جامعة القدس عمادة كلية الدراسات العليا النعام في شعر شعراء المفضليات والا صمعيات دراسة موضوعية فنية ا عداد: جبر محمد سليمان عواد رسالة ماجستير القدس-

النسخ

1 جامعة القدس عمادة كلية الدراسات العليا النعام في شعر شعراء المفضليات والا صمعيات دراسة موضوعية فنية ا عداد: جبر محمد سليمان عواد رسالة ماجستير القدس- فلسطين 1433 ھ/ 2012 م

2 النعام في شعر شعراء المفضليات والا صمعيات دراسة موضوعية فنية ا عداد: جبر محمد سليمان عواد بكالوريوس اللغة العربية وا دابها من جامعة القدس المفتوحة فلسطين الدكتور ا شراف: عمر ا حمد خليل شكارنة قدمت هذه الرسالة استكمالا لمتطلبات درجة الماجستير في اللغة العربية وا دابها من داي رة اللغة العربية/عمادة الدراسات العليا/ جامعة القدس 1433 ھ/ 2012 م

3 الا هداء ا لى والدي الحبيبين... ا لى ا خوتي وا خواتي ا لى زوجتي وفلذات كبدي ا لى ا ستاذي الفاضل الدكتور عمر شكارنة على ما ا بداه من سعة صدر ومتابعة حثيثة لبحثي. ا لى الذين رووا بدماي هم تراب فلسطين ليرسموا بدماي هم خارطة الوطن. ا لى ا سرانا البواسل في سجون الاحتلال... ا لى ابن ا خي: الطفل الا سير محمد عمر راشد... ا لى كل عاشق للغة العربية ومحب لها... ا لى كل هو لاء ا هدي هذا العمل المتواضع... جبر عواد

4

5 صخلملا جن ا ح ز شئاط تساسذنا واؼ نا حس ص ف شؼش ءاشؼش ثا هضف نا ثا ؼ صلأا ذصس ةشظ ءاشؼشنا نإ ت ساقي غي ا حنا ش طنا اس لإا صشبح ت أ ز تساسذنا ىنإ ا أ فذ ح ىنإ طبس س حي واؼ نا ف ةذ صقنا ت بشؼنا غي شئاس ا س احي جهجس ز تساسذنا صشبأ صئاصخنا ت غهنا ى قنا خنا صخح تغهنا ي للاخ ب ق خنا ػ بشخنا ى سجخنا ب واؼ نا ش غ صاشبلإ س د ف ىسس شظا نا ش صح ب ا جنا ت اس لإا ف ثاح هنا ت فنا خنا جهزي عاذبإ ءاشؼشنا مؼن تهق ثاساسذنا خنا ج خ ا س ح ب واؼ نا ف شؼشنا بشؼنا مكشب صصخخي اك ببسنا س ئشنا غفاذنا شبكلأا ءاس صاج إ ز تساسذنا افاضي ا نإ ةدا نا ت شؼشنا ت غنا ف ثا هضف نا ثا ؼ صلأا رإ اذؼح تق ر ت ظػ جظفاح ىهػ داشح بدأ وا ذق صهخ ذحبنا ىنإ تياقإ ثاقلاػ ت ح ب واؼ نا ةا حنا ا س هح ذحابنا ي ثاح هنا ت فنا خنا ا سس ءاشؼشنا از ن شئاطنا رإ ىن طبشح يأ ي ز ثاح هنا ب واؼ نا ث نا أ حادشفي ا ك أ ز ثاح هنا ذق جهخ ي ذ اشي كساؼ نا مخقنا ف ح طبحسا واؼ نا ف لا خ شػاشنا يلأاب ت أ طنا ءا ب ةشسلأا ذؼ از ع نا ي ثاساسذنا ت بدلأا خنا اي جناص تجاحب تساي ىنإ تساسد تق ػ د حب ةداج فشكن ا افخ ةس طسلأا تطبحش نا از ب شئاطنا

6 Ostriches in the poetry of al-mufaddaliyyat and al-asma iyyat By JabrMohammad Sulayman Awwad Adviser: Dr. Omar Shakarneh Abstract This study investigates the image of ostriches in the poetry anthologies al- Mufaddaliyyat and al-asma iyyat as opposed to man and other animals. It relates ostrich image as a notion to other pivotal ideas in Arabic poetry. This study uncovers the linguistic characteristics as well the various human values related to it through analysing comparison between ostriches and man and through the personification of this bird as opposed in order to present the human aspects in the poetic portraits drawn in Arabic poetry. This area in poetry studies, being rather virgin, together with the richness in the poetic material in both anthologies al-asma iyyat and al- Mufaddaliyyat have prompted the researcher choose it. This study brings these anthologies to the attention of researchers in the field as they constitute a valueless literary heritage that suffered of abandonment. The researcher uncovers an abundance of beautiful poetic pictures using this bird, and concludes that there exists a strong relationship between the ostrich and life in Arabic poetry. He also concludes that this bird has never been used in any picture relating to death, or anything related to it. While almost all instances show this bird represents peace and tranquillity and thus has a strong sense of family. The researcher invites specialist to give more attention to this area of study.

7 تمهيد: مدخل للدراسة يتناول هذا التمهيد الحديث عن جامعي المفضليات والا صمعيات وتعريفا بهذين الكتابين لما لهما من فضل في ا عداد مادة هذه الدراسة العلمية فهما من المصادر الا صيلة للشعر العربي الجاهلي لما جاء فيهما من نصوص شعرية غاية في الثقة والدقة رغم ما اعترى الشعر الجاهلي من الوضع والانتحال على يد الرواة غير الثقات الذين تصدوا لجمع الشعر الجاهلي والا سلامي ووضعوه في ا طار ما حفظوه لنا من مدونات ا و ا خذه عنهم العلماء الذين جمعوا الا دب ودونوه في مو لفاتهم ومنها: المفضليات: ا - جامعها: ا بو العباس المفضل بن محمد بن يعلى الضبي الكوفي النحوي ويكنى ا با عبد الرحمن راوية للشعر وا يام العرب وا خبارهم موثوق في روايته وعالم من علماء اللغة ولا يعرف على وجه الدقة سنة ميلاده واضطرب العلماء في تحديدها فهي تتا رجح بين سنة 98 و 103 للهجرة وا ما محققا المفضليات: عبد السلام هارون وا حمد شاكر فقد ذهبا ا لى ا ن ولادة المفضل كانت في العشرة الا واي ل من القرن الثاني للهجرة. وكما اختلف المو رخون في سنة ميلاده ينظر: ا بو الفرج محمد بن ا سحاق النديم كتاب الفهرست تحقيق: ا يمن فو اد سيد د.ط. لندن-دار الفرقان للتراث الا سلامي 1930 ه/ 2009 م /1. ينظر: المفضل الضبي المفضليات شرح وتحقيق: ا حمد شاكر وعبد السلام هارون ط 9 القاهرة-دار المعارف 2006 م. ص 25. 1

8 كذلك اختلفوا في وفاته فقيل ا نه توفي سنة 158 ه وقيل سنة 171 ه وقيل سنة 178 ه وهو ما رجحه محققا المفضليات. وللمفضل الضبي عدة مصنفات ا خرى ويقع في البدء منها كتاب الاختيار الذي سمي فيما بعد بالمفضليات وله " كتاب الا مثال" و "كتاب معاني الشعر" و "كتاب العروض" و"كتاب الا لفاظ. المفضليات: د يع كتاب الاختيارات الذي وضعه المفضل الضبي وهي الاختيارات التي اشتهرت فيما بعد بالمفضليات واحدا من ا هم مصادر التراث العربي لا سيما الا دبي منها وتا تي ا همية هذا الكتاب لاعتبارات عديدة فضلا عن كونه مجموعة مهمة في اختيار الشعر العربي. يروى ا ن المفضل الضبي كان قد اختار ا شعار المفضليات مرتين الا ولى: عندما اختارها من بين العديد من الا شعار ليجعلها مما يا نس به ا براهيم بن عبد االله بن عبد االله بن الحسن (ت 145 ه) وذلك عندما طلب ا ليه الا مير عبد االله ا ن يا تيه با شعار تطرد الملل من نفسه ا ثناء ينظر: الحافظ الذهبي ميزان الاعتدال في نقد الرجال تحقيق: علي البجاوي د.ط. بيروت-دار المعرفة 1382 ه/ 1963 م. 171/4. وينظر: ابن الجوزي طبقات القراء 307/2. ينظر: ابن تغري بردي النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة تحقيق: محمد حسين شمس الدين ط 1 بيروت-دار الكتب العلمية 1413 ه/ 1992 م. 69/2. ينظر: المفضل الضبي م.س ص 26. ينظر: ا بو البركات الا نباري نزهة الا لباء في طبقات الا دباء تحقيق: ا براهيم السامراي ي ط 3 الزرقاء-مكتبة المنار 1405 ه/ 1985 م. ص

9 ت( استتاره في بيته في البصرة ا ما المرة الثانية فكانت عندما اختارها ليعلم بها المهدي 169 ه) الذي صار خليفة فيما بعد ا ذ اختار لهذا الا مير اختياره من القصاي د العربية القديمة كما ذكر ابن النديم( ت 385 ه) فقال: " وللمهدي عمل ا شعاره المختارة المسماة المفضليات". وصفوة القول وتعليمي تحمل النفس على التمثل بالا خلاق الحميدة. ا ن المفضل سعى ا لى ا ن تكون اختياراته ذات طابع تا ديبي وتعد المفضليات من ا عرق المجموعات الا دبية المنتقاة في تاريخ الا دب العربي ولا يعلم ا حد ا قبل على ا ن يضع للناس اختيارا من الشعر قبل المفضل وقد نوه بذلك ابن النديم في قوله: "وقع الا جماع من النقاد على ا نه لم يتفق في اختيار المقطعات ا نقى مما جمعه ا بو تمام ولا في الاختيار ا وفى مما دونه المفضل. في حين كانت الا صمعيات توصف باختصار الرواية". وبذلك يكون المفضل راي د هذا النوع من المصنفات التي وضعها في "حوالي منتصف القرن الثاني الهجري". واختلف العلماء والدارسون في عدد قصاي دها فابن النديم ) ت 385 ه) اعتبرها ماي ة وثماني وعشرين قصيدة فقال: "وهي ماي ة وثمان وعشرون قصيدة قد تزيد وتنقص وتتقدم القصاي د وتتا خر بحسب الرواية عنه والصحيحة التي رواها عنه ابن الا عرابي" وهو ما ذهب (6) ا ليه ا بو الفرج الا صفهاني(ت 356 ه/ 967 م) في حين عدها ا بو علي القالي(ت 356 ه) ماي ة ينظر: ا بو الفرج الا صفهاني ) 356 ه) مقاتل الطالبيين تحقيق: ا حمد صقر ط 2 قم مطبعة ا مير 1416 ه. ص ابن النديم الفهرست 206/1. ينظر: ابن النديم الفهرست 157/1. ينظر: عمر الدقاق مصادر التراث العربي في اللغة والمعاجم والا دب والتراجم د.ط. بيروت حلب- دار الشرق العربي د.ت. ص 42. (6) المكان نفسه. ا بو الفرج الا صفهاني مقاتل الطالبيين ص

