمدل إلما الرؤل النظرية بكاقع التخمؼ في بمداف العال الثالث ك مدل م ارعاتيا عبد اللطيف الهرماسي الدولة و التنمية في المغرب العربي تونس نموذجا سراس للنشر تونس.993 ص 30. المرجع نفسه ص. 6

116 الفصل الثالث لمخصكصيات الثقافية ك السياسية ك البنائية ليذه الدكؿ. التنمية الماهية والتنظير أما مقكلة االغت ارب المركب فقصدنا بيا ذلؾ الكعي ال ازئؼ كاؿذاىؿ عف حقيقة كاقعة التخمؼ مف طرؼ أبناء البالد المتخمفة أنفسي سكاء أكلئؾ المنفتحكف عمى العال الغربي أك المنغمقكف عمى ذكاتي المتسكعكف في التاريخ الساعكف السترداد تجارب المجتمعات القديمة بحذافيرىا ك مع ىذا نفتح نافذة الستع ارض محاكلة تأصيمية في التنظير التنمكم نابعة مف سياؽ آني ك محتكمة إلى خمفية محمية خالصة. كسنحتك في استع ارض الت ارث التنظيرم التنمكم إلى آلية نمذجة " خاصة كفؽ التقسي التالي: " النمكذج المغترب. النمكذج الغربي ك التغريبي. النمكذج الغريب. النمكذج ألتأصيمي. كاستكماال لتكضيح الرؤية حكؿ ىذه النماذج سنكرد تكضيحا مكج از لعمة إطالؽ التسمية عمى كؿ منيا كفقا لتصكرنا المتكاضع. / النموذج المغترب: قبؿ تعميؿ التسمية نشير إلى أف ىذا النمكذج ال يمثؿ إسياما نظريا بقدر ما ىك تصك ارت ك رؤل عامة لكيفيات استرداد الصدارة الحضارية أم أنو يعجز عف أف يككف تنظيرا يخضع لمنيج ك آلية معرفية كاضحة. كيمثمو عمى الساحة الفكرية دعاة األصالة ذكم الرؤية الضيقة ؿ لمرجعية اإلسالمية الساعيف الستنساخ تجربة الخالفة بكؿ حيثياتيا ك حرفيتيا ك تطبيقيا كما ىي عمى المجتمعات اإلسالمية المعاصرة دكف م ارعاة الختالفات الزماف ك المكاف ك التجربة كالمتغي ارت االقتصادية كالسياسية كالحضارية لذلؾ أطمقنا عمى نمكذجو بالنمكذج المغ تبر ألنو يعاني حالة اغت ارب حادة فأصحابو مكجكدكف في العصر الحالي ماديا فقط لكف ركابطي الكجدانية ك الفكرية متصمة اتصاال تاما بعصر صدر اإلسال

117 الفصل الثالث التنمية الماهية والتنظير إف ىذا النمكذج المغترب ل يستطع أصحابو أف يحققكا معادلة استحضار الركح اإلسالمية بما فييا مف مبادئ اجتماعية ك اقتصادية ارقية جدا ك تكظيفيا في التجربة الحضارية اآلنية بؿ عمى. العكس تماما ى مف ىاجركا بأفكارى ك إد اركي ك استكطنكا القرف األكؿ اليجرم " كيرل " عزيز العظمة أف مثؿ ىذا النمكذج النيضكم جاء إلى الكجكد ك استمر في الكجكد ألف الخطاب النيضكم العربي استند في البداية إلى مفيك ديني أخالقي سمطكم طكر آلية كظيفية أسطكرية تتسع لدل أصحابو مساحات مميئة بالخياالت كظيفتو األساسية اليركب مف الكاقع ك ليس السعي إلى بناء كاقع تنمكم أك نيضكم. إننا ك إف كنا نتفؽ مع " "عزيز العظمة في المساحة العقمية الضيقة جدا ليذا النمكذج كأيضا في اقتصاره عمى بعد زمني كحيد ىك الماضي فإننا نخالفو ال أرم في األحكا الج ازفية التي يطمقيا تجاه كؿ مف يحمؿ فك ار أصميا غير آبو بالفرؽ الكاضح بيف ذكم التكجييات اإلسالمية في الطرح النيضكم فيك يصنفي جميعا في خانة كاحدة متشددكف ك تكفيقييف كمجددكف كحداثيكف فسقط بذلؾ ضحية تعمي غير عممي ال يتفؽ ك مستكل مفكر أكاديمي كىذه التيمة ال تسقط عنو أيا كانت اآللية المعرفية ك المنيجية التي اتبعيا ك التي يبدك أنيا نقدية تفكيكية. كعمى العمك لف نتكقؼ أكثر عند ىذا النمكذج ك الذم أتينا عمى ذكره باألساس الستيضاح ما يجكؿ في الساحة الفكرية ذات العناية بالشأف التنمكم لذلؾ سيككف تركيزنا عمى اإلسيامات األقرب إلى األكاديمية. /النموذج الغربي التغريبي: كما يتضح مف شؽ التسمية األكؿ فإف عمة التسمية نابعة مف أصؿ المساىمة الغربية في التنظير التنمكم أم النظرية الغربية ك نقصد بيا أساسا نظرية التحديث بتفرعاتيا العديدة أما الشؽ الثاني مف التسمية فعائد عمى أىؿ البالد النامية مف اعتف قكا ك تمثمكا ث تماىكا مع النظرية التحديثية لذلؾ أط ؿ قنا عميي التغريبييف" " ك خالصة آ ارئي في ىذا الشأف أف نظرية التحديث عزيز العظمة األصالة أك سياسة اليركب مف الكاقع دار الساقي بيركت 99 ص ص

118 الفصل الثالث التنمية الماهية والتنظير صالحة لكؿ زماف ك مكاف ك ينبغي عمى دكؿ العم النامي إتباعيا بحذافيرىا إذا أ اردت لنفسيا كنقك فيما تنمية. يمي باستع ارض ىذه النظرية الكبرل مع بعض تفرعاتيا الممثمة ليذا النمكذج. أ/ أصول نظرية التحديث: تجد نظرية التحديث أصكليا في عم االجتماع المحافظ الحاضف الرئيسي لكثير مف المدارس السكسيكلكجية ك يتمكقع كؿ مف عال االجتماع الفرنسي "إميؿ دكركاي" ك نظيره األلماني " ماكس فيبر" أصميف مباشريف ليذه النظرية. "دكركاي نادل " بفكرة تطكر المجتمع مف المجتمع البدائي إلى المجتمع الحديث ك ركز تحت ضغط نزعتو المحافظة عمى تككيف مجتمعات مستقرة ك متماسكة مع الزيادة في التعقيد ك الكثافة السكانية ك التخصص ك تقسي العمؿ. فقابؿ بذلؾ بيف مجتمعيف لكؿ منيما خصائصو ك اعتبر أف المجتمع التقميدم أك الميكانيكي كما يسميو- مطالب بالتخمي عف خصائصو إذ ا أ ارد أف يتحكؿ إلى مجتمع حديث عضكم كما يطمؽ عميو الحداثة تقدما ك مف التقميدية تخمفا. ك كفقا ليذا التطكر يجعؿ "دكركاي مف كمف جممة الخصائص ذات العالقة بالتسمية كالتي يذكرىا " دكركاي" في مقابمتو بيف نمكذجي المجتمعيف نجد كجكد مؤسسات متخصصة متماسكة عضكيا فيما بينيا أشبو ما تككف بخاليا الجس الحي في المجتمع المعقد أك الحداثي بالمقابؿ تسيطر الجماعات عمى التنظي االجتماعي في المجتمع التقميدم ك ىي الجماعات المتماسكة فيما بينيا بنمط صار مف المعتقدات ك القي التقميدية ث نجد المجتمع العضكم يسكده التنكع الثقافي اؿ ؽ ائ عمى التساند المتبادؿ في حيف يسكد التجانس ك التشابو المجتمع التقميدم. كما نجد أف المكانة في المجتمع العضكم مكتسبة بينما ىي مكركثة في المجتمع التقميدم.ث إف الفرد في المجتمع العضكم يمتمؾ حرية الفعؿ داخؿ اإلطار العا لمقيكد األخالقية مع خفكت الضمير الجمعي ك سيادة القانكف التعاقدم بينما يمتثؿ الفرد في المجتمع التقميدم امتثاال صارما لمضمير الجمعي ك يسرم عميو القانكف الردعي. عمي غربي ك آخركف تنمية المجتمع مف التحديث إلى العكلمة دار الفجر القاىرة 3 ص ص

119 الفصل الثالث التنمية الماهية والتنظير بالنسبة "لماكس فيبر" فإف أفكاره التنظيرية ك التي نكردىا عمى سبيؿ التأ صيؿ لنظرية التحديث فإف أغمبيا كانت محاكالت لمرد عمى أفكار " ماركس" ك مف جممة أفكاره التحديثية كالتي " ضمنيا بشكؿ أساسي بحثو حكؿ " األخالؽ البركتستانتية ك ركح ال أرسمالية اعتقاده أف القي ك االتجاىات السيككلكجية ىي أساس التطكر ال أرسمالي ك ليس أسمكب اإلنتاج ك رؤيتو أف ىناؾ عالقة كاضحة بيف الديانة البركتستانتية ك البناء الطبقي إلى جانب اعتقاده أف ىناؾ تأثي ار متبادال بيف الظكاىر الدينية ك الظكاىر االقتصادية ك ذلؾ مف خالؿ إثباتو أف القي البركتستانتية عجمت " بالتنمية. كبناءا عميو فإف ماكس فيبر" صاغ نمكذجا مثاليا أشبو ما يككف ببناء عقمي تشكؿ مف خالؿ ظيكر سمة أك أكثر يمكف مالحظتيا ؼ م الكاقع إنو يعبر عف مفردات فرضية مممكسة يحددىا الباحث بنفسو لكي تككف أساسا تنيض عميو المقارنة. " كاختصا ار فإف يعتبر فيبر" اؿ تحديث اكتساب لمجمكع الخصائص التي تتميز بيا ال أرسمالية الغربية الحديثة التي استمدتيا مف. العقيدة البركتستانتية ك التي صاغيا في نمكذجو المثالي كالتخمي عما دكنيا كنشير أف ىذاف األصالف المذاف ذكرناىما ما ىما في الحقيقة إال عينة ممثمة أكردناىما لقربيما مف اإلسيامات الالحقة في نظرية التحديث ك إال فيناؾ العديد مف الجذكر ك األصكؿ ك التي تتفؽ جميعيا عمى فكرة التصك ارت الثنائية لممجتمع. ب/االتجاىات الفرعية لنظرية التحديث: ل تكف نظرية التحديث جسدا كاحدا ك فك ار كاحد بؿ كانت متعددة الطبعات يجمع بم نيا الكالء لألفكار األساسية لمنظرية األ كأىميا أف التحديث ىك التحكؿ الشامؿ لممجتمع التقميدم ك االنتقاؿ إلى تمؾ األنماط مف التكنكلكجيا ك التنظي االجتماعي اؿ ذيف مميازف االقتصاديات المتطكرة. االتجاه التطوري المحدث: يعتبر "كالت ركستك" ارئدا مف ركاد ىذا االتجاه ذلؾ أنو حاكؿ- بإمعاز مف المخاب ارت األمريكية عمى ما يقاؿ- تطكير نظرية تناطح نظرية ماركس فقد نظرية في التنمية االقتصادية ك االجتماعية اعتبر فييا أف المجتمعات تمر بخمس م ارحؿ أساسية ىي: المرجع السابؽ ص ص

120 ص. الفصل الثالث -مرحمة المجتمع التقميدم التنمية الماهية والتنظير : ك تتميز بانخفاض متكسط الدخؿ الفردم ك غمبة الطابع الز ارعي المرتبط بالنظا اإلقطاعي ك سيادة الركابط العائمية ك العشائرية ك انتشار التقاليد الجامدة. مرحمة التييؤ لالنطالؽ: ك ىي فترة تمييدية لمتنمية حيث يت فييا انتشار التعمي ك ظيكر - المؤسسات ك البنكؾ ك زيادة اإلنتاج الز ارعي ك نمك الصناعات اإلست ارتيجية ك غيرىا مف المظاىر. مرحمة االنطالؽ: ي ارفؽ ىذه المرحمة حدكث ثكرة سياسية تؤثر في البناء االقتصادم ك - االجتماعي ك الثقافي ك يت فييا القضاء عمى العقبات ك العكائؽ التي تقؼ في طريؽ التنمية ك ركستك" يجعؿ " االمتداد الزمني ليذه المرحمة عشريف عاما. مرحمة االتجاه نحك النضج: أك التحرر ك االعتماد عمى النفس حيث يستطيع أف ينتج أم - شيء يرغب فيو ك مف أى التحكالت البنائية في ىذه المرحمة االنخفاض الكبير في نسبة العامميف في الز ارعة باإلضافة إلى مجمكعة مف التحكالت االقتصادية كاالجتماعية ك الثقافية. مرحمة االستيالؾ الكفير: ك فييا يتحكؿ االستيالؾ ك الخدمات إلى قطاعات رئيسية ك - يرتفع متكسط الدخؿ بشكؿ كبير ك تزداد نسبة سكاف المناطؽ الحضرية. ك لقد كجيت ليذا االتجاه انتقادات عديدة أىميا اعتقاد " ركستك" بأف االنجا ازت الغربية كانت مف مكاردىا كجيكدىا خالصة بينما ىي في الحقيقة ج ارء االستن ازؼ االستعمارم كما عيب عؿمق إلغاؤه لدكر العنصر البشرم في التنمية. تحت ذات االتجاه يدخؿ إسيا " تالككت بارسكنز" الذم يرل أف المجتمعات عرفت ثالث مستكيات تطكرية: *المستكل البدائي الذم يتميز بسيطرة النسؽ الق اربي كأساس لمتنظي االجتماعي ك السياسي ك حضكر الديف بقكة كأداة رمزية ك ضبطية. *أما المستكل الثاني فيك المستكل الكسيطي ك أى ما يميزه استعماؿ الكتابة ك كجكد تنظي سياسي قابؿ لمتطكر مف النظا الممكي إلى أنظمة أكثر تعقيدا فيصؿ الغ اريبو أبعاد التنمية االجتماعية العربية دار يافا عماف األردف

121 الفصل الثالث التنمية الماهية والتنظير *المستكل الثالث ىك مستكل المجتمعات الحديثة ك أى ما يميزه ظيكر القانكف كمؤشر الستقاللية النظا المعيارم لممجتمع ك ممبي لخصكصية المرحمة المطبكعة بالتغير الدائ لممصالح االقتصادية ك السياسية. "بارسكنز" لكف تعرض بدكره إلى العديد مف االنتقادات أىميا إغفالو ؿ بعض العكامؿ األخرل الثقافية باإلضافة إلى افت ارضو تفكؽ الثقافة الغربية. االتجاه االنتشاري: حسب ىذا االتجاه يمكف تحقيؽ التنمية مف خالؿ انتشار ك انتقاؿ العناصر المادية ك الثقافية السائدة في الدكؿ المتقدمة إلى الدكؿ النامية ك أف العناصر الثقافية تنتقؿ مف عكاص الدكؿ المتقدمة إلى عكاص النامية ث تنتشر بعد ذلؾ في المدف اإلقميمية إلى أف تسكد في النياية كؿ " المناطؽ ك األقالي في ىذه الدكؿ ك يعتبر كؿ مف مكر"ك كيمبرت "دانياؿ ليرنر" "فمدماف" ك أى ممثمي ىذا االتجاه كاستنادا إلى ىؤالء فإف الغرب يتكلى نشر ك نقؿ المعرفة ك الميا ارت ك التنظيمات كرؤكس األمكاؿ ك التكنكلكجيا ك القي إلى الدكؿ المتخمفة ليتسنى ليا النيكض 3 بمجتمعاتيا ك ثقافتيا لتمحؽ بالدكؿ المتقدمة ك يعاب عمى ىذا االتجاه تضميمو البالغ فيك يغفؿ تاريخ الدكؿ المتقدمة ك المتخمفة عمى السكاء ك يتجاىؿ حقيقة أف االستعمار قد لعب دك ار خطي ار في تخميؼ الدكؿ المتخمفة مف خالؿ تحطيمو البنى االجتماعية ك االقتصادية ك تشجيعو الفساد فييا إلى جانب مكطف العجز اؿ كاضح في ىذا االتجاه ك ىك تصكره أف االنتشار عممية اقتصادية ك ثقافية محايدة. االتجاه السيكولوجي: ينظر أصحاب ىذا االتجاه إلى التنمية مف نافذة الخصائص السيككلكجية لألف ارد ك أىميا " الدافعية لإلنجاز ك ىي الرؤية التي يمثميا دافيد ماكمالند" الذم يرل أف الدكافع السيككلكجية ىي التي تحدد معدؿ التنمية االقتصادية ك االجتماعية ك أف األفكار تمعب الدكر اليا في تشكيؿ نكر الديف زما القكل السياسية ك التنمية مرجع سابؽ ص ص 89/84. فيصؿ الغ اربية مرجع سابؽ ص. 53 عمى غربي ك آخركف مرجع سابؽ ص

122 الفصل الثالث التنمية الماهية والتنظير التاريخ ك أف األم التي لدييا درجة أعمى عمى مقياس الحاجة إلى االنجاز تتطكر ك تنمك بشكؿ " " كيقاس سريع. ماكمالند" في ذات االتجاه ىيجف" الذم يعتقد أف الشخصية النمطية التي تكجد في المجتمعات التقميدية ىي شخصية غمر خالقة ك يغمب عمييا الطابع التسمطي ك ىاتيف الميزتيف ىما إف ارز المجتمع التقميدم الذم تسيطر عميو التقاليد ك البناء االجتماعي المستند إلى المكانات االجتماعية. اتجاه المؤش ارت و النماذج المثالية: يختزؿ ىذا االتجاه عممية التحديث في التخمي عف السمات التقميدية ك التحمي بالسمات التقدمية ك يت ذلؾ مف خالؿ تجرد الخصائص العامة لالقتصاد المتقد ك تقديميا في شكؿ نمكذج مثالي ث يقابؿ بعد ذلؾ ىذا النمكذج بالخصائص العامة لالقتصاد المتخمؼ بكصفو نمكذج غير مثالي. كيقد مجمكعة مف المؤش ارت الكمية ك الكيفية التي تميز كؿ نمط مف المجتمعات كمف بم نيا متكسط الدخؿ الفردم اليد العاممة في الز ارعة 3 األمية التحضر...الخ. " " " كيعتبر كؿ مف " سيمكر ليبست" ك بيرت ىكسميتز" ك غالتكنغ" ك ماريكف ليفي" مف أبرز ممثمي ىذا االتجاه ك الذم ال ي ازؿ منتش ار إلى اليك حيث يتبناه الكثير مف العمماء ك المنظمات 4 الدكلية. كعمى العمك فإف نظرية التحديث كنمكذج تنمكم غربي تغريبي تعرضت إلى جممة مف االنتقادات التي مست ركائزىا النظرية ك صدقيا الميداني ك التي نكرد بعضا منيا: ساعدت عمى إقصاء الخصكصية السكسيكلكجية التي تربط العمك االجتماعية ففقدت العمؽ التحميمي ك أساءت في التخمؼ. تجاىمت الخصائص التاريخية لمدكؿ المتخمفة. السيد الحسني التنمية ك التخمؼ دار المعارؼ القاىرة 98 ص. 73 المرجع نفسو ص. 74 فيصؿ الغ اريبة مرجع سابؽ ص 5. زما نكر الديف مرجع سابؽ ص

123 الفصل الثالث التنمية الماهية والتنظير أغفمت دكر االستعمار في تخميؼ الدكؿ النامية. زيفيا الكاقعي عند اعتبارىا التحديث قمة اإلنجاز لمتطكر اإلنساني. اصطبغت بالصفة العرقية عندما اعتبرت الحضارة الغربية ال أرسمالية الكحيدة الحاممة لمقي اإلنسانية اإليجابية. إف جممة ىذه االنتقادات ك أخرل غيرىا- تكشؼ بكضكح أف التطكر الغربي لمتنمية ىك تصكر يصادر الحقيقة ك الكاقع االجتماعي ك االقتصادم ك الثقافي لدكؿ العال الثالث ث ىك فكؽ ذلؾ يطرح التنمية بكصفيا آلية تغريب تخد مصالح المركز الغربي أكثر مف ككنيا آلية تنمي األف ارد ك المجتمعات ك قد ساند ىذا المشركع فئة عريضة مف دعاة التنمية في الدكؿ العال الثالث مف ذكم الكعي الفكرم ك األكاديمي المأزك. 3- النموذج الغريب. يختمؼ النمكذج الذم سنستعرضو اآلف عف سابقو في نقطة أساسية ك ىي الب ارءة النظرية بالمقاربة مع النمكذج الغربي الذم يحكم مساحات مف المكر التنظيرم ك ذلؾ عندما يطمس الخصكصيات ك الحقائؽ التاريخية ك يركج الكعي ال ازئؼ ك األخطر مف ذلؾ تكريس التخمؼ مف خالؿ تسكيقو لبدائمو التنمكية. ك نقصد بالب ارءة التنظيرية ذلؾ السعي الفكرم الخالص لطرح نمكذج نظرم مؤىؿ بإخ ارج البالد النامية مف حالة التخمؼ إلى حالة التقد. أ/ بدايات التشكل: بعد سيادة الييمنة السياسية ك االقتصادية ك الفكرية لمدكؿ الغربية لفترة مف الزمف امتدت إلى الخمسينات مف القرف العشريف أخذت بذكر فكر تنمكم محمي ذاتي تظير في بعض البمداف المتخمفة حيث بدأ بعض الباحثيف مف أبناء تمؾ البالد يدرككف عجز الصياغات النظرية التنمكية الغربية في حؿ مشكالتي نظ ار لعد مالءمتيا مع ظركفي المجتمعية ك تشير م ارجع عديدة إلى أف البداية في تشكؿ ىذا التيار كانت مف اليند حيث أخذ عمماء السياسة كاالقتصاد عمى غربي ك آخركف مرجع سابؽ ص ص

124 الفصل الثالث التنمية الماهية والتنظير كاالجتماع فييا في بذؿ جيكد منظمة ك مكثفة مف أجؿ صياغة نماذج عممية ناب عة مف كاقع المجتمع اليندم بعدما أيقنكا بعد قدرة النماذج الغربية عف تفسير ذلؾ الكاقع. ث تبعت تمؾ االستفاقة كعي لدل الباحثيف في قارة أمريكا الالتينية حيث أشار عا "ركدريكز" 979 في د ارسة عف عم االجتماع كالكاقع في دكؿ أمريكا الالتينية مرك از عمى حالة الالجئيف إلى عد جدكل العمك االجتماعية الغربية في د ارسة تمؾ المجتمعات أما عمى المستكل اؿ عربي فقد شيدت ذات الفترة بزكغ كعي تنمكم نقدم لدل الباحثيف العرب تأسس عمى نقد الفكر التحديثي بتفرعاتو المختمفة. ب/ القضايا األساسية: تقك نظرية التبعية عمى فكرة رئيسية ىي تجاكز التحميؿ الجزئي الضيؽ كتبني التحليؿ الكمي لعممية تطكر المجتمع مع تقدي رؤية نظرية - تاريخية تبرز خصكصية المجتمعات التابعة كخصكصية تطكرىا كؿ ذلؾ مع كضع معم النسؽ العالمي كنقطة بداية مف أجؿ كشؼ مكقع الدكؿ المتخمفة فيو إضافة إلى ذلؾ اىتمت التبعية بالبناء االجتماعي كنظرت إليو مف ازكية تخمفو كبحثت في أسباب ىذا التخمؼ كانتيت إلى أف ذلؾ عائد إلى ككنو تابعا كمحككما ب نمط معيف ؿ تقسي العمؿ الدكلي. كقد است ت بع ىذه النظرة تحميؿ اآلثار االجتماعية لمتنمية ال أرسمالية كالتكسع االمبريالي ككيؼ تخمؽ تمؾ اآلثار كالتكسعات أ ب نية اجتماعية تعيؽ النمك االقتصادم المحمي كتخد المركز ال أرسمالي. كنشير في ىذا اإلطار إلى أف نظرية التبعية عجت بأسماء عمماء بارزيف كاف لكؿ مني بصمة خاصة كمني نذكر : سمير أميف فرنؾ كاردكسك بريبش دكس سانتكس فكرتادك...مع اإلشارة أيضا إلى أف ىناؾ عديد األسماء الغربية التي : ساىمت فييا بمفيكمات كص اغم ات نظرية ك مف ىؤالء بكؿ با ارف ىارم ج دكؼ ايؼ الككست كالرش تيف باإلضافة إلى أسماء أخرل مف مناطؽ أخرل مف العال شاركت بدكرىا في تأسيس تيار التبعية أك تطكيره كأمثاؿ : 3 محبكب الحؽ حمزة عؿ كم كغيرىما فتحي أبك العينيف " االتجاىات النظرية في د ارسة التخمؼ ك التنمية ك المشكالت االجتماعية في بمداف العال الثالث" مجمة شؤكف اجتماعية السنة العاشرة عدد 38 الشارقة اإلما ارت العربية المتحدة 999 ص عمي غربي كآخركف مرجع سابؽ ص فتحي أبك العينيف مرجع سابؽ ص 55.

125 الفصل الثالث التنمية الماهية والتنظير ج/ االتجاىات الفرعية: تعد د ارسة الفركع نظرية التبعية أى صعكبة تكاجو الباحث في ىذا اإلطار كمرد ذلؾ إلى عامميف اثنيف أما األكؿ فيك تنكع تيا ارت ىذه المدرسة كالثاني ىك التطك ارت التي ط أرت عمى طركحاتيا كأفكار بعض مفكرييا كرغ ذلؾ يمكف أف نرصد فرعيف أك اتجاىيف كبيريف: /التبعية التنموية وعالقات المركز-اليامش: يشمؿ ىذا االتجاه األعماؿ الكالسيكية لمتبعية كيض أسماء ف ارنؾ كاردكزك سمير أميف لكالك كغيرى. كينطمؽ مف الظاىرة االستعمارية دارسا أسبابيا كنتائجيا عمى بمداف العال المتخمؼ كآثارىا عمى تشكيالتو االجتماعية حيث يكضح ف ارنؾ مثال: أف التخمؼ ىك نتيجة حتمية لتكسع النظا ال أرسمالي الذم يربط دكؿ العال المتخمؼ بالدكؿ ال أرسمالية مما يسفر عف تنمية في ىذا الجزء مف العال تابعة لتمؾ الدكؿ أسماءىا عالقة المركز باليامش أك األط ارؼ كمف ىذا المنطمؽ يمكف تصكير سمسمة كاممة مف الم اركز ك األط ارؼ تبدك مف البمداف المتطكرة كت متد حتى المناطؽ الز ارعية.ك كنتيجة مباشرة لتمؾ االرتباطات يظير نمط محدد مف االتصاؿ المتبادؿ 3 بيف الطبقات البرجكازية التي تطكر مصمحة متبادلة لممحافظة عمى استق ارر النظا كاستم ارره. /تحميل أساليب اإلنتاج : يعتبر ىذا االتجاه الفرعي مف نظرية التبعية شكال مطك ار مف النسخة الكالسيكية إال انو ناقد ليا في بعض المسائؿ كالمسممات خاصة محدكدية البعد الخارجي في في تخلؼ العال الثالث كعد تكضيح الطرح الكالسيكي لماذا ال يمكف كصؼ االقتصاد المتخمؼ بأنو اقتصاد أرسمالي زيادة عمى عد تكضيحو لدكر القكل المحمية في إنتاج التخمؼ مف اجؿ ذلؾ ذىب أنصار ىذا االتجاه إلى تحميؿ الت اربطات بيف مختمؼ أساليب اإلنتاج فبحثكا في عالقة أسمكب اإلنتاج ال أرسمالي مع األساليب التقميدية كغير ال أرسمالية الخاضعة لتأثي ارتو المختمفة ك حاكلكا اإلجابة عمى عمي غربي ك آخركف مرجع سابؽ ص 40. المرجع نفسو ص نكر الديف زما القكل السياسية ك التنمية مرجع سابؽ ص 8.

126 الفصل الثالث سؤاؿ محير مفاده التنمية الماهية والتنظير : كيؼ كلماذا تستمر بعض األشكاؿ غير ال أرسمالية عمى الرغ مف سيطرة " " النمكذج ال أرسمالي كحكؿ ىذا يعتقد " ارم ك" ديبرم اف بقائيا مرتبط بتمبية متطمبات القطاع ال أرسمالي المسيطر الذم يحتاج إلى قكة عمؿ نخفضة األجر الستخداميا في قطاعات أخرل كالمناج كالصناعات الز ارعية.كبناءا عميو يرفض أصحاب ىذا االتجاه كصؼ البمداف ال تخلفة بأنيا تشكيالت اجتماعية أرسمالية. كيمكف أف نسجؿ ىنا أف المنعرج النظرم في ىذا االتجاه ىك اإليماف باف العكامؿ الداخمية مسؤكلة أيضا عف إنتاج التخمؼ كخاصة العالقات الطبقية ما قبؿ ال أرسمالية. إال أف ىذه النظرة لمسؤكلية العكامؿ الداخمية عف التخمؼ ال تنفصؿ عف الرؤية األساسية لمنظرية التبعية مف أف العكامؿ الخارجية ىي التي عممت عمى تشكيؿ العكامؿ الداخمية. : د/ رؤية في النموذج رغ ككنو إسياما جادا كمتمي از إال أننا نقدر أف جيد نظرية التبعية ىك جيد غريب يعاني غربة مركبة نكعا ما األكلى غربة تأسيسية فنظرية التبعية ل تظير كإسيا تنظيرم تنمكم خالص إنما كرد فعؿ عمى إغفاؿ دكر العكامؿ الخارجية في صياغة التخمؼ أما الثانية فعد كصكليا إلى مرحمة تجريدية تؤىميا لتطبيقيا في كؿ دكؿ العال المتخمؼ كذلؾ اللتصاقيا الشديد ) بظركؼ مكطنيا األصمي ( أمريكا الالتينية االقتصادية كاالجتماعية كالسياسية كىذه األخيرة تختمؼ دكف شؾ عف غيرىا في دكؿ العال المختمؼ. كيمكف أف نضيؼ إلى كجيي الغربة ىذيف مجمكعة مف االنتقادات التي طالت ىذا النمكذج التنظيرم كمف بينيا أف تحميالت فر فؾ بكصفيا احد أى التحميالت أىممت الطرؽ التي مف خالليا تتعايش مختمؼ أنماط األنظمة اإلنتاجية أرسمالية كغير أرسمالية عمى المستكيات المحمية الجيكية كالكطنية مغفمة أىمية االرتباطات األفقية لتعزيز أبنية التبعية. زيادة عمى اتسا إطار ف ارنؾ بالبساطة مما يجعمو غير قادر عمى تقدي تصكر مرضي لفي التعقيدات كالتنكيعات في عالقات المركز اليامش. المرجع السابؽ ص. 57 المرجع نفسو ص

127 الفصل الثالث التنمية الماهية والتنظير كيضاؼ إلى ذلؾ أف نمكذج نظرية التبعية نمكذج ماكركم غير نافذ إلى المستكيات التي مف خالليا تت التنمية فبحثقفي أسباب التخمؼ كاف بقدر اكبر بكثير مف تقدي نمكذج تنمكم كاضح يمكف تمثمو كتطبيقو عمى ارض الكاقع. كفكؽ كؿ ىذا ىناؾ غربة كبرل ىي غربة المرجعية فمرجعية التبعية مرجعية ماركسية بعيدة كؿ البعد عف األصكؿ الحضارية لكثير مف دكؿ العال المتخمؼ أم أف التبعية في النياية استعممت أدكية غريبة لعالج أدكاء محمية. 4 /النموذج التأصيمي : نقصد بالنمكذج التأصيمي تمؾ المحاكلة التنظيرية التنمكية التي ت ارعي الخصكصية التاريخية كالعكامؿ الداخمية كالخارجية انطالقا مف مرجعيات حضارية محمية.كقبؿ البدء في استع ارض كاحدة مف تمؾ المحاكالت التي اتسمت بقدر مف الدقة كالجدية ف لفت االنتباه إلى ىناؾ العديد مف ىذه المحاكالت كالتي يجمع بينيا اربط مشترؾ تقريبا كىك تبينيا المرجعية اإلسالمية في تصكرىا لنمكذج اإلنساف كالمجتمع المتقد. إال أف ما يعاب عمييا بقاؤىا حبيسة اآلحاد مف العمماء أم أنيا ل تتجمع في تيار نظرم متكامؿ يفضي إلى تطبيقات ميدانية كاقعية لقد كقع اختيارنا ض ف ىذا النمكذج عمى مالؾ بف نبي كذلؾ التسا مساىمتو بالدقة كشمكؿ تصكره الجانبي ف النظرم كالتطبيقي زيادة عمى النجاح الكبير ألفكاره عمى المستكييف العربي كاإلسالمي كحتى العالمي كما حفزنا أكثر تطبيؽ بعض الدكؿ ذات االقتصادات الناشئة ألفكار بف نبي كما ىك الحاؿ في ماليزيا مثال. : أ/ التنمية عند مالك بن نبي, رفض التمفيق ودعوة التأصيل بداية نجد أف مالؾ بف نبي في معالجاتو لمتنمية كاف أكسع بكثير مف التناكالت األخرل. إنو ربطيا بالمستكل الحضارم ذك األبعاد الزمكانية المتحركة ك نقصد بيا المجاؿ الجغ ارفي كالسياقات الزمنية المفتكحة حيث كانت رؤيتو تستغرؽ العال اإلسالمي ككؿ ك بالتالي فم يكف تفكيره ك طرحو حبيس النظرة القطرية الضيقة بينما يتحرؾ الزماف عنده ليشمؿ السياقات الزمنية الثالث الماضي الحاضر المستقبؿ ك ىك ما يجسده طرحو الذم يتناكؿ فيو مشكمة الثقافة كالتي عالجيا مف ناحيتيف ناحية التحميؿ النفسي ك فييا يكظؼ التحميؿ التاريخي مستغرقا سياؽ الماضي بينما - 4 -

128 الفصل الثالث التنمية الماهية والتنظير يحضر في الناحية الثانية ك ىي ناحية التركيب النفسي سياقي الحاضر كالمستقبؿ. إذ أف طرحو المعالج لمثقافة ىك باألساس طرح يقترب مف الطرح التنمكم إف ل يكف ىك عينو فالثقافة شكمت لديو قسما كبي ار مف الحضارة بؿ إنو يستعمميا في بعض السياقات كم اردؼ لمحضارة. إف الدليؿ عمى أف التنمية كانت ىما لمالؾ بف نبي ىك بحثو المتكاصؿ في مشكمة التخمؼ كربطو إياىا باالستعمار. كيبدك بف نبي نيجيا جدا في تصكره لمتنمية فيك ال ينطمؽ مباشرة نحك التنظير قبؿ أف يبحث في كاقع التخمؼ ك ىك الذم عاشو ك عايشو في بالده الج ازئر. إنو كعمى فكريتو ل يستسم لالستنتاجات العقمية المحضة كما ل تغمبو النزعة المكتبية المفرطة. فقد كاف استق ارئيا إلى حد ما عندما انطمؽ مف الكاقع محاكال تشخيصو ك البحث فيو. مف أجؿ ذلؾ جعؿ منطمقو ظاىرة التخمؼ بكصفيا النقيض المباشر لمتنمية. فبحث ك فصؿ فييا ك قد جممة مف األسباب مستعينا بالمنيج التاريخي ك التحميؿ السكسيكلكجي ك النفس ػ اجتماعي. ككما تقد فإف بف نبي استعاف بالتاريخ في تكصيفاتو ك تحميالتو فمنذ مبتدأ تناكلو لمظاىر التخمؼ في العال اإلسالمي ك باألخص في المنطقة المغاربية نجده يستحضر التاريخ لمبحث عف بدايات التخمؼ ك تمظي ارتو. التي يرصد عددا منيا جاعال مف تاريخ ما بعد الدكلة المكحدية في المغرب العربي بداية االنتكاسة ك بركز مظاىر التخمؼ ك التي تتنكع بيف فكرية ك اجتماعية ك اقتصادية كسياسية أك تمتزج في كثير مف األحياف لتصبح مظاىر مركبة مف التخمؼ. لقد اىت بف نبي بالسياسة كجعؿ ليا حظا كاف ار مف التخمؼ الذم تعانيو األمة اإلسالمية كيرصد مظاىر التخمؼ السياسي في العال اإلسالمي مف خالؿ االنح ارؼ السياسي لمسياسة كلمممارسة السياسية ك ىك ما م فضي إلى بركز النزعة السياسكية كالتي تفرز بدكرىا ظكاىر لصيقة كالكصكلييف ك المستبديف ك مرة أخرل يكظؼ ابف نبي التاريخ عندما يرجع إلى عصر صدر اإلسال كيعتبر أف بذكر النزعة السياسكية برزت مف حادثتي سقيفة بني ساعد ة كمعركة صفيف المعركفتاف في التاريخ اإلسالمي حيث ك منذىا أخذت تترسخ في أ ذىاف الحكا كنفسياتي النزعة االستبدادية بؿ ك أكثر مف ذلؾ تحكلت إلى نمكذج العالقة الطبيعية بيف الحاك كالمحكك. أما في فيرل بف نبي أف مظير التخمؼ ىذا تكرس بكضكح الشماؿ الغربي مف إفريقيا المغرب العربي - 5 -

129 الفصل الثالث بعد دكلة المكحديف أيف سادت التنمية الماهية والتنظير أبشع صكر االستبداد السياسي كغذتيا صكر االنقالب القيمي كغمبة المصالح الشخصية عمى القي األخالقية ك اإلنسانية كأفرز كؿ ذلؾ قطيعة بيف الدكلة ك الشعب ال ت ازؿ مستمرة إلى اليك ك ىي القطيعة التي عرقمت التكامؿ الطاقاتي فأضحى المجتمع مفككا ال يستفيد مف جيكده ك يكجييا نحك التنمية الحقيقية. كيظير التخمؼ حسب بف نبي- كذلؾ مف خالؿ ما يسميو اؿشئي ةم التي تطمس معال الجكىر الركحي لإلنساف. إنيا ذلؾ السحر ك التعمؽ بالمادة النابع مف الذات الشيكاف ية الطامحة دكما إلى سد الحاجات الممحة. كحسبو فاف ىذا التعمؽ ينقمب إلى مظير لمتخمؼ تصطنع جميع الممارسات كالسمككات االجتماعية بو كتميزه قاعدة اجتماعية فيصبح اإلنساف تبعا لممادة مصاد ار ألى آلية فيو كىي آلية التفكير ألنيا ضاعت بيف ك األشياء الالمحدكد الذم يحفؿ بو عالمو ك في ىذا يضرب "بف نبي" المثاؿ باإلنساف الجاىمي الذم غرؽ في عال األشياء فكانت مخرجاتو تعبي ار صادقا عف جمكع المكارد التي حفؿ بيا مف خيؿ ك نساء ك آالت حرب. العالقات االجتماعية تظير التخمؼ ىي أيضا.كذلؾ عندما تصيبيا حالة االرتخاء ث التمزؽ بسبب سيطرة النزعة الفردانية كترجمة مباشرة لسم القي ك تعاكس المصمحة الفردية مع المصمحة الجماعية ما يؤدم إلى غياب االنسجا ك التكامؿ ككذا غياب الفاعمية الفكرية انطالقا مف ككف 3 األفكار محرؾ الحضارة األساسي. عمى الصعيد االجتماعي دائما يتمظير التخمؼ مف خالؿ ظاىرة مزدكجة الحضكر باستغ ارقيا الفرد ك المجتمع فعمى المستكل الفردم يبدك الفرد غير قادر عمى التكيؼ مع الكاقع كعمى المستكل المجت معي يبدك المجتمع عاج از عف تكفير الضمانات االجتماعية لمفرد كيرل بف بني أف ىذا الكضع االجتماعي إنما ىك في الحقيقة ذك بعد اقتصادم الف الفرد في المجتمع المتخمؼ عجز عف تحقيؽ المسممة البسيطة الدافعة في حقيقتيا إلى الديناميكية االقتصادية كذلؾ مف خالؿ المسمت يف الفرعيت يف التالييتف: 3 مالؾ بف النبي المسم ؼ عال االقتصاد دار الشركؽ بيركت 978 ص 74. المرجع نفسو ص 70. مالؾ بف نبي تأمالت دار الفكر دمشؽ 6 ص

130 الفصل الثالث التنمية الماهية والتنظير لقمة العيش حؽ لكؿ ف. العمؿ كاجب عمى كؿ. ساعد ظاىرة أخرل تصاحب التخمؼ ىي ظاىرة التكديس ك التي ىي نتاج النزعة الذرية كالخمط في عال األفكار أك ىي بصكرة أكضح عد التكازف بيف عال األفكار ك األشياء كاألشخاص " ك عد التكازف ىذا عمى ما يفيمو " بف نبي ىك اعتداء أحد اؿ حي ازت الثالث عمى اآلخريف ك تحديدا اعتداء الحيز الشيئي الذم يرجع بالمجتمع إلى المرحمة الطفكلية المغرقة في التسييؿ ك الشيكات ك األشياء. ك بدييي ك الحاؿ ىذه أف يتجو المجتمع نحك تكديس األشياء ك يغيب عنو التفكير المنظ ك المقنف. أقصى درجات التخمؼ ىي العجز الفكرم ك الذم ليس ىناؾ مظير ألصؽ بو منو حيث تتدنى األفكار في المجتمع المتخمؼ إلى درجة االنعدا أك في أحسف األحكاؿ مستدخال ألفكار ة غرمب عف النسؽ االجتماعي األصمي مما يجعمو عاج از عف النشاط ك االبتكار ك الفاعمية. إف ذلؾ االستدخاؿ لألفكار كثي ار ما يككف مصدره الماضي البعيد الذم يصبح الفرد معو مغتربا عف كاقعو عازفا عنو ك عف مجابيتو ك تفصح األفكار عف نفسيا مف خالؿ صكرتيف متعاكستيف فيي إما عكامؿ نيضة ك إما عكامؿ انحطاط تغدك معيا التنمية صعبة بؿ مستحيمة كؿ ذلؾ يحدث ألف النشاط اإلنساني ىك انعكاس لعال األفكار. " " يقابؿ مظاىر التخمؼ الستة المذككرة آنفا أسبابا ستة رئيسية ي ارىا بف نبي جكىرية في إف ارز حالة التخمؼ تتنكع تمؾ األسباب بدكرىا بيف داخمية ك خارجية نفسية ك اجتماعية عقمية " " ك اقتصادية ك إف كاف بف نبي يميؿ إلى التركيز عرضا ك تحميال- عمى الجانب النفسي ك االجتماعي. - كيأتي عمى أرس أسباب التخمؼ عند المسمميف -كمكضكع اىتما رئيسي لبف نبي غياب الفاعمية أك الفعالية إذ أف الفرد المسم يممؾ نظريا مشركعا مجتمعيا كاضحا أساسو النص القرآني مالؾ بف نبي المسم في عال االقتصاد مرجع سابؽ ص 70. مالؾ بف نبي تأمالت مرجع سابؽ ص 66

131 ص الفصل الثالث التنمية الماهية والتنظير كىك يعم -أم المسم- انو ال يرقى إليو الخمؿ كانو يصمح ؿ لتجسيد الكاقعي لكنو بالمقابؿ ال يدخؿ في حالة التفاعؿ الالزمة معو. إنما عمى العكس يعيش خارج دائرة اعتقاده الفكرم ك األخالقي كذلؾ عمى المستكل الكاقعي كقد أدل ذلؾ إلى حالة انفصا أخالقي. تترج ىذه الحالة حسب بف نبي في ذلؾ الميؿ كالنزكع إلى الثقافة الصكفية ك الزىدية كما تفصح عف نفسيا كذلؾ مف خالؿ حاالت الذىاف الجماعي التي تصيب أف ارد المجتمع المتخمؼ كمف بينيا ذىاني السيكلة كاالستحالة كتغيب في الكسط حالة االعتداؿ في النظر لألشياء ففي ذىاف السيكلة يغيب التفكير العميؽ ك التخطيط الرشيد كيسكد التفسير السطحي يقكؿ بف نبي في معرض حديثو عف ىذه الحالة : "كأيسر طريؽ ألصحاب السياسات االنتيازية أف يستخدمكا كممات مثؿ االستعمار كاالمبريالية كالكطنية لمتغرير بالشعكب. ىذه اؿكممات التي تميؽ جدا لتشحي اؿمنحدر حتى يككف االنزالؽ عميو نحك السيكلة ميسكرا جدا. " إما في ذىاف االستحالة فتبدك األمكر مستحيمة ضخمة كىي في الحقيقة غير ذلؾ الف الفرد الذم كقؼ أماميا عاج از ىك مف صكرىا كذلؾ حتى ال يتعب نفسو في الحؿ أك بسبب عجزه كضعؼ ىمتو كال أدؿ عمى ىذه الحاؿ مف ذلؾ الشعكر الذم انتاب كثي ار مف الشعكب المستعمرة باستحالة إخ ارج االستعمار مف بالدىا أك استحالة استئناؼ 3 الدكرة الحضارية لمعال اإلسالمي. كمف أسباب التخمؼ الرئيسية حسب بف نبي ما يسميو القابمية لالستعمار. كىي حالة اقرب ما تككف إلى المرض الجماعي بسبب ذلؾ الرككف الجماعي لم ارحة كالدعة ما يجعؿ أية حركة لتغيير الكاقع غير مستساغة فيعيش بذلؾ حالة االني از النفسي المفضية بدكرىا إلى الرضكخ لممستعمر رضكخا تاما كيرجع بف نبي إلى ا عؿىد ما بعد 4 ألمكحدم كنقطة بداية ليذه القابمية كالتي استمرت مدفكنة في الذات ككجداف الشعب حتى التقت مع الطمكح االستعمارم الذم كرستيا تخمفا متشعبا كمتجذ ار مالؾ بف نبي مشكمة األفكار في العال اإلسالمي ت محمد عبد العظي عمي دار الدعكة القاىرة 970 مالؾ بف نبي الص ارع الفكرم في البالد المستعمرة دار الفكر دمشؽ 960 المرجع نفسو ص. 7 مالؾ بف نبي آفاؽ ج ازئرية مكتبة عمار مصر 964 ص. 3 ص. 7

132 الفصل الثالث التنمية الماهية والتنظير إذا كانت النزعة التؾدمسية مظي ار مف مظاىر التخمؼ فإنيا بالمقابؿ سببا مف أسبابو كالتكديس كما ي اره بف نبي مرض نفسي يعترم اإلنساف العاجز الذم يفرغ عجزه الفكرم في شكؿ نزعة تكدمسية أم باالعتقاد المطمؽ في عال األشياء عمى حساب عال األفكار الجانب الحقيقي لإلنساف األزمة.فيعمؿ اإلنساف التكديسم عمى اقتناء الكثير مف األشياء معتقدا أنيا مخرجقمف ث ال يسعى الستدخاليا في منظكمة اإلنتاج. ك كأف بف نبي كاف يرل كاقع دكؿ العال اإلسالمي اليك فيي كثي ار ما تنفؽ عمى التجييز شطائر كبيرة مف مي ازنياتيا عمى شكؿ آالت ك أجيزة ث تترؾ ليأكميا الصدأ. يضطمع الجانب العقمي بأىمية كبيرة في صناعة حالة التقد كعميو كؿ عجز في المسا ارت العقمية سيفضم إلى حالة التخمؼ في ىذا اإلطار يرل بف نبي أف العقمية التجزئيية السائدة في بالد العال اإلسالمي تقؼ بشكؿ مباشر ك ارء حالة التخمؼ حيث أف العقؿ المتخمؼ ينزع التجزئة كتصبح المشكالت العامة مجرد أج ازء مفككة تفتقر إلى النظرية الكمية كالتكاممية فتغيب المنيجية التركيبية. كبالرغ مف تركيزه عمى الجانب الفكرم ؼإف بف نبي كما تقد معنا ييمؿ الجانب ال االقتصادم كالذم يتمكقع ىنا سببا خارجيا لمتخمؼ حيث أف الدكؿ ال أرسمالية تحاكؿ جاىدة اإلبقاء عمى الدكؿ المتخمفة في حالة الريعية أم دكف مرحمة التصنيع. كىذا الكضع يكفؿ استم ارر تدفؽ المكاد األكلية كفي نفس الكقت ضماف األسكاؽ لتصريؼ المنتجات. كالى جانب جممة األسباب سالفة الذكر يذكر بف نبي فشؿ المشركع النيضكم حيث عرؼ الكاقع العربي ك اإلسالمي تصاد رؤيتيف كبيرتيف افتقرتا إلى المنيجية الصحيحة في بناء المشركع النيضكم كالمركر إلى حالة التنمية كيتعمؽ األمر بكؿ مف اإلصالحييف كى الذيف تشب ثكا بالماضي كعادكا إليو دكف تمحيص أك نقد أك تكييؼ حتى ككذلؾ التحديثييف المتجيكف كمية إلى مالؾ بف نبي المسم في عال االقتصاد مرجع سابؽ ص. 69 المرجع نفسو ص. 36

133 الفصل الثالث الفكر الغربي ك المتأثريف بو تحت كاقع االنبوار التنمية الماهية والتنظير ما خمؽ لديي حالة اغت ارب كاضحة عف كاقعي كعف مجتمعي. ككانت النتيجة المنطقية ليذا الكضع شتات فكرم ك تنمكم. بعد أف شخص ابف نبي مظاىر التخمؼ ك أسبابو انتقؿ إلى بياف الخطة الكفيمة بتجاكزه كالتي يصكغيا في شكؿ شركط أك مقكمات فستعرضيا تباعا: تثمين الفكرة الدينية : ألنو آمف ب أف التنمية كالحضارة ىما نتيجة عمؿ تغييرم عميؽ كمتكاصؿ فإنو جعؿ أعمؽ ما في اإلنساف كىك الجانب الركحي مركز نكاة التغيير كبالتالي يجب التركيز عميو باستغالؿ عمؽ كحيكية ك كظيفة اؿديف في الفكر كالعمؿ التنمكم حيث أف اؿديف مف كجية نظر بف نبي مضطمع بكظيفة اجتماعية ىامة كىي تككيف المحمة بيف عال األشخاص ك األفكار ك األشياء لكنو اشترط في اؿ فكرة اؿديف ية كضكح كظيفتيا االجتماعية أم مدل فاعميتيا التي تتجسد مف خالؿ مدل تمثؿ معتنقي الديانة لقي ك أفكار عقيدتي كمدل تطبيقي ليا كاقعيا. كالديف بيذا المعنى يخد التنمية خدمة كبيرة ألنو يؤسس ألرضية مشتركة ىي شبكة العالقات االجتماعية كىي الضركرية جدا في بناء المشركع التنمكم. المنطق العممي: كيتحقؽ ذلؾ مف خالؿ الجمع بيف العم النظرم كالعمؿ التطبيقي ك البعد عف التنظير المجرد الذم ال يخد كاقعا معينا. التكوين النفسي : كيككف ذلؾ بتمكيف اإلنساف مف معرفة ذاتو كمكقعتيا في المكقع الصحيح دكف إف ارط كال تفريط دكف نك ارنيا نك ارنا تاما كال تمجيدىا تمجيدا أعمى. فالشطط في الحالتيف يعرقؿ عممية االنطالؽ الحقيقية نحك التنمية. بمعنى إيجاد نمكذج إنساف جديد يعرؼ ذاتو معرفة حقيقية كعقالنية كيتمتع بآليات العقالنية كالتمحيص كالنقد المكضكعي كجماع ىذه اآلليات ال يمكف أف تجتمع في قا صر مف حيث التككيف النفسي كاف نمكذج ىذا اإلنساف لف يقبؿ عمى نفسو االستعمار أي ا كاف شكمو كنكعو

134 الفصل الثالث التنمية الماهية والتنظير التكوين السياسي: أم تحقيؽ معادلة االنسجا بيف الفرد كالدكلة بخمؽ فمسفة ذات رؤية كاضحة لمسألة الحؽ ك الكاجب كذلؾ بتأصيؿ تقدي الكاجب عمى الحؽ في ذىف األف ارد فمف شأف ذلؾ أف ي أرب الصدع بيف الحاك ك المحكك كيكحد جيكدىما في خدمة التنمية. توفير المناخ االجتماعي: ك يتأتى ذلؾ مف خالؿ بناء شبكة العالقات االجتماعية ك التي يعتبر بناؤىا ضركريان لبركز مجتمع كفيؿ يحمؿ المشركع التنمكم ألنيا المحضف الذم يحضف األط ارؼ االقتصادية كالسياسية كالثقافية. إنيا تكفر الصالت الضركرية داخؿ العكال الثالثة: األشخاص كاألفكار كاألشياء. االكتفاء الذاتي في إطار التكاممي: يتصكر مالؾ بف نبي تحقيؽ االكتفاء الذاتي في إطار تكاممي عبر حمقة اقتصادية مكسعة تتعدل حدكد الدكلة القطرية إلى الحدكد العال اإلسالمي ما يمكف دكؿقمف أف تستيمؾ ما تنتج كؿ ذلؾ في إطار تنظي اقتصادم يسميو محكر طنجة جاكرتا كىك التنظي الذم يتصكره بف نبي أكثر مف تنظي اقتصادم ألف ما يمميو ىك المصير المشترؾ لتمؾ الدكؿ. تنمية اإلنسان واالستثمار فيو: يطمؽ بف نبي عمى ىذا المقك االستثمار االجتماعي ك ىك استغالؿ ك الكفاءات تأطير البشرية إلى أقصى حد ممكف ألنيا تمثؿ أرس الماؿ الحقيقي كفي ىذا المقا يصر بف نبي عمى أف الماؿ كحده ال يبني الدكؿ بقدر ما يبنييا المجتمع بما يممكو مف استعدادات ذىنية كعقمية كيسكؽ المثؿ التالي :أف أمريكا ال تستطيع أف تشترم نيكيكرؾ لكنيا تستطيع بإمكانيا االجتماعي بناء مئات المدف مثؿ نيكيكرؾ.كيردؼ بالمث اؿ األلماني فالحرب العالمية الثانية دمرت ألمانيا بشكؿ شبو كمي لكف لما كاف أرسماليا االجتماعي سميما كغنيا باألفكار كمصد ار قيميا فإف مدة إعادة بناؤىا كانت قياسية جدا. - - مالؾ بف نبي ميالد مجتمع ط 6 دار الفكر دمشؽ 6 ص. 7 مالؾ بف نبي المسم في عال االقتصاد مرجع سابؽ ص. 74

135 الفصل الثالث التنمية الماهية والتنظير احت ارم الخصوصية المجتمعية: يرل بف نبي أف اإلنساف ك إف كاف متساك بيكلكجيا مع أخيو اإلنساف في كؿ بقاع األرض فاف ىناؾ اختالؼ يبرز ب مف بني اإلنساف عند اجتماعي ببعض. أم أف االختالفات حاصمة بيف المجتمعات لذلؾ نجده يفرؽ بيف اإلنساف ك الفرد فاإلنساف ىك ذلؾ الكائف البيكلكجي كالفرد ىك ذلؾ الكائف المتفاعؿ مع محيطو مف ىذا المنطمؽ يشترط ضركرة م ارعاة كاحت ار خصكصية المجتمع عند اإلقدا عمى تنميتو. كيضرب في ىذا اإلطار مقارنة بيف اإلنساف األلماني ك اإلنساف االندكنيسي مف خالؿ مشركع الدكتكر شاخت الذم نجح في المجتمع األكؿ كفشؿ في المجتمع الثاني كذلؾ الف المشركع ك المخطط منبثؽ مف ألمانيا بخصكصياتيا المادية ك الذىنية ك الثقافية. التمكين األخالقي في العمل االقتصادي: يرل بف نبي أف االقتصاد محكك بالسياسة كاف ىذه األخيرة في كثير مف األحياف ال يردعيا اردع األ خالؽ كمف ثمة فاف ال أخالقيتيا تنعكس عمى االقتصاد مف خالؿ جممة مف. االنح ارفات عمى مستكل العمميات االقتصادية كاإلنتاج ك التكزيع كاالستيالؾ ك النظاميف الذيف عاصرىما ال أرسمالية ك الماركسية ] سقطا في فخ االنح ارؼ فال أرسمالية فتحت الباب لمتكحش [ المالي عمى حساب المصمحة العامة فتفكؾ المجتمع إلى طبقات كاختمت شبكة العالقات بيف المنتجيف ك المستيمكيف ك الماركسية جردت اإلنساف مف مي ازتو اإلنسانية حينما أؿ غت الممكية الخاصة. كمف ىذا المنطمؽ ينادم بف نبي كشرط لتحقيؽ النيضة ك التنمية الحقيقية بضركرة أخمقة االقتصاد. كضبط معادلة اإلنتاج ك االستيالؾ كفقا لمعادلة الحؽ ك الكاجب بعيدا عف المنظكر السياسي الذم يتالعب بيذه المعادلة كذلؾ حيف يضخ كيممع الحقكؽ عمى حساب الكاجبات. إف كؿ المقكمات التنمكية السالفة الذكر ما ىي في حقيقية األمر إال نتاج مباشر لحضكر كامت ازج عناصر ثالثة بدكنيا أك بدكف إحداىا تككف التنمية مستحيمة ىذه العناصر ىي اإلنساف كالت ارب كالكقت يقكؿ بف نبي " ليس من الضروري وال من الممكن أن تكون لمجتمع فقير - -

136 الفصل الثالث التنمية الماهية والتنظير المميا ارت من الذىب كي ينيض, و إنما ينيض بالرصيد الذي وضعتو العن اية اإلليية بين يديو من اإلنسان و الت ارب و الوقت". مالؾ بف نبي بيف الرشاد ك التنمية ط 6 دار الفكر دمشؽ 6 ص

137 الفصل الثالث التنمية الماهية والتنظير استخالص: أرينا عمى مدار ىذا الفصؿ كيؼ أف التنمية ليست عممية اعتباطية إنما ىي محككمة بجممة مف القكاعد ك المبادئ ك التي تشكؿ مكجيات كمحددات ضركرية لمسار العممية التنمكية كما أرينا أف التنمية ليست عمى نكع كاحد بؿ ىي عمى أنكاع عدة تستقي تنكعيا مف مجاالت تطبيقاتيا فكانت بذلؾ تنمية اجتماعية.ك تنمية اقتصادية كتنمية ثقافية كتنمية تعميمية ك تنمية صحية كأف جميع ىذه األنكاع تصبك إلى أىداؼ حسب المستكل المقصكد منيا. كما تعرفنا مف خالؿ الفصؿ عمى أى العكائؽ التي تعترض سبيؿ التنمية كالفعؿ التنمكم عمكما كبدكرىا العكائؽ تتعدد كتتنكع بيف اجتماعية كامنة في البناء االجتماعي كصادرة عنو كاقتصادية تتعمؽ بالمقد ارت كالمقد ارت االقتصادية لمبمد ككذا سياسية باعتبار التنمية ق ارر سياسي قبؿ كؿ شيء. كما بحث الفصؿ نقطة غاية في األىمية ك ذات عالقة كثيقة بمكضكع الد ارسة في مجممو كىي أثر البنية االجتماعية عمى التنمية كذلؾ مف خالؿ محدديف اثنيف كىما الطبقات االجتماعية كالدكلة كاتضح أف ليما أثر كاضحا ككبي ار عمى التنمية خاصة في الدكؿ العربية كدكؿ العال الثالث. كل يغفؿ الفصؿ الجانب التنظيرم فبحث في نظريات التنمية كتناكالتيا لمعال الثالث بصفة عامة لكف ذاؾ البحث كاف كفؽ رؤية خاصة تفيئية تصنيفية باألساس مرجعيا الب ارءة مف التجاذبات األيديكلكجية كخدمة التنمية المحمية

138 الفصل الرابع التراث الشعبي كرافع للتنمية الفصل ال اربع الت ارث الشعبي ك ارفع لمتنمية - 5 -

139 الفصل الرابع التراث الشعبي كرافع للتنمية تمهيد : بعد أف يبحث في البناء الييكمي لمت ارث الشعبي مف حيث األقسا و العناصر و الجدؿ الدائر حوليا بيف المادي و الالمادي ويفصؿ في كيفية تشكؿ الت ارث مف خالؿ بحث متى يصبح شيء ما ت ارثا شعبيا. ينطمؽ ىذا الفصؿ نحو مناقشة عدة نقاط خالفية إلى حد ما تبحث األولى في سؤاؿ الوجود باألساس وذلؾ بالبحث عف موقع الت ارث حاض ار ىؿ ىو ارسب ثقافي أ فاعؿ وظيفي يؤدي دو ار ما.بينما تبحث الثانية في نقطة ذات صمة باألولى وىي لقاء الت ارث الشعبي مع العولمة و بحث مخاضات ذلؾ المقاء ث تعرج الثالثة عمى تمظي ارت الت ارث الشعبي في الوعييف الثقافييف العربي و الغربي ونسج مقارنة ضمنية بينيما إلى حد ما لتشكؿ ال اربعة محور الفصؿ ببحثيا في عالقة الت ارث الشعبي بالتنمية ومساءلة ىذه العالقة وامكانيات وجودىا. أوال : أقسام وعناصر الت ارث الشعبي جدل المادي والالمادي. تحفؿ الم ارجع بتقسيمات عديدة تناولت الت ارث الشعبي وقبؿ أف نسترسؿ في استع ارض التقسي عمينا أف ننبو إلى أف جميعيا تقريبا يتفؽ عمى التقسي الثنائي الذي يجعؿ الت ارث الشعبي قسماف رئيسياف و يجدر بنا كذلؾ التنبيو إلى حالة الخمط التي تعرفيا بعض الم ارجع بشأف تقسي أو تبياف أقسا الت ارث الشعبي ففي ىذا اإلطار يمكف لممطمع الباحث أف يمحظ حالة والالتمايز بيف الت ارث الشعبي كميداف والت ارث الشعبي كعم قائ بذاتو لو أبجدياتو المعرفية المنيجية. تكاد تجمع التقسيمات في ىذا الشأف إلى أف الت ارث الشعبي صنواف أو قسماف كبي ارف وذلؾ تبعا لمنمط والشكؿ واف كانت تمؾ التقسيمات متفقة عمى ثنائية التقسي فإنيا تختمؼ عمى محتويات ومضاميف كؿ قس واف كاف االختالؼ ال يصؿ إلى درجة التعارض بقدر ما يتعمؽ بالزيادة والنقصاف وىنا نجد عمر الساريسي يقس الت ارث الشعبي إلى قسميف األوؿ الثقافة الشعبية القولية والثقافة الشعبية المادية ونالحظ ىنا أف الساريسي ي اردؼ بيف مفيومي الت ارث - 6 -

140 الفصل الرابع التراث الشعبي كرافع للتنمية الشعبي والثقافة الشعبية مع أف الد ارسات المتخصصة المتأخرة في ىذا الشأف تنزع إلى التفريؽ بيف المفيوميف مف منطمؽ أف الثقافة الشعبية تستغرؽ المجاليف الزمنييف الماضي والحاضر بينما الت ارث الشعبي يمكف أف يسجؿ حضوره في الحاضر لكنو باألصؿ امتداد ماضوي وسنأتي عمى التفصيؿ بعض الشيء في ىذه النقطة في ىذا الفصؿ. وبالنسبة لذات الباحث فاف القس األوؿ مف الت ارث الشعبي الذي يسميو الثقافة الشعبية القولية يشمؿ الحكايات واألغاني والمعتقدات والعادات. أما القس الثاني الذي يطمؽ عميو مسمى الثقافة الشعبية المادية فيو يشمؿ األدوات اليومية البينة وعم ارف البيوت واألزياء الشعبية واألكالت والنقوش. محاولة أخرى لتبياف أقسا الت ارث الشعبي واف كانت ىذه المحاولة تركف إلى التقسي التقميدي الذي ت استع ارضو آنفا إال أنيا تفصؿ أكثر في موضوعات كؿ قس وتوسع دائرتيو ( إلى حدود كبيرة ونجد ىذا عند "ع از المطور" الذي يقس الت ارث الشعبي إلى الشفيي الالمادي( والت ارث المادي ىذا األخير الذي يشتمؿ كؿ الوسائؿ المادية المحسوسة أو المنظورة التي يستخدميا المجتمع فردا أو جماعة في سياؽ حياتو.وىي تشمؿ أدوات الزينة البسيطة كالمكحمة والمشط واألدوات الموسيقية وكذا أدوات الطبخ وأدوات الحياكة والغزؿ واألدوات الز ارعية والمالبس وغيرىا وانتياء بنمط البيوت والمساجد والكنائس والمعابد عموما بينما يتسع نطاؽ الت ارث الالمادي ليشمؿ اآلداب الشعبية األغاني األلحاف الرقص الحك األمثاؿ األع ارؼ األلعاب الشعبية القصص الفمؾ والتنجي وق ارءة الطالع والحظ. عمى صعيد المكونات والعناصر يرى محمد الجوىري أف الت ارث الشعبي يشمؿ المعتقدات واألغاني والرقصات والمغة والتنظي االجتماعي واالقتصادي وتفسير العال والقوانيف التي تسيير وفقيا ظواىر الكوف والقانوف والعرؼ والمسكف والرس والتصوير والنحت والعادات والعرؼ والفنوف والحرؼ وأشكاؿ السموؾ في مختمؼ ظروؼ الحياة واألدب الشعبي الشفيي عمر الساريسي مرجع سابؽ ص. ع از أبو حما المطور مرجع سابؽ ص

141 الفصل الرابع التراث الشعبي كرافع للتنمية المتناقؿ مف جيؿ إلى جيؿ وكؿ عناصر الحياة المادية االجتماعية والروحية ألي مجتمع إنساني. عمى الرغ مف الجامعية والتفصيؿ التي تميز بيما مجاؿ الت ارث الشعبي وعناصره عند محمد الجوىري إال أننا نتفؽ مع صالح ال اروي الذي يذىب إلى القوؿ أف جؿ تقسيمات الت ارث الشعبي أىممت عنصر القي بحجة أف القي تقؼ و ارء كؿ العناصر مف خالؿ انعكاسيا عمييا وتحميميا مف خالليا كما يمكف العثور عمى حجة أخرى وىي أف ىذه التقسيمات انصبت عمى المادة التي يمكف جمعيا ميدانيا وىو ماال ينطبؽ عمى القي في ظف البعض مف منطمؽ أنيا ذات طبيعة تجريدية لكف ىذا التبرير يصطد بحقيقة وجود بعض العناصر ذات طبيعة تجريدية كالمعتقدات والتصو ارت نفسيا كما أف كثي ار مف العناصر ما ىي إال تجميات لغيرىا مف العناصر فقد خمقت قيمة الذكورة مثال معتقدات وتصو ارت خاصة بالمولود الذكر وتخمؽ ممارسة احتفالية عمى نحو خاص يعكس مالمح ىذه القيمة وتخمؽ كذلؾ الصيغة التشكيمية المادية واألدبية التي تمثؿ جانبا أساسيا في مثؿ ىذه الممارسة االحتفالية ( السبوع نصوص أغاني( بينما ال تستطيع واحدة مف ىذه المفردات أف تخمؽ عنص ار اعتقاديا أو تصوريا وعميو 3 يتصور ال اروي أف عناصر الت ارث الشعبي تكوف كما يمي : القي والمعتقدات والتصو ارت. الخب ارت والمعارؼ. العادات والتقاليد والممارسات. الفنوف ( القولية اإليقاعات الحركية التشكيمية(. الثقافة المادية. محمد الجوىري الت ارث الشعبي بيف الفولكمور و عم االجتماع مرجع سابؽ ص 3. صالح ال اروي الثقافة الشعبية و أوىا الصفوة مركز الحضارة العربية القاىرة ص 303. المرجع نفسو ص

142 الفصل الرابع التراث الشعبي كرافع للتنمية لو نعمد إلى تدقيؽ النظر سواء في تعاريؼ الت ارث الشعبي وكنا قد تطرقنا إلى عدد معتبر منيا في فصؿ المقاربة النظرية وتحديدا عنصر المفيو أو في مكونات وعناصر الت ارث التي استعرضناىا آنفا سنقؼ عمى جدؿ خفي بيف نزعتيف األولى ال مادية بينما الثانية تقح المادية إلى جانب الالمادية. بالنسبة لمف يناصر النزعة الالمادية في الت ارث الشعبي تمتد نزعتي تمؾ إلى أري في الثقافة ككؿ إذ ىناؾ مف ال يعترؼ بالعناصر المادية كمكونات ثقافية ويمكف أف نممس ىذا عمى سبيؿ المثاؿ في تعريؼ تايمور لمثقافة بقولو: ( ذلؾ الكؿ المركب الذي يشتمؿ عمى المعرفة والمعتقدات والفنوف واألخالؽ والقانوف والعرؼ وغير ذلؾ مف المقد ارت والعادات التي يكتسبيا اإلنساف بوصفو عضوا في المجتمع.) أكثر مف ىذا يمكف أف نعثر عمى عديد التعاريؼ التي تحصر الت ارث الشعبي تحديدا في * الجانب الالمادي فقط ومنيا قاموس الفمكمور األمريكي الذي يرى الت ارث الشعبي ىو " جميع المعتقدات الشعبية القديمة والعادات والمأثو ارت التي استمرت متوارثة بيف العناصر األدنى ثقافة في المجتمعات المتحضرة حتى الوقت الحاضر ". ويقصي باسكو Bascom بدوره الجانب المادي مف مكونات الت ارث الشعبي عندما يحصر مكوناتو في األساطير والقصص والخوارؽ والحكايات الشعبية واألمثاؿ الشعبية واأللغاز 3 والنظ ويبدو أف ىذه اآل ارء متأثرة بالنظريات المثالية التي تنكر األساس المادي لمثقافة زيادة عمى ذلؾ الميؿ العا نحو ترؾ د ارسة الثقافة المادية في المجتمعات البدائية لالنثروبولوجيف في حيف يكوف بحث ىذه الموضوعات المتقدمة ضمف اختصاص الفمكمورييف. * 3 تيري إيجمتوف فكرة الثقافة ت ثائر أيوب دار الحوار 0 ص 80. أنظر فصؿ المقاربة المنيجية مف ذات الد ارسة مبحث المفاىي. فوزي العنتيؿ: الفولكمور ما ىو مرجع سابؽ ص 36. المرجع نفسو: ص

143 الفصل الرابع التراث الشعبي كرافع للتنمية عمى الضفة المقابمة نجد مف يقح الجانب المادي لمت ارث الشعبي وىو ما نجده في " قاموس " واديف" و روزنتاؿ" الذي يوسع نطاؽ الثقافة وضمنيا الت ارث الشعبي بوصفو أحد " أقساميا بإشارتو إلى أنيا عبارة عف كؿ القي المادية والروحية ووسائؿ خمقيا واستغالليا. أما فيقح بدوره الجانب المادي بقولو: " يدرس الفمكمور الحياة الشعبية في سانتيؼ" "Saintyves" البالد المتحضرة أو يدرس الثقافة المادية والفعمية والطبقات في البالد المتحضرة".وبغض النظر عف اإلشا ارت التمييزية التي يحوييا ىذا التعريؼ فانو يشير ص ارحة إلى احتواء الجانب المادي والى جانب ىذا نجد اسماءا ثقيمة "مف مختصي الحقؿ الثقافي تجمع بيف الجانبيف المادي والالمادي في الثقافة ككؿ وفي الت ارث مف باب االستغ ارؽ واالحتواء بوصؼ ىذا األخير احد أقسا الثقافة فنجد ىيرسكوفتش Heroskovits يوسع دائرة الثقافة لتشمؿ البيئة التي ىي مف صنع اإلنساف بينما يبدو األمر أكثر وضوحا عند مالينوفسكي Malinonwski الذي يرى أف 3 الثقافة ىي المي ارث االجتماعي الذي يشتمؿ عمى العناصر المادية والموروثة. إف ىذا الجدؿ تمتد بعض ضفافو إلى تمييز أو جدؿ اكبر ساد بعض الوقت حوؿ الفرؽ بيف مفيومي الحضارة والثقافة فقد كاف بعض العمماء يقصروف كممة ثقافة عمى األمور المعنوية فقط ومف البدييي تبعا لذلؾ أف يخرجوف مف الت ارث الشعبي كؿ األمور المادية وبالمقابؿ يجعموف كممة حضارة دالة عمى كؿ ما يتعمؽ بالجوانب المادية. وفقا لع از المطور فاف الجانب المادي ال يمكف تجاىمو إذ أف النتاجات المادية وباألخص تمؾ المتعمقة باالعتقادات أو الطقوس أو العادات تحمؿ دالالت كبيرة ليا أىميتيا في في واغناء الجوانب البحثية المتعمقة بالموضوعات الالمادية فيي في احد جوانبيا وثائؽ رمزية لظواىر معينة وىي أيضا عناصر فاعمة في النسيج الثقافي االجتماعي الذي يجسده الفمكمور غريب محمد سيد أحمد عبد الباسط عبد المعطي: عم االجتماع دار المعرفة الجامعية اإلسكندرية ص فوزي العنتيؿ مرجع سابؽ ص 47. فاتف محمد شريؼ: الثقافة و الفولكمور دار الوفاء اإلسكندرية 8. ص

144 الفصل الرابع التراث الشعبي كرافع للتنمية وبعض منيا يعد تمثال مجسدا لبعض األفكار والمعتقدات والطقوس دائما وحسب ذات الباحث فاف الجانب المادي لمت ارث الشعبي في المجتمعات العربية أصبح يستأثر باالىتما أكثر مف الجوانب الالمادية فتقا لو المتاحؼ والمعارض ويستخد كديكو ارت فنية في المطاع والفنادؽ الفاخرة وكذا المنازؿ وغدا الجانب المادي مف الت ارث الشعبي وفقا ليذا يعامؿ معاممة اآلثار التي ترمز إلى الحضا ارت أو إلى الحقب الزمنية السالفة.ويذىب ىذا الباحث إلى االعتقاد باف تمؾ الجوانب المادية مف آالت وأواني ومعمقات تكتسب أىميتيا الحقيقية مف المضاميف التي تختص خمفيا أو في ثناياىا وليس مف ذاتيا وفي اإليحاءات الكثيرة فييا اجتماعيا وفنيا وتاريخيا وسياسيا.. المنظمات الدولية المعنية بالشأف الثقافي والت ارث الشعبي وعمى أرسيا منظمة اليونسكو تقؼ في منتصؼ المسافة عندما تجمع في عنايتيا بيف الجانبيف المادي والالمادي فتجعؿ الثقافة المادية شاممة لرصيد التكنولوجيا والمصنوعات المادية لدى الجماعة البشرية والتي تتضمف العناصر المرتبطة بأنشطة توفير المعاش وكذلؾ العناصر التي أنتجيا اإلنساف 3 ألغ ارض الزينة والفف والطقوس أما عف الت ارث الالمادي فقد نصت اتفاقية اليونسكو الصادرة في باريس في 7 باريس أكتوبر 3 حوؿ حماية الت ارث الثقافي غير المادي عمى االعت ارؼ بأىمية الت ارث الثقافي غير المادي وحددت االتفاقية مواده في : التقاليد وأشكاؿ التعبير الشفيي بما ذلؾ المغة واسطة لمتعبير. فنوف وتقاليد أداء العروض. الممارسات االجتماعية والطقوس واالحتفاالت. المعارؼ والممارسات المتعمقة بالكوف والطبيعة. ع از المطور مرجع سابؽ ص 35. المرجع نفسو ص 57. فاتف محمد شريؼ: مرجع سابؽ ص

145 الفصل الرابع التراث الشعبي كرافع للتنمية الميا ارت المرتبطة بالفنوف الحرفية التقميدية. وحسب لجنة الفمكمور االيرلندية فاف الت ارث الشعبي يشمؿ : وسائؿ المعيشة واعالة األسرة. وسائؿ االتصاؿ واألعماؿ التجارية. االستيطاف واإلقامة. المجتمع وأشكاؿ العالقات االجتماعية. الحياة اإلنسانية. الطبيعة والزمف. الطب الشعبي. أصوؿ وقواعد المعتقدات الشعبية والممارسات. الت ارث األسطوري. الت ارث التاريخي. الت ارث الديني. الرياضة وأوقات الف ارغ.. كحوصمة لما تقد مف نقاش وأ ارء حوؿ ىذه النقطة نقوؿ أف االتفاؽ حاصؿ حوؿ ثنائية التقسي لمت ارث الشعبي بيف المادي والالمادي واف كانت بعض اآل ارء تخرج الجانب المادي فيي ال تمبث أف تعيده مف حيث ال تدري عندما تجعؿ مف الت ارث الشعبي الشفيي نتيجة احتكاؾ مباشر بالبيئة وىو الحاصؿ فعال فاإلنساف الشعبي عندما يتخيؿ ويقص ويحس ويقرض شع ار ويمارس طقسا ويحصؿ معرفة إنما يفعؿ كؿ ذلؾ في بيئة محسوسة ممموسة وبدييي أف يكوف نتاج ذلؾ إنتاجات مادية تمثؿ الصورة المحسوسة لتكتمؿ الموحة الت ارثية بيف المادي والالمادي. المرجع السابؽ ص 57. المرجع نفسو ص

146 الفصل الرابع التراث الشعبي كرافع للتنمية ثانيا:. نشأة الت ارث لو نطرح السؤاؿ التالي : ما ىو الت ارث قد يبدو السؤاؿ بحثا في المفيو لكنو غير ذلؾ ألننا ىا ىنا نتساءؿ متى نطمؽ عمى شيء ما ت ارثا أو باألحرى متى يصبح ت ارثا وما " ىنا تشي بوضوح بتكمي زمني عمى الرغ مف حساسية مثؿ ىذه األسئمة في العمو االجتماعية لكننا نعتقد أف ىذا السؤاؿ ال بد أف يطرح فيؿ كؿ نتاجات الجيؿ الماضي تشكؿ ت ارثا في ىذا الصدد نعتقد أف قد ار مف الت اركمية الزمنية مطموب إلى حد ما لكي نطمؽ عمى شيء ما مسمى ت ارث وفي ىذا يرى شيمز أف العنصر االعتقادي أو السموكي يجب أف يستمر ثالثة أجياؿ عمى األقؿ أيا كاف طوليا أو قصرىا لكي يمكف أف يعد ت ارثا. والحقيقة أف كال شيمز ىذا يكشؼ عف عامؿ مي آخر وىو االستم ارر بيف األجياؿ أو االنتقاؿ مف جيؿ ألخر بشكؿ تدريجي مع وجود بعض اإلضافات والتغي ارت الطفيفة التي ال تمس بالجوىر فالموضة مثال ال تشكؿ ت ارثا ألنيا " يجب أف تجد مف يتقبميا بسرعة نسبية ومف جانب قطاع كبير مف السكاف في مدى عمرىا الوجيز". واف ل تفعؿ ذلؾ فستندثر حاؿ ظيورىا عمى عكس الت ارث الذي ينتشر بشكؿ تدريجي. واذا عدنا مرة أخرى إلى سؤاؿ االنطالؽ ما ىو الت ارث نجده ينفتح عمى حاضنة ميمة تتعمؽ ىذه المرة بداللة الشعبي فيؿ كؿ ما خمفو الشعب ىو الت ارث الشعبي أو بصيغة أخرى ىؿ كؿ ما مصدره الشعب ىو الشعبي إف اإلجابة عمى ىذا السؤاؿ باإليجاب شريطة االقت ارف بتغمغؿ المنتج أيا كاف ماديا أو فكريا أو سموكيا في الشعب وتوافره عمى الشرطيف المذكوريف أعاله ( الت ارك الزمني واالنتقاؿ( مضافا إليو الممارسة المشتركة والكتابات في ىذا الشأف تنزع إلى أف مصطمح الشعبي ىو لمتمييز أي تمييز الت ارث الشعبي عف الت ارث غير الشعبي الذي يمثؿ الثقافة العالمة " المنقولة مجموعة مف أساتذة الجامعات: الت ارث و التغيير االجتماعي الكتاب األوؿ اإلطار النظري و ق ارءات تأسيسية مركز البحوث و الد ارسات جامعة القاىرة ص 60. المرجع نفسو ص

