Journal of Islam in Asia EDITOR-in-CHIEF Mohammed Farid Ali al-fijawi ASSOCIATE EDITOR Homam Altabaa EDITORIAL ASSISTANT Kamel Ouinez EDITORIAL ADVISORY BOARD LOCAL MEMBERS Rahmah Bt. Ahmad H. Osman (IIUM Badri Najib bin Zubir (IIUM) Abdel Aziz Berghout (IIUM) Sayed Sikandar Shah (IIUM) Thameem Ushama (IIUM) Hassan Ibrahim Hendaoui (IIUM) Muhammed Mumtaz Ali (IIUM) Nadzrah Ahmad (IIUM) Saidatolakma Mohd Yunus (IIUM) INTERNATIONAL MEMBERS Zafar Ishaque Ansari (Pakistan) Abdullah Khalil Al-Juburi (UAE) Abu Bakr Rafique (Bangladesh) Fikret Karcic (Bosnia) Muhammad Al-Zuhayli (UAE) Anis Ahmad (Pakistan) Articles submitted for publication in the Journal of Islam in Asia are subject to a process of peer review, in accordance with the normal academic practice. This journal is indexed by ERA 2010 Journal Title List, Australian Research Council, Australian Government. 2018by International Islamic University Malaysia All rights reserved. No part of this publication may be reproduced, translated, stored in a retrieval system, or transmitted in any form or by any means, electronic, mechanical, photocopying, recording or otherwise, without prior written permission of the publisher.
مصطلح السلوك واضطرابه بين علماء الشريعة وعلم النفس The Term al-suluk (Behavior) and the Confusion between SharÊÑah Scholars and the Psychologists Perilaku Dan Kecelaruannya Di Kalangan Ahli Shariah Islam Dan Psikologi سيف بن حمود المقيمي ورضوان جمال األطرش ** امللخ ص ت عد دراسة النفس البشرية وحتديد كنهها ودراسة ما ينتج عنها من سلوك من أبرز املسائل العلمية اليت شغلت اجلنس البشري فمنذ العصور القدمية وحياول العلماء والفالسفة اخلوض يف اإلجابة عن تساؤالت اإلنسان عن نفسه فكانت النتائج تظهر حبسب الزاوية اليت ينظر الباحثون منها إىل نفس اإلنسان وقد تنوعت النظرة إىل مصطلح السلوك بوجه عام أو السلوك اإلنساين بوجه خاص مما جيعل من ذلك مشكلة علمية ينبغي العناية هبا فقد أصبح من املهم بيان ما يعنيه مصطلح السلوك نفسه وإلظهار القيمة الفارقة يف نواتج دراسة السلوك بني الشريعة اإلسالمية وعلم النفس خصوصا فيما يتعلق بفهم السلوك املوسوم ابالضطراب لذا جاء هذا البحث ليقف على ما يفكتب الرتاث اإلسالمي من تعبري عن السلوك وكيف تنظر الشريعة إىل املضطرب منه مقارنة مبا عند علماء النفس حيث تظهر نتائج هذا البحث أن مصطلح السلوك حيمل تعبريا عاما عن مطلق العمل الذي ماليزاي. ** ابحث دكتوراه يف قسم دراسات القرآن والسنة كلية معارف الوحي والعلوم اإلنسانية اجلامعة اإلسالمية العاملية أستاذ مشارك ورئيس قسم دراسات القرآن والسنة كلية معارف الوحي والعلوم اإلنسانية اجلامعة اإلسالمية العاملية ماليزاي. الجامعة اإلسالمية العالمية الماليزية مجلة اإلسالم في آسيا المجلد 15 العدد 2 ديسمبر 2018 م E-ISSN: 2289-8077
144 مصطلح السلوك واضطرابه بني علماء الشريعة وعلم النفس يصدر من قبل االنسان أما فيما يتعلق ابالضطراب فقد ظهر يف هذا البحث أن الشريعة اإلسالمية هلا تفصيلها اخلاص املستند إىل اإلطار التقييمي الشرعي من خالل األحكام الشرعية يف الداللة على االضطراب مع استيعاهبا إطالق مصطلح االضطراب على السلوك الذي يتسم به ولو كان غري خمالف للتقييم الشرعي إذا ما وصفه علم النفس بذلك. السلوك. الكلمات املفتاحي ة: السلوك علم النفس علم الشريعة االضطراب النفسي اضطراب Abstract The study of human-self, the core of human existence and the behaviour which is generated from therein is considered to be one of the most important issues in which human beings have ever engaged. Philosophers and scientists have long been attempting to find out and answer the questions with respect to human selves. These attempts resulted in different findings according to the framework which was employed to study the subject matter. Attitude towards behavior-terminology in general and human behaviour in particular varies in a very diverse way which has put this issue as a problem where special focus needs to be carried out. It is crucial to identify the actual meaning of "behavior" and the differences in these two perspectives; the sharêñah and the psychology, especially when it comes to understanding the behavioral disorders. This piece of writing is an attempt to discover how traditional Islamic books dealt with the term "behavioral disorders" and how a disordered person was treated in comparison with the standpoint of psychologists in this regard. This study finds that the term "behavior" in traditional Islamic books has a general meaning that includes every action of humans, whereas the term "disorder" has its specific meaning based on the sharêñah framework and how it encompasses those behaviors as disorders which are prespribed so by psychologists and they are not in conflict with the sharêñah. Keywords: Behavior, Psychology, knowledge of SharÊÑah, Psychological Disorder, Behavioral Disorder. Abstrak Kajian berkaitan diri manusia, teras kewujudannya dan perilaku yang terhasil dari dalam diri mereka merupakan antara isu yang pernah dibincangkan oleh para pengkaji. Ahli falsafah dan para saintis telah berusaha dari dahulu lagi untuk merungkai persoalan-persolan berkaitan manusia. Hasilnya, pelbagai jawapan yang berbeza telah didapati menerusi kerangka-kerangka kajian yang mereka gunakan. Respon terhadap terminologi tingkah laku secara umum dan perilaku manusia
145 سيف بن محود املقيمي ورضوان مجال األطرش khususnya berbeza-beza menjadikan isu ini sebagai satu masalah di mana tumpuan khusus perlu dilakukan. Adalah penting untuk mengenal pasti maksud sebenar "tingkah laku" dan perbezaannya dari dua perspektif; Shariah dan psikologi, lebih-lebih lagi dalam memahami kecelaruan-kecelaruan tingkah laku. Kajian ini adalah bertujuan megetahui bagaimana buku-buku Muslim tradisional menjelaskan kecelaruan tingkah laku dan bagaimana ianya dirawat dalam perbandingannya dengan kaedah ahli psikologi. Kajian ini mendapati bahawa definisi tingkah laku dalam buku-buku Muslim tradisional adalah bersifat umum dimana ia merangkumi semua tindakan manusia manakala definisi kecelaruan bersifat khusus. Persoalannya bagaimana kecalaruan tersebut merangkumi kesemua tindakan manusia seperti yang difahami oleh ahli psikologi, dan dari perspektif Shariah ia bukan merupakan satu konflik. Kata Kunci: Perilaku, Psikologi, Ilmu Shariah, Kecelaruan Psikologi, Kecealruan perilaku. املقدمة تقبع نتائج دراسة السلوك البشري على عمق بعيد تتناوله أيدي الباحثني والعلماء دون الوصول لدالالت قاطعة ال حتتمل اخلالف لتلك النتائج العلمية اليت مت استنتاجها هذا إذا ما قورنت نتائج الدراسات النفسية لإلنسان بدراسات العلوم الطبيعية املرتبطة ابلبيئة من حولنا أو تلك املرتبطة ابلتكوين اجلسمي لإلنسان وأجهزته فاجلانب النفسي للكائن البشري والذي ي عزى إليه السلوك الناتج عن اإلنسان ال يزال قيد دراسة حثيثة من علماء النفس ورغم التقدم العلمي الكبري الذي حيرزه العلماء يف مللمة ما يتعلق بدراسة السلوك اإلنساين إال أن العلماء أنفس هم يبنون يف أحايني كثرية تصورات جديدة ملباحث السلوك االنساين تغاير املاضي من النتائج او ختتلف عنها وهذا يعكس التعقد الشديد الذي يكتنف السلوك اإلنساين كما يعكس تعدد النظرايت يف فهم السلوك وكيفية نشأته والدوافع الكامنة وراء تشكله وصدوره من الكائن اإلنساين وسيقتصر هذا البحث على معاجلة تعريف ماهية السلوك وبيان املضطرب منه.