10 ت( وثلاثين قصيدة منها ثمانون من اختيار المفضل والبقية زيادات ا لحقت بها وقد تداخلت القصاي د المزيدة بالقصاي د التي اختارها المفضل وهو ما ا خذ به ا بو البركات الا نباري 577 ه) وذهب ا ليه محققا المفضليات عبد السلام هارون وا حمد شاكر وهي النسخة التي اعتمدتها في دراستي هذه. والزيادة والنقص ا مران رافقا المفضليات منذ ولادتها لكثرة رواتها وعدم اتفاقهم العدد على الحقيقي لهذه القصاي د ولعل السبب الحقيقي يعود ا لى "ا ن المفضل نفسه لم يدون اختياراته تلك في كتاب وا نما اختار ما اختار دون تدوين فكان يمليه على المهدي مجلسا مجلسا حتى ا كمل تلك الاختيارات". وقد حظيت المفضليات باعتبارها مصدرا مهما من مصادر الشعر العربي القديم باهتمام الرواة واللغويين والشراح بل فاقت شهرتها اختيارات الا صمعي لاحتواي ها على كثير من القصاي د ا ثبتت فيها كاملة وهذا ما ا كده المرزوقي ا ذ قال:" وهو اختيار لقصاي د طويلة من عيون الشعر" هذا ا لى جانب ثراء قصاي د المفضليات واحتواي ها اللغة البدوية غير الهجينة التي وصفت فيما بعد بالغرابة والوحشية واحتواي ها على نخبة من الشعراء المقلين وجلهم جاهليون والقليل منهم مخضرم وا سلامي ويبلغون ستة وستين شاعرا روى لهم المفضل ا لفين وسبعة ماي ة بيت شعري ولكل هذه الا سباب ا قبل الشراح عليها يشرحون غريبها ويجدون في استنباط معانيها فقد خص ابن الا نباري ) ت 305 ه) المفضليات باهتمام كبير فشرحها ووقف ينظر: ا بو علي القالي الا مالي تحقيق: فخر الدين قباوة ط 2 بيروت-لبنان 1407 ه م. ص 130. ا بو البركات الا نباري نزهة الا لباء في طبقات العلماء ص 51. جواد علي تدوين الشعر الجاهلي مجلة المجمع العلمي العراقي مج 4 ج م ص 545. ا بو علي ا حمد بن محمد بن الحسن المرزوقي شرح ديوان الحماسة تحقيق: ا حمد ا مين وعبد السلام هارون ط 1 بيروت-دار الجيل 1411 ه/ 1991 م. 10/1. ينظر: عمر الدقاق مصادر التراث العربي ص 44. 4

11 عند ا لفاظها مفسرا ما استغلق منها ثم تلاه ا بو جعفر النحاس (ت 338 ه) وا عقبه ا بو علي المرزوقي(ت 421 ه) ثم شرحها التبريزي( 502 ه) وشرحها بعد ذلك الميداني( ت 518 ه). وكان للمفضليات نصيب كبير من اهتمام العلماء في العصر الحاضر ا يضا فانكب عليها مجموعة من المستشرقين ومن العرب فحققوها وضبطوا نصوصها وصدرت في طبعات مفهرسة في ا وروبا ومصر وبيروت : ا - صدرت ا ول طبعة بعناية المستشرق الا لماني توربكة سنة 1885 م وهي طبعة لايبزغ. ب- الطبعة الثانية صدرت في مصر سنة قليل م وهي طبعة تجارية شرحها ب - ت - وطبعت في جزا ين بمصر مع شرح بسيط لا بي بكر بن عمر داغستاني المدني سنة.1915 طبعة مصرية بشرح بسيط لحسن السندوبي سنة 1926 م. ث - ج- طبعة بيروت للمستشرق الا لماني كارلوس يعقوب لايل سنة 1920 وكانت بشرح الا نباري وتميزت بالضبط الصحيح وا تقان تشكيلها والفهارس الفنية. جلال الدين عبد الرحمن السيوطي بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة تحقيق: محمد ا بو الفضل ا براهيم ط ه/ 1979 م. 365/1. ا بو البركات الا نباري نزهة الا لباء ص 271. ينظر: عمر الدقاق مصادر التراث العربي حاشية ص

12 ح- طبعة دار المعارف بمصر بتحقيق: ا حمد شاكر وعبد السلام هارون وصدرت على ثلاث مراحل ا ولاها عام 1943 م والثانية عام 1952 م والثالثة 1965 م وتمتاز بفهارسها القيمة. خ- صدرت كرسالة جامعية للدكتور فخري قباوة في حلب اعتمد في تحقيقها على نسخة للخطيب التبريزي في شرح المفضليات فحققها وا تبعها بدراسة تحليلية لمنهج التبريزي في شرحها. وسبب ك ث رة شروحها يرجع ا لى غزارة مادتها واحتواي ها على لغة عربية ا صيلة تمتد في جذورها ا لى الا صل البدوي الذي عد فيما بعد غريبا وحشيا. وقد تميزت عن غيرها من المجموعات الشعرية با ن شعراءها لم يختصوا بفن شعري معين ولم يكونوا منتمين ا لى ولاء قبلي ا و تيار عقاي دي واحد ولم تجتمع بينهم علاقات خاصة ولم يكونوا من صقع واحد من ا صقاع جزيرة العرب بل هم شعراء من ا رجاء متباعدة وفي ذلك دلالة فنية ولغوية لما يحويه هذا الديوان من لهجات وبيي ات مختلفة وشمل شعرا قل تداوله بما يحويه من غريب الا لفاظ ونادرها. العسكري الصناعتين تحقيق: علي البجاوي ومحمد ا بو الفضل ا براهيم ط 1 القاهرة-دار ا حياء الكتب العربية 1371 ه/ 1952 م. ص 3. 6

13 ب- الا صمعيات جامعها: ا بو سعيد عبد الملك بن ق ري ب الباهلي الا صمعي ويكنى ا با بكر بن عبد االله بن ا صمع 213 ه/ 821 م. ولد بالبصرة عام 122 ه/ 740 م ومات فيها عام نسب ا لى جده (الا صمع) درس على يدي الخليل بن ا حمد( ت 173 ه/ 791 م) وا بي عمرو عيسى بن عمر( ت 105 ه) وا بي عمرو بن العلاء( ت 154 ه) وقرة بن خالد(ت 154 ه) وحماد بن سلمة( ت 167 ه) فنبغ وع د في طليعة علماء عصره وكان ضليعا في اللغة والنحو والغريب والا خبار عالما با نساب العرب وا يامها وا شعارها وا خبارها وا تقن الناس لغة. ا خذ عنه ا بو الفضل الرياشي( ت 257 ه) وا بوعبيدة( ت 208 ه/ 823 م) وا بو هاشم السجستاني(ت 321 ه) وا بو سعيد السكري( ت 275 ه). استدعاه هارون الرشيد وجعله مو دبا لابنه نال حظوة الوزير جعفر البرمكي له الكثير من المصنفات ا شهرها: غريب القرا ن والا جناس والا نواء والهمز والممدود والمقصور والاشتقاق وكتاب الا لفاظ وكتاب معاني الشعر وخلق الا نسان وخلق الا بل والخيل والشاة والوحوش والا ضداد والقلب والا بدال والنبات والنخل والكرم..10 ينظر: جلال الدين السيوطي بغية الوعاة /2. ينظر:ابن الا نباري نزهة الا لباء ص 90. ينظر: عز الدين ا سماعيل المصادر الا دبية واللغوية في التراث العربي ص 77. ينظر: ابن الا نباري نزهة الا لباء ص 90. ينظر: عمر الدقاق مصادر التراث العربي ص 45. ينظر: جلال الدين السيوطي بغية الوعاة 113/2. الا صمعي الا صمعيات تحقيق: قصي الحسين ط الا خيرة بيروت- دار ومكتبة الهلال دار البحار 2004 م. ص 7

14 الا صمعيات: هي المجموعة الشعرية التالية للمفضليات من حيث الا همية والثقة وتعد متممة لها وهي اثنتان وتسعون قصيدة ومقطعة لواحد وسبعين شاعرا جلهم جاهليون وعددهم ا ربعة وا ربعون وستة شعراء ا سلاميون وا ربعة عشر مخضرمون وسبعة لم تساعد مظان التراجم عن كشف عصورهم. وا غلب الظن ا ن الا صمعي ترك كتابه دون تسمية فجاء تلاميذه من بعده وا طلقوا عليه اسم:(الا صمعيات) لحبهم الشديد له ولكثرة مطالعتهم لا شعاره ولتميزه عن المفضليات. وهي مجموعة من القصاي د والمقطعات والنتف التي تعد من الدرر التي عمل جامعها في تدوينها على ا ساس علمي صارم مستمدا من المقاييس التي سار عليها المفضل الضبي من تمحيص وتوثيق وتثبيت من هنا فالا صمعيات مثلها مثل المفضليات على درجة عظيمة من الوفرة الا دبية واللغوية والعلمية وتحتوي على قصاي د بدوية فصيحة وتضم ا بياتا مختارة من قصاي د بعض الشعراء التي ضنت بها المفضليات. وا ذا قارنا بين الا صمعيات والمفضليات من حيث المنزلة نجد ا ن الا صمعيات ا قل شهرة من المفضليات مع ا نهما وصلانا في كثير من النسخ في مجلد واحد ذلك ا ن قصاي د المفضليات تتميز بالقوة وفخامة الا سلوب وغرابة الا لفاظ وطول القصاي د ا كثر منها في الا صمعيات. وقد ا رجع كثير من الباحثين قلة شهرة الا صمعيات ا لى تفسيرات كثيرة فابن النديم يرد ذلك ا لى قلة اشتمالها على الغريب ولا ن الا صمعي اختصر روايتها فاكتفى في كثير من الا حيان بذكر بعض الا بيات وا همل باقي القصيدة في حين يرجع ينظر: شوقي ضيف تاريخ الا دب العربي- العصر الجاهلي ط 22 القاهرة-دار المعارف 1960 م. عز الدين ا سماعيل المصادر الا دبية واللغوية في التراث العربي د.ط. القاهرة-مكتبة غريب د.ت. ص 78. ينظر: عمر الدقاق مصادر التراث العربي ص 46. ينظر: الا صمعي الا صمعيات تحقيق ا حمد شاكر وعبد السلام هارون ص 5. ينظر: عز الدين ا سماعيل المصادر الا دبية واللغوية في التراث العربي ص 79. ص 178. ينظر: 8

