Journal of Islam in Asia EDITORinCHIEF Mohammed Farid Ali alfijawi ASSOCIATE EDITOR Homam Altabaa EDITORIAL ASSISTANT Kamel Ouinez EDITORIAL ADVISORY BOARD LOCAL MEMBERS Rahmah Bt. Ahmad H. Osman (IIUM Badri Najib bin Zubir (IIUM) Abdel Aziz Berghout (IIUM) Sayed Sikandar Shah (IIUM) Thameem Ushama (IIUM) Hassan Ibrahim Hendaoui (IIUM) Muhammed Mumtaz Ali (IIUM) Nadzrah Ahmad (IIUM) Saidatolakma Mohd Yunus (IIUM) INTERNATIONAL MEMBERS Zafar Ishaque Ansari (Pakistan) Abdullah Khalil AlJuburi (UAE) Abu Bakr Rafique (Bangladesh) Fikret Karcic (Bosnia) Muhammad AlZuhayli (UAE) Anis Ahmad (Pakistan) Articles submitted for publication in the Journal of Islam in Asia are subject to a process of peer review, in accordance with the normal academic practice. This journal is indexed by ERA 2010 Journal Title List, Australian Research Council, Australian Government. 2018by International Islamic University Malaysia All rights reserved. No part of this publication may be reproduced, translated, stored in a retrieval system, or transmitted in any form or by any means, electronic, mechanical, photocopying, recording or otherwise, without prior written permission of the publisher.
مكانة الظ ن من االستدالل في علوم األصول قراءة معرفي ة The Role of Probability in Argumentation of the UÎËlSciences An Epistemological Study Peranan Kebarangkalian Sebagai Hujah Dalam IlmuIlmu Usul, Satu Kajian Epistemology أدهم محمد علي حموية امللخص أكثر ما يتميز به الفكر اليوانين إنتاج ه جمموعة األحباث املنهجية العقلية اليت أودعها أرسطو كتب ا مثانية مس ى جمموعها )األورغانون( وبه يتميز العلم اليقيين مما ليس يقين ا فكأنه املعيار للعلوم كلها ومن خالله انقشت الفلسفة اليواننية موضوعاهتا أي: اإلنسان والطبيعة واإلله فحاولت إاثرة املشاكل فيها وإجياد احللول هلا من خالل النظر العقلي اخلالص مث ت عورف يف الثقافة اإلسالمية على تسمية هذا اجملموع )املنطق( ومل تر ق املنهجية اليقينية اليت يتطل بها لعلماء األصول من فقهاء ومتكلمني وحنويني متقد ميهم وبعض متأخ ريهم فهامجوها وبي نوا خطأها وسعوا إىل إقامة منطق إسالمي جديد يف جوهره فنظروا يف أخص ما للمنطق اليوانين وأرادوا مناقضته واالعرتاض عليه فإذا كانت املنهجية اليقينية مسة املنطق اليوانين فإن املنهجية الظنية مسة املنطق اإلسالمي عنها صدر األصوليون يف استدالالهتم ومن مث أس سوا معرفي ا للظن يف الفكر اإلسالمي لي مثل منهجية أصولية مركزية مم ي زة إايه وعليه تتحرى هذه القراءة بيان مكانة الظن من االستدالل يف علم األصول بقسميه االستقراء والقياس وما يتعلق هبما أي التعليل. مباليزاي. أستاذ مساعد بقسم الدراسات األساسية والبينية كلية معارف الوحي والعلوم اإلنسانية اجلامعة اإلسالمية العاملية الجامعة اإلسالمية العالمية الماليزية مجلة اإلسالم في آسيا المجلد 15 العدد 2 ديسمبر 2018 م EISSN: 22898077
مكانة الظ ن من االستدالل يف علوم األصول 36 قراءة معرفي ة الكلمات املفتاحية: الفكر اإلسالمي علوم األصول األصوليون الظن االستدالل. Abstract Most of the Greek thought can be characterized as projections of rational methodologies which were put together in "the Organon" by Aristotle. As a standard for all sciences, rational methodologies are used to distinguish the certain from the probability. Through it, the Greek philosophers discussed subjects such as the human, nature, and God. They tried to raise objections, and find solutions through pure rational contentions. Then this methodology was introduced in the Islamic culture with a collective name almantiq. It did not live up to the certainty methodology required by the scholars of the principles of Fiqh, Kalam, and Grammarians. The early and some of the later usulscholars criticized this methodology, and pointed to its mistakes and sought to establish Islamic Logic new in essence. They looked at the Greek Logic in particular, intending to oppose and object on it. If the methodology of certainty is one of the features of Greek Logic, then the methodology of probability is the feature of the Islamic Logic. From it the usulscholars derived their evidences, and from it they established an epistemology for probability in Islamic thought in order to represent the central distinct usulimethodology. Therefore this study investigates to explain the position of probability in the usul science, in its two categories induction and syllogism, and its sister concepts such as causality. Keywords: Islamic Thought, ÑIlmalusul, Usuliyun, probability, Inference. Abstrak Kebanyakan pemikiran Greek dapat dicirikan sebagai gambarangambaran tentang metodologi rasional yang digabungkan dalam Organon oleh Aristotle. Sebagai satu ukuran bagi ilmu, metodologi ini dugunakan untuk membezakan antara kepastian dan kebarangakalian. Dengannya, ahli falsafah Yunani membincangkan perkara berkaitan manusia, alam dan Tuhan. Mereka cuba mewujudkan pertentangan idea dan mencari penyelesaiannya melalui pemikiranpemikiran rasional yang murni. Kemudian metodologi ini diperkenalkan dalam budaya Islam dan dikenal sebagai Ilmu Mantiq. Namun ilmu mantiq ini tidak selari dengan Metodologi kepastian seperti mana yang dikehendaki oleh para ulama ilmu fiqh, ilmu kalam dan ilmu nahu (tatabahasa). Para ulama ilmu usul terdahulu dan sebahagiannya kini, mengkritik metodogi ini dan telah mengeluarkan beberapa kelemahan mengenainya serta berusaha untuk mewujudkan metodologi logik baru yang bersifat Islamik pada dasarnya. Mereka meneliti ilmu logik Greek secara khusus dan cuba menolaknya. Sekiranya metodologi kepastian adalah salah satu ciri ilmu logik Greek, maka metodologi kebarangkalian adalah ciri ilmu logik Islam. Melaluinya ulama ilmu usul medapatkan hujahhujah mereka seterusnya membentuk epistemologi untuk kebrangkalian dalam pemikiran Islam bagi metodogi usuli yang berbeza. Oleh itu, kajian ini menjelaskan peranan
37 أدهم حممد علي محوية kebarangkalian dalam ilmuilmu usul dalam dua kategori; induksi dan silogisme, dan konsep kausaliti. Kata Kunci: Pemikiran Islam, Ilm alusul, Usuliyun, Kebarangkalian, Kesimpulan. املقدمة وفق استبطان عقدي شرعي يتحد د مفهوم هذه القراءة من خالل أرقى أصول الفكر اإلسالمي أي القرآن والس ن ة إذ إن األدلة املستخرجة منهما تقطع داللي ا ابفرتاق ال ش بهة فيه بني اليقني والظن 1 يثبت: صراحة يف مثل قوله تعاىل: ]اجلاثية: 32[ ومدار ه إنكار الكافرين الساعة. وضمن ا يف مثل قوله ل صى إن ن ظ ن إال ظ نا و ما ن ن ب س ت ي ق ن ي هللا عليه وسلم: ))إ ن ا أان ب ش ر وإن ك م ت ت ص م و ن ول ع ل ب ع ض ك م ي ك و ن أحل ن حب ج ت ه م ن ب ع ض وأق ض ي ل ه ع ل ى حن و م ا أمس ع ف م ن ق ض ي ت ل ه م ن ح ق أخ ي ه ش ي ئ ا ف ال ي خ ذ ف إ ن ا أق ط ع ل ه ق ط ع ة م ن الن ار (( 2 ومدار ه خشية القاضي الظن وما قد يرتتب عليه من اقتطاع احلقوق. وينبين عليه أي على ذلك االفرتاق أن اليقني إجيايب والظن سليب بعامة. ولكن أتىب العربية إال التحكم يف مثل هذه االفرتاقات لتنشأ عنها مستوايت داللية متميزة ذلك أن أدلة أ خرى من األصلني نفسيهما ت ثبت إجيابية يف الظن تنتفي معها سلبيته العامة: 1 2 تكثر املصنفات اليت تناولت التفريق بني مصطلحي اليقني والظن ومستوايهتما ولعل الدكتور أمحد الريسوين أوىف ابملراد والتفصيل يفكتابه املاتع: نظرية التقريب والتغليب وتطبيقاهتا يف العلوم اإلسالمية )مكناس: مطبعة مصعب ط 1 1994( ص 3112 في نظر. البخاري اجلامع الصحيح اعتىن به حممد زهري بن انصر الناصر )بريوت: دار طوق النجاة ط 1 1422 ه ( كتاب احليل ج 9 ص: 25 احلديث 6967.