146 مصطلح السلوك واضطرابه بني علماء الشريعة وعلم النفس التعريف اللغوي للسلوك الس ل وك : أصله من مادة س ل ك مبعىن دخل واملسل ك : هو الطريق الذي يسري فيه اإلنسان جاء يف لسان العرب: "الس ل وك :مصدر س ل ك طريقا وس ل ك املكا ن ي س ل ك ه س ل كا وس ل وكا وس ل ك ه غ ي ر ه وفيه وأ س لكه إايه وفيه وعليه... والس ل ك ابلفتح: مصدر س ل ك ت الشيء يف الشيء فان س ل ك أ ي أ دخلته فيه فدخل "...وس ل ك ي د ه يف اجل ي ب والس قاء وحنومها ي س ل كها وأس ل ك ها: أ دخلها فيهما. 1 والسلوك عند علماء اللغة أيضا هو: التصرف أو السرية. 2 ومنه قوله تعاىل: ف اس ل ك ف يه ا م نك ل ز و ج ني اث ن ني ]املؤمنون: 27[. وقال النيب صلى هللا عليه وسلم:»م ن س ل ك ط ر يق ا ي ط ل ب ف ي ه ع ل م ا س ل ك ا لل ب ه ط ر يق ا إ ىل اجل ن ة«. 3 ومنه سلوك اإلنسان أي "سرية اإل نسان ومذهبه واجتاهه يقال: فالن حسن السلوك أ و سيئ السلوك". 4 وخنلص من مجيع ما ذكر هذه الدالالت للفظ سلوك وهي: التصرف والدخول والسرية واملذهب والطريق. 1 2 3 4 حممد بن مكرم ابن منظور االنصاري لسان العرب )بريوت: دار الكتب العلمية ط 2 2013 م( ج 6 ص 53. لويس معلوف اليسوعي املنجد االجبدي )بريوت: دار املشرق ط 4 د ت( ص 561. أخرجه الرتمذي يف سننه انظر: حممد بن عيسى بن س و رة بن موسى بن الضحاك الرتمذي أبو عيسى )املتوىف: 279 ه ( اجلامع الكبري سنن الرتمذي حتقيق: بشار عواد معروف )بريوت: دار الغرب اإلسالمي د.ط 1998 م( ج 4 ص 2646. أبواب العلم اب ب ف ض ل ط ل ب الع ل م رقم احلديث: 2646. وقال الرتمذي: هذا حديث حسن. إبراهيم مصطفى أمحد الزايت حامد عبد القادر حممد النجار املعجم الوسيط )مكتبة الشروق الدولية ط 5 2011 م( ص 463. ينظر أيضا: أمحد حممد عبد اخلالق معجم ألفاظ الشخصية )الكويت: جامعة الكويت ط 1 2000 م( ص 324.
147 سيف بن محود املقيمي ورضوان مجال األطرش مصطلح السلوك يف كتب الرتاث اإلسالمي ت تداول كلمة "السلوك" لدى علماء الرتاث االسالمي وغريهم من العلماء إال إنه من الضرورة العلمية لفهم املعىن االصطالحي ألي كلمة مح ل داللت ها على املعىن املراد منها عند أصحاب كل فن من العلوم إذ لكل علم من العلوم مصطلحاته العلمية اخلاصة به ولعلماء الشريعة داللتهم اخلاصة ملعىن كلمة "السلوك" واليت مع اقرتاهبا من املعىن اللغوي تظل متسمة ابلعمومية يف الداللة على مصطلح السلوك إذا ما قورنت مبا عند علماء النفس. يطلق مصطلح علم السلوك" على العلم املعين مبعرفة النفس ما هلا وما عليها من الوجدانيات ويسمى بعلم األخالق وعلم التصوف". 5 وقد وصف عبد العزيز الداخل هذا العلم أبنه "من أ ج ل علوم الشريعة وألئمة الدين من السلف واخللف عناية ابلغة به فهو لب العلوم وروحها وهو املقصود ابألصل وسائر العلوم إن مل تكن معينة عليه كانت وابال على صاحبها أو حجة عليه فهو العلم الذي حتصل به تقوى القلوب وهبجة النفوس وبرد اليقني ويندفع به كيد الشياطني وتعرف به أمراض القلوب وشفاؤها ومداواة النفوس وأدواؤها وسنن االبتالء وعدة السالكني" 6 وعند النظر يف داللة لفظ "سلوك" والربط بني السلوك والتصوف يف اإلرث اإلسالمي جند تشعبا كبريا يف الطرح بني قارن للفظ "السلوك" ابلتصوف وبني فار د ومميز له حيث ي ستنتج بعض الباحثني وجود استقاللية ألهل السلوك أو السلوكية عن التصوف كما أن بعض الباحثني يرى يف اتباع السلوك أو السلوكية اختالفا عن الصوفية 5 6 لويس معلوف اليسوعي املنجد االجبدي )بريوت: دار املشرق ط 4 د ت( ص 561. عبدالعزيز الداخل مقدمة وخطة منهجية متدرجة يف قراءة أو دراسة علم السلوك موقع صيد الفوائد متت االستفادة من املوقع بتأريخ 2018/9/1 الساعة 9:52 https://saaid.net/mktarat/alalm/110.htm.
148 مصطلح السلوك واضطرابه بني علماء الشريعة وعلم النفس والتصوف. 7 وذلك اإللصاق واإلقصاء بني ما نعتين به وهو لفظ "السلوك" وبني "التصوف" راجع إىل النظرة املتباينة يف تعريف التصوف واالختالف يف النشأة والتكوين وعالقة كل ذلك ابملصطلح واتباعه 8 ولكون هذا اخلالف ليس موضع أمهية هلذا البحث سوى ما حيمله من استخدام للفظ "سلوك" يف التعبري عن تلك الفئة فإنه من األجدى الرتكيز على االستخدام األقرب داللة للفظ "سلوك" من املعىن املراد لدى علماء النفس حيث يرى بعض املختصني يف علم النفس والرتبية أبن استخدام لفظ "سلوك" عند علماء الشريعة يقصد به "العمل" 9 إىل ومما يؤكد على استخدام لفظ "سلوك" للداللة على "العمل" حبسب الرؤية الشرعية حماولة احلازمي استخالص أنواع السلوك إىل عدة أقسام بناء على التحليل واالستنباط من كتب علماء الشريعة 10 حيث يورد البن تيمية إشارة أنواع السلوك وقال عنها )أعمال األبدان( وهي: ثالث درجات: ظامل لنفسه ومقتصد وسابق ابخلريات. وهذا التصنيف مأخوذ من قوله تعاىل: ث أ و ر ث ن ا ال ك ت اب ال ذ ين اص ط ف ي ن ا م ن ع ب اد ن ف م ن ه م ظ ا ل ل ن ف س ه و م ن ه م م ق ت ص د و م ن ه م س اب ق ب ل ي ر ات ب ذ ن ا لل ذ ل ك ه و ال ف ض ل ال ك ب ري 32[ ]فاطر: ورمبا كان استخالص احلازمي القول 7 8 9 شيخة بنت عبدهللا بن حممد املنذري شعر أيب مسلم البهالين بني التصوف والسلوك رسالة مقدمة الستكمال احلصول على درجة املاجستري يف اآلداب ختصص اللغة العربية كلية اآلداب والعلوم االجتماعية جامعة السلطان قابوس يونيو 2005 ص 32. يطلق البعض "أهل السلوك" على الصوفية ينظر: علي بن عبدالرمحن بن حممد العمراين نصيحة املريد يف طريق أهل السلوك والتجريد )بريوت: دار الكتب العلمية ط 1 2005( و ينظر أيضا : عماد الدين الواسطي قواعد يف السلوك إىل هللا تعاىل أو السري على املنهاج )بريوت: دار البشائر ط 1 2014(. احلسني جرنو حممود جلو أساليب التشويق يف القرآن الكرمي )دار الرسالة دار العلوم اإلنسانية ط 1 1994( ص 37. 10 عبدالرمحن بن سعيد احلازمي أنواع السلوك اإلنساين مت نشره يف 17/1/2016 2018/9/1 الساعة 10:12 صباحا من موقع األلوكة الرابط: http://www.alukah.net/culture/0/97538/#ixzz53fi3q562 مت االستخالص بتاريخ
149 سيف بن محود املقيمي ورضوان مجال األطرش أبن السلوك يراد به العمل بناء على تسمية الكتاب املشتمل على هذا التفصيل يف جمموع الفتاوى بكتاب علم السلوك. 11 وعند تتبع الكتاابت اإلسالمية الرتاثية حال تناوهلا ملصطلح "السلوك" فمن املهم بيان تلك اجلزئية املرتبطة بداللة األلفاظ على أن ال حي م ل علماء الرتبية وعلم النفس داللة لفظ "سلوك" مت استخدامه عند علماء آخرين ليدلل على نفس الداللة املستخدمة عندهم وذلك حىت ال ت شاب الدراسات بنقد أيخذ طابع العلمية نتيجة إغفال معرفة استخدام األلفاظ وبيان داللتها بني العلوم وميكن اإلشارة إىل أن عدم االنتباه هلذه اجلزئية جعل بعض الباحثني يف العلوم النفسية والرتبوية يتجه حنو القول أبن الداللة االصطالحية للفظ "السلوك" في املنظ ور اإلسالمي ال حتمل تعريفا مباشر ا له. 12 وعدم عثور بعض الباحثني على تعريف شامل كما يريده الباحثون يف علم النفس والرتبية للفظ "سلوك" يف صفحات كتاابت الرتاث اإلسالمي أمر بدهي إذ ختتلف طبيعة كل علم يف حبثه ملواضيعه وحيثياهتا ولكون مصطلح "السلوك" مل يكن احملور الذي يتضمن تلك االبعاد املتسعة من الدالالت اليت البد وأن يكتنفها اللفظ "سلوك"كما هي عند علماء النفس حيث جيعلون من السلوك حمورا تدور عليه أحباثهم فال يكاد خيلو طرح نفسي من ذكر اللفظ "سلوك" الذي يقوم علم النفس أساسا على دراسته. وقد أورد الدمهاين نقال عن النجار أن موضوع السلوك اإلنساين الكلي مل ينل االهتمام املناسب له يف الفكر اإلسالمي املوروث إال ماكان من جزيئات متفرقة يف ثنااي موضوعات أخرى ويف املقابل اجتهت أكثر جهود علماء األمة إىل دراسة احلكم الواقع 11 أمحد بن عبداحلليم بن عبد السالم ابن تيمية احلراين جمموع الفتاوى جملد 6 جزء 10 بريوت:دار الكتب العلمية ط 3 2012 ص.6 5 12 عماد عبدهللا الشريفني حيىي ضاحي شطناوي زكراي علي اخلضر تعديل السلوك اللفظي يف القرآن الكرمي اجمللة األردنية يف الدراسات اإلسالمية جامعة آل البيت اجمللد 9 العدد 1 ص 137.
