العدد الثامن والعشرون : ربيع الثاني 1438 ه - يناير 2017 م ملحق لمجلة التفاهم تصدره وزارة األوقاف والشؤون الدينية بالتعاون مع أفكارنا الطائشة.. قنبلة م

ملفّات مشابهة
Microsoft Word - 47-Matthew

البرامج المنفذة خالل شهر محرم 1433 ه

Microsoft Word - 50-John

قررت وزارة التعليم تدري س هذا الكتاب وطبعه على نفقتها الريا ضيات لل صف االأول االبتدائي الف صل الدرا سي الثاين كتاب التمارين قام بالت أاليف والمراجعة

دفرتالأطفال

أاعمال الر سل 507

م ق د م ة الفهرست ال ف ص ل ال أاو ل : م راج عات ق ب ل ي ة ال م ف عول ب ه ال م ب ت د أا و ال خ ب ر الن ع ت ال ع ط ف ال ع د د و ال م ع دود )11 19( ال ف

د ر و س ف ق ه ي ة ا ل ث ان ي ا ل ثان وي

Microsoft Word - ٖٗخص عربÙ−

مقدمة حظيت الصناعة المالية اإلسالمية منذ انطالقتها باهتمام كبير من قبل المختصين والباحثين والمؤسسات العلمية الداعمة في سبيل تطوير أدواتها لمواكبة النم

الدِّيكُ الظَّرِيفُ

1

د ع اء ك م يل بن ز ياد د ع اء ك م يل بن زياد ( رح ه هللا( م ا لل ه م إن ي أ س أ ل ك ب ر ح م ت ك ال تي و س ع ت ك ل ش ي ء و ب ق و ت ك ال تي ق ه ر ت ب ها

ش ط TRANQUILITY ش ط Tranquility دومي ي ه منتج سك رائ ص ي ئ ب ت ست ى إق م م ا ر ا و. ا ط ط ا ع ة التصم د م ا ن س ا عم ري وأس ب ء ه ا ا م ا ي سي أجن سكن

INFCIRC/641 - Agreement between the Government of the Republic of Cameroon and the International Atomic Energy Agency for the Application of Safeguard

Cambridge University Press Cambridge IGCSE Arabic as a First Language Coursebook Luma Abdul Hameed, Hanadi Al Amleh, Shoua Fakhouri

Microsoft Word - Aliyat Ikhtilaf_ 13 Juillet.doc

مر سوم سلطاين رقم 94/102 باإ صدار قانون ا ستثمار راأ س املال الأجنبي نحن قابو س بن سعيد سلطان عمان بعد االطالع على املر سوم ال سلطاين رقم 75/26 ب إاUص

العدد الثاين يف اختتام فعالياته مؤتمر جودة التعليم العالي يوجه رسالة شكر وتقدير إىل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي راعي املؤتمر ويوصي

وزارة الترب ة بنك األسئلة لمادة علم النفس و الح اة التوج ه الفن العام لالجتماع ات الصف الحادي عشر أدب 0211 / 0212 األولى الدراس ة الفترة *************

الم ب س ط ة الع ر ب ي ة الت ر ج م ة Language: العربية (Arabic) Provided by: Bible League International. Copyright and Permission to Copy Taken from th

دليل التعامل مع املا شية لتطوير الت صال والإنتاج ورفاهية احليوانات يف منطقة ال شرق الأو سط و شمال اأفريقيا

ن خطبة الجمعة المذاعة والموزعة بتاريخ 15 من شوال 1439 ه الموافق 2018/6/29 م م ن ال م ن اه ي الل ف ظ ي ة ن ا م ن س ي ئ ات أ ع م ال ن ش ر ور أ ن ف سن ا

الدورة الرابعة

اشارات رقم النتيجة الجلوس نتيجة امتحان التعليم المفتوح يناير )2016 ) 1 المستوى الثامن- شعبة االرشاد ( قديم ) جامعة عين شمس كلية االداب- التعليم المفتو

(قفزات جديدة لمفهوم البحر في الشعر العربي المعاصر)

رؤيتنا : اأ صالة وعاملية.. جودة ومتيز لنكون من أاف ضل اخليارات لدى أاولياء الأمور. رسالتنا : ت سعى مدار س التعل م ل أالخذ بيد الطالب لكت ساب القيم الإ

آذار 2017 B الص ف الث اني م ساب ق ة ال لغاز الد و لي ة في الر ياض ي ات االسم ال شخصي: اسم العا ئل ة: الص ف : اسم المدرسة: بلد ة اسم المدرسة: عنوان مكا

الذكاء

تعلم للحياة والعمل واإلتقان 1 الئحة المعادالت واالنتقال من النظام الفصلي إلى المقررات

الشريحة 1

اامتح ن الج ي الم حد امتح ن البك ل ري ( الد رة الع دي : ي ني ) 4102 المست ى 0 من س ك البك ل ري الشع أ المس لك مس ك الع الشرعي شعب الع التجريبي شعب الع

كتاب حكايات حملة ترشيد الكهرباء مركز الت واصل:

Microsoft Word - article-pere-salah

بسم الله الرحمن الرحيم

E-EH/ 3'EJ 'D('1H/J >> (BH) P 'D9DEP *BHI 4HC) O 'D#EEP

دليل اشتراع قانون الأونسيترال النموذجي للاشتراء العمومي

د. ط در ءة ز ا ت ا دزة (درا ا ا ت) د. ط در را ر ا م م ا ا ا : ا ت ا ا ا م وا ا ي و إ ى ا ت ا ا ا دو إ و دة ا و أ اد ا. و ف ا ا إ وا ا ت ا دزة م ا أ ا

مدى تطبيق جامعة العلوم والتكنولوجيا اليمنية لمعايير الجودة الشاملة في التخطيط الاستراتيجي وفقا للأنموذج الأوروبي (EFQM)

2 nd Term Final Revision Sheet Students Name: Grade: 4 Subject: Saudi Culture Teacher Signature 1

1 مراجعة ليلة امتحان الصف السابع في الدراسات اإلجتماعية. ********************************************************************************* األول السؤا

م ساعدة الأ شخا ص املت ضررين ب سبب النزاع امل سلح وحالت العنف الأخرى موجز

الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية

واقع ر ضا طلبة كلية الدرا سات العليا بجامعة الكويت عن اخلربات االأكادميية والعلمية يف ضوء بع ض املتغريات الدكتورة نبيلة يو سف الكندري كلية الرتبية - ج

برن مج ت أهيل واإعداد املحكمني 2016 ال شه دة الإحرتافية مركز التحكيم التج ري لدول جمل ض التع ون لدول اخلليج العربية بتنظيم م شرتك مركز التحكيم والت شو

easy - translation

REPUBLIQUE ALGERIENNE DEMOCRATIQUE ET POPULAIRE وزارة التعليم العالي والبحث العلمي Ministère de l enseignement supérieur et de la recherche scientifiq

تطوير البرامج اإلقتصادية دليل لألحزاب السياسية

نـمو المتعلم

Microsoft Word - 55

اململكة العربية السعودية وزارة التعليم العالي جامعة اجملمعة عماده خدمه اجملتمع كليه الرتبية بالزلفي دبلوم التوجيه واالرشاد الطالبي ملخص منوذج توصيف مق

توزيع املساقات الدراسية في برامج ماكاديمية على ماقسام العلمية )1( قسم القانون الدولي العام م املساق القانون الدولي العام التنظيم الد

الأربعاء - 6 Uصفر 1437 ه - 18 نوفمرب 2015 م اأك د ال ش ي خ رائ د ص ل اح رئ ي س احل رك ة الإ س ل ام ي ة يف ال داخ ل الفل سطيني خال م ؤمتر صحفي ع ق ده ي

نشـــــرة نصـــف سنويـــة - العـــدد الخامس «يناير يونيو» افتتاحية -2 فعاليات وأنشطة المركـز -3 أخبار من الصناعـة الماليـة اإلسالميـة -4 تعريف ب

Morgan & Banks Presentation V

٦ الج ز ء الث اني الل غ ة الع ر ب ي ة الم ؤ ل فون: أا. محمود عيد )منس قا ( أا. عادل الز ير د. معين الفار أا. محمود بعلوشة أا. إايمان مزهر أا. هيا ذياب

دبلوم متوسط برمجة تطبيقات الهواتف الذكية

الإمارات العربية املتحدة وزارة ش ؤوون مجل س الوزراء الأمانة العامة ملجل س الوزراء دليل اأعمال نظام جمل س الوزراء يناير 2010

العدد الثالث واألربعون : شعبان 1439 ه - ابريل 2018 م ملحق مجلة التفاهم تصدره وزارة األوقاف والشؤون الدينية بالتعاون مع الشرعية والسيادة في النظام السي

6 الجمهورية الج ازي رية الديمق ارطية الشعبية مديرية التربية لولاية الطارف و ازرة التربية الوطنية امتحان البكالوريا التجريبي في مادتي التاريخ والجغ ارف

مر سوم سلطاين رقم 2011/110 باإ صدار قانون الق ضاء الع سكري نحن قابو س بن سعيد سلطان عمان بعد الطالع على النظام الأ سا سي للدولة ال صادر باملر سوم ال س

))اوراق عمل مادة التوح د(( اولى متوسط مالحظة: ال غن عن الكتاب الدراس

خطبة ( إن ا ل ب رار لفي نعيم( مع العالمات التوضيحية لألساليب الخطابية

5 بحوث ودراسات فاعلية برنامج تدريبي مقرتح يف تنمية بع ض مهارات ا سرتاتيجيات التعلم الن شط لدى ع ضوات هيئة التدري س بجامعة الطائف د. سميحة حممد سعيد سل

ا إالبداع االإداري وعالقت ه با أالداء الوظيفي للعاملني االإداري ني يف كلية الرتبية بربيدة يف جامعة الق صيم )درا سة ميدانية( د. هيله بنت منديل حممد الت

الا سم :... الشعبة :... ورقة عمل للصف الخامس في مادة الدراسات الاجتماعية والتربية الوطنية درس مجلس التعاون لدول الخليج العربية ) طبيعيا ( السو ال الا

منطقة العاصمة التعليمية عدد الصفحات / مخس صفحات التوجيه الفني للغة العربية الزمن / ساعة واحدة اختبار الفرتة الثالثة يف مادة اللغة العربية للصف العاشر

اسم الطالب: ألمدرسة األحمدية الخميس 24 آذار ربيع الثاني 2442 إمتحان فهم مقروء فصلي للصف الخامس إق أر النص التالي ثم أجب عن األسئلة التي تليه:

Microsoft PowerPoint - د . ابراهيم بدران ، بوربوينت.ppt [Compatibility Mode]

* *على كل طالبة التأكد من رقم جهازها قبل دخولها المعمل سوف تكون هناك قائمة على الباب بذلك ** **ال سمح ألي طالبة الدخول للمعمل اذا لم تكن ه فترتها المح

ى ى ى ى ى ى ى ى ى يشوع ك ت اب ي ش وع وس : 2 "م وس ن ن ى ون م ى س اع د م ى اهلل ى قى ال اهلل ل ي ى ش ى وع ب د وس عى ب ى ا م ى ى ات م وى بى ع ى دم 1 ض ب

هيئة السوق املالية التعليمات املنظمة لتمل ك املستثمرين االسرتاتيجيني األجانب حصصا اسرتاتيجية يف الشركات املدرجة الصادرة عن جملس هيئة السوق املالية مبو

الجامعة الأردنية

الدليل التعريفي لبرنامج التحول األول بالمنطقة الشرقية إصدار مجموعة التواصل للتجمع الصحي األول بالمنطقة الشرقية

العدد الرابع والخمسون : رجب ١٤٤٠ هـ - مارس ٢٠١٩ م ملحق مجلة التفاهم تصدره وزارة األوقاف والشؤون الدينية بالتعاون مع معنى الثقافة في ظل التحوالت االجتم

الأحكام التشريعية النموذجية لمكافحة الجريمة المنظَّمة

الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية République Algérienne Démocratique et Populaire Ministère de l Enseignement Supérieur et de la Recherche Scien

الزراعة التعاقدية من أجل شراكات أفضل بين المزارع وقطاع الأعمال : تجربة بنك التنمية الآسيوي في جمهورية

الوحدة األولى المالمح البشرية للوطن العربي عنوان الدرس : سكان الوطن العربي أوال :أكمل الجدول التالي: 392 مليون نسمة %5.3 %39.9 %60.1 عدد سكان الوطن ال

اجلريدة الرSسمية العدد )1076( وزارة الزراعة والثروة الùسمكية قرار وزاري رقم 2014/272 ب إ صدار لئحة تنظيم ا ستخدام الأرا ضي الزراعية ا ستنادا إاىل املر

العدد الثاني والخمسون : جمادى األولى ١٤٤٠ ه - يناير 2019 م ملحق مجلة التفاهم تصدره وزارة األوقاف والشؤون الدينية بالتعاون مع األشباه والنظائر في التأو

سل سلة تقارير رقم ( )53 فعالية ومناعة نظام النزاهة يف عمل اإلدارة العامة للمعابر والحدود فهرس المحتويات مقدمة 2... متهيد : املعابر واحلدود 2... الأ س

أ شدرته منظمة ليون شكو عام 1996 عدد 155 لأربعاء 6 متوز )يوليو( 2011 إ بن ر شد د. حممد حافظ يعقوب ر شوم: نايلة حن ا ملوؤ ش شة لر عية ل رشيك لثقايف

صندوق استثمارات اجلامعة ومواردها الذاتية ( استثمارات اجلامعة الذاتية ) مركز مركز استثمارات الطاقة املتجددة االستثمارات مركز اإلمام للمالية واملصرفية ا

كل ة االقتصاد وعلوم الس اس ة االسئلة االسترشاد ة لطلبة التعل م عن بعد لمادة نظر ة التنظ م قسم:االدارة. لسنة: أوال:أختر االجابة الصح حة: مكن

Diapositive 1

الشيخان

نسخة تحت التعديل م ن ظ و م ة غ س ا ل ا ب ر ي ط ف ي ا ل ع ط ا س د ا ل ر ح ن م س ن ب س ع م ر ب ع م م ا ع ل إ ا م ظ ق ب ا نظم خادم السلف ش م ل ع ل ي ا ه

من نحن يف 2007 / 9 / 2 صدرت جريدة كصحيفة يومية وطنية شاملة تسعى إلى مواكبة التطورات احمللية و االقلميية والعاملية بشكل موضوعي ومبتكر إلى جانب تبني امل

كلية

المدة : 5 دقي. النش ط : ال راءة. المست ى : قس التحضير.. 9 عن ان الدرس : أربط بين الص الحرف ( (. رق ال حدة : الك ءا ال عدي : يتعرف ع الص ) ( المسم ع ث

مدى تطبيق معلمي الرياضيات يف مديرية تربية مشال اخلليل لألنشطة التعليمية املبنية على منوذج فان هايل Hiele( )Van يف التفكري اهلندسي د. عادل عطية ريان تا

كني سة مهجورة تتحول إىل سكن عائلي ممتع أعادة ت أهيل A House in a Church Along the river De Rotte in Rotterdam stands a wooden church from the 1930 s.

ك ك ك ا ك ت ب الف ع ل الم ضار ع الم ناس ب ف ي الف راغ: 1( ه و ي ت ك ب ع ض ض ه... ب ع تبه ف ال د ر سة. تب ا ف ال د ر سة. ض... ف ب ع أ ن... ال د ر سة. ض

How To Make Connection Between Oracle DB Server 9i & Oracle Developer 6i

Microsoft Word - حلقات 2الجودة لمدير التعليم مشروع نهائي عائشة.docx

الصفة المشبَّهة باسم الفاعل

Microsoft Word - ?????? ??? ? ??? ??????? ?? ?????? ??????? ??????? ????????