مكانة الظ ن من االستدالل يف علوم األصول 38 قراءة معرفي ة من مثل قوله تعاىل: ي أي ه ا ال ذ ي ن آم ن وا اج ت ن ب وا ك ث ي ر ا م ن الظ ن إ ن ب ع ض الظ ن إث ]احلجرات: 12[ نعم أمرهم ابجتنابكثري من الظن ألن بعضه إمث ولكن أفهمهم أن يت بعوا قليال من الظن ألن فيه بعض ا آخر ليس إبمث. وكذا قوله صلى هللا عليه وسلم يف حديث قدسي: ))أان ع ن د ظ ن ع ب د ي يب (( 3 فإن أح س ن ه أح س ن إليه وإن أساء ه أساء إليه. وهذا االستبطان العقدي الشرعي الداليل يتضم نه استبطان معريف أعم حبيث ال يقتصر االفرتاق واملفاضلة بني اليقني والظن على داللتيهما أو ابألحرى دالالهتما يف العربية واإلسالم أو يف الفكر اإلسالمي وإ نا يتعد اه إىل سائر األفكار )الف ك ر( مجع اليت أنتجها اجلنس البشري وال سيما اخلصم العتيد الذي ي راد إثبات تفو قه على الفكر اإلسالمي أي الفكر اليوانين. التأسيس املعريف للظن يف الفكر اإلسالمي أكثر ما يتميز به الفكر اليوانين إنتاج ه جمموعة األحباث املنهجية العقلية اليت أودعها أرسطو كتب ا مثانية مس ى جمموعها )األورغانون( 4 أي اآللة آلة حتصيل العلوم 5 وبه "يتميز العلم اليقيين عما ليس يقين ا وكأنه امليزان أو املعيار للعلومكلها" 6 مث ت عورف 3 4 املصدر السابق كتاب التوحيد ج 9 : ص 121 احلديث 7405. هي: املقوالت والعبارة والتحليالت األوىل )القياس( والتحليالت الثانية )الربهان( واجلدل واألغاليط واخلطابة والشعر. 5 ي نظر: ابن الندمي الفهرست حتقيق رضا جتدد )طهران: د.ن د.ط 1391 ه / 1971 م( ص 309 ابن أيب أصيبعة عيون األنباء يف طبقات األطباء حتقيق نزار رضا )بريوت: دار مكتبة احلياة د.ط د.ت( ص 92. ي نظر: السجستاين صوان احلكمة حتقيق عبد الرمحن بدوي )ابريس: دار بيبليون د.ط 2004( ص 143 النشار علي سامي 2000( ص 6. 6 املنطق الصوري منذ أرسطو حىت عصوران احلاضرة )القاهرة: دار املعرفة اجلامعية ط 5 الغزايل مقاصد الفالسفة حتقيق حممد بيجو )دمشق: مطبعة الضباح ط 1 2000( ص 13.
39 أدهم حممد علي محوية يف الثقافة اإلسالمية على تسمية هذا اجملموع )املنطق( 7 ومن خالله انقشت الفلسفة اليواننية موضوعاهتا أي: اإلنسان والطبيعة واإلله فحاولت إاثرة املشاكل فيها وإجياد احللول هلا من خالل النظر العقلي اخلالص فاملنطق إذن "يشتغل ابلنظر يف العقل املطلق من حيث هو بقطع النظر عما يتعلق به فيبحث يف طريقة تفكري العقل جمرد ا عن املؤثرات وحيقق صناعة صورة حمايدة تقنع العقل البشري مبا فيه من علل وقصور حىت تصل به إىل درجة القطع واليقني لذا يتطلب منهجية يف التفكري ال تتباين األذهان يف سلوك مساراهتا وال ينشأ الغلط من وضعية قوانينها". 8 هذه املنهجية اليقينية اليت يتطل بها املنطق اليوانين )األرسطي( مل متقد ميهم وبعض متأخ ريهم فهامجوها من وجهات: لألصوليي 9 علمية إحداها تر ق تتعلق مبكانتها من علومهم فاملتكلمون رفضوها لتعار ضها مع منهجيتهم اليت تصدر عن ف ك ر إسالمي ص ر ف والفقهاء حر موها لصدورها عن ف ك ر ش ركي والنحويون عابوا من يخذ أعجمي. وأ خرى هبا الختصاصها أبهنا نتاج حن و عقدية إذ تستند األحباث املنطقية إىل األحباث الغيبية )امليتافيزيقية( ألن غايتها التوص ل إىل املاهية الكاملة مما يؤدي ابلبحث املنطقي إىل حماولة حتديد الذات اإلهلية وغريها من الكائنات مما ال ي كن الوصول إىل العلم هبا توقيفي ال توفيقي يف رأيهم. 10 حقيقته ألن 7 8 9 10 ي نظر: النشار املنطق الصوري منذ أرسطو حىت عصوران احلاضرة ص 64. احلارثي وائل عالقة علم أصول الفقه بعلم املنطق رسالة ماجستري )قسم أصول الفقه كلية الشريعة والدراسات اإلسالمية جامعة أم القرى اململكة العربية السعودية 1431 ه( ص 128. أي: املتكلمني والفقهاء والنحويني ممن نشأت جبهودهم األصول يف علوم امللة اإلسالمية. ي نظر: اآلمدي اإلحكام يف أصول األحكام تعليق عبد الرزاق عفيفي )الرايض: دار الصميعي ط 1 1424 ه / 2003 م( ج 1 : ص 21. ي نظر: النشار املنطق الصوري منذ أرسطو حىت عصوران احلاضرة ص 57.
مكانة الظ ن من االستدالل يف علوم األصول 40 قراءة معرفي ة واثلثة شرعية إذ "تعب د هللا تعاىل املكل فني ابلعلم مثلما تعب دهم ابلعمل وتعب دهم ابلتفك ر والتفق ه مثلما تعب دهم ابلصالة والصوم وتعب دهم ابلبحث والنظر مثلما تعب دهم ابحلج واجلهاد... والتكليف هو حتميل ملا فيه كلفة" 11 ولو كانت أحكام الدينكلها يقينية يصل إليها اإلنسان من دون سعي أو حبث أو أتم ل أو تفك ر ل م ا بقي للتكليف العلمي معىن وملا كان أن أ و ت وا الع ل م د ر ج ات ]اجملادلة: 11[. ي ر ف ع هللا ال ذي ن آم ن وا م ن ك م وال ذ ي ن مث "ما زال ن ظ ار املسلمني ي صنفون يف الرد عليهم يف املنطق وي بي نون خطأهم فيما ذكروه يف احلد والقياس مجيع ا كما ي بينون خطأهم يف اإلهليات وغريها ومل يكن أحد من ن ظ ار املسلمني يلتفتون إىل طريقهم بل األشعرية واملعتزلة والكرامية والشيعة وسائر الطوائف من أهل النظر كانوا يعيبوهنا وي بي نون فسادها وأول من خلط منطقهم أبصول املسلمني أبو حامد الغزايل". 12 واألخذ منه : 13 وهكذا واجه املنطق اليوانين اختالف ا بني م فك ري اإلسالم يف طبيعة النظر إليه فمنهم فالسفة اإلسالم الذين قبلوه قانوان للعقل ي ثل وحدة فكرية كاملة ال تتزعزع من مثل: الفارايب وابن سينا. واليوانين من مثل: الرماين والغزايل. ومنهم فريق من األصوليني حاولوا التوفيق بني املنطقني اإلسالمي 11 12 13 ي نظر: الريسوين نظرية التقريب والتغليب وتطبيقاهتا يف العلوم اإلسالمية ص 229. ابن تيمية جمموع الفتاوى مجعها عبد الرمحن النجدي وابنه حممد )املدينة املنورة: جممع امللك فهد لطباعة املصحف الشريف د.ط 1425 ه ( ج 9 : ص 231230. ي نظر: النشار علي سامي مناهج البحث عند مفكري اإلسالم )بريوت: دار النهضة العربية ط 3 1984( ص 30 النشار املنطق الصوري منذ أرسطو حىت عصوران احلاضرة ص 57.
41 أدهم حممد علي محوية منطق إسالمي جديد يف جوهره ومنهم األصوليون الذين مل يقبلوا املنطق اليوانين بعامة وسعوا إىل إقامة قوامه: التجربة واالستدالل ابلشاهد على الغائب واملقدمات العقلية للنتائج املقررة لديهم سلف ا من مثل: ابن جين وابن تيمية. وال غرو أن هؤالء األخريين إ نا نظروا يف أخص ما للمنطق اليوانين وأرادوا مناقضته واالعرتاض عليه هبدي من االستبطان العقدي الشرعي الداليل املتقدم ووجهات املهامجة السابقة فإذا كانت املنهجية اليقينية مسة املنطق اليوانين فإن املنهجية الظنية مسة املنطق اإلسالمي عنها صدر األصوليون يف استدالالهتم ومن حتت "عباءة الظن" استخرجوا أصوال منهجية متي زت يف علومهم ومن مث أس سوا ملنهج إسالمي خاص يف مقابل املنهج اليوانين وكأهنم يتمث لون قول املعري : 14 أم ا الي ق ني ف ال ي ق ني وإ ن ا أق ص ى اج ت ه اد ي أن أظ ن وأح د س ا وهكذا أ س س معرفي ا )إبستمولوجي ا( للظن يف الفكر اإلسالمي بله التأسيس له عقداي وشرعي ا وداللي ا لي مثل منهجية أصولية مركزية مم ي زة إايه. العلية واالستدالل ال يكون العلم علم ا إال ابملنهج الذي يستخدمه "فالعلم منهج قبل أن يكون موضوع ا أو جمموعة من املعارف أو النظرايت ألننا ال نستطيع أن نتوصل إىل املعارف العلمية بدون استخدام منهج علمي" 15 واملنهج وعي موضوع العلم من خالل وعي اخلطوات اليت ت ت بع يف سبيل تقص ي حقائقه وتبياهنا إنه "فن التنظيم الصحيح لسلسلة من األفكار العديدة إما من أجل الكشف عن احلقيقة حني نكون هبا جاهلني أو 14 املعري اللزوميات حتقيق أمني عبد العزيز اخلاجني )بريوت القاهرة: مكتبة اهلالل مكتبة اخلاجني د.ط 1342 ه ( ج 2 : ص 31. 15 النشار مناهج البحث العلمي يف الفكر اإلسالمي ص 73.