15 ا حمد الطاهر قلة شهرة الا صمعيات ا لى شعراي ها غير المعروفين وغير المشهورين وكذلك ا لى ا شعارهم غير العميقة. وقد سار الا صمعي على نهج سلفه الضبي في الاهتمام بالشعر الجاهلي لكن عدد المقطعات عنده كثيرة ولم تتجاوز ا طول قصاي د الا صمعيات الا ربعة والا ربعين بيتا في حين تجاوز بعض قصاي د المفضليات الماي ة بيت. والا صمعي لم يشر ا لى ا سباب اختياره لهذه الا شعار مشاركا المفضل في ذلك. اقتدى الا صمعي بسلفه المفضل في اختيار الشعراء المقلين وقيل ا نه ا ختارها للخليفة هارون الرشيد. وا ذا كان الا صمعي مثله مثل علماء الطبقة الا ولى من الرواة لا يسند روايته في الغالب غير ا ننا نراه ا حيانا في بعض اختياراته من الا صمعيات يسند الرواية ويختصرها. ا ما على صعيد الرواية ا يضا فقد وجد الدكتور ناصر الدين الا سد من المحدثين ا ن علماء الطبقة الا ولى "لم يسندوا ا لى من قبلهم من العلماء ا لا في القليل النادر". وا ن ذلك لم يعد عيبا ولا نقصا فيهم ولا فيما يروون..110 ينظر: ا حمد الطاهر دراسة في مصادر الا دب ط 8 القاهرة- دار الفكر العربي 1419 ه/ 1999 م. ص 109- ينظر: عز الدين ا سماعيل م.س ص 78. ينظر: ا حمد الطاهر م.س ص 109. م.ن ص

16 وبعد ا ثبات صحة رواية الا صمعيات التي اختارها ينتقل الدكتور ناصر الدين الا سد ليو كد ما ذكره ابن النديم في اختصار رواية الا شعار وا ن ذلك كان شا نا من شو ون الاختيار الذي سم اه بالاختصار. فالا صمعي حين يختار هذه الا شعار لا يروي القصيدة كاملة بل ربما كان يختار ا بياتا ا و قطعا صغيرة ومن ثم يعمد ا لى ا غفال ذكر ساي ر الا بيات. فالا صمعيات ا ذا بسندها وروايتها موثوقة ا ل ى ا على درجة. ولكثرة ما فيها من الا لفاظ المهجورة اعتبرت ثاني المجموعات الشعرية بعد المفضليات ا فاد الشراح من غريبها وا ن كان قليلا لا ن الا صمعي كان ينحو نحو تعليم الشعر العربي بما هو سهل منه وشاي ع وحصين لا بما هو غريب فقط فكان ذلك مما ميز الا صمعيات عن المفضليات وتلك غاية سامقة بلغها الا صمعي عن حق وجدارة. والا صمعيات كالمفضليات سردت فيها القصاي د سردا عشواي يا فلم تخضع لا ي ترتيب سواء ا كان زمنيا ا م من حيث الموضوع ولم تخضع لا ي منهج فشعراء الا صمعيات من عصور مختلفة وطبقات متعددة وا غراض شعرهم متنوعة وجل شعراء الا صمعي من (مضر) مما يجعلنا نشك ا نه متحيز ومتعصب لبني جلدته كما ا نه بقصيدة لسحيم بن وثيل الرياحي. لم يضع لكتابه مقدمة بل استهله وقد ا شار بروكلمان في كتابه (تاريخ الا دب العربي) ا لى شرح وحيد لهذه المجموعة وهو (استنبول). شرح ابن الا نباري كما ذكر مكان وجود المخطوطة في (ا يا صوفيا) في ينظر: ناصر الدين الا سد مصادر الشعر الجاهلي ص 581. ينظر: شوقي ضيف تاريخ الا دب العربي ص 178. ينظر: م.ن ص 178. ينظر: ا حمد الطاهر دراسة في مصادر الا دب ص 109. ينظر: م.ن ص

17 والا صمعيات المطبوعة يعود تاريخها ا لى عام 1320 ه/ 1902 م في مدينة لايبزيغ للمستشرق الا لماني ا.ه.لورد ا و وليم بن الورد البروسي كما يسمي نفسه وذلك ضمن الجزء الا ول من كتاب يحمل اسم (مجموع ا شعار العرب) غير ا ن ناشرها قد ا ساء الا مانة العلمية فقد قدم وا خر مصطنعا لنفسه ترتيبا مغايرا للا صل فرتب القوافي حسب حروف المعجم ثم حذف تسع عشرة قصيدة بحجة ا نها مكررة في المفضليات فا خل بين الا صل وما قام هو بطباعته. ا ما طبعة القاهرة التي عني بها ا حمد شاكر وعبد السلام هارون التي حققت عن النسخة الشنقيطية فقد صدرت في طبعة جيدة ومفهرسة عام 1955 م وتحتوي على تعليقات قيمة. الا صمعي الا صمعيات تحقيق: ا حمد شاكر وعبد السلام هارون ص 6. ينظر: شوقي ضيف تاريخ الا دب العربي- العصر الجاهلي ص 178. شوقي ضيف تاريخ الا دب العربي- العصر الجاهلي ص 178. ينظر: عمر الدقاق مصادر التراث العربي حاشية ص

18 الفصل الا ول طاي ر النعام: حياته وصفاته النعام في اللغة ا نواع النعام الشكل العام للنعام بيض النعام البعدان الزماني والمكاني لحياته وا هميته الظاهرة الجنسية عند البلوغ ا سرة النعام: ا - السيطرة الذكورية ب- لغة التواصل ج- الغذاء من طباي ع النعام الجن والا سطورة والرو يا المثل في طباي ع النعام 12

19 الفصل الا ول: طاي ر النعام: حياته وصفاته تنقسم الطيور ا لى قسمين ا ولاها تلك التي تستطيع الطيران والتحليق وا خرى ليس لديها القدرة على الطيران حيث ينتمي طاي ر النعام ا لى القسم الثاني منها. والنعام ا كبر طاي ر عشبي على سطح الا رض وطوله فارع ويعتبر ا سرع مخلوق يسير على رجلين والا قوى في عالم الطيور وجسمه خليط بين البعير والطير ويمتلك من صفات الطيور الريش والجناحين والذنب والمنقار والبيض غير ا نه لا يجاري الطيور في التحليق والطيران. وله من صفات الجمل الوظيف وطول العنق والمنسم ) الخزامة التي في ا نفه) ولا يجاري البعير في الولادة لذا ا طلق عليه العرب القدماء: الطير الجمل. وقد سماه ا هل فارس:. (ا ش ت ر م ر غ) و(ا شتر) تعني: جمل و(مرغ): طاي ر ا ي الطاي ر الجمل ويعتبر النعام من ا كثر الطيور مقاومة للا مراض وينمو بشكل سريع جدا في السنة الا ولى من عمره ويعمر لفترة طويلة تتراوح في متوسطها ستين عاما. ويضع بيضا ا كبر ا نواع الطيور حجما. ينظر: ا بو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ الحيوان تحقيق: عبد السلام هارون ط 2 القاهرة-شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وا ولاده 1385 ه/ 1965 م. 359/4. ينظر: م.ن 321/4. وينظر: النويري نهاية الا رب في فنون الا دب تحقيق: مفيد قمحية ط 1 بيروت-دار الكتب العلمية 1424 ه/ 2004 م. 48/3. 13

20 النعام في اللغة النعامة: طاي ر ضخم لا يطير والنعام تطلق على الذكر والا نثى "والنعامة من الطير يذكر ويو نث" وجمعها نعامات ونعاي م ونعام و(النعام) شبه جمع فصل بينه وبين مفرده بحذف التاء المربوطة من ا خره وسميت كذلك "لنعومة ريشها" وهي اسم جنس وتطلق لفظة (النعامة) كذلك على "الصخرة الناشزة في الركية" لعلاقة المشابهة الشكلية الضعيفة. والنعامة لفظ يطلق (الظلمة) على للمشابهة في اللون الا سود. ا ما ذكر النعام فيسمى: الظليم الذي اشتق اسمه من الظلام ا و الصمل ا و الا مسك ا و المصلوم وا نثاه نعامة ا و ا م البيض ا و ا م الثلاثين ا و قلوص. وصغير النعام ري ال للذكر ورا لة للا نثى. ويقال له ا يضا (الا سك) لافتقاده ا لى الا ذنين و(الح س كل) ا ذا كان حديث التفقيس. (6) ا نواع النعام وجد ثلاثة ا نواع من طيور النعام الا كثر انتشارا في العالم وهي: النعام 1- ا حمر الرقبة: ا سماعيل بن حماد الجواهري الصحاح- تاج اللغة وصحاح العربية تحقيق: ا حمد عبد الغفور عطار ط 4 بيروت- دار العلم للملايين مادة:نعم. ا حمد بن فارس بن زكريا ا بو الحسن معجم مقاييس اللغة تحقيق: عبد السلام هارون د.ط مصر-دار الفكر العربي 1399 ه/ 1979 م. مادة: نعم. (6) ينظر: الجواهري الصحاح في اللغة. محمد بن مكرم بن منظور لسان العرب ط دار صادر بيروت-دار صادر د.ت. محمد بن يعقوب الفيروز ا بادي مجد الدين القاموس المحيط تحقيق: محمد نعيم العرقسوسي ط 8 مو سسة الرسالة 1429 ه/ 2005 م. مادة: نعم. ابن منظور لسان العرب مادة: نعم. الزبيدي معجم مقاييس اللغة مادة: نعم. الركية: البي ر. ينظر: لسان العرب مادة: ظلم. ينظر: عبد االله السبيل ومحمد البدري النعام: حقاي ق ومعلومات نشرة صادرة عن جامعة الملك سعود- كلية الزراعة مركز الا رشاد الزراعي قسم الا نتاج الحيواني. 14

