المحاضرة الثالثة تيسير تعلم الخط العربي في األقطار العربية منذ أواخر العهد العثماني وحتى الوقت الحاضر األستاذ يوسف ذنون السبت 02 محرم - 4141 ه - 41 أيار 4111 م
44
تقديم إن موضوع تعليم الخط العربي من موضوعات الساعة التي يتعاون عليها اللغويون والتربويون والخطاطون ومع ذلك لم تستقر د ارسته على قاعدة يقرها الجميع وشكلت اللجان لمعالجته وكان هناك مقترحات لها كثيرة ولكنها هي األخرى لم تستقر إال على ما هو موروث من العهد العثماني سواء كان ذلك على نطاق القطر الواحد أو األقطار العربية واذا كان هناك ثمة تجديد فإنه محدود ولم يحقق تقدما سواء في الوظيفة أو الهدف وقد شاركت في بعض هذه اللجان و أريت ب ع د ها عن تحقيق الهدف منها مما دفعني لمعالجة هذا الموضوع بعد د ارسة متأنية تهيأت لي أسبابها والتي سيرد قسم منها في سياق هذا البحث. وقبل التوغل في هذا الموضوع أود أن أشير إلى استعمالي لكلمة "كتابة" كمصطلح للداللة على الرسوم الكتابية السائدة في االستعمال اليومي لألشخاص في األغ ارض المختلفة التي تختص بالتعبير اللغوي الصرف فهي غالبا ما تكون كتابة سريعة قد حملت مالمح شكل خط الرقعة في الكتابات الجيدة في البعض منها أو هي خليط من أشكال هي رسوم من الخط المتقدم أو غيره كخط النسخ بصورة خاصة أو صورهما المحرفة في البعض اآلخر. وكان االستعمال اآلخر هو كلمة "الخط" كمصطلح داللي على رسم الحروف التي تخضع للقواعد الفنية الدقيقة التي تميز بين الخطوط وتعطيها شكلها النهائي مثل خط الثلث والنسخ والتعليق والديواني والرقعة وغيرها مما هو معروف لدى أهل هذا الفن ولعل هذا التحديد في المعنى والفصل بين الكتابة والخط قد وجد عند بعض القدماء في القرون األخيرة ولكن لم يكتب له الرسوخ ومن أمثلته ما ذكره الزبيدي ) 1 ( حينما قال: "لما كانت الكتابة شريفة كان حسن الخط فضيلة". كذلك في إن هذا التحديد المتقدم والذي يحاول أن يسود في الوقت الحاضر لم يكن المصادر القديمة سواء في النصوص المتعلقة في الكتابة والخط أو )1( حكمة األش ارف إلى كتاب اآلفاق تحقيق: عبد السالم هارون. نوادر المخطوطات المجموعة الخامسة القاهرة 44 1131 ه 1544 م ص 73.
المؤلفات الخاصة بهما وقد تبعتها في ذلك الم ارجع الحديثة المستفيدة منها فقد كانت متداخلة في المعنى وقد تفيد معان أخرى ومنها على سبيل المثال كلمة "خط" تأتي كمفهوم للداللة على ما نسميه "اإلمالء" في الوقت الحاضر بعيدا عن المفهوم ) 1 ( الخطي الذي ألمحنا إليه فيما تقدم. وهنا يجب اإلشارة إلى أن معالجة موضوع تعليم الخط في هذه الفترة في األقطار العربية ال يمكن عزله عن تعليمه في الفترة األخيرة من أيام الدولة العثمانية ألنه امتداد له وألن أكثر هذه األقطار كانت واقعة تحت حكمها وحتى المستقلة منها كمصر فإنها في هذا الموضوع واقعة تحت تأثير التطو ارت التي حدثت وأوضح ما تكون في مجال الخط العربي. فيها كما يجدر بي أن أذكر أنني ترددت في استعمال مفردات شائعة بعضها فيه شيء من التحديد في المعنى وآخر يتردد دونه كالتعل م والتعليم والتدريس والمتعلم والتلميذ والطالب والمعلم والمدرس وقدرت أن تحديدها يفصح عنه السياق لذلك تركت ذلك لفطنة القارىء إلى أن تحد د معانيها النهائية في االستعمال. وأخي ار أود أن أذكر أن ما أقدمه في هذه العجالة هو جهد متواضع في مسيرة الخط فإن وفقت فيه فذلك بفضله تعالى وان قصرت فأكون سعيدا وحفيا بكل من يعين في هذا الجهد بما يصل به إلى الهدف األسمى الذي يسعى إليه الجميع في هذا الفن اإللهي األصيل ومنه المن ة والتوفيق. يوسف ذنون الموصل في 3 1551/4/1 م محرم الح ارم 1415 ه - ابن الس ارج )أبو بكر النحوي( ت 117 ه كتاب الخط تحقيق: عبد الحسين محمد مجلة )المورد( 1537/1 )1( ص 101. - السعدي )صالح يحيى بن السعدي الموصلي( ت 1444 ه أرجوزة في علم رسم الخط حققها: زهير ازهد وهالل ناجي مجلة )المورد( 1517/4 م ص 144. 47
مدخل لم تكن الكتابة العربية في م ارحل تكوينها التي بدأت قبل اإلسالم بحاجة إلى جهد كبير في تعلمها ألن متعلميها قلة وهم المتميزون في مجتمعاتهم وقد ارتهم الخاصة الواضحة في إقبالهم على ركوبهم مركبا غير شائع وارتيادهم ميدانا يكاد يكون محدودا في بيئتهم أو قاص ار على نخبة معينة منهم كما أن البداية في هذه الكتابة قد صحبها بساطة في رسوم الحروف ومحدودية في أشكالها نتيجة للتجارب الكتابية التي مر بها العرب في المنطقة شمال جزيرتهم في كتابات البت ارء وتدمر والحضر والرها وغيرها المستمدة من الكتابة اآل ارمية وجنوبها في قلم المسند الذي انتشر في أغلب أرجائها. لقد ولدت الكتابة العربية - كما رجح لدينا - في منطقة الجزيرة الف ارتية وضعها نفر ممن لهم خبرة في الكتابات السابقة وخاصة في الكتابة الحضرية في حدود القرن الثالث الميالدي وقد أشارت إلى ذلك المصادر العربية حينما ذكرت أن الكتابة العربية وضعها كتبة مجيدون من الطائيين في "بقة" إحدى حواضر العرب في الجزيرة الف ارتية ومن ثم انتقلت إلى "األنبار" وبعدها إلى "الحيرة" حيث اكتسبت شكلها "المبسوط" في حدود القرن الخامس الميالدي لتصل إلى "مكة المكرمة" تلك الكتابة العربية التي عرفت ب "الجزم" التي تطورت في كتابة المصحف الكريم فكانت األقالم الموزونة التي أطلق عليها فيما بعد "الخط الكوفي" ومن بعدها "الخط المنسوب" الذي يقوده خط "الثلث" فكانت مسيرة فنية عمرها أكثر من أربعة عشر قرنا غنية بالتجارب وحافلة بالثمار اليانعة التي وسمت الحضارة العربية واإلسالمية بسماتها الخالدة رفدها رجال أفذاذ من أمثال قطبة المحرر )ت 147 ه( واب ارهيم الكاتب )ت 400 ه( واسحق بن إب ارهيم التميمي )كان حيا في نهاية القرن 1 ه( وابني مقلة )ت 141 و 111 ه( ومهلل بن أحمد )ت بعد 143 ه( وابن البواب )ت 411 ه( وياقوت المستعصمي )ت 751 ه( وغيرهم من الذين كانوا مصدر اإلشعاع فيها فكانت كتابة عربية في الجانب اللغوي وخطا عربيا في الجانب الفني تعايشا بوحدة نادرة المثال فكان هذا الصرح الباذخ من الروائع التي تشكل مادة حضارة هذه األمة في المخطوطات والعمائر والتحف الباهرة في مختلف صنوف المواد في الخزف 43
والخشب في الزجاج والعاج أو النسيج أو الجلود أو النقود وفي المعادن خطا وزخرفة وتذهيبا وتصوي ار وتزويقا وتجليدا مما يصعب حصره واإلحاطة به ويبرز الخط العربي قاسما مشتركا في هذه النتاجات تذكا ار وتزيينا وتجميال حتى صار العالمة الفارفة لفنون هذه األمة. 41
تعليم الكتابة والخط نظرة في البدء والتطور في الم ارحل المبكرة من حياة الخط العربي لم يكن هناك سوى الكتابة )قلم )1( الجزم( وقد كان تعلمه فرديا في مكة المكرمة كما تذكر الروايات ولم نجد ما يفيد عن كيفية التعلم التي ربما كانت هي الطريقة التي تطرقت إليها فيما بعد بعض المصادر التي سوف ترد الحقا. وقد كانت المدرسة األولى لتعلم الكتابة هي مدرسة أسرى معركة بدر )4( المكيين الذين كان فداؤهم تعليم عشرة من صبيان المسلمين ولعدم توفر مستلزمات التعلم في هذه المرحلة سواء في المكان الذي توفر فيما بعد بما يعرف )1( بالكتاتيب أو األدوات كاألقالم وغيرها والتي توفرت الحقا كأقالم الجريد والقصب وأخي ار المواد التي استقرت على المداد والرقوق والبردي وبعد ذلك )4( الورق فقد استعيض عن كل ذلك بالرمل أو األرض المتربة يتحلق فوقها المعلم )4( والمتعلمون وتكون اإلصبع أو العصا أداة للتعلم. وقد بقيت هذه الطريقة حتى )1( الداني )أبو عمرو عثمان بن سعيد( المتوفى 444 ه المحكم في نقط المصاحف تحقيق: عزة حسن دمشق 1135 ه 1570 م ص 47. )4( ابن سعد الطبقات الكبيرة في السيرة الشريفة النبوية أو الطبقات الكبرى ليدن 1141 ه - 1115 ه 5-1.14/4 )1( حسن إب ارهيم عبدالعال فن التعليم عند بدر الدين بن جماعة ) 311-715 ه( مكتب التربية لدول الخليج الرياض 1404 ه 1514 م ص 75. )4( ينظر عن أدوات الكتابة وموادهما: القلقشندي )أبو العباس أحمد بن علي( المتوفى 141 ه صبح األعشى في صناعة اإلنشا مصورة الطبعة األميرية مصر 440/4 1571 وما بعدها. عبدالستار الحلوجي المخطوط العربي ط 4 جده 1405 ه 1515 م ص 41 وما بعدها - الصولي )أبو بكر محمد بن يحيى( المتوفي 117 ه أدب الكتاب تحقيق: محمد بهجت األثري مصر )4( 45 1141 ص 74.