7 مكانة الظ ن من االستدالل يف علوم األصول 42 قراءة معرفي ة الربهنة عليها لآلخرين حني نكون هبا عارفني" 16 ومت ثل هذه األفكار املنظ مة ما ي ت بع يف أثناء صوغ أي ف ك ر من االستدالل. "وي قسم االستدالل الذي ي ارسه الفكر البشري عادة إىل قسمني رئيسيني: أحدمها االستنباط واآلخر االستقراء ولكل من الدليل االستنباطي والدليل االستقرائي منهجه اخلاص وطريقه املميز". 17 منهما وي فرق بني الدليلني االستنباطي واالستقرائي من حيث النتيجة املتحصلة من ك ل فاالستنباط كل استدالل ال تكرب نتيجت ه املقدمات اليت تكو ن منها أي إن النتيجة فيه ت ساوي م قد ماهتا أو تكون أصغر منها ومثاله التقليدي لدى املناطقة قوهلم: كل إنسان فان وسقراط إنسان إذن سقراط )القياس( و)االستنتاج( وابلعكس يكون فان وقد ي سمى هذا الدليل أيض ا االستقراء فهو كل استدالل تكرب نتيجت ه املقدمات اليت تكو ن منها كأن ي قال: احلديد والنحاس والرصاص والذهب كل منها يتمد د ابحلرارة وك ل منها معدن إذن ك ل معدن يتمد د ابحلرارة فالنتيجة اليت عم ت ك ل معدن أكرب من م قد ماهتا اليت عد ت بعض أنواع املعادن. 18 وي فهم من هذا أن الفرق بني االستنباط واالستقراء من حيثيتني: مبدأ االستدالل إحدامها يف كل منهما إذ "ي عترب السري الفكري يف الدليل االستقرائي معاكس ا للسري يف الدليل االستنباطي الذي يصطنع الطريقة القياسية فبينما يسري الدليل االستنباطي وفق الطريقة القياسية من العام إىل اخلاص عادة يسري الدليل االستقرائي خالف ا لذلك من اخلاص إىل العام". 19 16 17 18 19 بدوي عبد الرمحن مناهج البحث العلمي )الكويت: وكالة املطبوعات ط 3 1977( ص 4. الصدر حممد ابقر األسس املنطقية لالستقراء )بريوت: دار التعارف للمطبوعات ط 5 1986( ص 5. ي نظر: صليبا مجيل املعجم الفلسفي )بريوت: دار الكتاب اللبناين د.ط 1982( ج 1 : ص 71 5 بدوي عبد الرمحن موسوعة الفلسفة )بريوت: املؤسسة العربية للدراسات والنشر ط 1 1984( ج 1 : ص 145. الصدر األسس املنطقية لالستقراء ص 6.
43 أدهم حممد علي محوية واحليثية األ خرى تتعل ق مبا يستندان إليه يف أثناء االستدالل هبما أي االستناد إىل التجربة 20 ويظهر من األمثلة املتقدمة أن االستقراء يستند إىل التجربة أما االستنباط فال ذلك أن االستنباط عملية فكرية خالصة يت سق فيها العقل مع ذاته من دون االلتجاء إىل عناصر خارجية يف أثناء صوغه املقدمات ونتائجها أما يف االستقراء فيلتجئ العقل إىل التجربة للتحقق من الفروض يف سبيل التوصل إىل النتيجة. ومما ال شك فيه أن لالرتباط بني االستنباط واالستقراء يف حتقيق املعارف العلمية البشرية فائدة ذلك ألن العالقة بينهما ت ؤد ي إىل صالحية التفكري اإلنساين "فكالمها حمتاج لآلخر مبعىن أن القياس يف حاجة إىل االستقراء لكي يد ه مبقدمات كلية صحيحة من انحية الواقع... واالستقراء حيتاج إىل القياس لكي يقوم له بدور امل راج ع أو احملق ق ألن القضااي الكلية اليت توص ل إليها االستقراء ابملالحظة والتجربة ال نستطيع التحقق من ص د ق ها إال بتطبيقها على حاالت جزئية جديدة". 21 مث إن االستقراء واالستنباط كليهما ال يستغنيان عن مبدأ العلية إذ ي عد مقد مة لالستدالل أبحدمها ذلك ألن من طبيعة العقل البشري السؤال عن األسباب الكامنة وراء أي ظاهرة لي فس رها ويعرف أحكامها فمن البدهي أن يستلزم التعليم سؤال امل تعل م م عل م ه : "مل ك ان ذ ا " فيكون اجلواب ما يكون م عل ال احل كم وم فس ر ا اختياره من دون غريه من األحكام فالنفوس "أتنس بثبوت احل كم لعلة فال ينبغي أن يزول ذلك األ نس" 22 وهذا ما تشرتك فيه العلومكلها فال خيتص ببعضها من دون بعض. 20 21 22 ي نظر: بدوي موسوعة الفلسفة ج 1 : ص 145. إبراهيم إبراهيم منطق االستقراء )املنطق احلديث( )اإلسكندرية: منشأة املعارف د.ط 1999( ص 13. الكفوي الكليات حتقيق عدانن درويش حممد املصري )بريوت: مؤسسة الرسالة ط 2 1998( ص 1069.
مكانة الظ ن من االستدالل يف علوم األصول 44 قراءة معرفي ة وقد جعل أرسطو العلل أربع ا : 23 مادية وصورية وفاعلية وغائية كل واحدة منهما جت يب عن سؤال: فاملادية جتيب عن: ما هذا والصورية جتيب عن: كيف هذا والفاعلية جتيب عن: من فعل هذا والغائية جتيب عن: مل كان هذا أما املادية والصورية فعلتان ذاتيتان للشيء إذ يتكون منهما وي علم هبما وأما الفاعلية والغائية فعلتان غري ذاتيتني له ألن الفاعل من أوجده والغاية الغرض من إجياده و"العلة الغائية أقوى من اجلميع ألهنا حال كوهنا ذهنية علة العلل وحال كوهنا خارجية معلولة العلل فقد حصل هلا العالقتان". 24 "مث ما لبث املنهج األرسطي عند شراحه اليوانن مث عند نظرائهم يف العامل اإلسالمي أن جعل العلة الغائية أهم أنواع العلل األرسطية وأكثرها شيوع ا وأجدرها ابلبحث عنها والقبض على عناصرها ومن مث فقد اتصف التعليل يف املنهج املنطقي ]اليوانين[ بصفتني جوهريتني: الضرورية والغائية". 25 والفكر اإلسالمي إن وافق الفكر اليوانين على ماهية التعليل واالستقراء بعامة مل يوافق على تطبيقاهتما أما االستنباط فال اتفاق عليه بني الفكرين وكل منهما يستخدم دليال استنباطي ا خمتلف ا يف ماهيته وتطبيقاته عما يستخدمه اآلخر. 23 ي نظر: أرسطو منطق أرسطو حتقيق عبد الرمحن بدوي )الكويت: وكالة املطبوعات بريوت: دار القلم ط 1 1980( ج 2 : ص 427. 24 25 الزركشي البحر احمليط حر ره عبد القادر عبد هللا العاين راجعه عمر سليمان األشقر منشورات وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية يف الكويت )الغردقة: دار الصفوة ط 2 1992( ج 199. 2: أبو املكارم علي تقومي الفكر النحوي )القاهرة: دار غريب د.ط 2005( ص 136.
45 أدهم حممد علي محوية االستقراء يف علوم األصول االستقراء "احل كم علىكلي بوجوده يف أكثر جزئياته" 26 أي إنه يبدأ ابجلزئيات يتتب عها ويتفح صها وي الحظها ملعرفة حال ما جيمعها وحتديد خصائصه وي عرف هذا أبنه استقراء اتم إذا كان املستقرى مجيع اجلزئيات املندرجة يف ذلك الكلي فإذا كان املستقرى معظم جزئياته كان االستقراء انقص ا وقد ف ر ق بينهما من حيث: املستقرى واالستعمال واإلفادة أما من حيث املستقرى فتقد م وأما من حيث االستعمال فالتام قليل استعماله والناقص أكثر منه وأما من حيث اإلفادة فالتام يفيد اليقني والناقص يفيد الظن. 27 الناقص ما وعليه ال خيفى أن الفكر اليوانين سي فضل دام األول االستقراء الناقص مع الفكر اإلسالمي. االستقراء التام على االستقراء مؤد اي إىل اليقني والثاين مؤد اي إىل الظن يف حني ينسجم واالستقراء الناقص "خيتلف فيه الظن ابختالف اجلزئيات فكلما كان االستقراء يف أكثر كان أقوى ظن ا" 28 "ولئن ظل احتمال خمالفة ما مل يدرس ل م ا د ر س احتماال قائم ا إال أن غلبة الظن ت رجح انتظام كل اجلزئيات حتت قانون واحد". 29 االستقراء الناقص. وقد عرفت علوم األصول نوعي االستقراء إال أن معتمدها واألشيع فيها كان 26 27 اجلرجاين التعريفات حتقيق إبراهيم األبياري )بريوت: دار الكتاب العريب ط 1 1405 ه ( ص 37. ي نظر: التهانوي كشاف اصطالحات الفنون والعلوم حتقيق مجع من احملققني )بريوت: مكتبة لبنان انشرون ط 1 1996( ج 1 : ص 172. 28 ابن النجار شرح الكوكب املنري حتقيق حممد الزحيلي نزيه محاد )الرايض: مكتبة العبيكان ط 2 1430 ه / 2009 م( ج 4 : ص 419. 29 حبنكة امليداين عبد الرمحن ضوابط املعرفة وأصول االستدالل واملناظرة )دمشق: دار القلم د.ط 1993( ص 192.
