التعاوف عمى الخير الحمد هلل رب العالميف والصالة والسال عمى أشرؼ األنبياء والمرسميف نبينا دمحم وعمى آلو وأصحابو أجمعيف. أما بعد فإف الت ع او ف عمى البر والتقوى مف أفضل القرب ات التي يتقرب بيا المسم هلل تعالى. مف أجل ذلؾ أحببت أف أذ ك ر نفسي واخواني الك ار بفضل التعاوف ومنزلتو في اإلسال. معنى التعاوف: الت ع او ف :ال مس اع د ة عمى ال خ ي ر. ( معج المغة العربية المعاصرة جػ صػ ( التعاوف ضرورة اجتماعية : يعتبر الت ع او ف عمى الخير بيف أفرد المجتمع ضرورة إنسانية واجتماعية ال يستطيع الناس االستغناء عنيا. قاؿ عبد الرحمف بف خ م دوف)رحمو هللا تعالى(: إف االجتماع اإلنساني ضروري بالط بع أي ال بد ويعب ر الحكماء عف ىذا بقولي: اإلنساف مدني لو مف االجتماع وبيانو أف هللا سبحانو خمق اإلنساف ورك بو عمى صورة ال يصح حياتيا وبقاؤىا إ ال بالغذاء وىداه إلى التماسو بفطرتو وبما رك ب فيو مف القدرة عمى تحصيمو إال أف قدرة الواحد مف البشر قاصرة عف تحصيل حاجتو مف ذلؾ الغذاء غير موف ية لو بماد ة حياتو منو ولو فرضنا منو أقل ما يمكف فرضو وىو قوت يو واحد مف الحنطة مثال فال يحصل إال بعالج كثير مف الط حف والعجف والط بخ وكل واحد مف ىذه األعماؿ الث الثة يحتاج إلى مواعيف وآالت ال تت إال بصناعات متعد دة مف حد اد ونج ار وفاخوري وىب أن و يأكمو حب ا مف غير عالج فيو أيضا يحتاج في تحصيمو حب ا إلى أعماؿ أخرى أكثر مف ىذه الز ارعة والحصاد والد ارس ال ذي يخرج الحب مف غالؼ الس نبل ويحتاج كل واحد مف ىذه إلى آالت متعد دة وصنائع كثيرة أكثر مف األولى بكثير ويستحيل أف تفي بذلؾ كم و أو ببعضو قدرة الواحد فال بد لو مف اجتماع القدر الكثيرة مف أبناء جنسو ليحصل القوت لو ولي فيحصل بالت عاوف قدر الكفاية مف الحاجة ألكثر مني بأضعاؼ وكذلؾ يحتاج كل مني أيضا في الد فاع عف نفسو إلى االستعانة بأبناء جنسو ألف هللا سبحانو لم ا رك ب الط باع في الحيوانات كم يا وقس القدر بينيا جعل حظوظ كثير مف الحيوانات العج مف القدرة أكمل مف حظ اإلنساف فقدرة الفرس مثال أعظ بكثير مف قدرة اإلنساف وكذا قدرة الحمار والث ور واألسد والفيل أضعاؼ مف قدرتو. ولم ا كاف العدواف طبيعي ا في الحيواف جعل لكل واحد منيا عضوا يختص بمدافعة ما يصل إليو مف عادية غيره وجعل لإلنساف عوضا عف ذلؾ كم و الفكر واليد فاليد ميي أة لمص نائع بخدمة الفكر والص نائع تحص ل لو اآلالت ال تي تنوب لو عف الجوارح المعد ة في سائر