147 الفصل الرابع التراث الشعبي كرافع للتنمية بطرؽ النقؿ الرئيسية وىي الكتابة والتدويف وفؽ المناىج بحث متعددة " وىذا الت ارث األخير ىو في األغمب معمو االنتساب ( المؤلؼ( عمى عكس الت ارث الشعبي المنقوؿ بالتداوؿ والمشافية. بالعودة إلى المحطة البحثية السابقة التي ناقشنا فييا أقسا وعناصر الت ارث الشعبي ومف خالؿ المتابعة واالستقصاء الدقيؽ لتمؾ العناصر ( قس معتقدات عادات وتقاليد وممارسات األدب الشعبي الثقافة المادية...( نمتئ عمى فكرة رئيسية مشتركة وىي مجيولية النسب لكؿ تمؾ العناصر أو ما يسمى بحقوؽ الممكية المشتركة لألجياؿ المتعاقبة وذلؾ يضفي بطريقة مباشرة إلى سمة الشعبي. ونشير في ىذا المقا إلى أف العمؽ الزمني الواجب توفره في الت ارث يختمؼ عف ذلؾ العمؽ الزمني الذي نجده في اآلثار والعاديات والمستحثات باألخص إذا كنا نأخذ بالنظرة المزدوجة التي تجمع بيف المادية والالمادية في الت ارث الشعبي ذلؾ أف العمؽ الزمني في الت ارث الشعبي قصير قياسيا إلى نظيره في اآلثاريات والحضا ارت القديمة المندرسة. ففي ىذا اإلطار يمكف أف نطمؽ عمى معتقدات وممارسات وانجا ازت الجيؿ األوؿ قياسيا إلى الجيؿ الثالث ت ارثا شعبيا شريطة توافر الشروط سابقة الذكر ولعؿ ىذه الفكرة ىي ما تذىب عديد التعاريؼ لمت ارث الشعبي إلى تأكيدىا ومنيا: " الت ارث الشعبي ىو الرواسب العممية والثقافية المتأخرة لمخبرة اإلنسانية والتي تكونت عمى مدى العصور وذلؾ الف التغير كاف أكثر بطئا واقؿ تعاقبا في األزمنة المبكرة وعمى ذلؾ فاف العادات المبكرة والعقائد قد استغرقت وقتا أو زمنا أطوؿ لكي تتشكؿ و تتحصف بعمؽ في الالشعور لدى األجناس المختمفة ".وبغض النظر عف فكرة الرواسب التي يطرحيا ىذا التعريؼ في نظرتو لمت ارث الشعبي وىي الفكرة التي سنأتي عمى مناقشتيا الحقا فاف فيو إشارة صريحة إلى محدودية العمؽ الزمني في الت ارث الشعبي وذلؾ عندما يرى أف الت ارث الشعبي ىو الرواسب العممية والثقافية المتأخرة لمخبرة اإلنسانية. عبد المجيد لطفي " الت ارث الشعبي ىؿ ىو شيء منعزؿ" مجمة الت ارث الشعبي العدداف 984 و ازرة الثقافة و اإلعال الع ارؽ ص 09. فوزي العنتيؿ: بيف الفولكمور و الثقافة مرجع سابؽ ص

148 الفصل الرابع ويعضد ىذا الطرح تعريؼ آخر نستعرضو التراث الشعبي كرافع للتنمية " الت ارث الشعبي ىو الموروثات الثقافية في شعب مف الشعوب في الم ارحؿ المتأخرة لمثقافة ". بدوره يكشؼ ىذا التعريؼ عف مقدار وجيز نسبيا مف الزمف ليتحوؿ إبداع شعبي ما إلى ت ارث واف كاف قد وظؼ مفيوما أكاديميا لمداللة عمى الت ارث الشعبي وىو الموروثات الثقافية وفي ىذا كال إذ الموروثات قد تتخذ أشكاال أوسع واشمؿ مف الت ارث الشعبي. ضمف ذات السياؽ أف نشير إلى ذلؾ المبس الحاصؿ حوؿ تمييز الت ارث الشعبي مف غيره إف عمى مستوى المفيو أو عمى مستوى الميداف وباألخص في تقاطعو مع الثقافة الشعبية فيذه األخيرة تختمؼ عف الت ارث الشعبي في أنيا تستغرؽ الجانب اإلبداعي الشعبي خصوصا الشفيي منو في حيف يمتد الت ارث الشعبي ليشمؿ ىذا األخير إلى جانب ط ارئؽ الحياة ومنتجاتيا المختمفة كما يختمؼ الت ارث الشعبي عف المأثو ارت الشعبية في كوف ىذه األخيرة تشترؾ ىي األخرى مع الثقافة الشعبية مف حيث عنايتيا باإلبداع الشعبي باألخص الشفيي لكف الفرؽ الجوىري يكمف في أنيا مجموعة مف طرؼ باحثيف متخصصيف في ىذا المجاؿ. ثالثا: الت ارث الشعبي بين ال ارسب والوظيفة. إذا كاف الت ارث الشعبي في داللتو العامة ىو العتيؽ الماضي أو ىو انجاز وتجربة الماضي أو خالصة سياقات زمنية ومكانية غير آنية فما الذي يفعمو مف مجتمعات الحاضر ولماذا يستمر في التواجد بيا ىؿ ىو عاديات مف نوع خاص تشكؿ جزءا مف ديكور الحاضر أ انو ظاىرة حية تعيد إنتاج نفسيا باستم ارر مع المحافظة عمى الوجو القدي أ أف لو تجميات في الذات الجمعية ل نقو عمى إد اركيا بمعنى آخر ىؿ الت ارث الشعبي ارسب ثقافي جامد أ ىو عنصر ثقافي حي يؤدي وظيفة ما في المجتمع. وإ ازء ىذا انقسمت اآل ارء فيناؾ مف يعتبر الت ارث الشعبي ارسب ثقافي واف حضوره ليس سوى حضور شكمي وىناؾ مف يقؼ عمى العدوة األخرى ليؤصؿ لوظيفة أوظائؼ لمت ارث الشعبي. المرجع السابؽ ص

149 الفصل الرابع التراث الشعبي كرافع للتنمية وقبؿ المضي نحو استع ارض السجاؿ بيف ال أرييف سنقؼ أوال عند مفيو مي وىو ال ارسب الثقافي فمقد أثار ىذا المفيو جدال حادا بيف العمماء منذ أمد طويؿ نسبيا حيث يعود ذلؾ الجدؿ إلى المدرسة التطورية ومناىضييا مف الوظيفييف أساسا. Main ماكمنياف لقد بدأت فكرة ال ارسب عند التطورييف األوائؿ أمثاؿ " ميف" M.clenan ومورجاف Morgen وتعني الرواسب عندى استم ارر بعض العادات أو التقاليد كمخمفات مف الماضي أما تايمور فيرى أف الرواسب ىي العمميات الذىنية واألفكار والعادات وأنماط السموؾ واآل ارء والمعتقدات القديمة التي كانت سائدة في المجتمع في وقت مف األوقات والتي ال ي ازؿ المجتمع محافظ عمييا ويتمسؾ بيا بعد انتقالو مف حالتو القديمة إلى حالة جديدة تختمؼ فييا الظروؼ كؿ االختالؼ عما كانت عميو في الحالة األولى التي أدت في األصؿ إلى ظيور تمؾ األفكار والمعتقدات والعادات واى ما يميزىا ىو فقدانيا لوظيفتيا ومعناىا ويعتبر ىذا التعريؼ ميما في نظر مارجريت ىودجف M.hodgen ألنو خمص مفيو ال ارسب مف شوائب التطور بيف القدامى الذيف استخدموه إلعادة بناء النظ القديمة عند البدائييف وىي النقطة الخالفية التي سنأتي عمى التفصيؿ فييا الحقا. بالعودة إلى الجدؿ حوؿ ما إذا كاف الت ارث الشعبي ارسب ثقافي أ انو عنصر ثقافي يضطمع بوظيفة في المجتمع يرى التطورييف أف الرواسب عناصر ثقافية متحجرة كانت تؤدي وظيفة ما في زمف ما لكنيا اآلف ليست كذلؾ إال أنو يمكف توظيفيا لمتعرؼ عمى مسيرة التطور اإلنساني فيي باقية وال وظيفة ليا لتؤدييا حيث يقوؿ كؿ مف جاكوبس Jacobs وستيرف Stern "الرواسب سمة ثقافية مستبقاة بوظيفة ضئيمة أو دوف وظيفة عمى اإلطالؽ" ويرى أصحاب ىذا االتجاه أف انتياء تأثير الت ارث في الحياة االجتماعية ضمني وذلؾ بسبب تدفؽ التغيي ارت الحياتية وفي ىذا يقوؿ شيمز "... كما أف عالقتنا بالماضي تتس بقدر كبير مف كامؿ عبد المالؾ ثقافة التنمية د ارسة في أثر الرواسب الثقافية عمى التنمية المستدامة دار مصر المحروسة القاىرة 8 ص 7. المرجع السابؽ ص

150 الفصل الرابع التناقض والالتجانس. التراث الشعبي كرافع للتنمية حقيقة إف القوة المعيارية التي نعزوىا إلى ممارسة أو تنظي أو معتقد مف الماضي قد بمغت مبمغا كبي ار مف الضعؼ والخفوت بؿ يمكف القوؿ حقيقية أنيا قد انطفأت كمية كموقؼ أو وجية نظر فكرية ومف ث نجد أف تقميدية المعتقد أو الممارسة أو التنظي المعيف ال تستطيع أف تقاو طويال الحجج واآل ارء التي تخمع عف بدائميا المعروضة صفات الفاعمية أو العقالنية أو المالئمة أو العصرية أو التقدمية. طرح آخر يدع ما تقد ذلؾ الذي يتعمؽ بالنزعة الفردية المعاصرة التي حنطت الت ارث بصفة عامة والت ارث الشعبي ( متجسدا في معتقدات ومعارؼ ومعايير الماضي( عمى وجو الخصوص.لقد أحالت ىذه الفردية الت ارث الشعبي عمى التقاعد وجعمتو ال وظيفيا وىي فعمت ذلؾ مف منطمؽ أف الت ارث الشعبي يمثؿ الجماعي المشترؾ الذي يحتوي الفرد يحد مف خيا ارتو وقناعاتو في المواقؼ وفي العالقات والمعتقدات بؿ انو يمارس صناعة الجاىز في كثير مف األحياف كما ىو الحاؿ في المثؿ الشعبي مثال الذي يزود الفرد بقوالب جاىزة تتطابؽ أو يبدو أنيا كذلؾ مع موقفو الحاضر مع أنيا تجربة مختمفة زمكانيا. إذف تحت ثقؿ بؿ وقناعات مف قبيؿ الفردية وروح العصر انحصر الت ارث الشعبي وتقمص حضوره إلى درجة الالوظيفة واستحاؿ مادة رسوبية ال حياة فييا نطؿ مف خالليا لمتفرج عمى نمط الحياة القدي فالنزعة الفردية ترى أف الذات ال تحقؽ ذاتيا إال بتجاوز جد ارف الت ارث ويت ذلؾ " عف طريؽ السماح لمدوافع الداخمية أف تظير عمى السطح واف تعبر عف نفسيا في. خب ارت الحياة المختمفة والنتيجة المنطقية ليذا أف يصبح الت ارث الشعبي عمى ىامش االىتما. ويضاؼ إلى ىذا زيادة االىتما بالحاضر بسبب ت ازيد اإلحساس بالمتع الحسية واالستيعاب الوافر لتفاصيؿ األحداث المعاصرة الذي تحقؽ مف خالؿ انتشار التعمي والتوسع الكبير لوسائؿ 3 اإلعال 34. المرجع نفسو ص 5. 3 مجموعة مف أساتذة الجامعات مرجع سابؽ ص المرجع نفسو ص 5. المرجع السابؽ ص

151 الفصل الرابع التراث الشعبي كرافع للتنمية في مقابؿ الطرح السابؽ تبرز أ ارء عممية أخرى تناقضو وترى في الت ارث الشعبي معنى دينامي يمارس وجوده وتأثيره عمى الحياة االجتماعية والثقافية يمثؿ في ىذا الطرح مجموعة مف العمماء مف بيني مالينوفسكي Malinovski الذي اعترض عمى مفيو ال ارسب الثقافي أصال و أرى انو غير عممي وغير دقيؽ.وتحت تأثير نزعتو الوظيفية يقوؿ: " تبقى الرواسب الثقافية ألنيا اكتسبت معنى جديد ووظيفة جديدة ". وحسب مالينوفسكي فاف الكشؼ عف ىذه الوظيفة موقوؼ عمى البحث والد ارسة في المجتمع المتواجد فيو عندئذ فقط ستتجمى تمؾ الوظيفة أو الوظائؼ بوضوح واف كاف ىذا قد تعرض لنقد شديد بخصوص فرضو الرئيس الذي مفاده ( كؿ بناء موجود ال بد أف يمعب وظيفة( فيو حسب منتقديو غير عممي ألنو غير مبرىف عميو فقانوف الظواىر االجتماعية ينص عمى انو عندما نشرع في إيضاح ظاىرة اجتماعية يجب أف نبرز السبب الكافي لوجودىا ووظيفتيا الكمية التي تنجزىا وىنا يقؼ ارلؼ لينتوف- رغ ميولو الوظيفية ليتساءؿ عف وجود بعض العناصر التي ال داللة ليا في الثقافة وال وظيفة.ويتساءؿ أىؿ ىذا ال أري: إذا كاف الت ارث الشعبي مجرد قوقعة فارغة ال تأثير ليا في مجريات الحياة االجتماعية والثقافية لماذا يستمر في الوجود إني يختصروف اإلجابة عمى ىذا السؤاؿ عندما ينطمقوف مباشرة نحو تعديد وتحديد وظائؼ الت ارث الشعبي المستقاة مف أعماؿ عمماء األنثروبولوجيا والت ارث الشعبي أمثاؿ وليا باسكو W.bascom ومالينوفسكي وروث بندكت اولى تمؾ الوظائؼ مستمدة مف 3 المحتوى االجتماعي لمت ارث الشعبي وموقعو في الحياة اليومية لمناس مف عالقات ومواقؼ اجتماعية ففي الحكاية الشعبية عمى سبيؿ المثاؿ يشد اروي الحكاية مجموعة مف الناس ويشاركي وتتحقؽ حالة مف االندماج بينو وبيني وفيما بيف بعضي بعضا فيكوف الموقؼ فرصة لحالة مف االمت ازج العالئقي ث إف االجتماع حوؿ ال اروي ال يحقؽ االستماع فقط بؿ يصاحب ذلؾ مجموعة مف الغايات االجتماعية كااللتقاء والنقاش باإلضافة إلى ما تحممو كامؿ عبد المالؾ مرجع سابؽ ص 0. جاؾ لومبار مرجع سابؽ ص 60. فاروؽ أحمد مصطفى مرفت العشماوي مرجع سابؽ ص

152 الفصل الرابع التراث الشعبي كرافع للتنمية الحكاية مف قي تعضد في الغالب النسؽ القيمي السائد كما يضطمع المثؿ الشعبي بدور بارز عبر آلية االستحضار التي يمارسيا الشعبي وفقا لمموقؼ فيو واف كاف يستشيد بو في موقؼ " خاص إال انو -أي المثؿ- يمثؿ موقفا جماعيا والمثؿ يمثؿ ىنا وسيمة لمعرفة الموقؼ الجماعي مف القضايا التي واجيت المجتمع خالؿ أحقاب الزمف المتواصمة وىي كفيمة بكشؼ طبيعية ونوعية ىذا الموقؼ إضافة إلى أنيا ستكوف وسيمة مف وسائؿ كشؼ الحقائؽ واألحداث التاريخية والتصو ارت الذىنية ألف ارد المجتمع وى يواجيوف مواقؼ تقتضي الحك فبواسطتيا تكشؼ خفايا المجتمع. ويقو الت ارث الشعبي بدور تثبيتي عندما يمتصؽ ويمارس بعض أف ارد ثقافة أو مجتمع ما مجموعة مف الشعائر والطقوس ويطبقوف مجموعة مف النظ التي تحك حياتي في بذلؾ يثبتوف ىذه الثقافة ويكسبونيا عبر الممارسة الجماعية روحيا وتميزىا واستم اررىا وترتبط بيذه الوظيفة وظيفة أخرى وىي وظيفة تحقيؽ التكامؿ الذي يعبر عنو سوسيولوجيا بػ: " التضامف االجتماعي ىذه الوظيفة التي تكشؼ عف نفسيا بوضوح في كتابات االنثروبولوجي االنجميزي " ارد كميؼ " ب اروف" ففي الغالب تعمؿ عناصر الت ارث الشعبي المختمفة عمى تحقيؽ وحدة عقمية تحفظ لمجتمع حدا مف التناسؽ في التصو ارت والسموكات والتوقعات وجميعيا يسي في اإلجابة عمى السؤاؿ الشيير لماذا يستمر المجتمع ويقو الت ارث الشعبي بوظيفة أخرى حيوية جدا باألخص في المجتمعات غير المتعممة أو تمؾ التي يقؿ فييا عدد المتعمميف وىي وظيفة التعمي فقد أثبتت الد ارسات االنثروبولوجية أف عناصر الت ارث الشعبي تحتوي خب ارت ومعارؼ ينظر إلييا أف ارد المجتمع بكثير مف االحت ار " والقداسة بؿ واف البعض ينظر إلييا بوصفيا حقيقة تاريخية.ويضيؼ باسكو" إلى كؿ ىذه الوظائؼ وظيفة أخرى وىي وضعو- أي الت ارث الشعبي- لممعايير الخمقية التي تسي في تمقيف مزىر الدوري "أىمية د ارسة األمثاؿ" مجمة الت ارث الشعبي العدداف 984 و ازرة الثقافة و اإلعال الع ارؽ ص. فاروؽ مصطفى مرفت العشماوي مرجع سابؽ ص

153 الفصل الرابع التراث الشعبي كرافع للتنمية الصغار ومكافأة أو معاقبة الكبار ومدى بالمستويات العممية والمنطقية ليواجيوا المصاعب المختمفة واف كاف احمد أبو زيد يرى انو مف الصعوبة بمكاف تحديد وظائؼ الت ارث الشعبي الف ذلؾ يستوجب د ارسة المجتمع بكؿ مكوناتو مف منطمؽ أف ىذه العناصر ال تتكوكب لتشكؿ وحدة مستقمة بؿ مبثوثة في مختمؼ األنساؽ االجتماعية بمعنى آخر يجب د ارسة البناء االجتماعي ككؿ لموقوؼ عمى الوظائؼ التي يؤدييا الت ارث الشعبي. اربعا: الت ارث الشعبي والعولمة. قبؿ االنطالؽ نحو التفصيؿ في ىذه المواجية أو المجابية التي تتخذ صفة أو صورة المعادلة الصعبة التحميؿ إلى حد ما مف منطمقات كثيرة كوف العولمة تمثؿ الجديد والت ارث يمثؿ القدي كما يمثؿ الت ارث الشعبي الخاص أو اليوية بشكؿ أدؽ بينما تمثؿ العولمة العا الكوني المشترؾ...الخ. قبؿ الخوض في ىذا ال باس أف نقؼ يسي ار عند مفيو العولمة عمى اعتبارنا أننا قد تعرضنا لمفيو الت ارث الشعبي بكثير مف التفصيؿ في أكثر مف محطة مف محطات البحث. بداية يجب أف نسم مع الدكتور مع بركات محمد م ارد أستاذ الفمسفة اإلسالمية بجامعة عيف شمس بالقاىرة أف العولمة مفيو م اروغ أو عمى األقؿ غير متفؽ عميو حيث يقترف في المخياؿ * العا بالضبابية أو االستعماؿ اآللي حتى عند بعض المثقفيف والمتعمميف ناىيؾ عف العامة. تاريخيا يعتبر مفيو العولمة حديث نسبيا حيث يقدر عمره بأكثر مف عشريف عاما بقميؿ فيو مف المفاىي التي وفدت إلى معج العمو االجتماعية واإلنسانية اثر تفكؾ منظومة المعسكر االشت اركي في أوروبا الشرقية وانتياء الحرب الباردة أواخر عقد الثمانينات وبيذا الفي ) تصبح العولمة م اردؼ لألمركة )نسبة إلى الواليات المتحدة األمريكية مف منطمؽ أف سقوط *.4 المرجع السابؽ ص 8. نقصد باالستعماؿ اآللي لممفيو ذلؾ التوظيؼ الروتيني دوف أف يكوف معناه واضحا تما الوضوح في الذىف. بركات محمد م ارد "العولمة ذلؾ المفيو الم اروغ" مجمة العربي عدد 56 و ازرة اإلعال الكويت ص

154 الفصل الرابع التراث الشعبي كرافع للتنمية المعسكر الشرفي يعني بالضرورة خمو الساحة لممعسر الغربي الذي تتزعمو أمريكا وعبر ىذا الفي دائما يأخذ مفيو العولمة معنى سياسيا إيديولوجيا أكثر مف معاني أخرى قد تكوف اقتصادية أو ثقافية.لكف المتأمؿ لمجدؿ الدائر حوؿ ىذا المفيو بيف المختصيف وحتى غير المختصيف في ىذا المجاؿ يرى أف أكثر السجاالت التي ثارت حوؿ المفيو كانت حوؿ داللتو الثقافية أكثر مف أي شيء آخر. إذا أخذنا مفيو العولمة مف الوجية النظرية البحت نجده يعني " جعؿ الشيء عمى مستوى عالمي أي نقمو مف حيز المحدود إلى آفاؽ العال بأسره ومف ىنا يصبح إطار الحركة والتعامؿ والتفاعؿ والتبايف عمى اختالؼ صوره وأبعاده السياسية واالقتصادية والثقافية والتقنية وغيرىا متجاو از الحدود الجغ ارفية المعروفة لمدوؿ ".وبيذا المعنى ينحو مفيو العولمة منحى جغ ارفيا واذا كاف ذلؾ كذلؾ فاف العولمة تصبح قديمة جدا عمى األقؿ مف الناحية الممارساتية فعبر التاريخ كاف ىدؼ القادة والشعوب وكؿ الديانات الكبرى التوسع واالنتشار فقد حاوؿ الروماف كما حاوؿ اليوناف قديما بسط نفوذى عمى العال وحاولت المسيحية أف تكوف دينا عالميا وكذلؾ اإلسال وكذلؾ األمر عمى صعيد اإليديولوجيات واألفكار كما ىو الشأف بالنسبة لم أرسمالية والشيوعية. رغ ىذا التأصيؿ التاريخي لممفيو إال أف العولمة ارتبطت ارتباطا وثيقا باألمركة نظ ار لذلؾ االقت ارف بيف سقوط المعسكر الشرقي وتنامي السيطرة األمريكية عمى كؿ األصعدة عمى العال ككؿ واف كاف كثير مف الباحثيف يقرنوف تمؾ السيطرة بالمجاؿ االقتصادي تحديدا ( جعؿ النسؽ االقتصادي العالمي جزءا مف دواليب االقتصادي األمريكي إنتاجا واستيالكا مف اجؿ ضماف استم اررية حركية االقتصاد األمريكي. وفي ىذا اإلطار نجد عبد المجيد لبصير في Mondialisation أو موسوعة " موسوعة عم االجتماع" يعرؼ العولمة بقولو: العولمة المرجع السابؽ ص 6. م ارد زعيمي الثقافة والعولمة بيف التكيؼ والتفاعؿ في الج ازئر والعولمة تحرير مجموعة مف األساتذة قس عم االجتماع جامعة قسنطينة منشو ارت جامعة منتوري قسنطينة ص

155 الفصل الرابع التراث الشعبي كرافع للتنمية باالنجميزية Globalization مصطمح يعني التخمي عف سياسة مذىب الحماية االقتصادية وفتح حدود بمداف العال وأسواقيا لمسمع والمنتجات ومختمؼ النشاطات االقتصادية واإلنتاجية...الخ إف وجية النظر األمريكية تحديدا تتجاوز حصر مفيو العولمة في المعنى االقتصادي حيث تشير األدبيات األمريكية إلى ما يعني: تعمي الشيء وتوسيع دائرتو أو تعمي نمط مف األنماط الفكرية والسياسية واالقتصادية والثقافية تختص بو جماعة ما أو مجتمع معيف او امة بذاتيا عمى الجميع أي العال برمتو وعمى ىذا تصبح العولمة تعني الدعوة أو فرض النموذج األمريكي في االقتصاد السياسة والثقافة وطريقة الحياة بوجو عا. في ىذا الخض وأيا كاف مفيو العولمة سواء كوكبة أو عالمية أو أمركة أو أوربة فإنيا تقترف بالجديد المغري المسيطر إذ العولمة تحشد ترسانة معتبرة مف الوسائؿ واآلليات اإلعالمية والثقافية واالقتصادية... ضمف كؿ ىذا أال يصبح الحديث عف الت ارث الشعبي نوستالجيا بالية " وماضوية ميتة.ولو نستمي مف محمد محفوظ" حديثو عف الثقافة الوطنية وتحديات العولمة باعتبار الت ارث الشعبي احد أوجو الثقافة الوطنية ال يمكف والحاؿ ىذه أف نتحدث عف تحدي غير متكافئ بيف قدي ضعيؼ منيؾ القوى وبيف قوي متقد يمتمؾ كؿ مقومات القوة والييمنة إذ أف الترسانة اإلعالمية والثقافية واأليديولوجية الغربية تمارس التضميؿ في ىذا المجاؿ إذ أف العولمة التي يت المناداة بيا ما ىي إال تأكيد كقواعد السيطرة والييمنة المعموؿ بيا في عيود 3 االستعمار المباشرة. دائما وأما ىذه المعادلة يصبح الحديث عف الت ارث الشعبي اغت اربا نفسيا وثقافيا إف الت ارث الشعبي يقترف في المخياؿ العا كما لدى طائفة غير قميمة مف النخبة بالساذج البسيط 3 عبد المجيد لبصير مرجع سابؽ ص 35. بركات محمد م ارد مرجع سابؽ ص ص 7 6. محمد محفوظ الحضور و المثاقفة المثقؼ العربي و تحديات العولمة المركز الثقافي العربي دار البيضاء بيروت 0 ص ص 3/

156 الفصل الرابع التراث الشعبي كرافع للتنمية غير العممي العتيؽ المنسي أحيانا وربما المتجاوز أو التقميدي بمغة ماكس فيبر Max.weber غير المنطقي بمفيو باريتو Vilfredo pareto بينما تقترف العولمة بالجديد المتجدد العصري الطاغي التكنولوجي السريع...الخ فإذا كاف ىذا فيؿ معنى ذلؾ أف الت ارث الشعبي حاضر ويؤدي وظيفة ما لكنو منزو أو يحقؽ وجودا موازيا وبمعنى آخر أي مكاف وأي حج لمت ارث الشعبي وسط الحضور العولمي المتضخ وىؿ يرقى حضوره إلى حدود المجابية والمواجية لمعولمة أ انو رضي بالحضور الثانوي أ انو أصبح جزءا مف العولمة بتغييره وتبنيو الست ارتجيات اندماج وتكيؼ جديدة تضمف لو البقاء الفاعؿ عمى المسرح االجتماعي * إف النظر المتأمؿ فيما و ارء المعطيات الخارجية لممسرح االجتماعي يشي بأف عناصر كثيرة مف الت ارث الشعبي استطاعت أف تجد طريقيا إلى عال لعولمة المزدح وأعادت إنتاج نفسيا وفؽ معطيات ال ارىف وتجميات ذلؾ كثيرة جدا لعؿ أبرزىا وسائؿ اإلعال عمى اختالفيا فنجد في الصحافة المكتوبة مثال أركاف ثابتة لألب ارج ليا جميورىا اليومي كما يعج الفضاء بعش ارت القنوات التمفزية المخصصة ليذا الغرض بؿ إف مينة الع ارفة ال ت ازؿ مستمرة في أكثر البالد الغربية تطو ار فنعثر في ىذه البالد كما في كثير مف البالد العربية عمى مكاتب خاصة ومعتمدة لممعالجيف الروحانييف وأخرى لمتداوي باألعشاب. إف جميع ما تقد ( الطالع الع ارفة المعالجة الروحانية التداوي باألعشاب( ىي ممارسات مف صمي الت ارث الشعبي ىذا ويمكف أف نرصد منافذ أخرى يطؿ و يحضر مف خالليا الت ارث الشعبي تمؾ المتعمقة بالسينما التي تحضر فييا الحكاية األسطورة الخ ارفة وعديد المعتقدات وشخصيات الحكايات مثؿ ابوزيد الياللي أخيؿ ىيركيؿ.. ومثؿ كؿ ذلؾ في الرسو المتحركة واأللعاب فنجد شير ازد وجحا سندريال وبابا نويؿ.. ويطفو الت ارث الشعبي مرة أخرى عمى السطح ولكف بعيوف اقتصادية عندما نرى عديد الشركات توظؼ الرموز والدالالت الت ارثية في منتوجاتيا وماركاتيا مف اجؿ استمالة قطاعات * المفيو مف توظيؼ الباحث ونقصد بو ذلؾ الحيز مف ميداف العالقات االجتماعية في مستويات الحضور الفاعؿ ( أي ذلؾ النموذج مف العالقات االجتماعية الذي يعده الفاعؿ مف ضروريات شبكتو العالئقية

157 الفصل الرابع التراث الشعبي كرافع للتنمية عريضة مف الزبائف فأصبحنا نرى توظيؼ أزياء ت ارثية في الموضة ومنازؿ بديكو ارت تقميدية.لكف السؤاؿ الذي يبدو طرحو منطقيا ىو لماذا ىذا التجمي لماذا يستسم مثقؼ بكؿ حموالتو الثقافية واألكاديمية إلى ق ارءة الطالع لماذا يمجأ السياسي بكؿ وزنو السياسي إلى ع ارؼ وعبرىما لماذا يحضر الت ارث الشعبي في زمف الذرة واالنترنت اإلجابة عمى كؿ ىذا نجدىا في اإلنساف نفسو ألنو يبقى إنسانا بيواجسو ومخاوفو مف الخطر مف المجيوؿ... فيسرع إلى إد ارؾ األماف في الجماعة وفي ق ارءة فنجاف أو كؼ وفي تعميؽ خرزة أو ودعة أيا كانت تمظي ارت ىذه الممارسات في المحظة ال ارىنة وجميع ىذه التمظي ارت تنصير في بوتقة واحدة اسميا الت ارث الشعبي. اليوية والرغبة في االستم ارر في استم ارر الجذور سبب رئيس في حضور الت ارث الشعبي في زمف العولمة اليوية في نسختيا الشعبية العفوية التمقائية الباعثة عمى الشعور باألماف والتميز في ذات الوقت دافع أيضا عمى حضور الت ارث الشعبي باألخص عمى المستوى االرتدادي أي كردة فعؿ عمى تجميات المركزية الغربية عمى كؿ مستوياتيا ىاتو األخيرة التي ألغت أو تسعى إلى إلغاء الخصوصية باس الكونية عمى الرغ مف مخالفة ىذا االعتقاد وىذه الممارسة لمبدأ االختالؼ والتمايز. إف استحضار مقولة اليوية لمتدليؿ عمى استم ارر الت ارث الشعبي قد ال تعجب كثي ار * التقدميوف ودعاة العولمة والمواطنة العالمية إال أنيا الحقيقة التي تسعى إلييا كؿ المجتمعات فما معنى أف نجد مثال قناة روسيا اليو العربية أو قناة الصيف العربية قطعا األمر يتجاوز الفعؿ اإلعالمي السطحي إلى اإليديولوجي بطبيعة الحاؿ وكذلؾ إلى محاولة التأصيؿ والترويج لت ارث تمؾ البالد الذي يجري استغاللو الحقا ضمف سمسمة إلنتاج الصناعة السياحية وغيرىا لتكوف الفائدة مضاعفة. * المواطنة العالمية أو الكوسموبولوتية اتجاه يدعو إلى نبذ المشاعر الوطنية و الثقافة القومية و الخروج عف النطاؽ المحدود لممجتمع المحمي باس وحدة الجنس البشري. لممزيد أنظر رونالد روبرتسوف العولمة النظرية االجتماعية و الثقافة الكونية

158 الفصل الرابع التراث الشعبي كرافع للتنمية خامسا : الت ارث الشعبي في الوعي الثقافي العربي. يشكؿ العال العربي عينة ممثمة عف دوؿ العال المتخمؼ كما أف ما يصدؽ عميو مف أحكا ينسحب عمى الج ازئر بوصفيا جزءا منو إلى حد ما وذلؾ مف منطمؽ تماثؿ البناءات االجتماعية واالشت ارؾ في المرجعيات الدينية والتاريخية وعمى ىذا األساس فاف معالجة الت ارث الشعبي في الوعي الثقافي واألكاديمي العربي يعبر إلى حد ما عف صورة ىذا الوعي تجاه الت ارث في الج ازئر مع االحتفاظ طبعا بيامش مف الخصوصية. إف المتأمؿ في مسألة مف ىذا النوع يمكف أف يستبيف بوضوح حالة مف الوعي المأزو والمغترب لألكاديمي والمثقؼ والمستنير العربي تجاه الت ارث الشعبي وحالة كيذه مردىا باألساس إلى جذور نفسية اجتماعية تاريخية موروثة عف جيؿ المستنيريف األوائؿ مف النيضة العربية الذيف آلوا عمى أنفسي قيادة البالد العربية إلى بر التقد فاستمذوا حييا م اركز التميز التي حظوا بيا قياسا إلى الجماىير األمية الغوغاء أو الدىماء كما يحموا لكثير مني تسميتي فمارسوا تعاليا باس الثقافة العالمة باس المكتوب ال الشفيي المنطوؽ الذي ىو ميزة األمي الشعبي وافرز ذلؾ نظرة دونية لكؿ نتاج الشعبي المجسد في ت ارثو كما افرز عالقة مرضية بالماضي وحساسية مزمنة اسميا الماضي وما يدخؿ ضمنو مف ت ارث إلى درجة اقت ارف التخمؼ عندى بالتقميدي بؿ بالت ارث الشعبي ص ارحة ولقد فرخ ذلؾ جيال متضخ األنا يريد أف يقفز عمى الشعبي بكؿ حجمو ويمارس عميو التعالي واإلقصاء وفي أحسف األحواؿ الوصاية وباألخص عندما ال يؤمف بإمكانية قيا تنمية مف لدف الشعب ويستورد النماذج النظرية والتنموية الجاىزة دوف أف يكمؼ نفسو البحث في ىذا الشعبي واستغالؿ االيجابي منو بؿ عمى العكس يمارس بمنيجية مفيوميو عندما يتشدؽ بالوعي الكوني والمواطنة العالمية المعايير األخالقية الكونية... ولنتأمؿ معا ىذا المقتطؼ لكاتب عربي كبير: " إف المعركة الحقيقية ال تكمف في مواجية العولمة كعممية تاريخية وانما ينبغي أف تكوف ضد نسؽ القي السائد الذي ىو في الواقع إعادة إنتاج لنظا الييمنة القدي ". تحضر الدوغمائية في ىذا المقتطؼ وتغيب الرؤية السمسة السيد يس "الوجوه الثالثة لمثقافة العربية" مجمة العربي عدد 6 نوفمبر ص

159 الفصل الرابع ويغيب معو مفاىي مثؿ التكييؼ االستعادة اإلبداعية االستدماج... التراث الشعبي كرافع للتنمية وىي المفاىي التي انبنت عمييا النيضة الصينية المعاصرة وفي ىذا أرى المفكروف الصينيوف أف عمى الصيف أف تحافظ عمى ت ارثيا الثقافي ولكف في صورة إبداعية وتجديدية مرنة تالئ مقتضيات حضارة العصر متأثريف بعمى منتسبي العمو االجتماعية الكالسيكييف وبعض المعاصريف ( فيبر باريتو وليا توماس وزنانيكي...( ل يتجو عمماء واالجتماع العرب إلى د ارسة الت ارث الشعبي العربي إال مؤخ ار بعد أف فاتتي فرص ذىبية مف مخزوف الت ارث الشعبي اآليؿ إلى النضوب يوما بعد يو عدا بعض المحاوالت المنفردة في كثير مف األحياف التي ل تتوحد في إست ارتيجية واضحة بمؤسسات وم اركز فاعمة. عمى الرغ مما قيؿ عف حالة اإلغفاؿ لمت ارث الشعبي العربي فاف االستقصاء المتأني يكشؼ عف بعض االىتما بيذا المعطى إال أف ذاؾ االىتما غمب عميو الطابع الياوي حينا والتناوؿ المشتت أحيانا ناىيؾ عف الصفة المالزمة باألخص في البدايات وىي غمبة التجميع وضالة الدرس الجاد الخاضع لمتحميؿ وقبؿ أف نخوض في كرونولوجيا االىتما بالت ارث الشعبي في العال العربي نشير إلى طغياف االىتما الثقافي واألدبي عمى التناوؿ السوسيوانثروبولوجي. بداية ستكوف نقطة انطالقنا الزمنية لمتناوالت التي غطت الت ارث الشعبي مرحمة النيضة العربية المتأخرة أي مف نيايات القرف التاسع عشر وبدايات القرف العشريف وعميو سنستثني ما دونيا لسبب رئيس وىو أف ىذه المرحمة تمثؿ بدايات التوثيؽ العممي الخاضع لمسطرة المنيج العممي في شكمو الحديث. وترجع بدايات االىتما بالت ارث الشعبي في البالد العربية إلى العيد االستعماري واف كاف منطمؽ االىتما يفتقر إلى وعي حقيقي بأىمية الت ارث الشعبي لذاتو بؿ إف المنطمؽ كاف ايعا ازت الدوائر االستعمارية وبسعييا إلى اكتشاؼ تمؾ البالد والوسيمة األنجع كانت أبناءىا ألني األعرؼ بيا ونسجؿ في ىذا اإلطار أف القدر األكبر مف العناية بالت ارث كاف منصبا حوؿ المساف أو المغة العامية ول تحضر آنذاؾ تجميات الت ارث الشعبي األخرى كالمعتقدات والتقاليد وفنوف المحاكاة والمعارؼ الشعبية والفنوف المادية في دائرة االىتما

160 الفصل الرابع التراث الشعبي كرافع للتنمية والسبب الوجيو لذلؾ ىو اإلفادة العممية بغرض الترجمة وتسجيؿ االتصاؿ بيف السمطة )8-784 االستعمارية واألىالي وابرز أسماء ىذه الفترة إلياس بف بقطر السيوطي ( الذي كاف مترجما باإلدارة الحربية الفرنسية ث محاض ار في المغة العامية بمدرسة المغات الشرقية ) الحية بباريس كما نجد كذلؾ ميخائيؿ بف نيكوال الصباغ ( الذي ألؼ سنة 8 بحثا حوؿ قواعد المغة العامية بمصر والشا تحت عنواف الرسالة التامة في كال العامة" عقب ىذه الفترة اتسعت دارة االىتما بالت ارث الشعبي شيئا ما لتشمؿ اإلبداع الشعبي كما حصؿ في مؤلؼ الشيخ محمد عياد الطنطاوي" الحكايات العامية المصرية" ىذا األخير الذي كاف أحد مشايخ األزىر جرى استقدامو إلى جامعة ساف بطرس بورغ فشغؿ بيا منصب أستاذ المغة العربية بمعيد الد ارسات الشرقية لمدة أربعة عشرة )86-847( ىذا إلى جانب أسماء أخرى لمعت في ىذه المرحمة كاألستاذ محمد عمر الياجوري الذي قد بحثا بعنواف " أمثاؿ المتكمميف مف عوا المصرييف " إلى المؤتمر العممي الثامف بالسويد سنة 879 وكذلؾ حفني ناصؼ " )885 الذي قد بدوره الى مؤتمر العمو الشرقية بغينيا ( بحثا بعنواف ممي ازت لغة العرب وتخريج ما يمكف مف المغات العامية عمييا". تعد بدايات القرف العشريف مرحمة التأسيس الحقيقة لالىتما الحقيقي بالت ارث وتشكؿ " ) كتابات احمد تيمور ( المنعرج لحاس في ىذا الشأف ومنيا األمثاؿ العامية" ) الكتابات العامية كما نذكر ىنا كذلؾ اس احمد أميف ( الذي ألؼ في موضوع الت ارث الشعبي قاموسا يعد ارئدا في بابو حوؿ" العادات والتقاليد والتعابير المصرية" ورغ جدية التناوؿ واتساعو في ىذه الفترة إال أنيا بقيت خارج النطاؽ األكاديمي فغمبت عمييا اليواية أكثر مف االحت ارؼ العممي. بعد ىذا سوؼ ينتظر الدرس الحقيقي لمت ارث الشعبي العربي حتى منتصؼ القرف العشريف تقريبا وىي فترة التقعيد لمت ارث الشعبي ومف أسمائيا نجد احمد صالح في " قصصنا الشعبي" احمد ضيؼ شوقي ضيؼ... إال أف الفترة التي تمتيا والتي استفادت مف انجا ازت سابقتيا كانت أكثر جدية واىتماما ويمكف أف نطمؽ عمى منج ازتيا مسمى "د ارسات ت ارثية شعبية"

161 الفصل الرابع التراث الشعبي كرافع للتنمية ذلؾ أنيا احتكمت إلى منيجية عممية صارمة في الدرس والتحميؿ وقبؿ ذلؾ في الجمع ومف بيف ابرز أسمائيا نذكر مف مصر فوزي العنتيؿ احمد رشدي صالح عبد الحميد يونس فاروؽ خورشيد محمد الجوىري محمد عمي محمد ومف الع ارؽ لطفي الخوري طو باقر رشيد السام ارئي عبد المجيد العموجي وغيرى. أما في لبناف فاف االىتما بالت ارث الشعبي كاف نابع باألساس مف نزعة البحث عف الخصوصية المبنانية التاريخية والثقافية ومف أى األسماء أنيس فريحة ماروف عبود جبور عبد النور في حيف شكمت فمسطيف نقيض الحالة المبنانية إذ أف الدافع كاف اعتبار الت ارث الشعبي أداة مف أدوات الصمود والمقاومة ضد االحتالؿ اإلس ارئيمي فكاف البحث في ميداف الت ارث الشعبي الفمسطيني يرمي إلى إب ارز اليوية وتثبيت الحؽ وترسيخ عوامؿ الوحدة ومف أى األسماء نمر سرحاف توفيؽ زياد بندلي صميبا الجوزي توفيؽ كنعاف وغيرى في سوريا كاف لمنزعة القومية لحزب البعث الحاك تأثي ار سمبيا عمى تناوؿ ود ارسة الت ارث الشعبي فكانت العناية بو ضعيفة بينما كاف اىتما دوؿ الخميج العربي بالت ارث الشعبي متأخ ار لكنو حاوؿ استد ارؾ ما فاتو بإنتاج كثيؼ دعمتو اإلدارة السياسية نظ ار الستشعار ىذه األخيرة الخطر الداى عمى خصوصيتيا باألخص بعد االنفتاح وبرزت في المنطقة أسماء عديدة مثؿ محمد عبد اهلل المطوع محمد سميماف الحداد جيينة العيسى...الخ سادسا: الت ارث الشعبي في الوعي الثقافي واألكاديمي الغربي. إف تناوؿ الت ارث في الغرب يبدو محكوما بمستويات متعددة أو عمى األقؿ مستوييف ويعتبر التناقض أو القمؽ ىو السمة الغالبة لذاؾ التناوؿ أما عف ذينؾ المستوييف فيما المستوى الثقافي الفكري العا و المستوى التنظيري الخاص واف كاف المستوى األوؿ األكثر قمقا باألخص في العيود المتأخرة. يرجع اىتما الدوؿ الغربية بالت ارث الشعبي إلى وقت طويؿ نسبيا حيث تعود إلى القرف السابع عشر والتاسع عشر كأبعد مرجعية ماضوية ث القرف الثامف عشر والتاسع فحص بتاريخ 0// الساعة 5:

162 الفصل الرابع التراث الشعبي كرافع للتنمية عشر ونسجؿ ىنا بروز دوؿ بعينيا أولت الت ارث شديد االىتما تأتي عمى أرسيا فمندا ث المانيا وانجمت ار وروسيا وفرنسا ث أمريكا والبد أف نوضح ىنا أف اىتمامنا سينصب عمى إرىاصات النقاش الحاد عمى المستوى الفكري ويعد ادوارد شيمز واحد مف الذيف حاصروا ذلؾ القمؽ األوروبي في تضاد الت ارث التقد وذلؾ مف خالؿ كتابو الت ارث تأصيؿ وتحميؿ مف منظور عم االجتماع الذي نشره عا 98. يعزو شيمز انكماش الت ارث إلى احد الدعائ األساسية لمحداثة وىي حتمية التقد حيث يقوؿ في ىذا الشأف: " يمكف القوؿ باف كؿ بمد غربي تقريبا- قد عرؼ قطاعا مت ازيدا مف المتعمميف والمستنيريف الذيف آمنوا منذ عيد بعيد أف كثي ار مف األفكار والممارسات والنظ السائدة في مجتمعاتي يجب أف تتغير أو تستبدؿ أو يتعيف نبذىا كمية واف تحؿ محميا أفكار وممارسات ونظ مستحدثة يعتقد أنيا أفضؿ منيا عمى طوؿ الخط" يكشؼ ىذا المقتطؼ عف ردة الفعؿ العنيفة التي خمفيا العيد ما قبؿ الحداثي في أوروبا في العقؿ الحداثي األوروبي حيث أصيب بحساسية اسميا الت ارث بشتى أشكالو وصوره انو. يصير الت ارث الضد المباشر لمتقد وىو اليدؼ االسمي الذي ارمتو الشعوب األوربية في الحقيقة فإف طرح ادوارد شيمز يضع الحداثة أو روح الحداثة المتمثؿ في مبادئيا ) األساسية )التقد الخطي لمتاريخ العقالنية الفردية في مواجية مباشرة مع الت ارث بوصفو م اردؼ لمتخمؼ االضطياد الالعقالنية الكبت.لذلؾ نجده يستعرض خطة مقابمتية بيف الت ارث ( ( وعناصر الحداثة سالفة الذكر ( التقد( الت ارث/ التنوير( الت ارث/ الت ارث/ واذا كنا الفردية(. قد وضحنا بشكؿ مقتضب كيؼ ضيقت فكرة التقد المجاؿ أما الت ارث فإننا سنتابع مع العقالنية والتي عبر عنيا بالتنوير باعتباره إف ارز الحركة العقمية األوربية ويشرح المقتطؼ التالي ىذه الفكرة شرحا جيد "... وفي كؿ موقؼ يمتدح فيو العم والعقؿ باعتبارىما المصدر الحؽ لكافة ادوارد شيمز الت ارث تأصيؿ و تحميؿ مف منظور عم االجتماع ترجمة محمد الجوىري وآخروف مطبوعات مركز البحوث و الد ارسات االجتماعية كمية األداء القاىرة 4 ص

163 الفصل الرابع التراث الشعبي كرافع للتنمية القواعد التي يتعيف أف تنظ حياة الناس والمجتمعات في كؿ موقؼ مثؿ ىذا يتعرض الت ارث لمنقد والتجريح إذ اعتبرت المعرفة العممية مناقضة لممعرفة التقميدية )...( وقد استطاعت العقالنية والنزعة العممية بعد أف تعاظمت مكانتيما واتسع نطاؽ ممارستيما استطاعا أف يقوضا مكانة بعض المعتقدات التقميدية بالذات بؿ ويقوضا مكانة الت ارث عموما في بعض األحياف". بعد ذلؾ ينتقؿ شيمز إلى تبياف اثر فكرة الفردية أو باألحرى اإلعالء مف شأف الفردية والخبرة ال ارىنة عمى النظرة إلى الت ارث فيقوؿ: " ىناؾ حركة فكرية أخرى ربما تكوف أكثر عمقا شيدىا القرف التاسع عشر كانت ترفض قبوؿ كؿ ما يحممو إلينا الت ارث وىذا ىو الفزع الميتافيزيقي مف أف يشعر اإلنساف أنو مكبؿ بشيء غريب عنو ذلؾ أف ىناؾ معتقدا يقابمو إحساس معيف يذىب إلى أف داخؿ كؿ إنساف كينونة فردية أو كياف فردي خاص بو وىذا الكياف عبارة عف حشد مف اإلمكانيات التي تمتمس الفرصة السانحة لتحقؽ نفسيا ولكف ىذه الفردية تجد نفسيا معمقة في شباؾ القواعد والمعتقدات واألدوار التي يفرضيا عمييا المجتمع فرضا". ويرى شيمز أف الصمت المطبؽ الذي قابؿ بو الت ارث ىذه الزعزعة وىذا القدح والتجريح قد أضعؼ مكانتو مما جعؿ االعتقاد السائد ينص عمى أف التخمص مف الت ارث سوؼ يفتح الطريؽ الزدىار الفردية وكذا لمتقد ولمعقؿ والعم. يعود شيمز ليصور حالة القمؽ تجاه الت ارث مف خالؿ تصويره لحالة شبو اإلفالس لممبادئ الحداثية السابقة ومف خالؿ المواقؼ االزدواجية في النظر والتعامؿ مع الت ارث بشقيو فيقوؿ: " كما أف عالقتنا ال ارىنة بالماضي تتس بقدر كبير مف التناقض والالتجانس حقيقة أف القوة المعيارية التي نعزوىا إلى ممارسة أو تنظي أو معتقد مف الماضي قد بمغت مبمغا كبي ار مف الضعؼ والخفوت بؿ يمكف القوؿ حقيقة أنيا قد انطفأت كمية كموقؼ أو وجية نظر فكرية المرجع السابؽ ص ص 4/3. المرجع نفسو ص

164 الفصل الرابع التراث الشعبي كرافع للتنمية ومف ث نجد أف تقميدية المعتقد أو الممارسة أو التنظي المعيف ال تستطيع أف تقاو طويال الحجج واآل ارء التي تخمع عمى بدائميا المعروضة صفات الفاعمية أو العقالنية أو المالءمة أو العصرية أو التقدمية ولكننا نالحظ مف ناحية أخرى أف االحت ار واإلعجاب الذي تحظى بو بعض األشياء والموضوعات القديمة والحرص عمى تأمميا وتذوقيا قد نما نموا واضحا مف نفس الوقت الذي ت ارجع فيو التأكيد عمى المعتقدات الماضية وقؿ فيو تقبؿ القوة المعيارية لمنماذج واألساليب المتوارثة عف الماضي )...( بتأمؿ األحداث الماضية. كؿ ىذا يحدث في الوقت الذي تناقص فيو االىتما ويمكف أف نستشؼ بوضوح الموقع الدفاعي عف الت ارث الذي نذر شيمز نفسو لشغمو ويذىب إلى تصوير صورة قاتمة عف مستقبؿ االىتما بالت ارث عمى المدى المنظور وذلؾ رغ جيود الحركة التوفيقية التي ترى أف جانبا كبي ار مف حياة المجتمعات الحديثة ما ازؿ ينتظ وفقا لبعض النظ المتوارثة واف المعتقدات التي يت في ضوئيا الحك عمى األمور تمثؿ جزءا مف الت ارث الذي انتقؿ إلينا مف أجياؿ الماضي البعيد وفي ىذا يقوؿ " وبرغ المالبسات واألوضاع التوفيقية الضرورية والمطموبة مع الماضي اإلنساني فاف زمننا الحالي ( وكذلؾ ماضينا القريب( ينظر إلى ت ارث الماضي كعبء مرىؽ مثير لمضجر يتعيف التخمص منو بأسرع ما يمكف وىذا الزمف الذي يتبنى ىذه الرؤية ل ينقضي بعد إطالقا وعمى الرغ مف أف تسجيؿ الحاضر والغ ار بالمستقبؿ ربما يكوف قد ضعؼ عما كاف عميو مف قبؿ. إال انو مف األمور غير المحتممة في المستقبؿ القريب أف يرد االعتبار إلى المكانة المعنوية لمماضي". كاف ىذا عف عالقة الغرب بت ارثو عمى المستوى الثقافي والفكري العا و نحاوؿ اآلف أف نستبيف تمؾ العالقة عمى المستوى التنظيري الخاص.فكما سبؽ اإلشارة إليو في موضع سابؽ مف ىذا البحث فاف العمو االجتماعية عرفت حالة عمى عف الت ارث ومرد ذلؾ حسب شيمز دائما- أف المرجعية الكبرى ليده العمو ت ارث عصر التنوير وىذا األخير ينظر كما أرينا نظرة المرجع السابؽ ص. المرجع نفسو ص

165 الفصل الرابع التراث الشعبي كرافع للتنمية شؾ لمت ارث مف اجؿ ذلؾ خمت أعماؿ كبار عمماء االجتماع مف د ارسة لمت ارث ( باريتو فيبر بارسونز ويميا توماس فمورياف زنانيكي...( فنجدى يتحاشونو ويستبعدونو مف مخططات التفسير بالمجوء إلى العوامؿ التاريخية فيعتبرونو نوعا مف الرواسب أو االضط ارب الفكري الذي يتعيف توضيحو. مف جية أخرى يزىد المدخميف البارزيف عم االجتماع في توظيؼ الت ارث موضوعا وحقال لمد ارسة وىما المدخؿ الوظيفي والمدخؿ الماركسي أو المادي فعمى الرغ مف تأكيد المدخؿ المحافظ ( الوظيفي( عمى مقوالت الثبات واالستق ارر فاف تأكيده ذلؾ يصب لصالح المحظة ال ارىنة وال ينفذ إلى العمؽ التاريخي ويؤكد عمى ضرورة اقتصار خطط التغيير عمى الجوانب االجتماعية التي ال تعمؿ عمى إرباؾ أساسيات ىذا التنظي ولو نأخذ ماكس فيبر كعينة وىو مف ىو في عم االجتماع فعمى الرغ مف عد تحمسو لمتقد فانو يقس المجتمعات إلى غارؽ في التقاليد وآخر رشيد وىو الذي يناصره " فيبر" ويرى ضرورة اتجاه المجتمعات نحوه والرشد كمعيار الختيار األفعاؿ مف اجؿ المصمحة فقط وباالستعانة بالعقؿ سيفضى وفؽ ىذا التصور إلى االستغناء عف الت ارث تماما 3 ألنو يشكؿ النقيض المباشر لمفعؿ الرشيد فيو أي الت ارث غير نابع مف تقدير آني لممصمحة وىذه األخيرة ال يقدرىا حؽ قدرىا إال مف يستنفذ المحظة ال ارىنة بكؿ خيا ارتيا وال يدع ىذه العممية لنموذج سموكي جاىز قاد مف زمف بعيد. أما المدخؿ المادي فيبدو متطابقا مع ذاتو عندما يتصؼ بالثورية فيو قائ عمى التغيير الجذري ألساسيات التنظي االجتماعي 4 ولما كاف الت ارث يكتسح مجاال فسيحا مف تمؾ األساسيات ويتعداىا إلى أخرى كاف مف الطبيعي أف يجرفو تيار التغيير الذي يتصوره المتزمتوف مف الماركسييف شافطا عمالقا يذر قاع األرضية االجتماعية صفصفا في عممية المرجع السابؽ ص ص 3/8. صبحي محمد قنوص أزمة التنمية دار الجماىيرية مص ارتة ليبيا 99 ص 38. ادوارد شيمز مرجع سابؽ ص 35. صبحي محمد قتوص مرجع سابؽ ص

166 الفصل الرابع التراث الشعبي كرافع للتنمية أشبو ما تكوف بتييئة أرضية لمبناء ألني وحسب زعمي يروف أف جذور النظا السابؽ يجب اقتالعيا. وتتواصؿ سمسمتي التحميمية لتصؿ إلى مقولة رئيسية وىي مقولة إعادة اإلنتاج والتي تستوجب منطقيا الحديث عف الت ارث كمعطى يعيد إنتاج الشبكة العالئقية السابقة لكني ال يمتفتوف أليو ولو مف باب اإلشكاؿ. ىكذا وعمى الرغ مف تناوؿ المدخميف لبوابة كبرى وىي التغير الذي يفصح عف نفسو بمجموعة مف المتغي ارت إال أنيما ل يبحثا عف آلية إعادة إنتاج المتغير لنفسو التي تتكرر باستم ارر. إف سقوط أو إسقاط الت ارث مف الوعي الثقافي والفكري واألكاديمي ال يمكف أف يستمر ألف اغمب المنتسبيف إلى ىذا الوعي يعوف جيدا الحقيقة التي ال محيد عنيا عف البالغ الذي يصبح مسمحا بالميا ارت والمعرفة والمعتقدات والتي ال يكتسبيا جميعيا مف الخبرة وحدىا وال يستطيع أف يتحصؿ عمييا بإعماؿ العقؿ وحده والتي ليست خصائص نابعة مف الكائف العضوي الحي في عممية نموه" مف أيف ىي إذا إنيا مف شذ ارت الت ارث التي تختبئ بيف ثنايا األجياؿ وتتناقؿ بينيا ومعنى ذلؾ أف ىناؾ قناة أخرى يجب االلتفات إلييا د ارستيا والوقوؼ عمى أىميتيا كمحدد رئيس. سابعا: الت ارث الشعبي والتنمية استجالء العالقة. لما كانت التنمية شأف مت ارمي األط ارؼ يستغرؽ الفرد والمجتمع في اجتماعو واقتصاده وسياستو وثقافتو فإنيا خمقت حالة مف التفاعؿ بيف كؿ ىذه الجوانب مما ولد آ ارء وأفكار كثيرة حوؿ الوصوؿ إلى الغالية القصوى وىي التنمية والحفاظ عمييا وصمت تمؾ األفكار إلى مصاؼ النظريات في أحياف كثيرة كؿ في تخصصيا الضيؽ وقد يستشؼ المالحظ والمتتبع ليا بوجو عا اختالفيا حوؿ السبؿ إلى تحقيؽ التنمية باألخص عندما يتعمؽ األمر بدوؿ العال النامية أو المتخمفة التي تضطرب فييا معادلة األزمنة الثالث ( الماضي الحاضر المستقبؿ( ادوارد شيمز مرجع سابؽ ص

167 الفصل الرابع التراث الشعبي كرافع للتنمية إذ غالبا ما توصؼ مجتمعات تمؾ الدوؿ بالتحجر وسيطرة النزعة الرجعية وأحيانا الماضوية وفي تعبير أخؼ وطأة" النوستالجية أيف يشدىا الحنيف إلى الماضي فتصبح تعيش بالماضي في الحاضر مما مف شانو أف يصادر المستقبؿ والزمنيف األخيريف ( الحاضر والمستقبؿ( يمثؿ احدىما المنطمؽ واآلخر المنتيى لمتنمية. وفي خص ص ارع مف ىذا النوع يصبح الماضي في قفص االتيا كونو يشكؿ عائقا في وجو التحرر واالنعتاؽ مف الناحية النفسية والثقافية ولعؿ مف أى مكونات ىذا الماضي الت ارث الشعبي ذاؾ الذي يشغؿ حي از كبي ار مف الخارطة االجتماعية والثقافية لمجتمعات الدوؿ المتخمفة فيؿ والحاؿ ىذه يمكننا الحديث عف عالقة تتجو صوب اإليجاب بيف التنمية والت ارث الشعبي. في العال العربي تبدو مشكمة مف ىذا النوع أكثر برو از وحدة ألسباب تاريخية ثقافية و سياسية وفكرية كثيرة ال يتسع المقا الستجالئيا كميا وبياف ما فييا وبينيا مف التداخؿ لكف عمى األقؿ ىناؾ فريقاف تبدو الخصومة بينيما ظاىرة فريؽ ينظر لمت ارث كحجرة العثرة األساسي في طريؽ التنمية وىذا الفريؽ يحكمو الحماس الشكمي المتطرؼ ال ارفض رفضا قاطعا أف ينظر إلى الو ارء وال يرى مف االتجاىات إال األما متمثال في المستقبؿ بينما ينظر الفريؽ الثاني إلى الت ارث باعتباره المأوى الذي ال يجوز أف يت أي شيء إال في ظمو ووفقا لتصو ارتو وإلطاره المفاىيمي بما في ذلؾ التنمية ذاتيا. إف محاولة التحميؿ السيوسيوتاريخية ليذيف الفريقيف سترجعنا ال محالة إلى األسباب التي اشرنا إلييا آنفا ولعؿ أبرزىا حالة االرتباؾ الخطيرة التي خمفيا اكتشاؼ العرب في العصر الحديث لموقعي السحيؽ مف الحضارة بالحممة الفرنسية عمى مصر فمقد اكتشؼ العرب حينيا مقدار التخمؼ اليائؿ الذيف ى عميو واازء تمؾ الصدمة نشأت تمؾ التموقعات يمينا ويسا ار مف النقيض إلى النقيض وكال النقيضيف يقد مبر ارتو مف الت ارث نحو أو عف التنمية.وى جميعي يضع الت ارث والتنمية عمى طرفي نقيض فنجد المتطرفوف ضد الت ارث مف اجؿ التنمية و ى المثقفوف الوطنيوف وانصاؼ المتعمموف ممف يسيطر عميي ىاجس التقد السريع وى مصابوف بدرجات عالية مف القمؽ ال ازئد عمى المستقبؿ واالضط ارب في التصرؼ ويرفعوف شعار " مادا

168 الفصل الرابع التراث الشعبي كرافع للتنمية التغيير نحو األفضؿ ىو اليدؼ والغاية في نفس الوقت فانو ال بد مف القبوؿ بالضحية بأي شيء في سبيؿ الوصوؿ إلى تمؾ الغاية بما في ذلؾ الت ارث والماضي نفسو بؿ وصؿ األمر بالبعض مني إلى النظر إلى الت ارث والماضي باعتباره الرمز والمقو األساسي الستم ارر التخمؼ باألخص بعض التعالي الدينية المشوىة والمعتقدات الخ ارفية ونمط الممكية الخاصة والتقسي االجتماعي الطبقي والقبمي والطائفي واألسري وبعض العادات والتقاليد واألع ارؼ السمبية إف ىذه الفئة تقوؿ بمطمقية تثبيط الت ارث لمتنمية و تدعو إلى إعدامو لتت االنطالقة الحقيقية نحو التنمية وى في ذلؾ أ اردوا أف يقفزوا عمى بناء تاريخي ضخ ارتكزت عميو حياة الناس عبر مئات وآالؼ السنيف ويحك موقفي ىذا إما القوؿ بالردة والرجعية أو اعتبار الحديث عف الت ارث مجرد مضيعة لموقت فينتيوف بذلؾ إلى قطعية نفسية عمى مستواى الشخصي وكذا قطعية اجتماعية تحركيا ردة الفعؿ المضادة لمغالية العظمى مف المجتمع تجاه أفكارى وسموكاتي. عمى الطرؼ المقابؿ نجد أولئؾ المتحمسوف لمت ارث ضد التنمية وىؤالء عمى صنفيف ظاىر وخفي الصنؼ الخفي أولئؾ الذيف يمسكوف العصا مف الوسط و يحاولوف التوفيؽ بيف الت ارث والتنمية في فمسفة اقرب إلى اإلصالحية واف كانت ىذه الفمسفة قد أعمنت عف إفالسيا ألنيا ل تكف خالصة لوجو التنمية بقدر ما كانت خدمة لممصالح الطبقية وممثمييا ش ارئح اجتماعية تسوؽ خطابا توفيقيا أقرب إلى الحفاظ عمى الماضي وتثبيت الحاضر يرفض ضمنيا التغيير والتجديد بؿ انو يوظؼ الت ارث بطريقة تطور وتزدىر معيا مصالحو الخاصة وتحد بالمقابؿ مف االنطالقة الحقيقية نحو التنمية بمفيوميا الشامؿ وباألخص إذا كانت تمؾ الش ارئح أو الطبقات طرفا في السمطة السياسية إذ أف استئثار طبقة معينة بمقاليد السيطرة وترجعيا عمى أرس بناء 3 القوة يمكف أف يؤدي إلى تعرض استثما ارت التنمية لخدمة القطاع الذي تمثمو تمؾ الصفوة ". حمود العودي مرجع سابؽ ص 30. المرجع نفسو ص 30. محمد الجوىري وآخروف د ارسات في التنمية االجتماعية ط دار المعارؼ القاىرة مصر 974 ص

169 الفصل الرابع ويعبر حمود العودي عف ىذه الطبقة بقولو: " التراث الشعبي كرافع للتنمية في مثال ال يرفضوف استخدا السيا ارت الخصوصية الضخمة والمالبس واألدوات المنزلية والشحف المستوردة مف احدث ط ارز لكني يرفضوف بؿ ويكفروف بحقائؽ العال وقوانيف الطبيعة والمادة )...( ويحاولوف إيواء كؿ شيء تحت ظؿ الميتافيزيقا القديمة والثيولوجيا المفرقة في التضميؿ فيذه الش ارئح والطبقات ذات البعد اإلقطاعي والعشائري المتخمؼ والمنتج في كؿ بمداف العال النامي والمتخمؼ تتميز بعقمية إقطاعية متنورة تجيد مف خالليا التطفؿ عمى نتائج العم ومنج ازتو في خدمة الحياة الخاصة لكنيا ترفض أي فعؿ لو في تغيير الواقع والفكر أساسا".وبقي أف نشير إلى أف لالستعمار دور كبير في تفريخ ىذه الفئة نظ ار اللتقاء المصالح بينيما. أما الصنؼ الثاني مف المتحمسيف لمت ارث فيقؼ موقؼ مضاد لمتنمية مف األساس وىذا الصنؼ يغمب عميو التخمؼ بمفيومو العا وى في ذلؾ مستسمموف استسالما أعمى لقي ومعايير اجتماعية وعقمية معينة ويرفضوف كؿ شيء يتعارض مع أدنى مفاىي الماضي الت ارث ويذىب بعضي بعيدا عندما يعتبروف مجرد التفكير في الحاضر والمستقبؿ جريمة وأمر غير مقبوؿ إذ االىتما بالدنيا الفانية في نظرى مضيعة لمكاسب اآلخرة الباقية واف كانت رؤى بعضي اآلخر تن ازح رؤاى عف ىذا ال أري قميال ليروا في التشبث األعمى بالت ارث حفاظا عمى األصؿ واألصالة واليوية إال إننا نشير إلى أف ىذا الصنؼ األخير تقمص تقميصا كبير مف عمى الساحة المجتمعية ول يبؽ منو سوى نسبة قميمة جدا وذلؾ بفعؿ تأثي ارت التغير االجتماعي اليائمة التي شيدتيا العشريات األخيرة وباألخص العشرية األولى في القرف الواحد والعشريف. ثامنا: الت ارث الشعبي ك ارفع لمتنمية. قد يوحي ىذا العنواف الفرعي بمساحة مف الفمسفة التقدمية: وذلؾ عندما تقترف فيو متغي ارت تبدو متناقضة عمى األقؿ في الحقؿ االقتصادي والثقافي لدوؿ العال األقؿ تقدما أيف تزدح حمود العودي مرجع سابؽ ص

170 الفصل الرابع التراث الشعبي كرافع للتنمية الرؤى تجاه قضايا التنمية والتحديث إلى درجة الص ارع وكنا قد بينا ذلؾ في محطة سابقة مف ىذا الفصؿ إال أننا نعود مرة أخرى لتبرير عنواف كيذا بمبدأ مي جدا يضفي عمى الت ارث الشعبي أىميتو ويجعؿ منو ارفعا لمتنمية ىذا المبدأ ىو مبدأ المشاركة فالمادة الت ارثية الشعبية يتقاسميا وتشاركيا عدد كبير جدا مف القاعدة الشعبية التي تشكؿ األساس ألي عمؿ تنموي ما مف شانو أف يوفر أرضية لقبوؿ أي إست ارتجية تنموية ويكوف ذلؾ بتبني ىذا الت ارث كمدخؿ بطبيعة الحاؿ. وربما تزداد الحاجة إلى ىكذا مدخؿ )الت ارث الشعبي( إذا عممنا أف مبدأ المشاركة يشكؿ في عممية إحداث أي تنمية اجتماعية حي از كبي ار مف االىتما مع نمو المعارؼ والتطبيقات العممية في منتصؼ القرف العشريف وىي العوامؿ التاريخية والموضوعية التي أثبتت فشؿ النموذج الكالسيكي لمتسيير وكذا كؿ المناىج السياسية والمقاربات اإليديولوجية التي كانت تنظر إلى المجتمع كمجرد وعاء قابؿ الستيعاب خطط التنمية دوف إعطائو فرصة المشاركة في صنعيا ما أدى إلى حالة قطيعة واضحة بيف البنى السوسيولوجية و وتائر التنمية.وىو ما افرز كنتيجة مباشرة حالة عداء بيف المجتمع والمشاريع التنموية. إف الحديث عف الت ارث الشعبي ك ارفع لمتنمية يعني الد ارسة المتأنية أوال ليذا الت ارث مما يتشكؿ وما ىي مواطف القوة الضعؼ فيو وما الذي بقي فيو في المخياؿ المجتمعي العا والى أي حد ىو مؤثر فعال إف جممة ىذه األسئمة مف شانو أف يجيبنا عمى درجة توظيؼ الت ارث واستغاللو لالنطالقة التنموية الصحيحة ذلؾ أف عممية التحميؿ الجيد لمت ارث الشعبي وتشريح وتوظيؼ حالة االنكفاء المجتمعية عمى الت ارث الشعبي بنوعييا سواء الروتينية أي تمؾ التي تجسد حالة التماىي مع الواقع الروتيني الحياتي النازع نحو الحفاظ عمى حالة االستق ارر أو اليروبية أي تمؾ التي تعكس حالة اليروب مف الواقع القات واالحتماء و ارء قمعة الت ارث لتحقيؽ األماف المجتمعي والنفسي كؿ ذلؾ مف شانو أف يؤخر الد ارية الواضحة بالمجتمع الم ارد تنميتو لموقوؼ بالمشروع التنموي في نقطة الوسط االيجابي " حيث ال يجري تجاىؿ األثر الكبير محمد طمعت عيسى: الخدمة االجتماعية كأداة لمتنمية المحمية مكتبة القاىرة الحديثة 97 ص

171 الفصل الرابع التراث الشعبي كرافع للتنمية لمت ارث وما يمارسو عبر نظ االعتقاد والتفكير والسموؾ عمى حياة المجتمع وفي الوقت نفسو التحرر مف النظرة االرثودوكسية التي تعتقد أف الت ارث إنما ىو نظ ثابتة وناجزه يرثيا األحفاد عف األجداد وليس لي خيار إال الخضوع الستبدادىا. إف ب ارمج التنمية تتأثر إلى حد كبير بطبيعة الت ارث الشعبي وما تتضمنو عادات الناس ومعتقداتي ونظ ارتي إلى الكوف والحياة وطريقة حكمي عمى األشياء وأي خطة ال ت ارعي مثؿ ىذا البعد ال بد واف تنتيي إلى طريؽ مسدود أو إلى نتائج محدودة جدا ميما توفرت ليا مف العوامؿ االقتصادية الكافية واإلطار السياسي المناسب ليذا يجب أف يتكامؿ اإليماف بالت ارث واالندفاع نحو التقد لكي ينتظ إيقاع التطور الثقافي واالقتصادي ومف ىنا تتضح أىمية الت ارث الشعبي كطرؼ أساسي ال يمكف تجاىمو في أي برنامج أو خطة تنموية )...( فإذا ل يكف المجتمع بكؿ أبعاده مقتنعا ومتقبال لبرنامج التنمية ومشاركا فييا فاف أي خطة قد تتحوؿ إلى نوع مف العبث والمجازفة غير المأمونة". إف أطروحة االنطالؽ مف الت ارث الشعبي وتوظيفو في التنمية يقترب كثي ار مف أطروحة التنمية المستدامة التي تقوؿ بوجوب األخذ في الحسباف ممي ازت الشعوب في كؿ برنامج يتعمؽ بتحسيف شروط ثرواتيا المفيدة ليا ولبالدىا وىي األطروحة التي كانت غائبة مف قبؿ إذ والى العقود األخيرة مف القرف العشريف ناد ار ما اخذ الت ارث الثقافي بعيف االعتبار كمورد قومي ىا و أساسي يمكف أف يمعب دو ار في التقد إال أف الواقع تغير فأصبح الت ارث ميدانا تكبر فيو الفائدة االقتصادية كما أصبح إقحامو في معركة التنمية مت ازيدا. لقد تفطنت الدوؿ المتقدمة ألىمية الت ارث بشكؿ عا ومدى نجاعة استدخالو في عممية التنمية ففي عا 3 وبمبادرة أوروبية تشكمت لجنة عممية وفنية دعيت باس الجغ ارفي والتاريخي اليوناني " ست اربوف" في مدينة دلفي اليونانية بحثت وبعمؽ في دور وأثر الت ارث فحص بتاريخ.:4 0/0/3 عبد الوافي مدفوف الت ارث الشعبي و عالقتو بالتنمية المجالية في بتاريخ.09:54 0//0 فحص

172 الفصل الرابع التراث الشعبي كرافع للتنمية وبينت أف ىذا األخير لو مف العمؽ واألثر الكبير ما يجعمو ينفذ إلى كؿ المناحي بما فييا االقتصادية حيث صرح البروفيسور " موريس ايمار" عضو المجنة العميا لممؤتمر: " إف الت ارث وأبعاده المتعددة يجب أف ترى مف وجية نظر التطور االقتصادي". وفي إطار التركيز عمى اثر الت ارث ودوره في التنمية وباألخص في احد جوانبيا وىو الجانب االقتصادي يقد األستاذ عبد العزيز توري في ذات المؤتمر السابؽ الذكر ( دلفي( مجموعة مف الحموؿ لممحافظة عمى الت ارث والستدخالو في العممية التنموية مف بينيا اإلدخاؿ الذكي لمبعد االقتصادي لمت ارث وفي ذات السياؽ تشير الباحثة فاتف شريؼ إلى أف اكتناه قي المجتمعات الشعبية واحتياجاتيا المادية والرمزية ولنقاط ضعفيا وعناصر قوتيا ىو السبيؿ 3 األمثؿ لقيا ونجاح كؿ المشاريع التنموية وتذىب ذات الباحثة إلى أف اإللما الجيد والمعرفة الدقيقة بالثقافة الشعبية في عموميا والت ارث بشكؿ خاص تتعاظ أىميتيا في مشاريع التنمية المحمية وتعبر عف ذلؾ بقوليا: " مف المشروع تماما أف نفترض استحالة تنمية مجتمع محمي ما يحكمو إطار مرجعي ( ثقافي- اجتماعي( خاص دوف معرفة عميقة بأنساؽ القي والثقافة التي يتبناىا والتي تتبدى في جممة معتقداتو وعاداتو وتقاليده وسموكو ومأثو ارتو 4 المادي والرمزي إلى آخر مالمح حياتو الشعبية اليومية. وانتاجو الشفيية إف األمثاؿ الشعبية عمى سبيؿ المثاؿ كوجو مي مف وجوه الت ارث الشعبي يمكف أف تكوف باعثا وعاضدا لمفعؿ التنموي بوصفيا منظومة متكاممة مف القي الرمزية التي يبدو مغ ازىا واضحا لتحمي الناس مف االستسال لمفقر عبر تعزيز قي التفاؤؿ والك ارمة والتواصؿ والعمؿ 5 والمبادرة واالعتماد عمى الذات وتحقيؽ المشاركة الجماعية.... محمود حرياتي : دور الت ارث في التنمية االقتصادية فحص بتاريخ 0// المرجع نفسو تاريخ الفحص. فاتف محمد شريؼ الثقافة و الفولكمور مرجع سابؽ ص 43/4. المرجع نفسو ص 45. المرجع نفسو ص

173 الفصل الرابع التراث الشعبي كرافع للتنمية ويذىب عبد الوافي مدفوف بعيدا في التركيز عمى أىمية الت ارث الشعبي ودوره في التنمية عندما يعتبره نصؼ الطريؽ إلى التنمية حيث يقوؿ: " واذا ما تحسنت الرؤية وتوفرت القناعة بأىمية د ارسة الت ارث بتقاليده الدينية والثقافية وعاداتو وأع ارفو كشرط أساسي في ب ارمج التنمية ففي ىذه الحالة نكوف قد قطعنا نصؼ المسافة في حؿ المشكمة ". وترتقي األستاذة اليندية كوريف كومار" " بالت ارث في عمومو إلى إمكانية أف يكوف منبعا لرؤى تنموية جديدة وتقد فكرتيا ىذه في سياؽ التحرر مف سيطرة النزعات الفكرية األوروبية ذات التوجو االحتكاري واإلحتقاري وتعبر عف ذلؾ بقوليا: " آف األواف لكي نتجاسر عمى طرح األسئمة التي ال تعد أسئمة تطرح وتحمؿ ما ال يعتبر مف باب البيانات والمعمومات المعممة والمكرسة كونيا وما يصنؼ في خانة األسطوري غير المعقوؿ وغير العممي بالمعنى الذي طرحتو المركزية األوربية حوؿ العقؿ والعم )..( لنصغي إلى صوت الحكمة يتصاعد مف المعارؼ الشعبية العامية المحمية لعمنا ننتقؿ حينئذ إلى مرحمة استنباط رؤى سياسية وتنموية جديدة. ىكذا نرى أف ىذه المقاربات في مجمميا تذىب إلى التأكيد عمى دور الت ارث في التنمية ويمكف والحاؿ ىذه أف ترقى إلى مستوى المدخؿ ألف محتويات الت ارث الشعبي تقد نموذجا مغاي ار لإلبداع والممارسة عمى السواء نظ ار الرتباطيا ارتباطا وثيقا بحياة الناس كما أنيا تستغرؽ مشاركة الفاعميف المحمييف في تنمية مجتمعي المحمي لتجسد مدخال تنمويا ميم ا فرض نفسو في اآلونة األخيرة أال وىو مدخؿ التنمية باالعتماد عمى الذات وىذا المدخؿ مف شانو أف يحقؽ ما يسمى الحد األدنى إلشباع الحاجات األساسية الذي يتحوؿ عبر إبداع المشاركيف إلى حد أدنى نسبي ومتحرؾ. إب ارىي العيسوي التنمية في عال متغير د ارسة في مفيو التنمية و مؤش ارتيا منتدى العال الثالث دار الشروؽ القاىرة 0 ص

174 الفصل الرابع التراث الشعبي كرافع للتنمية وىكذا نجد أف استدخاؿ الت ارث الشعبي وتوظيفو ك ارفع لمتنمية تجاوز في حقيقة األمر تحقيؽ غرض تنموي انو استحاؿ أداة دفاعية ألف المبشريف بتوسيع قاعدة االقتصاد العالمي يياجموف كؿ مف يقؼ في طريؽ تمؾ التحوالت المدمرة باس التنمية بإطالؽ أحكا مف قبيؿ انو متخمؼ وضد التقد ويصمونو بالجيؿ والدونية وىو في نظرى مريض بعمة الحنيف إلى الماضي والى الثقافة المنحطة. "إف الظرفية الدولية ال ارىنة تتميز بتوجو جديد وخطير في نفس الوقت يجعؿ كؿ شعوب ودوؿ العال أما تحديات كبيرة مف شاف عد رفعيا أف يفقدىا شخصيتيا ويقوض دعائ حضارتيا ويتيدد بقائيا كأم متميزة مما يفرض عمييا تعبئة طاقاتيا الذاتية مف خالؿ تثميف ت ارثيا ".وكنتيجة لكؿ ىذا بدأت تتبمور مفاىي ومقاربات جديدة تتجاوز منظور المحافظة عمى الت ارث إلى ضرورة تثمينو Valorisation و تعبئتو في مجاؿ التنمية وذلؾ كضرورة تقتضييا متطمبات صيانة الشخصية الوطنية وتدعي أسس الثروة المحمية. في منتيى ىذا االستع ارض لمدور الممكف لمت ارث الشعبي في التنمية نجد انو ال بد اإلشارة إلى أف الحديث عف دور الت ارث الشعبي ال يجب أف يحوؿ دوف تقد المجتمع مع الحذر مف مخاطر الوقوع في ص ارع ثقافي أو تناقض حضاري وىو ما يجعؿ المعادلة صعبة إلى حد ما حيث تحيمنا إلى القضية المتكررة الحضور و الظيور وىي كيفية دمج الت ارث الذي يمثؿ جانب التقميد بالتنمية التي تمثؿ جانب المعاصرة كما يحيؿ عمى إشكاليات مف قبيؿ ما الذي نقبمو وما الذي نطرحو مف قي مبثوثة في الت ارث وىؿ باإلمكاف ممارسة عممية االنتقاء بكؿ أريحية وحرية. جيريمي سيبروؾ ضحايا التنمية المقاومة و البدائؿ ت فخري لبيب المجمس األعمى لمثقافة القاىرة 0 ص. عبد الحفيظ الج ارر الت ارث و التنمية بالمغرب : أية عالقة فحص بتاريخ 03/0/09 الساعة.5:45-6 -

175 الفصل الرابع التراث الشعبي كرافع للتنمية استخالص : عالج ىذا الفصؿ ثالث محاور رئيسية األوؿ بحث في الماىية و ذلؾ عندما تطرؽ إلى أقسا الت ارث الشعبي وعناصره وبيف حالة التجاذب التي تسود تقسي و عنصرة الت ارث الشعبي وذلؾ بيف المادي و الالمادي إلى جانب بحث نشأة الت ارث عمى اعتبار أىمية و عمؽ البعد الزمني في ىذه المسألة لتبحث بعد ذلؾ آخر نقطة مف ىذا المحور في ذلؾ الجدؿ الدائر بيف المنظريف خاصة حوؿ موقع الت ارث و دوره ىؿ ىو ارسب ومتخمؼ مف عصور ماضية ال يؤدي أي وظيفة أ أنو حاضر وظيفي يستقي وظائفو مف تواجده و حضوره.أما المحور الثاني فقد بحث في تماسات الت ارث الشعبي مع واقع الحياة اليومي بمتغي ارتيا و مستجداتيا و ذلؾ مف خالؿ مواجية الت ارث الشعبي مع العولمة ذلؾ المد الجارؼ الذي يبدو نابذا لمخصوصية أيا كاف نوعيا و قد كشفت ىذه النقطة البحثية أف الت ارث الشعبي يمتمؾ إست ارتيجية خاصة مكنتو مف اجتناب عاصفة العولمة إلى حد ما.و ضمف ذات المحور ناقشت المحطتيف الخامسة و السادسة مواقع الت ارث الشعبي في كؿ مف الوعييف الثقافيتيف العربي و الغربي عمى التوالي و قد بدا أنو في األوؿ - وعي العربي مأزو بينما في الثاني الغربي حاضر كحقؿ خاص لكنو مغيب عف الوعي السوسيولوجي باألساس.أما المحور الثالث فحاوؿ أف يستجمي عالقة الت ارث الشعبي بالتنمية و أف يبحث في إمكانية أف يشكؿ ارفعا ليا و بدا أف عالقة الت ارث الشعبي بالتنمية عالقة ممكنة بؿ أكيدة مف منطمؽ شغؿ الت ارث الشعبي لموقع المحرؾ بؿ المحدد في الكثير مف األحياف لمكياف المجتمعي وقد انسحب ىذا عمى إمكانية رفع الت ارث الشعبي لمتنمية فكانت إمكانية ممكنة إذا اتبعت إست ارتيجية واضحة و ىادفة

176 الجانب الميداني

177 الفصل السادس الحضور الثقافي في التنمية الفصل السادس الحضور الثقافي في التنمية القيم نموذجا

178 الفصل السادس الحضور الثقافي في التنمية تمييد: يتناكؿ ىذا الفصؿ ثبلث نقاط رئيسية تبحث األكلى في أىمية المحددات الثقافية لمتنمية يتفرع عنيا ثبلث نقاط جزئية عمى عبلقة بيا كىي عمى التكالي الثقافة ك التنمية بدايات االقت ارف الثقافة كالتنمية بيف الممانعة ك المضارعة كآليات اإلفادة مف الثقافة في التنمية. ا أ النقطة الثانية فيي عبارة عف مدخؿ تعريفي بماىية القي كأىميا القي كالتنمية بينما تدكر الثالثة في فمؾ التأصيؿ لمكضكع البحث كبحث في كنؼ العبلقة بينيما. كربط ضمني لبعض متغي ارتو أوال: المحددات الثقافية لمتنمية: الثقافة والتمنية : وبدايات االقت ارن - إلى غاية ستينات كسبعينات القرف العشريف كاف مفيك التنمية مفيكما اقتصاديا خالصا ك كانت التغذية مؤش ارت مف قبيؿ الدخؿ الفردم مستكل الدخؿ القكمي القكل العاممة الصحة المعدؿ العا لممكاليد األحياء ك األمكات...ىي المؤش ارت الرئيسية في الحك عمى ط ارئؽ ك نتا ئج التنمية ىذا زيادة ع لؿ مؤشر ىا جدا آنذاؾ ك ىك ارتفاع المستكل المعيشي في إطار االنتقاؿ مف المجتمع التقميدم إلى المجتمع الحديث. ك قد أدل ىذا الفي إلى تبسيط ك تسطيح شديد جدا لمسألة التنمية ألف الغا ئب األكبر عف كؿ تمؾ المؤش ارت كاف اإلنساف ذاتو أم العنصر البشرم فعمى الرغ مف أف التنمية كانت تستيدفو إال أنيا كانت في نسختيا القديمة تقصيو ك تضعو في خانة المتمقي السمبي الذم ينتظر الجاىز ك صح أف نطمؽ عميو في تمؾ الحالة اس " المستيمؾ التنمكم". لكف مع بداية الثمانينات مف القرف الماضي شيدت الساحة التنمكية تغيي ار كاضحا في الرؤل ك التصك ارت ك القناعات عمى األقؿ فبرز بذلؾ في جديد لمتنمية في يستغرؽ األبعاد األخرل الميممة الخفية مف التنمية ك ىي األبعاد الثقافية أك كما ترد مقركنة األبعاد الثقافية االجتماعية الكسائؿ المكصمة إلى التنمية ك ليس البعد الكحيد ك ال اليدؼ الكحيد. ك تحكؿ مع ىذا الطرح الجديد المنظكر االقتصادم البحت إلى إحدل سال محمد الخضكرم ص التنمية ك التحديث في المجتمع العماني المعاصر دار المعرفة الجامعية اإلسكندرية 3

179 الفصل السادس الحضور الثقافي في التنمية لقد أدل استدخاؿ البعد أك المحدد الثقافي في التنمية إلى تغيير اإلست ارتيجيات أك عمى األقؿ تنقيحيا ك تعديميا ك ذلؾ عندما باتت الد ارسة العممية لممجتمعات قبؿ التخطيط أم ار كاردا. تاريخيا يرجع الفضؿ في بركز ك إب ارز دكر محتمؿ لمثقافة ؼم التنمية إلى األم المتحدة كالبذكر األكلى لذلؾ قبؿ اإلرىاصات كانت مف خبلؿ ذلؾ االرتياح الذم سجمتو األم المتحدة عندما قررت بمداف عديدة أعضاء في اليكنسكك أف الثقافة ىي جزءا مسؤكلية الحككمات ك أنشأت لذلؾ ك از ارت أك إدا ارت لمشؤكف الثقافية ك مكقفيا ىذا يفي عمى أف االىتما الحككمي بالشأف الثقافي مف شأنو أف يعزز مكانة الثقافة ككؿ في الب ارمج اإلنمائية بشكؿ أك بآخر بكصؼ الدكلة في كؿ ببلد العال ىي ال ارعي األكؿ لمشاريع التنمية " 970 إال أف المنعرج الحقيقي في ىذا المجاؿ كاف سنة ك ذلؾ بتنظي منظمة "األكنسكك بالبندقية ألكؿ مؤتمر دكلي حككمي حكؿ الجكانب المؤسساتية ك اإلدارية ك المالية لمسياسات الثقافية ك قد مثؿ ىذا حسب األكنسكك فترة تأمؿ ك في ذات المؤتمر برز أكؿ اقت ارف بيف الثقافة ك التنمية االقتصادية كاالجتماعية فقد جاء عمى لساف " Maheu "René المدير العا لؤلكنسكك في ذلؾ الحيف: "ابتداء مف اليك حتى عمماء االقتصاد يقركف بأف التنمية إما أف تككف شاممة أك ال تككف فم يعد مف باب الصدفة أك االستعارة أف نتكم عف التنمية الثقافية كعامؿ مي مف عكامؿ التنمية الشاممة". كقد كاف مف إف ار ازت ذلؾ أف بدأ الكعي بأىمية الجانب الثقافي يتسمؿ إلى الدكؿ السائرة في طريؽ النمك حيث بدأت ىذه األخيرة تدرؾ أف االستثما ارت ك المساعدات المالية الخارجية غير كافية ك حدىا ؾحؿ لؿخركج مف حالة التخمؼ الصناعية ك كأف األمر ىك تصكير مستندات ك أنو مف غير الممكف استي ارد كؿ ما عند الدكؿ مف ىك متطكر 3. أما المخا ض الكبير لما تقد فقد كاف في مؤتمر مكسيككستي 98 بإش ارؼ األم المتحدة ك الذم طرح باقتناع كبير فكرة أف الثقافة ىي جزء أساسي مف حياة كؿ فرد ك كؿ جماعة...ك أف التنمية التي ينبغي أف تتخذ مف اإلنساف غاية ليا ينبغي بالتالي أف تنطكم عمى بعد ثقافي. 3 العقد العالمي لمتنمية الثقافية مجمة الثقافة العالمية المجمس الكطني لمثقافة ك الفنكف ك األدب الككيت السنة السابعة عدد 39 الككيت مارس 988 ص 0. كميؿ حبيب الثقافة عامؿ أساسي في التنمية الشاممة في الثقافة كدكرىا في التنمية المنظمة العربية لمتربية ك الثقافة ك العمك تكنس 996 ص 8. المرجع نفسو ص

180 ص الفصل السادس الحضور الثقافي في التنمية ك بعد ذلؾ جرل تكريس القناعات بخطكات عممية تجسدت مف خبلؿ العقد العالمي لمتنمية الثقافية ك ىك العقد الذم أشرفت عمى تنظيمو كؿ مف األم المتحدة ك اليكنسكك ك صدر بشأف قق ارر الجمعية.997 العامة 87/4 بتاريخ 08 ديسمبر. 986 ك يمتد ىذا العقد مف سنة 988 إلى سنة ك قد كضع لو ىدفيف رئيسيف األكؿ ىك م ارعاة البعد الثقافي في عممية التنمية أما الثاني فيك حفز القد ارت اإلبداعية ك الحياة الثقافية في مجمكعيا. ك مف أجؿ إعطاء ىذه األفكار تعبي ار عمميا ك بغية تحقيؽ اليدفيف السالفيف أجرت اليكنسكك بناءا عمى طمب المؤتمر الثالث ك العشريف سمسمة مف المشاك ارت مع الدكؿ األعضاء ك مؤسسات منظمة األم المتحدة ك المنظمات الدكلية ك المنظمات الحككمية ك غير الحككمية ك كانت النتيجة كضع برنامج العمؿ لمعقد ك الذم تركز حكؿ أربعة أىداؼ : م ارعاة البعد الثقافي لمتنمية. تأكيد الذاتيات الثقافية ك إغناؤىا. النيكض بالتعاكف الثقافي الدكلي. زيادة المشاركة في الحياة الثقافية. بقي أف نشير في ىذه النقطة إلى أف االقت ارف بيف الثقافة ك التنمية ك الذم يعبر عنو بالعبلقة بيف الثقافة كالتنمية ال يحرز في مجاؿ عم االجتماع عمى تكافؽ كبير ك يمكف أف ند ؿ عمى ذلؾ بعبلقة تقابمية إلى حد ما بيف أرم يف لعالمي اجتماع في الكطف العربي كنمكذج البعد الثقافي لمتنمية في البعد االجتماعي أم ال يجعمو مستقبل تما االستقبلؿ االجتماعي لمتنمية ك إف كاف دمجو ىذا ال يقؿؿ مف دكر الثقافة في التنمية فنجذ مثبل محمد الجكىرم يدمج فيسميو البعد الثقافي بالمقابؿ يذىب محمد سيد محمد إلى االعتقاد باف لمثقافة دك ار ممي از ك مكازيا لمبعديف االجتماعي ك االقتصادم في التنمية فشبو التنمية بمثمث متكازم األضبلع يعبر كؿ ضمع منو عف األبعاد الثبلثة : االقتصادية ك االجتماعية ك 3 الثقافية. ك لقد أصبح الحديث عف االقت ارف بيف الثقافة ك التنمية أم ار ناج از مف الناحية الفكرية ك ث النظرية ىذا االنجاز كاف مرجعو ػ كما أريناػ تحركا منظماتيا عالميا باألساس مف خبلؿ اليكنسكك ك األم المتحدة العقد العالمي لمتنمية الثقافية مرجع سابؽ ص. محمد الجكىرم عم االجتماع ك قضايا التنمية في العال الثالث ج دار المعارؼ القاىرة 978 محمد سيد محمد اإلعبل ك التنمية دار المعارؼ القاىرة 997 ص ص 5-.

