بسم هللا الرحمن الرحيم شرح حديث جابر في صفة حج النبي )1( الشيخ/ عبد الكريم الخضير الحمد هلل رب العالمين وأشهد أن ال إله إال هللا وحده ال شريك له ولي الصالحين وأشهد أن محمدا عبده ورسوله نبي أكمل هللا به الدين وجعله حجة على الخالئق أجمعين وبعثه رحمة للعالمين فصلى هللا وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجهم وسلك سبيلهم إلى يوم الدين أما بعد: فيا أيها األخوة الفضالء طالب العلم نحييكم في مجلس من مجالس العلم والى درس من دروس العلم والى عالم من أهل العلم أما درسكم في هذه الليلة وليلتين آتيتين -إن شاء هللا- فعنوانه: شرح حديث جابر في صفة حج رسول هللا -صلى هللا عليه وسلم- وأما علمنا وعالمنا في هذه الليلة فهو بن عبد هللا الخضير فحيا هللا فضيلته في هذا المسجد وحيا هللا اإلخوة الكر ام جميعا في هذا المجلس -جل وعال- هللا فضيلة الشيخ الدكتور: عبد الكريم بدء المحاضرة وفي نرحب وقبل ذلك نشكر لفضيلة شيخنا شخوصه إلى هذا المسجد وحضوره إلينا واليكم أن يثيبه أحسن الثواب وأن يجعل حضوره إلينا في مي ازن حسناته كما نسأل هللا بكم ونسأل -جل وعال- أن يلهمه التوفيق والسداد والرشد وأن يوفقنا واياكم إلى ما يحب ويرضى فإلى هذه المحاضرة والى هذا الدرس الكريم وفي بدء المحاضرة سأق أر حديث جابر قال اإلمام مسلم بكر: هللا عنه- هللا على ما رواه اإلمام مسلم رحمه هللا تعالى- في صحيحه: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبه واسحاق بن إب ارهيم جميعا عن حاتم قال أبو حدثنا حاتم بن إسماعيل المدني عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: دخلنا على جابر بن عبد هللا فسأل عن القوم حتى انتهى إلي فقلت: أنا محمد بن علي بن حسين -رحمه هللا تعالى-: -رضي فأهوى بيده إلى أرسي فنزع زري األعلى ثم نزع زري األسفل ثم وضع كفه بين ثديي وأنا يومئذ غالم شاب فقال: مرحبا بك يا ابن أخي سل عما شئت فسألته وهو أعمى وحضر وقت الصالة فقام في نساجة ملتحفا بها كلما وضعها على منكبه رجع طرفاها إليه من صغرها ورداؤه إلى جنبه على المشجر فصلى بنا فقلت: أخبرني عن حجة رسول -صلى هللا عليه وسلم- فقال بيده فعقد تسعا فقال: إن رسول هللا سنين لم يحج ثم أذن في الناس في العاشرة أن رسول هللا كثير كلهم يلتمس أن يأتم برسول هللا الحليفة فولدت أسماء بنت عميس رسول هللا -رضي هللا عنها- كيف أصنع قال: ويعمل مثل عمله محمد بن أبي بكر ))اغتسلي واستثفري حاج فقدم المدينة مكث تسع بشر فخرجنا معه حتى أتينا ذا -رضي هللا عنهما- بثوب وأحرمي(( فأرسلت إلى فصلى رسول هللا في المسجد ثم ركب القصواء ثم إذا استوت به ناقته على البيداء نظرت إلى مد بصري بين يديه من اركب وماش وعن يمينه مثل ذلك وعن يساره مثل ذلك فأهل بالتوحيد: بين أظهرنا وعليه ينزل القرآن لبيك اللهم لبيك لبيك الناس بهذا الذي يهلون به فلم يرد ال شريك لك لبيك رسول هللا ومن خلفه مثل ذلك ورسول هللا وهو يعرف تأويله وما عمل به من شيء عملنا به إن الحمد والنعمة لك والملك ال شريك لك وأهل عليهم شيئا منه ولزم رسول هللا -
صلى هللا عليه وسلم- تلبيته قال جابر -رضي هللا عنه-: لسنا ننوي إال الحج لسنا نعرف العمرة حتى إذا أتينا البيت معه استلم الركن فرمل ثالثا ومشى أربعا ثم نفذ إلى مقام إب ارهيم -عليه السالم- }و ات خ ذ و ا فق أر: م ن م ق ام إ ب ر اه يم م ص ل ى{]) 521 ( سورة البقرة[ فجعل المقام بينه وبين البيت فكان أبي يقول: وال أعلمه ذكره إال عن النبي الركن فاستلمه.. بارك هللا فيك. -صلى هللا عليه وسلم- السالم عليكم ورحمة هللا وبركاته. بعد: كان يق أر في الركعتين قل هو هللا أحد وقل يا أيها الكافرون ثم رجع إلى الحمد هلل رب العالمين وصلى هللا وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما ففي هذه الليالي المباركة اإلمكان -إن شاء هللا تعالى- لحديث من أطول األحاديث في الصحيح وهو حديث جابر نعرض بشيء من اإليجاز واالختصار عليه الصالة والسالم- وحديث جابر حديث عظيم جليل عني به العلماء وهو حري بذلك وجدير. ابن المنذر صنف كتابا استنبط من الحديث ما يزيد على خمسين -رضي هللا عنه- ومائة مسألة مع التوضيح حسب في صفة حج النبي - وأوسعوه بحثا وألفوا فيه المؤلفات وهو قابل ألكثر من ذلك وشرح الحديث في ليال معدودات إنما يكون من باب ما ال يدرك كله ال يترك جله وان كان الجل أيضا تجوز إنما نعرض بشرح الحديث بشيء من االختصار واإليجاز ونقف وقوفا نتمهل فيه قليال عند بعض األحكام التي تمس إليها الحاجة. وجابر -رضي هللا عنه- ضبط الحجة وأتقنها من خروجه -عليه الصالة والسالم- من المدينة إلى من داره رجوعه إليها ولذلك يرجح كثير من أهل العلم ما يقع فيه التعارض بين حديثه وبين حديث غيره من الصحابة ولو كان الحديث اآلخر في الصحيح -في البخاري مثال - ألن جاب ار صارت له العناية التامة بحجة النبي -عليه الصالة والسالم- فالحديث عظيم حديث جابر يرويه عن النبي مخرجة في صحيح مسلم دون ويحتاج شرحه واستيفاء مباحثه إلى -عليه الصالة والسالم- البخاري من أفعاله بسط طويل ووقت طويل جدا. ووصف الحجة من أولها إلى آخرها وهي فالحديث من أف ارد مسلم وان جاءت بعض جمله عن غير جابر من الصحابة في الصحيح وسيأتي التنبيه على شيء من ذلك -إن شاء هللا تعالى-. يقول اإلمام مسلم أبو بكر: قاال: -رحمه هللا تعالى-: حدثنا حاتم بن إسماعيل المدني" "حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة واسحاق بن إب ارهيم جميعا عن حاتم قال الحديث يرويه اإلمام مسلم من طريق اثنين من شيوخه وجرت عادته -رحمه هللا تعالى- إذا روى الحديث عن اثنين أنه ينص على صاحب اللفظ يبين صاحب اللفظ كما أنه يعنى عناية فائقة ببيان فروق صيغ األداء بين الرواة وهنا يقول: "جميعا عن حاتم" فهل صيغة األداء هنا العنعنة هل يقصد اإلمام مسلم بقوله: عن حاتم أن كال من أبي بكر بن أبي شيبة واسحاق بن إب ارهيم جميعا عن حاتم يعني يرويان الحديث بصيغة العنعنة ال إسحاق المعروف بدليل أنه قال: قال أبو بكر: وماذا عن حدثنا عن إسحاق بن إب ارهيم الحنظلي المعروف بابن ارهويه أنه ال يقول في األداء إال أخبرنا فهنا
)عن( ليس الم ارد بها بيان طريقة التحمل التي يعبر عنها بصيغة األداء هنا نعم صر ح بالنسبة ألبي بكر بقوله: حدثنا فعرفنا أن أبا بكر تحم له عن حاتم بن إسماعيل بطريق السماع وأما إسحاق بن إب ارهيم فال يقول في صيغة األداء إال أخبرنا ولذا يفسر المهمل إذا جاء إسحاق مهمال في األسانيد إذا كانت الصيغة أخبرنا فهو إسحاق بن ارهويه إذا كانت الصيغة غير أخبرنا فهو غيره. إذا قوله: "جميعا عن حاتم" هذا إخبار إجمالي عن الشيخين بأنهما تحمال الحديث عن حاتم بن إسماعيل من غير تفصيل للصيغة التي نطق بها كل منهما وعلى هذا إذا قال أهل العلم في كتب الرجال روى عن فالن وفالن وفالن وروى عنه فالن وفالن وفالن هل معنى هذا أنه ال يروي عنه إال بصيغة العنعنة ال هو مجرد إثبات أن هذا الشيخ من شيوخه فالن وفالن وفالن ومن تالميذه فالن وفالن وفالن. قال أبو بكر: "حدثنا حاتم بن إسماعيل" قد يقول قائل: لماذا أعاد اإلمام مسلم أبا بكر ولم يعد إسحاق عرفنا أن اإلمام مسلم يعنى ببيان صاحب اللفظ فيقول: حدثنا فالن وفالن واللفظ لفالن هنا ما ذكرها لكن جاء بأسلوب آخر "حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة واسحاق بن إب ارهيم جميعا عن حاتم قال أبو بكر" أعاد أبا بكر ألنه هو صاحب اللفظ وهذه طريقة منهج له إذا أعاد أحد الرواة فإنه يكون صاحب اللفظ واال فاألصل أن اإلمام مسلم -رحمه هللا تعالى- يبين صاحب اللفظ فينص عليه فيقول: واللفظ لفالن وهذه مما يتميز أو يمتاز به صحيح مسلم عن غيره العناية الفائقة بذكر الفروق بين الرواة سواء كانت في المتون أو في األسانيد اإلمام البخاري ال يعتني بذلك كثي ار فال يبين صاحب اللفظ ال يعنى بذلك يهمه أن يكون المتن محفوظ عن من ينقله عنه ولو بالمعنى. إذا روى اإلمام البخاري الحديث عن شيخين ولم يبين صاحب اللفظ فابن حجر يقول: ظهر باالستق ارء من عادته أن اللفظ يكون لألخير منهما لألخير وليس لألول عادة مسلم يبين صاحب اللفظ البخاري يكون اللفظ لألخير منهما وهذه قاعدة ظهرت من استق ارء ابن حجر لكنها أغلبية وليست كلية بدليل أنه يوجد في الصحيح أحاديث يرويها البخاري من طريق اثنين وينص الحافظ في الشرح على أن اللفظ لألول لفالن وهو األول في السياق. قد يقول قائل: إذا كان مسلم -رحمه هللا تعالى- يعنى ببيان صاحب