á«æec G dل لƒم á«hô dg jéfف á eél Naif Arab University For Se cu rity Sciences املخدرات واملؤثرات العقلية أسباب التعاطي وأساليب املواجهة د. عبد اإلله بن عبد الله املشرف د. رياض بن علي اجلوادي الرياض الطبعة األولى 1432 ه 2011 م
ح )2011( جامعة نايف العربية للعلوم األمنية الرياض اململكة العربية السعودية. ص.ب 6830 الرياض: 11452 هاتف 2463444 ) 1 966( فاكس 2464713 ) 1 966( البريد اإللكتروني: Src@nauss.edu.sa Copyright (2011) Naif Arab University )for Security Sciences (NAUSS ISBN 9-55 - 8006-603- 978 KSA 2463444 )1+P.O.Box: 6830 Riyadh 11452 Tel. (966.Fax (966 + 1) 2464713 E-mail Src@nauss.edu.sa ح ) 1432 ه( جامعة نايف العربية للعلوم األمنية فهرسة مكتبة امللك فهد الوطنية أثناء النشر املرشف عبداالله بن عبداهلل املخدرات واملؤثرات العقلية: أسباب التعاطي وأساليب املواجهة/ عبداالله بن عبداهلل املرشف الرياض 1432 ه 220 ص 17 24 سم ردمك: 9 55 8006 603 978 1 ادمان املخدرات علم النفس 2 العلاج النفسي أ اجلوادي رياض ابن عيل )مؤلف مشارك( ب العنوان ديوي 1432/ 2837 157.6 رقم االيداع: /1432 2837 ردمك: 9 55 8006 603 978
حقوق الطبع حمفوظة ل á«æec G dل لƒم á«hô dg jéfف á eél كافة األفكار الوردة يف هذا الكتاب تعبر عن رأي صاحبها وال تعبر بالضرورة عن وجهة نظر اجلامعة
املحتويات الفصل األول: مشكلة الدراسة وأبعادها... 3.1 1 مقدمة الد راسة... 5 2. 1 مشكلة الدراسة... 11 3. 1 أهداف الد راسة... 12 4. 1 أمهية الد راسة... 12 5. 1 منهج الد راسة... 13 6. 1 مالمح الدراسة... 15 7. 1 املفاهيم واملصطلحات... 25 الفصل الثاين: اآلثار املرتتبة عىل تعاطي املخدرات... 39.1 2 اآلثار الصحية لتعاطي املخدرات... 41.2 2 اآلثار النفسية لتعاطي املخدرات... 51.3 2 اآلثار االجتامعية للوقوع يف املخدرات... 56 4. 2 اآلثار االقتصادية للمخدرات... 60 الفصل الثالث: النظريات املفرسة لإلدمان... 65.1 3 النظريات النفسية يف تفسري ظاهرة اإلدمان... 68.2 3 النظريات االجتامعية يف تفسري ظاهرة اإلدمان... 73 3. 3 النظريات النفسية االجتامعية... 76 4. 3 النظريات األنثروبولوجية... 77.5 3 تفسري التعاطي يف ضوء الطب العقيل... 78.6 3 النظريات الفارماكولوجية وتفسري اإلدمان... 79
الفصل الرابع: األسباب النفسية واالجتامعية املسؤولة عن اإلدمان... 83 1. 4 األسباب النفسية... 91 2. 4 األسباب االجتامعية... 95 الفصل اخلامس: أساليب مواجهة ظاهرة اإلدمان... 103 1. 5 األسلوب الوقائي... 108 2. 5 األسلوب العالجي... 143 3. 5 األسلوب اإلنامئي... 176 الفصل السادس: أسباب االنتكاس وأساليب املواجهة... 181 1. 6 ظاهرة االنتكاس... 183 2. 6 أسباب االنتكاس... 187 3. 6 أساليب مواجهة االنتكاسة... 194 اخلامتة... 202 املراجع... 207
الفصل األول مشكلة الدراسة وأبعادها 3
4
1. مشكلة الدراسة وأبعادها.1 1 مقدمة الدراسة يف الع ارش م ن مارس من س نة ) 2009 م( نرشت املفو ضي ة األوروبية تقريرها عن أسواق املخدرات يف العامل. وقد بي هذا التقرير أن جهودا كبرية ب ذلت عىل مدى الس نوات العرش املاضية ملكافحة املخدرات: فقد وضعت سياس ات كاملة ملكافح ة املخدرات عىل مس توى الع امل وك ث فت اجلهود ملس اعدة متعاط ي املخ درات واعت م دت تداب ري أكث ر رصامة ض د ت ار املخ د رات ولك ن النتائج كان ت خميبة لآلمال إىل حد كب ري European( :)Commission, 2009 حيث مل حتو الدراسة التي استند إليها هذا التقرير أي عنرص يظهر تراجع مشكلة املخدرات عىل مستوى العامل يف الفرتة من 1998 2007 م. وبصفة عامة فقد حتس ن الوضع بشكل طفيف يف بعض البلدان األكثر غنى يف العامل ولكن ه ازداد س وءا يف بعض البلدان األخرى إىل حد»الوحش ية«خصوصا يف بعض البلدان النامية أو التي تعيش مرحلة انتقالية. ويؤك د ه ذا التقرير أنه إضاف ة إىل أن ظاهرة املخ درات العاملية مل يطرأ عليها حتس ن منذ 1998 م فإهنا أصبحت أكثر تعقيدا يف أكثر البلدان الغربية: حيث انخفضت أس عار املخدرات بنسبة ترتاوح بي 10 و %30 رغم تشديد العقوبات لبائعي املخدرات مثل اهلريوين أو الكوكايي. كل املؤرشات تدل عىل أن احلصول عىل املخدر أصبح أكثر سهولة. أصبح تعاطي القن ب يف أوساط الشباب يف بعض البالد الغربية شائعا 5
6 إىل حد أن نحو %50 من أولئك الذين ولدوا بعد عام 1980 م ذاقوا القن ب ع ىل األقل مر ة يف حياهتم. رغ م أن الغالبية منهم يتوقف عن تعاطيه بعد أو ل سني البلوغ. وعىل املستوى االقتصادي أقر التقرير بصعوبة إعطاء رقم حقيقي عن حجم س وق املخدرات يف العامل لغياب املعطيات الدقيقة حول إنتاج املخدرات واس تهالكها وتروجيه ا يف أماكن كثرية م ن العامل ولكن أعط ى تقدي رات حلجم تارة بع ض املواد ويكفي منه ا رقم واحد لنعرف مدى التأثري الذي متارس ه املخ درات عىل الواقع االقتصادي العاملي حيث يقدر التقرير أنه بالنسبة إىل القن ب وحده تصل مداخيله يف أوروبا وأمريكا وأوقيانوس يا فقط إىل 70 مليار يورو لعام 2005 بينما تق دره منظ م ة ONUDC ب 125 ملي ار ي ورو. وبالرجوع إىل منظ مة األمم املتحدة ممثلة يف مكتب املخدرات واجلريمة حتقق تارة املخدرات أرقاما خيالية ترتاوح بي 300 و 400 مليار يورو يف العام الواح د أي ما يقاب ل 10 آالف يورو يف اللحظ ة. بينا ينفق االحتاد األورويب وح ده 6.5 ملي ارات يورو يف الس نة الواح دة كتكاليف الس تمرار أجهزة املكافحة يف عملها. ورغ م كل هذا اإلنفاق وكل الترشيعات القانونية املس تحدثة ملعاقبة مرو ج ي املخدرات فإن أثر املكافح ة يبق ى حمدودا إىل ح د كبري ألن ما ي ضبط م ن املخدرات يف االحت اد األورويب مل يتجاوز قط %15 من حج م املخدرات املتداولة يف دول االحت اد ومثل هذه النس بة ال تؤثر عىل كب ار تار املخدرات عبر العامل يف يشء وإنا تبدأ يف التأث ري عندما يبلغ املحجوز ما قيمته %75 من املتداول.
وم ن النق اط املهمة التي أثاره ا التقرير ضعف النظ ام الدويل جلمع البيان ات واملعلوم ات ع ن مش كلة املخ درات يف الع امل. وإذا كان االحت اد األورويب ق د اس تثمر مبال غ كب رية لتنمية أنش طته يف رصد مشكلة املخدرات عن طريق املرصد األورويب للمخدرات واإلدمان )OEDT( فم ن غ ري الواقع ي أن نتوق ع وضع آلي ات مثلها جلمع البيانات عىل املستوى العاملي. وباملقاب ل يدخ ل عامل جدي د يف عامل املخ درات بدأ يب رش منذ حي بإمكاني ة فه م علمي لظاه رة اإلدمان وبالت ايل بإمكانية فتح آف اق جديدة للوقاية من املخدرات وللعالج منها ويتمثل هذا العامل يف النجاحات التي حتق قها البحوث البيو عصبية )بيولوجيا األعصاب( يف العقدين األخريين. فقد نرش تقرير حديث )2009 )OEDT, أن التطورات التي تشهدها بحوث الدماغ تسمح لنا بأن نفهم كيف تتشكل ظاهرة اإلدمان وهتبنا فرصا جديدة إلجياد اسرتاتيجيات أكثر فعالية للوقاية وللعالج الطبيي والنفسيي. فالكثري م ن االكتش افات يف جم ال البيولوجيا العصبي ة كفيلة بأن تغ ري إجاباتنا تاه مشكل املخدرات وبأن تفتح اإلمكانات الستثار مساحة أكر من التقنيات لع الج اإلدم ان أو للوقاي ة منه. ومن ه ذه اإلمكانات التي ب دأت تظهر يف األف ق احلقن التي تس تهدف املخدر يف دم الش خص ومتنع ه من الوصول إىل الدماغ والتأثري فيه. ومنها كذلك زرع اجلس يات التي حتوي خمدرا تفرزه شيئا فشيئا بطريقة بطيئة وهو ما ي ساعد عىل ختفيض كمية املخدر بالتدريج. ومنها االختبارات اجلينية التي تساعد العلاء عىل اكتشاف اجلينات التي تزيد م ن قابلية اإلدم ان. هذا فضال عن التقنيات املتط ورة لتصوير اخلاليا والتي تساعد عىل اكتش اف الدماغ من الداخل وعىل تسليط الضوء عىل مسارات اإلدمان. 7
ومث ل ه ذه االكتش افات واإلمكانات اجلدي دة التي تفتحه ا البحوث العلمي ة يف جم ال اإلدم ان ومعاجلته لن مت ر دون أن تثري ردود أفعال عكس ية وج دال ح ول اجلوان ب األخالقي ة أو ذات العالق ة باحلري ة الش خصية والدع وات حثيثة إىل أخذها بعي االعتبار يف تقييم هذه االكتش افات يف عامل بيولوجيا األعصاب. )2009.)OEDT, خالص ة الق ول ف إن األرقام والدراس ات تب وح بأمرين أساس يي ال يناقض أحدمها اآلخر يف يشء: األول: أن اجلهود املبذولة ملكافحة املخدرات كبرية عىل املستويات مجيعها الث اين: أن السياس ات املعتمدة إىل حد اآلن مل تنجح يف احلد من هذا املش كل الذي يؤرق العامل وال يستثني أحدا. إن هذا ال يناقض ذاك يف يشء فالنتائج كا تقول التقارير الدولية ليست يف مس توى اجلهود واألم وال املبذولة فضال عن اآلم ال والطموحات. وقد تكون املشكلة حينها مشكلة»كيف«ال مشكلة»كم «. أي أن نا علينا أن نراجع جهودن ا التي نبذهلا يف س بيل مكافحة املخد رات ال لنب ذل أكثر وإنا لنبذل بطريقة خمتلفة عا تعو دناه. أي لنبذل بطريقة أحسن. املخدرات إحدى املش اكل اإلنس انية التي تزداد مع األيام خطورة بفعل تطور أناط االس تهالك ووس ائل االتص ال. وقد امتدت آثاره ا إىل جوانب خمتلفة من احلياة البرشية وأضحت سببا مبارشا يف انتشار عدد ال بأس به من اجلرائم اخلطرية ومن اآلفات الصحية والنفسية واالجتاعية: ت ق و ض م قو مات املجتم ع وتنخ ره م ن الداخل وهت د د حياة الش باب حت ى أصبحت بحق»املو ت» م عب أ يف أقراص وحقن و»الس م» معروضا يف ألف ش كل وش كل وأضحى ضحاياها بنو اإلنسان من كل جيل وجنس وطبقة اجتاعية. 8
إن املتاب ع لقضي ة املخ درات عىل الصعي د العاملي جيد أن ه ذه القضية أصبح ت م ن أكبر املعضالت التي تع اين منها كاف ة دول العامل وش عوهبا فخطورهتا أصبحت ماثلة أمام مجيع الدول مما دفعها إىل أن تعمل عىل حماربة هذه اآلفة من خ الل االتفاقيات والروتوك والت واملعاهدات. حت ى باتت املخدرات خالل الس نوات األخرية أزمة تقض مضاجع كل احلكومات ملا هو معروف من أرضارها الصحية واالقتصادية واالجتاعية بش كل عام ولك ن كذلك مل ا أضحت ت س ب به من مش اكل أمنية بش كل خ اص وذلك الرتباطه ا باجلريم ة واجلريم ة املنظم ة وقضايا غس يل األموال وش بكات اإلرهاب عر العامل. ومما يزيد العامل قلقا ما تؤكده األرقام من االزدياد املطرد هلذه اآلفة وال خيفى ما هلذا االزدياد من أثر سلبي عىل املجتمعات وعىل اقتصاديات الدول وما يظهره من فشل السياسات والرامج إىل حد اآلن يف إيقاف هذا الزحف املخيف لإلنس انية وه و ما يتطلب مزيد حش د اجلهود وإب رام االتفاقيات ودع م العمل املش رتك فيا بي ال دول يف إطار منظ ورات )approches( شاملة ومعاجلات عميقة. ومل تعد مشكلة املخدرات مقصورة عىل رشحية معينة من املجتمع تتسم بعمر معي وبمستوى ثقايف حمدود بل تفاقمت حتى أصبحت مشكلة تعاين منه ا كل رشائح املجتمع بمختلف مس توياهتا وقد تنادت الدول واملنظات الدولي ة ملحاربة هذا الداء العضال واس تخدمت يف ذلك أس اليب متنوعة: ش ملت حتريمها دولي ا واعتبار بيعها أو تروجيها أو تعاطيها خمالفة يس تحق عليه ا اجلاين العقاب الذي قد يصل إىل اإلعدام يف بعض الدول مثل اململكة العربي ة الس عودية كا حرص ت كثري من املؤسس ات التثقيفية عىل الس عي 9
احلثي ث نح و ن رش الوعي ح ول أخط ار ه ذه اآلف ة ومضارها ع ىل الفرد واملجتمع والدولة. ووف ق تقري ر األم م املتحدة لع ام ) 2008 م( ع ن ظاه رة املخدرات وصل عدد املتعاطي للمخدرات عىل مستوى العامل إىل )208( ماليي مدمن ومس تخدم ومتع اط للمخ درات يف أنحاء املعم ورة )اجل دول 1 (. ويرتكز التعاطي لدى املراهقي من اجلنسين الذين وقع وا ضحايا هلذه الظاهرة كا بل غ حجم االس تثار العاملي لتجارة املخ درات قراب ة )500( بليون دوالر سنويا. وأصبح ت تارة املخ درات متثل املرتب ة الثالثة من حي ث احلجم أي تش كل م ا بين )9 %10( م ن حجم التج ارة العاملي ة بعد ت ارة النفط والس الح وهذا املؤرش يوضح أن املخدرات أصبحت خطرا عامليا وحتتاج إىل تضافر مجيع اجلهود يف مواجهتها. )1( اجلدول رقم )1( يبني عدد املتعاطني يف العامل العام 2004/2003 م 2005/2004 م 2006/2005 م 2007/2006 م عدد املتعاطي يف العامل 185.000.000 مدمن 205.000.000 مدمن 200.000.000 مدمن 208.000.000 مدمن (1) United Nations: 2008 World Drug Report: 30. 10
.2 1 مشكلة الدراسة ونظرا ملا تتسم به مشكلة املخدرات من التشع ب والتعقيد فقد تصدت هل ا اآلالف م ن الدراس ات العربي ة والغربية حت اول مقاربتها م ن جهة من اجلهات عل ها تساهم يف كشف بعض أبعادها وتساعد عىل توفري طرح علمي يس عف األمم بحلول عملي ة للوقاية من املخدرات وللع الج منها خاصة وأن القناع ة راس خة لدى اجلميع أن املعاجلة األمني ة رغم أمهيتها ورغم ما حت ق قه من نجاح مط رد فإهنا ال تكفي ملواجهة هذا الد اء العضال إذا مل تتضافر معها جهود وقائية وعالجية تعمل كل ها عىل تطويق األزمة وعىل تقوية جهاز املناعة يف املجتمع. وتأيت هذه الدراس ة يف هذا الس ياق حماو لة االس تفادة من البحوث والدراس ات الس ابقة يف املجال عل ها تنجح يف مزيد إحكام الرؤية م ن خالل م ا تراكم مع األيام من األفكار والتج ارب والتصورات وتقف جمد دا مع مش كلة املخد رات من حيث أس باب الوقوع فيها والطرق األمثل للخالص منها. وعليه يمكن صياغة مشكلة الدراسة يف السؤال الرئيس التايل:»ما هي أسباب تعاطي املخد رات وما هي أساليب مواجهتها«ولإلجابة عن سؤال الدراسة الرئيس ينبغي اإلجابة عن األسئلة التالية: 1 ما أثر املخدرات واملؤثرات العقلية يف حياة اإلنسان 2 ما أهم األسباب املؤدية إىل تعاطي املخدرات 3 ما هي أهم أساليب مكافحة املخدرات 11
.3 1 أهداف الدراسة تس عى هذه الدراسة إىل املس امهة يف رسم تصور شامل ومتكامل ألزمة املخ درات م ن حي ث أس باهبا وكيفي ة مواجهته ا وتوفري أس اليب عملية ملكافح ة املخدرات واس تقراء أهم املعوقات واملش كالت التي تواجه هذه املساعي. وبصورة أكثر حتديدا فإن هذه الدراسة هتدف إىل: 1 حتديد مفهوم املخدرات واملؤثرات العقلية. 2 حتديد أنواع املخدرات واملؤثرات العقلية. 3 حتديد أثر هذه املخدرات عىل اجلوانب الصحية والنفسية واالجتاعية واالقتصادية. 4 رشح أه م أس باب التعاطي للمخدرات يف ضوء تطور الدراس ات والبحوث النفسية واالجتاعية والبيولوجية. 5 الكش ف عن أهم األس اليب املساعدة عىل مواجهة املخدرات وعىل مكافحة ظاهرة اإلدمان..4 1 أمهية الدراسة يأيت اهتام الباحث ي هبذه الدراسة نتيجة ملا يريانه من تطو ر متزايد ألعداد الواقعين يف رشاك املخ درات ع ىل املس تويي الوطن ي وال دويل وللنزيف الصح ي واحلضاري واالقتص ادي الذي حت دثه هذه اآلفة يف جس د البرشية وال يزال حجمه يت سع يوما بعد يوم. وبشكل أكثر حتديدا فإن أمهية هذه الدراسة تنبع من األبعاد التالية: 12
1 إن ه ذه الدراس ة ق د تفيد الباحثي يف ش أن املخد رات بماد ة علمية تؤل ف بين خمتل ف املنظ ورات والت ص و رات وتته د يف حتديث املواقف واملعطيات واالس تنتاجات تربط السابق بالالحق بطريقة تيس عىل الد ارسين تبي اخليط النا ظ م ومته د الجرتاح النظريات املسامهة يف تفسري ظاهرة تعاطي املخدرات. 2 إن هذه الدارسة تفيد املؤسسات العاملة عىل مكافحة املخدرات ألهنا توف ر هلا م ادة علمية كفيلة بكش ف العديد من الوس ائل واآلليات املناسبة ملكافحة املخدرات. 3 إن ه ذه الدراس ة تفي د كل املعنيين بفه م ظاه رة اإلدم ان وكيفية مواجهتها من أولياء ومسؤولي ومؤسسات تعليمية وإعالمية... 13.5 1 منهج الدراسة هذه دراسة وصفية يتمثل الدافع األسايس إلجرائها يف حماولة اإلسهام يف بل ورة تص ور أكثر عمقا لألس باب املؤدية إىل الوق وع يف أرس املخدرات والعوام ل املس اعدة عىل التخلص منها أفرادا ومجاعات. ولذا فإن الدراس ة يف مجلتها تتبع األس لوب التحلييل الرتكيبي النظري synthetic( Analytic )Approach كطريق ة للتعرف عىل املخدرات واملؤث رات العقلية من حيث مفهومها وأنواعها وأسباب تعاطيها وأساليب مواجهتها ومكافحتها. ويقوم هذا األس لوب عىل مس ح أدبيات املوض وع املتوافرة وحتليله ا بغية تعر ف نتائ ج البحوث والدراس ات يف هذا املجال من أج ل وضع تصور متكامل ملش كلة املخدرات: أسبابا وأس اليب مواجهة. وهلذا مل ير الباحثان حاجة إىل أن يفردا ج زءا خاصا يف هذه الدراس ة الس تعراض الدراسات السابقة ذات الصلة ألن الدراسة بمجملها تقوم عىل ذلك املنهج.