Microsoft Word doc

النسخ:

العدد الثامن والعشرون : ربيع الثاني 1438 ه - يناير 2017 م ملحق لمجلة التفاهم تصدره وزارة األوقاف والشؤون الدينية بالتعاون مع أفكارنا الطائشة.. قنبلة موقوتة تفتك باألمان الشرعية والديمقراطية.. بين النظرية والتطبيق المدني ة والحضارة.. صراع بين اإلسالميين والغرب!! الدعوة المحمدية من الجانب السياسي أطر فهم الجمال الفني وقياسه الواليات المتحدة والتيارات األصولية في شرق آسيا جدل الهوية في رواية»ليون اإلفريقي«عالقة اإلنسان بالمكان.. اإلسكندرية نموذج ا الحداثية والفن.. المفهوم والتأثير أوهام علمية المجتمع العربي لماذا هيمن النقل على العقل في اإلسالم أم ا قبل... د. هالل احلجري حددت الأمم املتحدة يوم ال ساد س من يناير من كل عام يوم ا عامليا ليتامى احلروب. وهو يف احلقيقة يوم م ز لتاريخ الب شرية كلها ولي س لتاريخ الع صر احلديث فح س ب. فماذا سيتذك ر العال يف هذا اليوم! ل ميكننا أان نتخي ل اأعداد اليتامى من الأطفال الذين خلفتهم احلروب منذ الأز ل. ولذلك ل غ ر ابة اأن تتفق جميع الديانات ال سماوية على تقدي س حق اليتيم ورعايته حتى اأن القراآن الكرمي ذكر اليتيم واليتامى ثالثا وع شرين مرة ناهيك عن الأحاديث النبوية التي ك ف لت حق اليتيم وحث ت على ك ف الت ه. ول ميكننا اأي ضا اأن ن ح صي اأعداد اليتامى الذين خلفتهم احلربان العامليتان الأوىل والثانية ول يتامى احلروب التي خا ضتها الدول ال ستعمارية الكربى يف القرنني التا سع ع شر والع شرين: بريطانيا وفرن سا واأمريكا كما ل ميكننا اأي ضا اإح صاء ضحايا الإجرام الأمريكي يف فيتنام وكوبا و أافغان ستان والعراق ول جرائم اإ سرائيل يف أاطفال فل سطني. اإن معظم دول العال التي تدعي احل ضارة والتقدم قد لطخت اأيديها بدماء الأطفال يف حروب قذرة وح سب اإح صاءات اليوني سيف الأخرية فاإن حوايل ع شرين مليون طفل ه ج روا من بيوتهم ب سبب احلروب يف العقدين الأخريين فقط كما ت سببت النزاعات امل سلحة يف مقتل أاكرث من مليوين طفل واإ صابة ثمانية ماليني طفل بجروح خطرية واأ صيب ثالثون مليون طفل با ضطرابات نف سية ومت إاح صاء ثالثمائة األف طفل ا ستغلوا كمقاتلني يف احلروب. ومع ذلك فاإن جرائم بع ض الدول الإ سالمية جتاه شعوبها وجريانها يف هذا ال ساأن ل ت غ ت ف ر! ول منلك اإح صائيات دقيقة عن يتامى احلروب والأنظمة ال ستبدادية يف هذه الدول. وامل ضحك املبكي اأن الدول التي ت سببت يف هذه احلروب اأخذت تت شد ق لحقا ببنائها لأماكن اإيواء لهوؤلء الأيتام! وكاأن اجل ر اح النف سية الغائرة يف هذه الأرواح الربيئة التي نتجت عن اخلوف والدمار وفقدان الأ سرة ميكن اأن ت ضم د ها لقمة عي ش اأو خ ر ق ة من اللبا س! اإذا كان ثم ة ر سالة ميكن اأن يحققها»اليوم العاملي ليتامى احلروب«فينبغي اأن تكون إايقاف هذه اجلرائم فورا وترك ال شعوب تقرر م صريها بنف سها دون تدخالت أايديولوجية اأو دينية اأو اأطماع اقت صادية. hilalalhajri@hotmail.com

2 ربيع الثاني ١٤٣٨ ه - يناير 2017 م ا فكارنا الطاءش ة.. قنبلة موقوتة تفتك بالا مان إاينا س ال شيادية الكاتبة مرمي اآيت اأحمد ا ستطاعت اأن ت ض ع قلمها بكل عقالنية على واقع نعي شه اليوم يف مقالها»مفهوم الو سطية واملفهوم الفكري«املن شور يف ملة»الت سامح«حيث بي نت من خالله مفهوم التطر ف الفكري اأو النحراف الفكري الذي ي عد قنبلة موقوتة تهد د اأمن املجتمعات خ صو صا يف هذه املرحلة من تاريخ العال التي تت سم بال صراع احل ضاري وثم ة حقيقة م ي فة وراء ذلك ل يعيها معظمنا خ صو صا امل ستمرين بطرح اآرائهم التي تترباأ منها خ صو صيات متمعهم وثقافتهم اأو حتى دينهم الذي يعتنقون من اأن صراعهم الفكري هذا كفيل ب أان ين سف مالمح احلياة التي ين شدها اجلميع يف اأي متمع فال سالم الفكري يخلق جو ا م نا سبا للنمو والتطو ر والتقد م والزدهار والتغاوؤه يعني دب الرعب واخلوف وعدم الثقة يف أاو ساط املجتمع ومن ثم انعدام الأمن. ول ست ه نا لأكتب حتى اأك ون من صفوف املنا شدين ب ق م ع ال ف ك ر اأو م ص ادرت ه اأو م ص ادرة م ا ن ف ك ر ب ه فالتفكر والتاأمل والبحث مبداأ سليم جدا ولكن حينما ت راودن ا أاف ك ار ك ث رية ت ت ع ارك بداخلنا ل سنا م ربين اأن نفكر بها ب صوت مزعج و صاخب يفتقر اإىل الأدل ة وامل صداقية فنلوث بها ثقافتنا ونزعزع م صداقية ما نوؤمن به والأ صح هو اأن منح ص اأفكارنا قبل اأن نبثها ل آالخ ري ن ف ه ن اك م راه ق ون ك رث واأن ا س م ن دي ان ات وثقافات أاخ رى ي ق ر أاون ما نكتب ويتابعوننا عن كثب فوا أا سفاه لو اعتربنا اأحدهم قدوة اأو مثال لأمة باأكملها ونحن بتلك ال صورة الفكرية الباهتة. ول ست متاأكدة من اأن»املتثيقفني«اليوم يتعمدون التطر ق لهذه الأمور لي ح د ثوا ال صخب وال ضجة حتى تزداد اأعداد متابعيهم يف ع وال اف ترا ض ي ة ف ر ض ت نف سها ل ي ل ت ف حولهم معار ضون ك رث وهذا بال شك ما سي ش ع رهم بالأهمية. ل تتطر ق الكاتبة مرمي اإىل هذا ال صنف فح سب بل إاىل صنف اآخر وهو ما اأعتربه اأ شد خطورة وهم الذين ي عار ضون الآخ ر دينيا اأي ا ك ان داخليا أام خارجيا وهو اأح د اأه م اأ سباب ظهور العدائية بني املذاهب يف بع ض املجتمعات وظهور ما ي سم ى باجلماعات املتطرفة فهم ي رون اأن احل ض ارة جت ع ل ال ف رد يعي ش لنف سه ملبيا لرغباتها متنكرا لالأخالق والف ضيلة ولالأ سف نتج عن ذلك اأنا س متطرفون ب أافكارهم كانت ذواتهم هي اأوىل ال ضحايا فرغم مظاهر الدين التي يتزينون بها من حل ى طويلة واأث واب لي ست م سبلة وغ ي ريه اإل اأنهم ل ي ستطيعوا العي ش برفقة ه ذه الأف ك ار وتع ش شت بداخلهم مازن للنفاق ت صدمنا يوما بعد يوم باأفعال ل متت لالإميان ب صلة. ال س الم الفكري وما أادراك ما ال سالم الفكري يبدو هذا امل صطلح غريب ا على البع ض فلقد عر فته الكاتبة م رمي يف م ق ال ه ا ب أان ه ي ع ن ي احل ف اظ ع ل ى امل ك ون ات ال ث ق اف ي ة الأ ص ل ي ة م ن م واج ه ة ال ت ي ارات ال ث ق اف ي ة ال واف دة أاو الأجنبية امل شوهة وه و بهذا يعني حماية وحت صني الهوية الثقافية من الخراق اأو الحتواء من اخلارج كما ذكرت اأي ضا اأن ال سالم الفكري هو احلفاظ على العقل من الحتواء اخلارجي وع ددت الباحثة يف مقالها اأ شكال متلفة للعنف الفكري الذي ل حت صره على التع صب الديني فح سب بل ذكرت اأن هناك تع صبا ثقافيا مينع املجتمعات من التعبري عن خ صو صيتها ومي ن ع ه ا م ن ال ت ع ل م. أام ا ال ع ن ف اجل ن س ي فيتمثل يف احتقار الرجل للمراأة يف حني ين صب العنف القت صادي ع ل ى ن ه ب ال ث رثوات وم ن ع ال ف رد م ن اأن ي ك ون منتجا. اأم ا العنف العرقي والقومي فيمنع العمل ال سيا سي ويفر ض قيمه واخلطري يف هذا النوع هو ممار سته من قبل املوؤ س سات اأو احلكومات وو سائل الإعالم. ويف احلقيقة: الغزو الفكري و ل د من رح م اجتاهات فكرية معادية لدولة أاو دي ن حماولة بذلك الو صول لأهدافها وال سيطرة على توجهات هذه الدول اجتماعيا و س ي ا س ي ا وت ت ف اوت ال دول يف ت اأث ره ا ب ه ذه احل روب الفكرية من عدمه يف حني بي نت الباحثة اأن الظروف القت صادية ال صعبة بال شك ستكون بيئة خ صبة للتاأثر بهذه الأفكار والجنراف نحوها بطرق متلفة كاإ شاعة اخلوف يف املجتمع وهذا ما نلم سه حاليا حني نقراأ يف فرات متوا صلة اأخبارا كاذبة من بلد ضد بلد اآخر بنية تهديد اأمنه وحتطيم اقت صاده والت شوي ش على العامة وهز قناعاتهم ح سدا من عند اأنف سهم ولإيجاد توجهات سيا سية اجتماعية مغايرة تخدم م صاحلهم املعادية وه ذا م ا ي ج ع ل ن ا جن ت ه د ل دع م اق ت ص اد متمعاتنا ب الأف ك ار ال ب ن اءة وال داع م ة ل ه اإع الم ي ا واج ت م اع ي ا و سيا سيا. ف ق د ع م د غ زاة ال ف ك ر ل س ت خ دام و س ائ ل الإع ل الم امل خ ت ل ف ة احل دي ث ة وال ت ق ل ي دي ة يف دع م مططاتهم ل ت ش ك ي ل ت ص و رات ل ل م ت ل ق ني وال ت ل الع ب مب ع ارف ه م وت شتيت اأذهانهم ومن ثم غ سل أادمغتهم لتقهقرهم عن معتقداتهم ال سليمة لبنائه مرة اأخرى بح سب رغباتهم م ستخدمني ب ذل ك ط ول باعهم يف ا س ت خ دام ال صوت وال صورة معا يف التالعب باحلقائق خلدمة م صاحلهم الذاتية كما اأن النفتاح الإعالمي على مواقع التوا صل الج ت م اع ي يجعلنا أاك ث رث ح ذرا م ن أان ن ك ون اإح دى ضحايا ه ذه احل رب فهي كما ت صفها الباحثة مرمي اأنفذ من ال سهام واأ شد وقعا يف القلوب. وهنا طرحت الباحثة ع دة ط رق لتح صني متمعاتنا و شبابها من الجنراف وراء هذه الأفكار من خالل تكاتف املوؤ س سات املختلفة كالأ سرة واملوؤ س سات التعليمية التي من واجبها اأن ت ع ل م أاب ن اءه ا ط ري ق ة ال ب ح ث ال ع ل م ي املنطقية يف ا ستقاء املعلومات ال سليمة وتنمية شخ صياتهم وجعلها م تقبلة للراأي الآخر وا ستخدام و سائل الإعالم املختلفة بطريقة اإيجابية م سخ رة لدفع شر هذه الفنت ولي س ت أاجيجها والأه م م ن ذل ك ه و تر سيخ ال وع ي الديني والفهم العميق للن صو ص ال شرعية لأن غيابه بات ثغرا كبريا ي سهل للعدو نفاذ القلوب والتحكم بها.»اد ع اإ ىل س ب يل ر ب ك ب احل ك م ة و امل و ع ظ ة احل س ن ة «.. ك ان ت ك ل م ات خ ت ام ي ة مل ق ال ال ب اح ث ة ال ت ي أات ف ق معها مت ام ا فنحن أام ة واح دة وي ج ب علينا دع وة النا س لأدياننا ولتوجهاتنا امتثال لأم ره تعاىل بالدعوة اإىل سبيله حمبة ورغبة يف أان ينعم الآخ رون باخلري الذي ننعم به ل رغبة بانتهاكهم ولنتق شر اأفكارنا الطائ شة يف فرات ركودنا املعريف فهي حتما قنبلة موقوتة ضد الأمان الذي ننعم به. taj_nwees@hotmail.com