21 يتميز بصغر حجم الجسم و شراسة الطبع و ميله ا لى العنف مما يجعله صعب التربية عنقه طويل و لونه ا حمر وعار من الريش وساقاه كذلك و طيور هذا النوع تتا خر في الوصول ا لى عمر النضج الجنسي فالا نثى تصل ا لى سن النضوج الجنسي بعد حوالي ا ربع سنوات بينما الذكر ثلاث سنوات و ا نتاج البيض منخفض حيث تضع الا نثى الناضجة من 15 بيضة على الا كثر في الموسم وهذا النوع ا كثر مقاومة للا مراض ويعيش في -5 شرق ا فريقيا. 2- ا زرق الرقبة النعام ويكون لون جلد الرقبة والفخذ ا زرق ضاربا ا لى الرمادي في الذكور يتحول في موسم التزاوج ا لى اللون الا حمر ا ما الا نثى فلون رقبتها ا زرق ماي ل ا لى الرمادي لا يتغير. وهذا النوع من الطيور كبير الحجم ويتميز بكثافة الريش وجلده غير سميك مما يو دي ا لى مشاكل عند تصنيعه خاصة في ا ثناء دباغته وهذا النوع ا قل شراسة من الطاي ر ذي -20 الرقبة الحمراء ولكنه ضعيف الا رجل و تضع الا نثى الناضجة من 30 بيضة في الموسم والكتاكيت الناتجة مرتفعة الحيوية وسريعة النمو ويكثر تواجده في الصومال وا ثيوبيا وشمال كينيا. وسن البلوغ الجنسي للا نثى ا قل من النعام ا حمر الرقبة ا ذ يبلغ ثلاث سنوات بينما تزيد عن النعام ا حمر الرقبة في الذكور لتصل ا لى ا ربع سنوات في هذا النوع. 3- ا سود الرقبة النعام وهو ناتج عن التهجين بين النوعين السابقين والنعام ذي الا صل العربي هو من ا فضل ا نواع النعام على الا طلاق من حيث لون الريش ونوعيته فهو ا سود فاحم مع وجود ريش ا بيض في الذكور عاري الا فخاذ وبني ضارب للرمادي في الا ناث سميك الجلد يتميز بطباعه الهادي ة عدا موسم التزاوج فتكون الذكور فيه شرسة ا ضافة ا لى ا نتاجه الغزير من - البيض حيث ينتج من بيضة في الموسم وقصر ساقاه يقلل من مشاكل 15

22 حيث الا صابات تبدا الا نثى بوضع البيض من عمر عام ونصف ا لى عامين ويبلغ الذكر سن البلوغ الجنسي عمر عامين ونصف تقريبا وهذا النوع من الطيور متوسط الحجم حيث كيلوجراما. يتراوح وزن الطاي ر البالغ من الشكل العام للنعام كصندوق كبير يصل ارتفاعه ا لى ثلاثة ا قدام وعمقه حوالي خمسة ا قدام وبعرض يصل ا لى ثلاثة ا قدام يا تي جسد النعام لذا يعتبر ا كبر ا نواع الطيور حجما على وجه الا رض وما تسميته ب(الطاي ر الجمل) ا لا لقرب مشابهته بالجمل في الضخامة والعلو. ويتميز ذكر النعام البالغ بريشه الا سود وبياض ذيله وجناحيه ا ما لون ريش الا نثى فهو بني ا و رمادي متجانس. ولا ن النعام لا يطير فقد خصه االله سبحانه وتعالى- بساقين طويلتين ذات عضلات صلبة عن لتعوضه نعمة الطيران ا ذ تمكنه من العدو السريع بخطوات واسعة تصل ا لى ثمانية ا متار هربا من عدو ا و طلبا لغذاء ا و ماء بسرعة تصل ا لى سبعين كيلومترا في الساعة في حين تستطيع النعامة العدو بشكل مستمر دون توقف لمسافة تزيد على ثلاثة كيلومترات. ومع هذه القوة في الساقين الطويلتين ا لا ا نهما كشجر الخشخاش ا ي ليس فيهما مخ وهي من : الا عاجيب المذهلة وفي ذلك قال الا علم ينظر: عبد الحميد عبد السلام ا رحيم الطيور الا ستثمارية ط 1 الاسكندرية- منشا ة المعارف 2002 م. ص 18. ينظر: عاطف ا بو زيد نظرة على النعام ط 1 مصر-معهد بحوث صحة الحيوان 2008 م. ص الا علم الهذلي شرح ديوان الهذليين لا بي سعيد السكري تحقيق: عبد الستار ا حمد فراج ومحمود شاكر د.ط القاهرة-مكتبة دار العروبة 1384 ه/ 1965 م /1. 16

23 [الوافر] كا ن م لاء ت ي على ه ز ف ( 1 ) يع ن مع الع ش ي ة ل لر ي ال على ح ث الب راية زم خ ر ي الس س واع د ظ ل في ش ر ي ط وال فا ذا ك س رت ا حدى رجليه لا تنفع الا خرى فيبقى وفي ذلك قال الشاعر : جاثما حتى يلقى حتفه من شدة الجوع [الطويل] ا ذا انكسرت رجل النعامة لم تج د على ا خت ها ضا ولا دو ا صبرا كما قال ابن الا عرابي يذكر ا خاه ويصور العلاقة بينهما با نها كرجلي النعام لا يستغني بواحدة عن الا خرى ولا يستغنى ا حدهما عن الا خر وهما مثل رجلي النعام في اتفاقها : فا ن ي وا ياه كر ج ل ي نعامة [الطويل] على كل حال من غ ن ي وفقير ( 6 ) الهزف: الجافي ويقصد الظليم السريع. ي ع ن ا و ي ع ن : لغة هذيل وا صلها يعين: ا ي ي ع ر ض. مع العشي: عند العشي. الري ال: فراخ النعام. الحث: السريع. البراية: ما تبقى له من جسمه وعدوه ا و ما تبقى من سيره. الزمخري: ا جوف مجاري المخ. الشري: شجر تتخذ منه القسي. السواعد: العروق التي في الضرع يجري فيها اللبن. ينظر: ا بو القاسم الحسين الراغب الا صفهاني محاضرات الا دباء ومحاورات الشعراء والبلغاء بيروت-دار مكتبة الحياة 1972 م. 120/2. ينظر: عاطف ا بو زيد نظرة على النعام ص 23. شهاب الدين ا حمد بن عبد الوهاب النويري نهاية الا رب في فنون الا دب 48/3. الراغب الا صفهاني محاضرات الا دباء 120/2. الوطواط. الثعالبي ثمار القلوب في المضاف والمنسوب تحقيق: محمد ا بو الفضل محمد د.ط مصر-دار المعارف 1384 ه/ 1965 م. 134/1. (6) غني بالياء المنقوطة والصواب فيها: غنى (بتنوين الا لف) ا راد (غنى وفقر ) فلم يساعده الوزن ولا الروي فقال: غني وفقير 17

24 ويتميز النعام بساق قوية وقدم متصل با صبعين ا حدهما كبير ويسمى (برثن) والا خر صغير جعل من ركلتها الا مامية ضربة قوية تصل قوتها ا لى ماي تي كيلوغرام لكل بوصة مربعة وذلك في مواجهة عدو يقصد المس بها ا و بفراخها. والتشابه بين قدم النعام وخف الجمل ساعده على تحمل مصاعب الصحراء ويوفر للنعام القدرة على العدو سريعا على تلك الرمال وا شد ما يكون سريعا عندما يستقبل الريح فيضع عنقه على ظهره ثم يخرق الريح. والشاعر زهير بن ا بي سلمى وصف ا رجل الظليم با نها قليلة الريش وا حمر ت بعد ا ن تخضبت من نبيت الربيع فقال : [الطويل] ( 4 ) كا ني و ر د في و الف تان و ن مر قي على خاضب الساقين ا زع ر ن قن ق ووصف الشاعر علقمة الفحل ساقي النعام بقوله : [البسيط] ( 6 ) كا ن ها خاض ب ز عر قواد م ه ا جنى له بالل وى ش ري وتن وم ينظر: عاطف ا بو زيد نظرة على النعام ص 24. الجاحظ الحيوان 416/ (6) زهير بن ا بي سلمى ديوانه اعتنى به وشرحه: حمدو طنوس ط 2 بيروت-دار المعرفة 1426 ه/ 2005 م. الردف: الحقيبة. الفتان: غشاء للرحل من ا دم. النمرق: الوسادة. الخاضب: الظليم الذي ا كل نبت الربيع واحمرت قواي مه الزعر: قليل الريش. نقنق: الذي ينقنق في صوته والنقيق: صوت الظليم والضفدع والدجاجة. ص الا علم الشنتمري شرح ديوان علقمة بن عبدة الفحل قدم له ووضع فهارسه: حنا ناصر الحتي ط 1 بيروت-دار الكتاب العربي 1414 ه/ 1993 م. ص 58. وينظر: المفضل بن محمد بن يعلى الضبي المفضليات ص 399. الشرى: شجر الحنظل. التنوم: ضرب من الشجر ورقه يشبه ورق الا س ينحت ورقه في القيظ ويرب في الشتاء. 18

