خطبة ( إن ا ل ب رار لفي نعيم( مع العالمات التوضيحية لألساليب الخطابية
ه ي ي ي ب لبرر ل ن إ كرم أ ة ي اجلمعة: 11 شوال 1440 ه املوافق: 2019/6/14 دولة اإلمارات العربية املتحدة اهليئة العامة للشؤون اإلسالمية واألوقاف ا ل م د ل ل الن ي العزز األخي ار الغفار إ ن ال ب ر ار ل ف ي ن ع يم ا ل ط ب ة الول المتقي عباده األب رار ورفع مع من ازهلم و أ ش ه د أ ن ل إ ل ه إ ل ال ل و ح د ه ل ش ر يك ل ه و أ ش ه د أن س يد ن و نبين ا م مد ا عبد ال ل ورس ول ه فالل هم صل وس ل م و ب ر ك ع ل ى س يد ن و نبين ا م مد ب ح س ان إ ل ي و م الد ين. و ع ل ى آل ه و ص ح ب ه أ ج ع ي و ع ل ى م ن ت ب ع ه م أم ا ب عد : فأوصيكم ع باد ال ل و نفسي بتق و ى ال ل ق ال سبح ان ه: الخ ر ة خ ي أ ر فع ي ا المسلمون: ال ل سبح ان ه: ( ع ل ت لل ذ ين آم ن وا كرهم ذ ا و ك ان وا ي ت ق ون() 1 (. )ولجر ا منزلة رفيعة عال ومكانة عظيمة سامية ي وكتب أع ماهلم ث يعلها ف علي ي) 2 (. قال ك ل إنكت اب البر ار لفي علي ي* وم ا أد راك م ا علي ون* )1( يوسف :.57 )2( تفسري ابنكثري :.)352/8( -1-
ذ ال ك ن ت ال ن م ي أ ن إ ك ت اب م ر ق وم* ي ش ه د ه ال م ق ر ب ون)) 1 (. : ي ش ه ده الم الئك ة الم قر بون منك ل س اء )2(. فهم يو م الق يام ة ف نع يم م ق يم قال ال ل عز وج ل : ( إ ن البر ار لفي نع يم* ع لى الر ائ ك ي ن ظ رون() 3 (. أي : إ ل ملكهم ي أعطاه ال ل ت ع ا ل هلم وفيه ا لري الذ ي ل ي نقض ي و الفضل الذي ل ينتهي و ي نظ ر ون إ ل ال ل الب الكر ي) 4 ( ويعل سبح انه ف النعيم * يس ق و ن م ن ر حيق متوم * خت ام ه م س ك و ف ذلك وجوههم ب جة النع يم قال ت ع ا ل: ( تعر ف ف وج وههم نض ر ة ف لي تناف س الم تناف س ون( )5(. وكيف ا بل فم ا هو للط اع ات و أع م ال ا لريات ون تق ر بنا إ ل البرار األ ض ر ب ر اس م ج ام ع ال ب )6(. و ا السماوت )1( املطففي : 18 -.21 )2( تفسري ابنكثري :.)352/8( )3( املطففي : 22 -.23 )4( تفسري ابنكثري :.)352/8( )5( املطففي : 24 -.26 )6( تفسري الرازي :.)213/5( -2-
ن م ن م عم ل أ د ع ل عم ل أ ب ال ن أ إ ف كتبهم ي مؤمن ون ال ر ة م ق ف أ ول صف ت و أ عظم و ئه وكتبه أ نبيا و ت ه مالئك و بل ل الص اد ق اإليان األب رار: ا واليو م ا لخر )1(. قال ت ع ا ل: ( لي س الب أن ت و ل وا وج وهكم ق ب ل الم شر ق والم غرب و لك ن الب من آم ن ب لل واليو م الخ ر و الم لئك ة و الكت اب و النبي ي() 2 (. ف يس ار ع ون ف ا لستج ابة الوا: ا جاء ر ي اإليان ا ال ل عز وج ل ف ز األبر ا ر )ر ب ن ا إ ن ن ا س ع ن ا م ن اد ي ي ن اد ي ل لمي ان أ ن آم ن وا ب ر ب ك م ف آم