يف مكانة الظ ن من االستدالل يف علوم األصول 46 قراءة معرفي ة علم النحو االستقراءان التام والناقص حاضران 30 فبتأثري من لزوم قدسية القرآن الكرمي وإعجازه والعناية به كان استقراء النحويني إايه اتم ا من حيث كان املستقرى مجيع اجلزئيات املندرجة فيه كل ي ا ومن حيث ما اط رد فيه ومن مث توص ل النحويون إىل مبادئ حنوية أولية جامعة ميزته حىت استقرت لديهم نتائج حتليله املتقدمة ف وال سيما اط راد الظواهر اإلعرابية يه وهو أيض ا استقراء مفيد اليقني على الشرط األرسطي أي اليقني أبن املادة اللغوية املستقراة فيه مطردة أحكام ها اجلامعة إذ مل خيرج فيها فاعل عن أن يكون مرفوع ا وال )م ن ( عن أن يكون خافض ا وما إىل ذلك أحكامها املفردة على قل تها كانت أبوااب لغات العرب حني جرى االستقراء املوس ع. وكذا بعينها ر د ت أو مج عت إىل نظائرها يف مث مل ا كان القرآن الكرمي قد نزل ب ل س ان ع ر ب م ب ي ]الشعراء: 195[ ومث ل املادة اللغوية األوىل اليت تناوهلا الدرس النحوي كان ال ب د من أن يتناول هذا الدرس مادة لغوية أعم مث لت األصل الذي بىن عليه القرآن إابنته فهي أيض ا عربية واألحكام النحوية املستخرجة منه تصد ق عليها كذلك وقد أتك دت للباحث ضرورة هذا التناول من حيث توج هت عناية النحويني ابلقرآن الكرمي درء ا له عن اخلطل وإرادة لفهمه ومن مث ي فس ر ما كان من دعوات إىل االعتماد على ل غ ة العرب ش ع ر ه ا يف أثناء احلديث عن غريب ألفاظ القرآن وشرحها وال غ ر و يف هذا فقد كان الشعر مستودع أسرار العربية وهذا الفاروق جاهليتكم فإن فيه ن قل عنه قوله: "أيها الناس متسكوا بديوان شعركم يف تفسري كتابكم" 31 ويوافقه قول ابن عباس رضي هللا عنه: "الشعر 30 ي نظر: محوية أدهم حممد علي "األسس املنطقية لالستقراء النحوي" جملة التجديد اجمللد 20 العدد 40.)2016( 31 الشاطيب املوافقات يف أصول الشريعة حتقيق عبد هللا دراز )القاهرة: املكتبة التجارية الكربى د.ط د.ت( ج 2 : ص 88.
47 أدهم حممد علي محوية ديوان العرب فإذا خفي علينا احلرف من القرآن الذي أنزله هللا بلغة العرب رجعنا إىل ديواهنا فالتمسنا معرفة ذلك منه". 32 وأاي كانت منزلة القولني من الصدق فبدهي أن يتطور شرح غريب القرآن ابلشعر إىل تتب ع هذه املادة اللغوية ومالحظة اتساق أحكامها النحوية مع نظريهتا يف القرآن الكرمي مث التوسع يف املادة اللغوية لتضم أشكاال أ خر سوى الشعر ولكن ضمن ضوابط حد دها النحويون ال يصح جتاوزها تتناول: املسموع أو املروي ومن مس ع منه ومن ر وي عنه 33 واملسموع واملروي أي املستقرى استقراء انقص ا: إما قراءة قرآنية وإما حديث نبوي وإما كالم عريب شعري أو نثري. وي فرتض أن استقراء األحكام الفقهية من القرآن الكرمي ينبغي له أن يكون اتم ا حيصل به اليقني كما كان استقراء األحكام النحوية ولكن تتلف احلال يف علم الفقه عما هي يف علم النحو إذ يتطر ق الظن إىل كثري من نصوصه القطعية من مثل قوله تعاىل: ف اج ل د وه م ث ان ي ج ل د ة ]النور: 4[ فإنه وإن كان قطعي ا من حيث حتديد عدد اجللدات بثمانني ظين من حيث متعلقات احل كم من مثل زمانه ومكانه وحمل ه وكيفيته وغريها حبيث يتأسس على كل منها ح كم جديد يؤثر يف داللة النص اليت يظهر أهنا قطعية 34 ألن النص : 35 مطلق يف طلب اجللد بصرف النظر: عن حمل ه آلظهر أم البطن أم األطراف وعن أداته: آلسوط أم العصا وعن شد ته: أقوي أم ضعيف 32 33 34 35 السيوطي اإلتقان يف علوم القرآن مركز الدراسات القرآنية م ن ش ورا ت وزا رة الشؤون اإلسالمية واألوقاف والدعوة واإلرشاد يف اململكة العربية السعودية )املدينة املنورة: جممع امللك فهد لطباعة املصحف الشريف د.ط 1426 ه ( ج 3 : ص 847. ي نظر: أبو املكارم علي أصول التفكري النحوي )القاهرة: دار غريب ط 1 2006( ص 33. قال الغزايل: "إان ال نعين ابلعلة إال ابعث الشرع على احل كم" املستصفى من علم األصول ج 3 : ص 736. ي نظر: صاحل أ ين أثر تعليل النص على داللته )عمان: دار املعايل ط 1 1420 ه / 1999 م( ص 36 37.
مكانة الظ ن من االستدالل يف علوم األصول 48 قراءة معرفي ة وعام يقبل التخصيص فإ ن اجمللود إن كان عبد ا ج لد أربعني كما فعل اخللفاء الراشدون 36 وأيض ا مكان اجللد منع العلماء من أن يكون يف املسجد 37 واخت لف فيه إن كان يف دار احلرب 38 وكذا زمانه ومن يقوم به. 39 فلما كانت داللة املطلق إىل اإلطالق وداللة العام إىل العموم عند اجلمهور دالالت ظنية تقبل التقييد والتخصيص أد ى النظر يف أحالت النص من قطعي الداللة إىل ظين الدالالت. م تعلقات احل كم إىل أحكام وهكذا دأب الفقهاء على أنه مىت حصل لديهم الظن الراجح أمضوا عليه أحكامهم ومل ي عنتوا أنفسهم يف تطل ب اليقني والعصمة ومن مث قبلوا االستقراء الناقص ألن فيه ظن ا راجح ا. 40 قال الزركشي: "فالتا م ]أي االستقراء[ إثبات احل كم يف جزئي لث بوته يف الكلي على االستغراق... وهو حجة بال خالف ومثاله كل صالة فإما أن تكون مفروضة أو انفلة وأيهما كان فال ب د وأن تكون مع الطهارة فكل صالة فال ب د وأن تكون مع طهارة وهو يفيد القطع ألن احل كم إذا ثبت لكل فرد من أفراد شيء على التفصيل فهو ال حمالة اثبت لكل أفراده على اإلمجال والناقص إثبات احل كم يف كلي لث بوته يف أكثر جزئياته من غري احتياج إىل جامع وهو املسمى يف اصطالح الفقهاء ب )األع م األغلب( وهذا النوع اخت لف فيه واألصح أنه يفيد الظن الغالب وال يفيد القطع 36 37 ي نظر: مالك بن أنس املوطأ )بريوت: دار إحياء الرتاث العريب د.ط 1406 ه ( ج 2 : ص 838. ي نظر: العسقالين فتح الباري بشرح صحيح البخاري )القاهرة: دار الراين للرتاث ط 1 1407 ه ( ج 12 : ص 132. 38 39 40 ي نظر: الشوكاين نيل األوطار شرح منتهى األخبار )بريوت: دار الفكر د.ط 1414 ه ( ج 7 : ص 286. ي نظر: املصدر السابق ج 7 : ص 270. ي نظر: الريسوين نظرية التقريب والتغليب وتطبيقاهتا يف العلوم اإلسالمية ص 110.
49 أدهم حممد علي محوية الحتمال تل ف بعض اجلزئيات عن احل كم كما ي قال: التمساح حي ر ك الفك األعلى عند املضغ فإنه خي الف سائر احليواانت يف حتريكها األسفل". 41 ومن تطبيقات االستقراء الناقص القاعدة: "إذا اجتمع احلالل واحلرام غ ل ب احلرام" 42 فإهناكلية استقرى الفقهاء جزئياهتا من األحكام اليت جرى فيها تغليب جانب التحرمي على جانب التحليل من مثل: إذا اشتملت صفقة واحدة على ما جيوز بيعه وما ال جيوز بيعه. إذا ارتطم الصيد جبدار فمات بعد أن أصابه الصياد. إذا اشتبهت األواين النجسة بغري النجسة. قال السيوطي: "قال األئمة: وإ نا كان التحرمي أحب ألن فيه ترك م باح الجتناب حمرم وذلك أوىل من عكسه". 43 وقال القرايف: "حيتاط الشرع يف اخلروج من احلرمة إىل اإلابحة أكثر من اخلروج من اإلابحة إىل احلرمة ألن التحرمي يعتمد املفاسد فيتعني االحتياط له فال يقدم على حمل فيه مفسدة إال بسبب قوي يدل على زوال تلك املفسدة أو يعارضها و ينع اإلابحة ما فيه مفسدة أبيسر األسباب دفع ا للمفسدة حبسب اإلمكان". 44 41 42 43 44 الزركشي البحر احمليط ج 6 : ص 10. ي نظر: ابن تيمية جمموع الفتاوى ج 20 : ص 262 الزركشي املنثور يف القواعد حتقيق حممد حسن إمساعيل )بريوت: دار الكتب العلمية ط 1 1421 ه / 2000 م( ج 1 : ص 50 ابن السبكي األشباه والنظائر حتقيق عادل أمحد عبد املوجود علي حممد عوض )بريوت: دار الكتب العلمية ط 1 1411 ه / 1991 م( ج 1 : ص 117. السيوطي األشباه والنظائر إعداد مركز الدراسات والبحوث مبكتبة نزار الباز )مكة املكرمة الرايض: مكتبة نزار مصطفى الباز ط 2 1418 ه / 1997 م( ج 1 : ص 184. القرايف أنوار الربوق يف أنواء الفروق وضع فهارسه رواس قلعه جي )بريوت: دار املعرفة د.ط د.ت( ج 3 : ص 154.
مكانة الظ ن من االستدالل يف علوم األصول 50 قراءة معرفي ة علم الكالم أما يف وجهة عقدية ال ريب إذ ال ي تصو ر الظن )أصول الدين( فالالزم أال ي عتد إال ابالستقراء التام من فيما يتعلق ابلعقدايت كما هي حال الفقهيات ولكن سج ل الغزايل مالحظة مهمة يف سياق متثيله لالستقراء التام يف العقدايت إذ أثبت تعذ ر االنتفاع به أحياان الحتمال وقوع اخلالف يف بعض اجلزئيات قال: "ومثاله يف العقليات أن يقول قائل: فاعل العامل جسم. في قال له: مل فيقول: ألن كل فاعل جسم. في قال له: مل فيقول: تصف حت أصناف الفاعلني من خي اط وبن اء وإسكاف وجن ار ونس اج وغريهم فوجدت كل واحد منهم جسم ا فعلمت أن اجلسمية ح كم الزم للفاعلية فحكمت على كل فاعل به. وهذا الضرب من االستدالل غري م نت فع به يف هذا املطلوب فإان نقول: هل تصف حت يف مجلة ذلك فاعل العامل فإن تصف حته ووجدته جسم ا فقد عرفت املطلوب قبل أن تتصف ح اإلسكاف والبن اء وحنومها فاشتغالك به اشتغال مبا ال يعنيك. وإن مل تتصف ح فاعل العامل ومل تعلم حاله فل م حكمت أبن كل فاعل جس م وقد تصف حت بعض الفاعلني وال يلزم منه إال أن بعض الفاعلني جسم وإ نا يلزم أن كل فاعل جسم إذا تصفح ت اجلميع تصف ح ا ال يشذ عنه شيء وعند ذلك يكون املطلوب أحد أجزاء املتصف ح فال ي عرف مبقدمة ت بىن على التصف ح. وإن قال: مل أتصف ح اجلميع ولكن األكثر.