اللفظ بدقة ويعتني بفروق الروايات فيذكر هذه الفروق وان كان ال يترتب عليها فائدة قد يكون الفرق لفظة بدل لفظة ال يترتب عليها كبير فائدة أو زيادة حرف أو نقص حرف وهذا ما يمتاز به من هذه الحيثية فهل ينصح من أ ارد الحفظ أن يبدأ بصحيح مسلم كما يصنعه بعضهم ألن اإلمام مسلم يعنى باأللفاظ ويتحرى فيها ثم يأخذ ما ازد على ذلك من زوائد البخاري أو العكس اإلخوة الذين يعنون بالحفظ بل يشرفون على من يحفظ يوجهون الناس إلى البدء بصحيح مسلم لما عرفنا أنه يعتني باأللفاظ بدقة ثم يأخذون ما ازد في البخاري على مسلم لكن هل هذا منهج صحيح أو نقول: البداءة بالبخاري ثم تؤخذ زوائد مسلم ألن البخاري أصح عند جماهير أهل العلم أول مننننننننننننننننننننننن صننننننننننننننننننننننننف فننننننننننننننننننننننني الصنننننننننننننننننننننننحيح محمنننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننند وخنننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننص بنننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننالترجيح ومسلم بعد.. الخ ما قال -رحمه هللا تعالى- أقول: ال بد من العناية بالبخاري أوال ثم تؤخذ الزيادات من صحيح مسلم وال يختلف اإلمام البخاري عن مسلم في جواز الرواية بالمعنى كل منهما يجيز الرواية بالمعنى فكون اللفظ الذي بين أيدينا في صحيح مسلم اعتنى فيه مسلم ببيان فروق الروايات ال يعني أن اللفظ الموجود
في صحيح مسلم هو اللفظ النبوي نعم هو اللفظ لفالن ويحتمل أن يكون فالن رواه بالمعنى وجمهور أهل العلم يجيزون الرواية بالمعنى شريطة أن يكون ال اروي عارف بمدلوالت األلفاظ وما يحيل المعاني هذا قول جمهور أهل العلم فليس معنى هذا أن األلفاظ الموجودة في صحيح مسلم ومتون األحاديث هي ألفاظ النبي - عليه الصالة والسالم- هي ألفاظ من نسبت إليه من الرواة بدقة لكن هؤالء الرواة رووها عن النبي -عليه الصالة والسالم- بالمعنى وقد تكون باللفظ واألمر كذلك في صحيح البخاري هي مروية بالمعنى ألن جمهور أهل العلم يجيزون الرواية بالمعنى وقد يكون بعضها بلفظه -عليه الصالة والسالم- أو جله. ومن باب االستط ارد أهل العلم ينصحون المتفقه إذا أ ارد أن يتفقه في السنة أن يقدم أبا داوود والترمذي على الصحيحين هذا استط ارد ال عالقة له بما نحن فيه لقرب الفائدة منهما ثم بعد ذلكم يعنى بالصحيحين ثم المرحلة الثالثة النسائي وابن ماجة. "قال أبو بكر: حدثنا حاتم بن إسماعيل المدني عن أبيه" جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب المعروف بالصادق عن أبيه: أبوه محمد الباقر محمد بن علي بن الحسين بن علي زين العابدين بن الحسين سبط رسول هللا ابن علي بن أبي طالب والسند كما ترون فيه جعفر بن محمد وأبوه جعفر الصادق ومحمد الباقر وهما ثقتان مخرج لهما في الصحيح وغيره وقد عظمت عليهما الفرية عند قوم ازغت قلوبهم فأكثروا من الوضع عليهما وافتروا عليهما وبنوا دينهم على ما ينقل عنهما مما كان أكثره في عداد الموضوعات وأهل السنة أهل اإلنصاف ال يقولون: جعفر الصادق روجت عليه األحاديث ما ذنبه هو فال نروي عنه يرووا عنا يخرجون له في الصحيح وروايته معتمدة عند أهل العلم. "قال: دخلنا على جابر بن عبد هللا فسأل عن القوم" ينبغي للمزور أن يسأل ال ازئرين أو ال ازئر عن اسمه ونسبه كي ينزله منزلته لحديث عائشة: أمرنا أن ننزل الناس منازلهم هكذا في مقدمة صحيح مسلم وفي غيره بصريح األمر: ))أنزلوا الناس منازلهم(( فكون الشخص يزور اآلخر ثم يخرج واآلخر ال يعرف من حاله شيء وال يعرف من هو وقد يكون ممن ينبغي أن يعتنى به أو يكون عنده شيء يمكن أن يستفاد منه ويخرج كما دخل ال بد أن يسأل وهذا من منهج السلف من أنت أو من القوم فيعرفون بأنفسهم فالن بن فالن بن فالن بما يحصل به التعريف. ولذا قال: "فسأل عن القوم حتى انتهى فقلت: أنا محمد بن علي بن حسين فأهوى بيده إلى أرسي فنزع إلي زري األعلى ثم زري األسفل ثم وضع كفه بين ثديي وأنا يومئذ غالم شاب فقال: مرحبا بك يا ابن أخي" أهوى بيده إلى أرسي يداعبه ويتلطف معه ويؤنسه وهذا من المودة في القربى ألنه من بيت النبوة فنزع زري األعلى ثم نزع زري األسفل من أجل أن يدخل يده يقول: ثم وضع كفه بين ثديي شيخ كبير صحابي جليل قد عمي يفعل هذا مع شاب ومثل هذا إذا ترتبت عليه المصلحة وأمنت المفسدة ال بأس به إذا ترتبت عليه مثل هذه المصلحة مصلحة التأنيس ال بأس لكن هل يسوغ لكل شخص أن يدخل يده أو كفه بين ثديي شاب أهل العلم صرحوا بأن النظر إلى األمرد ح ارم جمهورهم إذا كان لشهوة وأطلق بعضهم التحريم كالنووي ولو لم يكن لشهوة لكن هذا شيخ كبير قد عمي وهذا من بيت النبوة يحتاج إلى مزيد عناية لوصية النبي -عليه الصالة
والسالم- بأهل بيته ثم وضع كفه بين ثديي في هذا ما يدل على أنه يقال: الثدي بالنسبة للرجل كالم أرة وان قال بعضهم: أن الثدي خاص بالم أرة ويقال للرجل ثندوة. "وأنا يومئذ غالم شاب فقال: مرحبا بك يا ابن أخي" صغير قبيح لكن وأنا يومئذ غالم شاب بلغ الحلم واال ال ال ما يتصور أن رجل كبير قد بلغ الحلم فك أز ارر وتوضع الكف بين ثدييه شاب صغير يداعب بمثل هذا ال بأس بالقيد الذي ذكرناه ومع أمن الفتنة. يعني هذا بالنسبة للكبار قد يكون محمد بن علي يروي الحديث وهو غالم شاب ومن شرط الرواية أن يكون ال اروي مكلفا أن يكون ناقل الخبر مكلف قد بلغ الحلم. أجمنننننننننننننننننننننننننننننع جمهنننننننننننننننننننننننننننننور أئمنننننننننننننننننننننننننننننة األثنننننننننننننننننننننننننننننر بنننننننننننننننننننننننننننننأن يكننننننننننننننننننننننننننننننون ضنننننننننننننننننننننننننننننابطا معنننننننننننننننننننننننننننننندال يحفنننننننننننننننننننننننننظ إن حننننننننننننننننننننننننندث حفظنننننننننننننننننننننننننا يحنننننننننننننننننننننننننوي إلى أن قال: قد بلغ الحلم سليم الفعل من فسق... الخ والفقننننننننننننننننننننننه فنننننننننننننننننننننني قبننننننننننننننننننننننول ناقننننننننننننننننننننننل الخبننننننننننننننننننننننر أي يقظنننننننننننننننننننننننننننننننا ولنننننننننننننننننننننننننننننننم يكنننننننننننننننننننننننننننننننن مغفنننننننننننننننننننننننننننننننال كتابنننننننننننننننننننننننننننننننه إن كنننننننننننننننننننننننننننننننان مننننننننننننننننننننننننننننننننه ينننننننننننننننننننننننننننننننروي المقصود أن بلوغ الحلم أمر ال بد منه لقبول الرواية ولذلك يشترطون في قبول الشهادة وقبول الرواية أن يكون ال اروي والشاهد مكلفا مكلف نقول: ويصح تحمل الكافر ما تحمل ال بد أن تكتمل ألن الصبي ال يؤمن أن يزيد أو ينقص أو نعم هذا أمر نقل عليه االتفاق يكذب في خبره أو في شهادته لكنه في حال األداء ال في حال التحمل ألنه غير يصح تحمل الصغير ويصح تحمل الفاسق لكن إنما يطلب الكمال وتوافر الشروط عند األداء إذا أ ارد أن يؤدي في صحيح البخاري في حديث ابن محمود الربيع من دلو وهو ابن أربع سنين شروطه أما في حال التحمل فتقبل رواية الصبي إذا كان ممي از. أو خمس سنين أنه عقل مج ة مجها النبي -عليه الصالة والسالم- في وجهه الذي في الصحيح خمس سنين جاء في بعض الروايات خارج الصحيح ابن أربع سنين ولذا جعل أهل العلم الحد الفاصل لقبول الرواية خمس لكن الحديث ال يدل على التحديد كون محمود عقل وهو ابن خمس سنين ال يعني أن غيره يعقل وهو ابن خمس سنين فقد يعقل قبل ذلك وقد ال يعقل إال إذا تجاوز هذا السن. على كل حال توفر وتحمل الكافر والفاسق. "وأنا يومئذ غالم شاب فقال: مرحبا " الشروط ال بد منه لكن في حال األداء وأما في حال التحمل يقبل تحمل الصبي الصغير هذه كلمة أبي طالب قالت: السالم عليك يا رسول هللا فقال: هل يكفي عنه أنه تتبادل في التحية وهي سنة ثبت في الصحيح أن أم هانئ بنت ))مرحبا بأم هانئ(( أو ال بد من أن ترد التحية بأحسن منها أو مثلها -عليه الصالة والسالم- الرد بمرحبا وقال بعضهم: عنه -عليه الصالة والسالم- وأهل العلم يختلفون في رد التحية بمرحبا فيقال: وعليكم السالم ورحمة هللا مرحبا ما حفظ في حديث أم هانئ أنه قال: وعليك السالم مرحبا ولذا قال بعضهم: يجزئ أنه ال يجزئ بل ال بد أن ترد التحية بأحسن منها أو بمثلها وكون الرواة لم ينقلوا أنه قال: وعليك السالم ال يعني أنه لم يقع فإذا ثبت الحكم بدليل شرعي ال يلزم أن ينقل في جميع األدلة ال يلزم أن تتظافر عليه األدلة فتركه ال اروي للعلم به.