ولإلجابة عىل أس ئلة الدراس ة حس ب املنه ج الوصفي تتب ع الباحثان األس لوب التحلييل الرتكيبي النظري كطريقة للتعرف عىل حماور الدراسة يف جوانبها املختلفة. وقد كان أمامنا لتحقيق هذه الغاية طريقان كان بإمكاننا أن نسلكها يف عرض املادة: يقوم األول عىل اتباع ما جرت به العادة من عرض للدراس ات السابقة دراس ة دراس ة حماولي الكش ف عن النتائج التي بلغتها. وهذا العمل وإن كان أيسر م ن حيث وضوح املس ار وبس اطة املنط ق ولكن ه يف احلقيقة ال ي ضي ف جدي دا ألن ه ي راكم النتائج فوق بعضه ا وال يظفر يف األخري بمنطق واحد يؤل ف بينها. ولذل ك أعرضنا ع ن هذا الطري ق األول وول ينا وجوهنا ش طر الثاين رغ م ما به م ن وعورة ألهنا وعورة اإلنتاج وإنج اب اجلديد حت ى ولو كان ش كليا. ألن معاناة التنظيم واهليكلة عر مس ار حتلييل هو الذي من ش أنه أن يضم الش بيه إىل ش بيهه متهيدا الجرتاح اجلديد وتوليد النظريات واملفاهيم املس اعدة ع ىل مزيد فهم ظاهرة تعاط ي املخدرات املعقدة الت ي يمتزج فيها النفسي باالجتاع ي والطبيعي باملصن ع والذايت باملوضوع ي ليضع أمام الباحثين مش كلة دقيق ة مل تقرص الدراس ات يف تن اول الكثري م ن جوانبها وما زالت غري أن هذه الدراس ات التجزيئية حتت اج بي الفينة واألخرى إىل عمليات تركيب وتأليف كفيلة بأن تدفع بالتصورات حول الظاهرة املعاجل ة وقمين ة بأن تبلور الرؤى واملواقف عىل قدر عمق النظرة وش موليتها. وعىل جناحي التفكيك والرتكيب أو التحليل والتأليف يعلو سقف املعرفة البرشية حول هذه الظاهرة وغريها من الظواهر. 14
.6 1 مالمح الدراسة يمكن تلخيص املالمح األساسية للدراسة يف القضايا األساسية التالية: القضية األوىل كان ال ب د م ن الت ع ر ض إىل تعري ف املخ د رات واملؤث رات العقلي ة حماولين اإلتيان ول و بطريقة رسيعة عىل أن واع املخدرات وع ىل أهم اآلثار املرتتب ة عىل كل واحد منه ا متو جي هذا املدخل بمعج م ألهم املفاهيم يف عامل املخد رات. واحلقيقة أن نا يف هذا املدخل مل نأت بجديد ألن ه ليس مقصودا لذاته وإنا هو متهيد طبيعي للقسمي األساسي ي اللذين سيأتيان بعده. القضية الثانية الت عر ف إىل أس باب الظ واهر باعتباره أمرا أساس ي ا لفهمها وهو مقدمة رضوري ة ملعاجلتها أو ملكافحتها مكافحة عميقة وجذرية. وقد حاولت ذلك عديد الد راسات العربية واألجنبية ليقف الكثري منها عىل أن أسباب حدوث اإلدمان كل مرك ب ومتفاعل: وقد حاول أمحد عبد العزيز األصفر ) 2004 م( توضيح ظاهرة الرتكيب هذه مس تندا يف ذلك إىل مجلة من الدراس ات التي س بقته ليخلص يف األخري إىل أن العوامل املؤدية إىل انتش ار ظاهرة تعاطي املخدرات يمكن حرصها يف أربعة: 1 طبيع ة املخدر من حيث س هولة احلصول عليه فضال عن خصائصه الكيميائية 15
2 اخلصائص النفسية واالجتاعية للمدمني 3 العوامل االجتاعية لظاهرة اإلدمان 4 األبعاد االقتصادية والسياسية النتشار ظاهرة التعاطي. بينا تش ري دراسات أخرى )املجذوب 2006 م( إىل أن اإلدمان حيدث نتيج ة للتفاعل بين ثالثة عوامل رئيس ة هي املخ در واإلنس ان واملجتمع وذلك عىل النحو التايل: أوال: بالنس بة إىل املخدر وهو العامل األول يف قضية اإلدمان واس تخدامه خيضع لعدد من العوامل التي منها: 1 توف ر املخ در وس هولة احلص ول علي ه مما جيع ل س عره يف متناول الكثريين فتتسع بالتايل الفرصة للتعاطي واإلدمان. 2 طريق ة التعاط ي مثل تعاطي املخدرات بالفم أو الش م فإنه يس هل اإلدم ان عليه ا بينما يقل ل اس تخدامها بطريق احلق ن من فرص اإلدمان يضاف إىل ذلك مرات التعاطي فالتعاطي املستمر واليومي يزيد من فرص اإلدمان بخالف االستخدام املؤقت والذي حيدث يف املناسبات كاألعياد واألفراح وغريها فإنه يقلل من فرص اإلدمان. 3 نظ رة املجتم ع للمادة املخ درة كأن ينظر إليها بيشء من التس امح لس بب غ ري صحيح مث ل الظن بأن اإلس الم حرم اخلم ر ومل حيرم املخ درات ألن ه مل ي رد هلا ذك ر ىف الق رآن وال يف الس نة وهو ظن خاطئ. 4 اخل واص الكيائي ة والبيولوجية للمخدر فق د ثبت علميا أن لكل خم در خواصه وتأثرياته املختلفة عىل اإلنس ان كذل ك ثبت أن أي 16
ش خص بعد أن يس تخدم أنواعا خمتلفة من املخدرات فإنه ال يلبث أن يفضل»صنفا«منها ويدمن عليه وذلك لوجود نوع من التوافق بي هذا املخدر وتأثرياته من جهة وش خصية هذا اإلنسان من جهة أخرى لدرجة أنه قيل إن الشخص يبحث عن املخدر الذي يناسب شخصيته وهو ما يقول عنه العوام»املزاج«. فالشخص املصاب باالكتئاب يستخدم خمدرات تسبب له اإلحساس بالرض ا والسرور والتع ايل. يف حين أن الش خص ال ذي يعاين من التف كك الداخ يل يف الذات واضط راب يف العالق ات باآلخرين أو يف الوجدان واملش اعر وهو ما يعرف ب)الشخصية الفصامية( يفضل املخدرات التي تساعده عىل إعادة االنتظام واإلحساس بالواقع. ثانيا : اإلنس ان الذي يتكون من جس م ونفس يتفاعالن باستمرار لدرجة أنه يصعب الفصل بينها ولذلك تتداخل العوامل التي تؤثر يف النفس مع العوامل التي تؤثر يف اجلسم وهي التي سنتناوهلا يف ما ييل باختصار: 1 العوامل اجلس مية تنحرص يف: الوراثة والعوامل املكتسبة واألخطاء الطبي ة العالجية وأخريا األس باب البيولوجية لالعتماد وهي التي تسمى الناقالت العصبية. 2 العوامل النفسية التي تلعب دورا يف التعاطي واإلدمان هي: أ ختفيض التوتر والقلق. ب حتقيق االستقاللية واإلحساس بالذات. ج اإلحس اس بموق ف اجتاع ي متمي ز والوص ول إىل حي اة مفهومة. 17
د اإلحساس بالقوة والفحولة. ه إشباع حب االستطالع. و اإلحساس باالنتاء إىل مجاعة غري مجاعته. ز الوصول إىل اإلحساس بتقبل اجلاعة. ح التغلب عىل اإلحساس بالدونية. ط التغلب عىل األفكار التي تسبب له الضيق. ي اخلروج عىل القوالب التقليدية للحياة )املغامرة(. ك حب االستطالع وملء الفراغ. وهناك من يضيفون دوافع أخرى إىل ما تقدم منها عىل سبيل املثال: الرغبة ىف التجريب اهلروب من املشاكل الرغبة يف زيادة املرح الرغبة يف زيادة القدرة اجلنسية الرصاع بي التطلعات الطموح واإلمكانات املتاحة الفشل يف حل الرصاع بالطرق املرشوعة اإلحساس باالغرتاب والقهر االجتاعي الرغبة يف االستقرار النفي. ثالثا : العوامل االجتاعية فمشكلة تعاطي املخدرات واإلدمان عليها مثلها مثل غريها من املشكالت االجتاعية وراءها عوامل اجتاعية عديدة 18
هامة ومؤثرة تتباين من جمتمع إىل آخر بل ومن فرد إىل فرد آخر ومن هذه العوامل )غانم 1998 م العفيفي 1406 ه(: 1 العالقات األرسية. 2 تعاطي األبوين أو أحدمها للمخدرات. 3 تأثري مجاعات األصدقاء. 4 السلوك املنحرف للشخص. 5 درجة التدين. 6 وجود املخدر. 6 التدخي ورشب اخلمر. 7 وسائل االتصال اجلاهريي. 8 الثقافة السائدة. 9 املستوى االجتاعي االقتصادي. وقد قامت عديد الدراس ات عىل حماولة تفس ري ظاهرة اإلدمان علميا حماولة البحث يف القضايا التالية: 1 حتديد اخلاليا العصبية املسؤولة عن التأثر السلبي باملخد ر 2 حتليل الفروق الفردية بي الناس يف عالقتهم باملخدرات سواء أكانت هذه الفروق ذاتية أو خارجية تتعل ق بمثريات القلق أو بالتعرض إىل املخدر. 3 حتلي ل التج ارب األوىل م ع تعاط ي املخ در ودوره ا يف التأدية إىل اإلدمان. 4 حتليل آثار االمتناع لدى األشخاص الذين يعيشون حالة اعتاد. 19
5 حتلي ل اآلث ار الرشطية للمخدرات. فالذي يظه ر منذ الوهلة األوىل أن بع ض الوضعيات البيئي ة كفيلة وحدها ب أن تطلق حاجة ملحة إىل املخدر لدى شخص ما وهو ما قد يدفعه إىل االنتكاس رغم أنه ممس ك عن التعاطي منذ أسابيع أو أشهر عديدة. وتشري الدراسات إىل أن املراد هنا تلك الوضعيات الس ياقية التي ارتبطت يف املايض إما باإلحساس بنشوة التعاطي أو باإلحساس بأمل االحتياج إليه. وبع د ع دد م ن البح وث املخري ة املتك ررة هن ا وهن اك بلغ ت هذه الدراس ات ع ددا م ن النتائج املهم ة خالصته ا أن هناك اختالف ات فردية طبيعية بي الناس فيا يتعلق باهلشاش ة ت اه املخدرات Cador,( Stinus et.)2009 ويف السياق ذاته أجرت جمموعة بحثي ة تنتمي إىل املعهد الوطني للصحة والبحث الطبي بفرنس ا INSERM تربة عىل عدد من الفئران لفهم ظاهرة اإلدم ان والع ودة إىل اإلدم ان وتوص لوا إىل مجلة من النتائ ج التي نرشت يف جمل ة»Science«يف عددها 5686 وأهم هذه النتائج: 1 أن ع ددا حمدودا م ن الفئران املس تهلكة للمخ د رات ظهرت عليها عالم ات اإلدم ان )%17 للفئران بينا هو %15 لإلنس ان(. وهذا العدد من الفئران املدمنة: أ مل تعد قادرة عىل وضع حد حلجم الكمية املتناولة من املخدرات. ب أظهرت دافعية جد كبرية للمخدرات. ج كانت حت رص عىل احلصول ع ىل كم ي ة من املخ د ر رغم ربط عمليات احلصول عليه بعقوبة. 20
2 أن ه ذه الفئران التي أظهرت اس تعدادا لإلدمان هي ذاهتا التي ظهر عىل نس بة كبرية منها االس تعداد لالنتكاس ومعاودة التعاطي رغم طول مد ة اإلقالع نسبيا. ومن هنا خلص الفريق إىل أن ظاهرة االس تعداد لإلدمان هي ذاتية عند بع ض الفئ ران وال تعل ق هل ا بعوامل النش اط أو الزيادة يف اخل وف أو حت ى الزيادة يف كمية املخدرات املستهلكة. كما خلص وا إىل أن اإلدم ان لي س فق ط نتيج ة للتع رض الطوي ل للمخ در ب ل هو كذلك نتيجة لدرجة هشاش ة كل ف رد أمام اإلدمان. )Unité Inserm, 2004( القضية الثالثة أساليب مواجهة ظاهرة اإلدمان والتي يمكن أن ت عرض بأكثر من طريقة وكل طريق ة م ن هذه الط رق تصلح أن تك ون مدخال من املداخ ل لتناول مس ألة مكافحة املخد رات ومنهجا واضحا ت نظ م فيه األس اليب والوسائل واألدوات الكفيلة بمواجهة مشكلة املخد رات ورغم أن نا اصطفينا يف األخري طريقة ثالثية قوامها البحث يف مس تويات التعامل مع املخد رات بالنس بة إىل اإلنسان أساسا ألن ه كان ال بد أن حت سم مسائل العرض وكيفياهتا يف حلظة ما بحسب اهلدف من الدراسة أو بحسب ما نقدره من فعالية العرض. فال نرى بأس ا من بع ض التحليل لبعض الطرائق األخرى مل ا تتوافر عليه من األبعاد التي تسمح باستكال الصورة حول أساليب املواجهة. وألهن ا تفت ح آفاق ا للنظر كثريا م ا نغفل عنه ا فنحرص أنفس نا يف جهة وتغي ب عنا جهات كثرية غريها. ولو أردنا توس يع املواجهة أفقيا وعموديا 21
قلنا بأننا يمكن أن نقس م أس اليب املواجهة تقسيات عدة باعتبارات خمتلفة ومن أهم هذه التقسيات: يمكن تقسيم هذه األساليب باعتبار من يقوم هبا من حيث عدده إىل: أساليب فردية. أساليب مجاعية. فق د يعي الفرد خطورة املش كل ويعزم عىل مواجهت ه ولكنه لن ينجح حت ى جيد احتضانا من اإلرادة اجلاعية كا أن اإلرادة اجلاعية قد تتعلق بصد اخلطر ولكنها ال تكون هذه اإلرادة جمدية ما مل تد تفها وانخراطا عمليا من األفراد. إىل: ويمكن تقسيم هذه األساليب باعتبار حي ز التحرك ومدى اتساع اجلهود أساليب وطنية. أساليب دولية. فال يمكن للجهود الوطنية أن تنجح إذا مل تد س ندا حقيقيا من اجلهود الدولي ة وال يمك ن للجه ود الدولية أن تنجح إذا مل ت د التزاما من اجلهود الوطنية يف كل بلد. ويمكن تقسيم هذه األساليب من حيث أداهتا إىل: أساليب قانونية. أساليب أمنية. أساليب طبية. 22
أساليب تربوية. أساليب إعالمية. كا يمكن تقسيم هذه األساليب من حيث جمال عملها إىل: أساليب نفسية. أساليب اجتاعية. أساليب اقتصادية. أساليب صحية. وهذا التقس يم ويف إىل حد كبري إىل بنية املدخل والقس م األول من هذه الدراسة أي إىل مسألتي: آثار املخدرات وأسباب التعاطي وكأن ه حياول أن حيفر يف كل سبب ليستخرج منه مادة يعالج هبا مشكل التعاطي للمخدرات. ويمكن تقسيم هذه األساليب من حيث مكان املواجهة وأرضها إىل: املواجهة عىل احلدود. املواجهة عىل النت. املواجهة عىل وسائل اإلعالم. املواجهة عىل وسائل االتصال. ويمكن تقس يم هذه األس اليب باعتبار املخدر ذاته م ن حيث توفره أو عالقة اإلنسان به إىل: مكافحة العرض. مكافحة الطلب. 23
وه و أس لوب يف العرض رغ م كونه ثنائي ا إال أنه يمك ن أن يتضمن األبع اد الثالث ة التي س نراها يف تقس يمنا األخري الذي اختذناه لبحثنا س بيال إضاف ة إىل املكافح ة األمني ة: أم ا املكافحة األمني ة فتكاد تك ون رصحية يف مكافح ة الع رض. وأم ا مكافحة الطل ب فهي تنط وي ضمني ا ع ىل البعد الوقائي والبعد العالجي وحتى البعد النائي. ويمك ن أخ ريا أن نتن اول أس اليب مواجهة املخدرات م ن حيث دور اإلنسان فيها إىل: أساليب وقائية. أساليب عالجية. أساليب نائية. وق د اخرتن ا أن نبني القس م الث اين من ه ذا البحث عىل هذا التقس يم الثالثي جلملة من األمور ن ج ملها يف التايل: األمر األول: أن هذا التناول يتعل ق باإلنس ان مبارشة يف حاالته كل ها: متوق يا م ن الوق وع يف أرس املخ درات أو واقعا فيه ا أو م ب ادرا إىل توعية اآلخري ن بع دم الوقوع فيه ا. ولقناعتن ا ب أن جوهر عملي ة التغيري احلقيقي والعميق والد ائم إن ا موئلها إىل شخصية اإلنسان كان ال بد إذن أن نصطفي هذا التقسيم ليكون جسا لبلوغ أهدافنا من الد راسة يف قسمه الثاين. األم ر الث اين: أن هذا التناول يضم ن لك أن تكون يف مت اس مع كل جهات النظ ر األخ رى ويتقاطع معها يف أكثر من نقط ة بطريقة أو بأخرى. فمقتىض احلكمة عندها أن ي رش ح هذا الن وع من التناول ألنه يضمن 24
ل ك أن يكون طرحك جامعا إىل ح د با يضمن حد ا أدنى من اكتال الصورة إذ عىل قدر اكتاهلا تكون فعالية املواجهة أكر..7 1 املفاهيم واملصطلحات نع رض فيما ييل ع ددا م ن املفاهيم الت ي نحتاجه ا يف دراس تنا وهي يف احلقيق ة مصطلح ات يس ود اس تخدامها يف أغل ب ميادي ن احلديث عن املخدرات: املخد ر: هو لغة من اخلدر وهو الضعف والكس ل والفتور واالسرتخاء يقال: ختد ر العضو إذا اسرتخى فال يطيق احلركة. وعرف الفقهاء املخدر أو املفسد بأنه تغطية العقل أي هو ما غي ب العقل واحلواس وذكروا احلشيش مث اال عليه. واحلقيق ة أن هذا التعري ف ال ينطبق متاما ع ىل واقع املخدرات واألوىل أن تع ر ف بأهنا ما يش و ش العقل واحل واس بالتخي الت واألهالس بعد نشوة وطرب وتؤد ي باالعتياد عليها إىل اإلذعان هلا. فه ي أية م اد ة يتعاطاها الناس هب دف تغيري الطريقة التي يش عرون هبا أو يفك رون أو يترصفون. ويش مل هذا الوصف الكحول والتبغ كا يش مل املخ درات األخرى الطبيعية أو املصنوعة. ويف املايض كان معظم املخدرات املس تعملة تصنع من نباتات أي من نبات ات تزرع ثم حتو ل إىل خمد رات مثل الكوكايين واهلريوين والقنب )أو املرخوانا(. ويف القرن العرشين اكتش ف الناس كيف يصنعون املخدرات من الكيمياويات وهي تعر ف بأي خمد رات من صنع اإلنس ان أو خمد رات تركيبية وهي تش مل»س بيد«و»اكستايس«و»ل س د«و»بات و«و»ه وت آي س«و»كلينك س«و»ميث«وم ا إىل ذلك. )منظمة األمم املتحدة 2003 م ص 10( 25
وتس تخدم منظمة الصحة تعبري املواد النفس ية ب دال من املخدرات ألن األخ ري يش مل مواد واس تخدامات علمي ة أو أخرى عادية غ ري حمظورة أو خطرة. عندما نستخدم تعبري»املخدرات«نعني به املواد التي حت دث االعتاد )اإلدمان(واملحر ماستخدامهاإال ألغراضطب يةأوعلمي ة أوإساءةاستخدام املواد والعقاقري املتاحة للحصول عىل التأثريات النفس ية. وبعض املخدرات مواد طبيعية وبعضها مصن عة وتشمل املهدئات واملنشطات واملهلوسات أو املس تخرجة من نباتات طبيعية كاحلش يش واألفيون واهلريوي ن واملارخيوانا والكوكايي أو املواد التي تستنشق مثل األسيتون واجلازولي. علا بأن هذا املصطلح قد أ سقط من نظام تصنيف االضطرابات النفسية الص ادر ع ن هيئ ة الصحة العاملي ة يف مراجعات ه املعروفة باس م»ICD10«واست خدم مكانه»املواد النفسية«. )سويف 1996 م( أنواع املخدرات بحسب إنتاجها اخرتن ا أن نفص ل احلدي ث يف املخ د رات معتمدي ن التصني ف املبن ي ع ىل كيفية إنتاجها ألن ه يس اعدنا ع ىل تبي بعض األبع اد العلمية يف تكو ن املخ د رات وجي ن بن ا إىل ح د بع ض الت داخ ل ال ذي يمك ن أن يعرتضنا يف التصنيف ات األخرى مث ل التأثري ألن امل اد ة املخدر ة الواح دة قد يكون هلا أكث ر من أثر يف آن واح د. وألنه يتيح لنا تغطية كامل أن واع املخدرات بنوع م ن اإليعاب. علا بأن نا س نفرد األن واع بجدول جامع يف هناي ة هذا الفصل لتكون الصورة شاملة ومكتملة: 26
املخدرات الطبيعية Narcotics( )Drugs هي املواد الطبيعية أو املصن عة التي حتتوي عىل عنارص منب هة أو مس ك نة والتي من شأهنا إذا است عملت بشكل متكرر يف غري األغراض الطبية املوجهة أن تؤث ر بحك م طبيعته ا الكيميائية عىل بنية اجلس م ووظائف ه إىل اإلدمان وتس بب أرضارا بدني ة وعقلي ة وتغ ري يف الس لوك اإلنس اين الطبيع ي ومزاج ه وانفعاالته وعواطفه وأحاسيس ه وأس لوب تفك ريه وتنتج من نبات ات طبيعي ة مثل احلش يش واألفي ون والك وكا والقات والت ي حتتوي أوراقها وأزهارها وثارها عىل املادة الفعالة املخدرة كا يمكن أن يتم تناول ه ذه األوراق واألزهار والثار مبارشة.. )العشماوي 1414 ه ص 68( ومن هذه املخدرات الطبيعية: احلش يش )القنب(: عرفت الش عوب القديمة احلش يش وصنع وا من أليافه احلب ال واألقمش ة وأسماه الصيني ون واهب الس عادة وأطل ق عليه اهلن دوس اس م خمفف األح زان أما كلم ة القنب فهي كلم ة التينية معناها ضوضاء وقد سمي احلشيش هبذا االسم ألن متعاطيه حيدث ضوض اء بعد وص ول امل ادة املخ درة إىل ذروة مفعوهلا. وم ن املادة الفعال ة يف نبات القنب هذا يصنع احلش يش ومعناه يف اللغة العربية»العش ب«أو النبات الري ويرى بعض الباحثي أن كلمة حش يش مشتقة من الكلمة العرية»شيش«التي تعني الفرح انطالقا مما يشعر به املتعاطي من نشوة وفرح عند تعاطيه احلشيش. األفيون: وأول من اكتش ف اخلش خاش )األفيون( هم سكان وسط آسيا يف األلف السابعة قبل امليالد ومنها انترش إىل مناطق العامل املختلفة وقد عرفه املرصي ون القدم اء يف األل ف الرابع ة قب ل املي الد وكان وا 27
يس تخدمونه عالجا لألوج اع وعرفه كذلك الس ومريون وأطلقوا عليه اس م نبات السعادة وحتدثت لوحات سومرية يعود تارخيها إىل 3300 ق.م عن موس م حصاد األفي ون وعرفه البابليون والفرس كما اس تخدمه الصيني ون واهلنود ث م انتق ل إىل اليون ان والرومان ولكنهم أساؤوا استعاله فأدمنوه وأوىص حكاؤهم بمنع استعاله وق د أكدت ذل ك املخطوطات القديم ة بي هوم ريوس وأبو قراط ومن أرس طو إىل فريجيل. كا استطاعت الواليات املتحدة األمريكية الدخ ول إىل األس واق الصيني ة ومنافس ة رشك ة اهلن د الرشقي ة يف تل ك احلرب فوقع ت اتفاقي ة مماثلة ع ام 1844 وكان م ن نتائج تل ك املعاهدات االنتش ار الواس ع لألفيون يف الصين فوصل عدد املدمنين هبا عام 1906 م عىل س بيل املثال مخس ة ع رش مليونا ويف ع ام 1920 م قدر ع دد املدمني ب %25 من جمموع الذكور يف املدن الصينية. واس تمرت معاناة الصي من ذلك النبات املخدر حتى عام 1950 م عندم ا أعلن ت حكوم ة ماوتسي تونغ ب دء برنامج فعال للقضاء عىل تعاطيه وتنظيم تداوله. الق ات: ش جرة معمرة يراوح ارتفاعها ما بي م رت إىل مرتين تزرع يف اليمن والقرن األفريقي وأفغانس تان وأواس ط آس يا. اختل ف الباحثون يف حتدي د أول منطق ة ظه رت هبا هذه الش جرة فبينا ي رى البعض أن أول ظه ور هلا كان يف تركس تان وأفغانس تان ي رى البعض اآلخر أن املوط ن األصيل هلا يرجع إىل احلبش ة. وقد عرفته اليمن واحلبش ة يف القرن الرابع عرش امليالدي حيث أش ار املقريزي يف خططه )1364 1442 م( إىل وج ود».. ش جرة ال تثم ر فواك ه يف أرض احلبش ة تسمى بالقات حيث يقوم السكان بمضغ أوراقها اخلرضاء الصغرية 28
التي تنش ط الذاكرة وتذكر اإلنس ان با هو مني كا تضعف الشهية والن وم..«. وقد انت رشت عادة مض غ القات يف اليم ن والصومال وتعمقت يف املجتمع وارتبط ت بعادات اجتاعية خاصة يف األفراح واملآتم ومتضية أوقات الف راغ مما جيعل من مكافحتها مهمة صعبة. وكان أول وص ف علم ي للق ات ج اء عىل ي د العامل الس ويدي بري فورسكال عام 1763 م. املخدرات املصن عة يت م إنتاجها عن طريق معاجلة أو تصنيع تقني للمخدرات من النباتات الطبيعية مثل: املورفي واهلريوين ومش تقات األفيون األخرى أو الكوكايي املشتقة من نبات الكوكا. ومن أشهر هذه املخدرات املصنعة: املورفي: وهو أحد مش تقات األفيون حيث استطاع العامل األملاين سري ترز عام 1806 م من فصلها عن األفيون وأطلق عليها هذا االسم نسبة إىل اإلله مورفيوس إله األحالم عند اإلغريق. وقد ساعد االستخدام الطب ي للمورفي يف العمليات اجلراحية خاص ة إبان احلرب األهلية الت ي اندلعت يف الوالي ات املتحدة األمريكي ة )1861 1861 م( ومنذ اخرتاع اإلبرة الطبية أصبح اس تخدام املورفي بطريقة احلقن يف متناول اليد. اهلريوي ن: وهو أيضا أحد مش تقات املورفي األش د خطورة اكتش ف عام 1898 م وأنتجت ه رشك ة باير لألدوية ثم أيسء اس تخدامه وأدرج ضمن املواد املخدرة فائقة اخلطورة. الكوكايين: عرفت أمريكا الالتينية الكوكايي قب ل أكثر من ألفي عام ومنها انت رش إىل معظ م أنحاء العامل وال تزال هذه الق ارة أكر منتج له حتى 29
اآلن. ع رف نب ات الكوكا الذي يس تخرج من ه الكوكايي يف أمريكا اجلنوبي ة منذ أكثر من ألفي عام وينترش اس تعاله لدى هنود األنكا ويف ع ام 1860 م متك ن العامل ألفرد نيان من عزل امل ادة الفعالة يف نب ات الك وكا ومنذ ذلك احلي زاد انتش اره عىل نط اق عاملي وبدأ اس تعاله يف صناعة األدوية نظرا لتأثريه املنش ط عىل اجلهاز العصبي املرك زي ول ذا اس تخدم بكث رة يف املرشوب ات الرتوحيي ة وبخاصة الكوكاك وال لكنه اس تبعد م ن تركيبتها ع ام 1903 م وروجت له بق وة رشكات صناع ة األدوية وكث رت الدعايات الت ي كانت تؤكد ع ىل أن تأث ريه ال يزي د ع ىل القه وة والش اي وم ن أش هر األطباء الذين روج وا هلذا النبات الطبيب الصي ديل الفرني أنجلو ماريان واس تخدمته تل ك ال رشكات يف أكث ر م ن 15 منتجا م ن منتجاهتا. وانعك س التاري خ الطوي ل لزراع ة الك وكا يف أم ريكا الالتينية عىل ط رق مكافحت ه فأصبحت هن اك إمراطوريات ضخم ة تنترش يف الب ريو وكولومبي ا والرازيل لتهريبه إىل دول العامل ومتثل الس وق األمريكية أكر مستهلك هلذا املخدر يف العامل. املخدرات التخليقية ( الكياموية( ه ي م واد ال ترج ع إىل أص ل املخ درات الطبيعي ة أو إىل أص ل املواد املصن عة وإنا هي مواد تركب من عنارص كيميائية لغرض التخدير والتهدئة أو التنبي ه واحلف ز والت ي منه ا عىل س بيل املث ال: حبوب اهللوس ة )LSD( وكث ري من األدوية األخرى وحتدث التأثريات نفس ها التي حتدثها املخدرات الطبيعية. ومن هذه املخدرات الكيميائية: 30