)1( الوقت الحاضر في اللوحة الرملية كوسيلة معينة في التعليم التي استعملت بصورة خاصة بالحساب فكانت اللوحة الغبارية ومنها جاءت تسمية األرقام )4( الغبارية. لقد تطورت تلك الصورة عبر العصور فصارت إلى اللوح المعدني القابل للغسل بعد التمرين وربما كان ذلك امتدادا للرق الذي هو اآلخر قابل للغسل وبعد )1( التمكن من الكتابة ينتقل المتعلم إلى الكتابة على الورق )الكاغد(. )شكل - 1-.) لقد وضحت الصورة أكثر حينما حدث االنفصام بين الكتابة والخط حيث - المرزباني )أبو عبيد اهلل محمد بن عمر بن حرسي( المتوفى 114 ه الموشح مآخذ العلماء على الشع ارء في عدة أنواع من صناعة الشعر تحقيق: محمد علي البجاوي دار نهضة مصر 1574 ص 410. )1( أحمد أبو العباس ورفاقه الوسائل التعليمية في العلوم الرياضية دار المعارف بمصر 1541 ص 41. )4( محمد حسن آل ياسين األرقام العربية مولدها نشأتها تطورها مطبوعات المجمع العلمي الع ارقي بغداد 1404 ه 1514 م ص 14. )1( محمد المنوفي تاريخ الو ارقة المغربية كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية - الرباط 1551 ص 441. ابن خلدون المقدمة طبعة المكتبة التجارية الكبرى مصر د ت ص 415. 40
كان التقليد الوسيلة األولى لكليهما وهكذا استمر في الكتابة ولكن في تعلم الخط الذي صار أنواعا كثيرة ولكل نوع أشكاله الخاصة وقواعده المحددة التي حولته إلى فن قائم بذاته يحتاج إلى د ارسة خاصة تلي تعلم الكتابة ولذلك قيل إن "حرفة )1( أصول الخط وهندسته وكيفيته وحقيقته أشرف من عمله تقليدا من غير تحقيق. )شكل - 4 و.)- 1 شكل - 2 - مشق )تمرين( بخط الثلث خط عبد الرحمن )القرن الثاني عشر الهجري/ الثامن عشر الميالدي(. عن: p.46 Turkish Galligraphic Art, Turkey 1975,,EDG.FERIT )1( الزبيدي حكمة اإلش ارق مصدر سابق ص 71. 41
شكل - 3 - مشق )تمرين( بخط مصطفى ارقم المتوفي سنة 1444 ه..Sevket Rado, TURK HATTATLARI, عن: s. 198 Islanbul, 1984, إن التغيي ارت المتقدمة جعلت لتعليم الخط خصوصية على كافة المستويات كان من نتيجتها ظهور معلمين خاصين لتعليمه تتضح هذه الصورة فيما ذكره ابن خلدون عن اعتناء أهل إفريقية بالخط وم ارعاة أهل األندلس تجويد الخط والكتاب وتحدث عن أهل المشرق وكيف كان عندهم في تعليم الخط قانون ومعلمون على )1( انف ارد وقد صار تعليم الخط وظيفة معلومة عرفت في مصر في العهد المملوكي أطلق على محترفها )المكت ب( وشرطه أن يكون مجا از باألقالم )4( السبعة. وقد اشتهر بعض الخطاطين الكبار في مصر بهذا اللقب منهم اإلمام )1( العالمة أبو علي محمد بن أحمد الزفتاوي المكتب )ت 107 ه( وعبد الرحمن بن )1( المقدمة ص 411. )4( حسن إب ارهيم فن التعليم مرجع سابق نفسه ص 33. )1( الزبيدي حكمة اإلش ارق مصدر سابق ص 13. 44
يوسف الزين القاهري المكتب المعروف بابن الصائغ )ت 144 ه( والذي تصدى ) 1 ( للتكتيب فانتفع به الناس طبقة بعد أخرى وقرر مكت با في عدة مدارس. وفي العهد العثماني عرف "معلم الخط" كمصطلح سواء عن الصعيد الرسمي أو الشعبي وحتى الشخصي إلى أن أصبح وظيفة في أواخر أيامها حينما تشكلت مدرسة ) 4 ( الخطاطين على صعيد التخصص وفي المدارس االبتدائية عامة في حركة تحديث ) 1 ( التعليم في القرن الماضي وقد انتقل هذا اإلج ارء إلى البالد العربية بعد تحررها من الحكم العثماني فدخلت مادة الخط مع اإلمالء في درس اللغة العربية في المرحلة االبتدائية وامتدت إلى المرحلة المتوسطة )اإلعدادية( ) 4 (. تعتمد مادة تعلم الكتابة والخط على النموذج الكتابي الذي يكتبه المعلم للتلميذ والذي عرف في العصور الحديثة ب )المشق( ) 4 ( سواء كان حرفا أو كلمة أو جملة. )1( ابن الصائغ )عبدالرحمن بن يوسف( تحفة أولي األلباب في صناعة الخط والكتاب تحقيق: هالل ناجي تونس 1573 ص 13. )4( إدهام محمد حنش الخط العربي في الوثائق العثمانية عمان 1411 ه 1551 م. )1( إسماعيل حقي يازي أوكره تمه نك يولي مجلة "تدريسات ابتدائية مجموعة سي" استانبول "رئيس التحرير ساطع الحصري السنة األولى 1147 رومي ) 1141 ه 1510 م( العدد )4( ص 174. - يازي نك أصول تدريس معارف وكالتي نشرياتندن 4741 أستانبول 1140 ص 4. )4( ينظر: - أحمد حسن عبدالرحيم أصول تدريس اللغة العربية والتربية الدينية النجف 1114 1574 ص 54. - محمد صالح سمك فن التدريس للغة العربية والتربية الدينية ط 1 مكتبة األنجلو المصرية 1575 ص 111. - عبدالعليم إب ارهيم الموجه الفني لمدرسي اللغة العربية ط 10 دار المعارف مصر 1531 ص 145. - محمد صالح الدين على حجاور تدريس اللغة العربية بالمرحلة االبتدائية 4-1 دار العلم الكويت 1154 ه 1534 م ص 714. )4( مشق مصطلح خطي متطور بدأ بمعنى الكتابة السريعة قبل وبعد اإلسالم ومن ثم دخله معنى المد في داخل الحرف الواحد منذ القرن الثالث الهجري حتى أواخر القرن التاسع الهجري استقر بعدها للداللة على النموذج الذي يكتبه األستاذ لتلميذه عامة )التمرين( وفي رقاع الخطاطين حينما يكتبوا )مشقه( يعني أنه كتب مباشرة دونما أعداد. 41
)1( وقد أطلق عليه ابن اإلخوة )ت 345 ه( كلمة "مثال" وقد شاعت هذه الطريقة منذ البدء وفي مختلف األماكن وهذا األسلوب في التعليم قديم جدا فقد اكتشفت رقما طينية في مدرسة سي بار )جنوب الع ارق( وماري )تل الحريري قرب البوكمال في سورية( من بداية األلف الثاني قبل الميالد تحمل جملة مكتوبة في )4( أعلى الرقم كنموذج للقيام بتقليدها. إن صيغة النموذج والتقليد استمرت في مختلف العصور وحتى الوقت الحاضر سواء في تعلم الكتابة في الم ارحل األولى أو في تعلم الخط في الم ارحل التي تخصص التلميذ فيها ليكون خطاطا واالختالف األساسي بين الحالتين هو أن الخط صار له قواعد وقوانين وضوابط تعين على فهمه وسهولة تقليده بينما بقيت الكتابة شكال مقربا يعتمد على المعلم في تسهيل تعلمه وقد غلبت الطرق الفردية في تعلم الخط عبر العصور لما حقق من خصوصية مميزة وما خلق من ت اركمات فنية شكلت موروثا حضاريا ثر ا فكان التتلمذ على األستاذ مباشرة بداية أو على آثار المجيدين من أعالمه مواصلة سبيل من يرغبون في السير في تعلم الخط فنا قائما بذاته يتخطى مرحلة تعلم الكتابة. وقد حاول بعض الكتاب تقديم مادة تعين على تعلم الخط منذ القرن الثاني )1( الهجري ولعل ابن درستويه )441-143 ه( هو أول من فكر بتقديم كتاب في )4( "تعليم الخط" في أواخر القرن الثالث الهجري ثم توالت بعده المؤلفات في هذا )1( محمد بن محمد بن أحمد القرشي كتاب معالم القربة في أحكام الحسبة عني بنقله وتصحيحه روبن ليوي مطبعة دار الفنون كيمبرج 1513 ص 130. - جورج كونتينو الحياة اليومية في بالد بابل واشور ترجمة سليم طه التكريتي دار الشؤون الثقافية بغداد )4( 1407 ه 1517 م ص 101. - كليني دانيال موسوعة علم اآلثار ترجمة ليوم يوسف )جزءان( دائرة األعالم بغداد 101/1. 1550 )1( فيما توفر لدينا من مصادر ظهر منها: أن من أقدم من بحث في موضوع الخط هو: أبو الربيع محمد بن الليث الخطيب المعروف بالفقيه )ت 130 ه( في مؤلفه )كتاب الخط والقلم( ينظر: ابن النديم الفهرست ص 111. )4( ورد ذكره في كتابه )كتاب الكتاب( الذي ألفه للخليفة العباسي المعتضد باهلل )خالفته 431-415 ه - 154 44
)1( الميدان وكان بعضها على شكل قصائد أو أ ارجيز من أشهرها ارئية ابن )1( )4( البواب )ت 411 ه( وألفية شعبان األثاري )374-141 ه( لتستقر في القرن العاشر الهجري على "األمشق" التعليمية المنذجة بالرسوم فقط - التي سيرد الكالم عنها - ومع ذلك لم ينقطع التأليف على الطرق القديمة ولعل آخرها "المي ازن المألوف في وضع الكلمات والحروف" لمحمد مؤنس ازده )ت 1111 ه/ 1500 م( )4( وكانت المعالجة التعليمية مركزة على خطي الثلث والنسخ. 504 م( المطبوع عدة طبعات آخرها بتحقيق: إب ارهيم السام ارئي وعبد الحسين الفتلي مؤسسة دار الكتب الثقافية الكويت 1153 ه 1533 م ص 115 وص 31 طبعة لويس شيخو. )1( لقد أحصينا ما يقرب على مئة مؤلف في هذا الموضوع بين رسالة وكتاب أو فصول ضافية في المؤلفات الكبيرة وقد طبع البعض منها. )4( نشرت في مقدمة ابن خلدون طبعة كاترمير سنة 1141 ومن ثم توالى نشرها في عدة مؤلفات وقام بتحقيقها العالمة محمد بهجت األثري )ت 1553 ( ونشرها في تحقيقاته على كتاب سهيل أنور )الخطاط البغدادي علي بن هالل المشهور بابن البواب( ترجمة محمد بهجت األثري وعزيز سامي منشو ارت المجمع العلمي الع ارقي بغداد 1541. وقد ترجمت إلى عدة لغات منها التركية والفارسية واإلنجليزية ولها شروح متعددة من أشهرها )شرح ابن الوحيد( طبع بتحقيق: هالل ناجي في تونس 1573 وشرح ابن البصيص الذي نعده للطبع قريبا إن شاء اهلل. )1( نشرها هالل ناجي بتحقيقه في مجلة )المورد( بعنوان )العناية الربانية في الطريقة الشعبانية( في العدد الثاني سنة 1155 ه 1535 ص 441. )4( طبعه بمطبعة المدارس الميرية بمصر سنة 1414 ه. 44
الكراريس الخطية الحديثة الخاصة بالخطاطين حين استعملت النقطة كوسيلة متكاملة لوزن الحروف في الخط المنسوب في بداية العهد العثماني في القرن العاشر الهجري بعد أن كانت قاصرة على حرف األلف المكونة لمحور الدائرة التي تشكل واسطة تحقيق التناسب بين الحروف التي تعتمد الوصف اللفظي وناد ار ما يصحبها اإليضاح الشكلي عند ذلك دعت الضرورة لتقديم مادة تعليمية ال تعتمد على الوصف اللفظي وانما تسلك سبيل تقديم رسوم الحروف مع مي ازنها مسقطة بالنقاط بشكل يكاد يكون تاما فظهرت الك ارريس الخطية األولى التي أ عدت لتعليم الخط للذين يرغبون في أن يكونوا خطاطين في المستقبل وقد بدأت بك ارريس مشق الحروف المركبة ثم تطورت إلى )1( ك ارريس األمشق المحسنة في أواسط القرن الثالث عشر الهجري )التاسع عشر الميالدي( واستمرت حتى الوقت الحاضر في البالد العربية وبعض البلدان اإلسالمية ويمكن إيضاح ذلك بإلقاء نظرة عجلى تشكل مدخال لهذه المواضيع: 1- أمشق الحروف المركبة: )4( تكون هذه األمشق على شكل ك ارس أو د ر ج تت اروح بين ستة عشر صفحة إلى عشرين تبدأ بالبسملة والدعاء بالتيسير يلي ذلك رسم حروف الهجاء المفردة وبعدها ترسم الحروف المركبة من حرفين بالتسلسل المشرقي دون تك ارر الحروف المفردة غير المتصلة أو الحروف التي لها شكل واحد ولكنها تختلف بوضع النقط أو عددها فتبقى صور عشرة حروف هي: ب ج س ص ط ع ف ك م ه وناد ار ما يضاف حرف الالم أو الالم ألف وتختم الك ارريس بعبا ارت )1( ك ارسة جزء من كتاب يحوي في الغالب ثماني ورقات. وهو ما يقابل في وقتنا هذا )الملزمة( في المصطلح الطباعي وقد ورد ما يفيد هذا المعنى في تجليد الكتب في "عمدة الكتاب وعدة ذوي األلباب" المنسوب البن باديس تحقيق: عبد الستار الحلوجي وعلي عبد المحسن زكي المنشور في "مجلة معهد المخطوطات العربية" 1151/1 ه 1531 م ص 143. )4( در ج: هو لصق صفحة بأخرى عددها نحو عشرين صفحة ينظر: الو ارقة مجلة المقتطف 1111/3 47 ص 153.