"فقال: مرحبا بك يا ابن أخي سل عما شئت فسألته وهو أعمى وحضر وقت الصالة فقام في نساجة " في بعض األصول الموثقة في ساجة بدون نون وصححها بعضهم وخطأ النون خطأ ما عندنا في نساجة لكنها ثابتة في بعض الروايات المعتمدة. "فقام في نساجة ملتحفا بها" يقول: "فصلى بنا" وهو أعمى فصالة األعمى وامامة األعمى صحيحة ال إشكال فيها والمفاضلة بينه وبين المبصر مسألة خالفية بين أهل العلم فمنهم من يرى أن األعمى أفضل من المبصر لإلمامة ألنه ال يرى ما حوله فال ينشغل بل يقبل على صالته ومنهم من يقول: ال المبصر أولى وصالته أكمل ألنه هو الذي يتحرز عن النجاسات وما يؤثر على الصالة. والقول المرجح في هذه المسألة أن مرد التفضيل إلى حديث أبي مسعود: ))يؤم القوم أقرؤهم لكتاب هللا((.. إلى آخر ما في الحديث وليس فيه كونه مبصر وال كونه أعمى وبهذا نعرف ضعف من يقول من أهل العلم بأمور بنوا عليها التفضيل وال دليل فيها حتى قال بعضهم: أفضلهم أجملهم وجها بعضهم قال: أكبرهم أرسا بعضهم قال: أجمل ام أرة بعضهم قال:.. الخ أشياء مضحكة ال وزن لها في الشرع فكيف يفضل فيها في أفضل مقام في الصالة! "فقام في نساجة" النساجة كساء يشبه الطيلسان "ملتحفا بها كلما وضعها على منكبه رجع طرفاها إليه من صغره ورداؤه إلى جنبه" عنده رداء آخر لكن يريد أن يبين لهم القدر المجزئ في السترة وأنه ال بد أن تستر العورة وستر العورة شرط عند أهل العلم. "كلما وضعها على منكبه" أيضا ستر المنكب واجب في الصالة وفرق بين الشرط والواجب ستر العورة شرط وستر المنكب واجب جاء في الحديث الصحيح: ))ال يصل أحدكم في الثوب الواحد ليس على عاتقه منه شيء(( والم ارد هنا بالعاتق الجنس بدليل الرواية األخرى: ))ليس على عاتقيه منه شيء(( فال بد من ستر العاتقين وان كان المعروف عن اإلمام أحمد أنه يكفي أحد العاتقين بناء على رواية: ))ليس على عاتقه(( كلما وضعها على منكبه رجع طرفاها المنكب هو الكتف أو هو مجتمع أرس العضد مع الكتف رجع طرفاها إليه من صغرها ورداؤه إلى جنبه على المشجب المشجب ما تعلق عليه الثياب كالشماعة. "فصلى بنا فقلت: أخبرني عن حجة رسول هللا فقال بيده فعقد تسعا " طريقة الحساب باألصابع جاء بعضها في المرفوع وبعضها في الموقوف وهي طريقة عربية تعرف فيها األعداد من غير نطق باألصابع أصابع اليد اليمنى لها أرقام وأصابع اليد اليسرى لها أرقام وعقود كل إصبع له رقم كل عقد له رقم وهي طريقة مهجورة هجرت كانت معروفة ثم هجرت من أ ارد معرفة شيء عنها فليرجع إلى فتح الباري في الجزء الثالث عشر صفحة )ص 801 ( وسبل السالم والتلخيص وغيرها من كتب أهل العلم. "فعقد تسعا " يريد أن يبين أن الرسول -عليه الصالة والسالم- مكث تسع سنين وقد بين. "فقال: أن الرسول -عليه الصالة والسالم- مكث تسع سنين لم يحج ثم أذن بالناس في العاشرة" الرسول - عليه الصالة والسالم- حج قبل الهجرة وهذه الحجة على طريقة قومه مما ورثوه عن ملة إب ارهيم -عليه السالم- وان خالف قومه في الوقوف بعرفة وهذه الحجة يدل عليها حديث جبير بن مطعم في الصحيح وهو أنه أضل بعي ار له فوجده بعرفه وجد النبي -عليه الصالة والسالم- واقف مع الناس وتعجب فقال: ما بال هذا يقف هنا
وهو من الحمس الحمس ال يخرجون من الحرم فكونه يتعجب يدل على أنه قبل أن يسلم ألن جبير بن مطعم إنما وقر اإليمان في قلبه لما جاء في فداء أسرى بدر في السنة الثانية للهجرة والحجة هذه كانت قبل الهجرة النبي -عليه الصالة والسالم- لما هاجر والخالف في الثانية أيضا الحجة ثانية لكن هناك من النصوص ما يدل على أنه حجة ثانية وهل كانت قبل الهجرة أو بعدها على كل ليست هي حجة اإلسالم إنما حجة اإلسالم التي وقعت بعد فرض الحج إنما هي التي شرحها جابر في هذا الحديث. "فقال: إن رسول هللا مكث تسع سنين لم يحج ثم أذن في الناس في العاشرة أن رسول هللا حاج" أعلم الناس وأبلغوا الخبر أن النبي -عليه الصالة والسالم- حاج في هذه السنة يعني يريد الحج من أجل أن يحضر المسلمون ليقتدوا به. "فقدم المدينة بشر كثير كلهم يلتمس أن يأتم برسول هللا -صلى هللا عليه وسلم-" الرسول حج في السنة العاشرة والخالف بين أهل العلم في الحج هل فرض في السادسة أو التاسعة أو العاشرة معروف لكن المرجح عند أهل التحقيق أنه إنما فرض في السنة التاسعة ولم يحج النبي -عليه الصالة والسالم- في السنة التاسعة بل بعث أبا بكر لكي يؤذن بالناس أن ال يحج بعد العام مشرك وأن ال يطوف بالبيت عريان ألن النبي -عليه الصالة والسالم- يكره هذه المناظر وال يطيق مشاهدتها فإذا نظف البيت من هذه المناظر حج كما هو الواقع. يترتب على الخالف في وقت فرض الحج الخالف في الحج نفسه هل هو على الفور أو على الت ارخي من قال: أنه فرض سنة ست قال: أنه على الت ارخي ألن النبي مكث سنين -عليه الصالة والسالم- لم يحج لم يحج إال سنة عشر ومن قال: أنه فرض سنة تسع وأخر الحج عن تسع إلى عشر للعلة المذكورة أو قال: فرض سنة عشر قال: إن الحج على الفور وكونه على الفور هو المرجح عند أهل العلم. والحج ركن من أركان اإلسالم إجماعا لحديث عبد هللا بن عمر -رضي هللا عنهما- وغيره: ))بني اإلسالم على خمس: شهادة أن ال إله إال هللا وأن محمدا رسول هللا واقام الصالة وايتاء الزكاة وصوم رمضان والحج(( أو: ))والحج وصوم رمضان(( على الخالف بين الرواة في ذلك. اإلمام البخاري -رحمه هللا- قدم الحج على الصيام لكونه أهم عنده والرواية الثابتة عنده في تقديم الحج على الصيام من حديث عبد هللا بن عمر أرجح من تقديم الصيام على الحج. "يقول: إن رسول هللا حاج فقدم المدينة بشر كثير" يقربون من مائة وعشرين ألفا حزروا بهذا العدد منهم من ازد ومنهم من نقص لكن هذا هو المعدل بين األقوال بشر كثير كلهم يلتمس أن يأتم برسول هللا ويعمل مثل عمله هذا األصل في العبادات أن تأتي مطابقة لفعله - عليه الصالة والسالم- إذ شرط كل عبادة أن تكون خالصة لوجه هللا -سبحانه وتعالى- وأن تكون على هدي النبي -عليه الصالة والسالم- واذا كان أهل العلم يوصون الحجاج وهذا مستفيض في المناسك أن يكون الحاج بصحبة طالب علم أو عالم لتكون أفعاله على المطلوب شرعا فإذا كان هذا بالنسبة لمن يعرف شيئا من العلم فكيف باالئتساء بمن أمرنا باالقتداء به واالئتساء به! استجاب الصحابة لما أذن بهم فأعلن أن النبي - عليه الصالة والسالم- حاج. "فقدم المدينة بشر كثير كلهم يلتمس أن يأتم برسول هللا ويعمل مثل عمله"