الحيوانات لمد فاع. فالواحد مف البشر ال تقاو قدرتو قدرة واحد مف الحيوانات العج سي ما المفترسة فيو عاجز عف مدافعتيا وحده بالجممة لكثرتيا وكثرة الص نائع والمواعيف المعد ة ليا وال تفي قدرتو أيضا باستعماؿ اآلالت المعد ة لممدافعة فال بد في ذلؾ كم و مف الت عاوف عميو بأبناء جنسو وما ل يكف ذلؾ الت عاوف فال يحصل لو قوت وال غذاء وال تت حياتو لما رك بو هللا تعالى عميو مف الحاجة إلى الغذاء في حياتو وال يحصل لو أيضا دفاع عف نفسو لفقداف الس الح فيكوف فريسة حيوانات ويعاجمو اليالؾ عف مدى حياتو ويبطل نوع البشر واذا كاف الت عاوف حص ل لو القوت لمغذاء والس الح لمد فاع وتم ت حكمة هللا في بقائو وحفظ نوعو فإذف ىذا االجتماع ضروري لمن وع اإلنساني واال ل يكمل وجودى وما أ ارده هللا مف اعتمار العال بي واستخالفو إي اى. البن خمدون ص 55:54 ( التعاوف وصية رب العالميف: )1( )المقدمة ش د يد قاؿ سبحانو:)و ت ع او نوا ع م ى ال ب ر و الت ق و ى و ال ت ع او نوا ع م ى اإل ث و ال عد و اف و ات قوا للا إ ف للا ال ع ق اب ) )المائدة: ( قاؿ اإلما ابف كثير)رحمو هللا(:ي أ مر ت ع ال ى ع ب اد ه ال مؤ م ن يف ب ال مع او ن ة ع م ى ف ع ل ال خ ي ر ات و ىو ال ب ر و ت ر ؾ ال من ك ر ات و ىو الت ق و ى و ي ن ي اى ع ف الت ن اص ر ع م ى ال ب اط ل و الت ع او ف ع م ى ال م آث و ال م ح ار. )تفسير ابف كثير جػ صػ ( ق اؿ اإلما اب ف ج ر ير الطبري)رحمو هللا(:اإل ث : ت ر ؾ م ا أ م ر ك للا ب ف ع م و هللا و ال عد و اف : مجاوزة م ا ح د ل ك ف ي د ين ك و ف ر ض ل ك ف ي أ ن فس ك و ف ي غ ي ر ك. )تفسير الطبري جػ صػ ( أ ع د اء )2( وقاؿ ج ل شأنو:)و اع ت ص موا ب ح ب ل للا ج م يع ا و ال ت ف ر قوا و اذ كر وا ن ع م ت للا ع م ي ك إ ذ كن ت ف أ ل ف ب ي ف قموب ك ف أ ص ب ح ت ب ن ع م ت و إ خ و ان ا و كن ت ع م ى ش ف ا حف ر ة م ف الن ار ف أ ن ق ذ ك م ن ي ا ك ذ ل ؾ يب ي ف للا ل ك آي ات و ل ع م ك ت ي ت دوف ) )آؿ عم ارف: ( قاؿ اإلما القرطبي )رحمو هللا(: للا ت ع ال ى ي أ مر ب األ ل ف ة و ي ن ي ى ع ف ال فر ق ة ف إ ف ال فر ق ة ى م ك ة و ال ج م اع ة ن ج اة. و ر ح للا اب ف ال مب ار ؾ ح ي ث ق اؿ :إ ف ال ج م اع ة ح ب ل للا ف اع ت ص موا * م ن و ب عر و ت و ال وث ق ى. )تفسير القرطبي ج 4 ص 168 ( نبينا -هللىلص- يحثنا عمى التعاوف: ع ن و ع ف الن ب ي ص م ى هللا ع م ي و و س م ق اؿ :»المؤ م ف )1( روى الشيخاف ع ف أ ب ي موس ى ر ض للا ل م مؤ م ف ك ال بن ي اف ي ش د ب ع ض و ب ع ض ا«و ش ب ؾ ب ي ف أ ص اب ع و. )البخاري حديث: /مسم حديث )
ق اؿ ر س وؿ هللا ص م ى هللا ع م ي و و س م : " م ث ل ال مؤ م ن ي ف )2( روى مسم ع ف الن ع م اف ب ف ب ش ير ق اؿ : ف ي ت و اد ى و ت ر احم ي و ت ع اطف ي م ث ل ال ج س د إ ذ ا اش ت ك ى م ن و عض و ت د اع ى ل و س ائ ر ال ج س د )أ ي د ع ا ب ع ض و ب ع ض ا إ ل ى ال مش ار ك ة ف ي ذ ل ؾ ( ب الس ي ر و ال حم ى. )مسم حديث: ( قاؿ اإلما النووي)رحمو هللا(:ى ذ ا ال ح د يث ص ر يح ف ي ت ع ظ ي حقوؽ ال مس م م يف ب ع ض ي ع م ى ب ع ض و ح ث ي ع م ى الت ر اح و ال مال ط ف ة و الت ع اض د ف ي غ ي ر إ ث و ال م ك ر و