تعطي ت اركيب لكلمات تحتوي أكثر من حرفين وقد اقتصرت هذه الك ارريس على خطي الثلث والنسخ في الك ارسة الواحدة وربما كانت على شكل د ر ج وأقدم ما )1( وصلنا منها ك ارسة الشيخ حمد اهلل األماسي المعروف بابن الشيخ )ت 547 ه( أرس المدرسة العثمانية في الخط وقد استمرت هذه الك ارريس يكتبها الخطاطون حتى نهاية العهد العثماني بتواصل كبير إال أنها اختفت بعده إال من عدد محدود ال يكاد يذكر )الشكل - 4 -( ومن من كتب شكل - 4 - مشق )تمرين( بخط مصطفى ارقم المتوفي سنة 1444 ه. عن: p. 32 Turkish Calligraphic Art,,EDG.FERID )4( هذه الك ارريس من الخطاطين العثمانيين الحافظ عثمان )ت 1110 ه( ومحمد )1( شوقي )ت 1104 ه( وقد كانت في البدء غير مسقطة بالنقاط إال أنها اعتمدتها )1( ينظر عنه:.Muhittin Serin, HATTAI, SEYH HAMDULLAH, istanbul, 1992 - - مصطفى أوغردرمان فن الخط تاريخ ونماذج من روائعه على مر العصور. ترجمة صالح سعداوي مركز األبحاث للتاريخ والفنون والثقافة اإلسالمية أستانبول 1411 ه 1550 م ص 10 و 117. )4( ينظر عنه: - كمال جيغ istanbul, 1948.KAMAL GIG, HATTAT HAFIZ OSMAN EFENDI, - درمان المرجع السابق نفسه ص 144. )1( درمان المرجع السابق نفسه ص 405. 43
.)- 4 في األخير على األغلب )الشكل - )1( إن هذه الطريقة طبقت على خط "التعليق" بتأثير ك ارريس الثلث والنسخ في أوائل القرن الحادي عشر ولعل ك ارسة مير عماد الحسني )ت 1044 ه )4( 1714 م( الذي كتب النموذج األجمل من أقدمها في هذا الخط )الشكل- -( 7 وقد حاول بعض الخطاطين المعاصرين وضع ك ارريس في خطوط الديواني وجلي الديواني والرقعة على الطريقة نفسها وكان في مقدمتهم الحاج مصطفى )4( )1( حليم )ت 1114-1114 ه 1574-1151 م( ومصطفى نزالن )ت 1511 م(. )1( التعليق: يطلق على هذا النوع من الخط خط )التعليق( عند العثمانيين وقد استمرت هذه التسمية في تركية حتى الوقت الحاضر وتطلق عليه نفس التسمية في الموصل أما في شرق العالم اإلسالمي فيطلق عليه خط )النستعليق( ويعرف في بغداد وبالد الشام ومصر بالخط الفارسي وهو تطور لخط التعليق القديم ظهرت أشكاله األولى منذ القرن الخامس الهجري. )ينظر عنه: عبدالفتاح عبادة انتشار الخط العربي في العالم الشرقي والعالم الغربي مطبعة هندية مصر 1514 م. ص 41 و 71 (. )4( مهدي بياني أحوال وآثار خوش نويسان نستعليق نويسان )ثالثة أج ازء( جامعة طه ارن طه ارن 1147 ]شمسي هجري[ ) 1113 ه 1571 م( 411/4. )1( هاشم محمد الخطاط المرحوم الحاج مصطفى حليم الخطاط التركي المعروف مجلة )التربية اإلسالمية( بغداد العدد ال اربع ذو القعدة 1114 ه مارت 1574 م ص 44. )4( مجلة مدرسة تحسين الخطوط الملكية ت ارجم بعض مشهوري الخطاطين السابقين مصطفى غزالن العدد األول 1174 ه 1541 م ص 44. 41
شكل - 5 - حروف مركبة من ك ارسة محمد شوقي سنة 1434 ه بخط الثلث والنسخ. 45
شكل - 6 - حروف مركبة بخط النستعليق من ك ارسة مير عماد الحسني المتوفي سنة 1044 ه/ 1714 م. عن: S.87.Sevket Rado, TURK HATTALARI, 70
2- األمشق المحسنة: ظهرت األمشق المحسنة كنتيجة طبيعية لمتطلبات التحديث واإلصالحات التي تمت في هذه الفترة في الدولة العثمانية وخاصة إصالحات السلطان محمود الثاني ) 1 ( )حكمه 1444-1441 ه 1115-1101 م( وكان في مقدمتها تحديث التعليم. وأقدم ك ارسة صدرت في هذا االتجاه في سنة 1445 ] 1141 م[ وكان عنوانها ) 4 ( "مجمعة بحسن خطوط متنوعة عثمانية" وفيها قواعد خطوط الثلث والنسخ والتعليق والديواني والسياقة والرقعة ولوحة جلي الديواني وطف ارء السلطان محمود والسلطان عبد المجيد )حكمة 1433-1444 ه/ 1171-1115 م( وهنا يالحظ دخول عامل جديد أال وهو الطباعة التي كانت ممنوعة وتظاهر الخطاطون ضدها صارت أكبر أداة في خدمة الخط والخطاطين بعد أن سمح باالستفادة منها في الكتب غير الدينية أول ) 1 ( األمر. تلي ذلك النقلة الكبيرة والمؤثرة في األمشق المحسنة بصدور ك ارسة الخطاط ) 4 ( العثماني محمد عزت ) 1140-1443 ه/ 1501-1141 م( وأخيه الحافظ ) 4 ( تحسين )1110-1471 و 1143-1514 م( سنة 1454 ه ) 1134 م( وقد غطت الخطوط الشائعة وهي الثلث والنسخ والتعليق والديواني وجلي الديواني والرقعة واإلجازة وصدرت تحت عنوان "ترجمان خطوط عثمانية ثلث نسخ رقعة ديواني وتعليق وجلي ديواني وخط أجاز تدن عبا ارت مشق مجموعة سيدر" وهي تقوم على توظيف أوضاع المسا ارت المشتركة في رسم الحروف في اختصار عدد أشكالها والخروج منها بعدد محدود نتيجة المقارنة بينها والتقريب وتحديد األشكال األساسية فيها بقصد اختصار الوقت في تعلم الخط انسجاما مع إيقاع العصر وتواصال مع )1( سيار كوكب علي الجميل تكوين العرب الحديث 1517-1417 جامعة الموصل 1551 ص 113. )4( شاهدت نسخة منها في مكتبة الفنان التشكيلي ال ارئد المعروف في الع ارق عاصم حافظ )1531-1117( التي كانت د ارسته في استانبول في العهد العثماني ولم أتحقق من معدها وهي طبع: باي تخت طبعخانة رهبانان قتولكان في استانبول سنة 1445. )1( كمال مظهر أحمد/ الطباعة بين غوتينبورغ وخطاطي استانبول مجلة )آفاق عربية( بغداد 1531/4 ص 111..ibnülemin, M.K. I, Son Hattatlar, istanbul. 1955, s.163 )4( )4( ابن األمين محمود كمال اينال الخطاطون المتأخرون المرجع السابق نفسه بالتركية 441. 71
3 - - عملية تحديث التعليم التي سارت في البالد العثمانية - و 1 و 5 -(. المارة الذكر )الشكل 74
71
74
74
وقد جرت م ارجعة عليها من قبلهما سنة 1107 ه ) 1115 م( تم إج ارء بعض التعديالت في األسلوب والقواعد وخاصة قواعد خط الرقعة الذي تركز بشكله األجمل والذي اعتمد في الغالب في هذا الخط وصدرت بعنوان "خطوط عثمانية ثلث نسخ رقعة ديواني وتعليق وجلي الديواني وخط أجاز تدن عبا ارت مشق مجموعة سي" وقد طبعت عدة م ارت في استانبول وطبعت في مصر بعنوان "أثر محمد عزت" عدة طبعات وال ازلت تطبع في مصر حتى الوقت الحاضر.)الشكل - 10 و 11 و 14 (. ومن أشهر األمشق التي أعدت وطبعت على النهج الذي اختطه عزت وأخوه ك ارسة "قواعد الخط العربي" للخطاط هاشم محمد البغدادي )1513-1534 م( ) 1 ( رحمه اهلل التي ال ازلت طبعاتها هي األخرى تترى في البالد العربية واإلسالمية. إن هذه األمشق تمثل استم ار ار لألمشق المعدة لتعليم ال ارغبين في أن يكونوا خطاطين وهي تعتبر متطورة أو متقدمة كثي ار على األمشق السابقة الممثلة في أمشق الحروف المركبة وهذا ال يعني اختفاء مثل هذه األمشق وانما استمرت بشكل محدود أو كان في بعضها تداخل بين الطريقتين ومن أمثلتها ك ارسة الخطاط سيد إب ارهيم ) 4 ( )1153-1554 م( الموسومة "فن الخط العربي" فهي تجمع بين أمشق الحروف ) 1 ( المركبة واألمشق المحسنة وتتميز بكثرة نماذجها. )1( صدرت طبعة ك ارسة "قواعد الخط العربي" األولى سنة 1111 ه 1571 م في بغداد وقد تواصل طبعها بعد ذلك في بغداد وبيروت والقاهرة وطنطا واستانبول وطه ارن وك ارجي. وعن هاشم ينظر ما كتبه الباحث في الموسوعة اإلسالمية الصادرة في استانبول في مادة "هاشم" وكذلك: أوهام محمد حنش األنامل واألثر سيرة فنية للخطاط هاشم محمد البغدادي جميعة الخطاطين الع ارقيين بغداد 1553 م. )4( فوزي سالم عفيفي د ارسات في الخط العربي وأعالمه )الكتاب ال اربع( سيد إب ارهيم محمد الشحات طنطا 1554 ص 7. )1( صدر منها ثالثة طبعات كانت األخيرة منها سنة 1151 ه 1531 م وهي مزيدة وموسعة في الخطوط والنماذج أما طبعتها األولى فقد كتبت سنة 1170 ه 1541 م. 77
شكل - 11 - غالف ك ارسة محمد عزت وحافظ تحسين 1107 ه )خطوط عثمانية(. 73
شكل - 11 - صفحة من ك ارسة محمد عزت وأخيه 1107 ه بخط الرقعة. 71
شكل - 12 - صفحة أخرى من ك ارسة محمد عزت وأخيه 1107 ه بخط الرقعة. 75
الكراريس المدرسية ظهرت الك ارريس المدرسية نتيجة لتحديث التعليم في القرن الماضي في الدولة العثمانية وانتشار المدارس وخاصة المدارس الرشدية )المتوسطة( في عموم )1( البالد بما فيها البالد العربية عليها )4( "حسن خط" التي أدخل الخط العربي فيها كمادة أساسية أطلق )1( وقد ساعد على ذلك انتشار الطباعة في هذه الفترة التي مكنت من توفير األعداد الالزمة من الك ارريس التي يحتاجها التالميذ مهما كانت أعدادهم يضاف إلى ذلك توفر معلم هذه المادة النتشار الخط في هذه الدولة باعتباره إحدى ركائز المقومات الشخصية في أف اردها بدءا بالسلطان وحتى أصغر )4( موظف في هذه الدولة ولذلك كثر الخطاطون كثرة واضحة كما أن للقلم المستعمل في تلك الفترة لتعلم الكتابة دور كبير في نجاح هذه المادة حيث أن تعلم الكتابة يتم بوساطة قلم القصب ذي ال أرس العريض أو ما ينوب عنه من األقالم المعدنية )الريشة والسالية( الذي لها الموصفات نفسها )الشكل وهو الوسيلة المطلوبة ذاتها في تعلم الخط. )- 11 - )1( فاضل مهدي بيات التعليم في الع ارق في العهد العثماني مجلة المورد 1554/1 ص 45 1554/4 ص 10. )4( إسماعيل حقي مرجع سابق نفسه ص 174. )1( كمال مظهر أحمد مرجع سابق نفسه ص 111. )4( محيي الدين سرين صنعتنا الخطية ترجمة مصطفى حمزة دمشق 1414 ه 1551 ص 31. 30
31