25 وترتبط النعامة والظليم في الشعر العربي بالناقة في السرعة والرشاقة والقدرة على التحمل والصبر على قسوة الصحراء ومدى سرعتها وج ل د ها وقدرتها على السير مسافات طويلة. وفي ذلك يقول بشر بن ا بي خازم : [الكامل] ( 2 ) ه و جاء ناجية كا ن ج ديل ها في ج يد خاضب ة ا ذا ما ا وجفوا ويتصل بجسم النعام من الجهة الا مامية رقبة طويلة تتكون من تسع عشرة فقرة عظمية تساعده على كشف مساحات ا كبر مقارنة بغيره من الحيوانات والطيور وهي خالية من الريش لكنها مكسوة بزغب ا بيض يشبه الشعر. وتساعده على تحريك را سه في كل الاتجاهات حتى في الاتجاه العكسي وذلك بفضل جلد الرقبة الشديد المرونة والقابل للتمدد لذا يعتبر هذا الجلد الا كثر حساسية للجروح والرقبة هي المنطقة الا كثر ضعفا في النعام وهي ا داة التفاهم والتخاطب بينه. ورا سه صغيرة مقارنة مع جسمه الضخم ومن هنا تم الا قرار بمحدودية ذكاي ه وهو مفلطح السطح العلوي وقمته صلعاء يغطيها جلد رقيق ملون يتباين لونه بين الا حمر ا و الا زرق ا و الرمادي. وهو من المناطق الحساسة جدا لا ي ضربة قد تودي بحياته فعند شعوره بالخطر يجذب را سه ويبعده عن مصدره. وقد وصف الشاعر زهير بن ا بي سلمى صغر حجم الرا س [الوافر] في قوله : كا ن الر حل منها فوق ص عل من الظ لمان ج و ج و ه هواء ( 6 ) بشر بن ا بي خازم الا سدي ديوانه تحقيق: عزة حسن د.ط دمشق-مطبوعات مديرية ا حياء التراث 1379 ه/ 1960 م ص 154. (6) الهوج : الحمق. ناجية: الناقة السريعة. الجديل: الزمام المجدول من الا دم. الخاضبة: النعامة. ا وجفوا: ا سرعوا. ينظر: عاطف ا بو زيد نظرة على النعام ص 32. ينظر: م.ن ص زهير بن ا بي سلمى ديوانه ص 11. الصعل: الدقيق الرا س من النعام ا و النخل ا و الناس والحمار الذاهب الوبر وا راد بالصعل هنا: ذكر النعام. الجو جو : الصدر. هواء: خال لا قلب فيه وا راد ا ن ليس للظليم عقل كا نه مجنون. 19

26 ولم ينس ا ذنيه المصلمتين في قوله : [الوافر] ( 2 ) ا ص ك م ص ل م الا ذ نين ا جنى له بالس ي ت ن وم و ا ء وتعتبر عينا النعام ا كبر عيون الفقاريات المعاصرة وا وسعها لذا فهما يحتلان حوالي ثلث حجم الرا س ولكل عين جفنان علوي وسفلي ا رق من العلوي يمتد ا كثر منه وهو المسو ول عن غلق عين النعام. ولكل جفن رموش صلبة وطويلة ومتشابكة. وللنعام بصر حاد وقوي بدرجة فاي قة ا ذ يمكن للطاي ر ا ن يدقق النظر على مسافات بعيدة مما يكفل له الا من و الحماية له ولباقي الطيور بجانبه. ويا تي في مقدمة الرا س منقار داي ري الشكل غير حاد يساعد الطاي ر على التقاط الحبوب والا جسام الصلبة. (6) وقد شبه ابن ا بي سلمى مناقير النعام بالخراطيم ونبات البردي قبل تفتحه في قوله : [الطويل] ت حط م عنها قيض ها عن خ راط م وعن ح د ق كالن بخ لم ي ت ف ت ق ( 7 ) (8) ويرسم بشر بن ا بي خازم وصفا لهيي ة النعام في قوله : (6) (7) (8) زهير بن ا بي سلمى ديوانه ص 11. الا صك: متقارب العرقوبين. المصلم: المقطوع. السي: موضع ا و مكان واسم ا رض. التنوم: الواحدة تنومة: شجيرة غبراء تنبت حبا دسما. الا ء:الواحدة ا ءة: ثمر السرح من الشجر وهو كل شجر طال ا و كل شجر لا شوك فيه والواحدة سرحة. ينظر: عاطف ا بو زيد م.س ص 45. ينظر: عاطف ا بو زيد نظرة على النعام ص 45. ينظر: م.ن ص 47. زھیر بن ا بي سلمى ديوانه ص 40. القيض: قشر البيض. الخراطم: جمع خرطوم وهو الا نف. الحدق: العيون. النبخ: البردي. يتفتق: يتفتح. بشر بن ا بي خازم ديوانه ص

27 [الكامل] ه و جاء ناجية كا ن ج ديل ها في ج يد خاضب ة ا ذا ما ا وجفوا ي بري له ا خ ر ب الم شاش م ص ل م صعل ه ب ل ذو مناس ف ا شق ف ا ك ال تنوم الن قاع كا نه حب شي حاز ق ة عليه القرط ف يصف الشاعر ناقته في سرعتها بالهوجاء واختار لها النعامة الخاضب ليشبهها بها فجعلها تنفر من ظليم ضخم مسن اعترضها وكان هذا التشبيه مدخلا راح من خلاله الشاعر يسهب في هيي ة وصف هذا الظليم فعظامه لا مخ فيها وا ذناه صغيرتان توصفان بالصلم ورا سه دقيق وعنقه طويلة دقيقة وجاء على منقاره ثم ا تى الشاعر على طعام هذا الظليم فالتنوم ا فضل وجبة لديه لذا بالغ الشاعر في وصف الظليم ب(ا كال). وشبه ا هداب ريشه بعبد ا سود عليه كساء من قطيفة. الهوج: الحمق في السرعة. الناجية: الناقة السريعة. جديل: الزمال المجدول من ا دم. الخاضبة: النعامة التي احمرت قواي مها من ا كل عشب الربيع. ا وجفوا: ا سرعوا. يبري لها: يعرض لها. خرب المشاش: يقصد به ذكر النعام. خرب: الذي لا مخ فيه. المشاش: عظام المفاصل يقال: ا ن جوف عظام النعام لا مخ فيها. المصلم: الظليم يوصف كذلك لصغر ا ذنيه وقصرهما. الصعل: دقيق الرا س والعنق. الهبل: الضخم المسن من الرجال والنعام والا بل. ذو مناسف: منقار النعام ا و المخالب التي في قدمي النعام. الا سقف: طويل العنق. خمل. التنوم: ضرب من الشجر. النقاع: ما يستنقع فيه الماء من الا رض. الحازقة: الجماعة. القرطف: كساء من قطيفة لها 21

28 بيض النعام الد حية: بمعنى البيضة والدحية: بيض النعام ودحا الشيء دحوا: بسطه ووسعه قال تعالى: بعد ذلك دحاها والا رض (2 ) ا ي بسطها و"د ح ي ت الشيء ا د حاه د ح يا : ب س ط ت ه" "وفي الحديث: [لا تكونوا كق ي ض ب ي ض في ا داح ي ] وهي جمع الا د ح ي وهو الموضع الذي تبيض فيه النعامة وت ف ر خ". والا دحوة: موضع بيض النعام وتفريخه والجمع: ا داحي. ويضع النعام بيضه العش في الذي ا عده الذكر وحفره على شكل حفرة على سطح الرمال بعد ا ن يكون قد اختار المكان المناسب له في موسم التزاوج الذي يبدا عادة في فصل الربيع وحتى شهر ا يلول. ومن الا عاجيب التي ذكرها الشعراء في ا شعارهم عن النعامة ا نها تكثر البيض ثم تضعه طولا بحيث ا ذا وضعت خيطا لما وجدت لها م ن ه خ روجا عن الا خرى وفي ذلك يقول عمرو بن ا حمر الباهلي : [الوافر] و م ا ب ي ض ات ذ ي ل ب د ه ج ف (6) س ق ين ب ز اجل ح ت ى ر و ين ا ( 7 ) و ض ع ن فكل ه ن على غ رار قد و س ق ت ج نينا ه جان الل ون النازعات ا ية 30. الفيروز ا بادي القاموس المحيط مادة: دحا. ابن منظور لسان العرب مادة: دحا. ينظر: الفيروز ا بادي القاموس المحيط مادة: دحا. ينظر: الجاحظ الحيوان /4. عمرو بن ا حمر الباهلي شعره جمع وتحقيق: حسين عطوان د.ط دمشق-مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق د.ت.ص 158. (6) ذي لبد: ا ي ذي ريش. الهجف: الظليم المسن الجافي الكثير الزف الكبير الضخم. الزاجل: ماء الظليم يسيل من مو خره ا ذا حضن البيض. (7) على غرار: ا ي ا ن البيضات على استواء في الطول. هجان اللون: بيض اللون.وسقت: حملت. 22

29 ي ب يت ي حفه ن ب ق ف ق في ه و ي ل ح فه ن ه فه افا ثخينا فالشاعر هنا يصف الظليم الكبير الضخم عندما يحضن بيضه الذي وضع في خط مستقيم ويمد جناحيه بريشهما المتراكم لتغطي البيض. وبعد اكتمال البيض في العش تتولى الا نثى حضانتها في فترة النهار في حين تكون مهمة الذكر احتضان البيض ليلا وذلك خوفا من الدواب التي تهاجم العش وتتل ف بيضه تكسره. ا و وهذا التناوب في احتضان البيض بين الذكر والا نثى يحكيه الا حوص الا نصاري في قوله : [الطويل] فما ب ي ض ة بات الظ ليم ي ح ف ها با ح س ن منها يوم قالت تد ل لا ويجعلها ب ي ن ا لجن اح وح و ص له ت ب د ل خليلي ا نني م ت بد له وبعد اكتمال ستة ا سابيع يفقس البيض عندي ذ تكون مسو ولية الا شراف مشتركة بين الذكر والا نثى حتى يشتد عود الفراخ لتعيش مستقلة في حضانة البيض والتفريخ في الموسم الواحد. مجموعة جديدة. وغالبا ما يكرر النعام وبيض النعام كروي الشكل مع وجود تفلطح قليل بحيث لا يظهر طرفان له فقياسات طوله وعرضه وارتفاعه متقاربة ويصل وزن البيضة الواحدة ا لى ا لفي غرام تغطيها قشرة بمتوسط سمك ثلاث ملمترات. وهي من القوة تحتاج ا لى منشار ا و مطرقة لكسرها فقوتها تعادل قوة (السيراميك) الذي تشابهه في الملمس وتتحمل ضغط قوة ما يزيد على ماي ة كيلوغرام دون ا ن تنكسر. وعلى الرغم من كبر حجم هذه البيضة ا لا ا نها تعتبر الا صغر بين الطيور بالنسبة ا لى يحفهن: يحضنهن. قفقفا الظليم: جناحاه. يلحفهن: يلبسهن. الهفاف: الجناح. الثخين: الريش يتراكب بعضه فوق بعض. ينظر: عاطف ا بو زيد نظرة على النعام ص 55. الا حوص الا نصاري ديوانه تحقيق: عادل سليمان جمال ط 2 [مزيدة ومنقحة] القاهرة- كتبة الجانجي 1411 ه/ 1990 م.ص 221. الظليم: ذكر النعام. الحوصلة: للطاي ر بمنزلة المعدة عند الا نسان. 23