181 الفصل السادس الحضور الثقافي في التنمية ك المنظمات األخرل الدكلية ك المحمية غير الحككمية لكف ىذه الجيكد ة الحثيث ل تترج عمى ما ر فل كاقعيا باألخص في المجتمعات السائرة في طريؽ النمك أك بمداف الجنكب ك ىي الدكؿ األقؿ حظا مف التنمية ك األكثر حاجة إلييا ك طمبا ليا. إذ أف االىتما باستدخاؿ الثقافة في قمب العممية التنمكية ظؿ مجرد شعار في كثير مف األحياف ك الكاقع يقرر ذلؾ ك الدليؿ أنو ك بعد أكثر مف عشريف سنة عمى العقد العالمي لمتنمية الثقافية بقيت الحالة التنمكية ت اركح مكانيا في تمؾ الدكؿ. إف ل تزدد سكءا ك تدىك ار ك كؿ ذلؾ الحديث عف م ارعاة البعد الثقافي بقي مجرد حديث ل يترج إلى فعؿ بؿ أكثر مف ذلؾ " " شيدت تمؾ البمداف مجازر بأت معنى الكممة حيث تكاصمت التنمية ذات البعد الكاحد االقتصادم كالتي تعمد إلى التنفيذ المباشر لممشاريع دكنما إش ارؾ األىالي ك إدماجي كدكنما م ارعاة لبلستدامة بشريا ك بيئيا ك االستثناءات في ىذا المجاؿ قميمة تحفظ كال تعم فعدل بعض المباد ارت المنعزلة المدعمة مف ىذه الجية أك تمؾ المنظمة أك ذاؾ الصندكؽ فإف القاعدة الثابتة كانت دكما ىي األكلكية لبلقتصاد. - الثقافة والتنمية بين الممانعة والمضارعة: إف الد ارسة العممية لممجتمعات تعني فيما تعنيو كضع العامؿ اؿبشرم في االعتبار ك خاصة القي االجتماعية التي تحك حياة الناس ك بمعنى آخر د ارسة المجتمع قبؿ رس الخطط ك تحديد الب ارمج كالمشركعات ك ذلؾ ألف كثي ار مف األنساؽ ك النظ التقميدية يمكف أف تقؼ في كجو عممية التنمية بكصفيا عممية تغييريو مقصكدة ك شاممة ك بالتالي فإذا كاف الناس ارفضيف لمقي الجديدة المصاحبة لمعممية التغيرية ستفشؿ المشركعات التنمكية ال محالة. كيمكف أف نقرب إلى األفيا أىمية المحدد الثقافي لمتنمية إذا استدعينا الحالة المناقضة لمتنمية كىي حالة التخمؼ فيذه األخيرة تكشؼ بكضكح عف عمؽ الدكر الذم تؤديو المحددات الثقافية في التنمية باألخص في الدكؿ المتخمفة ك ذلؾ عندما نقؼ عمى المعكقات التنمكية في ىذه الدكؿ فنجد عمى أرسيا المعكقات الثقافية ك القيمية ك إف كنا ال نطمؽ ىذا الحك عمى عمكمو إذ ليس النسؽ الثقافي ك القيمي في ىذه الدكؿ سالبا عمى اإلطبلؽ كما تقكؿ بذلؾ بعض فركع نظرية التحديث كالتي عرضنا. بعضا منيا في مكاضع سابؽ ة مف ىذا البحث ففي ىذا اإلطار يمكف أف يتحكؿ نسؽ المعتقدات ك األفكار إلى عائؽ في كجو التنمية بما يتضمنو مف عمميات فكرية كاتجاىات ترتبط بطبيعة اإلنساف ك محمد عباس إب ارىي " األبعاد االجتماعية ك الثقافية لمتنمية" مجمة التعاكف األمانة العامة لمجمس التعاكف لدكؿ الخميج العربي السنة ال اربعة عدد 4 اإلما ارت العربية المتحدة جكاف 989 ص

182 الفصل السادس عالمو ك إطاره المرجعي المحمي الحضور الثقافي في التنمية فيناؾ عمى سبيؿ المثاؿ بعض المعتقدات الشائعة ذات العبلقة بالقكل الخارقة super nature كالمعتقدات النابعة مف بعض األنساؽ ك القكل غير الطبيعية فيذه كميا يمكف أف تمثؿ معكقا مف معكقات التنمية إذا ل تؤخذ في االعتبار عند التخطيط لمتنمية ك كذلؾ عند. تنفيذىا ك يضاؼ إلييا المعتقدات الصحية المرتبطة بطبيعة الجس البشرم كاألم ارض الفيزيقية أك " الزمف تصكر " ك تقييمو فالزمف ك تقييمو يختمؼ مف شعب إلى آخر ك مف مجتمع إلى آخر. فعند بعض المجتمعات المتخمفة يشكؿ أحد أى العكائؽ في كجو التنمية ففي المجتمعات القركية ك البدكية في ىذه الببلد تصكر الزمف في ثقافتيا تصكر خاص يرفض تدخؿ اليد اإلنسانية فنجد مثبل اإلنتاج الحيكاني ك اإلنتاج الز ارعي يتحقؽ كؿ منيما دكف تدخؿ إ اردم مف البدكم أك القركم أم أف الزمف ىك الذم يتحك في اإلنتاج بمعنى أف مفيك الزمف مفيك تقميدم يحتسب بالمكاس ك األعياد ك يقدر تقدي ار كيفيا بينما االنتقاؿ إلى حالة التنمية يقتضي رؤية ك تصك ار ك تنظيما دقيقا ك محددا لمزمف أقرب إلى اؿكمية. كيتجمى أثر المحدد الثقافي مف خبلؿ ذلؾ الدكر البالغ األثر الذم تمعبو المأثك ارت الشعبية ك التي تصدر في بعض األحياف عف في غير دقيؽ لمقي الركحية أك التعالي الدينية مما قد يؤدم ك يؤيد النزعة التكاكمية بيف الجماىير الم ارد تنميتيا. عمى المستكل البنائي قد يككف األمر أكثر حدة ك تعقيدا بحيث أف العمميات التنمكية قد تصاحبيا ظكاىر عدة ىي تجميات تمؾ العمميات عمى البناء الثقافي ك مف بينيا التكافؽ ك التكيؼ ك المبلئمة ك الص ارع ك التكتر ك التكامؿ ك االلتئا كىذا الخميط الظاى ارتي الذم يتخذ شكؿ المركب الثقافي المتشابؾ قد يصاب بعد التكازف مما ينجر عنو ال تكازف مجتمعي تزداد حد تق إذا كاف المجتمع ذاتو ال متجانس ثقافيا. إال أف األمر األكثر صعكبة عندما تصطد الضرك ارت اإلنمائية باألساليب الحياتية القديمة ك التقميدية حيث تتطمب السياسة التنمكية عادة قيما جديدة تتماشى ك مضمكف المشاريع اإلنمائية ك ما فييا مف عناصر فنية مما يكلد احتكاكا ك ص ارعا كصداما بيف الركائز القائمة كالعناصر الثقافية الكافدة يتجسد أثره بصكرة مباشرة عمى خبليا النسيج االجتماعي مف خبلؿ الص ارعات التي قد تحدث بيف التشكيبلت االجتماعية

183 فإ" الفصل السادس الحضور الثقافي في التنمية كاذا أضفنا إلى كؿ ىذا الدكر الخطير الذم تقك بو القي ػ ك الذم سنأتي عمى التفصيؿ فيو أكثر في النقطة البحثية المكالية ػ ك ذلؾ مف منطمؽ الدكر المحكرم الذم يمعبو النسؽ القيمي كنسؽ رئيسي في تكجيو السمكؾ ك الدكافع ك االنجاز نحك الفعؿ االجتماعي المكجو لمتنمية ك بكصفو مرجع ا لمسمكؾ الجمعي فيمكف ك الحاؿ ىذه أف تشكؿ قيما ف قبيؿ عد تؽدير الكقت أك احتقار العمؿ اليدكم أك عد تقدير العمؿ أصبل أك السمبية ك االنع ازلية ك البلمباالة ك التكاكؿ ك غيرىا مف القي يمكف أف تشكؿ سدا منيعا في كجو أم فعؿ تنمكم. لكف ك بالمقابؿ أيا كاف مستكل الممانعة الذم تشكمو الثقافة في كجو التنمية فإنيا حتما لف تصؿ إلى " " مستكل كالذم يعتقد بو البعض أمثاؿ " ديفيد الندس " صاحب كتاب ثركة ك فقر األم ؿل الذم أد..." بتعميؽ في مؤتمر لمبنؾ الدكلي عا 0 حيث قاؿ ىناؾ ثقافات أسمييا سامة...تعيؽ الذيف يتمسككف بيا". إننا نعتقد أف اإلد ارؾ الجيد إلشكالية الممانعة الثقافية لمتنمية ال يعالج إال ضمف النسبية الثقافية ك داخميا فمف شأف ذلؾ أف يكسع فيمنا لبلختبلؼ الثقافي ك لم ارعاة الخصكصيات الثقافية. ك لما ال الحديث عف التنمية بالثقافة كذلؾ بالتقاطع مع النظرة االقتصادية لمتنمية المفترضة أف الناس سكاسية في كؿ أنحاء العال ىذا االفت ارض يمكف استثماره ميدانيا كاقعيا بخمؽ حقؿ مف التفاعؿ الحي الفعاؿ غير االقصائي لمثقافات ك لمخصكصيات الثقافية. ك ذات االفت ارض يفتح لنا الباب لبلنتقاؿ بالثقافة مف :" صفة اؿمانعة إلى صفة المضارعة أك الكجكد الفاعؿ. يقكؿ االقتصادم الياباني " يكشييا ار كيكنيك أحد األسباب في تطكر الياباف ىك أنيا تممؾ ثقافة مناسبة لذلؾ فمقد عمؽ اليابانيكف أىمية عمى المساعي المادية ك العمؿ الجاد ك االدخار لممستقبؿ ك االستثمار في التعمي ك قي المجتمع". كعمكما فإف ىناؾ ثبلث تصك ارت ليذا المكضكع فيناؾ مف يرل بأف الثقافة تعرقؿ مسيرة التنمية كتحكؿ دكف تقدميا بشكؿ ايجابي ك مف ث تصبح الثقافة عائقا أما تقد بعض الشعكب خاصة إذا كانت العادات ك التقاليد ك األع ارؼ ىي السائدة ك كانت التقاليد تقميدية تؤثر سمبا عمى التنمية االجتماعية ك االقتصادية. ك ىناؾ أرم مناقض يرل باف الثقافة ىي ف العكامؿ األساسية التي تساى في تحقيؽ التنمية ك تطكير االقتصاد بكؿ قطاعاتو ك الرفع مف اإلنتاج الكطني ك بالتالي ال بد مف م ارعاة ىذا البعد في مجاؿ التخطيط ك التدبير ك التقكي ك معنى ذلؾ أف يعطى البعد الثقافي األكلكية عمى حساب لكرنس ىاريسكف الثقافة ك التنمية االقتصادية فحص بتاريخ: 0/03/0 ساعة: 8:5-89 -

184 الفصل السادس األبعاد ك المككنات التنمكية األخرل. الحضور الثقافي في التنمية ك ىناؾ أرم ثالث ينزع نزعة تركيبية بيف الثقافة كالتنمية كيصكغ العبلقة كفقا لرؤية جدلية كاآلتي: ال يمكف فصؿ الثقافة عف التنمية فكؿ منيما يكمؿ اآلخر بطريقة بنيكية ك عضكية ك جدلية. 3- آليات االستفادة من الثقافة في التنمية : قد يبدك الطرح الذم يؤصؿ لمعبلقة بيف الثقافة ك التنمية طرحا مغريا ك ربما معقكال في كثير مف نكاحيو لكف الكاقعية ك المنيجية تفترض أف نتساءؿ كيؼ تتجسد ىذه العبلقة ميدانيا أك بصفة أخرل: كيؼ يمكف اإلفادة مف الثقافة في التنمية في ىذا الشأف يرل " جميؿ حمداكم" أنو البد مف تكفر مجمكعة مف اآلليات ك الف التنمية تتحقؽ في المجتمع فإف ىذه اآلليات ىي آليا ت مؤسساتية كبنيات مادية ك معنكية يأتي عمى أرسيا المجتمع المدني الذم يعتبر الركيزة األساسية لتحقيؽ التقد كاالزدىار ك ام التنمية ك يسمى مدنيا ألنو يتخذ طابعا اجتماعيا مدنيا ك سم ك ألنو في ذات الكقت مستقؿ عف كؿ المؤسسات الرسمية ك العسكرية ؾ ؿنو يتكامؿ معيا في نفس الكقت مف خبلؿ االقت ارح ك االستشارة ك التنسيؽ. ك تنبع أىمية ىذه اآللية مف ككنيا ( المجتمع المدني( تتمكقع في نقطة كسيطة بيف القمة ك القاعدة فالمجتمع المدني ىك نسيج متشابؾ مف العبلقات التي تقك بيف أف ارده مف جية كبيني ك بيف الدكلة مف جية أخرل. كفي خض ىذه العبلقات تبرز سمات االجتماعية ك الثقافية ك التي يجرم تكريسيا خدمة لمتنمية. ك في المحصمة حكؿ ىذه اآللية نقكؿ أف المجتمع يؤىؿ الناس لم ازكلة أعماؿ ايجابية منتجة ك ىادفة تصب في إطار الفعؿ التنمكم. كتتكرس المقاربة الثقافية عبر آلية أخرل كىي المشارؾة أك ما يسمى المقاربة التشاركية التي ترتكز عمى االنفتاح عمى الشركاء الداخميف ك الخارجيف قصد تحصيؿ الدع المادم ك المعنكم ك ىناؾ أيضا آلية تمثؿ المقاربة اإلبداعية عبر بث الفمسفة اإلبداعية المبنية عمى االعتماد عمى الذات ألف مف.0 جميؿ حمداكم المقاربة الثقافية أساس البشرية المستدامة عف فحص بتاريخ 0/03/05.ساعة 0:5. عبد الغفار شكر المجتمع األىمي كدكره في بناء الديمق ارطية دار الفكر المعاصر بيركت 3 ص

185 الفصل السادس الحضور الثقافي في التنمية المقكمات األساسية لبناء إست ارتيجية جديدة لمتنمية مسألة االعتماد عمى النفس عمى كؿ المستكىات فرديا ك إقميميا ك قكميا. تنكيع المنتكج الثقافي ك تطكيره يعتبر بدكره أحد اآلليات الرئيسية فقد أكدت منظمة اليكنسكك عمى التنكع الثقافي في بياناتيا الثقافية التأسيسية نظ ار ألىميتو في الرفع مف مستكل التنمية االجتماعية كالمعنكية كالبيئية مع األخذ في االعتبار أف التنكيع يشمؿ اإلنتاجات األدبية ك الفنية ك العممية ك اآلثار ك القي ككؿ ما ينتمي إلى الثقافة البلمادية جانب ك إلى كؿ ىذا ىناؾ آلية تكريس الخصكصية الثقافية ألنيا ستؤدم إلى تشجيع اإلبداع ك إب ارز التمييز في كؿ المياديف ما يخمؽ حركية داخؿ النسيج التنمكم بكؿ تفرعاتو ك لقد استخد اليابانيكف ىذه اآللية عندما "سمككا في استي ارد التكنكلكجيا مسمكا فريدا بحيث اتجيكا إلى تحميؿ المكاد المستكردة بيدؼ في آليات ككيفية عمميا بقصد في كؿ جزء مف جزئياتيا ك إعادة تركيبيا كفؽ مقاييس ك أذكاؽ مغايرة ففي التركيب الجديد نجد أف ىناؾ إبداعا يابانيا ينسج مع القي المجتمعية ك مع الحياة فيناؾ إذا إبداع ذاتي ك بدكف ىذا اإلبداع الذاتي ال يمكف التحدث عف التكنكلكجيا ". كلما كانت اآلليات الثقافية في تحقيؽ التنمية ذات صفة رمزية باألساس فإف تغيير البنيات العقمية كاف مف أى تمؾ اآلليات ك ليس ىناؾ طريقة أنجع في ىذا المجاؿ مف تطكير التعمي ك التربية فإذا كاف التعمي منطمقا مف أسس إبداعية قكاميا اإلنتاج ك االبتكار ك االعتماد عمى الذات ك البحث الجاد تحكؿ إلى قاطرة لمتنمية ككؿ ينبغي أف يككف التعمي جديدا قاد ار عمى إعداد الشباب لمتفكير الحديث فالتربية ك التعمي ىما أداتا التغيير لمبنيات العقمية. كؿ لقيا بيذا الدكر 3 طريؽ التربية ك التعمي الحديثيف يتحكؿ الشباب إلى محرؾ بشرم لتنمية المجتمع. بدءا مف المدرسة االبتدائية كعف بعد استع ارض ىذه اآلليات يمكف أف نستعرض بعض التصك ارت التي تقترب في طرحيا مف اآلليات في كيفية تحكيؿ العنكاف الكبير "الثقافة ك التنمية" إلى كاقع يمكف لمسو كاإلفادة منو. كمنيا ما يقدمو لباحث المغربي التجاني بكلعكالي في بحثو المعنكف:"الدعكة إلى ثقافة التنمية" حيث يقد آليتو تمؾ في إطار ما يسميو زرع ثقافة التنمية بيف مختمؼ ش ارئح المجتمع حيث يقكؿ :"...كيفية زرع ثقافة التنمية بيف خالد السبع النجار "إست ارتيجية جديدة لمتنمية في الكطف العربي" مجمة الفيصؿ السعكدية عدد 93 ديسمبر 984 ص الميدم المنجرة حكار التكاصؿ مف أجؿ حكار معرفي عادؿ ط 6 دار كليمي م اركش المغرب 0 ص 6 جميؿ حمداكم مرجع سابؽ ص 8.

186 الفصل السادس الحضور الثقافي في التنمية ش ارئح المجتمع التي باكتسابيا لمكعي البلز بيذا المفيك ذم البعد االست ارتيجي سكؼ تساى ال محالة مف مكقعيا في كضع لبنة ما في صرح التنمية." يجعؿ بكلعكالي مف زرع ثقافة التنمية أكؿ آلية في طرحو أك خطتو كىك يركز ىنا عمى جعؿ التنمية ىما شامبل لكؿ قطاعات المجتمع دكف استثناء أم إخبلء الساحة المجتمعية مف أم عناصر ميمشة كمف ازكية أخرل إفساح المجاؿ لكؿ الفاعميف لمدعكة إلى لتنمية.كىذا مف شأنو أف يجعؿ مف ثقافة التنمية أم ار مقبكال ث بعد ذلؾ تأتي اآللية الثانية كىي تعمي الكعي البلز كقصد بيا أف تعم ثقافة التنمية بيف جميع مككنات المجتمع كعمى مختمؼ المستكيات ك األصع د. كيشارؾ في تنفيذ الميمة الكؿ بدءا أصحاب الق ارر مرك ار برجاؿ التعمي كصكال إلى الفاعميف الجمعكييف. أما اآللية الثالثة فيي تشجيع العمؿ التطكعي ألف التطكع باألساس يعني االقتناع بمجمكعة مف القي الحضارية كالتعاكف كالتكافؿ كااردة الخير لممجتمع ك الكطف إنيا في النياية تعبر عف ثقافة محددة.كبعبارة أخرل عمى حد قكلو " فإ التنمية تفشؿ كمما طغى الياجس المادم عمى فاعمييا كتنجح كمما حضر الياجس التطكعي بكثافة كقكة. كانت تمؾ بعض التصك ارت لآلليات الممكنة لتفعيؿ دكر الثقافة في التنمية. كميما يكف فإف الحديث عف أىمية المحددات الثقافية لمتنمية يقع في إطار ما يسمى باقتصاد المكاقع الرمزية الذم تتمكقع فيو الرمزيات كعمى أرسيا الثقافة في مكقع الفاعؿ الرئيس.ككفقا ليذا التصكر فإف إد ارؾ المجتمع لعناصر الثقافة كأىميتيا في حياة األف ارد كفي تنميتي أصبح ممكنا كذلؾ مف خبلؿ تعزيز ىذه العناصر بالشكؿ االيجابي لمكصكؿ إلى مجتمعات قادرة عمى التطكر كاالندفاع ضمف عجمة التنمية.أما تمؾ العناصر الثقافية فيي تحديدا: القي ك الفضائؿ : فالثقافة التي تركز عمى قي أحكا القانكف كاحت ار اآلخريف كبناء أخبلقي متيف ىي ثقافة تنمكية. نظرة المجتمع إلى العال: فمف خبلؿ ىذه النظرة يتبيف مكقؼ المجتمع مف التنمية )مؤيد أك معارض(. التجاني بكلعكالي الدعكة إلى ثقافة التنمية ص 8 فحص بتاريخ: 0/05/ ساعة : المرجع السابؽ ص

187 الفصل السادس الحضور الثقافي في التنمية السمكؾ االقتصادم: فالسمكؾ االقتصادم الذم يمارسو األف ارد في مجتمع ما يمكف أف يحدد قدرة ذلؾ المجتمع عمى النمك كعمى التطكر مستقببل كما يمكف أف يحدد ما إذا كاف ذلؾ السمكؾ معاديا لمتنمية. السمكؾ االجتماعي: كلو دكر مي في دع التنمية عبر ممارسات سمككية كعبلقات داخمية تسي في دع التنمية. القي الثقافية: حيث تتمتع المجتمعات المؤيدة لمتنمية بقي أخبلقية كسمككية كمعرفية تجعميا قادرة عمى التقد مف خبلؿ تعزيز ىذه القي بيف أف ارد المجتمع. " ك في ذات اإل طار يعكد الباحث التجاني بكلعكالي" ليقد جردة بأى اآلليات العممية لترجمة العبلقة بيف الثقافة ك التنمية كاقعيا ك يشترط قبؿ ذلؾ أمريف: األكؿ ىك التكجيو الصحيح أما الثاني فيك االستم اررية ألف أكثر المشاريع تتكقؼ قبؿ أف تطبؽ كميا ث يذىب بعد ذلؾ إلى استع ارض مجمكع اآلليات عمى المستكل المحدد ك األكثر كاقعية بعد أف استعرض مف قبؿ تمؾ اآلليات في مستكاىا الكسطي أم ذلؾ الذم يتكسط النظرم ك الكاقعي ك ىي تباعا دركس محك األمية تقكية التبلميذ الضعاؼ مساعدة التبلميذ الفق ارء بالكتب ك األدكات المدرسية التنمية الرياضية مف خبلؿ تنظي التظاى ارت الرياضية المتنكعة ك البحث عف الطاقات الرياضية الكاعدة ك التنمية البيئية مف خبلؿ تعمي الحفاظ عمى البيئة ك تنظي حمبلت النظافة ث التنمية االجتماعية مف خبلؿ التحمي باألخبلؽ الحميدة ك نشر ثقافة المعاممة الحسنة ك التربية الصحية ك محاربة مظاىر العنؼ المنزلي ك زيارة المستشفيات ك دكر األيتا ك الداخميات ك غيرىا. ك يقرر الباحث أف ىذه اآلليات عمى درجة كبيرة مف األىمية عمى عكس ما يعتقد البعض مف أف التنمية محصكرة في المشاريع الكبرل ذات المي ازنيات الضخمة إنما األمر في الكاقع عمى حد قكلو: " أف التنمية الحقيقية ىي التي ال تستثمر اإلنساف ك إنما تستثمر في اإلنساف ك محيطو." الطبيعي إف المعالجة الب ارغماتية لما تقد مف نقاط ضمف ىذه الجزئية مف البحث دفعتنا إلى التفصيؿ في الحيثيات الكاقعية ك أنستنا أف نطرح أسئمة تمييدية حكؿ طبيعة العبلقة بيف الثقافة ك التنمية مف قبيؿ ىؿ تسبؽ الثقافة التنمية ك تعمؿ عمى خدمتيا أ أف التنمية تحقؽ أكال ث تجر الثقافة ك التجاني بمعكالي مرجع سابؽ ص

188 الفصل السادس تدفع بيا إلى مستكيات مكازية ليا أ أف العبلقة بيف االثنيف ت ازمنية بحيث الحضور الثقافي في التنمية يتحؽ االثناف في كقت كاحد. ك في اعتقادنا أف أسئمة مف ىذا النكع ال تجد اإلجابات المطمقة الجاىزة القابمة لمتعمي زمكانيا بؿ إنيا محككمة بالخصكصيات المجتمعية إلى أبعد الحدكد مف منظكر تمايز البناءات االجتماعية ك الثقافية ك كذا التجارب التاريخية لممجتمعات ك الثقافات. ك كحكصمة ؿكؿ ما تقد نقكؿ أف الثقافة تجاكزت النظرة التقميدية التي تحصرىا في الجانب الجمالي أك ضمف مقكلة الثقافة مف أجؿ الثقافة عمى كزف الفف مف أجؿ الفف أرس حقيقي ؿ تتحكؿ يكتسح مياديف أخرل كاالقتصاد ك السياسة ك البيئة ما أىميا ألخذ مكقعيا ضمف مجاؿ رس المقاربات اإلست ارتيجية لمتنمية ك بالتالي فإف تضافر ك تداخؿ الثقافة مع التنمية سيؤدم ال محالة إلى تطكير ط ارئؽ التفكير بكؿ أنكاعو العممي ك اإلبداعي ك الفني ما مف شأنو أف يخمؽ حركية مستمرة ترتقي بمستكل الكعي ك الفعؿ البشرييف ك تجعمو ا عمى أه ةب االستعداد دكما لمتنمية عمى كجو الخصكص ك لمفعؿ الحضارم بشكؿ عا. ثانيا : ماىية القيم. إف تناكؿ ماىية القي تمميو الد ارسة العممية كالمنيجية السميمة إذ ال يمكف أف نخكض في متغير ما كتداعياتو قبؿ اإللما بماىيتو كفي ىذا اإلطار قد أرينا أف مسار البحث لف يستقي كلف يبمغ م ارمو ما ل تتكفر بيف يدم الباحث رؤية كاضحة عف القي كميكانيزماتيا كذلؾ ما يحاكؿ ىذا الجزء مف الفصؿ أف يتصدل لو. -مصادر القيم: يمكف لمباحث في القي أف يطرح سؤاال جكىريا كمنطقيا عف أصؿ القي التي يتبناىا األف ارد كالمجتمع ما ىك مصدرىا ككيؼ يت اكتسابيا كمف أيف.كفي ىذا الشأف ينزع أغمبية العمماء إلى أف الفرد يتشرب قيمو مف مصادر متعددة ال مف مصدر كاحد كيذىبكف في ذلؾ إلى تعداد, التعالي الدينية التنشئة االجتماعية الخب ارت اليكمية الجماعات المرجعية الفمسفات الفكرية

189 الفصل السادس الحضور الثقافي في التنمية المؤسسات التربكية كسائؿ اإلعبل...الخ كى في ذلؾ يتشبعكف بالقي مف ىذه المصادر عف طريؽ القدكة كاإلقناع كالقكانيف كاألفكار المنبثقة مف األصكؿ الثقافية كالدينية كضمير الفرد كىي طرؽ تمثؿ في مجمكعيا آليات اكتساب القي كتبنييا.كعمى الرغ مف تعدد المصادر التي يمكف لمشخص أف يستقي منيا قيمو إال أننا سنحاكؿ التركيز عمى بعضيا أك باألحرل عمى تمؾ التي قدرنا عمى أنيا األكثر أىمي ة. األسرة : تعتبر األسرة المحضف الذم يتكلى رعاية الطفؿ قبؿ أف يندمج في المحيط الخارجي. كخبلؿ ذلؾ تقك األسرة بإكساب مبادئيا كقيميا كأخبلقيا كعاداتيا لمطفؿ فتتشكؿ بذلؾ معال ىكيتو كعقمو ككجدانو كمشاع () ره ففي ىذا اإلطار دلت األبحاث أف ىناؾ عبلقة بيف أساليب التنشئة االجتماعية لؤلبناء كعبلقتيا ببعض سمات الشخصية كما يتبناه األف ارد مف قي كيبقى أف نشير إلى أف مقدار تشرب األبناء لقي األسرة يتكقؼ عمى مقدار الرعاية التي تكفرىا ىذه األسرة لي كفي ىذا يقكؿ فؤاد حيدر: "فتبني الطفل لقيم ومعايير الوالدين يعتمد عمى مقدار الدفء والرعاية واالىتمام فالضمير )األنا األعمى( يتضمن عممية توحد الطفل مع والديو كما ىو الصبي مع (). األب وكما ىي البنت مع األم " كتؤكد د ارسة أجريت في الكاليات المتحدة األمريكية نفس الفكرة فقد كشفت ىذ ق الد ارسةالتي أجريت عمى جماعتيف مختمفتيف تقطناف بأمريكا كىما اإليطاليكف الجنكبيكف كالييكد أف الييكد أكثر دافعيو لئلنجاز مف اإليطالييف كالسبب في ذلؾ يعكد إلى النسؽ القيمي العائمي ففي حيف تركز العائبلت اإليطالية عمى الثركة كالممكية كالتضامف العائمي تجنح العائبلت الييكدية إلى التركيز عمى التعمي كاالمتداد خارج العائمة كتنمية الذات كالقدرة عمى معالجة المكاقؼ الخارجية ككانت نتيجة ذلؾ ح ارؾ اجتماعي في الكسط الييكدم كتقكقع في الكسط اإليطالي. *المدرسة : أحمد عبد العظي محمد أصكؿ الفكر اإلدارم في اإلسبل مكتبة كىبة مصر 994 ص 9. فؤاد حيدر عم النفس االجتماعي د ارسات نظرية كتطبيقية دار الفكر العربي االسكندرية د.ت ص

190 الفصل السادس الحضور الثقافي في التنمية تعد المدرسة المزرعة األكلى التي يتعم فييا الطفؿ القكاعد كيدركيا كيتفي معانييا كأىميتيا في بناء المجتمع فالمدرسة تساى في تشكيؿ لغة كخمؽ كديف كنمط سمكؾ الطفؿ. كيشمؿ تأثير المدرسة في الطفؿ جميع عناصرىا األساسية فبل يقتصر عمى المعم كحده أك اإلدارة كحدىا إال أف الد ارسات بينت أف محتكل الب ارمج كالمقر ارت تعد أكثر العكامؿ المدرسية أىمية في إكساب التبلميذ الخب ارت كالقي كالى جانب ذلؾ نجد تأثير المدرسيف. إذ كجد كذلؾ أف الطفؿ أك التمميذ يمتقط قي المدرس مف خبلؿ تعبيره الصريح عنيا قكال كفعبل داخؿ حج ارت الد ارسة كخارجيا كما كشفت د ار سة تتبعيو لمجمكعة مف الطالبات الجامعيات عف دكر الجامعة في خمؽ أك تكجيو تمؾ الطالبات نحك تكجيات قيمية معينة حيث اكتسبف بعد إنيائيف الد ارسة كممارستيف لمحياة العامة قي التحرر كاإليجابية كىي قي ل تكف مكجكدة لدييف عند التحاقيف بالجامعة. * التعاليم الدينية: يمثؿ الديف مصد ار أساسيا لكثير مف القي كالتتبع التاريخي لمحضا ارت العالمية القديمة يكشؼ عف أف تمؾ الحضا ارت قامت عمى قي دينية معينة كانت محكرىا المحرؾ كالمنظ لشعكبيا كما كشفت أف مدل االلت از بركح تمؾ القي ىك الذم ضمف استم اررىا كأف تخمييا عف قيميا تمؾ كاف سببا في انييارىا كاندثارىا.كلنا أف نضرب مثبل بالديف اإلسبلمي كمصدر لمقي فنجد مثبل قي العمؿ في حديث رسكؿ اهلل صمى اهلل عميو كسم - : >>إن اهلل يحب إذا عمل أحدكم عمال أن يتقنو << كما أف ىناؾ أحاديث كثيرة تيدؼ إلى زرع القي النبيمة بيف األف ارد كلنا >> << أف نكرد قكلو صمى اهلل عميو كسم : أعطوا األجير حقو قبل أن يجف عرقو فيذه القيمة 3 مثبل تحث عمى احت ار العامؿ كتقديره كايفائو حقو كامبل غير منقكص *وسائل اإلعالم : ضياء ازىر مرجع سابؽ ص 7 المرجع نفسو ص 7 محمد سمماف العمياف السمكؾ التنظيمي في منظمات األعماؿ ط دار كائؿ لمنشر األردف د.ت ص

191 الفصل السادس الحضور الثقافي في التنمية لقد أصبحت كسائؿ اإلعبل اليك شريكا أساسيا في عممية التنشئة االجتماعية فقد خمقت ثكرة المعمكماتية خارطة جديدة كأضافت إلى الساحة الثقافية معطيات مستحدثة لعؿ أبرزىا العكلمة كما تمثمو مف اخت ارؽ لمقي المحمية كالى غير ذلؾ مف التأثي ارت كىي في خض كؿ ذلؾ تقد مضاميف قيمية معينة كبالتالي فيي تسي في خمؽ أك غرس القي كلعؿ التمفزيكف أحد أكثر " كسائؿ اإلعبل تأثي ار ".كيختزؿ أرم فكلر فيو تمؾ ألىمية عندما أطمؽ عميو إ س األب الثالث إلى جانب الدكر المتنامي لئلنترنت. " أما عف اكتساب القي فإف " رككيتش يشير إلى أف ىذه العممية تخضع لم ارحؿ عمر الفرد حيث يتبنى الفرد قيمة معينة يمي ذلؾ إعادة تكزيع ىذه القيمة كاعطاؤىا كزنا معينا ث اتساع مجاؿ العمؿ بيا ضمف البناء االجتماعي العا لمقي ث ارتفاع معايير ىذه القيمة في ظؿ كجكد أىداؼ معينة كما تحققو مف فائدة لمتبنييا إال أف الثابت ىك أف القي تأخذ شكؿ التمقيف في مرحمة ما كىي مرحمة الطفكلة فتمقف القي لئلنساف أثناء تعاممو مع كالديو ث يأخذ في التعبير عنيا مف خبلؿ أحاديثو كتصرفاتو. كعميو فإف اكتساب القي يبدأ في طكر متقدمة جدا مف حياة اإلنساف أم مع بداية تعممو نطؽ الكممات كفي ىذه المرحمة تقع عمى الكالديف مسؤكلية تمقينو قي المجتمع الذم ينتمي إليو روكيتش " 3 كأىدافو. كما يذىب" إلى التأكيد بأف عدد القي يزداد مع امتداد العمر مما ينسحب 4. عمى شكؿ تجمعات القي لدل الفرد كتسمى ىذه العممية باالنتظا في النسؽ القيمي كعمى العمك فإف القي تتكلد في إطار السياؽ المجتمعي الذم تحياه الجماعة. 5 مقبكلة كمعترفا بيا. كمف ث فإنيا تككف ضياء ازىر مرجع سابؽ ص 73. معتز سيد عبد اهلل عبد المطيؼ محمد خميفة عم النفس االجتماعي دار غريب لمطباعة ك النشر ك التكزيع القاىرة ص محمد سعيد فرج البناء االجتماعي ك الشخصية دار المعرفة الجامعية اإلسكندرية تد معتز سيد عبد اهلل عبد المطيؼ محمد خميفة مرجع سابؽ ص 375. إ يماف العربي النقيب مرجع سابؽ ص ص

192 الفصل السادس الحضور الثقافي في التنمية - أىمية القيم: لمقي أىمية كبيرة في حياة المجتمع فيي تمتد لتمس العبلقات اإلنسانية بكافة صكرىا. فتعمؿ عمى تحديد طبيعة عبلقات الناس بعضي ببعض كىي معايير كأىداؼ البد مف كجكدىا في كؿ مجتمع يريد لتنظيماتو االجتماعية االستم ارر في أداء كظيفتيا لتحقيؽ أىداؼ الجماعة. كيعتمد المجتمع في تكامؿ بنيتو االجتماعية عمى القي المشتركة بيف أعضائو كالتي كمما اتسع مداىا بيني ازدادت كحدة مجتمعي قكة كتماسكا في حيف تضعؼ تمؾ القكة كالكحدة كمما انحصر مدل تمؾ القي بيني بينما قد يؤدم التنافر كاالختبلؼ في القي إلى ص ارع بيف أعضاء ذلؾ المجتمع غالبا ما يقكد إلى تفككو كالى صعكبة الكصكؿ إلى اتفاؽ في األمكر الميمة. إف القي ىي األساس في تشكيؿ حياة المجتمع كح ارسة األنظمة كحماية البناء االجتماعي مف. التدىكر كاالنييار كتمثؿ الحمقة الكسطى التي تربط بيف العقيدة كالنظ االجتماعية كالسياسية كما تمعب دك ار حاسما في تنظي السمكؾ االجتماعي كتمثؿ ىمزة الكصؿ بيف عقيدة كايديكلكجية المجتمع كمؤسساتو المختمفة 3. ىذا كتساعد القي عمى احتفاظ المجتمع بذاتيتو مف خبلؿ تكجيو أفعاؿ الفرد نحك غايات كمصالح المجتمع كىنا تعمؿ القيمة كمتغير مستقؿ يحاكؿ أف يسيطر عمى الحس األخبلقي في أف ارد المجتمع كتكجييو إلى ما يجب أف يككف 4.أما عمى المستكل النفسي فالقي تزكد الفرد بالغرض لكؿ ما يقك بو كتساعد في تكجييو لمكصكؿ نحك ذلؾ الغرض كىي تكجد لدل الفرد القدرة عمى اإلحساس بالصكاب كالخطأ كتساعد عمى تحمؿ المسؤكلية تجاه حياتو ليككف قاد ار عمى نفي كيانو كالتمعف في قضايا الحياة التي تيمو كتؤدم إلى اإلحساس بالرضا كما تتخذ كأساس لمحك عمى سمكؾ اآلخريف 5 كتييئ األساس لمعمؿ الفردم كالجماعي المكحد خمؼ نصار الييتي القي السائدة في صحافة األطفاؿ الع ارقية منشك ارت ك ازرة الثقافة كالفنكف الع ارؽ 978. ص 07 إيماف العربي النقيب مرجع سابؽ ص. محمد العبد الغفكر " القي الضركرية لمرحمة ما بعد تحرير الككيت كمدل إحاطة المنيج بيا".مجمة د ارسات تربكية اربطة التربية الحديثة القاىرة عدد ص 79. لبيب سعيد د ارسة إسبلمية في العمؿ كالعماؿ المكتبة الثقافية سكريا د. ت ص 43. خميؿ المعايطة كآخركف مدخؿ إلى الخدمة االجتماعية دار الفكر لمطباعة كالنشر كالتكزيع عماف د ت. ص

193 الفصل السادس الحضور الثقافي في التنمية كتؤثر كذلؾ القي في اإلد ارؾ فقد كجد "بكتسماف" كآخركف أف األشخاص الذيف تسكد لديي القيمة الدينية مثبل يدرككف الكممات الدينية كيعترفكف عمييا بسيكلة أكثر مف غيرىا مف الكممات كيمكف مبلحظة تأثير القي في السمكؾ في الحياة العممية فإذا أ ارد شخص تسكد عنده القيمة االقتصادية أف يتزكج فإنو يسأؿ أكال عف المركز المالي لمف يبحث عنيا كربما ال يمتفت إلى جماليا أك ثقافتيا... كيبحث عف الصديؽ الذم يستفيد مف ك ارء صداقتو. كعميو فإف القي تشكؿ جزءا كبي ار في اإلطار المرجعي لمسمكؾ في الحياة العامة في مجاالتيا المختمفة اجتماعية اقتصادية سياسية... كفي ىذا السياؽ يقكؿ أحد الباحثيف "عندما نناقش القيم فإننا نناقش األبعاد الحضارية العامة التي تكون ىيكل البناء االجتماعي لإلنسانية" كعمى العمك فإف القي أك القيمة تستمد أىميتيا"لما ليا مف خصائص نفسية كاجتماعية فيي حالة مكتسبة يتعمميا اإلنساف مف بيئتو االجتماعية كينظر إليو ػا عمػى أنيا تحدد ما ىك متكقع 3 عنصر إنيا" كمرغكب ضركرم لتنظيػ البنػاء كالعبلقػات بيػف اإلنسػاف االجتمػاعيػة كىػي أسػاس 4 إنجػا ازت السمػكؾ كدافع األفػ ارد إلػى تككيػف الجمػاعػات كتحقيػؽ الػ اربػطػة بيػف الجماعات". 3- تغير القيم : لما كانت القي ليست سكل انعكاس لمتجربة التاريخية لممجتمع كلمظركؼ االجتماعية 5 كاالقتصادية.كلما كانت ىذه الظركؼ تخضع لقانكف التبدؿ كالتغير فإنيا تسم بدكرىا مف التغير كالتبدؿ كلف تككف منزىة عنو تما التنزيو.حتى كاف كانت - القي- تتس بالثبات كالديمكمة كالنسبية "موردوخ" كيؤكد أف عممية التغير الثقافي )والقيم جزء منيا( يمكف أف تككف عمى شكؿ تغي ارت طفيفة في العادات المكجكدة )التقميدية(.ىذه التغي ارت تبدأ محدكدة الحج لكف مع ت اركماتيا عبر حامد عبد السبل زى ارف عم النفس االجتماعي ط 5 عال الكتب القاىرة 984 ص 7. فؤاد البيي السيد مسعد عبد الرحماف عم النفس االجتماعي رؤية معاصرة دار الفكر العربي القاىرة 999 عبد المجيد نشكاني عم النفس التربكم ط 9 مكتبة الرسالة بيركت 998 ص 474 محمد سعيد فرج مرجع سابؽ ص 383. حامد عبد السبل زى ارف مرجع سابؽ ص

194 الفصل السادس الزمف تأخذ في االتساع شيئا فشيئا ث تبدأ ثمار ىذا االتساع بالظيكر مف خبلؿ تحكيؿ الحضور الثقافي في التنمية السمككيات القديمة إلى شكؿ جديد. إف القي مثميا مثؿ كؿ ظكاىر المجتمع تخضع لتأثير ىذا التغير يحدث نتيجة تغير التغير الداخمي لمبناء االجتماعي أك ضغكط القكل الخارجية فالتغير في القي عممية أساسية تصاحب التغير في بناء المجتمع كتعني تغي ار في تسمسؿ القي داخؿ نسؽ القي كذلؾ تغير مضمكف القيمة كمعناىا كتكجياتيا فالنسبية تغير تسمسؿ القي داخؿ النسؽ القيمي فأننا نجد أف القي ترتفع كتنخفض كتعمك تيبط كتتبادؿ الم ارتب كالدرجات فيما بينيا إال أنيا تختمؼ في سرعة التغير فبعضيا يتغير ببطء مثؿ القي الخمقية كالركحية... كبعضيا يتغير بسرعة كالقي المرتبطة بالماؿ ك الممبس )القي المادية(. إذف فالقي غير ثابتة بؿ متغيرة إذ لك كانت القي دكاما مطمقا ألصبح التغير عمى المستكييف االجتماعي كالشخصي مستحيبل. كالقي ليست عامة أك كاحدة في جميع المجتمعات البشرية كانما ىي نسبية تختمؼ باختبلؼ الجماعات إلنسانية كمحدداتيا الثقافية كالدينية كالقكؿ بنسبية القي ال يعني أنيا تختمؼ باختبلؼ الثقافات فحسب بؿ يعني أيضا أنيا تختمؼ باختبلؼ الثقافة الكاحدة. كفي المجتمع الكاحد باختبلؼ ثقافاتو الفرعية كباختبلؼ الطبقات االجتماعية كالجماعات المينية كىذه النسبية المكانية تتبعيا نسبية زمانية أيضا أم أنيا تتغير كتتبدؿ بما يط أر عمى نظ المجتمع مف تطكر كتغير عبر الزمف فالقي ظاىرة دينامية متطكرة لذلؾ البد مف النظر إلييا مف خبلؿ الكسط الذم تنشأ فيو ك الحك عمييا حكما مكقفيا كذلؾ بنسبيتيا إلى المعايير التي يضعيا المجتمع في زمف معيف كبإرجاعيا إلى الظركؼ المحيطة بثقافة المجتمع.إف النظرة لمقي تتغير باختبلؼ الزماف كالمكاف فبالنسبة لمزماف مثبل فقد كاف في الماضي )في المجتمع العربي( خركج الم أرة سكاء لمتعمي أك العمؿ سمككا غير مقبكؿ في حيف تغير اآلف فأصبح خركج الم أرة لمحياة كمشاركتيا الرجؿ في شتى المجاالت قيما مقبكلة في المجتمع األمريكي أك الفرنسي قد ال يككف مقبكال في المجتمع فكزية دياب مرجع سابؽ ص 8. يكسؼ عبد الفتاح محمد الفركؽ في القي بيف المكاطنيف كالكافديف مف الجنسيف في دكلة اإلما ارت ق ارءات في عم النفس المجمد الخامس 990 ص

195 ص الفصل السادس الحضور الثقافي في التنمية العربي. كنفس فكرة خضكع القي النسبية لمزماف كالمكاف يعبر عنيا "حمي بركات" بصكرة غير مباشرة عندما يقكؿ بارتباط القي بنمط المعيشة كيقصد بو النمط الريفي البدكم أك الحضرم ففي حيف تسكد في البدك قي العصبية كالحرية الفردية كالضيافة تسكد في المدينة قي الربح كالكسب المادم كالرفاىية كاالستيبلؾ. 4- ص ارع القيم: يصاحب عممية التغيير في القي التي سبؽ الحديث عنيا حالة مف الص ارع بيف القي نتيجة عد التنظي الكامؿ لمقي السائدة كالمتغيرة. ككذلؾ عد التجانس بيف مككنات القيمة الكاحدة مما 3 يؤدم إلى إحساس المرء بالص ارع. كيدؿ مفيك الص ارع القيمي عمى كجكد عد اتساؽ كانسجا داخؿ نسؽ القي ينتج عف تباينيا كتضادىا كىك يعني كذلؾ حالة تككف فييا القي متعارضة كمتضاربة في نسقيا 4 فقد تتعارض كتتصارع قي األبناء كقي اآلباء حيث أف جيؿ األبناء غير جيؿ اآلباء كما قد يعتنؽ اآلباء قيما قديمة قد ال تتفؽ مع القي الجديدة التي يعتنقيا األبناء كما قد يحدث ص ارع في المجتمع بيف القي 5 الدينية السائدة كقي دينية جديدة تظير تدعك إلى التحرر المفرط أك االنحبلؿ. كاحساس أعضاء المجتمع بالص ارع بيف القي ظاىرة طبيعية قمما يخمك منيا مجتمع ما في فت ارت التغير نتيجة عد تكحد األف ارد بالقي تكحدا كامبل كيؤثر ص ارع القي في سمكؾ الشخص في المكقؼ كعد استق ارره عمى نمط ثابت مف السمكؾ بؿ إف ىذا الص ارع بيف القي أمر ال مفر منو في المجتمع المتغير حمي بركات المجتمع العربي المعاصر بحث استطبلعي اجتماعي ط مركز د ارسات الكحدة العربية بيركت 985 ص 35. محمد سعيد فرج مرجع سابؽ ص 378. حمي بركات مرجع سابؽ ص السيد الشحات أحمد حسف الص ارع القيمي لدل الشباب كمكاجيتو مف منظكر التربية اإلسبلمية دار الفكر العربي 4.8 القاىرة 987 خميؿ ميخائيؿ معكض مرجع سابؽ ص

196 . الفصل السادس كخطكة إلعادة تككيف قي جديدة محكمة يتكحد بيا المرء تكحدا كامبل الحضور الثقافي في التنمية كىناؾ عدة عكامؿ تؤدم إلى ص ارعات قيمية داخؿ نسؽ القي بعضيا مف تخطيط اإلنساف كعمميات التنشئة االجتماعية كبعضيا يأتي تمقائيا كالتحكالت االجتماعية كاأليديكلكجية داخؿ المجتمع. كيمكف أف يتجمى الص ارع القيمي مف خبلؿ عديد المظاىر في المجتمع لعؿ أبرزىا تجميا: الثك ارت كحركات اإلصبلح فالثكرة عبارة عف تجسيد كاقعي لص ارع القي يأخذ طابع العنؼ يتصؿ اتصاال مباش ار بالكضع القيمي لممجتمع كيعبر عف رفضو لنسؽ قيمي داخميا أك خارجيا فقد ذىب "ىا ازرد" إلى أف الثكرة ىي التغيير الفجائي لمقي األساسية لممجتمع كعندما تحدث عف "سكرككيف" 3 التغي ارت ذىب إلى أف التغي ارت تأتي في فت ارت انتقالية بالنسبة لمقي الثقافية اليامة. إف التبايف كالتضاد كالتدافع بيف أنساؽ القي مف السنف االجتماعية كثيقة االتصاؿ بحركة أم مجتمع مف المجتمعات لكف تمؾ الظكاىر تختمؼ في درجتيا كحدتيا كما تختمؼ في مجاالتيا كمضامينيا كحيف يمس التضاد كالتناقض األسس كالدعائ التي تشد المجتمع إلى الحد األدنى مف التكاصؿ كالتماسؾ كحيف تصؿ درجة ح اررة ذلؾ التنافر كالتعارض إلى ما يتجاكز درجة العاقبة االجتماعية تبدأ نذر األزمة. كفي ىذا المناخ ال تصبح المسألة مجرد مشكبلت يمكف التكصؿ إلى حمكؿ ليا بؿ تغدك معضمة يصعب تناكليا كتتعقد سبؿ معالجتيا 4.أما الحركات اإلصبلحية فتعبر عف ص ارع القي مف خبلؿ إحساس أف اردىا بعد الرضى عف النسؽ القيمي القائ أك الحالي كبالتالي حدكث نكع مف االحتبلؿ بيف ما ىك كائف كما ينبغي أف يككف مف القي كبناءا عميو 5 تسعى الجماعات مف ىذا النكع إلى محاكلة تغيير الكضع. 3 محمد سعيد فرج مرجع سابؽ ص 378. محمد العبد الغفكر مرجع سابؽ ص 78 فادية عمر الجكالني التغي ارالجتماعي مدخؿ لنظرية الكظيفة لتحميؿ التغير مؤسسة شباب الجامعة 993 ص حامد عمار د ارسات في التربية كالثقافة الجامعة بيف الرسالة كالمؤسسة مكتبة الدار العربية األردف 996 ص فادية عمر الجكالني مرجع سابؽ ص

197 الفصل السادس الحضور الثقافي في التنمية كما يمكف أف يظير الص ارع القيمي أيضا في عممية اليجرة أيا كاف نكعيا داخمية أك خارجية ففي اليجرة يبدك ص ارع القي كاضحا كبصكرة جمية عند االتصاؿ مف الريؼ إلى المدينة كاصابة المياجر بما يسمى بالصدمة الحضرية أما في اليجرة الخارجية فيمكف أف نممس ص ارع القي عند انتقاؿ الفرد إلى مجتمع أجنبي يخالفو العادات كالتقاليد كط ارئؽ التفكير ككمما كاف المكاف المياجر إليو أكثر اختبلفا عف البمد األ ازد ص ارع القي حدة. كيصاحب كذلؾ ص ارع القي عممية التحديث بخاصة في المجتمعات النامية إذ أف محاكلتيا تعكيض التخمؼ يعني التغيير المادم لظركفيا كاتجاىاتي كنظرتي لمحياة فالفرد في ىذه المجتمعات النامية يعيش مكجيا بالتقاليد كاألع ارؼ الشيء الذم يعجؿ بحدكث ص ارع بيف قي يربى عمييا كقي تحؿ فجأة عميو.بينما يبرر البعض نشكء الص ارع القيمي بتمايز القكاعد الثقافية كما فعؿ نكر الديف طكالبي في تفسيره لتككف الص ارع القيمي في البمداف المغاربية إذ أرل أف القكاعد الثقافية في ىذه البمداف تختمؼ عف مثيبلتيا األجنبية التي تكتسي طابعا مغريا كمشكقا في الكقت الذم يجرم فيو الحط مف القي كالثقافة األصمية التي تكاد تختزؿ في خاصية الفمكمكر كالتعصب كىك كضع يخمؽ حالة مف التعارض ك الص ارع بيف قي التقميد ك العصرنة كيفضي في األخير إلى دخكؿ األف ارد في عبلقات ال شعكرية ( مع ثقافاتي كقيمي كيؤدم في المحصمة النيائية إلى تشكؿ اضط اربات اجتماعية العزلة 3 كاليامشية في الثقافة كالتي تتخذ لنفسيا سمككيات مثؿ األعماؿ المتطرفة. 5 -تصنيف القيم : كتب كبلكيكف : "كنحف حتى اآلف ل نستطع أف نكتشؼ تصنيفا شامبل لمقي فقد فرؽ جكليتمي بيف القي الرئيسية ك القي العممية كتحدث بيف.ؿ.لكيس عف أربعة نماذج لمقي: ةم الغائ 0 ديكاف المطبكعات 3 السيد الشحات أحمد حسف مرجع سابؽ ص. 04 المرجع السابؽ ص 04. نكر الديف طكالبي >> ص ارع القي في حالة التغير االجتماعي السريع<< حكليات الج ازئر رق الجامعية الج ازئر 987 ص /ص

198 الفصل السادس الحضور الثقافي في التنمية كالخارجية كالكامنة كالكسيؿ ككتبت ةم "جماعة ككرنؿ" عف القي الثابتة كالقي العممية ككصؼ "بيرم" القي في ضكء االىتمامات مثؿ: اإليجابية ك السمبية..." إف مثؿ ىذا القكؿ مف شأنو أف يقكدنا إلى حقيقة مؤداىا أف ما قيؿ عف صعكبة التحديد العممي الدقيؽ لمفيك القيمة يكاد ينطبؽ عمى تصنيفيا. فقد تعددت التصانيؼ كاختمفت فنجد Morris تصنيؼ dood تصنيؼ كبلكيكف تصنيؼ دكد dahlk تصنيؼ ذلؾ تصنيؼ مكريس تصنيؼ سبرنجر...تصنيؼ White كايت... إال أننا سنقتصر في ىذه الد ارسة عمى إي ارد أكثر التصانيؼ شيكعا كأكثرىا تصديا لمعالجة مفيك القيمة كتصنيفيا. تصنيف سبرنجر : قد سبرنجر تصنيفا لمقي عمى أساس المحتكل ىي: القيمة النظرية السياسية االجتماعية االقتصادية الجمالية الدينية. - القيمة النظرية أك العممية : تتجسد في ميؿ الفرد إلى اكتشاؼ الحقيقة كفي سبيؿ ذلؾ اليدؼ ينحك منحى "معرفيا مف العال المحيط بو. القيمة االقتصادية أك االستقبللية :كتتجسد في كسيمة لمحصكؿ عمى الثركة كزيادتيا عف طريؽ - اإلنتاج كالتسكيؽ ك االستيبلؾ ك استثمار األمكاؿ ك يتميز األشخاص الذيف تسكد عندى ىذه القيمة بنظره عممية كيككنكف عادة مف رجاؿ الماؿ كاألعماؿ.كحتى كاف ل يككنكا كذلؾ فإني أف ارد عممييف عمى الصعيد الميني يتسمكف بحيكية التفكير في األمكر االقتصادية كالمالية. عمي عبد الر ازؽ جمبي د ارسات في المجتمع كالثقافة كالشخصية دار المعرفة الجامعية االسنكدرية د.ت ص 40 بشير معمرية مرجع سابؽ ص

199 الفصل السادس الحضور الثقافي في التنمية 3- القيمة السياسية أك التسمطية : يتعمؽ بالحصكؿ عمى القكة كيتميز األف ارد الذيف تسكدى ىذه القيمة بالقيادة في نكاحي الحياة المختمفة سكاء كانت سياسية أك عسكرية أك إدارية أك اقتصادية أك غيرىا. 4- القيمة االجتماعية أك اإلنسانية : يعبر عنيا ميؿ الفرد إلى غيره مف الناس ك مساعدتي كينظر إلى غيره عمى أني غايات في حد ذاتي كليسكا كسائؿ لغايات أخرل. 5- القيمة الجمالية أك الفنية : كيترجميا ميؿ الفرد إلى ما ىك جميؿ مف ناحية الكؿ كالتكافؽ كالتنسيؽ فينظر إلى العال المحيط نظرة تقديرية كيتميز المؤمف بيذه القي بالميؿ إلى الفف كاالبتكار كتذكؽ الجماؿ ك اإلبداع الفني. 6- القيمة الدينية أك الركحية : كيتجمى مف خبلؿ ميؿ الفرد معرفة ما ك ارء العال الظاىرم فيرغب في معرفة تعالي الديف في كؿ نكاحي الحياة. كعمى الرغ مف شيرة ىذا التصنيؼ إال أنو قكبؿ بعدة اعت ارضات حيث انتقده "ألبكرت" مشي ار إلى أف ىذا التصنيؼ قد أىمؿ القي الحسية. فضبل عف أنو ال يسمح بكجكد أف ارد ال قي لي كالنفعييف ك البكىيمييف. كفي ذات الكقت ال يمكنو تطبيقو إال عمى أف ارد نالكا قسطا مف التعمي ك التجربة كما أف التصنيؼ ال يعني أف األف ارد يتكزعكف عميو كلكف يعني أف القي مكجكدة لدل كؿ فرد غير أنيا تختمؼ في نظا ترتيبيا مف فرد ألخر قكة أك ضعفا سكاءا لدل الفرد أكالجماعة. تصنيف ريتشر : قا ريتشر بتصنيؼ القي كفؽ عدة منظك ارت : المرجع السابؽ ص 3. إيماف العربي النقيب مرجع سابؽ ص

200 الفصل السادس الحضور الثقافي في التنمية. المنظكر األكؿ : مجاؿ القيمة. / القي الشيئية: thing value كتشمؿ القي الخاصة باألشياء كتدكر حكؿ المكجكدات الطبيعية كالحركة... القكة / القي البيئية : القي التي تدكر حكؿ مستقبؿ البيئة كتطكيرىا كالحفاظ عمييا. / 3 القي الذاتية : كتشير إلى ذكات األف ارد مف حيث السمات كالقد ارت كالمكاىب مثؿ الشجاعة الذكاء... / 4 القي الجماعية : تمؾ التي تعبر عف العبلقات كالتفاعبلت بيف أف ارد المجتمع مثؿ االحت ار كالثقة المتبادلة. 5/ القي المجتمعية : تمؾ التي تمس مستقبؿ المجتمع كحياة أف ارده مثؿ المساكاة في الحقكؽ كالكاجبات.. المنظكر الثاني : مكضكع القيمة قي أخبلقية : تمؾ التي تفرضيا معايير الصكاب كالخطأ داخؿ المجتمع. - - قي اقتصادية : المتعمقة بالنكاحي االقتصادية كقي اإلستثمار كالمنفعة. - 3 قي جمالية : التي تحددىا طبيعة العبلقات بيف العناصر المادية أك المعنكية عمى أساس اإلتساؽ

201 الفصل السادس الحضور الثقافي في التنمية - 4 قي سياسية : تمؾ التي تحدد النكاحي السياسية كالسمطة... الحرية - 5 قي دينية : كتتعمؽ بطبيعة الخير كالحؽ كالجماؿ. - 6 قي عقمية : تمؾ التي تنشأ نتيجة الحاجة لممعرفة. - 7 قي عاطفية : تمؾ التي تدكر حكؿ الحب كالمكدة كالعبلقات بيف األشخاص. - 8 قي بدنية : كتتضمف كؿ مالو عبلقة بالنكاحي الجسمية كالبدنية. - 9 قي مينية : تتضمف كؿ مؿ يتعمؽ بقي العمؿ كالمينة. - 0 قي اجتماعية : تتضمف كؿ ما يمس مستقبؿ المجتمع كالحياة اإلجتماعية ألف ارده. - المنظكر الثالث :التصنيؼ كفؽ مجمكعة مف المعايير. معيار الذاتية : - المكضكعية / الذاتية : النظر إلى القي باعتبارىا غاية فضمى. - - المكضكعية : إمكانية قياس ىذه القي لدل األف ارد اعتمادا عمى كزف القيمة النسبي

202 الفصل السادس الحضور الثقافي في التنمية : معيا ارلعمكمية - الخصكصية / العمكمية : شيكع القيمة عمى مستكل المجتمع. - الخصكصية : مدل تعمؽ القيمة بفئة معينة مف المجتمع - معيار النيائية - الكسيطية: /3 التفريؽ بيف النظر إلى القيمة باعتبارىا غاية نيائية أك ككنيا كسيمة تؤدم إلى غاية أخرل. 4/ معيار العبلقة بيف مختص القيمة ك المستفيد منيا: النظر لمقيمة مف حيث اتجاىيا نحك استفادة الفرد أك المجتمع أك كبلىما. 5/ معيار المضمكف : النظر إلى القيمة مف حيث ككنيا اجتماعية دينية. تصانيف أخرى: / عمى أساس الشدة : نجد القي المثالية التي تحدد ما يجب أف يككف ك القي التفضيمية كالتي تحدد ما يفضؿ أف يككف كالقي الممزمة كىي اآلمرة الناىية كتحدد ما ىك صحيح كما ىك خطأ في ضكء العادات ك األع ارؼ كالمعايير السائدة. / عمى أساس مدل الشيكع : القي العامة التي يتس بيا أف ارد مجتمع ما. القي الخاصة ألف ارد فئة عمرية معينة. 3/ عمى أساس المضمكف أك المحتكل: - القيمة النظرية :

203 الفصل السادس الحضور الثقافي في التنمية تتجسد في ميؿ الفرد لمكشؼ عف الحقيقة كالنظرة المعرفية التقدمية لؤلشياء. - القيمة االقتصادية : اىتما الفرد بما ىك نافع كالحصكؿ عمى الثركة ك المادة. - القيمة الجمالية : اىتما الفرد بالجكانب الجمالية مف حيث الشكؿ كالتناسؽ كالتذكؽ. - القيمة االجتماعية : مساعدة اآلخريف كتككيف العبلقات االجتماعية - القيمة السياسية : االىتما بالنشاط السياسي كحؿ مشكبلت اآلخريف. 4/ عمى أساس المقصد : كىنا نجد القيمة الكسيمية أك الكسيطية كالتي تعد كسائؿ لغايات أبعد. كالقي الغائية أك النيائية كالتي تعد غاية في حد ذاتيا

204 ص. الفصل السادس الحضور الثقافي في التنمية تصنيف وايت : يتضمف ىذا التصنيؼ ثماني مجمكعات متجانسة مف القي كىي حسب بعض التعديبلت التي طالتيا. - مجمكعة القي االجتماعية : مثؿ كحدة الجماعة التكاضع حب الناس التسامح حب األسرة التعاكف الصداقة... - مجمكعة القي األخبلقية : كالصدؽ كالعدالة كالديف كالطاعة... : مجمكعة القي القكمية - الكطنية -3 حرية الكطف كاستقبللو... الكحدة 4- مجمكعة القي الجسمانية : النشاط ال ارحة الطعا الصحة الرفاىية... مجمكعة القي التركمحية : -5 التسمية كالمعب الجماؿ اإلثارة المرح مجمكعة قي تكامؿ الشخصية : التكيؼ كاألمف االنفعالي السعادة التحصيؿ كالنجاح اعتبا ارت الذات التصمي. القكة السيطرة مجمكعة القي المعرفية- : الثقافية -7 الثقافة الذكاء المعرفة محمد الدريج أىداؼ التربية كمنظكمة القي دار الفكر الدار البيضاء المغرب

205 الفصل السادس الحضور الثقافي في التنمية مجمكعة القي العممية- : االقتصادية -8 العمؿ الضماف االقتصادم قياس القيم : يذىب البعض إلى أنو يمكف تصنيؼ األدكات المستخدمة في قياس القي إلى مجمكعتيف : مجمكعة أدكات جمع البيانات المألكفة كالمتاحة في البحكث االجتماعية كاإلستبياف... كاالستخبار كتحميؿ المضمكف عدد مف المقاييس التي صممت خصيصا لقياس القي كاختبار " "ألبكرت" ك فرنكف" ك"جاندرلندزم".فقد أعد ىذا االختبار جكردف ألبكرت ك فيميب فرنكف ك جاد نرلندزم. كىك مف أشير االختبا ارت لقياس القي كيستند االختبار إلى إطار نظرم كضعو "سب ارنجر" كميز فيو بيف : أنماط ستة مف القي كيقيس االختيار ىذه األنماط الستة كىي القيمة النظرية القيمة االقتصادية القيمة الجمالية القيمة االجتماعية ك القيمة السياسية ك أخي ار القيمة الدينية. كيتككف المقياس مف )30( قسميف : القس األكؿ بو ثبلثيف فقرة ككؿ فقرة تتضمف نشاطيف تفصيمييف يشير كؿ نشاط إلى قيمة معينة مف القي الستة كعمى المفحكص أف يختار كاحدا مف النشاطيف يفضمو نسبيا عف )5 ( اآلخر أما القس الثاني فيتضمف خمسة عشر فقرة تحتكم عمى أربعة اختيا ارت يقك المفحكص بترتيبيا حسب تفضيمو ىك.ككؿ فقرة تشير إلى قيمة معينة مف القي الستة كتصحح اإلجابات التي يدلي بيا النية مفحكص حسب مفتاح تصحيح معد لذلؾ بحيث يحصؿ عمى درجة 3 لكؿ قيمة مف القي الستة. ك إضافة إلى المجمكعتيف السابقتيف في قياس القي يرل بعض الميتميف بمجاؿ القي كقياساتيا أف ىناؾ كسائؿ كطرؽ أخرل يمكف أف نقيس بيا القي أىميا: - - عبد الباسط عبد المعطي البحث االجتماعي محاكلة رؤية نقدية لمنيجو كأبعاده دار المعرفة االجتماعية 997 ص لكيس كامؿ مميكة ق ارءات في عم النفس في الكطف العربي الييئة المصرية العامة لمكتاب مصر د ت ص 63. بشير معمرية مرجع سابؽ ص.

206 الفصل السادس الحضور الثقافي في التنمية / المقابمة الشخصية : كيككف ذلؾ عبر مجمكعة مف األسئمة أك كحدات الحديث المكجية حسب خطة محددة لمحصكؿ عمى معمكمات مف الطرؼ اآلخر كيمكف استخدا ىذه الطريقة بصكر مختمفة منيا: أ. القصص ذات النياية المفتكحة : the open ended story كفييا يقد لممبحكثيف قصصا تعالج مشكبلت اجتماعية في حياتي كيطمب مني استكماليا ككضع نياية ليا كيطرح تحتيا مجمكعة مف التساؤالت كيطمب مني اإلجابة عمييا. : the problem picture الصكرة المشكمة ب. تكضح الصكرة مشكمة اجتماعية كيطرح تحتيا مجمكعة مف أسئمة يطمب مف المبحكثيف اإلجابة عنيا. / المبلحظة المنظمة : مبلحظة األنشطة السمككية لمفرد في المكاقؼ المختمفة كتسجيؿ كتحميؿ ىذه النشاطات كاستنتاج القي التي كجيت سمككو في ىذه المكاقؼ كمبلحظة السمكؾ تت بكاسطة مبلحظ خارجي. تحميؿ المضمكف: كيعد تحميؿ المضمكف مف األساليب التي تستخد في البحكث االجتماعية /3 بصفة عامة كفي معرفة االتجاىات كالقي كاألنماط الثقافية لؤلف ارد كيستخد ىذا األسمكب في الكشؼ عف القي مف خبلؿ تحميؿ مضمكف الرسالة سكاء كانت مسمكعة أك مقركءة أك مرئية. إف تعدد طرؽ كأساليب قياس القي يكشؼ في حقيقة األمر عف صعكبة ىذه العممية كتعقدىا إلى الدرجة التي أخذت ب: أكجبركف ك نمككؼ إلى القكؿ: "إن القيمة كالذوق مسألة شخصية ال تخضع لمقياس" كاف كاف ىذا القكؿ يحمؿ بعض المبالغة في الحك. عمي أحمد الجمؿ القي كمناىج التاريخ اإلسبلمي عال الكتب القاىرة 996 ص ص 89/87. فكزية دياب مرجع سابؽ ص

207 الفصل السادس الحضور الثقافي في التنمية كال يكتمؿ قياس القي إال بخطكتيف ضركريتيف تسبقاف عممية القياس الفعمية كىما: ثبات المقياس كصدؽ المقياس.كيقصد بثبات المقياس التطابؽ بيف نتائجو في الم ارت المتعددة التي تطبؽ فييا فمك طبؽ المقياس اليك أك األسبكع القاد فسكؼ يقترب في نتائجو في المرة األكلى كىناؾ عدة طرؽ لقياس الثبات: - طريقة التجزئة النصفية : قسمة المقاييس إلى ج أزيف متناظريف ث حساب معامؿ االرتباط بيف ىذيف القسميف. - طريقة إعادة االختبار: إعادة تطبيؽ المقاييس عمى نفس مجمكعة األف ارد بعد فترة ال تقؿ عف أسبكعيف ة ال تزيد عف شيريف ث مقارنة إجابات المرتيف كمعرفة معامؿ الثبات مف خبلؿ حساب نسبة االتفاؽ. 3- طريقة المقاييس المتكافئة: كضع صكرتيف متكافئيف مف المقياس ث يحسب معامؿ ارتباط الصكرتيف بعد تطبيقيما عمى نفس األف ارد. طريقة تحميؿ التبايف : تعتمد عمى تحميؿ تبايف بنكد المقياس كأسئمتو.أما صدؽ المقياس فيعني -4 أف يقيس المقياس ما كضع لقياسو.كىك عدة أنكاع الصدؽ الظاىرم ك الصدؽ المضمكف الصدؽ التنبؤم الصدؽ التبلزمي الصدؽ التجريبي صدؼ المفيك الصدؽ التطابقي الصدؽ العاممي. كيككف االختيار صادقا إلى الحد الذم يقيس السمة أك الخاصية التي أعد لقياسيا كعد تأثره بالمتغي ارت األخرل.فالصدؽ ىك: مدل تأدية االختبار لمغرض الذم كضع مف أجمو. الدقة التي يقيس بيا االختيار ما كضع لقياسو. * * عبد الباسط عبد المعطي مرجع سابؽ ص ص 50/48.

208 الفصل السادس الحضور الثقافي في التنمية * قياس االختيار فعبل ما كضع لقياسو. لقد حاكلنا عمى مدار ىذه المحطة مف البحث أف ننأل قدر اإلمكاف بالقي عف التفسي ارت السيككلكجية ك الفمسفية ك النحك بيا منحى اجتماعيا إال في مكاضع التقاطع الضركرية بيذيف المجاليف حيث أف مفيك القي يبقى مفيكما مكسكعيا يجتمع عنده أكثر مف تخصص عممي. كتأسيسا عمى ما ت عرضو يمكف القكؿ أف القي معطى تمتقي عنده العكامؿ كالمحددات النفسية باالجتماعية انطبلقا مف مصدرىا كانتياء بص ارعيا كفي كؿ الم ارحؿ كالمكاقؼ يتمكقع كؿ مف األسرة كالمدرسة كالمحيط بمعناه الكاسع عكامؿ أساسية في تشكيؿ القي كاكتسابيا كتغيرىا بؿ ك ص ارعيا. ىذا كيمكف الكقكؼ عمى نقطة أساسية تضمنتيا أكثر مف محطة مف المحطات السابقة. كىي عد االتفاؽ الذم شاب تناكؿ ماىية القي كعممياتيا كلنا أف نبلحظ عد االتفاؽ عمى سبيؿ المثاؿ في تصنيؼ القي كفي مصادرىا ك اكتسابيا...كمرد ذلؾ قابميتيا لمتمدد كفقا لرؤل باحثييا كزكايا نظرتي كاختبلؼ المشارب كالمدارس كالتخصصات العممية. ثالثا: القيم و التنمية. - التنمية والعوامل غير االقتصادية : "ما ىو التفسير العقالني لعممية إقامة السكك الحديدية عبر القارة األمريكية رغم أن الشاطئ الغربي يكاد يكون خاليا من السكان وقد تجمت الجماعة االقتصادية ليذه المغامرة بوضوح عند آالف المستثمرين من حاممي أسيم السكك الحديدية" " سؤاؿ يبدك جد مشركع ىذا الذم طرحو دفيد ماكبلند في مؤلفو الشيير مجتمع اإلنجاز" كىك سؤاؿ يتعدل حدكد الحدث االقتصادم في حينو إلى استق ارء ما ك ارء الفعؿ أك باألحرل محرؾ الفعؿ كقبمو كاف قد طرح سؤاال كاف سببا في كتابتو لمؤلفو السابؽ كذلؾ حينما تساءؿ "لماذا لم دافيد ماكمبلند مجتمع االنجاز الدكافع اإلنسانية لمتنمية االقتصادية ت عبد اليادم الجكىرم كمحمد سعيد فرج المكتب الجامعي الحديث اإلسكندرية 998 ص محمد العمش محمد البكاليز كآخركف القياس ك التقكي في التربية دار الفكر األردف 0 ص 09.