ربيع الثاني ١٤٣٨ ه - يناير 2017 م 3 الش رعية والديمقراطية.. بين النظرية والتطبيق اأجمد سعيد يتناول الباحث الأكادميي امل صري يا سر قن صوه يف مقاله البحثي حتت عنوان:»ال شرعية والدميقراطية يف العال احلديث: مرجعيات واعدة تطبيقات مراوغة«واملن شور مبجلة»الت سامح«العالقة الوطيدة ما ب ني ال شرعية مبفوهمها الغام ض بالطبع والدميقراطية التي تلهث خلفها أاغلب شعوب العال الآن ويبد أا الباحث اأول بالتعم ق يف املعنى الغام ض لل شرعية والذي بدوره يتداخل مع الرتباط ال شرعي بالدميقراطية وهذا التداخل بدوره يرتبط بعدة م سائل قد تزيل الغبار عن معنى ال شرعية ولكنها تربطه بعدة مفاهيم اأخرى قد تعني للفرد املعنى املجرد الأوحد لل شرعية برمتها منها: أا- ارتباط احلكومة ب سلطات تخول ال شرعية. ب- قبول النا س ل شرعية احلكم ال سيا سي. ج- احليثية القانونية ل شرعية ال سلطة. د- ضرورة اإ ضفاء ال شرعية يف اأو ضاع سيا سية معينة. وما اإن ت سلم بهذه امل سائل يتبادر اإىل ذهنك ال س ؤوال التايل: هل يجب اأن تكون كل النظم التي تدعي ال شرعية دميقراطية ق د ي ك ون م ف ه وم ال ش رع ي ة ش ائ ك ا وي ك ت ن ف ه بع ض ال غ م و ض ول ك ن ه ن ال ك ب ع ض ال ص ور ال ت ي يجب التمييز بينها فيما يخ ص ص ور ال ش رع ي ة: ال ص ورة ال و ض ع ي ة ل ل ش رع ي ة وال ص ورة امل ع ي اري ة لل شرعية. اأم ا ال ص ورة ال و ض ع ي ة ف ه ي ت خ ت ص ب ق ب ول الأف راد اخل ض وع ل ل س ل ط ة وال ص ورة امل ع ي اري ة ت ش م ل ن ط اق الفل سفة ال سيا سية اأي اأنه الوجه الأخالقي للممار سة ال س ل ط ة ب ح ق. غ ي ري أان امل ف ه وم ال دمي ق راط ي ي زي د الأم ر غمو ضا فالدميقراطية بحد ذاتها مثار ت ساوؤل يف تطبيقها اأو اإ ضفاء ال شرعية عليها والدميقراطية م ن ج ان ب الفال سفة وامل ن ظ ري ن ه ي احل ري ات املدنية كحرية التعبري وال ن ق د...وغ ريه ا م ن احل ري ات التي ت ن درج حت ت سياق امل دن ي ة أام ا م ا يعرب ع ن الغمو ض ال ذي ي شمل ه ذه املفاهيم هو احت اد الثالوث املتالزم: ال شرعية والدميقراطية وال سلطة. فال سلطة متنحك احلرية من خ الل الدميقراطية ولكنها ت سلبها منك من خالل ال شرعية كالت صويت النتخابي مثال يكون يف ظاهر الأمر معنى تام ا للحرية ولكن قد ت ضمن لك احلرية يف الت صويت والتعبري وقد ت صوت ل ستعبادك. ال ط رح ال ن م وذج ي ال دمي ق راط ي ال ذي ت و ص ل اإليه ج ان ج اك رو س و م ن خ ل الل ا س ت ف ادت ه م ن ص ورة املدينة يف جنيف و أاثينا ليتو صل اإىل النموذج املبا شر للدميقراطية من خالل مفهوم الإرادة العامة والإرادة العامة هي ال صورة املكفولة حلقوق النا س والتي ت ضمن للفرد الواحد حقه ك إان سان وهي املحددة لل صالح العام ويف سياق الإرادة العامة تتحقق احلرية الفردية ب شكل ت ام يف املجتمعات ولكن يف ح ضور الإرادة العامة تبداأ الدميقراطية الليربالية بالغياب اإذ اإن ال شعوب هي التي ت صادق على كل القوانني والأنظمة التي بدورها تدير دف ة احلكم. واإذا ل يتفق ال شعب على اأح د هذه القوانني فاإبطال القانون ل يعني شيئا بالن سبة لعدم اع ت ب اره ق ان ون ا م ن ذ ال ب داي ة. ع ن دم ا أات ى ج ون ل وك وج ل ب م ع ه ال دمي ق راط ي ة ال ل ي ربال ي ة وال ذي جعل حتليله العقالين مرتبطا بالعقالء وهم من ي سميهم لوك اأ صحاب املنا صب وامل الك يف اإجنلرا ومنذ القرن ال ث ام ن ع شر ا ستطاعت الدميقراطية الليربالية اأن»ت ؤوك د ع ل ى منطية ال شرعية امل ستمدة م ن ليربالية اأ صيلة«. وبذلك متتاز ال شعوب الليربالية بثالث سمات رئي سية هي: اأ- ح ك وم ة دمي ق راط ي ة د س ت وري ة ع ادل ة اإىل حد معقول. ب- مواطنون يوجد بينهم م شاعر م سركة. ج- طبيعة اأخالقية. اأم ا بخ صو ص ال شعبية ال ت ي نالتها الدميقراطية الليربالية منذ نهايات القرن الع شرين فكانت شعبية ق وي ة وم ت ي ن ة اإىل ح د اأن ه ا وق ف ت ن د ا ل ل راأ س م ال ي ة الأق ت ص ادي ة و أاف شلت ك ل حم اول ة بديلة كال شيوعية وال ش تراك ي ة. فمن وج ه ة نظر فران سي س فوكوياما اأنه وعلى الرغم من ي سارية اأو ميينية النظم املت سلطة اإل اأن ه ا ل تنجح يف تطوير شريعتها ل ع دم امتالكها الإرادة اخلرية ولنق ص يف مرونة الأنظمة والت شريعات ب داخ ل ه ا وب س ب ب امل رون ة يف أان ظ م ة ال دمي ق راط ي ة الليربالية ضمن لها حق ال ستمرار وال شعبية الوا سعة. الدميقراطية الليربالية تكفل حق الفرد يف التحرر من قيود سيا سية كثرية وانفتاحا تاما للمجتمعات ولكنها ل توفر ظروفا جديدة ملعرفة ب شرية جديدة. ال دمي ق راط ي ة اجل دي دة ه ي ال ب ي ئ ة ال وح ي دة التي س ت ق دم ل ل الأف راد م ا ل ت ق دم ه ل ه م ال دمي ق راط ي ة القدمية مبعنى اآخر اأنها سوف تف ضي اإىل تطبيق جديد بعيد عن التطبيق التقليدي للدميقراطية التقليدية اأو ال سائدة ليكون نظاما دميقراطيا جديدا ودقيقا اإىل ح د يتجاوز فيه ح دود ال دول ة اأو الأم ة وي صرح ببقاء التعددية الثقافية على النطاق العاملي. لذلك فالبد م ن تاأ سي س رواب ط متينة يف ال دمي ق راط ي ة اجل دي دة جتمع بني»ال ستقالل الذاتي«و«الت ضامن الجتماعي«م ن اأج ل اإي ج اد ش رع ي ة م ؤوك دة ق ادرة ع ل ى التماهي يف ظ ل الدميقراطية اجل دي دة ومنها ي أات ي م صطلح»دميقراطية احلوار«والتي ت ساعد على ح سم النزاعات وال و ص ول لأف ضليات سيا سية ضمن شرعية م وؤك دة. هناك ركنان أا سا سيان يف دميقراطية احل وار اأولهما: ال دمي ق راط ي ة وال ث اين: احل وار. اأم ا احل وار فياأخذ ال ص ي غ ة ال ع ق الن ي ة لإع ط اء ال ف ر ص و ص ن ع ال ق رار. وم ن ناحية الدميقراطية فهدفها اإ ش راك اجلميع يف الفعل احل واري باأ سلوب جماعي ي ضمن انتماء الفرد إاىل املنظومة الكاملة وب ال ت ايل إاع ط ا ؤوه احل ق ضمن دمي ق راط ي ة ح واري ة ج دي دة «إان ق ي م ة دمي ق راط ي ة احلوار ماثلة يف معار ضتها لكل النزاعات الأ صولية مع الوعي ب أان جميع النزاعات اأو ال صراعات اأو النق سامات ل ميكن التخل ص منها عن طريق احلوار املت صل لكنها يف النهاية متثل اإمكانية اإيجاد ثقة حيوية ومتجددة بني الأفراد يف ظل عالقة اجتماعية تربط بع ضهم بع ضا «. ينبغي على اأ س س الدميقراطية اأن تكون اأ س س ا مرنة وحت م ل اخل ا ص ي ة ال ت ي م ن ش أان ه ا اإح داث ال ت غ ي ري امل س ت م ر لأن امل واف ق ة ب ني ال دمي ق راط ي ة وال شرعية تتطلب تغيريا م ستمرا مع ما يالئم م تطلبات اخلروج من حدود الدولة لذلك فاإن ال شرعية حتمل يف طياتها اأزمات عديدة منها اأزمة التغيري التي من ساأنها تتناق ض م ع ال دمي ق راط ي ة اجل دي دة والإ ش ك ال ال ك ب ري يكمن ما بني النظرية والتطبيق يف ال شرعية الدميقراطية والدميقراطية ال شرعية. amjdsaeed01@outlook.com

4 ربيع الثاني ١٤٣٨ ه - يناير 2017 م المدنية والهضضارة.. صصراع بين الا سسلاميين والغرب!! أامين البيماين ل شك اأن احل ضارة الإ سالمي ة خلدها التاريخ كواحدة من اأعظم احل ضارات الب شرية التي قامت على وجه الأر ض وت شر بت من علومها العديد من احل ضارات من بعدها يف مالت شتى تبعتها منذ عهد قريب حماولت عديدة لإي ضاح ال شروط الالزمة لتجديد التمد ن الإ سالمي يف الوقت احلايل. وه نا لنا وقفة ومناق شة مع مقال ر ضوان ال سيد واملن شور يف ملة»التفاهم«بعنوان»املدنية واحل ضارة يف اأفكار الإ سالميني املحدثني واملعا صرين«والذي تطر ق اإىل طريقة تعامل املثقفني والكتاب امل سلمني مع مفاهيم املدنية واحل ضارة والدولة عرب فرات زمنية متلفة. يعد رفاعة راف ع الطهطاوي واح د ا من اأب رز املهتمني بهذه امل س أال ة يف كتاباتهم باعتبار اأن ال وع ي بامل صلحة العامة اأ س ا س امل دن ي ة ث م ن شطت اأك رث عند خ ري ال دي ن التون سي ) 1888 م( ليجعل التنظيمات ال ع ام ة اأ س ا س اإدراك وفهم اأهمية املنافع العمومية يف ال ت م د ن. واأو ش ك ت ه ذه ال روؤي ة اأن تكتمل عند رفيق العظم الذي قارن بني اأ صول النهو ض الإ سالمي القدمي و أا سباب الزده ار الأوروب ي احلديث ثم اعرف بانحطاط الفكر الإ سالمي وحاجة امل سلمني لالأدوات الأوروب ي ة احلديثة للنهو ض. اأم ا حممد عبده ف ق ارن بني موقف الإ سالم وامل سيحية من التمدن ليخل ص اإىل اأف ضلية الإ سالم يف هذا ال ساأن ثم اأو ضح أان التقدم والزده ار لي س اأم را معتمدا على الدين اأو معار ضا له واإمنا هو حالة من الت صميم والإرادة وم شروع مهم وملهم للنهو ض بالأمة وازده اره ا وتقدمها وذل ك ع ن طريق ر وؤى فكرية وا سعة وعميقة واأ ساليب مبتكرة وط رق منهجية وا ضحة تر سم الطريق ال صحيح للنهو ض وذكر فيما ذهب اإليه زميله رفيق العظم فيما سبق عن ض رورة اأخ ذ الأدوات والأ ساليب من الأوروبيني للنهو ض بالأمة الإ سالمية مرة اأخرى. يعترب حم م د ر شيد أاحد تالميذ حم م د عبده الذين ت شر بوا أافكاره و ساروا على نهجه. فقال بعد وفاة شيخه اإنه اإذا بلغ بنا الوعي والفهم والإدراك ب أاهمية م صاحلنا و أان هذا أاو ذاك الأمر والفعل اأي ا كان من احل ضارة الأوروبية املتقدمة نافع ومفيد لنا فيمكن لنا أاخ ذه واعتباره وتطبيقه لال ستفادة منه دون احلاجة لتاأ صيله ديني ا وت شريعي ا. وظلت امل ساألة احل ضارية عالية ال وت رية ل دى أاغلب تالميذ حممد عبده م ن ب ع ده مثل فتحي زع ل ول ال ذي ت رج م ك ت اب» س ر تقدم الإجنليز ال سك سون«واأ ض اف له مقدمة كافية ووافية عن التقدم و شروطه ومنهجه وطرقه. ويف ع ش ري ن ي ات ال ق رن امل ا ض ي ح دث حت و ل ت دري ج ي يف م صطلحات املدنية واحل ض ارة ومي كن القول اإن م صطلح احل ضارة يفوق يف التقدم والزدهار م ستوى املدنية. وميكن و صف احل ضارة باأنها مرحلة الكتفاء والكمال يف احلياة ولكنه ي وم ا بعد ي وم ت ط و ر اإىل نبذ الآخ ر واع ت ب ار اأم اد املا ضي اأب دي ة فبد أا نقد»حل ضارة«الغربية ومثالبها على ال ع ال وال ذات وع ر ض الإم ك ان ات ال ب اق ي ة واخل ال دة من»احل ض ارة«الإ س الم ي ة ال س اب ق ة لأن ه ا ق ام ت ع ل ى نظم ممتازة وما لبثت اأن سادت ق ضية الهوية العربية والإ سالمية واخل وف على م صائر الدين الإ س الم ي و ض رورة احلفاظ على ح ضارتنا ال ت ي ظ ن البع ض اأن ه ا تتوافر فيها اأ سباب ومقومات اخللود والبقاء الأبدي! ق ام الأم ي ري» ش ك ي ب اأر س ل الن«ب ترج م ة ك ت اب امل س ت ش رق الأم ري ك ي»ل وث روب س ت ودارد«ب ع ن وان»ح ا ض ر ال ع ال الإ س الم ي«وال ذي يركز على ما بقي من اأم اد احل ضارة الإ سالمية. ثم ق ام»ع ادل زعير«برجمة كتاب الفرن سي»ج و س ت اف ل وب ون«ع ن ح ض ارة ال ع رب وال ذي اأث ن ى على اإن سانية الإ سالم ومقارنته بتوح ش احل ضارة الغربية قدميا. وه ن اك ك ت اب اآخ ر جل و س ت اف ل وب ون ب ع ن وان» س ر ت ط ور الأمم«وال ذي ر سخ ل دى املثقفني امل سلمني اأن ح ضارتهم تتوافر فيها ثوابت اخللود حتى جاءت صدمة زوال اخلالفة الإ سالمية عام 1924 م ممثلة باآخر حمطة لها وهي اخلالفة العثمانية ب اإزاح ة اخلليفة العثماين ال سلطان عبداملجيد الثاين من ال سلطة لتتحول الق ضية من ق ضية تفوق على النمط والأ سلوب الغربي اإىل ا شكالية املحافظة على الهوية الإ س الم ي ة م ن الت ضليل وال زوال. وب ال ت ايل ف اإن التغيري م ن»امل دن ي ة ال غ رب ي ة«اإىل»احل ض ارة الإ س الم ي ة«ص ار ع ام ا و ش ام ال وظ ه رت معه ح رك ات احل ف اظ على الهوية الإ س الم ي ة م ث ل الإخ وان امل س ل م ني يف م ص ر واجل م اع ة الإ سالمية يف الهند. ظهرت يف كتابات العديد من الك تاب واملثقفني اأن احل ضارة ب أاكملها هي»الدين«واإذا ما أاراد امل سلمون التقدم والزدهار مرة اأخرى فال بد من العودة ل شريعتهم واأ صولهم الدينية ومن أامثالهم شكيب اأر سالن يف ر سالة»ملاذا تاأخر امل سلمون ومل اذا ت ق دم غ ريه م«وك ت اب امل ف ك ر ال ه ن دي حم م د إاق ب ال بعنوان»اإح ي اء الإ س الم«. ث م ج اء نهج احل ض ارة املنف صلة وامل ستغنية وامل ك ت م ل ة يف م ق ال اأب ي الأع ل ى امل ودودي التي ترى اأن طريقة وو سيلة اخلال ص من عباءة التقدم الغربي ه و التنكر ل ل غ رب وت ك وي ن دول ة اإ س الم ي ة م ستقلة تتميز عن قومية احل ضارة الغربية والتي من شواهدها ال صراع واخلالف الذي شب بينها يف احلرب العاملية الثانية والذي ق ت ل الآلف و ش ر د امل الي ني م ن ال ب ش ر. ث م ج اءت كتابات اأب و احل س ن ال ن دوي خ ا ص ة يف ك ت اب»ال ص راع ب ني الفكرة الإ سالمية والفكرة الغربية«والذي ا ستعر ض فيه ال صراع بني الفكرتني الغربية والإ سالمية خ الل القرنني التا سع ع شر والع شرين و سيطرة احل ض ارة الغربية على التقد م واأ ساليب احلياة ولن تقوم احل ضارة الإ سالمية اإل على يد العرب فقط لأنهم هم الذين ق ادوا النه ضة الأوىل ليفتح الباب هو الآخر وميهد الطريق ب شكل كبري لظهور احلركات الإ سالمية الن شطة. لذلك صارت كتابات املودودي والندوي و سيد قطب هي الغذاء الفكري واملعريف للح ضارة الكاملة اأو احل ض ارة ال ب دي ل ة للم سلمني خ ا ص ة ج م اع ة الإخ وان امل سلمني يف م صر. وب ذل ك ف اإن ت ط و ر امل ساألة احل ضارية عند امل سلمني اأدى ل ب زوغ م ش روع ال دول ة الإ س الم ي ة احل دي ث ة ليظهر كتاب»م ع ال يف ال ط ري ق«ل سيد قطب وك ت اب ات اأخ رى ودرا س ات اهتمت بطرائق بناء الدولة الإ سالمية احلديثة والتي تقارع احل ضارة الغربية. خ ال ص ة.. ب داأ ال ع رب وامل س ل م ون ب احل دي ث ع ن»امل دن ي ة«باعتبارها نه ضة أاوروبية وم شروعا كبريا للح ضارة الغربية مع ضرورة ال ستفادة قدر الإمكان من احل ضارة الغربية يف تلك الأ ساليب والأدوات التي اأد ت لزدهارها أاو ال شراكة معها يف امل ستوى العلمي والتقني والفكري وال سيا سي. ثم حتو ل احل دي ث يف ع شرينيات وثالثينيات ال ق رن املن صرم لياأخذ منحنى»الهوية«بدل اإ شكالية التقدم لي صبح احلديث عن»احل ض ارة«ب دل م ن املدنية واأن احل ضارة عمادها الدين البحت وت شريعاته وتعاليمه ولي س قوامها بوا سطة صناعة وت ع ال ي م ب ش ري ة واأن ه ل ع ائ ق اأم ام احل ض ارة الإ س الم ي ة لت سيد العال اإل ال غ رب لذلك فال بد من الن ضال معهم وطردهم من دور الريادة. ثم جاء مفهوم»الدولة الإ سالمية«لتنتهي مع هذه املرحلة اأغلب كتابات الإ سالميني كمالك بن نبي وغريه الكثريين عن شروط قيام احل ضارة وازدهارها ول ت زال الكتابات تفتح لنف سها بابا اأو سع يوما بعد يوم يف هذا ال ساأن الوا سع. albimani92@hotmail.com