51 أدهم حممد علي محوية قلنا: فل م ال جيوز أن يكون الكل جسم ا إال واحد ا وإذا احتمل ذلك مل حيصل اليقني به ولكن حيصل الظن ولذلك ي كتفى به يف الفقهيات يف أول النظر". 45 وي الحظ الباحث أن االستقراء إن كان حمل ه العقدايت مل ي قي د أبنه اتم أو انقص وإ نا ورد مطلق ا وكثري ا ما مل ي شر إىل أنه استقراء أصال قال ابن تيمية: "وينبغي أن النفي ليس فيه مدح وال كمال إال إذا تضمن إثباات وإال فمجرد النفي ليس فيه مدح وال كمال ألن النفي احملض عدم حمض والعدم احملض ليس بشيء وما ليس بشيء هوكما قيل ليس بشيء فضال عن أن يكون مدح ا أو كماال وألن النفي احملض يوصف به املعدوم واملمتنع واملعدوم واملمتنع ال يوصف مبدح والكمال". 46 وهذه القاعدة إ نا مت ث ل استقراء اتم ا لكل صفة منفية وردت يف القرآن الكرمي يف حق ه تعاىل ومبوجبهاكان: نفي الس نة والنوم متضمن ا إثبات حياته وقيوميته يف قوله تعاىل: هللا ال إل ه إال ه و احل ي الق ي و م ال ت خ ذ ه س ن ة وال ن و م ]البقرة: 255[. نفي اللغوب متضمن ا إثبات قوته يف قوله تعاىل: ول ق د خ ل ق ن ا الس م و ات واألر ض وم ا ب ي ن ه م ا يف س ت ة أ ي م وم ا م س ن ا من ل غ و ب ]ق: 38[. نفي الصاحبة والولد متضمن ا إثبات تفر ده ابلربوبية يف قوله تعاىل: وأن ه ت ع اىل ج د ر ب ن ا م ا ا ت ذ ص اح ب ة وال و ل د ا ]اجلن: 3[. 45 46 الغزايل معيار العلم يف املنطق حتقيق سليمان دنيا )القاهرة: دار املعارف د.ط 1961( ص 161160. وي نظر: الغزايل املستصفى من علم األصول حتقيق محزة بن زهري حافظ )جدة: شركة املدينة املنورة للطباعة د.ط د.ت( ج 1 : ص 163. ابن تيمية الرسالة التدمرية حتقيق حممد بن عودة السعوي )الرايض: مكتبة العبيكان ط 6 1421 ه / 2000 م( ص 5857. وي نظر: ابن قيم اجلوزية الصواعق املرسلة على اجلهمية واملعطلة حتقيق علي بن حممد الدخيل هللا )الرايض: دار العاصمة ط 1 1408 ه ( ج 4 : ص 1369.
مكانة الظ ن من االستدالل يف علوم األصول 52 قراءة معرفي ة إذن عرفت علوم األصول النحو والفقه والكالم االستقراء بنوعيه التام والناقص ويف حي كاان حاضرين يف علم النحو مل ي عتد ابلتام يف علم الفقه وابلعكس مل ي عتد ابلناقص يف علم الكالم. القياس يف علوم األصول القياس ههنا مرادف اثين نوعي االستدالل أي االستنباط ولفظه الشائع يف الفكر اإلسالمي على اختالف علومه وتطبيقاته. اليت مجعها واصل بن عطاء فيما ن قل وهو يف علوم األصول من األدلة املعتربة 47 عنه: "احلق ي عرف من وجوه أربعة كتاب انطق وخرب جم تم ع عليه وحجة عقل وإمجاع " 48 فحجة العقل هي القياس ومن بعد نظ ر هلا الشافعي يف قوله: "ليس ألحد أبد ا أن يقول يف شيء: حل وال: حر م إال من جهة العلم وجهة العلم: اخلرب يف الكتاب أو الس ن ة أو اإلمجاع أو القياس". 49 وي عرف أبنه "قول مؤلف من قضااي إذا س ل مت لزم عنها لذاهتا قول آخر كقولنا: العامل متغري وكل متغري حادث فإنه قول مركب من قضيتني إذا س ل متا لزم عنهما لذاهتما" العامل حادث هذا عند املنطقيني وعند أهل األصول القياس إابنة مثل ح كم املذكورين مبثل علته يف اآلخر" 50 أي إن القياس األرسطي أساسه اجلمع بني 47 48 إذ ال يت سع املقام للكالم على نشأة األدلة ي نظر: النشار علي سامي نشأة الفكر الفلسفي يف اإلسالم )القاهرة: دار املعارف ط 9 1397 ه / 1977 م( ج 1 : ص 395 اجلابري حممد عابد بنية العقل العرب )بريوت: مركز دراسات الوحدة العربية ط 9 2009( ص 110. العسكري األوائل حتقيق حممد السيد الوكيل )طنطا املنصورة: دار البشري للثقافة والعلوم اإلسالمية ط 1 1408 ه / 1987 م( ص 374. 49 50 الشافعي الرسالة حتقيق أمحد شاكر )القاهرة: مكتبة ومطبعة مصطفى البايب احلليب ط 1 1940( ص 39. اجلرجاين التعريفات ص 232.
53 أدهم حممد علي محوية قولني خمتلفني فأكثر مبا يلزم عنه قول جديد كما يف املثال املذكور إىل اليقني أما القياس األصويل فيقتضي: فرع ا. للتقريب. بينهما. ومن مث كان م ؤد اي وجود شيئني على األقل يكون أحدمها معيار ا لآلخر أي أصال وآخر املقارنة بني شيئني فال فائدة لوجودمها إذا مل حتصل مقارنة بينهما وجود شبه بني الشيئني فال ي كن أن ن قارن بني شيئني ال عالقة وهبذا املفهوم يكون القياس إجراء عملي ا عماده املقارنة لتقدير وجه الشبه بني شيئني ومعرفة منزلة أحدمها ابلنسبة إىل اآلخر 51 وفاعل ه األصويل "ال يبتدئ ح كم ا وال يستخلص نتيجة من مقد مات بل يقتصر على حتصيل ح كم األصل يف الفرع وهذا التحصيل يقوم على ظن القائس ]األصويل[ على أن علة احل كم هي ما اعتربه هو كذلك وابلتايل فاحل كم الذي ي صدره ح كم ظين فقط وليس يقيني ا ألنه ال يلزم لزوم ا ضروراي من األصل". 52 وقد عرف املنطق األرسطي القياس األصويل أبنه التمثيل وحد ه أرسطو أبنه انتقال من جزئي إىل جزئي حنكم على أحدمها حب كم اآلخر لشبه يلوح وهذا الشبه اجلامع به. 53 ظين إن است خرج وبذا كان التمثيل كاالستقراء الناقص مفيد ا الظن فال ي عت د ولكن الالفت أن القياس األرسطي ال جديد فيه كما هي احلال يف القياس األصويل بل إن القياس األصويل أكثر إبداع ا يف مسألة اجلديد هذه من حيث متديد 51 52 53 ي نظر: خان حممد أصول النحو العرب )بسكرة: طبعة جامعة حممد خضري د.ط 2012( ص 67. اجلابري بنية العقل العرب ص 140. ي نظر: النشار املنطق الصوري منذ أرسطو حىت عصوران احلاضرة ص 379.
مكانة الظ ن من االستدالل يف علوم األصول 54 قراءة معرفي ة احل كم من املقيس عليه إىل املقيس يف حني أن النتيجة يف القياس األرسطي م ضم نة يف املقدمتني. 54 أما وإذ حتر ى الباحث املقارنة بني علوم األصول ابن له أن النحوي والفقيه متفقان على أن القياس إثبات ح كم األصل يف الفرع الجتماعهما يف علة احل كم 55 وأن هذا احل كم ظين ال يقيين ذا ما يضح من خالل مثال تقليدي للقياس الفقهي هو حترمي اخلمر والنبيذ فلما كان اخلمر مسكر ا ون ص على حتر يه 56 وكان النبيذ م سكر ا أيض ا ولكن مل ي نص على حتر يه ح ر م النبيذ قياس ا على حترمي اخلمر ومقارنة به وكذا من خالل مثال تقليدي للقياس النحوي هو رفع الفاعل وانئب الفاعل فقد ح كم برفع انئب الفاعل قياس ا على رفع الفاعل لعلة اإلسناد إذ كالمها مسند إليه. 57 فإنه املتكلم وإن اتفق مع الفقيه والنحوي يف املنهجية القياسية يسمي القياس )االستدالل ابلشاهد على الغائب( فلديه: الشاهد نظري األصل والغائب نظري الفرع هذا من جهة ومن أ خرى يعد العلة موجبة العلم ابحل كم ألهنا علة عقلية والعلم لديه دون اليقني مرتبة وأعلى من الظن 58 قال الباقالين: "وذلك كعلمنا أبن اجلسم إ ناكان جسم ا لتأليفه وأن العامل إ ناكان عامل ا لوجود علمه فوجب القضاء إبثبات علم كل من و صف أبنه عامل وأتليف كل من و صف أبنه جسم أو جمتم ع ألن 54 55 57 58 ي نظر: حممود زكي جنيب املنطق الوضعي )القاهرة: مكتبة األجنلو املصرية ط 4 1965( ج 1 : ص 270 271 حبنكة امليداين ضوابط املعرفة وأصول االستدالل واملناظرة ص 227. ي نظر: الشريازي اللمع يف أصول الفقه )بريوت: دار الكتب العلمية ط 2 2003( ص 96 ابن األنباري ملع األدلة حتقيق سعيد األفغاين )دمشق: مطبعة اجلامعة السورية د.ط 1957( ص 94. 56 يف قوله تعاىل: ي أي ه ا ال ذ ين آم ن وا إ ن ا ا ل م ر وال م ي س ر واألن ص اب واألز ال م ر ج س م ن ع م ل الش ي ط ان ف اج ت ن ب وه ل ع ل ك م ت ف ل ح ون ]املائدة: 90[. ي نظر: ابن األنباري ملع األدلة ص 93. ي نظر: اجلابري بنية العقل العرب ص 142 143.