ه. )مسم بشرح النووي جػ صػ ( )3( روى مسم ع ف أ ب ي ىر ي ر ة ق اؿ : ق اؿ ر س وؿ هللا ص م ى هللا ع م ي و و س م :»م ف ن ف س ع ف مؤ م ف هللا كر ب ة م ف كر ب الد ن ي ا ن ف س هللا ع ن و كر ب ة م ف كر ب ي و ال ق ي ام ة و م ف ي س ر ع م ى مع س ر ي س ر ع م ي و ف ي الد ن ي ا و اآل خ ر ة و م ف س ت ر مس م م ا س ت ر ه هللا ف ي الد ن ي ا و اآل خ ر ة و هللا ف ي ع و ف ال ع ب د م ا ك اف ال ع ب د ف ي ع و ف أ خ يو. )مسم حديث: ( م )4( روى الشيخاف ع ف ع ب د للا ب ف عم ر ر ض للا ع ن يم ا أ ف ر س وؿ للا ص م ى هللا ع م ي و و س ق اؿ :»المس م أ خو المس م ال ي ظ م مو و ال يس م مو ف ي ح اج ت و و م ف ف ر ج ع ف مس م كر ب ة ف ر ج )يتركو إلى الظم( و م ف ك اف ف ي ح اج ة أ خ يو ك اف للا للا ع ن و كر ب ة م ف كرب ات ي و الق ي ام ة و م ف س ت ر مس م م ا س ت ر ه للا ي و الق ي ام ة. «)البخاري حديث: /مسم حديث ) م أ ف نخ ر ج ف ي ال ف ط ر )5( روى الشيخاف ع ف أ ع ط ي ة ق ال ت : أ م ر ن ا ر س وؿ هللا ص م ى هللا ع م ي و و س و األ ض ح ى ال ع و ات ق )البنت في أوؿ الحيض والتي ل تتزوج( و ال حي ض و ذ و ات ال خدور ف أ م ا ال حي ض ف ي ع ت ز ل ف الص ال ة و ي ش ي د ف ال خ ي ر و د ع و ة ال مس م م يف قم ت : ي ا ر س وؿ هللا إ ح د ان ا ال ي كوف ل ي ا ج م ب اب ق اؿ :»ل تم ب س ي ا أخ تي ا م ف ج م ب اب ي ا«)البخاري حديث: /مسم حديث: ( أقواؿ السمف في التعاوف: )1( ق اؿ عم ر ب ف ال خ ط اب ر ض للا ع ن و: ع م ي ؾ ب إ خ و اف الص د ؽ ف ع ش ف ي أ ك ن اف ي ف إ ن ي ز ي ف ف ي الر خ اء و عد ة ف ي ال ب ال ء. )اإلخوان البن أبي الدنيا ص 84 رقم: 35 ( اغ يل )2( ق اؿ عطاء بف أبي رباح: ت ف ق دوا إ خ و ان ك ب ع د ث ال ث ف إ ف ك انوا م ر ض ى ف عودوى أ و م ش ف أ ع ينوى أ و كانوا نسوا فذكروى. )إحياء عموم الدين لمغ ازلي ج 2 ص 176 ( )3( ق اؿ ر جل ل د اود الط ائ ي : أ و ص ن ي ق اؿ :»اص ح ب أ ى ل الت ق و ى ف إ ن ي أ ي س ر أ ى ل الد ن ي ا ع م ي ؾ مؤ ن ة و أ ك ث رى ل ؾ م عون ة «)اإلخوان البن أبي الدنيا ص 95 رقم: 43 ( ى ئ ل الش ي ب ان ي ع ف اإل خ و اف ف ي للا ع ز و ج ل م ف ى ق اؿ : «ال ح ذ اء س )4( ق اؿ يونس أ با ح م ز ة ال ع ام موف ب ط اع ة للا ع ز و ج ل ال مت ع او نوف ع م ى أ م ر للا ع ز و ج ل و ا ف ت ف ر ق ت دورى و أ ب د اني «)اإلخوان البن أبي الدنيا ص 99 رقم: 49 (