ربيع الثاني ١٤٣٨ ه - يناير 2017 م 5 الدعوة المهمدي ة من الجانب السسياسسي اأحمد املكتومي ط ي لة تاريخهم املديد ل يتوق ف امل سلمون عن تنزيل امل سائل ال سيا سية والدولة وال سلطان ال سيا سي منزلة املو ضوع الأهم يف ج ملة موا ضيع اجلماعة والأمة واملجتمع الإ سالمي التي شغلتهم منذ بواكري الدعوة املحمدية.. عبدالإله بلقزيز حتد ث يف مقاله ال صاخب مبجلة»الت سامحما قبل نظرية الدولة: امل س أالة ال سيا سية يف اإ سالم ال صدر الأول«عن اإ شكاليات عدم تنزيل ال سيا سة وال سلطة ضمن الق ضايا التي يجب على امل سلمني الهتمام بتفا صليها وعدم جعلها جز أاين م ستقلني من ج ملة الطقو س الدينية. امل س ل م ون ك ع ادت ه م م ت ل ف ون ع ن اأه ل امل ل ل الأخ رى من امل سيحيني وال ه ن دو س...وغ ريه م مم ن اأوج دت ن صو صهم وجت ارب ه م ال ت اري خ ي ة ت وازن ا م ق ب ول ب ني ال ع ق ي دة واحل ي اة فلو اأتينا من اجلانب ال سيا سي ف اإن اأ س س اإق ام ة ه ذه ال دول هو الفكر العلماين الذي هو ب دوره مرفو ض من قبل جماعة امل سلمني الذين يرون اأن الدين وال سيا سة والقت صاد هي كتلة واحدة تن صب فوق ر أا س املجتمع املدين. وعليه يكون اجلانب الروحي شامال جلميع جوانب احلياة. ومن هذا املنطلق ياأتي اجل دل العميق يف كيفية ت وازن احلقبة املحمدية من اجلانب ال سيا سي توازنا اأ شبه اأن يكون مثاليا وحتى بعد وفاته - صلى اهلل عليه و سلم- وذل ك يف حقبة اأب ي بكر ال صديق وعمر بن اخلطاب ر ضوان اهلل عليهم. ولكن: هل ا شتملت ر سالة الإ سالم على ر سالة دينية وم شروع سيا سي يف اآن واح د اإن ال صدام ال سيا سي الكبري بني اأوروب ا ال ستعمارية وب ني ال دول ة العثمانية اأع اد ال صلة ب ني الدين وال ث ق اف ة وب ي ني ال س ي ا س ة يف اأع ي ني امل س ت ش رق ني وه ذا ك ان م صحوبا ب صحوة اإ سالمية عظيمة يف اأع ظ م ال دول العربية وه ي م صر ثم تلتها الهند وم ن بعدها باك ستان التي لعبت دورا كبريا يف غر س الفكرة الدينية يف عمق التخبط ال سيا سي. وهذا كله كان يف معظم كتابات امل ست شرقني والكتاب منا شدين بالوعي الإ سالمي وكان من بينهم: ر شيد ر ضا وح سن البنا و سيد قطب واأب و احل سن ال ن دوي. حيث رد د الكتاب تعريف الإ س ل الم ب اأن ه دي ن ودول ة وك ان ت ه ذه ش رارة أام ل م ن أاج ل صحوة اإ سالمية ل ت شهدها القرون املا ضية. لقد اأنتجت الدعوة املحمدية جماعة وهي»جماعة امل سلمني«والتي ت سم ت با سم ر سالة نبيهم حيث اإنه ل يكن من ال سهل ت شكيل م ث ل ه ذه اجل م اع ة خ ا ص ة يف ب داي ة ال دع وة ال ت ي ل تتعدى احليز القري شي والقبلي وه ذا عائد اىل ضيق املجال امل ك اين اأو ب سبب ق وة املمانعة التي اأب داه ا املجتمع املكي ضد دع وة ت ق ترح ت دم ري امل ن ه ج ال وث ن ي وع ائ دات ه الق ت ص ادي ة والتجارية اأو تفر ض نظاما جديدا قوامه امل ساواة يف الدين. وهذا الأمر كان لقري ش عظيما حيث امتازت قري ش باأف ضلية مطلقة على ال صعيد املادي والقبلي فكيف تر ضى باأن تت ساوى مع جملة العبيد والذين ي شكلون ال سواد الأعظم. فمع كل هذا ا ستجاب عدد ل يزيد على ع شرة -كما اأح صته كتب ال سري- اإىل الدعوة املحمدية مع أانها كانت سرية ثم مبقت ضى اأمر الوحي»واأنذر ع شريتك الأقربني«اأن يبداأ النبي الدعوة من حميطه الها شمي اإل اأن ح صيلته كانت ضيقة جد ا لالأ سباب التي اأملحنا اإليها. فقد كانت هذه املحنة النبوية يف التبليغ وك سب الأن صار والتقدم يف بناء جماعة اعتقادية قوية ومتما سكة من جملة الأ سباب التي حملت على الهجرة ال ضطرارية من مكة اإىل ي رثب ومعها البحث ع ن جمهور جديد خ ارج النطاق املكاين )مكة املكرمة(. ومن هذه النقطة انتقلت الدعوة النبوية من اجلانب الديني اإىل اجلانب ال سيا سي ل يفارقها الدين. فيمكن القول باأن جماعة امل سلمني يف مكة حتولت جلماعة سيا سية بعد الهجرة اإىل ي رثب. ل يقت صر الأم ر على التو سع يف الدعوة ب ل ام ت د الأم ر اإىل امل وؤاخ اة ب ني الأو س واخل زرج )الأن ص ار( واملهاجرين حتى شملت املخالفني يف امللة من القبائل اليهودية التي اأبرم النبي معها عقدا سيا سيا اأو د ستورا سيا سيا ي وؤ س س مبكرا لعالقة املواطنة وهي ال سراك يف املوطن ل يف الدين ففي احلقيقة اأن دول ة املدينة هي دول ة اإ سالمية بحتة. وقد أامكنها اأن تتحول اإىل دولة اإ سالمية وهو نق ض امليثاق النبوي بني يهود قريظة وبني القينقاع وبني النظري ب سبب غدرهم وقد و صل ذروته يف ال صطدام امل سلح والت صفية املادية ال شاملة الذي عربت عنه معركة خيرب. وم ع ت زاي د جمهور امل وؤم ن ني بر سالة الإ س الم وات س اع نطاق ال دع وة ب ح ي ث ف ا ض ت ع ن امل ج ال احل ج ازي لت شمل سائر اجل زي رة العربية يف عهد النبي - صلى اهلل عليه و س ل م- اإل اأن ه لن يكون ع صيا إادراك حقيقة اأن ذل ك التزايد يف جمهور امل سلمني والتو سع اجلغرايف ل يكن حكما ول يعن اأن ر سالة الإ سالم تغلغلت عميقا يف وجدان املخاطبني والدليل على هذا الأمر -كم ا ف سره عبدالإله بلقيز- عائد إاىل واقعتني: الأوىل اأن بع ضا من معتنقي الإ سالم ما جهروا باإ سالمهم طوعا واإميانا ب ل ا ضطروا للخو ض فيه واللحاق بحركته الظافرة بعد اأن حلقتهم الهزمية يف املواجهة ال شر سة مع الإ سالم وتبني لهم اأن حفظ البقية الباقية من م صاحلهم ومراتبهم اإمنا هو وقف على ال سباحة يف تياره ل ضده. والثانية هي حركة الردة التي سرعان ما اندلعت يف اأرجاء متلفة من اأرا ضي امل سلمني ما اإن عم خرب وفاة النبي - صلى اهلل عليه و سلم- ويف الواقع مي كن و صف ال ردة بكونها مت ردا سيا سيا لأط راف ضد ال دول ة وما صاحب هذا التمرد من ممانعة من دفع الزكاة وغريها. اإذن خ ال ص ة ال ق ول اأن ال ع رب ك ان وا ب ح اج ة ل ك ام ل ال ف ترة النبوية حتى تتكون جماعة إا سالمية واأنها ميكنها ال ستغناء كجماعة اعتقادية عن سلطان سيا سي يرعى اجتماعها الديني ويعيد اإنتاجه. لقد ك ان خ رب وف اة النبي - صلى اهلل عليه و سلم- فاجعة ل تكن يف احل سبان ولكن عندما وقع احلدث جاء التحدي الكبري أامام امل سلمني وهو من سيخلف النبي يف اإمامة امل سلمني هذا الت سا ؤول ما كان لي أاخذ وجها دينيا اإطالقا وذلك لعلم امل سلمني سلفا باأن الر سول حممد هو اآخر الأنبياء واملر سلني بحيث اأن القيادة الدينية اختتمت به. بل كان ال سوؤال سوؤال سيا سيا وكان هدفه من سيخلف النبي يف الإدارة ال سيا سية ل سوؤون امل سلمني. ق د ي ع تر ض ع ل ى ال ق ول ب اأن خ الف ة ال ن ب ي ك ان ت م زدوج ة الطبيعة» سيا سية ودينية يف اآن واح د«واأن خليفة ر سول اهلل لي س فقط قائدا سيا سيا يقود املعارك والفتوحات ويدير بيت املال بل قبل كل شيء هو من يوؤمهم ل صالة اجلماعة وميلك حق الفتيا يف أامور حياتهم هذا صحيح بال شك اإذ يجب على اخلليفة أان يكون سيا سيا ودينيا من ساأنه اإم ساك زمام الإمامة يف الإ سالم ولكن الأمر الذي ل يقبل اجلدل أان خليفتهم لن يكون مثل النبي إاطالقا فال هو مر سل يحمل وحيا وكتابا ول هو مع صوم من اخلطاأ بل هو من عامة ال شعب ويتم تن صيبه أام ي ريا للموؤمنني اإذا اأج م ع عليه جماعة امل سلمني ول ك ن لن يكون اإجماعا كاإجماع امل سلمني على نبوة حممد صلى اهلل عليه و سلم. ي ق ول ع ب دالإل ه ب ل ق ي ز: اإن خ الف ة امل س ل م ني ك ان ت مثالية ن وع ا م ا يف ال ف ترة ال ت ي مت ت فيها مبايعة أاب ي بكر ال صديق وعمر بن اخل ط اب وه ي التي ا ستخدم فيها امل سلمون نظاما س ي ا س ي ا ق ر آان ي ا ه و ن ظ ام ال ش ورى. ول ك ن ازده ر م صطلح ال ش ورى يف الفكر الإ س الم ي احل دي ث بتاأثري سلطة الأف ك ار الليربالية الداعية اإىل إاقامة ال سلطة على مقت ضى الختيار ال دمي ق راط ي إاذ يف صح ع ن أان احل ك م ي ت ق ر ر ب الخ ت ي ار ل بالتعيني اأو التوريث أاو ما شابه. ثم يعود ويقول اإن من اأ سباب اخل الف بني معاوية والإم ام علي -ر ضي اهلل عنه- اأن الن ص ال ق راآين ل ي قد م ت شريعا خا ص ا مل ساألة ال سيا سة ير سم اإط ار ال سيا سة وال سلطان والذي نتج عنه حتول يف نظام احلكم اإىل توريث ولي س شورى ولعل هذا كان اأو ضح نزاع على ال سيا سة وال سلطان يف العهد الإ سالمي. ahmed.rasid@hotmail.com

6 ربيع الثاني ١٤٣٨ ه - يناير 2017 م ا طر فهم الجمال الفني و قياسسه عاطفة امل سكرية انطلق الإن سان نحو مم ار سة الفن منذ قرون عديدة. يعود هذا اللفظ الالتيني الأ صل -الفن- اإىل كل ما يتعلق مبختلف الأن شطة واملهارات واملهام اليدوية حتديدا واخلربات املكت سبة يف القرن احلادي ع شر حيث مي ثل الفن ب شكل ما حركة الأفكار التي تعك س التغيريات الطبيعية الجتماعية القت صادية وال سيا سية يف تلك الفرة. ويختلف تعريف الفن وفقا للمعنى ال سائد له يف كل ع صر اإذ اإن ه بداأ يف بيئة حرة دون قيود لي ستقل بعدها كدرا سة يف القرن الثامن ع شر رغم وجوده منذ القدم.. وي شري اأحد املوؤلفني -ي دعى مارك جيمينز- يف م ق ال ه ح ول»ظ ه ور ال س ت ق الل ال ذات ي للفنون اجلميلة يف الغرب«واملن شور مبجلة»الت سامح«اإىل ال صخب ال ن اجت ع ن ا ستقالل الفن كدرا سة وجانب م ضاف اإىل العلم. اأي ضا ي عر ف هوبرت ريد الفن على اأن ه اإب داع الأ شكال والأمن اط اجلديدة. وكانت هناك يف ال سابق أاف ك ار ترف ض ف ك رة الإب داع ه ذه كونها تخلق شيئا ج دي دا اأو تعك س ما هو موجود وف ق ما ت راه العني الداخلية لالإن سان. فكون الإب داع الفني اأقرب للخلق من ناحية تكوينه لأمناط جديدة ل شيء ما جعل منه فكرة مرفو ضة لأن اخللق من امتيازات اخلالق. هذا الربط بني الفن والقدرة الإلهية تال شى م ع ت ق د م ال سنني. مم ا ي دل على ذل ك ال ف ترة التي عا ش بها الفنان الإي ط ايل ليوناردو دافنت شي الذي ل يكن ر س اما فح سب بل كان مهند سا وجيولوجيا ومو سيقيا ونحاتا ومعماريا وعاملا يف نف س الوقت. ك ل ذل ك يعك س ع ب ق ري ت ه ال ت ي ت س ت دع ي التفكر وال تراج ع ع ن الفكرة ال ت ي ك ان ت سائدة ح ول الفن وعالقته باخللق إاذ اإن العبقرية من اهلل والإبداع اإذا ات صل بها يظل من ال ق درات الفردية التي ل يتميز بها ك ل ف رد فلذلك اع ت رب الفنان ا ستثنائي ا حيث اأ صبح يطلب من الفنانني اأن يوقعوا على اأعمالهم. فكاأمنا التوقيع يعك س وع ي الفنان ب اأن له عبقريته التي متيزه عن الآخرين واأنه ل يخ ضع لقوانني غري التي متليها عليه نف سه. هذا التحو ل يف الفكر ال سائد ح ول الفنون ل يحدث ب شكل مبا شر وك ان التغيري بطيئا ن سبيا اإذ اإن ه كان ير سخ حتت ضغط الدين من جهة وال سلطة من ناحية أاخ رى. لكن التحو ل خلق صورة منافية متاما ملا كانت عليه يف ال سابق لدرجة اأ صبح فيها الفنان ي سرط يف حتديده لأ سعار اأعماله الفنية وف ق ا ل سمعته كفنان يف ذل ك الع صر ولي س على متطلبات العمل الفني من جهد واأدوات. ول يهم اأن يكون العمل وفقا للطلب حيث يتم تقبل اأي عمل م ادام أان ه يحمل توقيع فنان ذاع صيته يف زم ن ما. وبعد حتقق هذه ال ستقاللية للفن بعيدا عن احلكم الديني والأخالقي وبعيدا عن سيطرة ال سلطة دخل الفن مرحلة من التقييد حتكمها بع ض املعايري الثابتة أاو املحدودة نوعا ما حتدد جمالية العمل الفني من ع دم ه. اإل اأن ه ذه امل ع اي ري ق د ت ك ون غ ري وا ضحة متاما اأو ل تر ضي كل الفئات والأذواق حيث ي ضع البع ض ه ذه ال شروط اجلمالية بناء على ما يركه العمل من أاثر يف دواخلهم كالن سجام والتناغم. حتى اإن بع ض الفال سفة اختلفوا باأنف سهم يف حتديد ما اإذا كانت هذه املعايري صاحلة للتطبيق على كافة الأعمال الفنية لتحديد م ستواها. حقيقة الأم ر اأن القدامى منهم تبعوا نهجا اأقرب للثبات لتقييم الأعمال بينما ال ذي ن اأت وا بعدهم ك ان وا اأك رث ميال لربط الظروف الزمانية واملكانية للفنان بعمله الفني وذل ك يعني بعدهم الن سبي عن املعايري الثابتة. ومن هذه النقطة بالتحديد ظهرت بع ض الفنون اجلديدة التي ت صن ف على اأنها حرة اأي غري ملتزمة مبعايري التقييم الثابتة كال شعر احلر مثال. لكن براأيي اأن الفن كونه يعك س ما ي شري إاىل ذات الإن سان الداخلية فال بد اأن تو ضع له حدود معينة تقيه الع شوائية الكامنة بداخله اأحيانا اإل اأن ه يجب اأن ل ي ؤوثر ذلك على املخرجات الفنية. اأي ي حكم الفنان يف طريقة طرحه للعمل الفني حيث يكون ملتزما بنقاط معينة حتدد ماهية الأفكار التي يود أان تعك سها اللوحة أاو العمل الفني ب شكل عام. ورد ا على الت ساوؤلت التي ط ر حت يف فرات معينة ح ول اأهمية وج ود مثل ه ذه املعايري التي تعد نوعا من التقييد على الفنون التي خ لقت حرة من الأ سا س اأن ها من جانب اآخر تعمل على اأن ل تدرج كل الأعمال ب صفتها اأع م ال ف ن ي ة اإل اذا ت واف رت فيها ش روط معينة. كما اأن هناك مبحثا أا سا سيا ي سم ى»فل سفة الفن«يقوم بهذا ال دور حتديدا ومت ا ستخدامه من قبل العديد م ن الفال سفة مثل أاف الط ون واأر سطو لتقييم متلف الأع م ال الفنية. ل ب د م ن الإ ش ارة هنا اإىل اأن الفن ل يقت صر على بع ض الأمور املحددة كالر سم مثال اإمن ا يتجاوز ذلك كافة الفنون وحتى ال شعبية منها إاذ مثل م ا ذك رت سابقا أان ه ا تعك س ج ان ب ا م ن ه وي ة ال ف ن ان أاو جت ارب ح ي ات ه ال ت ي مر بها والتي شكلت نظرته الداخلية لالأمور وا ستطاع ال ت م ي ز ع ن الآخ ري ن ب ذل ك م ن خ ل الل ق درت ه على ال ت ع ب ري ع ن ن ظ رت ه ال ذات ي ة ع ل ى ه ي ئ ة ع م ل فني ك ال ر س م م ث ال وي ص ن ف ع ل ى أان ه ع م ل ف ن ي م ادي. وه ن اك ن وع ق د ي ن درج ضمن قائمة الأع م ال الفنية غري املادية كاملعزوفات املو سيقية. وعلى كل ي ستمر اجلدل حتى الع صور احلالية يف حتديد جمالية هذه الفنون وموقع الذوق ال شخ صي للفرد كعن صر حمدد لذلك خا صة واأن ال شخ ص قد ل يعلم بال سراطات اجلمالية لأي عمل فني اإن ل يكن متخ ص صا يف ذل ك. اإذن ه ذا يعني اأن يقت صر التقييم على املتخ ص صني مم ا يعني ح رم ان باقي الأف راد م ن التمتع ب ه ذه الأع م ال والن س ج ام معها نتيجة تاأملها كل ح سب ذوقه. وهذا بالذات فيه شيء من الت ضييق للحريات الفردية وحم اول ة ال سري يف نطاق جماعي واح د دون م راع اة للتنوع والختالف بني الأفراد. خ ت ام ا.. ن س ت ط ي ع ال ق ول اإن م رح ل ة ا س ت ق الل الفن من احلكم الديني والأخ الق ي وقبل انخراطه باملعايري الثابتة كانت تعد اأف ضل مرحلة مر بها الفن كانعكا س داخلي للذات اإذ ل يليق بالفن اإل اأن مي ار س يف بيئة حرة مثلما بداأ. attifa.nasser@gmail.com