30 حجم النعام. وتتجلى قدرة االله عز وجل- في تسلح كتكوت النعام بمنقار يستطيع نقر هذه القشرة الصلبة للبيضة ومن ثم الخروج منها بعد كسرها. فها هو ذو الرمة يصف صلابة الا سلحة المستخدمة في المعركة ويشبهها بصلابة بيض [الطويل] النعام : لبسنا لها سردا كا ن متو ا س ر اب يل ف ي الا ب د ان م ن ه ن ص د ا ة على القوم في الهيجا متون الخرانق ( ( 3 وبيضا كبيض المقفرات الن قانق ( ( 4 يصف الا سلحة المستخدمة كالسرد السرابيل والبيض التي هي الخوذ فهي صلبة قوية كا نها بيض النعام الموجودة في الا مكنة المقفرة فهي شديدة الصلابة لا ت كس ر بسرعة وسهولة. وقد منح شدة صفاء لون بيضة النعام الا بيض الضارب ا لى الاصفرار وهو ا حسن ا لوان النساء عند العرب قال تعالى في وصف الحور: كا نهن بيض مكنون ونعومة ملمسه مادة دسمة للشعراء في وصف المرا ة لا ن صفة البياض محببة ا غرموا بذكرها والعرب تشبه النساء ببيض النعام تريد نقاءه ورقة لونه. (6) قال امرو القيس : ينظر: عاطف ا بو زيد نظرة على النعام ص ذو الرمة ديوانه اعتنى به وشرح غريبه: عبد الرحمن المصطاوي ط 1 بيروت- دار المعرفة 1427 ه/ 2006 م. ص 186. السرد: الخ ر ز في الا ديم وا راد الدرع المسرودة. الخرانق: جمع خرنق: ولد الا رنب. سرابيل: جمع سربال: قميص ا و درع. ص د ا ة: سواد. النقانق: جمع النقنق: صوت الظليم وقصد الظليم نفسه. سورة الصافات ا ية 48. ا ي لا تبتذله الا يدي والعيون والعرب تشبه المرا ة بالبيضة لصفاي ها وبياضها وقال بعض المفسرين ا نه بيض النعام. (6) امرو القيس ديوانه ضبطه وصححه: مصطفى عبد الشافي ط 5 بيروت-دار الكتب العلمية 1425 ه/ 2004 م. ص /2004. الزوزني شرح المعلقات السبع تحقيق: ا حمد شتيوي ط 1 القاهرة-دار الغد الجديد 1427 ه/ 2006 م. ص

31 [الطويل] م ع ج ل ( ( 1 لا وب يض ة خ د ر ي ر ام خ ب او ه ا غ ي ر ب ه ا ل ه و م ن ت م ت ع ت ويرسم الشاعر زهير بن ا بي سلمى صورة لبيض النعام تحنو عليه ا مه بريش كنفيها الناعمين وذلك ا ظهارا لنعومة ملمسها : [الكامل] ا و بيضة الا دح ي بات شعار ها ك ن فا النعامة ج و ج و وع فاء ( 3 ) [الكامل] وقال ا خر : كالبيض في الا دح ي يلمع بالض حى فالح سن ح سن والن عيم نعيم البعدان الزماني والمكاني في حياة النعام وا هميته دلت الرسوم الموجودة على جدران المعابد والصخور ا ن النعام عرف في عصر ما قبل التاريخ وا ن رسمه كان من العناصر الري يسة في تزيين الفخار فقد وجد على جدار معبد الكرنك رسم يصور ذلك ويثبت اهتمام الناس في ذلك الوقت بطاي ر النعام ومحاولة تدجينه وتعويض النقص منه بالاستيراد من مناطق بعيدة كالصومال مثلا. أي ورب ب يض ة خ د ر ورب غادة مخدرة لا يرام خباو ها: لا يستطاع الوصول ا ليها. الروم: الطلب. خباء: البيت ا ذا كان من قطن ا و وبر ا و صوف. التمتع: الانتفاع. غير معجل: غير خاي ف من ا حد. زهير بن ا بي سلمى ديوانه ص 22. الا دحي: الموضع الذي تبيض فيه النعامة. الشعار: الغطاء. كنف النعامة: جانبه. الجو جو : الصدر. العفاء: صغار الريش. ط ر ي ح بن اسماعيل الث ق ف ي ديوانه تحقيق: بدر ا حمد ضيف د.ط الاسكندرية-دار المعرفة 1987 م.ص 111. وينظر: ابن قتيبة الشعر والشعراء تحقيق: ا حمد شاكر ط 2 القاهرة-دار المعارف 1377 ه/ 1958 م. ص 408. ينظر: عاطف ا بو زيد نظرة على النعام ص

32 والنعام طاي ر صحراوي تا قلم على العيش تحت ظروف الصحراء القاسية والرمال الحارقة ويعيش داي ما معيشة اجتماعية بنظام القطعان وكل قطيع يتكون من ذكر وعدة ا ناث. وقد دلت الحفريات على وجود طاي ر النعام في منطقة البحر المتوسط غربا والصين ومنغوليا شمالا وذلك قبل حوالي ا ربعين مليون سنة وفي مراحل متا خرة عن هذا التاريخ بحوالي ثلاثة ملايين سنة هاجرت ا سراب منه مع بعض الثدييات ا لى مصر وشبه الجزيرة العربية وا يران وتكيف للعيش في الصحراء. كما عرف لدى الا غريق الذين استخدموا بيضه كو وسا للملوك وكان كبار القادة يزينون قبعاتهم بريشه. ويعتقد ا ن الفراعنة هم ا ول من دجن النعام حيث توجد له عدة رسومات جدارية في الا ثار الفرعونية القديمة رباه الكهنة في المعابد ليستفيدوا من لحمه مقصورا عليهم فقط واستخداموا ريشه في الكتابة واتخذوه رمزا للحقيقة والعدالة كما ظهرت الملكة نفرتيتي وهي تزين را سها بريش النعام. وقد استخدم قادة الرومان ريش النعام زينة لقبعاتهم وزينت قباي ل في جنوب ا فريقيا ا جسام ا فرادها ا يضا بالريش نفسه في حين ا سبغ ع لية الا شوريون عليه صبغة القداسة. وتعد الجزيرة العربية الموطن الا صلي للنعام العربي الذي كان يرعى في جميع ا نحاء الجزيرة العربية من شمالها ا لى جنوبها وحتى الربع الخالي. وكان العربي يصطاده رياضة وغذاء. وضرب به الا مثال وا طلق عليه ا سماء عدة منها: الظليم والا صمل والرولا وا م الثلاثين وا م عمرو. النعام ا قرب ا لى طبيعة الا نسان العربي القديم الذي يشاركه البيي ة وهو ا ي العربي- يشترك معه في كثير من الظروف والمعاناة لذلك جعله مثالا ليصور من خلاله الحالة التي ينظر: عاطف ا بو زيد نظرة على النعام ص 13. ينظر: سمير ا ديب موسوعة الحضارة المصرية القديمة ط 1 القاهرة-العربي للتوزيع والنشر 2000 م. ص 397. ينظر: عاطف ا بو زيد م.س ص

33 يعانيها الشاعر نفسه وعندما يريد الشاعر ا خراج هذا المعنى العميق القابع في ا عماق وجدانه يشعر با ن صورة واحدة من صور البيان قد لا توفي لا ظهار حجم المعاناة ا و المعنى العظيم الذي يريد الا فصاح عنه فيعمد ا لى صورة ا خرى عبر حيوان ا و طاي ر ا خر ليظهر ما كان عالقا من بقايا المعاني في نفسه ومخيلته وليبلغ الا فصاح عن المعنى ا على درجات البيان. من هنا جاءت تشبيهات النعام ا و الظليم عند العربي امتدادا لتشبيه الناقة في ا غلب الا حيان والذي را ى فيه الشاعر ما يو هله لا ن يحمل بعض صفات ناقته التي يتقمصها. فالشاعر حمل على كاهله الا همية الا ولى لهذا الطاي ر الذي تربع مع غيره من الحيوانات صهوة الصورة الفنية التي رسمتها يدا رسام ماهر ليفصح عن المعاني التي لم تستطع الا ساليب الكلامية المعتادة الا فصاح عنها بالشكل المرضي فا مد المادة الشعرية بالحيوية من خلال اللون والحركة والصوت. وللصيد في حياة المجتمع العربي القديم موقع كبير وهو مظهر من مظاهر اللهو والترف في بعض الا حيان في حين يرتبط با سباب معاش البدوي وحياته ا حيانا ا خرى وقد ارتبط ذلك بالمنطقة التي يسكنها العربي في شبه جزيرة العرب ا ولا ووضع هذا الا نسان واعتماده على الصيد وسيلة معاش ثانيا. وقد كان النعام من الا هداف التي قصدها العربي في الصيد وا تى عليها الشعر العربي في صور مختلفة فالنابغة الجعدي يصور لنا نزهة له في الصيد فيرى ا مامه قطيعا من النعام والبقر [الرمل] والظباء : وا ذا ن ح ن ب ا ج ل ناف ر ( 2 ) و ن عام خ يط ه م ث ل الح ب ش كان النعام بالرغم من سرعته وحذره صيدا سهلا لا نه يسير في خطوط شبه مستقيمة. النابغة الجعدي ديوانه تحقيق: واضح الصمد ط 1 بيروت-دار صادر 1998 م. ص 103. الا جل: القطيع من بقر الوحش والظباء. الخيط: جماعة من النعام. 27