شكل - 13 - قلم الخط )القصب( وطريقة إعداده والمحبرة والليقة. عن: يوسف ذنون قواعد خط الرقعة الموصل 1531 ص 4 و 7. إن هذه الك ارريس تعتبر امتدادا متطو ار ومبسطا لألمشق السابقة الواردة في ك ارريس األمشق المركبة بحيث تتناسب مع قد ارت التالميذ في أعمارهم المختلفة وقد جرى التركيز فيها على خط الرقعة باعتباره خط الكتابة االعتيادية الشائع منذ أواسط القرن الماضي وحتى الوقت الحاضر ولذلك كانت على شكل أج ازء يت اروح عددها بين أربعة أج ازء إلى عشرة على األغلب لكي تتوزع على الصفوف المختلفة ويستهل رسم الحروف وت اركيبها أعيدت رسومها بمسا ارت أو حدود منقطة )الشكل 14 و 13 و 17 و 14 - رسومها الخفيفة التي يسرها التقدم الطباعي فيما بعد -( في الك ارريس األولى ثم تحولت إلى يالحظ أن شيوع هذه الك ارريس المدرسية المتدرجة من الحروف إلى مقاطع من حرفين أو ثالثة ثم إلى جمل مختلفة يكاد يكون عاما في كل ك ارريس البالد العربية واالختالف بينها يتركز على اختالف الجمل المسط رة والتي غالبا ما تكون من العبا ارت التربوية سواء كانت آيات من القرآن الكريم أو األحاديث النبوية أو الحكم أو غيرها أو اختالف الخطاطين الذين تولوا أعدادها أو أعداد خطوطها )1( وقد كان من أوائلها ك ارسة الرقعة للخطاط عبد الر ازق عوض التي أقرتها و ازرة المعارف العمومية بمصر في المدارس األميرية سنة 1501 )الشكل - 11 و 15 ( )1( عبد الر ازق عوض: فوزي سالم عفيفي د ارسات في الخط العربي وأعالمه )الكتاب األول( طنطا 1554 ص 44. 34
- شكل - 14 ك ارسة دليل الصبيان المدرسية لمحمد عزت معلم حسن الخط في المكتب السلطاني المتوفى سنة 1140 ه/ 1501 م. 31
34
شكل - 15 - نماذج من ك ارسة دليل الصبيان المدرسية لمحمد عزت. 34
شكل - 16 - ك ارسة تعليم الخط العثماني المدرسية )أثر مكتب سلطاني حسن خط معلمي أحمد ورفيقي إسماعيل حقي( )د.ت(. شكل - 11 - نماذج من ك ارسة تعليم الخط العثماني. يالحظ أن شيوع هذه الك ارريس المدرسية المتدرجة من الحروف إلى مقاطع من حرفين أو ثالثة ثم إلى جمل مختلفة يكاد يكون عاما في كل ك ارريس البالد العربية واالختالف بينها يتركز على اختالف الجمل المسط رة والتي غالبا ما تكون من العبا ارت التربوية سواء كانت آيات من القرآن الكريم أو األحاديث النبوية أو الحكم أو غيرها أو اختالف الخطاطين الذين تولوا أعدادها أو أعداد خطوطها )1( وقد كان من أوائلها ك ارسة الرقعة للخطاط عبد الر ازق عوض التي أقرتها و ازرة )1( عبد الر ازق عوض: فوزي سالم عفيفي د ارسات في الخط العربي وأعالمه )الكتاب األول( طنطا 1554 37
11 - المعارف العمومية بمصر في المدارس األميرية سنة 1501.)- )الشكل و 15 33 ص 44.
شكل - 11 - ك ارسة عبد الر ازق عوض المدرسية في خط الرقعة )الرفعة في تعليم الرقعة( )4( مصر ) 1111 ه 1500 م(. 31
شكل - 11 - صفحة من ك ارسة عبد الر ازق عوض المدرسية )رقم 4( الرفعة في تعليم الرقعة ص 1. 35
)1( ثم توالت بعهدها ك ارريس الخطاطين اآلخرين من أمثال علي إب ارهيم وسيد )4( )1( )4( إب ارهيم ونجيب هواويني ومحمد علي المكاوي وغيرهم وفي لبنان نسيب )1( )3( )7( )4( مكارم وكامل البابا وكان في سوريا حلمي حباب واب ارهيم الرفاعي وفي )10( )5( الع ارق صبري الهاللي وهاشم محمد البغدادي وفي فلسطين واألردن )11( )14( )11( عبدالقادر الشهابي وحسام شتية ومحمد صيام وفي تونس محمد صالح )1( )14( الخماسي وفي المملكة العربية السعودية محمد طاهر الكردي المكي وقد )1( علي إب ارهيم ت 1547 : فوزي سالم عفيفي المرجع السابق نفسه ص 47. )4( سيد إب ارهيم )1554-1153( فوزي سالم عفيفي د ارسات في الخط العربي وأعالمه مرجع سابق ص 7. )1( نجيب هواويني: فوزي سالم عفيفي د ارسات )الكتاب األول( مرجع سابق ص 57. )4( محمد علي المكاوي )1534-1500( فوزي سالم عفيفي نشأة وتطور الكتابة الخطية العربية ودورها الثقافي واالجتماعي الكويت 1400 ه 1510 م ص 445. )4( نسيب مكارم )1531-1115( سامي مكارم الشيخ نسيب مكارم مجلة )تاريخ العرب والعالم( 1535/5 ص 44 1535/10 ص 11. )7( كامل البابا )1551-1504( مجلة )الخطاط( العدد 4 في رجب 1414 ه. شباط/ فب ارير 1554 م - أخبار ونشاطات ص 11. )3( حلمي حباب: معروف زريق موسوعة الخطوط العربية وزخارفها دمشق 1414 ه 1551 م ص 151 م. )1( إب ارهيم الرفاعي )1511-1504( محيي الدين نجيب باذنجكي معالم الخط العربي حلب 1411 ه 1551 م ص 174. )5( صبري الهاللي )1541-1500( وليد األعظمي ت ارجم خطاطي بغداد المعاصرين الجزء األول بيروت 1533 ص 403. )10( هاشم محمد البغدادي )1531-1513( هادي الحمداني وعبداهلل عبدالرحيم السوداني مها ارت في الخط العربي و ازرة التربية بغداد 1410 ه 1550 م ص 37 و 14 و 54. )11( عبدالقادر الشهابي: محمد صيام رياض الخط العربي مركز إحياء الت ارث العربي - الطيبة 1550 ص 414. )14( حسام شتية محمد صيام المرجع السابق نفسه ص 411. )11( محمد صالح حسن صيام )1550-1513( قسطندي شوملي ورفاقه معرض الخط العربي الثالث جامعة بيت لحم 1514 ص 15. )14( محمد صالح الخماسي )1554-1510( الحبيب شيبوب محمد صالح الخماسي و ازرة الثقافة - تونس 10
استعانت بعض البالد العربية بك ارريس الدول األخرى أو استعانت ببعض خطاطيها إلعداد ك ارريس لمدارسها أو اعتمدت الك ارريس المطروحة للمدارس تجاريا وأغلبها من لبنان بصورة خاصة. اعتمدت هذه الك ارريس خط الرقعة أساسا باعتباره شكل الكتابة االعتيادية وصحبها خط النسخ باعتباره الشكل األوضح والمعتمد في تعليم الكتابة في الصفوف األولى من المدارس االبتدائية وكان بعضها يتعدى ذلك إلى الخطوط األخرى كالتعليق والثلث ألغ ارض فنية بحتة إن هذه الك ارريس قد حافظت بصورة عامة على الطريقة التقليدية في عرضها للنماذج )األمشق( المعتمدة للمحاكاة كما ذكرناها فيما سبق وان كانت ال تخلو من بعض المحاوالت التي تيسر فهم األشكال الخطية اختلفت من ك ارسة ألخرى خاصة فيما يتعلق بإدخال األلوان أو إضافة بعض الرسوم اإليضاحية أو تلوين السطور أو إضافة بعض الشروح المساعدة في إرشاد التالميذ في هذا الدرس في النواحي التي تيسر عليهم عملية التعلم أو بعض الشروح التي تيسر فهم األشكال الخطية. )4( ويمكن أن نعتبر ما قدمه في هذا المجال الخطاط عبد الر ازق محمد سالم في كتابه "الطرق الخاصة بتدريس الخط العربي" وك ارريس "بداية الكتابة لتحسين خط الرقعة" و"بداية الكتابة لتحسين خط النسخ" و"الهادي في تعليم خط الرقعة" و"الهادي في تعليم خط النسخ" أول تطور حديث في تيسير تعلم الخط حيث اعتمد تحليل الحروف بواسطة األلوان والقاء الضوء على العالقات بين أج ازئها وكذلك أدرك الفوارق بين الكتابة االعتيادية والخط ولكنه اعتمد طرق التقليد والمحاكاة دون.1554 )1( محمد طاهر الكردي المكي )1510-1501( - يوسف ذنون محمد طاهر الكردي المكي الخطاط جريدة )الع ارق( العدد 1441 في 1551/1/4. - أحمد علي وعبد اللطيف بن عبداهلل بن دهيش محمد طاهر الكردي الخطاط حياته وآثاره الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون الرياض )د.ت(. )4( أو عبد الر ازق سالم وكلتا التسميتين وردتا في مطبوعاته من مواليد سنة 1501 وقد لقيته سنة 1513 صحبة األستاذ فوزي سالم عفيفي تلميذه ولكنه كان في حالة مرضية قد أثرت على ذاكرته وقد ترجم له األستاذ فوزي في كتابه نشأة وتطور الكتابة الخطية مرجع سابق ص 470. 11
ضوابط وأسس محددة لتساعد على التعلم )الشكل - 40 -( وبالرغم من تفوق هذه الطريقة وظهورها على األساليب السابقة في تعليم الخط وتشخيص الفوارق بينه وبين الكتابة إال أنها لم يكتب لها االنتشار إال بشكل محدود في بعض البالد العربية كالسعودية والذي ال شك فيه أنها قد أثرت فيما صدر بعدها من ك ارريس في التوجه نحو مالحظة األج ازء المشتركة في أشكال الحروف التي المستها الك ارريس التي سبقتها بشكل محدود وكان الت ارجع إلى الك ارريس األسبق هو السائد. 14
شكل - 21 - نموذج من تحليالت الرقعة والنسخ في الطرق الخاصة لعبد ال ارزق سالم ص 7 و 44. 11
إن حدث العودة إلى طريقة الك ارريس السابقة قد صحبته بعض التغيي ارت التي لوحظ فيها بعض متطلبات الجانب التربوي والتعليمي حيث تركزت الجهود على ربط الصفوف األولية بخط النسخ خط ق ارءة المتعلم باعتباره األوضح شكال يليه خط الرقعة في الم ارحل التالية باعتباره األسرع في الكتابة مع مقدمات مساعدة في التخطيط وربط األشكال المجردة بالواقع بطرق مشوقة في اإلخ ارج والتلوين )1( ومن أمثلتها ك ارريس "دفتر الكتابة" مع وز ارة التربية والتعليم األردنية الصفوف األولية. التي ساهم فيها مجمع اللغة العربية األردني التي شكلت مادة كتابية مساعدة لكتب الق ارءة في كما دخل عنصر جديد مساعد في تيسير تعليم الخط العربي حيث خصصت مؤلفات تعنى بتعليمه بعد أن كان ضمن كتب أصول تدريس اللغة العربية عالجته كدرس قائم بذاته ومرجع ذلك أن ه أدخل كمادة مستقلة ألول مرة في مناهج التدريس في دور ومعاهد إعداد المعلمين وخاصة في الع ارق سنة 1574 وكانت اإلصدا ارت فيه محدودة على شكل مالزم أول مطبوع صدر في مصر سنة 1531 توزع على الطلبة وكان بعنوان "الطرق الفنية الخاصة بتدريس )4( الخط العربي" تأليف لجنة من المختصين في اللغة والخط العربي توالت بعده )1( مؤلفات أخرى لمعروف زريق )4( وفوزي سالم عفيفي الذي كان له جهد كبير في )1( إعداد عبدالكريم الحياري ورفاقه عمان 1414 ه 1554 م. )4( صدر عن دار المعارف بمصر من تأليف عبد العليم إب ارهيم محمد ورفاقه وأعيد طبعه في بيروت سنة 1517 باسم المدعو عباس علي مناصفي وكأنه من تأليفه دون حياء وال خجل بعنوان "األصول الفنية لتدريس الخط العربي" وهو يمثل السطو الكامل للكتاب واالعتداء على التأليف والمؤلفين وقد صدر عن )دار القلم( لصاحبها أحمد كرم الطباع. )1( صدر بعنوان "كيف نعلم الخط العربي" عن دار الفكر - دمشق 1404 ه 1514 م. )4( أصدر مجاميع عدة تصب جميعها في مجال تعليم الخط والثقافة الخطية منها: سلسلة "تعليم الخط العربي" المؤلفة من ثمانية كتب طبعت في طنطا 1554-1515 وكذلك "حول مناهج تعليم الخط العربي" المؤلفة من خمسة أج ازء طبعت في طنطا أيضا سنة 1554-1551 وأحدثها كتاب "تعلم الخط العربي" المكون من 14