ن ا ر ب ن ا ف اغ ف ر ل ن ا ذ ن وب ن ا و ك ف ر ع ن ا س ي ئ ات ن ا إ ث ر ص ل ة ل ل غ و لا ق الصالة األب رار ا هو ف و س ج ود ه ا و ط م أ ن ين ت ه ا وج ل ر س ول ال ل بينه ما ك تاب ف علي ي«) 4 (. األب رار. ق امة الصالة و خ ش وع ه ا و ت و ف ن ا م ع ال ب ر ار() 3 (. «: ا ف ق ن اإل كذلك و )5(. كل و ص ل ة ع ل ى ماكان ف عليي ف أ و ق ا ت ا ع ل ى ال وج ه الذ ي ير ضي ف وجوه ا ل ري عن طيب ف س ن برك وع ه ا ال ل ع ز )1( تفسري ابنكثري :.)486/1( )2( البقرة :.177 )3( آل عمران :.193 )4( أبو داود : 558 وأمحد :.22304 )5( تفسري ابنكثري :.)488/1( -3-
ر ب ه ي ن ها م ن إ وف ال ب ال ب ال ن م طلب ا ل لثوبا ع ن ه: جر ألا و م ن ص ف ات اإل ن س ان ال ب ار ال ذ ي ال ل ت ع ا ل ق ال )و آت ى الم ال ع لى ح به ذوي الق ر ب والي ت امى والمس اك ي وابن الس ب يل و الس ائ ل ي و ق ال س ب ح ان ه: ( ش ي ء ا ال أ و ف الر ق اب و أ ق ام الص ل ة و آت ى الز ك اة() 1 (. لن تن الوا الب ح ت تنفقوا ما تب ون وم ا تنفقوا من ف إ ن ا لل ب ه ع ل يم( )2(. ار: خ لقه فقد سئل ا للق» )3(. فالتحلي ص و ر ال ب و األب رار: والتز ما المؤمن رسول ال ل خلق ير تق ي ف م د ارج عن ب ل ص ال )والم وفون ب ع هده م ل و ال ق ف الصدق كر ذ قد ف اء فقال : ا ل ميد ة واألخالق ال ل إ ذ ا ع اه د وا( )4(. والفعل ع ل ت ب م يل ف ع ل ه ا م ن أ خ ال ق «و ح س ن ال ب ح س ن الرفيعة م ن أهم ص ف ات األب رار و سات ار األخي وهو سبب ف اهلداية إ ل الب و الفوز ف ا لخ ر ة بلنع يم و ا لري )1( البقرة :.177 )2( آل عمران :.92 )3( مسلم :.2553 )4( البقرة :.177-4-
ظ اف ن أ ب ال د ائ ل إ سعى ن إ ن و ق ال ر س ول ال ل : ال ب و إ ن ال ب ي ه د ي الصدق ال ل»ع ل ي ك م ب لص د ق ف إ ن الص د ق إ ل ا ل ن ة ح ت ي ك ت ب ع ن د ا لل ص د يق ا«)1(. ي ه د ي إ ل و م ا ي ز ال الر ج ل ي ص د ق و ي ت ح ر ى الص ب ف الشد س بيل الصادق ي ود أب األب رار الم تق ي ق لا تعا ل : )و الصابر ين ف البأساء و الضر اء و ح ي البأس أولئ ك الذ ين ص دق وا و أولئك ه م الم تقون( )2(. فالذ ين ص دقوا ف إيا ن م وح وا على أداء عبادا تم و ت ارقوا بخالقهم أ وحسنوا ف أق و اهلم و أف ع اهلم ق د جع وا أن و اع البك له ا وأخذوا ب ج امع ا لريكل ه) 3 (. عباد ا لل: لق د أمر ن ر بنا ت بارك و ت ع ا ل أن عمل ا ل ري و نتهد ف تقيق بلت وصا ي به وا لث عل يه فقال جل جالله: ( و تن اجو ا ب لب و التق و ى و اتقوا ا لل الذي إ لي ه تش رون() 4 (. و دع ا ن سبح انه إ ل نت عاون عليه فقال : ( و ت عاو نوا على الب )1( متفق عليه واللفظ ملسلم. )2( البقرة :.177 )3( تفسري ابنكثري : )486/1(. )4( اجملادلة :.9-5-