)5( ق اؿ اب ف ال مع ت ز : م ف ات خ ذ إخ و ان ا ك انوا ل و أ ع و ان ا. )أدب الدنيا والدين لمماوردي ص 161 ( )6( ق اؿ ب ع ض ال بم غ اء : ص د يق مس اع د ع ض د و س اع د. )أدب الدنيا والدين لمماوردي ص 161 ( )7( ق اؿ ب ع ض ال حك م اء : م ف ج اد ل ؾ ب م و د ت و ف ق د ج ع م ؾ ع د يل ن ف س و. ف أ و ؿ حقوق و اع ت ق اد م و د ت و ث إين اس و ب اال ن ب س اط إل ي و ف ي غ ي ر مح ر ث نص حو ف ي الس ر و ال ع ال ن ي ة ث ت خ ف يف األ ث ق اؿ ع ن و ث مع او ن تو ف يم ا ي نوبو م ف ح اد ث ة أ و ي ن الو م ف ن ك ب ة. ف إ ف مر اق ب ت و ف ي الظ اى ر ن ف اؽ و ت ر ك و ف ي الش د ة لؤ. )أدب الدنيا والدين لمماوردي ص 176 ( )8( ق اؿ ب ع ض ال حك م اء :العقل والتجربة في التعاوف بمنزلة الماء واألرض ال يطيق أحدىما دوف اآلخر إنباتا. )9( )ربيع األب اررػ لمزمخشري جػ صػ رق: ( ق اؿ ب ع ض ال حك م اء :فضيمة الفالحيف التعاوف باألعماؿ وفضيمة المموؾ التعاوف باآل ارء والسياسة وفضيمة التجار التعاوف باألمواؿ وفضيمة العمماء التعاوف بالحك اإلليية المشتركة بيف األصناؼ األربعة ىي التعاوف عمى ما يصمح بو المعاش والمعاد. الدين الهمذاني ج 2 ص 289 ( )11( قاؿ أحمد شوقي: األ شياء. إ ف الت عاو ف قو ة عم و ي ة * ت بني الر جاؿ و تبد ع )صيد األفكار لحسين المهدي ص 313 ( )11( ق اؿ ب ع ض الش ع ر اء : ىمو ر ج اؿ ف ي أمور ك ث ير ة * و ى م ي م ف الد ن ي ا ص د يق مس اع د. ص 161 ( نبينا-هللىلص- ىو القدوة في التعاوف: )1( والفضيمة )الكشكول لبهاء )أدب الدنيا والدين لمماوردي روى الشيخاف ع ف ع ائ ش ة أ المؤ م ن يف ق ال ت )وىي تتحدث عف أوؿ نزوؿ الوحي عمى النبي- هللاىلص- وبعد عودتو مف غ ار ح ر اء (: ف د خ ل ع م ى خ د يج ة ب ن ت خو م ى هللا ع م ي و و س م ي ر جف فؤ اد ه ي م د ر ض للا ع ن ي ا ف ر ج ع ر س وؿ للا ص ف ق اؿ :»ز م مون ي ز م مون ي«ف ز م موه ح ت ى ذ ى ب ع ن و الر و ع)شدة الخوؼ( ف ق اؿ ل خ د يج ة و أ خ ب ر ى ا الخ ب ر : ل»ل ق د خ ش يت ع م ى ن ف س ي«ف ق ال ت خ د يج ة: ك ال و للا م ا يخ ز يؾ للا أ ب د ا)أي ال يضيعؾ ( إ ن ؾ ل ت ص و ت ح م ل الك ل )أي تن ف ق ع م ى الض ع يف و ال ي ت ي ( و ت ك س ب الم ع دو )تتبرع بالماؿ لمف عد م و الر ح وتعطي الناس ما ال يجدونو عند غيرؾ. ( و ت ق ر ي الض ي ف )أي تكرمو وتقد لو طعا وش ارب( و تع يف ع م ى ن و ائ ب الح ق )ىي ما ينزؿ باإلنساف مف الشدائد(. ) )البخاري حديث: /مسم حديث:
)2( روى البخاري ع ف األ س و د ق اؿ س أ ل ت ع ائ ش ة م ا ك اف الن ب ي ص م ى للا ع م ي و و س م ي ص ن ع ف ي ب ي ت و ق ال ت : ك اف ي كوف ف ي م ي ن ة أ ى م و ت ع ن ي خ د م ة أ ى م و ف إ ذ ا ح ض ر ت الص ال ة خ ر ج إ ل ى الص ال ة. )البخاري حديث ) )3( روى الشيخاف عف الب ر اء ب ف ع از ب ر ض للا ع ن و ق اؿ :ر أ ي ت الن ب ي ص م ى هللا ع م ي و و س م ي و أي الخ ن د ؽ و ىو ي ن قل الت ر اب ح ت ى و ار ى الت ر اب ش ع ر ص د ر ه و ك اف ر جال ك ث ير الش ع ر و ىو ي ر ت ج زب ر ج ز ( يردد شعر( ع ب د للا ب ف ر و اح ة ": الم ي ل و ال أ ن ت م ا اى ت د ي ن ا * و ال ت ص د ق ن ا و ال ص م ي ن ا ف أ ن ز ل ف س ك ين ة ع م ي ن ا * و