55 أدهم حممد علي محوية احل كم العقلي املستحق لعلة ال جيوز أن يستحق مع عدمها وال لوجود شيء خي الفها ألن ذلك خي رجها عن أن تكون علة احل كم". 59 إذن القياس يف علوم األصول أحكامه ظني ة ال يقيني ة ومرد ظني تها إىل العلة اليت ت وجب ح كم األصل للفرع مما يرتت ب عليه فرق بي التعليل األصويل والتعليل األرسطي. التعليل يف علوم األصول أنكر األصوليون العلة األرسطية وهامجوها لتعار ضها مع إثبات املعجزات الدينية 60 فلم تت صف لديهم أبهنا ضرورة وغاية وإ نا : 61 الضرورة يف العلة األرسطية تصري عادة ذهنية يف العلة األصولية قال الغزايل: "االقرتان بني ما ي عتقد يف العادة سبب ا وبني ما ي عتقد م سب ب ا ليس ضروراي عندان" 62 واملمكنات "جيوز أن تقع وجيوز أال تقع واستمرار العادة هبا مرة بعد أ خرى ي رسخ يف أذهاننا جرايهنا على وفق العادة املاضية ترسيخ ا ال تنفك عنه". 63 الغاية يف العلة األرسطية تصري حكمة الشارع يف العلة األصولية قال الغزايل: "إن القوة البشرية تضعف عن درك وجوه احلكمة" 64 صحيح أن كليهما أي الغاية واحلكمة جي يبان عن السؤال: مل ولكن بينهما فرق ا يف أن إجابة األوىل ال ب د هلا من أن تكون يقينية يف حني أن الثانية ظنية. 59 ي نظر: الباقالين كتاب التمهيد عين بتصحيحه األب رتشرد يوسف مكارثي اليسوعي )بريوت: املكتبة الشرقية د.ط 1957( ص 12. 60 61 62 63 64 ي نظر: النشار مناهج البحث عند مفكري اإلسالم ص 155. ي نظر: محوية األسس املنطقية لالستقراء النحوي ص 10098. الغزايل هتافت الفالسفة حتقيق سليمان دنيا )القاهرة: دار املعارف ط 4 د.ت( ص 239. املصدر السابق ص 245. املصدر السابق ص 104.
مكانة الظ ن من االستدالل يف علوم األصول 56 قراءة معرفي ة وههنا الفرق فاملنطقي يشغله صدق عل ته لتكون األساس الذي ي بىن عليه القانون الكلي اجلامع األحوال اجلزئية واألصويل يشغله تعميم احل كم أما عل ته فال مانع من أن ي ؤتى بغريها للح كم نفسه ما دام هذا احل كم اثبت ا وهذا ما عرب عنه أصويل ممتاز هو الفراهيدي إذ ن قل عنه قوله عن العلل النحوية: "إن العرب نطقت على سجي تها وطباعها وعرفت مواضع كالمها وقام يف عقوهلا ع ل ل ه وإن مل ي نقل ذلك عنها واعتللت أان مبا عندي أنه علة ملا عل لت ه فإن أكن أصبت العلة فهو الذي التمست... فإن سنح لغريي علة ملا عل لت ه من النحو هي أليق مما ذكرت ه للمعلول فليأت هبا". 65 وما معرفة العلل األصولية )الظنية( إال "استمالة للقلوب إىل الطمأنينة والقبول ابلطبع واملسارعة إىل التصديق فإن النفوس إىل قبول األحكام املعقولة اجلارية على ذوق املصاحل أميل منها إىل قهر التحكم ومرارة التعبد". 66 وقد أحصى الباحث عدد ا من مباحث العلة األصولية 67 وفق مفهوم هذه القراءة يظهر من خالهلا واضح ا صلة ما بني علوم األصول وأن مدارها االحتكام إىل ظن ي ات احتمالي ة قوام ها م الح ظة العقل وتصو ره ذلك ألن "مستوايت املعرفة بدء ا من فطريتها إىل عمليتها إ نا تبدأ حائرة تمينية أو تعتمد على حدس ضعيف مث ترتقى 65 66 67 الزجاجي اإليضاح يف علل النحو حتقيق مازن املبارك )بريوت: دار النفائس ط 3 1979(. الغزايل املستصفى من علم األصول ج 3 : ص 732. يندرج يف هذه املباحث أيض ا الكالم على أنواع العلل ومسالكها والقوادح فيها ولكن يضيق املقام عن ذكرها كلها وال سيما أن فيها ما خيتص بكل علم من علوم األصول حبياله وأهنا تناوهلا الباحثون قبال لذا اختار الباحث مباحث العلة األصولية وفق مباحث يف العلة النحوية يظهر فيها أتثري العلتني األصولية الكالمية والفقهية بني ا على ما أورده ابن جين منكالم على حمل علل النحويني من علل املتكلمني واملتفقهني. ي نظر: ابن جين ا لصائص حتقيق حممد علي النجار )القاهرة: دار الكتب املصرية د.ط د.ت( ج 1 : ص 48 محوية أدهم حممد علي "منزلة التعليل النحوي من التعليل األصويل" جملة جامعة البعث للعلوم اإلنسانية اجمللد 38 العدد.)2016( 5
57 أدهم حممد علي محوية إىل أن تكون اقتناعية اعتقادية ذات حدس أقوى يعتمد القرائن مث ترتقى إىل أن تكون يقينية ذات حدس مشبع يعتمد الدليل" 68 وتلك حال العلة األصولية اليت من مباحثها: 1. تصيص العلة: يتصل بقوادح العلة عند الشافعية ويسمونه )النقض( أما احلنفية فريونه ال يقدح واملصطلح هلم 69 والنحويون منهم من وافق الشافعية 70 ومنهم من وافق احلنفية 71 ومعناه تل ف احل كم عن العلة 72 أي إن الالزم وجود احل كم ما و جدت العلة فإن و جدت و تلف ن قضت على رأي الشافعية وإال خ صصت على رأي احلنفية وليستكذلك العلة الكالمية )العقلية( أي إهنا ال يدخلها النقض أو التخصيص البتة وإ نا هي علة مطردة أي إهنا يلزم من ثبوهتا ثبوت احل كم قال الزركشي: "واعلم أن العلة: إما عقلية أو مسعية فالعقلية يتنع تصيصها إبمجاع أهل النظر". 73 68 69 عكاشة رائد مجيل اجلندي حممد علي خرمة مروة حممود الفلسفة يف الفكر اإلسالمي قراءة منهجية ومعرفية )هرندن فرجينيا: املعهد العاملي للفكر اإلسالمي ط 1 1433 ه / 2002 م( ص 246. ي نظر: ابن السبكي مجع اجلوامع حتقيق عبد املنعم إبراهيم )بريوت: دار الكتب العلمية ط 2 )2003 ص 96 السعدي عبد احلكيم مباحث العلة يف القياس عند األصوليي )بريوت: دار البشائر اإلسالمية ط 2 2000( ص 532. 70 ي نظر: ابن األنباري اإلغراب يف جدل اإلعراب حتقيق سعيد األفغاين )دمشق: مطبعة اجلامعة السورية د.ط 1957( ص 60 السيوطي االقرتاح يف أصول النحو حتقيق حممد سليمان ايقوت )القاهرة: دار املعرفة اجلامعية د.ط 2006( ص 332. ي نظر: ابن جين ا لصائص ج 1 : ص 144. 71 ي نظر: اجلرجاين التعريفات ص 76. 72 الزركشي البحر احمليط ج 5 : ص 135. 73
.2 مكانة الظ ن من االستدالل يف علوم األصول 58 قراءة معرفي ة منعه والكالم فيه من موضعني:.3.4. تعار ض العلل: مبحث أصويل مشرتك 74 منهم من أجازه ومنهم من أحدمها أن احل كم الواحد قد تتجاذبه علتان أو أكثر. واحل كما ن املختلفان يف الشيء الواحد دعت إليهما علتان خمتلفتان أيض ا إذا مل تتعد العلة مل تصح : ت سمى العلة اليت جيري فيها هذا )قاصرة ( وجندها لدى الفقهاء ويظهر خالفهم فيها بني النحويني فاحلنفية ينعوهنا والشافعية جييزوهنا. 75 به العلة اليت أوجبت العلة وعلة العلة: )علة العلة( مصطلح كالمي وظ فه النحويون ي راد علة احل كم 76 أهي مؤثرة بذاهتا أم جبعل جاعل فاملعتزلة يقولون ابألول وفاق ا مذهب هم يف التحسني والتقبيح العقليني يف حني ابلثاين يقول األشاعرة وفاق ا مذهب هم يف مشولية القدرة اإلهلية. 77 74 75 76 77 ي نظر: ابن جين ا لصائص ج 1 : ص 166 اآلمدي اإلحكام يف أصول األحكام ج 3 : ص 295 اإلجيي املواقف يف علم الكالم )بريوت: عامل الكتب د.ط د.ت( ص 86 السعدي مباحث العلة يف القياس عند األصوليي ص 283. ي نظر: ابن جين ا لصائص ج 1 : ص 169 ابن األنباري ملع األدلة ص 115112 ابن السبكي مجع اجلوامع ص 85 السعدي مباحث العلة يف القياس عند األصوليي ص 308. ي نظر: ابن السراج األصول يف النحو حتقيق عبد احلسني الفتلي )بريوت: مؤسسة الرسالة ط 2 1996( ج 1 : ص 35 54 ابن جين ا لصائص ج 1 : ص 173 ابن األنباري ملع األدلة ص 113 السرخسي األصول حتقيق أيب الوفا األفغاين جلنة إحياء املعارف النعمانية يف حيدر أابد الدكن )بريوت: دار الكتب العلمية ط 1 1993( ج 2 : ص 316 السعدي مباحث العلة يف القياس عند األصوليي ص 147. ي نظر: الشهرستاين هناية اإلقدام يف علم الكالم حتقيق آلفرد جيوم )لندن: مطبعة جامعة أكسفورد د.ط 1934( ص 376 377 الزركشي البحر احمليط ج 5 : ص 111 112.