ربيع الثاني ١٤٣٨ ه - يناير 2017 م 7 الولايات المتهدة والتيارات الا صصولية في ش رق ا سسيا نا صر احلارثي ي حاول كل من كري ستوفر بوند ولوي س ساميونز يف مقالهما املعنون ب»اجلبهة املن سية: ك سب قلوب وعقول امل سلمني يف جنوب شرق اآ سيا«واملن شور مبجلة»الت سامح«م ناق شة طرق ك سب الوليات املتحدة لقلوب وعقول امل سلمني يف جنوب شرق اآ سيا من خالل ا ستقراء الو ضع ال سيا سي والتنموي يف شرق آا سيا وربطها بال سيا سات الأمريكية وذلك من أاجل و ضع اأف ضل الت صو رات التي ت ساعد الوليات املتحدة الأمريكية اأثناء فرة أاوباما يف ك سب منطقة اآ سيان»جنوب شرق اآ سيا«قبل اأن تتحول اإىل منطقة م ضطربة وغري م ستقرة سيا سيا. وت ط رق امل ق ال يف ب داي ت ه إاىل احل دي ث ع ن زي ارة أاوب ام ا لإندوني سيا و أان ه ا تتجاوز ح دود ذك ري ات الطفولة اخلا صة به اإىل حماولة اإع ادة ر سم ال سيا سة الأمريكية ملنطقة شرق آا س ي ا م و ض ح ا ب أان ال ولي ات امل ت ح دة ل ت ل ت ف ت اإىل ه ذه املنطقة ل سنوات طويلة منذ ح رب فيتنام عندما مت اإج الء الرعايا الأمريكيني واإدارتهم وبع ض الفيتناميني من سايغون عا صمة فيتنام. وهنا جند النظرة الوا ضحة يف قراءة الكاتب لل سيا سة الأمريكية كونها حتمل شعار احلرية والنه ضة جتاه ال ع ال وه ذا م ا عك سته لغة امل ق ال يف العديد م ن النقاط فهو ي رى اأن ال ولي ات املتحدة ه ي الطبيب امل داوي لأزم ات العال ولكنه قد يخطئ يف الت شخي ص ول ي ستطيع حل كل الأزم ات يف ال ع ال فين سحب م ع نف سه عندما يف شل ويتجه حلل اأزمة جديدة وي ستمر يف ر سالته فمن بعد حرب فيتنام ل تلتفت ال ولي ات املتحدة جل ن وب ش رق اآ سيا حتى ظهرت وتوغلت احل رك ات الأ صولية يف ه ذا النطاق اجل غ رايف و أام ا حول سبب انت شار احلركات الأ صولية يف جنوب شرقي اآ سيا وبالأخ ص إاندوني سيا فهي ترجع لعدة حم اور هي: انت شار الفقر واجلهل وكذلك عدم إانهاء الوليات املتحدة الأمريكية خطتها الإ صالحية ب شكل كامل حيث اإن ال سيا سة الأمريكية تعمل ع ل ى ع ل الج اخل ل ل ب شكل مبا شر م ن خ ل الل ا ستخدام النهج الع سكري وهذه طريقة غري مدية براأي كاتبي املقال ب ل يجب م ساعدة أاب ن اء املنطقة وت دري ب ه م وتاأهيلهم حتى ي ستطيعوا جتاوز الأزمات التي يعي شونها. وك ذل ك رك ز امل ق ال ح ول لفتة تاريخية م ث رية لالهتمام وهي اأن دول جنوب شرق اآ سيا اإندوني سيا وماليزيا والفيلبني و سنغافورة وتايالند ت ضم ربع مليار م سلم منهم: 220 مليون م سلم يف إان دون ي س ي ا وك ان ت ه ذه ال دول بعيدة ع ن ال شرق الأو سط والدول العربية امل سلمة فظهر يف دولها منط متلف من امل سلمني يف جنوب شرق آا سيا ولكن مع م رور ال سنوات وانت شار و سائل الإع الم ووج ود مناطق يف شرق اآ سيا يتف شى فيها الفقر واجلهل انت شر من وذج الإ سالم الراديكايل قادما من ال شرق الأو س ط واأم ا سبب تقبلهم للنموذج الراديكايل ل إال سالم والذي اأدى إاىل تبدل سلوكيات وعادات عدد كبري من امل سلمني يف شرق آا سيا فهو اأن م سلمي شرق آا سيا ي رون اأن العرب اأك رث ع مقا وفهما ل إال سالم فظهرت حركات تطالب بتطبيق ال شريعة واأ صبح امل سلمون يف شرق اآ سيا يطالبون بتطبيق ال شريعة بينما ك ان وا سابقا بعيدين ج دا ع ن هذه الأف ك ار وك ان ع دد كبري منهم ل ي صلي وي شربون اخلمور ول ي ل ت ف ت ون للق ضايا ال دي ن ي ة ول الخ ت ل الف يف ال دي ان ة واحلجاب تلب سه الن ساء على الأغلب ولكن ب دون نقاب ومع امتداد احلركة الوهابية الأ صولية وم ا صاحبته من أام وال ضخمة لبناء امل ساجد وامل راك ز الإ سالمية ظهر رج ال دين مت شددون و ضباط حمليون يف املقاطعات الإندوني سية الأكرث فقرا واإهمال وذلك من اأجل تطبيق ال شريعة ضاربني باأ س س احلياة املدنية عر ض احلائط كما اأن هم طالبوا الن ساء بارتداء احل ج اب وف ر ض وا %2.5 ن سبة م ن أام وال ه م ك زك اة للفقراء أام ا الأطفال فعليهم أان يجيدوا ق راءة القر آان بالعربية قبل دخ ول امل در س ة يف س ن ال س اب ع ة اإن م ستنقعات الإره اب يف جنوب شرق اآ سيا ل ميكن جتفيفها من خالل القوى الأمنية التي حت اول قمع الإره اب بقوة ال سالح بل من خالل بيئات تنموية نه ضوية جاذبة لطبقات املجتمع الفقرية اإليها حيث اإن الكاتب يطالب ال سيا سة الأمريكية بتجاوز لغة الأ سلحة ال ب ال س ت ي ة م ن أاج ل ق م ع الإره اب إاىل ل غ ة ب ن اء امل دار س وامل صانع وه ذا ما قاله اأي ضا وزي ر الدفاع الإندوني سي قبل انتخاب أاوب ام ا حاكما للوليات املتحدة:»اإن ما يحتاج اإليه فتيان جنوب شرق اآ سيا هو توفري فر ص العمل«ويعتقد وزير الدفاع الإندوني سي اأن ال ولي ات املتحدة كانت غري م ستعدة ملثل هذه احللول طويلة املدى. ويف الإطار ذاته ذكرت درا سة سنغافورية اأن القيام ب سجن قياديي احلركات املتطرفة غري م د لأن ه يتيح لهم املجال يف ن ش ر أاف ك اره م داخ ل ال س ج ن و إامن ا احل ل يف مراقبتهم وت ض ي ي ق اخل ن اق ع ل ي ه م. ويف ال س ي اق ذات ه إاذا م ا ت اأم ل ن ا احل رك ات اجل ه ادي ة جن د أان ه ا تعتقد ب أان ه ا ت خ و ض ح روب ا ع ادل ة لإح ي اء فتيل الإ س الم و أان ال ع دو الأب رز لالإ سالم هو ال ولي ات امل ت ح دة الأم ري ك ي ة ول ق د س اع دت سيا سات بو ش البن على تعميق هذه الفكرة وهوؤلء ال شباب الذين ينجرون وراء هذا اخلطاب اجلهادي يكون الدافع عادة اجلهل والفقر وغياب فر ص العمل وي سميهم رئي س وزراء سنغافورة الأ سبق يل ك وان يو «أاع داء الأم ل«كما اأ شار املقال إاىل نقطة مهمة حيث اإن هناك اجتاهني يف و سط الإعالم الأمريكي حول سبب ان دف اع مموعة كبرية من ال شباب لالنخراط يف احلركات اجلهادية.. الجتاه الأول: يرى اأنه ب سبب احلقد الذي يتملكه ال شباب جت اه ال ولي ات املتحدة الأمريكية وتغذيه احلركات الأيديولوجية املتطرفة. اأم ا الجت اه الثاين فينفي ارتباط الق ضية ب سبب النزعة الأيديولوجية عند ال شباب بل يرى اأن ال سبب ي ع ود اإىل ان ع دام ف ر ص احل ي اة املنا سبة وتف شي الفقر واجلهل ولكن الجتاه الأول ينفي هذا الراأي مو ضحا اأن ال ذي ن شاركوا يف عمليات احل ادي ع شر م ن سبتمرب هم اأ شخا ص من الطبقة الو سطى والغنية ولكن الجتاه الثاين يرد على هذا الراأي مو ضحا باأن هناك فارقا بني قادة احلركات اجل ه ادي ة وب ني اأتباعهم وال ذي ن ع ادة لي ع رف ون اإل القليل عن الإ س الم وينت شر بينهم الفقر واجل ه ل مما ي ضطرهم لالن ضمام اإىل هذه احلركات فلو نظرنا اإىل اإندوني سيا فاإن ه خلف تلك البنايات ال شاهقة متمعات فقرية م سحوقة تعاين من انت شار الفقر واجلهل واجلرمية لذلك فاإن النتماء لهذه احلركات غري نابع من عقيدة مرتبطة بال شباب. واأ شار الكاتب اأي ضا اإىل اأن امليل إاىل التطر ف غري م رتبط فقط باحلركات الإ سالمية فهناك نزاعات اإثنية موجودة يف الفلبني وتايالند. حاول املقال درا سة واقع دول شرق اآ سيا من منظور ال سيا سة الأمريكية كما حاول اقراح حلول من م نطلق دور ال سيا سة الأمريكية يف اإح الل ال سالم وحماربة كل مظاهر التطرف وهذا الأمر يعك س نظرة ا ستعالئية ينتهجه منظرو ال سيا سة الأمريكية جتاه دول العال الثالث حيث اإن ه ل يتحدث عن تاأثري احلرب الأمريكية يف فيتنام على نظرة أابناء شرق اآ سيا جت اه سيا سات ال ولي ات املتحدة ول ك ن امل ق ال ط رح ا ستقراء ت اري خ ي ا م ه م ا ح ول ت ط و ر احل رك ات الأ ص ول ي ة يف ال ب الد واأ سبابها وما هي احلركات التي ساعدت على منوها بعدما كانت شبه منعدمة وهو ما ي ضيف حمورا مهما لدرا سة تاأثري اخل ط اب ات الدينية ال ت ي ت دع و لتطبيق ال شريعة يف ال دول الإ س الم ي ة غ ري ال ع رب ي ة أاو ح ت ى ال دول ال ت ي مت ل ك اأقلية م سلمة. m056058@gmail.com