150 مصطلح السلوك واضطرابه بني علماء الشريعة وعلم النفس على الفعل اإلنساين موضوعا ومنهجا وهو ما يسمى بعلمي الفقه وأصوله وتعترب األحكام الشرعية معايري تقييمية للسلوك. 13 ويؤكد اخلالصة اليت وصل إليها النجار واليت ذكرها الدمهاين على أن االجتاه الذي يسري عليه علماء الشريعة من حبث "السلوك" واملرادف يف إطالقه للفظ العمل ذلك التناول يف كتب الشريعة املؤصلة لألحكام الشرعية التكليفية ابعتبارها معيارا تقييميا للحكم على "العمل" ومن خالل األوصاف اخلمسة الواقعة عليه وهي الواجب واملندوب واجلائز واحملرم واملكروه كما هو مقرر يف كتب أصول الفقه. 14 وميكن أن خنلص مما مضى ابن إطالق لفظ "السلوك" لدى علماء الرتاث اإلسالمي يتسق مع الداللة اللغوية حيث حيمل معىن ما يصدر عن االنسان من عمل أو تصرفات أو ما يعرف عنه من تلك التصرفات لتكون سرية له ويعرف هبا وهلذا وجد استخدام لفظ "سلوك" يف الداللة على الطريقة أو األسلوب للوصول للغاية والوجهة اليت ينبغي قصدها عند أداء العبادات وهي وجه هللا دون غريه من االعتبارات وهو ما يسمى ابلسلوك أو علم السلوك. تعريف السلوك لدى علماء النفس جيد الناظر جل التعريفات اليت ت ذكر يف أدبيات علم النفس واليت تتعرض لبيان معىن داللة لفظ "سلوك" تدور حماورها غري انئية عن املعىن اللغوي وهو ما يصدر عن االنسان من عمل أو تصرفات لكن التوسع العلمي يف دراسة السلوك جعل من علماء 13 14 عبدهللا بن محدان الدمهاين محددات السلوك اإلنساني والتنظيمي من منظور ا سالمي 1998 رسالة ماجستري جامعة الريموك كلية الرتبية والفنون األردن. ص 4. عبدهللا بن محيد الساملي طلعة الشمس )سلطنة عمان: وزارة األوقاف والشؤون الدينية ط 1 2011( ص 434.
151 سيف بن محود املقيمي ورضوان مجال األطرش النفس ينحون إىل استخالص تعريفات أكثر مشوال واستيعااب يف بيان املراد من لفظ "سلوك" وميكن أن نعرض ذلك التوسع من خالل مناقشة بعضا من هذه التعريفات: ورد معىن سلوك behavior يف قاموس أكسفورد النفسي أبنه:"النشاط البدين للكائن احلي مبا يف ذلك احلركة اجلسدية العلنية والعمليات الغددية الداخلية واجلسدية األخرى واليت تشكل جمموع استجاابت الكائن احلي للبيئة من حوله" 15 و يف موسوعة علم النفس جاء تعريف السلوك أبنه "جممل االستجابة الكلية على الصعيدين احلركي والغددي اليت تصدر عن كائن عضوي إزاء أي وضع أو موقف يواجه هذا الكائن ويدعوه إىل القيام بردة فعل ما". 16 أو "هو النشاط الذي ميكن مالحظته يف االنسان واحليوان" 17 وميكن تعريفه ومن أيضا أبنه "االستجابة الكلية اليت يبديها كائن حي إزاء أي موقف يواجهه". 18 خالل حتليل هذه اجملموعة من التعريفات تربز تلك النقطة املشرتكة اليت ت عىن بدراسة السلوك يف عمومه فعلماء النفس ال يفرقون بني دراسة السلوك اإلنساين أو احليواين حيث يرى علماء النفس أن جممل التصرفات الصادرة من هذه املخلوقات أو الكائنات تشرتك يف الكثري من العوامل مما جيعل أمر دراستها شيئا مشرتكا فكل تصرف يصدر من الكائنات احلية يطلق عليه "سلوك" وقد استخلص مجلة من علماء النفس قواعدهم 15 Andrrew M. Colman, Oxford Dictionary Of Psychology, Third Edition, Oxford University Press.P84. 16 أسعد رزوق مراجعة: عبدهللا عبد الدامي موسوعة علم النفس )بريوت: املؤسسة العربية للدراسات والنشر ط 3 1987 م( ص 138. مت االستخالص 2018/1/8 الساعة 11:39. 17 http://www.dictionary.com/browse/behavior 18 ص 324. أمحد حممد عبداخلالق معجم ألفاظ الشخصية )جامعة الكويت: جملس النشر العلمي ط 1 2000(
152 مصطلح السلوك واضطرابه بني علماء الشريعة وعلم النفس يف فهم ودراسة السلوك من خالل تتبع سلوك بعض احليواانت يف خمتربات خاصة كمثل فئران سكنرSkinner وكالب ابفلوفPavlov وقرود هارلوHarlow. 19 يالحظ اشرتاك جممل التعريفات اآلنفة الذكر يف بيان أن السلوك ي عىن بتصرف الكائنات احلية: اإلنسان وغريه إال أن بعضا من تلك التعريفات مل يتعرض لتفاصيل يراها البعض أساسية لتحديد ماهية ذلك التصرف فتعريف السلوك أبنه جممل التصرفات يوضح أن كل ما يصدر عن الكائن سلوك لكن التساؤل املطروح: هل هناك فرق بني ما ميكن أن نالحظه من تلك التصرفات مما هو ظاهر على اإلنسان كاألكل أو الشرب أو ما ال ميكن مالحظته كهضم املعدة للطعام من هنا جاءت تعريفات أخرى حتاول أن تضيف شيئا من الشمول لكل ذلك وهذا يعكس مدى التوسع يف بيان داللة السلوك تذكر رمسية أبن "السلوك العام behavior والسلوك اإلنساين بوجه خاص هو كل نشاط يقوم به اإلنسان وميكن مالحظته أو مالحظة نتائجه ومبعىن آخر هو كل ما يصدر عن اإلنسان من استجاابت عقلية وحركية واجتماعية ونفسية ظاهرة أو غري ظاهرة واضحة للرائي أو مبهمة... ومن هنا كانت اإلشارات والتلميحات وحركة اليدين وإمياءة الرأس سلوكا ولغة يهتم هبا اآلن علماء اللغة وعلماء النفس واالجتماع واألنثروبولوجيا على حد سواء" 20 ويقول الغمري: "فالسلوك يتمثل يف األنشطة الظاهرة امللموسة كاالستيقاظ من النوم وتناول وجبة اإلفطار وقراءة الصحف والتوجه إىل العمل وإجناز بعض األعمال كما أنه يتمثل أيضا يف األنشطة غري الظاهرة أو غري امللموسة كالتفكري والتأمل واإلدراك. وبذلك يدخل حتت مفهوم السلوك 19 John Capitanio, Animal research: Serving a vital role in psychological science, مت االستخالص 2018/2/6 الساعة 16:55 January 2017, من موقع اجلمعية األمريكية لعلم النفس http://www.apa.org/ed/precollege/psn/2017/01/animal-studies.aspx via @APA 20 رمسية علي خليل السلوك اإلنساني والفهم العالمي جملة الدارة السعودية مج 8 عدد 3 يناير/ ربيع الثاين 1983 ص.190
153 سيف بن محود املقيمي ورضوان مجال األطرش األنشطة العقلية والفسيولوجية اليت بداخل الكائن احلي ذاته أي أن السلوك يشمل ورغم مشول التعريفني السابقيني للكثري مجيع أنشطة الكائن احلي الداخلية واخلارجية" 21 مما يصدر عن اإلنسان إال إهنما ملا يتعرضا للحركات الالإرادية ويعد تعريف الدخيل للسلوك أكثر مشولية إذ متت صياغته ليستوعب يف نظره العمليات اجلسمية الطبيعية حني ت ؤدي بعض أجهزة اجلسم وظائفها الالإرادية حيث يقول: "إننا نعتربكل نشاط يقوم به اجلسم سلوكا فكل حركة يؤديها اجلسم سواء تلك اليت نشعر هبا أو تلك اليت ال نشعر هبا نعتربها سلوكا فدقات القلب سلوك وحركة املعدة سلوك وحترك أي عضلة صغرت أم كربت سلوك. كما أن النشاطات الذهنية ت عترب سلوكا كذلك فالتفكري والتصور والتخيل والتفسري واألحالم واإلحساسكلها أنواع من السلوك. وكذلك الكالم وما مياثله ويظهر جليا يف هذا التعريف االتساع ليشمل مثل الصراخ واإلشارة أنواع من السلوك" 22 السلوك اإلنساين كل نشاط إنساين إرادي وغري إرادي مما يصدر عن اإلنسان وهبذا يظهر أن السلوك اإلنساين يوصف أبنه نظامكلي مركب من ثالثة جوانب مهمة : 23 1- جانب معريف )عقلي( يتعلق ابلفهم واإلدراك والتصور والتخيل...اخل من العمليات العقلية. 2- جانب انفعايل )شعوري( ويشتمل على األحاسيس واملشاعر كالفرح واحلزن واخلوف والقلق...اخل. 3- وجانب حركي ويشمل ما يصدر عن االنسان من حركات أو أقوال كالقيام والقعود واالبتسامة أو البكاء أو الصراخ...اخل. 21 22 23 إبراهيم الغمري السلوك اإلنساين )القاهرة: مكتبة األجنلواملصرية د. ط 1983( ص 17 18. عبد العزيز بن عبدهللا الدخيل سلوك السلوك مقدمة في ا سس التحليل السلوكي ونماذج من تطبيقاته )القاهرة: مكتبة اخلاجني ط 1 1990( ص 16. موسى جربيل نزيه محدي نسيمة داود صابر أبو طالب التكيف والرعاية الصحية )القاهرة: الشركة العربية املتحدة للتسويق والتوريدات دون طبعة 2009( ص 66.