هذا المجال في مصر فأصدر سالسل متعددة من الكتب التي تعالج موضوعات تعليم الخط وكان تركيزه على الجانب الفني. إن هذه الصورة التي يالحظ فيها السعي الحثيث لالرتقاء بتعليم مادة الخط العربي والجهود الكبيرة التي بذلت في شتى األقطار العربية للنهوض به كانت نتائجه محدودة وال تتناسب مع هذه الجهود ويعزى السبب في ذلك إلى عوامل متعددة تنبه البعض من دارسي تعليم هذه المادة إليها وجرت محاوالت لمعالجة بعضها وبقي البعض اآلخر دون المساس به بالرغم من أهميته في تحقيق أهداف تعليم هذه المادة وإللقاء بعض األضواء عليها نستعرض سريعا ما يغني في ذلك دون الدخول في تفاصيل الجوانب التربوية والتعليمية والنفسية والفنية التي تنطلق منها هذه العوامل ألنها مطروحة في مضانها بما ال حاجة لمزيد من تك ارره. 1- المتعلم: يقوم الخط العربي في المتعلم على مستوى قواه العقلية وتطورها وما يمكن أن تحققه من استيعاب لمادة هذا الدرس ومدى تواصلها مع تطور مستوى المهارة اليدوية وخاصة األصابع ويرتبط هذا وذاك مع تطور مستوى المالحظة البصرية عند المتعلم يحكم ذلك مقدار الرغبة التي يحملها في تعلم هذه المادة وهذه تساعد على التغلب على مصاعب هذا الدرس وتعمل على رفع مستوى التركيز إلنجاح العملية التعليمية برمتها وتنطلق هذه األمور مما يطلق عليه تطور الطفل الفني وهو علم يحتاجه من يتصدى للعملية التربوية والتعليمية في تدريس الخط العربي. 4- المعلم: أن الخط العربي علم وفن ولذلك يحتاج إلى معلمين )األول( المعلم عامة وهذا معلم الكتابة وكل ما يحتاجه هو أن نوفر له مادة الدرس وللتلميذ أما )الثاني( فإن له مواصفات خاصة وهذا ما لم تعمل على توفيره النظم التعليمية السائدة في األقطار العربية إال في اآلونة األخيرة وفي بعضها كالع ارق ثالث أج ازء طبع دار الكتاب العربي في دمشق سنة 1417 ه 1557 م. 14
ومصر وحتى هذه تخضع للمد والجزر وتختلف في مستوى اإلعداد ولم تستقر حتى الوقت الحاضر. االهتمام المناهج: 1- تختلف مواقف األقطار العربية في مناهجها من حيث بموضوع الخط العربي رغم اتفاقها على أهميته في الجانب الكتابي إال أنها تتفاوت في االلت ازم بهذا المنهج علمية وتطبيقيا وبسط القول في ذلك يطول واألهم في هذه المناهج أنها لم تخصص درسا خاصا بالكتابة أو الخط وانما وضعته واإلمالء في درس واحد ضمن دروس مادة اللغة العربية المثقلة بمفردات الق ارءة والنحو واإلنشاء التي تطغى عليه فيستغل درسه النصفي فيها فينتهي درس الخط ويبقى مجرد سطور يضمها المنهج. -4 على وفق المنهج - الك ارريس: وهي الدفاتر المخصصة في المدارس لتحسين الكتابة والخط وقد مر بنا تطورها - وقد وقفت عند حد عرض الشكل الحرفي وتعليمه أو محاكاته بمساعدة مؤش ارت إضافية محددة أو تحليل مكوناته وهذا ال يكفي لفهمه واستيعابه ومن ثم القدرة على إجادته أو على األقل صحة رسمه. -4 لوازم الخط ومتغي ارتها: لقد )1( كان قلم القصب ب أرسه العريض األداة المستعملة في الكتابة والخط مع الحبر في أوائل هذا القرن ولكن دخول القلم المدبب ال أرس ساحة التعليم سواء كان قلم الرصاص أو قلم الحبر الحديث أو القلم )1( تنوعت األقالم ذات الرؤوس العريضة وعلى أرسها قلم القصب بنوعيه المحلي والواسطي الذي يطلق عليه في الوقت الحاضر )الفارسي( ويسمى قلم القصب عموما أو المحلي: قلم البوص أو قلم الغاب أو قلم البسط وقد ظهرت في القرن الماضي األقالم ذات الرؤوس المعدنية )الريشة( وتسمى أرسها في الع ارق )السالية( وفي مصر )السن( وهناك من يطلق على ال أرس الريشة وقد طرحت في الوقت الحاضر أقالم حبر للخط وكذلك أقالم سحرية عن موضوع أقالم القصب وأنواعها ينظر: - األنطاكي )داود( تذكرة أولي األلباب والجامع للعجب العجاب المطبعة اليمنية - مصر 1101 ه 411/1 )مادة قصب(. 17
الجاف أو القلم السحري )الماجيك( قد أوجد هوة في التعليم باعدت بين الرسم الكتابي والرسم الخطي فحدث االنفصام الذي ناد ار ما عولج وكانت نتائج ذلك ما ن اره من رداءة كتابات هذا الوقت عامة. 7- الخط وطرق التعليم الحديثة: إذا استثنينا بعض المعالجات التربوية في تعليم الكتابة والخط فإننا نرى أن المعالجات السابقة تعتمد على الخطاطين وهم جهة فنية تتعامل مع هذه المادة من وجهة نظرها وليست من الوجهة التربوية واألساليب التعليمية الحديثة التي وفرت لها الد ارسات المتخصصة األساليب التي تيسر عملية التعلم التي كانت اإلفادة منها في الدرس محدودة. 3- عوامل متفرقة أخرى: نذكر منها ضعف الوسائل المعنية في هذا الدرس سواء منها القديمة أو الحديثة )الوسائل السمعية البصرية( وهذه وان كانت من مهام المعلم أو المؤسسة التعليمية إال أن لها عالقة مباشرة بأط ارف أخرى مطلوب منها نشر الوعي الخطي والذي ول د قلة الحماس أو التصور من أن الخط مواهب أو من أغ ارض أخرى سيئة القصد هي التي حجمت هذه المادة وجعلت مسيرتها متعثرة رغم االهتمام الكبير في بعض األقطار العربية بها على عكس بعض البالد اإلسالمية التي تهتم بالخط العربي كتابة لها مثل إي ارن والباكستان أو باعتباره فن ا قوميا لها مثل تركية. 13
تجربة الباحث الخاصة في تعليم الكتابة والخط العربي لقد أتيحت للباحث فرصة نادرة على الصعيد التعليمي العام سنة 1530 في مدينة الموصل بصورة رسمية وانعكست على القطر وكان لها نتائج واضحة على الصعيد الكتابي الذي كان هو الهدف األساس وعلى الصعيد الخطي الذي جاء عرضا بنتائج جيدة هو اآلخر التي هيأتها للباحث مديرية التربية محافظة نينوى في الموصل في شخص مديرها آنذاك السيد عبدالقادر عز الدين في حينها وبدعم من السيد وزير التربية الدكتور عبدالستار الجواري رحمه اهلل على نطاق المحافظة ومن ثم القطر الع ارقي بعد تجربة واضحة النجاح في معهد المعلمين في الموصل التي بدأت مع افتتاحه سنة 1574 وقد عهد إلى الباحث تدريس مادة الخط العربي فيه وأصول تدريسه إضافة إلى تدريسه مادة التربية الفنية وأصول تدريسها. وإليضاح المسا ارت التي سلكها الباحث في محاولته لتحقيق نقلة نوعية تيسر تعلم الخط العربي والكتابة بما يتناسب والمعطيات الحديثة التي قدمتها طرق التعليم المستمدة من الد ارسات المتطورة في ميادينها المختلفة سواء كانت تربوية أو تعليمية أو فنية أو غيرها لتحقيق أهداف هذه المادة بما يتناسب وتناغمها مع إيقاع العصر وكان االنطالق من وضوح الهدف الذي يتمثل في تحسين الكتابة االعتيادية المرتكزة أساسا على الوضوح في الرسوم والسرعة في األداء والجمالية المؤثرة في الشكل. ولتحقيق هذه األهداف ارتكز الباحث على توظيف م ارحل تطور فن الطفل في سبيل خلق التوافق بين قد ارت الطفل ومستوى المادة المعطاة التي هي األخرى تناغمت مع األساليب الحديثة في طرق التدريس والتدرج فيها من األسهل إلى السهل وال يتوفر ذلك إال بفهم دقيق للمادة في جوانبها المختلفة علما وفنا وتاريخا تتوضح من خالل أبعاد المادة والمتغي ارت التي ط أرت عليها مع متابعة مسيرة تعليمها عبر عمرها الطويل وخاصة في الفترة المعاصرة التي تسارعت فيها هذه 11
العملية بما يتناسب والجهود التي بذلت فيها مع عدم إغفال الد ارسات الميدانية ومحاولة التخطيط للتطوير وتحقيق نقلة حقيقية في مختلف الجوانب فكان من نتيجة ذلك التوصل إلى مسار جديد في تعليم الكتابة والخط العربي ثبت نجاحه بعد تجربته على نطاق واسع وفي عدة أقطار وقد أخذت به و ازرة التربية في الع ارق وعم م على مدارسها نلخص أبعاده العملية فيما يلي: 1- التفريق بين الكتابة والخط: إن الهدف األساسي في المدارس هو تحسين الكتابة االعتيادية تعبر عنها المقولة القديمة المعروفة القائلة أن "الخط ما يق أر وما ازد عليه فهو نقش" وهذا ال يمنع أن يفاد من الخط الفني لخدمة هذا الهدف باإلضافة إلى ربط التلميذ بفنون أمته التي تكسبه الشخصية المتكاملة وهذا يتم بفسح المجال للخط العربي في الم ارحل المتقدمة من الكتابة إضافة إلى ما يأخذه التلميذ في دروس التربية الفنية ونشاطاتها المختلفة وخاصة لجان الخط العربي بما في ذلك تعليم الخط الكوفي بالطريقة المبسطة التي عالجها الباحث عن طريق المربعات التي يسرت تعلمه لكل المستويات بدءا من المرحلة االبتدائية )الشكل - 41.)- 15
شكل - 21 - خالصة الخط الكوفي. إعداد: يوسف ذنون سنة 1574. 50