ث ب ت األ ق د ا إ ف ال ق ي ن ا إ ف األ ع د اء ق د ب غ و ا ع م ي ن ا * إ ذ ا أ ر ادوا ف ت ن ة أ ب ي ن ا ي ر ف ع ب ي ا ص و ت و. )البخاري حديث: /مسم حديث: ( م )4( روى مسم ع ف أ ب ي س ع يد ال خد ر ي ق اؿ : ب ي ن م ا ن ح ف ف ي س ف ر م ع الن ب ي ص م ى هللا ع م ي و و س ق اؿ : ف ج ع ل ي ص ر ؼ ب ص ر ه ي م ين ا و ش م اال )أ ي مت ع ر ض ا ل ش ع م ى ر اح م ة ل و ي ء ي د ف ع بو إ ذ ج اء ر جل ح اج تو( ف ق اؿ ر س وؿ هللا ص م ى هللا ع م ي و و س م :»م ف ك اف م ع و ف ض ل ظ ي ر )أي زيادة ما يركب عمى ظيره مف الدواب( ف م ي عد ب و ع م ى م ف ال ظ ي ر )أي مف ال دابة( ل و و م ف ك اف ل و ف ض ل م ف ز اد ف م ي عد ب و ع م ى م ف ال ز اد ل و«ق اؿ : ف ذ ك ر م ف أ ص ن اؼ ال م اؿ م ا ذ ك ر ح ت ى ر أ ي ن ا أ ن و ال ح ق أل ح د م ن ا ف ي ف ض ل. )مسم حديث: ( اإلما النووي)رحمو هللا(:ف ي ى ذ ا ال ح د يث ال ح ث ع م ى الص د ق ة و ال جود و ال مو اس اة و اإل ح س اف إ ل ى قاؿ الر ف ق ة و األ ص ح اب و اال ع ت ن اء ب م ص ال ح األ ص ح اب. )مسم بشرح النووي جػ صػ ( )5( روى أحمد ع ف عث م اف ب ف ع ف اف ق اؿ : إ ن ا و هللا ق د ص ح ب ن ا ر س وؿ هللا ص م ى هللا ع م ي و و س م ف ي الس ف ر و ال ح ض ر فك اف ي عود م ر ض ان ا و ي ت ب ع ج ن ائ ز ن ا و ي غ ز و م ع ن ا و يو اس ين ا ب ال ق م يل و ال ك ث ير. )حديث حسن()مسند أحمد ج 1 ص 532 حديث: صور مف تعاوف الصحابة: )514 م موا)أ ي )1( روى الشيخاف ع ف أ ب ي موس ى ق اؿ :ق اؿ الن ب ي ص م ى للا ع م ي و و س م :إ ف األ ش ع ر ي يف إ ذ ا أ ر ف ن ز ادى ( ف ي ال غ ز و أ و ق ل ط ع ا ع ي ال ي ب ال م د ين ة ج م عوا م ا ك اف ع ن د ى ف ي ث و ب و اح د ث اق ت س موه ب ي ن ي ف ي إ ن اء و اح د ب الس و ي ة ف ي م ن ي و أ ن ا م ن ي. ( البخاري حديث ) / مسم حديث ن ح م ل ) ( روى البخاري ع ف أ ب ي س ع يد الخد ر ي ق اؿ )وىو يتحدث عف ب ن اء م س ج د النبي -هللىلص- :كن ا هللا ع م ي و و س م ف ي ن فض الت ر اب ع ن و و ي قوؿ: ل ب ن ة ل ب ن ة و ع م ار ل ب ن ت ي ف ل ب ن ت ي ف ف ر آه الن ب ي ص م ى
»و ي ح ع م ار ت ق تمو الف ئ ة الب اغ ي ة ي د عوى إ ل ى الج ن ة و ي د عون و إ ل ى الن ار» ق اؿ : ي قوؿ ع م ار : أ عوذ ب ا لل م ف الف ت ف ")البخاري حديث: ( )3( روى أبو نع ي ع ف م ال ؾ الد ار ان ي أ ف عم ر ب ف ال خ ط اب ر ض هللا ت ع ال ى ع ن و أ خ ذ أ ر ب ع م ائ ة د ين ار ف ج ع م ي ا ف ي ص ر ة ف ق اؿ ل م غال : اذ ى ب ب ي ا إ ل ى أ ب ي عب ي د ة ب ف ال ج ر اح ث ت م ب ث س اع ة ف ي ال ب ي ت ح ت ى ت ن ظر م ا ي ص ن ع ف ذ ى ب ب ي ا ال غال ف ق اؿ : ي قوؿ ل ؾ أ م ير ال مؤ م ن يف : اج ع ل ى ذ ه ف ي ب ع ض ح اج ت ؾ ف ق اؿ : و ص م و هللا و ر ح م و ق اؿ : ت ع ال ي ي ا ج