- 154 مصطلح السلوك واضطرابه بني علماء الشريعة وعلم النفس ويعكس هذا التوسع يف مشولية تعريف السلوك حماولة فهم هذه النشاطات وهناك مناقشات متعددة والقدرة على التمكن من متابعتها وتطوير طرق للتحكم هبا. 24 يف إطار تعريف السلوك رمبا جعلت بعضا من تلك التعريفات ت رك ز على ذكر بعض العناصر يف السلوك لكوهنا متثل حمورا مهما يف السلوك جيب العناية به من وجهة نظر علماء النفس وميكن تلخيص تلك املناقشات على النحو اآليت: السلوك عبارة عن مثري واستجابة: 25 يربز اجتاه لدى أدبيات علم النفس يتم الرتكيز فيه عند تعريف السلوك على إظهار أثر البيئة على السلوك يف كونه استجابة ملثري ما أو بتعبري آخر هو عبارة عن ردة فعل حيث يعرفه البعض ب " كل األفعال والتصرفات واالستجا بت عن اليت تصدر عن الفرد يف مواقف احلياة املختلفة إذن ميكن اعتبار السلوك اإلنساين حمصلة التفاعل بني خصائص الفرد وطبيعة املوقف الذي يعيشه. لذلك ختتلف تصرفات الفرد من وظيفة ألخرى ومن منظمة ألخرى" 26 وينقل اخلطيب Johnston and Pennypacker ب "أنه البد أن أيخذ التعريف العلمي للسلوك التفاعل القائم بني اإلنسان وبيئته بعني االعتبار وأن يشري إىل أن هذا التفاعل هو عملية 27 متواصلة ". ملثري ومع كون مجلة من علماء النفس يشريون إىل كون السلوك عبارة عن استجابة إال أهنم خيتلفون يف العوامل املرتبطة بتلك االستجابة بناء على خلفيتهم العلمية 24 25 عبد العزيز بن عبدهللا الدخيل سلوك السلوك مقدمة في ا سس التحليل السلوكي ونماذج من تطبيقاته )القاهرة: مكتبة اخلاجني ط 1 1990( ص 16 17. 26 27 هناك إشارة مهمة لعدم اكرتاث املدرسة السلوكية يف علم النفس مبا حيدث من عوامل داخلية بني املثري واالستجابة كاجلوانب العقلية والفسيولوجية. ينظر: حممد زيعور السلوك والقياس الشخصي )بريوت: شركة رشاد برس د ط د ت( ص 23. هدى حممد علي االتجاهات الحديثة في السلوك اإلنساني جملة إدارة االعمال مصر 1999 م ص 29. مجال اخلطيب تعديل السلوك القوانني واإلجراءات )األردن: اجلامعة األردنية ط 1 1987 م( ص 15.
155 سيف بن محود املقيمي ورضوان مجال األطرش الناشئة من القواعد العلمية اليت يتبنوهنا يف فهم السلوك فمنهم من يرى أبن املثري واالستجابة الناشئة عنه هي ظاهرة قائمة بذاهتا لتشكيل السلوك فالسلوك "عبارة عن جمموعة من االستجاابت العصبية اليت تتكون لدى االنسان مث تعمد اجهزته اجلسمية املعنية بتنفيذها...إن االستجاابت العصبية اليت تتكون لدى االنسان هي استجاابت لألشياء املختلفة احمليطة به أي إهنا تتكون بفعلها وعلى أساسها سواء أكانت هذه املؤثرات طبيعية أو مؤثرات اجتماعية. ومن البدهي أنه لوال مثل هذه املثريات فإن االستجابة العصبية ال تتكون ومن مث ال تظهر إذ أن لكل مثري استجابة خاصة به تتكون عرب مراحل معينة واثبتة حيث أن هذه االستجابة تبقى كامنة عند االنسان مث تظهر فيما بعد عند ظهور املثري الذي كوهنا... إن سلوك االنسان يتم يف البيئة الطبيعية واالجتماعية احمليطة به وهو ما يعرب عنه_يف الغالب_ أبنه نتاج لتفاعل االنسان مع البيئة احمليطة به. وبذلك فإن مسألة معرفة عناصر السلوك أو شروطه تستلزم األخذ بعني االعتبار مجلة املثريات املختلفة واليت متثل مبجموعها أشياء البيئة الطبيعية واالجتماعية احمليطة ابإلنسان ألن استجاابت اإلنسان الدماغية ما هي إال انعكاس حي هلا فاملثريات شرط الزم إلحداث أو تكوين السلوك مبعية اإلنسان". 28 - السلوك يتجه حنو التكيف: من علماء السلوك من يرى أبن فهم السلوك ال يعتمد على العوامل الظاهرة من املثري واالستجابة رغم كوهنا مظهرا لتشكل السلوك ينادي بدراسة السلوك بوصفه ولكن هناك عمليات أخرى داخلية "فاالجتاه السلوكي 29 ظاهرة قائمة حبد ذاهتا بينما ال تويل نظرايت علم النفس التقليدية اهتماما خاصا به ألهنا تنظر إىل السلوك على أنه جمرد عرض لعمليات وصراعات نفسية داخلية." 30 28 )بتصرف(. 29 30 جاسم كرمي حبيب رسالة يف تفسري السلوك البشري )بغداد: مطبعة عصام د ط 1982 م( ص 15 تسمى يف اإلجنليزية ب Behaviorism مجال اخلطيب تعديل السلوك القوانني واإلجراءات )األردن: اجلامعة األردنية ط 1 1987 م( ص 15.
156 مصطلح السلوك واضطرابه بني علماء الشريعة وعلم النفس ويظهر اجتاه الذين يعتنون ابلعوامل الداخلية املشكلة للسلوك لدى املدرسة النفسية التحليلية املعرفية Psychoanalysis Cognitive psychology اليت ترجع السلوك للغرائز 31 وكذلك املدارس النفسية اليت ترجع السلوك للتفكري والعمليات العقلية 32 وهذا ما ميكن استنتاجه من حيث تركيز بعض التعاريف للسلوك على ذكر ألفاظ التكيف والتأقلم يف التعريف لبيان مقدار العناية بتلك العمليات الداخلية ف " السلوك البشري يف حقيقته عملية مواجهة لإلنسان يف املواقف املختلفة اليت يتعني عليه أن خيتارها منذ طفولته وحىت مماته والوجود البشري هبذا املعىن ما هو إال نوع من األقلمة املستمرة بني األحاسيس والغرائز واالنفعاالت" 33 وعند النظر هلذا التعريف يظهر بوضوح تفسري الصراع الداخلي بني األحاسيس والغرائز واالنفعاالت للبحث عن األقلمة والتكيف وميكن اعتبار هذا التفسري أبنه األقرب الجتاه املدرسة التحليلية Psychoanalysis اليت يرتأسها فرويد Freud ورغم وجود تشابه بني املدرسة التحليلية واملدرسة املعرفية Cognitive psychology يف االهتمام ابلعوامل الداخلية املسببة للسلوك وعدم االكتفاء ابلنظر يف املثري واالستجابة إال أن املدرسة املعرفية تركز على اجلوانب العقلية وعمليات التفكري ابعتبارها هي املسؤول عن السلوك وهبذا يتم تعريف السلوك بربط ردة الفعل ابلتكيف مع عمليات التفكري يقول غالب: "والسلوك ي عين بنظر بعض علماء النفس كل رد فعل فسيولوجي أو نفسي يتألف من التبادل اجلاري بني البنية والوسط او يدخل ينظر أيضا : اسامه فاروق مصطفى العالج )عم ان: دار املسرية ط 1 2011 م( ص 36. مدخل إىل االضطرا بت السلوكية واالنفعالية: األسباب- التشخيص 31 روبرت اني السلوك اإلنساين ثالث نظرايت يف فهمه ترمجة: أمحد إمساعيل صبح و منري فوزي )اجليزة: هال للنشر والتوزيع 2008 م(. 32 33 آرون بيك العالج املعريف واالضطرا بت االنفعالية )القاهرة: رؤية للنشروالتوزيع ط 1 2015 م( ص 19. حامد عبدهللا ربيع مقدمة يف العلوم السلوكية )دمشق: دار اجلليل ط 2 1980 م( ص 57.