-2 الخط وم ارحل تطور الطفل الفنية: يرتبط تعلم الكتابة والخط بالدرجة األساس بم ارحل تطور الطفل من الناحية الفنية ولذلك تختلف أساليب التعلم ومادتها وفقا للتغي ارت الحاصلة لدى الطفل عقليا وعضليا وحسيا وتدرجها والتي ركزت عليها الد ارسات التربوية منذ أواخر القرن الماضي وحصرتها في طرق الفن تدريس في الواقع تنعكس والخط أ- )1( التي اعتمد في د ارستها على فنون األطفال وم ارحل تطورها على العملية التربوية والتعليمية وهي عامة بما فيها تدريس الكتابة ولربما هي ألصق بها أكثر من غيرها من هذه المواد ويمكن مالحظة ذلك من خالل عرض سريع النعكاساتها على م ارحل تعلم الخط فيما يلي: مرحلة التعلم: تبدأ من دخول التلميذ المدرسة إلى أن ينتهي من إكمال تعلم الق ارءة والكتابة لكافة الحروف يعطى الطفل في هذه المرحلة "شكل خط النسخ المبسط" باعتباره أوضح الخطوط وينسجم مع در استه في تعلم الق ارءة والكتابة التي ي كتفى بها بصحة رسم الحرف أما الدقة واإلجادة فال سبيل إليهما إال عند ذوي األعمار العقلية المتقدمة وتستغرق هذه المرحلة الصف األول االبتدائي وهي مرحلة تحضير المدرك الشكلي في التطور الفني ويكون الطفل فيها باحثا )4( عن رموز تعبر عما يحيط به. ب- مرحلة البدء بالتحسين: تبدأ هذه المرحلة في الصف الثاني االبتدائي بم ارجعة ما أخذه التلميذ من أشكال الحروف بوضع ضوابط مبسطة لها وتوجيه مالحظته حول العالقات بين الحروف للوصول إلى أشكالها المتكاملة ويتم ذلك باالستم ارر في التمرين على شكل خط النسخ وهذا يتناسب مع مرحلة المدرك )1( ينظر: عن م ارحل تطور فنون األطفال: - حمدي خميس رسوم األطفال دار المعارف مصر 1574. - محمود البسيوني سيكلوجية رسوم األطفال دار المعارف مصر 1541. - لطفي محمد زكي نظريات في السلوك الفني وتطبيقاتها التربوية دار المعارف مصر 1575. )4( حمدي خميس رسوم األطفال المرجع السابق نفسه ص 44. 51
الشكلي التي يمر بها الطفل والتي يحاول فيها االستق ارر على األشكال التي )1( تعلمها. د- ج- مرحلة محاولة اإلجادة واإلتقان: في هذه المرحلة يبدأ الطفل بمحاولة التعامل مع المحيط على أساس من الواقعية التي تتبلور في سن الحادية عشرة لذا يستحسن أن تكون اإلفادة في هذه المرحلة مبنية على االنتقال إلى "شكل خط الرقعة" األبسط في الشكل واألسرع في األداء ويتم ذلك في الصف الثالث وال اربع االبتدائي وهذا ينسجم مع مرحلة محاولة التعبير عن الواقع التي يمر بها الطفل )4( في تطوره الفني خاللها. مرحلة اإلجادة واإلتقان: وهي المرحلة التي يكون التلميذ قد بلغ مرحلة من النضج في قواه العقلية والعضلية والحسية ومن المهارة ما يؤهله للتعامل مع المحيط على أساس واقعي سواء كان اتجاهه بصريا أو ذاتيا هذه المرحلة التي )1( يطلق عليها مرحلة التعبير الواقعي في تطور الطفل الفني التي يمكن أن تبدأ من الصف الخامس االبتدائي وتأخذ مداها في الصف السادس أو األول المتوسط )اإلعدادي( لذلك يمكن أن يعطى فيها )خط الرقعة( بصورته الفنية دون الدخول في التفاصيل الدقيقة. -3 الك ارريس الكتابية والخطية: تعد الك ارريس المدرسية بحيث تحقق األغ ارض التي ذكرت في م ارحل تطور الطفل فنيا فتكون في الصفوف األربعة األولى "كتابيته" على شكل خط النسخ المبسط أوال وعلى شكل خط الرقعة ثانيا ثم يلي ذلك ك ارريس مبسطة "خطية" في صفي الخامس والسادس لخط الرقعة يليها الخط نفسه بموجب قواعده المعروفة في الصفوف الثالث التي تليها. 54 )1( حمدي خميس المرجع السابق نفسه ص 45. )4( المرجع السابق نفسه ص 41. )1( المرجع السابق نفسه ص 41.
المعلمين 51-4 -5 الك ارريس والمعلم: تعد الك ارريس األربع األولى بحيث يستطيع كل القيام بتدريسها أما الك ارريس الست الباقية فإن المعلم الذي يقوم بتدريسها يحتاج إلى الدخول إلى دورة أمدها أربعة أسابيع بموجب منهاج يعد لذلك يكون المعلم بعدها مؤهال لتدريس هذه المادة ويمكن أن تدخل مناهج هذه الدورة في مناهج مؤسسات إعداد المعلمين والمدرسين لكي يستغنى مستقبال عن دو ارتها ويكون كل متخرج منها مؤهال لتدريس هذه المادة )الملحق رقم -.)-1 الك ارريس والقلم: إن الك ارريس األربع األولى تحتاج إلى أدوات خاصة ألنه يستعمل فيها األدوات ال - المارة الذكر - المتوفرة لدى التالميذ وخاصة قلم الرصاص أما الك ارريس التالية فإنها بحاجة إلى قلم ذي أرس عريض وهذا يمكن توفيره من القصب المحلي أو الر يش أو من أقالم الحبر ذوات الرؤوس العريضة المتعددة التي وفرتها في السوق شركات أقالم الحبر العالمية مثل "شيفرز" و"روترنك" وغيرها أو األقالم السحرية )الماجيك( األحدث وهي جاهزة للخط دون الحاجة إلى الحبر. -6 قواعد الكتابة االعتيادية: تستخرج قواعد الكتابة االعتيادية من أشكال خط النسخ المبسط ومن ث م من أشكال خط الرقعة على وفق قواعد مبسطة وسهلة التعلم وقد حقق الباحث ذلك من خالل تجارب عديدة في دور المعلمين ومعاهدها ومدارسها االبتدائية التطبيقية وتقوم أساسا على وضع سطور مساعدة ملونة عدا السطر الرئيس ولكي ال تكثر السطور تكون الفواصل على شكل مساحات ملونة أيضا وترسم الحروف على وفق ضوابط تحدد بدء حركة رسم الحرف واتجاه مساره بمساعدة السطور ويقع االختيار على الرسوم األساسية واستخ ارج بقية الرسوم منها وتكون للحرف صورة واحدة وال تلحق به "القفلة" إال في آخر الكلمة ويمكن تحقيق ذلك في "شكل خط النسخ" الذي يحقق الوضوح التام )الشكل و 41 -(. 44 -
شكل - 22 - مسطرة ك ارسة شكل خط النسخ. إعداد الباحث. 54
مساحات ملونة شكل - 23 - مسطرة ك ارسة شكل خط الرقعة. إعداد الباحث. وفي المرحلة التالية ينتقل إلى شكل خط الرقعة تحقيقا للسرعة وال تزيد عدد سطور الك ارس عن أربعة )األول( يكون بخط النسخ المبسط أما )الثاني( فيكون على شكل خط النسخ المبسط بقلم مدبب ال أرس يليه السطر )الثالث( كتابة السطر الثاني لكنها خفيفة طباعيا لكي تكون بمثابة تدريب دقيق على الكتابة أما السطر )األخير( فإنه يترك لكي يجرب كتابته التلميذ بحرية تعكس مدى قدرته على استيعاب لهذا الدرس. )الشكل - 44 و 44 -( ويمكن أن تتكرر مجموعة 54
السطور هذه مرتين في الصفحة الواحدة أو يعالج الف ارغ برسوم إيضاحية. شكل - 24 - نموذج صفحة من ك ارسة "شكل خط النسخ". إعداد الباحث. 57
شكل - 25 - نموذج صفحة من ك ارسة "شكل خط الرقعة". إعداد الباحث. 53-1 قواعد خط الرقعة: المطلوب في خط الرقعة إج ارء عملية تبسيط له وارجاعه إلى أشكال محدودة ووضع ضوابط تسهل تعلمه في وقت قصير وهذا ما توفر له الباحث حيث أنه تمكن من إرجاع جميع أشكال خط الرقعة إلى ثمانية حروف تتمثل فيها جميع أشكال هذا الخط ر ت بت حسب تسلسلها في السهولة دون االلتفات إلى تسلسلها األبجدي كما وضعت ضوابط لرسمها تتناسب مع أبسط قد ارت التالميذ وقد سبقها تعريف باألدوات والمواد التي يحتاجها التلميذ في هذه المادة مع طريقة إعدادها وخاصة قلم القصب كما حرص الباحث على إيجاد لغة مشتركة تسهل على المتعلم فهم ما يعرضه المعلم وبهذه الطريقة يمكن تعلم خط الرقعة في أربعة وعشرين درسا بما في ذلك قواعد رسم الحروف وصلتها بغيرها
في الكلمات والجمل وقواعدها العامة التي تحدد العالقات فيما بينها وصوال إلى )1( تحقيق الجمالية المعروفة في الخط العربي بصورة عامة. إن التعلم في هذه الطريقة يكون على مرحلتين: األولى: في الصف الخامس والسادس يعتمد فيها على التقدير بالنظر في البدايات واالتجاهات والمسافات واالبتعاد عن استعمال النقاط المتخذة أداة للقياس في الخطوط عامة. الثانية: في المرحلة المتوسطة )اإلعدادية( تؤخذ فيها القواعد كاملة على وفق األصول الفنية وعلى ضوء ما تقدم. -1 الوسائل المعنية: تكون الخطوة األولى في هذا االتجاه هي البدء بالك ارس التقليدي واخضاعه للتطوير تصحيحا واخ ارجا تدخله الصورة واللوحة باأللوان لكي يثير االنتباه ويقبل عليه التلميذ بشوق واهتمام يتبع ذلك الوسائل المعينة في الدرس بوساطة اللوحات التوضيحية بأنواعها المختلفة وأقلها اللوحة الكارتونية أو المغناطيسية أو المخملية أو غيرها يدعم ذلك وضع اللوحات الخطية الفنية في الصفوف وعلى جد ارن المدرسة زينة وايضاحا )الشكل - 47 -(. )1( يوسف ذنون قواعد خط الرقعة ط )4( الموصل 1514. 51
55
- وسيلة إيضاح للتعريف بأنواع الخطوط الشائعة في الوقت الحاضر فيها )14( نوعا. خط يوسف شكل - 26 ذنون سنة 1151 ه/ 1531 م. ولزيادة االهتمام بهذه المادة يمكن اإلفادة من الوسائل السمعية والبصرية الحديثة باستخدام عارض الش ارئح )الساليدات( أو الفانوس السحري للصور أو عارض فوق ال أرس أو األشرطة الفديوية والسينمائية وحتى األنترنيت يكمل ذلك الزيا ارت الميدانية للمتاحف والمباني األثرية التي تكثر فيها الخطوط التزينية والتذكارية المختلفة. 1- الخط العربي والم ارحل الد ارسية األخرى: إن االهتمام بالخط العربي يجب أال يقتصر على الم ارحل الد ارسية األولى وانما يجب أن يستمر في جميع الم ارحل في مواد اللغة العربية والتاريخ والفن باعتباره عنص ار حيويا من عناصر اللغة العربية صحبها في تطورها عبر العصور اإلسالمية وما قبلها مع الضبط اإلمالئي للكلمة أو شكلها أو إعجامها حياته من حياتها واستهداف القضاء عليه استهدافا للقضاء عليها هذا في اللغة وأما في التاريخ فإن الخط العربي هو السمة المميزة لروائع الحضارة العربية واإلسالمية وبه ت عر ف الفنون اإلسالمية ومن هنا جاء التصاقه بالفن الذي يتحتم أن تنشأ عليه أجيال هذه األمة لكي يحفظها من الضياع وهذا يقضي بأن يتم إدخاله في صلب هذه المواد في مختلف م ارحل الد ارسة وصوال إلى الد ارسات العليا لغة وتاريخا وفنا. 11- الخط العربي والمؤسسات العلمية: إن للمؤسسات العلمية دو ار في دعم هذا الفن ويأتي في مقدمتها المجامع العلمية وخاصة مجامع اللغة العربية - وال بد هنا من وقفة إجالل واكبار لإلشادة بمجمع اللغة العربية األردني المجمع الوحيد الذي يولي هذا الفن العناية الفائقة ويشترك في مسيرته التربوية بشكل فعال ومباشر مع الجهات المختصة في و ازرة التربية. كما يطلب من الم اركز البحثية التي يتعين عليها توجيه الباحثين بسبر 100