يقول: "فخرجنا معه حتى أتينا ذا الحليفة فولدت أسماء بنت عميس محمد بن أبي بكر" ولدت خرجت إلى الحج وهي على الصحابة- والسالم- على أبواب الوالدة -مشارف الوالدة- ولدت بعد بضعة أميال وهذا من حرصهم المسارعة إلى إب ارء الذمة من الواجبات من جهة ومن جهة أخرى االقتداء به فرصة قد ال تتكرر وقد حصل لو تأخرت بسبب الحمل والذي يغلب على الظن أنها حد الطلق قبل خروجها من بيتها الشخص يتعلل بعلل واهية يتأخر عن الحج بسبب الحج وهو على الفور كما سمعنا بسبب الزواج مثال في إجازة الدين. -من حرص -عليه الصالة وصلت إلى قد اآلن ومع ت ارخي الناس وتساهلهم في المسارعة والمبادرة إلى الخي ارت تجد إكمال الد ارسة إيش عالقة الد ارسة بالحج يتعلل بتأخير أو ألنه مشغول وقد يتعلل بعضهم الحج يأتي بأن وقت واإلجازة فرصة بأن يخرج هو وزمالؤه وأق ارنه في رحلة مثال كل هذه علل واهية تدل على رقة في بعض النساء أو بعض الرجال يقول: تحج السنة هذه تنتظر إلى سنة أخرى لئال يسقط األمة بعد نبيها خرجت وولدت بعد بضعة أميال محمد بن أبي بكر. "فأرسلت إلى رسول هللا عند اإلح ارم ألن هذه وهي نفساء قيل لها: الم أرة مجرد ما تحلل وتبين لها أنها حملت أو حبلت خالص ما يحتاج هذا الحمل أسماء بنت عميس زوجة أبي بكر الصديق أفضل كيف أصنع قال: اغتسلي أمرت به فهو في حق ))اغتسلي الطاهر واستثفري((" آكد على موضع الدم شيئا يمنع خروجه لئال يتلوث البدن والثوب والبقعة بالدم يعني تحفظي بالنسبة للحائض والنفساء حكمهما واحد تغتسالن بالبيت كما في حديث عائشة. "فصلى رسول هللا الصبح والعشاء ألن النبي -عليه الصالة والسالم- وتحرمان في المسجد ثم ركب القصواء" صلى الظهر والفجر ثم أحرم بعد ركعتي الفجر الفريضة هذا على قول النووي إلى الظهر صلى الظهر ركعتين ثم أحرم بعدهما المدينة فعل المعصوم تخلف واستثف ري وتفعالن كل ما يفعله الحاج غير والسنة االغتسال وأحرمي يعني ضعي وهذا الحكم أنهما ال تطوفان هذه الصالة يقول النووي: أنها صالة بالمدينة ثم خرج فصلى بالحليفة العصر والمغرب والذي رجحه ابن القيم أنه انتظر فيكون مكث يوم وليلة في الميقات وهو بضعة أميال عن قد يقول قائل: لماذا يشق على الناس فيخرج بهم من بيوتهم ويجلس يوم كامل بعد بضعة أميال -عليه الصالة والسالم- وله فوائد ولعل منها: ولغير ذلك من الفوائد المرتبة على فعله -عليه الصالة والسالم-. المقصود أن هذا هو الحاصل. "فصلى أحرم بعد رسول هللا في المسجد ثم ركب القصواء" هذا أن يتذكر من تذكر شيئا نسيه أو يلحق بهم من الرسول -عليه الصالة والسالم- الصالة وهي صالة الصبح على قول النووي أو صالة الظهر على قول ابن القيم فدل على أنه ينبغي أن يكون اإلح ارم بعد صالة الوادي المبارك وقل: عمرة في حجة(( وجاء األمر بالصالة قبل اإلح ارم في صحيح البخاري: وال نعلم ما لو لم تكن أو لم يكن إح ارمه ))صل في هذا -عليه الصالة والسالم- بعد الفريضة ماذا سيصنع ولذا يرى جمهور أهل العلم أن اإلح ارم له صالة فإن وقع بعد فريضة فهو أولى وان لم يقع بعد فريضة صلى ركعتين لإلح ارم وهذا مذهب العلماء كافة كما قال النووي وابن عبد البر وغيرهما نقل
الخالف عن الحسن البصري وبعض التابعين من أهل العلم من يقول: أنه ليس هناك صالة لإلح ارم وانما وقع اتفاقا أنه صلى الفريضة ثم أحرم لكن األمر: تداخلت صالة اإلح ارم مع صالة الظهر متعلقة باألخرى ))صل في هذا الوادي المبارك(( ومعلوم أنه إذا اجتمع هناك عبادتان صغرى وكبرى يعني غاية ما في األمر أنها لم تكن إحداهما وال يكون فعلها على جهة القضاء فإنها تدخل إحداهما في األخرى تدخل الصغرى في الكبرى وهذه قاعدة عند أهل العلم على أن من الشافعية من يرى أنها صالة خاصة فال تدخل في الفرض وال تجزئ عنها الفريضة بل ال بد من هاتين الركعتين لإلح ارم. على كل حال جماهير أهل العلم بل هو مذهب أهل العلم كافة فيما نقله النووي وغيره ولم يخالف في ذلك إال نفر يسير أن اإلح ارم له صالة وعلى الخالف وان لم يوافق ويصادف فريضة وكان كل حال إن وافق فريضة فبها ونعمت ركعتين ليقع إح ارمه بعد الصالة إن كان الوقت وقت نهي وهو األولى واألكمل خروجا من الوقت وقت مطلق غير وقت نهي فاألولى أن يصلي اإلنسان ثبت في الصحيح عن عقبة بن عامر من حديث عمر وغيره النهي عن الصالة في أوقات النهي فال تعارض هذه النواهي بمثل هذه السنة. طالب:... ما يلزم المقصود أنه جاء األمر: أنه نقول: ))صل في هذا الوادي المبارك(( كل من مر بهذا الوادي المبارك ينبغي أن يصلي سواء أ ارد أن يحرم أو الم ارد بن)صل( يحتمل التأسيس معنى قوله: قلنا: في هذا الوادي صل الفريضة أو صل لإلح ارم والتأكيد فحمله على التأسيس أولى ))صل في هذا الوادي أن الم ارد بقوله: يقولون: التأسيس خير وأولى ))صل في هذا الوادي من التأكيد مصلي مصلي هذا فرض ال بد أن يصلي. وعلى كل حال البحث في هذه المسألة يطول األوقات المطلقة وليس من أوقات النهي. "فصلى رسول هللا هللا هل المقصود في هذا الوادي احتمال نفسه بمعنى ال قال بهذا أحد من أهل العلم وأهل العلم يقولون: أو إذا كان األمر ألن التأكيد يفقده معناه إيش معنى هذا الكالم لو قلنا: أن المبارك(( صلي الظهر تأكيد ألوامر سابقة ال بد أن يصلي الظهر واذا صل المبارك(( لإلح ارم صار تأسيس حكم جديد وأهل العلم ألن التأكيد يفقد الحديث فائدته كيف يصلي وقد أمر بالصالة فهو ثم ركب ومثل ما ذكرنا ينبغي أن يصلي اإلنسان إذا كان الوقت من القصواء حتى إذا استوت به ناقته في البيداء نظرت إلى مد بصري بين يديه من ر اكب وماش وعن يمينه مثل ذلك وعن يساره مثل ذلك ومن خلفه مثل ذلك ورسول بين أظهرنا"... إلى أن قال: "فأهل بالتوحيد" )فأهل( العطف على إيش على ركب ثم ركب فأهل معنى هذا أنه لم يهل حتى ركب ألن العطف بالفاء إيش يقتضي الترتيب معنى هذا أنه لم يهل إال بعد أن ركب القصواء. واستوت به على البيداء وجاء في الحديث الصحيح من حديث ابن عمر: رسول هللا والسالم- لما صلى أهل لما ركب فتقول: الصحيح وال تعارض بين هذه الروايات كلها أهل النبي أنه أهل من البيداء إنما أهل من المسجد" "بيداؤكم هذه التي تكذبون فيها على فالرسول ناقته أهل أهل على البيداء أهل عند الشجرة جاءت بذلك -عليه الصالة الروايات في -عليه الصالة والسالم- لبى-عليه الصالة والسالم-
واإلهالل رفع الصوت بالتلبية في هذه المواضع كلها فكل من سمعه في مكان نقل عنه أنه أهل منه فمن سمعه أهل بالمسجد نقل أنه أهل بالمسجد ومن سمعه أهل على البيداء بعد أن ركب الدابة حينما استوت به دابته إنما سمعه في ذلك الوقت ولم يسمعه قبل ذلك وهكذا فال تعارض بين هذه الروايات. طالب... حديث ابن عمر في الصحيح ما يحتاج. طالب... التي تكذبون فيها على رسول هللا -صلى هللا عليه وسلم- إنما أهل رسول هللا من المسجد ألنه يفهم فهم ابن عمر من قولهم إنما أهل رسول هللا من البيداء أنه لم يهل قبل ذلك فأ ارد أن يبين أنه أهل قبل ذلك وال ينفي ابن عمر أنه أهل على البيداء أو إلى الشجرة أو بعدما ركب دابته ال ال ينفي هذا. "حتى إذا استوت به ناقته على البيداء نظرت إلى مد بصري" مد نهاية البصر غاية ما يدركه البصر وبعضهم يقول: األفصح أن يقول: مدى بصري وال يقال: مد بصري إلى مد بصري بين يديه. إيش المشكلة أيهما أصح أحد المشايخ الحضور في الدرس: منكم نستفيد يا شيخ. ال بعض الش ارح يقول: مدى بصري أفصح من مد على كل حال هي ثابتة في النص الصريح الصحيح. "إلى مد بصري بين يديه من اركب وماشي" فالصحابة منهم ال اركب ومنهم الماشي بإق ارره -عليه الصالة والسالم- وجاء: }و أ ذ ن ف ي الن اس ب ال ح ج ي أ ت وك ر ج اال و ع ل ى ك ل ض ام ر {])72( سورة الحنج[ رجاال الواو: هنا للتخيير أو للتقسيم أحد المشايخ الحضور في الدرس: منكم نستفيد يا شيخ. ما يمنع يا شيخ شيخنا في هذا الباب أحد المشايخ الحضور في الدرس: ال نتكلم هنا أبدا بين يديكم. الواو هنا للتقسيم يعني قسم منهم اركب قسم منهم رجال وقسم منهم ركبان وهنا "بين يديه من اركب وماش" فالحج ماشيا جائز والحج اركب جائز والمفاضلة بينهما عند أهل العلم معروفة منهم من يفضل الحج ماشيا يقول: أنه أكثر مشقة ومنهم من يقول: الحج اركبا أفضل لكونه -عليه الصالة والسالم- حج اركبا وال شك أن المشقة الناشئة عن المشي ليست مقصودة ليست بمقصد شرعي المشقة لذاتها نعم إذا ثبتت تبعا لعبادة تبعا لما أمر به أجر عليها اإلنسان فاألجر على قدر المشقة على قدر النصب هذا إذا كان مما أمر به أو جاء تبعا لما أمر به أما أن يقصد تقصد المشقة ويقصد التعب ويقصد اإلنسان بذلك األجر وعلى هذا إذا استطاع أن يركب فاألفضل في حقه أن يركب وهللا -سبحانه وتعالى- عن تعذيب هذا نفسه لغني يقول: "بين يديه من اركب وماش وعن يمنيه مثل ذلك وعن يساره مثل ذلك ومن خلفه مثل ذلك" من جميع الجهات إال أنه لم يذكر أمامه هل ذكر أمامه قال: "بين يديه" وبين يديه هذا أمامه بين يديه وين بيكون