209 الفصل السادس الحضور الثقافي في التنمية تعد فمورنسا كما كانت في القرن الخامس عشر حيث كانت تمركز مرك از لمحضارة من أروع الحضا ارت التي عرفيا التاريخ كيف حدث ىذا " عمى مف الرغ مف أف األرض ىي األرض ك المناخ ىك المناخ. لقد أكحى ماكمبلند بسؤالو ىذا إلى أف شيئا ما بداخؿ سكاف فمكرنسا ىك الذم تغير كىك ما أسماه الدافعية إلى اإلنجاز ك الذم صاغو في شكؿ نظرية اتخذت ليا نفس االس كتأخذ ىذه النظرية في االعتبار الجانب االنفعالي في تفسير الدافعية إلى العمؿ مع التركيز عمى الجانب المعرفي بحيث يتحدد الدافع انطبلقا مف التكقعات التي يضعيا الشخص نحك القيا بعمؿ ما كفي نفس الكقت تككف تمؾ التكقعات نتيجة لمتجارب االنفعالية السابقة كفي ىذا يقكؿ عال االجتماع الفرنسي جابلاير لكب ار"إن التنمية ليست ظاىرة اقتصادية صرفة وانما ىي مجموعة من الظواىر 3 من نوع مختمف ذات طبيعة سوسيولوجية وسيكولوجية" إننا كاذا نزلنا بالتنمية إلى أبسط جزيئاتيا سنجدىا تدؿ عمى العمؿ الذم ىك في الحقيقة يشكؿ أساسيا إذ العمؿ في المحصمة فعؿ ثقافي يصنفو السكسيكلكجيكف ككذا األنثركبكلكجيكف في خانة. الضرك ارت المشتقة لمثقافة فيناؾ الحاجات األساسية كاإلنجاب ال ارحة الجسمانية األماف...الخ كىناؾ الضرك ارت المشتقة كضركرة القيا بعمميات اإلنتاج تقنيف السمكؾ اإلنساني تبعا لقكاعد عرفية كقانكنية...الخ 4 كىذه إشارة تكحي بأف التنمية تخرج في أساسيا عف االنحصار في العامؿ االقتصادم. لقد تمخض عف ما تقد حالة مف الكعي بتعدد عكامؿ التنمية ترجمت في شكؿ إنتاج فكرم غزير تجسد في صكرة اتجاىات نظرية ركز كؿ منيا عمى جانب معيف أرل أف لو الدكر الحاس في العممية التنمكية كيمكف أف نرصد عمى سبيؿ المثاؿ االتجاه االنتشارم الذم ركز عمى االنتشار الثقافي كاعتبره الطريؽ إلى التنمية فيك كاف كاف يحاكؿ إيجاد الحؿ لدكؿ العال الثالث المرجع السابؽ ص 5. أحمد دكقة "االبعاد المعرفية كاالنفعالية لمعمؿ"مجمة العمك االنسانية جامعة قسنطينة عدد 7 جكاف ص 53. عبد الرحي تما أبك كريشة د ارسات في عم اجتماع التنمية المكتب الجامعي الحديث االسكندرية 3 ص 38. سامية محمد جابر عم االجتماع المعاصر دار المعرفة الجامعية االسكندرية 996 ص 46.

210 الفصل السادس الحضور الثقافي في التنمية لتمحؽ بركب الدكؿ المتقدمة إال أنو كاف يؤسس لرؤية خاصة في تفسير التنمية تنأل عف الرككف إلى العامؿ االقتصادم فيرل أف " التنمية يمكن تحقيقيا من خالل انتقال العناصر الثقافية السائدة في الدول المتقدمة إلى الدول المتخمفة بمعنى آخر أن ىذه األخيرة ستشيد عممية تثقيف إذا أ اردت تحقيق التنمية" بينما يذىب االتجاه السيككلكجي إلى ربط التنمية بالخصائص السيككلكجية عبر التأكيد عمى أىمية الدافعية إلى اإلنجاز كما ىك الشأف عند ماكبلند كعبر الشخصية النمطية كاإلبداع عند. ىيجف كعبر التقمص العاطفي عند دانيؿ ليرنر كما إلى ذلؾ مف عكامؿ سيككلكجية تتصؿ اتصاال مباش ار بسمككيات اإلنساف كتفاعبلتو في المكاقؼ االجتماعية. :" فمثبل يذىب ىيجن إلى االعتقاد بأن الشخصية النمطية التي توجد في المجتمعات التقميدية تتميز في كونيا عبارة عن 3 شخصية غير خالقة ويغمب عمييا الطابع التسمطي" كىك ل يشر إلى نقص رؤكس األمكاؿ أك المكارد الطبيعية أك المكاد األكلية أك حتى أساليب التكنكلكجيا- كاف كاف لكؿ منيا دكره الحاس في التنمية- بؿ جعؿ تركيزه منصبا حكؿ نمط الشخصية أك نكع اإلنساف- إف صح التعبير- الذم يتس بالجمكد كالركتينية كعد اإلبداع كتمؾ في نظره أسباب البلتنمية أك التخمؼ في- ببلد- العال الثالث- أك الدكؿ المتخمفة كىي في جكىرىا أسباب ال اقتصادية. كقبؿ كؿ ىؤالء كاف ماكس فيبر Max Veber قد أشار إلى أىمية العامؿ الديني في التنمية أك في النشاط االقتصادم كما كاف يسميو كذلؾ عندما أرل أف المذىب البركتستانتي كالكالفيني عمى كجو التحديد يشجع عمى العطاء كالفاعمية كالعقبلنية كالتطكر.عمى عكس المذىب الكاثكليكي الذم يتس أتباعو بالتحجر كالجمكد كالبلعقبلنية كىك نفس الحك الذم عممو عمى باقي الديانات 4 خاصة الشرقية الكبرل الصينية كاليندية القديمة كحتى الديف اإلسبلمي. كاف كانت نظرية فيبر ص عمي غربي كآخركف مرجع سابؽ ص 05. كماؿ التابعي تغريب العا الثالث د ارسة نقدية في عم اجتماع التنمية دار المعارؼ القاىرة 993 ص عمي غربي كآخركف مرجع سابؽ ص 07. السيد عبد العاطي السيد محمد أحمد بيكمي عم االجتماع االقتصادم دار المعرفة الجامعية االسكندرية

211 الفصل السادس الحضور الثقافي في التنمية ىذه قد تعرضت لقدر غير قميؿ مف النقد خاصة ما تعمؽ منيا بالسطحية المفرطة في تناكؿ الديانات كتصنيفو الساذج ليا ضمف خانة الديانات غير التنمكية. كبمكاجية جميع ىذه النظريات كاآل ارء بتحاليؿ كارؿ ماركس تبدك تحاليؿ ىذا األخير عمى " " النقيض تماما حيث أف ماركس يؤسس نظريتو الشييرة المادية التاريخية كما يتصؿ بيا مف ميكانيزمات عمى أساس مف سيطرة البناء التحتي- الذم ىك المادة عمى البناء الفكقي كالذم يدخؿ ضمنو كؿ المككنات البلمادية مف ثقافة كتقاليد كأع ارؼ كقي...الخ. كىكذا ترتكز نظرة كارؿ ماركس لمتنمية إلى الحتمية االقتصادية التي تذىب إلى أف العامؿ االقتصادم ىك المحدد األساسي لبناء المجتمع كتطكره كىذا العامؿ الذم يتككف مف الكسائؿ التكنكلكجية لئلنتاج- يحدد التنظي االجتماعي لئلنتاج الذم يعني العبلقات التي ينبغي عمى الناس أف يدخمكا فييا كتنمك ىذه العبلقات في أريو مستقمة عف اإل اردة اإلنسانية بؿ إف تنظي اإلنتاج يشكؿ البناء الفكقي الكمي. إف ىذه النظرة المتطرفة في التركيز عمى الجانب أك العامؿ االقتصادم في التنمية غرقت في سبيؿ مف االنتقادات التي كجيت ليا كقد كاف أكثرىا ينطمؽ مف الكاقع كيستخدمو محكا لتفنيد ادعاء النظرة الماركسية.حيث بينت مجمكعة غير قميمة مف تمؾ االنتقادات التي أخذت شكؿ د ارسات عمى مجتمعات تصبك إلى التنمية أف العكامؿ االقتصادية في التنمية ىي نزر يسير مف عكامؿ كثيرة تؤدم إلى التنمية مف بينيا العكامؿ الثقافية فقد بينت تجارب تنمية المجتمع في الدكؿ النامية أف العكامؿ الثقافية ليا دكرىا الحاس في تقبؿ المجتمع أك رفضو لمخططات التنمية كب ارمجيا فعمى سبيؿ المثاؿ أكدت الخب ارت المستمدة مف تنفيذ ب ارمج الخطة الخماسية األكلى لمتنمية في اليند بأف تقبؿ أساليب الز ارعة الحديثة مرىكف بعادات المجتمع كأف صناعة تعميب المحك مستحيمة التجسيد نظ ار لتقديس األبقار مف طرؼ بعض الطكائؼ ىناؾ. كاألمثمة غير ىذه كثيرة ككميا تكحي بأف النظرة الماركسية في ىذا المجاؿ قد عفا عنيا الزمف كل تعد تحتفظ لنفسيا أحمد مصطفى خاطر تنمية المجتمعات المحمية نمكذج المشاركة في إطار ثقافة المجتمع المكتب الجامعي الحديث اإلسكندرية 999 ص عبد الرحي تما أبك كريشة مرجع سابؽ ص 57.

212 الفصل السادس الحضور الثقافي في التنمية بقدر مف المصداقية كالقبكؿ.إال أف ذلؾ ال يعني مطمقية اضمحبلؿ النظرية الماركسية كزكاليا مف ساحة الص ارع النظرم بؿ قد شيدت مبادئ الماركسية نكعا مف االنبعاث اتخذ صكرة التجديد كما ىك الشأف تماما في الماركسية المحدثة التي عممت عمى تمميع مبادئ الماركسية كتطكيعيا لمستجدات األحداث العالمية كقد كجدت تمؾ المكجة صدل في أنحاء العال الثالث كحتى العال العربي حيث برز أنصار يدافعكف عف مكاقؼ الماركسية كذلؾ ما يعبر عنو سمير نعي أحمد بكضكح في إحدل مقاالتو حيف يقكؿ:"وييدف ىذا المقال إلى إثبات زيف االتجاه التقميدي بأن القيم االجتماعية المتخمفة ىي من أىم معوقات التنمية في بمدان العالم الثالث" إف مجمؿ ما تقد مف حديث عف دكر العكامؿ غير االقتصادية في التنمية يمكف أف نختصره في ما يأتي :"إن التنمية ليست تحركا اقتصاديا فقط وال ناتجا وطنيا إجماليا ولكنيا عممية شاممة متعددة األبعاد أكثر تعقيدا من مجرد األرقام االقتصادية والبعد الثقافي جانبا منيا" -القيم والتنمية: طبيعة العالقة. انتيينا في المحطة السابقة مف البحث إلى أف العامؿ االقتصادم ليس ىك العامؿ األكحد في تشكيؿ الحالة التنمكية كأكردنا في ذلؾ أكثر مف اتجاه أك نظرية حاكؿ كؿ منيا الخركج مف قم المكرد االقتصادم إلى آفاؽ أكسع تشمؿ العكامؿ االجتماعية كالثقافية كما يدخؿ ضمنيا مف محددات.كسنحاكؿ اآلف إب ارز دكر أحد تمؾ المحددات كىك القي ك نتقصى تأثيره في التنمية بكجو عا كفي تشكيؿ الكاقع االجتماعي كاالقتصادم عمى كجو الخصكص كىذا يقكد إلى بحث العبلقة بيف التنمية كعممية كنشاط كمجيكد كبيف القي كمفاىي مجردة أقرب إلى المعنكية.كقد طرح في ىذا الشأف أكثر مف طرح حاكؿ كؿ منيا تبياف طبيعة تمؾ العبلقة بعضيا اتخذ شكؿ اجتيادات نظرية بينما اتخذ بعضيا اآلخر شكؿ د ارسات امبريقية في مجتمعات متفرقة كلنا أف نسكؽ ىنا محاكلة " سعد المغربي" عندما اعتبر أف العبلقة بيف القي كالتنمية ىي عبلقة عمة سمير نعي أحمد "أنساؽ القي االجتماعية مبلمحيا كظركؼ تشكميا كتغيرىا في مصر" مجمة العمك االجتماعية الككيت العدد الثاني حزي ارف/يكنيك 98 ص. عبد السبل السدم كآخركف الخطة الشاممة لمثقافة العربية. ط.المنظمة العربية لمتربية كالثقافة كالعمك.تكنس ص 8-8 -

213 الفصل السادس الحضور الثقافي في التنمية بمعمكؿ معتب ار القي نتيجة لنكع النشاط كنمط الخبرة كالتجارب المادية المعاشة كأنيا محصمة لنشاط اإلنساف االقتصادم كاالجتماعي كالظركؼ كالعبلقات المحيطة بو.كعميو فيك يرل عبلقة التنمية بالقي أك باألحرل يصكغيا كما يمي: التنمية: - خبرة معاشة. القي: - حك عمى ىذه الخبرة. ليعكد في األخير كيصيغ تمؾ العبلقة بصبغة الجدلية الدينامية. أم مبادلة التأثير كالتأثر كاألخذ كالعطاء بيف االثنيف إذ القي كمفاىي مجردة ال تفصح عف نفسيا بمجرد التعبير المفظي بؿ تفعؿ ذلؾ عبر السمكؾ كاألفعاؿ كالمفاضمة كذلؾ ال يت في ف ارغ بؿ في محيط اقتصادم كاجتماعي كسياسي كثقافي. كما يبلحظ أف قذق المحاكلة أخذت صبغة استنتاجيو كمالت إلى اإلغ ارؽ فييا نكعا ما إال أننا نجد في الت ارث السكسيكلكجي محاكالت أكثر جدية امبريقية عممت عمى بحث عبلقة القي بالتنمية كلعؿ أكلى تمؾ المحاكالت د ارسة ماكس فيبر األخبلؽ البركتستانتية كركح ال أرسمالية. كالتي تناكؿ فييا العبلقة بيف القي كاألخبلؽ البركتستانية كبيف ال أرسمالية كنظا اقتصادم أك ركح ال أرسمالية كما سماىا كىك في ذلؾ عبر عف مدل اىتمامو بما عرفتو المجتمعات األكركبية مف نيضة أك تنمية كبحث األسباب التي أكصمتيا إلى ذلؾ كافترض أف قيما معينة ىي المسئكلة عف ىذه التنمية تكجد أك تتكاجد في المذىب البركستانتي. كقد ارتكز فيبر عمى كجيتي نظر أساسيتيف ىما: تأثير األخبلؽ البركستانتية عمى ركح الحياة االقتصادية الحديثة كالسمكؾ االقتصادم. العبلقة بيف الديانة البركستانتية كالبناء الطبقي. - - سعد المغربي "القي كالتنمية مسممات كمبادئ" مجمة عم النفس أغسطس سبتمبر 988 ص 07. الييئة المصرية العامة لمكتاب العدد السابع يكليك - 9 -

214 الفصل السادس الحضور الثقافي في التنمية فيبر" كحدد " ىدؼ د ارستو في البحث عف ظركؼ السيككلكجية التي مكنت مف نمك الركح ال أرسمالية ككاف اليدؼ النيائي لمد ارسة يتمثؿ في صياغة إطار تحميمي يسمح بالكقكؼ عمى ماىية العبلقة بيف القي الدينية كنمك النظا ال أرسمالي الحديث.كانطمؽ فيبر مف فرض رئيس فحكاه أف المناطؽ التي تسكدىا الديانة البركتستانية ىي أكثر ث ارء مف تمؾ التي تنتشر فييا الكاثكليكية كمرد ذلؾ إلى القي البركتستانية.كطفؽ يعقد المقارنات لمتدليؿ عمى صحة فرضو فعقد مقارنة بيف عدد ال أرسمالييف في مختمؼ المذاىب الدينية خاصة بيف الكاثكليؾ كالبركتستانت كالكقكؼ عمى إحصاءات الكظائؼ كالبيانات اإلحصائية التي تكضح عدد قادة األعماؿ كأصحاب رؤكس األمكاؿ كالدرجات العالية في العمؿ كعدد األيدم العاممة في الشركات التجارية التي تتطمب عامميف مدربيف تدريبا فنيا كتجاريا عاليا كالنفكذ السياسي. كتكزيع السكاف حسب الكظائؼ التي يشغمكنيا كالحالة التعميمية كحاكؿ فيبر بكؿ قكة تأييد فرضو حكؿ دكر القي البركستانتية في التنمية األكربية ككظؼ في سبيؿ ذلؾ مختمؼ الطرؽ فكظؼ الطريقة التاريخية مف خبلؿ اعتماده عمى المعطيات التاريخية عف ال أرسمالية القديمة كمف خبلؿ د ارسة التاريخ االقتصادم العا لمعديد مف البمداف التي سادت فييا البركستانتية كألمانيا كانجمت ار كىكلندا كما استخد المبلحظة عبر اعتماده عمى مبلحظاتو العديدة لممكاقؼ االجتماعية كاألنماط السمككية الرشيدة لم أرسمالييف الذيف ينتمكف لم أرسمالية كالذيف عاصرى في حياتو ككذا مبلحظة الفركؽ الطبقية بيف األف ارد البركستنتات كالكاثكليؾ. ىكذا أدلى فيبر بدؿ كق في مكضكع العبلقة بيف القي كالتنمية كاف اختمفت مسميات ىذيف المتغيريف كاألخبلؽ ال أرسمالية أك األفكار الدينية كاألنشطة االقتصادية كما سماىما "رينارد بندكس" Reinhard Bendix حيف قاؿ :" إن الموضوعات الرئيسية الثالثة التي عالجيا فيبر كماؿ التابعي االتجاىات المعاصرة في د ارسة القي كالتنمية مرجع سابؽ ص ص 9 97/ - 0 -

215 الفصل السادس كانت تدور حول الكشف عن أثر األفكار الدينية عمى األنشطة االقتصادية الحضور الثقافي في التنمية وتحميل العالقة بين التدرج االجتماعي واألفكار الدينية وتفسير السمات المميزة لمحضارة الغربية" " كدائما كفي نفس المضمار كىك العبلقة بيف القي كالتنمية نعثر عمى د ارسة " لدانيؿ ليرنز بعنكاف " تحكؿ المجتمع التقميدم" بحثت ىذه الد ارسة العبلقة التبادلية بيف القي كالتنمية كاختار >> ليرنز إلب ارز تمؾ العبلقة السؤاؿ التالي :>> كيف ولماذا يتم تحديث األف ارد ونظميم معا منطمقا مف منظكر السيككلكجي سمككي مؤداه أف تحديث المجتمع كتحكلو مف النمط التقميدم إلى النمط الحديث يت مف خبلؿ األف ارد كبيئتي معا بمعنى أنو كمما كاف ىناؾ عدد أكبر مف األشخاص الذيف يسيركف عمى نيج ما ىك حديث ) أم يحممكف قيما حديثة ( في بمد ما كمما كاف األداء العا كمؤش ارت الحداثة ) التنمية ( عاليا. صاغو في نظريتو الشييرة في كانتيى ليرنز إلى تأكيد فرضو حكؿ تحديث قي األف ارد كالذم ىك التحديث كما نجد د ارسات عربية مف ىذا النكع كتعتبر د ارسة غريب سيد أحمد إحداىا كىي المكسكمة بػ: القي كالتنمية االجتماعية في المجتمع القركم أج ارىا عمى مجتمعيف محمييف (قريتيف ( لكؿ منيما مي ازتو الخاصة كارتكزت مقارنتو إلى نقطة جكىرية كىي االختبلؼ في النمكذج حيث القرية األكلى تقميدية( قرية بنكفر) كالقرية الثانية مستحدثة ) قرية اليكارية) ككبلىما بمصر كحاكلت الد ارسة تبياف تأثير جممة مف القي عمى التنمية االجتماعية في ىذيف النمكذجيف المختمفيف كالقاء الضكء عمى القي المؤثرة في السمكؾ لدل أعضاء مجتمعي البحث. كانتيى الباحث في األخير إلى أف االحتكاؾ الثقافي لمقرية بالمدينة يعمؿ عمى تغيير القي المساعدة 3 عمى التنمية كعمى أرسيا قي التعمي. حميد خركؼ " عم االجتماع كمنيج الفي عند ماكس فيبر" مجمة العمك االنسانية منشك ارت جامعة قسنطينة عدد ص.96 3 كماؿ التابعي االتجاىات المعاصرة في د ارسة القي كالتنمية مرجع سابؽ ص ص / غريب سيد أحمد مرجع سابؽ ص

216 ص الفصل السادس الحضور الثقافي في التنمية 3- أىمية القيم في العممية التنموية: تطرقنا سابقا إلى أىمية القي في حياة الفرد كالمجتمع ككؿ ك أرينا كيؼ أف القي عمى الرغ مف أنيا خارج دائرة المممكس إال أف آثارىا المجسدة في األفعاؿ الفردية كالمجتمعية تبيف أف ىذه األخيرة عكامؿ حاسمة في الحياة االجتماعية كتقبع ك ارء الفعؿ االجتماعي في كؿ مف ثباتو كتغيره. كبعد أف خضنا في دكر العكامؿ غير االقتصادية في التنمية كبيننا بعضيا كبحثنا في العبلقة بيف القي كالتنمية كحاكلنا تبياف طبيعة تمؾ العبلقة كبعض محدداتيا ك أرينا كيؼ أف المتغي ارف يتبادالف التأثير كالتأثر كمنو خمصنا إلى أف ىكية تمؾ العبلقة ىي عبلقة تبادلية. بعد كؿ ىذا ارتأينا أف نأتي عمى التفصيؿ أكثر لتبياف أىمية القي في التنمية أك في العممية التنمكية كذلؾ بتخصيص محطة مف محطات البحث بعد أف عرضنا ليا سابقا بنكع مف االقتضاب.كنفضؿ أف تككف البداية في معالجة ىذه النقطة مف مقتطؼ لماكس فيبر:"عندما يصاحب كضع الحدكد عمى االستيبلؾ إطبلؽ نشاط الكسب فالنتيجة العممية الحتمية كاضحة كىي ت ارك الماؿ مف خبلؿ اإلجبار عمى االدخار" كيرل فيبر أف ىذه ىي ذاتيا قي الكالفينية الداعية إلى العمؿ الشاؽ كاالدخار. كينتيي بنا ىذا المثاؿ إلى حديث مماثؿ عف دكر القي الفاصؿ في التنمية نجده في نظرية التحديث التي تعد امتداد ا لفكر فيبر حيث أعطت ىذه األخيرة أسبقية كبيرة لمدكر الذم تمعبو القي في عممية التنمية كقبمو في تحديد نكع المجتمع تقميدم أ حديث كالذم تعتبره ىذه النظرية قاعدة العممية 3 التنمكية. كبصرؼ النظر عف النمطية المفرطة التي بمغت درجة السذاجة في تصنيؼ المجتمعات أك تنميطيا فإنو يبقى أف ىذه النظرية تفطنت إلى دكر القي في صيركرة العممية التنمكية كعبرت 74 أندرك كيبستر مدخؿ لسكسيكلكجية التنمية ط ترجمة حمدم حميد يكسؼ دار بغداد محمد أحمد بيكمي عم اجتماع القي دار المعرفة الجامعية االسكندرية 98 المرجع نفسو ص 0. ص 09

217 الفصل السادس عنو بصكرة متطرفة الحضور الثقافي في التنمية عندما اشترطت لحدكث التنمية في المجتمعات المتخمفة استبداؿ القي التقميدية كالتي أسمتيا بدائية بقي أخرل حديثة حيث ترل أف قي مثؿ التمسؾ بالماضي كالرككف إلى النظا الق اربي في كافة الممارسات االجتماعية كسيطرتو عمى العبلقات االقتصادية كالسياسية كسيادة النظرة العاطفية كالخ ارفية كالقدرية كغيرىا مف القي التي تسكد المجتمعات المتخمفة ىي السبب المباشر في تخمفيا كلذلؾ ارتأت في تطكير النظا أك النسؽ القيمي أكثر مف ضركرة. أما تالككت بارسكنز فقد اعتنى بدكره بقضية تأثير القي في التنمية كعالج ىذه القضية في إطار إسيامو الذم عده أكبر إسيا لو في عم اإلجتماع. أال كىك متغي ارت النمط الخمس ) الكجدانية مقابؿ الحياد الكجداني المصمحة الذاتية مقابؿ المصمحة الجمعية العمكمية مقابؿ.( الخصكصية األداء مقابؿ النكعية كالتخصص مقابؿ االنتشار كاعتبر بارسكنز القي أنماطا ثقافية شاممة تحافظ دكما عمى استق اررىا كىذا االستق ارر القيمي ىك شرط التحديث أك التنمية حسب تصكره كاعتبر في الكقت نفسو- كلك بشكؿ ضمني- أف التخمخؿ أك التغير القيمي مف شأنو أف يعرقؿ عممية التحديث كيحدىا إذ االتساؽ كالتكامؿ في إطار نسؽ القيمة المحكرم Central value system مف شأنو أف يخمؽ ثبات كاستق ارر المجتمع كىك المناخ المبلئ لمتطكر كالتحديث. كيبدك بكؿ كضكح أف معالجة بارسكنز لقضية القي كالتنمية ل يخرج عف إطار النزعة المحافظة كىي النزعة التي طبعت عم االجتماع البرجكازم ككؿ. فيك كاف أشار أحيانا إلى بعض المشاكؿ التي تعترض سبيؿ المجتمع كخاصة في الجانب القيمي إال أنو يرل أف مثؿ ىذه 3 المشكبلت ىي التي تدفع المجتمع إلى تطكير قي أساسية. المرجع السابؽ ص ص / السيد محمد الحسيني كآخركف د ارسات في التنمية االجتماعية.ط 4 دار المعارؼ القاىرة 979 ص /ص المرجع نفسو ص

218 الفصل السادس الحضور الثقافي في التنمية كيصؿ التركيز عمى أىمية القي في العممية التنمكية درجة قصكل عند اعتبارىا عائقا أك معكقا عمى اعتبار أنيا مككف ىا جدا في تككيف البناء االقتصادم كاالجتماعي كالثقافي كالسياسي كمرجعية لمسمكؾ الفردم كمحرؾ لمسمكؾ الجمعي كبالتالي فإذا كانت القي الجامدة شكمت عائقا لب ارمج التنمية عمى كؿ المستكيات كخاصة عمى مستكل التنفيذ حيث تعكؽ قي معينة كاحتقار العمؿ اليدكم كاالنع ازلية كالتككؿ عمى الغير التنمكية كتحكؿ دكف بمكغ م ارمييا. كعد اإليماف بالجديد... الخ.العممية كذات التأكيد عمى ذات األىمية لمقي في التنمية نجده عمى مستكل التخطيط التنمكم. إذ يجعؿ المخططكف لمتنمية عنصر القي كاحدا مف أى العناصر أك العكامؿ الثقافية التي يجب عميي م ارعاتيا أثناء التخطيط. فعمى سبيؿ المثاؿ يعتبر مشكؿ الغذاء أحد أكثر المشاكؿ ضركرة كالحاحا في المجتمعات النامية كالتي سعت منظمة التغذية العالمية لحميا كأعدت لذلؾ خططا كب ارمج ز ارعية محكمة إال أنيا قكبمت برفض الم ازرعيف ز ارعة المحاصيؿ المقترحة الرتباطي ببعض القي الدينية كاألمثمة عمى ذلؾ كثيرة كرفض سكاف الكادم الجديد في مصر أكؿ السمؾ كطعا جديد لنقص لتعكيض نقص اليكد في الماء الممح الخالي مف اليكد. كرفضي استخدا الممح الجديد كاص اررى عمى استخدا كىناؾ أيضا مثاؿ آخر يتجسد في تحري الديف اليندكسي لذبح البقر كتحري استخدامو في الز ارعة أك استخدا فضبلتو لمتسميد كنفس الشيء يقاؿ في اإلع ارض عف ميف معينة كتصنيفيا في خانة الحقيرة أك المنحطة. التفاخرم في األف ارح كالمآت كما تؤثر القي كذلؾ في نمط االستيبلؾ كاالستثمار كاإلنفاؽ كربطو بالمكانة االجتماعية كنفس الشيء يقاؿ عف نمط االدخار حيث يجرم في بعض المجتمعات االحتفاظ بالمدخ ارت في شكؿ حمي كذىب كغيرىا مف أكجو أحمد مصطفى خاطر تنمية المجتمع المحمي االتجاىات المعاصرة اإلست ارتيجية نماذج الد ارسة المكتبة الجامعية اإلسكندرية 0 ص عبد اليادم الجكىرم كآخركف د ارسات في التنمية االجتماعية مدخؿ إسبلمي المكتب الجامعي الحديث اإلسكندرية 999 ص.53 54

219 الفصل السادس االدخار السمبي الحضور الثقافي في التنمية زيادة عمى أف بعض القي السائدة في بعض البمداف النامية تشجع عمى القدرية كما تحمقو مف ضعؼ الدافعية إلى التغيير ك التطكر. إف ىذه الكضعية حياؿ القي أدخمت الفكر التنمكم كالمخططيف لمتنمية عمى حد سكاء في مأزؽ التعامؿ معيا بيف ضركرة التمسؾ بالنسؽ القيمي التقميدم كتدعيمو كتكييؼ الخطط التنمكية كفقا لو كبيف كجكب التخمي عف ىذا النسؽ ألنو يشكؿ معكقا في كجو التنمية كعكضا عف ذلؾ استبدالو بنسؽ قيمي أكثر مركنة كتماشيا مع متطمبات التنمية كذلؾ عبر التركيز عمى التغيير المادم.كفي ىذا الشأف يرل البعض ضركرة تقبؿ قي جديدة رغ ما في ذلؾ مف ثكرية ألف اإلنساف في ضكء القي التقميدية يشعر بدرجة كبيرة مف األمف ككضكح الرؤية إال أنو يجب إحداث القطيعة مع تمؾ القي لمسماح ألف ارد المجتمع بتككيف صكرة مستقبمة كاضحة كإليجاد درجة مف االستعداد لتقبؿ التغيير. بينما ىناؾ مف يرل:"أنو من األفضل تعديل نسق القيم في المجتمع 3 ليتقبل أىداف التغيير االجتماعي المقصود" كأف ذلؾ يت عف طريؽ استنباط ما يكجد في القي المحمية مف ايجابيات مف شأنيا أف تساى في تعزيز خطط التنمية كفي نفس الكقت إ ازحة القي السمبية أك البالية التي مف شأنيا أف تعطؿ عممية التنمية كيعد المجتمع العربي مثاؿ حي ليذه الكضعية: "فمقد أسفرت مناقشات أساليب العمل مع الجماعات في المؤتمر األول لخريجي مركز تنمية الوطن العربي عن أنو تسود المجتمع العربي قيم ومعايير معينة بعضيا يعوق تحقيق الجديد والعصبية العائمية واألخذ بالثأر... 4 ويجب تطويرىا تدريجيا".إال أف ما تجدر اإلشارة إليو أف الد ارسات االجتماعية أثبتت أف التغيير في نسؽ القي بشكؿ مفاجئ يؤدم إلى إحداث خمخمة في البناء االجتماعي كقد يؤدم إلى نتائج عكسية أم في االتجاه المعاكس لمتنمية كمف جممتيا ذلؾ الف ارغ القيمي الذم قد يحدث نتيجة عجز القي الجديدة عف تعكيض القي التقميدية أك القديمة محمد عاطؼ غيث محمد عمي محمد د ارسات في التنمية كالتخطيط االجتماعي دار المعرفة الجامعية اإلسكندرية.د.ت ص ص / محمد الجكىرم عم االجتماع كقضايا التنمية في العال الثالث دار المعارؼ القاىرة أحمد مصطفى خاطر تنمية المجتمعات المحمية مرجع سابؽ ص ص 4 عمي الكاشؼ التنمية االجتماعية المفاىي كالقضايا عال الكتب القاىرة د.ت ص 47

220 الفصل السادس الحضور الثقافي في التنمية ككذا احتماؿ حدكث اصطدا بيف اإل اردة الحككمية لمتغيير عف طريؽ التشريع كبيف إ اردة األىالي كتمسكي بسمككياتي القديمة حياؿ كثير مف المفاىي كالعمؿ كالثركة كاالدخار كاألسرة...الخ. ىكذا أرينا عمى مدار ىذه النقطة البحثية كيؼ أف القي كالنسؽ القيمي يحج ازف مكانا ىاما جدا في التنمية إذ أف نظرة اإلنساف لمجتمعو ككؿ كلنشاطو االقتصادية ككذا ق ار ارت السمطة االقتصادية كالسياسية كاالجتماعية كؿ ذلؾ يخضع كيتحدد كفقا لمنسؽ القيمي السائد. كما أرينا كذلؾ كيؼ أف المخطط لمتنمية يجد نفسو كجيا لكجو مع النسؽ القيمي عبر طرحو أكثر مف سؤاؿ يخص ىذا الجانب ماذا تنتج ككيؼ ننتج ككيؼ نكزع مردكدات التنمية كغيرىا مف األسئمة الجكىرية. كيختصر القكؿ اآلتي" لفرنسكا بيرك" ذلؾ الدكر المحكرم كال ارئد لمقي في العممية التنمكية" :"إف التنمية ال تككف حقيقة إال باستثمار المكارد الداخمية لؤلم كاعتمادا أكال كبالذات عمى نظا ": 3 القي الثقافية الجديرة بأف تحتر". كيكاصؿ ف ارنسكا بيرك تأكيده عمى ىذا الدكر بقكلو إف الكاقع كالمؤسسات االقتصادية ال تدك إال بالقي الثقافية 4 الثقافي قد تكممت باإلخفاؽ". كاف محاكلة فصؿ األىداؼ االقتصادية عف محيطيا سيدم محمكد كلد سيدم محمد التنمية كالقي الثقافية مجمة العمك االجتماعية العدد الثاني حزي ارف/يكنيك 98 جامعة الككيت. ص المرجع نفسو ص محي الديف صابر الحك المحمي كتنمية المجتمع في الدكؿ النامية.ط المكتبة العصرية بيركت 988 ص 43 نبيؿ رمزم اسكندر عدلي عمي أبك طاحكف التنمية كيؼ كلماذا دار الفكر الجامعي اإلسكندرية.د.ت ص 53

221 الفصل السادس الحضور الثقافي في التنمية استخالص: عالج ىذا الفصؿ نؽ اطا مفصمية في البناء البحثي مثمت في حقيقة األمر حجر ال ازكية فيو كذلؾ األكؿ محاكر ثبلث عبر المحددات الثقافية لمتنمية ك الثاني ماىية القي كالثالث القي كالتنمية كىك بحث في طبيعة العبلقة كلقد كاف المحكر األكؿ يحاكؿ كشؼ عبلقة الثقافة بالتنمية كالتي بدت عبلقة كطيدة كاقعيا ىشة عمى مستكل التبني كمقاربة تنمكية عمى الرغ مف نضجيا زمنيا أما المحكر الثاني فقد كاف محاكلة لئلحاطة بكؿ ما يتعمؽ بحيثيات القي في عمكميا كقد ت ذلؾ مف خبلؿ ست عناصر أساسية حاكلت بدكرىا تبديد كؿ غكامض ىذا المفيك فقد العنصر األكؿ إجابة عمى سؤاؿ محكرم كىك مف أيف تأتي القي فيما عرج العنصر الثاني عمى أىمية القي فأكضح كيؼ تمعب القي دكر الميكانيز الضابط لمبناء االجتماعي بينما عرض العنصر الثالث لقضية ال تقؿ أىمية كىي تغير القي فبيف كيؼ أف القي ىي في المحصمة ظاىرة اجتماعية تخضع لنسبية الزماف كالمكاف. في حيف تصدل العنصر ال اربع لص ارع القي كحاكؿ تبياف تداعيات ىذا الص ارع عمى الكياف المجتمعي كالفردم عمى حد سكاء أما العنصر الخامس فكاف حكؿ تصنيؼ القي كقد استعرض محاكالت بعض العمماء لتفيئة القي كتجمى خبلؿ ذلؾ تعدد التصانيؼ كاختبلفيا ليختت المحكر األكؿ باستع ارض أى أدكات قياس القي ككانت النية مف ك ارء ذلؾ استجبلء كيفية التعامؿ مع القي ميدانيا بغرض االستفادة.) مف ذلؾ الحقا ( في الجانب الميداني أما الشؽ الثالث مف الفصؿ فم يكف باألقؿ أىمية مف سابؽمق حيف تطرؽ لثبلث محاكر رئيسية بحث األكؿ في التنمية كالعكامؿ غير االقتصادية أم الكجو اآلخر لمتنمية كىك الكجو اإلنساني ليناقش المحكر الثاني طبيعة العبلقة بيف القي كمعطى ال مادم كبيف التنمية كمعطى مادم محسكس قابؿ لممعاينة محاكال تبعا لذلؾ تقصي العبلقة بيف ىذيف المتغيريف ليتخذ المحكر الثالث شكؿ الحكصمة لسابقيو عندما ناقش بشكؿ صريح أىمية القي في العممية التنمكية عبر مؤش ارت أكثر ارتباطا بالكاقع

222 الفصل السابع الثقافة والتنمية والتراث الشعبي في التجربة الجزائرية الفصل السابع الثقافة والتنمية والت ارث الشعبي في التجربة الج ازئرية 8

223 الفصل السابع الثقافة والتنمية والتراث الشعبي في التجربة الجزائرية تمييد : يحاكؿ ىذا الفصؿ أف يكشؼ كيفية تمكقع كؿ مف الثقافة ك التنمية في التجربة الج ازئرية مف خبلؿ بعض المحددات كالمساحات لعؿ أىميا المساحة الرسمية مجسدة في الجانب الدستكرم باألساس ألنو يمثؿ الفمسفة الكبرل المنتيجة مف طرؼ القائميف عمى الشأف التنمكم فالتنمية في المحصمة فعؿ مقصكد محكك بالرسمية إلى أبعد الحدكد.كما يحاكؿ الفصؿ االقت ارب قدر اإلمكاف مف الحقؿ التطبيقي لمد ارسة عبر أحد متغي ارتو الرئيسية كىك الت ارث الشعبي الج ازئرم.. أوال : الثقافة الج ازئرية مممح عام -محاولة تعريفية : تثير التعريفات عمى الدكا إشكاالت كثيرة منيجية كمعرفية فمنيجيا تشترط الدقة كالكضكح كفي كثير مف األحياف االختصار كمعرفيا تشترط اإللما كالشمكلية كعد التناقض. أما إذا مكاف المفيك الم ارد تعريفو في حقؿ كالثقافة فالميمة تصبح أكثر صعكبة قياسا لميبلمية كالتشعب المتيف تتميز بيما الثقافة كما يندرج تحتيا مف مكاضيع. كتتضاعؼ الصعكبة إذا كاف المكضكع كضع تعريؼ لمثقافة الج ازئرية ألف التحديد أك التعريؼ سينفتح بالضركرة عمى آفاؽ تاريخية حضارية كسياسية كفمسفية ربما فما المقصكد بالثقافة الج ازئرية كىؿ ىي ثقافة ج ازئرية أ ثقافة المجتمع الج ازئرم كىؿ صفة الج ازئرية " تتحقؽ خالصة دكف شكبة بحيث ترتقي إلى مرتبة التميز عف غيرىا مف الثقافات ىؿ نحتك في تعريؼ الثقافة الج ازئرية إلى اإلطار القانكني المحكك بدكره إلى اإلطار السياسي أ يت االحتكا إلى المرجعية التاريخية ث ما ىي الحدكد الزمنية لمثقافة الج ازئرية باألخص إذا كاف الباحث متحريا العمؽ متباعدا عف السطحية. كثيرة ىي الم ارجع التي بحثت في الثقافة الج ازئرية ك باألخص تمؾ التي عممت عمبل تأسيسيا قصد إب ارز تاريخ الج ازئر كدكلة فقد فرضت الظركؼ السياسية تحديد معال الدكلة الجديدة ( المستقمة ) بما فييا المعال التاريخية كالثقافية فنعثر مثبل عمى أعماؿ األستاذ أبك القاس سعد اهلل كاألستاذ عبد الرحماف الجيبللي كاألستاذ عبد اهلل الركيبي كاألستاذ محمد الميمي كغيرى كثير. 9

224 الفصل السابع الثقافة والتنمية والتراث الشعبي في التجربة الجزائرية إال أف ما يبلحظ أف ىذه الم ارجع ال تكاد تضع تعريفا لمثقافة الج ازئرية فيي إما تضع تعريفا لؤلمة الج ازئرية أكتدخؿ مباشرة لمبحث في الثقافة الج ازئرية كىك في كثير في األحياف يطغى عميو الجانب التاريخي. نستعرض اآلف محاكلة تعريفية لمثقافة الج ازئرية مع التنبيو إلى أف ىذا التعريؼ يتناكؿ الثقافة بكصفيا مشكبل ىكياتيا: ىي تمؾ المنظكمة المميزة مف السمات المادية كالركحية كالفكرية كالفنية كالكجدانية لؤلمة الج ازئرية كالمشتممة عمى مجمكعة المعارؼ كالقي كااللت ازمات األخبلقية ك الدينية إلى جانب ط ارئؽ التفكير كاإلبداع المختمفة تعبيريا كسمككيا كمعرفيا كفنيا كجماليا كالتي اشترؾ كيشترؾ كيتطمع إلى االشت ارؾ فييا كؿ أف ارد المجتمع الج ازئرم. - المكونات : قبؿ الخكض في استع ارض مككنات الثقافة الج ازئرية تتكقؼ عند نقطة ميمة كىي أننا آثرنا استعماؿ الثقافة الج ازئرية عكضا عف ثقافة المجتمع الج ازئرم فصحيح أف المجتمع ىك كعاء الثقافة كأنيا تجد تجسيداتيا مف خبللو إال أننا ىدفنا مف ك ارء ىذا االستعماؿ بمكغ أقصى درجات التمثيؿ كالتميز كبالتالي فإف غياب مصطمح المجتمع ىك تأكيد عمى كجكد ثقافة مميزة اسميا الثقافة الج ازئرية كما دا ىناؾ ثقافة فبدييي أف يككف ىناؾ مجتمع كنقيس قكلنا ىذا عمى قكلنا الثقافة اإلسبلمية أك الثقافة الغربية. تتككف الثقافة الج ازئرية مف مجمكعة مككنات أىميا : : الدين اإلسالمي أ- يعتبر الديف أى عنصر يشكؿ المقكمات األساسية لممجتمع كىك الذم يكلد النظ الثقافية السائدة في المجتمع إذ ال يكجد شيء ألصؽ بالثقافة مف الديف. كفي المجتمع الج ازئرم شكؿ الديف اإلسبلمي أى كأرسخ عقيدة عمى اإلطبلؽ إذ أف المرحمة السابقة عمى اإلسبل في الج ازئر ل تعرؼ سيادة دينية مطمقة فقد تجاكرت الديانات السماكية كباألخ ص النص ارنية التي كانت محمكلة مع الغ ازة الركماف مع الكثنية التي كانت منتشرة عمى نطاؽ كاسع في ربكع الببلد إال أف الديانة اإلسبلمية ىي كحدىا التي استطاعت أف تمتزج بالنفسيات الشعبية كىيب سمعاف الثقافة كالتربية د ارسة تاريخية مقارنة دار المعارؼ مصر 96 ص

225 الفصل السابع الثقافة والتنمية والتراث الشعبي في التجربة الجزائرية كترتقي إلى درجة المككف بامتياز كذلؾ اعتبا ار لجممة مف العكامؿ الكامنة في اإلسبل ذاتو كديف ككذا األرضية التي كانت مييأة أصبل الستقبالو كمف جممة تمؾ العكامؿ العامؿ االجتماعي كالعامؿ النفسي كالعامؿ العقمي فعمى الصعيد االجتماعي كفر اإلسبل تنظيما مجتمعيا عالي الكفاءة كالدقة حيث نظ كؿ العبلقات تقريبا مف أصغرىا إلى أكبرىا شامبل بذلؾ جميع مناحي الحياة االجتماعية بما فييا مف عائمية كجكارية كثنائية كحاكمية بالمكا ازة مع حضكر متميز لمبدأ غاب عف الحياة االجتماعية حينيا غيابا مخبل ك ىك العدالة كالمساكاة التي كفمت ك ارمة كانسانية اإلنساف البربرم كعمى الصعيد النفسي اختبر السكاف المحميكف مقد ار ال ارحة النفسية التي عمتي نتيجة اعتناقي ىذه الديانة فقد كجدكا فيو السكف كاألماف كالطمأنينة بما احتكتو تشريعاتيا مف م ارعاة نفسية اإلنساف. أما عمى الصعيد العقمي فقد سمحت المقارنات العقمية بيف اإلسبل غيره مف الديانات األخرل التي كانت سائدة حينيا بإظيار مدل شساعة المساحة العقمية التي يمنحيا اإلسبل مقارنة بغيره فكاف بذلؾ رسك اإلسبل بفعؿ التشبع العقمي كالكفاءة االجتماعية كال ارحة النفسية لذلؾ ظؿ اإلسبل ثابتا كمككف أساسي لمثقافة الج ازئرية رغ كؿ المحاكالت لزحزحتو كنسجؿ ىنا أف ىناؾ ظاىرة تكاد تتفرد بيا الثقافة الج ازئرية عمى المستكل الديني كىي الغمبة المطبقة تقريبا لمديف اإلسبلمي أما عف الديانة المسيحية فإف أتباعيا مف الي ازؿ العددم بحيث ال يكادكف يشكمكف أقمية ذات تأثير. االمازيغية ب- : تتمكقع االمازيغية في الثقافة الج ازئرية كمككف عرقي كلغكم.كمعركؼ أف البربر أك االمازيغ كجنس بشرم ى السكاف األصميكف لمقطر الج ازئرم كعمى الرغ مف الطركحات الغربية القديمة كالحديثة التحقيرية حينا ك المخادعة أحيانا فإف العنصر البربرم شكؿ دكما كعيا بذاتو كعيا بتميزه فمقد دأبت الطركحات القديمة الركمانية تحديدا عمى كصؼ البربر بالكحشييف اليمجييف الفاقديف لؤلىمية الحضارية كىي في حقيقة األمر مسكغات كمبر ارت لبلحتبلؿ كالييمنة كالسيطرة كمثمي فعؿ الفرنسيكف الذيف ادعكا أني جاءكا حامميف لمكاء التمدف كالحضارة لكني اتبعكا طرحا مخالفا في نظرتي إلى البربر عندما اعتبركى خداعا عرقا أكركبيا استكطف شماؿ إفريقيا. 3

226 الفصل السابع الثقافة والتنمية والتراث الشعبي في التجربة الجزائرية ) اركيكلكجيا تدؿ الشكاىد عمى أف ىناؾ حضارة ك ثقافة إلنساف ىذه المنطقة ( الج ازئر الحالية قبؿ احتكاكو بالحضا ارت الكافدة الفينيقي ة كالركمانية ك الكندالية كالبيزنطية كىذا يؤكد عمى أف المغرب العربي عمكما كالج ازئر خصكصا كانت مسككنة قبؿ مبلييف السنيف كأنو في حكالي 80 سنة ظيرت بكادر الحضارة بالمنطقة حيث استأنس اإلنساف الحيكاف كتعم الز ارعة كاالستقػ ارر كاستعماؿ المح ارث كبالتالي يمكف القكؿ أف اإلنساف األمازيغي عرؼ الحضارة مبك ار ككما يمكف القكؿ كذلؾ أف البعد األمازيغي في الثقافة الج ازئرية بعد أصيؿ كأساسي كليس ثانكم فإلى اليك ىناؾ ثقافة خاصة أك فرعية داخؿ النسؽ الثقافي الج ازئرم العا كىذا البعد ليس منفصبل أك مكازيا لؤلبعاد األخرل بؿ ىك منسج كمتكامؿ معيا كليس بينو كبينيا ص ارع إال ما أ اردت القكل االستعمارية إثارتو كيبرز البعد االمازيغي بكضكح في الثقافة الج ازئرية مف خبلؿ بقاء المغة األمازيغية بميجاتيا المختمفة متداكلة بيف أبناء عدة مناطؽ في الج ازئر كذلؾ لركح المحافظة التي تتميز بيا معظ 3 القبائؿ االمازيغية مما جعميا تحافظ عمى لغتيا كمغة تداكؿ يكمي. /العربية جػ : بدكرىا تتمكقع العربية في الثقافة الج ازئرية لغة كعرقا يعكد كجكد العرب في الج ازئر إلى مرحمة الفتح اإلسبلمي ذلؾ الكجكد الذم ل يبؽ كجكدا منفصبل عف العنصر البربرم األمازيغي بؿ سرعاف ما امتزج بو بفضؿ التعالي اإلسبلمية الحاضة عمى المساكاة كالعدؿ كالحرية كاإلخاء كتمثؿ العرب الفاتحيف لتمؾ التعالي قكال كفعبل إضافة إلى التشابو في الم ازج كالتقاليد بيف العرب كالبربر مما يرجح اآل ارء القائمة بأف البربر مف أصؿ عربي قدمكا مف اليمف إلى شماؿ 4 إفريقيا في أحقاب متعاقبة مف التاريخ كيعبر عبلمة الج ازئر الشيخ عبد الحميد بف باديس عف ىذا االمت ازج بقكلو : " إف أبناء يعرب كأبناء مازيغ قد جمع بيني اإلسبل منذ بضع عشرة قرنا ث دأبت تمؾ القركف تمزج بيني في الشدة كالرخاء كتؤلؼ بيني في العسر كاليسر كتكحدى في الس ارء بمقاس بكقرة سكسيكلكجيا الج ازئر باتنة الج ازئر 0 ص. 05 بكقره كماؿ المسألة الثقافية كعبلقتيا بالمشكبلت التنظيمية في المؤسسة الج ازئرية " أطركحة دكتك اره غير منشكرة " قس عم االجتماع كالديمغ ارفيا جامعة الحاج لخضر باتنة. 8/7 أحمد بف نعماف سمات الشخصية الج ازئرية المؤسسة الكطنية لمكتاب الج ازئر 988 ص. 304 المرجع نفسو ص. 3

227 الفصل السابع الثقافة والتنمية والتراث الشعبي في التجربة الجزائرية كالض ارء حتى ككنت مني منذ أحقاب بعيدة عنص ار مسمما ج ازئريا أمو الج ازئر كأبكه اإلسبل كقد كتب أبناء يعرب كأبناء مازيغ آيات اتحادى عمى صفحات ىذه القركف بما أ ارقكا مف دمائي في مياديف الدرس لخدمة العم ".كيؤكد اإلما مرة أخرل عمى أمازيغية األمة الج ازئرية كعركبتيا ) ( فيقكؿ : " ما مف نكير أف األمة الج ازئرية كانت أمازيغية بربرية مف قدي عصرىا كما مف أمة استطاعت أف تعمييا عف كيانيا كال أف تخرج بيا عف مازيغيتيا أك تدمجيا في عنصرىا بؿ كانت ىي التي تبتمع الفاتحيف فينقمبكا إلييا كيصبحكف كسائر أبنائيا فمما جاء العرب كفتحكا الج ازئر فتحا إسبلميا لنشر اليداية ال لبسط السيادة كاقامة العدؿ الحقيقي بيف جميع الناس ال فرؽ بيف العرب الفاتحيف كالمازيغ أبناء الكطف األصمييف. دخؿ المازيغ مف أبناء الكطف في اإلسبل كتعممكا لغة اإلسبل العربية طائعيف ككجدكا أبكاب التقد في الحياة كميا مفتكحة في كجكىي فامتزجكا بالعرب بالمصاىرة كنافسكى في مجاؿ العم كشاطركى سياسة الممؾ كقيادة الجيكش كقاسمكى كؿ م ارفؽ الحياة. ك يرجع الفضؿ في تكطد المساف العربي في الج ازئر كبركزه كمحدد ثقافي ىا جدا إلى القرآف الكري فيك عمى حد قكؿ "جاؾ بيرؾ" بقدسيتو ك جماليتو كدكره األساسي في التربية يذكي المغة كما 3 يذكي الجمر الشعمة كيصادؽ الباحث بكحديبة عمى ىذا بقكلو "فيك الذم يغذييا كيبقي جذكتيا حية في النفكس ك يجعؿ منيا لغة األصكؿ ك األنبياء يركج لممطمؽ كيكثؽ الركابط بيف الماضي ك الحاضر ك الذاتي ك التاريخي كبيف الحديث ك القدي كيقكم أكاصر الذات الجماعية. 4 كيصيرىا في كحدة قكية ارسخة" ىكذا نرل أف العربية كمككف لغكم ىا عرفت تدرجا لتستقر في البناء الثقافي الج ازئرم حيث بدأت كمغة لمنص الديني المقدس لتتحكؿ بعد ذلؾ كمغة لمتخاطب اليكمي كذلؾ" بعد استكلت عمى العقكؿ كامتزجت بكؿ المشاعر ك بكؿ األفئدة أصبحت تمككيا - عبد الحميد بف باديس آثار اإلما عبد الحميد بف باديس مطبكعات ك ازرة الشؤكف الدينية الج ازئر ص أحمد بف نعماف سمات الشخصية الج ازئرية مرجع سابؽ ص. 30 Jack Berque, les arabes, sendabed ; Paris, 979, p 44. Bouhdiba A : quete sociologique, Ceres tunes,995 p

228 الفصل السابع الثقافة والتنمية والتراث الشعبي في التجربة الجزائرية األلسف كاحتضنيا الجميع مف أجؿ اكتساب المعارؼ كتدكيف العمك كحازت بذلؾ عمى الشرؼ ك التقدير كتنازلت كؿ الميجات لحسابيا عف مكضعيا حتى أصبحت عقيمة كحرة ال ت ازحميا ضرة" إف اتساع المغة العربية كانتشارىا كاحت ارميا يعكد الفضؿ فيو بشكؿ كبير إلى "الرغبة الجامحة في في النص القرآني كاستيعاب مدلكالتو الخفية فالمغات المنطكقة قد تختمؼ ك قد تتطكر كقد تفسد بسبب التشكىات التي تصيبيا كلكنيا مجبرة في النياية إلى العكدة في كؿ لحظة إلى ىذه. المغة المقدسة الجميمة لتنيؿ مف جماليتيا كتنتعش بنغماتيا " إف كؿ ما تقد يثبت كبكضكح كيؼ أسيمت المغة العربية كمساف ك العرب كجنس في تشكيؿ الشخصية الج ازئرية في بنية متماسكة كمنسجمة بعيدة عف أشكاؿ التكتر ك االضط ارب. ثانيا: : -الرصيد الت ارث الشعبي الج ازئري كوجو لمثقافة الج ازئرية. الت ارث الشعبي الج ازئرم غني كمتنكع يستمد غناه كتنكعو مف الت ارك التاريخي الطكيؿ لمشعب الج ازئرم كجذكره الممتدة إلى ق اربة الثبلث آالؼ سنة فيذه الحقبة الزمنية الطكيمة تركت آثا ار كبيرة ككاسعة في مخياؿ ىذا الشعب تترجمت في شكؿ إنتاج ت ارثي مادم كالمادم. كيضاؼ إلى ىذا العمؽ التاريخي تكالي األحداث ك تداخميا كتفاعؿ سكاف الج ازئر مع بعض الشعكب الدخيمة التي استكطنت ىذه الببلد كقاسمت شعبيا المكطف كمعمك أنيا قد قدمت بمكركثيا االعتقادم بما فيو مف اعتقادات كخ ارفات كأساطير إلى جانب مكركثيا الفني كالحرفي كالمعمارم فأثرت بذلؾ... كتأثرت فمقد عرفت أرض الج ازئر تكالي أجناس كشعكب كثيرة مف الفنيقييف إلى الركماف فالكنداؿ ث البيزنطييف فالعرب الفاتحيف ث اليج ارت الكبرل لبني ىبلؿ كقد كلدت ىذه الحركية السكانية حركية مماثمة عمى مستكل المخياؿ كاإلبداع الشعبييف كيمكف أف نزيد عمى ذلؾ حاالت التكاصؿ التجارم مع الضفاؼ الشمالية لمبحر األبيض المتكسط ك العمؽ األفريقي جنكبا كما خمفو مف تبلقح كتثاقؼ بؿ إف الباحث 3 محمد عيالن يذىب إلى أف الدائرة الثقافية الج ازئرية قبؿ الفتح العربي اإلسبلمي كقبؿ سيادة المغة العربية خبرت ست ثقافات بدءا بالثقافة الكطنية االمازيغية ث الفرعكنية فالفينيقية فاليكنانية كبعدىا الثقافة كاآلداب الركمانية في المرحمتيف الكثنية كالمسيحية ث 3 محمد البشير اإلب ارىيمي: المغة العربية في الج ازئر "عيكف البصائر" الشركة الج ازئرية لمنشر ك التكزيع الج ازئر دت ص ص 3. / محمد بف عبد اهلل السيككباتكلكجيا الشخصية المغاربية ديكاف المطبكعات الجامعية الج ازئر ص 79. محمد عيبلف محاض ارت في األدب الشعبي ج دار العمك لمنشر ك التكزيع عنابة الج ازئر 03 ص 6. 34

229 الفصل السابع الثقافة والتنمية والتراث الشعبي في التجربة الجزائرية الثقافة الزنجية بمختمؼ مظاىرىا الفكلكمكرية. كال يمكف أف نتصكر -عمى حد تعبير الباحث - شعبا يعايش كؿ ىذه الثقافات كال يتمكف مف التعبير عف حياتو بفنكف مف القكؿ تأث ار بالمحيط الحضارم العا كاف كنا نعتقد أف التأثر التعبيرم ال يمكف أف يقؼ عند حدكد القكؿ إنما يتعداه إلى الجكانب األخرل كالحرؼ كالفف كالمعمار كغيرىا " تتطكر لغتو كمشاعره كعكاطفو ككيانو كمو كأف يجيد في مناسبات في المناسبات السارة أك الضارة...". ( كطبيعي كاإلنساف يعيش ىذه التطك ارت أف القكؿ كالغناء كاألمثاؿ سكاء ) إف ذلؾ التنكع كالغنى الثقافي المنعكس بدكره عمى الت ارث الشعبي الج ازئرم يمكف أف نرجعو أيضا إلى االمتداد الجغ ارفي الكبير لمج ازئر بحيث تمتد مف البحر األبيض المتكسط شماال إلى دكؿ الساحؿ اإلفريقي كمف تكنس شرقا إلى المغرب األقصى غربا عمى امتداد يصؿ أك يفكؽ األلؼ كخمسمائة كيمك متر بتضاريس مختمفة كمتنكعة كاالى أنيا مأىكلة. لذلؾ مف الطبيعي أف يخمؼ احتكاؾ اإلنساف بتمؾ السيكؿ كاليضاب كالجباؿ كالكاحات كالصحارم ت ارثا شعبيا متنكعا. كاذا عدنا إلى مفيك الت ارث الشعبي كالذم كنا قد حصرناه عمى انو مجمكعة النتاجات الفنية المعرفية كالعقدية الشعبية الشفيية دكف المكتكبة المتنقمة مشافية كتكات ار كممارسة مف جيؿ إلى جيؿ كالتي تحتكم األدب الشعبي بما فيو مف حكايات كأمثاؿ كأحاجي كأغاني باإلضافة إلى المعتقدات الخ ارفية كالممارسات الز ارعية المأثكرة ط ارز األلبسة كاألدكات المنزلية التقميدية الظكاىر لمنظا االجتماعي أصناؼ الطعا كالمبلبس المكسيقي الشعبية ك األلعاب الشعبية. التقميدية فإننا نجد كؿ ىذا حاضر كبقكة في الت ارث الشعبي الج ازئرم مع مبلحظة أف حضكره ىذا عرؼ انكماشا لحساب الحياة المدنية بشتى أشكاليا بؿ أف بعضا منو أصبح حضكره متحفيا كسنأتي عمى مناقشة ىذه النقطة الحقا. فعمى صعيد المسكف نجد تنكعا كاضحا يعكس العبقرية الشعبية في التكيؼ مع البيئة ككذا التكيؼ مع النظ كالعبلقات االجتماعية بمستكياتيا المختمفة كذلؾ داخميا كخارجيا فنجد مثبل القصبة كنمكذج مسكني بدكرىا الضيقة نسبيا كالمتبلصقة العاكسة لحميمية العبلقة االجتماعية بيف ساكينيا مثمما نجد بيت القرمكد في اليضاب كالخيا أك بيكت الشعر في البكادم كبيكت الطيف بشكارعيا الضيقة المسماة دركبا كبنكافذىا الصغيرة التي تكتفي بالنكر دكف أشعة الشمس الحارقة لممناطؽ الصح اركية. كما تحضر كذلؾ القصكر في المناطؽ الصح اركية الكاحية كىي أشبو ما تككف بالقصبة حيث تتخذ عادة مف الطيف مادة أكلية كتتشكؿ عمى نمكذج الحصف لتدفع خطر المعتديف. المرجع السابؽ ص. 35

230 الفصل السابع الثقافة والتنمية والتراث الشعبي في التجربة الجزائرية عمى صعيد المآكؿ يزخر الت ارث الشعبي الج ازئرم بتنكع ىائؿ يفكؽ الحصر عمى أف ىناؾ مأككالت شعبية سجمت شيرة كاسعة مثؿ الشخشكخة كىي عمى أنكاع أيضا القسنطينية كالسطايفية كالمسيمية كأشيرىا الشخشكخة البسكرية كىي مككنة مف رقائؽ الكسرة الطرية كمرؽ معد بمككنات محمية خاصة مع المح اك الدجاج إلى جانب البيض كالزبيب ( العنب المجفؼ ) كالحاؿ كذلؾ مع الدكبارة إلى جانب أكبلت شعبية أخرل كالكسكسي كالذم يتخذ مسميات عديدة حسب المنطقة مثؿ الطعا أك البربكشة أك النعمة كما نجد أكبلت أخرل تشترؾ في نفس القدر مف الشعبية كالمحاجب كالحريرة أك الجارم باإلضافة إلى أكبلت ذات طابع محمي كالرفيس أك الزفيطي أك البيصار... كال يقؿ الممبس تنكعا حيث عرؼ الت ارث الشعبي في ىذا المجاؿ تنكعا كبي ار انحصر بعضو بينما ال ي ازؿ بعضو مستعمبل عمى نطاؽ كاسع كما ىك الحاؿ مع القشابية كىي لباس شتكم مصنكع مف الصكؼ أك الكبر يغطي كامؿ الجسد خاص بالرجاؿ كمثمو البرنكس بأنكاعو كاختبلفات مادة صنعو كالذم يكاد يككف عبلمة شعبية ج ازئرية خالصة. بينما نجد عند النساء الحايؾ كىك مصنكع مف الحرير كالصكؼ كالمبلية التي تختص بيا منطقة الشرؽ الج ازئرم كالمحمفة التي تختص بيا نساء الجنكب الشرقي مف الج ازئر كأيضا ىناؾ العفاف الذم انقرض استعمالو تقريبا كىك عبارة عف حذاء مصنكع مف الكبر أك الصكؼ تغمؼ قاعدتو بالجمد لكف ال يتآكؿ باالحتكاؾ. عمى الصعيد المكسيقي كالفني أبدعت القريحة الشعبية الج ازئرية العديد مف اآلالت مثؿ القصبة البندير الطار كالقبلؿ اإلم ازد كغيرىا.كما نجد العديد مف الرقصات كالعبلكم اىاليؿ السبيبة. بينما ل تغب االلعاب عف الت ارث الشعبي الج ازئرم حيث نجد مثبل الخربقة كالسيؽ كالدامة المعافرة الكريدة ( أك الكرد( السيؼ أك الرشيقة كما تنطؽ في بعض المناطؽ الببلد كغيرىا الكثير الكثير. كما يحضر االعتقاد في الت ارث الشعبي الج ازئرم حضك ار قكيا جدا كممي از بؿ إف كثي ار منو ال ي ازؿ مستم ار في أذىاف الناس إلى يكمنا. كىك يحكم اعتقادات كثيرة كمتنكعة تتعمؽ بالتشاؤ أك التفاؤؿ كرؤية الغ ارب أك البك كما ينسب إلييا مف حديث كأقكاؿ أك بعض أنكاع الطير أك الحيكانات األخرل أك أج ازء منيا يعتقد أنيا تدفع الضرر كتقي مف العيف كالحسد كالقركف أك الرؤكس أك حتى بعض األعداد كالعدد خمسة لمكقاية مف العيف إلى جانب اعتقادات أخرل تتعمؽ بطقكس التأىيؿ كما تسمييا االنتركبكلكجية أك طقكس الدخكؿ كالخركج أك االنتقاؿ إلى مرحمة جديدة مف م ارحؿ الحياة مثؿ الختاف الذم يرتبط باعتقادات خاصة كت ارفقيا طقكس خاصة. أك سقكط األسناف عند األطفاؿ ففي بعض مناطؽ الج ازئر عندما تسقط األسناف المبنية لمطفؿ 36

231 الفصل السابع الثقافة والتنمية والتراث الشعبي في التجربة الجزائرية يمقف مقكلة خاصة فحكاىا " خذم أيتيا الشمس سف الحمار كأعطيني سف الغ ازؿ باإلضافة إلى ". االعتقاد باألكلياء كبالطب الشعبي ك ما فيو مف عبلج بالكي ك األعشاب كالحضرة كما ي ارفقيا مف طقكس إلى جانب االعتقادات المتعمقة ببعض المكاس الز ارعية اك الزمنية فنجد مثبل عيد الربيع كىك منتشر في كافة أنحاء الببلد تقريبا كت ارفقو طقكس خاصة كمأككالت خاصة مثؿ الب ارج كسرة بالدىاف( ( كالزريقة أك عيد الخريؼ الذم يحتفؿ بو في بعض المناطؽ كىك يصادؼ اليك األكؿ مف الخريؼ كيحتفؿ بو في بعض مناطؽ الجنكب الج ازئرم عف طريؽ ذبح ناقة أك جمؿ يشترؾ فييا سكاف الحي كىناؾ اعتقادات ذات عبلقة بالمكاس الز ارعية ككقكؼ العرجكف كىك يصادؼ األيا األكلى مف الصيؼ حيث يكتمؿ عرجكف التمر كيتكقؼ عف النمك في انتظار... النضج أما األدب الشعبي ككجو مف كجكه الت ارث الشعبي فيك في الج ازئر مف الضخامة كالتنكع بحيث يصعب حصره كيشمؿ الخ ارفة الشعبية كىي عبارة عف تفسي ارت لمكجكد كالخمؽ كالظركؼ كاألحكاؿ كالقصة الخ ارفية كتسمى محميا بالخ ارفة )بتشديد ال ارء( كمنيا مخارفات الغكلة المصيكرة ككذلؾ الحكاية الشعبية كىي تقترب الى حد ما مف الكاقع إذ ترتبط بالزماف كالمكاف كأحيانا بأشخاص معركفيف في التاريخ البعيد اك القريب كمنيا حكايات بكزيد اليبللي كالجازية اليبللية. كالى جانب ىذا ىناؾ األحاجي أك المحاجيات كالتي عرفت في الج ازئر عمى نطاؽ كاسع جدا بيف األكساط الشعبية كذلؾ لما فييا مف إفساح لمساحة التكاصؿ كالتخاطب كالحكار كتأصيؿ االرتباط باالعتقادات كالحث عمى إتياف طقكسيا كالمساىمة في استبار مقدرة األجياؿ الصغيرة عمى االنخ ارط في الحياة االجتماعية لمبالغيف كما. يشكؿ المثؿ الشعبي كاحد مف أى ركافد الت ارث الشعبي في الج ازئر كنظ ار لتركيزنا عميو في ىذه الد ارسة سنفرد لو مبحثا خاصا. إف ما تمت اإلشارة إليو ال يمثؿ سكل نقطة في بحر ازخر تمتد ضفافو لتشمؿ مناح كثيرة مف الحياة االجتماعية كاالقتصادية كاالعتقادية الماضية كالحاضرة كىك رصيد يحتاج الى جيد كبير جدا مف اجؿ جمعو كتصنيفو كد ارستو ألنو يشكؿ ذاكرة حقيقية لمشعب. - المثل الشعبي الج ازئري : يعتبر المثؿ الشعبي أكثر كجكه الت ارث الشعبي انتشا ار كاستم ار ار في حياة الناس اليكمية عمى اختبلؼ مناشطي كمستكياتي كعمى اختبلؼ مكاطني سكاء كانت حضرية أك ريفية كؿ ذلؾ ألنو سيؿ االستحضار قصير العبارة يسعؼ قائمو إذا خبر مكقفا مشابيا فيستدعي المثؿ ليضفي شيئا المرجع السابؽ ص

232 الفصل السابع الثقافة والتنمية والتراث الشعبي في التجربة الجزائرية مف ال ارحة عمى نفسو كيكاسييا مقتفيا في ذلؾ أثر مف سبقو مف اآلباء كاألجداد حتى كاف اختمفت نسبيا مبلبسات المكقؼ االجتماعي إال أف المتمثؿ ك الحاؿ ىذه يستأنس بركح المثؿ جاعبل منو بكصمتو إلى حقيقة المكقؼ اآلني فيك في نظره خبلصة تجارب المتقدميف مف اآلباء كاألجداد كىؤالء في عرؼ المجتمع الج ازئرم بكتقة الحكمة ك منتيى العقؿ لذلؾ نجد الج ازئرم كثي ار ما يقرف المثؿ بكممة "قالكا األكليف" ك ىذا العتقاد كالتصكر فيو جانب مف الصحة فاألمثاؿ "ىي ت اركمات أفعاؿ ك سمككات مف حضا ارت عديدة يعكد بعضيا إلى أزمنة سحيقة حيف ألؼ اإلنساف االجتماع كتآلؼ مع بيئتو فصمدت ك بقيت تحمؿ مبلمح المجتمعات التي نشأت فييا أك التي مرت عمييا. لقد تقد معنا أف المثؿ الشعبي ىك خبلصة تجارب اآلباء ك األجداد ك عصارة انفعالي كتفاعمي مع حكادث الحياة لكف مف أيف لممثاؿ بذلؾ القالب البديع الذم صاغ فيو مثمو كىؿ يتفرد المثؿ كالمثؿ الج ازئرم بمنابع خاصة استقى منيا أمثالو الكاقع أف المثؿ الشعبي في الج ازئر حالو مف حاؿ الت ارث الشعبي ككؿ التقت فيو التجربة المحمية بالتجربة الكافدة كفعؿ فيو االحتكاؾ ك التكاصؿ ك التبلقح فعمو لذلؾ نجد حدا مف التماثؿ ك التشابو عمى مستكل الشكؿ ك المضمكف مع أمثاؿ شعبية في مناطؽ كببلد أخرل كباألخص العربية كمرجع ذلؾ كمرده االشت ارؾ في الخمفيات التاريخية كفي ىذا اإلطار يرل الباحث المختص في األدب الشعبي الج ازئرم محمد عيبلف أف مصادر األمثاؿ الشعبية الج ازئرية ست رئيسية: أكليا القرآف الكري ك ثانييا حديث الرسكؿ محمد صمى اهلل عميو كسم ك ثالثيا البيئة التي يعيشيا متداك لك المثؿ ك اربعيا األمثاؿ العربية القديمة ك خامسيا األدب العربي شع ار ك نث ار كسادسيا الثقافات األجنبية. لك تأممنا ىذه القائمة المصدرية لكجدنا أربعا منيا عمى األقؿ األمثاؿ العربية القديمة األدب العربي الفصيح( تشترؾ فييا الببلد العربية )القرآف الكري الحديث.فالقرآف الكري باعتباره المرجعية العقدية كالتشريعية الكبرل ليذه الببلد ممئ باألمثاؿ ككذلؾ الحديث النبكم الشريؼ فياتاف المرجعيتاف تشكبلف قمة القدسية كاالحت ار في المجتمعات العربية عمى مر العصكر كمنيا المجتمع الج ازئرم أما األمثاؿ العربية القديمة كاألدب العربي فيما بدكرىما مف الركافد الميمة انطبلقا مف عمؽ الجذكر العربية في المجتمع الج ازئرم. إف المساف العربي في الج ازئر لو مف محمد عيبلف مرجع سابؽ ص 87. المرجع نفسو ص 9. 38

233 الفصل السابع الثقافة والتنمية والتراث الشعبي في التجربة الجزائرية التاريخ ما يقارب األربعة عشر قرنا عشرة منيا عمى األقؿ حضكر فاعؿ ك مؤثر ك بالتالي فمف الطبيعي أف يمقى المثؿ الج ازئرم جذك ار لو فييا. كعمى الرغ مف اشت ارؾ المثؿ الشعبي الج ازئرم في المصادر إال أنو يتميز إلى-حد ما- مف الخصائص الشكمية كالمضمكنية التي جعمتو متفردا فنجده عمى سبيؿ المثاؿ يكظؼ عال بجممة الحيكاف تكظيفا كاسعا كذلؾ مف اإلمعاف في تحفيز الذىف كالمباقة في إيصاؿ المعنى كالمطافة في التمميح فنجد مثبل : الداب لقصير كؿ عا يقكؿ مازلت صغير. المي قاريو الذيب حافظة السمكقي. الحمار عطاكلك لقرنفؿ يشمك كبله. الصيد يفرحكه زنكدك. بات مع الج ارف صبح يقرقر. كحكؿ ىذا المغزل كالمعنى يقكؿ الشعبية الج ازئرية " : محمد عيالن في مؤلفو معال نحكية ك أسمكبية في األمثاؿ فإننا نجد ظاىرة التجسيد كالتشخيص لكاقع الحياة كتفاعؿ اإلنساف معيا في جكانبيا المختمفة التي تحيط بو كاستغبلؿ طباع الحيكاف كتصرفاتو البييمية كغمز لئلنساف كتنبييو إلى تصرفاتو الشائنة التي يمجيا الذكؽ االجتماعي فيكسبكف الحيكاف صفات اإلنساف مف نطؽ ك حكار ك عمؿ... كال يتكقؼ التنكع في الت ارث الشعبي الج ازئرم عند عال الحيكاف إنما يتعداه لمعكال األخرل كالنباتات كالجمادات كالعبلقات في داللة كاضحة عمى قدرة التفاعؿ مع البيئة كاستغبلؿ عناصرىا فنجد قكؿ العامة : - - إذا حبؾ القمر بكمالك كاش عندؾ في النجك إذا مالك. قالت الحجرة تبميت قالت الطكبة أنا نسكت. ك يعدد الباحث المذككر آنفا جماليات تعبيرية كثيرة لؤلمثاؿ الشعبية الج ازئرية بالتشبيو ث التفصيؿ مثؿ: مف بينيا البدأ محمد عيبلف معال نحكية ك أسمكبية في األمثاؿ الشعبية الج ازئرية دار العمك لمنشر ك التكزيع عنابة الج ازئر 03 ص.4 المرجع نفسو ص 6. 39

234 الفصل السابع الثقافة والتنمية والتراث الشعبي في التجربة الجزائرية كالزير المتكي ال يضحؾ كال يبكي. كالرجؿ لكلة ما تصؾ ما تحؾ ما تفؾ. كي ذفار الكمب حطكى عا في قصبة طمعكا عكج أك التشبيو باألداة كقكلي:. خبايز كذفار الماعز أك التشبيو بدكف أداة كقكلي زكج عجايز عمى برمة كما ال يخمك المثؿ الشعبي الج ازئرم مف ببلغتي المعنى ك المفظ فعمى صعيد المعنى نجد االستعارة حاضرة بقكة كقكلي تجبد فيو.أك قكلي أيضا في قكلي : : يا لمي مادم الم ار ليزيمة ىي ك الزماف عميو ىك يطمع كىي كي تجي تجي شعرة ك كي تركح تقطع السبلسؿ. :الف المغمكؽ ما تدخمك ذبانة. الغير تفاديا لما قد يحدث لو مف ج ارء التطفؿ. ". كما تحضر الكناية كىي كناية عف عد تدخؿ اإلنساف في شؤكف أما عمى صعيد المفظ فيحضر كؿ مف السجع كالجناس حضك ار متمي از كاف كاف األكؿ يعتبر أكثر صفات المثؿ الشعبي الج ازئرم التصاقا بو كذلؾ ألنو"يسي في تداكؿ المثؿ كحفظو في الذاكرة بحيث تأتي الجممة متناغمة مكثفة مستكعبة المعنى في تركيز شديد بأقؿ عدد مف األلفاظ إنو كسيمة مف كسائؿ تمطيؼ الكبل كتحميتو عف طريؽ التنغي ككسيمة مف كسائؿ إبقاء األثر كحفظو في األذىاف كىذا طبيعي مادامت األمة ال تدكف ت ارثيا ك ال تضعو في ك ارسات تحتاج إلييا لذلؾ في بفطرتي ارتأكا تحمية الكبل بألكاف ببلغية كتكازف الفق ارت كاتحاد قكافييا". كالسجع في المثؿ الشعبي الج ازئرم عمى ثبلثة أنكاع قصير مثؿ قكلي متكسط مثؿ : : الشيب ك العيب ك ارح زماف لحديدات ك جا زماف لكليدات كسجع طكيؿ كىك الذم يتعدل الجممتيف مثؿ قكلي ما تمقى ارييا كاف ليتيمة كاليجالة كال مقطكعة الرجالة. حضك ار الفتا كمف أمثمتو قكلي : الشيب و العيب و متوسط مثل : كما يحضر الجناس بدكره القط ارف ما يكلي حميب ك العدك ما يرجع حبيب أك قكلي ارح زماف لحديدات ك جا زماف لكليدات. : كسجع طكيؿ ك ىك الذم يتعدل الجممتيف مثؿ قكلي ما تمقى ارييا كاف ليتيمة ك اليجالة كال مقطكعة الرجالة. كما يحضر الجناس بدكره حضك ار الفتا كمف أمثمتو قكلي: القط ارف ما يكلي المرجع السابؽ ص 7. المرجع نفسو ص

235 الفصل السابع الثقافة والتنمية والتراث الشعبي في التجربة الجزائرية حميب ك العدك ما يرجع حبيب أك قكلي عمى ماليا طماع. المي يحب لم ار عمى زينيا طحان والمي يحب لم ار كننكه في آخر ىذا العنصر إلى أف األمثاؿ الشعبي الج ازئرية عمى قدر كبير مف التشابو كأف االختبلفات التي قد تبدك بينيا إنما مردىا إلى اختبلفات النطؽ لبعض الكممات في مناطؽ الكطف المختمفة بؿ إف كثير مف األمثاؿ في الميجة العامية الج ازئرية تجد ليا نظ ار في االمازيغية بؿ ك أحيانا يحضر المثؿ عمى نفس حالتو األصمية ك العكس صحيح ك ىك داللة عمى درجة االنصيار التي بمغتيا الثقافة الج ازئرية الت ارث الشعبي الج ازئري بين الخطاب الرسمي واالىتمام العممي : قبؿ االنطبلؽ نحك تكصيؼ حالة كمكقع الت ارث الشعبي في الج ازئر نشير إلى أنيا ال تنفصؿ عف حالة الثقافة في عمكميا إال في بعض الخصكصيات كما أنيا ال تنفصؿ عف حالة الثقافة في الببلد العربية عمكما ككنيا جزء منيا كاألمر نفسو ينسحب عمى حالة الت ارث الشعبي. عمى المستكل الرسمي أكلت الج ازئر الرسمية بعض االىتما بالت ارث الشعبي إال أف ذلؾ االىتما كاف يفتقد إلى الرؤية الشاممة حيث ركزت العناية الرسمية جيكدىا عمى بعض صنكؼ الت ارث الشعبي عمى حساب األخرل فأحيانا نجدىا تركز عمى المكسيقى كآالتيا كأحيانا أخرل عمى المصنكعات اليدكية ك ثالثة عمى األغنية الشعبية في حيف غابت الرؤية اإلست ارتيجية كال أدؿ عمى ذلؾ مف غياب مؤسسات رسمية عمى مستكل عاؿ تيت ك تعنى بالت ارث الشعبي جمعا كتصنيفا كحفظا بؿ إننا ال نكاد نعثر عمى المتاحؼ المتخصصة في الت ارث الشعبي فظمت بذلؾ عنايتيا مناسباتية تكتفي فيو المؤسسة الرسمية بالجانب التشجيعي لآلحاد مف األف ارد كالجمعيات ك يعضد ما نقكؿ غياب اإلشارة إلى الت ارث الشعبي بكصفو مقكما رئيسيا مف مقكمات األمة الج ازئرية في أم مف دساتير الدكلة الج ازئرية المستقمة. إال أف حالة البلإىتما عمى ىذا المستكل ال تنفي حالة الكعي مف قبؿ الخطاب الرسمي بأىمية الت ارث الشعبي كنكرد كنمكذج مف ذلؾ خطاب رئيس الجميكرية أكتكبر عبد العزيز بوتفميقة في الممتقى الكطني المنعقد بتيارت 4/3 حكؿ مظاىر كحدة المجتمع الج ازئرم مف خبلؿ فنكف القكؿ الشعبية كاف كاف الخطاب شامبل لمت ارث الثقافي ككؿ حيث جاء فيو : إن الت ارث الج ازئر الثقافي بكل ألوانو و تعبي ارتو ىو كل ال يتج أز من منظور الذات الوطنية الواحدة نستمد منو العزة و اليمة ونستميم منو المعالم ونسترشد بو لمسير نحو األمام لخوض غمار العصر بثقة في النفس وطموح وثاب وواقعية متبصرة وحكيمة بعيدة عن التعصب المقيت

236 الفصل السابع الثقافة والتنمية والتراث الشعبي في التجربة الجزائرية والم ازيدات الجوفاء و سمبيات النكوص إلى الخمؼ خوفا من المستقبل أو القفز في الف ارغ و المجيول بسبب ك ارىية الذات والسخط االنفعالي عمى الماضي بدون نقد وتمحيص ومقارنة مع غيرنا الذين يعيشون عصر ما بعد الحداثة وما بعد التصنيع ولكنيم يعتزون بت ارثيم التقميدي ويعيدون إحياءه ويباىون بو بين األمم " تشكؿ الج ازئر حالة خاصة بأت معنى الكممة في عبلقتيا بت ارثيا الشعبي كذلؾ قياسا إلى العكامؿ التاريخية كالسياسية عمى كجو الخصكص فقد كاف لبلستعمار االستيطاني الفرنسي تأثير بالغ عمى البنى االجتماعية كالثقافية حيث عمؿ ىذا األخير عف سبؽ إص ارر كترصد عمى محي كاقتبلع كؿ مالو عبلقة باليكية كالشخصية الج ازئرية كمف ضمنيا الت ارث الشعبي كفي ىذا السياؽ كاف لمتأثي ارت الكاضحة عمى المساف المحمي مف طرؼ االستعمار أثرىا عمى الت ارث الشعبي كىك المحفكظ في جزء كبير منو بيذا المساف فتكلدت ليجة ىجينة تكاد تختمؼ إلى حد ما عف تمؾ الحاممة لفنكف الت ارث الشعبي القكلية عمى الخصكص كبخاصة في المناطؽ الحضرية عمى المستكيات القيمية كالتصكرية كالمخيالية افرز تغمغؿ المستعمر كاخت ارقو ليذه المستكيات حالة نفكر كازد ارء ك في أحياف كثيرة احتقار لكؿ ما ىك شعبي سكاء في نسختو الحاضرة أك الت ارثية فكاف العزكؼ كاضحا عف تناكؿ الت ارث بالد ارسة التحميؿ كت ازمف ذلؾ مع مستكيات األمية القياسية التي عرفيا المجتمع الج ازئرم كجعؿ القمة القميمة ىي الطبقة المثقفة كالمتعممة اليجينة في اغمب األحكاؿ تيجر ىذه النكع مف الد ارسات بحجة التقدمية بينما عزفت الطبقة المثقفة ذات التكجو الكطني كاإلصبلحي بدكرىا عف االىتما بالت ارث الشعبي األكلى لجعميا استرجاع السيادة أكلكية ترقى عمى كؿ األكلكيات كبالتالي حجزت السياسة خطابا كممارسة كد ارسة كؿ دائرة االىتما في حيف اتجو اىتما الحركة اإلصبلحية إلى تثبيت دعائ اليكية الكطنية الج ازئرية كباألخص العركبة كاإلسبل كؿ ذلؾ بالمساف العربي الفصيح المتجو إلى ت ارث الثقافة العربية اإلسبلمية في شؽ الثقافة العالمة. بعد االستقبلؿ استمرت التماي ازت الفكرية كالثقافية في الحضكر بؿ إف الخبلفات الحادة طفت إلى السطح بسبب االختبلؼ عمى المستكل الكاقعي عمى المممح العا لمدكلة الكليدة فضاع االىتما بالت ارث بيف أرجؿ المختمفيف مف الفركنككفكنييف كالمعربيف لتبرز بعد ذلؾ بذكر اىتما بو مف قبؿ بعض اليكاة الذيف تكقؼ جيدى عند حدكد التجميع ث كاف النتشار التعمي األكاديمي فنكف القكؿ الشعبية.تيارت 4/3/ أكتكبر دار األمؿ لمنشر ك التكزيع الج ازئر 6 ص ص خطاب السيد رئيس الجميكرية عبد العزيز بكتفميقة.أشغاؿ الممتقى الكطني :مظاىر كحدة المجتمع الج ازئرم مف خبلؿ

237 الفصل السابع الثقافة والتنمية والتراث الشعبي في التجربة الجزائرية العالي عمى مستكل الجامعات التي ضمت أقسا لؤلدب في عمكمو ك تخصصات لؤلدب الشعبي الج ازئرم دكر في إعطاء دفعة قكية لد ارسة الت ارث الشعبي إال أف صيغة الد ارسة األدبية بقيت لصيقة بالت ارث كربما ل تتخمص منيا إلى يكمنا ىذا بينما قمت بؿ ندرت الد ارسة العممية لمت ارث الشعبي خارج مظمة األدب باستثناء جيكد معيد الثقافة الشعبية يتممساف الذم حاكؿ أف يؤسس لد ارسة عممية لمثقافة الشعبية تتس بالرصانة كاالنفتاح إال أف تحكؿ المعيد إلى االىتمامات االنثركبكلكجية طمر تمؾ الجيكد إلى حيف. أما الد ارسة السكسيكلكجية االنثركبكلكجية فظمت محتشمة جدا إال بعض األعماؿ المتفرقة عمى صعيد األسماء الغمبة كانت كاضحة لمحقؿ األدبي فنعثر عمى أسماء عبد الحميد بف ىدكقة عبد المالؾ مرتاض ليمي قريش كما نعثر أيضا عمى اس بارز كىك عبد الحميد بك اريك الذم كانت لو إسيامات بارزة في ىذا المجاؿ. مف الناحية العممية كاألكاديمية يعكد االىتما بالت ارث الشعبي كالثقافة الشعبية في الج ازئر إلى عيد االستعمار الفرنسي كقد كاف ىذا االىتما اىتماما سيكسيك-أنثركبكلكجيا ىدفو السيطرة العسكرية التي ال يمكف أف تتحقؽ إال مف خبلؿ الييمنة الثقافية كبخصكص التناكؿ كاالىتما دائما يرل الباحث المختص في األدب كالثقافة الشعبييف عبد الحميد بو اريو أف الت ارث الشعبي في الج ازئر ارح ضحية ىيمنة تكجييف ثقافييف أساسيتيف كما ليما دكر كبير في قيادة كتسيير حركة التحرر الكطني كىما الحركة اإلصبلحية الدينية كالتكجو الثقافي كالتقني المفرنس الذم كاف يقك بتسيير المؤسسات اإلدارية كاالقتصادية كاالثناف ل يكف ليما أم اىتما بمكاد الثقافة الشعبية فالفئة المفرنسة كاف ىميا بناء االقتصاد كتحقيؽ التنمية كفقا لممنظكمة الغربية بينما كاف ى الفئة اإلصبلحية رد االعتبار لمغة العربية الفصحى كالعناية بالتكجيو األخبلقي المستمد مف تعالي اإلسبل كتنظي التعمي الديني كدمجو في المنظكمة التربكية في جميع المؤسسات. كعمى العمك فإف ما اتس بو الجيد الرسمي في العناية بالت ارث مف مناسباتية يكاد ينسحب عمى األعماؿ العممية حيث نجد األعماؿ كما الجيكد متفرقة بيف باحث مف ىنا كممتقى مف ىناؾ كتناكليا ىذا عمى ندرتو مكسك بالتجزئة فنجد بعض الباحثيف يتخصص في الشعر الشعبي كآخر في القصص الشعبي كىكذا. زيادة عمى أف جؿ االىتما العممي مركز عمى األدب الشعبي كجزء كبير منو محؿ اىتما أساتذة األدب العربي ك أقسامي مع أف البحث في الت ارث الشعبي يستدعي تضافر جيكد تخصصات عممية شتى. عبد الحميد بك اريك األدب الشعبي الج ازئرم دار القصبة لمنشر الج ازئر 7 ص 6. 43

238 الفصل السابع الثقافة والتنمية والتراث الشعبي في التجربة الجزائرية كرغ ىذه الصكرة التي تبدك قاتمة نكعا ما فإف ما يجعمنا نتفاءؿ ىك حالة الكعي بأىمية الزخ الت ارثي الشعبي بيف العناصر المثقفة كقد أفضى ذلؾ إلى استدخاؿ عناصر كثيرة مف الت ارث الشعبي في حقؿ الثقافة العالمة مما مف شأنو أف يخمؽ فضاءا لمحضكر ك الميبلد مف جديد قياسا لما تتمتع بو اإلنتاجات الثقافية في شقيا العال مف انتشار.كحكؿ ىذا يرل الباحث عمي الكنز بأف الثقافة الحديثة كالت ارث الشعبي في الثقافة الج ازئرية ال يشكبلف مجاليف منفصميف تما االنفصاؿ إذ بينيما تفاعؿ مستمر في مختمؼ مجاالت اإلبداع. كىذا ال أرم صحيح إلى أبعد الحدكد إذ نجد الكثير مف األعماؿ خاصة األدبية كالركائية تحديدا مميئة بعناصر ت ارثية شعبية مثمما ىك الحاؿ في ركاية الطاىر وطار "الحوات و القصر" ك مسرحية عز الدين مييوبي "حيزية". ككاف الشعرية الباحث عبد الحميد بوسماحة قد ألؼ كتاب كامبل حكؿ ىذا الغرض عنكنو بالموروث الشعبي في روايات عبد الحميد بن ىدوقة استقصى فيو مبلمح كثيرة مف الت ارث الشعبي كالمثؿ الشعبي ك المباس الشعبي )العمامة الشاشية البرنكس الع ارقية الجبة العباءة( ك العمارة الشعبية الريفية ك الحضرية )القصبة( كما تناكؿ المعمار المبمؿ )الحمامات الشعبية( إلى جانب االعتقادات التي تتمثؿ في أفكار الناس حكؿ الككف ك اإلنساف ك المكت ك الحياة...كالعادات االجتماعية مف م ارسي زكاج ك ميبلد ك أعياد ك مناسبات...الخ إال أف كؿ ىذا ال يغني بأم حاؿ عف إست ارتيجية كاضحة المعال تعنى بالت ارث الشعبي جمعا كحفظا أكال ألف جمو شفيي فيما يتعمؽ بالشفيي منو كاآلخر ل يعد مف حيثيات الحياة اليكمية فانقرض أك في طريقو إلى بعد ذلؾ د ارستو ك تمحيصو. ث االنق ارض. ثالثا: عارضة والتنمية التخمؼ إف حالة البلتفمية عرضية في الج ازئر. ك تتنكع لتجعؿ منيا حالة مركبة يبعضيا البعض لتفرز تمؾ الكاقعة أك حالة التخمؼ كما يطمؽ عؿ ييا الميتميف بالشأف التنمكم إنما ىي حالة مستعصية تقؼ ك ارءىا مجمكعة غير ( فيي أسباب بنائية كاقعة التخمؼ(. ليست حالة ؽ ليمة مف األسباب التي تتعدد ك أسباب سياسية ك اقتصادية تجتمع كمف البدييي أف ينطبؽ حاؿ العال الثالث أك العال النامي كفقا لمتسمية المحسنة مع حاؿ الج ازئر بكصفيا كاحدة مف دكلو تشترؾ في الخصائص ك المي ازت العامة معو إال أف حالة 44 أنظر :عبد الحميد بكسماحة المكركث الشعبي في ركايات عبد الحميد بف ىدكقة ك ازرة الثقافة الج ازئر 8.