املنومات واملهدئات :Tranquilizer & Hypnotic وهي املواد التي حتدث بطئا أو نقصانا يف وظائف اجلهاز العصبي املركزي مما يؤدي إىل بطء ونقص ان يف بع ض الوظائف األخرى يف اجلس م كالبطء يف التفكري ويف ال كالم وكس ل يف احلرك ة واس رتخاء يف العض الت وهزال عام وضعف يف التنفس وانخفاض يف ضغط الدم فيشعر املتعاطي أو املدم ن باخلم ول أو النعاس أو النوم ج راء تعاطيه أدوية املنبهات أو املهدئات واملس كنات أو تناوله لنباتات القات الكوكا أو يمكن أن تؤخ ذ من الكفائي )الش اي القهوة الكوال ال كاكاو القات التبغ... وغريها( ومن الكورال الباربيتورات البارالوهيد بروميد الكالسيوم. )النجيمي 2004 م ص 12( املهلوس ات :Hallucinogens وه ي أنواع خمتلفة م ن العقاقري مثل حبوب اهللوسة )LSD( ومع أنه ليس لبعضها تأثري إدماين كبري إال أهنا تؤثر عىل نفس ية املتعاطي وسلوكه )أبو عمة 1998 م ص 21(. وتؤدي إىل إدراك خيايل لبعض الظواهر واملوضوعات وأش ياء غري موجودة يف الواق ع ومص در ه ذه املهلوس ات م ن امليكالين فط ر البتول والقنب اهلندي وفطر األماتيت. املذيبات الطي ارة :Sedative Hypnotic وهي مواد حتتوي عىل هيدروكربون )فح وم مائي ة( وتؤثر عىل الدم اغ والكب د والرئتي ويت م تعاطيها عادة عن طريق االستنش اق فتحدث اس رتخاء ودوخة ويف بعض األحيان هلوس ة ويكون مصدرها م ن الفول واألثري الكروفورم البنزين أو أكسيد األزوت. )الريثن 2006 م ص 15 (. 31
القنب قنب مرخوانا )blow( راتنج حشيش زيت أخرض grass) ( dope) ( عشبة خمدر )(hooch )(gungun جانجا هاش ليف )pot( بانغو )hemp( مرخوانا عص بوذا ع ص الغرزة كيف ماري جان سنسميال ت رشاس ش ت H. وتستخدم املرخوانا أحيانا مع مواد خمدرة أخرى مثل PCP أو كراك الكوكايي. ويف تلك احلاالت تظهر تشكيلة جديدة متاما من األساء مثل )قارب( (amp( )acc) الخ. الكوكايني كوكايي كراك كوك C شاريل حلويات األنف toot بازوكا big C كيك ليدي stardust كوكو flake مسرتكويف بالنش كوكس ثلج. األمفيتامينات أمفيتامينات سبيد آيس براونز فوت بولز hearts oranges wake ups حسناوات سمراء كريستال ميث كراك ميث cat shag أبيض rippers bennies براونز جرينيز بيب بيلز. اهلريوين مطرقة حصان nod H junk smack shag أبيض بيج سيدة بيضاء white stuff joy powred.boy hairy harry joy powred اإلكستايس إكستايس آدم MDM ecnesse MDE إيف CTX AMDM MDEA. ومن املراجع اجليدة ألساء الشارع: http://www.whitehousedrugpolicy.gov/streetnames/default.asp الشكل رقم )1( االسامء الشائعة ألنواع املخدرات 32
بحسب إنتاجها 1- خمدرات تنت ج م ن نبات ات طبيعي ة مبارشة: مث ل احلش يش والق ات واألفيون ونبات القنب. 2- خم درات مصنع ة وتس تخرج م ن املخ در الطبيع ي بع د أن تتعرض لعمليات كياوية حتوهلا إىل ص ورة أخرى: مث ل املورفين واهلريوين والكوكايي. 3- خم درات مركبة وتصنع م ن عناص ر كياوي ة ومركب ات أخ رى وهل ا التأث ري نفس ه: مث ل بقي ة امل واد املخ درة املس كنة واملنومة واملهلوسة. خريطة تصنيفية ألنواع املخدرات بحسب تأثريها 1- املسكرات: مثل الكحول والكلوروفورم والبنزين. 2- مس ببات النش وة: مث ل األفيون ومشتقاته. 3- املهلوس ات: مث ل امليسكالي وفطر األمانيت والبالذون والقنب اهلند. 4- املنوم ات: وتتمث ل يف الكل ورال والباريب ورات والس لفونال وبرمومي د البوتاسيوم. بحسب تصنيف منظمة الصحة العاملية 1 جمموع ة العقاق ري املنبه ة: مثل الكافيين والنيكوتين والكوكاي ي واألمفيتامينات مثل البنزدرين وركس ي ومئثدرين. 2 جمموع ة العقاق ري املهدئة: وتش مل املخ درات مث ل املورفين واهلريوين واألفي ون وجمموعة الباربيتي ورات وبع ض املركب ات الصناعية مث ل امليثاون وتضم ه ذه املجموع ة كذل ك الكحول. 3 جمموع ة العقاق ري املث رية لألخاييل )املغيبات( وي أيت عىل رأس ها القنب اهلندي الذي يستخرج منه احلشيش واملارخيوانا. الشكل رقم )2( التصنيفات املختلفة للمخدرات 33
الشكل رقم )3( أنواع املخدرات موزعة عىل نسب استهالكها يف العامل 34
اإلدم ان :Addicition وه و التعاط ي املتك رر ملادة نفس ية أو ملواد نفس ية لدرجة أن املتعاطي يكش ف عن انش غال شديد بالتعاطي وعجز أو رفض لالنقطاع أو لتعديل تعاطيه. ويظهر عليه أعراض االنسحاب إذا انقطع عن التعاطي وتصبح حياة املدمن حتت سيطرة التعاطي إىل درجة تصل إىل استبعاد أي نشاط آخر. ومن أهم أبعاده: مي ل إىل زيادة جرع ة املادة املتعاطاة )التحم ل( واإلدمان له مظاهر فس يولوجية واضحة وحالة تس مم عاب رة أو مزمن ة ورغبة قهرية ق د ترغم املدمن عىل حماول ة احلصول عىل املادة املخدرة املطلوبة بأي وس يلة باإلضافة إىل تأثريه املدمر عىل الفرد واملجتمع. )العشاوي 1414 ه ص 53( وقد اس تمرت املح اوالت من العرشينيات وحت ى أوائل الس تينيات إلق رار التميي ز بين اإلدمان والتع و د باعتب ار أن التع و د صورة من التكييف النفي أقل ش د ة م ن اإلدمان. ولكن يف أوائل الس تينيات أوصت هيئة الصحة العاملية بإس قاط املصطلحي: اإلدمان والتعو د عىل أن حيل حمل ها معا مصطلح جديد هو االعتاد. االعتاد :Dependence وهو حالة نفسية وأحيانا جسمية تنتج عن التفاعل بين كائ ن حي وبين أح د العقاقري وتتس م باس تجابات س لوكية واس تجابات أخ رى وتتضمن ه ذه احلالة نوع ا من القه ر لتناول العق ار باس تمرار أو دوري ا وقد يصحب االعتاد ن وع من التحمل Tolerance أو ال يصحبه كا قد يعتمد الشخص عىل أكثر من عقار. االعتماد اجلس مي )أو العض وي( :Physical Dependence وه و حال ة تكيف اجلس م وتعوده عىل عقار م ا بحيث تظهر عىل املتعاطي بعض 35
اآلالم اجلس مية الش ديدة عند امتناعه عن تناول العقار فجأة. لتظهر ع ىل الفور بعض األع راض األليمة للجس م والتي تس مى أعراض االنس حاب.withdrawal symptoms )العشماوي 1414 ه ص 53(. االعتماد النفي :Psychological Dependence وهو حالة تعني الش عور النفسي بارتياح نحو عق ار معي ينتج عنها داف ع نفي لتناول ذلك العق ار لتحقيق االرتياح أو للش عور باللذة أو لتجن ب القلق كا أن هن اك عالق ة وثيقة بين االعتاد اجلس مي واالعتاد النفسي وعادة حيدث االعتماد النفي قبل االعتاد اجلس مي. )الريثن 1414 ه ص 53(. االعتاد االجتاعي :Social Dependence وهو االس تمرار يف تعاطي مادة معين ة يف مناس بات اجتاعية معين ة وغالبا ما يكون دافعها الش عور بالسعادة واملتعة. )عثان 1989 م ص 32(. االش تياق )أو اللهف ة( :Craving وه و مصطل ح يش ري إىل حال ة الرغبة يف التعاطي وللهفة بعض اخلصائص الوسواسية فهي ال تفتأ تراود فكر املدمن وتكون غالبا مصحوبة بمش اعر س يئة. )س ويف 1996 م الريثن 2002 م ص 20(. االنس حاب :Withdrawal وه و احلالة النامجة عن من ع أو امتناع الفرد عن تعاطي املواد املخدرة بعد إدماهنا وتعود اجلسم عىل املخدر وال يستطيع أن ي ؤدي وظائف ه ب دون خم در وتتكون األع راض االنس حابية من زيادة يف رضبات القلب ورعش ة جلدية ويف العضالت واألطراف والغثي ان والتقيؤ واإلس هال والتعرق وقلة النوم ورش ح األنف وفقدان الشهية وهلوسة أحيانا. )الريثن 2002 م ص 21(. 36
وتنج م هذه األعراض عن حماولة اجلس م التخلص من آثار س موم املخدر وختتلف حسب نوع املخدر. وتبلغ هذه األعراض أشدها يف األفيون ومشتقاته وباألخص اهلريوين حيث ترتاوح مدهتا بي يومي وأربع ة أي ام ويمك ن أن تنته ي ببع ض املتعاطي إىل الوف اة. ومن أمثلة أعراض االنس حاب يف حال إدمان األمفيتامينات )املنش طات واملنبه ات(: م زاج مكتئ ب وش عور بالتع ب واضط راب يف النوم وأحالم مزعجة. وبالنسبة إىل االنسحاب الكحويل تتمثل األعراض يف االرتعاشات الشديدة والغثيان والتقيؤ والشعور بالضيق والتوعك والضعف ورسعة رضب ات القلب والعرق املتزايد إضافة إىل املزاج املكتئب والتهيج. املواد النفسية :Psychoactive drugs هي املواد املحدثة لالعتاد )اإلدمان( طبيعية كانت أو مصنعة. وتشمل هذه املواد: الكحوليات )املرشوبات الكحولي ة( واألمفيتامين ات والباربيت ورات )مث ل الفالي وم وامليلتاون وس ائر املواد املهدئة( والقنبيات )مس تحرضات القنب املاريغوانا يف الغرب والبانج واجلانجا والكاراس يف اهلند والكيف يف شمال أفريقيا واحلش يش يف م رص( والكوكايي واملهلوس ات )مث ل الليس ريجايد وامليس كالي والسايلوس يبي( والق ات واألفيوني ات )األفيون واملورفي واهلريوين والكودايي( واملواد الطيارة )االستنشاقية: مثل األسيتون واجلازولي(. ويستخدم اليوم مصطلح املواد النفسية بدال من املخدر. التحم ل :Tolerance وهو تغري عض وي يتجه نحو زيادة جرعة مادة حمدثة لإلدم ان هب دف احلصول ع ىل نفس األث ر الذي أمك ن حتصيله من 37
قب ل بجرعة أقل. )1988 Westermeyer,.)Arif and ويمكن أن حيدث التحم ل بفعل عوامل فيزيولوجية أو عوامل نفس ية اجتاعية. وقد يكون التحمل عضويا أو سلوكيا. والتحمل العضوي عبارة عن تغري يف اخلاليا املستقبلة بحيث يتضاءل أثر جرعة املادة املتعاطاة حتى م ع بقاء هذه اخلالي ا معرضة لنف س تركيز املادة. وي قص د بالتحم ل الس لوكي تغري يف تأث ري املاد ة املتعاطاة ينجم ع ن تغري يف بعض قيود البيئة. 1988( Dictionary, )WHO 38
الفصل الثاين اآلثار املرتتبة عىل تعاطي املخدرات 39
40
2. اآلثار املرتتبة عىل تعاطي املخدرات.1 2 اآلثار الصحية لتعاطي املخد رات يمك ن إمجال اآلث ار الصحية لتعاطي املخدرات بصف ة عام ة يف األمور التالية: )األصفر 2004 م ص 107 108( 1 فقدان الشهية للطعام مما يؤدي إىل النحافة والضعف العام مصحوبا باصفرار الوجه وقلة احليوية والنشاط وحدوث الدوار والصداع املزمن واختالل التوازن والتآزر العضيل العصبي. 2 اضطراب وظيفي يف حواس السمع والبرص. 3 التهيج املوضعي لألغشية املخاطية للشعب اهلوائية. 4 اضطراب اجلهاز اهلضمي. 5 إتالف الكبد. 6 التأثري السلبي عىل النشاط اجلني. 7 اإلصابة بالسطان. 8 اضطراب يف اإلدراك احلي العام. 9 اختالل يف االتزان. 10 اضطراب الوجدان. 11 العصبية الزائدة واحلساسية الشديدة والتوتر االنفعايل. أم ا تفصيال فيمكن توزيع اآلثار عىل العنارص التالية: 41
.1.1 2 اآلثار الصحية لتعاطي الكحوليات أم ا تفصيال فتعتر الكحوليات من أقدم املواد املخدرة وأوسعها انتشارا يف الع امل حي ث عرفته الكثري من احلض ارات القديمة فق د وجد يف بعض بردي ات املرصيي القدماء عام 3500 ق.م حديث ع ن اخلمر واإلثم الذي يلحق شارهبا كا تعرف عليه اليونانيون القدماء وكانوا يرشبونه بكثرة وهو جزء من احلياة اليومية للعديد من املجتمعات كا تس خدمه بعض الديانات يف احتفاالهتا الدينية. أما تأثريه الفس يولوجي فيبدأ بعد وصوله إىل الدم يف فرتة ترتاوح بي 5 10 دقائق ويتوقف هذا التأثري عىل نس بة تركي ز مادة )الكحول اإليثييل( فهناك أنواع وهي من أكثر الكحوليات انتش ارا تكون نس بة تركيز الكحول اإليثي يل 1 20 أم ا بع ض أن واع اخلم ور فإن نس بة اإلثان ون هي 1 2 وبذلك تكون خطورهتا أشد. وتعم ل الكحول عىل تثبيط وظيفة قرشة امل خ إذا وصل تركيزه يف الدم إىل %0.05 حي ث يب دأ إحس اس الش ارب بتأث ري اخلمر ونش وهتا املزيفة. وإذا زادت النس بة عن %0.1 فتتأثر مراكز احلركة يف املخ ويبدأ معها ترنح الش ارب وتلعثمه وال يستطيع السيطرة عىل نفس ه. وإذا بلغت نسبة الرتكيز %0.2 فتس يطر ع ىل املخم ور انفع االت متضاربة كأن يضح ك ويبكي يف الوق ت نفس ه وإذا وصلت النس بة %0.3 فال يس تطيع املدم ن أن يرى أو يسمع أو حيس وتتوقف مراكز اإلحساس لديه متاما وحينا تصل النسبة بي 0.4 %0.5 فيدخل املدمن يف غيبوبة. ويموت شارب اخلمر إذا وصلت نسبة تركيز الكحول يف الدم بي 0.6 %0.7 حيث تصاب مراكز التنفس وحركة القلب بالشلل. 42
ويتوقف ذلك عىل قدرة الشخص عىل االحتال )اإلطاقة( وعىل رسعة تن اول الكح ول وعىل حالة املعدة وق ت التناول إذا كانت مليئ ة بالطعام أو فارغة..2.1 2 اآلثار الصحية لتعاطي األفيون يعتبر األفيون من أكثر املهبطات الطبيعية ش هرة حيث حيتوي عىل أكثر م ن 35 مركب ا كيميائيا أمهه ا املورفي والكودايي. ويس تخرج األفيون من العصارة اللبنية لنبات اخلش خاش الذي يزرع وسط مزارع القمح والشعري وق د ينم و تلقائيا كما هو احل ال يف الدول الواقعة يف شمال البح ر األبيض املتوس ط. ويعتر األفيون من أخطر أنواع املخدرات حيث تؤدي كمية قليلة منه إىل األعراض التالية: )خمتار 1425 ه موسى وآخرون 1409 ه( الرغبة يف النوم والنعاس. ارختاء اجلفون ونقص حركتها. حكة باجلسد. اصفرار الوجه. ازدياد العرق. احتقان العيني واحلدقة. الشعور بالغثيان. اضطراب العادة الشهرية عند النساء. انخفاض كميات السائل املنوي. اإلصابة بالزهري نتيجة استخدام إبر ملوثة. 43
وعن د ترشي ح جثث مدمني األفي ون وجدت آثار تدل ع ىل تأثريه عىل اجلهاز العصبي متمثلة يف احتقان املخ وقلة نشاطه وتعرضه للنزف. ومن آثاره الس لبية األخرى إبطاء حركة التنفس وتقليل معدل النبض القلب ي وتلي ف بع ض خالي ا الكب د وتقليل حرك ة املعدة مما يتس بب يف اإلصابة باإلمساك املزمن..3.1 2 اآلثار الصحية لتعاطي املنومات تش تق املنوم ات أو الباربتي ورات من مح ض الباربتيوريك وتس تخدم كمس كنات ولكن أيسء اس تخدامها وبالنس بة لتأثريها فيتوقف عىل نوع املن وم فهناك منوم قصري املفعول مثل البنتوثال وآخر متوس ط املفعول مثل األميتال وثال ث طويل املفعول مثل الفينوباربيتال. وتؤخذ هذه املنومات يف الغال ب عىل ش كل أقراص أو كبس والت ويف أحيان قليل ة تؤخذ عىل هيئة أمبوالت. ومن اآلثار الس لبية إلدماهنا عىل امل دى الطويل تقليل احلركات املعدية واملعوي ة وتناق ص إفرازاهتما وه ي يف هذه تش به آثار األفي ون )عرموش 1413 ه خمتار 1425 ه(..4.1 2 اآلثار الصحية لتعاطي املهدئات األص ل يف االس تخدام الطب ي للمهدئ ات ه و ع الج ح االت القلق والتوتر وبعض حاالت الصداع وبخاصة الفاليوم واآلتيفان والروهيبنول ولكن أيسء استخدامها فأدرجت ضمن األدوية املخدرة وتنقسم املهدئات إىل جمموعتين: املهدئات الكرى واملهدئات الصغرى وتس تخدم األوىل يف 44
عالج االضطرابات العقلية كالفصام يف حي تستخدم الثانية يف عالج القلق والتوترات واألمراض العصابية. وي ؤدي إدم ان ه ذا الن وع م ن املهدئ ات إىل االعتماد الفس يولوجي والس يكولوجي وإن كانت أعراض االنس حاب منه أخ ف وطأة من غريه من املواد املخدرة )عرموش 1413 ه خمتار 1425 ه(..5.1 2 اآلثار الصحية لتعاطي الكوكايني ويس تخرج من األفي ون اخلام حيث ترتاوح نس بة األفي ون فيه ما بي 0.5 % 2.5 م ن وزن ه كما يوجد يف نبات الكوكا ال ذي ينمو يف أمريكا اجلنوبي ة وخاص ة يف جبال اإلندي ز وب ريو وكولومبيا واهلند وإندونيس يا. وحتت اج زراعته إىل درجات مرتفعة احل رارة والرطوبة. والكوكا نبات معمر يمكن لشجرته البقاء ملدة عرشين عاما وحتصد ست مرات يف العام الواحد. يستخرج من هذا النبات مادة شديدة السمية هشة امللمس بيضاء اللون إذا كانت نقية أطلق عليها اس م الكوكايي وترتكز خطورهتا يف التأثري عىل خاليا اجلهاز العصبي املركزي حيث تؤخذ بالشم أو احلقن أو باملضغ ويف حالة تناول جرعة زائدة عن املسموح هبا طبيا تؤدي إىل الوفاة مبارشة. وينزع املتعاطون للكوكايي يف أمريكا اجلنوبية العصب املركزي للنبات ويمضغ ون أوراقه ويزداد اس تخدامه بين الطبقات العامل ة ألنه يعطيهم إحساسا بالقوة ويزيل الشعور بالتعب واجلوع. 45
.6.1 2 اآلثار الصحية لتعاطي القات القات من املنشطات الطبيعية بعد أن يمضغه املتعاطي يشعر يف البداية بن وع من النش اط ثم بع د فرتة من املض غ تصيبه حالة من الفتور والكس ل. يزرع القات يف اليمن ومنطقة القرن األفريقي واملادة الفعالة فيه هي الكاثي Cathine ومتتص عن طريق مضغ أوراق النبات. وبمجرد مضغ القات يشعر املتعاطي بالرضا والسعادة وينسى اخلرات املؤملة ومش اكله حتى أنه ينس ى الش عور باجلوع. ثم بعد عدة س اعات من التعاط ي ينتاب ه ش عور باخلمول والكس ل الذهن ي والب دين واضطرابات هضمية وإمس اك والتهابات يف املعدة وارتف اع يف ضغط الدم باإلضافة إىل االضطرابات النفسية املتمثلة يف األرق واإلحساس بالضعف العام واخلمول الذهني والتقلب املزاجي واالكتئاب.. 7 اآلثار.1 2 الصحية لتعاطي األمفيتامينات )املنشطات( األمفيتامين ات مركب ات كيميائية حت دث تأثريا منبها للجه از العصبي وتقلل من اإلحس اس باإلجهاد والتعب والش عور بالنعاس ولذا انترشت بين الرياضيين والط الب والس ائقي الذي ن يقودون س ياراهتم ملس افات طويل ة وغريهم من الفئات التي حتتاج إىل الرتكيز الذهني وبذل جهد عضيل مضاعف. ومن أهم املنش طات املتداولة الديكسافيتي وامليثافيتامي وأدوية أخرى تشبه يف تأثريها األمفيتامينات مثل الديتالي والكتاجون واليونات. من املنش طات ما هو عىل ش كل كبس ول ومنها ما هو عىل ش كل سائل أصفر حيقن يف الوريد يسمى»املاكستون فورت«وهو سائل يمكن أن حيرض حمليا مما جيعله شديد اخلطورة. 46
ولألمفيتامينات خاصية اإلطاقة بمعنى أن املدمن يقبل عىل زيادة اجلرعة كل ف رتة حت ى حتدث األث ر املطلوب وق د تصل يف بعض احل االت إىل أن تعاطى املدمن 60 حبة يوميا أي نحو 250 مليغراما )عرموش 1413 ه(..8.1 2 اآلثار الصحية لتعاطي احلشيش يس تخرج احلشيش من نبات القنب الذي يزرع يف األمريكيتي وأفريقيا وجنوب رشقي آس يا والرشق األوسط وأوروبا وله أساء أخرى كثرية منها املارجيوان ا )احلش يش املجف ف( والبانج و )األوراق التي حتتوي عىل نس بة قليلة من املادة الفعالة( وريت احلش يش التي تتخذ ش كال سائال غري قابل للذوبان يف املاء. واحلش يش نبات خش ن امللمس له جذور عمودية وسيقان جموفة وأوراق مرشرشة مدببة األطراف وهو أحادي اجلنس أي يوجد نبات ذك ر وآخر أنثى. تتميز األنثى عن الذكر بكوهنا أكثر فروعا وأفتح ألوانا كا أن زه رة األنثى معتدلة مورقة وهلا قاعدة عىل ش كل قلب بينا تكون زهرة الذكر ذابلة رخوة ذات غالف زهري. واحلشيش هو السائل املجفف لشجرة القنب ويستخرج من الرؤوس املجففة املزهرة أو املثمرة من سيقان اإلناث التي مل تستخرج مادهتا الصبغية. يأخذ احلش يش ش كل املس احيق وقد حيول إىل مادة صلب ة مضغوطة وجمزأة إىل عدة قطع ملفوفة يف ورق»الس وليفان«هلا لون بني غامق أو ربا حتول إىل مادة سائلة غامقة اللون حتتوي عىل درجة تركيز عالية يتم تعاطيه ع ن طريق التدخين يف الس جائر أو يف النرجيلة وأحيانا حي رق داخل كوب ويستنشق املتعاطي البخار املتصاعد. يؤثر احلشيش يف اجلهاز العصبي املركزي إال أن هذا التأثري خيتلف من مدمن إىل آخر بحس ب قوته البدني ة والعقلية تبعا لطبيع ة املتعاطي وميوله 47
إذ ق د يس تغرق املتعاطي يف خيال ه وأوهامه كا قد ينت اب املتعاطي ذا امليول اإلجرامي ة ث ورات جنونية ربا تدف ع به إىل ارتكاب أعال هلا س مة العنف. وعموم ا يمكنن ا إجي از اآلث ار الفس يولوجية للحش يش عىل النح و التايل: )عرموش 1413 ه( ارتعاشات عضلية. زيادة يف رضبات القلب. رسعة يف النبض. دوار. شعور بسخونة الرأس. برودة يف اليدين والقدمي. شعور بضغط وانقباض يف الصدر. اتساع العيني. تقلص عضيل. امحرار واحتقان يف العيني. عدم التوازن احلركي. اصفرار يف الوجه. جفاف يف الفم واحللق. قيء يف بعض احلاالت. أم ا اآلثار الصحية عىل املدى الطويل فتتمثل يف الضعف العام واهلزال وضعف مقاومة اجلس م لألمراض والصداع املس تمر وأم راض مزمنة يف اجله از التنفي مثل الربو والتهاب الش عب اهلوائية وتصل تلك األعراض 48
إىل حد اإلصابة بالس ل. وبالنس بة للجهاز اهلضمي تظهر أعراض اإلمس اك تارة واإلسهال تارة أخرى وذلك بسبب تأثر األغشية املخاطية للمعدة..9.1 2 اآلثار الصحية لتعاطي املستنشقات وه ي تس مى باملذيبات الطيارة والتي ش اع تعاطيها يف الب الد العربية أخري ا وهي شديدة اخلطورة وتؤدي إىل الوفاة كا أن سوء االستعال يؤدي إىل اضطراب ات عقلي ة وأرضار بالغ ة بالكب د والكىل والقل ب وهي مؤثرة بصفة عامة عىل اجلهاز العصبي. كما حت دث أحيان ا حاالت م ن التهيج واالحتباس تتلوه ا أعراض من اهلذيان أما إذا زادت اجلرعة فإهنا تفيض إىل الغيبوبة والوفاة ومن هذه املواد البنزي ن وخمف ف الطالء ومزيل طالء األظافر وس ائل وق ود الوالعات والصق اإلطارات والغراء والكلة وكذلك عوادم شكانات السيارات. وض ح اجلدول اآليت بعض أن واع املخدرات وآث ار تعاطيها )الغريب 2006 م ص 47 48(. 49
اجلدول رقم )1( من أنواع املخدرات وآثارها املادة األفيون املورفي الكودايي الكوكايي القات األمفيتامينات املهلوسات احلشيش اآلثار الشعور املؤقت بالنشوة واالرتياح الزائف. زيادة اخلمول والقلق والضيق يف التنفس والدوار وانخفاض. حرارة اجلسم. ظهور اهلزال بمعدالت رسيعة. ضعف البنية وهن اجلس م فقدان الش هي ة ضيق يف حدقتي العي الضع ف اجلنسي تده ور العملي ات العقلي ة التده ور اخللق ي الالمباالة التشنجات وتقلص عضالت املعدة. يشبه آثار األفيون. هتيج ش ديد طالقة اللس ان قلة الشعور بالتعب الشعور بالسور ترصف ات عدائي ة اهني ار احلال ة العقلية بس بب اإلدم ان قرح عىل أغشية األنف أرق تشنجات يف العضالت. تأث ري مزدوج عىل اجلهاز العصبي منش ط يف البداي ة تعقبه حالة من اهلبوط يف وظائف اجلهاز العصبي. هبوط يعقب النشاط باإلضافة إىل حاالت من اجلنون والفصام. اضط راب يف النش اط الذهني هلوس ة ب أن املتعاطي لدي ه قدرات خارقة أو يصاب بفزع أو اكتئاب. اضط راب يف اإلدراك والذاك رة واالنتب اه الب رصي والس معي وانعدام اإلحساس بالزمن والضعف اجلني. 50