157 سيف بن محود املقيمي ورضوان مجال األطرش ضمن هذا التبادل وذلك من حيث أتثري وتعديل البنية للوسط والوسط للبنية كما هو احلال يف االدماج واملواءمة او التكيف". 34 - يتأثر السلوك بفسيولوجيا اجلسم اإلنساين : 35 هناك اعتبار مهم آخر يركز عليه علماء النفس يف تعريف السلوك وذلك من خالل إبراز التأثريات اجلسمية الصادرة من اجلهاز العصيب أو الواقعة عليه وأتثري الغدد على اإلنسان حملاولة فهم السلوك لذا مل تغفل تلك التعريفات عن التعرض لذلك األثر عند حبثها للسلوك حيث يعرف حبيب السلوك بقوله: "هو عبارة عن جمموعة من االستجاابت العصبية اليت تتكون لدى االنسان مث تعمد أجهزته اجلسمية املعنية بتنفيذها..." 36 ويف تعريف آخر: "يقصد ابلسلوك Behavior بوجه عام أنه عبارة عن االستجاابت احلركية والغددية أي االستجاابت الصادرة عن عضالت الكائن احلي أو عن الغدد املوجودة يف جسمه" 37 ويشدد بعض علماء السلوك يف اعتبار األسس العصبية والفسيولوجية لكوهنا حمورا مهما يف فهم السلوك يقول حواشني: "إذا أردان فهم السلوك البشري علينا أوال أن نتعرف ولو بدرجة متواضعة إىل القوى واألجهزة اليت تضبط بعض العمليات البيولوجية ابإلضافة 34 35 مصطفى غالب السلوك )بريوت: دار ومكتبة اهلالل د.ط 1985 م( ص 12. فيسيولوجيا :Physiology هو علم وظائف األعضاء هو دراسة وظيفة طبيعية داخل املخلوقات احلية. وهو قسم فرعي من علم األحياء يغطي جمموعة من املواضيع اليت تشمل األعضاء التشريح اخلالاي املركبات البيولوجية وكيف تتفاعل مجيعها جلعل احلياة ممكنة. ينظر: Tim Newman, Reviewed by Deborah Weatherspoon, brief introduction to physiology, Last updated:fri 13 October 2017 مت استخالص املعلومة من موقع أخبار اليوم الطبية /https://www.medicalnewstoday.com بتاريخ 2018/2/11 م الساعة 9:39. 37 جاسم كرمي حبيب رسالة يف تفسري السلوك البشري )بغداد: مطبعة عصام د. ط 36 ص 28. 1982 م( ص 15. نقال عن الغمري العيسوي عبدالرمحن دراسات سيكولوجية )مصر: منشأة املعارف اإلسكندرية 1970 م(
158 مصطلح السلوك واضطرابه بني علماء الشريعة وعلم النفس للرتكيب الفسيولوجي للجسم وما لدورمها يف تعديل السلوك..." 38 ويعد اجلهاز العصيب من أبرز األعضاء أتثريا على األداء املعريف والتعلم والسلوك. 39 ومن خالل تتبع مجيع التعريفات السابقة اليت متت مناقشتها للسلوك ميكن القول أبن علماء النفس قد توسعوا يف حبثهم للسلوك والعوامل املرتبطة به لغرض دراسته إذ كل منهج يعتمد على نظرية خاصة ابلسلوك وماهيته وهناك العديد من تعريفات السلوك العلمية والفلسفية وتوافق اآلراء على تعريف واحد ضئيل 40 لكن اجلميع يتفق على تعقيد السلوك وأبن كنه السلوك ال ميكن دراست ها إال يف إطار من املراحل واملستوايت يقول غالب: "واملهم هو أن السلوك ال ي درس وي بحث يف صوره البسيطة وإمنا يدرس يف مراحله ومستوايته املعقدة وحدها وابتداء من صورة السلوك املعقدة ومراحله البالغة التعقيد نرتد إىل عناصره البسيطة ونعود فنتقدم من عناصره البسيطة لنتوجه ابجتاه مستوايته العليا مرة أخرى. ومن خالل عملية الذهاب واإلايب بني الصورة املعقدة والعناصر البسيطة يف السلوك نتوصل إىل معرفة حقيقة بنائه" 41 وضمن هذا السياق يقول سعد: "ومما ميكن أن نقوله يف هذا اجملال أن السلوك اإلنساين أو السلوك البشري هو يف ظاهره سهل ممتنع أي من السهل أن تتوقع أن يسلك اإلنسان ولكن من "املمتنع" أو من الصعب أن تتوقع نوعية السلوك الذي سوف يسلكه ويقدمه ال ألن النفس البشرية ذات تركيب صعب معقد فقط وال ألنه من غري املمكن أن تتنبأ 38.68 ص )2005 مفيد جنيب حواشني زيدان جنيب حواشني إرشاد الطفل وتوجيهه )عم ان:دار الفكر األردن عمان ط 2 39 Travis S Patterson, The Influence of the Nervous System on Human Behavior, مت استخالص املعلومة من موقع الساعة 9:58 June 15, 2016, https://owlcation.com/stem/human-behavior-and-the-influence-of-the-nervous- System 40 On defining behavior: Some notes, Filipe Lazzeri, P65. 41 مصطفى غالب السلوك )بريوت: دار ومكتبة اهلالل د. ط 1985 م( ص 11.
159 سيف بن محود املقيمي ورضوان مجال األطرش بسلوك اإلنسان يف يسر وسهولة فحسب بل ألن العالقة بني نوعية السلوك اإلنساين وبني مسبباته ما زالت يف حاجة إىل كثري من البحث والتدقيق". 42 بيان املضطرب من السلوك ليس كل ما يصدر عن االنسان من سلوك ميكن أن ي صن ف على أنه سلوك سوي أو سلوك مقبول وحفاظا على أن يكون السلوك سواي انبثق عن علم النفس علم ي عىن بتقومي السلوك البشري إنه علم اإلرشاد أو العالج النفسي الذي تفرع عن علم النفس ليكون عوان لإلنسان على فهم االضطراب ووضع األسس العلمية لتقومي السلوك وتعديله وإذا ما قورن علم اإلرشاد النفسي بعلوم الشريعة اإلسالمية جند الشريعة الغراء ت عىن مبا يصدر عن االنسان من سلوك ابعتباره حمال لألحكام الشرعية فالشريعة متلك من القواعد واألسس اليت من خالهلا ي قي م سلوك اإلنسان حبيث حي ك م عليه أبنه سلوك سوي أو ليس كذلك وهو ما يسمى ابلسلوك املضطرب وهنا البد من بيان املقصود ابضطراب السلوك عندكال اجلانبني الشرعي والنفسي ليتسىن بعد ذلك اخلروج بنمط من املشرتكات اليت تؤدي لفهم معىن االضطراب بني العلمني. التعريف اللغوي لالضطراب جاءتكلمة االضطراب لغة تدل على حالة من عدم االستقرار وقد ورد ذلك يف لسان العرب قال ابن منظور:"اضطرب أمره: اختل وحديث مضطرب وأمر مضطرب" 43 كلها مبعىن وجود خلل يف الشيء. ويف املعجم الوسيط: "اضطرب حترك 42 43 سعد عبد الرمحن السلوك اإلنساين حتليل وقياس املتغريات )الكويت: مكتبة الفالح د.ت( ص 11. حممد بن مكرم ابن منظور االنصاري لسان العرب )بريوت: دار الكتب العلمية ط 2 2013( مج 1 ص 497.
160 مصطلح السلوك واضطرابه بني علماء الشريعة وعلم النفس على غري انتظام و ضرب بعضه ب ع ض ا". 44 مما سبق دل على أن مفهوم االضطراب لغة ينسب إىل احلديث واألمر وذلك حينما يكون فيه اختالل وعدم انتظام. اضطراب السلوك عند علماء الشريعة والرتاث اإلسالمي خيضع السلوك لتقييم علماء الشريعة من حيث كونه سلوكا مضطراب أم ال وقد تقدم أن إطالق لفظ "سلوك" عند علماء الشريعة يراد به مطلق العمل وعند اخلوض يف بيان السلوك السوي واملضطرب وآلية حتديد احلكم عليه من منظار الشريعة فإن بعض الباحثني ي ستنتج إطال ق "العمل الصاحل" عند علماء الشريعة ليكون مرادفا للفظ "السلوك املرغوب فيه" لدى علماء النفس بينما عبارة "العمل السيء" يف العلوم الشرعية يقصد هبا "سلوك غري مرغوب فيه" 45 أو بعبارة أكثر دقة عن سابقتها يف التصنيف الشرعي فإن احلكم على السلوك ابحلسن أو السوء أيخذ ابالعتبار مبا يتوافق مع الشريعة اإلسالمية أبنه سلوك حسن أما ما خيالف تعاليم الدين فيكون سلوكا سيئا 46. وقد يصل األمر إىل درجة أن يوصف ابلفساد كقوله تعاىل: و ال ذ ين ي ن ق ض ون ع ه د ا لل م ن ب ع د م يث اق ه و ي ق ط ع و ن م ا أ م ر ا لل ب ه أ ن ي وص ل و ي ف س د و ن يف األ ر ض ]الرعد: 25[. 44 د ت( ج 1 ص. إبراهيم مصطفى / أمحد الزايت / حامد عبد القادر / حممد النجار املعجم الوسيط )د.م: دار الدعوة د.ط.536 45 46 عماد عبدهللا الشريفني حيىي ضاحي شطناوي زكراي علي اخلضر تعديل السلوك اللفظي يف القرآن الكرمي اجمللة األردنية يف الدراسات اإلسالمية جامعة آل البيت اجمللد 9 العدد 1 ص 137. إميان احلياري مفهوم العقيد والشريعة والسلوك مت نشره يف 2017/10/9 مت استخالص املعلومة بتأريخ 2018/2/6 م الساعة 14:26 من موقع: http://mawdoo3.com/%d9%85%d9%81%d9%87%d9%88%d9%85_%d8%a7%d9 %84%D8%B9%D9%82%D9%8A%D8%AF%D8%A9_%D9%88%D8%A7%D9%84 %D8%B4%D8%B1%D9%8A%D8%B9%D8%A9_%D9%88%D8%A7%D9%84%D8 %B3%D9%84%D9%88%D9%83