ن م ب ال م ل مجتمع ال ث ر أ جعي أ ا ل ري ا أ فع ل و ا ألعمال ذلك و و الت ق و ى() 1 (. عظ يم ف إ سع اد الف ر د ف الدن يا و ا لخ ر ة وتقدم وتالمحه وتاسكه. و فقنا لط اع تك فالله م اجعلنا من البار ين ف أق و اهلم و أفعاهلم و ط اع ة ر س ول ك ب ق و ل ك :) منكم ) )2(. و ط اع ة م ن األ ي م م م د أ م ر ت ن ا ب ط اع ت ه ع م ال ي أيها الذ ين آم نوا أط يعوا ا لل و أط يع وا الر سول و أو ل ال م ر ن ف ع ن ال ل و إ يك م ب ل ق ر آن ال ع ظ يم و ب س ن ة ن ب ي ه ال ك ر ي ص ل ى ال ل ع ل ي ه و س ل م. أ ق ول ق و ل ه ذ ا و أس ت غ ف ر ال ل ل و ل ك م ف اس ت غ ف ر وه إ ن ه ه و ال غ ف ور الر ح يم. )1( املائدة : 2. )2( النساء : 59. -6-
عظ ل ن أ ن م ن إ ذ ال ولا دين ال ل إ ب ال عظم صور أ ضحي ت صدق أ هم ي ع ل ت ا ل طب ة الثان ي ة ا لم د ل ل ر ب الع الم ي و أش هد أن ل إله إ ل ال ل وح ده ل شريك ل ه و أ ش ه د و ب ر ك الت اب ع ي ا ع ل ى هل م س ي د ن س ي د ن ب ح سان و ن ب ي ن ا و ن ب ي ن ا إ ل م م د ا م م د ي و م ع ب د و ع ل ى الد ين. ال ل آل ه و ر س ول ه و أ ص ح اب ه أوصيكم ع باد ال ل و نفسي بتق و ى ال ل ع ز وجل. اإلحسان أيه ا المس ل م ون : يم حقهم ا وطول يي عص ي ا ) )1(. إل ي هما الرفيق بما )2( ر س ول ق ل ف ف الل ه م أ ج ع ي و س ل م ص ل و ع ل ى عطائهما و كثرة ا تما وقد مدح ال ل عليه السالم ا : ( وب را ب و الد ي ه و ل ي ك ن ج ب ار ا والو ل د الب بولا ديه هو الع ط وف عل ا المح س ن ال ل : «اءها ا و ود ي محهم ر ي يصل إ ن أ ب ر ال ب ص ل ة ال و ل د أ ه ل و د أ ب يه«)3(. ق ال وبر )1( مري : 14. )2( األ ساء والصفات للبيهقي : )179/1(. )3( مسلم :.2552-7-
كفيه ي إ نه ف ب ال ن م ه ب ب ي ن م مه: أ ي من ل ن م ب ال ل إ ن م ك ن لكل خري إ ي ن إ كثر أ الوالد ي ن ق ال )1( تا ن اجل ف صاح يع ل ك ان جل ر عن ل ه و ال د ة ه و ب ا ب ر ويعطيه وزك اة وصب م ا يسأل. وتع اون القليل مستجاب ويعله الدع وات» ي ت ع ل ي ك م أ و ي س ب ن ع ام ر... ل و أ ق س م ع ل ى ا لل ل ب ر ه«) 2 (. ع ل ي ه ا ع ل ت ال ل الدع اء ومن دي ر ب ا ي ل نحرص ف وإحسان على أعمال و الناس الو الد ي ن ا كي ه ذ ا و ص ل وا و س ل م وا سبح ان : ص ل وا ون ع ل ى ر را ب األ ال ل عب اد ن إ ( ع ل ي ه و ن ب ي ن ا م م د ا لل و س ل م وا وم ل ئكت ه. جيعا و نب وصالة اد ر خري البشر و أط يعوا ر بكم ف يما أمر فقد ق ال ه ي ص ل ون ت س ل يم ا( )3(. ع ل ى و ع ل ى آل ه و ص ح ب ه أ ج ع ي. الر اش د ين : أ ب ب ك ر و ع م ر و ع ث م ان و ع ل ي األ ك ر م ي. آم ن وا ال ذ ين أ ي ه ا ي الن ب الل ه م ص ل و س ل م و ب ر ك ع ل ى س ي د ن و ار ض الل ه م ع ن ا ل ل ف اء و ع ن س ائ ر الص ح اب ة )1( البغوي : )185/1(. )2( مسلم :.2542 )3( األحزاب : 56. -8-