8 ربيع الثاني ١٤٣٨ ه - يناير 2017 م جدل الهوية في رواية «ليون الا فريقي» فاطمة إاح سان تتناول رواية»ليون الإفريقي«لأمني معلوف حياة الرحالة والعال والدبلوما سي الأندل سي احل سن بن حممد الوزان الذي شهد الأعوام الأخرية من عهد الدولة الإ سالمية يف الأندل س ثم هاجر مع اأ سرته اإىل املغرب وقام برحالت اإىل شمال اإفريقيا وم صر قبل أان يختطفه القرا صنة الإيطاليون ويعي ش يف البالط البابوي حيث تغري ا سمه اإىل ليون دي مويت شي وتزوج فتاة متن صرة من يهود الأندل س واأجنب منها ابنه»يو سف«اأو»جوزيف«اأو»جيو سبي«الذي يروي لنا ق صة حياته. لكن ليون عند معلوف شخ صية حتمل اأبعادا عدة تزاوج بني ثنائيات ضدية مبلورة هوي ة بالغة التعقيد يتناولها الباحث املغربي احل سني الإدري سي يف مقاله املن شور مبجلة التفاهم واملعنون ب»جدل الأنا والآخر يف رواية ليون الأفريقي«والذي ساأقوم هنا مبحاولة لتلخي صه و شرحه. ب داأت عالقة أامني معلوف صاحب رواي ة»ليون الأفريقي«بالكتابة الأدبية حتت وطاأة الغراب بعد انتقاله لفرن سا وب ق ائ ه فيها اإب ان احل رب الأه ل ي ة يف وط ن ه ل ب ن ان وكانت رواية»احلروب ال صليبية كما ر آاها العرب«باكورة أاعماله. تتكئ هذه الرواية اإىل عنا صر التاريخ ب صورة اأولية وتوظف هذه العنا صر ل ستخال ص قيم اإن سانية كالت سامح والإخاء وامل ح ب ة وتوجيهها ل ل ق ارئ. يف ه ذا ال سياق ت ن درج رواي ت ا» س م رق ن د«و«ح دائ ق ال ن ور«ال ل ت ني جت م ع ان ب ني أا س ل وب ال س رية ال ذات ي ة وال س ت ن اد للمرتكزات التاريخية وحني ن صل إاىل»ليون الأفريقي«حمور مقالنا هذا جند أان بطل الرواية احل سن بن حممد ال وزان ل ميكن ت صنيفه ضمن انتماء حمدد فال يوجد تعريف أاف ضل من ذلك الذي افتتح به أامني معلوف الرواية على ل سان ليون:»ختنت اأنا ح سن ب ن اأح م د ال وزان يوحنا- ل ي ون- دومديت شي بيد مزين وعمدت بيد اأحد البابوات و أادعى اليوم )الأفريقي( ولكن ي ل ست من أافريقيا ول من أاوروبا ول من بالد العرب و أاعرف اأي ض ا بالغرناطي وال ف ا س ي وال زي ات ي ولكنني ل اأ ص در عن أاي بلد ول عن أاي مدينة ول عن أاي قبيلة ف أانا ابن ال سبيل وطني هو القافلة وحياتي اأقل الرحالت توقعا «. ثنائية الوزان بني الظاهر والباطن قبل التوغل يف ثنائية الظاهر والباطن ل بد من الطالع على معاجلة املحقق اأ صل العمل الروائي»و صف اأفريقيا«لتمييز مل سات اأم ني معلوف على شخ صية احل سن ال وزان ف اإذا ك ان اأم ني معلوف ق د ول ف ثنائية ال ظ اه ر والباطن ب اع ت ب اره ا م ظ ه را م ن م ظ اه ر ال ت س ام ح والن ف ت اح ف إان امل ح ق ق ال راح ل حم م د ح ج ي ي ع د ذل ك ذك اء م ن ال وزان وقدرة عالية على الت أاقلم مع البيئة امل سيحية حني تظاهر بالتم سح وحمل ا سم حاميه البابا ف صار يدعى ليون اأو ي وح ن ا الأ س د ال غ رن اط ي أاو الإف ري ق ي ت س ترا وتطبيقا مل ضمون الآي ة الكرمية:»من كفر باهلل من بعد اإميانه اإل من أاكره وقلبه م صمئن بالإميان«لكن هذه قراءة يرف ضها البع ض بحجة اأنها تت ضمن ت اأوي ال يفر ض على شخ صية ال وزان تع سفا رغ م اأن حممد حجي قد دع م وجهة نظره باأربعة أادلة هي: 1- ال صبغة الإ سالمية الظاهرة يف كتاب )و صف اأفريقيا( عندما يتحدث املوؤلف عن عادة اأو عيد اإ سالمي نا سبا نف سه اإىل جماعة امل سلمني قائال )عندنا( بينما ل ين سب نف سه للم سيحيني فقال )عندنا هنا يف اإيطاليا( على سبيل املثال. 2- اهتمام الكتاب باملالمح الإ سالمية يف املدن والقرى التي زارها املوؤلف. 3- توثيق التواريخ يف الكتاب وفقا للتقومي الهجري فيما عدا مرات قليلة ورد فيها التاريخ امليالدي. 4- مت سك امل ؤولف با سمه الإ سالمي رغ م م رور سنني على اأ سره وتداول ا سمه امل سيحي. جدل الأنا والآخر يف الرواية اأول : مظاهر اجلدل العقائدي قبل ال ول وج إاىل العمل ال روائ ي ت ستوقفنا ع ب ارة تتو سط ب ي ا ض صفحة ك ام ل ة لل شاعر الإي رل ن دي و.ب ييت س يف قوله:»ل ترتب مع ذلك ب أان ليون الأفريقي ليون الرحالة كان اأي ضا اأنا«وهو ما يخرج ليون الأفريقي من شخ صيته التاريخية إاىل رمز يخرق امل ستقبل. لعل اأبرز الأدلة على ذل ك ه و أان ال ث ن ائ ي ات امل ش رية ل ل ت م اي زات ال ع ق ائ دي ة يف ال رواي ة ل تتناول دي ان ة بالنقد دون الأخ رى ول تتبنى ه وي ة ع ق ائ دي ة حم ددة ومم ا ي س اع د ع ل ى إاظ ه ار ه ذه التمايزات على األ سنة شخ صيات متلفة فينتقد بع ضها امل سيحية يف حني ت نتقد اليهودية على األ سنة اأخرى. ثانيا: مظاهر اجلدل القومي متتد ثنائية الذات والآخر اإىل امل ستوى القومي رغم ال سمة العقائدية الطاغية على العمل ال روائ ي. يحيلنا ال سارد اإىل اإ شارة على التعددية اللغوية للبطل يف املدخل بقوله:»ت سمع يف فمي العربية والركية والق شتالية والرببرية والعربية والالتينية والعامية الإيطالية«وهذه التعددية ل ت ع رب يف ج وه ره ا ع ن ف ص ل ب ني ال ذات والآخ ر لأن ه ا تعددية نابعة من ذات واحدة وعلى ل سان واحد. مظاهر اجلدل على م ستوى الهوية اجلن سية ت ظ ه ر م ت غ ريات ال ه وي ة اجل ن س ي ة يف ال رواي ة يف أامن اط ال سلوك ال ف ردي واجل م اع ي وه ي متغريات ل تبنى على اجل ن س ك م ع ط ى ب ي ول وج ي و إامن ا ك م ت غ ري ي ع ك س من ط ا من التفكري ال سائد واأ شكال اجتماعية موؤ س سة على هذا النمط وهي اأ شكال تتدثر باأغطية دينية متداخلة كما نقراأ يف الف صل الأول املعنون ب)عامر سلمى احلرة(: قال يل اأمي»كنت حرة وكانت جارية ول يكن ال صراع بيننا متكافئا. كان بو سعها اأن ت ستخدم على هواها جميع اأ سلحة الغواية واأن تخرج دون ح ج اب و أان تغني وترق ص وت صب اخلمر وتغمز بعينها يف حني كان لزاما علي بحكم و ضعي األ أاتخلى قط عن وقاري و أال أاظهر كذلك أاي اهتمام مبلذات أابيك «. م ا مي ك ن ا ست شفافه م ن ه ذا ال ش اه د ه و حت وي ل الفتاة امل سيحية إاىل سلعة ا ش تراه ا حم م د م ن اجل ن دي الآ س ر لها ومب ا اأن ال سلعة ت ستخدم مظاهر الأن وث ة كراأ س مال لها فاإن امل سري سيدخرها للرفيه )الرق ص املو سيقى املتعة( لكن يبدو اأن هذه املظاهر ت صاحب امتيازات تغبطها عليها الزوجة»احلرة«. نقائ ض الثنائيات ال ضدية ودللتها ل مي ك ن اجل زم ب اأن رواي ة»ل ي ون الأف ري ق ي«ق ائ م ة على ثنائيات ضدية اأ س ا س ا فعلى ال رغ م م ن ت ق دمي ال روائ ي للجدل م ن خ الل اأط راف مت صارعة اإل اأن ه ق دم م شاهد عملت على دح ض هذا اجلدل لتقول ب أان الثنائيات ال ضدية ل ت شمل جميع ال ف ئ ات واجل ه ات وامل واق ف امل ط روح ة يف العمل واإمن ا كانت تتحرك بجانب هذه الثنائيات مواقف تنق ضها ح سب خ صو صياتها الدينية والجتماعية على س ب ي ل امل ث ال ن ل الح ظ ن ق ض ال ث ن ائ ي ات يف احل دي ث عن ال سلطان الذي ان صرف اإىل امللذات على الرغم من حتذير طبيبه إا سحاق حمون فالظاهر اأن املن صب قد منح لالآخر دي ن ي ا ع ل ى اأ س ا س ال ك ف اءة ال ع ل م ي ة وامل ه ن ي ة ول متنع مالفته عقائديا من تقليده املن صب. خال صة ع م ل اأم ي ني م ع ل وف ع ل ى اق ت ب ا س ن ص و ص وم ش اه د و شخ صيات جاهزة من )و صف اأفريقيا( مما شكل ح سب ر أاي جوليا كري سفا»ف سيف ساء م ن ال س ت ش ه ادات«وق ام ب ن س ج ق ال ب س ردي ي ح ت وي ه ذه ال ف س ي ف س اء يت ضمن ال ث ن ائ ي ات ال ت ي اأ ش رن ا اإل ي ه ا يف امل ق ال م ع ت م دا م ا اأط ل ق عليه عبد امللك مرتا ض»لغة املناجاة«اأي ت ضمني خطاب داخ ل خطاب اآخ ر الأول داخلي والثاين خارجي ولكنهما يندمان متاما لإ ضافة بعد حدثي اأو سردي اأو نف سي اإىل اخل ط اب ال روائ ي. ول ع ل معلوف ق د اخ ت ار ه ذا الأ س ل وب ال سردي بهدف الإ ضاءة على جوانب متلفة من شخ صية الوزان املعقدة بكل الدللت التي يوحي بها هذا الو صف. fatema_ehsan@hotmail.com

ربيع الثاني ١٤٣٨ ه - يناير 2017 م 9 علاقة الا نسسان بالمكان.. الا سسكندرية نموذج ا نادية اللمكية على مر الزمن حتو لت عالقة الإن سان باملكان من ص ورتها الفيزيائي ة املرتبطة بوجود عنا صر مادي ة وحدود جغرافي ة إاىل عالقة منحت كل مكونات البيئة حوله رموز ا شك لت عرب التاريخ ذاكرت ه املعرفي ة وتكوينه احل ضاري واأ صبح املكان م عطى يحدد طبيعة الب شر واأ سلوب حياته م وانتماءاته م ومعتقداته م بل باتت درا سة املكان م ناخي ا وجغرافي ا واجتماعي ا مفتاح ا ملعرفة توج هات املجتمع وت صوراته. ويف التاريخ ارتبطت األفاظ احلقل اللغوي للجذر )ك و ن( بت أاريخ الأحداث واملواقف مثلما ي شري الباحث ال سوري في صل احلفيان يف درا سته للعالقة التاريخي ة بني الإن سان ومدينة ال سكندري ة يف مقاله: )الإ سكندري ة الثغر واملعرب والر باط( واملن شور مبجلة»الت سامح«ولعل مقاله خري مثال لتحول هذا احلي ز من الفراغ الكوين اإىل اأحد م ستويات الذات الإن سانية التي ي صف ال شاعر تاأثريها قائال:«لقد زادين م سراك وجد ا على وجد «. لكن ك يف مي كن أان حتمل مدينة واحدة مثل الإ سكندري ة هذه الثالثية املتالحمة أان تكون ثغر ا ميكن لالأعداء الو لوج منه وممر ا لع بور ال سائرين ومدينة ي رابط عليها خ شية فقد ها! ي ب دو اأن امل ك ان مي ل ك س ط وة ل مي ل ك الإن س ان اإل الإذع ان لها كما اأذ ع ن ال شاعر اليوناين كفافي س من قبل»املولود يف الإ سكندري ة- لق د ر ه بالعي ش فيها:» ستوؤدي بك ال سبل دائم ا اإىل هذه املدينة فال تاأملن يف فرار اإذ لي س لك من سفينة ول من طريق«واأذ ع ن ل ه ذا ال ق در اأي ض ا احل ف ي ان يف م ق ال ه امل ذك ور اأع اله ح ني ق ال: «ه ي أام اك ن/م دن ق د ر ه ا اأن تظل حت ت ال ضوء«. غ ري اأن ال ذي ل مي ك ن جت اوز ه يف درا س ة ت اأث ري امل ك ان على الإن سان هو البعد التاريخي الذي شك ل هذه ال صور الذهني ة والنف سية وهنا ت ب داأ الق صة -كما يرويها الكاتب- باختيار الإ سكندري ة عا صمة لالإ سكندر الأك ب رب منذ اأك رث من ثالثة ق رون سبقت ميالد امل سيح لتكون ام ت داد ا لأثينا اليوناني ة وقد جا ء اختيار ها كما تذكر امل صادر لأ سباب سيا سي ة و إادارية وج غ راف ي ة وه ذه الأخ ي رية ه ي امل ي زة الأك ث رث اأهمية -بح سب امل ص ادر- ن ظ ر ا ملوق عها على ال ساحل واإ ش راف ه ا على مدخل النيل ولربت ها الغني ة وم ناخها املنا سب. وي ستبق احلفيان بقي ة احلكاية التاريخي ة للمدينة م ستوقف ا القارئ عند املقومات التي صنعت مد هذه املدينة التي راأى اأن ها ل تكن بتلك الأهمي ة قبل بناء الإ سكندر لها وه و راأي يعر ض فيه احلفيان على امل صادر التي اأ ش ارت اإىل التاريخ العظيم للمدينة حتى قبل م يء قائد اليونان. وم ن جملة املقومات هذه: - الوعي مب ستقبل املكان : أان ت ست شعر القادم وتوؤمن به يعني اأن تفعل كل ما با ستطاعتك لبناء احلا ضر هكذا بدا الكاتب واثق ا من اأن الإ سكندر الأكرب كان قد ر أاى يف الإ سكندري ة بوابة ملجد قادم ويبدو اأن ه يف هذه املرحلة حتو لت مدلولت املكان عند القائد اليوناين من قطعة جغرافي ة ترب ع يف ال شرق إاىل م شروع كبري ملدينة ح ضاري ة وميناء جت اري ن شط وقاعدة ع سكري ة مهم ة. اإن هذا الوعي املبك ر مب ستقبل مدينة ل يكن الإ س ك ن در يعرفها اأو يحمل شعور ا م سبق ا جتاه عنا صرها يجعلنا نفكر يف التاأثري الذي يرك ه مكان ما بحيث يحف ز يف الإن سان تطلعات ورغبات. -اجلغرافيا/ املوقع: لقد مث ل موقع اليونان يف اجل زء ال شرقي من سواحل اأوروب ا اجلنوبي ة اأهمي ة كبرية لن شاطها التجاري وات صال ها احل ضاري بغري ها من الأ مم ولعل التجرب ة التي م نحها املكان لالإ سكندر امل ق دوين وجي شه يف ح ضارته الأم تلك ق د اأث ر ت جتربته يف املدينة امل صري ة الإ سكندري ة فقد ا ست شرف يف ساح لها ونهر ها وت رت ب ت ه ا وم وق ع ه ا امل ق اب ل مل ق ودن ي ا الإم ك ان ي ات احل ض اري ة والقت صادي ة والع سكري ة. وقد اأ شار الكاتب اإىل اأهمي ة املوق ع نظر ا للتقائه بني ثالث ق ارات اآ سيا التي كان الإ سكندر قد فتح جزء ا منها واأفريقيا التي تقف عليها م صر واأوروبا التي ي طل عليها ساح ل ال سكندري ة. -التاريخ: لقد بدا اأن الكاتب انطلق يف ت شكيل مالمح مدينة الإ سكندري ة من التاريخ الذي قرر فيه الإ سكندر الأكرب بناء ها لكن ولأن ه ل يوؤمن ب اأن لهذه املدينة تاريخ ا عظيم ا قبل ذلك فقد وقف عند ملمح التاريخ قائال:»ه ذا عن صر ل يكن متوفر ا ساعة اإن شاء ال سكندري ة فالإ شارة اإليه على اعتبار ما سيكون على حد تعبري علماء البالغة«وقد كان لإ صرار الكاتب على فكرته أان جعله ذلك يخطو بالإ سكندري ة قرون ا من الزمن ليقول اأن ها اأ صبحت»اأع ظ م مدينة يف ال ع ال ال ق دمي«. وب ع ي د ا ع ن هذا التعميم الذي ي خرج مدن ا من القائمة فقد انتع شت الثقافة يف الإ سكندري ة بجهود العلماء وببناء املوؤ س سات العلمي ة. وان ت ق ال م ن ال ع ال ال ق دمي اإىل ال ع ص ر الإ س الم ي ي شري الكاتب اإىل املكانة التي اكت سبتها مدينة الإ سكندري ة يف التاريخ الإ سالمي من خالل درا سة الأدبيات الإ سالمي ة وهي مكانة ل ترتبط بوجود م ع لم ديني إاذ ل متث ل هذه املدينة اأهمي ة من اجلانب الت شريعي لكن ها -بح سب الكاتب- مث لت صورة منعك سة لبع ض الق ص ص والآث ار يف الن صو ص الديني ة من ذلك ق صة قوم اإ ر م وق صة ذي القرنني على اعتبار اأن الأوىل اإ ش ارة إاىل مدينة الإ سكندري ة وال ث اين اإ ش ارة اإىل الإ سكندر الأك ب رب وغ ي ري ه ا م ن امل اآث ر ال ت ي و ض ع ه ا احل ف ي ان يف ق سم»الر بط امل ر سل والأق وال غري املوثوقة «. ومهما يكن من اأمر فاإن ه حتى مع وجود مروي ات غري م ثبتة حول هذه املدينة تبقى الإ شارة فيها اإىل الفكر اجلمعي الذي ي رى ويت صو ر الأماكن بالنظر اإىل معطيات متلفة منها التاريخ وامل ع ال الأث ري ة والن صو ص. وب ال ع ودة إاىل ال و ص ف الأول ال ذي اأط ل ق ه ال ك ات ب على هذه امل دي ن ة وه و»ال ث غ ر«فاإنها كانت كذلك -بح سب م ا اأورده- م ن ج ان ب اأن امل سلمني ح ني ف ت ح وه ا ل ت ك ن ل دي ه م دراي ة بركوب البحر اآن ذاك الأم ر الذي سيعر ض امل سلمني خلطر ال ه ج وم ع رب س واح ل ه ا ل و جعلوها ح ا ض رة م ص ر. غ ي ري اأن الكاتب والروائي الربيطاين فور سر ر أاى لعدم الختيار هذا سبب ا أايديولوجي ا خال ص ا يقول يف كتاب ه )الإ سكندري ة تاريخ ودليل(:»فعمرو واأ صحابه ل يكونوا متع ص بني ول همجيني وك ان وا ع ل ى و ش ك اأن ي ب داأوا يف ب ن اء م صر ج دي دة خا ضعة لهم بالقرب من القاهرة لأن هم نفروا من الإ سكندري ة ب شكل غريزي وب دت لهم كمدينة وثني ة تافهة.«ول ميكن بالطبع ال ستناد اإىل ه ذا ال راأي متام ا فالكاتب الربيطاين ل يكن م وؤرخ ا ب ل ك ان روائ ي ا ق ا ص ا كما ل يكن ه ذا ال دل ي ل كتاب ت أاريخ اأكرث من كونه دليال سياحي ا على طريقة الروائيني. وقد حتول مفهوم الث غر هذا مع التفوق الع سكري للم سلمني اإىل مفهوم حماية وح ر ص فقد اأو ص ى اخل ل ف اء ولت ه م اأن ي وؤم ن وا الإ س ك ن دري ة وي ح م وه ا م ن البيزنطيني ك م ا ك ان وا ي ر سلون غ زاة من امل سلمني للمرابطة فيها وال ستعداد ل صد اأي هجوم اأو ثورة حمتملة. وحني كانت الإ سكندري ة بوابة م شرعة اأمام البحر كانت جتمع ب ني ثنائية ال ث غ ر وامل ع ب رب فقد ك ان ساحلها ق ب ال ة سواحل اأوروب ا م ا يجعلها ع ر ض ة ل ه ج وم ه م وه ي يف ال وق ت ذات ه مبينائها املت سع معرب ا للتجار والعلماء القادمني من املغرب عرب البحر. اإن ه ذا ال ت ف اع ل امل ت ن ام ي ب ني الإن س ان وامل ك ان ه و م ا ي نتج اأن ساق اخل صو صي ة الثقافية واحل ضاري ة التي متي ز ال ذات يف الإ سكندري ة عن الآخر يف اأي مدينة أاخرى هذا التفاعل الثائر ت ارة واخل اف ت ت ارة اأخ رى ي شك ل للمكان ك م ا لالإن سان روح ه وه وي ته. nkha008@gmail.com