34 ويتميز لحم النعام بانخفاض نسبة الدهون و(الكلسترول) والا حماض الدهنية المشبعة وارتفاع نسبة البروتين ووفرة عنصر الحديد وتتصف لحومه الحمراء بالجودة العالية لارتفاع قيمتها الغذاي ية وهي سهلة الطهي والهضم ولا تترك ا ي ا ثر دهني على الفم بعد ا كلها لا ن (الكولسترول) فيه. ا ليافها دقيقة ولينة ويعتبر الا طباء لحم النعام صديقا للقلب لانخفاض نسبة وتدخل دهون النعام في تصنيع كثير من مساحيق التجميل الخاصة بالنساء ا ذ يمتصه الجلد بدرجة عالية لحماية وتجديد خلاياه. كما يدخل في بعض العقاقير الطبية الخاصة بعلاج الالتهابات الجلدية والا لام العضلية والمفاصل ويستخدم في عمليات التدليك التي يستخدمها خبراء العلاج الطبيعي لا نه غير لزج ويسمح بالحركة السهلة لليدين ا ثناء عملية التدليك. وقد استخدم زيت النعام المنتج من الدهن في الثقافة الرومانية والا فريقية لمعالجة الجروح والحروق والتهابات الجلد وجفاف البشرة ومشاكل تساقط الشعر والتقرحات السريرية والكثير من الا مراض الجسدية. وبفضل مخزون الزيت في جسم النعام يستطيع هذا الطاي ر العيش شهورا دون طعام متكيفا في ذلك مع طبيعة الصحراء متمثلا الجمل في القدرة على تحمل الجوع والعطش لمدة طويلة. وجلد النعام ناعم سميك مرن قابل للمط وهو مقاوم للماء ويتميز بوجود نقط في منابت الريش التي تعطي الجلد ا همية تسويقية عالية وهو من الجلود الفاخرة التي تدخل في المصنوعات الجلدية النفيسة كالا حذية وارتفاع جودتها وشكلها الجذاب. والا حزمة والمعاطف حيث تمتاز منتجاته بالمتانة ينظر: عبد الحميد ا رحيم الطيور الاستثمارية ص 28. ينظر: م.ن ص 30. ينظر: عاطف ا بو زيد نظرة على النعام ص 58. ينظر: عبد الحميد ا رحيم م.س ص

35 ويستخدم ريش النعام الناعم في التنجيد الفاخر وا عمال الديكور وفي مصانع الا جهزة الالكترونية لا جراء النظافة للقطع الا لكترونية والا جهزة قبل تغليفها. كما يستخدم في عمليات التزيين في المهرجانات والاحتفالات وفي التداول كهدايا تذكارية. وقد فرض الملك (بخنعي) ا حد ملوك الا سرة الخامسة والعشرين من الفراعنة على جميع الرو ساء جعل ريشة النعام على رو وسهم زينة وكثيرا ما زينت ا لهتهم مثل (ماعت) بريشه كما استخدم ريشه الفراعنة في صنع المراوح والسجاد وحشو الوساي د. ومن ا هم منتجاته البيض وتكفي البيضة غير المخصبة ا ربعة عشر شخصا كوجبة غذاء كاملة. في حين يدخل قشر البيض في ا عمال الزينه والزخرفة والديكور لصلابتها. ا ما البيض المخصب فيتم من خلاله الحفاظ على النوع. وقد استخدمه قدماء المصريين ا واني للغذاء والماء. ويتميز النعام بطول ساقيه حيث تستخدم عظامه في ا عمال النحت والديكور كما تستعمل في مصانع الا علاف لا نتاج مسحوق العظم كا ضافات علفية غنية بالكالسيوم. وفي مجال الطب يمكن الاستفادة من عيون النعام كبديل لعيون الا نسان الذي يعاني من مشكلات في النظر. فقد ا ثبتت الا بحاث الطبية الحديثة وجود تشابه كبير في التركيب بينهما. وقد عمدت بعض الدول ا لى ا قامة مهرجانات لسباق النعام في مجال الترويج السياحي لهذه الدول وذلك لما يتميز به النعام من قوة وصلابة وسرعة عدو وقدرة الا رجل على السير تحمل (6) لمسافات طويلة. (6) ينظر: سمير ا ديب موسوعة الحضارة المصرية القديمة ص 397. ينظر: عبد الحميد ا رحيم الطيور الاستثمارية ص 30. ينظر: م.ن ص 416. ينظر: عاطف ا بو زيد نظرة على النعام ص 59. ينظر: عاطف ا بو زيد م.س ص 63. ينظر: م.ن ص 40. ينظر: عبد الحميد ا رحيم م.س ص

36 الظاهرة الجنسية عند البلوغ وجد ا ن ذكر النعام يبلغ جنسيا في عمر ثلاث سنوات بينما سن البلوغ عند الا نثى فقد يزيد على خمس سنوات ا و يقل عن ذلك. وتختلف الذكور في ا ظهار حالة الشبق عن الا نثى فبعضها يلاطفها ويكون طويل النفس وبعضها الا خر يكون شرسا ويدور حولها و يثني ركبتيه ليخفض من ارتفاعه مع رفع ا جنحته والتحول ا لى الا مام والخلف ويدخل را سه تحت جناحه الا يسر ويصدر صوتا يشبه زي ير الا سد. ومما يتنبه له المتا مل في حديث الشعراء عن النشاط الجنسي لدى الطاي ر ا ن تلك الممارسات لا تنشط ولا نعامته مع يبدو م لاث فالظليم فقط الربيع زمن ا لا الطاي ر سلوك في تظهر يرعيان بيضهما ويتناوبان على حضنه والا رض حولهما خصبة معشبة قال الشاعر : [البسيط] كا ا خاضب ز ع ر ق واد م ه ا ج نى له ب الل وى ش ر ي وت ن وم فالا رض خصبة تنوعت فيها ضروب العشب من شري وتنوم ولفظة التي هي (خاضب) صفة للظليم زمن شهوته وهي احمرار يعلو قواي مه وا طراف ريشه ا و جلده وساقيه تدل هذه الكلمة وبكل وضوح على ا ن موسم الربيع موسم للتزاوج بين النعام. "واعلم ا ن ا كبر هيجان الطاي ر عند انسلاخ الشتاء وطلوع الربيع". ينظر: عاطف ا بو زيد نظرة على النعام ص الضبي المفضلیات ص 399. الا علم الشنتمري شرح ديوان علقمة بن عبدة الفحل ص 58. الرمل. القوادم: ريشات في مقدم الجناح ورواية الديوان (قواي مه). ا جنى النبات: ا درك ا ن يجتني. اللوى: ما انعطف من ينظر: محمد النويهي الشعر الجاهلي منهج في دراسته وتقويمه د.ط القاهرة-الدار القومية للطباعة والنشر د.ت ص 34. الجاحظ الحيوان ص 70/4. 30

37 وهذا السر في جعل فصل الربيع للتزاوج بين النعام وغيرها من الطيور والحيوانات ا ودعه االله سبحانه وتعالى في مخلوقاته وجعل فيها من الطباي ع والسلوكيات ما يعمل على تيسير حياتها واستمرارها ومن هذه الحكم ا ن جعل فصل الربيع فصلا للتكاثر والتزاوج ذلك ا نه ا نسب الفصول وا كثرها ملاءمة لوضع البيض وتربية الصغار لا نه ا نسب الفصول مناخيا وغذاي يا. وللون الا حمر خصوصية لدى النعام ليست لا ي لون ا خر ا ذ يبدو في ا عينها ا وضح الا لوان ا ضافة ا لى كونه عنصر ا ثارة يستثير النعام فيجذبه ا ليه. وا ذا ا راد الذكر جذب ا نثاه وا ثارتها يستنشق الهواء بكمية كبيرة فتبرز بقعتان حمراويتان في منطقة الصدر ويعاود هذا الاستنشاق مرة ا خرى لا غراء الا نثى باللون الا حمر. ينظر: جون بول سكوت سلوك الحيوان "الحياة الانفعالية عند الحيوان: ترجمة: سوزان مكارثي ا بو ظبي- المجمع الثقافي 1999 م. ص

38 ا سرة النعام: في جولة في الشعر العربي القديم يمر المتجول بلوحات فنية ت ظهر الذكر والا نثى من النعام في ود وا لفة يكون فيها للذكر زوجة واحدة ومن الجاي ز ا طلاق لفظ الزوجين الذكر على والا نثى ونعني بذلك الذكر والا نثى التي تربط بينهما علاقة تكاد تكون ا بدية والزواج بمفهومه الا نساني وما قد يمر عليه من انقطاع ا و استمرار يتمثل في مملكة النعام. " فمن الحيوان (الحيوانات) ما يتزاوج من ا جل استمرار الحياة ويتلازم طالما بقي على قيد الحياة". وتعرف النعام الزواج المنظم الذي هو ا قرب ا لى الزواج البشري ا ذ ا نه يتصف بالدوام وتوزيع المهام بين الذكر والا نثى كما هو عند الزوجين من بني البشر. وقد رسم شعراو نا قديما لوحة تعد الا نفس في اللوحات المرسومة لعاي لة الطيور تتحول فيها الحروف والكلمات ا لى مشاهد طبيعية تخال ا نك تراها بعينك لتميز الشعراء في نحتها ودقة تصويرها فتنكشف للناظر ا ضرب من علاقات الحب والود بين الظليم والنعامة حيث تفيض العلاقة بينهما ا لفة وحنانا وما يحملانه من مشاعر الا بوة العطوفة والا مومة على بيضهما وصغارهما. وقد كانت العلاقة وشيجة بين الظليم والنعامة حيث نجد النعامة تجتهد في ملازمة الظليم الذي يظهر متعلقا بها ا شد التعلق في مشهد يقرب ا لى المشهد الا نساني لذا فقد نعت برجل وامرا ة : الشعراء الذكر ب(الزوج) وشبههما كعب بن زهير [الكامل] ا فتلك ا م ربداء عارية الن سا زج اء صادقة الر واح ن سوف جفري ماسون عندما تبكي الفيلة ص 161. ينظر: عاطف ا بو زيد نظرة على النعام ص 70. كعب بن زهير شرح ديوانه لا بي سعيد السكري مركز تحقيق التراث- الهيي ة العامة لدار الكتب والوثاي ق القومية ط 3 القاهرة-مطبعة دار الكتب والوثاي ق القومية 1423 ه/ 2002 م. ص ا فتلك: ا ي تلك الا تان ا شبهت ناقتي ا م هذه. ربداء: نعامة. النسا: عرق يجري في الفخذ ا لى الساق. الزجاء: واسعة الخطو. النسوف: السريعة. 32