الل ه م ز د ن إ ي ا ن و ي ق ين ا و ع و ن و ت و ف يق ا و م ب ة و ت ال مح ا و اغ ف ر ل ن ا و ل ب ئ ن ا و أم ه اتنا و ب ر ك ف أو لد ن و أدم الس عادة ف بي وتن ا و طنن ا واجع لنا ب رين ب ب ئنا و اصل ي أل رح امن ا. الل ه م و ف ق ر ئ يس الد و ل ة الش ي خ خليفة بن زايد ل ك ل خ ي و اح ف ظ ه ب ف ظ ك و ع ن اي تك و و ف ق الل ه م ن ئ ب ه و و ل ع ه د ه ال م ي ل م ا ت ب ه و ت ر ض اه و أ ي د إ خ و ان ه ح ك ام اإل م ار ات. الل ه م اغ ف ر ل ل م س ل م ي و ال م س ل م ات و ال م ؤ م ن ي و ال م ؤ م ن ات : األ ح ي اء م ن ه م و األ م و ات. الل ه م ار ح م الش ي خ ز اي د و الش ي خ م ك ت وم و ش ي وخ اإل م ار ات ال ذ ين ان ت ق ل وا إ ل ر ح ت ك ع ن د ك و أ د خ ل ه م ا ل ن ة الل ه م ار ح ه م ر ح ة و اس ع ة ي ت ن ع م ون ف يه ا ب غ ي ح س اب. ف ع ف و ك و غ ف ر ان ك و ر مح ت ك آ ب ء ن و أ م ه ات ن ا و ج يع أ ر ح ام ن ا ح ق ع ل ي ن ا. م ن و أدخل الل ه م و م ن ل ه الل ه م اح ف ظ ل د و ل ة اإل م ار ات اس ت ق ر ار ه ا و ر خ اء ه ا و ب ر ك ف خ ي ا ت ا و زدها فض ل و ن عما وح ض ارة و أ د م ع ل ي ه ا و ال م ان الس ع اد ة وعلما و ب جة و جا ل و مب ة و ت س ا م ا ي رب العالم ي. -9-
الل ه م ار ح م ش ه د اء ال و ط ن و ق و ات الت ح ال ف األب رار واجز خري اجلزاء أ م ه ات الش ه د اء و آ ب ء ه م و ز و ج ا ت م و أ ه ل يه م ج يع ا الل ه م ان ص ر ق و ات الت ح ال ف ال ع ر ب ال ذ ين ت ال ف وا ع ل ى ر د ا ل ق إ ل أ ص ح اب ه. الل ه م اح ف ظ ه م ب ف ظ ك و أ ن ز ل ع ل ي ه م نص ر ك الل ه م و ف ق أ ه ل ال ي م ن إ ل ك ل خ ري و ا ج ع ه م ع ل ى ك ل م ة ا ل ق و الش ر ع ي ة و ار ز ق ه م الر خ اء األ ك ر م ي. ي أ ك ر م الل ه م انشر ا ل س تق رار و السال م ف ب لد ان المس لمي والع ا ل أ ج ع ي. الل ه م اس قنا الغ يث و ل ت ع لنا من القانط ي الل ه م أغثنا الل ه م أغثن ا الل ه م أ غ ث ن ا غ ي ث ا م غ يث ا ه ن يئ ا و اس ع ا ش ام ال الل ه م اس ق ن ا م ن ب رك ات الس م اء و أ ن بت ل ن ا م ن ب رك ات األ ر ض. ر بنا آتنا ف الدن يا حس ن ة و ف ا لخ رة حس ن ة و قن ا ع ذاب النار و أدخلنا اجلنة مع األب رار ي ع زيز ي غ فار. ع ب اد ا لل : اذك روا ال ل الع ظ يم ي ذك رك م و اش كر وه على ن ع م ه ي ز دك م. و أ ق م الص ال ة. -10-
-11-