أمامه يعني من جميع الجهات مد البصر خلق كثير أكثر من مائة ألف جاؤوا ليحجوا معه -عليه الصالة والسالم- ويقتدوا به ويأتسوا به. "ورسول هللا بين أظهرنا وعليه ينزل القرآن وهو يعرف تأويله" نعم الرسول -عليه الصالة والسالم- هو الذي يعرف تأويل القرآن ويتأول القرآن وعليه ينزل ال على غيره وتأويل النبي -عليه الصالة والسالم- للقرآن يجب المصير إليه وحينئذ ال يجوز االجتهاد في التفسير مع وجود النص المرفوع عنه -عليه الصالة والسالم-. "وهو يعرف تأويله وما عمل به من شيء عملنا به" جابر يغري بهذا السامع أن يأخذ بما يرويه جابر -رضي هللا عنه- أنه ال يقول شيء عن اجتهاده وانما ينقل ما عمل به النبي -عليه الصالة والسالم- وعملوه معه. "فأهل بالتوحيد" اإلهالل رفع الصوت والتوحيد هي التلبية المتضمنة للتوحيد ونفي الشرك وصيغة التلبية التي أهل بها -عليه الصالة والسالم- ما ذكره جابر -رضي هللا عنه- فأهل بالتوحيد: لبيك لبيك اللهم لبيك لبيك ال شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك ال شريك لك. "وأهل الناس بهذا الذي يهلون به" ازدوا على تلبيته -عليه الصالة والسالم- الرسول -عليه الصالة والسالم- لزم هذه التلبية التي هي التوحيد وفيها التنصيص على نفي الشرك ال شريك لك وهو في ذلك يخالف ما جاء عن المشركين الذين يقولون: إال شريكا هو لك تملكه وما ملك هذا الشرك بعينه -نسأل هللا العافية- فالنبي - عليه الصالة والسالم- يهل بالتوحيد هلل -سبحانه وتعالى- ويقول: ال شريك لك. "وأهل الناس بهذا الذي يهلون به" فحفظ عن عمر ألفاظ وعن ابنه ألفاظ وعن أبي موسى وعن غيره من الصحابة صيغ للتلبية يسمعهم النبي -عليه الصالة والسالم- وال ينكر عليهم ولذا قال جابر: "وأهل الناس بهذا الذي يهلون به فلم يرد رسول هللا شيئا منه ولزم رسول هللا -صلى هللا عليه وسلم- تلبيته" لزم رسول هللا تلبيته التي ذكرت هنا فالزيادة على هذه الصيغة مما جاء عن الصحابة ال بأس بها ألن النبي -عليه الصالة والسالم- سمعها وأقرها وال بأس بذلك لكن الت ازم ما أثر عنه -عليه الصالة والسالم- ولزمه ولم يزد عليه أولى فكونه يقر الجائز غير كونه -عليه الصالة والسالم- يبدأ بالمشروع ال شك أن ما حفظ عنه أولى مما أقره وان كان الكل في حي ز الجواز. قال جابر -رضي هللا عنه-: "لسنا ننوي إال الحج لسنا نعرف العمرة" ال يعرفون العمرة يعني في أشهر الحج واال فالرسول اعتمر قبل ذلك فهم يعرفون العمرة اعتمر النبي -عليه الصالة والسالم- عمرة الحديبية وعمرة القضاء وعمرة الجع ارنة قبل ذلك فهم يعرفون أصل العمرة مشروعية العمرة لكن مع الحج ال يعرفونها في أشهر الحج ال يعرفونها ألن العمرة في أشهر الحج عند العرب من أفجر الفجور. "لسنا نعرف العمرة حتى إذا أتينا البيت معه استلم الركن فرمل ثالثا ومشى أربعا " حتى إذا أتينا البيت استلم الركن واالستالم سنة يستلمه بيده وان تيسر تقبيله فهو سنة ومشروع إن لم يتيسر التقبيل استلمه باليد إن لم يتيسر االستالم باليد أشار إليه بما في يده من محجن ونحوه واال فباليد ومع هذا االستالم يكبر. "فرمل ثالثا " رمل رسول هللا ثالثا ومشى أربعا والرمل اإلس ارع في المشي مع تقارب الخطى ومشى أربعا والسبب في هذا الرمل المشركون في عمرة القضاء قالوا: إنه يقدم محمد وأصحابه وقد وهنتهم حمى يثرب فجلسوا مما يلي الحجر ولذا كان -عليه الصالة والسالم- يرمل من الركن إلى اليماني
ويمشي بينهما رمل ثالثة أشواط ومشى أربعة إبقاء عليهم ثم رمل بعد ذلك من الركن إلى الركن في حجة الوداع فأصل الرمل شرع لسبب وهو قول المشركين: يقدم محمد وأصحابه وقد وهنتهم حمى يثرب لكن في حجة الوداع هل هناك من يقول: يقدم محمد... الخ ليس هناك من يقول فالحكم شرع لسبب وارتفع السبب وأهل العلم يقولون: الحكم يدور مع علته وجودا وعدما العلة ارتفعت والسبب انتهى ليس محمد وأصحابه... الخ. لكنه -عليه الصالة والسالم- لسبب فارتفع السبب وبقي الحكم اآلية بسبب هناك من يقول: يقدم رمل في حجة الوداع من الركن إلى الركن فيكون هذا من األحكام التي شرعت كالقصر في الصالة القصر في الصالة سببه الخوف وقد نص عليه في }ف ل ي س ع ل ي ك م ج ن اح أ ن ت ق ص ر وا م ن الص ال ة إ ن خ ف ت م {]) 101 ( سورة النساء[ إن خفتم بهذا القيد شرع القصر الخوف في السفر ثم ارتفع فصار القصر صدقة تصدق هللا بها فيقصر اإلنسان وهو آمن ما يكون ومثله ما معنا شرع الرمل لعلة فارتفعت العلة ارتفع السبب وبقي الحكم. "ثم نفذ إلى مقام إب ارهيم بينه وبين البيت". "نفذ إلى مقام إب ارهيم" ومكان الحجر السالم- وقيل: كونه المقام -عليه السالم- فق أر: }و ات خ ذ وا م ن م ق ام إ ب ر اه يم م ص ل ى{]) 171 ( سورة البقرة[ فجعل المقام هو الحجر الذي فيه أثر يعني الموضع الذي قام فيه إب ارهيم فهو مقام مقامك يعني مكانك الذي قمت فيه الم ارد به المكان وقيل: -عليه الصالة والسالم- القدمين إلب ارهيم فقيل: -عليه السالم- أو الحجر الذي والصيغة تحتمل الحجر قام عليه إب ارهيم الم ارد الحجر الحصاة التي فيها أثر الم ارد بمقام إب ارهيم جميع المشاعر التي وقف فيها إب ارهيم يعمد إلى هذا المكان الخاص من البيت ويق أر اآلية دل على أن المقام -عليه السالم- -عليه القديمين -عليه السالم- لكن في الحرم واذا قلنا: أن الم ارد من المقام الحصاة تعلقت المشروعية بها واذا قلنا: أن الم ارد المقام المكان تعلقت المشروعية إ ب ر اه يم{ يعني المكان الذي قام فيه المقام كان مالصقا للكعبة أبعد عنها في عهد عمر به }و ات خ ذ وا م ن م ق ام -رضي هللا عنه- من أجل حاجة الطائفين أو أبعده السيل كما في بعض الروايات المقصود أنه ليس في مكانه األصلي فإذا قلنا: المصلي وبين الكعبة أروقة مثال هل نقول: أن الم ارد بالمقام قلنا: الحجر ولو أخر عن الكعبة يعني لو اقتضت المصلحة أن مشروعية الصالة خلف هذا الحجر وجعله بين أن يؤخر الحجر أيضا عن مكانه إلى أن ركعتي الطواف متعلقة بهذا الحجر ولو أبعد عن الكعبة أو نقول: الم ارد المكان فنقصد المكان الذي قام فيه إب ارهيم وهو مقامه فنصلي فيه بغض النظر عن الحجر الذي فيه أثر القدمين والصيغة محتملة لكن األكثر على أن الم ارد بالمقام الحجر الكعبة متر واحد وصلى م ق ام إ ب ر اه يم م ص ل ى{]) 171 ( سورة البقرة[ هذا وتضعه بينك وبين الكعبة أقول: المكان الطائفين فيبعد جعل المقام الحجر خلفه هل نقول: المكان اللفظ محتمل الذي قام فيه إب ارهيم ولو قيل: لئال يلزم عليه أنه لو أخرج الحجر عن الكعبة لو اجتهد إب ارهيم -عليه السالم-. اقتضى نظره ذلك وعلى هذا لو صلى اإلنسان تأخر عن أساس أنه أصاب السنة وامتثل األمر: أو نقول: ال بد أن تستقبل هذا }و ات خ ذ وا م ن الحجر بأن الم ارد األم ارن معا الحجر الموجود في هذا والي من الوالة يبعد ألنه يعوق وقال: نتبع هذا الحجر أو الم ارد به الحجر الموجود في هذا المكان الذي قام عليه