.2 2 اآلثار النفسية لتعاطي املخدرات لقد أمجلت بعض الدراس ات اآلثار النفس ية لإلدمان يف األمور التالية: )الريثن 2002 م ص 152 154 ه بن حسي 1420 ه(. 1 اضطرابات اهللوسة واهلذاء. 2 اليأس واحلزن الشديد. 3 صعوبة التفكري. 4 كساد يف القوى احليوية واحلركية وهبوط يف النشاط الوظيفي. 5 قلة النوم. 6 اخلوف. 7 األفكار السوداوية واالكتئاب الشديد. 8 االنفعال واالنسحاب من املجتمع. 9 اضطراب الشخصية الفصامية. 10 فرط العاطفة. أم ا تفصيال فإن س وء اس تعال املخد ر ي ؤدي إىل تغريات أساس ية يف الش خصية إذ جيعل اإلنسان قابال لألمراض النفس ية والذهانية. وهناك آثار ح ادة من االعتياد عىل احلش يش من أمهها القلق واهلل ع والبارانويا خاصة بالنس بة للمتعاطين املحدثي والوه ن اإلدراكي وخاصة بالنس بة للرتكيز والذاكرة وضعف اآللية النفس ية وتأخر ردود األفعال مما يرتتب عليه خماطر حوادث الطرق والسيارات. وأيضا توقع املخاطر الزائدة لألعراض الذهانية بي هؤالء املدمني الذين يف سجل أرسهم تاريخ أمراض ذهانية. 51
أما اآلثار املزمنة فهي تنتج من جراء االس تخدام املزمن للحشيش لعدد م ن الس ني وإن كانت ثمة آراء ال تؤكد ذل ك فهناك أعراض االعتادية التي حيددها عدم القدرة عىل االمتناع أو الكف عن س وء االس تعال وهناك أيض ا أش كال كامنة كا يف اآلثار احل ادة للوهن اإلدراك ي الذي يؤثر عىل االنتب اه والذاك رة. وأيضا انخفاض مس توى األداء وامله ارات والتحصيل الدرايس عند البالغي,1999( Hall )Martin & أما آثار األفيون النفسية ومشتقاته ففضال عا ذكرنا يف اآلثار البدنية فإن االرتب اط وثيق بينها فاألفيون من املواد املثبطة التي تؤدي عادة إىل ختفيض مس توى العصبية والنش اط البدين فإىل جانب االرخت اء العضيل والرغبة يف اخلم ول هناك إحس اس باالنرشاح والش عور بالس عادة والرضا وس تجد نفس ك تنظ ر إىل هذه املش اكل بطرق خمتلفة فكل يشء ه ادئ مما جيعلك ال تشعر بحاجتك إىل حماربة العامل. والواقع أن ثمة مناقش ات دائ رة حول املبالغة للطبيع ة اإلجيابية لنتائج ه ذا االنرشاح فهناك قول بأن هذا االبتهاج ه و نوع من التخيل والوهم إذ إن مثل مش اعر االبته اج تنحرص غالب ا يف املراحل املبك رة للتعاطي أما يف املراح ل املتأخ رة فالنتائج عكس ذلك متاما فالش عور بع دم االبتهاج وعدم الرضا والسعادة هو واقع املدمني )1965,E )Schur, أما بالنسبة إىل عقار امليث أو الكراك املصنع معمليا فإن خطورته يف جمرد التعاطي ألنه يسبب تغريات حادة يف املخ ويشعر املستعمل له خالل ساعتي بالسعادة. ويستطيع متعاطو امليث أن يظلوا من ثاين إىل اثنتي عرشة ساعة أو أكثر معتمدين عىل كيفية استخراج دخان املخدر أو استنشاقه أو شم ه أو بلعه أو احلق ن ب ه. ولذلك ينترش يف الب الد التي تصنعه حملي ا كالواليات املتحدة وأمريكا الوسطى بي تمعات امللوني وفقراء البيض يف الريف األمريكي. 52
وتش ري نتائج البحوث املرصية عن نتائج مس ح اس تطالعي أجري عىل عينة من 500 متعاط يف ريف وحرض مرص )سويف/ املركز القومي( إىل أن الدوافع النفس ية لتعاطي احلشيش يف سن مبكرة )سن العرشين يف املتوسط( كان أقواه ا )%77( ه و جماراة األصحاب واحلصول عىل الفرفش ة يف حي كان الدافع األقوى لتعاطي األفيون هو االعتاد عليه ملواجهة العمل الشاق وإذا كان الداف ع اجلني يش كل %25 بالنس بة للحش يش فإنه أكثر بالنس بة لألفيون )%50( من الفئة التي تيء استعاله. وتؤكد الدراسة ما انتهت إليه الدراسات األخرى يف اآلثار النفسية إزاء االخت الف يف إدراك الزم ن حي ث يتجه نحو الزيادة يف الب طء يف حي خيتل إدراك املس افات املكانية نحو زيادة الطول وزيادة التضخم بالنسبة لألحجام ونصوع األلوان ووضوح األحداث. وتزول هذه االختالالت بالنس بة إىل املتعاطي للحش يش يف اليوم التايل عىل التعاطي. ويؤك د البحث نتائ ج الدراس ات املتعلقة بأثر التعاط ي عىل الوظائف العقلية حيث تضعف الذاكرة بالنسبة إىل %42 من احلاالت حتت تأثري املخدر املبارش. ويزعم %86 منهم قدرهتم اجليدة عىل حل املش كالت ويشهد %75 م ن العينة بسع ة انتقاهلم من موض وع إىل آخر يف ال كالم أو التفكري. وقد يتفق هذا مع اخليال الش عبي بأن احلش اش رسيع اخلاطر ويفس البعض بأن هذه صورة من حاالت اهلوس )آملنيا( أما حياهتم الوجدانية فيميل %50 من العينة نحو االس تكانة وانخفاض نس بة التحكم عند %41.. )عبد املتعال 2004 م(. 53
.1.2 2 اآلثار النفسية لتعاطي الكحوليات الكحولي ات عموم ا تع ل املتعاطي أكث ر عدوانية خاصة عىل النس اء واألطفال كا تفقده القدرة عىل التوازن والنطق الس ليم كا أنه ال يس تمتع جنسيا وبعد فرتة من التعاطي تدخله يف حالة من اهللوسة املصحوبة بالشعور باالكتئاب وربا يؤدي به احلال إىل أن يرتكب جرائم جنسية دون أن يشعر وتزداد خطورهتا إذا أعطيت مصحوبة بمواد خمدرة كاهلريوين أو مع مضادات الكآبة أو مع املهدئات )كفايف 1993 م اجلفار 1993 م(. 2 2. 2. اآلثار النفسية لتعاطي األفيون يف البداية يشعر املتعاطي بالسعادة الومهية والتخفف من األعباء واخللو الذهن ي وهيي أ للمدمن أن لديه ق درة أكر عىل العمل. ويرب ط األطباء بي األفيون واالنحرافات السلوكية كالسقة والشذوذ اجلني والدعارة. كا يشعر املدمن بعد االنقطاع عن املخدر )االنسحاب( بالقلق واالكتئاب بعد عرش ساعات تقريبا واخلوف من األمل الذي سيصيبه يف حالة االنسحاب وبالفعل يبدأ ش عوره بالرد والقش عريرة واإلس هال والعرق الغزير واألرق واإلفرازات الدمعية واألنفية ويمكن أن تستمر هذه األعراض ثالثة أيام كا يمكنها أن حتدث الوفاة..3.2 2 اآلثار النفسية لإلدمان عىل املنومات تظه ر عىل املدم ن ميول عدواني ة ويف حال ة اإلقالل م ن اجلرعة فإن املدمن يصاب باخلوف ورعش ة يف األطراف وارتفاع درجة احلرارة ورسعة النبض والغثيان والقيء املتكرر ثم تأيت مرحلة املغص الشديد واالرتعاشات الشبيهة بارتعاشات الرصع. 54
.4.2 2 اآلثار النفسية لتعاطي الكوكايني يف بداي ة التعاط ي يش عر املدمن بنوع من النش وة والس عادة والنش اط املتدفق ولكن هذه احلالة ال تدوم طويال إذ رسعان ما يعقبها الكسل واهلبوط والالمباالة والضعف العام فيحاول أن يعوضها بجرعة أخرى من املخدر فيدخل يف املرحلة الثانية. ويف هذه املرحلة تظهر عليه اضطرابات سلوكية من أمهها األخاييل Hallucinations بكل أنواعها السمعية والبرصية واللمسية. فيش عر املدمن بأن كل ما حييط به يتحرك وبأن حرشات صغرية تزحف عىل جلده وخترتقه فيحكه حكا ش ديدا بل يصل به األمر إىل اس تخدام اإلبر أو الدبابيس إلخراج هذه احلرشات من حتت جلده. ويدخ ل املدم ن يف ش عور بأنه مراق ب وب أن جهات خارجي ة ترصد حتركاته وتعد عليه خطواته ومن ثم يدخل يف املرحلة الثالثة. وم ن سمات ه ذه املرحل ة التي حتدث بعد س بع س نوات م ن تعاطي الكوكايي انحطاط تام جلميع وظائف اجلسم وتفكك لشخصيته. لكن من املهم اإلش ارة إىل أن ه ذا املخدر بالذات وبعكس األفيون ال تصيب املدمن يف حالة اإلقالع عنه أي انتكاسات جسدية بل يعود املدمن إىل حالته الطبيعية بعد فرتة من ترك اإلدمان.. 5 اآلثار.2 2 النفسية لتعاطي األمفيتامينات )املنشطات( يسبب استعال هذه العقاقري حالة من اهلبوط والكسل والشعور بالتعب تعقب الش عور بالنش اط الذي حدث للمتعاطي وأحيانا تصل نتيجة إدمان هذه املنشطات إىل حالة من انفصام الشخصية أو إىل اجلنون. 55
.6.2 2 اآلثار النفسية لتعاطي احلشيش أما عن اآلثار النفسية التي يتعرض هلا مدمن احلشيش فهي: تظه ر عىل املتعاطي أع راض االضطراب يف اإلدراك احلي ويتمثل يف حتريف اإلدراك البرصي. اضطراب الشعور بالزمن واملسافات. تضخيم الذات. ضعف التذكر..3 2 اآلثار االجتامعية للوقوع يف املخدرات.1.3 2 دور املخدرات يف تطور اجلريمة اختلف ت اآلراء ح ول عالق ة املخ درات باجلريم ة وه ل ه ي عالقة س ببية بي املقدم ات والنتائج أم عالقة ارتباط بي مثري واس تجابة أم أهنا عامل مس اعد ال تتم اجلريمة إال بحدوثه ولكل هذه التس اؤالت من نتائج الدراس ات م ا يثبته ا ومنها م ا ينفي ه. )1984 )UNRISD, وم ا دام األمر كذل ك وفي ه ح رية منهجية فإن ه عىل األقل وجدن ا من الدالئل م ا يثبت خاصة يف العقدين األخريين بعد اس ترشاء الظاهرة عامليا وس وء االس تعال املفرط بالنس بة للمخدرات املصنعة واملواد النفس ية املنشطة أن ثمة جرائم حتدث قبل التعاطي وأخرى بعدها وأغلبها يرتبط بأمرين: األول: يتعلق بجلب املخدرات وتوزيعها. الثاين: يتعلق بعملية االستهالك. 56
وتبدأ اجلرائم اخلاصة باجللب والتوزيع من التجريم القانوين هلا وترتبط باجلرائم ضد األش خاص بالقت ل واألذى البالغ أثن اء االصطدام مع قوات املط اردة لعصاب ات املهربين أو يف مواقف الرصاع الذي حي دث أحيانا بي هذه العصابات وكذلك توريط العديد من األحداث والشباب يف عصابات التوزيع والتسويق. وأخريا وليس آخرا جرائم الرتب ح من جراء أنشطة غسيل أموال والتي فطن إليها أخريا كبار التجار واملهربي. أما اجلرائم املرتبطة باالستهالك فإن أغلبها ينحرص يف جرائم املال بسبب القهر الذي يس بق رغبة املدمن يف احلص ول عىل املخدر عندما يقع يف ضائقة مالية حتول بينه وبي القدرة عىل رشاء املخدرات. وتش ري دراس ة أجريت يف تورنت و بكن دا إىل تورط الكثري من األحداث والش باب يف نش اط عصابات للش باب خالل س نة 1980 م يف ارتكاب جرائم السقة والس طو من أجل احلص ول ع ىل امل ال لرشاء املخ درات. كما اتضح أيض ا أن جرائ م العنف والتش ويه واستخدام األس لحة قد صاحبت تس ويق خمدر كراك الكوكايي )Fredrik, M( وأفاد تقرير مؤمتر األمم املتحدة الس ابع ملنع اجلريمة ومعاملة املجرمي )ميالن و 1985 م( ع ن الش باب واجلريم ة والعدال ة بأن س لطات الدول املش اركة قلقة للغاية بسبب مصاحبة ازدياد معدل اجلريمة بازدياد استهالك العقاقري املخدرة. وأشري أيضا إىل أنه كثريا ما يرتكب مسيئو استعال العقاقري جرائ م تتصل بتعوده م تعاطي املخدرات وخاصة م ن أجل احلصول عىل العقاقري أو املال الذي يشرتوهنا به. )عبد املتعال 2004 م( 57
.2.3 2 اآلثار االجتامعية لتعاطي املخدرات 1 فقدان التعامل مع اآلخرين. 2 فقدان التفاعل يف املواقف االجتاعية مع األرسة واملجتمع. 3 القيام بترصفات ال منطقية ال يرىض عنها املجتمع. 4 عدم تقدير وجهات نظر اآلخرين. 5 ضع ف ارتب اط االتاهات التي يتمس ك هبا املتعاط ي مع اتاهات املجتمع وغالبا ما تكون سلبية. 6 عدم قدرة املتعاطي عىل التكيف مع املجتمع. )فهمي 2001 م ص 94 95 عبد الرحيم 1998 م(.3.3 2 اآلثار األرسية لتعاطي املخدرات 1 التفكك األرسي لعدم قدرة املتعاطي عىل القيام بدوره األرسي. 2 انخفاض دخل األرسة بسبب ما يعاين منه املتعاطي من بطالة وعدم القدرة عىل العمل. 3 ع دم املش اركة يف املج االت احلياتية التي حتقق متاس ك األرسة مثل املجامالت وحل املشكالت األرسية. )فهمي 2001 م ص 95(.4.3 2 اآلثار املجتمعية لتعاطي املخدرات 1 تبديد قوى األفراد يف املجتمع فيا ال طائل منه. 2 إذابة جهود األفراد وإبداعاهتم اخلالقة. 58
3 تشتيت األرس وحتطيمها وحدوث انفصال أحد األبوين. 4 انحراف األبناء عن أخالقيات ومعتقدات األرسة واملجتمع. 5 تصدع الوازع الديني. 6 انتشار اجلريمة والفساد والبطالة والفقر. 7 جعل املجتمعات غري قادرة عىل االعتاد عىل الذات. 8 انتشار أنواع الرذيلة. 9 كثرة حوادث السيارات. 10 خف ض التحصيل العلمي للش باب. )فهمي 2001 م ص 96 )97.5.3 2 اآلثار السياسية لتعاطي املخدرات وظ ف ت املخ درات أكث ر م ن م رة يف س بيل حتقي ق أهداف سياس ية فريطانيا العظمى ملا اس تعمرت الصي ملدة ثالثة قرون س محت للصينيي أتباعه ا بزراع ة األفي ون وتصنيع ه واالتار ب ه هبدف الس يطرة عىل األمة الصينية وش ل ق درات األفراد وطاقات األمة وقت ل روح املقاومة. حتى أن تاريخ الصي سجل حربا باسم حرب األفيون. كذلك حاولت اإلمراطورية الريطانية تشجيع عمالئها يف اهلند ومرص عىل زراعة األفيون من أجل السيطرة واستغالل موارد هذه الشعوب. ويف الواليات املتحدة األمريكية استخدمت اجلالية احلاكمة»األوروبية األص ل«جهاز املخاب رات األمريكية الفدرالية )FBI( س الح نرش وترويج 59
املخ درات بي أفراد اجلالية األمريكية ذات األصول اإلفريقية للقضاء عليها وتدم ري عق ول أبنائه ا حتى ال يتمكن وا من املنافس ة عىل املناص ب القيادية اإلداري ة والثقافي ة يف املجتم ع األمريك ي»الديمقراط ي«كل ذل ك خدمة للعنرصي ة البغيضة املتجذرة يف ثقافة الواليات املتحدة األمريكية وبأش كال متعددة. وال تزال بعض من دول أمريكا الالتينية مثل كولومبيا تعاين من سيطرة عصابات املخدرات عىل احلكومة والش عب الكولومبي ويدرك كل مس لم عريب أبعاد احلرب األخالقية والغزو القيمي الذي متارسه إرسائيل من خالل املخدرات واإليدز مع عدد من دول الرشق األوس ط ذات الس يادة والقيادة للقض اء عىل أخالقي ات وقيم أبنائها متهيدا الس تعبادها كما فعلت بريطانيا بالصي أو اجلالية البيضاء باجلالية السمراء يف أمريكا الشالية..4 2 اآلثار االقتصادية للمخدرات 1 تفيش البطالة والفقر يف املجتمع بس بب إنفاق نسبة كبرية من الدخل يف رشاء املخدرات باإلضافة إىل ركون املتعاطي إىل الكس ل وعدم العمل. 2 يؤدي التعاطي واإلدمان عىل املخدرات إىل فقدان اإلنس ان دوره يف املجتمع واعتاده اقتصاديا عىل غريه. 3 يؤثر تعاطي املخدرات عىل الوضع االقتصادي بسبب كثرة التهريب وهج رة العمل ة بدون عوائ د أو فائدة كا تق ل اإلنتاجية وبالتايل ينخفض مس توى الدخل وتزداد تكاليف املعيش ة وحتتد الفوارق بي طبقات املجتمع. 60
4 قديؤديتعاطياملخدراتإىلالثراءغرياملرشوعللمهربيواملروجي مقاب ل ضع ف اقتص اد الدول ة وزي ادة الفروق ات االجتاعية بي أف راد املجتمع ويؤدي إىل نقص إي رادات اخلزينة العامة للدولة من عائ دات الرضائب مما ي ؤدي إىل الضغط عىل العمل ة املحلية.)أبو عمة 1998 م ص 25 26( 5 العقاقري املخدرة املحظورة مصدر مهم من مصادر متويل اإلرهاب. 6 العقاقري واملخدرات سبب رئيس يف عمليات غسل األموال. 7 تكدي س األموال بيد فئات معينة نتيج ة االتار باملخدرات جيعلهم قادرين عىل التأثري يف أنظمة احلكم وقد يصلون إىل املراكز احلساسة يف احلكوم ات م ن غ ري كف اءة وق د يتخ ذون قرارات تسيء إىل أوطاهنم واإلنسانية. )عبيد 2005 م ص 214 230(.1.4 2 دور املخدرات يف إضعاف القدرة عىل العمل العمل والبطالة عىل طريف نقيض فالعمل يقوي من إرادة البناء والبطالة تثب ط من مهته والعمل عصب التنمية واإلنتاج وهو بدوره السبيل إىل التقدم والرخاء. وإذا أراد عدو أن يغدر بش عب فإنه هياجم مواقع اإلنتاج الرئيس ة بالنس ف والتخريب فإذا مل يس تطع فباحليلة والغدر مستهدفا جوهر العمل ذات ه وهو القوى البرشية وتفريغها من مضمون إرادهتا وكفاءاهتا ومهاراهتا. فبالدعوة إىل هجرة أفضل العقول وأكفأ املهارات إىل مواقع إنتاجه من ناحية وم ن ناحية أخ رى إضعاف الق وة الباقية يف موطنها األصيل وس بيل ذلك يمك ن أن يكون بتش جيع مؤامرات جل ب وهتريب املخ درات. فإذا كانت البطال ة ظاهرة هل ا مقدماهت ا االقتصادية وهي تعي ق عملي ة التنمية وتؤدي 61
إىل مش كالت اجتاعي ة أخ رى متع ددة فإن انتش ار املخدرات يس تهدف الته ام حصاد العملية اإلنتاجية وس وء اس تعاهلا ي ؤدي إىل إضعاف القدرة ع ىل األداء والتقلي ل من دقت ه ووصول العامل املتعاط ي أو املدمن إىل حالة من اإلحساس بالضياع والش عور بالالمباالة واالغرتاب عن مواقع اإلنتاج واألرسة واألبناء واملجتمع. )غباري 1991 م( فق د أوضحت دراس ات ع دة أن تعاط ي املخدرات يقلل م ن الرتكيز الدائم وحضور الذاكرة وتعري ض املهارات امليكانيكية للضياع. وعىل نفس نس ق ما أوردناه من أثر املخدرات عىل القدرات املعرفية يف العملية التعليمية ف إن نف س النتائج املش اهبة تتكرر يف عملي ات األداء اإلنتاج ي ويف الكفاءة الذهنية واملهارات اليدوية. فاحلش يش يفس د الوظائف املعرفية كما أثبتت البح وث املرصية ذلك عىل مدى العقود األربعة املاضية. ويزيد احلش يش من زمن االستجابة أو رد الفعل وانخف اض الدقة امليكانيكية. واألفيون يقلب األمزجة ولو بجرعات صغ رية ويقلل من النش اط ويضعف من امله ارات اآللية النفس ية املرتبطة بقي ادة الس يارات. وإذا كان الكوكايين ول و بجرع ات صغ رية قد حيس ن األداء يف األعمال الصغ رية فإن ه باإلضافة إىل املواد املش تقة من ه يؤدي إىل ن وع من القهر عند تكرار االس تعال واإلدمان عليه. ورغ م ما قيل فإنه من الواضح أن التورط يف سوء استعال املخدرات خيفض من اإلتقان يف العمل ويضع ف م ن الدقة يف األداء كما أثبتت ذل ك نتائج البحوث الت ي أجراها املركز القومي للبحوث االجتاعية واجلنائية عىل مس توى القطر املرصي بي العال والطالب والتالميذ وكذلك الدراس ات الت ي أجرهتا منظمة العمل الدولية ILO يف عدد من الدول األوروبية أو التي أجريت عىل موظفي هيئة 62
الريد يف الواليات املتحدة األمريكية أو التي أجريت عىل عينة من 468 من الش باب يف لوس أنجل وس بوالية كاليفورنيا. وتبين أن التعاطي ينترش بي العمال الذين يلتحقون ب ورش صناعية يف األماكن واألحياء التي تنترش فيها ثقافة تعاطي املخدرات. وقد تش كل البطالة تربة خصبة لتنامي مشكلة سوء استعال املخدرات خاصة بي الشباب العاطلي ومما يساعد عىل ذلك هتميش جمتمع الكبار هلم فيجع ل قابليتهم للوق وع يف خرات التعاطي أكثر احتماال. واجلدير بالذكر أن %30 م ن ق وة العمل يف العامل معطلة عن اإلنت اج وهناك أكثر من 120 مليون نس مة مس جلون كعاطلين وهناك أيض ا 75 مليون نس مة طالبون للعم ل. وهؤالء غري ماليين األفراد غري املس جلي إال أن كثريا من هؤالء يقومون بأعال يف القطاع غري الرس مي مما قد يقلل نس بيا من غلو املش كلة. )عبد املتعال 2004 م(. 2 خط ر.4 2 املخ درات ع ىل االقتص اد العامل ي وس بل مكافحتها يتفق االقتصاديون عىل أن األنش طة املحرمة وغري املرشوعة واملتمثلة يف املخ درات والدعارة وما ش اهبها ال تدخل ضمن حس ابات الناتج الداخيل اإلمج ايل ألن كال من القان ون واألخالقيات يف أي دول ة يف العامل حيرم تلك األنشطة غري املرشوعة نظرا للرضر الذي ختلفه عىل البرشية. فظاه رة إنتاج وتعاطي املخدرات تش كل مش كلة عاملي ة ال يكاد خيلو جمتمع إنساين من آثارها كا أن تكاليف اإلجراءات الدولية واملحلية ملكافحة انتش ار املخ درات والتوعي ة بأرضارها وع الج املدمني س نويا تقدر بنحو 63
120 ملي ار دوالر فتج ارة املخ درات متث ل نس بة %8 من جمم وع التجارة العاملي ة حس ب ما جاء يف تقرير األم م املتحدة س نة 2000 م وقد أقر ذات املص در عىل أن الكمية املضبوطة من املخدرات مقارنة با يتم هتريبه تش كل نسبة ضئيلة حيث إن كمية اهلريوين املضبوطة ال تزيد عىل %10 من الكمية املهربة ونسبة الكوكايي املضبوطة ال تزيد عىل %30 من الكمية املهربة. كما أن االتار يف ش تى أصناف املخ درات عر العامل ختتل ف من دولة ألخرى حسب طبيعة االقتصاد ومستواه يف تلك الدولة ويف ظل الرصاعات الدائمة بي مروجي املخدرات واألجهزة القائمة عىل ردع عصابات اجلريمة االقتصادي ة يف جم ال االت ار باملخ درات مل تغف ل هيئ ة األم م املتحدة وال السلطات احلكومية يف كل دولة عن وضع قواني صارمة تضع قيودا للتجارة اخلارجي ة وكذلك وضعت قواني تنص عىل العقوبات املتعلقة بالتجارة غري املرشوعة. وعلي ه ال بد م ن إعطاء حوصلة ع ن أثر تارة واس تهالك املخدرات ع ىل االقتصاد واملجتم ع يف بعض الدول الغربية والعربية واإلس المية نظرا مل ا خيلفه اإلدمان من رضر اجتاعي وصحي ويف األخري يتطرق املوضوع إىل سبل مكافحة املخدرات حلاية االقتصاد العاملي. )شحاتة 2001 م( 64
الفصل الثالث النظريات املفرسة لإلدمان 65
66
. 3 النظريات املفرسة لإلدمان تتضم ن هذه املنظورات عددا من النظريات التي حتاول كل واحدة منها أن تفهم ظاهرة اإلدمان فها ش امال وعميقا. ونقصد بالنظرية ما قاله كابالن Kablan م ن حيث هي»منطق أعيد بناؤه ليبدو كأداة لتفس ري ونقد وتوجيه القواني الراس خة وتطويعها لتتناس ب مع البيانات غري املتوقعة يف تكوينها ث م توجيه الس عي نحو اكتش اف تعميمات جدي دة«. وال أظنن ا نحتاج إىل اإلشارة يف البداية إىل أن أي ا من هذه املنظورات النفسية املختلفة ال يمكن أن حيتوي عىل احلقيقة الكاملة يف فهم اإلنس ان أو بعض أبعاده أو يف تفس ري ظاهرة اإلدمان ألهنا يف األخري حماولة اعتمدت ع د ة مفاهيمية ومنهجية غري قطعية للتعرف إىل كائن مزدوج مت حد خلقه رب ه متعد د األبعاد وكل دراسة حت اول أن تنظ ر إليه من خالل بعد من هذه األبع اد تر ده من خاصية التنوع تل ك ولي س العيب يف أن حت اول التعرف إىل اإلنس ان وأن تعتر بعض ما أدركت بعض اإلنس ان ولكنها تق ع يف خطأ التعميمية عندما حتكم عىل كل اإلنسان من خالل اجلزء الذي أدركت. 67
.1 3 النظريات النفسية يف تفسري ظاهرة اإلدمان وين درج حتت هذا املنظور النفي يف تفس ري ظاه رة اإلدمان النظريات السيكولوجية اآلتية: 1. 1. 3 مدرسة التحليل النفيس Psycho analytic تفس مدرسة التحليل النفي اإلدمان بأنه )الغريب 2006 م(: تعبري وظيفي لذات عليا ناقصة. تعويض عن إش باع ش ديد نتج عن حرمان من إشباع بعض احلاجات األساسية. ناشىء عن تنشئة اجتاعية ناقصة أو خاطئة. سلوك شخص يشكل عصابا. سلوك يعر عن فقد املعايري االجتاعية )عبد املنعم 1997 م(. التعاط ي للمخدرات مظهر من مظاهر االضطراب والس لوك الش اذ )العشاوي 1414 ه ص 173(. 2. 1. 3 املدرسة السلوكية )1( Behaviorism تربط املدرسة السلوكية بي املثري واالستجابة وإدمان املخدرات. وتفسري اإلدمان لدى رواد هذه املدرس ة ال يعدو كونه اس تجابة ملثريات تم تدعيمها م ن خالل املارس ة حيث ي رى بعض منظري املدرس ة الس لوكية أن إدمان املخ درات هو عبارة عن عادة رشطية ترتبط باس تخدام العقار وأن التدعيم )1( عبد اهلل بن عبد العزيز اليوسف دراسة غري مطبوعة. 68