59 أدهم حممد علي محوية وقريب من مصطلح )علة العلة( قول الفالسفة يف ذاته سبحانه إنه علة العلل أي علةكل وجود وقد استخدمه اإلسالميون مناطقة ومتكلمني ومتصوفة. 78 5. ح كم املعلول بعلتي: يرتد هذا إىل ابب تعار ض العلل 79 وهو على ضربني: أحدمها ما ال نظر فيه أي إن كل علة قائمة فيه بذاهتا ال حاجة هلا ابلعلة األ خرى للوصول إىل احل كم. واآلخر ما فيه نظر أي إن كل علة فيه ال تقوم إال ابنضمام العلة األ خرى إليها فال ح كم إلحدامها من دون قريتنها وما حت دثه إحدامها أتثري جزئي يف احل كم ال احل كم بتمامه لذا كانت تسميته العلة ههنا )سبب ا( إذ مل تقو بذاهتا على إثبات ح كم. 6. إدراج العلة واختصارها: من قوادح العلة وي سمى )الفرق( 80 وهو "إبداء وصف يف األصل يصلح أن يكون علة مستقلة للح كم أو جزء علة وهو معدوم يف الفرع... في بدي املعرتض وصف ا فارق ا بينه وبني الفرع". 81 78 ي نظر: التوحيدي اإلمتاع واملؤانسة حتقيق أمحد أمني أمحد الزين )القاهرة: دار مكتبة احلياة د.ط د.ت( ج 2 : ص 88 ابن سبعني الرسائل حتقيق عبد الرمحن بدوي )القاهرة: دار الطباعة احلديثة د.ط د.ت( ص 162 ]نقال عن أرسطو[ ابن أيب أصيبعة عيون األنباء يف طبقات األطباء ص 606 ]نقال عن الفارايب[ البهاء العاملي الكشكول )بريوت: مؤسسة األعلمي للطباعة ط 6 1983( ج 2 : ص 277 ]نقال عن أفالطون[ صليبا املعجم الفلسفي ج 2 : ص 97. 79 ي نظر: ابن جين ا لصائص ج 1 : ص 174 اآلمدي اإلحكام يف أصول األحكام ج 3 : ص 296 اإلجيي املواقف يف علم الكالم ص 86. ي نظر: ابن جين ا لصائص ج 1 : ص 181 ابن السبكي مجع اجلوامع ص 101 السعدي مباحث العلة يف 80 القياس عند األصوليي ص 666. الزركشي البحر احمليط ج 5 : ص 302. 81
.7 مكانة الظ ن من االستدالل يف علوم األصول 60 قراءة معرفي ة دور االعتالل: أي أن يكون شيئان كل منهما علة لآلخر اختص بذكره فيما يقدح ابالعتالل املتكلمون وعنهم أخذه الفقهاء والنحويون. 82 قال اإلجيي: "الدور ممتنع وهو أن يكون شيئان كل منهما علة لآلخر بواسطة أو دوهنا ألن العلة متقدمة على املعلول فلو كان الشيء علة لعلته لزم تقد مه على نفسه مبرتبتني". 83 واحلق أن املتكلمني ي فرقون يف الدور بني ما يتنع منه وبني ما ال يتنع : 84 فما يتنع هو الدور التقدمي التوقفي أي توق ف كل من الشيئني على اآلخر أو أن يكون الشيء علة نفسه. وما ال يتنع هو الدور اإلضايف املعي أي تالز م الشيئني يف الوجود حبيث ال يكون أحدمها إال مع اآلخر..8 الز يدة يف صفة العلة لضرب من االحتياط: يكن إدراجه فيما ي سمى )املناسبة( يف مسالك العلة 85 واملناسب "عبارة عن وصف ظاهر منضبط يلزم من ترتيب احل كم على وفقه حصول ما يصلح أن يكون مقصود ا من شرع ذلك احل كم... وهو أيض ا غري خارج عن وضع اللغة ل م ا بينه وبني احل كم من التعلق واالرتباط وكل ما له تعلق بغريه وارتباط فإنه يصح لغة أن ي قال إنه مناسب له". 86 ي نظر: ابن جين ا لصائص ج 1 : ص 183 ابن السبكي رفع احلاجب عن خمتصر ابن احلاجب حتقيق علي 82 معوض عادل عبد املوجود )بريوت: عامل الكتب ط 1 1999( ج 1 : ص 304 الزركشي البحر احمليط ج 5 : ص 247. اإلجيي املواقف يف علم الكالم ص 89. 83 85 ي نظر: التهانوي كشاف اصطالحات الفنون والعلوم ج 1 : ص 811. 84 ي نظر: ابن جين القياس عند األصوليي ص 390. ا لصائص ج 1 : ص 194 السبكي مجع اجلوامع ص 91 السعدي مباحث العلة يف اآلمدي اإلحكام يف أصول األحكام ج 3 : ص 339. 86
61 أدهم حممد علي محوية 9. إثبات احل كم يف حمل النص: اختلف الشافعية واحلنفية فيه واتبعهم النحويون فالشافعية على أن إثبات مثل هذا احل كم ابلعلة واحلنفية على أنه ابلنص. 87 10. العلة البسيطة والعلة املركبة: اختلف فيهما األصوليون بني اجلواز واملنع : 88 فالعلة البسيطة ما مل ترتكب من أجزاء مثل: علة اإلسكار يف حترمي اخلمر. والعلة املركبة ما تركبت من جزأين فأكثر حبيث ال يستقل كل واحد منها ابلعلية مثل القتل العمد العدوان يف وجوب القصاص. 11. العلة موجبة للح كم يف املقيس عليه: هذا من شروط العلة األصولية وصيغته لديهم: "أن يكون األصل املقيس عليه معلال ابلعلة اليت تعل ق عليها احل كم يف الفرع" 89 ويقرنونه ابلعلة البسيطة فمىت ثبت ح كم األصل بعلة بسيطة مل جيز أن ي قاس عليه الفرع إال بتلك العلة. 12. تعليل ح كمي بعلة واحدة: جو زه الفقهاء والنحويون 90 واألشاعرة من املتكلمني أما املعتزلة منهم فمنعوه. قال اآلمدي: "اختلفوا يف العلة الواحدة الشرعية هل تكون علة حل كمني شرعيني أو ال واملختار جوازه". 91 87 ي نظر: ابن األنباري ملع األدلة ص 121 اآلمدي اإلحكام يف أصول األحكام ج 3 : ص 309 310 السيوطي االقرتاح يف أصول النحو ص 276. 88 ي نظر: اآلمدي اإلحكام يف أصول األحكام ج 3 : ص 266 اإلجيي املواقف يف علم الكالم ص 86 السيوطي االقرتاح يف أصول النحو ص 279 السعدي مباحث العلة يف القياس عند األصوليي ص 275. الزركشي البحر احمليط ج 5 : ص 146 السيوطي االقرتاح يف أصول النحو ص 282. 89 ي نظر: ابن جين ا لصائص ج 1 : ص 341 / ج 3 : ص 53 السيوطي االقرتاح يف أصول النحو ص 294. 90 اآلمدي اإلحكام يف أصول األحكام ج 3 : ص 298. 91
1 مكانة الظ ن من االستدالل يف علوم األصول 62 قراءة معرفي ة وقال الرازي: "العلة الواحدة جيوز أن يصدر عنها أكثر من معلول واحد عندان خالف ا للفالسفة واملعتزلة". 92 ونقل الشهرستاين عن ابن سينا قوله: "إذا صح أن واجب الوجود بذاته واحد من مجيع جهاته فال جيوز أن يصدر عنه إال واحد ولو لزم عنه شيئان متباينان ابلذات واحلقيقة لزوم ا مع ا فإ نا لذاته منعناه". 93 يلزمان عن جهتني خمتلفتني يف ذاته ولو كانت اجلهتان الزمتني فالسؤال يف لزومهما اثبت حىت يكوان من ذاته فتكون ذاته منقسمة ابملعىن وقد.13 التعليل ابألمور العدمية : منعه احلنفية واملتكلمون وجو زه الشافعية 94 واتبعهم بعض النحويني يف جتويزه. 95 قال وي عل ل به". 96.14 الطوسي: "العدم املطلق ال ي عل ل وال ي عل ل به أما العدم املقيد فرمبا ي عل ل التسلسل: مما يقدح ابالعتالل ألنه حم ال ويقرب منه الدور حىت إن الدور قد ي دعى )تسلسال ( 97 وفرق بينهما أن الدور يف األمور املتناهية أما الطوسي ص ل أفكار املتقدمي واملتأخرين من العلماء واحلكماء واملتكلمي حتقيق طه سعد )القاهرة: مكتبة 92 حم الكليات األزهرية د.ط د.ت( ص 146. 94 الشهرستاين امللل والنحل حتقيق أمري مهنا علي فاعور )بريوت: دار املعرفة ط 3 1993( ص 528. 93 ي نظر: السبكي وابنه اإلهباج يف شرح املنهاج )بريوت: دار الكتب العلمية د.ط 1995( ج 3 : ص 41 الرازي احملصل ص 145. 97 ي نظر: السيوطي االقرتاح يف أصول النحو ص 303. 95 الطوسي تلخيص احملصل ]على هامش احملصل[ ص 145. 96 ي نظر: ابن السبكي رفع احلاجب عن خمتصر ابن احلاجب ج 1 : ص 304 ا ل زركشي البحر احمليط ج 1 : ص 97 السيوطي االقرتاح يف أصول النحو ص 369.