ولذا يختلف أهل العلم في جواز إبعاد المقام عن مكانه إذا كان الذي أبعده أول مرة عمر -رضي هللا عنه- اجتهد وأبعده وهو خليفة ارشد ))اقتدوا الرسائل. أمرنا باالقتداء به ))عليكم بستني وسنة الخلفاء ال ارشدين المهديين من بعدي(( بالذين من بعدي(( خليفة ارشد لكن لو جاء غيره وألف في المقام رسائل بين مجيز ومانع فلت ارجع هذه "فق أر: }و ات خ ذ وا م ن م ق ام إ ب ر اه يم م ص ل ى{ فجعل المقام بينه وبين البيت". طالب:... إذا فاتت الركعتان يأتي حكمهما -إن شاء هللا-. "فجعل المقام بينه وبين البيت فكان أبي يقول" فكان أبي جعفر الصادق يقول: فكان أبي يعني أبوه الباقر يقول: "وال أعمله ذكره إال عن النبي الكافرون" للتنافي وثبت الرفع صريحا بسند صحيح عند البيهقي وغيره وهنا وللتنافر بين الشك والعلم ذكره إال عن النبي االعتقاد الجازم الذي -عليه الصالة والسالم- ال نعم هناك تنافر بين الشك والعلم كان يق أر" يساوره أدنى شك إن احتمل النقيض إذا استوى األم ارن صار شكا إذا نزل عن الكذب. "فكان أبي يقول: وقل يا أيها الكافرون" كان يق أر في الركعتين قل هو هللا أحد وقل يا أيها هذا تفيد يقول: لما جاء فيه بلفظ العلم انتفى الشك المثبت لكن العلم المنفي اآلن: شك واال ما تفيد هذا شك "وال أعلمه هو علم والعلم ولو بنسبة يسيرة نزل عن مرتبة العلم إلى الظن حد االستواء الطرف المقابل للظن هو الوهم والمقابل للعلم هو وال أعلمه ذكره إال عن النبي -عليه الصالة والسالم- كان يق أر في الركعتين قل هو هللا أحد هو يق أر في الركعتين فيق أر في الركعة األولى قل يا أيها الكافرون وفي الركعة الثانية قل هو هللا أحد وهنا الواو عاطفة لكنها ال تدل على الترتيب هي لمطلق الجمع وليست للترتيب هنا كما هو األصل فيها فكان يق أر في الركعتين قل هو هللا أحد وقل يا أيها الكافرون وهما سورتا اإلخالص يستحب ق ارءتهما في ركعتي الطواف وفي ركعتي الصبح ركعتي المغرب في آخر الوتر والبيت من حجارة بالبيت الركعتين وق أر بهاتين السورتين قد يتوهم متوهم وهو يطوف ألن اإلنسان أن لهذه الحجارة شيئا من هذا العمل فإذا انتهى من طوافه وصلى سورتي اإلخالص- انتفى وارتفع ما كان يتوهمه ولو من بعد. "كان يق أر في الركعتين قل هو هللا أحد وقل يا أيها الكافرون ثم رجع إلى الركن فاستلمه". أوال : الطواف هذا الذي طافه النبي -عليه الصالة والسالم- قارنا فالطواف طواف القدوم وهو سنة عند جمهور العلماء وجاء ذكره في الحديث واالضطباع األيسر وهو سنة. ألن الصواب في حجه على ما سيأتي أنه كان ويشرع فيه الرمل واالضطباع والرمل أشرنا إليه جعل وسط الرداء تحت اإلبط األيمن ورمي طرفي الرداء على الكتف وركعتا الطواف عند جمهور العلماء سنة ال شيء في تركهما لكنها من السنن المؤكدة ومنهم من يقول: ألن النبي بوجوبهما -عليه الصالة والسالم- هكذا فعل وقال: فيقول: هما تبع للطواف إن كان الطواف واجبا فهما واجبتان وان كان ))خذوا عني مناسككم(( ومنهم من يفصل الطواف مسنونا فهما سنة وعلى كل
حال قول جماهير أهل العلم أنهما من السنن المؤكدة ويكون فعلهما في هذا المكان خلف المقام هذا األفضل وفي أي مكان من الحرم فعلهما جاز وفي خارج الحرم أيضا يجوز ألن عمر صالهما بذي طوى. طالب:... ألن الرسول إ ب ر اه يم -عليه الصالة والسالم- نفذ إلى مقام إب ارهيم -عليه السالم- فق أر: }و ات خ ذ وا م ن م ق ام م ص ل ى{]) 171 ( سورة البقرة[.. وهناك فوق الصفا قال: ))ابدؤوا ما بدأ هللا به(( على ما سيأتي- فق أر: }إ ن الص ف ا و ال م ر و ة م ن ش ع آئ ر للا {]) 111 ( سورة البقرة[. طالب:... الرسول فعل -عليه الصالة والسالم- وهو القدوة. طالب: ثم رجع إلى الركن فاستلمه إيش المقصود من الرجوع نشوفها -إن شاء هللا-. طالب:... يصليهما في أي مكان ألنها سنة خاصة متعلقة بفعل لذا عمر عمر -رضي هللا عنه- طاف بعد الصبح ثم خرج من المسجد فلما وصل ذا جابر عند أحمد وغيره أنهم لم يكونوا يطوفون بعد الصبح وبعد العصر وبفعل عمر البخاري على أن ركعتي الطواف يخرج وقت النهي وهذه مسألة يطول بحثها فهذه إشارة فقط. من العلماء من قال في قوله: القدوم صلى الصالة خلف المقام طواف يصلي ركعتين ثم جاء في الحديث الصحيح كبر" -رضي هللا عنه- صالهما بذي طوى ألن طوى صلى الركعتين في حديث -رضي هللا عنه- استدل ال تفعالن في وقت النهي للطائف أن يطوف لكن الصالة يتأخر فيهما حتى "ثم رجع إلى الركن فاستلمه" أن هذا خاص بطواف القدوم إذا فرغ من طواف رجع إلى الحجر األسود ثم استلمه ومنهم من يقول: يسن استالمه يستلم واذا طاف "كلما حاذ الحجر كبر" الشروط معروفة والهيئات أيضا معلومة هيئة الطواف والتكبير بعد كل كما فيدخل في ذلك بداية الطواف ونهايته أما بداية كل شوط فهذا ال إشكال فيه وال يخالف فيه أحد لكن إذا فرغ من الطواف يكبر واال ما يكبر مقتضى قوله: أنه يكبر في نهاية السابع وفي حديث جابر عند -عليه الصالة والسالم- االستالم هو األصل فإذا لم "كلما حاذ الركن أحمد قال ابن حجر بإسناد حسن: كنا نطوف مع النبي فنستلم الحجر الفاتحة والخاتمة يعني في بداية الطواف وفي نهايته ومعلوم أن يتمكن الطائف من االستالم إذا لم يستطع ذلك فاإلشارة المقرونة بالتكبير نائبة مناب فعلى هذا نقف عند السعي يشرع التكبير في الفاتحة والخاتمة ألنه بدل. وهللا أعلم. وصلى هللا وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. طالب: استقبال الحجر هل... فإنه يستلم بشيء في يده إما محجن أو غيره أو يشير االستالم واذا كانوا يمسحون الركن الفاتحة والخاتمة
جاء ما يدل على االستقبال عند البيهقي لكن كون التكبير واإلشارة باليد الرسول -عليه الصالة والسالم- لما كان اركبا يشير إلى الحجر بمحجن فهل معنى هذا أنه يقف أذا حاذ الحجر ويستقبل وهو اركب أو مجرد إشارة فقط االستقبال بجميع البدن لعله لو استقبله بوجهه وأشار إليه كفاه. اللهم صل على محمد. طالب:... ما يستقبله بكامل جسمه لو استقبله بوجهه وأشار إليه بيده كفى. طالب:... هنا عندنا حديث حديث النبي معنا هذا الذي معنا يعني لو قلنا: بأن الواو تقتضي الترتيب دل على ما قلت لكن الواو لمطلق الجمع ال تقتضي الترتيب وبينته الرواية األخرى عند البيهقي بسند على شرط مسلم: "أنه ق أر في األولى قل يا أيها الكافرون وفي الثانية: قل هو هللا أحد". اللهم صل على عبدك ورسولك محمد.