239 الفصل السابع الثقافة والتنمية والتراث الشعبي في التجربة الجزائرية االشت ارؾ تمؾ ال تسقط حالة التفرد النسبي اجتماعية ك اقتصادية تميزىا ك تجعؿ منيا حالة فريدة رغ تداعيات ك تأثي ارت المحيط اإلقميمي عمييا فممج ازئر كدكلة ظركؼ كمبلبسات ك صيرك ارت بالحد الذم يسمح بتحميميا ككحدة خاصة ك لذلؾ سنحاكؿ عمى مستكل ىذه المحطة مف البحث أف نجتيد في تقدي رؤية تشكؿ بشكؿ أك بآخر إجابة ك لك ضمنية عمى السؤاؿ القدي المتجدد لماذا نقبع في حالة تخمؼ أك بأسمكب آخر ما ىي األسباب التي أدت إلى حالة التخمؼ التي نعانييا اآلف ك جممة األسباب التي نقدميا إنما ىي في حقيقة األمر رؤكس أقبل أك إلماعات عاجمة فقط إلى اؿ نفاذ ألف األسباب يحتاج إلى تحميؿ معمؽ ك مفصؿ يستنفر كؿ الجكانب ك األبعاد االجتماعية ك االقتصادية ك التاريخية ك الثقافية ك كذلؾ الجغ ارفية. - البنية االقتصادية االجتماعية لمج ازئر قبل االستعمار الفرنسي : لقد كاف االىتما بالبنية االقتصادية االجتماعية لمج ازئر قبؿ االستعمار الفرنسي كليد تكجيات تنظيرية عالمية ال محمية فقط حيث تناكلو أكثر مف عال ككارؿ ماركس ك انجمز في مؤلفيما ال كسك حكؿ اليند ك الج ازئر ك أيضا سمير أميف ك فرنؾ كغيرى تفسي ارتي لبدايات النفكذ الغربي ال أرسمالي في الببلد المتخمفة في ىذا اإلطار يرل الباحث. " لمنشاط االقتصادم لممجتمع الج ازئرم الريفي نكر الديف زما " ك ذلؾ في إطار أف الطابع الز ارعي الرعكم كاف سمة بينما كاف النشاط الحرفي سمة لممجتمع الحضرم كعميو فقد كانت السمة التقميدية ىي السمة الغالبة ألف ذلؾ النمط خمؽ نزعة االنتماء الجماعية التي تكسطت العبلقة بيف اإلنساف كبيف األرض ك الكسائؿ العامة ما افرز بدكره نمطا تضامنيا طبيعيا أك آليا عمى حد تعبير" األسرة الصغيرة دكركاي". تتقمص فيو أشكاؿ الفردية إلى ابعد حد فالفرد يذكب في كىذه األخيرة تذكب بدكرىا في األسرة الممتدة التي تمثؿ الكحدة االقتصادية ك االجتماعية األى ث تأخذ أشكاؿ التضامف في التكسع لتجد تجسيداتيا عبر العديد مف المظاىر ك السمككات كالتكيزة. كفي إطار ممايزتق بيف صكر التشكيؿ البنائي يذىب ذات الباحث إلى أف الشكؿ السابؽ ذكره يسكد المرتفعات الجبمية في الببلد الج ازئرية اجتماعية عمى المناطؽ الجنكبية ك السيبية مرد كدية األرض. بينما تسيطر القبيمة بكصفيا كحدة اقتصادية ك كاعتبا ار لمعكامؿ الطبيعية كقمة الغطاء النباتي كضعؼ زيادة عمى النشاط الرعكم لمسكاف يصبح االرتباط باألرض أم االستق ارر في نكر الديف زما السمطة الحاكمة ك الخيا ارت التنمكية بالمجتمع الج ازئرم دار الكتاب العربي الج ازئر ص

240 الفصل السابع الثقافة والتنمية والتراث الشعبي في التجربة الجزائرية ك مكاف كاحد ضعيفا.أما المناطؽ التمية فتبدك فييا بعض مبلمح تقسي العمؿ االجتماعي اإلنتاج االجتماعي كذلؾ نتيجة الجمع بيف النشاطيف الز ارعي ك الرعكم البنية إلى تمفصؿ الكحدات االجتماعية التي ت اركحت بيف األسرة كالقبيمة. ك إعادة. كقد أدل ىذا عمى صعيد كيذىب زما إلى حكصمة كؿ ما تقد في نقطتيف رئيسيتيف األكلى ىي أف القبيمة ىي المحضف األساسي إلعادة اإلنتاج الذم يتسنى فيو ممارسة الكجكد الفردم بكؿ أشكاؿ سمككاتو ممكية ك أمنا كالثانية ىي غمبة نمط العبلقات العامة عمى طابع التنظي االجتماعي بسبب سيادة الممكية العامة. أما عف أنماط اإلنتاج السائدة قبؿ االحتبلؿ الفرنسي فإنيا كانت مثار تناكؿ ك اختبلؼ في نفس الكقت بيف كثير مف الباحثيف valensi ك غاليسك gallissot غاليسك أف ذاؾ النمط كاف إقطاعيا كاف ضعيفا جدا لعؿ أشير تمؾ التساؤالت التقابمية التضادية بيف فالنسي حكؿ نمط اإلنتاج السائد قبؿ الغزك الفرنسي ففي حيف يعتبر فإف فالنسي ال تعتبره كذلؾ لسبب أساسي ك ىك أف الفائض ك يبمغ االختبلؼ مداه بينيما عندما تتكاثر نقاط االختبلؼ فغاليسك يرل أف المجتمع الج ازئرم يتميز بنمك القكل اإلنتاجية. ترل فاؿ نسي أف المجتمع الج ازئرم ىك مجتمع الخبليا اإلثنية طبقي بينما ترل فالنسي أنو يتميز برككد القكل اإلنتاجية ك في حيف يرل غاليسك أنو مجتمع ك ترل فالنسي أف المجتمع الج ازئرم عرؼ أشكاال غير إقطاعية لمتمايز االجتماعي بينما يرل غاليسك أف اإلقطاع السائد ىك إقطاع قيادة. أما عف أنماط الممكية فيرل بعض الباحثيف أنيا ثبلثة أنماط ك ىي الممؾ العرش الحبكس تجمع ىذه األنماط بيف السمات الخاصة ك المشاعية 3 ك ىذا قبؿ السيطرة التركية ك التي أضافت نمطيف ىما الب ايمؾ ك العازؿ. - االستعمار الفرنسي وتحطيم المؤىالت التنموية: كما ىك معمك فاف الج ازئر كانت خاضعة قبؿ االستعمار لمنفكذ التركي. ىذا النفكذ الذم أعاؽ كثي ار تطكر كنمك القكل االجتماعية كاالقتصادية بأشكاؿ متعددة حيث منعيا مف استغبلؿ الخي ارت ك الثركات الطبيعية التي كانت مف الممكف أف تحقؽ ليا فائضا إنتاجيا يمكنيا مف تطكير ذاتيا اجتماعيا ك اقتصاديا كذلؾ بسبب سياسة االحتكار التي كاف يتبعيا النظا السياسي لمبايات عمى المرجع السابؽ ص 0. عمي غربي ك آخركف مرجع سابؽ ص. 60 المرجع نفسو ص

241 الفصل السابع الثقافة والتنمية والتراث الشعبي في التجربة الجزائرية األنشطة التجارية ك الصناعية.أما االستعمار الفرنسي فإف أثاره عمى البنية االجتماعية ك االقتصادية لممجتمع الج ازئرم فقد كانت كبيرة جدا إلى الحد الذم يمكف القكؿ معو أف آثاره ال ت ازؿ مستمرة إلى يكمنا ىذا. كانت ة مبيت ك ممنيجة ككؿ ذلؾ ألف نية التفكيؾ كالتحطي لتمؾ البنى االجتماعية كاالقتصادية فقد غطتيا سمسمة مف التشريعات العقارية المنصبة أساسا حكؿ التحطي شبو الكمي لنظا الممكية القبمية ك التفتيت لمكحدات االجتماعية كىما القاعدة األساسية لمتنظي االجتماعي لممجتمع الج ازئرم الريح. فأضحى فجأة التضامف العشائرم ك التكافؿ االجتماعي في ميب ك بدأت تظير األسر الصغيرة المنفصمة عف أصميا المشترؾ مرة بفعؿ تفكيؾ النسيج االجتماعي الفرد ك أكثر مف ذلؾ ظير ألكؿ ىذا الفرد بالمفيك االجتماعي ل يكف لو كجكد مف قبؿ ك أدل كجكده المفاجئ إلى نمكذج فردم فاقد لممعايير فيك اقتصاديا مستمب غير قادر عمى ضماف تكازنو كاجتماعيا مجرد مف الطابع االجتماعي. كنتج عف ذلؾ ما يسمى اقتصاد الجكع حيث تحكؿ المجتمع إلى جمكع أف ارد غير قادرة عمى ضماف الحد األدنى مف الحياة كباإلضافة إلى الحالة المزرية أصبل ازد. كاستدخاؿ آليات غريبة أخرل كالض ارئب النقدية ك الممارسات الربكية مف تأز الكضع ك التعجيؿ بانحبلؿ القاعدة االجتماعية لمقبيمة ك تجريد األىالي مف أ ارضيي ك بالتكازم مع ذلؾ ظير االقتصاد العصرم المحتكر مف طرؼ المعمريف باألساس كىك االقتصاد القائ عمى أرسمالية صكرية شكمية غير منتجة لمثركة الحقيقية ك يعبر الميدم بف عيسى عف ىذا الكضع بقكلو: " كمي. أصبح الفرد يعيش حالة استبلب ك اغت ارب ليس ناتج عف مجرد عممية استغبلؿ مف طرؼ صاحب العمؿ أك ال أرسمالي كما يرل ماركس بؿ ناتج عف فقداف كمي لمقاعدة االقتصادية التي تشكؿ ىكيتو ك ذاتو ك يعيش كذلؾ حالة أنكميا أك فقداف لقيمة أك معايير ثقافية ك اجتماعية الزمتو طيمة حياتو ك المستمدة مف اإلرث التاريخي غريبة لصيركرة البنية االجتماعية الكبرل التي كاف ينتمي إلييا فيي حالة مركبة ك معقدة ك إذ تجمع بيف االستبلب ك األنكميا فيي بكؿ بساطة حالة استبلنكميا ىذه الظاىرة ]...[ التي أصبحت تميز الفرد الج ازئرم الذم طحنتو ىذه اآللية االستعمارية الممنيجة ك أفقدتو بذلؾ كؿ 3 القدرة عمى العمؿ ك المقاكمة أك حتى التفكير فييما ". نكر الديف زما السمطة الحاكمة ك الخيا ارت التنمكية مرجع سابؽ ص ص الميدم بف عيسى مرجع سابؽ ص بف عيسى محمد ميدم " المجتمع ك التنمية في الج ازئر" مجمة العمك اإلنسانية ك االجتماعية عدد 0 جامعة قاصدم مرباح كرقمة الج ازئر ص 03. 3

242 الفصل السابع الثقافة والتنمية والتراث الشعبي في التجربة الجزائرية ىكذا تبيف ىذه اإللماعة كيؼ أف االستعمار الفرنسي حط كؿ مقكمات ك مؤىبلت التنمية ككرس بصفة كبيرة جدا حالة تخمؼ شديدة ك مركبة انتفت معيا الشركط االجتماعية كاالقتصادية ك الثقافية لظيكر حالة التنمية ك لعؿ أبرز تمؾ الشركط المفقكدة طبقة برجكازية حقيقية تؤسس ك تقكد الفعؿ التنمكم. فمقد أدل االستعمار إلى انتفاء الصيركرة الطبيعية لتشكؿ قكل اإلنتاج بؿ ك أكثر مف ذلؾ عمؿ عمى إنتاج حالة تبعية خمقية اجتماعية نفسية ثقافية ذىنية اقتصادية جعمت مف التنمية بالمفيك الحقيقي أم ار صعبا جدا إلى الحد الذم يجعمنا نعتقد إل ازمية ك جكد خطة ممنيجة ك صارمة مف أجؿ فؾ كؿ تمؾ االرتباطات ك ىي تحديدا ما كاف مفقكدا في كؿ الرؤل ك االست ارتجيات ك الخطط التنمكية الكطنية. 3- مخمفات المرحمة االستعمارية: غداة االستقبلؿ كاف الكضع العا لمببلد الج ازئرية صعبا جدا عمى جؿ األصعدة فاجتماعيا كاف البناء االجتماعي مخمخؿ بؿ شبو محط بفعؿ اإلست ارتجية التحطيمية الممنيجة مف طرؼ االستعمار الفرنسي طيمة سنكات االحتبلؿ الطكيمة زيادة عمى األثر الكبير لسنكات حرب التحرير السبع أما اقتصاديا فقد طاؿ التخريب االستعمارم البنية التحتية ك اليياكؿ االقتصادية السيما سنكات 96 ك 96 ك سياسة األرض المحركقة التي انتيجتيا منظمة الجيش السرم المنتمية لممعمريف ك األرقا التي سنكردىا تكضح مدل خطكرة الكضع في تمؾ الفترة فقد غادر حكالي مميكف معمر الج ازئر تاركيف ك ارءى شغكر 5 منصب إطار سامي 350 منصب إطار متكسط ك 0 عامؿ ميني ك بالمقابؿ كانت نسبة األمية بيف الج ازئرييف تبمغ %. 90 ك غالبية السكاف يقيمكف باألرياؼ. ك لتكتمؿ صكرة اإلضعاؼ كاإلفقار المقصكد فقد طالت العممية الجانب المالي فقد أخذ المعمركف مدخ ارتي ك رؤكس أمكالي ففي سنة 96 قدرت قيمة األمكاؿ المحكلة لمخارج 5 مميكف فرنؾ فرنسي شيريا بؿ ك بمغت في شير جكاف كحده مف نفس السنة 750 مميكف فرنؾ فرنسي جرل تحكيميا عبر القنكات البنكية. ناىيؾ عف التحكيبلت غير البنكية ك كانت نتيجة ذلؾ الكضع المباشرة تكقؼ االستثما ارت ك ت ارجع اإلنتاج ك غمؽ أكثر مف مئة مؤسسة صناعية كتكقؼ أكثر مف 4 مؤسسة عف النشاط مف مجمكع 0 مؤسسة ك أصبح غالبية سكاف الببلد ميددكف بالمجاعة. ك أما ىذا الكضع تحت عمى القيادة الج ازئرية آنذاؾ االحتفاظ باألجيزة المكركثة عف العيد االستعمارم مف مسيريف كقكانيف ك م ارسي ك ممارسات كانت قائمة قبؿ االستقبلؿ. خاصة ك أف المتكفر مف القد ارت ك المؤىبلت المالية ك الفنية ك البشرية المحمية ضئيؿ جدا. 48

243 الفصل السابع الثقافة والتنمية والتراث الشعبي في التجربة الجزائرية ك لتقريب الصكرة فقط نشير إلى أنو ل يكف ىناؾ أزيد مف الكطني ك 0 طبيبا ك 5 ميندسيف. 3 فني ج ازئرم عمى المستكل إنو كنتيجة ليذا الكضع الذم ىك إف ارز سياسي بالدرجة األكلى كانت األكلكية التنمكية منصبة حكؿ الضركريات كالتأميف الفكرم لمغداء ك الرعاية الصحية ك البطالة المعضمة األكبر ك ىي المكاطنيف. اربعا: باإلضافة إلى حؿ اؿ تناقض بيف الصفة االستعمارية لبلقتصاد الج ازئرم ك بيف حاجيات الثقافة والتنمية في بعض المرجعيات الرسمية نحاكؿ في ىذه النقطة البحثية أف نستكضح كيؼ للدولة الج ازئرية تتبدل. المرجعيات الرسمية لمدكلة الج ازئرية ك قصدنا باألساس الجانب الدستكرم بآخر عف الفمسفات ك األيديكلكجيات التنمكية التي تبنتيا الدكلة الج ازئرية ص ارعات القكل االجتماعية ك السياسية - كؿ مف الثقافة كا لتنمية في بعض فيك يكشؼ بكجو أك بغض النظر عف كؿ ذلؾ مف خبلؿ مجمكعة مف المؤش ارت ذات العبلقة بالجنب الثقافي كالكعي الثقافة التعمي الت ارث التحفيز.ككذلؾ الجانب التنمكم. ك إذا ما أردنا أف نعطي مممحا عاما عف صكرة التنمية في تمؾ المرجعيات ستككف غمبة النزعة التخطيطية ذات التكجو االشت اركي إلى جانب طغياف البعد التقدمي ذك الخمفية التاريخية الثكرية الشعبية. برنامج ط اربمس : 96 تاريخيا يشكؿ برنامج ط اربمس أكؿ رؤية إست ارتيجية تنمكية كاضحة المعال إلى حد ما- لذلؾ ستككف البداية منو ويفصح ىذا البرنامج عف رؤية تنمكية ذات تكجو اقتصادم بحت متجو تحديدا نحك الصناعة ذاؾ االتجاه الذم ترسب في االست ارتيجيات التنمكية البلحقة كما سنرل حيث طبعت جميعيا بأكلكية الصناعة عمى القطاعات األخرل ك في تصكرنا فإف ىذا النزكع التنمكم الصناعي ذك خمفية إيديكلكجية خالصة تتعمؽ بخيا ارت القيادات الثكرية ك ىي الخيا ارت االشت اركية المتأثرة بنماذج التنمية في الدكؿ ذات التكجو االشت اركي فك ار ك ممارسة كاإلتحاد السكفيتي كمصر آنذاؾ كالفقرة التي سنكردىا كالمقتطفة مف ذات البرنامج الذم أعدتو جبية التحرير كتبناه المجمس الكطني لمثكرة في جكاف عمى المدل الطكيؿ 96 تبرز ما تقد بكضكح: " عصرية كليذا الغرض الصمب التنمية الحقيقية لمببلد كثيقة الصمة بإقامة صناعات قاعدية ضركرية لتمبية احتياجات ز ارعية تكفر الج ازئر إمكانيات ضخمة لمصناعات البتركلية كصناعة الحديد ك ك في ىذا المجاؿ يتعيف عمى الدكلة أف تكفر الشركط البلزمة إلنشاء صناعة ثقيمة ك 49

244 الفصل السابع الثقافة والتنمية والتراث الشعبي في التجربة الجزائرية يجب أال تساى الحككمة في إقامة قاعدة صناعية لصالح البرجكازية المحمية عمى غ ارر ما حدث في عدة بمداف السيما عندما تستطيع أف تضع حدا لتنميتيا باتخاذ إج ارءات مبلئمة ". كمت كشؼ بكضكح أكلكية الصناعة كخيار است ارتيجي لمخططي تمؾ الفترة مف عمر الدكلة الج ازئرية عندما يضعكف الز ارعة كقطاع رئيسي رىف نجاح الصناعة ك ىذا الربط لؤلكلى بالثانية يكحي بمدل تمؾ القناعة إذ ك عمى الرغ مف كؿ االعتبا ارت التاريخية ك االقتصادية ك البنائية ك الممثمة أساسا بككف االقتصاد الج ازئرم ذك طبيعة اقتصادية ز ارعية إلى جانب ضركرة تحقيؽ الكفاية الغذائية لمسكاف كأمر عاجؿ إال أف التركيز كاف منصبا عمى الصناعة.أما الجانب الثقافي فقد كاف منصبا باألساس حكؿ المحددات األساسية ليكية الدكلة الج ازئرية ممثمة في الديف اإلسبلمي كالمغة العربية. -دستور 963 : يبدك عمى دستكر 963 ذلؾ االنتشاء بالنظر في ثكرة التحرير الكبرل.كيتجمى ذلؾ مف حالة االنفعالية الكاضحة في صياغة مكاده ك بالنسبة لمثقافة كانت بدكرىا استجابة لضرك ارت مرحمة ما بعد االستعمار ك باألخص حالة األمية المزرية فقد كاف مسؤكلكا تمؾ المرحمة يعكف خطكرة المشكمة ك أنيا تمثؿ العقبة األكبر في سبيؿ تحريؾ دكاليب الدكلة لدلؾ جاءت اإلشارة إلييا في مقدمة ىدا الدستكر كما يمي "انتياج سياسة اجتماعية لفائدة الجماىير كي يرتفع مستكل معيشة العماؿ كالتعجيؿ بترقية الم أرة قصد اشت اركيا في تسيير الشؤكف العامة ك تطكير الببلد كمحك األمية كتنمية الثقافة القكمية كتحسيف السكف كالحالة الصحية العامة" كذات الفقرة المقتبسة مف المقدمة تحكم إشارة إلى الثقافة مف خبلؿ تعبير" الثقافة القكمية"كالتي يكضح ذات الدستكر دعائميا األساسية كالممثمة في اإلسبل كالمغة العربية. كيذىب في فقرة أخرل إلى شرح معالميا:"إف اإلسبل كالمغة العربية قد كانا كال ي ازؿ كؿ منيما قكة فعالة في الصعكد ضد المحاكلة التي قا بيا النظا االستعمارم لتجريد الج ازئرييف مف شخصيتي فيتعيف عمى الج ازئر التأكيد باف المغة العربية ىي المغة القكمية الرسمية ليا كأنيا تستمد طاقتيا الركحية األساسية مف ديف اإلسبل " جماؿ الديف لعكيسات التنمية الصناعية في الج ازئر عمى ضكء د ارسة قطاع الحديد ك الصمب ديكاف المطبكعات الجامعية الج ازئر 986 ص

245 الفصل السابع الثقافة والتنمية والتراث الشعبي في التجربة الجزائرية كيعكد ذات الدستكر ليؤكد مرة أخرل عمى مبلمح اليكية مف خبلؿ مقكمي الديف كالمغة فيؤكد في المادة ال اربعة عمى أف اإلسبل ديف الدكلة كفي المادة الخامسة يؤكد عمى أف المغة العربية ىي المغة القكمية كالرسمية لمدكلة.كاف كاف يستدرؾ تمؾ المطمقية في فصؿ األحكا االنتقالية كبالتحديد في المادة 76 التي تنص عمى ما يمي: "يجب تحقيؽ تعمي المغة العربية في اقرب كقت ممكف في كامؿ أ ارضي الجميكرية غير انو خبلفا ألحكا ىدا القانكف سكؼ يجكز استعماؿ المغة الفرنسية مؤقتا إلى جانب المغة العربية". )0 كما تحضر الثقافة مف خبلؿ مؤشر التعمي عندما نجد مف بيف بنكد المادة ( التأكيد عمى )8 مجانية التعمي ث الحضكر مرة أخرل في فصؿ الحقكؽ األساسية كتحديدا ضمف المادة ( التي تجعؿ مف التعمي حقا أساسيا حيث جاء نص المادة كما يمي:" التعمي إجبارم كالثقافة في متناكؿ الجميع بدكف تمييز إال ما كاف ناشئا عف استعدادات كؿ فرد كحاجيات الجماعة." بالنسبة لمتنمية فقد اختارت الج ازئر كما ىك معمك ك منصكص عميو في ميثاؽ ط اربمس النيج االشت اركي ك كاف ىذا عمى ما نعتقد- مخاض طبيعي لسيركرة الثكرة التحريرية كالعقائد ك االيدكلكجيا التي حركتيا كقد تماشى ىدا مع طابع أك مبدأ الشعبية باألساس لدلؾ نعثر في مقدمة دستكر 963 عمى النص التالي: "فمضت الجميكرية الج ازئرية الديمق ارطية الشعبية تكجو مناحي نشاطيا أم طريؽ تشييد الببلد كفاء منيا لمميثاؽ الذم اقره المجمس القكمي لمثكرة الج ازئرية في ط اربمس كطبقا لممبادئ االشت اركية كالممارسة الفعمية لمسمطة مف طرؼ الشعب الذم يشكؿ طميعتو الفبلحكف كالجماىير الكادحة كالمثقفكف الثكريكف" كما يمكف أف نممس نكعا مف االخت ازلية لمتنمية في الجانب االقتصادم كقد نتفي دلؾ القصكر في الفمسفة التنمكية ك نمتمس لو العذر في حالة الصدمة ج ارء المي ارث الثقيؿ مف دمار كخ ارب ك انعدا البنى التحتية أصبل ك مستكيات البطالة المرتفعة جدا فقد كاف الي األكؿ إطعا الجياع كتشغيؿ األيدم بحيث نعثر في المقدمة عمى ما نصو: "الشركع في انجاز اإلصبلح الز ارعي ك إنشاء اقتصاد كطني ينيض العماؿ بتسييره. انتياج سياسة اجتماعية لفائدة الجماىير كي يرتفع مستكل معيشة العماؿ." 5

246 الفصل السابع الثقافة والتنمية والتراث الشعبي في التجربة الجزائرية كفي ىدا البند األخير التأكيد عمى الجانب االجتماعي لمتنمية كما تتكشؼ االيديككجيا التنمكية االشت اركية بكضكح مف خبلؿ النص التالي:" إف الحزب كحده باعتباره الجياز المحرؾ الدافع الذم يستمد قكتو مف الشعب ىك الذم يستطيع أف يحط أجيزة الماضي االقتصادية كيقي مقاميا نظما اقتصادية يمارسيا الفبلحكف العاممكف كالجماىير الكادحة بصكرة ديمق ارطية". كتتجمى كذلؾ اإلست ارتجية التنمكية ذات الطابع القاعدم مف خبلؿ نص المادة) 09 ( التي تجعؿ مف البمدية أساسا لممجمكعة الت اربية كاالقتصادية كاالجتماعية. الميثاؽ الوطني 3- في الميثاؽ الكطني : جاء مكقع الثقافة بشكؿ عا مطابقا لمكقعيا في االيديكلكجيا االشت اركية أم في مكقع التابع كقد عبر التمييد الكارد في ىذا الميثاؽ بكضكح عف ىذه الحقيقة حيث جاء فيو: "كتقك دعائ الدكلة الج ازئرية التي استعادت كامؿ سيادتيا عمى مشاركة الجماىير الشعبية في تسيير الشؤكف العمكمية ك خكضيا النضاؿ مف أجؿ التنمية التي تستيدؼ خمؽ القاعدة المادية االشت اركية بعد أف ت تحرير االقتصاد الكطني مف كؿ نشاط امبريالي. كبيذا يعمؿ الشعب الج ازئرم في جميع المياديف كؿ يك أكثر لتكسيع جبية نضالو كتعزيز مسيرتو نحك الرقي االقتصادم كاالجتماعي ك الثقافي." عمى صعيد اليكية باعتبارىا مسألة ثقافية كرس ميثاؽ 976 المبادئ األساسية ليكية المجتمع ك األمة الج ازئرية ك يتعمؽ األمر بالديف اإلسبلمي ك المغة العربية كذلؾ ما عبرت عنو المادتاف الثانية ك الثالثة عمى التكالي مف الفصؿ األكؿ مف الميثاؽ. كما تبرز مسألة الكعي برك از الفتا كاف كاف يقع بدكره في إطار الجياز المفاىيمي لئليديكلكجيا االشت اركية حيث نجد المادة ) ( أشارت ص ارحة إلى الكعي كنص المادة التالي يثبت ذلؾ " تتكخى االشت اركية تحقيؽ تطكر الببلد ك تحكيؿ العماؿ كالفبلحيف إلى منتجيف كاعييف كمسئكليف كنشر العدالة االجتماعية ك تكفير أسباب تفتح شخصية المكاطف" كيصادؽ اليدؼ الثالث مف المادة ( ( عمى ذلؾ المحتكل عندما ينص عمى ترقية االنساف كتكفير أسباب تفتح شخصيتو ك ازدىارىا. إال أف أى حضكر لممسألة الثقافية في ميثاؽ الكطني 976 كاف مف خبلؿ الثكرة الثقافية ك التي شكمت رؤية ك فمسفة الج ازئر الرسمية لمثقافة ككيفية إدماجيا كاندماجيا في المشركع التنمكم كال ادؿ عمى ذلؾ مف كركد ىذا المفيك مقترنا 5 الجميكرية الج ازئرية الديمق ارطية الشعبية جبية التحرير الكطني الميثاؽ الكطني الج ازئر 976.

247 الفصل السابع الثقافة والتنمية والتراث الشعبي في التجربة الجزائرية بمفيكمي ' الثكرة الز ارعية ' كالثكرة الصناعية كذلؾ في نص مادة ( 8 ) ث نجد المادة ( 9( تفصؿ في أىداؼ الثكرة الثقافية كفي ىذا التفصيؿ برزت مسائؿ عدة كالتعمي كالتحفيز كالكعي إلى جانب تكطيد مبادئ اليكية الكطنية.كقد صاغت المادة )9( ذلؾ كما يمي : - رفع مستكل التعمي كمستكل الكفاءة التقنية لؤلمة. - اعتماد أسمكب حياتي ينسج مع األخبلؽ اإلسبلمية كمبادئ الثكرة االشت اركية مثمما يحددىا الميثاؽ الكطني. - حفز الجماىير لتعبئتيا كتنظيميا لمكفاح مف اجؿ التطكير االجتماعي كاالقتصادم لمببلد كالدفاع عف مكاسب الثكرة االشت اركية. - ضماف اكتساب كعي اجتماعي كالقيا بعمؿ مبلئ كفيؿ بتغيير البنيات البالية كالمجحفة في المجتمع. كيعكد الميثاؽ مرة أخرل إلى التأكيد عمى التعمي في الفصؿ ال اربع المتعمؽ بالحريات األساسية كحقكؽ اإلنساف كالمكاطف حيث نصت المادة )66( عمى أف لكؿ مكاطف الحؽ في التعمي كجعمت منو إجباريا كمجانيا. كما يبدك في الميثاؽ الكطني 976 أثر التجربة التنمكية في الصناعات ك الرؤية التنمكية كاضحا حيث اتسعت الرؤل نكعا ما لتتكافؽ مع المستجدات المحمية ك الخارجية فحتى ك إف كانت الصناعة ال ت ازؿ تستأثر بالمقدمة التنمكية كخيار إست ارتيجي فإنيا عرفت انفتاحا أكثر عمى باقي القطاعات ك دخمت معيا في نكع مف التكاممية المتكازنة إلى حد ما فقد عرفت تمؾ المرحمة إطبلؽ الثك ارت الثبلث ( الثكرة الصناعية الثكرة الز ارعية ث الثكرة الثقافية( بكصفيا إست ارتيجية متكاممة لكف سيطرة الصناعة تسجؿ حضكرىا مف خبلؿ " الثكرة الصناعية" ك " األىداؼ الكبرل لمتنمية" إال أف ىذه السيطرة ليست تمؾ السيطرة الصماء المستغنية إنما ىي مكثكقة - كما أشرنا بعرل مشتركة لذلؾ نعثر في بعض المقاطع مف الميثاؽ الكطني 976 عمى نكايا لتكييؼ التجربة الصناعية مع الخصكصيات المجتمعية ك المقتطؼ التالي يكضح ذلؾ: " لمتصنيع في الج ازئر مدلكؿ ك أبعاد ثكرة حقيقية ذلؾ أنو مثؿ الثكرتيف الثقافية ك الز ارعية يجعؿ ضمف أىدافو المتمثمة في عمميات االستثمار ك ما يحثو مف أنشطة كضمف تحكيؿ عبلقات اإلنتاج الناجمة عف االختيار االشت اركي التغيير العميؽ لئلنساف ك إعادة تشكيؿ التنمية المجتمع في 53

248 الفصل السابع الثقافة والتنمية والتراث الشعبي في التجربة الجزائرية نفس الكقت الذم يعمؿ فيو تغيير مبلمح الببلد". كفي ىذا الخ ض كانت التنمية ال ت ازؿ مكرسة بالمؤش ارت االقتصادية البحتة كالقضاء عمى البطالة إعادة تكزيع الدخؿ القكمي تحسيف الظركؼ الحياتية لمعماؿ... : 4 -دستور 989 بدا دستكر 989 عمى كعي بأىمية الثقافة كدكرىا فقد جاء في مستيؿ تمييده ربط بيف ثكرة التحرير الكبرل 954 كبيف ثقافة الشعب الج ازئرم كىكيتو كغير ذلؾ كما يمي : "ككاف أكؿ نكفمبر 954 نقطة تحكؿ فاصؿ في تقرير مصيرىا كتتكيجا عظيما لمقاكمة ضركس كاجيت بيا مختمؼ االعتداءات عمى ثقافة شعبيا كقيمو كمقكمات شخصيتو كتمتد جذكرىا اليك في شتى المياديف في ماضي أمتيا المجيد". عمى صعيد مبادئ اليكية ظمت المادتاف الثانية الثالثة تؤكداف عمى أى مقكمات األمة الج ازئرية كىما الديف اإلسبلمي كالمغة العربية كأكد عمييما في المادة 08( عندما جعؿ غاية ( المؤسسات المحافظة عمى اليكية ككذا االزدىار االجتماعي كالثقافي لؤلمة كمف جية أخرل حظر عمى المؤسسات المساس بالخمؽ اإلسبلمي ككجو مف أكجو ىكية الدكلة الج ازئرية كذلؾ ما نصت عميو المادة )09(. كبعد ىذا التصريح سكؼ ننتظر حتى المادة 50( لكي نعثر عمى إشارة إلى إحدل المسائؿ ( الثقافية كىي تحديدا التعمي حيث كفؿ ىذا الدستكر كسابقيو الحؽ في التعمي بصفة مجانية كاجبارية كعدا ىذا ل نسجؿ آية إشارة صريحة ألم مسالة ثقافية كيمكف أف نعمؿ االنحسار في تناكؿ الثقافة بشتى كجكىيا كأشكاليا في دستكر 989 إلى خصكصية المرحمة التي مرت بيا الج ازئر آنذاؾ كىي مرحمة التحكؿ السياسي كحرية العمؿ السياسي كمف جانب أخر سقكط االيديكلكجية االشت اركية التي كثي ار ما تعكؿ عمى التعبئة كتكظؼ الثقافة في ذلؾ كىك ما الحظناه في الدساتير السابقة. 5 -دستور : 996 صيغ ىذا الدستكر في ظركؼ خاصة عاشتيا الج ازئر تمثمت في البلإستق ارر األمني كلذلؾ جاءت مكاده داعمة لمكحدة الكطنية رغ انو ل يختمؼ كثي ار عف سابقو دستكر 989( كلعؿ أى ( ما يمكف مبلحظتو في الجانب الثقافي إد ارج كألكؿ مرة_ _ مقك أساسي طالما ساى في تحديد الجميكرية الج ازئرية الديمق ارطية الشعبية جبية التحرير الكطني الميثاؽ الكطني الج ازئر

249 الفصل السابع الثقافة والتنمية والتراث الشعبي في التجربة الجزائرية نصو معال المشيد الثقافي الج ازئرم أال كىك عنصر االمازيغية الذم كاف محؿ نقاش كأحيانا شد كجذب فمقد ت إد ارج ىذا العنصر بعد سجاالت عرفتيا باحة اليكية الكطنية فقد جاء في الديباجة ما : "ككاف أكؿ نكفمبر 954 نقطة تحكؿ فاصمة في تقرير مصيرىا كتتكيجا عظيما لمقاكمة ضركس كاجيت بيا مختمؼ االعتداءات عمى ثقافتيا كقيمتيا كالمككنات األساسية ليكيتيا كىي سبل العركبة االمازيغية كتمتد جذكر نضاليا اليك في شتى المياديف في ماضي أمتيا المجيد." كتتضمف الديباجة أيضا تأكيدا عمى معال اليكية الكطنية عبر أبرزىا كىك الديف اإلسبلمي إلى جانب العركبة حيث جاء فييا الكبير كأرض عربية " كما ل يمس دستكر : "إف الج ازئر ارض اإلسبل كجزء يتج أز مف المغرب العربي 996 بثكابت اليكية الكطنية الكاردة في دستكر عندما جعؿ مف المحافظة عمى اليكية كالكحدة الكطنية كحماية االزدىار االجتماعي كالثقافي 989 لؤلمة مف ابرز غايات المؤسسات التي يختارىا الشعب كشدد عمى عد المساس بيا حيث تنص 4( المادة ( عمى حؽ إنشاء األح ازب السياسية مع عد التذرع بيذا الحؽ لضرب الحريات األساسية كالقي كالمككنات األساسية لميكية الكطنية كما ل يخؿ ىذا الدستكر كما ىك الحاؿ في سابقيو مف التأكيد عمى الحؽ في التعمي مع مجانيتو كاجباريتو. الصريحة حيث كرد في المجاؿ المادة ( مع تسجيؿ استثناء فريد كذلؾ بظيكر مصطمح الت ارث الثقافي بيذه الصيغة ) : ما يمي )( مف المجاالت التي يتسنى لمبرلماف التشريع فييا كذلؾ في حماية الت ارث الثقافي كالتاريخي كالمحافظة عميو. عمى صعيد اإلست ارتيجية ارفؽ تمؾ النكايا المعمنة في المكاثيؽ الكطنية مف عشية االستقبلؿ إلى مرحمة الثمانينات تطبيؽ سياسة المخططات حيث كاف مخطط الثبلثي األكؿ أكؿ محاكلة لمتخطيط التنمكم في الج ازئر كأى ما ميزه أنو كاف تمييديا لممخططات التي ستميو فيما بعد كما ىك الحاؿ مع المخطط الرباعي األكؿ مف مفظكر اقتصادم اشت اركي ذك طابع مستقؿ الذم نظر إلى التنمية بما فييا االقتصاد أما المخطط الرباعي الثاني فقد كاف امتدادا لما قبمو مع ميزة أساسية كىي تكزيع التنمية عمى مختمؼ أنحاء الكطف لتشيد مرحمة الثمانينات بعض التحكالت نظ ار لبلعتبا ارت كالظركؼ الخماسي األكؿ اؿمذككرة آنفا. كىك ما كشؼ عنو المخطط الذم اتس بدخكؿ مفاىي جديدة أىميا اإلصبلح االقتصادم ك كذا زيادة االىتما بالشؽ االجتماعي مف التنمية. جماؿ الديف لعكيسات مرجع سابؽ ص

250 الفصل السابع الثقافة والتنمية والتراث الشعبي في التجربة الجزائرية أما المخطط الخماسي الثاني أكثرىا طمكحا كاقميا تحقيقا عمى أرض الكاقع ك فشكؿ المفارقة في مسيرة التنمية في الج ازئر فقد كاف ذلؾ بسبب االضط اربات االقتصادية كالسياسية العالمية كالمحمية فمف جممة ما سطره مف أىداؼ مكاصمة النمك كالمحافظة عمى استقبللية ق ارر الدكؿ إلى جانب التركيز عمى االحتياجات األساسية مف خبلؿ االستعماؿ األمثؿ لطاقات االنجاز. بذلؾ حالة أما مرحمة التسعينات كما بعدىا فقد بدت التنمية فييا في اؿ رجعيات الرسمية مشكشة عاكسة البلإستق ارر السياسي كاالجتماعي كاالقتصادم كتجمى ذلؾ مف خبلؿ اؿ تث بيت الييكمي ث التصحيح الييكمي االقتصادم األكؿ ك الثاني بعد كبعدىا اإلنعاش االقتصادم اإلنعاش لتعرؼ بعد ذلؾ الساحة التنمكية عكدة التحسف النسبي لمحالة األمنية كال بأس أف نذكر في نياية ىذه المحطة أف األحداث السياسية كاف ليا أثر كبير ك بالغ عمى مجريات العممية التنمكية فقد أدل غياب الشرعية السياسية في النظا السياسي الج ازئرم منذ االستقبلؿ ك الص ارع بيف قيادة األركاف ك الحككمة المؤقتة ك محاكلة النظا السياسي إثبات شرعيتو السياسية الثكرية أثناء فترة التحكؿ الديمق ارطي إلى عنؼ سياسي أعاؽ المسار التنمكم بشكؿ كبير جدا االقتصادية ك الثقافية حيث تكجو جؿ االىتما إلى الص ارع السياسي كأىممت المشاكؿ االجتماعية ك تعرضت مؤسسات الدكلة ك ىياكميا إلى التخريب. خامسا :الت ارث الشعبي الج ازئري رؤية في الدور التنموي: تناكلنا في عنصر سابؽ مف ىذا الفصؿ غنى كتنكع الت ارث الشعبي الج ازئرم ككيؼ أف ىذا الت ارث يستغرؽ جكانب عدة قكليو كسمككية كاعتقاديو كفنية كمادية كىذا ما يجعمنا نتساءؿ عف إمكانية تحييد ت ارث بيذا الحج مف عممية التنمية التي تستيدؼ الناس بالدرجة األكلى إف التنمية ىي عممية تغيير كتطكير الناس بالناس كىؤالء محككمكف بثقافتي كتصك ارتي كتمثبلتي كشؽ كبير منيا يحتمو الت ارث الشعبي الذم يشكؿ إلى ىذا الحد أك ذاؾ إطا ار معرفيا ك سمككيا لكثير مف الجماىير الم ارد تنميتيا إذ يسي الت ارث الشعبي في صنع ارىف الثقافة الشعبية لما لو مف ثقؿ في المخياؿ المجتمعي ألف ارد المجتمع.كما أنو يستحكذ عمى شطر الثقافة إذا فارس المدية ص.5 56 الجميكرية الج ازئرية الديمق ارطية الشعبية تقرير عا المخطط الخماسي الثاني المؤسسة الكطنية لمفنكف المطبعية الج ازئر 986 ص. 05 غريبي أحمد " أبعاد التنمية المحمية ك تحدياتيا في الج ازئر " مجمة البحكث ك الد ارسات العممية " عدد 04 جامعة يحي

251 الفصل السابع الثقافة والتنمية والتراث الشعبي في التجربة الجزائرية احتكمنا إلى التقسي الذم يجعؿ الثقافة شط ارف عالمة كشعبية.فيؿ يمكف إقصاء نصؼ الثقافة مف التنمية كبالمقابؿ ىناؾ سؤاؿ آخر يبدك طرحو منطقيا ىك اآلتي: ما الدكر الذم يمكف لمت ارث أف يمعبو في العممية التنمكية أكليس ىذا الت ارث مخاضات تجارب مجتمعية سابقة فمف أيف لو أف يككف حاض ار في فعؿ التنمية الذم ىك فعؿ تغيير تطكيرم باألساس مف شأف تساؤالت كيذه أف تضع أم دكر محتمؿ لمت ارث الشعبي الج ازئرم في التنمية في خانة الضعيؼ.إذ ينظر عادة إلى المسألة الثقافية عمى أنيا عامؿ غير أساسي في التنمية كفي أحسف األحكاؿ ترتب في المستكييف المتكسط أك البعيد.إال أننا نرل عكس ذلؾ فاإلخفاقات الكبرل التي عرفتيا التجربة التنمكية الج ازئرية ىي في كثير منيا نتاج تحييد المسألة الثقافية أك عد التعامؿ العقبلني معيا.كقد عرضنا في مكضع سابؽ ضعؼ كأحيانا غياب إست ارتيجية ثقافية في الشأف التنمكم كال أدؿ عمى ذلؾ مف ضعؼ المخصصات المالية في ىذا الجانب-إذا استثنينا الجانب التعميمي األكاديمي- كما يؤكد ىذا الزع ضعؼ االىتما السياسي بالثقافة كشؤكنيا بصفة عامة. إف الرؤية التي نتصكرىا في ىذا اإلطار تقك عمى االنتقاؿ مف النظرة المحافظاتية التي ترل الت ارث الشعبي معطى متحفيا تجب المحافظة عميو إلى النظرة التثمينية القائمة عمى التثميف valorisation الذم يحيؿ في ىذه الحاؿ عمى االستدخاؿ أم استدخاؿ كتعبئة الت ارث الشعبي بكؿ عناصره في العممية التنمكية كفؽ إست ارتيجية حقيقية كاضحة كمحددة كذلؾ لتفادم ما يمكف أف نسميو "حالة االنفصا التنمكم" التي عانت منيا التجربة التنمكية الج ازئرية كثي ار. إننا نعتقد أف الدكر الذم يؤديو الت ارث الشعبي الج ازئرم في التنمية يبدأ مف ككنو يشكؿ مرجعية ثقافية ميمة لمجماىير المزمع تنميتيا كمثؿ تمؾ المرجعية ميمة في تقكية الشعكر باالنتماء كالكحدة في نفس الكقت إذ أف التنمية ال يمكف أف تقك عمى أرضية متحركة أك ميزكزة كمف ىذا المنطمؽ يشكؿ الت ارث الشعبي المياد الذم تنبني عميو التنمية. لمتعبئة بدكرىا دكر يمكف أف يؤديو الت ارث الشعبي بامتياز بما لو مف عمؽ كامتداد في المخياؿ المجتمعي الشعبي إذ يستطيع عبر عدد مف عناصره كالشعر الشعبي أك المثؿ الشعبي أف يسي في تعبئة كتحريؾ الطاقات المنتجة عمى المستكل القاعدم كنقصد بو المحمي اللتصاؽ الت ارث الشعبي عادة بو.إال أف ىذا الدكر منكط بإيماف القائميف عمى الشأف التنمكم بالت ارث الشعبي كتبنيي إست ارتيجية متحركة تخرج بو مف كضع المحنط أك الدكني )األقؿ شأنا( إلى كضع الفاعؿ المتفاعؿ كفي إطار أكسع تطبيؽ اإلست ارتيجية ذاتيا مع الثقافة بإخ ارجيا مف نطاؽ التأمؿ الجاؼ إلى نطاؽ الممارسة كذلؾ عبر تحريؾ الد ارسات الميدانية ث تكظيفيا الحقا. 57

252 الفصل السابع الثقافة والتنمية والتراث الشعبي في التجربة الجزائرية إنو كاذا كاف الت ارث الشعبي في مدلكلو الكاسع يشمؿ الجانبيف المادم ك البلمادم فإف ذلؾ يعني أف قطاعا عريضا مف الجماىير يمكف إش اركو في العممية التنمكية بسيكلة فمف ىذا الباب يمكف إدماج عدد كبير مف الحرفييف ك الصناع التقميدييف في عجمة التنمية كما يمكف نفض الغبار كاحياء عدد آخر مف الحرؼ الت ارثية القديمة المندثرة.باإلضافة إلى أشكاؿ أخرل مف الت ارث الشعبي المادم مف معمار كمكسيقى كمبلبس كغيرىا ك التي يمكف أف تتيح أشكاال متعددة مف التنمية كالتنمية السياحية. فالسائح ىذا اآلخر المختمؼ يبحث عف المختمؼ عنو فك ار كعادة كممبسا كنمط حياة.مما مف شأنو التأسيس لما يمكف أف نطمؽ عميو اقتصاد الت ارث الشعبي. كاذا أضفنا إلى كؿ ما سبؽ ذلؾ الرصيد الضخ الذم يزخر بو الت ارث الشعبي مف قي فكرية كركحية كسمككات كمعتقدات كالدكر الذم يمكف أف تمعبو في التنمية إذا تمت د ارستيا كالكشؼ عف ما فييا مف طاقات تنمكية فإف الت ارث الشعبي بإمكانو أف يتحكؿ إلى إست ارتيجية تنمكية. 58

253 الفصل السابع الثقافة والتنمية والتراث الشعبي في التجربة الجزائرية استخالص : تبيف مف خبلؿ معالجات النقاط البحثية ليذا الفصؿ كيؼ أف بكتقة انصيرت فييا مجمكعة مككنات أفضت إلى ف اردة ثقافية ىي الثقافة الج ازئرية ولعبت فييا عناصر االمازيغية ك العربية كاإلسبل دك ار حاسما كجكىريا كأفضت إلى نمكذج متفرد اسمو الفرد الج ازئرم بثقافتو كمخيالو المجتمعي كأيضا بت ارثو الشعبي الذم كاف حصيمة الممارسة ك التبلقح المتكاصميف مع بيئتو كفقا لمقكمات ىكيتو فكاف كؿ مف المأكؿ كالممبس كالمسكف كالتنظي ك التقميد تعبي ارت صادقة عف تمؾ اليكية في نسختيا العفكية التي تسمى شعبية. كما استقصى الفصؿ كذلؾ تمكقع كؿ مف الثقافة ك التنمية في أحد أبرز المرجعيات الرسمية لمدكلة الج ازئرية كىك الدستكر كتمخض االستقصاء عف صكر متباينة إلى حد ما بيف المتغيريف إذ كاف الكضكح حميؼ التنمية باألخص في الدساتير األكلى مف عمر الج ازئر المستقمة بينما كانت صكرة الثقافة ضبابية إلى حد بعيد مجسدة بذلؾ العقيدة االشت اركية التي تضعيا في مكقع التابع كما حضرمنيا كاف لصالح الثقافة العالمة بينما غاب االىتما أك كاد بجانبيا الشعبي. 59

254 الفصل الخامس المثل الشعبي الفصل الخامس المثل الشعبي حضور متجدد في واقع معقد

255 الفصل الخامس المثل الشعبي تمهيد: كما في الت ارث الشعبي بوجو عا فاف الخوض في المثؿ الشعبي كمكوف مف مكونات الت ارث الشعبي تتنازعو بقوة تخصصات عدة لعؿ أكثرىا ن ازعا األدب الشعبي كتخصص أكاديمي يتناوؿ صنوفا شتى مف اإلبداع سواء أكاف مرسال ( أساطير حكايات شعبية خ ارفات أمثاؿ شعبية( أو موزونا ( شعر شعبي أ ارجيز أىازيج مواويؿ أغاني العمؿ..(. وأما وضع كيذا يعتبر تناوؿ المثؿ الشعبي بعيف السوسيولوجيا أم ار صعبا إلى حد ما مف منطمؽ طغياف النظرة والتناوؿ األدبييف مف جية ث ندرة الت ارث السوسيولوجي واالنثرو ب ولوجي أيضا حوؿ ىذه المادة باألخص ذلؾ الذي يتناوليا بالتحميؿ العميؽ و إف كاف محور اىتمامنا في ىذه النقطة البحثية منصبا حوؿ المثؿ في شكمو الشعبي وىو قريف استعماؿ الميجة الدارجة أساسا وىذا يعكس تصورنا لمفيو المثؿ الشعبي وقد كنا بينا ذلؾ في محطة تحديد المفاىي. أوال/ المثل الشعبي حول المفهوم: سنحاوؿ ىاىنا أف نمايز بيف المثؿ الشعبي وبعض األشكاؿ التعبيرية األخرى وخاصة تمؾ األكثر شبيا بو و التي تثير حالة مف الخمط والالتمايز. المثل والحكمة: لعؿ أكثر حاالت والالتمايز تمؾ التي يخبرىا المثؿ مع الحكمة ومرد ذلؾ إلى التشابو في الشكؿ والبناء وباألخص اإليجاز وقصر العبارة وفي ىذا الشأف نجد األستاذ مسعود جعكور يقي ممايزة موجزة لكنيا دقيقة ومؤدية فيرى أف الفرؽ األساسي ىو أف لممثؿ قصة أو ما يسمى بالمورد

256 الفصل الخامس المثل الشعبي بينما ليس لمحكمة مورد كما يمتاز المثؿ حسبو دائما بأنو يستعمؿ في كؿ حاؿ فيو يضرب في حاؿ الغضب االستي ازء والثورة" بخالؼ الحكمة التي ال تكوف إال لمتوجيو األخالقي. أما محمد توفيؽ أبوعمي فيعالج الفرؽ بيف المثؿ والحكمة عمى مستوى آخر وىو مستوى الغرض أو اليدؼ وذلؾ عندما يرى أف اليدؼ مف المثؿ ىو إقامة الحجة أي االحتجاج بينما ىدؼ الحكمة ىو التنبيو واإلعال والوعظ ويضيؼ عمى ىذا أف في المثؿ عمقا خاصا ال تدركو الحكمة ففي حيف أف الحكمة تفيد معنى واحد يفيد المثؿ معنييف ظاى ار وباطنا أما الظاىر فيو ما يحممو مف إشارة تاريخية إلى حادث معيف كاف سبب ظيوره وأما الباطف فيو ما يفيد معناه مف 3 حكمة وارشاد وتوجيو. ويبقى الفرؽ الجوىري عمى ما نعتقد ىو أف المثؿ تقطير لتجربة ما بينما الحكمة قد تكوف ناتج تأمؿ أو حدس دوف تجربة عممية واقعية ويضاؼ إلى كؿ ىذا تمقائية التعبير في المثؿ وبالمقابؿ التأنؽ التعبيري في الحكمة وقد يكوف سبب ذلؾ تقاس صياغة المثؿ بيف عدد كبير مف أف ارد المجتمع ففي اغمب األحياف ال يعم قائؿ المثؿ بينما العكس مع الحكمة التي تعتبر نتاج إبداع شخصي معمو قائميا فتحافظ عمى صيغتيا المغوية األنيقة عادة. -المثل والقول المأثور: إننا نميؿ إلى االعتقاد بأف المثؿ أكثر عمقا مف القوؿ المأثور والذي يسمى القوؿ السائر وذلؾ مف منطمؽ أف المثؿ خالصة لتجربة مميئة بأحداث ومواقؼ اجتماعية فيو نتاج احتكاؾ أشخاص يشغموف م اركز ويؤدوف أدو ار اجتماعية حيث تتبدى فيو الشبكة العالئقية بكؿ وضوح زيادة عمى انو وكما اشرنا إليو سابقا فإف المثؿ تنفتح دفتيو لتشمؿ معنييف صريحا وضمنيا. وحوؿ التفرقة بيف المثؿ والقوؿ السائر نجد عبد الحميد بف ىدوقة في مصنفو لألمثاؿ الج ازئري يقوؿ: " القوؿ السائر يقر شيئا واقعا مثؿ قولي ارنا والموت و ارنا( )...( بينما المثؿ قد ( يتضمف ذلؾ وقد ال يتضمف فعندما يتمثؿ الرجؿ الشعبي بيذا المثؿ ارحت جوابي وعشور( فيو ( جعكور مسعود مرجع سابؽ ص 05 محمد توفيؽ أبوعمي االمثاؿ العربية في العصر الجاىمي د ارسة تحميمية دار النفائس بيروت 988 ص المرجع نفسو ص 49.

257 الفصل الخامس المثل الشعبي ال ينصح وال يقرر وانما يصور ذىاب أموالو فيما ال غناء لو فيو كما ذىبت أمواؿ الناس في العيد العثماني بيف الجبايات والزكوات". وخالصة حوؿ ىذه النقطة نقوؿ إف القوؿ المأثور أقرب إلى التقرير أي تقرير واقع معيف موجود حاصؿ أصال يجري إلفات النظر إليو بما يقترب مف الدعوة إلى التأمؿ الممزوج بالتقرير مع االحتفاظ بميزتو األساسية وىي المباشرتية والص ارحة في الخطاب والمعنى. وبمعنى آخر فيو خاؿ مف أي معنى ضمني بينما المثؿ ىو القوؿ الذي اجتمع حولو اتفاؽ جماعي وحفظو العامة مف الناس وناؿ موافقتي عمى التداوؿ. ثانيا/ نشأة المثل الشعبي: جماعي مف أيف أتى المثؿ الشعبي مف صاغو ىؿ ىو معروؼ الوجية ىؿ ىو نتاج فردي أو في ىذا الشأف تذىب معظ الد ارسات إلى أف المرجعية العامة لممثؿ الشعبي ىو الجماعة واف المجتمع ىو المرجع األساس وسنأتي الحقا عمى مناقشة ىذه النقطة في مي ازت وخصائص المثؿ الشعبي فاألكيد أف المنشأ األوؿ فردي لكف الفردية تمؾ كما سنرى تسقطيا جماعية الموقؼ المتقاس مف عدة أف ارد ث المعنى التي تضفيو الجماعة عمى ذلؾ الموقؼ الذي نحت فيو المثؿ بما يجعمو معطى اجتماعي جماعي.يرى قاس عبده قاس في مؤلفو القي المأثور الشعبي ىؿ يبقى أف المثؿ الشعبي نتاج ثقافي واجتماعي يرتبط عضويا بوجود الجماعة اإلنسانية تمؾ الجماعة التي أنتجتو وتناقمتو جيال بعد جيؿ فرسختو وحافظت عميو مف الضياع والنسياف. عمى صعيد الرؤية الفمسفية نجد أف المثؿ الشعبي ىو وليد اإلنساف بنوعيو اإلنساف العادي الذي يعكس كالمو تفكيره الواقعي واإلنساف الفيمسوؼ أي المفكر المتأمؿ الذي يق أر الواقع ويحاوؿ تعميؿ الظواىر وشرحيا وتفسيرىا وفي كال الحالتيف يبرز الواقع كأصؿ. حمو بوشخار "الب ارغماتية في استعماؿ المثؿ" مجمة كتابات معاصرة المجمد 6 عدد 6 بيروت أكتوبر 6 ص 76. قاس عبده المأثور الشعبي ىؿ يبقى مجمة العربي عدد 5 الكويت جواف ص

258 الفصل الخامس المثل الشعبي بعض الباحثيف االجتماعييف يعتقد أف األمثاؿ الشعبية ليست وليدة نظا فكري أو سموكي بؿ ىي رؤية تعبر عف الصيرورة الحضارية لمشعوب في ارتباطيا بماضييا وحاضرىا ومستقبميا. وحضور السياقات الزمنية الثالث الماضي والحاضر والمستقبؿ تستوجب بالضرورة حموالت واقعية نسمييا تجارب. باالنتقاؿ إلى السياؽ الكرونولوجي نجد ىناؾ بعض الد ارسات التي اىتمت بنشأة المثؿ وتكاد ىذه األخيرة تجمع أف النشأة غير واضحة تماما حيث ال نجد جزما دقيقا بمكاف وتاريخ نشأتو واف كانت بعض تمؾ الد ارسات تذىب إلى أف نشوء المثؿ قد ت ارفؽ مع ذيوع وانتشار الكتابة.إال أننا ال نرى بيذا ال أري وال نأخذ بو لسبب منطقي وىو أف مسيرة البشرية الحضارية واإلبداعية ل تبدأ مع ظيور الكتابة حتى واف سجمت تمؾ الحادثة العالمة األبرز واألكثر انقالبا في تاريخيا عمى المستوى اإلبداعي والحضاري بوجو عا. ال شؾ أف التواصؿ قبؿ ذاؾ التاريخ ( انتشار الكتابة( كاف قائما وموجودا سواء في شكمو الداخمي أي داخؿ الجماعة الواحدة أو في شكمو الخارجي المتجو صوب الجماعات األخرى وفي كمتا الحالتيف البد أف يكوف اإلنساف قد خبر العديد مف المواقؼ االجتماعية والتجارب وتفاعؿ معيا أيا كانت مستويات ذاؾ التفاعؿ فحفظتيا ذاكرتو الفردية ث الجماعية في شكؿ مقوالت حاوؿ اإلفادة باستدعائيا كمما اقتضتو الضرورة إلى ذلؾ. حجة أخرى تصب في رفض ال أري القائؿ بأف نشوء المثؿ قد ت ارفؽ مع ذيوع الكتابة وىي أف المثؿ مقروف دوما بالشفيي ال الكتابي فيو محفوظ شفاىي جماعي يستدعيو الفرد المتمثؿ بشكؿ تمقائي حسب الضرورة الموقفية واف كانت التمقائية ال تعني االعتباطية بقدر ما تعني الغائية أو بمفيو أكثر تطرفا " الب ارغماتية" فحالة االستدعاء أو االستشياد بالمثؿ ال تت اعتباطا بؿ إف المتمثؿ يختار المثؿ األكثر تماثال مع الموقؼ الذي ىو فيو بما يعتقد انو يقي الحجة لنفسو وعمى غيره

259 الفصل الخامس المثل الشعبي لو انتقمنا إلى الحديث عف نشأة المثؿ في السياؽ المصدري الواشي باألسبقية بما يقترب مف الطرح األدبي نجد البعض يرى أف المثؿ ىو إف ارز حكاية أو قصة مجيولة المؤلؼ بينما يذىب البعض األخر إلى أف المثؿ مقتبس مف الفصحى ويحتجوف في ذلؾ بأسبقية الفصحى الزمنية عمى العامية مف منطمؽ أف المثؿ الشعبي صورة محرفة أو معدلة عف المثؿ الفصيح. في ىذا المضمار يرى التمي بف الشيخ في مؤلفو " منطمقات التفكير في األدب الشعبي الج ازئري" أف ىناؾ قد ار مف تأثر المثؿ بالقصة أو الحكاية أي أف إحداىما ىي مصدر المثؿ لكنو يرى أف ىذا التأثر ال يعني أبوة القصة أو الحكاية لممثؿ الف القوؿ بذلؾ يترتب عميو بأف المثؿ الشعبي قد نشأ متأخ ار عف القصة والحكاية والواقع يقوؿ أف ليس ىناؾ دليال تاريخيا يثبت سبؽ القصص والحكايات عمى األمثاؿ الشعبية. ويمضي بف الشيخ في رفض ذاؾ ال أري بسوقو حجة أخرى تتعمؽ ىذه المرة بالمستوى التفكيري واإلبداعي لممثاؿ أو قائؿ المثؿ الذي ىو في األساس مستوى متواضع ال يمكف أف يرقى إلى المرتبة التي يضعو فييا ال أري القائؿ بأسبقية القصة والحكاية عمى المثؿ الشعبي وفي ىذا يقوؿ: " باإلضافة إلى أف القوؿ بأسبقية قصة أو حكاية عمى المثؿ يترتب عميو أف المثؿ كاف ثمرة تأمؿ وتفكير مجرد أبدعو خياؿ المثاؿ وتفنف فيو إلى درجة أف المثؿ بحك اختصاره أصبح شبو لغز وىو جيد شاؽ وافت ارض ال نعتقد أف المثاؿ الشعبي قد توفر لو ىذا الجيد في إبداع مثؿ يكوف في الغالب عمى جانب كبير في البساطة والوضوح. ولالنثروبولوجيا خاصة الثقافية منيا أري في نشأة المثؿ الشعبي وبالتحديد المدرسة االنتشارية حيث يذىب مف يناصر ىذا الطرح النظري االنتشاري( ( إلى القوؿ باف لالنتشار الثقافي دور بارز في نشأة المثؿ ودليمي في ذلؾ تشابو األمثاؿ رغ سمة الخصوصية التي تتس بيا الشعوب إذ انو كمما تختمؼ األمثاؿ وتتبايف في التعبير نجدىا أيضا تتماثؿ وتتشابو ومرد ذلؾ التمي بف الشيخ مرجع سابؽ ص 56 المرجع نفسو ص 56.

260 الفصل الخامس المثل الشعبي التشابو في جانب كبير منو إلى حقيقة ىامة مضمونيا أف األمثاؿ في كؿ مكاف وزماف ىي واحدة في جوىرىا إنسانية الطابع والدور يرجع إلى االنتشار الثقافي. ثالثا/ الخصائص البنيوية لممثل الشعبي: يشكؿ المثؿ الشعبي بنية لغوية ومعرفية متفردة تميزه عف باقي وجوه اإلبداع الشعبي األخرى وسنحاوؿ في ىذه المحطة أف نغوص في ىذه البنية لنقؼ عمى أى المعال التي تميزىا فذلؾ سيسمح لنا الحقا مف التمكف مف مفاصؿ ىذه المعطى السوسيولوجي بما يتيح تيسير عممية التحميؿ ث التأويؿ في الجانب الميداني مف الد ارسة. وألف البناء شكؿ ومحتوى أو مضموف ؼ إف غوصنا في ىذه البنية سيكوف عمى ىذيف المستوييف فالمبنى في المثؿ الشعبي ال يقؿ أىمية عف المعنى بؿ إف التالز ضروري بيف االثنيف -كما سنرى- ففي كثير مف األحياف نجد أف حفظ واستدعاء المثؿ الشعبي قريف بشكمو الخارجي ونقصد بو طولو أو قصره كمماتو مف حيث القد والجدة جممو وعبا ارتو وىذه جميعيا نسمييا خصائص شكمية وضمف ىذا سنحاوؿ أف نتناوؿ الخصائص الشكمية الخارجية والخصائص النمطية أو األنماط التي يتنمط بيا المثؿ الشعبي. لمجانب المغوي أىميتو و أثره في بناء المثؿ الشعبي ويكفي أف نرجع إلي التعاريؼ المتعددة لممثؿ بوجو عا والشعبي عمى وجو الخصوص لنقؼ عمى ذلؾ. يعرؼ فوزي اؿعف تيؿ المثؿ بقولو: " قوؿ تعميمي مأثور يمتاز بجودة السبؾ وباإليجاز.." وبغض النظر عف باقي الدالالت التعريفية فإننا نجد ىذا التعريؼ يركز عمى المظاىر المغوية كجودة السبؾ واإليجاز. ويتجمى ذلؾ أيضا مف خالؿ التعريؼ التالي لممثؿ: " عبارة عف جممة أو أكثر تعتمد عمى السجع.." وفي ىذا تأكيد عمى أىمية الجانب الشكمي المغوي تحديدا فوزي العنتيؿ مرجع سابؽ ص 3. إب ارىي أبوسنة فمسفة المثؿ الشعبي دار الكتاب العربي القاىرة 968 ص 6.