ار ي ة اذ ى ب ي ب ي ذ ه الس ب ع ة إ ل ى فال ف و ب ي ذ ه ث ف ر ج ع ال غال إ ل ى عم ر إ ل ى فال ف و ب ي ذ ه ال خ م س ة إ ل ى فال ف ح ت ى أ ن ف ذ ى ا. ر ض هللا ت ع ال ى ال خ م س ة ف ق اؿ: اذ ى ب ب ي ا إ ل ى مع اذ و ت م و ف ي ال ب ي ت س اع ة ع ن و و أ خ ب ر ه ف و ج د ه ق د أ ع د م ث م ي ا ل مع اذ ب ف ج ب ل ح ت ى ت ن ظر م ا ي ص ن ع ف ذ ى ب ب ي ا إ ل ي و ف ق اؿ : ي قوؿ ل ؾ أ م ير ال مؤ م ن يف : اج ع ل ى ذ ه ف ي ب ع ض ح اج ت ؾ ف ق اؿ : ر ح م و هللا و و ص م و ت ع ال ي ي ا ج ار ة اذ ى ب ي إ ل ى ب ي ت فال ف ب ك ذ ا اذ ى ب ي إ ل ى ب ي ت فال ف ب ك ذ ا ف اط م ع ت ام ر أ ة مع اذ ف ق ال ت : و ن ح ف و هللا م س اك يف ف أ ع ط ن ا و ل ي ب ق ف ي ال خ ر ق ة إ ال د ين ار اف ف د ح ا ب ي م ا إ ل ي ي ا)أي أعطاىما( و ر ج ع ال غال إ ل ى عم ر ف أ خ ب ر ه ف س ر ب ذ ل ؾ و ق اؿ :»إ ن ي إ خ و ة ب ع ض ي م ف ب ع ض.» )حمية األولياء ألبي نعي جػ صػ ) تعاوف عجيب : مف ب ف ع و ؼ و آخ ى ر س وؿ للا روى البخاري ع ف أ ن س ر ض للا ع ن و ق اؿ : ق د ع م ي ن ا ع ب د الر ح ص م ى للا ع م ي و و س م ب ي ن و و ب ي ف س ع د ب ف الر ب يع و ك اف ك ث ير ال م اؿ ف ق اؿ س ع د : ق د ع م م ت األ ن ص ار أ ن ي م ف أ ك ث ر ى ا م اال س أ ق س م ال ي ب ي ن ي و ب ي ن ؾ ش ط ر ي ف و ل ي ام ر أ ت اف ف ان ظر أ ع ج ب يم ا إ ل ي ؾ ف أط م قي ا ح ت ى إ ذ ا ح م ت ت ز و ج ت ي ا ف ق اؿ ع ب د الر ح م ف ب ار ؾ للا ل ؾ ف ي أ ى م ؾ. ( البخاري حديث ) التعاون لدفع الشر عن الناس: قاؿ سبحانو عف ذ ي ال ق ر ن ي ف :)ح ت ى إ ذ ا ب م غ ب ي ف الس د ي ف و ج د م ف دون ي م ا ق و م ا ال ي ك ادوف ي ف ق يو ف ق و ال **ق الوا ي ا ذ ا ال ق ر ن ي ف إ ف ي أ جوج و م أ جوج مف س دوف ف ي األ ر ض ف ي ل ن ج ع ل ل ؾ خ ر ج ا ع م ى أ ف ت ج ع ل ب ي ن ن ا و ب ي ن ي س د ا * ق اؿ م ا م ك ن ي ف يو ر ب ي خ ي ر ف أ ع ينون ي ب قو ة أ ج ع ل ب ي ن ك و ب ي ن ي ر د م ا *آتون ي زب ر ال ح د يد ح ت ى إ ذ ا س او ى ب ي ف الص د ف ي ف ق اؿ ان فخوا ح ت ى إ ذ ا ج ع م و ن ار ا ق اؿ آتون ي أف ر غ ج اء ع م ي و ق ط ر ا * ف م ا اس ط اعوا أ ف ي ظ ي ر وه و م ا اس ت ط اعوا ل و ن ق ب ا * ق اؿ ى ذ ا ر ح م ة م ف ر ب ي ف إ ذ ا و ع د ر ب ي ج ع م و د ك اء و ك اف و ع د ر ب ي ح ق ا( )الكيف: : ( في ىذه اآليات الكريمة صورة مف صور التعاوف عمى الخير ودفع الشر عف الناس لممفسديف في األرض. والتصدي