اإلجيايب قادر عىل خلق عادة قوية هي عادة اشتهاء املخدر وهناك عامل آخر أكثر قوة بالنس بة إىل املهدئات واألفيونات»مش تقات األفيون«وهو اخلوف الفع يل م ن االمتناع ع ن العقار أو ما يتوقع ه الفرد من آث ار االمتناع بحيث إن الف رد إذا خر االمتناع عدة مرات تكون لديه نمط من اس تجابة التجنب الرشطية فإذا أضيف إىل ذلك ما حيدثه العقار أول األمر من آثار التدعم فإنه يف الغالب تتكون لديه عادة اإلدمان بوصفها نمطا سلوكيا دائا يستعص عىل التغري يف أكثر األحيان )1981 Nohas,.)Garbrial & وقد يكون تعلم اإلدمان عند البعض بس بب ش عورهم بالقلق والتوتر حي ث يندفع ون إىل تعاط ي املخ درات فيق ل التوت ر ويش عرون باهل دوء واالرتياح وهذا الش عور يعتر تدعيا وتش جيعا لتكرار التعاطي وقد يرتبط التعاط ي بميزات أخرى مثل جمموع ة الرفاق ورائحة املخ در واإلعالنات اخلاصة بالعقاقري وبالتايل ففي حالة وجود أي من هذه املثريات فإن املتعاطي ق د يندفع إىل تناول املخدرات حتى ول و مل يكن يعاين من القلق والتوتر ومما يش جع ع ىل التعاطي أن اآلثار الس لبية لبعض املخ درات ال تظهر يف احلال بل إن اآلثار اإلجيابية التي يطلبها املتعاطي مثل النش وة واإلحساس بالراحة واهلدوء هي التي تظهر أوال. ومن املعروف يف نظرية التعلم أنه كلا كان الفاصل الزمني بي س لوك ما ونتيجة هذا الس لوك الس لبية طويال فإن الدعم حيصل والعكس صحيح أيض ا فل و أن املتعاط ي يش عر بالغثي ان واهل ذاءات )والتي متث ل أعراض االنسحاب( فور تعاطيه للعقار لشعر بالنفور يف احلال وملا استمر يف التعاطي ولكنه يف الواقع ال يش عر هبذه النتائج الس لبية الضارة إال بعد االنقطاع عن العقار وبذا يستمر يف الغالب يف تناول العقار )الدمرداش 1982 م(. 69
وي فسر اإلدم ان س لوكيا بالعائد ال ذي حيدث ه التعاطي وال ذي يدفع باملتعاط ي ألن يك رر التجربة م رة أخرى ث م مرات عدي دة بحيث حيول العائد دون التفكري يف عدم االمتناع عن تعاطي املخدر وهبذا حيدث اإلدمان )الريثن 2002 م 116(. ويف ض وء املنظ ور النفسي فإن هناك سمات الس تعدادات س لوكية لإلدمان منها )الغريب 2006 م(: صعوبات يف التحكم يف اإلدراكات. صعوب ات يف مواجه ة الضغ وط بما فيه ا من مش كالت حتمل عىل الشعور باإلحباط. أناط سلبية كالسلوك االعتادي عىل الغري مثال. التمرك ز حول الذات مع أناط س لوكية أنانية ذاتية مثل كثرة املطالب واالستحواذية. سلوك مضاد للمجتمع. وباإلمج ال يمكن القول إن اإلدمان من وجهة نظر املدرس ة الس لوكية هو ارتباط بي مثري واس تجابة حيدث معها التعود واإلش باع وبذا فإن إدمان املخدرات هو عادة رشطية يصبح الفطام عنها أمرا صعبا للغاية. 3. 1. 3 نظري ة املواق ف الش ديدة Risk Situations High Theory يعتبر مارل ت Marlatt أن الع ود لإلدم ان ناتج ع ن عوام ل: البيئة الشخص العائد املؤسسة وتقوم هذه النظرية عىل الفرضيات اآلتية: 70
1 املواقف الش ديدة واس تجابة األفراد هلا تعد من أهم العوامل املؤدية للعود أو االنتكاسة. 2 عدم معرفة املدمن كيفية التعامل مع املواقف البيئية الطبيعية يزيد من احتالية العود لإلدمان. 3 الع ود لإلدم ان ناج م ع ن مواجه ة املواق ف احلياتي ة الضاغط ة )الغريب 2006 ص 75 76(. 4. 1. 3 سيكولوجية الذات Cgopsychology األنا طاقة قادرة عىل اإلدراك واإلحساس والتفكري واإلنجاز وظيفتها تكيفي ة أو عمليات دفاعية. وجاء االهتام باألنا أو الذات كحجر الزاوية يف تعديل الش خصية وتقويتها خاصة فيا يتعلق بموازنة نزعات اهلوى الذات العليا )الضمري( والفرد نفس ه مع بيئته االجتاعية )عثان 1980 م ص 48 56(. ويمكن تفسري اإلدمان وفق فرضيات هذه النظرية عىل النحو اآليت: اإلدمان وسيلة دفاعية ملقابلة فشل األنا يف القيام بوظائفها. اإلدمان وسيلة لتقوية الذات القارصة ألجل القيام بوظائفها. 5.1. 3 نظرية احلاجة إىل القوة Need Power Theory ترى هذه النظرية أن اإلدمان هو تعبري عن احلاجة إىل القوة االجتاعية وأن املدم ن إذا عج ز ع ن حتقي ق ه ذه الق وة بالط رق العادية فإنه يش عر بقل ق يدفعه إىل تعاطي املخ درات. فيكون التعاطي بذل ك نامجا عن حماولة التعوي ض ع ن قوت ه االجتاعية بق وة مصطنع ة يستش عرها أثن اء تعاطيه. )الدخيل 2005 م الغريب: 2006 م(. 71
.6.1 3 نظري ة التفاع ل بين الش خص واملوقف Perso situation interaction هي نظرية اقرتحها ليتان Litman مع آخرين ) 1977 م( وتعتر اإلدمان والع ود لإلدم ان ناتا عن تفاع ل عدد م ن العوامل والتي منه ا )الغريب: :)2006 املوقف. درجة خطورة املوقف. مدى إدراك الفرد للموقف. مدى ما حيمله املوقف من مثريات. مستوى التفاعل بي الشخص واملوقف. مهارات التأقلم مع املوقف. القدرة عىل الترص ف يف املوقف. مستوى العجز الذي يشعر به الفرد داخل املوقف. وي رى لودون ج Ludwing أن ظاه رة االش تياق واالش تهاء للمادة اإلدمانية با للمدمن من طبيعة نفس ية ومعرفية وجس مية وسلوكية وعصبية متعددة األوجه. )الغريب 2006 م ص 77(. 72
.2 3 النظريات االجتامعية يف تفسري ظاهرة اإلدمان ويندرج حتت هذا املنظور النظريات اآلتية: 1. 2. 3 النظرية الوظيفية Functional theory وه ي تفسر اإلدمان بأنه فش ل املدم ن يف أداء األدوار الت ي جيب عليه تأديته ا عىل أنه س لوك منحرف خمالف للتوقعات املش رتكة واملعرتف هبا كأش ياء رشعية داخل النس ق االجتاعي. كا أن التصارع الذي يعيشه الفرد نتيجة للظروف املعيش ية املعارصة واألدوار املتوقعة من الفرد والتي يصعب علي ه حتقيقه ا تفقد املرء توازن ه االجتاعي فيلجأ إىل تعاط ي املخدرات ثم اإلدمان عليها. )الريثن 2002 م الغريب 2006 م( 2. 2. 3 نظرية التعلم االجتامعي Social learning theory تؤكد هذه النظرية أن سلوكيات اإلنسان متعلمة من اآلخرين عن طريق املح اكاة واالختالط وتفس هذه النظرية تعاطي املخدرات واإلدمان عليها بأنه س لوك متعل م ناتج عن خمالطة املتعاطي للجاع ة املرجعية )املتعاطي( بحي ث يس تمر الفرد يف التعاطي ليش عر باالنتاء إىل اجلاع ة كا أن اجلاعة تدعم هذا الس لوك لتشعر بأن املتعاطي أحد أعضائها الذين تربطهم رابطة خاص ة وهي س لوك تعاطي املخدرات وم ن أبرز أصحاب ه ذه النظرية»أودين س ذرالند«Edwin Sutherland ع ام 1931 م والعامل االجتاعي»تارد«.Gabriel Tarde )الدخيل 2005 م الغريب 2006 م( 73
3. 2. 3 نظرية التفكك االجتامعي theory Social disorganization وقد رشح كلينارد الس لوك املنحرف بأنه س لوك ذو وجهة متناقضة أو خمالفة للمعايري التي يرتضيها املجتمع لدرجة تاوز السلوك حلدود التسامح املجتمع ي. فالتف كك االجتاعي يفس مدخل إدمان املخ درات حيث يعر عن مش كلة اجتاعية س ببها انح راف املدمن عن املعايري والقي م التي أقرها املجتمع. 4. 2. 3 نظرية الوصم Labeling Approach ت رى ه ذه النظري ة أن االنحراف االجتاع ي ناتج عن نج اح جمموعة م ن األف راد يف املجتم ع إىل جمموعة أخرى بأهن م منحرفون. فمث ال إذا قال األوروبيون بأن أفريقيا متخلفة وتكرر هذا احلكم يف وس ائل اإلعالم أصبح األفارقة مجيعا متخلفي يف املنظور االجتاعي األورويب وبالتايل فإن الوصمة تع ل الف رد يقتنع ويرتس خ لدي ه وبخاصة ال ذي ينتمي إىل الطبق ة الدنيا بأن ه مدمن مما يش كل عامال قويا الس تمراره يف تعاط ي املخدرات وتوقع انتكاسته أكثر من مرة )الغريب 2006 م ص 79 80(..5.2 3 نظرية العقد االجتامعي يفسر ه ذه النظري ة االنح راف بأنه ظاه رة اجتاعي ة ناتة ع ن القهر والتس لط الذي يارس ه األفراد تاه البعض اآلخر فالفق ر مثال يولد رفضا للقي م واألخ الق االجتاعي ة الت ي يؤمن هب ا األف راد يف املجتم ع باعتباره انعكاس ا لع دم العدالة االجتاعي ة بي الفئات واالنح راف يؤدي إىل عدم الت وازن بي اهلدف للفرد والوس يلة التي يس تخدمها لتحقيقه ذلك اهلدف 74
وم ن أصحاب ه ذه النظري ة عامل االجتماع إمي ل دوركهاي م Durkheim )الغريب 2006 م ص 78(. ويالحظ من خالل النظريات السابقة عالقة املنظور االجتاعي بتعاطي املخدرات واإلدمان عليها حيث أكدت هذه النظريات عىل األمور اآلتية: 1 تعاط ي املخ درات والعقاق ري واإلدمان عليها هو س لوك متعلم من خالل مجاعات الرفاق. 2 لالستالة والرتغيب دور هام يف عملية اإلدمان وال تتم هذه العملية عن طريق التجار أو املروجي بل تكون غالبا عن طريق األصدقاء. 3 اإلدمان راجع إىل التحوالت السيعة للمجتمع واهتزاز القيم وعدم مسايرهتا للتحوالت. 4 اإلدم ان نات ج عن رصاع قائ م بي قيم املجتمع وق درة األفراد عىل التعايش معها. 5 اإلدم ان ع ىل املخ درات والعقاقري م ن املعوقات الوظيفية للنس ق االجتاعي وهتديد حقيقي جلوهر القيم اخلاصة باملجتمع. 6 نش وء اإلدمان مرتبط بفش ل الكبار يف نقل قيمه م للصغار والذين يقعون حتت التأثري األكر جلاعات القرناء )الغريب 2006 م ص 85 العشاوي 1414 ه ص 146(. 75
.3 3 النظريات النفسية االجتامعية وترتبط هبذا املنظور النظريات اآلتية: 1. 3. 3 نظرية االنجراف Drift Theory يرى العامل»ديفيد ماتزا«.D Matza أن السلوك املنحرف ليس حتميا بش كل مطلق وليس إراديا بش كل مطلق وحي تضع ف فعالية الضوابط االجتاعي ة يف املجتمع الكبري تبدأ ثقافة خفية بالظهور كبديل ثقايف بحيث تك ون الثقافة اخلفية داعية ومعززة للس لوكات املنحرفة أو اخلارقة للقانون. )الدوري 1985 م ص 236 الريثن 2002 م ص 20 (. 2. 3. 3 املدخل النفيس االجتامعي Psychosocial وي رى أري ك ف روم From أن ه ال يوج د انفص ال بي نفس االتس اق والظ روف االجتاعي ة الت ي يوج د فيه ا وبالت ايل ينبغ ي عند حتلي ل هذه الش خصية الوق وف عىل حاجات اإلنس ان النابعة من املحي ط البيئي وهي: احلاج ة إىل االنتماء واحلاج ة إىل الس مو واحلاج ة إىل االرتب اط باجلذور واحلاج ة إىل اهلوية واحلاجة إىل إطار توجيهي )العشماوي 1414 ه ص 184.)185 وتنظر هذه النظرية إىل اإلدمان إىل أنه وسيلة دفاع أو وسيلة هروب من املواقف اخلارجية التي ال حتتمل وتركز هذه النظرية عىل الفرضيات اآلتية: 1 اإلدمان قد يكون عدوانا موجها نحو الذات نتيجة فقدان األمن. 2 اإلدم ان ق د يك ون موجها نح و الغ ري يتمثل يف هتري ب املخدرات وتروجيها. 76
3 اإلدم ان ق د يك ون نات ا ع ن اضط راب يف العالقة بين األهداف الشخصية واحلاجات االجتاعية. 4 اإلدم ان ق د يك ون س لوكا تعويضي ا إلثب ات ال ذات. )الريث ن 2002 م ص 121 (. 3. 3. 3 مدخل العوامل املتعدد Multi Factors تعط ي ه ذه النظرية تفس ريا ممي زا لتعاطي املخ درات وإدماهن ا وهو أن تعاط ي املخ درات نتيج ة عوامل متع ددة تتداخل معا وتتفاعل بش كل ديناميك ي فالذين يتعاطون املخدرات لدهي م عوامل متعددة بجانب عامل وجود املخدر وتساهم العوامل يف وقوع األفراد يف تعاطي املخدرات ومن ثم إدماهنا )الريثن 2002 م ص 121 (..4 3 النظريات األنثروبولوجية 1. 4. 3 نظرية التغري االجتامعي Social change theory تفس هذه النظرية تعاطي املخدرات واملسكرات وإدماهنا تفسريا يرتبط بالتغ ري االجتاع ي السي ع ال ذي يصاحبه خل ل يف املعاي ري االجتاعية أو ح دوث تغي ريات يف املعايري أو وق وع رصاع فيا بينها أو بينه ا وبي معايري مستجدة. 2. 4. 3 مدخل البناء االجتامعي Social structure ويفس تعاطي املخدرات وإدماهن ا بأنه انتهاك لقواعد ومعايري املجتمع بسبب عدم قدرة املتعاطي عىل حتقيق آماهلم وطموحاهتم بالوسائل املرشوعة 77
فكان الناتج جلوءهم إىل املخدرات كوسائل بديلة للوسيلة املرفوضة وسلك للتعبري عن العزلة التي أقرها املتعاطون )الريثن 2002 م ص 125 (..3.4 3 نظرية الثقافة الفرعية ي رى كوهي Cohen أن الثقاف ة الفرعية تظهر كمواجهة للمش كالت املش رتكة اخلاصة بالتوافق بي أفراد املجتمع. كا يرى رايي ووتر بأن الثقافة الفرعي ة نمط من احلياة خيتلف عن أناط الثقاف ة الكلية للمجتمع يف بعض اجلوان ب وتش ارك الثقاف ة الكلية يف جوان ب أخرى. والس لوك االنحرايف من منطوق هذه النظرية يتحدد بواس طة نس ق فرع ي للمعرفة واملعتقدات واالتاه ات والتي تعل أش كاال معينة ممكنة أو مس موحا هب ا أو مقررة. )العشاوي 1414 ه ص 147 154(..5 3 تفسري التعاطي يف ضوء الطب العقيل يؤك د خلي ل ) 1983 م( أن غالبي ة األطباء قد اتفق وا يف نتائج بحوثهم ح ول معاجلة املدمني عىل أن الس بب احلقيقي لإلدم ان أو التعود هو وجود نقص أو لوثة عقلية لدى الشخص املدمن هتيئ له امليل إىل تعاطي املخدرات وامللح وظ أن تكون اللوثة س ابقة ع ىل تعاطي املخدرات ويفي د خليل بأن معن ى هذا أن النق ص العقيل هو الذي جيعل الفرد مس تعدا بطبعه للميل إىل املخدرات ألن كامل العقل قد يتعاطى املخدر لسبب ما ولكن حسن صحته وقوة ش عوره وسالمة إدراكه متنع من االسرتس ال يف الرذيلة ومن أن يكون مدمنا )اليوسف 1423 ه خليل 1982 م(. 78
ويذك ر املغ ريب ) 1984 م( أن الطب العقيل اإلكلينيك ي يرى أن إدمان املخدرات هو بسبب اضطرابات عقلية ترجع إىل تسمم جساين يصيب املخ أي أنه يربط بي االضطراب العقيل وعمليات التسمم املخية فقط. ويضي ف املغ ريب أن الط ب العق يل ال يس تطيع أن يفسر مل اذا بع ض األشخاص دون غريهم هم الذين يستمرون يف تعاطي املخدرات ويندفعون يف استعاهلا اندفاعا قهريا )اليوسف 1423 ه املغريب 1984 م(. وي رى )1992 )Harrison, أن تعاط ي املخدرات يع د نوعا من أنواع امل رض العق يل وأن الداف ع إىل التعاط ي ه و داف ع قه ري يدعم ه االعتاد اجلسمي عىل العقار كا أنه يرى أن اعتبار الذات لدى املدمني منخفض وأن اإلدمان قد يكون وس يلة لترصيف العدوان س واء كان هذا العدوان موجها نحو الذات أو نحو املوضوع أو نحو املجتمع. وحمصل ة الق ول حول موقف الط ب العقيل من اإلدمان ه و أن املدمن ش خص ابت يل يف عقله ولدي ه لوثة أو مرض عق يل يدفعه إىل االس تمرار يف تعاطي املخدرات..6 3 النظريات الفارماكولوجية وتفسري اإلدمان هناك ثالثة اتاهات أساسية لتفسري اإلدمان من الوجهة الفارماكولوجية يمكن استعراضها بشكل خمترص عىل النحو التايل:.1.6 3 نظرية التغري الكيميائي وتنطل ق من احتال مؤداه أن احتال املخدر ينش أ من زيادة هرم وإفراز املورفي يف اجلس م حيث يرى بعض الفارماكولوجيين أن املورفي املوجود 79
يف اجلسم يتحول من مادة أخرى هلا تأثرياهتا املعارضة لتأثريات املورفي عند اس تخدام املخدر ومن ثم تنش أ احلاج ة إىل املزيد من املخدرات بس بب قلة وتضاؤل نسبة املورفي الطبيعي يف اجلسم. )اليوسف 1423 ه(..2.6 3 نظرية الفعل املزدوج لألفيون ومؤداه ا أن هذا املخ در ذو تأثري اهنباطي وآخر هتيجي يف نفس الوقت ع ىل اجلهاز العصبي أي أنه مهي ج ومهبط ألجزاء خمتلفة من اجلهاز العصبي يف آن واحد وملا كان التأثري التهيجي هو الذي يبقى ويس تمر لذلك اس تنتج الفارماكولوجي ون أن ه م ع تقدم اإلنس ان ت زداد التأث ريات املهيج ة والتي تتع ارض م ع الفع ل االهنباطي للمورفين ومن ثم ينش أ االحتمال وزيادة اجلرعة. )اليوسف 1423 ه(..3.6 3 نظرية احتامل اخلاليا ومؤداه ا كا ي رى الباحثون أن املورفي حيدث تغريا مس تمرا يف خاليا اجلس م الذي جيعله أكثر حساسية للتأثريات املهيجة للمورفي وأكثر مقاومة للتأث ريات االهنباطية وعىل هذا حتتاج اخلاليا مزيدا من املورفي لتقليل حالة اإلثارة والتهيج وإعادة احلالة إىل درجة نسبية من التوازن )املغريب 1986 م(. وخالص ة ذلك كله أن التأثري الفارماكولوجي عىل جس م اإلنس ان ذو فاعلي ة يف تنمي ة التحم ل ومن ثم تنش أ احلاجة إىل زي ادة اجلرع ة يوما بعد آخ ر ويعد التحم ل أحد اخلصائ ص املمي زة حلالة االعتاد.)اليوس ف 1423 ه(. 80
.4.6 3 نظرية التمثيل الغذائي ت رى ه ذه النظرية بأن الش خص يبدأ يف التعاطي ألج ل احلصول عىل النشوة التي حيدثها املخدر. ومع االستمرار يف التعاطي ثم الزيادة يف اجلرعة ألج ل الوصول إىل مس توى االنتعاش أو النش وة التي عهدها اجلس م من املخ در تدخل املادة األساس ية يف تركي ب املخدر يف املراحل األساس ية يف التمثي ل الغذائي واحليوي داخل خاليا جس م اإلنس ان وهب ذا يصبح ذلك الن وع رضورة للجس م ويصعب االس تغناء عن ه لكونه أصب ح جزءا من التكوين البدين للمدمن بحيث يعتمد عليه اجلسم يف عمليات األداء األمثل لوظائفه الطبيعية. )الريثن 2002 م ص 128 أبو الروس دون تاريخ(.5.6 3 نظرية وجود املستقبالت العصبية اخلاصة باألفيون يع د التقرير الصادر عن ش عبة الصحة واخلدمات اإلنس انية يف أمريكا واخل اص باكتش اف النظ ام األفي وين الطبيع ي aphid system )الببتي د ومستقبالهتا( يف جسم اإلنسان حدثا مها يف طريق تفسري اإلدمان من املنظور الفارموكولوج ي حي ث أش ار التقرير أن يف داخل جس م كل إنس ان نظام اتصال فس يولوجي يقوم بإنتاج مواد أفيوني ة طبيعية داخلة ضمن التكوين البرشي حلاجة اإلنسان إليها يف ختفيف اآلالم اجلسدية والنفسية كاالكتئاب مثال. )الريثن 2002 م ص 128 املرزوقي وآخرون 1414 ه(. وبع د ذل ك التقري ر توال ت الدراس ات املعملي ة التي أك دت عىل أن املس تقبالت ت وجد يف األعصاب الطرفية والنخاع الشوكي والغدد النخامية وأماكن أخرى داخل املخ. وبتعاطي املادة األفيونية تعتمد هذه اخلاليا اعتادا كلي ا عىل األفيون اخلارجي وال تتأثر باألفي ون الداخيل الطبيعي. )الريثن 2002 م ص 128 أبو الروس دون تاريخ(. 81
6. 6. 3 نظرية األندومورفني أس همت األبحاث العلمية يف تفسري إحساس اإلنسان باألمل وحاولت الوصول إىل حقائق علمية تكش ف النقاب عن سبب إدمان اجلسم عىل مادة أو عقار معي حيث اكتشف أن بعض األمحاض األمينية يف مخ اإلنسان ذات تركيب كيميائي شبيه برتكيب املورفي إضافة إىل أن له خواص فسيولوجية مش اهبة بل أقوى من املورفي بكثري وس ميت تلك املواد باألندومورفي ويمك ن اس تخالصها من الغ دة النخامية املوجودة يف قاع املخ. فعىل س بيل املثال لو تعرضت الش عريات العصبي ة املوجودة يف املخ إىل جرعات متكررة من اهلريوين فإن اخلالي ا املنتجة لألندومورفي تتوقف عن إفرازه ويعتمد اجلس م عىل جرعات اهلريوين للقيام بوظائفه وهب ذا حيدث اإلدمان بدليل أننا لو قطعنا اهلريوين عن اجلس م فجأة ألحدث االنقطاع آثارا وآالما وهي م ا ي س مى باألعراض االنس حابية الناتة ع ن اإلدمان كما أن هناك بعض األفراد الذين لدهيم نقص تكويني يف أجسامهم ملادة األندومورفي وتكون قابلي ة اإلدمان لدى هؤالء أكر م ن غريهم. )الريثن 2002 م ص 128 أبو الروس دون تاريخ(. 82
الفصل الرابع األسباب النفسية واالجتامعية املسؤولة عن اإلدمان 83
84
. 4 األسباب النفسية واالجتامعية املسؤولة عن اإلدمان الت عر ف إىل أس باب الظ واهر أمر أس ايس لفهمها وهو مقدمة رضوري ة ملعاجلته ا أو ملكافحته ا مكافحة عميق ة وجذرية. وقد حاول ت ذلك عديد الد راس ات العربي ة واألجنبي ة ليقف الكث ري منها عىل أن أس باب حدوث اإلدمان كل مرك ب ومتفاعل: وقد حاول الدكتور أمحد عبد العزيز األصفر ) 2004 م( توضيح ظاهرة الرتكيب هذه مس تندا يف ذلك إىل مجلة من الدراس ات التي س بقته ليخلص يف األخ ري إىل أن العوامل املؤدية إىل انتش ار ظاهرة تعاطي املخدرات يمكن حرصها يف أربعة: 1 طبيعة املخدر من حيث س هولة احلص ول عليه فضال عن خصائصه الكيميائية. 2 اخلصائص النفسية واالجتاعية للمدمني. 3 العوامل االجتاعية لظاهرة اإلدمان. 4 األبعاد االقتصادية والسياسية النتشار ظاهرة التعاطي. بينا تش ري دراسات أخرى )املجذوب 2006 م( إىل أن اإلدمان حيدث نتيج ة للتفاعل بين ثالثة عوامل رئيس ة هى املخ در واإلنس ان واملجتمع وذلك عىل النحو التايل: أوال : بالنس بة إىل املخدر وهو العامل األول ىف قضية اإلدمان واس تخدامه خيضع لعدد من العوامل التي منها: 1 توف ر املخ در وس هولة احلص ول عليه مم ا جيعل س عره ىف متناول الكثريين فتتسع بالتايل الفرصة للتعاطي واإلدمان. 85
2 طريقة التعاطي مثل تعاطي املخدرات بالفم أو الش م فإنه يس هل اإلدم ان عليها بينما يقلل اس تخدامها بطريق احلق ن من فرص اإلدم ان يض اف إىل ذل ك م رات التعاط ي فالتعاط ي املس تمر واليوم ى يزي د من ف رص اإلدمان بخ الف االس تخدام املؤقت والذي حيدث يف املناس بات كاألعياد واألفراح وغريها فإنه يقلل من فرص اإلدمان. 3 نظ رة املجتم ع للادة املخدرة كأن ينظر إليها بيشء من التس امح لس بب غري صحيح مثل الظن بأن اإلس الم ح رم اخلمر ومل حيرم املخ درات ألن ه مل يرد هلا ذك ر ىف القرآن وال يف الس نة وهو ظن خاطئ. 4 اخل واص الكيائية والبيولوجية للمخدر فقد ثبت علميا أن لكل خم در خواص ه وتأثريات ه املختلفة عىل اإلنس ان كذل ك ثبت أن أي ش خص بعد أن يس تخدم أنواعا خمتلفة من املخدرات فإنه ال يلبث أن يفضل»صنفا«منها ويدمن عليه وذلك لوجود نوع من التوافق بي هذا املخدر وتأثرياته من جهة وشخصية هذا اإلنسان من جه ة أخرى لدرجة أنه قيل إن الش خص يبحث عن املخدر الذى يناسب شخصيته وهو ما يقول عنه العوام»املزاج«. فالشخص املصاب باالكتئاب يستخدم خمدرات تسبب له اإلحساس بالرض ا والسرور والتع ايل. ىف حين أن الش خص ال ذى يعاين من التف كك الداخ يل يف الذات واضط راب يف العالق ات باآلخرين أو يف الوجدان واملش اعر وهو ما يعرف ب)الشخصية الفصامية( يفضل املخدرات التي تساعده عىل إعادة االنتظام واإلحساس بالواقع. 86
ثانيا : اإلنس ان الذى يتكون من جس م ونفس يتفاعالن باستمرار لدرجة أنه يصعب الفصل بينها ولذلك تتداخل العوامل التي تؤثر يف النفس مع العوامل التي تؤثر يف اجلسم وهي التي سنتناوهلا يف ما ييل باختصار: 1 العوامل اجلسمية تنحرص يف: الوراثة والعوامل املكتسبة واألخطاء الطبية العالجية وأخريا األس باب البيولوجية لالعتاد وهي التي تسمى الناقالت العصبية. 2 العوامل النفسية التي تلعب دورا يف التعاطي واإلدمان هي: أ ختفيض التوتر والقلق. ب حتقيق االستقاللية واإلحساس بالذات. ج اإلحس اس بموق ف اجتاع ي متمي ز والوص ول إىل حي اة مفهومة. د اإلحساس بالقوة والفحولة. ه إشباع حب االستطالع. و اإلحساس باالنتاء إىل مجاعة غري مجاعته. ز الوصول إىل اإلحساس بتقبل اجلاعة. ح التغلب عىل اإلحساس بالدونية. ط التغلب عىل األفكار التى تسبب له الضيق. ي اخلروج عىل القوالب التقليدية للحياة )املغامرة(. ك حب االستطالع وملء الفراغ. 87
وهناك من يضيفون دوافع أخرى إىل ما تقدم منها عىل سبيل املثال: الرغبة ىف التجريب اهلروب من املشاكل الرغبة يف زيادة املرح الرغبة يف زيادة القدرة اجلنسية الرصاع بي التطلعات الطموح واإلمكانات املتاحة الفشل ىف حل الرصاع بالطرق املرشوعة اإلحساس باالغرتاب والقهر االجتاعي الرغبة يف االستقرار النفي. ثالثا : العوامل االجتاعية فمشكلة تعاطي املخدرات واإلدمان عليها مثلها مثل غريها من املشكالت االجتاعية وراءها عوامل اجتاعية عديدة هامة ومؤثرة تتباين من جمتمع إىل آخر بل ومن فرد إىل فرد آخر ومن هذه العوامل )غانم 1998 م العفيفي 1406 ه(: 1 العالقات األرسية. 2 تعاطي األبوين أو أحدمها للمخدرات. 3 تأثري مجاعات األصدقاء. 4 السلوك املنحرف للشخص. 5 درجة التدين. 6 وجود املخدر. 88