261 الفصل الخامس المثل الشعبي - الخصائص الخارجية : إف المتأمؿ في المثؿ الشعبي يجده يمتاز ببالغة خاصة توافؽ جنسو فيو موجز المفظ مركز يتجو إلى المعنى فيصيبو في دقة كما ال يخمو في نفس الوقت مف الرشاقة المفظية إذ فيو مف الجرس الموسيقى ما يجعمو خفيؼ عمى السمع ونعتقد أف مرد ذلؾ إلى التناغ بيف األلفاظ والتناسؽ بيف الجمؿ والتجانس بيف األحرؼ والت اركيب ولنأخذ عمى سبيؿ المثاؿ المثميف الشعبييف ( التالييف: ( أو ؿ لشدايد( لحدايد موؿ التاج ويحتاج(. ومف بيف الذيف فصموا تفصيال جيدا في مسألة خصائص المثؿ الشعبي حارص عمار في د ارستو الموسومة :" القيمة التربوية لألمثاؿ الشعبية ودورىا في تنمية التفكير الناقد" يقوؿ حارص عمار : ىناؾ عدد مف الخصائص التي تميز األمثاؿ عف سائر الكال منيا ما يمي: اإليجاز : كممات قميمة تعبر عف تجربة. إصابة المعنى: المثؿ ألوؿ مرة. حيث أف المثؿ ال يقاؿ إال في المواقؼ المشابية لألحداث التي قيؿ فييا البالغة: إيجاز المفظ وتركيزه. الموسيقى: جرس موسيقى وتناسؽ بيف األلفاظ وتجانس بيف األحرؼ. وننبو ىنا إلى أننا ركزنا عمى الخصائص المغوية تحديدا. بدوره يورد احمد مرسي مجموعة خصائص المثؿ الشعبي فيرى انو يتس بقصر العبارة والبالغة واإليجاز واالعتماد عمى المحسنات البديعية. 3 واضح يتس بث ارء المعنى وسيولة إد اركو. ويضيؼ رغ قصره فإنو ذو مضموف إف مجموع المشارب التي استعرضناىا آنفا والتي فصمت وتناولت الخصائص المغوية واألسموبية تتفؽ وتجمع عمى ثالث خصائص رئيسية وىي تباعا: فحص بتاريخ 0/0/06 الساعة 0: أحمد مرسي األدب الشعبي وفنونو و ازرة الثقافة مصر 984 ص 5. المرجع نفسو ص

262 الفصل الخامس المثل الشعبي اإليجاز: أ - أو قصر العبارة وىذه الخاصية تميز كؿ صنوؼ اإلبداع الشعبي ومرد ذلؾ أف المساف العامي عمى وجو الخصوص ينزع إلى االختصار فاالستعماؿ الشفيي ي ارفؽ ويوافؽ المواقؼ المتعددة التي يخبرىا اإلنساف العامي المشغوؿ دوما عمى عكس االستعماؿ الكتابي الذي ييت بالتفاصيؿ. ب - المحسنات البديعية: وباألخص السجع فالكال المسجوع خفيؼ عمى السمع سيؿ لمحفظ ( مثال: ( ما ينصاب لمصايبة كي الدابة العايبة( وىو يضرب لمف ال ينتفع بو أو قولي ما ناكؿ لبصؿ ما نحصؿ(. ج - السيولة أو البساطة المغوية: وسبب ذلؾ أف المثؿ نابع مف واقع الحياة ويخاطب عامة الناس لذلؾ ال نجد فيو كممات عصية عمى الفي سوى تمؾ الكممات ذات السياؽ الزماني والمكاني الخاص. - الخصائص الداخمية : عمى صعيد البنية الداخمية يمكف تممس عدد مف الخصائص نوردىا فيما يأتي: أ - البساطة والعمق: لما كاف بناء األمثاؿ كما سبؽ اإلشارة إليو آنفا يقو عمى التجربة فقد استتبع ذلؾ حالة مف االقت ارف الفريد بيف البساطة والعمؽ عمى مستوى العقمية المنتجة لممثؿ حيث تتجمى البساطة مف خالؿ الركوف إلى التجربة والواقع الحسي حيث ال إعماؿ مباشر آللية التأمؿ العميؽ المقترب مف المستوى الفمسفي أو عمى األقؿ فوؽ البسيط أما العمؽ فيكشؼ عف نفسو في الب ارعة في استخالص تقطير تمؾ التجربة والوصوؿ بيا إلى مستوى يقترب مف التجريد لكنو ال يتماىى معو الف األمثاؿ ال تأتمؼ مع التجريد بحيث تتحوؿ إلى الزمة شفيية يجري تداوليا و تناوليا عمى ألسف العامة كمما اقتضتي الضرورة إلى ذلؾ

263 الفصل الخامس المثل الشعبي ب-سمطة الروح الجمعية: ربما تعتبر ىذه أى خاصية لممثؿ الشعبي إذ أف استحضار واستظيار المثؿ الشعبي في موقؼ ما يشكؿ قمة التماىي مع روح الجماعة فعمى الرغ مف الحديث السابؽ مف أف المثؿ ىو خالصة تجربة فردية إال أف المثؿ ال يتوقؼ عند ىذه التجربة الفردية فيذه األخيرة ( التجربة الفردية وتقطرىا( تنقضي و تنتيي فرديتيا لحظة تقبؿ واستدخاؿ المثؿ في المنظومة المثمية الشعبية فتتحوؿ الممكية الفردية إؿ ممكية جماعية وىذا التحوؿ يمنحيا سمطة واسعة تكشؼ عف نفسيا عادة بعبارة ( قالوا االوليف( وىي العبارة التي تسبؽ دوما االستشياد بالمثؿ. إف ليذا التسمط لمروح الجمعية خمفيات نفسية اجتماعية نفسية " بالمجوء إلى حضف الجماعة اآلمف حيث القوة والمنعة واجتماعية مف حيث سيادة الحياة المجتمعية ذات المسحة القبمية أو شبو القبمية التي تنغمس فييا الذات الفردية في الذات الجمعية عمى اختالؼ درجة حضور القبمية سواء بالمفيو التاريخي أو السوسيولوجي الواضح وىذا في المجتمعات ذات الطابع القبمي أو مف خالؿ حضور روح القبمية ( المالذ إلى الجماعة لالنتصار لمنفس( مف المجتمعات المسماة حضرية وذلؾ بما يستغرؽ الجماعة أو الجماعية كشكؿ مف أشكاؿ القبمية. إف ىذا الفي يقترب بنا إلى حد ما مف تسمط وقير الضمير الجمعي الذي تكم عنو " السوسيولوجي الفرنسي الشيير " إميؿ دوركاي" الذي يقوؿ فيو مقالتو الشييرة عندما نتكم فاف الضمير الجمعي ىو الذي يتكم فينا" فاستدعاء مثؿ شعبي مف طرؼ شخص ما في موقؼ ما إنما يتجاوز مجرد االستشياد الشخصي انو استحضار قاعدة مجتمعية أو عمى األقؿ أري مجتمعي حقؽ ويحقؽ حدا مف االتفاؽ الجمعي إذ لو ل يكف المثؿ المستدعى والمستشيد بو يحقؽ ذاؾ الحد لما ج أر الشخص عمى استحضاره واستظياره أصال. ث لو أمعنا النظر لوجدنا أف المثؿ الشعبي ال يستدعيو الشخص منفردا بؿ إف استدعاؤه يكوف دوما في موقؼ اجتماعي معيف انو في ىذه الحاؿ يشكؿ السالح الذي ينافح بو عف سالمة موقفو االجتماعي واذا شئنا فيو دليؿ ب ارءة مف تيمة الخروج عف قواعد السموؾ االجتماعي

264 الفصل الخامس المثل الشعبي و) لنتأمؿ المثميف الشعبييف التالييف: ( دير كيما دار جارؾ وال بدؿ باب دارؾ( عاند وال تحسد( ففي المثؿ األوؿ دعوة صريحة إلى التقميد وضمنيا ىي دعوة لاللت از بالمنيج العا لممجتمع حتى ال يكوف الشخص ناش از فيكوف بذلؾ عرضة لالستيجاف واإلنكار عميو مف طرؼ ( المجتمع. يعزز ىذا المثؿ الشعبي التالي كوؿ ما يعجبؾ والبس ما يعجب الناس( أما في المثؿ الثاني ( عاند وال تحسد( فعمى الرغ مف انو في الظاىر يحذر مف الحسد إال أف ضمنو وشاية بالت از الجماعة في كؿ شيء ولو حؽ لنا أف نتصرؼ في المثؿ بداعي التحميؿ والتدليؿ لصغناه معكوسا عمى النحو التالي: ( ال تحسد بؿ قمد( فالنيي مف الحسد في عمقو نيي مركب أوال عف الحسد كمضرة و"أذى" لمغير وكذلؾ كقبوع عف مجا ارة اآلخريف مف أف ارد المجتمع في أعمالي وانشغاالتي بمعنى ال يجب أف تجمس ىكذا دوف عمؿ ما فكؿ أف ارد المجتمع منشغموف بشيء ما فعميؾ تقميدى ومجا ارتي. د -عمومية الخطاب: يممس المتأمؿ المتمعف لممثؿ الشعبي اتساع الخطاب فيو ليشمؿ الذكر واألنثى وشموليتو تمؾ تخاطب اإلنساف كإنساف بغض النظر عف تموقعو االجتماعي وما يستتبعو مف تماي ازت وىو في ىذه الخاصية يخالؼ الشعر والقصص أيف تتفرد الخصائص والمي ازت بيف الرجؿ والم أرة وتتجمى بشكؿ واضح وعمى الرغ مف ذلؾ فاف ىذه الميزة ال تسقط التفريؽ الوظيفي بيف الرجؿ والم أرة فنجد المثؿ يحدد ووظيفة كؿ طرؼ حسب العالقات االجتماعية. إف المثؿ الشعبي يركز عمى الدوافع واالستعدادات بمعنى آخر عمى السموؾ العا فيو ينظر إلى السموؾ نظرة عامة تتماثؿ ( ( فييا الم أرة والرجؿ والمثميف التالييف يكشفاف ذلؾ : قبؿ ما خطب اشرى المح والحطب( ويقابمو قبؿ الفاتحة زغردت اربحة(. التمي بف الشيخ مرجع سابؽ ص

265 الفصل الخامس المثل الشعبي ه-سموكية المنطلق: إذا خذنا مفيو المنطؽ بمعنى االتساؽ والتوافؽ المستمر وعد التضاد بالنسبة لشيء ما فاف ىذا المفيو ظاىريا ال يبدو حاض ار في المثؿ الشعبي واستحضار عدد مف األمثاؿ الشعبية يشي بذلؾ فمنتأمؿ المثميف التالييف: ( المي حاب العسؿ يصبر لقريص النحؿ( إنو يحث عمى الصبر وتحمؿ المشاؽ مف أجؿ النجاح وتحقيؽ الغايات وبالمقابؿ نجد ( قداه مف واحد صبر لقريص النحؿ وما شاؼ عسؿ( مبدئيا تبدو التمظي ارت المنطقية واىية وقد يذىب بنا االستنتاج مف ىذا إلى القوؿ بأف الربط والتقابؿ والتصديؽ عناصر غائبة في المثؿ الشعبي. نموذج آخر مف األمثاؿ الشعبية والذي قد يكرس ذاؾ الحك وىما المثالف الشعبياف التالياف: ال ارقد ما اعطاتو أمو كسرة( ( و المي عطاه العاطي ما يشقى ما يباطي( فاألوؿ يحث عمى الجد ( والنشاط والثاني يحث عمى القدرية السمبية والكسؿ وعد السعي. إف ىذا الذي يبدو حيادا عف المنطقية ىو في الحقيقة عيف المنطقية إذا نظرنا إلى عمؽ فمسفة المثؿ الشعبي فالمثؿ الشعبي يتجنب الوعظ والتوجيو وينصب عمى المعنى دوف محاولة التحذير مف العواقب والنتائج التي يتوخاىا القصاص الشعبي أو قائؿ الحكمة أو غيرىما إنو يركز عمى السموؾ اإلنساني في موقؼ ما ومنو فاف منطمقو السموكي أدى إلى تنوع األمثاؿ بتنوع السموكات في المواقؼ االجتماعية المختمفة فتبدو بذلؾ األمثاؿ كأنيا متعارضة ويناقض بعضيا بعضا مثؿ" خوؾ خوؾ ال يغرؾ صاحبؾ( و ( خوؾ مف واتاؾ ما ىوش خوؾ مف أمؾ وباباؾ(. ( ويرجع ىذا إلى أف المثؿ يجد في بعض الحاالت أف الق اربة عامؿ قوي في العالقات بيف اإلخوة و في حاالت أخرى تكوف الق اربة سببا في الخالؼ والشقاؽ والعداوة وليذا فيو يعبر عف ىذه الحاالت بغض النظر عف النتائج السيئة أو الطيبة التي يفيميا السامع مف ضرب األمثاؿ". ىكذا أرينا أف سبب التعارض في المثؿ الشعبي ىو االحتكا في صياغة المثؿ باألساس إلى الخبرة أو التجربة والواقع المجسد في مجموعة سموكات وىذه األخيرة فسيفسائية متنوعة صنع تنوعيا محيط التجربة نفسو مف فاعميف وادوار وم اركز وغايات وأىداؼ وقي وعمى ىذا فالمنطقية المرجع السابق ص

266 الفصل الخامس المثل الشعبي في المثؿ الشعبي منطقية خاصة تحددىا منطمقاتو كما تحددىا خصائص ومالبسات التمثيؿ أو المحظة ال ارىنة لصياغة المثؿ. اربعا/ أنماط المثل الشعبي: ال بد مف التوضيح أف مفيو النمط الذي نقصده ىنا ىو القالب العا الذي يقد فيو المثؿ الشعبي نفسو فاألمثاؿ الشعبية ليست نمطا واحد موحدا تصب فيو خالصات التجارب والسموكيات البشرية فيو أنماط عديدة تتبع في تعددىا تعدد المواقؼ االجتماعية والسموكية واف كنا سنرى كيؼ أف االجتيادات في مجاؿ التنميط لممثؿ الشعبي ال تتفؽ حوؿ مسار واحد ففي حيف نجد بعضيا يركز عمى الموقؼ االجتماعي السموكي كأساس لنمط المثؿ نجد البعض اآلخر يركف إلى الجانب الصياغي لممثؿ واف كنا نعتقد أف حتى ىذا األخير ( الصياغي( يحتك في عمقو إلى عدد المسائؿ المطروحة في المثؿ الشعبي وطبيعة التجاور بينيا. ولنبدأ باستع ارض تمؾ النماذج تنميطي ا. المحاولة األولى لمباحث " ىاني صبحي العمد" ويغمب عمى تنميطو النزعة الشكمية المغوية فيرى أف األمثاؿ الشعبية عمى ثالث أحادية وثنائية وثالثية.وسنستعرض األنماط الثالث بمدخالت مثمية مف منظومتنا المثمية الشعبية المحمية. أما األحادية فيي أحادية الصياغة ومثميا مف أمثالنا الشعبية الج ازئرية ( الجوع يعو ر( ومعناه أف الفقر يدفع صاحبو إلى القيا بأعماؿ ممقوتة ما كاف ليعمميا لو كاف ميسور الحاؿ. ومف أمثمة األمثاؿ ثنائية الصياغة ( دارىا بولقروف ويخمصيا الفرطاس( ومدلولو أف ص ارع األقوياء يدفع ثمنو الفق ارء. أما األمثاؿ ثالثية الصياغة فيي تمؾ األمثاؿ التي تتناوؿ ثالث مسائؿ : كؿ مسألة تختمؼ عف األخرى ويجمعيا المعنى العا ومف أمثمتيا ( قالت الفرس مف انيار درت أوالدي ما عمفت عمؼ وافي ماشربت ماء صافي ما رقدت في ف ارش دافي( ومدلولو أف مف كثرت مسؤولياتو كثرت وكبرت مشاقو. األردنية عدد 03 مجمد 4 3 ص ىاني صبحي العمد داللة األمثاؿ الشعبية األردنية الثالثية مجمة د ارسات الجامعة

267 الفصل الخامس المثل الشعبي أما ازىي ناضر فينمط المثؿ الشعبي إلى أربع أنماط وذلؾ حسب القالب الذي جاء فيو المثؿ وىذه األنماط كما يمي: أ - النمط القائم عمى المبالغة: وىي المغاالة واألمثاؿ الشعبية التي عمى ىذا النمط تنطوي عمى غايات ودالالت سيكولوجية. ب- النمط القائم عمى المفاضمة: أي عمى المقابمة والموازنة وتستعمؿ لمداللة عمى كثير مف المعاني وتسي في التعبير عف نسؽ القي الشعبي والصورة العامة لعالقات التواصؿ بيف الحالة الواقعية والحالة النموذجية. ج- النمط القائم عمى التشبيه: ويتسمؿ عنصر التشبيو إلى أكثر األمثاؿ الشعبية فاألصؿ في المثؿ ىو التشبيو والتصوير فالمثؿ يميؿ إلى تشبيو المجرد بالمحسوس والى تبني الرمز الحسي المتداخؿ مع الرؤى التأممية ومثمو مف أمثمتنا الشعبية ( الم ار كي التمرة امسح وكوؿ(. د-النمط القائم عمى المناظ ارت أو المشهد الفكاهي: ويستخد فيو أسموب الحوار والنقاش والمناظرة والمجادلة في ىذا األسموب تتحوؿ األفكار إلى تمثيميات تشكيمية وىي صور حسية وقصص وحوادث تنطوي عمى شيء مف الط ارفة. خامسا/ وظيفة المثل الشعبي : لماذا يستمر المثؿ الشعبي لماذا يحضر بيننا مثؿ شعبي يكوف قد مر عمى حياكتو دى ار طويال لماذا يستمر معنا المثؿ الشعبي في عصر التطور اليائؿ لوسائؿ اإلعال وعصر التقنية لماذا يستمر في بيئة تختمؼ تما االختالؼ عف تمؾ التي نسج فييا مع انو ال الواقع وال التجربة فييا يتماثالف ازىي ناضر أمثالنا العامية مدخؿ إلى د ارسة الذىنية الشعبية دار الحداثة بيروت 996 ص ص 37/

268 الفصل الخامس المثل الشعبي أسئمة يبدو طرحيا ضروريا وتمميو المنطقية كما تمميو الضرورة البحثية ويقودنا اإلطار العا لإلجابة عمى ىذه التساؤالت إلى بحث نقطة ىامة جدا وىي وظيفة المثؿ الشعبي. فيؿ االستم ارر معناه وجود وظيفة ما يؤدييا بشكؿ أو بآخر. ىناؾ مف الباحثيف مف ناقش ىذه المسألة ولكف في سياؽ أكاديمي مختمؼ وىو السياؽ األدبي بينما نحاوؿ ىنا طرحيا في السياؽ السوسيولوجي واف كنا سنذىب إلى استنطاؽ التحميؿ األدبي مف وجية النظر السوسيولوجية. يرى ابف الشيخ أف المثؿ الشعبي آيؿ إلى االنق ارض ودليمو في ذلؾ أف األمثاؿ المتداولة اليو عمى كثرتيا وتنوع موضوعاتيا ليس بينيا أمثاؿ جديدة حسبما يالحظ مف موضوعاتيا وأساليبيا.إذا فإف سير المثؿ الشعبي إلى االنق ارض واالندثار يعتبرىا بف الشيخ حقيقة واقعة لذلؾ يذىب في نقاشو إلى البحث في أسباب االندثار ويطرح في ذلؾ فرضيف األوؿ أف المثاؿ الشعبي كاف قديما عمى جانب كبير في الثقافة والمعرفة وليس بيف الطبقات اليو مف ىو قادر عمى إبداع أمثاؿ شعبية تعبر عف واقع وتصور لمحياة بالطريقة التي نجدىا في األمثاؿ الشعبية القديمة. أما الفرض الثاني فيو انكماش حاجة المجتمع إلى مثؿ ىذا النوع مف اإلبداع فرضي المجتمع بترديد ما تبقى مف أمثاؿ شعبية. إال أننا ال نذىب إلى اقتسا ىذه القناعة البحثية مع بف الشيخ فإذا كاف المثؿ الشعبي يسير إلى االنق ارض فمماذا ل ينقرض بعد أكثر مف ربع قرف وىو تاريخ كتابة بيف الشيخ لكتابو الذي صاغ فيو أريو حوؿ المثؿ وىذه الفترة شيدت الحياة البشرية تحوالت تكنولوجية أدت إلى تعقيدات كبيرة عمى كؿ المستويات و بخاصة البنائية و الثقافية بؿ عمى العكس نرى اليو حالة مف االمت ازج وااللتصاؽ بيف المثاؿ الشعبي ومعطيات الحياة العصرية خاصة اإلعالمية منيا لذلؾ سننتقؿ بالنقاش مف سياؽ التسمي بنياية المثؿ الشعبي إلى سياؽ الدور الذي يؤديو مف منطمؽ حضوره عمى األقؿ في السياؽ اليومي البسيط. التمي بف الشيخ مرجع سابؽ ص

269 الفصل الخامس المثل الشعبي إنو وعمى الرغ اختالؼ الحاجة االجتماعية وخصوصية المرحمة التاريخية واندثار مالمح الحياة التقميدية مف مجالس عائمية واجتماعية فاف المثؿ الشعبي يحقؽ حضوره لذلؾ نعتقد أنو ال ي ازؿ يحقؽ حاجة نفسية واجتماعية. تحضر الحاجة النفسية مف خالؿ استف ارغ الشحنات العاطفية التي يخمقيا موقؼ ما وتجربة ما فقائؿ المثؿ في ارىنية استحضاره لممثؿ يستحضر في الحقيقة المدد السيكولوجي الذي يعيد بو التوازف لذاتو ويرجح الكفة لصالح تمؾ الذات التي تمارس حربا خفية لالنتصار في الحقؿ االنفعالي الذي تخمقو تماساتيا بذاتيا وبالذوات األخرى. إف الحاجة االجتماعية التي يحققيا المثؿ تقترب مف سابقتيا النفسية إنما باختالؼ السياؽ فمستحضر المثؿ يطمب المدد االجتماعي الذي يتطمبو الموقؼ فيو ال يقوؿ المثؿ في الف ارغ بؿ في موقؼ اجتماعي معيف يحاوؿ مف خاللو غالبا أف يعبر عف مساوقة فعمو أو قولو لألطر والقواعد االجتماعية المقبولة. ولو انتقمنا إلى سياؽ أوسع إلى حد ما سنجد أف األمثاؿ تمعب دور النواقؿ الثقافية فيي بوصفيا احد عناصر الت ارث الشعبي فيي تحمؿ في ثناياىا مالمح ىذا الت ارث إلى أجياؿ الحاضر وليس ىذا فحسب فيي كذلؾ تقو بنقؿ " الفكر و االتجاه الشعبي لممجتمع نحو الظواىر والممارسات الحياتية المختمفة بما تحتويو مف معتقدات وأساليب شعبية مما يجعميا جزءا ىاما مف ثقافة الشعوب انعكاس لمخبايا النفسية لكؿ شعب كما أنيا تنقؿ القوانيف واألع ارؼ االجتماعية التي يمتز بيا الجميع بما تنقمو مف صور ونماذج عديدة لجوانب مف الحياة اإلنسانية فيي تعتبر موجز بميغ عف تجربة مر بيا اإلنساف عبر حياتو وتناقمتيا األجياؿ". ىذا قد يمعب المثؿ الشعبي دور الضابط االجتماعي عندما يسي إسياما مباش ار في عممية التنشئة االجتماعية مف خالؿ تعريؼ الخمؼ بنتاجات السمؼ تمؾ النتاجات التي تمثؿ خالصات تربوية. يذىب البعض اآلخر بعيدا في توصيؼ وظائؼ المثؿ عندما يروف فيو وصفات اجتماعية تحافظ عمى أمني وسالمتي كأف ارد وأيضا كأعضاء في جماعات باإلضافة إلى وظيفة يرونيا الطاىر اإلب ارىيمي لبيي خديجة " مرجع سابؽ ص

270 الفصل الخامس مستترة وىي وظيفة ترفييية ووظيفة جمالية المثل الشعبي لما تحويو مف بالغة األسموب وجماؿ العبارة ووقع الموسيقى وسرعة النفاذ إلى العقوؿ والنفوس لذلؾ نرى ليا ذلؾ التأثير اليائؿ عمى تفكير الناس وتصرفاتي. ( سادسا/ المثل الشعبي كموضوع لمبحث السوسيولوجي أهمية التناول(: بوصفو احد مكونات الت ارث الشعبي فاف المثؿ الشعبي قد سرى عميو ما يسرى عمى الت ارث الشعبي مف جانب التناوؿ البحثي وكنا قد بينا ذلؾ في مرحمة سابقة باألخص في الوطف العربي تحت تأثير النظرة الدونية لمنتاج الشعبي بوجو عا والتصور الخاطئ لمحددات االنطالقة الحضارية التي اختصرت في الشؽ العال لمثقافة أو ما يصطمح عميو أحيانا الثقافة الرسمية أو العالمة لذا فقد تأخر التناوؿ األكاديمي بشكؿ عا و السوسيولوجي عمى شكؿ خاص لممثؿ الشعبي وإف كنا نعثر داخؿ ىذا السبب العا عمى سبب خاص يخص السوسيولوجيا ذاتيا وىو أف موضوع ىذا العم ظؿ محكوما بتصو ارت خاصة ترى أف الموضوع الرئيسي لمسوسيولوجيا ىو بحث العالقات االجتماعية والمشكالت االجتماعية وكؿ إف ار ازت الحياة المجتمعية في نسختيا ال ارىنة بعيدا عف ارتباطاتيا غير المحايثة والحالية والتسمي بأف ما عداىا ( د ارسة الت ارث الشعبي والمثؿ الشعبي( ليس مف نفس درجة األىمية أو ال يقع في حقؿ البحث السوسيولوجي و إنما في أحسف األحواؿ ىي ميمة األنثروبولوجيا ومعاىد الثقافة الشعبية.لكف المالحظ أف تمؾ التصو ارت والقناعات تصدعت لتفسح المجاؿ لد ارسات عديدة تناولت ىذا المعطى البحثي واف كانت أدواتيا في ذلؾ تقاطعية ال تكتفي بعيف واحدة أي تخصص أكاديمي واحد بؿ تعتمد عدة أعيف ( فمكمور أدب شعبي عم اجتماع عا عم اجتماع األدب انثروبولوجيا(. وقبؿ الحديث عف أىمية تناوؿ المثؿ الشعبي ما الذي يمكف أف يضيفو ويكشؼ عنو مف الناحية السوسيولوجية ال بأس أف نشير إلى أف االىتما بالمثؿ الشعبي بوجو عا كاف موجودا لدى عديد األم ومنيا األمة العربية فقد اىت العرب باألمثاؿ جمعا باألساس ود ارسة إلى حد ما وال أدؿ عمى ذلؾ مف العدد المعتبر مف المؤلفات في ىذا الشأف حيث نجد أف بعض تمؾ مجموعة مف أساتذة الجامعات مرجع سابؽ ص 33 3.

271 الفصل الخامس المثل الشعبي ( المؤلفات يعود إلى أكثر مف ألؼ سنة كما ىو الشأف لكتاب ( المفضؿ الضبي 68 ىػ/ 784 ( ( وابف السكيت ( 44 ىػ/ 858 ( الجاحظ و 55 ىػ/ 89 ( و مجمع األمثاؿ لمميداني(. أما في الج ازئر فاف الجيد األبرز في التاريخ الحديث في تناوؿ األمثاؿ كاف لدكتور الج ازئر في عيد الظال االستعماري الفرنسي األستاذ محمد بف أبي شنب بينما شيدت فترة االستقالؿ اىتما بأوجو الت ارث الشعبي واألدب الشعبي بوجو عا مف ضمنيا المثؿ الشعبي إال أف السياؽ األدبي كاف ىو القالب عمى تمؾ التناوالت عمى اعتبار أف مادة الد ارسات الشعبية في الجامعة الج ازئرية تصدت ليا باألساس الد ارسات األدبية أما غيرىا فم يمتز في كتاباتو بقواعد المنيج العممي في الوصؼ والجمع والتحميؿ واف كاف ذلؾ ال ينفي إمكانية االستفادة منيا باعتبارىا مادة خا قابمة لمتحميؿ والدرس. لكي نقؼ عمى أىمية المثؿ وضرورة تناولو بالدرس والتحميؿ يكفي أف نعم أف الق ارف الكري وىو مصدر التشريع األوؿ والمرجعية األولى عقديا وقانونيا وثقافيا لممجتمعات المسممة وجؿ العالقات االجتماعية في ىذه المجتمعات إنما تسترشد بو أيا كانت درجة ذلؾ االسترشاد قريبا ا بعيدا مباش ار أ غير مباشر نجده تحدث عف المثؿ فيقوؿ اهلل تعالى : " إف اهلل ال يستحي أف يضرب مثال ما بعوضة فما فوقيا" البقرة 6 ويقوؿ تعالى " ويضرب اهلل األمثاؿ لمناس لعمي يتذكروف" إب ارىي اآلية 5 ويقوؿ في سورة الزمر: " ولقد زينا لمناس في ىذا الق ارف مف كؿ مثؿ" الزمر. 7 يقوؿ ابف عبد ربو في المثؿ " ىي وشي الكال وجوىر المفظ وحمي المعاني التي تخيرتيا العرب وقدمتيا العج بيا في كؿ زماف وعمى كؿ لساف فيي أبقى مف الشعر وأشرؼ مف الخطابة ل يسر شيئا مسيرىا وال ع عموميا حتى قيؿ أسير مف مثؿ ". بينما نجد في كال رودلؼ زلياي دعوة إلى الدرس السوسيولوجي لألمثاؿ لما تعكسو تفصيالت الحياة االجتماعية التي تعتبر منفذا جيدا لمعرفة مالمح الشبكة العالئقية والتدرجات الطبقية يقوؿ زلياي: " األمثاؿ عند كؿ الشعوب م آرة صافية لحياتيا تنعكس عمييا عادات تمؾ الشعوب وتقاليدىا وعقائدىا وسموؾ أف اردىا ومجتمعاتيا وىي مي ازف دقيؽ لتمؾ الشعوب في رقييا و

272 الفصل الخامس المثل الشعبي انحطاطيا وبؤسيا ونعيميا وآدابيا ولغاتيا" ويصادؽ التي بف الشيخ عمى ىذه الحقيقة عندما يقوؿ: " يعد المثؿ الشعبي أقدر أنواع األدب الشعبي في التعبير عف العالقات االجتماعية المعقدة ليذا فاف د ارسة األمثاؿ الشعبية تتيح لمدارس أف يفي طبيعة المجتمع ونفسيتو كما عبر عنيا في أمثالو ". إننا نميؿ إلى االعتقاد بأف المثؿ الشعبي يحقؽ جدارة الوقوع ضمف دائرة البحث السوسيولوجي انطالقا مف كونو يعكس واقعا ذىنيا متماىيا مع قناعة مستقرة في ذىف قائؿ المثؿ وليس المثاؿ ( ناحت المثؿ أو جامعو( ومف ىنا فاف ما يستقر في ذىف القائؿ وذاكرتو ىو ما يحقؽ حدا مف التمثؿ لمقولو عبر ىذا الفي يصبح المثؿ الشعبي وسيمة ناجعة الستبار تصو ارت القائميف لممثؿ - أو األمثاؿ- لواقعي مع األخذ في الحسباف أف التمثالت " تشكؿ دالئؿ عمى الطريقة التي يفي بيا الفاعموف واقعي". إف النفاذ إلى عمؽ المثؿ يجعمنا نقارب ىذا األخير مف التمثالت بوصفيا " أنساقا مف المرجعيات تسمح لمفرد والمجتمع بتفسير ما يحدث حولو )...( إنيا متعمقة بالموقع الذي يأخذه المتحدث في المجتمع و الموقع االقتصادي أو االجتماعي فالفرد ينشئ لنفسو تمثال لمحيطو 3 وتحوالتو مف خالؿ حياتو ويومياتو ومعارفو في الميداف" وتقطي ار ليذا المجموع. والمثؿ يكوف في كثير مف األحياف تركي از ويضاؼ إلى ىذا أف المثؿ يمثؿ بعد الماضي في جانب منو و " محاولة التخمص مف الماضي وآثاره عممية مستحيمة مف الناحية النظرية ألف وقائع الماضي وحقائقو تشكؿ الجزء األكبر مف مكونات الالشعور في عقوؿ المعاصريف ولئف كانت العمميات الالشعورية خفية ومتغمغمة في 4 أعماؽ الباطف فاف آثارىا في الحياة عظيمة القوة حتى أنيا لتبمغ حد العنؼ في بعض األحياف ". التمي بف الشيخ مرجع سابؽ ص 09. Abdelkader lakjaa ; l habiter identitaire ;éléments pour une problématique d une urbanité en émergence in insaniyat ;revue algérienne d anthropologie et sciences sociales.n0 automne 997p8. 3 Dan spreder. l étude anthropologique des représentations,problèmes et perspective»in les représentations sociales ;sous la direction de denise jodlet ;sociologie d aujourd hui ;puf ;paris ;989 ;pp5/30. 4 مجموعة مف أساتذة الجامعات الت ارث و التغير االجتماعي مرجع سابؽ ص

273 الفصل الخامس المثل الشعبي استخالص : أظيرت محطات و نقاط ىذا الفصؿ كيؼ أف المثؿ الشعبي ليس مجرد كممات مصفوفة ومسجوعة وانما ىي في حقيقة أمرىا أكبر وأعمؽ مف ذلؾ بكثير ألنيا خالصة تجربة بشرية في سياؽ اجتماعي تفاعمي أنتجتيا التجربة الفردية لكف استم ارريتيا وذيوعيا مربوط بتبنييا مف طرؼ المجتمع واال فإف التجارب الفردية كثيرة جدا.إنيا مف الكثرة لدرجة ال يمكف إحصاؤىا لكنيا جميعا تنتيي بنيايات فاعمييا وما يبقى منيا سوى تمؾ التي تحقؽ حدا مف التماىي مع السياقات و المتطمبات المجتمعية. كما وقفنا مف خالؿ ىذا الفصؿ كذلؾ عمى حقيقة ىامة مفادىا أف المثؿ الشعبي مبنى ومعنى وغالبا ما يكوف مبناه مساوقا لمعناه وأنو كثي ار ما يمارس سمطة ما بحضوره أوال في سياقات ثابتة ث بسطوتو التوجييية التي تتضمنيا مفرداتو الوجيزة البميغة وكؿ ذلؾ الحضور أىمو ليمارس ويضطمع بوظيفة أو عدة وظائؼ في عال يبدو أنو يتباعد عف المثؿ الشعبي إال المثؿ يعيد إنتاج نفسو بطريقة فذة تحتاج إلى كثير مف البحث و التقصي

274 الفصل ال ثامن اإلجراءات المنهجية الفصل الثامن اإلج ارءات المنهجية لمد ارسة - 6 -

275 الفصل ال ثامن اإلجراءات المنهجية تمهيد : تشكؿ اإلج ارءات المنيجية الخطكة الحاسمة في جس العمؿ البحثي لككنيا تبيف المسار الذم سمكو الباحث في سبيؿ تحصيؿ أىدافو المعمنة كلذلؾ حاكلنا قدر االستطاعة أف نبيف بكضكح كؿ خطكة مف الخطكات مع إعطاء جممة التبري ارت المنيجية التي دفعت بنا إلى اتخاذىا كؿ ذلؾ بغرض تحقيؽ شرط الكضكح الكاجب تكفره في مثؿ ىذا النكع مف الد ارسات. أوال : مجاالت الد ارسة. - المجال المكاني : رجع تار خ بسكرة إلى حوال 70 سنة قبل الم الد أما تسم تها الحال ة فترجعها أغلب المراجع التار خ ة إلى فترة االحتالل الرومان وتسم ة بسكرة محرفة عن "فسكرة" أو" ف سرا" ب نما تذهب بعض المراجع إلى أن أصل التسم ة ادبس نام ومعناها منبع الماء الصاف نسبة إلى حمام الصالح ن " ثم أصبحت ف س را وتعن همزة الوصل ب ن الشمال و الجنوب وال تزال بعض اآلثار الرومان ة شاهدة على تلك الفترة بمنطقة "كرة". خضعت بسكرة بعد االحتالل الرومان إلى االحتالل الوندال ثم الب زنط. خالل القرن السابع الم الدي ) 663 م( تمكن الفاتح عقبة بن نافع من فتح بسكرة و دخلت بذلك المرحلة اإلسالم ة والت شهدت تحوال كب را اقتصاد ا وس اس ا واجتماع ا و عمران ا وبعد الفتح تعاقبت على المنطقة عدة دو الت الز ر ون الهالل ون الحفص ون الز ان ون. ثم الخالفة العثمان ة وبعدها االحتالل الفرنس سنة 844 م. تقع كالية بسكرة في الناحية الجنكبية الشرقية مف الج ازئر تحت سفكح كتمة جباؿ األك ارس كم التي تمثؿ الحد الطبيعي بيف الشماؿ ك الجنكب كتتربع عمى مساحة تقدر بػ كتظ 33 بمدية ك دائرة ك يحدىا: كالية باتنة مف الشماؿ. كالية مسيمة مف الشماؿ الغربي. كالية خنشمة مف الشماؿ الشرقي. فحص بتار خ 03/0/8 الساعة 0: - 6 -

276 الفصل ال ثامن اإلجراءات المنهجية كالية الجمفة مف الجنكب الغربي. كالية الكادم مف الجنكب الشرقي. كالية كرقمة مف الجنكب. صنفت بسكرة "كالية" أثناء التقسي اإلدارم لسنة 974 ك كانت تظ آنذاؾ بمدية كستة دكائر. كبعد التقسي اإلدارم لسنة 984 انقسمت إلى شطريف: كالية بسكرة ككالية الكادم )6( التي تشكمت بض دائرتي الكادم كالمغير فأصبحت تض ( 4( 33 بمدية كأربعة دكائر ىي أكالد جالؿ سيدم عقبة طكلقة الكطاية أما بسكرة ككنيا تمثؿ مقر الكالية فبقيت بمدية عمى حدا كقد ألحقت بالكالية بمديات جديدة عمى إثر ىذا التقسي كىي: بمدية خنقة سيدم ناجي مف كالية تبسة. بمدية القنطرة ك عيف زعطكط مف كالية باتنة. بمدية الشعيبة )أكالد رحمة( مف كالية المسيمة. ف سنة 99 تم تعد ل إداري طف ف على الدوائر ح ث أصبح عددها دائرة وبق عدد البلد ات على حاله آي 33 بلد ة أع د توز عها على الدوائر حسب التقس م الحال. -المجال البشري للدراسة: 977 إلى 966 بػ قدر عدد سكاف كالية سنػػة بسكرة نسمة ليرتفع في سنة 987 كنتيجة نسمة بنسبة نمك تقدر بػ %3.8.كفي إحصاء سنة لتحسف األكضاع المعيشية لمسكاف مف جية ككذا عامؿ اليجرة نحك الكالية مف جية أخرل تضاعػؼ عدد سكاف.% 6.88 الكالية إلى نسمة بنسبة نمك تقدر بػ كفي إحصاء سنة 998 ارتفع عدد السكاف إلى نسمة بنسبة نمك تقدر بػ %.9 ليرتفع بعدىا إلى نسمة في..%.30 آخر إحصاء لمسكف كالسكاف لسنة 8 بنسبة نمك تقدر بػ : كقد أعطت تقدي ارت السكاف الى غاية //3 النتائج التالية نسبة النمك السنكم الكثافة السكانية كم ² العدد اإلجمالي لمسكاف بمغ 36 ساكف / %.30 - : نسمة يتكزعكف كاآلتي مد ر ة الته ئة و التعم ر لوال ة بسكرة

277 الفصل ال ثامن اإلجراءات المنهجية ذككر بنسبة % إناث بنسبة % جدول رقم 0 توزيع السكان حسب الجنس ببمديات والية بسكرة. ) ( إلى غاية البمدية التوزيع ذكور إناث المجموع بسكػػرة الحاجػب لكطايػػة جمػػكرة ب ارنيػس القنطػػرة عيف زعطكط سيدم عقبة الحػػكش شتمػػة عيف النػاقة زريبة الكادم امزيرعػة الفيػػض خ. سيدم ناجي

278 الفصل ال ثامن اإلجراءات المنهجية امشكنش طكلقػػة بكشقركف برج بف عزكز ليشانػػة فكغػػالة الغػركس اكالد جالؿ الدكسػف الشعػيبة سيدم خالد البسبػاس ارس الميعاد اكرالؿ امميمػػي امخػادمة اكمػػاش ليػػكة مجموع الوالية المصدر: مديرية التخطيط كالتييئة العم ارنية لكالية بسكرة

279 الفصل ال ثامن اإلجراءات المنهجية رسم بياني رقم 0 يوضح تطور عدد سكان والية بسكرة منذ سنة 966 إلى 8 8,0 730,34 7,0 6,0 589,697 5,0 430,0 4,0 3,0 06,858,0 35,90,0 0 إحصاء 8 إحصاء 998 إحصاء 987 إحصاء 977 إحصاء 966 المصدر: مديرية التخطيط كالتييئة العم ارنية لكالية بسكرة. 3 -المجال الزمني لمد ارسة : تكزع المجاؿ الزمني لمد ارسة عمى ثالث م ارحؿ تفاكتت مف حيث الطكؿ ككانت كاآلتي : المرحمة األكلى : مرحمة االستطالع. خالؿ ىذه المرحمة حاكؿ الباحث استطالع ميداف بحثو بعيف الباحث ال بعيف اإلنساف العادم كفييا حاكؿ قدر المستطاع أف يكرس القطيعة البحثية بالمفيك المنيجي الصرؼ كذلؾ عبر تكريس أداة رئيسية ىي المالحظة بالمشاركة بالتركيز عمى الفضاءات التي تككف مكضع التقاءات تسمح ببركز األمثاؿ الشعبية مع التدقيؽ في القائؿ ك المقكؿ كالحيز االجتماعي مع محاكلة اكتناه المغزل مف المثؿ الشعبي.كؿ ذلؾ مف أجؿ التدرب عمى المغة المثمية الشعبية كتعييف سياقات تكظيفيا كقد استمرت ىذه المرحمة فترة طكيمة نسبيا قاربت السنة مف نياية سنة 9 إلى نياية سنة

280 الفصل ال ثامن اإلجراءات المنهجية. المرحمة الثانية : مرحمة الجمع خالؿ ىذه المرحمة نزؿ الباحث باستمارة جمع األمثاؿ الشعبية بغرض جمع المادة مكضكع الد ارسة كالتحميؿ كاستمرت المرحمة بدكرىا فترة معتبرة مف الزمف إلى حد ما كذلؾ لجممة مف االعتبا ارت أىميا م ارعاة تغطية المنطقة محؿ الد ارسة بجياتيا األربع باختيار بمدية ممثمة عف كؿ جية باإلضافة إلى منطقة المركز عاصمة الكالية مدينة بسكرة كدامت ىذه المرحمة إلى غاية بدايات سنة 0. المرحمة الثالثة : مرحمة التحميؿ كالتأكيؿ. كفييا اشتغؿ الباحث عمى المادة المجمكعة بالتفريغ ث التحميؿ كبعدىا التأكيؿ كقد دامت المرحمة إلى أكاسط سنة 03 كتخممتيا م ارجعات كثيرة لممادة المحممة كانتيت بالكصكؿ إلى نتائج الد ارسة. ثانيا : مناهج الد ارسة. ال شؾ أف المنيج يشكؿ عالمة فارقة في جس البحث العممي إذ بدكنػػػػػػػػػو ال يستقػػي بؿ ال يقك أساسا فيك يمثؿ المسمؾ الذم يسمكو الباحث لبمكغ ىدفو المسطر مسبقا كلعؿ أكضح ميزة ليذا المسمؾ ىي شمكلو مجمكعة مف العمميات المنظمة التي تتيح الكصكؿ إلى اليدؼ بيسر لمباحث كما تتيح االستقصاء كاالقتفاء لمف يأتي مف بعده سالكا نيجو ناشدا اليدؼ البحثي ذاتو. كألف المنيج كاختياره ال يت اعتباطا بؿ انطالقا مف محددات عديدة تممييا باألساس طبيعة المكضكع المطركؽ بالبحث ككذا مجاؿ تخصص الباحث البحثي كاألكاديمي فإننا قدرنا قياسا إلى طبيعة مكضكع الد ارسة أف منيج تحميؿ المضمكف ىك األنسب باإلضافة إلى المنيج الكصفي التحميمي

281 الفصل ال ثامن اإلجراءات المنهجية - منهج تحميل المضمون: نجد ىنا ضركرة الكقكؼ مكج از عند نقطة كانت مثار اختالؼ بيف المناىجة كىي تصنيؼ تحميؿ المضمكف فبعضي قاؿ بتصنيفو منيجا قائما بذاتو بينما ذىب آخركف إلى تصنيفو دكف ذلؾ فجعمكه في خانة األسمكب بؿ عده بعضي طريقة مف منطمؽ عد نديتو لممنيج مف حيث كضكح الخطكات كاتساع المسا ارت كاازء ىذا نذىب إلى االعتقاد باف تحميؿ المضمكف إنما ىك منيج نظ ار لتفرد ميػػػػداف تطبيقػػػػػػػػػػػو ( الخطب األفال المجالت الكتب المكاد السمعية...( ككذا لكضكح خطكاتو المنيجية ( العينة كحدات تحميؿ فئات التحميؿ اختبار الصدؽ كالثبات. يعرؼ برلسكف تحميؿ المضمكف أك كما يسميو تحميؿ المحتكل بقكلو " تقنية بحث مف اجؿ الكصؼ المكضكعي كالمنتظ كالكمي لممحتكل الظاىرم لالتصاؿ" عمى الرغ مف أف األستاذ سعيد سبعكف كزميمتو يرياف أف ىذا التعريؼ ىك األكثر دقة إال أننا نرل غير ذلؾ فيك زيادة عمى اقتضابو الشديد جعؿ مف تحميؿ المحتكل تقنية ىدفيا الكصؼ المكضكعي كالمنتظ كىما ميزتاف مطمكبتاف في كؿ المناىج األخرل كبالتالي ال تشكالف شيئا مف الف اردة ليذه التقنية حسب كصؼ المعرؼ ليا كما انو جعؿ التحميؿ حبيس المحتكل الظاىرم دكف المستتر فعمؿ الباحث عمى المادة المحممة ال يتكقؼ عند التعامؿ مع ما يظير فقط بؿ كذلؾ مع ما يستتر أم ما ل يت التعبير عنو بشكؿ كاضح كصريح. كنجد مكريس أنجرس يعرؼ تحميؿ المحتكل كما يمي: تقنية غير مباشرة لمتقصي العممي تطبؽ عمى المكاد المكتكبة المسمكعة أك الجزئية أك التي تصدر عف األفػػػػػ ارد أك الجماعػػػػػػػػات حيث يككف المحتكل غير رقمي كيسمح بسحب كيفي أك كمي بيدؼ التفسير كالفي كالمقارنة. كسابقو يجعؿ مكريس أنجرس مف تحميؿ المحتكل مجرد تقنية كيزيػػػػػػػػػد عمى ذلؾ أنيػػػا مكممػػػػػػػػة لكنو يفتح مجاليا لتشمؿ المستكل الظاىرم كالمستتر لمادة التحميؿ. سعيد سبعكف حفصة ج اردم لمنشر الج ازئر 0 ص 9. الدليؿ المنيجي في إعداد المذك ارت ك الرسائؿ الجامعية في عم االجتماع دار القصبة مكريس أنجرس منيجية البحث العممي في العمك اإلنسانية ت بكزيد صح اركم كآخركف دار القصبة 6 ص 8.

282 الفصل ال ثامن اإلجراءات المنهجية كاذا كاف استخدا تحميؿ المحتكل قد بدأ مع الد ارسات الطبيعية إال انو اتسع بعد ذلؾ ليشمؿ الكتب كالم ارسالت كالمجالت كالخطب السياسية كالصكر كاألفال السينمائية ك التمفزيكنية...الخ ث تطكر ليصبح منياجا في مجاالت عم االجتماع كالنفس كغيرىما مف العمك االجتماعية. ىكذا نرل أف تحميؿ المحتكل إنما ىك منيج قائ بذاتو لو ط ارئقو التقنية الخاصة كخطكاتػػػػػػػو أما عف تناسب ىذا المنيج كد ارستنا ىذه فانو كاف منطمؽ عناية الد ارسة بالجانب الكمي كىك لب منيج تحميؿ المحتكل- ككذا سعييا إلى كشؼ دالالت تمؾ المعطيات الكمية فقد كاف تركيزنا عمى العبا ارت أك الكممات ذات المعاني المتكررة في مضمكف المثؿ الشعبي كربطيا بيدؼ البحث كعنكانو كالمحاكر المطركقة عبره ليجرم بعد ذلؾ تحكيؿ تمؾ العبا ارت أك الكممات كالدالالت إلي قي رياضية في جداكؿ تشمؿ باألساس التك ارر كالنسبة المئكية لكؿ قيمة مف القي التنمكية لننتقؿ بعد ىذه الخطكة إلى خطكة أخرل كىي ق ارءة ىذه النسب كتفسيرىا كبعدىا االنتقاؿ إلى لب منيج تحميؿ المحتكل كىك الد ارسة التحميمية أك ما يمكف أف نطمؽ عميو استنطاؽ األفكار كالمعاني كالعبا ارت كالكممات كما ككيفا حسب التساؤالت المطركحة سمفا) تساؤالت الد ارسة(. لقد قادنا استعماؿ ىذا المنيج إلى اؿؾشؼ عف مدل حضكر قي التنمية كتصكر كأسمكب حياة في المثؿ الشعبي كما سمح باستقصاء حيثيات دقيقة تتعمؽ بيذا الحضكر مف سبيؿ األىمية بالدرجة األشد تمثيال كجميع ىذه المفاصؿ شكمت المحاكر الكبرل التي سعت الد ارسة إلى اإلجابة عنيا. إف اعتمادنا تحميؿ المحتكل كمنيج ال يعد سبقا ل يسبقنا إليو احد بؿ ت استخدامو كاالستعانة بو مف قبؿ عدد مف الباحثيف لعؿ أشيرى دافيد ماكمالند كزميمتو جكب اتكنسف في الد ارسة الشييرة التي تحكلت فيما بعد إلى نظرية ذائعة الصيت حممت نفس عنكاف الد ارسة تقريبا مجتمع االنجاز أك نظرية االنجاز كالتي تنطمؽ مف فرضية رئيسية مؤداىا انو: ثمة ارتباط بيف زيداف عبد الباقي قكاعد البحث االجتماعي ط مكتبة القاىرة الحديثة القاىرة 974 ص 79.

283 الفصل ال ثامن دافع االنجاز كالنمك االقتصادم( اإلجراءات المنهجية كاف كانت ىذه النظرية تعرضت النتقادات الذعة لعؿ أىميا حصرىا التنمية في الجانب االقتصادم البحت كتركيزىا عمى عامؿ كاحد كىك العامؿ النفسي كتحيزىا ك عنصريتيا في بعض األحياف إال أف ما يحسب ليا أنيا عظمت مػػف شػػػػاف المقدرة الفردية بقكليا أف الفرد بإمكاناتو كقد ارتو يؤثر في المجتمع عمى عكس النظريات األخرل التي تجرد الفرد مف أم تأثير لو في المجتمع بؿ يجعؿ المجتمع يؤثر في شخصية الفرد كيشكؿ سمككو. كمع ىذا نشير إلى أف ىذه الد ارسة استخدمت تحميؿ المحتكل بما يقترب مف األسمكب ال كمنيج. إف اعتمادنا منيج تحميؿ المحتكل في ىذه الد ارسة ينطمؽ مف أف األفكار السائدة في األمثاؿ الشعبية تعكس تكجيات المجتمع كفمسفتو في الحياة كتحميؿ ىذه األفكار سيكشؼ عف طبيعة المجتمع كتحديدا عف مدل تمثمو لقي التنمية. إج ارئيا ت التركيز مف خالؿ ىذا المنيج عمى الكممات كاألفكار ذات المعاني المتكررة في مضمكف المثؿ الشعبي كربطيا بعنكاف البحث كتساؤالتو ليت بعد ذلؾ تحكيؿ تمؾ الكممات كاألفكار إلى قي رياضية بما يتكافؽ كالتساؤالت المطركحة ث جرل بعد ذلؾ ترتيبيا تسمسميا في جداكؿ تشتمؿ عمى التك ار ارت كالنسب المئكية لكؿ منيا كت حساب ذلؾ كفؽ الصيغة التالية: المجمكع الجزئي/ المجمكع الكمي =... ىذا كسنأتي في محطة الحقة عمى تبياف اإلج ارءات العممية لمتحميؿ ك التي تتضمف تفصيال لحيثيات التحميؿ. أما استخدامنا ليذا المنيج فقد جاء انطالقا مف تقديرنا ككنو األكثر مالئمة لمكضكع الد ارسة ك ىك القي كتحديدا قي التنمية في الت ارث الشعبي المثؿ الشعبي نمكذجا. كاعتمادنا ىذا المنيج كاف بناءا عمى أف القي المحتكاة في المثؿ الشعبي كمادة تحميؿ تمثؿ بصمة لمحياة الجماعية ال يمكف تتبعيا إال عبر ىذا المنيج الذم يشكؿ مجي ار لفحص المجاؿ الذىني الجماعي متكخيف قدر اإلمكاف الكقكؼ عمى الظاىر كالمستتر في ىذا المجاؿ كاف كاف اقتحا ك تتبع القي أمر صعب فإف اقتفاؤىا في الت ارث الشعبي ك في المثؿ الشعبي تحديدا يصبح أكثر صعكبة. كنجد محمكد عكدة يقر بيذه الصعكبة مف منطمؽ أف استخدا تحميؿ المحتكل عمى القي قد أثار عديد المشكالت خاصة تمؾ التي تتعمؽ بتحديد فئات 6 محمكد شماؿ حسف المجتمع المنجز د ارسة لتييئة المجتمع العربي لإلنجاز دار األفاؽ العربية القاىرة ص

284 الفصل ال ثامن اإلجراءات المنهجية الد ارسة ك عالقتيا باإلطار التصكرم المكجو لمبحث مف جية كالمادة التي يسعى الباحث إلى تحميميا مف جية أخرل. إف ىذه الصعكبة أك العقبة حذت بنا إلى محاكلة الضبط الدقيؽ لكؿ مف كحدة التحميؿ كحدة التعداد قياس الثبات كسنأتي عمى ىذا بالتفصيؿ في أدكات الد ارسة. - المنهج الوصفي التحميمي: إف استعانتنا بيذا المنيج كاف مف منطمؽ بحثنا لقي التنمية مف خالؿ المثؿ الشعبي قصد التعرؼ عمى كاقع كمكانة ىذه القي في ىذا األخير بصفتو بكصمة تقيس عمؽ الت ارث الشعبي كمف خاللو المجتمع بفمسفتو كط ارئؽ تفكيره فقد ت إخضاع مادة الد ارسة إلى التحميؿ الكمي كالكيفي حيث جرل التعرؼ عمى الت ارث الشعبي بأشكالو كمضامينو بكجو عا ليقع التركيز بعدىا عمى المثؿ الشعبي كأحد أكجو تجميات الت ارث الشعبي الميمة كت مكافقة مادة االستقصاء كالتحرم مع ىدؼ البحث كىك تتبع مدل حضكر قي التنمية كتصكر ككأسمكب حياة في المثؿ الشعبي فاستغرقت بذلؾ الشؽ األكؿ مف المنيج كىك الكصؼ لتستكمؿ الشؽ الثاني كىك التحميؿ كالذم عبرت عنو بشكؿ اكبػػػر تساؤالت الد ارسػػػػػة كىكذا فاف ىدفنا كاف جمع المعمكمات الكصفية المتعمقة بيذا المكضكع ث حساب مدل حضكر القي التنمكية كتحميميا كميا ( القي الكمية( مف اجؿ التعرؼ عمى الشكؿ الذم تحضر بو تمؾ القي في المثؿ الشعبي كمجمكع ىذه الخطكات نرل انو يكافؽ تعريؼ المنيج الكصفي التحميمي الذم ينص عمى أف المنيج الكصفي التحميمي ىك منيج يدرس الظاىرة... بكؿ خصائصيا كأبعادىا في إطار معيف كيقك بتحميميا استنادا لمبيانات المجمعة حكليا ث محاكلة الكصكؿ إلى أسبابيا ك العكامؿ التي تتحك فييا كبالتالي الكصكؿ إلى نتائج قابمة لمتعمي. عثماف حسف عثماف المنيجية في كتابة البحث ك الرسائؿ الجامعية منشك ارت الشياب باتنة الج ازئر 998 ص محمكد عكدة مشكالت منيجية في د ارسة المجتمع القركم المصرم في:لكيس مميكة ق ارءات في عم النفس االجتماعي في الكطف العربي المجمد الثالث الييئة المصرية لمكتاب القاىرة 979 ص 7.

285 الفصل ال ثامن اإلجراءات المنهجية ثالثا:. حدود الد ارسة لكي ال ينصرؼ الباحث كال المتتبع لبحثو إلى مسالؾ أخرل غير التي صرح بيا في بحثو فقد ارتأينا مف الضركرم كزيادة في المنيجية تحديد الد ارسة بكضع الحدكد التي تقؼ عندىا كيجعؿ منيا ركافد ممزمة ال تتعداىا كىي كاآلتي:. االقتصار عمى استقصاء كتحميؿ المثؿ الشعبي البيف الشعبية بالميجة المحمية الدارجة الشائع استخداميا في المنطقة محؿ الد ارسة) منطقة بسكرة( فال يدخؿ ضمف نطاؽ الد ارسة كالتحميؿ األمثاؿ الفصيحة كغير المنطكقة بالميجة المحمية ( العربية الدارجة أك العامية( فاألمثاؿ االمازيغية مثال ال تدخؿ في نطاؽ الد ارسة كالتحميؿ... تتحدد عممية التحميؿ في استخ ارج قي التنمية مف خالؿ األفكار الدالة عمييا في المثؿ الشعبي استخالص القيمة التنمكية يمكف أف يككف بشكؿ غير مباشر ( أم تمؾ القي التنمكية.3 المستترة( كالتي تتفؽ مع صنافة القي التنمكية التي أعدىا الباحث سمفا. كمف بيف اإلج ارءات التي نبو إلييا الباحث كالتي شكمت فيما بعد حدكدا ممزمة كميمة لمد ارسة تأكيده عمى المبحكثيف كتابة المثؿ كما ينطؽ تماما أك كتابتو ىك شخصيا لو كما نطؽ في حالة المبحكثيف الذيف ال يجيدكف الكتابة. إلى جانب ىذا عد إل از المبحكث بعدد معيف في األمثاؿ الف ذلؾ مف شانو يكسع قاعدة العينة بما يسمح بحد مقبكؿ مف التعمي.. اربعا : نوع العينة وطريقة المعاينة إف الضبط الدقيؽ لنكع العينة كطريقة المعاينة يعتبر صما األماف الذم يركف إليو الباحث كالمستقصي لبحثو لقبكؿ البحث في عمكمو كالحك بعمميتو كلعؿ الحرص عمى ضبط العينة التي مالت إلى غير العشكائية زيادة كامعانا في التحميؿ مف جية ككبر حج العينة مف جية أخرل ( - 7 -

286 الفصل ال ثامن عدد األمثاؿ( اإلجراءات المنهجية يشكالف عامؿ ثقة في النتائج بما ينسج كاألىداؼ المحددة لمبحث كالتي تتجسد في كشؼ مقدار حضكر قي التنمية في األمثاؿ الشعبية. بالعكدة إلى نكع العينة كمالبسات تكزيع استمارة جمع األمثاؿ الشعبية نشير إلى أف العينة الرئيسية تتعمؽ بعدد األمثاؿ المحممة ( حج العينة( أما العينة المساعدة فيي المستعممة لجمع األمثاؿ ( عدد االستما ارت(. بالنسبة الستما ارت جمع األمثاؿ الشعبية حددنا عدد االستما ارت المعدة ليذا الغرض بمائة )( استمارة كتحديدنا ىذا كاف كفقا لتقديرنا لمقدرتنا التحميمية فمعمك أف حج العينة يتحدد بمجمكعة مف الشركط مف بينيا قدرة الباحث الزمنية كالمالية كالعممية أيضا فما ىك في استطاعة مجمكعة مف الباحثيف ال يدركو باحث كاحد. أما بالنسبة لممائة استمارة المخصصة لجمع األمثاؿ اعتمدنا أك باألحرل مزجنا بيف العينتيف العرضية كالقصدية كىما يقعاف ضمف العينات غير االحتمالية كمبررنا في المجكء إلى ىذا النكع مف العينات أف قاعدة مجتمع البحث غير محدكدة المعال كغير معركفة إحصائيا فبالنسبة لمتكزيع العرضي قا الباحث باختيار أشخاص في أماكف متعددة ( طريؽ محؿ تجارم مكاف تجمع...(. أما القصدية فقد حضرت مف خالؿ اشت ارط الباحث عمى المبحكث أف يككف حافظا لعدد مف األمثاؿ الشعبية. كتعرؼ العينة العرضية بأنيا تمؾ العينة التي يمجا إلييا الباحث عندما ال يتكفر لديو أم اختيار لمسحب إال القيا بالتحقؽ عمى العناصر التي تقع في يده حيث يمعب ىنا عامؿ الحظ بالمعنى العامي دك ار ىاما في الحصكؿ عمى ىذا النكع مف العينة حيث يقك الباحث باختيار مثال أشخاصا ماريف في طريؽ معيف أك داخميف إلى محؿ معيف ليحقؽ معي. بينما تعرؼ العينة القصدية أك العمدية عمى اختالؼ المسميات بأنيا تمؾ التي يقك فييا الباحث باختيار أف ارد أك سعيد سبعكف حفصة ج اردم مرجع سابؽ ص 47.

287 الفصل ال ثامن اإلجراءات المنهجية كحدات العينة عف عمد كيتكقؼ االختيار عمى عدة عكامؿ مختمفة مثؿ خبرة الباحث كمعمكماتو... كقد حرص الباحث في التكزيع عمى تمثيؿ المنطقة قيد الد ارسة قدر اإلمكاف حيث قا بتقسي الكالية إلى خمس مناطؽ تمثمت في الجيات األربع الشماؿ كالجنكب كالشرؽ كالغرب إلى جانب منطقة المركز ممثمة بمدينة بسكرة عاصمة الكالية.كاختار عف الجية الشمالية بمدية القنطرة كعف الجية الجنكبية بمدية أكماش كعف الجية الشرقية بمدية زريبة الكادم كعف الجية الغربية بمدية طكلقة. بعد تكزيع المائة استمارة ك استرجاعيا كميا كعقب تفريغيا كانت إف ار ازتيا كاألتي: - العدد اإلجمالي لألمثاؿ الشعبية 735 مثال. : - متكسط عدد األمثاؿ لالستمارة الكاحدة: 7.35 مثؿ. - الحد األدنى لالستمارة الكاحدة:. 03 أمثاؿ - الحد األقصى لالستمارة الكاحدة مثال. : بعد ىذا جاءت عممية الفرز حيث ت إلغاء األمثاؿ غير الكاضحة كاألمثاؿ المكتكبة بالفصحى. 688 )العربية الفصيحة( كاألبيات الشعرية فكاف خالص عدد األمثاؿ مثال - حج العينة 688 مثال شعبي ا. خامسا : خطوات التحميل. لقد تركز مجاؿ اىتمامنا في ىذه الد ارسة عمى كاحد مف أكثر أشكاؿ األدب الشعبي أىمية كىك المثؿ الشعبي المنطكؽ بالميجة المحمية ' الدارجة" ك حرصنا عمى أف تككف األمثاؿ محؿ التحميؿ غير خاضعة لمتدكيف عمى الرغ مف أننا اطمعنا عمى عدد مف المؤلفات التي تناكلت المثؿ الشعبي مثؿ مؤلفات األساتذة عبد الحميد بك اريك عبد الحميد بف ىدكقة مسعكد جعككر عبد السيد عبد الحميد عطية التحميؿ اإلحصائي كتطبيقاتو في د ارسات الخدمة االجتماعية المكتب الجامعي الحديث اإلسكندرية ص

288 الفصل ال ثامن اإلجراءات المنهجية المالؾ مرتاض إلى جانب عدد مف مؤلفات ىكاة جمع األمثاؿ كحرصنا عمى استيقاء األمثاؿ مف أفكاه المبحكثيف مباشرة ال مف متكف الكتب ارجع كما سبؽ اإلشارة إليو إلى مستكل التمثؿ العالي الذم يحضر في ذىف المبحكث لحظة نطقو بالمثؿ إذ أف كثي ار مف األمثاؿ المدكنة ل تعد متداكلة كال مفيكمة مف قبؿ الناس في الكقت الحالي. نعكد اآلف إلى الخطكات التي سار كفقيا التحميؿ كالتي كانت كفقا لمم ارحؿ التالية : - المرحمة األكلى: تقسي خامة األمثاؿ الشعبية إلى حز مثمية يض كؿ منيا عشرة أمثاؿ )0(. - المرحمة الثانية: ق ارءة أكلية كسريعة لمحزمة المثمية. - المرحمة الثالثة: ق ارءة ثانية متأنية بغية التعرؼ عمى القيمة المحكرية التي يعالجيا كؿ مثؿ مف الحزمة. - المرحمة ال اربعة: تقسي المثؿ إلى أفكار أساسية إذا كاف يحتمؿ ذلؾ. - المرحمة الخامسة: تحديد نكع القيمة في كؿ مثؿ كفقا لمتصنيؼ المعد. - المرحمة السادسة: القيا بعممية التفريغ في جداكؿ خاصة كاعطاء الكزف النسبي لكؿ قيمة كفقا لتك اررىا. - المرحمة السابعة:

289 الفصل ال ثامن اإلجراءات المنهجية مرحمة التحميؿ حيث كبعد استخ ارج كحدات التحميؿ كترتيبيا في جداكؿ كتحكيميا إلى قي رقمية قمنا بق ارءتيا إحصائيا كربطيا بالطرح العا كتفرعاتو لتسفر عف الق ارءة السكسيكلكجية المعمقة كمرحمة أخيرة مف م ارحؿ التحميؿ. ( سادسا :إج ارءات التحميل أداة الد ارسة(. ألف لكؿ منيج أدكاتو الخاصة في التقصي كاالستقصاء التي تنسج كطبيعة مكضكع البحث باألساس فإف منيج تحميؿ المحتكل بدكره لو مف األدكات ما يسمح لو بتحقيؽ مجمكع غاياتو البحثية كحيث أننا قمنا بتفكيؾ كؿ مثؿ شعبي مف اجؿ استخ ارج محتكياتو القيمية بما يتكافؽ كتصانيؼ المجمكعات القيمية المعدة سمفا عمى اعتبار أننا احتكمنا إلى التصنيؼ القبمي أم ذلؾ الذم يضع قائمة قبمية بالرسائؿ الم ارد استخ ارجيا مف نص االتصاؿ أيا كاف ىذا النص ( مكتكبا مرئيا شفييا( كفي حالة بحثنا ىذا كاف نص االتصاؿ شفييا جرل تحكيمو فيما بعد إلى نص كتابي. لك عدنا إلى تعريؼ تحميؿ المحتكل نجده األتي: " أسمكب البحث الذم ييدؼ إلى الكصؼ المكضكعي كالمنظ كالكمي لممحتكل الظاىر لالتصاؿ..." كبغض النظر عف اقتصاره عمى المحتكل الظاىرم لالتصاؿ ألف في ىذا حديث منيجي مف منطمؽ أف إج ارء اإلكتناه لمحتكل االتصاؿ يحتمؿ بشكؿ ما البحث عف الرسائؿ الخفية المستترة في ىذا المحتكل. إذا كبغض النظر عف ذلؾ فإف مف أى ما يتطمبو ىذا المنيج عمى المستكل التقني كاإلج ارئي الكصؼ الكمي كلكي تتحقؽ صفة التكمي ال بد مف أداة لذلؾ ىذه األداة ىي ما يطمؽ عميو في تحميؿ المحتكل كحدة التحميؿ كالحقيقة أف لمتحميؿ أكثر مف كحدة يت بيا محاصرة المادة المحممة كميا كنكردىا كما طبقناىا في بحثنا ىذا كما يمي :

290 الفصل ال ثامن اإلجراءات المنهجية -6- وحدات التحميل: --6 كحدة التسجيؿ: كيقصد بكحدة التسجيؿ" الجزء الذم اختاره الباحث ليضعو في شبكة التحميؿ أك الخانة الجامعة ذات الداللة أم الفئة التي ت تعيينيا عندما نقك بتقطيع نص االتصاؿ" كقياسا إلى مكضكع كمادة التحميؿ ( المثؿ الشعبي( فاف كحدة التسجيؿ األساسية كانت الفكرة كذلؾ لما يمتاز بو المثؿ الشعبي مف خصائص شكمية كباألخص قصر العبارة مما يجعؿ الكثافة المفظية بو متدنية كىك كالحاؿ ىذه يعالج في الغالب فكرة كاحدة بأقؿ عدد كمي مف الكممات. كالفكرة في تحميؿ المحتكل اصغر حاك ليا الجممة لذلؾ صح أف نقكؿ أننا اعتمدنا ( الجممة( ككحدة لمتسجيؿ كىذا مف باب م اردفتيا لمفكرة في إطار خصائص المثؿ الشعبي. كاذا ذىبنا مع " احمد اكزم" إلى اعتبار الكممة تحمؿ مف الحمكالت الرمزية ما يؤىميا الف )..( " تككف بدكرىا كحدة لمتحميؿ -يقصد كحدة لمتسجيؿ- كذلؾ عندما يقكؿ ىي اصغر كحدة مف كحدات تحميؿ المضمكف م اردفة لما يطمؽ عميو الزيؿ الرمز..." فإننا نصرح إننا اعتمدنا الكممة كحدة لمتسجيؿ فيي في كثير مف األحياف تشكؿ المفتاح الذم بو يفصح المثؿ عف فكرتو الرئيسية كخالصة ىذا اإلج ارء أننا قمنا بحصر الكممات كاألفكار التي قدرنا أنيا دالة عمى قيمة تنمكية ما مف تمؾ التي صنفناىا سابقا ث قمنا بتصنيؼ ما جمعناه كحساب معدؿ تك ارره كمستكل شدتو ككإج ارء رياضي قمنا بحساب النسبة المئكية لكؿ قيمة مف مجمكع المجمكعات القيمية كذلؾ كاآلتي : تك ار ارلقيمة إجمالي تك ارر القي : سعيد سبعكف حفصة ج اردم مرجع سابؽ ص 36. انظر في الجزء النظرم مف ىذا البحث خصائص المثؿ الشعبي. أكزم احمد تحميؿ المضمكف كمنيجية البحث الشركة المغربية لمطباعة ك النشر المغرب 993 ص 59.

291 الفصل ال ثامن اإلجراءات المنهجية جرل بعد ذلؾ حساب األك ازف النسبية لكؿ مجمكعة قيمية ث ترتيبيا تنازليا ككؿ ذلؾ ليتسنى لنا عممية المقارنة كقياس تساؤالت الد ارسة المصرح بيا باإلضافة إلى العديد مف القياسات كاألك ازف كالترتيبات كؿ بصيغتيا التي كظفناىا لمغرض ذاتو ( اختبار تساؤالت الد ارسة(. --6 كحدة العد كالقياس: تنص التكجيات المنيجية في ىذا الصدد عمى أف كحدة العد كالقياس عمى نكعيف حسابية أك ىندسية ك ألف كحدة العد اليندسية تتالء أكثر مع نص االتصاؿ المكتكب باألساس ( صحؼ كتب كثائؽ...( كألف نصنا االتصالي شفاىي فقد قدرنا أف كحدة العد كالقياس ىي " فقمنا حسابية" بناءا عمى ذلؾ بحساب عدد الم ارت التي ظيرت فييا كؿ قيمة أيا كانت تجمياتيا سكاء " فكرة أك كممة" كحدة السياؽ: إف كحدة السياؽ تعتبر بمثابة استكماؿ لمكقع أدكات التحميؿ كتحديدا أداة التسجيؿ كحيث أننا اعتمدنا الفكرة كالكممة الجممة( باعتبار شكؿ المثؿ ال يسمح بنطاؽ أكسع مف ذلؾ_ فاف كحدة _ ( السياؽ كانت المثؿ الكاحد. -6 فئات التحميل: " الفئات ىي " خانات ذات داللة عمى أساسيا يصنؼ كيكم محتكل االتصاؿ كتنقس فئات التحميؿ إلى قسميف فئة الشكؿ كفئة المضمكف فئة الشكؿ تنطمؽ أك تجعؿ ىدفا ليا السؤاؿ التالي: كيؼ قيؿ كحسب رشدم طعمية في كتابو القي تحميؿ المحتكل في العمك اإلنسانية تتككف فئات الشكؿ مف فئات جزئية إلى ( نمط المادة اإلعالمية شكؿ العبارة شدة االتجاه المغة المستخدمة المساحة كالزمف المكقع ترتيب المضمكف تك ارر المضمكف المعالجة الفنية Grawitz madeleine ;méthodes des sciences sociales ;8eme édition ; paris ;ed Dalloz ;990 ;p

292 الفصل ال ثامن استخدا األلكاف استخدا الصكر كالرسك( بينما تتككف فئات المضمكف اإلجراءات المنهجية ( االتجاه المستكيات القي األساليب السمات الجميكر المستيدؼ مصدر المعمكمة الكضكح(. --6 فئة الشكل : كقياسا دائما إلى مادة التحميؿ ذات الطابع الشفيي فإف فئة الشكؿ لف نتكقؼ عندىا كثي ار إال عمى سبيؿ االستشياد كالعضد لفكرة قيمية ما كسيككف تركيزنا عمى فئة األسمكب المستعمؿ) كناية تمميح..( كبدرجة أقؿ فئة شكؿ العبا ارت التي ت ارعي الجانب التركيبي لمجمؿ. --6 فئة المضمون: يرل سعيد سبعكف كزميمتو فيما ينسبكنو إلى Robert André أف فئات التحميؿ الجيدة ىي التي تحقؽ مجمكعة مف الشركط كىي الشمكلية باف تسمح بتصنيؼ كؿ محتكل االتصاؿ. كالكضكح بأف تحقؽ أعمى درجات الدقة فتسمح باالستقصاء بسيكلة لمف يسمؾ نفس النيج كالحصرية أم أف الفئة تعبر فقط عما كضعت ألجمو فال تتعداه إلى فئة أخرل كالمالئمة أم أف تتالء مع ىدؼ البحث في عمكمو كاجمالو فال تنصرؼ إلى أىداؼ أخرل. اجتيادا كمف اجؿ تحقيؽ ىذه الشركط فقد قدرنا أف الفئة المعتمدة كالمناسبة لمجاؿ بحثنا كد ارستنا ىي فئة القي كذلؾ مف منطمؽ أف اليدؼ األساس لمبحث كما يدؿ عميو عنكانو ككما صرحنا بو في بنؾ األىداؼ المعمف ىك استقصاء مدل حضكر قي التنمية في المثؿ الشعبي كممثؿ لمت ارث الشعبي بمنطقة الد ارسة ( بسكرة(. 3-6 اختبار الثبات: كلج الباحث مباشرة إلى اختبار الثبات دكف الكقكؼ عند اختبار الصدؽ كذلؾ لرؤيتو أف إثبات الصدؽ ال يطرح مشكمة في ىذا البحث إذ أف إثبات الصدؽ يعني التأكد مف أف أسمكب القياس يقيس ما يفترض أف يقيسو كزكايا البحث في ىذه النقطة تحديدا ال تتسع ألكثر مف عد أحمد رشدم طعيمة: تحميؿ المحتكل في العمك اإلنسانية دار الفكر العربي القاىرة 4 ص 3. أنظر سعيد سبعكف حفصة ج اردم مرجع سبؽ ذكره ص 34.

293 الفصل ال ثامن اإلجراءات المنهجية الكممات كاألفكار الدالة عمى قي التنمية بينما تبقى ميمة التحميؿ بمعنى التأكيؿ مف اختصاص صاحب البحث. بالنسبة لمثبات معمك أف لقياسو أكثر مف طريقة كقياسا إلى طبيعة المادة المحممة ( المثؿ الشعبي( فقد ارتأينا أف الطريقة األكثر مالئمة ىي طريقة إعادة االختبار ىذه األخيرة التي حاكلنا تطبيقيا بشكمييا المعركفيف كىما تحميؿ المادة نفسيا مف قبؿ باحثيف اثنيف كتحميؿ المادة نفسيا مرتيف عمى فترتيف متباعدتيف مف قبؿ الباحث نفسو. كفي سبيؿ ىذا اليدؼ قا الباحث بالخطكات التالية: -3-6 التحميؿ الثنائي : 0 مثال أ. شعبيا. اختيار مجكعة مف األمثاؿ الشعبية المجمكعة بصفة عشكائية تككنت مف عشريف ب. اطالع الباحث المساعد المختبر( ( عمى التصنيؼ القيمي المعد سمفا ككذا عمى خطكات كمرتك ازت كاج ارءات التحميؿ. ج. انف ارد كؿ باحث بمادة التحميؿ مكضكع الد ارسة كىي المادة نفسيا ( عشركف مثال متطابقة(. د. ق. االلتقاء بعد الف ارغ مف التحميؿ لبياف العالقة بيف النتائج التي تكصؿ إلييا كؿ باحث. حساب معامؿ الثبات باالعتماد عمى معامؿ االرتباط بيف التحميميف اعتمادا عمى معامؿ االرتباط بيرسكف( ( الذم ت الحصكؿ عميو بتطبيؽ المعادلة التالية: طرم قة الصكر المتكافئة طرم قة التقسي النصفي طرقة المادة االختيار. صالح بف محمد الصغير مقدمة في اإلحصاء االجتماعي جامعة الممؾ سعكد السعكدية 7 ص 35.