39 ظل ت ت راعي زوج ها وط باهما وكا ا نوبية وكا نه ج ز ع قد ا مرغ س ر ب ه مصيوف زوج لها من قومها مشعوف فالنعامة (تراعي زوجها) والظليم (مشعوف) ا ي ا ن الحب بينهما متبادل فالمودة لم تكن صادرة من ا حد الطرفين بل هي ا حساس مقسوم بين النعامة والظليم. وتجسدت مشاعر الظليم تجاه زوجته عند الشاعر لبيد بن ربيعة : [الكامل] ا فذ اك ا م صع ل كا ن ع فاء ه ا وزاع ا ل قاء على ا غصان ( 4 ) ك ل ف بعارية الوظيف ش م ل ة يمشي خلال الش ري في خيطان ( 5 ) (كلف) فالظليم بصاحبته وذلك عندما كان مفتونا بها كما يفتتن الا نسان بمعشوقته. ومهما كثرت الخيارات في ا ثناء اجتماع النعام لكثرة الا ناث فا ن الذكر يظل مخلصا لزوجته (6) ولا ينصرف لغيرها وتظل شغله الشاغل وفي ذلك يقول الا عشى : [الكامل] (7) وكا نه ه ق ل يباري ه قلة ر م داء في خ يط نقانق ا رمدا طباهما: دعاهما. الجزع: ما انثنى من الوادي. ا مرع: كثر. سربه: نبته. مصيوف: الذي قد ا صابه مرض الصيف. نوبية: النساء المنسوبات ا لى النوبة. المشعوف: الا لف الذي لا يفارق. لبيد بن ربيعة ديوانه اعتنى به: حمدو طنوس ط 1 بيروت-دار المعرفة 1425 ه/ 2004 م. ص ا فذاك: ا ي ا فذاك الثور يشبه ناقتي ا م بشبهها صعل: ا ي ظليم. صعل: الظليم. والصعل الدقيق العنق الصغير الرا س. عفاءه: ريشه. ا وزاع: قطع. ا لقاء: ما ا لقي من شيء فهو ا لقاء. مولع. (6) شملة: سريعة. الشري: شجر الحنظل. خيطان: جمع خيط وهو الجماعة من النعام. عارية الوظيف: ا نثى النعام. كلف: ميمون بن قيس الا عشى الكبير ديوانه تحقيق: عبد الرحمن المصطاوي ط 1 القاهرة-دار المعرفة للطباعة والنشر 2005 م. ص 265. (7) الضمير في(كا نه) راجع على بعير الا عشى. هقل: ظليم. رمداء: رمادية اللون. نقانق: جمع نقنق وهو ذكر النعام. ا رمدا: رمادي اللون. 33

40 و"ا هم ما يميز حياة النعام من وجهة نظرنا نحن البشر- هو التحاب التام والمودة الكبرى بين ذكر النعام وا نثاه". وفي مشهد ا خر من مشاهد الحب والمودة بين ا فراد ا سرة النعام يستوقفنا مشهد نرى فيه ثمرة ركني الا سرة حين نرى عشا مكتظا بالبيض فيكون هذا النتاج شغل الا بوين الشاغل في انتظار حياة جديدة تنبع من رحم هذا العش لذا فلن يشغلهما ا ي شيء من لعب وا كل حتى وا ن ا خصب الربيع فلن يثنيهما هذا الربيع عن مسو وليتهما في حماية البيض والعناية به في مشهد رسمه لنا الشاعر كعب بن زهير من قصيدة (بان الشباب) : [البسيط] ظلا با قرية الن ف اخ يوم ه ما ي ح ت ف ران ا صول ا لمغ د والل صفا والش ري حتى ا ذا اخضر ت ا نوف ه ما لا يا لوان من الت ن وم ما ن ق فا راحا يطيران م ع وج ين في س ر ع ( 5 ) ولا يريعان حتى ي ه ب ط ا ا ن فا فهناك تنوع في ا صناف الطعام رسمها الشاعر في هذا الموضع الخصب(المغد اللصف الشري التنوم) فهذه الماي دة الشهية التي تغري كل نفس لم تغر النعام حين كانت المفاضلة بينه وبين صغاره فبعد ا ن ا خذتا نصيبهما منه لم يبد منهما ا ي تردد في العودة لعشهما الذي يحتاج ا لى العناية والاهتمام والدفء. محمد النويهي الشعر الجاهلي ص 381. كعب بن زهير شرح ديوانه لا بي سعيد السكري دیوانھ ص 48. ص. النفاخ: موضع. الا قرية: مسايل الماء ا لى الرياض. المغد: ضرب من النبات. اللصف: الحجارة المرصوفة. لا يا لوان: ا ن يلقيا في ا فواهما مما يا كلان. نقفا: يقال نقف الظليم الحنظل ا ذا كسر عن هبيده لاستخراج لبه. الشري والتنوم: ضربان من النبات. معوجان: منحرفان نحو بيضهما. لا يريعان: لا يرجعان. 34

41 وتضعف رو ية النعام ليلا فقد لا يهتدي ا لى عشه لذلك يبادر مسرعا قبل نهاية نور النهار لمغادرة المكان متوجها ا لى عشه وفي ذلك قال لبيد بن ربيعة : [الكامل] حتى ا ذا ا ف د العشي تر و حا ل م بيت ر ب ع ي الن تاج ه جان ( 2 ) وصورة الا سرة عند النعام في منتهى المثالية والالتزام بعد ا ن يكون البيض قد جاوز مرحلة التفقيس لتخرج منه الفراخ تتجول بجوار العش برعاية الا م رغم قدرتها على الحركة دون مساعدة فيظهر دور الا م في الرعاية والحنان على فراخها في حين لم ينته دور الا ب بعد فقس البيض ليتحول ا لى مكانة تشبه مكانة الرجل في الا سرة في توفير الما كل والرعاية لذا نراه يخرج ا لى المرعى ولم يبالغ في الابتعاد لرعاية صغاره وحمايتها وهذا ما رسمه الشاعر زهير بن ا بي سلمى : [الطويل] كا ن ي و ر د في والف تان ون م ر قي على خاضب الساقين ا ز ع ر ن ق ن ق ( ( 4 ت راخى به ح ب الض حاء وقد را ى س ماوة قشراء الوظيفين ع و ه ق ( 6 ) تح ن ا لى مث ل الح بابير ج ث م لدى س ك ن من قيض ها الم ت فل ق ( 6 ) ت ح ط م عنها ق ي ض ها عن خ راط م وعن ح د ق كالن بخ لم ي ت ف ت ق ( ( 7 لبيد بن ربيعه ديوانه ص 135. ا فد العشي: عجل عليهما. تروحا: ا ي الظليم والنعامة بكرا عليه. لمبيت ربعي النتاج: يعني بيضهما الذي باضاه في ا ول الربيع. هجان: ا بيض. (6) زهير بن ا بي سلمى ديوانه ص 71. تحقيق: علي حسن فاعور. الردف: المتاع. الفتان: غشاء الرحل. النمرق: الوسادة والصيغة ا و الطنفسة التي فوق الرحل. خاضب: خضب البقل ساقيه وقصد الظليم. الا زعر: القليل الريش. نقنق: الذي ينقنق في صوته والنقيق صوت الظليم والضفدع والدجاجة. تراخى: تطاول به وتباعد. الضحاء: الضحاء للا بل بمنزلة الغذاء للناس. سماوة الشيء: ا على شخصه. قشراء: متقشرة الساق النعامة تقشرت ساقها فلا ريش عليها. الوظيف: عظم الساق. عوهق: طويلة العنق. موضعه. (7) تحن: تشتاق. الحبابير: فراخها. قيض: قشرة البيض العليا. الحبابير: جمع حبارى. ج ثم: جمع جاثم وهو المقيم في تحطم: تكسر. خراطم: مناقر ا ولاد النعام. حدق: عيون. النبخ: الجدري. لم تتفتق: لم تتفتح. 35

42 السيطرة الذكورية لقد سبق الشعراء بزمن طويل علماء سلوك في الحيوان الحديث عن السيطرة والقيادة حيث يظهر الظليم قاي دا لا نثاه دون ا ن يجد عصيانا منها فهي داي مة المسالمة والا ذعان له. وغالبا ما تكون ا شارة الشعراء ا لى قيادة الظليم نعامته بالنص على ا ن النعامة تتبع الذكر ا و تباريه ا و تلحقه قال الا عشى : و ك ا ن ه ا ذ و ج د ة غ ب [الكامل] الس ر ى ا و ق ار ح ي ت ل و ن حاي ص ج د د ا ا و ص ع ل ة ب الق ار ت ين ت ر و ح ت ( 3 ) ر ب د اء ت ت ب ع الظ ل يم الا ر ب د ا وقال ا بو بردة الطاي ي : ت ب ري له ص ع ل ة ر ب داء خاض ع ة خ د ب ة الج رم لا يزري ا الس وق ( 5 ) ا ح ر ق ي ق ر و الن قاع وت تلوه مواشكة (6) وقال بشامة بن الغدير : كا نم ا ز ف ها في د فه ا ذا ا قبل ت قلت م ذ ع ور ة ( 7 ) من الر م د ت ل ح ق ه ي قا ذ م ولا فهذه الملازمة التامة من النعامة للظليم تا كيدا لقيادته وسيطرته. ينظر: سعد عبد الرحمن العرفي سلوك الحيوان في الشعر الجاهلي جامعة ا م القرى السعودية -رسالة دكتوراه 1426 ه. ص 105. الا عشى ميمون بن قيس ديوانه ص 229. الجدة: العلامة والخطة في ظهر حمار الوحش. نحاي ص: جمع نحوص وهي الا تان التي لا ولد لها ولا لبن. صعلة: نعامة صغيرة الرا س. الربداء: الرمادية. القارتين: اسم مكان. ترو حت: عادت رجعت. ا بو بردة الطاي ي في شعر الخوارج لا حسان عباس ص 253. الخدبة: الضخمة القوية. يقرو: يتتبع ويرعى النقاع: جمع نقع وهو محبس الماء. مواشكة: مسرعة. الزف: صغار الريش. دفها: جنبها. حرق: محروق. (6) (7) بشامه بن غدير ديوانه جمع وتحقيق: عبد القادر عبد الجليل مجلة المورد العراقية 1977/1/6 م. ص 223. ا ذا ا قبلت: ا ي الناقة. الهيق: الظليم. الذمول: المسرع. 36