التعاوف في مجاؿ الدعوة إلى هللا: ح ث هللا ت ع ال ى ع ب اد ه ال مؤ م ن يف ع م ى نص ر ة اإل س ال و أ ى م و و نص ر ة ن ب ي و و مؤ از ر ت و و مع او ن ت و ع م ى ي إ ق ام ة الد يف و ن ش ر الد ع و ة ف ق اؿ : )ي ا أ ي ي ا ال ذ يف آم نوا كونوا أ ن ص ار للا ك م ا ق اؿ ع يس ى اب ف م ر )ق اؿ أ ي : م ف يس اع دن ي ف ي الد ع و ة إ ل ى للا ل م ح و ار ي يف م ف أ ن ص ار ي إ ل ى للا ( )الصف: ) ال ح و ار يوف ن ح ف أ ن ص ار للا ( )الصف: (و ك اف ذ ل ؾ ف ي ق ر ي ة يق اؿ ل ي ا: الن اص ر ة. ف س م وا الن ص ار ى ب ذ ل ؾ. )البداية والنياية البف كثير جػ صػ ( التعاوف عمى إقامة العبادات: قاؿ موسى األشعري رضي هللا عنو لبعض أصحابو: " انظروا رحمك للا واعقموا وأحكموا الصالة واتقوا للا فييا وتعاونوا عمييا وتناصحوا فييا بالتعمي مف بعضك لبعض والتذكير مف بعضك لبعض مف الغفمة والنسياف فإف للا ع ز و ج ل قد أمرك أف تعاونوا ع م ى البر والتقوى والصالة أفضل البر. )طبقات الحنابمةػ ألبي الحسيف ابف أبي يعمى جػ صػ ( التعاوف عمى قيا الميل: كاف أىل البيت الواحد مف سمفنا الصالح يتعاونوف عمى قيا الميل. )1( روى البخاري ع ف أ ب ي عث م اف الن ي د ي ق اؿ : ت ض ي ف ت أ ب ا ىر ي ر ة )أي نزلت ضيفا عميو( س ب ع ا ف ك اف ىو و ام ر أ تو و خ اد مو ي ع ت ق بوف الم ي ل أ ث ال ث ا: يص م ي ى ذ ا ث يوق ظ ى ذ ا. )البخاري حديث: ) )2( روى أبو نع ي ع ف ع ب د ال قد وس ب ف ب ك ر ب ف خن ي س ق اؿ : ك اف ال ح س ف ب ف ص ال ح و أ خوه ع م ي و ك اف ع م ي ي ف ض ل ع م ي و و ك ان ا ي ق ر أ اف ال قر آف و أم يم ا ي ت ع او نوف ع م ى ال ع ب اد ة ب الم ي ل ال ي ن اموف و ب الن ي ار ال يف ط ر وف ف م م ا م ات ت أم يم ا ت ع او ن ا ع م ى ال ق ي ا و الص ي ا ع ن يم ا و ع ف أم ي م ا ف م م ا م ات ع م ي ق ا ال ح س ف ع ف ن ف س و و ع ن يم ا و ك اف يق اؿ ل م ح س ف : ح ي ة ال و اد ي - ي ع ن ي ال ي ن ا ب الم ي ل -. )انظر حمية األولياء جػ صػ ( التعاوف في طمب العم: روى الشيخاف ع ف ع ب د للا ب ف ع ب ا س ع ف عم ر ق اؿ : كن ت أ ن ا و ج ار ل ي م ف األ ن ص ار ف ي ب ن ي م أم ي ة ب ف ز ي د م ف ع و ال ي الم د ين ة و كن ا ن ت ن او ب الن ز وؿ ع م ى ر س وؿ للا ص م ى هللا ع م ي و و س و ى ي ن ز ؿ ي و م ا و أ ن ز ؿ ي و م ا ف إ ذ ا ن ز ل ت ج ئ تو ب خ ب ر ذ ل ؾ الي و م ف الو ح ي و غ ي ر ه و ا ذ ا ن ز ؿ ف ع ل م ث ل ذ ل ؾ ف ن ز ؿ ص اح ب ي األ ن ص ار ي ي و ن و ب ت و ف ق اؿ : ق د ح د ث أ م ر ع ظ ي. ف ض ر ب ب اب ي ض ر ب ا ش د يد ا ف ق اؿ : أ ث ىو ف ف ز ع ت ف خ ر ج ت إ ل ي و ق اؿ : ف د خ م ت ع م ى ح ف ص ى ة ف إ ذ ا ت ب ك ي ف قم ت : ط م ق كف ر س وؿ للا ص م ى