294 الفصل ال ثامن اإلجراءات المنهجية كقد بمغ معامؿ الثبات: 0.50 انو كاف كاف ىذا الحد مف الثبات يبدك متدنيا إلى حد ما عمى اعتبار أف القاعدة في ىذا ) الشأف تنص انو كمما اقتربت قيمة معامؿ االرتباط مف )+ دؿ ذلؾ عمى كجكد عالقة مكجبة فإننا نعتبرىا مقبكلة إلى حد ما بالقياس إلى مكضكع كاف دائما مثار اختالؼ كعد اتفاؽ مثؿ مكضكع القي باألخص عندما يتعمؽ األمر بقياسيا التحميل الفردي المتباعد: زيادة في االطمئناف البحثي عمد الباحث إلى تطبيؽ الشكؿ الثاني مف طرؽ قياس الثبات كىك التحميؿ الفردم المتباعد كت ذلؾ كفؽ الخطكات التالية: ( أ. اختيار مجمكعة مف األمثاؿ الشعبية مف العينة األصمية المكسعة( بصفة عشكائية أيضا مع تسجيؿ أف ىذه العينة تختمؼ عف تمؾ التي جرل اختيارىا في االختبار األكؿ كقد بمغت عشركف )0( مثال. ب. القيا بالتحميؿ كفقا لمتصنيؼ القيمي ( صنافة القي( ككذا خطكات كمرتك ازت كاج ارءات التحميؿ المتفؽ عمييا. ج. أعاد الباحث تحميؿ نفس العينة بنفس األداة كفؽ نفس اإلج ارءات دكف الرجكع أك االطالع عمى التحميؿ السابؽ كذلؾ بعد مدة 5 يكما. ( د. تطبيؽ معادلة معامؿ االرتباط بيرسكف( التي جرل تطبيقيا سابقا. بعد إج ارء العمميات الحسابية كاف معامؿ االرتباط عند حدكد 0.80 كىي درجة مقبكلة جدا بالنسبة لتحميؿ مف ىذا النكع. فتحي عبد العزيز أبك ارضي الطرؽ اإلحصائية في العمك االجتماعية دار النيضة بيركت 998 ص

295 الفصل ال ثامن اإلجراءات المنهجية سابعا: صنافة القيم. ييدؼ ىذه اإلج ارء إلى إعداد مصنؼ بالقي الم ارد اختبار حضكرىا في المثؿ الشعبي كالتي أطمقنا عمييا قيما تنمكية ككنا قد ضبطنا في مكضع سابؽ مف فصؿ االقت ارب المنيجي لمد ارسة الداللة اإلج ارئية ليذا المفيك كالف ذلؾ الضبط لممفيك كاف قد حدد الخطكط العريضة كالمعال الرئيسية الكاجب تكفرىا في قيمة ما لنطمؽ عمييا مسمى تنمكية فاف ىذه الخطكط البحثية سنباشر فييا كعمى مستكاىا عممية إسقاط المعال المفيكمية عمى النماذج القيمية. لمكصكؿ في األخير إلى قائمة كاضحة كمضبكطة لمقي التنمكية. انو كلما كانت السالمة المنيجية تقتضي تكضيح الخمفيات كالمرجعيات النظرية لكؿ خطكة بحثية فقد حاكلنا - قدر االستطاعة ربط إعداد صنافة القي التنمكية كإج ارء منيجي بالت ارث النظرم في ىذا المجاؿ كنكضح في ىذا أف جيدنا عرؼ مرحمتيف رئيسيتيف األكلى ىي االنكباب عمى الت ارث النظرم المتعمؽ بالمكضكع أم الت ارث التنظيرم التنمكم كحاكلنا فييا التركيز عمى اإلشا ارت كالدالالت القيمية أيا كاف صكبيا المفيكمي ( التنمية التحديث الحضارة ) بينما كانت المرحمة الثانية ترتيبية تصنيفية لمجمكع القي المستقاة االنجاز التجدد... كالمستنبطة مع اإلشارة إلى استدخاؿ جيد الباحث التقديرم فيما تعمؽ بقبكؿ أك طرح القي بما يتكافؽ كىدؼ البحث كذلؾ مف حيث طبيعة القي المختارة كعددىا خطوات اإلعداد : --7 االطالع عمى الت ارث النظري ذي العالقة : في ىذه الخطكة ت االطالع عمى الت ارث النظرم ذم العالقة ب مكضكع القي الدافعة أك الحاثة أك المنتجة لمتنمية ككما سبقت اإلشارة إليو فقد كسعنا مفيك التنمية إلى الضفاؼ المجاكرة كالتي تؤدم نفس المعنى كالمقصد مثؿ التحديث كالحضارة كذلؾ بعد عرض كؿ مفيك عمى مجمكعة مف المحددات أك المعال الرئيسية التي تحدد مدل اقت اربو مف مفيك التنمية كما حددناه كقصدناه إج ارئيا كنشير في ىذا الصدد إلى أف رصدنا غطى التيار التحديثي ( نظرية التحديث بتفرعاتيا ) - 8 -

296 الفصل ال ثامن اإلجراءات المنهجية كالتيار المستقؿ كالذم يشمؿ كؿ إسيا تنظيرم تنمكم خارج نظريتي التحديث كالتبعية مع الميؿ إلى اإلسيامات العربية اإلسالمية القت ارب النمكذج التنظيرم مف المجتمع المدركس كعمى ذلؾ فم نسجؿ حضك ار لنظرية التبعية عمى مستكل القي التنمكية كذلؾ لمجمكع األسباب التي سقناىا سابقا كعمى أرسيا تركيز ىذه النظرية عمى العكامؿ الخارجية في التخمؼ كعد عنايتيا كثي ار بالعكامؿ الداخمية. التيار التحديثي : بالنسبة لمتيار التحديثي شمؿ اطالعنا عددا مف إسيامات عممائو كالتي قدرنا أنيا تحكم إشا ارت ذات باؿ إلى قي التنمية كقد افرز االطالع عمى ما يمي : *عند ماكس فيبر: تشمؿ قي التنمية أك التحديث كما يسمييا : - الكفاءة في العمؿ 5 -التفكؽ في العمؿ 9 -القدرة عمى االخت ارع 6 -النظا كالترتيب 0 -األمانة - الرشادة 7 -الصدؽ -اإلخالص - المثابرة 3 8 -المعقكلية -الكاقعية - الجد 4 *عند تالكوت بارسونز : نشير ىنا إلى أف خالصات قي التنمية عند بارسكنز ىي تقطير أل ارئو النظرية في إسياماتو لتفيئة المجتمعات خاصة التعبئة الثنائية الشييرة المجتمع التقميدم / المجتمع الحديث كالتي اتخذت شكؿ مقابمة بيف نمكذجيف لكؿ ممي ازتو يت الفصؿ فييا عف طريؽ خمسة أزكاج مف البدائؿ pattern المتضمنة أنماطا مف االتجاىات كالسمككات المتقابمة كالتي أسماىا متغي ارت النمط سامية مصطفى الخشاب د ارسات في االجتماع الديني الكتاب األكؿ عم االجتماع الديني دار المعارؼ القاىرة 988 ص

297 الفصل ال ثامن اإلجراءات المنهجية "جي ركشيو" option de valeurs كالبد مف اإلشارة ىنا إلى variables كالتي ترجميا إلى أف ىذا اإلسيا ليس إسياما خالصا لبارسكنز حيث تأثر في إعداده ب مجمكعة مف العمماء مثؿ " " " تكنيز ك فيبر " إال أف ما يحسب لو اجتياده لربط المستكييف الجزئي كالكمي كىك ما أشار إليو " جي ركشيو " عندما قاؿ عف ىذه المتغي ارت يمكف أف تنطبؽ عمى سمكؾ الفرد أك سمكؾ " الجماعة كعمى تحميؿ الجماعات الصغيرة أك المجتمع الكبير ككؿ.. " كجممة متغي ارت النمط ىي كما يمي : الكجدانية مقابؿ الحياد الكجداني. - المصمحة الذاتية مقابؿ مصمحة الجماعة -. العمكمية مقابؿ الخصكصية. - األداء مقابؿ النكعية - - التخصص مقابؿ االنتشار. ىكسيمتز " B.F.Hoselitz كاف لو أيضا إسيا في تحديد سمات المجتمع الحديث كتمؾ " السمات التي يمكف اعتبارىا قيما عامة كبرل ألخرل خاصة جزئية صغرل تصنع الفارؽ بيف المجتمعيف التقميدم كالحديث إال أننا نكرد مساىمتو تحت مساىمة " بارسكنز الف الخصائص " التي قدميا " ىكسيمتز ىي في الحقيقة عمؿ انتقائي قا بو ىذا األخير مف متغي ارت النمط 3 الخمس المذككرة آنفا حيث اختار منيا ثالث فقط كىي : الخصكصية مقابؿ العمكمية. التكافؽ مقابؿ االبتكار كالفاعمية. حالة التشتت الكظيفي مقابؿ حالة التخصص الكظيفي. كاذا ما عدنا إلى عممية االستخالص القيمي مف المساىمتيف نحصؿ عمى القي التالية : 3 زما نكر الديف القكل السياسية كالتنمية مرجع سابؽ ص 6. 6 المرجع السابؽ ص. 6 المرجع السابؽ ص

298 الفصل ال ثامن اإلجراءات المنهجية - احت ار القانكف العمكمية. - النظا - الدقة التخصص. - اإلتقاف الحياد كالمكضكعية الحياد الكجداني 5 - إنكار الذات مصمحة الجماعة. 6 *عند ديفيد ماكمالند وهيجن : كقع التركيز عمى ىذيف العالميف مجتمعيف لسببيف األكؿ أنيما ينتمياف إلى ذات االتجاه في نظرية التحديث كىك االتجاه النفسي كالسبب الثاني التضاح معال قي التحديث عندىما إلى حد ما قياسا إلى غيرىما مف منتسبي ىذا االتجاه أمثاؿ "كينكؿ" أك "ليرنر" كبعد االطالع عمى : إسياماتيما تبدت القي التي ا ركز عمييا كقي تحديثية ) تنمكية ( عمى الكجو اآلتي الطمكح 3- االستقاللية - التخطيط التجديد 5- األمانة احت ار الكقت -9 - تقدير العم 8- اإلبداع تقدير العمؿ اليدكم االستثمار - االدخار المغامرة العقالنية األداء. 0 في سبيؿ استخالص ىذه القي جرت اإلفادة مف الم ارجع التالية : /دافيد ماكمالند مجتمع االنجا ازت عبد اليادم الجكىرم كمحمد سعيد فرج المكتب الجامعي الحديث اإلسكندرية. 998 نكر الديف زما القكل السياسية كالتنمية دار الكتاب العربي الج ازئر. 3 محمكد حسف شماؿ المجتمع المنجز دار األفاؽ العربية القاىرة. 6. / /3 4/ عمى غربي كآخركف تنمية المجتمع مف التحديث إلى العكلمة دار الفجر القاىرة

299 الفصل ال ثامن اإلجراءات المنهجية التيار المستقل : ذكرنا في الجانب النظرم مف ىذا البحث أف ىناؾ تيار تأصيمي يتممص مف المرجعيات الغربية باألساس كيحاكؿ التأسيس لمرجعية تنمكية مستقمة كيتخندؽ ؼم ىذا التيار مجمكعة مف " " " الباحثيف كالمفكريف أمثاؿ " ككجار" "شب ار أنكر عبد الممؾ كالذم يقد مفيك التحديث " " " المؤصؿ " عادؿ حسيف كالذم يقد بدكره مفيك التجدد الذاتي كباستثناء ىذا األخير الذم يممح إلى قي تنمكية مف نكع ما يسكقيا عمى نحك ماكركم كىي الثقة بالنفس كاإلبداع كاالستقاللية فاف باقي اإلسيامات ال تتضح فييا إشا ارت أك إيضاحات لنكع القي التي تكصؿ إلى التنمية كمف اجؿ ذلؾ سيقتصر تركيزنا عمى مالؾ بف نبي الذم تتضح عنده مثؿ ىذه القي إلى حد ما. * عند مالك بن نبي : بناءا عمى االطالع عمى ت ارث بف نبي تأسيسا عمى ما ت است عارضو في الجانب النظرم ( ( عنصرم التنمية عند مالؾ بف نبي كالثقافة عند بف نبي ) كباألخص مقكمات بحضارة ) ( اإلنساف الت ار ب الكقت ) ككذا التكجييات األربع األخالقي كالجمالي كالعممي كالفني كؿ بناءا عمى ذلؾ حاكلنا استخالص قي التنمية عنده فكانت في تقديرنا اآلتية: 3 -العمؿ المتفاني 5 -تنمية الذات - الكقت - تقدير العم 4 -تقدير العمؿ اليدكم --7 استخالص القيم التنموية : في ىذه الخطكة جرل استخالص قي التنمية بناءا عمى االطالعات السابقة أم انتقاء عدد مف القي التي سجمت حضكرىا المتكرر لدل أكثر مف عال كادخاليا ضمف القائمة كاستبعاد القي الشاذة أم تمؾ سجمت حضك ار كاحدا كذلؾ مع م ارعاة شرطيف اثنيف كىما : م ارعاة القيمة لخصكصية المثؿ الشعبي إذ أف القي المتضمنة في اإلسيامات أعاله ليست قائمة مطمقة لذلؾ جرل االنتقاء بما يتناسب كمستكل الذىنية الشعبية

300 الفصل ال ثامن اإلجراءات المنهجية م ارعاة الشمكؿ في االنتقاء بحيث ركعي تغطية جاالت التنمية األساسية ( االقتصادية االجتماعية السياسية الثقافية ) إعداد قائمة قيمية مجاالتية عامة : بيدؼ مكقعة القي ت إعداد قائمة قيمية عامة تشمؿ بدكرىا المناحي األساسية األربع لمحياة ) البشرية ( االقتصادية االجتماعية السياسية الثقافية كذلؾ باستخالص المجمكعات القيمية التي يدكر في فمكيا محتكل المثؿ الشعبي كقد جرل ذلؾ باالستناد إلى عينة استطالعية جاء اختيارىا عشكائيا ت بمكجبيا كضع تمؾ المجمكعات كبالتالي كاف استدخاؿ أم مجمكعة قيمية خاضع لمدل حضكرىا في العينة االستطالعية كعميو فقد ت استبعاد الشاذ مف القي كدمج مجمكعة مف القي التي قدرنا أنيا فرعية في مجمكعات قيمية اكبر. كقبؿ المضي نحك استع ارض مخاض كؿ العمميات السابقة ننكه إلى أف التصنيؼ الذم سنقدمو ال يمثؿ مضاىاة لمتصنيفات المعركفة المرتكزة إلى دعامات نظرية كفمسفية كلذلؾ نؤثر استعماؿ. إعداد " عكض تصنيؼ قيمي الف اإلعداد يختمؼ عف التأليؼ كاالبتكار كفي ىذا يقكؿ لفظ " فرج طو: " إف ما نظنو تأليفا قد يككف سبقنا إليو احد العمماء دكف أف ندرم كما نظنو ترجمة قد فككف تصرفنا فيو كصرفناه بما يخرجو عف أصمو... فإيثا ار لمسالمة يفضؿ أف نستخد مصطمح : إعداد" كبناءا عمى ما تقد مف عمميات فقد كانت الحصيمة الصنافة القيمية اآلتية مجمكعة القي االجتماعية : الرعاية األسرية الكر الصداقة التكافؿ االجتماعي - التسامح الطاعة. مجمكعة القي الذاتية : الصحة الشجاعة الذكاء الك ارمة كاألنفة الحناف كال أرفة - األدب المرح.. 0 انظر من ذات الدراسة فصل الحضور الثقاف ف التنم ة عنصر تصن ف الق م. فرج عبد القادر طو في سمير خطاب التنشئة السياسية كالقي أت ارؾ لمطباعة كالنشر القاىرة 4 ص

301 الفصل ال ثامن اإلجراءات المنهجية مجمكعة القي : السمبية - 3 الكسؿ الحظ األنانية التبذير التكاكؿ االنتقا االني ازمية النفاؽ العصبية)الركح القبمية( الجمكد كالقدرية الحذر السمبي التشاؤ.. مجمكعة القي السياسية : حب الكطف التضحية الشكرل الحرية - 4 مجمكعة القي األ خالقية: الخير الصدؽ التديف كحسف الخمؽ العدؿ الصبر التكاضع -5 : القناعة. 6 -مجمكعة القي التنمكية تحمؿ المسؤكلية المشاركة كالركح الجماعية تقدير الكقت المغامرة كالتغيير العمؿ التخطيط االدخار االستثمار الجد كالمثابرة التفاؤؿ كالطمكح اإلص ارر ك المثابرة

302 الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة الفصل التاسع تحليل بيانات الدراسة

303 الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة جدول رقم )( يبين توزيع أف ارد العينة حسب فئات السن. الفئات ك % مج أفصح الفرز المسطح لمعطيات الجدوؿ )0( عف أف أغمب مفردات العينة ى مف فئة الشباب حيث نجد أف الفئة العمرية] حازت أكبر نسبة و ىي المقدرة بػ: %3 مقابؿ %0 لكؿ مف ]35-6 الفئتيف العمريتيف عمى التوالي و إذا ما احتكمنا إلى قاعدة التكافؤ فإنو يمكف * ]45-36[ ]5-5[ %8 إلحاؽ الفئة العمرية] [ بالفئات العمرية المسيطرة عمى اعتبار أف نسبة تمثيميا تقدر بػ: مع مالحظة أف الفئة العمرية كانت نسبة تمثيميا متدنية إلى حد ما )%8( و مرد ذلؾ أف ]75-66[ الفئات العمرية المتقدمة بالسف قميمة العدد و يسند ذلؾ المعطيات الدي وغ ارفية باألخص في الج ازئر والتي يتضخ بيا الير السكاني عند فئة األطفاؿ و الشباب.. * تنص قاعدة التكافؤ على أنه تم اعتبار عدد ن متكافئ ن إذا كان الفرق ب نهما ساوي خمس نقاط أو أقل

304 الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة جدول رقم )3( يبين توزيع أف ارد العينة حسب الجنس. الجنس ك % ذكر 6 6 أنثى مج %39 مف نالحظ مف ىذا الجدوؿ أف %6 مف أف ارد العينة ى مف الذكور مقابؿ اإلناث و ليذا التوزيع عالقة بالخصائص العامة لممجتمع الج ازئري إذ أف الحضور األنثوي في األماكف العامة حضور قميؿ قياسا إلى الحضور الذكوري باألخص في منطقة الد ارسة)والية بسكرة( فيي مجتمع محافظ تقريبا عمى الرغ مف بوادر االنفتاح التي أخذت تبدو عميو في السنوات األخيرة وكنا قد أشرنا في اإلج ارءات المنيجية لمد ارسة أف توزيع استما ارت جمع األمثاؿ كاف في أغمبي تو ب األماكف العامة

305 الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة جدول رقم )4( يبين توزيع أف ارد العينة حسب المستوى التعميمي. % ك المستوى التعميمي 0 0 أمي ابتدائي 4 4 متوسط 5 5 ثانوي 0 0 جامعي مج نالحظ مف خالؿ ىذا الجدوؿ أف جميع المستويات التعميمية حاضرة ضمف عينة الد ارسة وأف حضورىا يكاد يكوف متكافئا عدا المستوى التعميمي الثانوي الذي شذ نوعا ما إ ذ ل يتجاوز نسبة حضوره %5 عمى أف ما يمكف تسجيمو و مالحظتو ىو تمؾ النسبة المرتفعة إلى حد ما لألمييف والتي بمغت %0 أي خمس العينة /5 و خاصة إذا ما احتكمنا إلى معطيات الجدوليف السابقيف فالنسبة الت اركمية لفئة الشباب تقترب مف النصؼ واذا ما أضفنا إلييا نسبة الفئة %43 ) ( العمرية %0 و ىؤالء أبناء مرحمة االستقالؿ فإف النسبة تبمغ %63 زيادة عمى أف نسبة ]45-36[ الذكور %6 و ى عادة أوفر ح ظا في التمدرس مف اإلناث و عمى الرغ مف كؿ ىذا فإف نسبة األمييف جاءت مرتفعة و قد يكوف مرد ذلؾ إلى التسرب المدرسي و ىي الظاىرة المستفحمة في السنوات األخيرة

306 الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة جدول رقم يوضح توزيع مفردات الفئة العمرية حسب الجنس و المستوى )5-6 ( )5 ( التعميمي. المس توى التعميمي الجنس % أمي ابتدائي متوسط ثانوي جامعي المجموع ؾ % ؾ % ؾ % ؾ % ؾ % ذكر أنثى المجموع عمى الرغ مف أف الجدوؿ السابؽ يوضح توزيع مفردات العينة حسب المستوى التعميمي إال أنو ال يعطينا صورة واضحة عف التوزيع الحقيقي لمفردات الفئات العمرية عمى المستويات التعميمية و عمى الجنس و ليذا التوزيع أىمية بالغة لمد ارسة ألف مجموعة مف تساؤالتيا تبحث في عالقة ىذا التوزيع بالمتغير التابع وىو القي التنموية. ويتضح مف خالؿ الجدوؿ أف أغمب مفردات الفئة العمرية ) ىف مف اإلناث ذوات المستوى الجامعي حيث حصدف ما 5-6 ( نسبتو %55.56 مف إجمالي ىذا المستوى مقابؿ %44.44 لمذكور و عمى ىذا فإف مجموع ما حصؿ عميو المستوى الجامعي بمغ %45 أي أف ق اربة نصؼ ىذه الفئة مف ذوي المستوى التعميمي العالي ت ويعزز المستوى التعميمي ليذه الفئة عندما نالحظ أف %0 مف ذوي المستوى الثانوي عمى اختالؼ توزيعي بيف الجنسيف حيث حازت اإلناث عمى %33.33 و ذات النسؽ التوزيعي يتكرر مع مستوى التعمي المتوسط تنامي المستويات التعميمية لدى اإلناث عمى حساب الذكور آخذة في %66.66 و الذكور وعمى العمو فإف ظاىرة االط ارد وتستدعي الوقوؼ عندىا بالد ارسة والتحميؿ

307 الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة )35-6 ( ) 6 جدول رقم ( يوضح توزيع مفردات الفئة العمرية حسب الجنس و المستوى التعميمي. المستوى أمي ابتدائي متوسط ثانوي جامعي مج % الجنس ؾ % ؾ % ؾ % ؾ % ؾ % ذكر أنثى مج )35-6 ( تكشؼ معطيات ىذا الجدوؿ عف أف ق اربة ثمثي )%69.56( مفردات الفئة العمرية ى مف الذكور و أكثر مف ثمثي مف ذوي المستوى المتوسط بينما توزع الباقي عمى المستوييف الجامعي و الثانوي بشكؿ رئيس في حيف كاف حضور المستوى االبتدائي ضعيفا بينما انعد ظيور األمييف أما عف اإلناث فإف توزيعيف عمى المستويات التعميمية كاف متقاربا مع تفوؽ طفيؼ لممستوييف المتوسط و الجامعي و عمى ىذا فإف أغمب مفردات الفئة كانوا مف الذكور بينما كاف مستوى التعمي المتوسط ىو السائد

308 الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة )45-36 ( )7 جدول رقم ( يوضح توزيع مفردات الفئة العمرية حسب الجنس و المستوى التعميمي. المستوى % أمي ابتدائي متوسط ثانوي جامعي المجموع 85 7 الجنس ؾ % ؾ % ؾ % ؾ % ؾ % ذكر أنثى مج تظير معطيات ىذا الجدوؿ سيطرة مطمقة لحضور الذكور عمى حساب اإلناث حيث شكؿ الذكور ما نسبتو %85 مف مجموع الفئة العمرية مقابؿ %5 لإلناث أما عمى )45-36( صعيد المستوى التعميمي فقد كانت السيطرة لممستوى المتوسط و الذي قدرت نسبتو بػ %40 إال أف توزيع ىذه النسبة عمى الجنسيف كاف متفاوتا حيث أحرز الذكور عمى %75 بينما اكتفت اإلناث بػ %5 و في مفارقة خاصة ل تظير أي نسبة لألمييف بيف مفردات ىذه الفئة سواء الذكور أو اإلناث بينما سجمنا حضورى في الفئات العمرية السابقة عمى الرغ مف السف الصغيرة بيا

309 الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة )55-46 ( )8 جدول رقم ( يوضح توزيع مفردات الفئة العمرية حسب الجنس و المستوى التعميمي. % المستوى أمي ابتدائي متوسط ثانوي جامعي المجموع الجنس ؾ % ؾ % ؾ % ؾ % ؾ % 6. ذكر أنثى مج تكاد تتطابؽ معطيات ىذا الجدوؿ مع معطيات الجدوؿ السابؽ 06( إذ أف أغمبية ( مفردات ىذه الفئة ى مف الذكور بينما المستوى التعميمي السائد و الغالب كاف المستوى االبتدائي بنسبة تقدر بػ %38.88 يميو المستوى المتوسط بنسبة %7.77 و ىذا التوزيع لمنسب يبدوا منطقيا إلى حد ما قياسا إلى خصائص المجتمع الج ازئري حيث يتدنى المستوى التعميمي كمما اتجينا صوب الفئات العمرية الكبيرة و يقابؿ ذلؾ تدني الحظوظ التعميمية عند اإلناث تحديدا ضمف تمؾ الفئات أي أف اإلناث الكبي ارت بالسف مستوياتيف التعميمية أدنى مف الذكور أما تضخ النسبة المئوية عمى مستوى خانة الذكور األمييف فمرده إلى التفاوت العددي في نسبة ىؤالء قياسا إلى اإلناث

310 الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة )65-56 ( ) 9 جدول رقم ( يوضح توزيع مفردات الفئة العمرية حسب الجنس و المستوى التعميمي. المستوى أمي ابتدائي متوسط ثانوي جامعي المجموع % الجنس ؾ % ؾ % ؾ % ؾ % ؾ % ذكر أنثى مج نالحظ مف خالؿ ىذا الجدوؿ أف الذكور حصدوا ما نسبتو %75 مف المستوى االبتدائي %66.66 مقابؿ %33.33 ليذه الفئة العمرية مقابؿ %5 لإلناث بينما بمغت نسبة األمييف لإلناث وعميو فقد سيطر الذكور عمى مستوى التعداد و عمى مستوى المستويات التعميمية و ما يالحظ عمى معطيات ىذا الجدوؿ ىو شغور المستويات التعميمية العميا إذ تفصح النسبة الت اركمية المشكمة مف مجموع المستوييف )أمي و إبتدائي( لمجنسيف %9 لصالح ىذيف المستوييف وىذه المعطيات تؤكد القاعدة التي أشرنا إلييا في معرض تعميقنا عمى معطيات الجدوؿ رق )07(

311 الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة )75-66 ( )0 جدول رقم ( يوضح توزيع مفردات الفئة العمرية حسب الجنس و المستوى التعميمي. الجنس المستوى أمي ابتدائي متوسط ثانوي جامعي المجموع % ؾ % ؾ % ؾ % ؾ % ؾ % ذكر أنثى مج نالحظ مف خالؿ معطيات ىذا الجدوؿ انحصار المستوى التعميمي ليذه الفئة في خانة األمي حيث بمغت نسبة اإلناث األميات %6.50 مقابؿ %37.5 لمذكور مع تسجيؿ تفوؽ بعدد اإلناث عمى الذكور بذات التوزيع النسبي مع مالحظة تدني إجمالي تعداد و نسبة ىذه الفئة التي ل تسجؿ سوى %08 مف إجمالي عينة البحث و قد ذكرنا سبب ىذه النسبة الضئيمة عند تعميقنا عمى معطيات الجدوؿ رق )0(

312 الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة جدول رقم) ( يبين توزع الفئات العمرية حسب الجنس والمستوى التعميمي. الفئة المجموع ك ك ك ك ك ك ك أمي الجنس ذكر المستوى ابتدائي متوسط ثانوي جامعي أمي ابتدائي متوسط ثانوي جامعي أنثى المجموع ي جمؿ ىذا الجدوؿ المعطيات المتفرقة في الجداوؿ الست السابقة إال أنو يختمؼ عنيا ولكؿ أىميتو الخاصة في التحميؿ فالجداوؿ التفصيمية تتجو باألساس نحو تبياف العالقة بيف متغي ارت الجنس و السف و المستوى التعميمي بشكؿ تفصيمي و دقيؽ أي في خانات تقاطع قي ىذه المتغي ارت بينما يركز الجدوؿ اإلجمالي بشكؿ رئيس عمى التوزيعات اليامشية أي النسب المئوية الموجودة في المجاميع و التي تعطي األىمية أكثر لمفرز المسطح لقي المتغي ارت كما أف تمؾ الخانات تبرز نسبا ال تظير في الجداوؿ التفصيمية لكؿ فئة عمرية عمى حدا و نشير إلى أف ىذه اإلست ارتيجية التحميمية سيتكرر استخداميا عمى مدار محطات التحميؿ

313 الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة ويظير مف خالؿ الجدوؿ أف أكبر نسبة بيف الذكور لكؿ الفئات العمرية كانت مف نصيب المستوى التعميمي المتوسط حيث بمغت %6 و بالمقابؿ كانت أكبر نسبة عند اإلناث مف نصيب اإلناث دوف مستوى أي األميات و قد بمغت نسبتيف %0 و ىذه النسبة كانت مناصفة مع مستوى التعمي المتوسط بنفس النسبة %0 و عمى ىذا فقد كاف المستوى التعميمي المتوسط حاض ار بنسبة متقدمة عند الجنسيف و غير بعيد عف ىذا الوزف النسبي لممستوى التعميمي االبتدائي عند الذكور بػ: %4 مقابؿ %7 فقط عند اإلناث أما المستوييف الثانوي و الجامعي فقد %4 لمثانوي كاف حضورىما عند الذكور متساويا بػ % بينما تتدنى ىذه النسبة عند اإلناث إلى و %8 لمجامعي إال أف ىذا التدني خاصة بالنسبة لإلناث ذوى المستوى الثانوي ال يعكس تفوقا )6 ( مطمقا لمذكور مف نفس المستوى إذ أف نسبة ىؤالء ال تتعدى %5.9 مف إجمالي الذكور بينما ترتفع تمؾ النسبة عند اإلناث إلى %0.5 قياسا إلى إجمالي اإلناث )39(. 3

314 الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة جدول رقم )( ترتيب تنازلي بإجمالي القيم في األمثال الشعبية. % القيمة ك ال رتبة 6.39 الحذر الجمود و القدرية الكسؿ التخطيط العمؿ التكافؿ االجتماعي المبادرة القناعة الذكاء النفاؽ االستقاللية و تحمؿ المسؤولية 3.34 اإلص ارر و المثابرة الحظ العصبية الكر األدب المغامرة و التغيير التقشؼ الصداقة الخير التديف و حسف الخمؽ 6.8 تقدير الوقت 5.8 الصبر المشاركة و ر الجماعية 4.59 االدخار 30

315 الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة 6.45 الصدؽ االنتقا االني ازمية التسامح األنانية التشاؤ التفاؤؿ و الطموح الرعاية األسرية الك ارمة و األنفة العدؿ التبذير التواكؿ حب الوطف الصحة الشجاعة المرح الطاعة الحرية التضحية التواضع ال أرفة والحناف االستثمار الشورى المجموع

316 الفصل ال تاسع تظير معطيات الجدوؿ تحليل بيانات الدراسة تنوعا قيميا واضحا حيث بمغ عدد القي الظاىرة ثماف وأربعوف) 48( قيمة مع مالحظة اختالؼ و تبايف الوزف النسبي لكؿ منيا فبعضيا سجؿ حضو ار كبي ار مثمما ىو الشأف لقي الحذر الجمود و القدرية الكسؿ التخطيط العمؿ و التي حققت نسبا فاقت %4 و ىي نسب معتبرة قياسا إلى العدد الكبير لمقي المبثوثة في األمثاؿ الشعبية و الذي بمغ 688 قيمة كما يمكف أف نالحظ أيضا عد ىيمنة أو سيطرة قيمة ما سيطرة مطمقة حيث ل يتجاوز الفارؽ بيف أي قيمة و القيمة التي تمييا النقطة الواحدة عمى صعيد النسب المئوية. 303

317 الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة جدول رقم )3( يوضح األو ازن النسبية لقيم المجموعات القيمية. المجموعة القيمية القيم ك %.3 6 الصداقة.90 0 الكر.6 08 التسامح الطاعة الرعاية األسرية التكافؿ االجتماعي حب الوطف الحرية الشورى التضحية.8 5 الصبر.45 0 الصدؽ القناعة العدؿ التواضع.3 6 الخير.3 6 التديف وحسف الخمؽ الصحة الذكاء المرح الشجاعة الك ارمة و األنفة ال أرفة و الحناف.90 0 األدب المبادرة التخطيط العمؿ.47 7 التقشؼ.8 5 تقدير الوقت االجتماعية السياسية األخالقية الذاتية التنموية 304

318 الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة الروح الجماعية.59 اإلص ارر والمثابرة االدخار.59 االستثمار االستقاللية و تحمؿ المسؤولية التفاؤؿ و الطموح المغامرة و التغيير.90 0 الحظ 3.05 األنانية.0 07 التبذير التواكؿ االنتقا االني ازمية.6 08 النفاؽ العصبية 3.05 الجمود والقدرية الحذر التشاؤ قيمة المجموع تشكؿ معطيات ىذا الجدوؿ إلى جانب معطيات الجدوؿ السابؽ المادة الخا لمتحميؿ أي مادة التحميؿ في صورتيا األولية التي ت نقميا مف استما ارت جمع األمثاؿ الشعبية و تكييفيا وقولبتيا وفقا لصنافة القي المعدة سمفا وعميو فإف أىمية ىذيف الجدوليف تأتي مف كونيما يمثالف المحؾ أو المرجعية التي سيت االحتكا إلييا لمتأكد مف صحة باقي األرقا أو المعطيات الرقمية زيادة عف أف جؿ الجداوؿ ت اشتقاقيا منيا و عمى العمو فإف المعطيات الجدوؿ رق )( تظير حضور كؿ المجموعات القيمية المتضمنة في صنافة القي بكؿ قيميا و عد احتجاب أي منيا مع تسجيؿ تفاوت األو ازف النسبية منيا. 305

319 الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة جدول رقم )4( يوضح الوزن النسبي و الرتبة لكل مجموعة قيمية. المجموعة القيمية ك ال رتبة % 3.55 التنموية 4 3. السمبية الدينية االجتماعية الذاتية السياسية 09 / المجموع 688 نالحظ مف خالؿ الجدوؿ الحضور القوي لكؿ مف مجموعة القي التنموية و مجموعة القي السمبية حيث سجمتا %3.55 لألولى و %3. لمثانية أي أف وزنيما النسبي يكاد يكوف متطابقا و احتمتا بذلؾ المرتبتيف األولى و الثانية عمى التوالي متقدمتيف عمى باقي المجموعات بفارؽ كبير نسبيا و عموما يمكف أف نقس المجموعات القيمية إلى ثالث فئات فئة الحضور القوي ويمثميا كؿ مف مجموعة القي التنموية و مجموعة القي السمبية و فئة الحضور المتوسط و يمثميا كؿ مف مجموعة القي الدينية و مجموعة القي االجتماعية فئة الحضور الضعيؼ و تنفرد بيا مجموعة القي السياسية ومجموعة القي الذاتية و أخي ار وىي التي ل يتعد وزنيا النسبي %.30 فاحتمت بذلؾ المرتبة السادسة واألخيرة. 306

320 الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة شكل رقم الق م الس اس ة الق م الذات ة الق م االجتماع ة الق م الد ن ة الق م السلب ة الق م التنمو ة المصدر :من إعداد الباحث أعمدة تك اررية تبين األو ازن النسبية لممجموعات القيمية 307

321 الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة جدول رقم )5( يوضح المجموعات القيمية السائدة في األمثال الشعبية. % المجموعة القيمية التنموية السمبية المجموع ك )3 في تأكيد لمعطيات الجدوؿ السابؽ ( ظيرت مجموعتا القي التنموية و القي السمبية لوحدىما في المجموعات القيمية السائدة في األمثاؿ الشعبية و قد أىميما ليذا الظيور حصوليما عمى تك ارر و نسبة مؤوية يفوقاف المتوسط الحسابي أي 4.66 و %6.66 بؿ إف الوزف النسبي لكؿ منيما كاف ضعؼ المتوسط تقريبا و قد استحوذت المجموعتاف مجتمعتاف عمى %64.67 أي ق اربة ثمثي الوزف النسبي لمقي إال أف ىذه السيادة عمى المستوى اإلجمالي ال تقابميا سيادة مطمقة عمى المستوى التفصيمي حيث سنسجؿ تفاوتا ممحوظا عمى صعيد توزيع األو ازف النسبية داخميا لكؿ قيمة مف قي المجموعتيف و ىذا ما ستكشفو معطيات الجداوؿ الالحقة. تم وضع معط ات هذا الجدول بناء على حساب متوسط التكرار للمجموعات الق م ة و الذي تم حسابه بقاعدة المتوسط الحساب س = مجنس = 6 و عل ه كان التكرار المتوسط للمجموعات الق م ة 4.66 وعلى هذا فان كل مجموعة ق م ة حصلت على تكرار ساوي أو فوق 4.66 و نسبة مئو ة تساوي % 6.66 تدخل ضمن قائمة المجموعات الق م ة السائدة ف األمثال الشعب ة. 308

322 الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة جدول رقم )6( بينها. ترتيب تسمسمي لمقيم السائدة في األمثال الشعبية و مدى ظهور القيم التنموية % القيمة ك ر الحذر 5.5 الجمود و القدرية الكسل التخطيط العمل التكافل االجتماعي المبادرة القناعة الذكاء النفاق االستقاللية وتحمل المسؤولية اإلص ارر و المثابرة الحظ العصبية الكرم األدب -.90 المغامرة و التغيير التقشف الصداقة الخير -.3 التدين و حسن الخمق 6.8 تقدير الوقت الصبر مالحظة: كؿ قيمة حصمت عمى تك ارر و نسبة مئوية اكبر في المتوسط تدخؿ ضمف قائمة القي السائدة في األمثاؿ الشعبية. 309

323 الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة وت حساب متوسط التك ارر و النسبة المؤوية كما يمي : التك ارر المتوسط مجع ؽ : ) حيث : مج ع ق : إجمالي تك ارر القي في كؿ المجموعات القيمية. : عدد القي في كؿ المجموعات القيمية..4.33= س= ( متوسط النسبة المئوية : ت = س % ؾ حيث: مج ت ؽ : متوسط التك ارر. ك ق مج : إجمالي تك ارر القي..%.08 = س %= التك ارر المتوسط :.%.08 متوسط النسبة المئوية : و عميو فاف كؿ قيمة حصمت عمى تك ارر و نسبة مئوية تساوي أو تفوؽ 4.33 و %.08 تدخؿ ضمف قائمة القي السائدة في األمثاؿ الشعبية. تكشؼ معطيات الجدوؿ رق 6( عف سيطرة واضحة لقي مجموعة القي السمبية حيث ( احتمت ثالث قي منيا الم اركز الثالث األولى و ىي عمى التوالي الحذر الجمود والقدرية والكسؿ وبنسب مئوية معتبرة إلى حد ما حيث بمغ الفارؽ بيف قيمة الحذر التي احتمت الرتبة األولى 30

324 الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة وقيمة التخطيط وىي األولى ظيو ار مف بيف القي التنموية ق اربة النقطتيف و نفس الشيء يقاؿ عف قيمة العمؿ التي تقاسميا نفس الرتبة و غير بعيد عنيا تقبع قيمة المبادرة في المرتبة السادسة و ىي قيمة عمى عالقة بالقيمتيف السابقتيف إذ جميعيا يدور في فمؾ القي ذات النزعة الحركية و في منتصؼ القائمة القيمية تحديدا نعثر عمى قيمتي االستقاللية وتحمؿ ) المسؤولية اإلص ارر و المثابرة المتيف اقتسمتا المرتبة الحادية عشر ( بوزف نسبي قدره %3.34 ويتأكد الحضور المتالز مرة أخرى لمقي التنموية عندما تظير قيمتي المغامرة و التغيير و التقشؼ متتاليتيف إال أف ما يالحظ ىو قبوع قيمة ميمة جدا و ىي قيمة تقدير الوقت عمى حافة القائمة بؿ إنيا تقاسمت المرتبة األخيرة مع قيمة الصبر أما عف قي باقي المجموعات القيمية األخرى فقد كاف حضورىا مذبذبا و أقرب إلى التشتت عدا القي األخالقية التي تكوكبت في مؤخرة القائمة. 3

325 الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة جدول رقم )7( يوضح المجموعات القيمية التي ظهرت قيمها ضمن القيم السائدة. % المجموعة القيمية القيم ك العدد , األدب 0 الذاتية الذكاء , الكر االجتماعية التكافؿ االجتماعي,الصداقة األخالقية القناعة,الخير,الصبر, التديف و حسف الخمؽ السمبية الحذر, الجمود العصبية,الكسؿ, النفاؽ, الحظ و العصياف,المبادرة,العمؿ التخطيط التنموية,االستقاللية وتحمؿ المسؤولية اإلص ارر و المثابرة,تقدير الوقت, المغامرة والتغيير و التقشؼ / المجموع تفصح معطيات ىذا الجدوؿ عف أف خمسا مف أصؿ ست مجموعات قيمية ظيرت قيميا بيف القي السائدة في األمثاؿ الشعبية إال أف ىذا الظيور ل يكف متوازنا بينيا جميعا ففي حيف تستحوذ مجموعة القي التنموية عمى نسبة %34.45 مف القائمة القيمية السائدة وتشابييا %8 كذلؾ مجموعة القي السمبية بػ %3.5 نجد مجموعة القي الذاتية ل يتعد نصيبيا عتبة وبقيمتيف اثنتيف فقط أما مجموعتي القي االجتماعية و األخالقية فحضورىما بيف المجموعات القيمية السائدة كاف أقرب إلى المحتش حيث ل يحصدا مجتمعتيف إال %5. 3

326 الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة جدول رقم )8( الشعبية. يوضح الوزن النسبي و ة الرتب لكل قيمة تنموية إلى إجمالي القيم في األمثال ر إلى مج ق % إلى ق القيمة التنموية العمؿ االدخار االستثمار تقدير الوقت التقشؼ التخطيط الروح الجماعية االستقاللية و تحمؿ المغامرة و التغيير التفاؤؿ و الطموح اإلص ارر و المثابرة المبادرة المجموع ك يفصؿ ىذا الجدوؿ في األو ازف النسبية و الرتب التي حصمت عمييا القي التنموية إلى إجمالي القي في األمثاؿ الشعبية و الغرض منو التعرؼ عمى مواقع القي التنموية بصرؼ النظر عف ظيورىا ضمف القائمة السائدة و بإمعاف النظر في ىذه المعطيات يتضح تفاوت الحضور بالنسبة لمقي التنموية و خانة الرتب تكشؼ ذلؾ بوضوح ففي حيف تحتؿ قي العمؿ والتخطيط و المبادرة م اركز متقدمة نجد قيما أخرى مثؿ التفاؤؿ و الطموح و االستثما ر تتقيقر لتحتؿ م ارتب متأخرة بينما تتوسط باقي القي القائمة و إذا أردنا تفيئة الحضور القيمي لمقي التنموية سيكوف كاآلتي: حضور قوي و يشمؿ قي: العمؿ التخطيط المبادرة - حضور متوسط: و يشمؿ قي:االستقاللية و تحمؿ المسؤولية اإلص ارر و المثابرة المغامرة - والتغيير التقشؼ تقدير الوقت االدخار المشاركة و الروح الجماعية. - حضور ضعيؼ و يشمؿ القي: التفاؤؿ والطموح االستثمار. 33

327 الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة جدول رقم )9( يوضح ترتيب القيم التنموية ضمن مجموعتها القيمية. القيمة ك الرتبة 4.73 التخطيط العمؿ المبادرة االستقاللية و تحمؿ المسؤولية اإلص ارر و المثابرة المغامرة و التغيير التقشؼ تقدير الوقت االدخار المشاركة والروح الجماعية 0.67 التفاؤؿ و الطموح االستثمار 0 المجموع 4 تصادؽ معطيات ىذا الجدوؿ عمى معطيات سابقة حيث يبدو جميا تموقع قي التخطيط و العمؿ في القمة تمييا قيمة المبادرة و كما سبقت اإلشارة إليو فإف ىناؾ منطقا خاصا تبدو القي خاضعة لو في تجمعيا حيث أف القي الثالث األولى تنزع نزعة حركية بينما تجتمع القي الثالث الثانية)االستقاللية تحمؿ المسؤولية اإلص ارر والمثابرة المغامرة والتغيير( ووضعيا عمى محؾ التجربة و التفاعؿ مع المحيط حوؿ نزعة ذاتية تؤكد عمى تثميف الطاقة اإلنسانية.في حيف تتجو المجموعة الثالثة و التي تض ثالث قي أيضا و ىي )التقشؼ تقدير الوقت االدخار( نحو نزعة أقرب إلى االقتصادية ويشذ عف ىذه المجموعة قيمة االستثمار التي احتمت المرتبة األخيرة و ل تسجؿ حضو ار يؤىميا لالنضما لممجموعة. 34

328 الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة شكل رقم االستثمار التفاؤل و ط المشاركة االدخار ر ج تقد ر التقشف الوقت المغامرة و ت االصرار و م التخط ط العمل االستقالل ة المبادرة ت م أعمدة تك اررية تبين األو ازن النسبية لمقيم التنموية ضمن مجموعتها القيمية المصدر : من إعداد الباحث 35

329 الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة جدول رقم )0( يوضح األو ازن النسبية والرتب التي حصمت عميها قيمة التخطيط. % إلى القيمة ك ن =688 % إلى مج ن= 688 ق ق ت مج ن= 4 ر بين مج ن =48 ر بين مج ر ن = رت ر بين ق س ر =3 % إلى ق س ن 563= التخطيط 33 تضطمع قيمة التخطيط بأىمية بالغة فالفعؿ اإلنساني الرشيد في حاجة ماسة إلى ىذه القيمة التي تسمح لصاحبيا االستغالؿ األمثؿ لكؿ المعطيات التي بيف يديو سواء كانت مادية أو معنوية و يبدو مف خالؿ الجدوؿ الحضور القوي ليذه القيمة حيث احتمت الرتبة األولى ضمف مجموعتيا القيمية و الرتبة ال اربعة بيف القي السائدة في األمثاؿ الشعبية و بوزف نسبي قدره %5.86 و يكشؼ ىذا الحضور المتميز عف اىتما المخياؿ الشعبي بقيمة التخطيط كآلية ضرورية لمتوجيو كما ين في نفس الوقت عف وعي باستدخاؿ التخطيط في حيثيات الحياة اليومية التي تستدعي بشكؿ أو بآخر حضور مثؿ ىذه القيمة. 36

330 الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة جدول رقم )( يوضح األو ازن النسبية والرتب التي حصمت عميها قيمة العمل. القيمة ن ك % إلى مج ن= 688 ق % إلى مج ن= 4 ق ت ربين مجرت ن =48 ربين مجرت ن = ر بين ق س ر =3 % إلى ق س ن = = العمؿ 33 تتقاس قيمة العمؿ مع قيمة التخطيط ذات الوضع و الوضعية حيث حمت بدورىا عمى أرس المجموعة القيمية التنموية كما احتمت مرتبة متقدمة و متميزة ضمف قائمة القي السائدة في األمثاؿ الشعبية عندما حمت اربعة بوزف نسبي قدره %5.86 و عمى ذات المرتبة بيف إجمالي الرتب القيمية ( 4( و يتعزز ىذا الحضور المتميز لقيمة العمؿ عندما نرى استحواذىا عمى ما مجموعو %4.73 مف أو ازف القي التنموية و إف كانت نسبة %4.79 المثبتة في الخانة الثالثة تبدو ضعيفة إال أنيا في الحقيقة غير ذلؾ فإذا ما قورنت بأعمى نسبة في ىذا السياؽ و ىي %6.39 و التي حصمت عمييا قيمة الحذر التي احتمت المرتبة األولى بيف جميع القي فإف تمؾ النسبة تبدو جيدة جدا. 37

331 الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة جدول رقم )( يوضح األو ازن النسبية والرتب التي حصمت عميها قيمة المبادرة. القيمة ك % إلى مج ن= 688 ق % إلى مجق ت ر بين مج ن =48 ر بين مج ر ن = ربين ق س رت % إلى ق س ر =3 ن =563 ن= 4 ن = المبادرة 30 تكشؼ معطيات ىذا الجدوؿ عف الوضع المريح الذي تتمتع بو قيمة المبادرة حيث حصدت نسبا مئوية و م ارتب جيدة إلى حد ما فقد حققت ما نسبتو %4.36 مف إجمالي القي التنموية المبثوثة في كؿ األمثاؿ الشعبية وىي نسبة معتبرة خاصة إذا عممنا أف إجمالي القي في األمثاؿ الشعبية ىو 688 قيمة و يعزز ىذا نسبة %3.39 التي حصدتيا قيمة المبادرة وىي حصتيا مف إجمالي القي التنموية و كذا رتبتيا الثالثة ضمف مجموعتيا القيمية ول تكتؼ ىذه القيمة بمجرد الظيور ضمف قائمة القي السائدة في األمثاؿ الشعبية بؿ حققت ظيو ار متمي از تمثؿ في المرتبة السادسة مف قائمة تض ثالث وعشريف قيمة و بوزف نسبي قدره %

332 الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة جدول رقم ( 3( يوضح األو ازن النسبية والرتب التي حصمت عميها قيمة االستقاللية وتحمل المسؤولية. % إلى مج ق ت ن= 4 الق مة االستقالل ة وتحمل المسؤول ة ك ن =688 % إلى مج ن= 688 ق رب ن مجر ن =48 ر ب ن مج رت ن = ر ب ن ق س ر =3 % إلى ق س ن = تظير معطيات الجدوؿ أعاله اعتداال في المعطيات الرقمية تترج إلى اعتداؿ في الحضور بالنسبة إلى قيمة االستقاللية و تحمؿ المسؤولية و ىي بدورىا إحدى القي الميمة فيي تعبر في داللتيا العامة عف االستعداد لتقبؿ باقي القي و إذا شئنا فإنيا تمثؿ القالب الذي مف خاللو تفصح باقي القي عف نفسيا فيو فاالستقاللية و تحمؿ المسؤولية النقيض المباشر لمتواكؿ و التبعية والشخص الفاقد ليذه القيمة تحديدا لف تعني عنو باقي القي شيئا لو ل يكتسبيا.و يبدو االعتداؿ في الظيور مف خالؿ الرتبة ( ( التي احتمتيا ىذه القيمة بيف مجموع الرتب القيمية في كؿ األمثاؿ الشعبية و بذلؾ مف خالؿ ذات الرتبة بيف القي السائدة و ىي المعبرة عنيا نسبيا بػ %4.03 زيادة عمى المرتبة المتقدمة ضمف مجموعتيا القيمية وىي المرتبة ال اربعة) 4 (. 39

333 الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة جدول رقم )4( يوضح األو ازن النسبية والرتب التي حصمت عميها قيمة اإلص ارر والمثابرة. الق مة ك % إلى مج ق % إلى مج ن= 4 ر بين مج ق ت ن =48 ر بين مج ر ن = ر بين ق س رت % إلى ق س ر =3 ن =563 ن= 688 ن = اإلصرار والمثابرة تعتبر قيمة اإلص ارر والمثابرة قيمة ميمة و تستقي أىميتيا مف كونيا تمثؿ الدينامو الذي يحرؾ باقي القي فإذا كانت قيمة العمؿ عمى سبيؿ المثاؿ ميمة فإنيا تفقد أىميتيا مف دوف إص ارر و مثابرة ألف الفعؿ و الحركة اإلنسانييف تعترضيما عوائؽ كثيرة ألنيما ال يتواجداف في ف ارغ بؿ في حيز اجتماعي ال يسايرىما بالضرورة مسايرة مطمقة بؿ عمى العكس في كثير مف األحياف يكوف معاكسا ليما لذلؾ فوجود قيمة مثؿ اإلص ارر و المثابرة يشكؿ الكاسح الذي ينظؼ طريؽ اليدؼ مف العوائؽ.أما عف حضور ىذه القيمة فمعطيات الجدوؿ تظير أف %0.6 حضورىما جاء معتدال فقد حققت ما نسبتو %3.34 مف إجمالي القي العا و مف أو ازف مجموعتيا القيمية و رتبة متقدمة بينيا ىي الرتبة ال اربعة كما حققت في ذات الوقت ظيو ار ضمف قائمة القي السائدة في األمثاؿ الشعبية. 30

334 الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة جدول رقم )5( يوضح األو ازن النسبية والرتب التي حصمت عميها قيمة المغامرة والتغيير. % إلى القيمة ك % إلى مج ن= 688 ق ق ت مج ربين ر مج ر بين مجرت ن = ر بين ق س ر =3 % إلى ق س ن 563= ن= 4 ن =48 ن = المغامرة والتغيير بدورىا تحرز قيمة المغامرة و التغيير عمى قدر معقوؿ مف األىمية فتحقيؽ األىداؼ بوجو خاص و التنمية كغاية بوجو عا يستمز قد ار مف روح المغامرة المفضية إلى التغيير و التنمية في جوىرىا ىي عممية تغييريو باألساس وألف التغيير يستدعي حدا مف المغامرة خاصة إذا كاف الوضع مقبوال أو الطريؽ إلى اليدؼ صعبا أو مجيوال و كثير مف المشاريع اإلنمائية العالمية العمالقة حركتيا روح المغامرة و الرغبة في التغيير كما ىو الحاؿ مع مشروع سكة الحديد العابرة نحو الغرب األمريكي.لقد سجمت ىذه القيمة حضورىا و ىو حضور مقبوؿ إلى حد ما نعتقد أنو يتناسب و الجرعة المطموبة منو فقد سجؿ نسبة %8.9 ضمف مجموعة القي التنموية و يقابميا الرتبة السادسة كما ظيرت بدورىا ضمف قائمة القي السائدة في األمثاؿ الشعبية و احتمت المرتبة )5( بينيا و بوزف نسبي قدره %

335 الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة جدول رقم )6( يوضح األوزان النسبية والرتب التي حصلت عليها قيمة التقشف. % إلى القيمة ك ن= 688 % إلى مج ن= 688 ق ق ت مج ر بين مج ن =48 ر ر بين رت مج ر بين ق س % إلى ق س ر =3 ن =563 ن = ن= التقشؼ 7 عمى عكس ما يمكف أف ينصرؼ إليو الذىف فإف قيمة التقشؼ قيمة إيجابية و تستحؽ أف تنتزع مكانة بيف القي التنموية ألف ىذه القيمة تتموقع في نقطة الوسط بيف قيمتيف متطرفتيف وىما البخؿ و التبذير فالتقشؼ يعني االبتعاد عف اإلنفاؽ المفرط و االستيالؾ التفاخري وتقنيف كؿ مف االستيالؾ و اإلنفاؽ بما يتوافؽ ووضع المنفؽ و عمى ىذا فقيمة التقشؼ عبارة عف معادلة يجتمع فييا النفسي باالقتصادي باالجتماعي أما عف حضور ىذه القيمة فيبدو متوسطا فأو ازنيا النسبية و رتبيا تبدو مقبولة قياسا إلى أىميتيا فقد حققت وزنا نسبيا يقدر ب %.47 إلى إجمالي القي العا و %7.58 إلى إجمالي القي التنموية و رتبة ثامنة عشر ضمف التسمسؿ القيمي العا و ىي الرتبة التي أىمتيا لمظيور ضمف قائمة القي السائدة في األمثاؿ الشعبية بوزف نسبي قدرب %3.0 بينما اكتفت بالمرتبة السابعة بيف رتب مجموعة القي التنموية. 3

336 الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة جدول رقم )7( يوضح األو ازن النسبية والرتب التي حصمت عميها قيمة تقدير الوقت. % إلى القيمة ك % إلى مج ن= 688 ق ق س مج ر ر بين مج ر بين مج رت ر بين ق س % إلى ق س ر =3 ن =563 ن = ن =48 ن= 4 ن = تقدير الوقت قيمة تقدير الوقت قيمة محورية و أساسية لكؿ فعؿ إنساني أيا كاف مستواه خاص أ عا بؿ إف أىميتيا تزداد عمى المستوى العا و باألخص المتعمؽ بالشؽ التنموي ومرجع أىمية ىذه القيمة في كونيا تمثؿ أرس الماؿ الحقيقي فإذا غابت قيمة تقدير الوقت تصبح كؿ األعماؿ و األفعاؿ غير ذات معنى بؿ إنيا تستقى معناىا منو إذا ال يصبح ألي عمؿ معنى دوف حواجز زمنية محددة تمؾ الحواجز التي تحرؾ مكانيزمات قيمة أخرى مثؿ قيمة التخطيط أو قيمة العمؿ.و عمى الرغ مف ىذه األىمية فإف حضور ىذه القيمة كاف ىزيال محتشما و ال يتناسب و حجميا و المعطيات الرقمية تعبر عف ذلؾ بوضوح شديد فيي ل تحصؿ سوى عمى %.8 مف إجمالي القي العا %6.69 فقط مف إجمالي القي التنموية و مرتبة )( ضمف الترتيب التسمسمي القيمي العا وحمت ثامنة ضمف مجموعتيا القيمية وأخيرة ضمف قائمة القي السائدة في األمثاؿ الشعبية بوزف نسبي ل يتجاوز %

337 الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة جدول رقم )8( يوضح األو ازن النسبية والرتب التي حصمت عميها قيمة االدخار. % إلى مج ق ت ن= 4 القيمة ك ن =688 % إلى مج ن= 688 ق ر بين مج ر ن =48 ر بين مج رت ن = ر بين ق س ر =3 % إلى ق س ن = االدخار لم تظهر تتصؿ قيمة االدخار اتصاال وثيقا بالتنمية و دلؾ كونيا تضطمع بتغطية شؽ مي مف العممية التنموية و ىو الشؽ االقتصادي فبدوف ادخار ال يمكف لمعممية التنموية أف تستمر أو تنطمؽ أصال فالمدخ ارت تحقؽ مع مرور الوقت أرسماؿ معيف يشكؿ صما أماف لتغطية تكاليؼ الطوارئ أو الفرص االقتصادية المفاجئة أو تمؾ المعدة سمفا ومف شأف قيمة االدخار أف تؤصؿ لعقمية االدخار التي تعمؿ بدورىا عمى تكويف و تأطير الفعؿ الرشيد مف خالؿ ضبط النفقات و تفعيؿ آلية التخطيط.إال أف ىذه األىمية النظرية لقيمة االدخار ل يقابميا أىمية حقيقية حيث ل تبمغ حضورىا إلى المستوى المطموب و يكشؼ الي ازؿ الرقمي لمعطيات الجدوؿ أعاله ىذه الوضعية حيث اكتفت ىذه القيمة بنسبة %.59 مف مجموع القي العا و بػ %4.9 مف إجمالي القي التنموية و رتبة تاسعة ضمف مجموعتيا القيمية في حيف حصمت عمى وزف نسبي قدر بػ %.95 ل يؤىميا لمظيور ضمف قائمة القي السائدة في األمثاؿ الشعبية. 34

338 الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة )9 جدول رقم ( يوضح األو ازن النسبية والرتب التي حصمت عميها قيمة المشاركة والروح الجماعية. % إلى القيمة ن ك % إلى مج ن= 688 ق ق ت مج ن= 4 ر بين مج ن =48 ر ر بين رت مج ن = ر بين ق س ر =3 % إلى ق س ن = = المشاركة.95 والروح 9 لم تظهر الجماعية الفعؿ التنموي فعؿ تشاركي باؿدرجة األولى لذلؾ نجد كؿ األعماؿ الميتمة بالتنمية تؤكد عمى ضرورة المشاركة لذلؾ نجد تعريؼ األم المتحدة لمتنمية ينص في مقطع منو عمى أف التنمية ىي تحسيف وضع الجماعات اإلنسانية بواسطة مشاركة الجماعات نفسيا ىذه المشاركة تفرض قد ار مف التآلؼ و الروح الجماعية.فال يمكف أف نتصور فعال إنمائيا يقو بو أف ارد منعزلوف لذلؾ حيثما سادت الفردية و األنانية ساد التخمؼ. و في مفارقة غريبة نوعا ما ل تحقؽ ىذه القيمة ظيو ار و حضو ار متمي از أو حتى مقبوال وذلؾ قياسا إلى الخصائص العامة لممجتمع الج ازئري بمرجعياتو العديدة الحاثة عمى ذلؾ و خاصة الديف اإلسالمي.فأرقا ومعطيات الجدوؿ )8( تفصح عف فقر رقمي واضح حيث اكتفت ىذه القيمة بالمرتبة التاسعة ضمف مجموعتيا القيمية مف أصؿ أثني عشر قيمة كما أنيا ل تظير عمى اإلطالؽ ضمف قائمة القي السائدة و كرس كؿ ذلؾ رتبتيا 4( بيف مجموع الرتب ( العامة. 35

339 الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة جدول رقم )30( يوضح األو ازن النسبية والرتب التي حصمت عميها قيمة التفاؤل والطموح % إلى القيمة ك ن 688= % إلى مج ن= 688 ق ق ت مج ن= 4 ر بين ر مج ن =48 ر بين رت مج ن = ر بين ق س ر =3 % إلى ق س ن = التفاؤل والطموح لم تظهر تشكؿ ىذه القيمة السند النفسي الذي ترتكز عميو و تكتمؿ بو دائرة القي التنموية فالنظرة اإليجابية اتجاه الذات و المجتمع و المحيط بوجو عا تشكؿ الوقود الدافع نحو االستم اررية واذا انتفت ىذه القيمة يصبح مف العسير إف ل يكف مف المستحيؿ تحقيؽ األىداؼ و التنمية في النياية ىو مجموعة مف األىداؼ المرسومة و المرتجى تحقيقيا في أماد محددة تتخمميا مجموعة مف العقبات تمثؿ قيمة التفاؤؿ و الطموح أحد أى المفاتيح لتجاوزىا و عمى الرغ مف ذلؾ جاء حضور ىذه القيمة ضعيفا جدا.وال يرقى إلى المستوى المطموب حيث عجزت عف أف تحقؽ قيمة الواحد الصحيح عمى صعيد الوزف النسبي قياسا إلى إجمالي القي في األمثاؿ الشعبية فقد اكتفت بػ %0.87 و انعكس ىذا الي ازؿ عمى باقي المعطيات الرقمية حيث تموقعت في الرتبة بيف إجمالي القي العا و المرتبة ( أي ما قبؿ األخيرة ضمف مجموعتيا القيمية ( )3( وكنتيجة منطقية لكؿ ذلؾ ل تسجؿ حضورىا بيف القي السائدة حيث حرميا الوزف النسبي الضعيؼ مف ذلؾ فم تتجاوز %.6. 36

340 الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة جدول رقم )3( يوضح األو ازن النسبية والرتب التي حصمت عميها قيمة االستثمار % إلى القيمة ن ك % إلى مج ن= 688 ق ق ت مج ن= 4 ر بين مج ن =48 ر بين مج ر ن = رت ر بين ق س ر =3 % إلى ق س ن = = االستثمار 0 لم تظهر تنزع قيمة االستثمار نزعة اقتصادية إال أف عمقيا القيمي أبعد مف ذلؾ فاالستثمار كقيمة ينسحب عمى كؿ شؤوف الحياة كاستثمار الوقت أو استثمار العالقات االجتماعية لذلؾ فقيمة االستثمار تمثؿ قيمة مف القي المتعددة األبعاد و إف كاف البعد الغالب عمييا ىو البعد االقتصادي والذي ال ننكر أىميتو ألنو ينمي الذىنية االستثمارية التي تشكؿ حجر ال ازوية في العممية التنموية فيي مف شأنيا أف تحرؾ دواليب المجتمع الساكنة و تستنفر مجموع القوى و الرساميؿ عمى اختالؼ طبيعتيا مادية أو معنوية أو بشرية. أما عف وضع ىذه القيمة فإنو يبدو بعيدا جدا عف ما تقد عرضو عف مكامف األىمية حيث سجمت أضعؼ النسب و الرتب عمى اإلطالؽ فكانت نسبتيا إلى إجمالي القي العا فقد بمغت %0.9 و ل تصؿ نسبتيا حتى ضمف مجموعتيا القيمية إلى الواحد الصحيح %0.89 محتمة بذلؾ المرتبة األخيرة ضمف مجموعتيا و ما قبؿ األخيرة ضمف الترتيب التسمسمي العا لمقي و بطبيعة الحاؿ ل تظير بيف القي السائدة و جماع ىذه الوضعية ال يعكس بأي حاؿ األىمية البالغة ليذه القيمة المحورية. 37

341 الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة جدول رقم )3( يوضح الفئة العمرية وظهور القيم التنموية )التخطيط العمل المبادرة(. الفئة العمرية القيمة 5-6 المجموع % % % % % ك % ك ك ك ك ك ك التخطيط العمل المبادرة 09 تمثؿ معطيات ىذا الجدوؿ أوؿ التقاء بيف متغير السف و القي التنموية وقد عمد الباحث فيو إلى تناوؿ حزمات قيمية صغيرة في عالقاتيا بمتغير السف ليتسنى لو تفصيؿ التحميؿ و بسطو مع م ارعاة التجاور النسبي لمعطيات الحزمات القيمية. مف خالؿ الجدوؿ يتضح أف أكبر ظيور لقيمة التخطيط كاف مشتركا بيف ثالث فئات عمرية ىي عمى التوالي [ 5-6[ ]35-6[]45-36[ و ذلؾ بنسبة %. و ىذا يذىب إلى تأكيد أف لعامؿ السف عالقة وطيدة بظيور قيمة التخطيط خاصة و أف الشطر الثاني مف معطيات ذات السطر تؤكد ذلؾ بحيث أف النسب المئوية تتناقص كمما ازد السف. %33.33 و ]45-36 بالنسبة لقيمة العمؿ استحوذت الفئة العمرية [ عمى أكبر نسبة و ىي ىذا أمر منطقي ألف تمؾ الفترة العمرية تمثؿ ذروة االىتما و العطاء الميني و قد حك المنطؽ مسار ىذه القيمة في عالقتيا بمتغير السف فكانت النسبة ضعيفة نوعا ما عند الفئة] 5-6[ ]45-36 [ لتعرؼ ارتفاعا بعض الشيء في الفئة [ 35-6[ ث تبمغ ذروتيا عند الفئة لتنخفض نوعا ما مع الفئة ]55-46[ حتى تضعؼ تماما عند الفئة] [. أما قيمة المبادرة فبدورىا ل تشذ عف القاعدة و عرفت نسبتيا تالؤما واضحا مع خصائص الفئات العمرية فالسف الصغيرة أقرب ما تكوف إلى المبادرة و ىو ما ترجمتو نسبة %30 لمفئة ]75-66 ]5-6[ لتأخذ ىذه الفئة في االنخفاض تدريجيا إلى أف تبمغ أدناىا عند الفئة [ بنسبة %

342 الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة )33 جدول رقم ( يوضح عالقة الفئة العمرية بظهور القيم التنموية )االستقاللية وتحمل المسؤولية اإلص ارر والمثابرة المغامرة والتغيير( الفئة العمرية القيمة المجموع % % % % % ك % ك ك ك ك ك ك االستقاللية وتحمل 0 المسؤولية اإلص ارر والمثابرة المغامرة والتغيير ]55-46[ ]45-36 نالحظ مف خالؿ ىذا الجدوؿ أف الفئتاف العمريتاف [ حصدتا أكبر نسبة مف قيمة االستقاللية و تحمؿ المسؤولية و ىي %30.43 لكؿ منيما و ىذا االستحواذ مف قبؿ الفئتيف طبيعي جدا قياسا إلى خصوصية المرحمتيف العمريتيف ففييما تزداد الواجبات األسرية و يكتمؿ النضج االجتماعي و غالبا ما تكوف األسر بأبنائيا بينما عمى حدي و طرفي ىاتيف المرحمتيف تتناقص األعباء مما يضفي إلى خفوت جزئي لظيور قيمة االستقاللية و تحمؿ المسؤولية. ]35-6 بالنسبة لقيمة اإلص ارر و المثابرة تبرز الفئة العمرية [ التي تقدمت عمى نظي ارتيا بتسجيميا %6.08 مف الحضور و غير بعيد عنيا وعمى طرفييا تحديدا سجمت الفئتاف ]5-6[ ]45-36[ نسبة %.73 أي أف ق اربة ثمثي ىذه القيمة كانت مف نصيب الفئات العمرية الصغيرة فقد بمغ مجموع نسبتيا تحديدا %69.54.أما قيمة المغامرة و التغيير فقد كرس ظيورىا بيف الفئات العمرية منطقا خاصا ينص عمى انو كمما تقد سف المبحوث نقص ظيور قيمة المغامرة والتغيير فقد سجمت أقوى ظيور ليا في الفئة ]5-6[ بػ: %45 ث نزلت %5 فػ %0 لمفئتيف ]45-36[ ]55-46[ عمى التوالي النسبة إلى %5 في الفئة] 35-6 [ ث 39

343 الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة ]75-66 [ ]65-56 [ %05 عند الفئة ث لتنعد تماما عند الفئة و نعتقد أف ىذا التوزيع منطقي جدا قياسا إلى قيمة مف نوع المغامرة و التغيير التي تتناسب مع روح الشباب. شكل رقم 04 دائرة نسبية تمثل توزع القيم التنموية حسب الجنس ذكور إناث المصدر: من إعداد الباحث 330

344 و[ الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة ) ( جدول رقم )34( يوضح الفئة العمرية وظهور القيم التنموية التقشف تقدير الوقت االدخار. الفئة العمرية القيمة 5-6 المجموع % % % % % ك % ك ك ك ك ك ك التقشف تقدير الوقت االدخار 03 تظير معطيات الجدوؿ ارتباطا واضحا بيف الفئات العمرية الكبيرة و ظيور قيمة التقشؼ %9.4 لكؿ ]65-56[ حيث ظيرت ىذه القيمة بقوة عند الفئتيف] بوزف نسبي ]75-66 [ منيما و %3.5 لصالح الفئة العمرية أما الفئات العمرية الشابة فقد تدنى بيا حضور قيمة التقشؼ إلى مستويات ضعيفة لتفعد تماما عند الفئة] 5-6[ وىذا التفاوت في الحضور بيف الفئات قد يعزى إلى اختالؼ الخب ارت بينيا ففئة كبار السف عايشت فت ارت اقتصادية و اجتماعية عصيبة رفعت مف درجت تمثيميما القيمة ليذه عمى عكس الفئات العمرية الصغيرة.أما قيمة تقدير الوقت فقد بدا توزعيا عمى الفئات متطرفا حيث تركزت بشكؿ ]5-6[ رئيس في الفئة] [ بنسبة %46.66 تمييا الفئة التي حصمت عمى %0 و قد ]45-36 نمتمس السبب في ىذا التركيز لقيمة تقدير الوقت ضمف فئة [ بثقؿ حج المسؤوليات الممقاة عمى عاتؽ ىذه الفئة العمرية. بدورىا قيمة االدخار ل تكشؼ عف نسؽ منطقي حدد في التوزيع عمى الفئات %7.7 ]35-6[ ]5-6 العمرية فقد ظيرت بقوة في الفئات العمرية الصغيرة [ بنسبة -46 [ ]45-36 لتختفي في الفئة العمرية الموالية [ لتعاود الظيور مرة أخرى في الفئة العمرية بشكؿ مقبوؿ ث تظير أخي ار في الفئة ]65-56[ بنفس الوزف النسبي القوي %7.7. ]55 33

345 و[ الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة جدول رقم )35( يوضح الفئة العمرية وظهور القيم التنموية )قيم المشاركة والروح الجماعية التفاؤل والطموح االستثمار(. الفئة العمرية القيمة 5-6 المجموع % % % % % ك % ك ك ك ك ك ك المشاركة الروح 05 الجماعية التفاؤل والطموح االستثمار ما يالحظ مف خالؿ معطيات الجدوؿ التركيز الواضح عمى قيمة المشاركة و الروح ]5-6 الجماعية في الفئة العمرية [ بوزف نسبي يقترب مف النصؼ %45.45 و قد يعزى ىذا التركيز إلى مي ازت الفئة العمرية حيث أف جؿ عناصر ىذه الفئة في سف التمدرس تقريبا عمى اختالؼ المستويات مما يفسح مجاال واسعا لالحتكاؾ و انتشار روح الجماعة والمشاركة ومعمو تأثير جماعة الرفاؽ في مثؿ ىذه السف زيادة عمى أف خبرة الحياة الضئيمة تجعؿ منتسبي ىذه الفئة ال يحفموف كثي ار بقواعد اؿ ح ذر التي يمتز بيا األكبر سنا في إقامة العالقات االجتماعية و االنغماس فييا.أما قيمة التفاؤؿ و الطموح فم تشذ عف القاعدة و المنطؽ فحضورىا ]5-6 في كاف معتب ار الفئة العمرية] عندما سجمت %50 لتأخذ في التناقص حتى تنعد تماما عند الفئات العمرية الثالث األخيرة و مف البدييي أف تحضر ىذه القيمة عند الفئات العمرية الصغيرة فيي في بداية استقباؿ مشوارىا الحياتي و تتطمع إليو بكؿ تفاؤؿ و طموح. أما قيمة االستثمار فوضعيا خاص إلى حد ما حيث أف ظيورىا باألساس كاف ضعيفا جدا و قد ]55-46[ حضورىما انعكس ذلؾ عمى المعطيات الرقمية أعاله حيث تقاسمت الفئتاف]

346 الفصل ال تاسع لتسجؿ باقي الفئات تحليل بيانات الدراسة خواء تاما مف ىذه القيمة و ذلؾ ما تعكسو الخانات الصفرية الكثيرة ليذه القيمة. 333

347 لا لصفلا عسات ةساردلا تانايب ليلحت 334 مقر لودج )36(.ةيومنتلا ميقلا روهظب ثوحبملا نس ةقلاع نيبي ةيرمعلا ةئفلا ةميقلا عومجملا ك ك ك ك ك ك ك طيطختلا لمعلا ةردابملا ةيللاقتسلاا لمحتو ةيلوؤسملا و رارصلإا ةرباثملا ةرماغملا رييغتلاو فشقتلا تقولا ريدقت راخدلاا ةكراشملا حورلاو ةيعامجلا لؤافتلا حومطلاو رامثتسلاا عومجملا ك

348 الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة )36 يجمؿ الجدوؿ رق ( الترك ازت القيمية في الفئات العمرية و يعطينا صورة واضحة عف القي األكثر برو از في كؿ فئة عمرية و ىو بذلؾ يكمؿ الجداوؿ األربع المتقدمة عنو.بالنسبة لمفئة العمرية ]5-6[ كاف التركيز القيمي منصبا حوؿ قيمتيف ىما المبادرة والمغامرة والتغيير بوزف نسبي قدره 7.64 %لكؿ منيا وبدرجة اقؿ قيمة التخطيط التي حضرت ب 7.3 وبينما تشتت باقي النسب عمى باقي القي و يمكف اعتبار التركيز حوؿ القيمتيف المذكورتيف أم ار منطقيا قياسا إلى خصائص المرحمة العمرية الممتاز باالندفاع و الحركية و حب ]35-6 [ اإلطالع و ل يختمؼ األمر كثي ار بالنسبة لمفئة العمرية عف سابقتيا حيث كاف %6.7 التركيز منصبا عمى القي الحركية و إف كانت السيطرة مف نصيب قيمة التخطيط بػ إال أف قي العمؿ و المبادرة و اإلص ارر و المثابرة و المغامرة والتغيير قد سجمت حضو ار قويا حيث استحوذت ىذه القي األربع مجتمعة عمى أكثر مف نصؼ النسبة المؤوية فحققت حوالي %54.أما الفئة العمرية ]45-36[ فقد كانت الييمنة فييا لقيمة العمؿ التي تقدمت بفارؽ معتبر عف باقي القي وصؿ سبع نقاط عف أقرب قيمة إال أف الخارطة القيمية ليذه الفئة تبدو متناسقة حيث تجاور قيمة العمؿ قيما عاضده ليا و ؾالتخطيط االستقاللية و تحمؿ المسؤولية و تقدير الوقت و جميعيا حصؿ عمى نسبة %3.7 لتسندىا في األخير قيمة المبادرة بنسبة ]55-46[ قدرت بػ %.76. الفئة العمرية برزت بيا قيمتيف رئيسيتيف توافقتا أيضا مع خصائص ىذه الفئة %9.04 لألولى %6.66 و ىما العمؿ و االستقاللية و تحمؿ المسؤولية بنسب قدرت بػ: لمثانية و تسير القي القريبة منيا نسبة في ذات الدائرة القيمية حيث تظير قيمتا التخطيط و تقدير الوقت بػ %.90 لكؿ منيا و القيمتاف األخيرتاف تتوافقاف مع القيمتيف األوليف.أما الفئة العمرية ]65-56[ فنالحظ بيا ت ارجع لمقي ذات النزعة الحركية لحساب القي ذات النزعة الذىنية %3.84 حيث ل تحصؿ بيا قيمة العمؿ سوى عمى %7.69 و قيمة المغامرة و التغيير عمى و إف كانت الغمبة بيا لقيمة التقشؼ %9.3 فمألسباب التي جرى ذكرىا في الجدوؿ رق )33( بينما حصمت قيمة التخطيط عمى حضور معتبر قدر بػ %5.38 و ذلؾ الحضور يتماشى مع ما تقد ذكره مف أسباب. 335

349 الفصل ال تاسع ول تشذ الفئة العمرية تحليل بيانات الدراسة ]75-66[ عف سابقتيا عندما سجمت ضعفا واضحا لحضور قي العمؿ و المبادرة و انعداما كميا لقي االستقاللية و تحمؿ المسؤولية و اإلص ارر و المثابرة و المغامرة و التغير و بالمقابؿ سيادة واضحة لقيمتي التقشؼ بػ %36.36 و التخطيط بػ %

350 الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة )37 جدول رقم ( يوضح عالقة جنس المبحوث وظهور القيم التنموية )التخطيط العمل المبادرة (. القيمة التخطيط العمل المبادرة % % % الجنس ك ك ك ذكر أنثى المجموع 33 الت ازما بنفس اإلست ارتيجية المتبعة في عالقة السف بظيور القي التنموية تبحث الجداوؿ األربعة اآلتية في عالقة الجنس بظيور القي التنموية ليجمؿ الجدوؿ الخامس الموالي ليا تمؾ العالقة و يوضح الترك ازت القيمية في توزيعيا عمى الجنسيف. بالنسبة لقيمة التخطيط عرفت ترك از واضحا لدى الذكور بنسبة %63.63 مقابؿ %36.37 لإلناث و ىذا التركيز يبرره السمة العامة ليذه القيمة التي تميؿ إلى العمؿ الذىني العقمي و ىو الجانب القوي لدى الذكور. عمى عكس ما ىو األمر لدى اإلناث المواتي يكف أكثر ميال و اتساما بالعاطفة و األمر نفسو يتكرر مع قيمة العمؿ التي تالء الذكور.خاصة بالمفيو التقميدي لمعمؿ المرتبط بالجانب العضمي لذلؾ جاءت نسبة قيمة العمؿ متضخمة عند الذكور فقد بمغت %7.7 بينما ل تتجاوز %7.8 و كذلؾ األمر مع قيمة المبادرة التي تنتمي إلى ذات الدائرة القيمية.و إف كاف قد بدا بيا بعض التقد لجنس اإلناث حيث توزعت األو ازف النسبية كاآلتي : 60 %لمذكور و %40 لإلناث. 337

351 الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة )38 جدول رقم ( يوضح عالقة جنس المبحوث بظهور القيم التنموية )االستقاللية وتحمل المسؤولية اإلص ارر والمثابرة المغامرة والتغيير(. القيمة الجنس االستقاللية وت المسؤلية ك % اإلص ارر والمثابرة ك % المغامرة والتغيير ك % ذكر أنثى المجموع 3 نالحظ مف خالؿ الجدوؿ سيطرة خانة الذكور لقيمتي االستقاللية و تحمؿ المسؤولية و اإلص ارر والمثابرة حيث حصد الذكور في األولى ما نسبتو %69.56 في الثانية %56.5. و نعتقد أف ىذا التوزيع النسبي يتوافؽ مع توزع األدوار في المجتمع الج ازئري حيث تسيطر النزعة الذكورية التي تجعؿ مف األنثى تحت مظمة الذكر أيا كانت طبيعتيا سواء زوجة أو بنتا أو أما أو غير ذلؾ. كما أف الضعؼ التكويني لألنثى يجعميا تخضع أما الممي ازت المورفولوجية و النفسية لمرجؿ و ىذا ما جعمنا نرى فرقا واضحا بيف الجنسيف عمى مستوى قيمة اإلص ارر و المثابرة.أما قيمة المغامرة و التغيير فقد خبرت حالة مف التساوي في التوزيع النسبي بيف الجنسيف بػ %50 لكؿ منيا و يمكف أف نمتمس التفسير ليذا التساوي بمعطيات الجدوؿ 3( الذي ( يظير ترك از واضحا لقيمة المغامرة و التغيير في الفئة العمرية [ 5-6[ و كذا معطيات الجدوؿ رق )0( الذي يبيف توزع الفئات العمرية حسب الجنس و المستوى التعميمي أيف تظير سيطرة اإلناث واضحة عمى الفئة العمرية فقد شكمف %70 منيا أي نسبة معتبرة مف ]5-6 [ الظيور القيمي لممغامرة و التغيير كاف مف نصيب اإلناث صغي ارت السف بمعنى أف ىناؾ توافقا بيف طبيعة القيمة و السف و الجنس أدى إلى اؿظيور المعتبر لقيمة المغامرة و التغيير عند اإلناث. 338

352 الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة جدول رقم يوضح عالقة جنس المبحوث بظهور القيم التنموية )التقشف تقدير الوقت )39( االدخار(. القيمة التقشف تقدير الوقت االدخار % % % الجنس ك ك ك ذكر أنثى 0 5 المجموع 7 يتضح مف خالؿ الجدوؿ أعاله أف %58.8 مف قيمة التقشؼ كانت مف نصيب اإلناث في حيف اكتفى الذكور بػ %4.7 و ىذا التوزع غريب إلى حد ما. لكف الغ اربة تزوؿ إذا احتكمنا إلى عمؽ التوزيع أألدواري داخؿ األسرة الج ازئرية حيث تكوف األمور الداخمية لممنزؿ مف اختصاص اإلناث و ربة البيت تحديدا و تكاد المعطيات المتعمقة بقيمة االدخار تصادر عمى ىذا و ذلؾ لقرب التوزيع النسبي بيف الجنسيف ليذه القيمة فقد حصؿ الذكور عمى %54.54 و حصؿ اإلناث عمى %45.46 فعمى الرغ مف أف االدخار يبدو شأنا ذكوريا عمى اعتبار أف الرجؿ ىو عادة المعيؿ و الماسؾ بزما األمور المالية إال أننا نجد حضو ار قويا لمم أرة في ىذه القيمة يكاد يقترب مف النصؼ و يعزز ىذا الطرح المثؿ الشعبي ال ارجل جابية و الم ار خابية. أما قيمة تقدير الوقت فقد عرفت ترك از واضحا في خانة الذكور بنسبة بمغت %66.66 مقابؿ %33.34 لإلناث و كنا قد كشفنا في أكثر مف جدوؿ سابؽ أف ىذه القيمة أقرب إلى الذكور منيا إلى اإلناث بسبب ارتباطيا بشكؿ وثيؽ بشؤوف الحياة اليومية التي تستدعي تفعيال آللية تقدير الوقت و االىتما بيا بشكؿ متواصؿ لضماف صيرورة قضاء المصالح. 339

353 الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة جدول رقم ( 40( يوضح الجنس وظهور القيم التنموية )المشاركة والروح الجماعية التفاؤل والطموح االستثمار (. القيمة الجنس المشاركة والروح الجماعية ك % التفاؤل والطموح ك % االستثمار ك % ذكر أنثى المجموع تشكؿ خانة المشاركة و الروح الجماعية االستثناء في ىذا الجدوؿ عمى اعتبار تساوي النسب لباقي القيمتيف )التفاؤؿ و الطموح و االستثمار( حيث تظير معطيات الجدوؿ حصوؿ %7.8 لإلناث الذكور عمى %7.7 مف إجمالي قيمة المشاركة و الروح الجماعية مقابؿ وىو فرؽ شاسع ين عف اختالؿ في اؿ توزيع النسبي قد يعزوه إلى تفاوت توزع العينة بيف الذكور واإلناث ألف طبيعة القيمة تميؿ نظريا إلى اإلناث منيا إلى الذكور.فاإلناث أميؿ عادة إلى المشاركة و الروح الجماعية.أما القيمتيف األخرتيف فقد تساوى توزعيا عمى الجنسيف تساويا تاما بػ %50 لكؿ منيما و إف كاف الحضور العا لمقيمتيف ضعيؼ أصال. 340

354 الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة جدول رقم) 4 ( يوضح عالقة جنس المبحوث بظهور القيم التنموية. الجنس ذكر انثى القيمة ك ك التخطيط العمؿ المبادرة االستقاللية وتحمؿ المسؤولية اإلص ارر والمثابرة المغامرة والتغيير التقشؼ تقدير الوقت االدخار المشاركة والروح الجماعية التفاؤؿ والطموح االستثمار 0 87 المجموع 37 تظير معطيات ىذا الجدوؿ توزع القي التنموية داخؿ البيت الداخمي لكؿ مف الذكور و اإلناث عمى حدا. كما يظير في الوقت نفسو عمى مستوى خانة المجموع اليامشي النسبة العامة لكؿ مف الذكور و اإلناث مف إجمالي القي التنموية. ويبدو مف خالؿ الجدوؿ أف قيمة العمؿ ىي القيمة األكثر حضو ار لدى الذكور حيث حصدت ما نسبتو %7.5 متقدمة بذلؾ عمى قيمة التخطيط المالحقة ليا و التي حصمت عمى %5.3 ث قيمة المبادرة الحاصمة عمى المركز الثالث ب %3.3 و بيذا التوزيع يكوف التركيز القيمي لدى الذكور قد كاف لحزمة القي %45.86 (إجمالي القي عند التنموية الحركية التي اقتربت نسبيا مجتمعة مف النصؼ ( 34

355 الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة الذكور و عدا قيمة اإلص ارر و المثابرة فإف باقي القي حضرت عند الذكور بشكؿ ضعيؼ و مشتت.لدى اإلناث األمر يختمؼ إلى حد ما حيث نجد تكو كبا لست قي حصمت عمى نسب متقاربة جدا ل يتعد الفارؽ.بينيا األربع نقاط مع تسجيؿ تفوؽ طفيؼ لقي التخطيط والمبادرة التي احتمت أرس القائمة بػ %3.76 لكمييما و بروز ىذيف القيمتيف يصادؽ عمى معطيات الجدوؿ التفصيمية األربع السابقة ( (.أما المجموع العا فعمى الرغ مف إظياره لغمبة الذكور عمى اإلناث في االستحواذ عمى القي التنموية إال أف ذلؾ ال يعني السيطرة المطمقة بؿ عمى العكس يعني تكافؤ شبو تا إذ إف نسبة الذكور في إجمالي العينة بمغ %6 و حصؿ ىؤالء عمى %6.6 مف إجمالي القي التنموية و بالمقابؿ حصمت اإلناث عمى ما نسبتو %38.83 و ىف يمثمف %39 مف إجمالي مفردات العينة.و عميو فاف الحساب التناسبي يظير حالة التكافؤ بوضوح. 34

356 لا لصفلا عسات ةساردلا تانايب ليلحت 343 )4(مقر لودج.ةيومنتلا ميقلا روهظب يميمعتلا ىوتسملا ةقلاع نيبي يميمعتلا ىوتسملا ةميقلا يمأ يئادتبا طسوتم يوناث يعماج عومجملا طيطختلا ؾ لمعلا ؾ ةردابملا ؾ لمحتو ةيللاقتسلاا ةيلوؤسملا ؾ ةرباثملاو ررا صلإا ؾ رييغتلاو ةرماغملا ؾ فشقتلا ؾ تقولا ريدقت ؾ راخدلاا ؾ ةيعامجلا حورلاو ةكراشملا ؾ حومطلاو لؤافتلا ؾ رامثتسلاا ؾ 0 0 عومجملا ؾ