7 التدخي ورشب اخلمر. 8 وسائل االتصال اجلاهريي. 9 الثقافة السائدة. 10 املستوى االجتاعي االقتصادي. وقد قامت عديد الدراس ات عىل حماولة تفس ري ظاهرة اإلدمان علميا ساعية إىل البحث يف القضايا التالية: 1 حتديد اخلاليا العصبية املسؤولة عن التأثر السلبي باملخد ر. 2 حتليل الفروق الفردية بي الناس يف عالقتهم باملخدرات سواء أكانت هذه الفروق ذاتية أو خارجية تتعل ق بمثريات القلق أو بالتعرض إىل املخدر. 3 حتلي ل التج ارب األوىل م ع تعاط ي املخ در ودوره ا يف التأدية إىل اإلدمان. 4 حتليل آثار االمتناع لدى األشخاص الذين يعيشون حالة اعتاد. 5 حتلي ل اآلثار الرشطية للمخدرات. فال ذي يظهر منذ الوهلة األوىل أن بعض الوضعيات البيئية كفيلة وحدها بأن تطلق حاجة ملحة إىل املخ در لدى ش خص ما وهو م ا قد يدفعه إىل االنت كاس رغم أنه ممس ك عن التعاطي منذ أسابيع أو أشهر عديدة. وتشري الدراسات إىل أن امل راد هنا تلك الوضعيات الس ياقية الت ي ارتبطت يف املايض إما باإلحساس بنشوة التعاطي أو باإلحساس بأمل االحتياج إليه. وبع د ع دد م ن البح وث املخري ة املتك ررة هن ا وهن اك بلغ ت هذه الدراسات عددا من النتائج املهمة )2009 Cador, )Stinus et خالصتها أن 89
هناك اختالفات فردية طبيعية بي الناس فيا يتعلق باهلشاشة تاه املخدرات. لقد حاولت دراسات كثرية أن تتبي بطريقة واضحة وحاسمة األسباب الفعلي ة لظاه رة تعاطي املخ د رات ولكن ها ترت د يف األخ ري لتؤك د عىل أن أس باب حدوث اإلدمان كل مرك ب ومتفاعل ومن هنا فإن نا سنعمل يف هذا الفصل عىل ختليص أهم األفكار التي س يقت للتدليل عىل هذا الكل املرك ب يف ظاه رة اإلدم ان ونتبع هذه اخلالصة بتفصيل أكثر وضوحا عن الس ببي النفي واالجتاعي لظاهرة التعاطي.علا بأن نا واعون بأن األسباب أكثر من أن حت رص يف البعدين االجتاعي والنفي ولكن أحدا ال يناقش يف أن هذين الب عدي ن مها األكثر أمهية فيا نحن بصدده وذلك جلملة من األمور نوجزها فيا ييل: أهنما البع دان األكثر تأث ريا يف مواقف املدمن واختيارات ه بل ويف حياة اإلنس ان عموما معاىف كان أو مريضا. ولذلك يكون من احلكمة االش تغال عليها يف أناة لتبي املداخل النفس ية واالجتاعية التي يمكن أن يتس ل ق منها اإلدمان إىل حياة اإلنسان فيدم رها. أهن ا يف نف س الوق ت البع دان الل ذان نمل ك كآب اء أو كمجتم ع أو كأصحاب قرار أو حت ى كمريض سقط يف أحابيل املخدرات نملك مجيعنا القدرة عىل أن نتدخ ل بتعديلها شيئا من التعديل املبارش وغري املبارش ليكونا مس اعدين لإلنس ان عىل حتقيق توازنه وعىل امتالك زمام أمر نفسه وقراره. نح ن نعي بأننا نتح د ث عن أبعاد هي يف الغالب ليس ت قابلة للقيس ألهنا مس ائل غري مادية وال ختضع لقواني املادة ولكننا نعي أيضا والد راس ات االجتاعية والنفسية تؤك د ذلك واإلسالم من قبل قال كلمة الفصل يف ذلك أن املجتمع بنوع العالقات فيه حيد د إىل حد كبري كينونة اإلنس ان. فاإلنسان ابن بيئته وليس لإلنسان من دهره إال ما تعودا و»يولد اإلنسان عىل الفطرة 90
وأبواه هيودانه وينرصانه ويمجسانه«واإلنسان... خليله فلينظر أحدكم من خيال ل. واملعنى ذاته ع ر عنه عامل االجتاع الفرني من قبل بمفهوم so- La cialisation بمعنى التنشئة االجتاعية ودورها يف حتديد شخصية اإلنسان وس يتبي ذلك بطريقة أكثر وضوحا داخل الد راسة بإذن اهلل. ولكن ما يعنينا اآلن هو أن عوامل التأثري والتغيري االجتاعيي والنفسييي ليست بعيدة كا نتص ور بل هي األكثر وضوحا يف حياة البرشية ألهن ا املس ؤولة عن صناعة ذلك االتس اق يف النس يج االجتاعي والثقايف لدى جمتم ع ما حيث تقرتب االختيارات واألذواق واملواقف واملش اعر والطاق ات الوجدانية والعادات االجتاعي ة بي الناس يف املجتمع الواحد مم ا يعكس قوة تأثري هذا البعد يف حياة اإلنس ان وقوة حضوره يف قراراته ومواقف ه. ويكفي أن تدرك مفاتيح ه ذا التغي ري االجتاعي والنفي حت ى تقدر عىل أن تعد ل من مس رية األمور واألشياء وهذا الذي تكفلت به املدارس النفسية واالجتاعية املختلفة..1 4 األسباب النفسية 1. 1. 4 االكتئاب يش ك ل مرىض االكتئاب يف العامل غالبية زوار العيادات النفس ية كا تشري إحصائي ات منظم ة الصحة العاملي ة ).O.M.S( إىل أن )%3( من س كان العامل يصاب ون باالكتئ اب وه ذا يعني أن هن اك أكثر من 140 مليون ا من املكتئبي يف العامل. واالكتئاب هو احلالة التي يش عر فيها الفرد باحلزن الش ديد والقنوط والغ م والعج ز والي أس والذن ب مصحوب ة بانخف اض يف النش اط النفي والذهن ي واحلرك ي وضعف االهتمام باألمور الش خصية واالجتاعية وكره للحياة وأفكار انتحارية أحيانا )مركز الدراسات النفسية 2003 م(. ومن هنا 91
فإن الش خصية املكتئب ة غالبا ما تلجأ إىل املخدرات ظنا م ن صاحبها أهنا تعينه ع ىل اإلحس اس بالذات والق وة وبتقبل اجلاع ة والتغلب عىل األف كار التي تسبب له الضيق. )بريك 2006 املجذوب 2006 م األصفر 2004 م(. 2. 1. 4 القلق القل ق عب ارة ع ن حالة نفس ية توقع صاحبه ا يف التوت ر واالضطراب واهليج ان واخل وف املبهم الذي ال ي ع رف مصدره. وقد يك ون القلق توترا عارضا ومؤقتا تعرفه كل النفوس يف فرتات معينة من حياهتا وقد يكون قلقا مزمنا يصاحب اإلنس ان ويالحقه يوما بعد يوم. ويف كل احلاالت فإن القلق ينت ج إم ا عن خوف من املس تقبل أو ع ن رصاع داخل النفس بين نوازعها والقي ود التي حتول دون هذه النوازع. وقد يش كل القل ق املزمن البوابة التي يدخ ل منه ا املصابون إىل ع امل تعاطي املخ درات عىل أمل تن ايس أحزاهنم وختفيف آالمهم وتقليص حدة توترهم واضطراهبم واهلروب من واقعهم ومن األفكار التي تسبب هلم الضيق. )بريك 2006 م املجذوب 2006 م األصفر 2004 م(. 3. 1. 4 االغرتاب وه و يتمث ل يف ش عور اإلنس ان بانفصال ه ع ن ذات ه أو ع ن اآلخرين أو كليهما األم ر ال ذي ي ؤدي إىل اليأس والقن وط والعجز وفق دان املعنى وع دم اإلحس اس بالقيمة. ويعتقد الش خص الذي تنطبق علي ه هذه احلالة أن املخ درات يمكن أن تس اعده عىل أن حيقق تقديرا أع ىل لذاته وتلب له تقدي ر اجلاعة له ع ىل نحو يرضيه. )بري ك 2006 م املجذوب 2006 م األصفر 2004 م( 92
4. 1. 4 الفرفشة تش ري نتائ ج البح وث املرصية ملس ح اس تطالعي أجري ع ىل عينة من )500( متع اط م ن ري ف م رص إىل أن الدوافع النفس ية لتعاطي احلش يش يف س ن مبكرة )س ن العرشي ن يف املتوس ط( كان أقواه ا )77 %( هو جماراة األصح اب واحلصول عىل الفرفش ة. يف حين كان الدافع األق وى لتعاطي األفي ون هو االعتماد عليه ملواجهة العم ل الش اق. وإذا كان الدافع اجلني يشكل )%25( بالنسبة إىل احلشيش فإنه يشكل )%50( بالنسبة إىل األفيون. )عبد املتعال 2001 م(.5.1 4 الشخصية عامل حاسم يف ظاهرة اإلدمان للش خصية تأث ري يف تعاط ي املخ درات واإلدم ان عليه ا )العفيف ي 1406 ه(. ويعود س بب اإلدمان إىل عدم تكامل بناء شخصية الفرد حيث يك ون الش خص غري مهيأ حلل املش كالت الت ي تواجهه وق د تدفع بعض العوامل النفسية املتعاطي إىل املخدرات ومن هذه األسباب: الرصاع بي التطلعات والطموح واإلمكانات املتاحة. الفشل يف حل الرصاع بالطرق املرشوعة. اإلحساس باالغرتاب والقهر االجتاعي. الرغبة يف االستقرار النفي. وأن ت ت رى أن كل هذه الد وافع إذا كنا جمتم ع الكبار منتبهي إليها قابلة ألن ت شبع بطريقة إجيابية بعيدا عن التورط يف براثن املخد رات. 93
وينش د املتعاط ي بتناول ه املخدرات مجل ة م ن الغايات أمهه ا )غانم 1998 م سليم 1403 ه(: 1 حتقيق االستقاللية واإلحساس بالذات. 2 اإلحساس بموقف اجتاعي متميز. 3 اإلحساس بالقوة. 4 اإلحساس باالنتاء إىل مجاعة غري مجاعته. 5 التغلب عىل اإلحساس بالدونية. 6 اخلروج عىل القوالب التقليدية للحياة. 7 اهلروب من املشاكل. 8 زيادة املرح..6.1 4 دور الوازع اإليامين يش كل ضعف الوازع اإلياين لدى الفرد دافعا وعامال قويا من عوامل اللج وء إىل تعاطي املخدرات فالفرد املتعاط ي للمخدرات يالزمه التفكري بع دم حتري م املخ درات كا يرتب ط هذا بع دم االلت زام بالقي م واألخالق والع ادات اإلس المية الس ائدة يف املجتم ع. وضم ور ال وازع الديني ناجم ع ن ضع ف ثقافته الدينية وعدم متثله ما تغرس ه العقي دة يف النفس من قيم وأخ الق ومجي ع مؤسس ات املجتمع ه ي املس ؤولة عن ذلك. )املش عان 2000 م( 94
.2 4 األسباب االجتامعية دون وضع العوامل االجتاعية والبيئية يف االعتبار ال يمكن أن نحصل عىل تفسري سببي كامل ملسألة اإلدمان إذ املجتمع كموئل كبري هو الذي حيدد ك ال م ن العرض والطلب للمخدرات وهو الذي يقر معايري الس لوك ذات األمهية لفهم االتاهات وناذج السلوك التي تقر االستعال للمخدر. وليس م ن الس هولة بمكان أن نحدد أو نقي س النتائج واآلثار لع دد من املتغريات املعقدة واملتفاعلة التي تس هم يف تكوي ن املجتمع إال أننا يمكننا الرتكيز عىل بع ض األبع اد املحورية يف احلي اة االجتاعية ومن أوهلا أث ر تزيء اهلياكل البنائية ومدى فعالية األرسة. ويتبدى أثر تزيء هياكل احلياة االجتاعية يف تداعيات اهلجرة الداخلية م ن القرى إىل املدن الكرى وتكوين أحياء ومدن صغرية عش وائية حوهلا وتعتر هذه من أهم عوامل زيادة الطلب وهتيئة تربة خصبة للعرض. كذلك يتب دى يف تداعي ات اهلج رة اخلارجي ة الدائمة أو املؤقت ة إىل البل دان الغنية خاص ة ال دول النفطية فرتك رب األرسة عائلته وغياب ه مدة طويلة معوضا أبناءه بتدفق املال مما شجع اليافعي عىل االنخراط يف نمط مشوش من احلياة من بينها آفة تعاطي املخدرات )1996 )Mohit وق د س عت دراس ة الغري ب) 2008 م( ح ول»املجتم ع والوقاية من املخدرات: دراسة حتليلية لدور األنساق االجتاعية يف الوقاية من املخدرات«للتع رف إىل األدوار الت ي تؤث ر من خالهلا األنس اق االجتاعي ة جمتمعة أو منف ردة يف التقلي ل م ن ظاه رة العودة إىل الس جون وخصوص ا يف جرائم الع ود إىل املخدرات. واعتادا عىل املنهج الكيفي القائم عىل التحليل املكتبي لألدبيات من الدراسات والتقارير واإلحصاءات سعى الغريب يف دراسته 95
هذه إىل بلورة نتائج األدبيات والدراسات السابقة وتصنيفها با حيقق الفائدة منها. باعتبارها يف جزء كبري منها تعر عن زيادة ما يف دور األنساق االجتاعية يف الع ود للمخدرات أو نقصها. بحيث أصبحت مش كلة أخرى تضاف إىل قضاي ا املكافح ة والوقاية ليصبح العود بحد ذاته مش كلة أخ رى. وبالتايل ترك ز موضوع الدراس ة عىل التع رف إىل دور األنس اق االجتاعية يف عودة املفرج عنهم يف جرائم املخدرات إىل الس جون يف املجتمع الس عودي. حيث تم الرتكيز عىل س تة أنساق اجتاعية وهي: )النسق األرسي النسق البيئي النس ق االقتصادي النس ق الرتوحيي النس ق الصحي النسق اإلعالمي(. وقد توصلت الدراس ة إىل تأثري تلك األنس اق يف العود إىل السجون ملرتكبي جرائم املخدرات س واء بجرائم التهريب والتوزي ع أو التعاطي واإلدمان. وم ن ثم عرضت الدراس ة إىل بعض التوصيات العلمي ة لتدعيم قدرة تلك األنساق عىل مواجهة هذه الظاهرة. وقد بنيت الدراسة عىل ستة فصول: الفص ل األول: يف اإلطار التصوري للدراس ة حي ث عرض الباحث ملدخل الدراسة وموضوعها ومشكلتها وأمهيتها وأهدافها وتساؤالهتا وأخ ريا تضمن منهجية الدراس ة. أما الفصل الثاين: ففي مفاهيم الدراس ة فق د تضم ن ع دة مفاهي م وه ي مفه وم األنس اق االجتاعي ة اجلريمة املخ درات اإلدم ان الع ود. الفصل الثال ث: يف مالمح ظاه رة العود إىل جرائم املخدرات يف املجتمع الس عودي وقد تضمن إحصاءات عن جرائم املخ درات. وكذل ك عرض جلرائ م املخ درات يف الدراس ات التطبيقية يف املجتم ع الس عودي ثم اختت م هذا الفص ل باخلالصة. أما الفص ل الرابع: فق د خصص ه للنظريات املفسرة لإلدمان حي ث تناول الباح ث: اإلدمان يف النظري ات العلمي ة. واإلدم ان يف الدراس ات املعارصة. ث م ناقش اآلثار النامجة عن اإلدمان. أما الفصل اخلامس فقد خصصه الباحث ملناقش ة دور 96
األنساق االجتاعية يف الوقاية من املخدرات. حيث ناقش بالتفصيل يف ضوء النظريات العلمية والدراسات التطبيقية دور كل نسق عىل حدة. ويف الفصل الس ادس عرض إىل مرشوع مقرتح لرامج الوقاية التي يمكن أن تس هم يف رفع مستوى الوقاية من املخدرات يف املجتمع السعودي. أهم األسباب االجتاعية للوقوع يف املخدرات ويمكن إمجال األسباب االجتاعية لظاهرة اإلدمان يف املسائل التالية:.1.2 4 تقصري األرسة يف القيام بمسؤولياهتا الرتبوية إذا كان ل ألرسة دوره ا اإلجي ايب يف الرعاي ة واحلاية والتنش ئة والوفاء باحلاج ات األساس ية البدنية والصحي ة والرتبوية والتعليمي ة واالقتصادية واالجتاعية وغري ذلك من احتياجات مس تجدة وتأثريها الكبري يف تشكيل االتاه ات والقي م ورضوب الس لوك فإنه يمك ن أيضا أن يك ون هلا دور س لبي إذا ما س اد فيه ا أج واء التوت ر واالضط راب واملش كالت املرضية والنفس ية والتعرض لألذى وتعاطي املخ درات. ومن أهم ما يتمخض عنه االضط راب والتف كك األرسي هو م ا جيلبه غياب األب بس بب االنفصال باهلجر أو الطالق أو الوفاة من خماطر كبرية ملشكالت وجدانية يف الشخصية كذلك افتقاد امل ودة واحلب والتفاعل األرسي اإلجيايب وكل ذلك أو بعضه قد يس هم يف مش كالت تكون إحدى آليات اهلروب منها تعاطي املخدرات واالعتاد عليها. )زعرت وأبو اخلري 1999 م(. أما مدى فعالية األرسة يف التنش ئة والرتبية بعنارصها اإلجيابية والسلبية يف تكوي ن االت اه نحو املخ درات أو اخلم ور أيضا فإن الدراس ات ونتائج البحوث عنها مس تفيضة تزدحم هبا الكتب واملجلدات والدوريات العلمية 97
االجتاعية والنفس ية والرتبوية. ففي األرسة يمك ن أن يكو ن اآلباء واألبناء ناذج س لوكية س وية ويمكن أن تكون الثقافة الفرعية لألرسة واحلي الذي تنت رش في ه املخ درات اتاها حمبذا أو حماي دا عىل األقل إزاء أن واع معينة من املخدرات وليس ضدا هلا. وقد تش كلت أناط التنشئة هذه يف أغلب املناطق املوبوءة باملخدرات ألس باب نفعية خاصة باقتصاديات األرسة التي يستفيد منه ا مجيع أعضاء األرسة با فيهم األبناء بطبيعة احلال حتى يصل إىل درجة ت وارث أرسار مهن ة اجلل ب والتوزي ع ل دى العائ الت املش تغلة بالتجارة والتوزي ع. وتتش كل أيضا أناط وناذج التنش ئة لدى األرس املس تهلكة عىل نفس نس ق اس تحالل التجارة أو التعاط ي )العتيبي 1424 ه الزهراين 1418 ه(. وألمهي ة األرسة كعام ل حاس م يف إقب ال األبن اء ع ىل املخ درات أو االبتعاد عنها حظيت بقدر كبري من اهتام الباحثي ( Mer- Hundleby &.)cer 1987 وم ن النتائ ج املهمة التي انتهى إليها هنت D.G. Hunt يف هذا الصدد )وقد تركز اهتامه عىل تعاطي القنب( أنه: 1 إذا كان ت العالق ة بين اآلباء واألبناء يس ودها التس يب أو التفكك ازداد احتال إقبال األبناء عىل التعاطي. 2 ف إذا كان ت العالق ة بي اآلب اء واألبناء تغل ب عليها روح التس لط م ن جانب اآلب اء فاالحتال أن يك ون إقبال األبناء ع ىل التعاطي متوسطا. 3 أم ا إذا كان ت العالقة يس ودها احل ب والتفاهم جنب ا إىل جنب مع التوجي ه واحل زم فإن احتاالت إقب ال األبناء ع ىل التعاطي تكون ضئيلة. )سويف 1996 م.)Hunt, 1975 98
ويمك ن إمجال عوامل التقص ري يف األرسة والتي تقود األبناء إىل تعاطي املخدرات فيا ييل: 1 اخلالفات األرسية )ثابت 1984 م املشعان 2000 م(. 2 تعاطي األبوين أو أحدمها للمخدرات )الفالح 1423 ه(. 3 ضعف الرقابة األرسية. 4 عدم مراعاة األرسة للخصائص النائية لألبناء. 5 ع دم تبص ري األرسة األبن اء باخلصائص الس يكولوجية واجلس مية واالجتاعية ملراحلهم العمرية. 6 س يادة جو م ن القهر والعنف يف األرسة نح و األبناء )لو وآخرون 2005 م(. 7 عدم وجود ثقة بي اآلباء واألبناء مما جيعل األبناء يلجؤون إىل الرفاق )ثابت 1984 م(. 8 ع دم تعزيز القيم الروحية ل دى األبناء وعدم أداء اآلباء لواجباهتم الدينية. 2. 2. 4 رفقاء السوء ال يعي ش البن اء األرسي يف مع زل ع ن اجلاع ات املحيطة هب م وأوهلا مجاع ة األصدق اء والرفاق فهم جزء غ ري مبارش م ن األرسة. وأثبتت عدة دراس ات أن تأثريه م أكر من تأث ري الوالدين. وتبدو خط ورة ذلك يف تأثري بعضهم بعضا يف جمال س وء اس تعال املخدرات كا وجد أحد الباحثي أن األصدقاء أكثر متاثال يف استخدامهم للحشيش من أي نشاط آخر لكننا نجد 99
يف حال ة األرس الت ي يتعاطى فيها اآلباء احلش يش فإن نس ب التأثري تتقارب بالنسبة لآلباء واألصدقاء معا. )املشعان 2000 م(. فجاعة الرفاق تشكل بيئة اجتاعية تؤثر عىل شخصية الفرد من خالل: 1 انتقال األفكار. 2 تعلم السلوكيات. 3 جماراة األصدقاء يف السلوكيات. 4 عدم القدرة عىل االنس حاب من مجاعة األصدقاء رغم الس لوكيات السلبية. 5 االنخ راط يف مجاع ات جيمعها الس لوك املش رتك لرف ض املجتمع الفرد املتعاطي. وتش ري عديد الدراسات التطبيقية التي أجريت عىل متعاطي املخدرات أن رف اق الس وء كان وا م ن األس باب الرئيس ة الت ي دفع ت باملتعاطي إىل اس تخدام املخدرات يف ب ادئ األمر. إذ أظهرت إحدى هذه الدراس ات أن نسبة )%44 4( من املبحوثي تعاطوا املخدر ألول مرة عن طريق األصدقاء وبي ن ت دراس ة أخ رى أن نص ف أصدق اء أف راد العين ة ه م م ن متعاطي املخدرات وكانت لقاءاهتم يف مواقع العمل أو الشوارع أو احلفالت اخلاصة. وأف اد معظم أفراد العينة أن معارشهتم ألصدق اء يتعاطون املخدرات كانت الس بب األول لوقوعهم فريس ة للمخ در. وبناء يتضح أن رفاق الس وء من مجاع ات األصدقاء يش كلون أحد املتغريات املرتبطة بانتش ار ظاهرة تعاطي املخ درات وأن هناك عالقة مب ارشة بي تعاطي املخ درات وخمالطة رفقاء السوء )القحطاين 2001 م(. 100
101 3. 2. 4 الفراغ واجلدة ي ؤدي وقت الفراغ إذا مل يواكبه عقل واع وأماكن تروحيية مناس بة فيا ينفع ه إىل االنح راف وتعاط ي املخدرات يف كثري من األحي ان ألن الفراغ مؤثر مهم فيا يتعرض له الفرد من الضجر والس أم والشعور باالغرتاب مما يدفع إىل ملء هذا النوع بأي عمل كان خصوصا لدى الش باب ملا يمتازون به من نش اط وحيوية وطاقة تبحث عن أس باب اللهو واللجوء يف كثري من األحيان إىل املقاهي والسفر إىل املجتمعات التي توفر املخدرات. )العفيفي 1406 ه( 4. 2. 4 اإلعالم املثري تتص ل مش كلة املخدرات بش كل كب ري بعملي ات التنش ئة االجتاعية اخلاطئ ة التي يس تقيها الفرد من وس ائل اإلعالم وبخاصة تل ك التي تعلم أس اليب هتريب املخدرات واالتار هبا أو تعاطيها بش كل يدفع الش باب إىل االستكش اف والتجري ب وال ننس ى الرتكيز ع ىل دور االنرتنت يف نرش معلومات مشجعة عىل تعاطي املخدرات. )السمري 1993 م(.5.2 4 البيئة االجتامعية السيئة يتس ع مفهوم البيئة االجتاعية ليشمل املجتمع الذي يعيشه الفرد با يف ذل ك بيئة العمل حيث يش كل موقف املجتمع م ن تعاطي املخدرات عامال مها من أس باب تعاطي املخدرات وانتش ارها فاملجتمع الذي تسوده ثقافة املخ درات تنت رش في ه املخدرات بينما تقل املخ درات أو قد تتالش ى لدى املجتمعات التي متنع املخدرات وحير مها الدين كا يف املجتمعات اإلسالمية
كا تش كل عوامل الفقر والبطالة والعنف وعدم العدالة عوامل مترد عىل املجتمع وأس بابا للدخول يف عامل املخدرات. )الريثن 2002 م ص 95 100 آل مانع وآخرون 1426 ه(. وتتفاقم املش كالت بش كل أكر يف الدول النامية والفقرية عندما تؤدي أزم ات الفق ر املزمنة وانتش ار البطالة وعال ة األطفال العش وائية واالهنيار األرسي إىل مش كالت أكثر خطورة ومنها ظاهرة الترشد وأطفال الش وارع. ووردت م ن هن دوراس وهي من البلدان الفق رية بيانات بتورط أطفال الش وارع يف مشاكل مستمرة مع الرشطة وس وء استغالهلم يف أنشطة جنسية وتعاط ي املخ درات إىل درج ة أن نصفه م يستنش قون الغ راء و 4 من 10 يتعاط ون اخلم ور يف املناس بات و 6 م ن 10 يدخن ون وواح دا من مخس ة يستعملون احلش يش. ويعتر استنشاق املواد املخدرة بي أطفال الشوارع يف هندوراس من األمور الش ائعة هناك. واستنش اق الغراء هو املخدر الشعبي املحب ب بين أطفال ش وارع العامل النام ي وذلك لرخص ثمن ه وإزالته لألمل واخلوف واملبالغة يف االندفاع والتبج ح وكتم رصاخ اجلوع. 102
الفصل اخلامس أساليب مواجهة ظاهرة اإلدمان 103
104
. 5 أساليب مواجهة ظاهرة اإلدمان يمك ن أن ت عرض أس اليب املواجهة بأكثر من طريق ة وكل طريقة من ه ذه الط رق تصل ح أن تكون مدخ ال من املداخ ل لتناول مس ألة مكافحة املخ د رات ومنهج ا واضح ا ت نظ م في ه األس اليب والوس ائل واألدوات الكفيل ة بمواجهة مش كلة املخد رات ورغم أن ن ا اصطفينا يف األخري طريقة ثالثية قوامها البحث يف مستويات التعامل مع املخد رات بالنسبة إىل اإلنسان أساسا ألن ه كان ال بد أن حت سم مسائل العرض وكيفياهتا يف حلظة ما بحسب اهلدف من الدراس ة أو بحس ب ما ن قد ره من فعالي ة العرض. فال نرى بأس ا م ن بعض التحلي ل لبعض الطرائق األخرى ملا تتواف ر عليه من األبعاد التي تس مح باس تكال الصورة حول أس اليب املواجهة وألهنا تفتح آفاقا للنظر كث ريا ما نغفل عنها فنحرص أنفس نا يف جهة وتغيب عنا جهات كثرية غريها. ولو أردنا توس يع املواجهة أفقيا وعموديا قلنا بأننا يمكن أن نقس م أساليب املواجهة تقسيات عدة باعتبارات خمتلفة ومن أهم هذه التقسيات: يمكن تقسيم هذه األساليب باعتبار من يقوم هبا من حيث عدده إىل: أساليب فردية. أساليب مجاعية. فق د يعي الفرد خطورة املش كل ويعزم عىل مواجهت ه ولكنه لن ينجح حت ى جيد احتضانا من اإلرادة اجلاعية كا أن اإلرادة اجلاعية قد تتعلق بصد اخلطر ولكنها ال تكون هذه اإلرادة جمدية ما مل تد تفها وانخراطا عمليا من األفراد. 105