161 سيف بن محود املقيمي ورضوان مجال األطرش ولذلك فإن نظرة علماء الشريعة اإلسالمية تنطلق من منطلق خيضع للقواعد الشرعية املستنبطة من القرآن الكرمي والسنة الشريفة وبقية مصادر التشريع فاحلكم على السلوك يف الشريعة اإلسالمية تعرتيه األحكام اخلمسة: وهي الوجوب والندب واجلواز وهي حمك ميكن من خالله أن ي ق ي م السلو ك بناء عليه ومع وجود والكراهة واحلرمة. 47 هذا التصنيف يبقى إطالق "االضطراب" على السلوك عند علماء الشريعة اطالقا غري مألوف أو غري متداول اللهم إال إن قوبل ابآللية اليت على أساسها تطلق األحكام الشرعية على السلوك )العمل( ليكون نظريا للسلوك غري املرغوب فيه أو املنهي عنه وبناء على هذا االعتبار ميكن أن ي طل ق على السلوك املوافق لألوامر اإلهلية أبنه سلوك سوي أو سلوك صحيح بينما يكون السلوك املخالف لألوامر اإلهلية سلوك شاذ أو سلوك مضطرب. االضطراب عند علماء النفس ي عىن علم النفس كثريا ابلنظرة الدقيقة والشاملة للسلوك والعوامل املرتبطة به حبيث حياول علم النفس استيعاب مجيع اجلوانب اليت هلا صلة يف تقرير احلكم على السلوك بكونه سلوكا سواي أو مضطراب وقد تقدم أن السلوك هو كل ما يصدر عن االنسان وقد يصدر عنه شيء غري مرغوب فيه فيجعله خارج دائرة السلوك السوي وهو ما يعرف عند علماء النفس ابلسلوك املضطرب أو االضطراب النفسي. و"يعد مفهوم االضطراب النفسي Mental( psychological or )disorder من املفاهيم السيكولوجية احلديثة نسبيا اليت دخلت إىل الرتاث السيكولوجي بديال عن مفهوم املرض النفسي( )Psychological or Mental Illness نظرا ملا هلذا املفهوم من 47 حممد بن علي بن حممد الشوكاين إرشاد الفحول إىل حتقيق احلق من علم األصول )مصر: دار السالم ط 4 )2013 ص.49
162 مصطلح السلوك واضطرابه بني علماء الشريعة وعلم النفس ويعترب تشخيص االضطراب النفسي وتصنيفه أمرا مهما ابلنسبة أثر نفسي سليب" 48 للصحة النفسية واالضطراب النفسي ميكن أن يكون اضطرااب يف ثالث جوانب من السلوك االنساين يف جانب السلوك العملي أو يف جانب التفكري أو يف جانب املشاعر 49 وميكن حدوث االضطراب من خالهلا على هذا النحو: 1- االضطراب يف اجلوانب املعرفية أو العقلية: ويالحظ ذلك من خالل وجود خلل يف التفكريكظهور الوساوس أو التخيالت. 2- االضطراب يف جانب املشاعر أو العاطفة: وحيدث هذا النوع من االضطراب من خالل وجود انفعاالت وأحاسيس تصنع خلال لدى الشخص كالشعور ابخلوف لفرتات طويلة دون سبب واضح أو أنه سبب غري منطقي ومثل ذلك القلق والتوتر الذي يالزم االنسان من دون شيء مسوغ منطقي لوجوده. 3- االضطراب يف جانب السلوك: يظهر هذا النوع من االضطراب على تصرفات الشخص املختلفة عن املعايري الطبيعية املقبولة يف احلكم على الفعل كمثل تلبس الشخص ابلسرقة أو ظهور ردود أفعال على من حوله تتسم ابلعدوان اللفظي أو اجلسدي. وقد عربت منظمة الصحة العاملية عن تلك االضطراابت من خالل صحيفة الوقائع الصادرة يف 2016 حيث جاء بياهنا كالتايل" توجد العديد من االضطراابت النفسية املختلفة ذات األعراض املختلفة. وتتسم هذه االضطراابت عموما بوجود مزيج من األفكار والتصورات والعواطف والسلوكيات الشاذة والعالقات غري الطبيعية مع اآلخرين" 50 48 49 50 انئل حممد عبد الرمحن موقع التحكم املدرك كمتنبء بلصحة النفسية واالضطراب النفسي لدى األطفال )مصر: جملةكلية الرتبية ابلزقازيق عدد 78 يناير 2013( ص 235 سامي حمسن اخلتاتنة مقدمة يف الصحة النفسية )عم ان: دار احلامد ط 1 2012( ص 171 مت استخالص املادة من موقع منظمة الصحة العاملية.
163 سيف بن محود املقيمي ورضوان مجال األطرش وينظر علماء النفس إىل تقيم السلوك املضطرب عن غريه بعدة اعتبارات وقد جاءت العديد من األنظمة اليت تقوم بتصنيف االضطراابت النفسية أمهها الدليل التشخيصي واإلحصائي لالضطراابت للطب النفسي 51 )DSM( 52 (APA) -1-2 النفسية الصادر عن الرابطة األمريكية وكذلك التصنيف الدويل لألمراض )ICD( 53 والصادر عن منظمة الصحة العاملية )WHO( 54 حيث تشري بعض املراجع يف تشخيص االضطراب إىل وجود أحد هذه العوامل أو بعضا منها للحكم على السلوك أبنه مضطرب: املعيار الذايت: ويعتمد هذا املعيار على األطر املرجعية للفرد إذ غالبا ما يبىن احلكم على السلوك من منطلق أفكاره وآرائه الذاتيه فيعتقد صحة السلوك املالئم لرغبته ويكون السلوك الشاذ هو خبالف ما يرغب وهو معيار غري موضوعي. 55 الذي يعيش فيه املعيار االجتماعي: فالسلوك السوي ما يتوافق مع قيم وعادات اجملتمع الشخص. والشاذ ما يعارض وخيتلف عما عليه اجملتمع وهلذا فإن احلكم على السلوك ابالضطراب أو الشذوذ قد خيتلف من جمتمع آلخر أو أحياان قد ي ستنكر سلو ك يف زمن أو وقت ما يف جمتمع من اجملتمعات وال يستنك ر. 56 يف زمن أو وقت آخر بتاريخ 2018/3/6 م الساعة 17:47 http://www.who.int/mediacentre/factsheets/fs396/ar/ 51 Diagnostic and Statistical Manual of Psychiatric Disorders 52 American Psychiatric Association 53 International Classification of Diseases 54 World Health Organization 55 56 إبراهيم سامل الصيخان االضطرا بت النفسية والعقلية: األسباب والعالج )عم ان: دار صفاء ط 1 2010( ص 17. وانظر: أسامه فاروق مصطفى مدخل إىل االضطرا بت السلوكية واالنفعالية: األسباب- التشخيص العالج )عم ان: دار املسرية ط 1 2011 م( ص 45. ص 280 مفيد جنيب حواشني زيدان جنيب حواشني إرشاد الطفل وتوجيهه )عم ان: دار الفكر ط 2 2005(
164 مصطلح السلوك واضطرابه بني علماء الشريعة وعلم النفس 3- املعيار اإلحصائي: يضع علماء النفس مقياسا يقوم على توزيع صفات الناس النفسية حبيث تكون مبثابة املؤشر الذي حيوي قطبني للداللة على وجود الصفة ويفرتض هذا املقياس أن تكون الصفات النفسية أو قيمة السلوك السوي جملموعة من الناس مرتكزة يف وسط املؤشر بني انعدام الصفة وشدهتا ولذا فإنه حيكم على السلوك أو الصفة النفسية ابالضطراب أو عدم السواء كلما ابتعدت عن القيم املتوسطة للمقياس حبيث ختالف ما عليه الوضع الطبيعي لعموم الناس 57 فمثال تتفاوت درجة الذكاء بني الناس من بني عباقرة شديدي الذكاء وضعفاء قليلي الذكاء لكن عموم الناس تتمركز درجة ذكائهم يف الوسط أي أن غالب الناس يعتربون من متوسطي الذكاء وهكذا يفرتض املقياس أن الناس يتفاوتون يف الصفات النفسية فالناس يقلقون مثال ولكن ال حيكم على القلق أبنه اضطراب ما مل يصل هذا القلق ملستوى يتجاوز فيه القيم الطبيعية اليت عليها عموم الناس فقد يكون القلق إزاء أمر ما شديدا وقد يكون يف اجلانب املقابل حيمل طابعا من عدم املباالة والدرجة املتوسطة هي القلق الطبيعي إزاء أمر ما. 57 ص 14 حسني فاحل حسني علم النفس املرضي والعالج النفسي )عم ان: مركز ديبونو لتعليم التفكري ط 1 2013(
165 سيف بن محود املقيمي ورضوان مجال األطرش صورة توضح التوزيع الطبيعي للذكاء بني الناس 58-4 سوء التكيف : 59 وهو تعبري عن مواجهة الشخص لصعوابت مع البيئة احمليطة من حوله كخوف الشخص من األماكن املرتفعة أو اخلوف من ركوب املصعد الكهرابئي أو ركوب الطائرة. وميكن استخالص بعض املؤشرات من العوامل السابقة للحكم من خالهلا على السلوك أبنه مضطرب وهي عدم القدرة على التعلم دون وجود مربرات أو عوامل صحية ميكن إرجاعها الختالل وظيفي يف بعض أجهزة اجلسم البشري وكذلك عدم القدرة على بناء عالقات مع األقران أو اآلخرين احمليطني ابلشخص أو عدم القدرة على احملافظة عليها أو صدور سلوك غري مناسب للمواقف العادية الطبيعية أو ظهور مزاج 58 http://www.rhsmpsychology.com/handouts/iq_distribution.htm 59 مت استخالص الصورة بتاريخ 2018/3/5 م الساعة 19:44 ص 15. حسني فاحل حسني علم النفس املرضي والعالج النفسي )عم أن: مركز ديبونو لتعليم التفكري ط 1 2013(