63 أدهم حممد علي محوية التسلسل فنقيضه فهو "أن يستند املمكن إىل علة وتلك العلة إىل علة وهلم جر ا إىل غري النهاية". 98 إذن يظهر من مباحث العلة املشرتكة بي علوم األصول أن العلة مدارها االحتكام إىل ظن ي ات احتمالي ة قوام ها م الح ظة العقل وتصو ره وليس أدل إىل ذلك من االختالف احلاصل بي العلماء فيها من حيث التجويز أو املنع أو اإلثبات والنفي أو القبول والرفض... إخل. خامتة مل يكتف األصوليون من فقهاء ومتكلمني وحنويني مبهامجة املنهجية اليقينية اليت يتطل بها املنطق اليوانين وبيان خطئها وعدم مناسبتها الفكر الذي يصدرون عنه وإ نا سعوا إىل إقامة منطق إسالمي جديد يف جوهره ي ناقض املنطق اليوانين فأس سوا معرفي ا للمنهجية الظنية اليت صارت مسة املنطق اإلسالمي وتبد ت يف ج ل مباحثه االستداللية ومتعلقاهتا. ففي جمال الدليل االستقرائي عرفت علوم األصول النحو والفقه والكالم االستقراء بنوعيه التام الذي يفيد اليقني والناقص الذي يفيد الظن ويف حني كاان حاضرين يف علم النحو مل ي عتد ابلتام يف علم الفقه وابلعكس مل ي عتد ابلناقص يف علم الكالم واألصوليون بعامة يف أثناء استدالهلم ابالستقراء الناقص دوم ا ما نب هوا إىل إفادته الظن وأنه كثري شائع لديهم يف استخراج أحكامهم حىت إهنم أطلقوا عليه )األعم األغلب(. ويف جمال الدليل القياسي )االستنباطي( جت مع علوم األصول على أن أحكامها املستخرجة من خالل هذا الدليل إ نا هي أحكام ظني ة ال يقيني ة وأن مرد ظني تها إىل اإلجيي املواقف يف علم الكالم ص 90. 98
مكانة الظ ن من االستدالل يف علوم األصول 64 قراءة معرفي ة العلة اليت ت وجب ح كم األصل للف رع فضال عن أن الدليل القياسي األصويل خمتلف عن الدليل القياسي املنطقي فاألول فيه احل كم لشبه يلوح وهذا الشبه اجلامع ظين إن است خرج يف حني أن الثاين فيه النتيجة م ضم نة يف املقدمتني فال جديد فيه وهو أحرى ابليقني. ويف جمال التعليل األصويل يظهر واضح ا صلة ما بني علوم األصول وأن مداره االحتكام إىل ظن ي ات احتمالي ة قوام ها م الح ظة العقل وتصو ره وليس أدل إىل ذلك من االختالف احلاصل بني العلماء فيها من حيث التجويز أو املنع أو اإلثبات والنفي أو القبول والرفض... إخل. وينضاف إىل هذا أن يف علوم األصول أصوال منهجية مي زهتا وال تلو مصطلحاهتا ومباحثها من تضم ن معىن الظن أو االحتكام إىل املنهجية الظنية للفكر اإلسالمي من مثل: االجتهاد والتأويل واالعتبار واالفرتاض واالستحسان... إخل وأحكامها كلها تنبين على غلبة الظن فيها. املصادر واملراجع Alamdi, Ali bin Mohammed. AlIhkam fi usul alahkam. Ta liq Abd al Raziq Afifi. AlRiyadh: Dar alsamiñê, 2003. Ibrahim, Ibrahim. Mantiq alistiqra (almantiq alhadith). Aliskandariah: mansha ah alm arif, 1999. Ibn abi usaiba ah, ahmad bin alqasim. Uyun alanba fi tabqat alatibba. Tahqiq: nazzar raza, bairut: dar maktabah alhayat. Ibn alanbari, abd alrahman bin Muhammed. Alighrab fi jadl ali arab. Tahqiq: saeed alafghani. Damishq: matb ah aljami ah alsuriya, 1957.
65 أدهم حممد علي محوية Ibn alanbari, abd alrahman bin Muhammed. Lam a aladillah. Tahqiq: saeed alafghani. Damishq: matb ah aljami ah alsuriya, 1957. Ibn alsubki, abd alwahhab bin Ali. Alashbah wa alnadhayer. Tahqiq: adil ahmad abd almaujud, ali Muhammad ewadh. Bairut: dar alkutub al ilmiya, 1991. Ibn alsubki, abd alwahhab bin Ali. Jam a aljawam e. tahqiq: abd almun im Ibrahim. Bairut: dar alkutub al ilmiya. Ibn alsubki, abd alwahhab bin Ali. Raf a alhajib an mukhtasar ibn alhajib. Tahqiq: ali mu awwidh, adil abd almaujud. Bairut: alam alkutub, 1999. Ibn alsiraj, Muhammad bin alsirri. Alusul fi alnahw. Tahqiq: abd alhusain alfatli. Bairut: muassas alrisalah, 1996. Ibn alnajjar, Muhammad bin Ahmed. Sharh alkaukab almunir. Tahqiq: Muhammad alzahili, naziah hammad. Alriyad: maktabah alabikan, 2009. Ibn alnadim, Muhammad bin ishaq. Alfehrist. Tahqiq raza tajaddud. Tohran 1971. Ibn taimiyah, ahmad bin abd alhalim. Alrisalah altadmiriyah. Tahqiq: Muhammad bin audah als awi. Alriyadh: maktabah alabikan, 2000. Ibn taimiya, ahmad bin abd alhalim. Maju a alfatawa. Ja aha abd al Rahman alnajdi wa ibnuhu Muhammad. Almadinah Munawwarah: majm a almalik fahad li tab ah almushaf alsharif, 1425. Ibn jani, uthman bin jani. Alkhasais. Tahqiq: Muhammad ali alnajjar. Alqaherah: dar alkutub almisriyyah. Ibn sab ien, abd alhaque bin Ibrahim. Rasael ibn sab ien. Tahqiq: abd alrahman badwi. Alqaherah: dar altaba ah alhadithiyah.
مكانة الظ ن من االستدالل يف علوم األصول 66 قراءة معرفي ة Ibn qayyim aljauziyah, Muhammad bin abi bakar. Alsawa iq almursalah ala aljuhmiyah wa almu attah. Tahqiq: ali bin Muhammad aldakhil Allah. AlRiyadh: dar al asimah, 1408. Abu almakarim, ali. Usul altafkir alnahwi. Alqaherah: dar gharib, 2006. Abu almakarim, Ali. Taqwim alfikar alnahwi. Alqaherah: dar gharib, 2005. Arastu. Mantiq arastu. Tahqiq: abd alrahman badwi. Alkuwait: wakah almatbu at. Bairut: dar alqalam, 1980. Aliji, abd alrahmanbin ahmad. Almawaqif fi ilm alkalam. Bairut: alam alkutub. Albaqillani, Muhammad bin tayyib. Kitab altamhid. ana bi tashihi aladab ritshard yusuf mukarithi alyasu i. bairut: almaktabah alsharqiyah, 1957. Albukhari, Muhammad bin isma il. Aljam e alsahih. I atana bihi Muhammad zuhair bin nasir alnasir. Bairut: dar tauq alnajah, 1522. Badwi: abd alrahman. Manahij albahth alilmi. Alkuwait: wakalah almatbu at, 1977. Badwi, abd alrahman. Mausu ah alfalsafah. Bairut: almu assasah alarabia li aldirasat wa alnashr, 1984. Albaha al amli, Muhammad bin husain. Alkashkol. Bairut: muassasah al almi li alta ah, 1983. Altahanawi, Muhammad bin ali. Kasshaf istilahat alfunun wa al ulum. Tahqiq jam u min al, muhaqqiqin. Bairut: maktabah lebnan nashirun, 1996. Altauhidi, Ali bin Muhammad. Alimtin a wa al mu anasah. Tahqiq: Ahmad Amin; ahmad alzain. Alqaherah: dar maktabah alhayat.
67 أدهم حممد علي محوية Aljabiri, Muhammad Abid. Bunyah alaql alarabi. Bairut: dirasat alwahdah alarabia, 2009. Aljurjani, ali bin Muhammad. Alt arifat. Tahqiq: Ibrahim alabyari. Bairut: dar alkitab alarabi,1405. Alharithi, wail. alaqah ilm usul alfiqh bi ilm almantiq. Risalah majester: qism usul alfiqh, kulliyah alshari ah wa aldirasat alislamia, jami ah umm alqura, almamlikah alarabia alsaudiah, 1431. Hibnakah almaidani, abd alrahman. Dhawabit alm arifah wa usul alistidlal wa almunadharah. Damishq: dar alqalam, 1993. Hamuyah, adham Muhammad ali. Alusas almantiqiyah li alistiqra alnahwi. Majallah altajdid, 2016. Hamuyah, adham Muhammad ali. Manzilah alt alil alnahwi min alt alil alusuli. Majallah jami ah alb ath li alulum alinsaniyah, 2016. Khan, Muhammad. Usul alnahw alarabi. Basukrah: tab ah jami ah Muhammad khuzair, 2012. Alrazi, Muhammad bin umar, muhassal afkar almutaqaddim in wa almutakkhir in min alulama wa alhukama wa almutakallim in. bi hamishihi: talkhis almuhassal; li altusi, Muhammad bin Muhammad. Tahqiq: taha s ad. Alqaherah: maktabah alkulliyat alazhariyah. Alraisuni, ahmad. Nadhriyah altaqrib wa altaghlib wa tatbiqatuha fi alulum alislamia. Miknas: matb a mus ab, 1994. Alzujaji, abd alrahman bin ishaq. Alidhah fi ilal alnahw. Tahqiq: mazin al Mubarak. Bairut: dar alnafayes, 1979. Alzarkashi, Muhammad bin abdallah. Albahr almuhit. Harrarahu abd alqadir abdallah al ani; raja ahu: umar sulaiman alashqar, manshurat wazarah alauqaf wa alshu'on alislamiah fi alkuwait. Alghardaqah: dar alsafwah, 1992.