إىل: ويمكن تقسيم هذه األساليب باعتبار حي ز التحرك ومدى اتساع اجلهود أساليب وطنية. أساليب دولية. فال يمكن للجهود الوطنية أن تنجح إذا مل تد س ندا حقيقيا من اجلهود الدولي ة وال يمك ن للجه ود الدولية أن تنجح إذا مل ت د التزاما من اجلهود الوطنية يف كل بلد. ويمكن تقسيم هذه األساليب من حيث أداهتا إىل: أساليب قانونية. أساليب أمنية. أساليب طبية. أساليب تربوية. أساليب إعالمية. كا يمكن تقسيم هذه األساليب من حيث جمال عملها إىل: أساليب نفسية. أساليب اجتاعية. أساليب اقتصادية. أساليب صحية. وهذا التقس يم ويف إىل حد كبري إىل بنية املدخل والقس م األول من هذه الدراسة أي إىل مسألتي: آثار املخدرات وأسباب التعاطي وكأن ه حياول أن حي فر يف كل سبب ليستخرج منه مادة يعالج هبا م شكل الت عاطي للمخدرات. 106
ويمكن تقسيم هذه األساليب من حيث مكان املواجهة وأرضها إىل: املواجهة عىل احلدود. املواجهة عىل النت. املواجهة عىل وسائل اإلعالم. املواجهة عىل وسائل االتصال. ويمكن تقس يم هذه األس اليب باعتبار املخدر ذاته م ن حيث توفره أو عالقة اإلنسان به إىل: مكافحة العرض. مكافحة الطلب. وهذا التقس يم رغم كونه ثنائيا إال أنه يمكن أن يتضمن األبعاد الثالثة التي سنراها يف تقسيمنا األخري الذي اختذناه لبحثنا سبيال إضافة إىل املكافحة األمني ة: أما املكافحة األمنية فتكاد تكون رصحي ة يف مكافحة العرض. وأما مكافح ة الطلب فه ي تنطوي ضمنيا ع ىل البعد الوقائ ي والبعد العالجي وحتى البعد النائي. ويمك ن أخ ريا أن نتن اول أس اليب مواجهة املخدرات م ن حيث دور اإلنسان فيها إىل: أساليب وقائية. أساليب عالجية. أساليب نائية. وق د اخرتن ا أن نبني القس م الث اين من ه ذا البحث عىل هذا التقس يم الثالثي جلملة من األمور نجملها يف التايل: 107
األمر األول: أن هذا التناول يتعل ق باإلنس ان مبارشة يف حاالته كل ها: متوقيا م ن الوق وع يف أرس املخ درات أو واقعا فيه ا أو مب ادرا إىل توعية اآلخري ن بع دم الوقوع فيه ا. ولقناعتن ا ب أن جوهر عملي ة التغيري احلقيقي والعميق والد ائم إن ا موئلها إىل شخصية اإلنسان كان ال بد إذن أن نصطفي هذا التقسيم ليكون جسا لبلوغ أهدافنا من الد راسة يف قسمه الثاين. األم ر الث اين: أن هذا التناول يضم ن لك أن تكون يف مت اس مع كل جهات النظ ر األخ رى ويتقاطع معها يف أكثر من نقط ة بطريقة أو بأخرى. فمقتىض احلكمة عندها أن ي رش ح هذا الن وع من التناول ألنه يضمن ل ك أن يكون طرح ك جامعا إىل حد با يضمن قدرا أدنى من اكتال الصورة إذ عىل قدر اكتاهلا تكون فعالية املواجهة أكر. 108.1 5 األسلوب الوقائي تشري منشورات األمم املت حدة إىل أن الوقاية من تعاطي املخدرات تقوم عىل عنرصين أساسيي )األمم املتحدة 2004 م ص 12 (: 1 اس رتاتيجيات خف ض الطل ب: وهت دف ه ذه االس رتاتيجيات إىل خف ض الرغبة يف احلصول عىل املخدرات وتناوهلا وإىل منع تناوهلا أو خفضه أو تأخريه. وقد تشمل اسرتاتيجيات موجهة نحو االمتناع عن تناول املخدرات. 2 اس رتاتيجيات خف ض الع رض: وهت دف إىل القض اء ع ىل إنت اج املخ درات غري املرشوع ة وعرضها فضال عن تقيي د الوصول إىل املخدرات املرشوعة وتوافرها يف بعض الظروف. ويش مل ذلك يف
امل دارس التدابري املتخذة للحد من تن اول املخدرات غري املرشوعة وحيازهتا وبيعها يف مباين املدارس. وعىل هذا األس اس فإن كل املجتمعات الت ي تريد أن تقيض عىل ظاهرة إدمان املخدرات جيب عليها أال تنتظر حتى يقع أبناؤها فريسة لإلدمان ثم تبدأ يف التح رك من أجل العالج بل عليها أن تتب ع إجراءات وقائية ملنع حدوث تلك الظاهرة فالوقاية خري من العالج وبذلك توفر الدول عىل نفس ها عناء إنفاق املليارات من أجل عالج أبنائها الذين تورطوا يف بؤرة اإلدمان. علما بأن ه ال توجد الوصفة االس رتاتيجية التي أثبتت بناء عىل دراس ة علمي ة دقيق ة فعاليت ه ا ب ال انقطاع ول كل الن اس يف خفض معدالت التعاط ي أو اإلدم ان ولك ن هناك اتف اق يف ال رأي بي اخلراء واملارسين للعم ل التثقيفي عىل عدد من العنارص يتعي وضعها يف االعتبار عند تصميم أي برنامج وقائي يف جمال املخد رات: 1 ليس مجيع الش باب س واء وليس وا مجيعا معرضي خلط ر املخدرات بنف س الدرجة لذل ك ينبغي أن ت عد االس رتاتيجيات بعناية بحيث تناسب اجلاعات املستهدفة عىل اختالفها وتنوعها. 2 الطري ق األنج ع لبل وغ كل الرشائح ه و التنويع يف االس رتاتيجيات املعتم دة وإثراؤه ا باألبع اد املختلف ة بحي ث حتت وي ع ىل املعرفة واملوق ف والقيم ة والس لوك وهت دف إىل حتسين البع د الصح ي وتدعيم تقدير الذات وتنمية مهارات مقاومة اإلغراء. 3 اعتاد اس رتاتيجيات تش جع مواطن الق وة الفردية وتع ود الطالب ع ىل التحك م يف انفعاالته وعىل مقاومة ضغ وط األنداد الرامية إىل إرشاكه يف ما يفعلون من سلوكات سلبية. 109
4 توجيه جزء من هذه االسرتاتيجيات إىل غرس تقدير املطالعة والعمل اإلجيايب وتعويدهم عىل ممارس ة األلعاب الرياضية وعىل املشاركة يف أنشطة متنوعة تنمي مواهبهم وتنمي فيهم ثقتهم بأنفسهم. 5 إرشاك الطلب ة يف املدرس ة يف كل مرحل ة م ن مراح ل بن اء برام ج مكافحة املخدرات فيها. 6 العناي ة بكل أن واع اإلدم ان وتوجيه احلم الت والرامج ملكافحة استعال كل املواد الضارة با يف ذلك التدخي والكحول وغريها. 7 م ن األفضل أن ال تتج اوز تكتيكات التخويف حد ها حتى ال تفقد مصداقيته ا لدى الطالب وحتى ال تصبح عند البعض منهم بمثابة الدعاية العكسية التي تثري فيهم إرادة تربة املخدر خلطورته. 8 إرشاك األرسة واملجتم ع املح يل يف جه ود املكافح ة حت ى حيص ل التكامل وتتعزز املعلومات الواصلة إىل الطلبة من جهات خمتلفة..1.1 5 مفهوم األسلوب الوقائي ه ي جمموعة اإلجراءات التي تس تهدف منع تعاط ي املخدرات أصال متمثل ة يف كل أن واع التوعي ة وإج راءات مكافحة العرض فه ي يقصد هبا اإلس هام يف محاية اإلنس ان من الوقوع يف آفة املخدرات. ويمثل هذا املفهوم مرحل ة التأس يس للمتعل م للوع ي بمفه وم املخ درات واالبتع اد عنه ا. )العمري 1423 ه(. فالوقاية هي أال ننتظر حتى يقع الشباب يف إدمان املخدرات وإنا البدء يف اخت اذ التداب ري الالزم ة واإلج راءات املمكنة حلاية الش باب من الوقوع فريس ة حت ت طائل ة املخ درات وذلك بتحسين ق درة الفرد ع ىل مواجهة 110
مشاكله بصورة بناءة ومواجهة العوامل االجتاعية غري املواتية والتي يمكن أن تؤدي إىل إساءة استعال املخدرات. )كاالس وفالين ووردين 2004 م( وتت ف ق منش ورات منظمة الصح ة العاملي ة Westermeyer,( Arif & U.N. Declaration, 1988, p.( املتح دة األم م وهيئ ة )1988, p. 290 18( عىل التفرقة بي ثالثة مستويات إلجراءات الوقاية: الوقاي ة األولي ة: ويقصد هب ا جمموع اإلج راءات التي تس تهدف منع وقوع التعاطي أصال. ويدخ ل يف هذا الباب مجيع أنواع التوعية التي تنحو ه ذا املنح ى وكذلك جمم وع اإلج راءات التي تتخذ عىل مس توى الدولة س واء أكانت إجراءات أمني ة أو ترشيعية مادام اهلدف األخري منها هو منع توفر املخدر ومن ثم منع وقوع التعاطي. الوقاية من الدرجة الثانية: ويقصد هبا التدخل العالجي املبكر بحيث يمكن وقف التادي يف التعاطي لكي يصل بالش خص إىل مرحلة اإلدمان. وكل ما يرتتب عىل اإلدمان من مضاعفات. أي أن هذا املس توى من اإلج راءات الوقائي ة يقوم عىل أس اس اعرتاف الش خص بأنه أقدم فع ال عىل التعاطي ولكنه ال يزال يف مراحله األوىل ومن ثم نحاول إيقافه عن االستمرار فيه. الوقاي ة م ن الدرج ة الثالث ة: ويقص د هب ا وقاية املدم ن من مزي د التدهور الطب ي أو الطب ي النفسي والس لوكي للحال ة. ( Wester- Arif & )meyer, 1988 وينطوي هذا املفهوم عىل االعرتاف بأن األخصائي اإلكلينيكي يلتقي أحيانا بحاالت ال تس تطيع أن تكف عن التعاطي وإذا توقف ت لف رتات حم دودة فه ي ال تلب ث أن تنتك س بالع ودة إىل التعاط ي م رة أخ رى. فيكون مفه وم الوقاية يف مثل ه ذه احلالة 111
مس اعدة املدمن عىل االنقطاع من حي إىل آخر عن التعاطي ويعتر ذلك هدفا ال بأس به ألنه من ش أنه أن يقل ل إىل حد ما من احتاالت التدهور الصحي املتوقعة لو أن ه استمر دون أي توق ف. وقد بي العريفي ) 1416 ه( يف دراسته»العالقة بي الوعي االجتاعي واحلد من انتشار العقاقري املخد رة«يف اآليت: 1 التنشئة االجتاعية مهم ة لتشكيل الوعي ضد املخد رات 2 للتعليم دور فع ال يف تشكيل وتنمية الوعي ضد املخد رات 3 لوسائل اإلعالم دور يف تشكيل الوعي ضد املخد رات 4 إدراك الفرد ملخاطر املخد رات يساعد يف االبتعاد عنها. فالوقاية من اإلدمان مسؤولية املجتمع ككل وهي تتضم ن: 1 التنش ئة االجتاعي ة الصحيح ة واس تخدام أس لوب االعت دال يف املعاملة وإعطاء الثقة بالنفس واالعتاد عىل الذات. 2 التوعية بأرضار املخدرات وخاصة مع الفئات املستهدفة التي ينترش فيه ا تعاطي املخ درات ويأيت يف مقد مة ه ذا العمل التوعوي دور املؤسسة الرتبوية واملؤسسة اإلعالمية. )باركي وآخرون 2002 م الرندي وعصام 1998 م متويل 1993 م(. 3 التدخل العالجي املبكر بحيث يمكن الوقاية من التادي يف التعاطي والوصول إىل مرحلة اإلدمان. 4 القضاء عىل البطالة وإتاحة فرص عمل للشباب حديثي التخرج. 5 تصحي ح بع ض األخط اء الش ائعة ع ن دور املخ درات يف ختلص الف رد م ن مش اكله واس تخدامها كوس يلة لتطبيب ذات ه واهلروب 112
من املش كلة وحي ث إن املخ درات ال يمكن أن ت ؤدي إىل حلول للمش كلة بل يقع الفرد فريسة ملش كلة أكر فوق املشكلة األساسية وهي اإلدمان )املشعان 2000 م السمري 1993 م(. بينا ي ق يم عطي ات ) 1421 ه( نظام وقاية املجتمع والش باب من انتشار ظاهرة املخدرات عىل أربعة عنارص أساسي ة تتمثل يف األمور التالية: 1 ضبط املجتمع وحتصينه من دخول هذه املواد إليه عن طريق التهريب أو إنتاجها داخله. 2 وض ع خط ة إعالمية لتوعية املجتمع بفئات ه املختلفة وتعريف األبناء بأرضار املخدرات ومضاعفاهتا. 3 وضع خطة تربوية لتثقيف املجتمع ثقافة معم قة من خالل النشاطات املنهجية عر املؤسس ات الرتبوية الرسمية والنشاطات الالمنهجية بالطرق غري املبارشة عن طريق املحارضات والندوات والتمثيليات وغريها. 4 وضع الترشيعات املناسبة التي تضمن فعالية املكافحة.. 2 األهداف.1 5 العامة لألسلوب الوقائي يف مكافحة املخدرات تتمثل األهداف العامة هلذا البعد الوقائي يف: 1 تع رف أرضار املخ درات وآثاره ا الس لبية ع ىل الف رد واملجتم ع. )جونستن وأومايل وباكان 2003 م( 2 غ رس بع ض القي م والس لوكات الس ليمة الت ي متن ع م ن تعاطي املخدرات. 113
3 تطوي ر القدرات الفردية عىل مواجهة ومقاوم ة الضغوط التي تدفع اإلنسان إىل تعاطي املخدرات. 4 تعميم مش اركة الفرد واجلاعة واملجتم ع يف الرامج التي هتدف إىل خفض الطلب غري املرشوع للمخدرات. 5 تدريب الفرد عىل املشاركة املجتمعية للوقاية من املخدرات. 6 تقوي ة املناع ة الش خصية ض د: القابلي ة لإلحي اء والتأثري الس لبي جلاعات األقران..3.1 5 رشوط أساسية للوقاية من املخدرات حت اول دراس ات كث رية أن تق د م عددا م ن ال رش وط األساس ية ومن العوامل املس اعدة ع ىل الوقاية من املخدرات. وقد حاولنا يف هذه الد راس ة أن نجمع قدرا كبريا من التوجيهات التي يمكن أن تس اعد الش باب عىل أن يكونوا متوازني نفس يا وبدنيا وعىل أن تنم و فيهم مناعتهم الذاتية أمام كل أنواع اإلدمان: 1 املحافظة ع ىل قدر من التدريبات الرياضية: القيام ببعض التدريبات الرياضي ة املتاح ة لك وإذا مل يك ن هناك جمال لذلك فالس ري عىل األقدام يس اعد عىل تنش يط الدورة الدموية وإحراق بعض السكر الذي يفيد يف كثري من األحيان. )املطريي 1421 ه(. 2 تن اول الطعام املتكامل: البد لإلنس ان ليكون قادرا عىل مقاومة هذه الضغ وط من تن اول الطعام الصحي ح اجليد وطاملا كان اإلنس ان يتمتع بصحة جيدة باس تطاعته مواجهة الظروف العصيبة التي يمر 114
هب ا والبد م ن تنوع الطع ام لتغطية مطالب اجلس م وتن اول املواد الروتينية والنشوية والسكرية إلحداث التوازن. 3 احلص ول ع ىل ق در كاف من النوم: البد للش خص الع ادي يف هذه املرحل ة من النمو أن ينام س بع س اعات يوميا حيث يس اعد النمو اجلس م عىل اس رتداد نش اطه والتخلص من مضاعف ات الضغوط اليومية. 4 اجتن اب التدخين: لق د تبين أن التدخين يع رض الرئ ة لكثري من اإلصاب ات كما أن التدخي قد يكون متهيدا لغ ريه من املخدرات كا قد يكون سببا للعودة إىل املخدرات بعد اإلقالع عنها. )الريس 1995 م( 5 أخ ذ نصي ب كاف م ن الراح ة: اإلنس ان عب ارة ع ن جمموع ة من األجه زة والبد هلا من أن حتصل عىل الراحة واالس تجام لتجديد النش اط ومزاولته والنوم بعد عناء العم ل رضوري ولذلك البد م ن أخذ راحة واالبتع اد عن املس ؤوليات والضغوطات فرتة من الزمن حتى ولو كان يف هناية األسبوع فقط. 6 كتاب ة قائم ة باالهتامات: كتابة قائمة باالهتامات تس اعد الش اب عىل عدم نسياهنا والعمل وفقها. 7 وض ع أولوي ات للقي م: القي م هي املعاي ري للحياة الس ليمة وهي ختتل ف من ش خص آلخ ر والب د للش خص أن يض ع أولويات املجتم ع الذي يعيش فيه والتي يقبلها هو فإذا وجد الش خص يف موقف جيب فيه أن خيتار وأن حيدد مواقع القيم يستطيع بسعة أي قيمتي خيتار وفق معايري ال تتعارض مع الدين. 115
8 القي ام بعملي ة تقييم للعالقات وااللتزام ات: لكل فرد حتكم وضعه االجتاع ي عالقات متع ددة والتزام ات كثرية فهن اك العالقات األرسي ة وتش عب األصدق اء والزم الء يف املدرس ة أو العم ل أو اجل ريان كا أن هن اك التزامات تس توجبها ه ذه العالقات يعرف م ا له وم ا عليه حت ى يؤدي م ا عليه م ن واجبات تس توجبها هذه العالق ات حت ى ال يتهم بالتقص ري أن يعرف هل قام بما عليه نحو ه ؤالء األش خاص الذين تربطه هب م عالقات ودي ة أو أنه ني ما لديه من عالقات معهم أو أنه ما زال حمافظا عىل جماملة اآلخرين. 9 التحد ث عن املشكالت: ال ختلو احلياة من املشاكل فاإلنسان بحكم تعامل ه م ع اآلخري ن واحتكاكه معه م البد أن يواج ه ضمن حميط األرسة والعمل واملدرس ة والصداقة واحلي اة بصفة عامة بعض املش كالت. ويع د حديث ك ع ن بعض مش كالتك صمام األمان الذي تنف س به عن نفس ك وعا ختتزنه من القلق والتوتر واملشاكل وبحاجة عند حديثك مع من تثق من األهل واألصدقاء. 10 االس تمتاع باهلواي ات: لكل ش خص هواياته التي جي د هبا متعة يف مزاولته ا وه و حينا يفعل ذلك يس تغرق يف هذا الن وع ما يمتع به جوارحه حتى ال يكاد يشعر با يدور حوله وهو يستمتع با يقوم به ويش عر بس عادة يف االبتعاد عن مش اكل احلياة التي تزعجه وبذلك يأخذ جرعة منشطة تساعده عىل بدل اجلهد يف أعاله األخرى. 11 مصادقة النفس: خري صديق لك هو نفسك فاعرف نفسك واعرف نقائصه ا وعيوهبا وحاول أن تصلح هذه العيوب عند اخلطأ ووجه إليها اللوم إذا لزم األمر لكي تقومها ومتنعها من الوقوع يف اخلطأ. 116
12 طلب املس اعدة من اآلخرين: إذا فشلت كل احليل واملحاوالت يف التخفيف عنك ويف إزالة االضطرابات الشديدة والضغوط فالبد ل ك من طلب املس اعدة ممن يس تطيعون تقويمها م ن األخصائيي واملرشدين واملعلمي وأفراد األرسة واألصدقاء وحتى األطباء. 13 معرف ة النف س: معرفة اإلنس ان خلصائ ص املرحل ة العمرية التي يعيشها واحلاجات البيولوجية والسيكولوجية واالجتاعية تعله يشعر بالطمأنينة وأن يعيش الواقع وخيفف من أحالم اليقظة. 14 التعامل مع اإلجهاد بحكمة: تتضمن أعراض اإلجهاد آثارا عقلية وجسمية ونفسية ويمكن التعامل مع اإلجهاد من خالل: أ عدم إجهاد النفس يف األعال كلها يف الوقت نفسه. ب اإلجيابية يف التعامل مع اإلجهاد. ج طمأن ة امل رء نفس ه بأن ه قادر ع ىل معاجل ة األمور بعي دا عن التشاؤم. د تغيري طريقة التعامل مع األحداث بدرجة معقولة. ه الرتكيز عىل مش كلة واحدة واحل د من انتق ال ردة الفعل إىل مشاكل أخرى. و التقليل من االلتزامات احلياتية. ز تغيري النظرة إىل األمور. ح حماولة تشخيص اإلجهاد وكيفية التعامل معه. ط عدم االنشغال بصفاء األمور. 117
ي الرتكيز عىل سلم األولويات. ك االبتعاد عن مسببات اإلرهاق. ل قاوم اإلجهاد باهلروب منه من خالل النوم وممارسة اهلوايات. م ال يعالج اإلجهاد بأي نوع من املهدئات. 15 تنمي ة ال وازع اإليماين يف النفس: ألن ه يعد لدى الن شء الدعامة والركي زة واملعي ار ال ذي يبع د الفرد ع ن املخدرات فما أمجل أن يتمث ل امل رء ق ول الرس ول الكري م>:»م ا أس كر كث ريه فقليله ح رام«أخرج ه أمح د وقول ه تع اىل: }...و ال ت ت ب د ل وا اخل ب ي ث ب الط ي ب... ٢ {)س ورة النس اء( وقول ه تع اىل: }... و ال ت ل ق وا ب أ ي د يك م إ ىل الت ه ل ك ة... ١٩٥ { )س ورة البق رة( وقوله تعاىل: }ي ا أ هي ا ال ذ ي ن آم ن وا ك ل وا م ن ط ي ب ات م ا ر ز ق ن اك م و اش ك ر وا لل ه إ ن ك ن ت م إ ي اه ت ع ب د ون ١٧٢ { )سورة البقرة(. 16 حس ن اختيار الرفاق: صحي ح أن الرغبة يف االنخراط مع اجلاعة أم ر طبيع ي ويلبي حاج ات أساس ية لدى امل رء ولكن الدراس ة الواعي ة خلصائ ص اجلاع ات مطلب أس اس ي ؤدي إىل الس المة وتن ب الوق وع يف االنحراف ات وبخاص ة م ا يم ت إىل تعاط ي املخدرات. فهناك مجاعات النوادي الشبابية التي تركز عىل الرياضة واجلوانب الثقافية وهناك اجلاعات التي تؤكد عىل حضور احللقات الدينية يف املساجد ومن هنا جاء اإلسالم باحلث عىل اختيار الرفقة الصاحلة والتحذير من الرفقة السيئة ملا هلا من أثر عىل الفرد ويقول الرس ول <»مثل اجلليس الصالح وجليس الس وء كحامل املسك ونافخ الكري فحامل املسك إما أن جيذبك وإما أن تبتاع منه وإما أن 118
ت د منه رحيا طيبة وناف خ الكري إما أن حيرق ثيابك وإما أن تد منه رحيا خبيثة«. 17 تعم ري الوق ت بالفع ل واإلنج از: فتنظي م الوقت عام ل مهم يف إلغاء ما يسمى وقت الفراغ فالشاب الذي يعطي لنفسه وقتا للنوم واألكل والدراسة والعمل وممارسة اهلوايات التي يقرها اإلسالم واملجتمع يس تمتع يف حياته وجيد نفس ه عضوا فاعال ومتفاعال مع املجتمع الس ليم وهذا من ش أنه أن جينبه تدرجييا البحث عن اللذة واملتع ة الزائف ة يف تناول املخ درات كا خيفف عن نفس ه جوانب القل ق والضي ق والتوت رات العصبي ة التي قد تك ون حاف زا زائفا لتعاطي املخدرات. 18 االط الع عىل تارب اآلخرين الذين تعافوا من تعاطي املخدرات وتعر ف إىل معاناهتم سواء عر الزيارات امليدانية إىل املشايف أو عر الرامج املتلفزة فإن ذلك س يكون حافزا لك عىل اإلرصار لتجنب املخدرات..4.1 5 بن اء برام ج تثقيفية مس اعدة عىل التوق ي من خماطر املخدرات ت كاد تت ف ق الد راس ات عىل احلاج ة إىل وضع اس رتاتيجيات توعية واضحة للحد من انتشار ظاهرة املخدرات )القشعان والكندري 2002 م(. ف ال س بيل إىل نجاح العم ل الوقائي إذا غلب عليه االرت ال وخال من كل إع داد علمي واضح األهداف بي اخلطوات. وعىل هذا األس اس احتوت عدي د الوثائق الدولي ة والبحوث والدراس ات املعني ة بمكافحة املخدرات 119
توضيح ا علمي ا دقيق ا لكيفي ة بن اء برامج نوعي ة تس اعد ع ىل الت وق ي من املخد رات. وتش ري هذه الوثائق إىل أن بناء برنامج تثقيفي عن املخدرات يمر باملراحل اآلتية: أوال : مرحلة التخطيط عن د التخطيط للرنامج ينبغي أن يأخذ املعلم أو األخصائي االجتاعي يف االعتب ار املجاالت األساس ية اآلتية )األمم املتح دة 2002 م ص 20 :)22 1 حتلي ل الوضع: ينبغي إجراء حتليل بس يط للوضع س عيا للحصول عىل إجابات عن األسئلة التالية: أ ما مقدار انتشار املخدرات ب ماهي املخدرات املتناولة ويف أي سياق ج ماه ي األعار الت ي يتناول فيه ا األوالد املخ درات وما هي املواد التي يتناولوهنا د ما هي القواني والسياسات الوطنية املتعلقة باملخدرات 2 حتليل االحتياجات ويتضمن: أ م ا يعرف ه الط الب أو أي فئ ة مس تهدفة غريه م بالفع ل عن املخدرات وما يريدون معرفته عنها. ب القي م واملواقف واملعتقدات واملفاهيم التي لدى الطالب اآلن عن املخدرات. ج املهارات التي يتقنها الط الب بالفعل واملهارات التي التزال 120
بحاجة إىل تطوير. 3 حتديد األهداف مثل: أ كي ف يتح دى املعلم ون الط الب للدف اع ع ن قيمه م وزيادة معارفه م واستكش اف مواقفه م ومواق ف اآلخرين وصقل مهاراهتم ب كي ف يش جع املعلم ون الط الب ع ىل التأمل يف م ا تعلموه وكيف يمكن أن ينطبق ذلك عىل األوضاع يف املدرسة واملجتمع وحياهتم اليومية 4 انتقاء مكونات الرنامج وتكشف عنه األسئلة اآلتية: أ ماهي املفاهيم األساسية يف تعليم الوقاية من تعاطي املخدرات ب ماهي املهارات التي حيتاج الطالب إىل تطويرها ج ماه ي القيم واملواق ف واملعتق دات التي ينبغ ي للطالب أن يستكشفوها. د ماه ي الف رص التي س تتاح للطالب من أجل إظه ار معارفهم وقيمه م ومواقعه م ومهاراهتم فيا يتعل ق بالتعليم للوقاية من تعاطي املخدرات. 5 مضمون الرنامج: عند اختيار مضمون الرنامج يراعى اآليت: أ ما يعرفه الطالب بالفعل عن املخدرات وما حيتاجون إىل معرفته. ب قيم الطالب ومواقفهم ومفاهيمهم. ج املهارات الت ي يتقنها الطالب بالفعل وامله ارات التي حتتاج 121
إىل تطوير. د احلاج ة إىل ضمان التوازن بي تطوير القي م واملعارف واملواقف واملهارات. ه احلاجة إىل اس تحداث صالت بي املع ارف واملواقف والقيم واملهارات. 6 مدى انتشار املخدرات يف املجتمع استنادا إىل: أ دراسات استقصائية عىل املستوى املحيل واملستوى األوسع. ب معلومات مستقاة من الرشطة واملستشارين يف شؤون املخدرات واالختصاصيي الصحيي. ج اجتاعات تشاورية للمجتمع املحيل. د مدخالت الطالب. 7 الظروف الشخصية واالجتاعية لتناول خمدرات معينة من حيث: أ العمر الذي يبدأ عنده الطالب تناول مواد معينة. ب مس توى تن اول خمدرات معينة يف أوس اط فئ ات عمرية معينة ومستوى رضرها. ج القواني والسياس ات والقواعد املدرس ية املتعلقة باملخدرات املختلفة. 8 النظ ر يف الظ روف والوض ع االجتاعي للط الب وطريقة تناوهلم للمخدرات واستخدام أسلوب عرض يتسم باآليت: أ يشجع الطالب عىل التأمل يف ما تعلموه ويف الكيفية التي يمكن 122