أغوار هذا الفن في الد ارسات اللغوية والحضارية والفنية الخاصة بهذه األمة ومثلها وفي االتجاه نفسه الجامعات العربية مضافا إليها الد ارسات والتنقيبات األثرية بالتعاون مع دوائر اآلثار المختصة والجمعيات العلمية وغيرها. -11 الخط العربي والمؤسسات اإلعالمية: يأتي في مقدمتها و از ارت الثقافة واإلعالم التي من مهامها األساسية نشر الوعي الحضاري والخط العربي في مقدمته عن طريق إقامة المتاحف والمعارض والمسابقات والمهرجانات في الخط كما حصل في اآلونة األخيرة في الع ارق والمغرب وتونس ومن مهامها أيضا توجيه وسائل اإلعالم المرئية والمسموعة وفي مختلف الب ارمج وعلى صعيد الصحف والمجالت والمطبوعات عامة في هذا االتجاه. 101
خاتمة بعد هذه العجالة والمسح الفني لتيسير عملية التعليم في األقطار العربية منذ أواخر العهد العثماني وحتى الوقت الحاضر يمكن تلخيص ما جاء فيها بعد إعطاء فكرة عن مسيرة هذه العملية عبر األجيال - بطرح طريقة جديدة في تعليم الكتابة والخط العربي تميزت بنهجها التربوي الحديث وأهم ما فيها أنه جرى تجربتها واختبارها منذ سنة 1574 في دور المعلمين ومعاهدها والمدارس االبتدائية التطبيقية التابعة لها في الع ارق ومن بعدها في الدو ارت التي أقيمت لتعليم الخط في مختلف البالد العربية من قبل الباحث أو تالمذته وقد ثبت نجاحها وقد أقرت و ازرة التربية الع ارقية تدريسها في مدارس الع ارق االبتدائية والمتوسطة ودخلت حيز التنفيذ منذ عام 1550 وصدرت بها ثماني ك ارريس وان كانت دون مستوى الطموح في هذه الطريقة بسبب الظروف القياسية التي يمر بها هذا القطر وكان فيها بعض التجاو ازت على الطريقة. يضاف إلى ذلك تطوير أسلوب جديد في بنية الخطوط العربية مع الحفاظ على خصوصية هذه الخطوط وجماليتها سهل تناولها ويسر فهمها بما يتناسب وايقاع العصر فكان هناك اختصار في الزمن وفسحة في اإلبداع بدون حدود وخاصة في الخط الكوفي. 104
ملحق رقم )4( ) 4 ( دروس وقواعد خط الرقعة يوسف ذنون قد يحتاج هذا الموضوع إلى شرح واف ومستفيض ولكن هذا ال يمنع من طرحه بصورته الموجزة هذه على اعتباره عالمات تلخص مضمون الدو ارت التدريبية لخط الرقعة لغرض الم ارجعة واالستفادة منها في عملية التدريس باعتبارها خطة عامة توزع على أشهر السنة لتحقيق االهتمام بهذا الفن الذي ترعرع في أحضان اللغة ونمى في مواقع الفنون التشكيلية وامتد وتغلغل في أعماق تاريخ هذه األمة المجيدة وحضارتها الباهرة. حينما طلب مني تدريس الخط العربي في معهد المعلمين سنة 1574 وهي السنة التي تقرر فيها تدريس خطي النسخ والرقعة في الصفوف األولى لمعاهد المعلمين التي فتحت في تلك السنة وجدت ل ازما على أن أحاول طريقة لتعليم الخط تتناسب والوقت المحدد الذي خصصه المنهج لهذا الدرس وهو حصة واحدة في األسبوع وقد كانت األساليب المطروحة في تعليمه قديمة تعتمد على تعلم الحروف المفردة ثم الحروف حسب مواقعها في الكلمة يلي ذلك رسوم المقاطع بعدها الكلمات في جمل حتى تصل إلى فق ارت تحوي مجموعة من الكلمات وهذه تحتاج في تعلمها إلى وقت طويل جدا يستغرق سنين وهذا ما دعى الكثيرين رغم رغبتهم في هذا الفن أن يتحولوا عنه ألن األساليب الحديثة في التعليم لم تدخل في تطوير طرق تعليمه التي أصبحت فعال قديمة ولقد حمدت هذه المناسبة التي قادتني لد ارسة خط الرقعة د ارسة تحليلة توصلت من خاللها إلى أن هذا الخط يعتمد في رسومه جميعا على صور ثمانية حروف منه دون زيادة بعد إج ارء بعض 101 )1( نشرت في مجلة "النب ارس" 1534/5.
التعديالت في بعض حروفه بالحذف والتبسيط الذي ال يغير من شكله الحقيقي الذي رسخ في الذاكرة البصرية لألجيال الحاضرة وهذه الحروف هي: آ ب م ي ق ص ه ح متسلسلة حسب درجة صعوبتها في الرسم فاعتمدت تعليم هذه الحروف بصورة متقنة وذلك باالستعانة بتفصيل صورة الحرف أمام المتعلم وربط التركيز الذهني بحركة األصابع وتحليل الحركات عضليا مما يكسب المتعلم المهارة المطلوبة وهي في حدود قدرة كل إنسان سوي ألن خط الرقعة في األساس كما يظهر لمتتبع نشوئه نتاج تطور الكتابة االعتيادية على مر العصور وقد نضج في القرن الماضي فتناولته أيدي الخطاطين بعد أن اتضحت مالمحه التي تختلف عن كل الخطوط المعروفة ذات القواعد المتقنة كالثلث والنسخ ولذلك يستطيع كل فرد أن يتعلمه بعد التعرف على قواعده والتدريب المحدود عليه في فترة زمنية قصيرة وهذا ما ثبت فعال من خالل التجارب التي اختبرت بها هذه الطريقة عبر السنوات الماضية التي تلت وجود هذه الطريقة في المئات الذين اجتازوا هذا التعلم في مختلف أنحاء القطر الع ارقي عن طريق الدو ارت التدريبية التي يعطى فيها خط الرقعة بدروس عددها أربعة وعشرون درسا نوجزها كما يلي مع ذكر أهم النقاط التي يجب التأكيد عليها في كل درس وسوف نوضح القواعد المستعملة فيها التي تمثل الجانب االصطالحي في الخط بعدها: الدروس األول: التعرف على مواد الكتابة وأدواتها: وأهمها القلم الذي يعمل من القصب بخطوات أربع هي: الفتح والنحت )الجوانب والبطن( والقط والشق كما هو مبين في )الشكل - - 11 ) ويمكن التعويض عنه بقلم الحبر االعتيادي بعد معالجة أرسه بحيث يصبح عريضا بالقط بمقص الحديد. 104
الثاني: الثالث: رسم النقطة: ومن خاللها نتعرف على الخطوات التي يجب أن نعرفها حتى نستطيع رسم األشكال في الخط وهي: البداية واالتجاه والمسافة. رسم النقطتين: وفيه نتعرف على مسكة القلم األساسية في الخط )شكل - 43 -( وكذلك التعرف على )النقطة( كوسيلة للقياس. 104
107
شكل - 21 - مسكة القلم األساسية في الخط. عن: يوسف ذنون قواعد خط الرقعة ص 3. ال اربع: الخامس: السادس: السابع: الثامن: التاسع: )حرف األلف( وفيه تمرين لحركة سحب األصابع نحو ارحة اليد في العمود النازل. )حرف الباء "1"( وهو تمرين لحركة دفع األصابع إلى األعلى ثم تحريك الرسغ أفقيا إلى اليسار واالنتهاء بقوس دائرة يتم بتحريك األصابع إلى اليسار عاليا. )حرف الباء "4"( وفيه ينصب االهتمام على حركة االنتقال من االتجاه األول إلى االتجاه الثاني وذلك بسحب األصابع إلى األسفل للمحافظة على وضع القلم المتعامد على السطر تقريبا. )حرف الميم( نالحظ فيه حركة إمالة القلم في األصابع إلى جهة اليسار حين االنتقال من االتجاه الثاني إلى االتجاه الثالث لتكوين قوس خفيف يأخذ طريقة بعدها باتجاه ارحة اليد مشكال شبه عمود نازل. )حرف الياء( يركز فيه على االنتقال من اتجاه إلى آخر بأقواس خفيفة كما يالحظ فيه أن االتجاه الثاني والثالث يمثالن شكل الباء )4(. )حرف القاف( يكون التأكيد فيه على ثبات أرس القلم بوضع عمودي على السطر مع التحرك الدائري المتتابع مرتين تقريبا. 103
العاشر: الحادي عشر: الثاني عشر: )حرف الصاد( البدء بوضع مائل ل أرس القلم ثم إعادته إلى الوضع المتعامد على السطر حين االنتقال إلى االتجاه الثالث. )حرف الهاء( التأكيد على االنتقال - كما في حرف الصاد - من الوضع المائل إلى الوضع العمودي في أرس القلم حين الوصول إلى االتجاه الثالث ومحاولة التشظية في النهاية التي تتم بفرك القلم حين اإلرسال. )حرف الحاء( يالحظ فيه ثبات وضع أرس القلم المتعامد مع السطر والتحرك الواسع واالنتهاء بشظية )الشكل - 41.)- شكل - 21 - االتجاهات والمسافات والحروف األساسية. 101
الثالث عشر: رسم بقية الحروف المفردة من األشكال السابقة التي تعتبر هي األساس وهي: )حرف الدال( من أول حرف الباء )4( )حرف ال ارء( االتجاه األخير من حرف الهاء )حرف السين( من حرف الباء ونهاية حرف الصاد )حرف الطاء( من أرس حرف الصاد واأللف وتشظية نهاية حرف الهاء )حرف العين( من حرف الحاء بعد حذف جزء يسير من االتجاه الثاني في أرسه )حرف الفاء( من أرس القاف وجسم حرف الباء )حرف الكاف( من حرف األلف والباء وبداية حرف الياء أو بداية حرف الباء )4( )حرف الالم( من حرف األلف ونهاية حرف الصاد )حرف النون( من نهاية حرف الصاد بإضافة نقطة تتصل في نهايته من الداخل أو الخارج )حرف الواو( من أرس القاف ونهاية حرف الهاء أما حرف الالم واأللف فهما نصف حرف األلف ونهاية حرف الهاء مبالغا فيها وثلثا حرف األلف وما تبقى من الحروف - وهي عشرة - فهي مكررة مستمدة من األصول السابقة وتتميز بعدد النقاط أو مواضعها ويؤخذ شكل النقاط الثالث من بداية حرف الصاد )الشكل - 45.)- 105
شكل - 21 - بقية الحروف المفردة مستخرجة من الحروف األساسية. ال اربع عشر: الحروف آ ب ح د حسب مواقعها في الكلمة )الشكل- 10 شكل - 31 - الحروف أ ب ح د حسب مواقعها في الكلمة. الخامس عشر: حسب مواقعها في الكلمة )الشكل.)- الحروف ر س ص ط.)- 11 - شكل - 31 - ر س ص ط حسب مواقعها في الكلمة. 110
السادس عشر: شكل - 32 - الحروف ع ف ق ك حسب مواقعها في الكلمة. - السابع عشر: الحروف ل م ن ه حسب مواقعها في الكلمة )الشكل 11 شكل - 33 - الحروف ل م ن ه حسب مواقعها في الكلمة. - الثامن عشر: الحروف و ال ي حسب مواقعها في الكلمة )الشكل الحروف ع ف ق ك حسب مواقعها في الكلمة )الشكل.)- 14 -.)-.)- 14 شكل - 34 - الحروف و ال ي حسب مواقعها في الكلمة. 111
.)- 14 - التاسع عشر: قاعدة األسنان المتكررة في الكلمة )الشكل شكل - 35 - قواعد التسنين. - العشرون: قاعدة الحروف التحتانية بعد حرفي الباء والحاء )الشكل.)-17 شكل - 36 - الحروف التحتانية مع حرفي الباء والحاء وما شاكلها. الحادي والعشرون: قاعدة االتصال بنهايات الحروف العالية )الشكل -13 -(. واالستعمال المحدد لشكل الباء األولية )الشكل -11-(. شكل - 31 - االتصاالت داخل الكلمة. 114