10 ربيع الثاني ١٤٣٨ ه - يناير 2017 م الهداثية والفن.. المفهوم والتا ثير عبد اهلل ال شحي يف مقاله املعنون ب»الفن الغربي املعا صر: احلداثية وما بعد احلداثية«املن شور مبجلة»الت سامحيتحدث الباحث صالح قن صوه عن التحولت التي ح صلت يف م سار الفن يف احلقبة احلديثة اأو ما ي سمى بالفن احلديث وتق سيم التحول احلا صل ملرحلة احلداثية وما بعد احلداثية. ي شرح فيه الفرق بني م صطلح احلداثة وم صطلح احلداثية ثم يو ضح اأبرز النقاط اجلوهرية املميزة للفن احلديث والعالمات البارزة فيه. ويتحدث عن أامثلة من بع ض املنظرين للفن احلديث وبع ض املدار س الفنية احلديثة. يف حني ل ميكن و ضع تعريف مل صطلح احلداثية ميكن ال ق ول إان ه ا فكرة تتمثل يف ممار سة التجديد يف جوانب متلفة ت زي د وتنق ص ب ني امل ن ظ ري ن ل ل ح داث ي ة. فمن ال دع وة للتجديد يف اللغة م ن جهة ا ستبدال الف صحى بالعامية وال شعر ال ع م ودي ب احل ر اإىل متلف دع وات ال ت ج دي د يف م ت ل ف ج وان ب ح ي اة الإن س ان ك ل ذل ك نتيجة الرغبة يف اخل روج ع ن امل أال وف واإح ل الل احلديث بالقدمي. ول ترغب احلداثية يف التعاي ش مع اأي منوذج تقليدي سابق فال يخ ضع املجتمع مثال لنموذج ما ض يخربه مبا يجب اأن يكونه اأو ما ل يجب اأن يكونه. تختلف املجتمعات يف طريقة تعاملها مع احلداثية فاملجتمعات املحافظة التي جتد صعوبة يف تقبل اجلديد عموما ترى خطرا عظيما يف احلداثية وه و موقف متوقع وطبيعي ع ل ى أاي ة ح ال. ف أاخ ط ب وط احل داث ة اأح دث ا ض ط راب ات كثرية وكثيفة اأدت لتحولت جذرية ل تكن كل املجتمعات م ستعدة لها ول ذل ك فقد اعترب مرفو ضا عندهم حتى ق ب ل ال ن ظ ر يف دع وت ه ف ت ح ول ك ب ري ك ه ذا ي ح ت اج وقتا لير سخ مع إامكان ا ستثناء الأجيال اجلديدة التي عا شت خ ضم هذه التحولت فهي اأكرث صلة بنتاج احلداثة. من ال ضروري كما يرى الكاتب لفت النتباه للفرق بني احلداثية واحلداثة حيث احلداثة متثل حقبة تاريخية ومموعة من الخراعات والتحولت التي ح صلت على م ستويات عدة أاما احلداثية فكانت»انقالبا قيميا فنيا«اأي اأنها جاءت نتيجة للحداثة ولكنها متمايزة عنها. تلك التحولت والتغيريات شملت اأ شياء كثرية وطالت متلف ج وان ب احل ي اة وال ف ن واح د منها. ال ف ن داخ ل النظرة التقليدية امل شهورة ميكن اأن يو صف باأنه حماولة جاهدة وعملية اإبداعية من اأجل اإنتاج عمل يعرب عن الواقع اأي ت صوير الأ شياء كما ما هي عليه يف احلقيقة. على عك س الفن يف الجتاه احلداثي. ت ش ك ل ن ق ط ة اخل روج ع ن امل أال وف م رب ط ال ف ر س عند احل داث وي ني ولي س ذل ك ل شيء اإل ل ك ون العمل الفني متلفا فالعمل الفني ل يحتاج اأن يحمل معنى خارجيا اأو ميثل حقيقة مو ضوعية ب ل اإن ال ف ن وال ع م ل الفني مكتف بذاته غري حمتاج لكت ساب معانيه من غ ريه اأي اأن اللوحة الفنية مثال هي واق ع خا ص م ستقل ولي ست م رد ال ت ق اط ه ل ش يء اآخ ر. ي شري ال ك ات ب اإىل أان ه ذا الجتاه لي س جديدا و إامنا طاملا كان موجودا ولكن ب صورة متخفية. وت خ ت ل ف ال ت وج ه ات ال ت ي ت ن درج حت ت ف ضاء احلداثية فيما بينها يف كيفية عمل الفن ولكنها ت سرك»يف رف ض الواقعية«اإذا ل سلطان للواقع على الفن بل ل سلطان لأي شي على الفن نتيجة للحرية الالم شروطة التي منحت للفن. وم ن امل دار س الفنية احلديثة امل در س ة امل ستقبلية التي ت صنع قطيعة مع املا ضي وت ست شرف امل ستقبل وتتميز ل وح ات ه ا ب امل وؤث رات ال ت ي ت دل ع ل ى احل رك ة و س رع ة ال ضوء واملدر سة الدادية التي ت شتهر بنقد الفن بالفن اأي ال س خ ري ة م ن ال ف ن وق ي م ال ف ن وات خ اذ ال ف و ض ى والعبثية سبيال للتعبري. يوجد اأي ضا املدر سة ال سريالية والتي ميكن اعتبارها اأك رث تنظيما من ال دادي ة بل هي يف احلقيقة ناجتة عنها وتقوم فل سفتها أا سا سا يف ترك النف س متار س التعبري ولي س العقل وقد تاأتي مكونات الأعمال ال سرييالية من الواقع لكنها ت ستخدم بطرق غري واقعية. تعترب عملية التجديد يف اأي م ال م ن م الت احلياة اآل ي ة ل ضمان احل ي وي ة يف ذل ك امل ج ال و ض م ان م رون ت ه فالقواعد التي نفر ض ثباتها والقوانني املطلقة متنع روح التجديد والتبديل ذلك باأن كل الكت شافات مثال ماهي إال نتاج حماولت جريئة وممار سات جديدة غري م سبوقة وعمليات مدفوعة برغبة التغيري. هذه احلركة يف الفن ي سميها الكاتب مبيتا فن أاو نقد الفن حيث يتم جتاوز امل أالوف واملعتاد ملا هو متلف وغري م أالوف كما ي ضرب اأمثلة مبارك س وفرويد وماك س لن ك ه وؤلء الفال سفة والعلماء قد غريو القواعد يف مال تخ ص صهم وابتكروا طرقا ج دي دة لفهم وتف سري ال ظ واه ر ون ش اأت نظريات متلفة من جهودهم. تكرث الأعمال الغريبة وغري املفهومة عند الفنانني الذين يعملون بالفن احل دي ث وه ي ك ذل ك ل ع دم ت ع ود النا س عليها وع ل ى غرابتها فقد ت وج د ل وح ة مليئة ب الأل وان واخل ط وط ال ت ي لي ست ذات معنى ع ن د تفح ص العمل للمرة الأوىل لكنها حتتاج حا سة خا صة يكت سبها ال شخ ص ولي س شرطا أان توجد عند جميع النا س. يف نف س الوقت قد ل ي روق هذا املفهوم للجمال كثريا من النا س نظرا لتعودهم على التعر ض لنوع واحد من اجلمال مما جعله قالبا م سيطرا لأحكامهم لكل ما هو جديد. وف ي م ا يتعلق ب ال ف رق ب ني اأ ش ك ال ال ف ن داخ ل احل داث ي ة وم ا ب ع د احل داث ي ة ف اإن احل داث ي ة رك زت ع ل ى امل ع ن ى يف العمل الفني أاو املدلول على حد تعبري الكاتب فامل شاهد أاو املتذوق عند ات صاله بالعمل الفني يحاول ا ستخال ص املعنى ال ذي و ضعه اأو ق صده الفنان من جهة اأن الفنان فعال قد ق صد و ضع معنى حمدد لإدراكه. لكن الأمر لي س كذلك يف ما بعد احلداثية فاملعنى هنا لي س بيد الفنان بال ضرورة ليفر ضه على املتذوق بل على املتذوق اأن ي صبغ العمل باملعنى الذي يراه منا سبا. مر الفن مبراحل من التغريات اأعادت ت شكيل مالحمه يف حقب متلفة حيث ظهرت توجهات ومدار س كانت نتيجة ال ت ح ولت وامل ت غ ريات ال راه ن ة لتلك الأزم ن ة. والع صر احل دي ث اأي ض ا مب وج ة حت ولت ه امل ت س ارع ة وامل ت الح ق ة تركت اأث را ج سيما يف الأع م ال الفنية املعا صرة وول دت ف ل س ف ات ج دي دة حت اول و ض ع م ف اه ي م ج دي دة للفن. واأظن اأنه من املنطقي واملعقول التنبوء بحدوث املزيد من التحولت م ستقبال نظرا لوترية التطور املوجودة والتي شملت كل شيء. deeko123@hotmail.com