357 الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة تظير معطيات الجدوؿ أف قيمة التخطيط ظيرت بقوة عند المستوى التعميمي الجامعي بنسبة قدرت %7.7 و الحقتيا في الظيور مباشرة المستوى التعميمي المتوسط بػ %. ث باقي المستويات بنسب متقاربة و يظير ىذا التوزيع أف لممستوى التعميمي عالقة بظيور قيمة التخطيط فيذه القيمة تحتاج قد ار معتب ار مف توظيؼ الممكات الذىنية والعقمية و ىو ما يتوفر في المستوى التعميمي الجامعي بشكؿ مميز.أما قيمة العمؿ فقد ظيرت بشكؿ متميز عند المستوى المتوسط بػ %36.36 و يعزى ىذا التميز إلى أف نسبة معتبرة مف ذوي المستوى المتوسط ى مف الفئات العمرية الوسطى )أنظر الجداوؿ 7-6-5( و ىي الفئات التي تركز بقوة عمى قيمة العمؿ و ذات الشيء بالنسبة لقيمة المبادرة التي تنتمي إلى نفس الدائرة القيمية حيث برز مرة أخرى. %3.33 المستوى التعميمي المتوسط باستحواذه عمى %6.66 متبوعا بالمستوى الجامعي بػ أما قيمة االستقاللية و تحمؿ المسؤولية فكانت متطرفة في توزيعيا عمى المستويات التعميمية و ذلؾ عندما ظيرت عمى حدي المستويات التعميمية األمي و الجامعي بنسبة قدرت بػ %30.43 لكؿ منيما.بينما عرفت قيمة اإلص ارر و المثابرة ترك از مطمقا عند مستوى االبتدائي بػ الجامعي ب %43.47 في حيف توزعت قيمة المغامرة و التغيير عمى مستوييف ىما المتوسط و 40 لكؿ منيما و يرجع ىذا إلى أف نسبة معتبرة مف ذوي المستويات الجامعية ى مف فئة الشباب في حيف أف نسبة معتبرة مف ذوي المستوى المتوسط ى في مرحمة منتصؼ العمر و ىذه المرحمة عمى نسبة معتبرة مف ذوي المستويات الجامعية ى فئة الشباب في حيف أف نسبة معتبرة مف ذوي المستوى المتوسط ى في مرحمة منتصؼ العمر وىذه المرحمة غالبا ما تكوف نقطة البحث عف التجديد بعد سنوات مف الروتيف و االستق ارر.أما قيمة التقشؼ فقد ظيرت بقوة عند المستويات التعميمية المتدنية حيث ظيرت عند األمييف بنسبة %47.05 و عند ذوي المستوى االبتدائي بػ %35.9.و نفس األمر ينسحب عمى قيمة االدخار حيث جاء توزيعيا عمى المستويات التعميمية محصو ار في المستويات األمي واالبتدائي والمتوسط مع غمبة واضحة لممستوى االبتدائي بػ %45.45 لتكسر بعد ذلؾ القاعدة مع قيمة التفاؤؿ و الطموح التي عرفت توزعا متساويا تقريبا بيف أربع مستويات ىي األمي واالبتدائي و المتوسط و الثانوي ب: %6.66 ث ترك از ممحوظا عند المستوى الجامعي بػ % و ىو تركز مبرر بعاممي

358 الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة صغر السف و ارتفاع المستوى التعميمي الذي يجعؿ مف سيادة التفاؤؿ و الطموح أم ار طبيعيا.أما قيمة االستثمار فقد كانت مف نصيب المستوى التعميمي المتوسط لوحده و إف كاف حضورىا القيمي ضعيؼ أصال.و عمى صعيد المجاميع يبدو التكافؤ واضحا حيث ل نسجؿ سيطرة ألي مستوى تعميمي في االستحواذ عمى القي. 345

359 الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة جدول رقم )43( يبين عالقة القيم التنموية بالجنس والسن. القيمة الجنس التخطيط العمل المبادرة االستقاللية وتحمل المسؤولية االص ارر والمثابرة المغامرة والتغيير التقشف تقدير الوقت االدخار المشاركة والروح الجماعية التفاؤل والطموح االستثمار المجموع السن ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك -6 ذكر انثى ذكر انثى ذكر انثى ذكر انثى ذكر انثى ذكر انثى المجموع 346

360 الفصل ال تاسع يتضح مف خالؿ معطيات الجدوؿ تكافؤ تحليل بيانات الدراسة التوزع النسبي لمقي بيف الجنسيف الذكور ]5-6 واإلناث لمفئة العمرية [ مع التشابو النسبي في السيطرة القيمية أيف التقت القيمتيف المشاركة و الروح الجماعية و التفاؤؿ و الطموح األولى عند الذكور بوزف نسبي قدره %7.7 والثانية عنداالناث بػ %33.33 أما عمى الصعيد السيطرة المطمقة لقد كانت قيمة المغامرة والتغيير األكبر حضو ار عند الذكور بوزف قدره %30 بينما عند اإلناث كانت الغمبة كما أشرنا إلى القيمة التفاؤؿ و الطموح.و قد سجؿ الحضور القيمي عند الجنسيف مجتمعيف نسبة جيدة أىمتو الحتالؿ المركز الثاني بمجموع قدره %.4 و ذلؾ باحتساب خانتي المجموع لمفئة ]5-6[ لكؿ مف الذكور و اإلناث. عمى عكس الفئة العمرية السابقة فإف الفئة] 35-6[ عرفت تفاوتا واضحا في توزع القي التنموية عمى الجنسيف حيث سجمت خانة المجموع اليامشي نسبة %.94 لصالح الذكور مقابؿ %4.9 لصالح اإلناث.إال أف ذلؾ التفاوت عمى عمى صعيد المجموع العا قابمو تطابؽ تا عمى صعيد القي المسيطرة لدى كال الجنسيف حيث برزت قي التفاؤؿ و الطموح و اإلص ارر و المثابرة و التخطيط أما عمى مستوى السيطرة المطمقة فكانت عند الذكور مف نصيب قيمة المغامرة و التغيير بنسبة %0 و عند اإلناث مف نصيب قيمة التفاؤؿ و الطموح بوزف نسبي قدره %6.66 أما مجموع الحضور القيمي عند الجنسيف فقد كاف متوسطا بنسبة قدرىا بينما سجمنا عند نقطة تقاطع الفئة العمرية 45-36[ وضعا مشابيا عمى صعيد [. %7.85 التوزيعات المجامعية لمذكور واإلناث حيث يبدو تفوؽ الذكور كبير جدا فقد سجؿ مؤشر النسبة المئوية عندى %8.30. و في حيف ل يتعد عند اإلناث %5.35 أما عمى صعيد السيطرة القيمية فقد برزت سيطرة ست قي عند الذكور تقدمتيا قيمة االستثمار بػ %50 ث قيمة تقدير الوقت ب %33.33 ث قي العمؿ االستقاللية و تحمؿ المسؤولية التخطيط االدخار.أما عند اإلناث فالسيطرة كانت لثالث قي تقريبا و ىي تقدير الوقت اإلص ارر والمثابرة االستقاللية و تحمؿ المسؤولية.أما عمى مستوى القوة الحضورية لمجموع الجنسيف فقد كانت األقوى عمى اإلطالؽ بنسبة بمغت %

361 الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة الفئة] [ كاف حضورى القيمي العا عند مجموع الجنسيف جيدا حيث بمغ %0.08 إال أف توزيع ىذه النسبة جاء مختال حيث استحوذ الذكور عمى %5.6 بينما اإلناث اكتفيف بػ %4.46 أما عمى صعيد السيطرة القيمية فقد سيطرت عند الذكور قي التقشؼ االدخار االستقاللية و تحمؿ المسؤولية و العمؿ بينما سيطرت عند اإلناث قي االدخار تقدير الوقت والتخطيط.ىذا و كرست الفئة السيطرة الذكورية عندما سجمت نسبة %9.8 لمذكور ]65-56[ و %.33 لإلناث و ىي األضعؼ عمى اإلطالؽ. و عمى صعيد السيادة القيمية سادت عند الذكور قي التقشؼ و االستقاللية و تحمؿ المسؤولية و التخطيط في حيف سادت عند اإلناث قيمتي االدخار و التقشؼ.أما مجموع الحضور القيمي عند الجنسيف ليذه الفئة فقد. كاف دوف المتوسط و سجؿ نسبة %.5 آخر تقاطع كاف لفئة العمرية ]75-66[ التي كاف مجموع حضورىا القيمي عند الجنسيف األضعؼ عمى اإلطالؽ حيث توقؼ عند %5.79 ل تتوزع بالتساوي بيف الذكور و اإلناث فكانت حصة الذكور و حصة اإلناث %.78 إال أف االتفاؽ حوؿ السيطرة %4.0 القيمية كاف حاض ار بيف الجنسيف و ذلؾ حوؿ قيمتي التقشؼ و االدخار. 348

362 الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة دائرة نسبية تبين توزع القيم التنموية على الفئات العمرية شكل رقم 05 المصدر : من إعداد الباحث 349

363 لا لصفلا عسات ةساردلا تانايب ليلحت 350 مقر لودج )44(.يميمعتلا ىوتسملاو نسلاب ةيومنتلا ميقلا ةميقلا ىوتسملا نسلا طيطختلا لمعلا ةردابملا ةيللاقتسلاا لمحتو ةيلوؤسملا ررا صلإا ةرباثملاو و ةرماغملا رييغتلا فشقتلا تقولا ريدقت راخدلاا ةكراشملا حورلاو ةيعامجلا لؤافتلا حومطلاو رامثتسلاا عومجملا ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك يمأ يئادتبا طسوتم يوناث يعماج يما ىئادتبا طسوتم يوناث يعماج يما يئادتبا طسوتم يوناث يعماج يما يئادتبا طسوتم يوناث يعماج

364 لا لصفلا عسات ةساردلا تانايب ليلحت 35 يما يئادتبا طسوتم يوناث يعماج يما يئادتبا طسوتم يوناث يعماج عومجملا

365 الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة يحوصؿ ويفصؿ الجدوؿ أعاله في عالقة ظيور القي التنموية بمتغيري السف والمستوى التعميمي في ذات الوقت و تتأتى أىميتو مف كونو يظير معطيات خاصة ال تظيرىا الجداوؿ التقاطعية البسيطة أو جداوؿ الفرز المسطح.تظير معطيات الجدوؿ شغور شبو تا لخانات المستوى األمي و االبتدائي لمفئة العمرية 5-6[ و يؤكد ذلؾ خانة التوزيع اليامشي التي ل [ تسجؿ سوى %0.44 لكال المستوييف لكؿ القي التنموية و يعزى ذلؾ إلى كوف أغمب مفردات العينة مف ذوي المستوى العالي و يتأكد ذلؾ عندما نرى الحضور النسبي القوي في خانة المجاميع لممستويات الثالث المتوسط الثانوي الجامعي و التي جاءت بوتيرة تصاعدية %5.80 لممتوسط %6.5 لمثانوي و %8.03 لمجامعي مع تسجيؿ أكبر وزف في نقطة تقاطع المستوى الجامعي مع قيمة المغامرة و التغيير و ذلؾ بػ %0. وبالنسبة لتقاطعات الفئة العمرية] 35-6 [ مع متغيري السف و المستوى التعميمي فقد سجمنا تماثؿ المستوييف األمي و االبتدائي حيث كانت نسب استحواذىما عمى القي التنموية ضعيفة فقد سجؿ مؤشر المجموع عند المستوى األمي.و %.78 لممستوى %.33. االبتدائي عمى أف أكبر ظيور قيمي كاف لقيمة التقشؼ في المستوى األمي بوزف نسبي قدره %5.88 أما المستوى التعميمي المتوسط فقد كاف االستثناء في ىذه الفئة عندما سجمت خانة مجموعو نسبة مف إجمالي القي العا.و كانت أكثر قيمة ظيو ار ىي قيمة المبادرة %6.5 بنسبة %0.أما المستوى التعميمي الثانوي فقد كاف حضوره متوسطا عند ىذه الفئة العمرية حيث سجؿ مجموع قدره %3.57 وسجمت فيو قيمة التفاؤؿ و الطموح أقوى ظيور بوزف نسبي قدره %6.66 و بدرجة أقؿ قيمتي اإلص ارر و المثابرة و التخطيط.بينما كاف حظ المستوى الجامعي أوفر عندما سجؿ مجموعا قدره %4.9 و ليتموقع بذلؾ في خانة الحضور المتوسط عمى المستوى العا و كانت قيمة التفاؤؿ و الطموح األكثر حضو ار بنسبة %6.66 إلى جانب قي المشاركة و الروح الجماعية اإلص ارر و المثابرة تقدير الوقت و المبادرة. تفصح خانة التوزيع اليامشي لمفئة العمرية] 45-36[ عف وضع مريح إلى جيد حيث تبرز بيا أعمى نسبة ضمف المجاميع عمى اإلطالؽ و ىي %9.69 و التي سجميا المستوى 35

366 الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة %6.66 الجامعي و قد كانت قيمة تقدير الوقت القيمة األكثر حضو ار و برو از بػ تمييا قيمة التفاؤؿ و الطموح بنسبة %6.66 و يمي المستوى التعميمي المتوسط المستوى الجامعي عندما حقؽ نسبة مئوية قدرىا %6.5 عمى مستوى المجموع و كانت قيمة االستثمار األكثر. %5.5 حضو ار ب %50 إلى جانب قيمة العمؿ بػ كما سجؿ المستوى التعميمي الثانوي حضو ار فوؽ المتوسط بنسبة قدرىا %5.35 كمجموع.و تركزت قيمو عند قيمة تقدير الوقت بشكؿ رئيس و ذلؾ بنسبة %0 ث المشاركة و الروح الجماعية بػ %9.09 و االستقاللية و تحمؿ المسؤولية بػ %8.69. أما باقي المستوييف )األمي و االبتدائي (فحضورىما كاف دوف المتوسط مع تسجيؿ تطابؽ في سيطرة قيمة االدخار و العمؿ و التقشؼ بنسب %9.09 عمى التوالي تظير خانة التوزيع اليامشي لمفئة العمرية 55-46[ تفوقا [ %5.88 %6.06 واضحا لممستوى االبتدائي و ذلؾ بنسبة %6.69 و ىيمنت عميو خمس قي منيا اثنيف بشكؿ ممفت و بارز و ىما قيمتي االدخار و المشاركة و الروح الجماعية بنسبة %8.8. لكؿ منيما.ث قي االستقاللية و تحمؿ المسؤولية و التقشؼ و العمؿ أما المستوى األمي فقد احتؿ المرتبة الثانية لذات الفئة العمرية بنسبة مئوية بمغت %4.46 و بسيطرة نفس القي المسيطرة في المستوى السابؽ تقريبا.فحضرت قيمة االدخار بػ %8.8 و قيمة التقشؼ بػ و االستقاللية و تحمؿ المسؤولية بػ و أخي ار العمؿ بػ. %6.06 أما %8.69 %.76 المستوييف الثانوي و الجامعي فقد كاف حضورىما ضعيفا بحيث ل يبمغ المجموع عندىما عتبة %3 مع تسجيؿ تطابؽ في سيطرة قيمتي تقدير الوقت والتخطيط عمييما.أما عمى مستوى الفئة العمرية ]65-56[ فقد سجمنا تماثؿ الوزف النسبي لمجاميع المستوييف األمي و االبتدائي بػ %4.46 لكؿ منيما مع تسجيؿ تفاوت في السيطرة القيمية حيث سيطرت عمى المستوى األمي قي التقشؼ و االدخار و االستقاللية و تحمؿ المسؤولية بينما سيطرت عمى المستوى التعميمي قي المشاركة و الروح الجماعية االدخار اإلص ارر والمثابرة والعمؿ أما المستوى المتوسط فكاف حضوره ضعيفا و سيطرت عميو قيمة تقدير الوقت.مع تسجيؿ نسبة متدنية لكؿ مف اؿمستوى -66 [ الثانوي و الجامعي. و ذات الصفرية تظير مرة أخرى في خانة المجاميع لمفئة العمرية عند ذات المستوييف )الثانوي و الجامعي( بينما كاف التميز لممستوى التعميمي المتوسط ولو ]75 353

367 الفصل ال تاسع بحضور ضعيؼ حيث ل يتجاوز تحليل بيانات الدراسة %.67 مع سيطرة واضحة لثالث قي ىي المشاركة و الروح الجماعية تقدير الوقت و التخطيط أما المستوييف األمي واالبتدائي لذات الفئة العمرية فقد تشابيا إلى حد بعيد في الحضور الضعيؼ والسيطرة القيمية حيث سيطرت عمى كمييا قيمتا االدخا ارلتقشؼ. 354

368 لا لصفلا عسات ةساردلا تانايب ليلحت 355 مقر لودج )45(.يميمعتلا ىوتسملاو سنجلاب ةيومنتلا ميقلا ةقلاع نيبي ةميقلا ىوتسملا سنجلا طيطختلا لمعلا ةردابملا ةيللاقتسلاا لمحتو ةيلوؤسملا ةرباثملاوررا صلاا ةرماغملا رييغتلاو فشقتلا تقولا ريدقت راخدلاا ةكراشملا حورلاو ةيعامجلا لؤافتلا حومطلاو رامثتسلاا عومجملا ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ركذ يما يئادتبا طسوتم يوناث يعماج ىثنا يمأ يئادتبإ طسوتم يوناث يعماج عومجملا

369 الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة 356

370 الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة في عممية عكسية لما سبؽ يبرز ىذا الجدوؿ عالقة القي التنموية بالجنس و المستوى التعميمي.و إف كانت بعض الجداوؿ السابقة قد أظيرت تفوؽ الحضور القيمي عند الذكور عنو عند اإلناث فإف الجدوؿ أعاله يفصؿ في مالمح ىذا التفوؽ و يبحث في ما إذا كاف تفوقا مطمقا أ نسبيا ال مف خالؿ المقارنة المطمقة إنما مف خالؿ المقارنة التناسبية.تظير معطيات الجدوؿ الحضور القيمي المتوسط لمقي التنموية لفئة الذكور األمييف بنسبة تقدربػ %7.4 و سيادة لكؿ مف قيمتي العمؿ و التقشؼ و يقابؿ ىذا عمى الضفة األنثوية حضو ار قيميا ضعيفا عند األميات و سيطرة واضحة لقيمتي االدخار و التقشؼ.وكاف مستوى الحضور القيمي العا مقبوال بنسبة بمغت %8.48 و قد قابؿ ىذه النسبة عند اإلناث ذوات المستوى االبتدائي نسبة %5.35 و سيادة لقيمتي التقشؼ و االدخار.أما عند الذكور ذوي المستوى المتوسط فقد كانت نسبة الحضور العا 4.8 وىي نسبة جيدة و سادت عند ىؤالء مجموعة مف القي أبرزىا االستثمار العمؿ االدخار اما عند اإلناث ذوات نفس المستوى فقد كاف الحضور العا متوسطا و سادت بينيف بشكؿ رئيسي قي التقشؼ و تقدير الوقت.عند ذكور المستوى الثانوي بمغ الحضور القيمي العا أوجو بنسبة 6.07 وسادت بيني قي اإلص ارر والمثابرة تقدير الوقت المغامرة و التغيير أما عمى الضفة المقابمة فقد كاف الحضور القيمي العا عند اإلناث الثانويات متوسطا بنسبة قدرىا 7.58 وسادت بينيف قي المغامرة و التغيير المبادرة المشاركة و الروح الجماعية. أما المستوى الجامعي فقد كاف الظيور القيمي التنموي بيف الجنسيف متقاربا إلى حد حيث بمغ بعيد. 5.7 %عند الذكور %3.39 عند اإلناث و التقا الجنساف عند ثالث قي مسيطرة ىي التفاؤؿ و الطموح المغامرة و التغيير التخطيط.كما تفرد الذكور بقيمة أخرى مسيطرة و ىي قيمة تقدير الوقت. 357

371 الفصل ال تاسع تحليل بيانات الدراسة شكل رقم جامع ثانوي متوسط ابتدائ إم المصدر : من إعداد الباحث أعمدة اسطوانية تبين توزع القيم التنموية حسب المستوى التعميمي 358

الخطة الاستراتيجية ( 2015 – 2020 )

الخطة الاستراتيجية ( 2015 – 2020 ) / كلية العلوم الاجتماعية ) 2018 2017 الخطة ( االست ارتيجية مركز التطوير األكاديمي وضبط الجودة 2 صفحة االسم أ. د. يونس الشديفات د. سطام الشقور د. عمر السقرات د. هايل البري د. رضوان المجالي د. مسلم الرواحنة

المزيد من المعلومات

الجامعة الأردنية

الجامعة الأردنية ر 5 الجامعة األردنية كلية اآلداب/ قسم الفلسفة ================== المادة : إشكاليات في الفكر العربي المعاصر )دكتوراه( أستاذ المادة: أحمد ماضي رقمها: )4393032( بالنظر إلى تعذر د ارسة كافة اإلشكاليات كما

المزيد من المعلومات

اسم المدرس: رقم المكتب: الساعات المكتبية: موعد المحاضرة: جامعة الزرقاء الكمية: الحقوق عدد الساعات: 3 ساعات معتمدة نوع المتطمب: تخصص اختياري عنوان المق

اسم المدرس: رقم المكتب: الساعات المكتبية: موعد المحاضرة: جامعة الزرقاء الكمية: الحقوق عدد الساعات: 3 ساعات معتمدة نوع المتطمب: تخصص اختياري عنوان المق اسم المدرس: رقم المكتب: الساعات المكتبية: موعد المحاضرة: جامعة الزرقاء الكمية: الحقوق عدد الساعات: 3 ساعات معتمدة نوع المتطمب: تخصص اختياري عنوان المقرر: ج ارئم تكنولوجيا المعمومات )0602344( المتطمب السابق:

المزيد من المعلومات

جامعة الزرقاء المتطلب السابق : الكلية: العلوم التربوية اسم المدرس : د.محمد الشعار القسم: رياض األطفال موعد المحاضرة : عنوان المقرر: : تنمية ال

جامعة الزرقاء المتطلب السابق : الكلية: العلوم التربوية اسم المدرس : د.محمد الشعار القسم: رياض األطفال موعد المحاضرة : عنوان المقرر: : تنمية ال جامعة الزرقاء المتطلب السابق : الكلية: العلوم التربوية اسم المدرس : دمحمد الشعار القسم: رياض األطفال موعد المحاضرة : 11-930 عنوان المقرر: : تنمية المهارات الفنية والحركية في رياض األطفال )0513452( الساعات

المزيد من المعلومات

الجامعة الاردنية:الصحة النفسية

الجامعة الاردنية:الصحة النفسية الجامعة األردنية مخطط المادة الد ارسية 1. اسم المادة الصحة النفسية 2. رقم المادة 0105314 الساعات المعتمدة )نظرية عممية( ٣ الساعات الفعمية )نظرية عممية( ٣.3 المتطمبات السابقة/المتطمبات المت ازمنة 4. اإلرشاد

المزيد من المعلومات

جامعة الانبار – قسم ضمان الجودة والاعتماد - السيرة الذاتية لعضو هيئة تدريس

جامعة الانبار – قسم ضمان الجودة والاعتماد - السيرة الذاتية لعضو هيئة تدريس االسم علي محمد عبد السيرة الذاتية) CV ( : 1 اوال : معلومات عامة 1.العنوان: العمل : جامعة التخصص:...األدب االندلسي..كلية االداب / قسم اللغة العربية الدرجة العلمية:...استاذ مساعد. العنوان البر د :......

المزيد من المعلومات

اوال: البطاقة الشخصية : االس : حسف فميح مفمح القطيش الرتبة : أستاذ مشارؾ مكاف وتاريخ الوالدة : القريات بسم السيرة الذاتية مادبا, 5511 الجنسية :- أردني

اوال: البطاقة الشخصية : االس : حسف فميح مفمح القطيش الرتبة : أستاذ مشارؾ مكاف وتاريخ الوالدة : القريات بسم السيرة الذاتية مادبا, 5511 الجنسية :- أردني اوال: البطاقة الشخصية : االس : حسف فميح مفمح القطيش الرتبة : أستاذ مشارؾ مكاف وتاريخ الوالدة : القريات بسم السيرة الذاتية مادبا, 5511 الجنسية : أردني الحالة االجتماعية : متزوج العنواف : األردف / مادبا

المزيد من المعلومات

مـــــن: نضال طعمة

مـــــن: نضال طعمة طمب تجديد ترخيص نشاطات وأعمال االو ارق المالية ) PCMA طمب رقم : ( االسم الكامل لمشركة:... االسم المختصر ( الرمز (:... عنوان الشركة الكامل: المدينة :... الشارع:... رقم الياتف:... البريد االلكتروني:... رقم

المزيد من المعلومات

نموذج السيرة الذاتية

نموذج السيرة  الذاتية بسم اهلل الرحمن الرحيم البيانات الشخصية االسم تاريخ ومكان الميالد الكلية القسم عمان العلوم التربوية المكتبات و المعلومات المؤهالت الد ارسية الدرجة العلمية التخصص الجهة المانحة لها 2012 دكتو اره علم المعلومات

المزيد من المعلومات

جامعة قاصدي مرباح ورقمة كمية:الحقوق و العموم السياسية قسم : العموم السياسية مذكرة ماستر أكاديمي الميدان الشعبة :عموم السياسية :عموم السياسية التخصص :ت

جامعة قاصدي مرباح ورقمة كمية:الحقوق و العموم السياسية قسم : العموم السياسية مذكرة ماستر أكاديمي الميدان الشعبة :عموم السياسية :عموم السياسية التخصص :ت جامعة قاصدي مرباح ورقمة كمية:الحقوق و العموم السياسية قسم : العموم السياسية مذكرة ماستر أكاديمي الميدان الشعبة :عموم السياسية :عموم السياسية التخصص :تنظيم سياسي واداري من إعداد الطالبة:مريم حسيني : بعنوان

المزيد من المعلومات

نتائج تخصيص طالب وطالبات السنة األولى المشتركة بنهاية الفصل الدراسي الثاني 1438/1437 ه يسر عمادة شؤون القبول والتسجيل بجامعة الملك سعود أن تعلن نتائج

نتائج تخصيص طالب وطالبات السنة األولى المشتركة بنهاية الفصل الدراسي الثاني 1438/1437 ه يسر عمادة شؤون القبول والتسجيل بجامعة الملك سعود أن تعلن نتائج نتائج تخصيص وات السنة األولى المشتركة بنهاية الفصل الدراسي الثاني 1438/1437 ه يسر عمادة شؤون القبول والتسجيل بجامعة الملك سعود أن تعلن نتائج تخصيص وات السنة األولى المشتركة بعد نهاية الفصل الدراسي الثاني

المزيد من المعلومات

وزارة الرتبية الوطنية امتحان بكالوراي التعليم الثانوي الشعبة: تقين رايضي اختبار يف مادة: الرايضيات اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية الديوان الو

وزارة الرتبية الوطنية امتحان بكالوراي التعليم الثانوي الشعبة: تقين رايضي اختبار يف مادة: الرايضيات اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية الديوان الو وزارة الرتبية الوطنية امتحان بكالوراي التعليم الثانوي الشعبة: تقين رايضي اختبار يف مادة: الرايضيات اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية الديوان الوطين لالمتحاانت واملسابقات 710 املدة: دورة: 10 د و 01

المزيد من المعلومات

بسم الله الرحمن الرحيم

بسم  الله الرحمن الرحيم بسم اهلل الرحمن الرحيم السيرة الذاتية اوال البيانات الشخصية االسم بدر رفعت سلمان دويكات 1691 تاريخ الميالد مكان الوالدة الحالة االجتماعية متزوج ولي أربعة أوالد الجنسية فلسطيني الوظيفة الحالية أستاذ مساعد

المزيد من المعلومات

الحق التعويضي في التأمين على الحياة والجهة المستفيدة منه

الحق التعويضي في التأمين على الحياة والجهة المستفيدة منه رائد بين عبد الزمحو ظاهزة اخلوف مو اإلسالم يف الغزب "اإلسالم فوبيا" معهاها أسبابها مالحمها وخماطزها عالجها د. رائد سعيد أمحد بين عبد الزمحو* تاريخ وصول البحث: 8217/3/82 م تاريخ قبول البحث: 8217/7/11 م

المزيد من المعلومات

السيرة الذاتية للدكتور محمد شلال العاني

السيرة الذاتية للدكتور محمد شلال العاني السيرة الذاتية لألستاذ الدكتور أولا : معلومات شخصية: محمد شاللحبيب 1 - السم الرباعي واللقب: محمد شالل حبيب يوسف 2 - اللقب العلمي: أستاذ 3 - التحصيل العلمي: دكتو اره في القانون الجنائي 5 - عنوان السكن الحالي:

المزيد من المعلومات

الفصل الاول

الفصل الاول انج هىسا ت انجضائش ت انذ قشاط ت انشعب ت وصاسة انتعه ى انعال وانبحث انعه جايعت وهشا 2 كه ت انعهىو االجت اع ت يز كشة نن م شهادة ان اجست ش ف انفهسفت. األخالق بين الحتمية و الحرية " باسكال نموذجا " مف إعداد

المزيد من المعلومات

العدد/ 01 مجلة كلية التربية األساسية/ جامعة بابل كانون ثاني/ 0103 م المقدمة االشتقاق في العربية بين القدامى والمحدثين د ارسة موجزة م.م. محمد احمد زكي

العدد/ 01 مجلة كلية التربية األساسية/ جامعة بابل كانون ثاني/ 0103 م المقدمة االشتقاق في العربية بين القدامى والمحدثين د ارسة موجزة م.م. محمد احمد زكي المقدمة االشتقاق في العربية بين القدامى والمحدثين د ارسة موجزة مم محمد احمد زكي جامعة بابل/ كمية التربية االساسية الحمد هلل رب العالميف كافضؿ الصالة كالسال عمى اشرؼ الخمؽ كالمرسميف محمد )صمى اهلل عميو

المزيد من المعلومات

الاحتراق الوظيفي وتأثيره على أداء العاملين

الاحتراق الوظيفي وتأثيره على أداء العاملين التعل م المستمر معهد التنم ة المجتمع ة إدارة منظمات المجتمع المدن االحتراق الوظ ف وتأث ره على أداء العامل ن "دراسة تطب ق ة على اإلدار ن العامل ن ف جمع ة إعمار للتنم ة والتأه ل" عمل الطالبان أنور أبو موسى

المزيد من المعلومات

قانون رقم 11 لسنة 1998 بشأن التعليم العالي

قانون رقم 11 لسنة 1998 بشأن التعليم العالي قانون رقم 11 لسنة 1998 بشأن التعميم العالي رئيس المجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفمسطينية رئيس السمطة الوطنية الفمسطينية. بناء عمى الصالحيات المخولة لو وبناء عمى مقتضيات المصمحة العامة وعمى ما قدمو وزير

المزيد من المعلومات

6 الجمهورية الج ازي رية الديمق ارطية الشعبية مديرية التربية لولاية الطارف و ازرة التربية الوطنية امتحان البكالوريا التجريبي في مادتي التاريخ والجغ ارف

6 الجمهورية الج ازي رية الديمق ارطية الشعبية مديرية التربية لولاية الطارف و ازرة التربية الوطنية امتحان البكالوريا التجريبي في مادتي التاريخ والجغ ارف 6 الجمهورية الج ازي رية الديمق ارطية الشعبية مديرية التربية لولاية الطارف و ازرة التربية الوطنية امتحان البكالوريا التجريبي في مادتي التاريخ والجغ ارفيا ) دورة ماي ( 2017 المدة : 03 ساعات ونصف الشعبة :تسيير

المزيد من المعلومات

دبلوم متوسط برمجة تطبيقات الهواتف الذكية

دبلوم متوسط برمجة تطبيقات الهواتف الذكية دبلوم متوسط برمجة تطبيقات الهواتف الذكية الهواتف الذكية عدد مرات تنزيل التطبيقات توقع ارتفاع عدد مرات تنزيل التطبيقات 178B 2017 258B 2020 66% 54% عدد مستخدمي 3,8B االجهزة الذكية 4/2018 استخدام التطبيقات

المزيد من المعلومات

PowerPoint Presentation

PowerPoint Presentation دورة تدريبية لمعلمي ورؤساء أقسام الرياضيات من األحد /5 /31 إلى الخميس /6 /4 مركز التدريب والتطوير اإلدارة العامة لمنطقة الجهراء التعليمية برنامج التدريب : المنهج الوطني الكويتي إقبال المطيري الكفايات وأنواعها

المزيد من المعلومات

ر ت ب م ف األخ ؼ إ ل األ ث ق ؿ ك ز ننا:..... ر ت ب م ف األ ث ق ؿ إ ل األخ ؼ ك ز ننا:..... أ ض ع د ا ر ة ع ل الش ك ؿ األ ث ق ؿ ك ز ننا أ ض ع د ا ر ة ع

ر ت ب م ف األخ ؼ إ ل األ ث ق ؿ ك ز ننا:..... ر ت ب م ف األ ث ق ؿ إ ل األخ ؼ ك ز ننا:..... أ ض ع د ا ر ة ع ل الش ك ؿ األ ث ق ؿ ك ز ننا أ ض ع د ا ر ة ع ر ت ب م ف األخ ؼ إ ل األ ث ق ؿ ك ز ننا: ر ت ب م ف األ ث ق ؿ إ ل األخ ؼ ك ز ننا: أ ض ع د ا ر ة ع ل الش ك ؿ األ ث ق ؿ ك ز ننا أ ض ع د ا ر ة ع ل الش ك ؿ األ خ ؼ ك ز ننا ث أ ك م ؿ الؾ ر اغ بػ: أ خ ؼ ك ز ننا

المزيد من المعلومات

الرقابة الداخلية والرقابة الخارجية

الرقابة الداخلية والرقابة الخارجية الرقابة الداخلية - التدقيق الداخلي الرقابة الخارجية القاضي أفرام الخوري الرقابة الداخلية - التدقيق الداخلي والرقابة الخارجية الفقرة االولى : المقاييس العامة ألي نظام رقابي 1 هدف الرقابة : الرقابة على الوسيلة

المزيد من المعلومات

الفاعل في ضوء الاستعمال القرآني

الفاعل في ضوء الاستعمال القرآني ) ( ) ( مجلة التربية والعلم - المجلد العدد لسنة الفاعل في ضوء االستعمال القرآني د. طالل يحيى إبراىيم الطوبجي قس المغة العربية / كمية اآلداب جامعة المكصؿ االستالم القبول / / / / Abstract The research tackles

المزيد من المعلومات

دائرة التسجيل والقبول فتح باب تقديم طلبات االلتحاق للفصل األول 2018/2017 " درجة البكالوريوس" من العام الدراسي جامعة بيرزيت تعلن 2018/2017 يعادلها ابتد

دائرة التسجيل والقبول فتح باب تقديم طلبات االلتحاق للفصل األول 2018/2017  درجة البكالوريوس من العام الدراسي جامعة بيرزيت تعلن 2018/2017 يعادلها ابتد دائرة التسجيل والقبول فتح باب تقديم طلبات االلتحاق للفصل األول 2018/2017 " درجة البكالوريوس" من العام الدراسي جامعة بيرزيت تعلن 2018/2017 يعادلها ابتداء من عن فتح باب تقديم طلبات االلتحاق بإمكان الطلبة

المزيد من المعلومات

مجلّة العلوم التّربويّة- العدد الثالث ISSN

مجلّة العلوم التّربويّة- العدد الثالث ISSN SUST Journal of Educational Sciences Available at www.scientific-journal.sustech.edu واقع استخدام أعضاء هيئة التدريس بكمية التربية بجامعة السودان لمعموم والتكنولوجيا لتقنيات التعمم اإللكتروني ماىؿ اليادم

المزيد من المعلومات

جامعة محمد خيضر بسكرة كلية الحقوق والعلوم السياسية قسم الحقوق مذكرة مكملت مه متطلباث لىيل شهادة الماستر في الحقوق تخصص : قاوون جىائي إش ارف األستاذة :

جامعة محمد خيضر بسكرة كلية الحقوق والعلوم السياسية قسم الحقوق مذكرة مكملت مه متطلباث لىيل شهادة الماستر في الحقوق تخصص : قاوون جىائي إش ارف األستاذة : جامعة محمد خيضر بسكرة كلية الحقوق والعلوم السياسية قسم الحقوق مذكرة مكملت مه متطلباث لىيل شهادة الماستر في الحقوق تخصص : قاوون جىائي إش ارف األستاذة : إعداد الطالب : _ هويوة أسماء شرف الدين وردة _ الموسم

المزيد من المعلومات

صندوق استثمارات اجلامعة ومواردها الذاتية ( استثمارات اجلامعة الذاتية ) مركز مركز استثمارات الطاقة املتجددة االستثمارات مركز اإلمام للمالية واملصرفية ا

صندوق استثمارات اجلامعة ومواردها الذاتية ( استثمارات اجلامعة الذاتية ) مركز مركز استثمارات الطاقة املتجددة االستثمارات مركز اإلمام للمالية واملصرفية ا صندوق استثمارات اجلامعة ومواردها الذاتية ( استثمارات اجلامعة الذاتية ) استثمارات الطاقة املتجددة االستثمارات اإلمام للمالية واملصرفية العقارية استثمارات تقنية املعرفة التنمية الصحية الوسائط املتعددة مركز

المزيد من المعلومات

. رصد حضور المرأة في وسائل اإلعالم المحلية 2017

. رصد حضور المرأة في وسائل اإلعالم المحلية 2017 . رصد حضور المرأة في وسائل اإلعالم المحلية 2017 المقدمة : عينة الدراسة الصحافة المطبوعة : الرأي والغد والدستور والسبيل. المواقع اإللكترونية : عمون وسرايا وخبرني والوكيل. التلفزيون : التلفزيون األردني ورؤيا.

المزيد من المعلومات

الحل المفضل لموضوع الر اض ات شعبة تقن ر اض بكالور ا 2015 الحل المفص ل للموضوع األو ل التمر ن األو ل: 1 كتابة و على الشكل األس. إعداد: مصطفاي عبد العز

الحل المفضل لموضوع الر اض ات شعبة تقن ر اض بكالور ا 2015 الحل المفص ل للموضوع األو ل التمر ن األو ل: 1 كتابة و على الشكل األس. إعداد: مصطفاي عبد العز الحل المفص ل للمضع األ ل التمر ن األ ل: كتابة على الشكل األس k ' cos s cos s e e ب( تع ن ق م العدد الطب ع بح ث كن العدد حق ق ا e e e arg حق ق معناه k منه k عل ه k ' k ح ث e ج( عدد مركب ح ث حساب ط لة العدد

المزيد من المعلومات

الحق التعويضي في التأمين على الحياة والجهة المستفيدة منه

الحق التعويضي في التأمين على الحياة والجهة المستفيدة منه - دراسة فقوية قانونية مقارنة- أ.د. هاني سلينان الطعينات* تاريخ وصول البحث: 0267/6/61 م تاريخ قبول البحث: 0267/8/00 م ملخص تعد الكتابة الخطية المكثقة بالتكقيع التقميدم الدليؿ األقكل في قائمة أدلة اإلثبات

المزيد من المعلومات

مجلة جامعة كركوك للعلوم االدارية واالقتصادية المجلد) 5 ( العدد )1( 2015 قياس وتحميل قابمية العممية اإلنتاجية د ارسة تطبيقية في شركة البركة لصناعة األن

مجلة جامعة كركوك للعلوم االدارية واالقتصادية المجلد) 5 ( العدد )1( 2015 قياس وتحميل قابمية العممية اإلنتاجية د ارسة تطبيقية في شركة البركة لصناعة األن قياس وتحميل قابمية العممية اإلنتاجية د ارسة تطبيقية في شركة البركة لصناعة األنابيب البالستكية وممحقاتها م رياض جميل وهاب كمية االدارة واالقتصاد جامعة الموصل Measuring and Analyzing of productive Process

المزيد من المعلومات

REPUBLIQUE ALGERIENNE DEMOCRATIQUE ET POPULAIRE وزارة التعليم العالي والبحث العلمي Ministère de l enseignement supérieur et de la recherche scientifiq

REPUBLIQUE ALGERIENNE DEMOCRATIQUE ET POPULAIRE وزارة التعليم العالي والبحث العلمي Ministère de l enseignement supérieur et de la recherche scientifiq ماستر. 1 لسان ات تطب ق ة ق: 16 النظر ات اللسان ة إنجلز ة 2018-06-19 ش خ إدر س المنهج و المنهج ة فن ات البحث و الكتابة فارس حس ن الطرش التحل ل التول دي خالدي هشام المبادئ المنهج ة للتحل ل اللسان الهادي

المزيد من المعلومات

وزارة الترب ة بنك األسئلة لمادة علم النفس و الح اة التوج ه الفن العام لالجتماع ات الصف الحادي عشر أدب 0211 / 0212 األولى الدراس ة الفترة *************

وزارة الترب ة بنك األسئلة لمادة علم النفس و الح اة التوج ه الفن العام لالجتماع ات الصف الحادي عشر أدب 0211 / 0212 األولى الدراس ة الفترة ************* وزارة الترب ة بنك األسئلة لمادة علم النفس و الح اة التوج ه الفن العام لالجتماع ات الصف الحادي عشر أدب 2 / 22 األولى الدراس ة الفترة ************************************************************************************

المزيد من المعلومات

مؤتمر: " التأجير التمويلي األول " طريق جديد لالستثمار لدعم وتنمية المشروعات القومية والشركات الصغيرة والمتوسطة تحت رعاية : و ازرة االستثمار و ازرة اال

مؤتمر:  التأجير التمويلي األول  طريق جديد لالستثمار لدعم وتنمية المشروعات القومية والشركات الصغيرة والمتوسطة تحت رعاية : و ازرة االستثمار و ازرة اال مؤتمر: " التأجير التمويلي األول " طريق جديد لالستثمار لدعم وتنمية المشروعات القومية والشركات الصغيرة والمتوسطة تحت رعاية : و ازرة االستثمار و ازرة االتصاالت وتكنولوجيا المعلومات الهيئة العامة للرقابة المالية

المزيد من المعلومات

Morgan & Banks Presentation V

Morgan & Banks Presentation V المحرم 1433/ ديسمبر 2011 1 1 د. صنهات العتييب االستاذ بجامعة الملك سعود د. مسري الشيخ مستشار تطوير المصرفية اإلسالمية 2 علي اإلجابة الندوة تحاول التساؤالت التالية: املصرفية أين اإلسالوية يف البنوك التقميدية

المزيد من المعلومات

المقدمة:

المقدمة: جامعة مؤتة عمادة الد ارسات العميا اعت ارضات العكبري عمى النحاة وترجيحاتو في كتابو "التبيان في إع ارب القرآن" إ عداد الطالب عصام محمد عبد السالم الشخيبي بإش ارف الدكتور محمود مبارك عبيدات رسػالة مقػػد مػة

المزيد من المعلومات

عناوين حلقة بحث

عناوين حلقة بحث عناوين ا بحاث مقترحة دكتور ياسر الشرفا قسم ا دارة الا عمال والعلوم المالية والمصرفية 1 -ا ثار استقلالية سلطة النقد على فعالية السياسة النقدية الفلسطينية 2 -الا صلاحات المصرفية على مكافحة تبييض الا موال

المزيد من المعلومات

المواصفات الاوربية لإدارة الابتكار كخارطة طريق لتعزيز الابتكار في الدول العربية

المواصفات الاوربية لإدارة الابتكار كخارطة طريق لتعزيز الابتكار في الدول العربية المواصفات االوربية إلدارة االبتكار كخارطة طريق لتعزيز االبتكار في الدول العربية د. عوض سالم الحربي Workshop on Fostering Innovation in the Public Sectors of Arab Countries Cairo, Egypt, 30-31 October 2017

المزيد من المعلومات

الشريحة 1

الشريحة 1 القيادة 1 القيادة -الم ادة - تعر فات الم ادة -الفرق ب ن الم ادة واإلدارة - عناصر الم ادة اإلدار ة - نظر ات الم ادة اإلدار ة 2 القيادة تنطوي الم ادة على عاللة تبادل ة ب ن من بدأ بالفعل وب ن من نجزه وهذه

المزيد من المعلومات

Slide 1

Slide 1 تصميم السيرة الذاتية كصفحات الويب د. احمد عادل اسماعيل عمادة المركز الجامعي لخدمة المجتمع و التعليم المستمر. WWW.Dr-Ahmed.Info Info@Dr-Ahmed.Info -------------- المرجع: www.support.office.com اهداف المحاضرة

المزيد من المعلومات

اسم المفعول

اسم المفعول اسم المفعول اسم المفعول اسم ي شتق من الفعل المتعدي المبني للمجهول المتعدي وهي تدل على وصف من يقع عليه الفعل. يصاغ اسم المفعول على الن حو التالي : 1 الفعل الثالثي : على وزن م ف ع ول مثل: ك ت ب : م ك ت وب

المزيد من المعلومات

PowerPoint Presentation

PowerPoint Presentation عرض لنظام المعماري الاستراتيجي لمتابعة الأداء وتنفيذ الاستراتيجيات 1999 مقدمة تاسست عام في مصر شركة مساهمة خاصة من عام 2002 المقر الرئيسي بالقاهرة 35 موظف شركاء استراتيجيين في الشرق الأوسط خبرات دولية

المزيد من المعلومات

E/ECA/COE/34/2 AU/STC/FMEPI/EXP/2(I) Distr.: General 24 March 2015 Arabic Original: English

E/ECA/COE/34/2 AU/STC/FMEPI/EXP/2(I) Distr.: General 24 March 2015 Arabic Original: English E/ECA/COE/34/2 AU/STC/FMEPI/EXP/2(I Distr.: General 24 March 2015 Arabic Original: English ب ج د ه و ز ح ط ي 1 أحكام عامة إن المجمس التنفيذي: 03 02 01 إلى بالنظر أحكام القانون التأسيسي لالتحاد األفريقي

المزيد من المعلومات

توزيع املساقات الدراسية في برامج ماكاديمية على ماقسام العلمية )1( قسم القانون الدولي العام م املساق القانون الدولي العام التنظيم الد

توزيع املساقات الدراسية في برامج ماكاديمية على ماقسام العلمية )1( قسم القانون الدولي العام م املساق القانون الدولي العام التنظيم الد توزيع الساقات الدراسية في براج اكاديية على اقسا العلية )( قس القانون الدولي العا 7 8 9 الساق القانون الدولي العا التنظي الدولي القانون الدولي العا ع التعق القانون الجنائي الدولي القانون الدولي إلانساني

المزيد من المعلومات

اخلدمات اإلرشادية املقدمة من قبل مشتشار التوجيه واإلرشاد املدرسي واملهين وعالقتها بزيادة فعالية الذات لدى تالميذ الشنة الجالجة ثانوي * أ. حبيبة روبيبي

اخلدمات اإلرشادية املقدمة من قبل مشتشار التوجيه واإلرشاد املدرسي واملهين وعالقتها بزيادة فعالية الذات لدى تالميذ الشنة الجالجة ثانوي * أ. حبيبة روبيبي اخلدمات اإلرشادية املقدمة من قبل مشتشار التوجيه واإلرشاد املدرسي واملهين وعالقتها بزيادة فعالية الذات لدى تالميذ الشنة الجالجة ثانوي * أ. حبيبة روبيبي جامعة المسيمة الج ازئر أ.د. ** محمد برو جامعة المسيمة

المزيد من المعلومات

مطالعة قانونية حول التعديل الدستوري لعام 6102 إبتداء ال بد من اإلشارة إلى أن نظام الحكم في األردن ىو نظام نيابي ممكي و ارثي. وبالرغم من تعدد التعريفات

مطالعة قانونية حول التعديل الدستوري لعام 6102 إبتداء ال بد من اإلشارة إلى أن نظام الحكم في األردن ىو نظام نيابي ممكي و ارثي. وبالرغم من تعدد التعريفات مطالعة قانونية حول التعديل الدستوري لعام 6102 إبتداء ال بد من اإلشارة إلى أن نظام الحكم في األردن ىو نظام نيابي ممكي و ارثي. وبالرغم من تعدد التعريفات الفقيية لمنظام البرلماني إال أن ىناك اتفاق عمى ضرورة

المزيد من المعلومات

الدرس : 1 مبادئ ف المنطق مكونات المقرر الرسم عناصر التوج هات التربو ة العبارات العمل ات على العبارات المكممات االستدالالت الر اض ة: االستدالل بالخلف ا

الدرس : 1 مبادئ ف المنطق مكونات المقرر الرسم عناصر التوج هات التربو ة العبارات العمل ات على العبارات المكممات االستدالالت الر اض ة: االستدالل بالخلف ا الدرس : 1 مبادئ ف المنطق مكونات المقرر الرسم عناصر التوج هات التربو ة العبارات العمل ات على العبارات المكممات االستدالالت الر اض ة: االستدالل بالخلف االستدالل بفصل الحاالت االستدالل بالتكافؤ نبغ تقر ب

المزيد من المعلومات

Al-Quds University Executive Vice President Hasan Dweik, Ph.D. Professor of Polymer Chemistry جامعة القدس نائب الرئيس التنفيذي أ. د. حسن الدويك أستاذ

Al-Quds University Executive Vice President Hasan Dweik, Ph.D. Professor of Polymer Chemistry جامعة القدس نائب الرئيس التنفيذي أ. د. حسن الدويك أستاذ التقرير السنوي للم اركز والمعاهد في الجامعة تقرير العام االكاديمي 2017/2016 pci@admin.alquds.edu اسم المعهد او المركز:.معهد الطفل اسم مدير المعهد او المركز:.د يحيي حجازي. العنوان:. شارع عبد الحميد شومان

المزيد من المعلومات

PowerPoint Presentation

PowerPoint Presentation مشروع التسويق ولوجيستيات االعمال الزراعية المتقدمة التحليل المالي كيبف تحدد سعر التكلفة والسعر النهائي الى أي مدى يعكس السعر الجودة 50 قرش للكيلو جنيه للكيلو هل التكاليف هي المكون الوحيد للسعر 3 مالذي

المزيد من المعلومات

جامعت وهران 2 أحمذ به محمذ كليت الحقىق و العلىم السياسيت مذكرة لىيل شهادة الماجسخير في القاوىن العام حخصص حقىق و حرياث أساسيت حق اإلنسان في بيئة صحية

جامعت وهران 2 أحمذ به محمذ كليت الحقىق و العلىم السياسيت مذكرة لىيل شهادة الماجسخير في القاوىن العام حخصص حقىق و حرياث أساسيت حق اإلنسان في بيئة صحية جامعت وهران 2 أحمذ به محمذ كليت الحقىق و العلىم السياسيت مذكرة لىيل شهادة الماجسخير في القاوىن العام حخصص حقىق و حرياث أساسيت حق اإلنسان في بيئة صحية و نظيفة قذمج و وىقشج علىا مه طرف: الطالب مربىح عبذ

المزيد من المعلومات

جامعة عبد الرحمان ميرة بجاية اآلداب والمغات كمية قسم الم غة واألدب العربي مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر في الم غة واألدب العربي تخصص: أدب عربي حديث وم

جامعة عبد الرحمان ميرة بجاية اآلداب والمغات كمية قسم الم غة واألدب العربي مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر في الم غة واألدب العربي تخصص: أدب عربي حديث وم جامعة عبد الرحمان ميرة بجاية اآلداب والمغات كمية قسم الم غة واألدب العربي مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر في الم غة واألدب العربي تخصص: أدب عربي حديث ومعاصر الطالبتين: إعداد إش ارف: شيبة شفيعة د. بوناب ليندة

المزيد من المعلومات

الوحدة األولى المالمح البشرية للوطن العربي عنوان الدرس : سكان الوطن العربي أوال :أكمل الجدول التالي: 392 مليون نسمة %5.3 %39.9 %60.1 عدد سكان الوطن ال

الوحدة األولى المالمح البشرية للوطن العربي عنوان الدرس : سكان الوطن العربي أوال :أكمل الجدول التالي: 392 مليون نسمة %5.3 %39.9 %60.1 عدد سكان الوطن ال 0 الوحدة األولى المالمح البشرية للوطن العربي عنوان الدرس : سكان الوطن العربي أوال :أكمل الجدول التالي: 392 مليون نسمة %5.3 %39.9 %60.1 عدد سكان الوطن العربي: نسبة سكان الوطن العربي إلى سكان العالم: نسبة

المزيد من المعلومات

The Islamic University Gaza Research and Postgraduate Affairs Faculty of Art Master of Journalism الجبهعت اإلسالهيت-غزة شئوى البحث العلوي والدراسبث ال

The Islamic University Gaza Research and Postgraduate Affairs Faculty of Art Master of Journalism الجبهعت اإلسالهيت-غزة شئوى البحث العلوي والدراسبث ال The Islamic University Gaza Research and Postgraduate Affairs Faculty of Art Master of Journalism الجبهعت اإلسالهيت-غزة شئوى البحث العلوي والدراسبث العليب كمية اآلداب ماجستير صحافة استخدامات الم أرة الفمسطينية

المزيد من المعلومات

مجلظ الطلوم االنسانيظ /كليظ التربيظ للطلوم اإلنسانيظ / المجلد 22 /الطدد الثاني حزيران 2012 أسلوب الن داء في شرح الس يرافي صلى كتاب سيبويه قراءة في ضوء

مجلظ الطلوم االنسانيظ /كليظ التربيظ للطلوم اإلنسانيظ / المجلد 22 /الطدد الثاني حزيران 2012 أسلوب الن داء في شرح الس يرافي صلى كتاب سيبويه قراءة في ضوء الجامطظ المستنصري ظ/ كليظ التربي ظ الجامطظ المستنصري ظ/ كليظ التربي ظ BMTAL 1954@JMAIL.COM ممخص البحث الن داء خطا ه ب كثير الد ك ارف في كال العرب إذ يستعمؿ في أك ؿ كؿ كال ل عطؼ ال ي م ى خاطىب عمى ال ي

المزيد من المعلومات

الجامعة الأردنية:موضوعات في الدافعية

الجامعة الأردنية:موضوعات في الدافعية اجلاهعة االردنية كلية العلوم الرتبوية قسن علن النفس الرتبوي موضوعات في الدافعية رقم المساق ( 9198080( مدرس المساق : أ.د. يوسف قطامي تمفون المكتب : 5055555/24426 تمهيد لقد شيد مجال الدافعية تغي ارت عديدة

المزيد من المعلومات

اجيبي علي الاسئلة التالية بالكامل:

اجيبي علي الاسئلة التالية بالكامل: أساليب توزيع السكان وكثافتهم أوال: التوزيع السكاني Population Distribution التوزيع السكاني هو عبارة عن توزيع البشر األعداد المطلقة على الرقعة المساحية. إن التوزيع الجغ ارفي للسكان هو الجغ ارفية. انعكاس

المزيد من المعلومات

المملكة العربية السعودية م ق س ..../1998

المملكة العربية السعودية م ق س ..../1998 SFDA.FD 2483 /2018 الدهون )األحماض الدهنية( المتحولة Trans Fatty Acids ICS : 67.040 تقديم الهيئة جهة مستقلة الغرض األساسي لها هو القيام بتنظيم وم ارقبة الغذاء والدواء واألجهزة الطبية ومن مهامها وضع اللوائح

المزيد من المعلومات

The Islamic University Gaza Research and Postgraduate Affairs Faculty of Commerce Master of Accounting & Finance الجامعة اإلسالمية غزة شئون البحث العم

The Islamic University Gaza Research and Postgraduate Affairs Faculty of Commerce Master of Accounting & Finance الجامعة اإلسالمية غزة شئون البحث العم The Islamic University Gaza Research and Postgraduate Affairs Faculty of Commerce Master of Accounting & Finance الجامعة اإلسالمية غزة شئون البحث العممي والد ارسات العميا كمية التجارة ماجستير المحاسبة

المزيد من المعلومات

المحاضرة الثانية عشر مقاييس التشتت درسنا في المحاضرة السابقة مقاييس النزعة المركزية أو المتوسطات هي مقاييس رقمية تحدد موقع أو مركز التوزيع أو البيانات

المحاضرة الثانية عشر مقاييس التشتت درسنا في المحاضرة السابقة مقاييس النزعة المركزية أو المتوسطات هي مقاييس رقمية تحدد موقع أو مركز التوزيع أو البيانات المحاضرة الثانية عشر مقاييس التشتت درسنا في المحاضرة السابقة مقاييس النزعة المركزية أو المتوسطات هي مقاييس رقمية تحدد موقع أو مركز التوزيع أو البيانات وهي مهمة في حالة المقارنة بين التوزيعات المختلفة وكان

المزيد من المعلومات

وزارة التعليم العالي والبـحث العلمي

وزارة التعليم العالي والبـحث العلمي دمحم- جمهوريت العراق وزارة التعليم العالي والبحث العلمي جامعت البصرة - كليت التربيت للعلوم الإهساهيت - قسم التاريخ أولا : مواد الامتحان التوافسي والكتب المساعذة لذراست الماجستير ت اسم المادة الكتب المساعدة

المزيد من المعلومات

أكاديمية د ارسات الالجئين برنامج دبموم الد ارسات الفمسطينية قسم األبحاث والدراسات الخطة االست ارتيجية لتحرير األقصى... رؤية تاريخية واستش ارف مستقبمي

أكاديمية د ارسات الالجئين برنامج دبموم الد ارسات الفمسطينية قسم األبحاث والدراسات الخطة االست ارتيجية لتحرير األقصى... رؤية تاريخية واستش ارف مستقبمي أكاديمية د ارسات الالجئين برنامج دبموم الد ارسات الفمسطينية قسم األبحاث والدراسات الخطة االست ارتيجية لتحرير األقصى... رؤية تاريخية واستش ارف مستقبمي الطالب: ماهر محمد عمي ارجح إش ارؼ: أ. ارئد صافي قدمت

المزيد من المعلومات

المكونات

المكونات لغات البرمجه Programming Languages 2016/2017 الب ارمج او البرمجيات: هو عبارة عن مجموعة من األوامر والتعليمات مرتبة بتسلسل معين ويقوم الحاسوب بتنفيذها لتحقيق الهدف من البرنامج. المقدمة ىناك العديد من لغات

المزيد من المعلومات

الدرجة والخطة الدراسية الكلية: القسم: الدفعة: الدرجة: التخصص: التخصص الدقيق: التربية العلوم اإلسالمية 1122 وما بعد بكالوريوس التربية التربية اإلسالمية

الدرجة والخطة الدراسية الكلية: القسم: الدفعة: الدرجة: التخصص: التخصص الدقيق: التربية العلوم اإلسالمية 1122 وما بعد بكالوريوس التربية التربية اإلسالمية الدرجة والخطة الدراسية الكلية: القسم: الدفعة: الدرجة: التخصص: التخصص الدقيق: التربية العلوم اإلسالمية وما بعد بكالوريوس التربية التربية اإلسالمية ملخص الساعات المعتمدة متطلبات جامعة )( لغة عربية المجتمع

المزيد من المعلومات

التربية والسوسيولوجيا قراءة في المنظور الدوركايمي آسيا بومعيزة أ. غنية ضيؼ أ. جامعة الج ازئر 2 Abstract : Durkheim's approach to education in general

التربية والسوسيولوجيا قراءة في المنظور الدوركايمي آسيا بومعيزة أ. غنية ضيؼ أ. جامعة الج ازئر 2 Abstract : Durkheim's approach to education in general التربية والسوسيولوجيا قراءة في المنظور الدوركايمي آسيا بومعيزة أ. غنية ضيؼ أ. جامعة الج ازئر 2 Abstract : Durkheim's approach to education in general and to the educational system is an institutional approach

المزيد من المعلومات

كمية التربية المجمة التربوية *** األبعاد التربوية لعمل المرأة في المجال التطوعي دراسة ميدانية بمحافظة سوهاج The Educational Aspects of Woman Work in V

كمية التربية المجمة التربوية *** األبعاد التربوية لعمل المرأة في المجال التطوعي دراسة ميدانية بمحافظة سوهاج The Educational Aspects of Woman Work in V كمية التربية المجمة التربوية *** األبعاد التربوية لعمل المرأة في المجال التطوعي دراسة ميدانية بمحافظة سوهاج The Educational Aspects of Woman Work in Voluntarism (A Field Study in Sohag Governorate) إعداد

المزيد من المعلومات

CME/40/5(b) Madrid, April 2015 Original: English لجنة منظمة السياحة العالمية للشرق األوسط اإلجتماع األربعون دبي اإلما ارت العربية المتحدة 5 أيار/مايو

CME/40/5(b) Madrid, April 2015 Original: English لجنة منظمة السياحة العالمية للشرق األوسط اإلجتماع األربعون دبي اإلما ارت العربية المتحدة 5 أيار/مايو Madrid, April 2015 Original: English لجنة منظمة السياحة العالمية للشرق األوسط اإلجتماع األربعون دبي اإلما ارت العربية المتحدة 5 أيار/مايو 1025 البند 5 )ب( من جدول األعمال المؤقت 5. تنفيذ برنامج العمل العام

المزيد من المعلومات

وظرية وممارصة المضرح: فيما وراء الحذود رأ ف : ج ص ذ ف شاي رشج خ: د.ج ب ػ غ ي 1

وظرية وممارصة المضرح: فيما وراء الحذود رأ ف : ج ص ذ ف شاي رشج خ: د.ج ب ػ غ ي 1 وظرية وممارصة المضرح: فيما وراء الحذود رأ ف : ج ص ذ ف شاي رشج خ: د.ج ب ػ غ ي 1 الفهرس : تمهيد الجزء األول: نظرية تبحث عن ممارسة نحو 1- المسرح والمجتمع : عقد اجتماعي جديد. 2- ماذا تستطيع أف تقد نظرية المسرح:

المزيد من المعلومات

االبداع في صياغة المواقف المضحكة من خصائص الشخص ذو الذكاء: الفكاهي A. الذاتي B. اللغوي C. العاطفي D. االتصال الذي يتخذ فيه الفرد قراراته بناء على المع

االبداع في صياغة المواقف المضحكة من خصائص الشخص ذو الذكاء: الفكاهي A. الذاتي B. اللغوي C. العاطفي D. االتصال الذي يتخذ فيه الفرد قراراته بناء على المع االبداع في صياغة المواقف المضحكة من خصائص الشخص ذو الذكاء: الفكاهي A. الذاتي B. اللغوي C. العاطفي D. االتصال الذي يتخذ فيه الفرد قراراته بناء على المعلومات التي يتلقاها من حواسة هو االتصال: A. الجمعي B.

المزيد من المعلومات

لــؤي أحمد المسـلم

لــؤي أحمد المسـلم اإلدارة مجلس المعلومات الشخصية: االسم: د. لؤي بن أحمد بن سعد المسلم الجنسية: سعودي المنصب الحالي: الرئيس التنفيذي لشركة المياه الوطنية وعضو المنتدب. المؤهالت : Nottingham Trent ( قطاع المياه والصرف الصحي

المزيد من المعلومات

كيف نص فن الحكومات السيادية نوجز في هذه المقالة األج ازء الرئيسية ل "منهجية تصنيف الحكومات السيادية" للتصنيفات االئتمانية«المنشور بتاريخ 18 ديسمبر/كان

كيف نص فن الحكومات السيادية نوجز في هذه المقالة األج ازء الرئيسية ل منهجية تصنيف الحكومات السيادية للتصنيفات االئتمانية«المنشور بتاريخ 18 ديسمبر/كان كيف نص فن الحكومات السيادية نوجز في هذه المقالة األج ازء الرئيسية ل "منهجية تصنيف الحكومات السيادية" للتصنيفات االئتمانية«المنشور بتاريخ 18 ديسمبر/كانون األول 2017 لدى وكالة»إس آند بي جلوبال تطبق منهجية

المزيد من المعلومات

اليوم /

اليوم / طاقة رقم الموضوع : مفهو المجموعة. الهدف : ي عر ؼ المجموعة. تمهيد: ذكر كل مف : فوؿ النة. لواف عم فمطيف. الطال المحترموف. : كمل ما يتي : مثاؿ مف مثمة المجموعات : الخمفاء ال ارشدوف العداد الطيعية مف فر إلى

المزيد من المعلومات

جامعة الخليل كلية الدراسات العليا والبحث العلمي قسم إدارة األعمال ظ ا ع ى بد ا زسى م خ وعاللزهب ثغىدح ط بعخ ا مشاساد ف ششوخ ا ىط خ ىثب إعداد آالء سليم

جامعة الخليل كلية الدراسات العليا والبحث العلمي قسم إدارة األعمال ظ ا ع ى بد ا زسى م خ وعاللزهب ثغىدح ط بعخ ا مشاساد ف ششوخ ا ىط خ ىثب إعداد آالء سليم جامعة الخليل كلية الدراسات العليا والبحث العلمي قسم إدارة األعمال ظ ا ع ى بد ا زسى م خ وعاللزهب ثغىدح ط بعخ ا مشاساد ف ششوخ ا ىط خ ىثب إعداد آالء سليمان زلوم إشراف الدكتور يوسف أبو فارة قدمت هذه الرسالة

المزيد من المعلومات

الشريحة 1

الشريحة 1 2 األشكال الثالثية األبعاد 4 الف ص ل السادس 5 6 ن 2 : املئ الجدول بالرقم المناسب عدد أضالع القاعدة 4 ن 3 8 عدد أحرف المجس م 6 كانت إذا قاعدة الهرم مثلثة الشكل ذ فكم عدد أضالعها كم حرف ا كانت إذا للهرم

المزيد من المعلومات

) باألالف ( )صفحة 1 من 28( (حتى أغسطس 2017) اليمن منطقة العمليات اإلنسانية في عدن - لمحة عن الوضع اإلنساني : يستعرض هذا الموجز المعلوماتي للمحافظات مع

) باألالف ( )صفحة 1 من 28( (حتى أغسطس 2017) اليمن منطقة العمليات اإلنسانية في عدن - لمحة عن الوضع اإلنساني : يستعرض هذا الموجز المعلوماتي للمحافظات مع ) باألالف ( )صفحة ( (حتى أغسطس ) الي طقة العمليات اإلنسانية في عدن لمحة عن الوضع اإلنساني : يستعرض هذا الموجز المعلوماتي للمحافظات معلومات حول االوضاع اإلنسانية والعمل اإلنساني الجاري في كل محافظة وفي

المزيد من المعلومات

بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم مجمة التربية والعمم - المجمد )16( العدد )4( لسنة 2009 السموك القيادي في تدابير الخميفتين ابي بكر الصديق وعمر بن الخطاب )رضي اهلل عنهما( د. طالب صميبي حسين نايل الزبيدي قس العمك التربكية كالنفسية / كمية

المزيد من المعلومات

ػػػػة ػ األقػصػى جػػػػامػعػ غػػػػػػػػزة عػػػمػػػادة الػػػد ارسػػػػات الػعػمػ ػيػ ػػػػػػػػػػػػػػا كمية اآلداب كالعمك اإلنػسانية ػػػػػػػػػ قػسػ الػمػ ػػ

ػػػػة ػ األقػصػى جػػػػامػعػ غػػػػػػػػزة عػػػمػػػادة الػػػد ارسػػػػات الػعػمػ ػيػ ػػػػػػػػػػػػػػا كمية اآلداب كالعمك اإلنػسانية ػػػػػػػػػ قػسػ الػمػ ػػ ػػػػة ػ األقػصػى جػػػػامػعػ غػػػػػػػػزة عػػػمػػػادة الػػػد ارسػػػػات الػعػمػ ػيػ ػػػػػػػػػػػػػػا كمية اآلداب كالعمك اإلنػسانية ػػػػػػػػػ قػسػ الػمػ ػػػػػغػػػػػػة الػ عػػ ػػػػػػػػػربػػػيػػػػػػػة ػػػػػػة

المزيد من المعلومات

اإلصدار الثاني محرم 1436 ه الكلية: القسم األكاديمي: البرنامج: المقرر: منسق المقرر: منسق البرنامج: تاريخ اعتماد التوصيف: العلوم والدراسات اإلنسانية رما

اإلصدار الثاني محرم 1436 ه الكلية: القسم األكاديمي: البرنامج: المقرر: منسق المقرر: منسق البرنامج: تاريخ اعتماد التوصيف: العلوم والدراسات اإلنسانية رما اإلصدار الثاني محرم 6 ه الكلية: القسم األكاديمي: البرنامج: المقرر: منسق المقرر: منسق البرنامج: تاريخ اعتماد التوصيف: العلوم والدراسات اإلنسانية رماح الدراسات اإلسالمية الدراسات اإلسالمية فقه الجنايات والحدود

المزيد من المعلومات

AFRICAN UNION UNION AFRICAINE UNIÃO AFRICANA P. O. Box 3243, Addis Ababa, ETHIOPIA Tel.: (251-11) Fax: (251-11) Website: ال

AFRICAN UNION UNION AFRICAINE UNIÃO AFRICANA P. O. Box 3243, Addis Ababa, ETHIOPIA Tel.: (251-11) Fax: (251-11) Website:   ال AFRICAN UNION UNION AFRICAINE UNIÃO AFRICANA P. O. Box 3243, Addis Ababa, ETHIOPIA Tel.: (251-11) 5182402 Fax: (251-11) 5182400 Website: www.au.int النصوص التنظيمية والمؤسسية لتنفيذ مقرر واطار ياموسوكرو

المزيد من المعلومات

Microsoft PowerPoint - د . ابراهيم بدران ، بوربوينت.ppt [Compatibility Mode]

Microsoft PowerPoint - د . ابراهيم بدران ، بوربوينت.ppt [Compatibility Mode] الدكتور إب ارهيم بد ارن التعليم العالي والبحث والتطوير والا بداع في مجتمع المعرفة ١ ١٤/٤/٢٠١٤ عمان ١- بين التقدم والتخلف حالة التخلف حالة التقدم المعرفة اإلدارة اإلقتصاد التكنولوجي المؤسسية سيادة القانون

المزيد من المعلومات

Ministry of Higher Education& scientific Research University of technology Department of Architecture Faculty of Staff Researches وزارة التعليم العالي

Ministry of Higher Education& scientific Research University of technology Department of Architecture Faculty of Staff Researches وزارة التعليم العالي عنوان البحث التواصل الشكلي في النتاج المعاصر دور التدريسي في تفعيل تقنية التعليم الرقمي نظرية الفوضى وتوليد الشكل المعماري العالقات التكوينية في التصوير العرلب االسالمي واثرها في اعمال الرسم للفنان فؤاد

المزيد من المعلومات

العدد/ 14 مجلة كل ة الترب ة األساس ة للعلوم التربو ة واإلنسان ة / جامعة بابل كانون أول/ 0248 م إدماف االنترنت وعالقتو ببعض االضط اربات النفسية أ.د. مص

العدد/ 14 مجلة كل ة الترب ة األساس ة للعلوم التربو ة واإلنسان ة / جامعة بابل كانون أول/ 0248 م إدماف االنترنت وعالقتو ببعض االضط اربات النفسية أ.د. مص إدماف االنترنت وعالقتو ببعض االضط اربات النفسية أ.د. مصطفى منصوري لدى تالميذ التعمي الثانوي كمية العمو االجتماعية/ جامعة مستغان/ الج ازئر مختار بوفرة د. كمية العمو االنسانية واالجتماعية/ جامعة معسكر/ الج

المزيد من المعلومات

منحهما جائزة "الوسام الذهبي لإلنجاز": - Monitoring Media إتحاد المصارف العربية يكر م عدنان وعادل القص ار في القمة المصرفية العربية الدولية في باريس Ta

منحهما جائزة الوسام الذهبي لإلنجاز: - Monitoring Media إتحاد المصارف العربية يكر م عدنان وعادل القص ار في القمة المصرفية العربية الدولية في باريس Ta منحهما جائزة "الوسام الذهبي لإلنجاز": - Monitoring Media إتحاد المصارف العربية يكر م عدنان وعادل القص ار في القمة المصرفية العربية الدولية في باريس Table of Content الوسام الذهبي لعدنان وعادل القص ار في

المزيد من المعلومات

تطور احلاسوب المحاضرة 1 Types of Computer Systems Computer Generations عامة مفاىيم أنظمة الحواسيب أنواع أجيال الحواسيب مفاىيم عامة: م

تطور احلاسوب المحاضرة 1 Types of Computer Systems Computer Generations عامة مفاىيم أنظمة الحواسيب أنواع أجيال الحواسيب مفاىيم عامة: م تطور احلاسوب المحاضرة 1 Types f Cmputer Systems Cmputer Generatins عامة مفاىيم أنظمة الحواسيب أنواع أجيال الحواسيب 0-1 5-0 3-0 0-0- مفاىيم عامة: مجموعة أشياء متكاممة ومت اربطة ومتعاونة لتحقيؽ ىدؼ محدد

المزيد من المعلومات

رسالة كلية التمريض: تلتزم كلية التمريض - جامعة دمنهور بتقديم سلسلة متصلة من البرامج التعليمية الشاملة إلعداد كوادر تمريضية ذوى كفاءة عالية فى مهارات ا

رسالة كلية التمريض: تلتزم كلية التمريض - جامعة دمنهور بتقديم سلسلة متصلة من البرامج التعليمية الشاملة إلعداد كوادر تمريضية ذوى كفاءة عالية فى مهارات ا معايير تقييم أداء أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة معايير تقييم أداء أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم أوال: معايير تقييم أداء أعضاء هيئة التدريس من قبل رئيس القسم العلمى 1. اإلعداد للبرامج األكاديمية :-

المزيد من المعلومات

قررت وزارة التعليم تدري س هذا الكتاب وطبعه على نفقتها الريا ضيات لل صف االأول االبتدائي الف صل الدرا سي الثاين كتاب التمارين قام بالت أاليف والمراجعة

قررت وزارة التعليم تدري س هذا الكتاب وطبعه على نفقتها الريا ضيات لل صف االأول االبتدائي الف صل الدرا سي الثاين كتاب التمارين قام بالت أاليف والمراجعة قررت وزارة التعليم تدري س هذا الكتاب وطبعه على نفقتها الريا ضيات لل صف االأول االبتدائي الف صل الدرا سي الثاين كتاب التمارين قام بالت أاليف والمراجعة فريق من المتخ ص صين طبعة 9 0 ه 08 09 م ح وزارة التعليم

المزيد من المعلومات

Microsoft Word - QA-Reliability

Microsoft Word - QA-Reliability اختبار صلاحية الاستبانات Questionnaires Reliability Analysis لتقويم ا دوات جمع البيانات الميدانية (الاستبانات) باستخدام قياس ليكرت لدرجة الموافقة Likert Scale من نوعان هناك الاختبارات التي لها تخضع ا ن

المزيد من المعلومات

صفوت مصطفي حميد ضهير مدرسة الدوحة الثانوية ب أي خطأ طباعي أو إثناء التحويل من صيغة آلخري يرجي إبالغي به والخطأ مني ومن الشيطان أما توفيقي فمن هللا عرف

صفوت مصطفي حميد ضهير مدرسة الدوحة الثانوية ب أي خطأ طباعي أو إثناء التحويل من صيغة آلخري يرجي إبالغي به والخطأ مني ومن الشيطان أما توفيقي فمن هللا عرف أي خطأ طباعي أو إثناء التحويل من صيغة آلخري يرجي إبالغي به والخطأ مني ومن الشيطان أما توفيقي فمن هللا عرف المصطلحات التالية: الكميات الفيزيائية القياسية: هي كميات التي يعبر عنها بعدد ووحدة قياس مثل "درجة

المزيد من المعلومات

اململكة العربية السعودية وزارة التعليم العالي جامعة اجملمعة عماده خدمه اجملتمع كليه الرتبية بالزلفي دبلوم التوجيه واالرشاد الطالبي ملخص منوذج توصيف مق

اململكة العربية السعودية وزارة التعليم العالي جامعة اجملمعة عماده خدمه اجملتمع كليه الرتبية بالزلفي دبلوم التوجيه واالرشاد الطالبي ملخص منوذج توصيف مق اململكة العربية السعودية وزارة التعليم العالي جامعة اجملمعة عماده خدمه اجملتمع كليه الرتبية بالزلفي دبلوم التوجيه واالرشاد الطالبي ملخص منوذج توصيف مقرر )نظريات التعلم ) 435/434 ه منوذج توصيف مقرر دراسي

المزيد من المعلومات

بسم اهلل الرحمن الرحيم الحمد هلل والصالة والسالم عمى نبينا محمد وآله ورضى اهلل عن صحابته الطيبين والتابعين لهم بإحسان الى يوم الدين حوكمة الصناديق الو

بسم اهلل الرحمن الرحيم الحمد هلل والصالة والسالم عمى نبينا محمد وآله ورضى اهلل عن صحابته الطيبين والتابعين لهم بإحسان الى يوم الدين حوكمة الصناديق الو بسم اهلل الرحمن الرحيم الحمد هلل والصالة والسالم عمى نبينا محمد وآله ورضى اهلل عن صحابته الطيبين والتابعين لهم بإحسان الى يوم الدين حوكمة الصناديق الوقفية: بين النظرية والتطبيق حسيف عبد المطمب األسرج ماجستير

المزيد من المعلومات

م ارجعة عامة في مادة التكنولوجيا لمصف السادس األساسي الفصل الد ارسي لمعام األول م. السؤال األول :: ضع عالمة ) ( أو عالمة ) ( لما أت : ( ) تس

م ارجعة عامة في مادة التكنولوجيا لمصف السادس األساسي الفصل الد ارسي لمعام األول م. السؤال األول :: ضع عالمة ) ( أو عالمة ) ( لما أت : ( ) تس السؤال األول :: ضع عالمة ) ( أو عالمة ) ( لما أت : ( ) تستخدم التكنولوجيا في جميع مجاالت الحياة 2 ( ) استخدم اإلنسان العجالت الخشبية في بداية األمر 1 البكرة المتحركة لها محور دو ارن ثابت ال يتحرك ) ( 3

المزيد من المعلومات

الجامعة الإسلامية بغزة عمادة الدراسات العليا

الجامعة الإسلامية بغزة عمادة الدراسات العليا الجامعة اإلسالمية بغزة عمادة الد ارسات العميا كمية التجارة قسم اقتصاديات التنمية دور سوق فلسطني لألوراق املالية يف متويل التنمية االلتصادية )2011-1997( The Role of Palestine Securities Exchange in Financing

المزيد من المعلومات

الــــــرقم الــــقياسي لتكاليف اإلنــــشاءات مــشاريع األبـــــــراج ﺍﻟـــﺮﺑــﻊ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ 2017 )سنة األساس (2013 ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﺻﺪﺍﺭ : ﻣﺎﺭﺱ 2018 الـرقم الــــق

الــــــرقم الــــقياسي لتكاليف اإلنــــشاءات مــشاريع األبـــــــراج ﺍﻟـــﺮﺑــﻊ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ 2017 )سنة األساس (2013 ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﺻﺪﺍﺭ : ﻣﺎﺭﺱ 2018 الـرقم الــــق الــــــرقم الــــقياسي لتكاليف اإلنــــشاءات مــشاريع األبـــــــراج ﺍﻟـــﺮﺑــﻊ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ )سنة األساس (2013 ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﺻﺪﺍﺭ : ﻣﺎﺭﺱ 2018 الـرقم الــــقياسي لتكاليف اإلنشاءات 1 مفصال حسب : مجموعات المواد والخدمات

المزيد من المعلومات

شركة داللة لمكساطة كاالستثمار القابضة )ش..ؽ( بياف إفصاح الشركة حككمة 31 لمفترة مف 1 يناير حتى ديسمبر 2012

شركة داللة لمكساطة كاالستثمار القابضة )ش..ؽ( بياف إفصاح الشركة حككمة 31 لمفترة مف 1 يناير حتى ديسمبر 2012 شركة داللة لمكساطة كاالستثمار القابضة )ش..ؽ( بياف إفصاح الشركة حككمة 31 لمفترة مف 1 يناير حتى ديسمبر 2012 بيان حوكمة الشركة مبادئ الحككمة الرئيسية ىي التي تنظ العالقة بيف مساىمي شركة داللة لمكساطة كاالستثمار

المزيد من المعلومات

Microsoft Word - Suites_Numériques_1_sm.doc

Microsoft Word - Suites_Numériques_1_sm.doc الا ستاذ الا لى علم رياضية المتتاليات العددية - I عمميات 4 ; 8 ; ; 6 ; ; ; أمثلة تمهيدية مثال أتمم بشكل منطقي ما يلي نقترح تخصيص رمز لكل من هذه الا عداد لهذا نضع u 4 ; u 8 ; u ; u 6 ; 4 5 فيكن لدينا I

المزيد من المعلومات

المممكة العربية السعودية و ازرة التعميم العالي جامعة أم القرى كمية الفنون والتصميم الداخمي قسم السكن وادارة المنزل ابتكار تصميم داخلي وتأثيث لمدكن باد

المممكة العربية السعودية و ازرة التعميم العالي جامعة أم القرى كمية الفنون والتصميم الداخمي قسم السكن وادارة المنزل ابتكار تصميم داخلي وتأثيث لمدكن باد المممكة العربية السعودية و ازرة التعميم العالي جامعة أم القرى كمية الفنون والتصميم الداخمي قسم السكن وادارة المنزل ابتكار تصميم داخلي وتأثيث لمدكن بادتخدام المفروكة اإلدالمية علياء بنت على محمد عباس مختار

المزيد من المعلومات

Microsoft Word - إعلانات توظيف لسنة 2017

Microsoft Word - إعلانات توظيف لسنة 2017 الجمهوریة الجزاي ریة ا يمقراطیة الشعبية République Algérienne Démocratique et Populaire Ministère de l Enseignement Supérieur Et de la Recherche Scientifique Université d OumElBouaghi Sous Direction des

المزيد من المعلومات

الــــــرقم الــــقياسي لتكاليف اإلنــــشاءات مــشاريع األبـــــــراج ﺍﻟـــﺮﺑــﻊ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ 2017 )سنة األساس (2013 ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﺻﺪﺍﺭ : ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ 2017 الـرقم الـــ

الــــــرقم الــــقياسي لتكاليف اإلنــــشاءات مــشاريع األبـــــــراج ﺍﻟـــﺮﺑــﻊ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ 2017 )سنة األساس (2013 ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﺻﺪﺍﺭ : ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ 2017 الـرقم الـــ الــــــرقم الــــقياسي لتكاليف اإلنــــشاءات مــشاريع األبـــــــراج ﺍﻟـــﺮﺑــﻊ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ 2017 )سنة األساس (2013 ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﺻﺪﺍﺭ : ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ 2017 الـرقم الــــقياسي لتكاليف اإلنشاءات 1 مفصال حسب : مجموعات المواد

المزيد من المعلومات