شكل - 31 - أنواع الباء األولية وما شابهها..)- 15 - الثاني والعشرون: حرف الهاء الوسطية وعالقتها بالسطر )الشكل شكل - 31 - موقع الهاء الوسطية بالنسبة للسطر. الثالث والعشرون: قاعدة التصرف في الكلمات ذات األشكال الغربية )الشكل شكل - 41 - التصرف في الكلمات المستغربة. - 40-.)- نموذج لقطعة مختارة في خط الرقعة للتدريب )الشكل 41 و 44.)- ال اربع والعشرون: 111
شكل - 41 - نماذج مختارة لخط الرقعة. شكل - 42 - نماذج مختارة لخط الرقعة. أما أهم القواعد في هذا الخط فهي: يكون وضع القلم في البدء بحيث يشكل أرسه مع السطر ازوية قريبة من القائمة في رسم الخطوط األفقية وأقرب إلى نصف القائمة في رسم الخطوط العمودية والقطرية. يتبع في رسم أشكال الخط أربعة مسا ارت هندسية وهي التي تشكل االتجاهات األساسية في رسوم الحروف وناد ار ما تشذ وهي: -1-4 أ- االتجاه العمودي: وهو مسار حرف األلف وما يؤخذ منه مثل ط ك ل. وهو إما صاعد أو نازل. ب- االتجاه األفقي وله مسا ارن األول إلى اليمين والثاني إلى اليسار وقد يميل قليال إلى األسفل في النهاية لكي يساير حركة اليد الطبيعية وتقع عليه غالبية الحروف. 114
ج- د- االتجاه القطري: وله أربعة مسا ارت اثنان في األعلى واثنان في األسفل يتجهان يمينا ويسا ار باتجاه زوايا المربع وتقع عليه بعض أج ازء حروف الميم والياء والقاف والصاد والهاء والحاء وما يستخرج منها. االتجاه الدائري: وهو باتجاه عقارب الساعة أو عكسها ويظهر واضحا في نهاية حروف الباء والياء والصاد والحاء. تستعمل النقطة كواسطة قياس ألطوال االتجاهات المختلفة في رسم الحروف ويؤخذ القياس على قطريها العمودي واألفقي وفي الغالب تكون الخطوط الطويلة بمقدار ثالث نقط والخطوط القصيرة بقدر نصفها أي نقطة واحدة ونصف. يقع حرف األلف فوق السطر قليال دون أن يالمسه أما بقية الحروف فإنها تركز على السطر وال تتجاوزه إلى األسفل ما عدا الحروف )ح ع م( اآلخرية وما يشبهها وذلك بصورة دائمية وحرف الهاء الوسطية أحيانا كما هو مبين في )الشكل - 15 -(. الف ارغات بين الحروف غير المتصلة أو بين الكلمات بقدر نقطة واحدة في الغالب وكذلك بين الحروف وبين اإلضافات من نقاط وغيرها. إن حركات االنتقال في الحروف المتصلة وبخاصة أشكال حرف الباء في مواقعها المختلفة وما شاكلها والسين تسير بصورة سحبات مزواة تشبه أسنان المنشار بعيدة عن األقواس إال ما ندر. إذا تكررت ثالثة حروف مسننة صارت تشبه حرف السين المسنن لذا يقتضي رفع السن الوسطية قليال لكي ال تلتبس على القارىء ويظنها حرف السين وكذلك إذا صارت األسنان أربعة عندها يرفع السن -1-4 -4-7 -3 114
أو الثاني أيضا أما إذا تكررت األسنان بصورة متتالية وصار عددها خمسة عند ذلك يرفع السن الثاني وال اربع وتستثنى من ذلك األسنان التي تختتم بحرف النون اآلخرية فإن السن الذي يسبقها يكون دائما بشكل مرتفع ويبدأ ذلك من بعد سنين فأكثر ويعتبر السين المسنن المستقيم في هذه القاعدة بمثابة وحدة تقابل أسنان الحروف األخرى )انظر الشكل والميم والعين وغيرها. 14 - -( كذلك بعض األحيان مع الالم يقلب السن الذي يمثل الباء األولية والوسطية ومثيالتها إلى قوس يتجه إلى األسفل يشبه بداية حرف الباء المفردة إذا جاء بعده حرف يرسم تحته والحروف التي تحته هنا هي )ح م ه ي( ويالحظ التناسب بين حرف الباء و أرس الحرف الذي يأتي تحته فيكون كبي ار مع حرف الحاء وصغي ار مع حرف الميم ويالحظ أيضا أن السن الذي يسبق الياء اآلخرية يقلب إلى قوس إذا سبقته حروف أخرى )انظر الشكل.)- 17 - يكون شكل حرف الحاء األولية المستمد من حرف الصاد هو المستعمل مع الحروف التي تأخذ نفس المستوى على السطر أو التي ترتفع إلى األعلى بعده إذا تلته أما الحروف التي تأتي تحته في الكتابة وهي كما تقدم )ح م ه ي( باإلضافة إلى )حرف ال ارء( هنا فإن شكل الحاء حين يسبقها يكون مستمدا من أرس حرف الحاء المفردة )انظر الشكل - 17.)- -1-5 يكون وصل الحرف الذي يلي حرفي الكاف والالم الوسطية في نقاط أربع من األعلى وتتدرج بالنزول حتى األسفل ومنها يستمد وضع السن العالي الوسطي في حرف الباء ومثيالته)انظر الشكل 13(. -10 117
الباء التي تسبق الحروف التالية )يجب( أن تكون عالية البداية: س ص ط ع ف ق ك و ي )ويجوز( استعمال الباء العالية البداية أو الباء األفقية في البداية مع الحروف التالية: آ ك ل ال الهاء اآلخرية المربوطة )وال يجوز( استعمال الباء العالية البداية في غير هذه المواضع وليس الباء فقط ولكن ما شاكلها )انظر الشكل ونقطتي القاف المتصلة في نهايته والحركة المستمرة في رسم غالبية حروف الكلمة الواحدة ويتضح ذلك في رسمنا لحرف الصاد والطاء في الوسط واآلخر بدون رفع اليد بعد االنتهاء من الحرف الذي يتقدمه )الحظ ذلك في األشكال المرسومة عامة(. تتعاقب في بعض األحيان حروف تمثل مساحات ترتفع إلى درجة تجعل شكل الكلمة مستغربا إذا طبقت فيها القواعد المعتادة لذلك يحسن التصرف في بعض األشكال مثل زيادة ارتفاع األقواس وتخفيف الخطوط القطرية وتقليل المسافات خاصة في حرف الحاء.)- 11 - لما كان خط الرقعة من الخطوط التي تعتمد على السرعة في األداء لذلك وجب أن يكون خاليا من المدود مع الميل الشديد لالختصار ويظهر ذلك في شكل النقطتين أو الثالث نقاط ونقطة النون المتصلة ومثيالته )انظر الشكل - 40 -(. أهملنا بعض األشكال التي أصبحت غير مألوفة في هذا الخط في الوقت الحاضر فمن أ ارد اإلطالع عليها يمكنه الرجوع إلى الك ارسات القديمة وخاصة ك ارسة محمد عزت. يالحظ أن النقطة في هذا الخط مخففة فهي أقل من مربع وحينما تستعمل بهذا الشكل في القياس تعطي للخط شكال مقرمطا. -11-14 -11-14 -14 113
بعد أن تلين اليد في رسم أشكال خط الرقعة سوف تط أر بعض التغيي ارت على الصور النهائية للحروف فتعطيه طابعه المعروف مثل إمالة االتجاه الثاني من حرف الياء إلى األسفل قليال وكذلك االتجاه األول من العين وترتفع قليال الدال الموصولة وال ارء الموصولة أيضا وهكذا. -17 ركائز تعلم الخط: يعتمد تعلم الخط على التركيز الذهني وربط ذلك بدقة المالحظة والمهارة اليدوية فإذا تم الربط بين القواعد المسطرة في هذه السطور ذهنيا مع حركة اليد تولدت دقة المالحظة وحصلت المهارة المطلوبة وال يحتاج ذلك إلى كثرة التمرين إذ أن التركيز هو الذي يصل بالمتعلم إلى المهارة في الخط التي تعتمد في رسم األشكال الخطية على حركة األصابع بصورة طبيعيةن إذا كان وضع القلم سليما على الورق ومسكته في اليد الصحيحة وحتى تكتمل هذه الناحية يبدأ المتعلم بالتركيز )أوال ( على مسكة القلم وبعد أن تصبح في حكم العادة يبدأ بالتركيز )ثانيا ( على خطوط سير القلم فإذا تحكم المتعلم فيها عندها يركز )ثالثا ( على مقادير السير )أي ضبط المسافة( وال يعني التركيز على ناحية إهمال النواحي األخرى وانما يكون هناك قدر من االهتمام الذي يخلق التوفيق بين هذه األحوال إلنجاز الشكل النهائي - يلي ذلك ( اربعا ( االهتمام بالتنظيم واإلخ ارج مثل مالحظة مواقع الكلمات بالنسبة للسطر وعالقاتها ببعضها والتصرف أو التخفيف لتحقيق الشكل الفني الذي يحقق أكبر قدر من التوافق واالنسجام والموسيقى مع وحدة الشكل الكلي وات ازنه ويتم ذلك بعد أن تكون األمور السابقة قد سارت بصورة طبيعية خالية من التكلف. العوامل المساعدة: 111
إن استكمال تحقيق التعليم في الخط يقتضي االهتمام بنوعية الورق الذي يجب أن يكون جيدا وباستعمال قلم جيد القط وقد قيل قديما "الخط في القط" باإلضافة إلى مكان للجلوس تتوفر فيه ال ارحة التامة واإلضاءة الكافية أما الجلوس فيجب أن يكون الظهر فيه معتدال ويالحظ كذلك وضع الدفتر أو الورق بالنسبة التجاه الساعد الذي يجب أن يكونا في نفس االتجاه فوق مادة مطاوعة تسهل عملية الخط وبعد مناسب عن العين يقدر بحوالي 10 سم وكذلك حبر جيد وغير ذلك مما يكسب الكاتب عادات سليمة في أداء الخط تجعل اليد واألصابع تنساب بشكل طبيعي بعيدا عن التوتر ويجعلها تسير في طريق التقدم والتحسين. كما ال ننسى أن القواعد السابقة تكسب الشخص نظرة معينة في ترتيب وتنظيم ما ينتجه من خطوط وهذه الناحية وان كانت وليدة تعلم القواعد إال أن التركيز عليها في الم ارحل األول يكسب الخط شكله الفني وموسيقاه التي تجعل االنفعال نتيجة حتمية تصيب كل من يشاهده وهذه الناحية سوف تبرز الطابع الشخصي في الكتابة ويظهر ذلك بعد أن يصل درجة اإلجادة فيالحظ ظهور بعض المي ازت التي تتجاوز أحيانا بعض القواعد ولو بصورة محدودة كما يظهر ذلك في أساليب الخطاطين المجيدين حين المقارنة بين خطوطهم وبذلك يستقيم األمر لدى المتعلم وتصبح جميع النقاط التي ركز عليها أثناء التعلم بحكم العادة وتنساب يده دون تفكير ارسمة األشكال الخطية بصورة سليمة ويبقى عليه التركيز على العالقات بين الحروف بعضها مع بعض والكلمات فيما بينها لكي يخلق عالقات جديدة في الشكل العام والذي يمثل الجانب الفني في الخط التي تظهر فيه الفروق الفردية بين المتعلمين ولربما يبدأ التفكير في د ارسة الخطوط األخرى ألن لها مظاهر شديدة التعبير وآفاقا فنية ال تحد )الحظ الشكل - 47 و 41 - (. 115
شكل - 43 - لوحة بخط الثلث )الجلي( من خطوط الباحث. 140