ربيع الثاني ١٤٣٨ ه - يناير 2017 م 11 ا وهام علمية المجتمع العربي هاجر ال سعدية يعد مقال ر شدي را شد»املجتمع العلمي والتقاليد الوطنية«واملن شور مبجلة»الت سامح«من املقالت التي تعر ي حقيقة املجتمعات العربية الغارقة يف وهم سعيها لعلمنة متمعاتها. ميكننا القول اإن كل شيء يعرب عن نف سه عن طريق عدده )كميته( فعندما يتواجد مموعة من العلماء واخلالقني واملبدعني واملوؤ س سات واملراكز العلمية يف متمع ما هذا يعك س مدى رقي ثقافة البلد احلا ضن لهذه الطاقات املنتجة ولكن ر شدي - واأنا متفقه معه- ينفي هذه الفرا ضية يف متمعاتنا العربية حيث ي شري اإىل فكرة أان عدد اجلامعات ومراكز البحوث والتذكري بعدد الأطباء واملهند سني مهم دون اأدنى شك لكن هذا ل ي شكل بال ضرورة مدينة علمية اأومتمعا علميا. قد يحدث اإن هذا العدد ل يحمل يف طياته اإل عملية اإعادة اإنتاج ثقايف وا سترياد ثقافة وتطويعها على متمع يختلف من حيث معايريه وبنيته وعوامله. فاحلديث عن املجتمع العلمي مهمة اأبعد من اأن تكون سهلة. ول ميكن الكالم عن املجتمع العلمي دون الكالم عن البحث العلمي ( فاملجتمع العلمي يكون موجودا حينما توجد تقاليد وطنية يف البحث العلمي متهد ل وج ود ه ذا املجتمع العلمي( ويف ح ال عدم وج ود تقاليد وطنية للبحوث ل يبقى اأمامنا سوى كمية م ن املعلمني والتقنيني. ول ق د اأورد الباحث ر ش دي را شد لإي ض اح م ا اأك ده ث الث ة اأم ث ل ة م اأخ وذة م ن ت اري خ العلوم يف ه ذه املنطقة )العربية( م ن ال ع ال وقبل ذك ر الأمثلة ن ستوقف لذكر بع ض الوقائع التاريخية - التمييز بني العلم الكال سيكي والعلم احلديث والعلم ال صناعي-. لقد تطور العلم الكال سيكي فيما بني القرن التا سع امليالدي والن صف الأول من القرن ال 17 م ون ساأ اأول الأم ر يف املراكز املدنية الإ سالمية وباللغة العربية ولقد مت تن شيط هذا العلم من جديد يف نهاية القرن 16 وخالل الن صف الأول من القرن ال ذي يليه ب داأ ي ضمحل يف م ك ان ن ساأته. وك ان ه ذا العلم مكتوبا باللغة امل سيطرة التي كانت العربية يف بادئ الأمر ثم الالتينية فيما بعد. اأما العلم احلديث فهو اأوروبي وميكن اأن نوؤرخ بدايته ب شكل تقريبي مع نيوتن وخلفائه يف القرن 18 م نق صد بهذا العلم اأن ه ن ساأ وتطور يف اأوروب ا الغربية فقط ويتميز ه ذا العلم عن الكال سيكي بنزعة قوية اإىل توحيد ف روع ه وباأ شكال م ن التنظيم خ ا ص ة ب ه م ث ل متحف الإ س ك ن دري ة ومن اذج ب ي ت احل ك م ة وب ي ت ال ع ل م يف ال ق اه رة وامل دار س ال دي ن ي ة النظامية واملرا صد وامل ست شفيات ومراكز حقيقية للبحوث مع مابرها اإلخ. كل هذه اأ صبحت ضرورية بف ضل خا صية اأخ رى م ن خ ص ائ ص ال ع ل م احل دي ث وه ي ت ق وي ة البعد التطبيقي الهادف اإىل املنفعة. واأخ ريا ف اإن العلم احلديث يتميز عن الكال سيكي بتطلبه ن شر قواعد العلمية والأخ ب ار العلمية اأي اأن ه يعترب العلم ث ق اف ة وه ذا م ا ل يكن ق د ح صل م ن قبل وم ن هنا ب داأ ب روز الفل سفات العلمية ووفقا لتلك الظروف لقد اأ صبح مفهوم املجتمع العلمي نف سه وتكوين هذا املجتمع وتاأثريه مغايرا ملا كان يف الع صر الكال سيكي وبداأ يظهر اإىل الوجود ت صور آاخر للتعليم والبحث واجلدير بالذكر اأنه ل ميكن القيام بالتعليم والبحث دون تدخل ال سلطة والدولة وقد سعت بع ض ال دول اجل دي دة يف ال ق رن 19 إاىل مت ل ك ه ذا العلم مثل م صر واليابان وكانت الدولة الوطنية مدفوعة ب شكل ظاهر بدافع اإ سراتيجية ع سكرية واقت صادية اأي ضا. وميكننا اأن نعزي ف شل م صر يف حتقيق هذا العلم اإىل عدم جت اوب اأ ص ح اب ال ق رار اأي النخبة ال سيا سية والأو س اط الق ت ص ادي ة ورف ض ه م الل ت زام الإداري وال واع ي بالعمل على متلك العلم. بينما العلم ال صناعي اأي علم املجتمعات ال صناعية ال ت ي تنتج وت ستهلك البحث مبعنى اآخ ر تقوم بت صنيع البحث اأي اأن البحث يجرى يف مراكز وم ؤو س سات ومابر خا ضعة لطرائق تنظيم واإدارة خا صة مما ت سهم يف تطوير التطبيقات العلمية على ال صناعة ووفقا ملعنى العلم ال صناعي اختلف لدينا مفهوم املجتمع العلمي وهكذا. ومن النظرة الإجمالية اأعاله ن ستنتج اأن العلم يلزمه تكوين وبناء م ؤو س سات خا صة به اإىل جانب وجود ثقافات ومتمعات موؤهلة اأك رث من غريها ل ستقبال العلم احلديث ومتلكه وهذه املجتمعات هي تلك التي ورثت العلم الكال سيكي منذ ت اري خ ط وي ل ولكن ه ذه ال ق وة الكامنة تبقى دون ج دوى اإذا ل يجر تن شيطها ب شكل اإرادي كما ن ستخل ص اإن ه ل يكن هناك تطور مت ساو ملختلف املجتمعات سواء اأكان العلم كال سيكيا اأم حديثا اأم صناعيا. ول يكن العلم الكال سيكي اأو احلديث أاو ال صناعي شيئا ينقل من متمع اإىل اآخر كذلك لي س هناك ن شر ممكن للثقافة العلمية من متمع اإىل اآخر عن طريق الرجمة أاو نقل العلماء وما إاليه دون أان تتواجد البنية التحتية الالزمة. ولن ي ستطيع اأي متمع اأن يتملك العلم دون اأن يبني لنف سه وبنف سه تقاليده اخلا صة بالبحث. ولتبيان ه ذه الفكرة ا ستعان الباحث باأمثلة امل ث ال الأول بغداد )العلم الكال سيكي( الثاين م صر )العلم احلديث( والأخري م صر اأي ضا )العلم ال صناعي(. ازده رت ب غ داد يف ب داي ة ال ق رن 9 م ح ي ث ن ش ط ت ح رك ة ال ترج م ة يف ال ف ترة الثانية ال ت ي و صلت م ن خاللها اإىل الأوج. مما صاحب حركة الرجمة هذه زيادة عدد العلماء واملوؤلفات وازدادت التخ ص صات ب شكل مطرد وبرزت مدار س متناف سة واجلدير ذكره أان م شروع الرجمة يف بغداد خ ص ع دة ع ل وم يف آان واح د ول ي ك ن يقت صر ع ل ى ال ع ل وم ذات املنفعة العلمية مثل الطب والتنجيم كما ادعى البع ض بل شمل اأي ضا العلوم الجتماعية والإن سانية. مما ي ستوقفنا هنا ا ستفهام ملاذ جرى نقل علوم الإرث الهلين ستي يف تلك الفرة ويف بغداد الإج اب ة حتما وج ود طلب من املجتمع فكل الدرا سات التي نقلت من اليونانية اإىل العربية تبني اأن اخللفاء ونا صري العلم اأ س سوا املكتبات واملرا صد و شجعوا بكرم البحث والرجمة. واجلدير بالإ شارة اإليه اأن عملية الرجمة ل تخ ضع لت صور سابق وتخطيط وهذا ل يعني أان ه م ق ام وا برجمة ك ل م ا يلقى اأمامهم ب ل اإن ال رواي ات التي اأورده ا املرجمون اأنف سهم تبني بالعك س اأن العلمية كانت مق صودة ومنظمة. املثل الثاين )م صر( يف القرن 19 م كانت حتت قيادة حممد علي با شا وميكننا اأن نوجز فل سفة قيادته واإدارت ه مل صر يف ذل ك ال وق ت. اإن ه ق ام لأ سباب ع سكرية واقت صادية بتملك ال ع ل م احل دي ث أاي ال ع ل م وال ت ق ن ي ات الأورورب ي ة وح ق ق ذل ك من خ الل عمل اإ صالح ج ذري للنظام الربوي حيث اأ ضاف للنظام التقليدي نظاما حديثا حتم اإ ضعاف النظام ال سابق ولكنه ل يلغه. فاأن ساأ م دار س عديدة متخ ص صة مب ساعدة الع سكريني واملهند سني الأوروب ي ني اإىل جانب قيامه بابتعاث عدد كبري من الطلبة اإىل اأوروب ا لكنهم ما إان ع اد ال ط الب اإىل م صر حتى ا صطدموا بافتقار م صر إاىل م وؤ س س ات ال ب ح ث. فتجربة حم م د ع ل ي ب ا ش ا ضحية لوهمني: الأول توجيه الهتمام بنتائج العلم دون تاأمني الو سائل لإع داده والثاين القتناع باإمكانية ال ستغناء عن البحث الأ سا سي. امل ث ل ال ث ال ث )م ص ر( يف ال ن ص ف الأول م ن ق 20 م حيث ا ستعان البحث بذكر سرية م صطفى م شرفة فهو باحث تلقى التدري س بداية م سريته يف م صر ثم وا صل التدري س يف إاجنلرا. وجند يف ق صته تربير سبب غياب روح الإب داع وال ع ط اء العلمي يف متمعاتنا ال ع رب ي ة. وي وؤك د ل ن ا ه ذا التاريخ اأنه يجب البدء بالدعم املادي والعلمي للموؤ س سات يف البالد العربية التي ت سري يف اجتاه متلك العلم. hajirwork@outlook.com

12 ربيع الثاني ١٤٣٨ ه - يناير 2017 م لماذا هيمن النقل على العقل في الا سسلام بداية يرى مربوك أان سبب هيمنة النقل على العقل لي س كونه ميثل»احلقيقة«بل لأنه الطرف الذي يقف بجانبه «الأقوى«فب سبب جتاوبه مع خطاب ال سلطة اأ صبح مهيمنا واأ صبحت ل ه ال سيادة ف سبب جناحه ل ينبع من داخله بل من خ ارج ه تبعا لذلك اأ صبح دور العقل هو إاثبات التنزيل فقط ولي س بناء التاأويل مثلما هو املفرو ض. هيمنة راأي واحد أاو طريقة واحدة يف التفكري ت ك رر بعدها ك ث ريا يف ال ت اري خ الإ سالمي وذل ك اأدى إاىل غ ي اب الت سامح وان ت ش ار ثقافة ترى اأنها هي املمثل الوحيد للحقيقة فانت شار ثقافة غري مت ساحمة ودور ال سلطة يف ن شرها اأدى اإىل ظهور نزعات غري مت ساحمة. كان سيكتمل هذا اجلزء اأكرث لو ب ني مربوك كيف عملت ال سلطة على هيمنة النقل على العقل ودافعت عنه. ولأن العقل يتاأثر بالثقافة التي يوجد فيها يو ضح بعد ذل ك م ربوك الفرق بني»الثقافة الإ سالمية«و»الثقافة التي س ادت الإ س الم«حيث يعرب الأول عن م ساحة وا سعة تتفاعل فيها أان س اق واجت اه ات شتى دون قيود ويغلب عليها الت سامح والتنوع ف اإن الثاين متلف مت ام ا حيث يعرب ع ن هيمنة ثقافة واح دة ل إال س الم ب ح ي ث اأ ص ب ح ت ه ي ذات ال س ي ادة وامل ع رب الوحيد ع ن الإ س الم وهم شت غريها م ن الثقافات. وك ان م ن امل ح ال أان ي س ت ط ي ع ه ذا»ال ع ق ل«وح ده الإحاطة بكل جوانب الإ سالم. كيف اأثلللرت الثقافة التي سبقت الإ للشللالم يف تكوين العقل الإ سالمي ي رى م ب ربوك أان ال ث ق اف ة ال ت ي س ادت ق ب ل الإ س الم ساهمت يف ت ك وي ن ال ع ق ل الإ س الم ي فلغويا العقل )م أاخ وذ م ن ع ق ال ال ب ع ري لأن ه مي ن ع ذوي ال ع ق ول من ال ع دول عن سواء ال سبيل( يقول م ربوك «فاإن ذل ك يك شف ع ن مركزية ال دور ال ذي لعبته ال ب داوة يف حتديد العقل منذ ال ب دء واأع ن ي من حيث جعلت البعري - ال ذي ه و م رك ز حميطها واأ س ا س وج وده ا كله- هو اأ سا س التحديد اللغوي للعقل واأ صله«. واإذا ك ان العقل لغويا يعني التقييد ف إانه يف ال ق راآن ياأتي مبعنى الإدراك اأي اأنه فعل حترير ل تقييد. كما يرى مربوك باأن الثقافة العربية التي سبقت الإ سالم والتي ل تعرف العمران واعتادت على»اجلاهز«من املعا ش كان لها اأثر يف العقل الإ سالمي فتلك الثقافة بنظر مربوك اعتادت على ال ستهالك ل الإنتاج فهي كانت تعي ش على جهد الآخ ري ن ول تنتج معا شها بنف سها وانعك س ذل ك على تعامل ال ع رب م ع ال دي ن فعقيدة ال ك س ب الأ ش ع ري ت ق وم ع ل ى ا س ت ه الك ف ع ل ال غ ري والغري هنا كما يقول مربوك هو اهلل. وقد يكون كالم م ربوك هنا صحيحا فحتى ال ي وم ن رى اأن امل سلمني يعي شون أازمة اأفكار من حيث اأننا نقوم با ستهالك اأفكار الغري ول ننتج اجلديد فالأمر ل يقت صر على املجال الديني فقط بل يف جوانب متعددة ومن الطبيعي مبا أان العرب اعتادوا على اجلاهز من الأفكار اأن يكتفوا مبا قاله العلماء الأوائ ل والفقهاء ال سابقون دون اأن ي ضيفوا فيها شيئا بل اإنهم أاي ضا صبغوها بالقدا سة واأ صبح نقد تلك الأف ك ار مبثابة الكفر ال ذي سي ؤودي اإىل اعتبار صاحبها خارجا عن امللة والدين وهنا تزداد هيمنة النقل على العقل لي صبح دور العقل هام شيا. بعد ذل ك ناق ش م ربوك اأن ه توجد احتمالية لوجود ع الق ة ب ني»ال ن ق ل«وب ني»ال ت ن ق ل«اأي الن ت ق ال من مكان لآخر وهو الذي اعتاده البدو فالتنقل أاثر حتى يف طريقة تفكري البدوي بحيث جعلها غري مرابطة و أاثر ذلك بدوره على العقل الإ سالمي. وهذه الفكرة ل تقنعني فهذا الكالم يفر ض خ صي صا اأن العرب جميعهم ك ان وا ر ح ل ال ينتقلون م ن م ك ان لآخ ر و أان العقل الإ س الم ي ل ي ت اأث ر اإل ب ال ب دو ال رح ل بينما ال ع رب امل ستقرون يف شكل ق رى وجت م ع ات ل يتاأثر بهم مع اأن القراآن ذاته نزل مبكة ولي س بالبادية كما كاملة العربية يف فرات كثرية من التاريخ الإ سالمي كان يتم اإق صاء العقل ل صالح النقل وتبع ذلك تهمي ش ل آالراء املختلفة وو صفها بالهرطقة وغريها من الألقاب ملاذا ساد العقل على النقل يف الإ سالم يناق ش هنا علي مربوك يف مقاله املن شور مبجلة»الت سامح«حتت عنوان»من الثيولوجي اإىل الأنرثوبولوجي: قراءة يف الرتيب الذي ساد الإ سالم للعالقة بني العقل والنقل«الأ سباب التي أادت لهيمنة النقل على العقل وتبعات ذلك وما هو دور الثقافة التي سبقت الإ سالم للتمهيد لهذه ال سيطرة. هذا املقال يناق ش ب شكل وا سع اأثر الدين والثقافة يف سيادة جانب واحد من التفكري دون سواه. الن صو ص املن شورة تعرب عن وجهات نظر كتابها ول تعك س بال ضرورة راأي ملة التفاهم اأو اجلهة التي ت صدر عنها. ملة التفاهم هاتف : 24644031-24644032 +968 فاك س : 24605799 +968 الربيد الإلكروين : www.altafahom.net tasamoh@gmail.com - al.tafahoom@gmail.com - أان ه يلقي باللوم على الثقافة البدوية. يعرج مربوك بعد ذل ك للحديث عن الطبيعة النقلية للعلوم التي كانت م وج ودة عند العرب قبل الإ س الم والتي اأث رت ب دوره ا على هيمنة النقل على العقل بعد الإ س الم. يقول:»علم العرب ال ذي كانوا يفتخرون به هو علم ل سانهم ونظم الأ شعار وتاأليف اخلطب وعلم الأخبار ومعرفة ال سري والأع صار«وبالتايل ف اإن هذه العلوم ل حتتاج سوى إاع ادة ما قاله الأ سالف وتكراره وقد أاغ ف ل م ربوك هنا اأن الكثري م ن علماء الإ س الم من أاه ايل البالد املفتوحة من الذين لديهم علوم كثرية غ ري نقلية ولديهم م ن الفنون والفل سفة والعمران مما ل يكن موجودا عند اأهايل جزيرة العرب والذين ساهموا ب شكل كبري يف متلف العلوم الإ سالمية وكان لهم أاثر عظيم يف علوم الفقه واحلديث اأفلم يكن من املفر ض أان ي ؤودي هذا اإىل حدوث تغيري فعلي لو كان الأمر فعال يقت صر على نوع وطبيعة العلوم املوجودة سابقا قبل الإ سالم فيما يتعلق بالقبيلة يرى مربوك اأن»الأ صل الواحد«أاو»اجل د امل ش ترك«ال ذي ي ع ود اإل ي ه ن سب ك ل قبيلة والتع صب على الأن ساب عند العرب ت سلل اإىل العقل العربي فانتقلت طريقة التفكري من الأ صل امل سرك يف الن سب اإىل»الن ص الأ صلي«يف الإ سالم وهنا انتقل ال ن ظ ام الأب وي إاىل ال دي ن وم ث ل م ا يتع صب ال ع رب لأن سابهم ويحافظون عليها تع صبوا اأي ضا للن صو ص وحافظوا عليها. م ق ال ع ل ي م ب ربوك ه ذا مت شعب وغ ن ي بالكثري من التحليل ال ع م ي ق خللفية هيمنة ال ن ق ل ع ل ى العقل و أا سبابه املتعددة من الثقافة وال سلطة والقبيلة لكن كما قلت سابقا وددت لو أانه تو سع يف احلديث عن دور ال سلطة يف هيمنة جانب أاحادي يف التفكري لأين اأرى ب أان له الأثر العظيم يف تهمي ش العقل. alabrikamla@gmail.com