166 مصطلح السلوك واضطرابه بني علماء الشريعة وعلم النفس عام من الشعور ابلتعاسة أو االكتئاب 60.كما يشخص ويصنف االضطراب بناء على شدته من خالل املقاييس النفسية املعدة وفق معايري علمية واملدة الزمنية اليت يستغرقها االضطراب من بداية ظهوره يف املوقف لدى الفرد وحىت زواله يف نفس املوقف إضافة إىل عدد املرات اليت يتكرر فيها حصوله وجيب أن يؤدي ذلك االضطراب إىل حصول معاانة لدى الشخص أو إعاقة عن القيام أبداء واحد أو أكثر من واجباته. 61 ومع ذلك جيب التنبه "فليس كل معاانة لإلنسان هي اضطراب نفسي حيث ميكن أن يعاين االنسان خالل فرتة مؤقتة من مزاج مكتئب لكنه يزول بزوال سببه أما أو نوعا من االضطراب كمثل وفاة عزيز أو قريب استمراره فذلك الذي يعد مرضا" 62 قد تدفع ابلشخص إىل احلزن نظرا للتأثر الطبيعي هبذا املوقف لكن استمرار حزنه ألشهر طويلة وظهور آاثر احلزن عليه من اعتزال للناس وبعد عن القيام ابألعمال الطبيعية اليتكان الشخص يؤديها سابقا فهذه تعترب مؤشرات على وجود اضطراب. االضطراب بني الشريعة وعلم النفس احلكم على السلوك من حيث االضطراب وعدمه نظراتن متباينتان يف نواتج التصنيف بني علم الشريعة وعلم النفس بناء على التأصيل القائم للحكم على السلوك بني كال العلمني فلكل علم منهما قواعده اليت ميكن الرجوع إليها إلصدار حكم االضطراب فقد يكون السلوك مضطراب مبنظار نفسي وال جيد حمال للحكم عليه يف الشرع إال من خالل نواتج ذلك السلوك فالوسوسة مثال خواطر نفسية تعرب عن وجود اضطراب وقد ت وصل الفرد لسلوك مضطرب لكن الوسوسة نفسها معكوهنا اضطرااب ال ينظر إىل املوقعني االلكرتونيني اآلتيني: http://www.who.int/mediacentre/factsheets/fs396/en/ https://definitions.uslegal.com/m/mental-illness/ سامي حمسن اخلتاتنة مقدمة يف الصحة النفسية )عم ان: دار احلامد ط 1 2012 م( ص.171 ابملعىن سامي حمسن اخلتاتنة مقدمة يف الصحة النفسية )عم ان: دار احلامد ط 1 2012 م( ص.171 60 61 62
167 سيف بن محود املقيمي ورضوان مجال األطرش ميكن وصفها بوصف شرعي مامل تسفر تلك الوسوسة عن سلوك خيضع لدائرة احلكم الشرعيكحكم وقوع الطالق من قبل املوسوس مثال. وقد تقدم أن بعض الباحثني يستنتج القصد من استخدام عبارة "العمل السيء" يف العلوم الشرعية هو "سلوك غري مرغوب فيه" 63 وإذا ما قورن هذا اللفظ بلفظ االضطراب فليس من املألوف عند علماء الشريعة إطالق لفظ االضطراب على السلوك أو نسبته إليه على حد علم الباحث وإن مح ل إطالق لفظ االضطراب على السلوك على أنه خمالف للشريعة فذلك من قبيل التجوز ومحل بعض األلفاظ على بعضها للتعبري عن معاين لغوية عامة مشرتكة وبذلك يتقرر إمكانية أن ي ع رب عن العمل السيء أبنه سلوك مضطرب. ولكن تربز تساؤالت حول السلوك الذي يصنفه علم النفس على أنه اضطراب ورمبا ال يصادف حمال حلكم شرعي هل من املمكن أن يطلق عليه لفظ االضطراب وهل يعين ذلك أبنه إن و س م السلوك ابالضطراب فهو غري مقبول أو هو واقع ضمن السلوك املنهي عنه شرعا ولإلجابة على هذا التساؤالت البد من تقسيم االضطراب إىل أقسام: - اضطراب ال يصادف هنيا شرعيا : هناك اضطراابت ال تصادف هنيا شرعيا بل تعترب سلوكا حيتاج إىل عالج وإرشاد نفسي وميكن تقسيمها إىل ثالثة أقسام ابعتبار جوانب االضطراب سواءكان االضطراب على مستوى: أ- املشاعر كمثل اخلوف من األماكن املرتفعة أو املزدمحة. ب- أو كانت على مستوى اجلوانب العقلية: كحصول الوسوسة أو تشتت االنتباه. ج- أوكانت على مستوى السلوك العمليكاألرق وعدم القدرة على النوم. 63 عماد عبدهللا الشريفني حيىي ضاحي شطناوي زكراي علي اخلضر تعديل السلوك اللفظي يف القرآن الكرمي اجمللة األردنية يف الدراسات اإلسالمية جامعة آل البيت اجمللد 9 العدد 1 ص 137.
168 مصطلح السلوك واضطرابه بني علماء الشريعة وعلم النفس فهذه مظاهر لالضطراب ال حتمل حكما شرعيا وميكن أن ينظر إليها الشرع ابعتبارها اضطرااب أو مرضا نفسيا حيتاج إىل عالج وإرشاد نفسي. - اضطراب يصادف هنيا شرعيا : هناك اضطراابت ينهى عنها الشرع الشريف وميكن تقسيمها أيضا إىل ثالثة أقسام ابعتبار جوانب االضطراب: أ- فاالضطراب يف املشاعر كاحلسد واحلقد على اآلخرين منهي عنه شرعا. لقول النيب صلى هللا عليه وسلم:»و ال حت س س وا و ال جت س س وا و ال حت اس د وا و ال ت د اب ر وا و ال ت ب اغ ض وا و ك ون وا ع ب ا د ا لل إ خ و ا ان«. 64 ب- وكذلك االضطراب يف عمليات التفكري املتعلقة ابلشكوك وسوء الظن ابآلخرين هي أيضا مما ينهى عنه. لقوله صلى هللا عليه وسلم:»إ اي ك م و الظ ن ف إ ن الظ ن أ ك ذ ب احل د ي ث«. 65 ج- ويف جانب السلوك فإن العدوان على اآلخرين تلفظا أو ابليد يعترب اضطرااب منهيا عنه شرعا. لقوله صلى هللا عليه وسلم:»امل س ل م م ن س ل م امل س ل م و ن م ن ل س ان ه و ي د ه «. 66 وبناء على كل ما سبق يتقرر أبن اطالق لفظ االضطراب ميكن أن يتشارك فيه علم الشريعة مع علم النفس لكن قد يرى الشرع أبن بعض السلوك مضطرب ابعتبار النهي الشرعي كمثل أخذ املال الربوي وذلك بقوله تعاىل: و أ ح ل ا لل ال ب ي ع و ح ر م الر ب ]البقرة: 275[ أو توافق رجل وامرأة على عالقة جنسية من دون زواج لقوله 64 65 66 أخرجه البخاري يف صحيحه انظر: حممد بن إمساعيل أبو عبدهللا البخاري اجلعفي اجلامع املسند الصحيح املختصر من أمور رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وسننه وأايمه = صحيح البخاري حتقيق: حممد زهري بن انصر الناصر )د.م: دار طوق النجاة ط 1 1422 ه ) ج 8 ص 19 كتاب األدب اب ب م ا ي ن ه ى ع ن الت ح اس د و الت د اب ر رقم احلديث: 6064..10 أخرجه البخاري يف صحيحه انظر:كتاب األدب اب ب م ا ي ن ه ى ع ن الت ح اس د و الت د اب ر رقم احلديث: 6064. أخرجه البخاري يف صحيحه انظر: كتاب اإلميان اب ب امل س ل م م ن س ل م امل س ل م و ن م ن ل س ان ه و ي د ه رقم احلديث:
169 سيف بن محود املقيمي ورضوان مجال األطرش تعاىل: و ال ت ق ر ب وا الز ن إ ن ه ك ا ن ف اح ش ة و س اء س ب ي ال ]اإلسراء: 32[ بينما ال يراه علم النفس كذلك ابعتبار أن املعايري لالضطراب النفسية ال تشري إىل ذلك لدى بعض اجملتمعات كما أن بعض املعايري النفسية ترى االضطراب يف بعض السلوك اليت خيالف فيها الفرد عامة اجملتمع بينما ال يرى علم الشريعة ذلك كاعتزال املسلم للمجتمع املوبوء ابالختالط بني اجلنسني ميكن أن يعترب اضطرااب لدى البعض بناء على املعايري النفسية بينما ال يرى الشرع يف ذلك معىن لالضطراب. نتائج الدراسة متخض عن هذه الدراسة النتائج التالية: أ- يتحقق املعىن املشرتك للفظ "سلوك" بني علم الشريعة وعلم النفس من حيث كونه ما يصدر عن اإلنسان من عمل ولكن تظهر تفاصيل واعتبارات أخرى لدى علماء النفس هي أكثر توسعا حبيث ترتبط بتعريف السلوك بناء على نظرة كل نظرية يف تفسري السلوك بينما مل تكن تلك التفاصيل موضع حبث لدى كتب الشريعة وذلك مثل ربط السلوك ابملثري واالستجابة أو ربطه ابلتكيف أو العمليات املعرفية العقلية أو غريها من االعتبارات اليت تقدم حبثها. ب- مل يكن مألوفا يفكتب الرتاث الشرعي وسم السلوك ابالضطراب. ت- للشريعة معايريها التقييمية اخلاصة لوصف السلوك ابالضطراب من عدمه وتعترب األحكام الشرعية التكليفية اخلمسة إطارا حيتكم إليه يف تصنيف السلوك. ث- ال يوجد مانع من وصف السلوك ابالضطراب لدى الشريعة إن كان مما هو واقع حتت إطار احلكم الشرعي املنهي عنه. ج- تقر الشريعة بعض املعايري النفسية للحكم على السلوك أبنه مضطرب وال يوجد مانع من وصف السلوك ابالضطراب لدى الشريعة إنكان علم النفس يصنفه
170 مصطلح السلوك واضطرابه بني علماء الشريعة وعلم النفس بذلك شريطة أن ال يكون هناك تعارض بني علم الشريعة وعلم النفس يف املعيار الذي استخلص منه حكم االضطراب. ح- بناء على املعايري الشرعية قد يوصف السلوك أبنه مضطرب شرعا بينما ال يوجد اتفاق على ذلك من قبل علم النفس. التوصيات بناء على ما تقدم توصي الدراسة ابآليت: 1- العمل على حماولة أتطري املصطلحات يف قوالبها ومراعاة ارتباط تلك املصطلحات مبا يناسبها من علوم. 2- العمل على عدم تعميم لفظ مشرتك أو معىن مصطلح وجد يف علمني خمتلفني أو أكثر دون بيان الفارق بينهما. 3- أمهية أن يكون للمسلمني كتب نفسية مستقلة يصنفون من خالهلا االضطراب مبا يتناسب مع معايري احلكم الشرعي. 4- احلاجة إىل مزيد من الدراسات والبحوث التأصيلية اليت حتاول املزج بني علم الشريعة وعلم النفس لتأسيس إطار مرجعي ألسلمة العلوم اإلنسانية. املصادر واملراجع Ibrahim Al-Ghamri. Al-Suluk Al-Insani. Cairo: Maktabah Al-Anjlu Al- Misriyah, 1983. Ibrahim Salim Al-Saikhan. Al-IÌtirabat Al-Nafsiyah wa Al- Aqliyah: Al- Asbab wa Al- Ilaj. Oman: Dar Safa, 2010.