هللا ع م ي و و س م ق ال ت : ال أ د ر ي ث د خ م ت ع م ى الن ب ي ص م ى هللا ع م ي و ن س اء ؾ ق اؿ :»ال «ف قم ت : للا أ ك ب ر. )البخاري حديث: /مسم حديث: ( التعاوف بيف المسئوليف: و س م ف قم ت و أ ن ا ق ائ : أ ط م ق ت ينبغي أف يتعاوف جميع األف ارد الذيف يجمعي عمل واحد مف أجل انجاز ىذا العمل عمى الوجو المشروع الذي يرضي هللا تعالى وى ذا ىو المقصود مف نصيحة النبي ص م ى للا ع م ي و و س م لمع اذ ب ف ج ب ل و أ ب ي موس ى األشعري حيف ب ع ث يما إ ل ى ال ي م ف. م ب ع ث روى الشيخاف ع ف س ع يد ب ف أ ب ي بر د ة ع ف أ ب يو ع ف ج د ه أ ف الن ب ي ص م ى هللا ع م ي و و س مع اذ ا و أ ب ا موس ى إ ل ى الي م ف ق اؿ :»ي س ر ا و ال تع س ر ا و ب ش و ر ا و ال تن ف ر ا ت ط او ع ا و ال ت خ ت م ف ا«)البخاري حديث: /مسم حديث: ( التعاوف بيف الدوؿ اإلسالمية: ما أحوج الدوؿ اإلسالمية ىذه األيا إلى تحقيق التعاوف فيما بينيا في جميع المجاالت: االقتصادية منيا: المتنوع اإلسالمية. والثقافية والسياسية الماء العذب كالدوؿ األوربية والعسكرية. والتربة الز ارعية الخصبة والموقع الجغ ارفي الممتاز. إف هللا تعالى قد وىب لمبالد اإلسالمية ن ع ما كثيرة والبتروؿ والمعادف واأليدي العاممة والمناخ وىذه الخي ارت الر بانية قد ال تتوفر جميعيا في غير البالد ومف العجيب أف نرى بالدا غير إسالمية قد سبقتنا إلى تحقيق التعاوف فيما بينيا الحواجز الجمركية فيما بينيا التي قامت بتوحيد عم م تيا المالية وأقامت سوقا اقتصادية مشتركة وأ ازلت وأقامت معاىدة لمدفاع المشترؾ ضد أي اعتداء عمى أي دولة أوربية. وقد ظير ىذا التعاوف في أماكف أخرى مف العال. إف الدوؿ اإلسالمية أو لى مف ىذه الدوؿ بتحقيق ىذا التعاوف وذلؾ ألف ديننا اإلسالمي يدعو إلى الوحدة والمودة واإلخاء ويدعو المؤمنيف جميعا إلى التعاوف عمى الخير في جميع مجاالت إ ف للا الحياة. قاؿ هللا تعالى: )و ت ع او نوا ع م ى ال ب ر و الت ق و ى و ال ت ع او نوا ع م ى اإل ث و ال عد و اف و ات قوا للا ش د يد ال ع ق اب ) )المائدة: ( فوائد التعاوف: )1( التعاوف يساعد في إنجاز األعماؿ الكبيرة ال تي ال يقدر عمييا األف ارد. )2( التعاوف يجعل اإلنساف يشعر بالقو ة وينزع عنو الشعور بالعجز. )3( التعاوف دليل حب الخير لآلخريف. )4( التعاوف يساعد عمى مواجية األخطار المحيطة باإلنساف. )5( التعاوف ثمرة مف ثم ارت اإليماف فضال عف كونو حاجة ماس ة لإلنساف. )6( التعاوف أساس الت قد واإلنتاج والن جاح والت فو ؽ.
)7( التعاوف مف ثم ارت األخو ة اإلسالمي ة. )8( التعاوف يؤدي إلى الش عور بالمساواة في اإلنساني ة. )9( التعاوف ينزع الحقد مف القموب الض عيفة ويزيل أسباب الحسد. )11( التعاوف طريق موص ل إلى محب ة هللا ورضاه وجن تو. )11( التعاوف سبب مف أى أسباب األلفة والمحب ة بيف الن اس. )12( التعاوف يحق ق سن ة هللا تعالى في خمقو ويوافق طبيعة األشياء. )موسوعة نضرة النعيم ج 3 ص 1127 ( أسأؿ هللا تعالى بأسمائو الحسنى وصفاتو العال أف يجعل ىذا العمل خالصا لوجيو الكري وأف ينفع بو طالب العم. وآخر دعوانا أف الحمد هلل ر ب العالميف. وصمى هللا وسم عمى نبينا محمد وعمى آلو وصحبو والتابعيف لي بإحساف إلى يو الديف.