تطبيق ذلك عىل أوضاعهم االجتاعية وحياهتم بشكل عام. ب ال يزيد تناول املخدرات موضوع البحث. ج يساهم يف تطوير بيئة التتسم بالتهديد وال تصدر األحكام عىل أفكار الطالب وآرائهم ومناقشتهم. د حي رتم جن س الط الب وأصله م وثقافتهم ولغتهم ومس توى تطورهم ومس توى قدراهتم ودينهم وتوجهاهتم اجلنسية ونمط حياهتم. 9 حتديد األهداف اخلاصة بكل مرحلة دراسية. ثانيا : تنفيذ الربامج بعد حتديد األهداف املالئمة لكل مرحلة ننتقل إىل مسألة تنفيذ الرنامج وعندها ينبغي أن يعمل املعلمون عىل اإلجابة عا ييل وضع اخلطط واتس اق تسلسل التعلم لتحقيق األهداف املحددة مثل: 1 هل هناك توازن يف تطوير املعارف والقيم واملواقف واملهارات 2 هل توفر األنشطة والتارين 3 هل يستطيع الطالب تبي ما تعلموه 4 هل يس هم النش اط يف استحداث بيئة التتس م بالتهديد وال تصدر األحكام عىل أفكار الطالب وآرائهم ومناقشاهتم 5 ه ل هن اك جمموعة من األنش طة خاصة بأس اليب التعل م املختلفة لألفراد 123
6 ه ل تس تجيب الرام ج م ن الناحي ة التعليمي ة كمس تويات تناول املخدرات عند األفراد واملجتمع وعوامل اخلطر واحلاية 7 ه ل توج د فرص للربط بي املع ارف واملواقف وامله ارات )األمم املتحدة 2002 م ص 26 27(. ثالثا : تقييم الربنامج تقيي م الرنام ج هو املحك ال ذي يؤكد حتقق األهداف ف إذا مل تتحقق فهن اك خلل ما قد يكون يف املعلوم ات أو يف حتليلها أو يف اخلطة أو تنفيذها أو الرنام ج ومضمون ه وق د يك ون خلل من ن وع ما )الريث ن 2002 م ص 202 203(. وللتأك د م ن حتقق األهداف الب د أن جييب التقييم عن األسئلة اآلتية: 1 هل تتصل نتائج التعلم عىل املدى الطويل بتغري املنشود. 2 هل السرتاتيجيات التدريس والتعلم صلة مبارشة بنتائج التعلم 3 ه ل التعلي م املتعل ق برنامج الوقاي ة من تعاطي املخدرات يش كل جزءا من املنهاج الرسمي للمدرسة أو ما يمكن أن يربط به 4 هل تتسلسل الرامج وتتقدم خالل العام وعر الصفوف املختلفة 5 هل تتاش ى الرس ائل املرسلة عر البيئة املدرس ية األوسع مع نتائج التعلم املعلنة 6 ه ل تس تخدم طرائ ق التدري س والتعل م التفاعلية والتش اركية يف الرنامج 7 هل يس تند الرنامج إىل مبادئ س ليمة وأبحاث راهنة وممارس ات فعالة يف التدريس والتعلم واحتياجات الطالب 124
8 ه ل يتن اول الرنام ج العوام ل االجتاعي ة أو البيئي ة أو العوام ل اخلارجي ة األخ رى التي يمك ن أن تؤثر يف س لوك الف رد )األمم املتحدة 2002 م ص 27(..5.1 5 بناء برنامج تثقيفي حول الوقاية من املخدرات عن د تقدي م برنامج تثقيف ي للوقاية م ن املخدرات الب د أن ننطلق من العنارص األساس ية لذلك وهي التخطيط والتنفيذ والتقويم وفيا ييل تطبيق إجرائي لرنامج تثقيفي: أوال : التخطيط عند التخطيط لرنامج تثقيفي البد من االنطالق من العنارص اآلتية: 1 اهل دف العام للرنامج: اهل دف العام للرنامج هو وقاية الطالب من املخدرات. 2 األهداف اخلاصة للرنامج: أ زيادة معرفة وتفهم املخدرات واستعاالهتا وأرضارها. ب تنشئة مواقف وسلوك سليم فيا يتعلق باستعال املخدرات. ج تطوير الق درات الفردية ع ىل املواجهة ملقاوم ة الضغوط من أجل االنغاس يف االستعال غري املرشوع للمخدرات. د تعميم مشاركة الفرد واملجتمع يف الرامج التي هتدف إىل خفض الطلب غري املرشوع للمخدرات. 3 اس رتاتيجيات للوقاي ة: ينطل ق برنام ج الوقاية م ن املخدرات من التدابري واالسرتاتيجيات اآلتية: 125
أ تداب ري إعالمية تتضم ن نقل املعلومات الواقعي ة والدقيقة عن املخدرات واستعاالهتا. ب تداب ري تربوية تتضمن: مناهج تعليمية مرجمة وبرامج تعليمية متكاملة وبرامج تعليمية عن الصحة. ج برام ج قائمة ع ىل املجتم ع وتتضم ن اجلهود املتناس قة مع املجتمع ومؤسساته. 4 الفئ ة املش اركة يف الرنام ج: مدي ر املدرس ة املعلم ون الط الب وس ائل اإلعالم املؤسس ات احلكومي ة واخلاص ة يف املجتمع مع حتديد لألدوار. 5 مدة الرنامج: مستمر 6 الفئة املستهدفة: طالب املدرسة من األول إىل الثالث الثانوي. 7 التمويل: املدرسة القطاع اخلاص 8 مضمون الرنامج: أ املنهج التعليمي. ب نرشات وكتيبات عن السلوك اإلجيايب ج برامج تثقيفية للتعريف بخصائص النمو. د برامج إعالمية للوقاية من املخدرات. ه أنشطة مدرسية متنوعة ترفيهية وتعليمية للحد من املخدرات. و أساليب واسرتاتيجيات حديثة للوقاية من املخدرات. 126
ثانيا : التنفيذ يع د التنفيذ هو العملية ب ل العمليات التي تتفاعل فيها مجيع املدخالت اخلاصة بالرنامج وصوال إىل األهداف ويشمل التنفيذ اآليت: 1 تدري ب املعلمي: يعد تدري ب املعلمي من مكونات برنامج الوقاية م ن تعاط ي املخ درات وهي دف إىل: )األم م املتح دة 2002 م ص 57 (. أ مس اعدة املعلمين يف التخطي ط لرنام ج التعلي م للوقاي ة م ن املخدرات. ب مساعدة املعلمي للطالب الذين قد يقعون فريسة املخدرات. ج جع ل املعلمين أكث ر ارتباط ا ملضم ون التعلي م للوقاية من املخدرات. د توسيع معرفة املعلمي باحلقائق املتعلقة بتناول املخدرات. ه مس اعدة املعلمي عىل توظيف أس اليب جدي دة لتقديم تعليم حول الوقاية من املخدرات. و زيادة كفاءة معلمي التعليم للوقاية من تعاطي املخدرات وثقتهم والتزامهم. ز حتسين ثق ة املعلمي يف اس تخدام أس اليب التدري س التفاعلية )األمم املتحدة 2002 م ص 57(. 2 مضمون برنامج تدريب املعلمي: أ النظريات التي تقوم عليها برامج الوقاية من تعاطي املخدرات. 127
ب مه ارات احلياة التي حيتاجها املراهق ون ملواجهة حتديات حياة املراهقة. ج التغريات التطويرية عند املراهقي. د أنماط الس لوك العدي دة يف املراحل العمري ة املختلفة وبخاصة مرحلة املراهقة. ه اس رتاتيجيات الص ف التفاعلي ة مث ل: التمثيل املناقش ات أنشطة املجموعات تعزيز املشاركة لعب األدوار الدراسات املقابالت مجع املعلومات. 3 اس رتاتيجيات تنفي ذ الرنام ج: يمك ن تنفيذ الرنام ج من خالل: )األمم املتحدة 2002 م ص 57(. أ التدريس التفاعيل وهنج احلياة وهو هنج مناس ب لتعلم الوقاية م ن تعاطي املخ درات ويكون أكثر فعالي ة عندما يكون لدى املعلمي القدرة عىل تعزيز إحس اس الط الب بقيمتهم الذاتية وال يتس م جو الصف بالتهديد وإص دار األحكام وتوفري بيئة تعلم تس ودها الرعاية والتفهم واملشاركة حيث يؤدي هذا إىل زي ادة احرتام ال ذات ووضع أه داف واقعية وتبدي د القلق ومقاومة الضغوط والتخاطب بشكل فعال واختاذ القرارات وتدبر النزاعات والتعامل بحزم مع األوضاع االجتاعية. ب العم ل يف جمموعات صغرية: حتدد أهداف املجموعة ومراميها بوض وح ثم يتم انتقاء النش اط املناس ب للمجموعة مثل: مجع معلومات أو إجراء مقابلة أو متثيل موقف... إلخ. 128
ج توظيف التعلم القائم عىل التجربة الشخصية مما يوفر املشاركة الفعال ة التفاعلي ة يف ت ارب التعل م امللموس ة واملالحظ ة والتأمل واس تخالص املفاهيم وتعميمه ا واختبار األفكار ويق وم تطبيق هذا األس لوب عىل التهيئة وتوجيه النش اط ثم التنفيذ والتأمل من خالل طرح األس ئلة بعد كل جلس ة ماذا فعلنا ماذا تعلمنا كيف شعرنا ملاذا نفذنا كيف استخدمنا باإلضاف ة إىل ش حذ األف كار واملراقب ة وتس جيل املالحظات وحتليلها. د استخدام التدريب التمثييل الستعراض املواقف والقيم ومستوى املهارات لدى الطالب. ه تدريب الطالب عىل آلية اخت اذ القرار ألن القرارات هلا صلة مب ارشة بالتعليم للوقاية من تعاط ي املخدرات. ويمكن حتقيق ذلك من خالل: مجع الطالب للمعلومات. مالمسة عدة خيارات. استقصاء املشاعر. تدريب الطالب عىل تقييم القرار. حتديد الطالب للجوانب اإلجيابية والسلبية للقرار. و تأكيد الش خصية: توظيف أنش طة تعزز تأكيد شخصية الطالب ويتمث ل ذل ك يف معرف ة الف رد حلقوق ه واملطالب ة بتحقيقه ا وحفظها ويف الوقت نفس ه معرفة حقوق اآلخرين واملحافظة 129
عليه ا ويتحق ق ذلك يف معاملة اآلخري ن بلطف عدم احلاق األذى هبم وعدم فرض الذات عىل اآلخرين ومراعاة مشاعر اآلخرين... إلخ. ز العم ل الط اليب: يتمث ل العم ل الط اليب يف ب اب الوقاي ة م ن املخدرات يف: القراءة اإلضافية حول املخدرات وفهم الذات. كتابة رسائل إىل اآلخرين للوقاية من املخدرات. تشجيع الزمالء عىل عدم التدخي. إجراء دراس ات حول املؤسسات التي تس اهم يف الوقاية من املخدرات. استحداث مشاريع فنية مناهضة لتعاطي املخدرات. اس تخدام النرشات وجملة املدرس ة لنرش أس اليب الوقاية من املخدرات. املشاركة يف أنشطة املجتمع املناهضة للمخدرات. التخطي ط لي وم صح ي للش باب م ن الناحي ة الثقافية حول املخدرات. عمل رسومات توضح أرضار املخدرات. دعم االحتفاالت الثقافية واالجتاعية للوقاية من املخدرات. توفري دعم نشط حلمالت وقاية الشباب من املخدرات. 130
ح تطبيق اس رتاتيجية نظري إىل نظ ري )األمم املتح دة 2003 م ص 8 14(. وتق وم ه ذه االس رتاتيجية ع ىل االس تفادة م ن أش خاص م ن نفس العم ر أو اخللفي ة لتوصيل رس ائل معينة إىل فئ ة مس تهدفة ويعم ل املعلم ون النظراء ع ن طريق دعم املعايري واملعتقدات والس لوكات الصحية يف إطار الفئة النظرية أو املجتم ع والتصدي للمعايري واملعتقدات والس لوكيات غري الصحيحة وتتسم هذه االسرتاتيجية بأهنا فعالة لتقاسم املعرفة وذات مصداقي ة ألهنا تس تند إىل تارب حقيقي ة باإلضافة إىل أهنا أسلوب جديد إليصال األفكار. ط تطبيق آلية تعديل السلوك لدى الطالب من خالل: )سبارزو 1423 ه ص 37 38(. حتديد السلوك وتعريفه. تقدير مستواه أو كميته. حتديد األهداف. حتديد الدوافع الكامنة واملحتملة. اختيار اإلجراءات. التدريب عىل اإلجراءات. تطبيق اخلطة. مراقبة النتائج. املحافظة عىل املكاسب. 4 األنش طة املدرسية: تعد األنشطة املدرسية داعا قويا لتحقيق أهداف 131
الرنامج ومن األنشطة املقرتح توظيفها يف هذا الرنامج: )الشاعر 2005 م ص 143 144(. أ األنشطة الثقافية والرحالت العلمية والرتفيهية. ب حضور حلقات حتفيظ القرآن الكريم. ج الدروس واملحارضات الدينية. د ال دروس واحللق ات واملح ارضات الت ي تق ي من الس لوكات السيئة. ه األنشطة الرياضية للحد من الفراغ. و األنشطة الرياضية لتكوين عالقات. ز املشاركة يف املعارض. ح مسابقات حفظ الشعر. ط املشاركة يف إعداد اللقاءات واملسابقات واألبحاث. 5 املواد التعلمية املصاحبة: تعد املواد والتقنيات التعلمية جزءا ال يتجزأ م ن الرنام ج واملنهاج ملا هل ا من تأثري نفي وتربوي عىل التش ويق والتعزيز واإلث ارة وتكامل مع املضمون وإعطائ ه واقعا حمببا. ومن املواد التعلمية املقرتح توظيفها يف الرنامج: أ األفالم والصور والرس ومات عن املخدرات وأس اليب السلوك اإلجيابية. ب احلاس وب واإلنرتنت وبخاص ة يف االطالع ع ىل الرامج التي تعزز الوقاية من املخدرات. ج النرشات والكتيبات التي تعزز السلوك اإلجيايب. 132
مشاركة اآلباء واألمهات واملجتمع املحيل يف تنفيذ الرنامج من خالل: أ تصميم كتيبات تيب عن التساؤالت حول الوقاية من املخدرات. ب تبادل املشورة مع اجلهات التي هلا عالقة بالوقاية من املخدرات. ج الدعم املدريس ألعضاء جمتمع املدرسة. د تقديم جلسات إعالمية تثقيفية لآلباء واألمهات. ه تقديم ملخصات عن البحوث وأحدث األس اليب عن الوقاية من املخدرات إىل اآلباء. و اق رتاح اس رتاتيجيات لآلب اء هب دف املس اعدة يف الوقاي ة م ن املخدرات. ز تش جيع اآلب اء واألمه ات ع ىل اتباع طرق موثوق هب ا يف تربية الن شء ومتاس ك األرسة )األمم املتح دة 2004 م ص 48.)49 ثالثا : التقويم يعد التقويم من املراحل املهمة ألي برنامج تثقيفي ملا يف ذلك من أثر يف الوقوف عىل النتائج ومدى نجاح املدخالت والعمليات عىل حتقق األهداف وهي خمرجات الرنامج ويراعى يف التقويم ما ييل: التقويم التكويني: ويدخل هذا التقويم يف مجيع مراحل الرنامج حيث يقوم التغذية الراجعة عن مجيع اخلطوات أوال فأوال مما يفيد يف تعديل املسار با يتالءم مع أهداف الرنامج. 1 تقوي م العملي ات: ويؤكد عىل أس لوب مج ع املعلوم ات واملراقبة 133
املس تمرة لتقدي م اخلدم ات وملن قدم ت ومتى. ويس اعد هذا عىل حتقي ق املرام ي املرس ومة والتأكي د عىل توثي ق مراح ل التخطيط والتطوير والتنفيذ. 2 تقوي م النتائ ج: وهو مج ع املعلومات عن ما تم عمل ه وعا إذا كان أح دث أثرا وهيدف إىل التحقيق من مدى التغري الذي حصل بتأثري الرنامج. 3 معاي ري مرجعي ة لتقييم برنامج تثقيفي: الب د ألي برنامج من وجود معايري مرجعية تس هم يف تقييم الرنامج وفيا ييل حتديد ألبرز هذه املعايري ومنها: جيد متوسط ضعيف 1 ارتباط نتائج التعلم بالتغري املنشود 2 ارتباط اسرتاتيجيات التدريس والتعلم بنتائج التعلم مبارشة 3 ارتباط برنامج التعليم للوقاية من املخدرات باملنهج الرسمي 4 وجود معلم مؤهل ومدرب بتنفيذ الرنامج 5 تسلسل الرامج عىل مدى السنة 6 وجود برامج تعلم للوقاية جلميع الصفوف 7 اتساق الرسائل املوجهة يف بيئة املدرسة مع نتائج التعلم 8 مالءمة الرامج للفئات املستهدفة من الطالب 9 مراعاة الرنامج ملعارف املجتمع وقيمه 10 مراعاة الرنامج ملواقف الفرد وقيمه 11 استخدام طرق التدريس التفاعلية والتشاركية يف الرامج 12 مشاركة الطالب بأدوار السيناريوهات 134
13 مشاركة الطالب يف اختاذ القرارات لتعزيز اجلوانب الصحية يف الرنامج 14 مشاركة الطالب يف التنبؤ بأرضار املخدرات 15 مشاركة الطالب يف سيناريوهات حول أوضاع املخدرات 16 االهتام بمتابعة استجابات كل طالب حول أساليب الوقاية من املخدرات 17 مدى مشاركة الطالب يف تدبر أخطار املخدرات 18 تقدي م الط الب لس يناريوهات التدري ب التمثي يل إلظهار خماطر املخدرات 19 استناد الرامج عىل حاجات الطالب 20 اس تناد الرنامج العوامل البيئية الداخلية واخلارجية للوقاية من املخدرات 21 اش تال الرنام ج ع ىل عن ارص مكمل ة مث ل السياس ات واخلدمات التي تعزز الوقاية من املخدرات 22 مش اركة الطالب واآلباء واألمه ات واملجتمع يف التخطيط للرنامج 23 تقييم األهداف والعمليات والنتائج 24 مسامهة الرنامج يف النتائج اإلجيابية للمنهج التعلمي الصحي 25 رضا الطالب عن الرنامج 26 انتظام الطالب يف املشاركة يف الرنامج ومن خالل املعايري الس ابقة تستطيع وضع األسس املهمة لبناء الرنامج ومتابعة التقييم املستمر جلميع املراحل والعمليات واملدخالت. 135
.6.1 5 أمهية العامل النفيس يف مكافحة املخدرات إذا كان بناء الش خصية عامال حاسما يف مس ألة اإلدم ان أو عدمه فإن بناء الش خصية يأيت عر مراحل النمو املختلفة التي يمر هبا اإلنسان ولذلك ال ب د من العناية بتل ك املراحل والوعي بخصائ ص كل مرحلة حت ى يكون التعامل معها مسامها يف تنمية شخصية اإلنسان. فلكيفية التعامل أمهية كرى يف بناء الش خصية الس وية ويف تنمية املناعة الذاتية ل دى الطفل. وقد يؤدي س وء الفهم هلذه اخلصائص وإس اءة التعامل معها بالعنف أو باالستخفاف إىل انكس ار يف شخصية الطفل أو اختالل يف التوازن وانحراف يف املواقف. وال يعن ي التفهم خلصائص املرحلة عدم التدخل بالرتش يد والتهذيب وإال ت ذرت تلك االتاهات الس لبية وأصبحت انحرافات. فخ ري األمور دائا أوسطها وأسلم أنواع التعامل هو القائم عىل: تفهم احلالة وإدراك أسباهبا العمل عىل ترشيدها وهتذيبها يف رفق وأناة. فخصائ ص النمو إذن تس اعد يف إعطاء صورة كاملة ش املة للوظائف وامله ام التي جي ب عىل الفرد إنجازها عبر دورة حياته بأكمله ا ويزود كل املعنيين ببن اء الش خصية الس وية باملوجه ات الرضوري ة الت ي متكنهم من مالحظ ة تق دم نم و األطف ال ومس اعدهتم يف توف ري اخلبرات والظروف والفرص املناس بة ملس اعدة هؤالء األطفال يف إنجاز مطالب النمو عىل نحو مناس ب وتكوي ن اإلحس اس بالكفاية الذاتي ة عندهم األم ر الذي جينب األفراد كثريا من الس لوكيات السلبية وبخاصة االنحراف وراء رفاق السوء وتعاط ي املخ درات. وختتل ف ه ذه املس اعدة الواجب توفريه ا باختالف املرحلة التي يمر هبا الطفل خالل نموه: 136
1 مرحلة الطفولة املبكرة )1 6( سنوات وت ع د أهم مرحلة يف حياة اإلنس ان ففيه ا بداية التش كيل والتكوين وعليه ا س يكون اإلنس ان بع د ذلك: س ويا أو مريض ا فجمي ع األمراض النفس ية تقريب ا تنش أ نتيجة لس وء فه م طبيعة هذه املرحل ة ومتطلباهتا فالغض ب واخلوف واالنط واء والتبول الالإرادي والش جار والكذب والسق ة وغريه ا م ن األم راض تنش أ يف بداي ة ه ذه املرحل ة إن أيسء إىل الطف ل فيها ومل يعامل املعاملة الرتبوية املالئمة خلصائصه وحاجاته النفس ية واالجتاعية واجلسمية ولذا فإن معظم االتاهات تتكون يف هذه املرحلة. 2 مرحلة الطفولة املتأخرة ( 6 12 سنه( 3 مرحلة املراهقة )13 18 سنة( وتعد مرحلة انتقال تتدرج نحو النضج اجلسمي واالنفعايل واالجتاعي والفع يل وه ي مرحلة تقع بين مرحلة الطفول ة والرش د والنضج وهي مرحلة مهمة يف حياة اإلنس ان ويف تكوين ش خصيته حيث تتميز بخصائص نم و واض ح ومس تمر يف كاف ة مظاه ر وجوان ب ش خصيته وبالت ايل فإن األس اليب الوقائية التي تس تخدم مع هذه الفئة جيب أن تكون منس جمة مع طبيعته ا مراعية خلصائص نموه ومع دخول الطالب املرحلة املتوس طة تبدأ مرحل ة املراهقة التي متتد إىل م ا بعد املرحلة الثانوي ة. )الديني 1426 ه ص 15(. ويف هذه املرحلة يكون الش اب أكثر عرضة للوقوع يف براثن املخدرات نظرا ملا تتميز به ش خصية الش اب يف هذه املرحلة من هشاشة. ومن هنا كانت حاجة املراهق ماسة إىل مجلة من األمور مثل: 137
1 احلاج ة إىل هتذي ب ال ذات Self Discipline حيث يش عر املراهق بحساس ية شديدة بسبب ما يعيشه من نضج جسمي وجني رسيع مما يسبب له االضطراب واالرتباك يف املعاملة مع اجلنس اآلخر. 2 احلاجة إىل االس تقالل العاطفي واملادي وهو ما يتطلب درجة كافية من النضج االنفعايل حتى يس تطيع االستقالل العاطفي عن األبوين واألرسة ومم ا يس اعده ع ىل ذل ك اتس اع علم ه وازدي اد خراته وتارب ه وتع دد أصدقائ ه وانخراط ه يف مجاع ات األق ران وكثرة األنش طة التي يزاوهل ا يف املنزل. وقد ينجح اآلباء يف تقريب املس افة بينه م وبين أبنائهم املراهقين إذا فهموا طبيعة املرحل ة التي يمر هبا املراه ق باإلضاف ة إىل أمهية أال ينزع ج اآلباء من نزع ة أبنائهم إىل االستقاللية. 3 احلاج ة إىل االنتماء The Need To Belong ويظه ر ه ذا الداف ع بس بب عدم الش عور باألمان فيبحث عندها املراه ق عا يمكن أن ينتم ي إلي ه ويفخر به وباالنتس اب إلي ه. وعن طريق ه ذا الدافع يمك ن تعليم املراه ق الوالء للوط ن واملجتمع ول ألرسة وجلاعة األق ران والعم ل عىل ختليصه م ن األنانية والفردية املتس لطة ومن العزلة. 4 احلاج ة إىل القي م فق د يؤدي التع ارض بي حاج ات املراهق وقيم املجتم ع إىل نوع من الرصاع الداخيل وهن ا ترز احلاجة إىل تعليمه القي م املنظمة لرغباته وإعطائه الطرائق املرشوعة إلش باع دوافعه. والت زام الكبار هبذه القي م أمر رضوري حتى ال يعيش املراهق نوعا من القلق والرصاع بي ما يعل مه له الكبار وما يارسونه. 138
5 احلاج ة إىل التقب ل االجتاع ي Social Acceptance إذ حيت اج املراهق إىل الش عور بالتقبل ممن حوله يف املنزل واملدرسة واملجتمع وذلك خري حافز له عىل العمل والنجاح. ويلعب هذا الشعور دورا كبريا يف حتقيق التوازن االنفعايل يف مجيع مراحل النمو. 6 احلاج ة إىل التكي ف The Need For Adjustment فالتكي ف االجتاع ي رضوري ل كل ف رد يف أي مرحل ة م ن مراح ل النمو ولكن ه يف مرحلة املراهقة أكثر رضورة منه يف غريها وذلك بس بب ما يمر ب ه املراهق من رصاعات وتغريات كبرية. )الفقي 1990 م ص 366 371( وعىل هذا األساس يكون من الرضوري أن يتعامل مع خصائص املرحلة واحتياجاهتا بوعي كبري وذلك من خالل االهتام بجملة من األمور أمهها: أ رضورة إتاح ة املج ال أم ام املراهق لفه م طبيعة املرحل ة وطبيعة ما يالحظه من نمو وخاصة إذا كان يعاين من مظاهر نمو غري عادية. ب رضورة فهم املتعاملي مع املراهق حقائق التغريات اجلسمية وآثارها النفس ية واالجتاعية حتى يقدروا عىل التوجيه السليم وعىل مقابلة اضطراهب م بات زان وثورهتم بصبر وارتباكهم بالتش جيع وعىل خلق الثقة فيهم حتى جيتازوا املرحلة بسالم. ج تلبية املطالب األساسية مثل الغذاء املناسب. د نظ را لتأث ر املراه ق يف س لوكه وخصائص ه النفس ية واالجتاعي ة بالتج ارب املبك رة وبأس اليب الرتبي ة الس ائدة بين أف راد أرست ه وبخاص ة منهم األبوين وتتأثر معاملته م ع اآلخرين بنوع املعاملة 139
الت ي يتلقاه ا يف املن زل ول ذا جي در توف ري الرتبي ة الصحيحة منذ الطفولة املبكرة. ه اس تغالل املادة التعليمية والعالقات اإلنسانية واألنشطة يف حتقيق مطال ب النمو للمراهق باإلضافة إىل تقدي م التجارب له وهتذيب حاجات ه ورغباته ودوافع ه وتزويده بامله ارات الرضورية إلنجاز مطالب النمو. و إعداد املدرس ة لرامج تعو د الطالب خدمة البيئة أو خدمة املجتمع وتدر ب املراهق عمليا عىل حتمل املس ؤولية. )الفقي 1990 م ص 354.)356 140
الشكل رقم )5( مراحل النمو مراحل النمو الطفولة املبكرة )1 6( سنوات ت ع د الطفول ة املبكرة أهم مرحلة يف حياة اإلنس ان ففيه ا بداي ة التش كيل والتكوي ن وعليه ا س يكون اإلنس ان بع د ذل ك: س ويا أو مريض ا فجميع األمراض النفسية تقريب ا تنش أ نتيج ة لس وء فه م طبيع ة ه ذه املرحلة ومتطلباهتا: كث رة احلرك ة وع دم االستقرار ع دم التميي ز بي اخلطأ والصواب العناد وكثرة األسئلة حب اللعب واملرح حب التنافس والتنارص شدة التقليد حدة االنفعاالت التفكري اخليايل النمو اللغوي السيع مرحلة الطفولة املتأخرة ( 6 12 سنة( تتصف باخلصائص التالية: صعوب ة االنفص ال ع ن األم احلاج ة إىل التش جيع واحلنان ازدياد احلساس ية بالنسبة لشعور اآلخرين نحوه عدم االس تقرار وامليل إىل الغضب امليل إىل نقد الذات نمو الطموح وغلبة اجلرأة الرغبة يف الرامج التلفزية امليل إىل املغامرة والش غف باألبطال حب األدوار البطولية احلركة الدائبة اتساع الفضول نم و مش اعر الطفل نحو املحبة والعدل واملساواة مرحلة املراهقة ( 13 18 سنه( تع د مرحل ة املراهق ة مرحلة انتق ال تت درج نح و النض ج اجلس مي واالنفع ايل واالجتاع ي والفع يل وه ي مرحل ة تق ع بين مرحل ة الطفولة وتتميز ب: حدوث البلوغ اجلني نمو رسيع للجسم إعج اب املراه ق واعتداده بنفسه س يطرة مش اعر القل ق واخلوف تذب ذب االنفعال بي احلب والكره والشجاعة واخلوف املي ل نح و التم رد عىل كل مظاهر السلطة االستقاللية بشؤونه اخلاصة ارتب اط املراه ق بش خص من خ ارج األرسة املاثل له يف اجلنس والسن ظهور جمموعة الرفاق ال رصاع بين احلاج ة إىل االستقالل واحلاجة إىل اآلخر الرصاع بي الرغبات والقيم رصاع املستقبل 141