171 سيف بن محود املقيمي ورضوان مجال األطرش Ibrahim Mustafa, Ahmad Al-Ziyat, Hamid Abd Al-Qadir, Muhammad Al-Najjar. Al-Mu jam Al-Was it. Maktabah Al-Shuruq Al-Duwaliyah, 2011. Ahmad bin Abd Al-Halim bin Abd Al-Aalam ibn Btaimiyah Al-Harani. Majmu a Al-Fatawa. Bairut: Dar Al-Kutub Al- Ilmiyah, 2012. Ahmad Muhammad Khaliq. M ujam Alfaz Shakhziyah. Jami ah Al- Kuwait: Majlis Al-Nashr Al- Ilmi, 2000. Arun Baik. Al- Ilaj Al-Marifi wa Al-Idhtirabt Al-Infi aliyah. Cairo: R uyah li Al-Nashr wa Al-Tauzi a, 2015. Usamah Faruq Mustafa. Madkhal ila Al-Idhtirabat Al-Sulukiyah wa Al- Infi aliyah: Al-Asbab-Al-Tashkhis-Al- Ilaj. Oman: Dar Al-Maisarah, 2011. As ad Razuq. Muraj ah: Abd-Allah Abd Al-Daim. Mausu ah Ilm Al- Nafs. Bairut: Al-Muassasah Al-Arabia li Al-Dirasat wa Al-Nashr, 1987. Iman Al-Hiyari. Mafhum Al- Aq id wa Al-Shari ah wa Al-Suluk. Tamma Nashruhu fi 9.10.2017. Tamma Istikhlas Al-M alumah bi T arikh 6.2.2018. http://mawdoo3.com/%d9%85%d9%81%d9%87%d9%88%d9%85_ %D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D9%8A%D8%AF%D8%A9_ %D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D8%B9% D8%A9_%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D9%88%D 9%83 Sami Muhsin Al-Khatatinah. Muqaddamah fi Al-Sihhah Al-Nafsiyyah. Oman: Dar Al-Hamid, 2012.
172 مصطلح السلوك واضطرابه بني علماء الشريعة وعلم النفس Jasim Karim Habib. Risalah fi Tafs ir Al-Suluk Al-Bashari. Baghdad: Matb ah Isam, 1982. Jamal Al-Khat ib. T ad il Al-Suluk Al-Qawan in wa Al-Ijraat. Al-Urdun: Al-Jami ah Al-Urduniyah, 1987. Hamid Abd-Allah Rab i. Muqaddamah fi Al- Ulum Al-Sulukiyah. Dimashq: Dar Al-Jal il, 1980. Al-Husain Jarnu Mahmud Jalu. Asal ib Al-Tashwiq fi Al-Quran Al- Kar im. Dar Al-Risalah, Dar Al- Ulum Al-Insaniyah, 1994. Husain Faleh Husain. Ilm Al-Nafs Al-Mardhi wa Al- Ilaj Al-Nafsi. Oman: Markaz Dibono li T al im Al-Tafk ir, 2013. Rasmiyah Ali Khalil. Al-Suluk Al-Insani wa Al-Fhm Al- Alami. Majallah al-darah, Saudiah, 1983. Rubart Nae. Al-Suluk Al-Insani Thalath Nadhriyat fi Fahmihi. Tarjamah: Isma iel Subh wa Mun ir Fauzi. Al-Jizah: Halla li Al-Nashr wa Al- Tauz i a, 2008. Sami Muhsin Al-Khatatinah. Muqaddamah fi Al-Sihah Al-Nafsiyah. Oman: Dar Al-Hamid, 2012. S ad Abd Al-Rahman. Al-suluk Al-Insani Tahlil wa Qiyas Al- Mutaghayyarat. Al-kuwait: Maktabah Al-Falah. Shaikhah Bint Abd-Allah Bin Muhammad Al-Munziri. Sh ar Abi Muslim Al-Bahlani Baina Al-Tasawwuf wa Al-Suluk. Risalah Muqaddamah li Istikmal Al-Husul ala Darajah Al-Majester fi Al-Adab Takhassus Al-Lughah Al-Arabia, Kulliyah Al-Adab wa Al- Ulum Al- Ijtima iah, Jami ah Al-Sultan Qabus, 2005.
173 سيف بن محود املقيمي ورضوان مجال األطرش Abd Al-Aziz bin Abd-Allah Al-Dakh il. Suluk Al-Suluk Muqaddamah fi Ssas Al-Tahlil Al-Suluki wa Namazij min Tatb iqatihi. Cairo: Maktabah Al-Khanji, 1990. Abd Al-Rahman bin Sa ied Al-Hazmi. Anw a Al-Suluk Al-Insani. Tamma Nashruhu fi Al-Istikhlas bi Tar ikh 10.2018. http://www.alukah.net/culture/0/97538/#ixzz53fi3q562 Abd Al-Aziz Al-Dakhil. Muqaddamah wa Khuttah Manhajiyah Mutadarrijah fi Qira ah au Dirasah Ilm Al-Suluk. Mauq a Said alfawaid, Tammat Al-Istifadah min Al-Mauq;a bi T ar ikh: 1.9.2018. https://saaid.net/mktarat/alalm/110.htm ÑAbd Allah bin Hamdan Al-Dahmani. Muhaddadat Al-Suluk Al-Insani wa Al-TanÐimi min ManÐËr Islami. 1998, Risalah Majester JamiÑah Al- Yarmuk, Kulliyah Al-Tarbiyah wa Al-Funun, Al-Urdun. ÑAbd Allah bin Hamid Al-Salimi. TalÑah Al-Shams. Salatanah Oman: Wazarah Al-Auqaf wa Al-Shu on Al-Diniyah, 2011. Ali bin Abd Al-Rahman bin Muhammad Al-Umrani. Nas ihah Al- Mur id fi Tar iq Ahl Al-Suluk wa Al-Tajrid. Bairut: Dar Al-Kutub Al- Ilmiyah, 2005. Imad Al-Din Al-Wasti. Qawaid fi Al-Suluk ila Allah T ala au Al-Siyar ala Al-Minhaj. Bairut: Dar Al-Bashair, 2014. Imad Abd-Allah Al-Shar ifin, Yahya Dhahi Shatnawi, Zakariya Ali Al- Khidhar. TaÑdil Al-Suluk Al-Lafdhi fi Al-Quran Al-Karim. Al- Majallah Al-Urdniyyah fi Al-Dirasat Al-Islamia, Jami ah aal Al-Bait. Luwais Ma luf Al-Yasu i. Al-Munjid Al-Abjadi. Bairut: Dar Al-Mshriq. Muhammad bin Ali bin Muhammad Al-Shaukani. Irshad Al-Fuhul ila Tahqiq Al-Haq min Ilm Al-Ususl. Misr: Dar Al-Salam, 2013.
174 مصطلح السلوك واضطرابه بني علماء الشريعة وعلم النفس Muhammad bin Mukarram bin Manzur Al-Ansari. Lisan Al- Arab. Bairut: Dar Al-Kutub Al- Ilmiyah, 2013. Muhammad Zai ur. Al-Suluk wa Al-Qiyas Al-Shakhsi. Bairut: Shirkah Rashad Bars. Mustafa Ghalib. Al-suluk. Bairut: Dar wa Maktabah Al-Hilal, 1985. Mufid Najib Hawashin, Zaidan Najib Hawashin. Irshad Al-Ùifl wa Tawjihuhu. Oman: Dar Al-Fikr, 2005. Musa Jibr il, Naziyah Hamdi, Nasimah Daud, Sabir Abu Talib. Al- Takayyuf wa Al-Ri ayah Al- Sahiyyah. Cairo: Al-Shirkah Al-Arabiah Al- Muttahidah li Al-Tasweeq wa Al-Tauridat, 2009. Nail Muhammad Abd Al-Rahman. Mauq a Al-Tahakkum Al-Mudrik Kamtanba bi Al-Sihat Al-Nafsiyah wa Al-Idhtirab Al-Nafsi Lada Al- Atfal. Misr: Majallah Kulliyah Al-Tarbiayh bi Al-Zaqaziq, 2013. Hadi Muhammad Ali. Al-Ittijahat Al-Hadithah fi Al-Suluk Al-Insani. Majallah Idarah Al-A amal, Misr, 1999. Andrrew M. Colman, Oxford Dictionary of Psychology, Third Edition, Oxford University Press. Filipe Lazzeri, On defining behavior: Some notes, P65.from: Philosophical Communications, Web Series, No. 29, Dept. of Philosophy, Göteborg University, Sweden. John Capitanio, Animal research: Serving a vital role in psychological science, January 2017. Travis S Patterson, The Influence of the Nervous System on Human Behavior, June 15, 2016. Tim Newman, Reviewed by Deborah Weatherspoon, Brief Introduction To Physiology, Last updated:fri 13 October 2017