بسم هللا الرحمن الرحيم شرح حديث جابر في صفة حج النبي )2( الشيخ/ عبد الكريم الخضير السالم عليكم ورحمة هللا وبركاته الحمد هلل رب العالمين وصلى هللا وسلم وبارك على عبده ورسوله: قال جابر بن عبد هللا -رضي هللا عنه- في صفة حج رسول هللا -صلى هللا عليه وسلم-: " ثم خرج من الباب إلى الصفا فلما دنا من الصفا ق أر: }إ ن الص ف ا و ال م ر و ة م ن ش ع آئ ر للا {]) 111 ( سورة البقرة[ ))أبدأ بما بدأ هللا به(( فبدأ بالصفا فرقي عليه حتى أرى البيت فاستقبل القبلة فوحد هللا وكبره وقال: ))ال إله إال هللا وحده ال شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ال إله إال هللا وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم األح ازب وحده(( ثم دعا بين ذلك: قال مثل هذا ثالث م ارت ثم نزل إلى المروة حتى إذا انصبت قدماه في بطن الوادي سعى حتى إذا صعدتا مشى حتى أتى على المروة ففعل على المروة كما فعل على الصفا حتى إذا كان آخر طوافه على المروة فقال: ))لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي وجعلتها عمرة فمن كان منكم ليس معه هدي فليحل وليجعلها عمرة(( فقام س ارقة بن مالك بن جعشم فقال: يا رسول هللا ألعامنا هذا أم ألبد فشبك رسول هللا أصابعه واحدة في األخرى وقال: ))دخلت العمرة في الحج -مرتين- ال بل ألبد األبد(( وقدم من اليمن ببدن النبي فوجد علي فاطمة -رضي هللا عنها ممن حل ولبست ثيابا صبيغا واكتحلت فأنكر ذلك عليها فقالت: إن أبي أمرني بهذا قال: فكان علي -رضي هللا عنه- يقول بالع ارق: فذهبت إلى رسول هللا محرشا على فاطمة للذي صنعت مستفتيا لرسول هللا فيما ذكرت عنه فأخبرته أني أنكرت ذلك عليها فقال: ))صدق ت صدق ت ماذا قلت: حين فرضت الحج (( قال: قلت: اللهم إني أهل بما أهل به رسولك قال: ))فإن معي الهدي فال تحل(( قال: فكان جماعة الهدي الذي قدم به علي إلى اليمن والذي أتى به النبي مائة قال: فحل الناس كلهم وقصروا إال النبي ومن كان معه هدي فلما كان يوم التروية توجهوا إلى منى فأهلوا بالحج وركب رسول هللا فصلى بنا الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر ثم مكث قليال حتى طلعت الشمس وأمر بقبة من شعر تضرب له بنمرة فسار رسول هللا -صلى هللا عليه وسلم- وال تشك قريش إال أنه واقف عند المشعر الح ارم كما كانت قريش تصنع في الجاهلية فأجاز رسول هللا -صلى هللا عليه وسلم- حتى أتى عرفة فوجد القبة قد ضربت له بنمرة فنزل بها حتى إذا ازغت الشمس أمر بالقصواء فرحلت له فأتى بطن الوادي فخطب الناس وقال: ))إن دماءكم وأموالكم ح ارم عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا أال كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع ودماء الجاهلية موضوعة وان أول بيت أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث كان مسترضعا في بني سعد فقتلته هذيل وربا الجاهلية موضوع وأول ربا أضع ربانا ربا عباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله فاتقوا هللا في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان هللا واستحللتم فروجهن بكلمة هللا ولكم عليهن أن ال يوطئن فروشكم أحدا تكرهونه
فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به: كتاب هللا وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون (( قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت فقال: بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس: ))اللهم اشهد اللهم اشهد اللهم اشهد(( ثالث م ارت. الحمد هلل رب العالمين وصلى هللا وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين: تقدم في أول الحديث اإلح ارم وهو ركن من أركان الحج كما تقدم أيضا الطواف والطواف الذي طافه النبي - عليه الصالة والسالم- هو طواف القدوم وهو سنة عند جماهير أهل العلم وقيل بوجوبه ثم خرج بعد ذلك النبي -عليه الصالة والسالم- من الباب إلى الصفا فلما دنا من الصفا ق أر: }إ ن الص ف ا و ال م ر و ة م ن ش ع آئ ر للا {]) 111 ( سورة البقرة[ ))أبدأ بما بدأ هللا به(( هللا -سبحانه وتعالى- بدأ بالصفا ذك ار وبدأ به النبي -عليه الصالة والسالم- فعال يقول هللا -سبحانه وتعالى-: }إ ن الص ف ا و ال م ر و ة م ن ش ع آئ ر للا { فبدأ بالصفا ذك ار وبدأ النبي -عليه الصالة والسالم- به فعال فرقي على الصفا حتى أرى البيت فاستقبل القبلة واتجه اتجاه الكعبة ونظر إليها وهذا سنة إن تيسر واال فالجهة كافية ألنه في هذه األزمان مع كثرة العمد وكثرة البنايات قد ال يتيسر فاستقبل القبلة فوحد هللا وكبره وفسر ذلك بقوله: قال: ))ال إله إال هللا وحده -هذا التوحيد- ال شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير((. وهذا التوحيد من أفضل ما يقوله المسلم بل أفضل ما قاله النبي -عليه الصالة والسالم- والنبيون من قبله ))أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة وأفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلي: ال إله إال هللا وحده ال شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير(( ومن قال: ال إله إال هللا وحده ال شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة حصل له أمور واحد منها يكفي كتب له مائة حسنة وحط عنه مائة خطيئة وحذر من الشيطان حتى يمسي... الخ. فالمحروم من حرم مثل هذه األذكار والناس في غفلة عن مثل هذا إذا قال: ال إله إال هللا وحده ال شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير كان كمن أعتق أربعة من ولد إسماعيل شيء ال يكلف يعني عشر م ارت تقال بدون مبالغة في دقيقة لكن الحرمان ال نهاية له من قال: سبحان هللا وبحمده مائة مرة حط ت عنه خطاياه خطايا جمع مضاف فيفيد العموم وان كانت مثل زبد البحر. على كل حال هذه مناسبة لذكر هذا الذكر فالنبي -عليه الصالة والسالم- يكثر من الذكر والذكر في موطنه أفضل من غيره فقول: ال إله إال هللا وحده ال شريك له في هذا الموضع أفضل من ق ارءة القرآن كما أن التسبيح بالركوع والسجود أفضل من التالوة بل التالوة ح ارم في حال الركوع والسجود كما هو معروف ال إله إال هللا وحده ال شريك له أنجز وعده بنصر الدين وتحقيق ما وعده هللا نبيه من إعالء كلمته ونصر عبده يعني نفسه -عليه الصالة والسالم- وهزم األح ازب وحده في غزوة األح ازب لما تحزبوا واجتمعوا لحربه -عليه الصالة والسالم- هزمهم هللا -سبحانه وتعالى-. "ثم دعا بين ذلك" صيغة التكبير: هللا أكبر كما هو معروف ثم دعا بين ذلك دعا بين التوحيد والتكبير قال مثل هذا ثالث م ارت فأعاد التوحيد والتكبير والدعاء ثالثا ومنهم من يقول: يوحد ويكبر ثالثا ويدعو مرتين
لكن الحديث صريح في كون الدعاء يكرر ثالثا كالتوحيد والتكبير ثم نزل إلى المروة بدأ بالصفا والسعي هذا منه -عليه الصالة والسالم- هو سعي الحج والعمرة سعي الق ارن وهو ركن من أركان الحج كما أنه ركن من أركان العمرة والقارن ال يلزمه إال سعي واحد كما هو معروف فهذا السعي ركن عند جماهير أهل العلم وان لم يره الحنفية ركنا ومن العجب أن يستدل الحنفية بقوله تعالى: }إ ن الص ف ا و ال م ر و ة م ن ش ع آئ ر للا ف م ن ح ج ال ب ي ت أ و اع ت م ر ف ال ج ن اح ع ل ي ه {]) 111 ( سورة البقرة[ يقول: يرفع الجناح يرفع اإلثم فقط ومع ذلكم يوجبون القصر مع أن دليله في القرآن بهذه الصيغة }ف ل ي س ع ل ي ك م ج ن اح أ ن ت ق ص ر وا م ن الص ال ة {]) 101 ( سورة النساء[ مع أن النبي -عليه الصالة والسالم- سعى وقال: ))خذوا عني مناسككم(( بل أمر بالسعي. "ثم نزل إلى المروة حتى إذا انصبت قدماه في بطن الوادي سعى" هو يسعى من الصفا إلى المروة هذا كله سعي فكيف يقول: "حتى إذا انصبت قدماه في بطن الوادي سعى " السعي هو الجري الركض وجاء في بعض الروايات أن إ ازره يرتفع عن ركبته -عليه الصالة والسالم- فدل على أنه سعي شديد. "حتى إذا صعدتا مشى" فالسعي بين العلمين في الوادي فقط قبله ال يسن السعي وبعده ال يسن السعي كما أن السعي خاص بالرجال كما قرره جمهور أهل العلم وان قال بعضهم بأن االقتداء كما هو للرجال هو أيضا للنساء لكن النساء مطلوب منهن الستر والسعي يعرضهن لما يخل بهذا الستر ويفتشه. "صعدتا حتى إذا أتى المروة ففعل على المروة كما فعل على الصفا حتى إذا كان آخر طوافه على المروة..." الخ هذا السعي بدء من الصفا وقد صعد النبي -عليه الصالة والسالم- على الصفا "ثم أتى المروة ففعل على المروة كما فعل على الصفا" يعني صعد عليها والصعود سنة عند األكثر وقال بعضهم بوجوبه وأنه ال بد منه وأنه من تمام السعي. "حتى إذا كان آخر طوافه" يعني آخر سعيه بين الصفا والمروة كان آخره على المروة فدل على أن الذهاب سعية والرجوع سعية واال لو كان الذهاب والرجوع سعية واحدة لكان آخر طوافه على الصفا وشذ من قال بأن السعي الذهاب والرجوع كامل الذهاب من الصفا إلى المروة والرجوع من المروة إلى الصفا شوط واحد شذ من قال بهذا على كل حال األدلة الصحيحة الصريحة تدل على أن الذهاب سعية من الصفا إلى المروة والرجوع من المروة إلى الصفا سعية أخرى وحينئذ ينتهي السعي على المروة. "حتى إذا كان آخر طوافه على المروة قال: ))لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي وجعلتها عمرة فمن كان منكم ليس معه هدي فليحل((" الرسول -عليه الصالة والسالم- جاء عنه أنه حج مفردا وثبت أنه تمتع وثبت في رواية األكثر أنه حج قارنا وهذا الكالم يؤيد القول بأنه كان قارنا فقال: ))لو أني استقبلت من أمري لم أسق الهدي وجعلتها عمرة(( دل على أنه لم يعتمر عمرة كاملة بطوافها وسعيها وتقصيرها والتحلل الكامل منها فهذا يؤيد أنه -عليه الصالة والسالم- كان قارنا إذا كيف يصح عنه أنه حج مفردا وكيف يثبت عن الصحابة أنهم قالوا: تمتع رسول هللا - صلى هللا عليه وسلم- وتمتعنا معه ثم نقول هذا الكالم أنه كان قارنا هل نقول: بتعدد القصة يعني مرة متمتع ومرة قارن مرة مفرد النبي -عليه الصالة والسالم- لم يحج إال مرة واحدة بعد فرض الحج إجماعا وأشرنا في درس األمس أنه حج قبل الهجرة مرة أو مرتين على عادة قومه وارثهم من أبيهم إب ارهيم.
وحديث جبير بن مطعم في الصحيحين وأنه أرى النبي -عليه الصالة والسالم- بعرفة واستنكر حديث ابن مطعم أن يقف النبي -عليه الصالة والسالم- وهو من الحمص لكن هذه الحجة قبل حجة الوداع قبل الهجرة إذا الرسول -عليه الصالة والسالم- حج بعد فرض الحج مرة واحدة إجماعا فال بد من التوفيق بين هذه الروايات بعض أهل العلم ممن يجبن عن توهيم الرواة يقول: بتعدد القصة كما هو الشأن في صالة الكسوف ففي الصحيحين أنه -عليه الصالة والسالم- صلى صالة الكسوف ركعتين في كل ركعة ركوعان وفي صحيح مسلم ثالث ركوعات وجاء أربع ركعات في سنن أبي داوود خمسة ركوعات في كل ركعة قال بعضهم: بتعدد القصة وأنه صلى صالة الكسوف على وجوه وصور مختلفة كما صلى صالة الخوف كذلك وشيخ اإلسالم يقسم أنه ما صالها إال مرة وأن إب ارهيم لم يمت إال مرة ألن النصوص كلها تنص على أنه لما مات إب ارهيم كسفت الشمس فالذي يجبن تخطئة الرواة الثقاة يقول: بتعدد القصة والذي يجرؤ ويقول: ال مانع من أن يخطئ الثقة واألمر كذلك فال اروي مهما بلغ من الحفظ والضبط واإلتقان يخطئ يتطرق إليه السهو والغفلة والنسيان ليس بمعصوم. على كل حال جمع أهل العلم بينما ثبت عنه -عليه الصالة والسالم- في أنواع النسك الثالثة من قال: أنه كان مفردا نظر إلى إح ارمه أوال فهم لما خرجوا من المدينة ما كانوا يعرفوا إال الحجة ما كانوا يعرفون العمرة يعني مع الحج نظر إلى إح ارمه أوال وأنه أحرم مفردا ثم أمر بالق ارن فقيل له: )صل في هذا الوادي المبارك وقل كذا( عمرة في حجة أو نظر إلى صورة فعله -عليه الصالة والسالم- من قال أفرد نظر إلى صورة الفعل وصورة الفعل ال فرق فيها بين القارن والمفرد ال فرق بين حج القارن والمفرد إال الهدي لو أن شخص وصل إلى مكة يوم عرفة أو آخر يوم عرفة فخشي فوات الحج فتردد هل يحرم مفرد واال يحرم قارن نقول: ال فرق في الصورة ال فرق ولن يعوقك الق ارن عن شيء اللهم إال أنه يلزمك الهدي أقول: من قال: إن رسول هللا -صلى هللا عليه وسلم- أفرد نظر إلى صورة الفعل وأنه ال فرق بين صورة حج القارن وصورة الحج المفرد من قال: تمتع رسول هللا نظر إلى المعنى األعم للتمتع فالمعنى األعم للتمتع يشمل الق ارن والتمتع معا معنى تمتع يعني أتى بالنسكين في سفرة واحدة ولذا اآلية في قوله تعالى: }ف م ن ت م ت ع ب ال ع م ر ة إ ل ى ال ح ج ف م ا اس ت ي س ر م ن ال ه د ي {])191( سورة البقرة[ يشمل النسكين يشمل التمتع ويشمل الق ارن فالتمتع بمعناه األعم يشمل النوعين ومن قال: قرن فقد حكى الواقع وهذه رواية األكثر فقال: ))لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت(( )لو( جاء في الحديث الصحيح أنها تفتح عمل الشيطان يعني الشخص الذي يقول: لو أني فعلت كذا لو خرجت اليوم كسبت لو ما خرجت اليوم ما بردت لو فعلت كذا لو فعلت كذا هذا مذموم ألن )لو( تفتح عمل الشيطان. هنا النبي -عليه الصالة والسالم- قال: ))لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت(( هذا تمني فعل خير وحينئذ ال يكره فقد تمنى النبي -عليه الصالة والسالم- الشهادة وأنه يقتل ثم يحيا ثم يقتل وال يدخل أيضا في النهي عن التمني المذكور في قوله: }و ال ت ت م ن و ا م ا ف ض ل للا ب ه ب ع ض ك م ع ل ى ب ع ض {])27( سورة النساء[ ))لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي وجعلتها عمرة فمن كان منكم ليس معه هدي فليحل وليجعلها عمرة(( الذي معه الهدي أال يستطيع أن يتمتع بمعنى أنه يسوق الهدي معه ثم يطوف ويسعى
النننور[ للعمرة لكنه ال يحل ألنه ال يجوز له أن يحلق أرسه حتى يبلغ الهدي المحل ال يحل إال في يوم العيد وليس بينه وبين التمتع إال الحلق أو التقصير الذي نهي عنه فهل يمكن لمن ساق الهدي أن يتمتع ويكون الحلق مما نهي عنه فيعذر أو نقول: من ساق الهدي يلزمه الق ارن النبي -عليه الصالة والسالم- أمر أصحابه من كان منكم ليس معه هدي فليحل وليجعلها عمرة أو نقول: من ساق الهدي يلزمه الق ارن يجوز لمن ساق الهدي أن يتمتع ونقول: ما ال يقدر عنه يسقط عنه كالتقصير نعم يمنعه من التمتع ولم يفعل وأيضا التمتع بمعناه األخص التمتع بما منع منه بين النسكين وهذا الذي يحصل له وان كان التمتع بمعناه األعم كما أشرنا يشمل التمتع والق ارن لكن بمعناه األخص ال يمكن مع سوق الهدي ولذا قال النبي -عليه الصالة والسالم-: ))لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي وجعلتها عمرة فمن كان منكم ليس معه هدي فليحل(( هذا أمر واألصل في األمر هنا الالم الم األمر ))فليحل وليجعلها عمرة(( األصل في األمر الوجوب عند أهل العلم ألدلة كثيرة }ف ل ي ح ذ ر ال ذ ين ي خ ال ف ون ع ن أ م ر ه {]) 12 ( سورة عن أمره فرتب على مخالفة األمر عقاب إذا األمر في هذا األمر الزم وواجب ))لوال أن أشق على أمتي ألمرتهم بالسواك(( الذي لم يسق الهدي يشرع له أن يجعل نسكه عمرة لكن هل يجب أو يستحب قيل: بالوجوب قول ابن عباس ونصره ابن القيم وقيل: باستحبابه وهذا هو المذهب عند الحنابلة كما هو معروف وغيرهم يقولون: أن هذا األمر خاص بالصحابة فمن أحرم بشيء لزمه إتمامه وال ينتقل إلى غيره وهذا األمر خاص بالصحابة. "))فليحل وليجعلها عمرة(( فقام س ارقة بن مالك بن جعشم فقال: يا رسول هللا ألعامنا هذا أم ألبد " يقول: من ينصر الوجوب أن هللا -سبحانه وتعالى- ألهم س ارقة بن مالك فسأل هذا السؤال ألهمه أن يسأل هذا السؤال للرد على من يقول: أنه خاص بالصحابة ألعامنا هذا أم ألبد فقال: ألعامنا هذا المستفهم عنه االنتقال من نسك إلى نسك أو التمتع أو العمرة مع الحج هذا الذي ألبد وقلب اإلح ارم طالب:... واآلن حجته -عليه الصالة والسالم- كما قرر أهل العلم وجاء في الروايات الصحيحة أنه قارن والعرب تعتبر العمرة مع الحج من أفجر الفجور بل تعتبر العمرة مع الحج من أفجر الفجور. فقوله: ألعامنا هذا أم ألبد يعني فعل العمرة في أشهر الحج ألبد األبد دخلت العمرة في الحج مرتين دخلت العمرة في الحج أو نقول: أنه يجوز االنتقال من مفضول إلى فاضل ألبد األبد وهذا ال يختص في عامه - عليه الصالة والسالم- وفي هذا رد على من يقول: أن االنتقال من نسك إلى نسك أفضل منه خاص بالصحابة ولذا يقول من يقول بالوجوب أن هللا -سبحانه وتعالى- ألهم س ارقة بن مالك من أجل الرد على مثل هؤالء. وعلى كل حال إذا أحرم شخص بالحج مفردا وقبل أن يبدأ بطواف القدوم وأ ارد أن يجعلها عمرة له ذلك أو ليس له ذلك الجمهور ال األكثر ال ألن هذا خاص بالصحابة ليزيل ما علق بأذهانهم من أعمال الجاهلية لكن القول المرجح أن له ذلك فينتقل من المفضول إلى األفضل فإذا أهل مفردا أو قارنا ثم قبل شروعه بطواف القدوم قال: أريد أن أجعلها عمرة وقد حج قبل ذلك حج حجة اإلسالم سقطت عنه ويريد أن يحج نفل فقلب